Professional Documents
Culture Documents
بحث القاعدة العامة والقاعدة المكملة
بحث القاعدة العامة والقاعدة المكملة
والقاعدة المكملة
مقدمــة
بعد أن عرفنا في السابق أن القانون باتفاق جمهور الفقهاء أنه يتميز بثلثاة
خصائص كونه قاعدة عامة مجردة وذات سلوك إجتماعي ومصحوبة بجزاء
تطرقنا أيضا إلى أنه ينقسم إلى قانون عام وقانون خاص .
سوف نتناول في بحثنا هذا إلى تقسيم القانون إلى قواعد آمرة وقواعد مكملة
وتبرز الهمية العلمية للموضوع وكيفية التفريق بين القواعد المرة والقواعد
الكملة أما الهمية العملية فتبرز من خلل تطبيق القواعد المرة والكملة في
القضاء وكذا ممارستها على الفراد وكسب قوتها اللزامية ومن هنا سوف نطرح
ومعايير التفرقة بينهما وكذا مرجع التفرقة والتي سنحاول بقد الستطاع
الوضــوع
المقصود بالقواعد العامـة
هي تلك القواعد التي تأمر بسلوك معين ،أو تنهي عنه بحيث ل يجوز
للفراد التفاق على خلفا الحكم الذي تقرره ،فإن هذا التفاق ل يعد به و يعتبر
باطل ،و يتضح من ذلك أن هذه القواعد تمثل القيود على حرية الفراد و هي
قإيود ضرورية لقإامة النظام العام في المجتمع ،و تفرض تحقيقا للمصلحة
العامة...
القاعدة التي تنهى عن القتل أو السرقإة أو التزوير أو الرشوة أو غير ذلك من
الجرائم.
القاعدة التي تأمر بأداء الخدمة الوطنية.
آمرة ل تجيز للشخص أن يتعامل في المال على أساس أنه سيرثه في
المستقبل ،فمثل هذا التعامل يعد مضاربة على حياة المورث.
فاستخدام اصطلحا القواعد المرة ل يعني أن كل القواعد التي ل يجوز
التفاق على مخالفتها و مخالفة الحكم الذي تقرره تتخذ صورة المر .فهناك
قإواعد تتخذ صورة النهي و تعد قإواعد آمرة ل يجوز التفاق على مخالفتها
كقانون العقوبات مثل:ا
القانون الذي ينهى عن ارتكاب الجرائم المختلفة ،و لذلك استعمل بعض
هي تلك القواعد التي تنظم سلوك الفراد على نحو معين ،لكن يجوز للفراد
التفاق على ما يخالفا حكمها ،و من الواضح أن هذه القواعد على خلفا القواعد
المرة ل تمثل قإيودا على حرية الفراد ،إذ يجوز لهم التفاق على خلفا ما
تقرره في تنظيم علقإاتهم في المجالت التي ل تمس فيها هذه العلقإات بمصلحة
عامة ،فالقواعد المكملة تنظم علقإات يترك تنظيمها في الصل لرادة الفراد و
لكن احتمال تصور إرادة الشعب عن تنظيم علقإاتهم سيشمل القانون على قإواعد
احتياطية يكمل ما اتفاقإات الفراد من نقص ،أي تنطبق حيث ل يوجد اتفاق على
خلفا الحكام التي تقررها تنظيما لمسائل تفصيلية كثيرا ما ل تنتبه الفراد التي
تناولها بالتنظيم في اتفاقإاته .
و من أمثلة القواعد المكملة ما يلي:
القاعدة التي تقرر أن الثمن يكون مستحق الوفاء في المكان و في الوقإت الذي
يسلم فيه المبيع ما لم يوجد اتفاق أو عرفا يقضي بغير ذلك.
القاعدة التي تفرض على المؤجر التزاما بصيانة المكان المستأجر ما لم
يقضي التفاق بغير ذلك.
القاعدة التي تجعل نفقات عقد البيع و التسجيل و نفقات تسليم المبيع على
المشتري ما لم يوجد اتفاق أو عرفا يقضي بغير ذلك.
فهناك قإواعد و ما يماثلها يجوز التفاق على خلفا الحكام التي تقررها.
فيمكن مثل التفاق على الوفاء بالثمن في وقإت لحق لتسليم المبيع أو التفاق على
تحمل البائع كل النفقات عقد البيع أو جزء منه.
و يطلق عليها بعض الفقهاء القواعد النسبية بالمقابلة لصطلحا القواعد المطلقة
الذي اقإترحوه على القواعد المرة ،و ل يعني جواز التفاق على خلفا أحكام
القواعد المكملة أن تتحول لقواعد اختيارية موجهة للفراد على سبيل النصح ،و
إنما هي قإواعد قإانونية بمعنى الكلمة لها صفة اللزام التي تميز قإواعد القانون و
قإواعد الخلق.
ملحظة:ا فيما يتعلق بالقواعد المكملة يجب أن يكون موضوع التفاق مشروع.
إذا كانت القاعدة القانونية المكملة هي التي يجوز للفراد التفاق على مخالفتها
فلماذا لم يترك لهم في بداءة أمر تنظيم علقإاتهم على النحو الذي يرغبون فيه ؟
أي ما هي الـغاية من وجـود هذه الـقاعدة التي تـتـرك حريـة مـخـالفـتها للفـراد
إن شاءوا ؟
إن الجابة عن هذا السؤال تكون من زاويتين:ا
الولى:
رغبة المشرع في جعل الفراد يستغنون عن البحث عن المسائل التفصيلية
التي تنظم علقإاتهم دفعته إلى إيجاد القواعد الكفيلة بحكم تلك العلقإات.
الثانية:
كثيرا ما قإد يكون الفراد على غير خبرة ببعض المسائل القانونية أو كثيرا ما ل
ينتبهون إلى تنظيم بعض المسائل التفصيلية أو أنه ل وقإت لديهم للبحث عن مثل
هذه التفصيلت فما عليهم سوى التفاق على المسائل الجوهرية و ترك ما عداها
من مسائل تفصيلية لحكم القواعد القانونية المكملة ،فالقاعدة المكملة تطبق حيث ل
يوجد اتفاق من الفراد على مسألة معينة ،فمن يرم عقد بيع مثل:ا ما عليه سوى
التفاق على المبيع و الثمن فقط ،أما ما دون ذلك من يبان لم كان تسليم المبيع و
زمانه و كيفية دفع الثمن و التزامات البائع بضمان الستحقاق ،أو بضمان العيوب
الخفية ،فكلها أمور وفرت القواعد المكملة على الفراد مشقة البحث عليها.
قوة اللزام في القواعد المكملة
سبق أن ذكرنا في خصائص القاعدة القانونية أنها قإاعدة ملزمة و ها نحن نقول
الن إن القاعدة المكملة يجوز التفاق على ما يخالفها أفل يوجد تعارض بين
ناحية إلزامية القاعدة القانونية و جواز مخالفة القاعدة القانونية المكملة ؟
و بعبارة أخرى هل تبقى القاعدة المكملة صفة القاعدة رغم إمكان الخروج على
أحكامها باتفاق ذوي الشأن؟
ل نزاع بيت الشرراحا في أن القواعد المكملة شأنها في ذلك شأن القواعد المرة
هي قإواعد قإانونية ملزمة و ليست قإواعد اختيارية يجوز للفراد مخالفتها مع عدم
التفاق على تنظيم آخر غيرها لحكم علقإاتهم ،غير أنهم بعد ذلك في كيفية
التوفيق بين حقيقة أن القاعدة المكملة قإاعدة قإانونية بالمعنى الصحيح و إمكان
مخالفة حكمها باتفاق الفراد.
فذهب بعض الفقهاء:ا إلى أن القواعد المكملة تكون اختيارية إبتداءا و ملزمة
انتهاءا .أي أن الفراد إلى إبرام العقد أحرار في التفاق على ما يخالفها .و في
هذه الفترة تكون القاعدة اختيارية بالنسبة إليهم و لكنهم متى أبرموا العقد دون أن
يستعملوا حقهم في التفاق على حكم آخر يخالفها فإنها تصبح ملزمة أي تنقلب من
اختيارية إلى ملزمة بمجرد عدم التفاق على ما يخالفها .
للتمييز بين هذين النوعين من القواعد أهمية بالغة ،و ذلك لما يترتب على اعتبار
القاعدة آمرة من إبطال التفاق المخالفا لحكمها و هو جزاء خطير الثر ل مجال
لعماله بالنسبة للقواعد المكملة إذ يجوز التفاق على خلفا الحكم الذي تقرره ،و
من ثم كان من الضروري التمييز بدقإة من هذين النوعين من القواعد لحصر هذا
الجزء في نطاق القواعد المرة.
و يمكن التمييز بين هذين النوعين من القواعد بوسيلتين:ا
المعيار اللفظي
وذلك بالرجوع إلى العبارات التي صيغت بها القاعدة و التي قإد تفصح عن
نوعها ،فتعتبر القاعدة آمرة إذا نصت على عدم جواز التفاق على ما يخالفها.
و تعتبر القاعدة مكملة إذا كانت عباراتها منتهية بالصيغة التالية:ا
)) ما لم يقضي التفاق بغير ذلك ،أو ما لم يوجد اتفاق أو عرفا يقضي بغير ذلك،
أو ما لم يوجد اتفاق أو نص قإانوني يقضي بغير ذلك.((...
المعيار المعنوي:
إن صياغة القاعدة القانونية ققد ل تنقبئ عقن صقفتها آمقرة أو مكملقة فيلقزم فقي هقذه الحالقة
البحث عن معيقار آخقر يمكققن عققن طريقققه التوصققل إلققى نققوع القاعقدة ،و هقذا المعيققار هققو
المعيققار المعنققوي ،و هققذا المعيققار ليققس حاسققما كالمعيققار اللفظققي أو المققادي فهققو تقققديري
مرن يساعد إلى حد بعيد على تحديد نوع القاعدة ،وذلك على أساس البحث فققي موضققوع
القاعدة ذاتها و مدى اتصقالها بالسقس الجاتماعيقة و القتصقادية و السياسقية القتي يققوم
عليها المجاتمع لمكان القول بأنها قاعدة آمرة أو مكملة.
و تسهيل للفصل في هذا المر درج الفقه على القول بأن القواعد القانونية تكون آمقرة إذا
تعلقققت موضققوعاتها بالنظققام العققام ordre publicأو بققالداب العامققة و تكققون مكملققة
إذا تعلقت بالمصالح الخاصة للفراد .
وترجع صعوبة تعريفا النظام العام تعريفا دقإيقا إلى أن فكرته مرنة غير محددة و
بمعنى أنها فكرة نسبية تتغير وفقا للمكان والزمان ,فهي تختلفا من مجتمع إلى
آخر وما يعتبر من النظام العام في مجتمع معين وفي زمن معين قإد ل يصبح كذلك
في زمن لحق و وذلك بعل تغير أسس المجتمع بتغير المبادئ والعقائد والمذاهب
الفكرية والجتماعية والسياسية السائدة فيه .
ول شك أن فكرة النظام العام التي تسود الدول التي تعتنق المذهب الشتراكي
تختلفا عن ذات الفكرة في الدول التي تعتنق المذهب الفردي:ا فحيث يسود المذهب
الشتراكي يكثر تدخل الدولة في الشؤون الخاصة ,فتتفرع بعض المصالح الخاصة
إلى مرتبة المصالح العامة الجديرة بالحماية فيتسع بذلك نطاق فكرة النظام العام ,
وتكثر تبعا لذلك القواعد المرة .فسيادة النظام العام الشتراكي في الدولة تؤدي
إلى ظهور نظام عام جديد هو ما يسمى بالنظام العام الشتراكي .وحيث يكون
المذهب الفردي هو السائد ,فإن الحرية الفردية تكون طليقة من القيود ,فتترك
للفراد حرية تنظيم علقإاتهم الخاصة ,ويسود مبدأ سلطان الرادة ,وتتقلص فكرة
النظام العام ,وتكثر بالتالي القواعد المكملة.
الخاتمة
ارجاو ان اكون قد وفقت في عرض مادة هذا التقرير عن القواعققد المقره والقواعقد المكملقة
وانهي تقرير بعرض مخطط بسيط والسموحه على التقصير
المراجع