Professional Documents
Culture Documents
التحليل التأملي للممارسة في خدمة المساعدة البيداغوجية 21 PDF
التحليل التأملي للممارسة في خدمة المساعدة البيداغوجية 21 PDF
إعداد
متفقد عام للتربية عمار اللموشي
1
اإلشكالية المطروحة
ايجابية المحاورة ؟ كيف نجعل منها فرصة لالرتقاء بأداء المدرس وتطوير
البيداغوجية.
2
الكفايات المهني ّة المستهدفة
الكفاية 1
الكفاية 2
أن يكون المساعد البيداغوجي متملكا آلليات التحليل التأملي للممارسة ليوظفها أثناء
بهدف مساعدة المدرس على التقييم الذاتي والتبصر في آدائه البيداغوجي لالرتقاء
بصناعته نحو األفضل.
الكفاية 3
3
مق ّدمة
يرتبط مفهوم التّحليل التأمّلي للممارسة بمفهوم التّمهين الذي تعرّفه )6991( M.Altetعلى أنّه "امتالك
تخول له أن يوظّف مختلف معارفه ومهاراته ومواقفه إليجاد حلول ناجعة
المدرّس مجموعة من الكفايات المهنيّة التي ّ
2
للوضعيّات اإلشكاليّة التي يتعرّض إليها أثناء انجازه لمهامّه التّعليميّة" .1ويقترح األدب التّربوي )6991( Paquay
نماذج من المدرّسين :المدرّس المثقّف /المدرّس التّقني /المدرّس الفاعل االجتماعي /المدرّس الشّخص /المدرّس
الحرفي /المدرس المتبصّر وهو الذي يعتمد على تجاربه الميدانيّة ويبني معارفه بفضل قدرته على تحليل ممارسته
تخول له مواجهة الوضعيّات اإلشكاليّة
البيداغوجيّة وهو أيضا من يؤسّس عمله على مجموعة من الكفايات المهنيّة التي ّ
التي تعترضه وإيجاد الحلول المناسبة لها بالنّجاعة والسّرعة المطلوبتين ويعتبر البراديقم التّكويني الذي ينضوي تحته هذا
النموذج من المدرّسين األكثر انتشارا اليوم في البحوث التّربويّة.
لماذا علينا أن نجعل من التّكوين في التّحليل التّأمّلي للممارسة حجر الزاوية في تكوين المكوّنين والمدرّسين
على حدّ سواء؟
يطور االستقالليّة والمسؤوليّة المهنيّة لدى المدرّسين؟
كيف يمكن للتّحليل التّأمّلي للممارسة أن ّ
كيف يمكن تطوير القدرة على التّحليل التأمّلي للممارسة لدى المدرّسين وكيف يؤثّر ذلك في ممارساتهم وفي
نتائج المتعلمين؟
ما هي الوسائل واألدوات والتّقنيات الميسّرة للتّحليل التّأمّلي للممارسة؟
4
ال ّتحليل التأملي للممارسة :مدخل مفهومي
أ -الممارسة :يعرّفها القاموس الفرنسي 0222 Larousseبكونها "تجربة أو عادة أو سلوك أو قدرة
نتجت بعد تدريب وتمرين" وتعرّفها )6991( M.Altetبأنّها تلك "التّجارب اليوميّة التي يعيشها المدرّس
والمرتبطة بسياقات معيّنة" .3و الممارسة البيداغوجية هي مجموع األفعال واألقوال التي تنتج في سياق محدد
(مؤسّساتي/قاعة درس /بالتّفاعل مع المتعلّمين /في إطار معرفي معيّن) حيث ال تنبع هذه الممارسات من فراغ
ولكن من معتقد بيداغوجي يكون في الغالب وعلى حدّ رأي المختصّين غير واع ( ) (Piaget, 1974ويرى
) (Perrenoud 2001أ ّن الممارسة البيداغوجيّة تتميّز بكونها:
-تندرج في إطار شبكة تواصل وعالقات متبادلة وتنجز ضمن تفاعل اجتماعي مكثّف.
-تن ّفذ في إطار مواجهة مع اآلخر.
-تنتمي إلى المجال العملي الذي ال يحقّق أهدافه إال بتوفير التّعاون النّشيط من قبل اآلخر وبفضل رغبة تحدثها
فيه.
ب-تحليل الممارسة :يعرف المعجم الحديث في التّربية ) (Legendre 1988التّحليل بكونه "تفكيك
محتوى إلى عناصره المكونة له والعمل على فحص عالقاتها ببعضها" ويعتقد ) (Perrenoud 1996أن
تحليل الممارسة ضامن لتعديلها وتقعيدها ومساعد على توفير الظّروف المالئمة لبروز التّفكير والتّأمّل ال ّذاتي.
ج -التأ ّمل :نقرأ في معجم ) (Larousse 2000ما يلي "تأمّل تأمّال األمر وفيه تدبّره وأعاد النّظر فيه
ليتحققه" ويرى )6991( Gauthier et alأن المدرّسين المتأمّلين في فعلهم وفي أجوبة تالميذهم يكونون
قادرين على تحديد عوامل النّجاح.
ووفق نظريّة الفعل المهني 4)6991( Schönيوجد مستويين للنّشاط التّأمّلي:
مستوى التّمشّي التّأمّلي أثناء العمل حيث يتم الت ُّ
َّفكر في العمل أثناء االنجاز. -
مستوى التّمشّي التّأمّلي حول العمل حيث يتم التّأمّل في الممارسة بعد أخذ مسافة من الممارسة تتيح -
للمدرس التّساؤل حول وجاهة الطّرائق المعتمدة والمحتويات المق ّدمة والقرارات المتّخذة من أجل تجويدها و
البحث عن حلول أجدى للمشاكل التي تستوجب مزيد التّمحيص بشكل يساهم في تحسين ممارسته المهنيّة
5
في تعريف التحليل التأملي
يرى بيرينو أن مفهوم التحليل التأملي يحيلنا على إيواليتين ذهنيتين في عالقة بالممارسة البيداغوجية :التأمل في
الممارسة أثناء إنجازها وبعد إنجازها .ويفيدنا بأنه أثناء اإلنجاز وفي خضم الفعل البيداغوجي يعوزنا الوقت للتأمل
المتبصر في أدائنا حيث يركز المدرس أساسا على اآلني والفوري والفجائي وغير المتوقع ويكون تبعا لذلك التفكير في
الفعل سريعا يهدف إلى اتخاذ قرار حيني دون الرجوع إلى رأي خارجي ,قرار ال يقبل التأجيل وال يحتمل التأخير.يمكن
القول إذن بأن التفكير أثناء الفعل يتطلب درجة من المهنية تجعل من المدرس رجل الموقف على حد قول بيرينو.إال أن
التأمل في الفعل التربوي خالل إنجازه يمثل نقطة االنطالق للتأمل فيه بعد إنجازه .بعيدا عن ضغوطات الفصل وتأثير
األولياء والمحيط المدرسي يتبصر المدرس فيما أنجزه ,في ما قام به من أنشطة وما أتاه من ممارسات .يتأمل في نتائج
عمله ليقيمه معدال طرائقه ومضامينه بهدف مزيد االستجابة النتظارات منظوريه .يتطلب التأمل في الممارسة بعد إنجازها
من قبل المدرس نوعا من التباعد النقدي تجاهها ليتقن ما سيقوم به الحقا على ضوء مساءلة أدائه والتبصر فيه للوقوف
على يتضمنه من نقاط قوة وأخرى تستدعي التعديل.
هكذا يوفر التأمل في الممارسة إنماء كفايات عملية في عالقة بتطوير أداء المدرس بالفصل وأخرى نوعية ذات صلة
بقدرة المدرس على مساءلة أدائه والوعي بالدوافع والمرجعيات المبررة لممارساته وسلوكاته وتوجهاته المهنية.يؤكد بيرينو
في هذا االتجاه على أن تحليل الممارسة يتطلب بالضرورة اإللمام ببعض القضايا النظرية التي تساعد على التقعيد
واالرتقاء بالممارسة إلى مستوى أفضل .
يمكن القول إ ذن بان تحليل الممارسة هو أداة منهجية للتأمل قي الفعل البيداغوجي وفق تدرج معين وإجراءات قي
عالقة بالفعل البيداغوجي المنجز وبالتحديد قي مستوى إشكالية عملية مرصودة بالفصل .ينجز التحليل بالرجوع لمختلف
النظريات السيكولوجية والبيداغوجية والتعليمية.
6
التحليل التأملي للممارسة :كيف؟
إن األمر ال يتمثل في وضع أنفسنا مكان المدرس حتى نفهم عوضه ولكن في حمله على إعادة بناء تصوره لمارسته
بكيفية تساعده على تعديلها في االتجاه المناسب .
ينجز التحليل التأملي وفق تدرج مرحلي يتضمن المحطات الرئسية التالية:
-دعوة المدرس لوصف ممارسته وذلك بتحيين لفضي لما قام به من مناشط وأنشطة وما أتاه من سلوكات
وتدخالت مع الحرص على حسن اإلنصات وعدم التدخل واالكتفاء برصد المقاطع الدالة في خطاب المدرس
بهدف استثمارها الحقا (.الصعوبات المثارة -مواطن القوة -مواطن التذمر-السلبيات – التساؤالت -الحيرة-
القلق -العزو)...
-تخير بعض المالمح اإليجابية والدالة في ما وصفه المدرس ودعوته لتبريرها وتعليلها بالرجوع إلى سندات نظرية
مع السعي دوما إلى مساعدته بواسطة أسئلة توجيهية في الغرض .
-توخي نفس التمشي بتخير بعض النقاط السلبية الدالة وحمل المدرس تدريجيا على التفطن إلى سبل تعديلها بعد
االهتداء إلى األسباب التي كانت وراء ذلك .محطة هامة تهدف أساسا إلى إيقاظ وعي المدرس لثغراته وإيالفه
تدريجيا التبصر في ممارساته في إطار تقييم ذاتي يتجه تدريجيا إلى الموضوعية المأمولة.
-حوصلة التحليل ومحاولة إعادة بناء الوضعيات وفقا للتعديالت المقترحة والمبلورة طوال المحادثة .تحليل أرقى
ينم على وعي المدرس بثغراته وسعيه إلى تبريرها موضوعيا بتحيين بعض المجلوبات النظرية والعملية في عالقة
بالممارسة البيداغوجية و الفعل التربوي ( .التنظير والتقعيد )
-توظ يف ما اتفق في شأنه ضمن وضعيات جديدة من أجل ممارسة أرقى .تجريب نشط للتأكد من انتقال أثر
التكوين والوقوف عمليا على تطور كفايات المدرس بحكم وعيه بممارساته وانخراطه الفعلي في ضرورة تعديلها
نحو األفضل.
7
ممي ّزات الممارسة ال ّتأ ّ
ملي ّة
إن السند النظري لتحليل الممارسة يتجاوز النظرية التحليلية بكل مفارقاتها وتعقيداتها لتتوسل بمجلوبات العلوم اإلنسانية
بمختلف تفريعاتها وتستنير بخبرة المكون وتجربته وتصوره لفعل التعلم وطبيعته وما يتطلبه من قدرة على الترميق واالرتجال
والتفاوض والتخطيط وما يحف به من ممارسات وردود فعل واعية وغير واعية .فتوظيف هذه األبعاد وأخذها بعين
االعتبار يمثل في حد ذاته مراشح تحليل تساعد على تحليل الممارسة البيداغوجية وتؤمن وجاهة التمشي المعتمد من قبل
المكون وصدقية التأويالت واالستنتاجات المبلورة .
ورغم أن المقارنة بين تحليل الممارسات البيداغوجية والتحليل النفسي لها حدود ال أنها تساعد على إدراك ما لتحليل
الممارسات من قدرة على سبر أغوار الوضعية التربوية بكل مكوناتها وبكل مفارقاتها .كما يكشف لنا على ازدواجية
نفسية المستهدفين بالتحليل باعتبار رغبتهم في تحسين ممارساتهم من ناحية ومقاوتهم لغير المألوف من ناحية أخرى
سيما إذا ما تعلقت فعاليات التحليل ببعض المناطق المحظورة والخفية في شخصية المدرس أو إذا المست ما هو
مسكوت عنه في مهنته.
فالممارسة التأملية إذن :
ليست تفكيرا سطحيّا. -
مقاربة منهجيّة مباشرة للواقع وللفصل. -
تستوجب تفكيرا منطقيّا وقدرة على المالحظة والفكر. -
متنوعة.
ترتكز على معارف ّ -
صورات األوليّة والحدوسات إلى بيانات أكثر تحليال.
تستهدف تحويل التّ ّ -
صورات إلى مالحظات دقيقة.
تستهدف تحويل التّ ّ -
صورات إلى تجارب معبّر عنها شفويّا أو كتابيّا.
تستهدف تحويل التّ ّ -
تستوجب استنفار معارف الفرد -
8
من سمات الممارسة البيداغوجية
• تتنزل ضمن شبكة تواصلية وعالئقية معقدة وتتم في إطار تفاعالت اجتماعية وبين شخصية مكثفة.
• تضعنا دائما في مواجهة اآلخر بكل ما لديه من مقاومة وردود فعل غير متوقعة.
• ال تحقق أهدافها إال باالنخراط الفعلي للطرف المقابل وتحريك سواكنه ( التلميذ).
• تتصل بمهنة التدريس وهي مهنة عسيرة حتى ال نقول مستحيلة .مهنة بقدر ما تصبو إلى تحقيق النجاحات
المأمولة يمكن أن تصاب بخيبة أمل وأن تعرف إخفاقات متتالية.
• تتم في فصول تتالقى فيها ثقافات متباينة ( طبقات اجتماعية مختلفة – شرائح عمرية وأجناس متعددة )...وهي
ثقافات مفروضة على الدارسين تؤثر في سلوكهم وردود فعلهم (.عدم تجانس المتعلمين وعدم تقارب انتماءاتهم
العائلية والثقافية )
• تستنفر كل المشاعر االنسانية ( الحب – التآزر -الوحدة -الشجاعة -الخوف -النرجسية – اإليثار -الغيرة-
حب السلطة -التشفي )...
• تستند في جزء كبير منها إلى اإلغواء واالنجذاب والعنف الرمزي لبلوغ مراميها.
• محملة بعالقة بالمعرفة تم بناؤها من قبل المربي منذ طفولته وبداية من تجاربه المدرسية المدرسية األولى(
المعتقد البداغوجي للمدرس) مما يؤثر حتما في كيفية تعامله مع الفعل التربوي.
• تسعى دوما أن تجد لنفسها مسلكا في خضم مجموعة متشابكة من التبريرات المغالطية للسلطة التعسفية على
األطفال بتعلة البحث عن مصلحتهم.
• تساعد أكثر من أية ممارسة مهنية أخرى على تفجير ما بداخل كل من المربي والتلميذ من أفكار وأحاسيس
واعتقادات .
• متأثرة بتصور األولياء وانتظاراتهم من المدرس والمدرسة .
• تنجز وفق سجالت ومرجعيات متداخلة .
• تستوجب بالضرورة التعاون مع عديد األطراف األخرى ( األولياء – محترفي العمل االجتماعي -أخصائيين في
التحليل النفسي – أطباء)...
• مرتبطة في قسط كبير منها بنوع من الرتابة والملل المتاتيان عن اجترار أنماط سلوكية وعادات يومية جعلت أحد
المدرسين المستجوبين من قبل Hubermanيقول " هل كتب علي أن أموت واقفا أمام السبورة
والطبشورة بيدي " Vais-je mourir debout ,une craie à la main , au tableau
? noir
مدعوة باستمرار إلى تقييم كفايات المتعلمين ومستوياتهم وبالتالي إلى صنع سلم امتياز ينصف البعض ويضطهد اآلخرين
9
التحليل ال ّتأ ّ
ملي :لماذا؟
تمثل المقابلة التوضيحية األداة التقنية المجسدة للممارسة التحليلية .وهي عملية لفظنة التجربة الشخصية للمدرس
بهدف إعادة وضع المدرس في السياق الذي كان فيه للكشف عن األسباب التي دفعته للقيام بذلك وتعرف المعارف
العملية التي يكتسبها .فالمعارف العلمية تكون عادة محاطة بأخرى يلتجئ إليها المدرس أثناء المقابلة التوضيحية وتسمى
معارف محيطة ( )satellitesوهي ليست في عالقة بالسياق .فالمقابلة التوضيحية تساعد على خرق تلك المعارف
المحيطة للوصول تدريجيا إلى المعارف العلمية التي وراء الممارسة البيداغوجية.
تقوم الممارسة التّأمّليّة على جدليّة التّعديل بين النّظري والتّطبيقي عن طريق النشاط الميتاعرفاني لتنمية القدرة على
تحليل الوضعيّات التّعليميّة بهدف تكوين المعلّم المتبصّر حيث يكون االنطالق من الممارسة نحو التنظير ثمّ إلى
الممارسة من جديد.
11
من بديهيات التحليل التأملي للممارسة
كيف نحمل المدرس على إعادة النظر في تصوره لممارساته واالنطالق منها لتعديلها وتطويرها نحو األفضل؟
كفايات المؤطر تكون في عالقة بقدرته على اإلصغاء وإعادة الهيكلة وسوس العالقة وتجاوز الذات وعدم
إصدار أحكام أي القدرة على التفاوض والمناورة الوظفية.
بحكم حرصه الدؤوب على إبراز الحقيقة البيداغوجية للممارسة يجابه تحليلها بمزيج بين الرغبة في التغيير
والمقاومة المتأتية من الخوف من التعري والدخول في مغامرة مجهولة العواقب .
ال تكمن أهمية تحليل الممارسة في تغيير مواقف المدرس وتعديل سلوكاته فحسب وإنما في تخليه على عادات
وممارسات ألفها فأمنت له نوعا من األريحية وأكسبته هوية تماهى معها إلى حد الرضى عن الذات وتوازن مهني
يمثل مصدر سكينته وتصوره اإليجابي لنفسه.
انخراط المدرس في لعبة التحليل التأملي يتطلب منه قبل كل شيء مصارعة النفس من أجل البحث على هوية
جديدة وتصور للذات يؤمنان له االنخراط الفعلي والوظيفي في الحياة المهنية
يعسر على المدرس أن يغير من نفسه ومن ممارساته بمفرده.وهي مفارقة تؤكد لنا أن تحليل الممارسة يوفر فضاء
للتفاعل وفرصا للتعبير عن الضغوطات وإخراجها من حيز الكمون إلى حيز الفعل ليقلص من حدتها ويبدد ما قد
تحدثه في الفرد من تشنج وانكماش وعزلة .
يتجاوز تأثير التخليل التأملي الفرد لتسليط الضوء على كيفية اشتغال المؤسسة بكل مكوناتها وتفاعالتها في
اتجاه تحكم أفضل في الموارد البشرية وإدارة مرشدة لمختلف الصراعات والمفارقات.
أثناء التحليل التأملي تتعدد الطرائق وتتنوع الكيفيات مما يدل على أنه يمثل تقنية مرنة و نشطة ومتحركة دوما
في اتجاه تغيير ما بالمدرس في مستوى ممارساته ومعتقده البيداغوجي.
11
صعوبات اللجوء الى التحليل التاملي
-عدم توفر الوقت الكافي للمدرس بحكم تعدد المواد وفرقعة المناشط المؤمنة يوميا من قبله في الفصل.
-فردانية مهنة التدريس وإحساس المدرس بالعزلة والوحدة وعدم رغبته في التفاعل مع اآلخر.
-الرتابة المتأتية على اعتماد نفس النماذج وتوخي نفس الطرائق وتوظيف نفس المناهج.
-تقلص فرص التكوين المستمر والعزوف الواضح على المطالعة والتكون الذاتي واالطالع على مستجدات علوم
التربية
-تفضيل التعامل مع المألوف والجوف من المغامرة.
تعقد الفعل التربوي ( مفارقات الممارسة البيداغوجية ) -
خاتمة
إذا ما سلمنا بأن تحليل الممارسة يهدف أساسا إلى جعل المدرس يعترف علنا بمحدودية أدائه ,فال بد أن نذكر بأن
التحليل متى أنجز بكيفية سوية يتنزه على البحث عن كبش فداء ويتجاوز تحميل المسؤولية ألي طرف كان ( تالميذ ,
مؤسسة ,أولياء )...إلى تمكين المدرس من التبصر في ذاته البيداغوجية وفي ممارساته الصفية ليؤمن تعديلها بنفسه بعد
اقتناعه بثغراته ونقائصه.فنجاح التحليل التأملي للممارسة البيداغوجية يتطلب بالتأكيد مصارعة النفس للحد من المقاومة
أال معقولة وتبديدها تدريجيا في البحث عن هوية بيداغوجية جديدة تتسم بالمهنية وتثمين الذات والطوق دوما إلى
االحتراف .
12