Professional Documents
Culture Documents
جواد العناني
20يوليو 2017
تعود على
ليس القصد من هذا المقال تداول قضية اقتصادية بعينها .ولكن عقلي العربي ،والذي ّ
الذاكرة والمقارنة والتصنيف ،هو الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال ،مدفوعا ً بالرغبة في
التعريف باالقتصاد من خالل األلوان التي يوصف بها.
ولعل من أول األلوان التي استخدمت لوصف االقتصاد هو األسود .ومع أن األسود ليس لوناً،
بل فنيا ً هو غياب الضوء ،ولكننا مجازا ً سوف نعتبره لوناً .ويشير االقتصاد األسود إلى االقتصاد
الذي يُتداول تحت األرض ،أو خلف أعين الحكومات ورقابتها وتشريعاتها .ومن األمثلة على
ذلك ما تقوم به المؤسسات اإلجرامية أو اإلرهابية ،واألفراد الذين يقومون باألعمال نفسها مثل
السرقة ،وتهريب األعضاء ،وإنتاج المخدرات وتوزيعها ،والمتاجرة بالرقيق األبيض ،والسالح،
وتهريب األطفال.
وأكثر من اهتم بهذا الموضوع في السنوات األخيرة هم االقتصاديون الهنود ،إذ تقدّر نسبة
االقتصاد األسود بنحو %35من الناتج المحلي اإلجمالي في الهند .ومن أفضل الكتب التي
اطلعت عليها في هذا المضمار كتاب آرون كومار "فهم االقتصاد األسود ،والمال األسود في
الهند" ،والمنشور هذا العام .2017
وقد بدأ رئيس وزراء الهند الحالي ،نارمندرا مودي ،بحملة شعواء ،بهدف القضاء على هذه
اآلفة ،أو تقليل وزنها قياسا ً إلى مجموع االقتصاد الهندي .ولكن هذا االقتصاد موجود في كل
الدول ،وباألخص في التي تشيع فيها الجريمة المنظمة وشبكات العصابات المعقدة.
أما االقتصاد األبيض ،فهو مصطلح حديث ،كان أول من استخدمه االقتصادي البريطاني،
دوغالس ماك ويليامز ،في كتاب "االقتصاد األبيض المستوي ،وكيف نقل لندن ومدنا ً أخرى إلى
المستقبل".
وقد استخدم كثيرون مصطلح األرض مستوية وليست كروية ،بعدما نجح قطاع تكنولوجيا
المعلومات واالتصاالت في تقريب المسافات والزمان بين أقطار الكرة األرضية ،وكأن كل
أجزائها على مستوى مسطح واحد ،وليس ثالثي األبعاد.
وقد استخدم ماك وليامز هذا المصطلح ليظهر أن االقتصاد األبيض المسطح أو ذا البعدين ،وهو
استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال بتطبيقاتها التي تتقاطع مع كل القطاعات االقتصادية
واالجتماعية والثقافية ،قد مكن مدينة لندن من النهوض من كبوتها االقتصادية بعد انفجار الفقاعة
االقتصادية عام ،2008وجعلها مدينةً زاخرة ً باألعمال والتجارة اإللكترونية والتعليم اإللكتروني
والخدمات الصحية والمصرفية ،وفي مجال المضاربة باألسهم والسلع واألوراق المالية
المختلفة.
أما االقتصاد األخضر ،فهو أيضا ً اصطالح ل ّما يمضي عليه أكثر من ربع قرن .ولقد برز أثناء
انعقاد قمة األرض في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل عام .1992وهو يشير إلى حسابات
الدخل القومي الصافية ،بعد اقتطاع نسبة األرقام في مقابل االستهالك الذي يجري في الموارد
الطبيعية للدولة ،بسبب العمليات اإلنتاجية واالستهالكية فيها .وسميت حسابات الدخل القومي
الصافية "حسابات الدخل القومي األخضر".
وقد اكتسب هذا الموضوع أهمية متزايدة مع الوقت ،خصوصا في ظل ارتفاع درجة
حرارة األرض ،والتغيّر المناخي الناجم عن ذلك .ومن هنا ،صارت لالقتصاد األخضر تطبيقات
تسعى إلى التقليل من انبعاث الغازات الضارة ،والمسببة ارتفاع درجات الحرارة والتغير في
المناخ.
ولعل أكثر الدراسات والكتب التي توضع في هذا المجال تأتي من النساء .ومن أبرز ما قرأت
حديثا ً في هذا المجال كتاب للنائب البريطانية في البرلمان األوروبي ،هولي سكوت كاتو ،والتي
وضعت كتابا ً عام " 2008
االقتصاد األخضر :مقدمة للنظرية ،والسياسات ،والممارسات".
وبسبب التركيز المستمر على البيئة ،ظهر مصطلح االقتصاد األزرق .ويشير هذا االقتصاد إلى
ضرورة االستفادة من كل مخلفات اإلنتاج واالستهالك ،واعتبارها مواد أولية تدخل في
صناعات جديدة .وبمعنى آخر ،يعتبر االقتصاد األزرق كل المخلفات ،سواء بسبب االستهالك أو
اإلنتاج ،مواد رخيصة ،قابلة إلعادة التدوير.
وقد ظهرت مبادرات كثيرة في محال االقتصاد األزرق ،مثل إعادة تدوير تالل القمامة لتوليد
الكهرباء ،وإعادة تدوير فائض المطاعم بتوزيعه على الفقراء ،وإعادة تنقية المياه العادمة لتصبح
صالحةً للري أو الشرب ،وإعادة إنتاج "السكراب" أو مخلفات المعادن من اإلنشاءات
والسيارات وغيرها إلنتاج مواد بناء وعربات نقل جديدة.
وأفضل كتاب اطلعت عليه في هذا الموضوع من تأليف البلجيكي ،جونتر باولي ،صاحب كتاب
"االقتصاد األزرق :عشر سنوات ،مائة اختراع واكتشاف ،ومائة مليون فرصة عمل" والمنشور
عام .2010والمؤلف رجل أعمال مجدّد ،وبنى ثروة هائلة من عمليات االقتصاد األزرق.
وهنالك االقتصاد البنّي ،والذي يشير إلى الصناعات القذرة ،والتي تحدث فسادا ً كبيرا ً في البيئة،
وتقذف بالسموم في التربة والمياه والهواء.
ومن هذه ،مثالً ،صناعات الفحم الحجري ،والنقل المستخدم للمازوت الثقيل ،وصناعة الحديد،
وصناعة اإلسمنت .وقد أنفق أصحاب هذه الصناعات مبالغ ضخمة ،لتقليل مساهمتها السالبة،
تمثل شبكات التنقية ،وتقليل انبعاث الغاز ،وإعادة تدوير المياه المستخدمة فيها .ولكن تنظيما ٍ
كثيرة نجحت في تحديد مخلفات هذه الصناعات والنشاطات ،ولكن العالم سيشهد مزيدا ً من
ترحيل هذه الصناعات من الدول الغنية إلى الدول ذات األعداد الكبيرة من السكان ،وإلى أماكن
تقل فيها الرقابة البيئية.
ً
أما االقتصاد الرمادي فيشير الى االقتصاد غير الرسمي .وهذا ليس بالضرورة اقتصادا غير
مشروع ،ولكنه يعمل خارج أطر الضريبة وقوانين العمل ،بعلم الحكومة أو بعدم علمها.
فالزراعة المعفاة من الضراب تمنح مزايا الستخدام العمالة بشروط ميسرة.
وتعتبر هذه القطاعات رماديةً ،فال هي سوداء وال هي بيضاء .وفي معظم الدول العربية ،يشكل
االقتصاد الرمادي حوالي %50-30من االقتصاد الكلي.
أما االقتصاد األحمر ،فهو اصطالح كان يشير إلى االقتصادات المركزية ،ذات الصبغة
الشيوعية ،حيث تسيطر الحكومة على معظم وسائل اإلنتاج والتوزيع ،وقد فقد هذا االقتصاد
كثيرا ً من وزنه بعد سقوط الشيوعية في روسيا والصين.
ونعرفه تعريفا ً محدداً؟
ّ هل سنرى ألوانا ً أخرى لالقتصاد .بالطبع .هل نستطيع ابتكار لون جديد
...سنرى
«ألوان االقتصاد السبعة أفضلهم األخضر»
24يناير 2019
بقلم :د.محمد جمال كفافي
رئيس المجلس العالمي لالقتصاد األخضر
االقتصاد األسود :هو النشاط الذي يتم بعيدا عن أعين الدولة وقد يكون مشروعا يميل إلى تلبية
حاجات المواطنين بطريقة غير قانونية وقد يكون غير مشروع بالمطلق مثل السرقة والتهريب
والغش التجاري وتجارة العملة والمخدرات.
االقتصاد البني :الصناعات القذرة التي تلوث البيئة وتقذف بـالسموم في التربة والمياه والهواء
مثل صناعة الطوب واالسمنت وانتاج الطاقة من المصادر االحفورية وغيرها من االنشطة
المدمرة للبيئة.
االقتصاد الرمادي :هو االقتصاد خارج إطار النشاط التجاري الرسمي للدولة وغير منظم
ويشمل انشطة التحكيم والمرابحة والسمسرة والرشوة والعموالت وغيرها ،حيث ال يوجد سعر
واضح ومحدد لهذه النشاطات وال تخضع لإلحصاءات الرسمية.
األقتصاد األبيض :يعبر عن استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بتطبيقاتها التي تتقاطع
مع كل القطاعات االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وكذلك التجارة االلكترونية والتعليم
االلكتروني.
االقتصاد األزرق :االقتصاد الذي يعني اإلدارة الجيدة للموارد المائية وحماية البحار والمحيطات
بشكل مستدام للحفاظ عليها.
االقتصاد األحمر :هو االقتصاد الذي تسيطر فيه الحكومة على معظم المشروعات ووسائل
اإلنتاج والتوزيع ومنافذ البيع ويعاكس من حيث المبدأ والممارسة اقتصاد السوق الحر.
االقتصاد األخضر :ويقصد به حسابات الدخل القومي الصافية او “حسابات الدخل القومي
األخضر” بعد اقتطاع قيمة االستهالك في الموارد الطبيعية للدولة بسبب العمليات اإلنتاجية
واالستهالكية فيها ..ويستهدف تحقيق التكامل والتوازن بين األبعاد األربعة للتنمية المستدامة
وهى األبعاد البيئية واالجتماعية واالقتصادية والتقنية أو اإلدارية.
ختاما :لم يعد هناك خيارا للدول العربية سوي تحول اقتصاديات األنظمة العربية إلى االقتصاد
األخضر ،شريطة تهيئة الحكومات بيئة عمل أفضل ،وتشجع االستثمار االخضر ،مما يؤدي إلى
زيادة فرص العمل والح ّد من الفقر والبطالة وضمان حق االجيال الحالية والقادمة في حياة
كريمة.
د .عادل حميد يعقوب
عدد المقاالت : 51
عدد المشاهدات : 198633
أخضر ..أسود ..أصفر «ألوان اقتصادية»
األخضر هو الدوالر األمريكي ،صاحب النفوذ األقوى في العالم ،حيث يسيطر على حوالي ثلثي
احتياطيات النقد األجنبي في بلدان العالم المختلفة وحوالي %80من سعر الصرف األجنبي
وهو دائما صاحب المركز األول في مبادالت البنوك والمؤسسات المالية ،كما يتم به دفع أكثر
من %50من صادرات العالم.
وفي اإلجمالي يصل حجم التداول بالدوالر حول العالم والتي يشملها أيضا تعامالت االقتصاد
الخفي بأكثر من أربعة تريليونات دوالر سنويا ويستمد األخضر قوته وجبروته من قوة االقتصاد
األمريكي الذي يتربع على عرش اإلنتاج العالمي حيث تساهم الواليات المتحدة األمريكية
بحوالي ربع اإلنتاج العالمي إال قليال وكذلك القوة العسكرية الضاربة والسياسية الضاغطة التي
تسيطر على مفاصل صنع القرار في غالبية المؤسسات الدولية والحكومات المتعددة لبعض دول
العالم ولذلك فإن أي تذبذب في سعر الدوالر سوف ينعكس سريعا بالسلب أو اإليجاب على
أسعار السلع والخدمات عالميا وتبرز مشكلة انخفاضه في أنها تعمل على تآكل االحتياطيات
الرسمية للدول التي تمتلك احتياطيات بالدوالر.
كما أن انخفاض الدوالر يعني خسارة البلدان العربية للقيمة الحقيقية إليرادات الصادرات النفطية
وكذلك الخسارة المترتبة على استيراد السلع والخدمات من األسواق األخرى.
أما األسود فهو البترول المصدر اإلستراتيجي للمداخيل المالية الكبيرة لكثير من الدول العربية
وخاصة الخليجية والتي تعرضت في الفترة األخيرة إلى الدخول في فخ المؤامرات والذي بدأ
اإلعداد له والتخطيط في الغرب منذ سنوات وتم تنفيذه على أرض الواقع اآلن والمتمثل في
العمل على الوصول بأسعار البترول إلى أدنى مستوى ممكن من خالل إحداث تخمة كبيرة في
أسواق النفط العالمية مع إنتاج البترول الصخري دون النظر إلى جدواه االقتصادية وكذلك زيادة
اإلنفاق على البحث العلمي في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
وقد بلغ ذلك مداه في عام 2015حيث وصل سعر برميل البترول إلى حوالي 27دوالرا ثم
ارتفع بعد ذلك ليتذبذب سعره حتى اآلن من 50-30دوالرا للبرميل وقد أدى كل ذلك إلى
انخفاض المداخيل العربية من البترول بدرجة كبيرة وقد أثرت وبشدة على األوضاع الداخلية
للدول النفطية.
أما األصفر فهو الذهب الذي يفضله الكثير من المستثمرين كقطاع آمن لالستثمار بعيدا عن
التقلبات العنيفة التي تشهدها السلع والمنتجات المختلفة كما تقبل عليه السيدات وخاصة العربيات
منهن للزينة ويتأثر سعر الذهب بصفة أساسية باألخضر ،فانخفاض سعر الدوالر نتيجة للبيانات
االقتصادية االمريكية السالبة والمتمثلة في توقع الكساد وضعف الوظائف وكذلك انخفاض
العوائد من سندات الخزانة االمريكية يؤدي ذلك إلى ارتفاع سعره ،أما ارتفاع سعر الدوالر فإنه
يؤدي إلى انخفاض سعره عالميا.
وأخيرا فال يزال األخضر يحاول جاهدا أن يهوي باألسود إلى قاع األرض وأن يتالعب
باألصفر حتى وإن كان ذهبا ،فهل نستطيع أن نكون ندا لألخضر ونعمل للمحافظة على أسعار
عادلة لألسود .أعتقد أن فك ارتباط العمالت الخليجية بالدوالر بداية الطريق.