You are on page 1of 7

‫معيقات نـــــظـــام التحكيـــــــــــــم‬

‫فـــــي‬
‫نــزاعــــــات الشغــــــل اجلــــــمـاعـــية‬
‫أمين اليعقوب ـ ـي‬
‫باحث في العلوم القانونية‬

‫إن الهنوض ابالقتصاد الوطين رهني بتطوير املقاوةل‪ ،‬وحتديث العالقات املهنية لضامن اس تقرار عالقات الشغل‬
‫و حتقيق السمل الاجامتعي‪ ،‬وهو الهدف اذلي ال ميكن الوصول اليه اال عرب وضع قواعد قانونية متينة حتمك العالقات‬
‫الشغلية و تسعى اىل حتقيق التوازن بني اجلانب االجامتعي والهاجس الاقتصادي دون ترجيح أحدهـام عىل الآخر‪.‬‬
‫وتبعا للتطور اذلي عرفته عالقة الشغل من عالقة شغل فردية اىل عالقات شغل جامعية‪،‬عرفت خالفات‬
‫الشغل بدورها تطورا ملحوظا‪،‬اذ انتقلت من خالفات شغل فردية اىل خالفات شغل جامعية جتمع املشغل جبميع‬
‫أجرائه والنقاابت اليت ينمتون الهيا يف اطار حرية الانامتء النقايب‪ ،‬مما جعل طبيعة اخلالفات تأخذ حنوا أكرث خطورة لكوهنا‬
‫قد تؤدي حدوث اضطراب و شلل اقتصادي‪،‬مما دفع خمتلف الترشيعات اىل حماوةل اجياد قواعد قانونية من شأهنا أن‬
‫تسهم يف وضع حد لهذه الزناعات اليت قد تنشأ بني أطراف العالقة الشغلية‪،‬وذكل بعرضها عىل هجات قادرة عىل اجياد‬
‫حلول سلمية بعيدا عن القضاء الرمسي دلوةل‪ ،‬وقلل أن يتحول الزنا اىل ااراب قد تترتب عن عواقب وخةمة سمس‬
‫بأآاثرها رشحية عريضة من اجملمتع‪،‬حيث أن وقوعها واس تفحالها يندر خبطورة الوضع وهيدد كيان اجملمتع االقتصادي‬
‫واالجامتعي‪.‬‬
‫و يعترب التحكمي من أمه الوسائل البديةل لتسوية خمتلف الزناعات سواء أاكنت مدنية أو جتارية أو اجامتعية كام هو‬
‫احلال ابلنس بة للزناعات الشغل امجلاعية ‪ ،‬ويعد قانون املسطرة املدنية املؤرخ يف ‪ 21‬غشت ‪ 2121‬أول قانون نص عىل‬
‫التحكمي ‪ ،‬حيث خصص هل الباب اخلامس عرش من القسم السابع منه ‪ ،‬مث جاء قانون املسطرة املدنية لس نة ‪، 2191‬‬
‫اذلي أعاد تنظةمه يف الفصول من ‪ 103‬اىل ‪ ، 119‬و اليت مت نسخها و تعديلها مبوجب القانون ‪ 00.00‬املتعلق ابلتحكمي‬
‫و الوساطة االتفاقية ‪.‬‬
‫و اىل جانب القواعد العامة للتحكمي يف قانون املسطرة املدنية ‪ ،‬فقد مت التنصيص عىل التحكمي لول مرة كآلية‬
‫لتسوية نزاعات الشغل امجلاعية من خالل ظهري ‪ 21‬يناير لس نة ‪ 2193‬املتعلق ابملصاحلة و التحكمي فامي يرجع للمنازعات‬
‫الناش ئة عن اخلدمة بني املؤاجرين والجراء‪ ،1‬حيث جاء يف الفصل الول منه " جيب أن جتري طرق املصــاحلة والتحكمي‬
‫عىل مجيع املنازعات الناش ئة عن اخلــدمة و العمـل قلل أن يغلق املؤاجرون أبواب املصـانع ‪. "....‬‬

‫‪1‬‬
‫ظهير ‪ 51‬صفر ‪ 5511‬الموافق لـ ‪ 51‬يناير ‪ 5191‬المتعلق بالمصالحة والتحكيم فيما يرجع للمنازعات الناشئة عن الخدمة بين المؤاجرين‪ ،‬منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،5491‬بتاريخ ‪ 51‬أبريـل ‪،5191‬ص ‪. 115:‬‬
‫غري أن هذا الظهري و عىل الرمغ من كونه قد ساري املفعول ملدة طويةل ‪ ،‬فانه قـد عـرف مجـودا يف تطبيقـــــــــه ‪،‬‬
‫وعالقة بذكل قام املرشـ املشـــر املغـريب يف مدونـة الشـغل‪ ،2‬واىل جانـب القواعـد العامــة لتحكـمي يف قـانون املسـطرة‬
‫املدنية‪ ،‬بتنظمي التحكمي يف نزاعات الشغل امجلاعية وحدد خمتلف االجراءات املتبعــة من خـالل املــواد مـــن ‪ 039‬الــــى‬
‫‪. 000‬‬
‫و اذا اكن التحكمي وفقا لترشيع الشـغل ‪ ،‬يـؤدي اىل اهنـاء الزناعـات مـن خـالل قـرار حـا ‪،‬يوظـف احلـمك مـن‬
‫خالهل قدراته املهنية واملامه ابلنصوص القانونية ‪،‬وابلتـا التوصـل اىل نتـا اجيابيـة تعـود ابلنفـع عـىل اكفـة املتـدخلني يف‬
‫عالقات الشغل‪ ،‬فانه يواجه مجموعة من املعيقات اليت حتول دون الوصول اىل الهداف املنشودة ‪.‬‬
‫وس نحاول رصد هذه املعيقات من خالل تقس ةمها اىل حبسب نوعيهتا اىل ‪:‬‬
‫الفقرة الوىل ‪ :‬املعيقات القانونية لنظام التحكمي يف نزاعـات الشغل امجلاعية‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬املعيقات الواقعية لنظام التحكمي يف نزاعـات الشغل امجلاعية‬

‫‪2‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 5.15.519‬صادر في ‪ 59‬من رجب ‪ 55( 5919‬سبتمبر ‪ )1115‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 11.11‬المتعلق بمدونة الشغل‪،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1514‬بتاريخ ‪55‬‬
‫شوال ‪ 8( 5919‬ديسمبر ‪ ،)1115‬ص ‪5111‬‬
‫الفقرة الوىل ‪ :‬املعيقات القانونية لنظام التحكمي يف نزاعـات الشغل امجلاعية‬
‫يعـترض اعـامل التحكـمي يف نزاعــات الشــغل امجلاعيـة مجموعـة مـن املعيقـات القانونيــة الـيت تطرلـا مدونـة الشــغل‬
‫ابعتبارها االطار املنظم الجراءات التسوية يف هذا اجملال ‪ ،‬مما يتعني معه التطرق خملتلف املعيقات اليت تسهم بشلك كبـري‬
‫دون حتقيق نتا اجيابية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الطابع الاحتياطي للتحكمي يف نزاعات الشغل امجلاعية‬
‫ال شك أن من المور اليت تقف امام اعامل التحكمي‪ ،‬هو طابعه الاحتياطي وهـو مـا يظهـر جليـا مـن خـالل نـص املـادة‬
‫‪ 039‬من م‪.‬ش‪.‬م " اذا مل حيصل أي اتفاق أمام اللجنة االقلةمية للبحث واملصاحلة وأمام اللجنة الوطنية للبحث واملصاحلة‪،‬‬
‫أو اذا بقي خالف بشأن بعض النقط‪ ،‬أو اذا ختلف الطراف أو أحدمه عـن احلضـور‪ ،‬ميكـن للجنـة املعنيـة احـاةل الـزنا‬
‫امجلاعي للشغل اىل التحكمي بعد موافقة أطراف الزنا ‪.‬‬

‫حييل رئيس اللجنة االقلةمية للبحـث واملصـاحلة أو رئـيس اللجنـة الوطنيـة للبحـث واملصـاحلة‪ ،‬عنـد الاقتضـاء‪ ،‬اىل احلـمك‬
‫خالل الامثين والربعني ساعة املوالية لتحرير احملرض‪ ،‬امللف املتعلق مبوضو الزنا امجلاعي للشغل مرفقا ابحملرض احملـرر مـن‬
‫قللها‪" .‬‬

‫ويالحظ اذن أن التحكمي يف نزاعات الشـغل امجلاعيـة هـو حتكـمي مـرتبط مرحليـا مبحـاوةل التصـاس وفـق املسـطرة‬
‫املنصوص علهيا يف الباب الثاين من الكتاب السـاد مـن مدونـة الشـغل ‪ ،‬مث انـه حتكـمي نـوعي أو طـائفي وردت بشـأنه‬
‫نصوص خاصة بعيدا أن أنظمة التحكمي يف الزناعات معوما ‪ 3،‬كام تنعته النظمة القانونية اخملتلفة ابلتحكمي متعـدد الطـراف‬
‫‪.4 Arbitrage Multiparité‬‬
‫و الطابع الاحتياطي لتحكمي يعطي انطبا بأن ادلور السايس و املفصيل يعود ملسطرة التصـاس ‪،‬ومـا التحكـمي اال‬
‫اىل نقطة أخرية للنظر يف نزاعات أصبح من الصعب اجياد وصفة لها ‪ ،‬لن احلل املمكن يف اليوم الول قد ال يكـون ممكنـا‬

‫‪3‬‬
‫زهير كريمات ‪ ،‬التحكييم فيي نزاعيات الشيغل الجماعيية –دراسية مقارنية – رسيالة لنييل دبليوم الدراسيات الجامعيية المعمقية فيي القيانون الخياص‪،‬‬
‫وحدة أنظمة التحكيم‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصاديـة واإلجتماعية السوسي بسـال‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 1114/1111‬ص‪. 1 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Achraf Narjis ,Approche Critiaque Du Code Du Trvail Marocain,Difficultes d’application d’un‬‬
‫‪Texte,Op.Cit ,P :223.‬‬
‫يف اليوم املوا خاصة يف ظل تعدد املتدخلني يف املراحل السابقة عىل مسـ تو التصـاس ‪ ،‬ومـا ميكـن أن يصـاحب ذكل‬
‫من تزايد دلرجة الاحتقان بني أطراف الزنا امجلاعي ‪.‬‬
‫حصيح أن القانون الفرنيس جعل هو الآخر التحكمي مكرحةل أخرية مضـن أآليـات التسـوية ‪ ،‬غـري أنـه قـد نـص عـىل‬
‫الوساطة كآلية سابقة عن اللجوء اىل التحكمي ‪ ، 5‬حيث قد تشلك هذه الخرية مدخال من شأنه أن يسهل اش تغال احلمك‬
‫‪ ،‬عوض احاةل الزنا ملارشة بعد فشل مرحةل التصاس ‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬التشكيل الفردي للهيئة التحكةمية‬
‫حتتل مساةل تشكيل هيئة التحكمي أمهية كبرية ‪،‬خفالفا ملا اكن عليه المر يف ظهـري ‪ 21‬ينـاير ‪ 2113‬امللغـى‪ ،‬فقـد‬
‫اختار املرش التشكيل الفردي للهيئة التحكةمية‪ ،‬حيث نص يف الفقرة الوىل من املادة ‪ " 030‬يعهــد ابجـراء التحكـمي اىل‬
‫حمك خيتاره الطراف ابتفاق بيهنم ‪. "...‬‬
‫غري أن هذا املوقف تعرض لالنتقادات من طرف الفقه‪ ،6‬اذلي اعترب أن خشصا واحدا من الصعب عليه حل نزا‬
‫شغل جامعي‪،‬لن التحكمي يقتيض قانوان القيام مبجموعة من املهام اليت يصعب عىل خشص واحد الاضطال هبا مبفرده‪ ،‬أو‬
‫عىل القل الاضطال هبا عىل الوجه املطلوب‪ ،‬فاحلمك وانطالقا من املادة ‪ 090‬اليت حتيل عىل املادة ‪ 032‬عليه اسـ تدعاء‬
‫أطراف الزنا امجلاعي‪ ،‬وأن يقوم بتقيص أوضا املقاوالت و املعنيني ابلزنا امجلـاعي‪ ،‬وأن يـأمر ابجـراء مجيـع الحبـاث و‬
‫التحرايت دل املقاوالت والجراء العاملني هبا‪ ،‬وأن يطلب من الطراف تقدمي لك املسـتندات كـيفام اكن نوعها‪،‬هـذا مـع‬
‫ما يقتضيه المرمن وقت وهجد لالضطال علهيا‪ ،‬فضال عىل انه يتعني ان يكون احل َ َـمك ذا خشصـية قويـة تفـرض سـلطهتا‬
‫عىل أطراف الزنا امجلاعي‪ ،‬وان يكون من ذوي الكفاءات احملترمة يف اجملالني االقتصادي واالجامتعي‪ ،‬وملام ابملشالك اليت‬
‫هتم الوسط املهين وابلصعوابت االقتصادية أو املالية أو االقتصادية واالجامتعية اليت قد تعرفهـا املقـاوةل‪ ،‬أو أن يكـون عـىل‬
‫عمل ابلقوانني اليت حتمك رشوط الشغل التابع طاملا أنه مدعوا للفصل يف الزناعات امجلاعية ذات الطبيعة قانونية‪ ،‬اعامتدا عىل‬
‫قواعد القانون ونصوصه‪ ،‬ويه أمور يصعب اجيادها لكها يف خشص واحد ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫نظمها المشرع الفرنسي قانون الشغل الفرنسي في الفصول من ‪ L.2523.1‬إلى ‪. L.2532.10‬‬
‫‪6‬‬
‫عبييييد اللخيييييف خالفي‪،‬الوسيييييخ فييييي مدونيييية الشييييغل‪،‬الجز ال يييياني‪"،‬عالقييييات الشييييغل الجماعييييية " ‪ ،‬المخبعيييية الوراقيييية الوخنييييية‪ ،‬الخبعيييية‬
‫األولى‪،.1111‬ص‪. 111- 191:‬‬
‫اثلثا‪ :‬اشاكلية الرشوط الواجب توافرها يف احلمك‬
‫ان لشخصية احلمك أمهيهتا يف معلية التحكمي‪ ،‬فهيي املنطلق اذلي يعكس ارادة الطرف يف الاحـتاكم اىل خشصـه‪،‬‬
‫اذ لكام اكن احلمك قادرا عىل ممارسة هممته اال واكن التحكمي أكرث الوسائل جناحا يف حل نزاعات الشـغل امجلاعيـة‪ ،‬وابلتـا‬
‫أكرث فعالية يف اهناء الزنا وحتقيق السمل االجامتعي و المن االقتصادي‪ ،‬حيث جيب أن يتوفر عىل خربة واسـعة يف اـال‬
‫اش تغاهل ‪.‬‬

‫وابلرجو اىل أحاكم املادة ‪ 030‬من م‪.‬ش‪.‬م جند املرش مل يبني ابلشلك املطلوب الرشـوط الـيت ينلغـي أن تتـوفر‬
‫يف احلمك يف هذا النو من املنازعـات‪ ،‬حيـث اكتفـى ابلقـول " يراعـى عنـد وضـع الاـة احلـاكم مـا للشـخص مـن سـلطة‬
‫معنوية‪ ،‬وما هل من كفاءات واختصاصات يف اجملال الاقتصادي والاجامتعي"‪ ،‬وما ميكن مالحظته هو أن املرش املغـريب‬
‫مل يشترط الكفاءة القانونية للمحمك‪ ،‬نظرا لكونه ملزم ابلبث يف الزناعات امجلاعية ذات الطبيعة القانونية ‪.‬‬

‫ويالحظ أن املرش قد اشترط أن يكون لهذا احلمك سلطة معنوية ؟ ممـا يطـرم معـه التسـاول حـول ماهيـة هـذه‬
‫السلطة ؟ هل املقصود أن يكون من الزعامء النقابيني أم من أحصاب املقاوالت الكـرب ‪ ،‬أم املقصـود أن يكـون مـن كبـار‬
‫وزارة التشغيل مثل مفتيش الشغل و املديرين االقلةميني ؟‪.7‬‬

‫كام يالحظ أن املرش املغريب قد الزتم السكوت فامي خيص الهلية‪ 8‬الواجب توافرها يف احلمك ‪،‬كـام أنـه وابلرجـو‬
‫اىل ظهري ‪ 21‬يناير ‪ 2113‬امللغى جند قد قيد حرية الطراف يف اختيار احملمكني برضورة توفر مجموعة من الرشـوط والـيت‬
‫تضمهنا الفصل اخلامس من القرار الوزاري الصادر يف ‪ 21‬يناير ‪ 2113‬حيث نص عىل اختيار أعضـاء للجـن املصـاحلة أو‬
‫احملمكني ثليث املغاربة و الفرنس يون البالغـة سـ هنم ‪ 10‬سـ نة وليسـوا مبحجـور علـهيم‪ ،‬ومل يصـدر علـهيم أي حـمك مـن أجـل‬
‫ارتاكب جرمية اال اذا اكن قدر العقوبة احملكوم علهيم هبا أقل من عرشـة أآالف فرنـك ‪ .9...‬غـريأن مدونـة الشـغل مل تتضـمن‬
‫أي مقتىض من هذا القليل ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫حنييان التجاني‪،‬تسييوية منازعييات الشييغل الجماعييية فييي مدونيية الشييغل والقييانون المقارن‪،‬رسييالة لنيييل دبلييوم الدراسييات العليييا المعمقيية فييي القييانون‬
‫الخاص‪،‬جامعة الحسن‪،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية و اإلجتماعية بالدار البيضا ‪،‬السنة الجامعية ‪ 1114-1111‬ص ‪. 19:‬‬
‫‪8‬‬
‫األهلية في اللغة هي الجدارة و الكفا ة ألمر من األمور‪ ،‬وفي اإلصخالح القانوني صالحية الشخص إلكتساب الحقوق و تحمل اإللتزاميات و كيذا‬
‫مباشييرة التصييرفات القانونييية المتعلقيية بهييذ أو تلييف‪،‬و بالتييالي فاألهلييية نوعييان ‪-:5‬أهلييية وجييوب عرفتهييا المييادة ‪ 114‬ميين مدونيية األسييرة " صييالحية‬
‫الشخص الكتساب الحقوق و تحميل الواجبيات التيي يحيددها القيانون‪ ،‬وهيي مالزمية ليه خيول حياتيه و اليمكين حرمانيه منهيا "‪ -1.‬أهليية أدا عرفتهيا‬
‫المادة ‪ 118‬من مدونة األسرة أيضا بأنها "صالحية الشخص لممارسة حقوقه الشخصية و الماليية و نفياذ تصيرفاته‪،‬و يحيدد القيانون شيروخ إكتسيابها‬
‫وأسباب تقصانها أو إنعدامها " ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الحق صافي‪،‬القانون المدني‪،‬ج‪،5‬المصدر اإلرادي اللتزامات‪،‬الخبعة األولى ‪،1111‬مخبعة النجاح الجديدة‪،‬ص ‪ 559:‬و ‪.551‬‬
‫‪9‬‬
‫سعيد وشيوش‪،‬التحكيم في نزاعات الشغل الجماعية‪،‬م‪.‬س‪،‬ص ‪41:‬‬
‫كام نسجل غيـاب هـذه الرشـوط و املواصـفات حـل يف القـرارات الـيت تصـدر عـن الـوزير املوـف ابلشـغل‪ ،‬و‬
‫املتعلقة بتحديد الاة احلاكم املعمتـدين‪ ،‬حيـث يالحـظ وجـود قانـة مـن السـامء دون حتديـد ختصصـات أحصاهبـا واـال‬
‫اش تغاهلم ولك ما من شأنه اعطاء صورة واحضة لطراف الزنا امجلاعي حل يوافقوا عىل عرض نزاعهم عىل التحكمي ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬غياب احلد الدىن من املساطر ‪.‬‬
‫ابسـ تقراء احـاكم املـواد املنظمـة للتحكـمي يتنـني أن مدونـة الشـغل مل تـنظم معليـة التحكـمي ابلشـلك اذلي يســمح‬
‫ابالشـ تغال‪ ،‬حيـث مل تبـني أجـل الاسـ امت اىل أطـراف الـزنا امجلـاعي وكيفيـة اجرائــه‪ ،‬هـل بشـلك انفـرادي أم بشــلك‬
‫جامعي‪ ،‬ومك عدد اجللسات ‪.‬‬
‫وحسب احملمك دمحم امتيل‪ ،‬فانه يف الواقع العميل تبقى درجة تعقد الزنا يه احملدد‪ ،‬حيث قد يمت الاس امت اىل لك‬
‫طرف عىل حد لكام اكن الزنا يطبعه التوتر‪ ،‬أو حبضور الطرفني اذا اكن الجواء تسمح بذكل‪ ،‬وهو الـطط الـيت يتلعـه‬
‫يف معظم الزناعات املعروضة عليه مكحمك مما يوفر نوعا من الاطمئنان ابلنس بة لطراف ‪.‬‬
‫كام مل تبني املدونة شويات القـرار التحكةمـي و بياانتـه‪،‬ومل تقـم ابالحـاةل اىل أي قـانون‪ ،‬ابسـ تفناء تنفيـذ القـرارات‬
‫التحمكية اليت احالت بشأهنا املادة ‪ 002‬عىل قانون املسطرة املدنية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬املعيقات الواقعية لنظام التحكمي يف نزاعات الشغل امجلاعية‬
‫ال شك أن واقع ممارسة التحكمي‪ ،‬حمفوف ابلعديد من الصعوابت‪ ،‬ولعل أول عائق يطـرم أثنـاء حمـاوةل اللجـوء اىل‬
‫التحكمي‪ ،‬يتجىل يف عدم وجود مقتىض قـانوين يف مدونـة الشـغل يبـني اجلهـة أو اجلهـات الـيت ميكـن تتحمـل مصـاريف و‬
‫أتعاب معلية التحكمي‪ ،‬حيث اكتفى املرش يف الفقرة الخرية من املادة ‪ 030‬م‪.‬ش‪.‬م ابلقول " حيدد تعويض للحمك حسـب‬
‫القواعد اجلاري هبا العمل "‪.‬و ابلتا يطرم التساول حـول اجلهـة سـ تدفع اتعـاب احلـمك‪ ،‬هـل أطـراف الـزنا امجلـاعي‪،‬او‬
‫املنظامت النقابية للجراء أو املنظامت املهنية للمشغلني أو ادلوةل ؟ ‪.‬‬
‫وقد شلك موضو أتعاب احلمك من مضـن النقـاط الـيت انقشـ هتا النـدوة الوطنيـة الـيت نظمهتـا وزارة الشـغل سـ نة‬
‫‪ ،101009‬حيث مث طرم ثالت مقترحات يف هذا الصدد‪.11‬‬

‫‪10‬‬
‫عبد العزيز عضوم‪"،‬إشكاالت التحكييم فيي مجيال نزاعيات الشيغل الجماعيية "‪،‬مداخلية فيي إخيار النيدوة التيي نظمتهيا وزارة التشيغيل بتعياون ميع‬
‫المكتب الدولي للشغل تحت عنوان " التحكيم في نزاعات الشغل الجماعية "‪،‬يومي ‪ 11‬و ‪ 14‬يونيو‪ 1154‬بالربــاخ ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫مقابلة مع عبد العزيز عظوم ‪،‬الحكم و المدير السابق للشغل‪،‬أجريت بمدينة المحمــدية ‪ ،‬يوم ‪ 51‬أبريل ‪ 1154‬على الساعة ‪.51.51‬‬
‫‪ -‬املقـترم الول ‪ :‬ان تتحمــل املقـاوةل املعنيــة ابلـزنا دفــع اتعــاب احلـمك‪ ،‬ومــن اجيابيـات هــذا املقـترم ان املقــاوالت لهــا‬
‫االماكنيات للمتويل‪،‬عكس الجراء اذلين ليس ابس تطاعهتم ذكل‪ ،‬غري انه من هجة اثنية يطرم مسأةل اس تقاللية احلمك‪،‬‬
‫حيث قد جيد نفسه أمام معالق ال يس تطيع رد مطالبه ‪.‬‬
‫‪ -‬املقترم الثاين ‪ :‬حتمل التعاب بكيفية مشتركة بني النقاابت و املقاوةل املعنية ابلزنا ‪ ،‬ويتسم هذا املقترم ابملوضوعية اذ‬
‫يتحمل الطراف التعـاب مناصـفة‪ ،‬غـري أن الجـراء و النقـاابت معومـا رفضـوا هـذه الفرضـية عـىل اعتبـار حمدوديـة‬
‫وسائلهم و طاقاهتم المتويلية يف وقت جتد فيه النقاابت صعوبة يف سمويل أنشطهتا و حتمل املصـاريف املرتبطـة ابلنشـاط‬
‫النقايب مستندة اىل اعاانت سمنحها هلم ادلوةل و الس امي يف اال التكوين‪.‬‬
‫املقترم الثالث ‪ :‬اماكنية المتويل من طرف ادلوةل‪ ،‬وقـد مث مناقشـة هـذا املقـترم ابسـهاب‪ ،‬حيـث مـن مـزااي هـذا‬
‫املقـترم أن هنــار طــرف اثلــث هــو مــن ســيتحمل التعــاب ممـا ميــنح قــدرا مــن الاسـ تقاللية و املوضــوعية عــىل العمليــة‬
‫التحكةمية‪،‬غري أن ما يؤاخذ عىل هذا املقترم هو انه ال ميكن حتميل ادلوةل اتبعات نزاعات ليست طرفا فهيا ‪.‬‬
‫وحسب احلمك دمحم امثيل فان أغلب الزناعات اليت عرضت عليه‪ ،‬حتمل فهيا املشـغلني دفـع أتعـاب معليـة التحكـمي‬
‫‪،‬أما خبصوص الجل اذلين يتعني فيه البث يف الزنا ‪ ،‬فانـه يبقـى غـري واقعي‪،‬فـاذا اكن الـتحيل ابل ـعة أمـر اروري يف‬
‫مثل هذه الوضا ‪،‬لكن حرصـ ذكل يف حـز زمـين ال يتعـد ‪ 1‬اايم‪ ،‬قـد يكـون سـنلا يف فشـل اجملهـودات الـيت يبـدلها‬
‫احلمك‪،‬فاالجراءات اليت تقتضـهيا املـرحةل حتتـا اىل مـدة أطول‪،‬فاسـ تدعاء الطـراف واجـراء البحـث حـول الـزنا وعقـد‬
‫جلسات االس امت ‪،‬وابلتا اكن عىل املرش عىل اقرار مدة تالمئ خصوصية مسطرة املصاحلة ‪.‬‬
‫من بني الصعوابت اليت حتول دون تفعيل التحكمي ابلشلك املطلوب افتقار اجلهاز املرشف عىل مسطرة التحكمي عىل ثقة‬
‫الطراف‪،‬اليشء اذلي ال يشجع عىل جنام هذه الآلية ‪ ،‬ابالضافة اىل عقليات املنظامت النقابية لجراء وكذا بعض‬
‫املشغلني اليت ال غالبا ما تكون السنب يف عدم اللجوء اىل التحكمي وذكل من خالل اخلطاابت التحريضية من جانب‬
‫النقاابت ‪ ،‬واخلطاابت املس تفزة من قلل املشغلني اليت اعتادت الالتجاء اىل احملامك ‪.‬‬

You might also like