Professional Documents
Culture Documents
السيادة والمواطنة
السيادة والمواطنة
اجلمهوريّة التونسيّة
أستاذ مربّز يف الفلسفة
وزارة التربية
[السيادة واملواطنة]
نبتش
"املواطنة هي ما به تتميز اإلنسانية و ما به تسمو حنو االخالقية و احلرية املطلقة ،
ولكن هذا يشرتط فقط مرور اإلنسان عرب الدولة"
-فيخته -يف متجيد الثورة الفرنسية -ص149
إعداد :الصحيب بوقرة
ما هي مقوّمات السيادة؟ وبأي معنى متثل السيادة قيمة مطلقة أو مبدأ أساسيا يعرب ▪ ▪ لعلّ ما مييزّالفكر الفلسفي هو حلظة إشتغاله على جمال ما حياول رسم حدوده بتعيني ما مييّزه
عن الشأن السياسي؟ وهل تعين السيادة السلطة؟ وهل تفيد السلطة ضرورة ويفرّقه عمّا سواه ،ولذلك كان من الالزم على الفلسفة حلظة تشتغل على اجملال السياسي بيان ما
معاينة النفوذ واهليمنة واإلخضاع واالستبداد؟ تعنيه السيادة وتعنيه املواطنة...
هل يقتضي احلديث عن السيادة التمييز بني سيد وعبد؟ وهل حييل معنى السيادة ▪
▪ قد يكشف منطق البداهة عالقة التوترّ بني الشأن الفلسفي والشأن السياسي ،حيث التعارض بني
على منوذج اجملتمع العبودي حيث القسمة النهائية بني السيادة واخلضوع؟
منطق احلكمة وواقع احلكم ،ولكن عالقة التوتّر ال متنع التفكرّ والنظر.....
ولكن هل من معنى للحديث عن مواطنة يف ظلّ سيادة استبدادية؟ هل يضمن عدل ▪
املستبد مشروعيّة السيادة؟ ▪ كان اخلطاب الفلسفي منذ سقراط يبحث ويبعث "على اإلزعاج” لذلك أعترب تدخلّ الفيلسوف يف
أال ميكننا احلديث عن السيادة دون استحضار مفهوم العبودية أو اخلضوع؟ أال ▪ اجملال السياسي تهديدا للسيادة والسلطة ...ولكنّ هذا التهديد ضروري ل....
ميكن أن نتحدث عن طاعة دون أن تكون الطاعة خضوعا آو دون أن يكون ▪ يدفعنا واقع االستبداد واهليمنة والسيادة املطلقة على مراجعة مقوّمات السيادة ومنزلة الفرد يف
املطيع عبدا أو رعيّا؟ أليس من اخللف اختزال السيادة يف االستبداد؟ ظلّ هذه األنظمة الكليانيّة....
هل يعدّ العبد مواطنا؟ وهل من متييز ممكن بني املواطن والرعيّ؟ فما املواطن؟ وما ▪ ▪ حيرج واقع العوملة بعض املقوالت اليت كانت يف فكر احلداثة عالمة على إنتصار العقل كمقولة
املواطنة؟ وما عالقة املواطن بصاحب السيادة؟ السيادة واملواطنة ،إذ كما التهمت العوملة اليوم الدولة يف أحشاءها التهمت املواطنة.
وهل الدميقراطية حلّ ملشكل إستبداد السيادة؟ أال يكشف واقع الدميقراطيّة أنها ▪
▪ قد ال يرتقي الواقع على ما ينشده اإلنسان ،ولكن هذا ال مينع اإلنسان من التفكري فيما ينبغي
أشدّ إستبداد وأدهى من اإلستبداد ذاته؟ فهل من املشروع التظننّ على ما على أن يكون ،وكأن تفكريه هذا هو شرط حتمّله الواقع وانتظار إرتقاءه إىل املمكن ،ولعلّ هذا ما
أساسه تقوم كلّ مشروعيّة؟ يصدق على واقع السيادة والدولة واحللم الذي يصاحب اإلنسان يف وجود مدينة فاضلة ...
يعترب مفهوم السيادة أمشل من السلطة؛ فالسلطة "هي ممارسة السيادة( يطلق البعض على السيادة صفة السلطة العليا ،ولكن أن تكون السيادة عليا هذا ال يفيد يف احلاجة إىل السيادة
التعالي على الشعوب ،وإذا كانت سيادة الدولة مستمدة من الشعب كانت دميقراطية وإذا كانت غري مستمدة منه كانت السيادة مهما تنامت عدالتها وتعاظمت
قداستها استبدادا.
كان ماكيافيلي أول من اعترب أن السلطة السياسية قوة يتم امتالكها ألجل إقامة الدولة ،بل إنه قد فكّر يف الدولة كقوة تقوم على الضرورة والتدخل يف الواقع
ألجل التحكم فيه و املبدأ الذي حكم السياسة وفقاً ألمري ماكيافيلي كان قائماً على السيكيولوجيا اخلاصة بالطبيعة البشرية ،إذ على األمري أالّ يبين سلطته على
األخالق ومبدأ الفضيلة ،بل على فساد الطبيعة البشرية وتناقضاتها الداخلية ،لذلك ،ينصح ماكيافلي األمري بضرورة إقامة سياسته على القوة والرتهيب أكثر من
الرأفة واللني .فاحلق الوحيد الذي تقوم عليه سلطة األمري هو حق القوة ،وسيادة األمري حيصنّهاو يضمنها خوف الرعايا.
حيافظ هوبس على املوقف امليكيافيلي القائم على فساد الطبيعة البشرية وتناقضاتها الداخلية ،ويعترب إحتكام السيادة ملنطق القوّة –إن كان يف القوّة منطق -مرّده
التناقض القائم يف حالة غياب السيادة أو حالة الطبيعة بني احلق الطبيعي {احلريّة}والقانون الطبيعي{البقاء} ،خاصة إذا كان اإلنسان خييّر قانونا يضمن حياته على
حقّ قد يكون سببا يف موته.
-احلياة يف غياب السيادة هي حياة اخلوف والعنف ،أين يتعارض احلق الطبيعي [احلريّة] مع القانون الطبيعي [حفظ البقاء]؛ واإلنسان يف غياب السلطة ذئب ويف حضورها
طيّب ومسامل.
-حالة الطبيعة هي مصدر املوت العنيف أو فضاء حرب الكلّ ولو استمرت النقرض اإلنسان.
-نفهم بفعل التفويض أن الدولة نتيجة اتفاق ومواضعة ،حددتها ضرورة عـــقلية [والعقل ابن الضرورة] ،والضرورة تقتضي البحث عن سيادة تضمن التحوّل من حالة
احلرب إىل حالة السلم وهذا هو منطق حساب املصلحة ،ومنطق الضرورة العقلية يفيد أن اإلنسان هو الذي أراد الدولة وأنّ السيادة خلق وإنتاج عقلي.
قد يكون يف سيادة القوّة شرّ ،ولكنها شرّ البدّ منه ،وشرّ الدولة أفضل من شرّ انعدامها.
-املصلحة والعقل يقتضيان تنازلي الكلّي واملطلق عن حرّييت ،وتنازلي لن يتمّ إالّ يف حالة تنازل اآلخرين مثلي عن حقّهم ،وهذا التنازل املتبادل يفرتض ضامنا ،تكون له
مطلق احلريّة والقوّة.
[السيادة واملواطنة]
• مصطلح االستبداد ( )Despotismeمشتق من كلمة يونانية ( ) Despotesوتعين رب األسرة أو سيد املنزل أو السيد على عبيده ،واستخدمت يف سياق سياسي السيادة ومشكل اإلستبداد
لوصف احلكم املطلق الذي تكون فيه سلطة احلاكم على رعاياه مماثلة لسلطة األب على أبنائه يف األسرة .واحلاكم يربر كل تصرفاته بأبوته
للمواطنني مبا فيها كل أنواع العقاب .وخيتلط مفهوم االستبداد بعدد من املفاهيم اليت تبدو مرتادفات رغم الفروق الدقيقة ،ويستعمل البعض مصطلح
االستبدادية لوصف درجة تسلط احلاكم ،فإذا كان احلاكم ال يلتزم بقانون ،وإمنا قوله وفع له هما مبثابة القانون فهو نظام حكم استبدادي .أما إذا كان
هناك قانون يلتزم به احلاكم ولكنه حيتكر سلطة التعديل والتغيري يف القانون فهو أذن حكم مطلق.
• هل يضمن عدل املستبدّ مشروعيّة سيادته؟ وهل يعدّ اإلنسان اخلاضع لعدل املستبدّ مواطنا؟
• عندما تتعوّد الشعوب على اإلستبداد تتعوّد على العبوديّة ،وقد تكون السيادة املستبّدة عادلة ولكنّها ستزول مبوت املستبدّ العادل ،وعندها لن يكون للشعوب اليت حتوّل إىل
قطيع القدرة على صنع السيادة من ذاتها ،بل ستكون يف حاجة إىل مستبدّ آخر قد يكون أقلّ عدال وأكثر بطشا.
السيادة املستبدّة قد تكون عادلة ولكنّ العدالة ال تضمن املشروعيّة ،إذ الضامن الوحيد ملشروعيّة السيادة هو املواطنة ،وإذا كان املواطن عبدا أو كان رعيّا فلن يكون أهال
حتّى لضمان السيادة ،وهذا يعين أنّ مشكل السيادة ال يطال الرعيّة فحسب بل يطال السيادة ذاتها.
اإلرادة العامة
سيادة اإلرادة العامة
"حالما يوجد سيّد ال وجود لشعب يتصّف "من الممكن أن ينتقل الحكم أمّا اإلرادة "إن السيادة التي ليست سوى كائن جماعي ال "السيادة التي ليست سوى ممارسة اإلرادة "وحدها اإلرادة العامة تستطيع توجيه قوى
بالسيادة" العامة فيستحيل نقلها" يمكن أن يحُق تمثيلها إال من قبل ذاتها" العامة ال يمكن التنازل عنها" الدولة"
• السيادة بهذا املعنى ليست نفيا للحق ،بل هي ما يضمنه .وإذا كانت السيادة بالنسبة هلوبز تفهم على أنها خروج من حالة الطبيعة فهي بالنسبة لسبينوزا ما به تستمرّ حالة الطبيعة
املواطن ال يطيع السيادة إال إنطالقا من حساب املصلحة واملنفعة ال إنطالقا من منطق االكراه ،بلغة أخرى ميكن للمواطن أن يدمج قدرته مع قدرة اآلخرين أو أن يوظفها ضدهم ،فالدافع
ميكن أن حتركه املصلحة كما حتركه اخلشية.
يف منزلة الدميقراطية
• وإذا كانت املدينة هي فضاء املنافع املختلفة فإن السيادة جيب أن تكون فن احملافظة على وحدة املنافع ،ولذلك فالسيادة اليت حتافظ على ما ينتفع به املواطن أفضل وأبقي من السيادة
اليت يهاب سلطتها املواطن .وهلذا يعترب سبينوزا ان الدولة اليت تكون دوافع فعل مواطنيها الرجاء أكثر قدرة من الدولة اليت تكون دوافع فعل مواطنيها اخلوف .وهو بهذا يكون من أوائل
املفكرين الذين بينوا أن السيادة ال تقاس بدرجة اخلوف وإمنا بدرجة الثقة اليت توحي بها باعتبارها فضاء حتقيق املنافع.
• ليس اإلنسان ذئبا لإلنسان وإمنا ال يستفيد اإلنسان إال من اإلنسان فاإلنسان إله لإلنسان على حد عبارة سبينوزا .ال أحد يرتك ما يرى أنه خري إال أمال يف خري أعظم ،أو خوفا من ضرر
أكرب ،وال أحد يقبل الشرّ إال جتنبا لشرّ منه أعظم أو أمال يف خري.
• ال ميكن أن نفهم عالقة التضمن بني السيادة واملواطنة إال بالنظر إىل نظام دميقراطي تكون فيه السيادة للشعب ،ولذلك نتحدثّ مع سبينوزا عن الدميقراطية باعتبارها عقل الدولة
وعن االستبداد باعتباره جنونها.
إذا كانت الدميقراطية هي النظام األنسب للسيادة العاقلة فإن الالئكية هي ما به حيافظ هذا العقل على اتزانه وثباته حبيث تتحررّ السيادة من قوى االنفعال اليت عادة ما توظفّ للقمع
واالستبداد أو لالستكانة والصرب.
• وهذا يعين أن السياسة احلديثة ال تتأسس ضد املواطن بل مع املواطن كما بيّن ذلك الحقا ميشال فوكو .هذا ما راهن عليه الفكر السياسي يف عصر األنوار وهذه الفكرة اليت رمستها
الفلسفة السياسية للمواطن والدولة ،مواطن إنسان يتمتع بكل حقوقه السياسية واملدنية واالجتماعية واالقتصادية ودولة تتبنى على أساس املشروعية واإلرادة العامة وإستمراريتها
مشروطة مبدى استجابتها لإلرادة العامة مستندة يف ذلك إىل سلطة القانون وقوته .رغم ما يثريه اجلمع بني القانون والقوة من مشكل يف الدولة ذلك أن الدولة بهذا املعنى حتتاج لتطبيق
القانون إىل نوع من القوة وهذه القوة هي ما يسمى بالعنف املشروع ،وليس هنالك من حلّ لتذليل مشكل العالقة بني القانون والقوة داخل سيادة الدولة إال بتحويل السيادة ذاتها فضاء
للمواطنة وليست نفيا هلا أي فضاء للحق والعدالة.
-الدميقراطيّة عنصريّة يف أصلها اإلغريقي والروماني +الدميقراطية حتيل على سلطة األغلبية +ختفي التفاوت طبقيا ،يصل إىل ح ّد التناقض يثري هذا التناقض مشكل العدل واملساواة " + ....الدولة هي مثرة
يف نقد الدميقراطية
التناقضات الطبقية املتناحرة ومظهرها ".
-تكشف حضارة االستهالك والتصنيع أفول زمن املواطن واإلنسان ،فقدرة املرء على اختيار أسياده حبرية ال تلغي السادة وال العبيد " .وإن احلرية الوحيدة املتبقية "للمواطن األسري" هي رضاءه التخلي عن حريته بكل
دميقراطية .يستغين اإلنسان ذو البعد الواحد عن احلرية بوهم احلرية ،انه ذلك الذي يتو هم انه حر ألنه خيتار بني تشكيلة كبرية من البضائع واخلدمات اليت يكفلها اجملتمع لتلبية حاجاته ،انه كالعبد الذي يوهب
احلرية يف اختيار سيده ،وهل يكون حرّا من ال خيتار إال سيّدا؟
ويقول ماركوز أن األنظمة األكثر ديكتاتورية يف التاريخ فشلت يف النهاية يف إلغاء البعد النايف هلا ،يف حني ت نجح األنظمة الدميقراطية املتقدمة صناعيا يف إلغاء ذلك البعد.
هذا وحتوز الدولة ( السلطة السياسية) على مكونيني أساسيني ألبطال أي مفعول للمعارضة ،بكونها دولة رفاه ،من الالعقالنية املطالبة بتغيريها ،مع أنها يف احلقيقة دولة تبذير تعمل دوما على خلق حاجات
مصطنعة للناس ومن ثم تلبيها ،أما املكون الثاني فهو أنها دولة حرب دائمة ،تستنفر كل القوى ملواجهة اخلطر الدائم واملهدد هلا ( كاحلرب النووية أو الغزو اخلارجي وخطر الشيوعية) ،حيث تعمل دوما على
التذكري بذلك اخلطر لكبح ودمج القوى اليت مل يستطع اجلهاز قمعها ودجمها ،وبذا يكون منطق السياسة منطق اهليمنة والسيطرة.
" يلزمنا منوذج جديد للمواطنة العامليّة ميكنه أنّ حيطّم الرابطة بني اإلنتماء واإلقليميّة" مواطنة متكننّا من القطع مع باراديغم " اإلنسان الفرد" يف شكله اإلستبدادي ،ويف شكله الليبريالي ،أو مواطنة كونيّة تعرتف بالتنوع ،تقوم على " دستور كوني ...لكلّ ما
هو جوهري بالنسبة إىل السلم الدائمة " كما عربّ عن ذلك كانط ،حيث يصبح اإلنسان غاية ال وسيلة.
هكذا تبنى املواطنة الكونيّة على أساس إيتيقي ،ونستعيد للسياسة أخالقها ونقطع مع القطع امليكيافيلي بني السياسة واألخالق ،ولكن ال معنى هلذا األساس اإليتيقي إذا مل نتحر ّر من صورة الذئبّ اليت رسم بها هوبس مالمح اإلنسان ،وإذا مل نقطع مع العقل
األداتي الذي إختزل اإلنسان يف صورة غول استهالكي ،فنواجه هذا العقل املهوس بالقيم الرباغماتيّة ،الذرائعيّة واالسرتاتيجيّة ،بعقل تواصلي يستعيض عن العنف باحلوار ،وعن الصراع باالعرتاف املتبادل.
كما أن البحث عن باراديغم جديد للمواطنة يشرتط كذلك باراديغم جديد للدميقراطيّة ،يتجاوز مزالق النظم الدميقراطيّة اليوم اليت ظاهرها دميقراطي وفعلها هيمين واستغاللي ،هذا الباراديغم اجلديد يسميه إدغار موران "املواطنة املركبّة" الذّي قد يكون رهني
تربية املستقبل ولكنّه املدخل األساس إىل سياسة اإلنسان.
و إذا مل تكن الدميقراطية يف ال فكر الرافض للدميقراطية سوى الوسيلة السياسية اليت تستعملها الربجوازية لإلستبداد على الطبيعة الكادحة و استغالهلا ،فإنّ هذا ال ي عين القطع مع الدميقراطية و إمناّ جعلها نظاما
ل هذا ما قصده مجال عبد الناصر عندما قال ":ال معنى للدميقراطية السياسيّة أو للحرية يف صورتها إجتماعيّا قبل أن تكون نظاما سياسيّا ،بل مل تكن الدميقراطية نظاما يف احلكم إالّ ألنها م ا قبليّا نظاما إجتماعيا ،و لع ّ
اإلستخالص
السياسية من غري الدميقراطية االقتصادية أو احلريّة يف صورتها اإلجتماعيّة" ،و هذا لن يتحققّ إالّ بامتالك جمتمع مدني قادر على إحداث توازن سياسي و اجتماعي بني سيادة الدولة و حقوق اإلنسان ،و لن ميتلك اجملتمع املدني :
هذا النفوذ إالّ يف ظلّ دولة دميقراطيّة ،و لذلك ليس هنالك من بديل عن الدميقراطيّة حتّى و إن كان هنالك ما يدعونا للتشكيك فيها ،فعيوب الدميقراطيّة و ال عيوب اإلستبداد ،أل ّن مشاكل الدميقراطيّة حنلّها دميقراطيّا
أمّا مشاكل اإلستبداد فال حلّ إالّ باجلنوح حنو الدميقراطيّة .كلّ هذا يعين أنّ النقد املوجهّ للدميقراطيّة وللمواطنة هو نقد موجّه ملا هو كائن حبيث ال حييل على املاينبغي أن يكون وألنّ ما هو كائن ليس واجبا فإنه من
الواجب جعل الواجب كائنا ممكنا ،هذا هو شأن الفلسفة وقدرها نقد للكائن وانفتاح على املمكن.
[السيادة واملواطنة]
ابن خلدون ":من كان مرباه بالعسف والقهر...سطا به القهر وضيق عن النفس يف انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه إىل
املقدمة الكسل ومحل على الكذب واخلبث...وفسدت معاني اإلنسانية اليت له "
أرسطو " :من الطبيعي أن يأتلف اآلمر واملأمور رغبة يف البقاء ،فمن ميكنه ذكاؤه من االحتياط لألمور هو بالطبع
رئيس ،ومن ميكّنه جسمه من القيام مبا يتطّلب ذلك االحتياط ،فهو مرؤوس"
ريكور ":إن الوجود السياسي لإلنسان وجود حيميه العنف ويوجهه ،هو عنف الدولة وهومشروع متسم بسمات
العنف الشرعي"
روسو ":إذا وجد شعب من اآلهلة ،فإنه سيحكم نفسه دميقراطيا ،فحكم على هذا القدر من الكمال ال
يناسب البشر"
سارتر" إّنين مسؤول أمام نفسي وجتاه اآلخرين ،وأنا أبدع صورة خاصة لإلنسان أعتربها لنفسي ،وإذ
أختارلنفسي ،فإّنين أختار اإلنسان"
جورج مسيث ":إن السلطة هي القدرة على الفعل يف األشخاص والتأثري فيها باللجوء إىل جمموعة من الوسائل ترتاوح
بني اإلقناع والقهر"
أفالطون" إن الشرور لن تنتهي إذن بالنسبة إىل البشرقبل أن يصل إىل احلكم جنس الفالسفة احلقيقيني اخلّلص
الرسالة السابعة أو قبل أن ينكب حكام هذه املدن بُقدرةِ قادر على الّتفلسف فعليا".
ج-ج روسو :حاملا يوجد سيد ال وجود بعد لشعب يتصف بالسيادة ،ومن ثم يندثر اجلسد السياسي".
يف العقد اإلجتماعي ص34
ج.بريدو ":إذا كان للدولة احلديثة غالبا وجه بشع ،فذلك عائد بقسط كبري منه إىل أن اجملتمعات اليت تعرب
الدولة عن جهودها للتجمع تفتقد إىل العظمة والعزة"
[السيادة واملواطنة]
شوبنهاور" :ليست الدولة إ ّال جلاما لكبح ذلك احليوان الالّحم الذّي هو اإلنسان وجعله يظهر مبظهر حيوان مسامل"
الداء السياسي اجلوهري" ريكور ":ينزع صاحب السيادة دوما إىل ابتزاز السيادة ،ذاك هو
موران":تشكل الدميوقراطية إذن نسقا سياسيا مركبا ،باملعنى الذي جيعلها حتيابفضل هذه األشكال من التعدديات،
واملنافسات ،والتناقضات ،مع احلفاظ على وحدة اجلماعة .هكذا فالدميوقراطية عبارة عن وحدة توحد داخلها بني الوحدة
واالنشقاق ،إّنها تقبل وتتغ ّ ذى كثريا ،وأحيانا بشكل هيجاني ،من الصراعات اليت تضفي عليها تلك احليوية اليت تتميز به ...
جيب على الدميوقراطية أن حتافظ على هذه التعددية لكي حتافظ على ذاتها" .
ماكس فييرب" :إ ّن العنف ليس اآلداة الطبيعيّة الوحيدة للدولة و لكن العنف هو اآلداة املميّزة هلا"
ب.ريكور ":إ ّن الوجود السياسي لإلنسان وجود حيميه العنف و يوجهه ،هو عنف الدولة وهو متسّم بسمات العنف الشرعي"
ج.فروند ":إن القوّة و الضعف و العنف تنتمي مجيعا إىل صنف واحد مع فارق هو أن الضعف إمنا هو نقصان و العنف إسراف
والقدرة قائمة على القوّة"
ج.فروند ":إن الديكتاتوريات ال تعرتف إال بقوّة واحدة تستبعد كلّ قوّة أخرى"
املنطق الشمولي كلود لوفور ":إن الدميقراطيّة قوّة إبداعية قادرة على إحداث رجة ،ال بل على حنر التنني الكلياني"
ج.جاك روسو ":إن كلّ اخلدمات اليت يستطيع مواطن ما أداءها للدولة تصبح واجبا مفروضا عليه حاملا تطالب السيادة بها.
لكن السيادة من جانبها ال تستطيع أن تثقل كاهل الرعايا بأيّ قيد ال يعود بالنفع على اجملموعة"
)Georges Burdeau: «Les hommes ont inventé l’Etat pour ne pas obéir aux hommes » (L’Etat, 1970
"إخرتع البشر الدولة حتّى ال يطيعوا النّاس"