‫العالج المعرفي‪-‬السلوكي‬

‫لالكتئاب‬

‫الدكتورةـ صباح الســــــــــقا‬

‫محاضرة في مشفى البشر لألمراض النفسية العصبية‬

‫تاريخ ‪25/4/2009‬‬

‫‪1‬‬
 ‫محتوى المحاضرة‬

‫‪ -‬مفهوم العالج المعرفي ‪-‬السلوكي‬

‫‪ -‬النموذج المعرفي –السلوكي لالكتئاب‪:‬‬

‫‪ -‬أهداف العالج المعرفي‪ -‬السلوكي ‪: CBT‬‬

‫‪ -‬تقنيات العالج المعرفي‪-‬السلوكي (‪) CBT‬‬

‫‪ -‬عملية العالج المعرفي –السلوكي لالكتئاب‬

‫‪ -‬نشاطات للمكتئب‬

‫‪2‬‬
 ‫العالج المعرفي‪-‬السلوكي لالكتئاب‬

‫" تطلق تسمية األساليب العالجية المعرفية‪ -‬السلوكية على تلك الطرائق العالجية‬
‫التي تستخدم مستوى المعرفة المطور في علم النفس اإلمبيريقي‪ .‬وهي طرائق‬
‫عالجية قائمة على نظرية التعلم ـ السلوكية من جهة‪ ،‬وهي من جهة أخرى طرائق‬
‫عالجية تعطي المعرفيات مركزاً مهما ً في الحدث النفسي‪ .‬كما وتطلق على األولى‬
‫تسمية طرائق العالج السلوكي وعلى الثانية طرائق العالج المعرفي‪ .‬وبالنظر إلى‬
‫هاتين الطريقتين العالجيتين المختلفتين مفاهيميا ً ال تستخدمان اليوم مع بعضهما‬
‫بانتظام فحسب وإنما مدموجتان مفاهيمياً‪ ،‬فإننا نتحدث عن طرائق العالج المعرفية‪-‬‬
‫السلوكية"‪ .‬ويتضح ذلك في الجمع بينهما في صيغة واحدة هي‬
‫‪ Cognitive- behavior Therapy‬وسنرمز لها اختصارا ‪ CBT‬أو ‪CT‬‬
‫كما ويتضح أيضا من مجموعة التقنيات العالجية التي تجمع األسلوبين معا ونتيجة‬
‫لهذا التوجه الجديد فإن اإلنسان يؤثر في المثيرات الموجودة في محيطه‪ ،‬يحاول‬
‫تعديلها‪ ،‬ثم يشكل تصوراً جديداً عنها‪ ،‬يؤثر في سلوكه من جديد‪ ،‬وهذا هو التفاعل‬
‫المستمر بين المؤثرات البيئية والعمليات المعرفية‪.‬‬
‫ويعتمد العالج المعرفي بشكل عام على االفتراض القائل بأن " النــاس ال يضــطربون‬
‫بسبب األحداث ولكن بسبب المعاني التي يسبغونها على هذه األحــداث وهــذه المعــاني‬
‫والتفسيرات مختلفة للفرد الواحد في المواقف المختلفة‪.‬‬
‫وهناك العديد من األساليب التي يمكن ادراجها ضمن العالج المعــرفي‪-‬الســلوكي ومن‬
‫هــذه األســاليب" العالج العقالني االنفعــالي إلليس ‪Ellis Rational – Emotive‬‬
‫)‪ .Therapy (RET‬والتعــديل المعــرفي الســلوكي لميكنبــاوم ‪Meiychinbaum‬‬
‫وعالج حل المشــكالت لغولــد فريــد ‪ Gold fried‬والعالج المعــرفي الســلوكي لبيــك‬
‫‪ Beck‬والعالج متعدد المحاور وغيرها‪ .‬ويتفق المعالجون على اختالف أســاليبهم في‬

‫‪3‬‬
 ‫أن االضطرابات النفسية تعتمد إلى حد بعيد على وجود معتقـدات فكريـة وافتراضـات‬
‫خاطئة يبنيها الفرد عن نفسه وعن العالم المحيط به"‪.‬‬
‫نوع‬ ‫المؤلف‬ ‫اسم العالج‬ ‫العام‬
‫العالج‬
‫‪CR‬‬ ‫إليس‪Ellis-‬‬ ‫‪Rational-Emotive‬‬ ‫‪ 1962‬العالج العقالني –االنفعالي‬
‫‪CR‬‬ ‫بيك ‪Beck-‬‬ ‫العالج المعرفي السلوكي ‪cognitive‬‬ ‫‪Therapy 1963‬‬
‫‪CR‬‬ ‫ميكنباوم‪Meickenbaum-‬‬ ‫‪thearpy 1971‬‬
‫العالج بالتدريب على التعليمات الذاتية ‪self-‬‬
‫‪CS‬‬ ‫ريتشارد وسوين‬ ‫‪industructional training 1971‬‬
‫‪PS‬‬ ‫‪Richardson&Suinn‬‬ ‫‪ 1971‬التدريب على تدبّر القلق ‪Anxiety –managemnt‬‬
‫غولد فريد & ‪D'Zurilla‬‬ ‫‪training‬‬
‫‪CS‬‬ ‫‪Goldfried‬‬ ‫‪ 1973‬العالج عن طريق حل المشكالت – ‪Problem‬‬
‫‪CS‬‬ ‫‪Sloving Therapy 1974‬‬
‫ميكنباوم‪Meickenbaum-‬‬ ‫التدريب التحصيني لإلرهاق ‪Stress inoculation‬‬
‫‪PS‬‬ ‫غولد فريد ‪Goldfried‬‬ ‫‪training 1974‬‬
‫‪CR‬‬ ‫‪ 1975‬إعادة البنية العقالنية المنظومية ‪Systematic‬‬
‫‪PS‬‬ ‫ماهوني ‪Mahoney‬‬ ‫‪rational restructuring 1977‬‬
‫‪CR‬‬ ‫مولتسبي ‪Maultsby‬‬ ‫‪Rational‬‬ ‫‪ 1983‬العلوم الشخصية‬
‫ريم‪Rehm‬‬ ‫‪science‬‬
‫جيودانووليوتي& ‪Guidano‬‬ ‫‪Rational Behavior‬‬ ‫العالج بالسلوك العقالني‬
‫‪Loitti‬‬ ‫‪Therapy‬‬
‫العالج بضبط الذات ‪Self –control therapy‬‬
‫‪Strucural‬‬ ‫العالج النفسي البنيوي‬
‫‪Psychotherapy‬‬

‫‪ -1‬مفهوم العالج المعرفي ‪-‬السلوكي‬

‫‪ CBT‬أو ‪ CT‬منذ نشأته بالتأكيد على‬ ‫لقد تميز العالج المعرفي‪ -‬السلوكي‬
‫موضوعة " الهنا واآلن ‪ ،" here-and-now‬وعلى ما يفعله المتعالج اآلن لإلبقاء‬
‫على أفكاره وأفعاله وعواطفه المختلة وظيفيا‪ ،‬آخذا بعين االعتبار أن المعلومات‬
‫التاريخية والتجارب النمائية للمتعالج والعالقات االجتماعية والتاريخ المرضي ال‬
‫يرّكز عليها إال في حالة كونها مرتبطة مباشرة بتطور المشكلة واستمرارها‪ .‬فهو‬

‫‪4‬‬
 ‫يختلف عن العالج بالتحليل النفسي في عدم غوصه في ذكريات الطفولة وعالم‬
‫الالشعور‪ ،‬كما يختلف عن العالج السلوكي الذي يهمل التفكير وعالم المريض‬
‫الخاص به‪ ،‬ويمثل هذا االختالف بما يلي ‪:‬‬

‫يبين مقارنةـ بين المدخل السلوكي والتحليلي والمعرفي‪ -‬السلوكي‬

‫(المدخل السلوكي)‬ ‫انفعال‬ ‫مثيرات‬
‫(المدخل التحليلي)‬ ‫انفعال‬ ‫دوافع ال شعورية‬ ‫مثيرات‬
‫(المدخل المعرفي‪-‬‬ ‫انفعال‬ ‫معنى خاص‬ ‫مثيرات‬
‫السلوكي)‬

‫ويعتبر بيك المعنى الخاص للحدث هو جوهر النموذج المعرفي لالنفعال‬

‫واضطراباته ألنه يحدد االستجابة االنفعالية له‪ .‬هذا المعنى موجود في مفردة معرفية‬
‫‪ a cognition‬وهي عادة فكرة أو صورة خيالية‪ ،‬أو حكم قيمة ‪value‬‬
‫‪.judgment‬‬
‫ويستمد النموذج المعرفي لالنفعاالت مادته من مالحظات المتعالجين ألفكارهم‬
‫ومشاعرهم‪ ) Burns,1991,p.88(،‬وخالل عملية العالج يكشف العالقة بين‬
‫األفكار والمشاعر والسلوك باعتبارها عالقة تفاعلية‪ ،‬ويتم التعرف إلى التشوهات‬
‫المعرفية واالعتقادات المختلة وظيفيا للمتعالج وتشخيصها ودحضها وتجريبها‬
‫وتعديلها بمساعدة المتعالج محدثة تغيرا في كيفية رؤيته لذاته وللعالم وللمستقبل‪.‬‬
‫تساعد طريقة ‪ CBT‬المتعالج على أن ينمي طرائق جديدة للتعلم من الخبرات‬
‫ووسائل جديدة لحل المشكالت فالمعالج هنا ال يستطيع أن يحل للمتعالج كل مشكلة‬
‫تزعجه‪ .‬إن المتعالج هنا بمعنى ما " يتعلم كيف يتعلم" (‪)Learning to Learn‬‬
‫وقد أطلق بيك على هذه العملية " التعلم الثاني"‬
‫ويعتمد العالج المعرفي على التفاعل النشط بين المعالج والمتعالج وهو ما يوصف‬
‫بتبادل الخبرات‪ ،‬إذ يقدم المعالج إلى المتعالج مبادئ أساسية للعالج وتكون مهمته‬

‫‪5‬‬
 ‫القيام بدور المعلم أو الدليل وهو يقوم بدور موضوعي بعيدا عن إصدار األحكام ‪.‬‬
‫كما ويعتمد في تنفيذ االستراتيجية المعرفية العالجية مزيجا خاصا من التقنيات‬
‫السلوكية والمعرفية‪ ،‬المبنية على طبيعة المشكلة ونوع التشوهات المعرفية‬
‫هما من العملية العالجية‪ ،‬لزيادة مستوى النشاط لدى‬
‫جزءا م ً‬
‫ً‬ ‫ويع ّد الواجب المنزلي‬
‫المكتئب من جهة والختبار التشوهات المعرفية الخاصة بعدم كفاءته المفترضة‪.‬‬
‫ويستخدم لذلك جداول نشاط يومي وأسبوعي‪ ،‬وجداول اإلتقان والرضا‪..‬الخ‬
‫ال يستغرق العالج المعرفي‪ -‬السلوكي فترة عالجية طويلة فهو يتطلب ما بين ‪15‬و‪2‬‬
‫‪ 0‬جلسة ترتكز في الحاالت المتوسطة االضطراب إلى الشديدة منها على جلستين‬
‫أسبوعيا على األقل لمدة ‪5-4‬أسابيع ثم مرة أسبوعيا لمدة ‪15-10‬أسبوعا‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يتبع العالج الناجح جلسات متابعة على فترات‪ ،‬للمحافظة على النتائج التي تحققت‬
‫واالستمرار في دعم وتقوية المتعالج ‪ .‬والزمن المخصص لكل جلسة عالجية ‪50‬‬
‫دقيقة تقريبا باستثناء الجلسة األولى التي تتطلب ضعف هذا الوقت‪.‬‬
‫وبذلك يكون العالج المعرفي السلوكي عالجا ً نشطاً‪ ،‬تعاونياً‪ ،‬توجيهياً‪ ،‬تعليمياً‪ ،‬قصير‬
‫األمد‪ ،‬أهدافه واضحة ومحددة‬

‫‪ -2‬النموذج المعرفي –السلوكي لالكتئاب‪:‬‬

‫هما للعالقة بين مجاالت التفكير واالنفعال‬
‫يعطي العالج المعرفي‪-‬السلوكي دورا م ً‬
‫والسلوك‪ ،‬فجميعها أشكال متالحمة ومتكاملة والتعديل في إحداها يع ّدل في‬
‫المجاالت األخرى جميعها‪.‬‬
‫ويرى إليس أن جانبا كبيرا من االنفعاالت "ال تزيد على كونها أنماطا فكرية‬
‫متحيزة ‪ ،‬أو متعصبة‪ ،‬أو تقوم على التعميم الشديد"‬
‫فالناس تنفعل تبعاً للمعاني أو التفسيرات التي يسبغونها على األحداث‪ .‬والفكرة التي‬
‫تقررأن المعنى أو التفسير الخاص ألي حدث يحدد أشكال االستجابة االنفعالية التي‬
‫تصدر عن ذلك الشخص‪،‬والتي يعتبرها باترسون محور النموذج المعرفي في‬
‫التعامل مع االنفعاالت واالضطرابات االنفعالية‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫وميكنباوم‬ ‫لقد اعتبر المعرفيون أمثال بيك ‪ Beck‬وإليس ‪Ellis‬‬
‫‪ Meichenbaum‬أن االضطرابات النفسية وفق النموذج المعرفي تتركز حول‬
‫ثالثة آليات أساسية يُفترض أنها تساعد في اإلبقاء على االضطراب كاالكتئاب أو‬
‫غيره ‪ .‬وهذه اآلليات هي الثالوث المعرفي‪ ،‬التشوهات المعرفية‪ ،‬المخططات‬
‫‪Schemata‬‬
‫أ‪ -‬الثالوث المعرفي‪The Cognitive Triad:‬‬
‫ّ‬
‫تحث المتعالج على أن ينظر إلى‬ ‫يتألف الثالوث المعرفي "من ثالثة عناصر معرفية‬
‫نفسه ومستقبله وتجاربه بطريقة خاصة‪ .‬فالمكتئب ينظر إلى نفسه نظرة سلبية‪ ،‬معتقدا‬
‫أنه شخص غير مرغوب فيه‪ ،‬وعديم القيمة بسبب خلل نفسي‪ ،‬أو أخالقي‪ ،‬أو جسدي‬
‫في نفسه‪.‬ويتألف العنصر الثاني من الثالوث المعرفي من ميل المكتئب إلى تفسير‬
‫تجاربه بطريقة سلبية فهو يرى أن العالم يفرض عليه مطالب ومصاعب ال تُقهر‪،‬‬
‫وال يمكن تذليلها للوصول إلى أهدافه في الحياة‪ ،‬فهو مهزوم ‪.‬وأما العنصر الثالث من‬
‫الثالوث المعرفي فهو النظرة السلبية إلى المستقبل‪ ،‬فالمكتئب يتنبأ بأن مصاعبه‬
‫الحالية سوف تستمر إلى ما ال نهاية"‪.‬‬
‫وبمقدار ما تختلف األعراض وتتنوع من متعا لج آلخر تختلف كذلك األهمية النسبية‬
‫للمواضيع المتعلقة بالذات والعالم والمستقبل‪.‬‬
‫ب‪ -‬التشوهات المعرفية‪Cognitive Distortion:‬‬
‫" تحتوي األفكار السلبية ( للثالوث المعرفي ) والتي تسبب االكتئاب واالنفعال‬
‫على الدوام تشوهات ضخمة‪ ،‬ورغم أن هذه األفكار غريبة بعض الشيء‪ ،‬وخارجة‬
‫عن المألوف فهي تبدو للمكتئب صحيحة‪ ،‬وغير ممكن إثباتها عموماً باإلجماع‬
‫‪،‬ألنها تتسم بالخصوصية الفردية ‪.‬كما تظهر بشكل عفوي استجابة لحالة ما ( تذكر‬
‫حدثا‪ ،‬أو التعرض لضغوط حياتية ) ولهذا السبب تسمى باألفكار التلقائية"أما‬
‫التشوهات المعرفية فهي" األنماط المختلفة من األخطاء في منطق التفكير التلقائي‬
‫(‪ ) Cognitive Errors‬ويمكن الوصول إليه من خالل أساليب االستقصاء‬
‫المستخدمة في العالج المعرفي‪ -‬السلوكي"‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫وهناك عدة تشوهات أساسية تتكرر يقوم المعالج بمواجهتها مع المتعالجين‪(.‬جدول‬
‫التشوهات)‬
‫ويكون هدف العالج المعرفي هنا مساعدة المتعالج على التخلص من التشوهات‬
‫المعرفية‪ ،‬أو أن يتكيف في استجاباته معها‪ ،‬إذا كان ذلك مستحيال‪.‬‬
‫ج‪ -‬المخططات ‪Schemata:‬‬
‫هي بنى ( ‪ ) Structures‬معرفية‪ ،‬يعتقد أنها تسبب شتى التشوهات التي نراها لدى‬
‫المتعالجين‪.‬‬
‫" إن التفسير المعرفي لالكتئاب يقوم على النظرة السلبية إلى الذات والعالم‬
‫والمستقبل‪.‬حيث يتجلى هذا الثالوث المعرفي السلبي من خالل استجابات الفرد‬
‫التلقائية نحو حدث ما‪ ،‬ويُعتقد أن الثالوث السلبي يقوم بصياغة تلقائية ومستمرة‬
‫إلدراكات الفرد وتفسيراته لألحداث ‪ ،‬إذ تزيد التشوهات التلقائية في تأثير االعتقادات‬
‫الضمنية المختلة وظيفياً‪ ،‬والتي تؤدي بدورها إلى مزاج مكتئب‪ ،‬والمزاج المكتئب‬
‫يؤثر بدوره سلبيًا في استدعاء األحداث الماضية والتقويمات الحاضرة‪ ،‬مما يديم‬
‫ويوسّع من مزاج المكتئب " وهذا ما يسمى بلولب االكتئاب المتجه نزوالً‪.‬والذي‬
‫ي ّشكل أكثر من حلقة تغذية راجعة باستمراريته‪ ،‬إذ كلما تشكلت حلقت ساعدت على‬
‫تشكل حلقة أخرى وهكذا‪ ،‬مما يزيد في تدني المزاج لدى المتعالج‪.‬‬
‫قادرا على النظر‬
‫ً‬ ‫"ففي حاالت االكتئاب الخفيف ( ‪ )Milde‬غالباً ما يكون المريض‬
‫إلى أفكاره السلبية بشيء من الموضوعية‪،‬ـ وحينما تزداد شدة االكتئاب تسيطر‬
‫األفكار السلبية على تفكيره رغم عدم وجود ارتباط منطقي بين األحداث الفعلية‬
‫والتفسيرات السلبية إلى أن يصبح مشغوال بشكل مسبق باألفكار السلبية المتكررة‬
‫الدؤوبة‪ ،‬فيجد صعوبة شديدة في التركيز على المثيرات الخارجية مثل القراءة أو‬
‫االنشغال بنشاطات ذهنية مثل التذكر أو حل المشكالت‪ ،‬ويغدو التنظيم المعرفي‬
‫الخاص بالمزاج ذاتي التحكم ال يستجيب للمدخالت المحيطة به"‪.‬‬
‫وهنا يكون التركيز الرئيس في العالج المعرفي لالكتئاب مساعدة المتعالج على‬
‫تفحص األسلوب الذي يفسر فيه العالم ( المعرفيات) وتجريبه سلوكاً أكثر مرونة‪،‬مما‬

‫‪8‬‬
 ‫يؤدي بذلك إلى تحطيم دورة اإلكتئاب لتصبح فيما بعد التشوهات المتعلقة بالذات‬
‫والعالم أو المستقبل محوراً للعالج‪.‬‬
‫دورة االكتئاب‬

‫معتقدات‪ ,‬مخططات‬

‫معتقدات‪ ,‬مخططات‬
‫أفكار تلقائية‬
‫استدعاء مشوه‬

‫مزاج مكتئب‬
‫أفكار تلقائية‬
‫جديدة‬
‫استدعاء مشوه‬
‫السلوكي ‪: CBT‬‬ ‫مخططاتأهداف العالج المعرفي‪-‬‬
‫مزاج مكتئب‬ ‫معتقدات‪-3 ,‬‬
‫أفكار تلقائية‬
‫المعرفي إلى‪:‬‬
‫يهدف العالج جديدة‬
‫استدعاء مشوه‬
‫مكتئب المشاعر واألفكار والسلوك وبالتالي يمكن بتعــديل أحــد أركــان‬
‫مزاج بين‬
‫‪ -1‬إدراك العالقة‬
‫هذا الثالثي يتعدل الطرفان اآلخران ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعليم المتعالجين أن يحددوا ويقيموا أفكارهم وتخيالتهم وخاصة تلــك الــتي ترتبــط‬
‫باألحداث والسلوكات المضطربةـ أو المؤلمة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعليم المتعالجين تصحيح ما لديهم من أفكار خاطئة أو تشوهات فكرية ‪.‬‬
‫‪ -4‬تدريب المتعالجين على استراتيجيات وتقنيات معرفية وسلوكية لتطبــق في الواقــع‬
‫خالل مواقف حياتية جديدة أو عند مواجهة مشكالت مستقبلية ‪.‬‬
‫‪ -5‬تحسين المهارات االجتماعية للمتعالجين من خالل تعليمهم حل المشكالت(‪.‬‬
‫‪ -6‬تدريب المتعالجين على توجيه التعليمات للذات‪ ،‬ومن ث ّم تعديل سلوكهم وطريقتهم‬
‫المعتادة في التفكير باستخدام خالل الحوار الداخلي‬

‫‪9‬‬
 ‫‪ -4‬تقنيات العالج المعرفي‪-‬السلوكي (‪) CBT‬‬
‫يستخدم لتحقيق أهداف العالج المعرفي مجموعة من التقنيات السلوكية والمعرفية ‪،‬‬
‫ويمكن تعليم هذه التقنيات للمتعالجين لتساعدهم في االستجابة بطريقة وظيفية أكثر‪.‬‬
‫يحتاج المكتئبون عموما إلى نوعين من التقنيات‪ ،‬ويعتمد هذا المزج الدقيق بين‬
‫التقنيات السلوكية والمعرفية على مستوى األداء الوظيفي للمتعالج‪ ،‬ومهارات‬
‫المعالج ومدة العالج‪ ،‬وأهداف المعالجة‪ ،‬فالمعالج يشكل طريقته في العالج تبعاً‬
‫لحاجات نوعية لمتعالج معين في وقت معين‬
‫وهناك قاعدة تقول " أنه كلما زادت شدة االكتئاب زادت التدخالت السلوكية‬
‫وبالعكس كلما انخفضت شدة االكتئاب زادت التدخالت المعرفية‪..‬‬

‫استخدام التدخالت المعرفية والسلوكية‬

‫النسبة املئوية لالستخدام‬

‫التقنيات السلوكية‬

‫إال أن األمر يختلف بالنسبة للمكتئبين ذوي الرغبات االنتحارية إذ يجب استخدام‬
‫التقنيات املعرفية‬
‫التقنيات المعرفية وتطبيقها منذ البداية ودون انتظار‬

‫صفر‬ ‫‪001‬‬
‫‪ -1‬التقنيات المعرفية‪:‬‬
‫التياالكتئاب‬
‫تساعد على استمرار‬ ‫تستخدم هذه التقنيات للحد من عملية اجترار األفكار شدة‬

‫المشكلة‪ ،‬وهي مهمة بالذات في بداية العالج قبل أن يتدرب المريض على إيجاد‬
‫بدائل لألفكار التلقائية السلبية‪ ،‬وربما ال تحدث هذه التقنيات تغيرات معرفية جوهرية‪،‬‬

‫‪10‬‬
 ‫ولكنها تحد من تكرار األفكار السلبية‪ ،‬ويالتالي تحسن مزاج المريض األمر الذي‬
‫يساعده على حل مشكلته‪ ،‬ومن هذه التقنيات التي استخدمتها الباحثة في هذا البرنامج‪:‬‬
‫أ‪-‬مراقبة األفكار التلقائية وتحديدها‪:‬‬
‫يكرس الكثير من عمل العالج المعرفي لتعرف األفكار التلقائية غير المنطقية‬
‫السلبية‪/‬أو المشوهة ‪،‬إن أقوى طريقة لتعريف المتعالج على اآلثار األفكار‬
‫التلقائية هو االستعانة بأمثلة حية عن الكيفية التي يمكن لألفكار التلقائية فيها‬
‫أن تؤثر في االستجابات االنفعالية‪(.‬ملحق ‪12‬مثال قصة) أو يمكن أن يطلب‬
‫المعالج من المتعالج أن يتذكر حادثة أو موقف من المواقف المرتبطة بتبدل‬
‫مزاجه‪ ،‬ويطلب إليه وصف األفكار التي عبرت فكره قبل تبدل مزاجه‪.‬‬
‫ويتضح هذا األسلوب أو غيره من األساليب الالحقة من خالل أمثلة أخذت من‬
‫أفراد العينة العالجية المستخدمة في البحث‪ ،‬وهنا حالة زوجة تشكو من عمل‬
‫زوجها‪:‬‬
‫المتعالجة‪ :‬إنني دائمة التوتر واالنزعاج‪ ،‬وخاصة تجاه زوجي‪ ،‬فهو يعمل‬
‫بشكل مؤقت ‪ ،‬ومهدد في كل مرة بأن يترك العمل ‪.‬‬
‫المعالجة‪:‬أق ّدر انزعاجك هذا‪ ،‬وأو ّد منك أن تذكر لي ما الذي خطر ببالك‬
‫لحظة توترك وانزعاجك؛ أي ما هي األفكار التي عبرت رأسك فجأة لحظة‬
‫توترك‪.‬‬
‫المتعالجة ‪:‬ماذا سيحدث لنا أنا وعائلتي إذا ترك العمل‪ ،‬لن نتمكن من‬
‫االستمتاع بالحياة‪ ،‬لن أتمكن من شراء ما أريد‪ ،‬لن أكون سعيدة‪.‬‬
‫المعالجة ‪ :‬وما هو أسوأ ما توقعت حدوثه ‪.‬‬
‫المتعالجة‪ :‬أنني سأبقى متوترة دائما‪ ،‬ولن أستطيع أن أقوم بأي شيء‪.‬‬
‫المعالجة‪ :‬إنني أعرف سبب توترك‪ ،‬فهذه األفكار التي اندفعت فجأة في ذهنك‬
‫تبقى تزن‬
‫في رأسك‪ ،‬وال تستطيعين إيقافها‪ ،‬إنها هي األفكار التلقائية‪ .‬إنك ال‬
‫تدركينها‪ ،‬بل ترين‬

‫‪11‬‬
 ‫نتائجها عليك‪.‬‬
‫المتعالجة ‪ :‬ربما‪ ،‬فأنا ال أعرف هذه األفكار‪ ،‬إنني فقط أالحظ توتري من هذا‬
‫الموضوع كلما عاد زوجي إلى البيت‪.‬‬
‫المعالجة‪ :‬إن التعرف إلى هذه األفكار وتحديدها هي أولى الخطوات‬

‫أساليب تحديد األفكار التلقائية وتعديلها‬

‫القيام بأداء األدوار‬

‫‪2‬‬

‫إجياد البدائل‬ ‫أساليب‬

‫التدريب املعرفي االستطالعي‬
‫تحديد‬
‫تدريبات على االسرتخاء‬
‫وتعديل‬
‫إعادة عزو الصفات‬ ‫األفكار‬
‫اإلقالل من إضفاء الصفة‬
‫التلقائية‬
‫مراقبة و تسجيل األفكار‬
‫الكارثية‬
‫املنه ‪99 9 9‬ج الس ‪99 9 9‬قراطي يف ‪ 9 9 9 9 9‬طرح‬
‫األسئلة ( االكتشاف املوجه )‬

‫‪ -1‬الحوارالسقراطي ‪) Socratic Dialogue(:‬‬

‫ويع ّد من أكثر تقنيات العالج المعرفي‪ ،‬وأكثرها استخداما في طرح األسئلة‬
‫( ويسمى أيضا االكتشاف الموجه ‪ ) Guided Discovery‬وليس هناك شكل أو‬
‫تنسيق محدد أو بروتوكول خاص بهذا األسلوب‪ ،‬وإنما بديل ذلك يجب على‬
‫المعالج أن يعتمد على خبرته وإبداعه بصوغ األسئلة لسابرة التي من المحتمل أن‬
‫تكشف عن أنماط األفكار المختلة وظيفيا مثل " ماذا تقصدين " " دعينا نتوقف"‬
‫"هل ترغبين"‬

‫‪12‬‬
 ‫‪ 2‬التخيل‪Imagery:‬‬
‫يستخدم التخيل كأسلوب بديل للكشف عن المعرفيات حينما ال تجدين األسئلة المباشرة‬
‫في توضيح التفكير التلقائي السلبي‪ ،‬ويتم اختيار هذه األساليب أيضا عندما يظهر‬
‫المنهج السقراطي في األسئلة كما ً محدوداً من األفكار التلقائية‪ ،‬ويكون لدى المعالج‬
‫شك بأن هنالك المزيد من األفكار التلقائية المهمة التي ما زالت موجودة‪ .‬وقد يتمكن‬
‫بعض المتعالجين من استخدام إجراءات التخيل بتذكير أو توجيه قليل من المعالج وال‬
‫يحتاج إالّ أن يطلب إليه أن يتخيل نفسه في حالة ماضية‪ ،‬مزعجة أو تسبب انفعاال‬
‫محددا‪ ،‬وأن يصف بالتالي األفكار التي راودته‪ ،‬وغالبا ما يرى المتعالج ال معقولية‬
‫أفكاره‪ ،‬وهو يصف المشاعر المصاحبة لهذه المخططات‬
‫أي إن المطلوب هنا هو استرجاع خبرات الماضي المؤلمة لنضعه في صيغة‬
‫الحاضر ومآل المستقبل (الهنا –ا لآلن)‬
‫‪ - 3‬لعب الدور‪Role Playing :‬‬
‫قي الغالب يكون لعب الدور أكثر فائدة من التخيل‪ ،‬وذلك بعد الحصول على وصف‬
‫واف لسلوك الشخص الذي حدث معه الموقف‪ .‬وعندها يقوم المعالج بأداء دور ذلك‬
‫ٍ‬
‫الشخص بينما يقوم المتعالج بدوره هو‪ ،‬أو يمكن عكس الدور وذلك بتمثيل المتعالج‬
‫دور المعالج‪.‬‬
‫‪ -4‬الرسم الكاريكاتوري‪:‬ـ‬
‫عندما ال يستطيع المتعالج تحديد أفكاره يتم الطلب إليه رسم شكل كاريكاتوري‬
‫حزين( يعبر عن حالته) ‪ ،‬ويطلب إليه صوغ بعض األفكار التي تجعل من هذا‬
‫الشكل حزينا وكتابتها ضمن المربع ويتيح مثل هذا للمتعالج بتكوين فكرة ع ّما‬
‫يزعجه بالفعل‪.‬‬
‫وتعتمد هذه الطريقة على أسلوب اإلضفاء ما في ذاته على الرسم‪ ،‬حيث تكون‬
‫األفكار التي يضعها المتعالج في عقل الشكل الكاريكاتوري هي األفكار التي تستولي‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪13‬‬
 ‫اسأل نفسك ‪ :‬لماذا يبدو هذا الشخص غير سعيد هكذا ؟" ك ّون بعض األفكار التي تزعج هذا الشخص‬

‫‪ - 5‬سجل األفكار‪ :‬هو أحد أكثر إجراءات العالج المعرفي استخداما لتحديد األفكار‬
‫التلقائية ويمكن أن يُطلب من المتعالجين أن يسجلوا أفكارهم بعدد من الطرائق‬
‫المختلفة‪،‬تسمى كل واحدة منها طبقا لعدد األعمدة وأسهل طريقة هي أسلوب العمود‬

‫‪14‬‬
 ‫المزدوج وهو إجراء يستخدم غالبا ً حالما يبدأ المتعالج بتعلم كيف يميز األفكار‬
‫التلقائية‪ .‬ويُطلب إلى المتعالج في هذه الحالة أن يد ّون األفكار التلقائية التي تخطر في‬
‫باله في حالة التوتر أو االنزعاج‪ .‬ويمكن أن يحدد المتعالج بالتناوب االستجابات‬
‫االنفعالية في عمود األفكار التلقائية في العمود اآلخر‪،‬كما يمكن أن نستخدم تقنية‬
‫السهم العمودي أيضا لكشف األفكار التلقائية‪ ،‬حيث تع ّد هذه التقنية ناتجا ً ثانويا ً‬
‫لطريقة العمود المزدوج وتبدأ بـ "إذا كانت هذه الفكرة صحيحة فماذا تعني لي؟‬
‫ولماذا تزعجني؟" وتقود إلى سلسلة من األفكار التلقائية تكشف عن السبب الحقيقي‬
‫للمشكلة‪ .‬ويمكن أن يضيف المعالج أو ينقص من عدد األعمدة بحسب الحاجات‬
‫النوعية للمتعالج وبقدر فهمه لألفكار التلقائية وللعالقة بين المعرفيات السلبية‬
‫والشعور غير السار والسلوك غير المثمر‪.‬‬
‫ويسمى أسلوب األعمدة الثالث إذا احتوت االستمارة على ثالثة أعمدة العمود األول‬
‫يقدم وصفًا للحالة‪ ،‬والعمود الثاني قائمة باألفكار التلقائية‪ ،‬والعمود الثالث االستجابة‬
‫النفعالية‪.‬‬
‫وقد وسع بيك أسلوب األعمدة ليصبح مؤلفا ً من خمسة أعمدة ‪ ،‬وسماه السجل اليومي‬
‫لألفكار المختلة وظيفياً ‪ Daily Record of Dysfunctional Thoughts‬ويرمز‬
‫له اختصاراً (‪) DRDT‬‬
‫وفي العربية اسُتخدمت كلمة (سيامو)ـ وهي األحرف األولى من الكلمات التالية‪:‬‬
‫( سجل يومي لألفكار المختلة وظيفيا)‬
‫‪ - 6‬مناقشة الحوار الداخلي‪ :‬وهذه التقنية مأخوذة عن أسلوب ميكنباوم في العالج‬
‫المعرفي‪ ،‬فقد ركز على أهمية الحوار الداخلي عند الفرد في تغيير مشاعره وتفكيره‪،‬‬
‫ومن ث ّم سلوكه فالمزاج الكئيب يفتح الباب للمتعالج ليقول لنفسه في حوار داخلي "‬
‫إنني عديم القيمة " " أف إنني لست جيدا " " إنني أقل من اآلخرين" ‪ .‬وهي عبارات‬
‫للتقليل من قيمة الذات‪ ،‬وتزيد في مشاعر اليأس وسوء احترام الذات ليصل المكتئب‬
‫إلى اإليمان بها‪ ،‬مما قد يقود إلى ردة فعل عنيفة ربما توصل إلى تفضيل الموت‬
‫بسبب عدم االرتياح ‪ .‬وبما أن المكتئب يسيء إلى نفسه‪ ،‬فإنه يتحول بهذا إلى شخص‬

‫‪15‬‬
 ‫غير فعال ومشلول وخائف ومنعزل عن المشاركة في مسار الحياة الطبيعية‪ .‬وبسبب‬
‫النتائج السلوكية واالنفعالية السلبية لتفكير المتعالج السلبي فإن الخطوة األساسية هي‬
‫أن يتوقف عن القول لنفسه " إنني عديم القيمة‪ ،‬إنني‪.......‬الخ وهذا ما ذكره ميكنباوم‬
‫في عالجه "أن يتدرب المتعالج على التحدث إلى ذاته بطريقة بنّاءة‬
‫‪ -7‬عداد المعصم( أو ال َم ْسبَ َحة)‪ :‬يستخدم لمراقبة األفكار السلبية وإيقافها‪ ،‬وهو عبارة‬
‫عن عداد يشبه ساعة اليد له زر يمكن الضغط عليه في كل مرة تمر في عقل المتعالج‬
‫فكرة سلبية‪ ،‬وفي نهاية اليوم يتم تسجيل العدد النهائي لألفكار‪ ،‬حيث يالحظ ازدياد‬
‫العدد في البداية‪ ،‬مع تحسن ملحوظ في تحديد أفكاره‪ ،‬ويستمر ذلك لعدة أيام فسرعان‬
‫ما يصل العدد اإلجمالي إلى االستقرار لمدة أسبوع أو عشرة أيام ومن ثم سيبدأ في‬
‫التناقص وهذا يشير إلى أن أفكار المتعالج المؤذية تضعف وتتناقص وسيبدو أفضل‬
‫ألنه بدأ بالسيطرة على ذاته‪ .‬إن هذا األسلوب ال يعد بديالً لتنحية عشر إلى خمس‬
‫عشرة دقيقة كل يوم ليدون المتعالج أفكاره السلبية المنحرفة وليجيب عليها كما‬
‫شرحنا سابقا‬
‫ب‪ -‬تعديل األفكار التلقائية‪:‬ـ‬
‫ليس هناك عادة فصل تام في العالج المعرفي‪-‬السلوكي بين مراحل تحديد األفكار‬
‫التلقائية وتعديلها‪ .‬ففي الواقع إن العمليات المرتبطة بتحديد األفكار التلقائية غالبا ً ما‬
‫تكون كافية للبدء بالتغير الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -1‬إيجاد البدائل‪ :‬يرى العديد من األفراد أنفسهم وكأنهم قد فقدوا كل الخيارات‪ .‬ولعل‬
‫المثال األبرز على االفتقار إلى الخيارات في المتعالجين الذين يقدمون على االنتحار‪.‬‬
‫أنهم يرون الخيارات والبدائل المتوافرة لهم محدودة جداً لدرجة أنهم قد يرون أن‬
‫الموت هو الخيار األسهل و األبسط ‪ .‬والتكتيك المعرفي هنا يتضمن العمل سوية مع‬
‫المتعالج إليجاد بدائل أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬تفحص الدليل‪ :‬هو المكون الرئيس لالختبار التجريبي التعاوني في العالج‬
‫المعرفي‪ .‬فبعد كتابة األفكار السلبية وتحديد التشوهات فيها‪ ،‬يتم اعتبار مجموعات‬
‫األفكار التلقائية فرضية يقوم المعالج والمتعالج بالبحث عن دليل يؤيد فرضيته أو‬

‫‪16‬‬
 ‫يدحضها‪ ،‬خاصة وأن المتعالج غالباً ما يقدم دليالً يدعم ويعزز اعتقاده متجاهالً‬
‫معلومات أخرى رئيسة‪ ،‬ومر ّكزاً على معلومات قليلة تعزز أفكاره المختلة‪ .‬وعند‬
‫ذلك يُسأل المتعالج "ما الدليل على هذه الفكرة ؟" ألننا غالباً عندما نشعر بأننا لسنا‬
‫على ما يرام فإننا نعتقد بأن األشياء سيئة دون التدقيق في الحقائق والتأكد منها وحينما‬
‫نتفحصها فإننا سنرى األشياء من منظور مختلف‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلقالل من إضفاء الصفة الكارثيةـ ‪ :‬وتسمى بأسلوب افتراضي " ماذا لو ‪What‬‬
‫‪ " if‬ويساعد هذا األسلوب المتعالج على التقويم بنفسه فيما إذا كان يبالغ في تقدير‬
‫الصفة الكارثية للحدث أو للفكرة‪ ،‬وفيه يسأ ل المتعالجون أسئلة سلبية مثل "ماذا لو لم‬
‫أستطع " " ماذا لو رسبت " فال يعطون وقتا ألسئلة مشابهة حرفيا ولكن بشكل‬
‫إيجابي مثل ‪ :‬ماذا لو نجحت" " ماذا لو استطعت" إنهم يبحثون عن إجابة‪ ،‬أو عن‬
‫وجهات نظر بديلة بشكل مثالي ويظهر ذلك واضحا في الحوار التالي ألحد‬
‫المتعالجين"‬
‫‪ -4‬إعادة عزو الصفات‪ :‬عادة ما تكون الصفات المنسوبة إلى أحداث الحياة في حالة‬
‫االكتئاب مشوهة في االتجاه السلبي إذ يقوم المكتئبون بلوم أنفسهم على أحداث الحياة‬
‫غير المؤاتية‪ ،‬وإعطاء معنى عام للحوادث المحددة وغير المتوقعة‪ ،‬و يعتقدون أن‬
‫الحالة السلبية ستدوم إلى ما ال نهاية‪ .‬وقد ُو ِجد أن التشوهات السلبية لدى المكتئبين‬
‫تكمن في العزو الداخلي الذي يقود الفرد إلى انخفاض في تقدير ذاته كالعبارة الشائعة‬
‫بين المتعالجين " هذا ما جنيته على نفسي " وعلى الرغم من أن المرء ال يستطيع‬
‫أن ينفي هذا تماماً‪ ،‬إال أنه من غير المرجح أن يكون شخصا ً واحداً بمفرده مسؤوالً‬
‫عن كل خلل يحدث في عالقة ما‪ ،‬لذلك يكون التدخل العالجي هنا في إعادة توزيع‬
‫المسؤولية بين كل األطراف ذات الصلة باألزمة ‪.‬‬
‫‪ -5‬التدريب المعرفي االستطالعي ‪ :‬وتستخدم للمساعدة في الكشف مسبقا ً عن األفكار‬
‫التلقائية السلبية‪ ،‬وفي تدريب المتعالج على تطوير معرفيات أكثر تكيفا ً ومالءمة‪.‬‬
‫ويكون ذلك بطلب من المتعالج أن يستخدم األفكار البديلة في وضع مشكلي جديد‪،‬‬
‫ويراقب انفعاالته المترافقة مع هذا السلوك الجديد‪ ،‬و يساعد ذلك على تحديد العقبات‬

‫‪17‬‬
 ‫المحتملة (المعرفية والسلوكية) التي ستعيقه في تنفيذها في المستقبل‪(.‬انظر تقنيات‬
‫العالج المعرفي –السلوكي ص ‪)100‬‬
‫وتعتبر الجلسة العالجية المكان المثالي للتدريب على العديد من السلوكات إذ يقوم‬
‫المعالج بدور المدرس والموجه الذي يقدم تغذية راجعة مباشرة على األداء مقدماً‬
‫االقتراحات المحسنة للسلوك الجديد‪ ،‬و يمكن استخدام تقنية لعب الدور لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬التفكير بتدرجات الرمادي‪The Survey Method:‬‬
‫تقوم هذه الطريقة على تحفيز المتعالج على التفكير المتعدد وعدم االقتصار على‬
‫(إما‪...‬أو‪..‬أسود أو أبيض )؟‪:‬كأن يقول المتعالج "إنني إنسان فاشل‪ ،‬ال أفعل شيئا‬
‫صحيحا على اإلطالق‪ ،‬إنني مجرد خاسر " على المعالج توضيح أفكار المتعالج‬
‫المتطرفة والمشوهة والتي غالباً ما تؤدي إلى القلق واالكتئاب‪ .‬بأن يقيّم المتعالج‬
‫األشياء ضمن مجال من صفر إلى مئة‪.‬ألن األشياء غالبا ما تكون ما بين الصفر‪،‬‬
‫والمئة بدال من اإلصرار على أنها إما بهذا الشكل أو ذاك ‪.‬وعندما ال تنتهي األشياء‬
‫بشكل جيد كما كان يأمل ‪ ،‬يمكن أن يقول لنفسه ‪ ":‬إنني فاشل بمقدار محدد ‪ ،‬إنني‬
‫أفعل أشياء صحيحة وأشياء غير صحيحة ‪ :‬إنني خسرت إلى حد ما"‪.‬‬
‫‪ -7‬طريقة دالالت األلفاظ ( الينبغيات)‪The Semantic Method‬‬
‫يغلب عند المتعالجين وغيرهم أن يسود نمط من التفكير بالينبغيات‪،‬وتعتبر طريقة‬
‫دالالت األلفاظ طريقة فعالة لمقاومة عبارات الينبغيات هذه فبدال من أن يقول‬
‫المتعالج لنفسه عندما يكون منزعجا " يجب أن أفعل هذا" أو " كان يجب أال أرتكب‬
‫ذاك " يقول " ويتم تدريب المتعالج على أن يستخدم طريقة دالالت األلفاظ للرد على‬
‫كل فكرة سلبية تدور في رأسه وذلك باستبداله مفردات لغوية تعطي انطباعاً أقل‬
‫انفعاال وأقل إزعاجاً على المتعالج ‪.‬مثل عبارات " سيكون لطيفا لو ‪"..‬‬
‫ج‪ -‬تحديد المخططات وتعديلها‪Identifying and Modifying ( :‬‬
‫‪)Schemata‬‬
‫إن عملية تحديد المخططات وتعديلها هي أصعب إلى حد ما من تغيير األفكار التلقائية‬
‫السلبية ألن هذه المعتقدات الجوهرية األساسية مطمورة بعمق أكثر وربما أبعد بكثير‬

‫‪18‬‬
 ‫عن وعي المتعالج وتكون قد تعززت عادة عبر سنوات من التجارب الحياتية(انظر‬
‫ملحق ‪ 23‬االفتراضات التي تؤدي إلى االكتئاب )‪ .‬ويمكن للعديد من األساليب ذاتها‬
‫التي تم ذكرها في تعديل األفكار التلقائية أن توظف توظيفا ً ناجحا ً في العمل العالجي‬
‫على مستوى المخططات مثل ‪ :‬إجراءات المنهج السقراطي في طرح األسئلة‬
‫والتخيل و لعب األدوار وتسجيل األفكار للكشف عن المخططات ذات التكيف السيئ‬
‫( انظر الشكل ي الصفحة التالية) ‪.‬وحينما يكتسب المتعالج الخبرة في تمييز األفكار‬
‫التلقائية‪ ،‬تبدأ أنماط متكررة بالظهور مما قد يوحي بجوهر المخططات األساسية‪،‬‬
‫وارتباطها مع األفكار التلقائية‪ .‬وهنا يمكن أن يستخدم المعالج طريقة التثقيف النفسي‬
‫لشرح مفهوم المخططات ( قد تُسمى المعتقدات المحورية‪ Core Beliefs‬أو‬
‫االفتراضات األساسية‪ ، ) Basic Assumption‬ومن ثم قد يبدأ المتعالجون بتمييز‬
‫المخططات من تلقاء ذاتهم‪ .‬ولكن‪ ،‬عندما يبدأ المتعالج باكتشاف هذه االفتراضات‬
‫األساسية فقد يحتاج المعالج إلى االقتراح بأن مخططات محددة قد تكون فعالة و‬
‫مؤثرة وبالتالي يُشرك المتعالج في تمارين مشتركة الختبار هذه الفرضيات‪ .‬قد‬
‫يتطلب تعديل المخططات اهتماما ً متكرراً داخل جلسات العالج وخارجها‪ .‬وإحدى‬
‫اإلجراءات المستخدمة استخداما ً شائعا ً هو الطلب من المتعالج االحتفاظ بقائمة في‬
‫دفتر خاص بالعالج عن كل المخططات التي حددت حتى تاريخه‪ .‬ويمكن مراجعة‬
‫قائمة المخططات قبل كل جلسة‪.‬‬
‫وتتضمن تدخالت العالج المعرفي المفيدة بشكل خاص في تعديل المخططات في‬
‫هذا البحث ما يلي‪ :‬تفحص الدليل(الدليل المؤيد والدليل المعارض) وإعداد قائمة‬
‫بالمزايا والسيئات وإيجاد البدائل والتدريب المعرفي والسهم العمودي ‪.‬‬

‫تحديد المخططات وتعديلها‬

‫‪19‬‬
 ‫حتديد النماذج املتكررة‬ ‫التخيل وأداء األدوار‬
‫لألفكار التلقائية‬

‫التثقيف النفسي‬
‫التدريب املعريف‬ ‫أساليب‬
‫االستطالعي‬ ‫إجياد البدائل‬ ‫تحديد‬
‫وتعديل‬
‫املنهج السقراطي يف طرح‬ ‫تسجيل األفكار‬ ‫المخططات‬
‫األسئلة‬
‫قائمة املزايا واملساوئ‬

‫إدراج املخططات يف‬

‫قائمة يف الدفرت اخلاص‬
‫حتديد املعتقدات احملورية‬
‫بالعالج‬
‫‪ -1‬تفحص الدليل‪:‬‬
‫ويستخدم هنا كما في تعديل األفكار التلقائية ‪ ،‬إذ يهدف إلى حث المتعالج على الشك‬
‫بصحة المخططات والبدء بالتفكير بتفسيرات بديلة‪ .‬ويتضح ذلك في حالة فتاة تعاني‬
‫من االعتقاد التالي" يجب أن أكون جميلة وجذابة ونحيلة ألكون سعيدة ومقبولة في‬
‫المجتمع "‬

‫تعديل المخططات من خالل تقنية تفحص الدليل‬

‫الدليل المعارض‬ ‫الدليل المؤيد‬

‫‪ -2‬المزايا و المساوئ‪:‬‬
‫" يختلف أسلوب تحليل المزايا والمساوئ عن األساليب المعرفية األخرى ‪ ،‬ألنه‬
‫يتعامل مع األفكار السلبية للمتعالج من منظور التحريض أكثر من الحقيقة ‪ .‬وغالباً ما‬

‫‪20‬‬
 ‫يؤدي ذلك إلى الشك بصحة المخططات‪ ،‬وإيجاد تفسيرات بديلة لهذه األفكار السلبية‬
‫بأن يطلب المعالج من المتعالج إعداد قائمة بالمزايا والمساوئ‬
‫‪ -2‬التقنيات السلوكية‪:‬‬
‫يتمثل الهدف من استخدام التقنيات السلوكية ضمن نسق العالج المعرفي‪-‬السلوكي‬
‫في‪:‬‬
‫أ‪ -‬استخدام أساليب واستراتيجيات سلوكية مباشرة الختبار التصرفات واألفكار‬
‫المختلة وظيفياً مثل ( العجز‪ ،‬العزلة‪ ،‬الملل‪ ،‬الكسل‪...‬الخ)‪،‬وذلكـ من خالل جعل‬
‫المتعالج يجرب السلوك الذي ما دام يخشاه أو يتجنبه‪ ،‬مما يتيح التحدي المباشر‬
‫لألفكار القديمة‪.‬‬
‫التقنيات السلوكية‬

‫ا ملقياس املزدوج‬
‫التدريب على توكيد الذات‬

‫التدريب على االسرتخاء‬

‫استخدام التناقض‬ ‫التقنيات‬
‫حل املشكالت‬ ‫السلوكية‬
‫التدريب على‬
‫جدولة النشاطات‬
‫المهارات االجتماعية‬ ‫تشتت االنتباه‬
‫الواجبات املتدرجة‬
‫اإلتقان والرضا‬

‫استخدام الدعابة‬

‫‪ -1‬جدولة النشاطات ‪ :‬ويتم ذلك بأن يطلب المعالج من المتعالج أن يسجل في‬
‫سجل أداء يومي أو أسبوعي ما قام به في كل ساعة من اليوم‪ ،‬وأن يعطي نسبة‬
‫لكل فعالية من حيث اإلتقان والرضا بمقياس من صفر إلى عشرة‪ ،‬حينما يقدم‬
‫سجل النشاط ألول مرة ‪ ،‬يُطلب من المتعالج عادة أن يعد سجالً للنشاطات‬
‫األساسية دون محاولة إجراء أي تغيير وتتم ‪:‬مراجعة المعطيات في جلسة العالج‬
‫التالية ‪.‬‬

‫‪21‬‬
 ‫‪ -2‬نسبةـ اإلتقان والرضا‪ :‬ويتم ذلك بأن يطلب المعالج من المتعالج تسجيل درجة‬
‫اإلتقان والرضا على االستمارة بمقياس مئوي مؤلف من خمس أو عشر درجات لكل‬
‫منهما‪ ،‬وهذا ما يساعد المتعالج على دفع نحو إدراك النجاحات الجزئية والدرجات‬
‫القليلة من المتعة‬
‫‪ -3‬المقياس المزدوج ‪ :‬تساعد هذه التقنية في رؤية تفكير المتعالج من منظار‬
‫مختلف‪ ،‬كما تكشف عن عدم واقعية أفكاره ‪ .‬فاإلنسان غالبا ً ما يضع لنفسه‬
‫مقاييس عالية‪ ،‬غير مشجعة تشعره بالرغبة باالنسحاب واإلقرار بالعجز‪.‬‬
‫عكس ما يضعه لآلخرين من تسهيالت ومساندة‪.‬‬
‫‪ -4‬المهام المتدرجة‪:‬وتستخدم هذه التقنية عندما يواجه المتعالج عمالً يبدو له‬
‫صعباً‪ ،‬ويتم ذلك بتجزئة الهدف السلوكي إلى خطوات صغيرة متتابعة‪ ،‬يمكن‬
‫تنفيذها خطوة واحدة في كل مرة وصوالً إلى الهدف المرجو‪.‬‬
‫ويُستخدم تعيين الواجبات المتدرجة مع األشخاص المكتئبين على نحو‬
‫نموذجي كأسلوب لحل المشكالت‪ .‬ويمكن لهذه الطريقة التدريجية فضالً عن‬
‫األساليب المعرفية مثل أسلوب طرح األسئلة السقراطي وتسجيل األفكار أن‬
‫تجدد نشاط المتعالج وتركز طاقته بصورة منتجة‪ ،‬وبالتالي ترفع من مزاجه‬
‫‪-5‬التدريب على المهارات االجتماعية‪:‬‬
‫إذا كان اختبار الواقع مهماً‪ ،‬وكان بعض المتعالجين يفتقرون إلى مهارات محددة‬
‫فإن من واجب المعالج مساعدة هؤالء المتعالجين على اكتساب هذه المهارات‪،‬‬
‫والتي قد تبدأ من إلقاء التحية بالشكل المرغوب حتى التدريب على مهارات‬
‫الحوار والتواصل‪.‬ـ‬

‫‪-6‬التدريب على توكيد الذات ‪:‬‬

‫وتنفع هذه التقنية مع المتعالجين المكتئبين والقلقين‪ ،‬وذلك بالتركيز على التعبير‬
‫عن مشاعرهم‪ ،‬وآرائهم تعبيراً مباشراً وبأسلوب مقبول اجتماعيا‬

‫‪22‬‬
 ‫وتساعد التوكيدية على تحقيق أكبر قدر ممكن من الفاعلية والنجاح عندما يدخل‬
‫اإلنسان في عالقات اجتماعية مع اآلخرين‪ ،‬فال يكون ضحية لموقف خاطئ من صنع‬
‫اآلخرين‪ ،‬ودوافعهم في مثل هذه المواقف‬
‫‪ -7‬تشتت االنتباه‪ :‬يعتبر اإللهاء مهارة إزاحة وليس منهجاً لتغيير التفكير غير‬
‫الواقعي‪ ،‬لذلك هو من النشاطات البديلة(مثل االستماع إلى المذياع‪ ،‬االستماع إلى‬
‫الفكاهات ‪،‬حل كلمات متقاطعة‪،‬لعبة رياضية‪ ،‬تسلية ما) التي يمكنها بشكل مؤقت‬
‫أن تلهي المتعالج عن األفكار االقتحامية أو التأمالت االكتئابية أو أية معرفيات‬
‫أخرى مختلة وظيفياً‪.‬‬
‫‪ -8‬استخدام الدعابة(‪) Humor‬‬
‫ويتم ذلك عن طريق المغاالة فيما يقوله المـريض إلى درجـة مضـحكة‪ ،‬أو تمريـر‬
‫فكاهة‪ ،‬أو تعليقات فكاهية‪ .‬وت ّم اســتخدام هــذه التقنيــة في هــذا البرنــامج مــع بعض‬
‫المتعالجين‪ ،‬على اعتبار أن الدعابة وسيلة له ٍو أكثر منها وسيلة لمواجهة المشكلة‪.‬‬
‫‪ -9-‬مواجهة الواقــع‪:‬هنالــك أحيـان ال بــد من توســيع بعض التـدريبات السـلوكية إلى‬
‫خارج غرفة العالج‪ .‬و بإمكان المعالج هنا أن يذهب مع المتعــالج إلى موقــع الحــاالت‬
‫التي يخشاها‪ .‬فيمكن الذهاب مثالً إلى مطعم أو أن يذهب معه إلى موقع تسوق يخشاه‪.‬‬
‫إ ن التعرض للحياة العملية يمكن أن يربط بين التدريب داخل المكتب وخارجــه وبين‬
‫الواجب المنزلي والتجربة المخبرية‪.‬‬
‫‪ -10‬التدريب على االسترخاء‪:‬‬
‫ويتم ذلك بتعليم المتعالج تمرينات االسترخاء خالل الجلسة العالجية‪،‬أو إعطاءه‬
‫شريطا ً مسجالً صوتيا ً مناسبا ً له يمكّنه من ممارسة هذه التدريبات لوحده‪.‬‬
‫‪ -11‬حل المشكالت‪:‬تفيد هذه التقنية المتعالجين الذين يفتقرون لمهارات في حل‬
‫مشكالتهم‪ ،‬عن طريق تعليمهم سلسلة من الخطوات تساعدهم على المضي في التفكير‬
‫في المشكالت والحلول ‪.‬ولمساعدتهم على التأقلم مع مشكالتهم بطريقة بنّاءة أكثر‬
‫ويمكن أن يشرح المعالج للمتعالج خطوات حل المشكالت‬
‫‪ -5‬عملية العالج المعرفي –السلوكي لالكتئاب‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫يمكن اســتخدام العالج المعــرفي‪ -‬الســلوكي لالكتئــاب مــع كــل أنــواع االكتئــاب ‪ .‬وفي‬
‫حاالت االكتئاب الشديدة قد يستخدم إلى جانبــه العالج الــدوائي ‪ .‬ولكن بصــورة عامــة‬
‫تكــون نتــائج هــذا النــوع من العالج أفضــل إذا كــان مــريض االكتئــاب على اســتعداد‬
‫للمشاركة الجادة في عملية العالج والقيام بما يطلب منه من قبل المعالج‪.‬‬
‫يركز المعالج المعرفي في بداية العالج على إقامة عالقـة تعاونيـة ويعـرّف المـريض‬
‫على النموذج المعرفي‪ .‬تستخدم جداول األعمال ‪ ،‬التغذيــة الراجعــة‪ ،‬التثقيــف النفســي‬
‫لبنــاء الجلســات ويتم التركــيز على شــكلين من االختالل الــوظيفي‪ :‬التفكــير المشــوه‬
‫معرفيا‪ ،‬والعجز عن التعلم‪ ،‬وضعف األداء الوظيفي للذاكرة‪.‬‬
‫كما يتم تخصيص جهـد خـاص للمكـتئب في إنقــاص درجــة اليـأس أيضـا فهي خطـوة‬
‫هامة في إعادة تنشيط المكتئب‪ ،‬وتزويده بالطاقة‪.‬وتتم مقاومة مشــاكل التعلم ووظــائف‬
‫الذاكرة بـإجراءات الـتركيب المـذكورة سـابقا‪ ،‬وبأسـاليب التعلم مثـل كتابـة الواجبـات‬
‫المنزلية وتكون التدخالت العالجية من قبل المعالج حسب الطاقــة المعرفيــة للمــريض‬
‫بحيث تعمــل على تشــجيع التعلم لديــه‪ ،‬وبــأن مــادة العالج ال تقهــر المــريض ‪ .‬إن‬
‫األساليب السلوكية كجدولة النشاطات غالبا مــا تكــون مــادة أولى في العالج المعــرفي‬
‫أمــا الجــزء األوسط من المعالجــة فيتم تكريســه الســتنباط األفكــار التلقائيــة المشــوهة‬
‫سلبيا‪ ،‬وكذلك اســتنباط المعتقــدات(المخططــات) وتوظيفهمــا لعكس الثــالوث المعــرفي‬
‫الســلبي (الــذات‪ ،‬العــالم‪ ،‬المســتقبل) ويتم تعليم المــريض بشــكل نمــوذجي كيــف يحــدد‬
‫التشــوهات المعرفيــة مثــل (التجريــد االنتقــائي‪ ،‬المبالغــة‪ ،‬القفــز إلى النتــائج ‪ )..‬وأن‬
‫يستخدم تقنيات مثل إيجاد البدائل (الجدول أعاله) ويستمر العمل في استنباط واختبــار‬
‫األفكار التلقائية والمعتقدات إلى أن يشاهد المعالج تحقيق مكاســب في األداء الــوظيفي‬
‫للمريض‪ ،‬وأن المريض قد أدرك المبادئ األساسية للعالج المعرفي‬
‫وقبل نهاية العالج يقوم المعالج بمساعدة المريض بمراجعة ما تم تعلمــه أثنــاء ســياق‬
‫المعالجة‪ ،‬ويقترح عليه التفكير مقدما بالظروف المحتملة التي يمكن أن تكــون الســبب‬
‫في عودة االكتئاب ‪ .‬ويأخذ احتمال االنتكاس بعين االعتبار ويتم تطوير استراتيجيات‬

‫‪24‬‬
‫حـــل المشـــكالت الـــتي يمكن أن يتم توظيفهـــا في حـــاالت مســـتقبلية تـــؤدي إلى‬
‫االكتئاب(تقنية التدريب المعرفي)‬

‫ما مدى فعالية العالج المعرفي‪-‬السلوكي؟‬

‫يمكن أن يخفف من أعراض االكتئاب بسرعة تفوق الطرق األخرى_ الدوائيــة ) كمــا‬
‫ويقلل من نسبة االنتكاس‪.‬‬
‫هل يحتاج المكتئب اإلقامة في المشفى؟‬
‫ال ولكن بعضــهم يحتــاج وهــؤالء ممن يعــانون من االكتئــاب الــذهاني‪ ،‬أو ممن لــديهم‬
‫ميول انتحارية عالية‪.‬‬
‫ما هي طرق الوقاية من االنتكاس؟‬
‫استخدام الدواء بشكل منتظم وعدم تركه دون استشارة طبية‪،‬إذا كان المريض يتنــاول‬
‫دوا ًء وكذلك متابعته ببرامج إرشادية داعمة تخفف من االنتكاس‪.‬‬
‫ما هو دور أسرة وأصدقاء المريض؟‬
‫تقبل المرض وأن هذا المرض كغيره من األمــراض يحتــاج إلى الــتزام من المــريض‬
‫بتنفيــذ مــا يطلب منــه ورعايــة خاصــة من المحيطين بــه كالــدعم العــاطفي والتشــجيع‬
‫المستمر له حتى يتماثل للشفاء ( االستماع الجيد له‪ ،‬احترام مشاعره‪ ،‬أظهار الحقيقــة‪،‬‬
‫إعطائه األمل باستمرار ‪ ،‬مشاركته في النزهات والنشاطات التي تسعده‪.‬‬
‫هل هناك عالجات نفسية(معرفية)ـ لدينا في سورية؟‬
‫بشــكل عــام نعم ولكن لألســف ليس مرخصــا بهــا لغايــة اآلن ( فقــط المراكــز التابعــة‬
‫للجامعة)وبالنسبة للعالج المعرفي فأعتقد أنني من القالئل في ذلك‬

‫هل هناك برامجـ يومية أو نشاطات تساعد مريض االكتئاب على الشعور بالسعادة‬
‫نعم منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬اتصل بصديق قديم‬

‫‪25‬‬
‫‪ -2‬اكتب أي خواطر تدور في ذهنك‪ ...  ‬فالكتابة تساعد الذهن على التخلص من‬
‫إحساس البؤس والشقاء وتقطع دائرة التفكير المرضى المستمر‪.‬‬
‫‪ -3‬اقرأ القرآن أو اإلنجيل وأنصت له‪.‬‬
‫‪ -4‬استمع إلى أغنيتك المفضلة‪ ...  ‬خصوصا ً تلك التي لها تأثير إيجابي وتعطيك‬
‫شحنة عاطفية إيجابية محببة لك ‪.‬‬
‫‪ -5‬عبر عن شيء إيجابي فيك‬
‫‪ -6‬أقرأ‪ ...  ‬أي شئ وكل شئ‪ ...  ‬اذهب إلى المكتبة واختر الكتب التي كنت تود‬
‫أن تقرأها منذ مدة طويلة‪ ...  ‬ثقف نفسك وأطلع على الكتب التي تحوى‬
‫معلومات عن االكتئاب وأعراضه وكيف تتخلص منه والكتب التي تحوى‬
‫تجارب بعض الكتاب الذين عانوا من االكتئاب واستطاعوا التغلب على هذا‬
‫المرض ‪.‬‬
‫‪ -7‬تعرف على شخصية جديدة‬
‫‪ -8‬إذا كنت تحس بأنك خطر على نفسك (وجود أفكار انتحارية) حاول أال تكون‬
‫بمفردك‪ ...  ‬اتصل باألهل من حولك وكن معهم دائما ً ‪.‬‬
‫‪ -9‬تذكر أن تأكل بصورة منتظمة‪ ...  ‬والحظ ما إذا كان تناول بعض األطعمة‬
‫(مثل السكريات أو القهوة‪ ،‬أو الشوكوال) لها تأثير على مزاجك ‪.‬‬
‫‪ -10‬حاول أن تأخذ حمام دافئ يهدأ من نفسك وأن تعطر نفسك بعد أخذ ه‪.‬‬
‫‪ -11‬إذا كان لديك جهاز حاسوب حاول أن تتجول في بعض البرامج خصوصا ً إذا‬
‫كنت مشتركا ً في برامج اإلنترنت‬
‫‪ -12‬اذهب لجولة طويلة وأمشى مسافة طويلة‬
‫‪ -13‬حاول أن تعد لنفسك وجبة شهية كنت تحبها دائماً‪.‬‬
‫‪ -14‬قم بمداعبة طفل أو حيوان‪.‬‬
‫‪ -15‬اشترى لنفسك هدية كنت ترغب فيها‪.‬‬
‫‪ -16‬شاهد منظراً جميالً وركز فيه مدة من الوقت‪.‬‬
‫‪ -17‬اجتمع مع من تحب‬

‫‪26‬‬
 ‫‪ -18‬قم بعمل تطوعي لمساعدة محتاج‪.‬‬
‫‪ -19‬مارس بعض التمارين الرياضية عندما تكون خارج منزلك ولكن بطريقة‬
‫بسيطة وبدون إجهاد شديد ‪.‬‬
‫‪ -20‬اذهب لخارج البيت وحاول أن تنظر إلى السماء ‪.‬‬
‫‪ -21‬حاول أن تغنى أغنية مفضلة وبصوت مسموع وأستغرق في الغناء مدة ‪،‬‬
‫ومن الممكن أن يكون ذلك بعيداً عن اآلخرين في أي مكان بعيد ‪.‬‬
‫‪ -22‬اشترى بعض األزهار وضعها أمامك وتأملها فترة من الوقت ‪.‬‬
‫‪ -23‬قم بزيارة دور العبادة واقضي وقتا طويال فيها ‪.‬‬
‫‪ -24‬تخيل شيئا ً جديداً سيحدث في المستقبل ‪.‬‬
‫‪ -25‬امتدح شيئا إيجابيا في آخر ‪.‬‬
‫‪ -26‬كون صورة ذهنية لشخص أو مكان جميل أعجبك‪.‬‬
‫هل يعني من كل ما سبق حدوث الشفاء التام من أعراض االكتئاب؟‬
‫ال‪ .‬ألن جزءا من كونك إنسانا يعني أن تنزعج بين الحين واآلخر ولهذا ال يمكنني أن‬
‫أضمن للمتعالج حالة من منتهى السعادة التي ال تنتهي! فهذا يعتمد على اإلرادة‬
‫والرغبة والمثابرة على بذل الجهد في إعادة تطبيق األساليب التي يتعلمها إن أراد‬
‫االستمرار في السيطرة على حالته النفسية‪.‬‬

‫‪27‬‬