You are on page 1of 17

‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫مقدمة‬
‫ال احد ينكر اليوم اهمية الشركات فهي تضطلع باعتباره ا تجمي ع لجه د‬
‫االفراد و لمدخراتهم بالمشروعات الكبرى التي يعجز الم رء بمف رده عن تحقيقه ا‬
‫مهما بلغت قدراته و امكانيته ‪،‬و ادى تك اثر الش ركات التجاري ة الى هيمنته ا على‬
‫االقتصاد العالمي و اعتمادها كأليات اساسية للتحكم في السياسة الداخلية و الدولي ة‬
‫‪.‬اضافة الى دورها التقليدي كأدوات تنمية فعالة‬

‫ومما ال شك ان الشركة خفية االسم هي احسن اداة لتنظيم المؤسس ة و الى جم ع‬


‫االم وال ‪ .‬و هي احس ن وس يلة للرأس مالية ‪ .‬هك ذا اختص ر اغلب الفقه اء نظ ام‬
‫‪.‬الشركة خفية االسم و االهمية االقتصادية التي تحتلها‬

‫حظيت الشركة خفية االسم و ال تزال باهتمام متزايد من قبل المشرع ‪ ،‬فهي تحتل‬
‫مكانة مرموقة في حركية االنتاج و االستثمار‪ ،‬و قد تأكدت هذه االهمية بظه ور م‬
‫ش ت التي جاءت لمزيد تدعيم المؤسسة بخل ق االط ار التش ريعي ال ذي ينس جم‬
‫‪ .1‬مع التفاعالت و التطورات الحاصلة التي يعيشها االقتصاد العالمي‬

‫ولقد عرف المشرع التونسي الشركة خفية االس م في اط ار الفص ل ‪ 160‬من م‬


‫ش ت "الشركة خفي ة االس م‪ ،‬هي ش ركة اس هم تتك ون من س بعة مس اهمين على‬
‫"‪ .‬االقل يكونون مسؤولين في حدود مساهمتهم و تتمتع بالشخصية المعنوية‬

‫من اهم الخصائص التي تقوم عليها الشركة خفية االسم ‪ ،‬هو انها تجم ع اك بر‬
‫عدد ممكن من المساهمين حتى يقع استقطاب اكثر ما يمكن من رؤوس االم وال ‪،‬‬
‫و ذلك بهدف الدخول في العمليات االقتصادية الك برى ال تي ال يمكن انجازه ا في‬
‫‪.‬اطار شركات االشخاص‬
‫‪1‬‬
‫عبد العزيز الفزاني ‪:‬جريمة تقدير حصص عينية بأكثر من قيمتها الحقيقية في الشركة خفية االسم رسالة لنيل الدراسات المعمقة في العلوم‪-1-‬‬
‫الجنائية ص ‪1‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫رغم الظهور المت أخر للش ركة خفي ة االس م في التش ريع التونس ي ‪ ،‬ف إن التط ور‬
‫العددي الذي م ا ف تئت تش هده بداي ة من اص دار الم ت الى يومن ا ه ذا ق د زاد في‬
‫اثبات االهمية الكبرى التي تكتسيها اذ اوالها المشرع اهمية بالغة من حيث التقنين‬
‫العددي اذ خصص له ا تقريب ا ‪ 219‬فص ال باإلض افة الى االحك ام المش تركة بين‬
‫‪ .‬مختلف انواع الشركات التجارية الواردة ب م ش ت و القواعد العامة‬
‫والبد من االشارة الى ان االحكام المنظمة للشركة خفية االس م لم ت رد في م ش‬
‫ت فحسب بل كذلك في جمل ة من الق وانين االخ رى من اهمه ا ق انون ع دد ‪117‬‬
‫لسنة ‪ 1994‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1994‬المتعلق بإعادة تنظيم الس وق المالي ة‬
‫و القانون عدد ‪ 36‬لسنة ‪ 2016‬مؤرخ في ‪ 29‬افريل ‪ 2016‬يتعلق ب اإلجراءات‬
‫الجماعية الى جانب عدي د الق وانين االخ رى ال تي تتض من احكام ا يمكن تطبيقه ا‬
‫على الش ركة خفي ة االس م ‪ .‬ه ذه المعطي ات التاريخي ة يمكن ان تهم ايض ا عالق ة‬
‫‪ .‬الشركات التجارية عموما و خفية االسم بصورة خاصة بالقانون الجنائي‬
‫فسن احكام جزائية بشأن افعال العرقلة التي تشب الشركة خفية االسم من شأنه ان‬
‫يبعث االمن في نفوس اصحاب رؤوس االموال و ه و م ا يش جعهم على اس تثمار‬
‫اموالهم للمساهمة في هذه الشركات ما داموا على يقين من ان ك ل العراقي ل ال تى‬
‫يمكن ان تمس بمصالحهم تكون عرضة للمؤاخذة الجزائية و البد من االش ارة الى‬
‫‪.‬شساعة و عمومية لفظ العرقلة مما يستوجب تحديد هذا المفهوم‬
‫والعرقلة هي مشتقة من فع ل عرق ل وهي فع ل مك ون لجريم ة من ع من ممارس ة‬
‫‪2‬‬
‫نشاط مسموح به قانونا و العرقلة تعني كذلك التعطيل ونقول عطل يعطل تعطيال‬
‫وال بد من اإلشارة إلى غي اب تف ظ العرقل ة ض من فص ول م‪.‬ش‪.‬ت لكن نج ده في‬
‫بعض الق وانين الخاص ة مث ل ق انون اع ادة تنظيم الس وق المالي ة لس نة ‪1994‬‬
‫‪.‬بالفصلين ‪84‬و‪ 85‬منه وكذلك مجلة الصرف ضمن فصلها ‪26‬‬
‫و قد ورد لفظ التعطيل كمرادف للعرقلة في الفصل ‪ 593‬من قانون عدد‪ 36‬لس نة‬
‫‪ 2016‬و كذلك نجد لفظ التعطي ل في م ج بالفص لين ‪ 136‬و ‪ " 137‬في تعطي ل‬
‫حري ة الخدم ة" و ك ذلك بالفص ل ‪ 303‬من المجل ة ذاته ا "في تعطي ل حري ة‬
‫" اإلشهارات‬
‫زينب الطرابلسي ‪ :‬جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم ‪:‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في القانون شعبة العلوم الجنائية ‪2-2002-2003‬‬
‫‪2‬‬

‫‪.‬صفحة ‪7‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫وتكمن اهمية الموضوع القانوني ة في انه ا تمكن في تحدي د ج رائم العرقل ة بش كل‬
‫ضيق و تمييزها عن عديد الج رائم المش ابهة و ال تي تمس ب دورها الش ركة خفي ة‬
‫االسم‪ .‬لذلك سنقتصر في دراستنا على الج رائم ال تي نص فيه ا المش رع ص راحة‬
‫‪.‬على لفظ العرقلة‬
‫وفي ما يتعلق باألهمية التطبيقية للموضوع نالحظ أنه رغم التك ريس الص ريح‬
‫لهذه الجرائم في عدي د النص وص القانوني ة ف إن تج ريم العرقل ة ك ان يمث ل ثغ رة‬
‫خطيرة في اطار م‪.‬ت وهو ما دفع بالعديد الى المطالبة بتك ريس ه ذه الج رائم في‬
‫م‪.‬ش‪.‬ت ه ذه المعطي ات ت دعونا الى معرف ة وض ع ج رائم العرقل ة في الق انون‬
‫الجزائي لشركات التجارية ومدى توفق المش رع لحماي ة الش ركة خفي ة اإلس م من‬
‫‪.‬جرائم العرقلة حتى تتمكن من مسايرة التطورات االقتصادية‬

‫فكيف نظم المشرع جرائم العرقلة صلب النصوص الجزائية ؟‪-‬‬


‫ولإلجابة عن هذه اإلش كالية يت وجب التع رض ج رائم العرقل ة من خالل م‪.‬ش‪.‬ت‬
‫(جزء أول ) ثم من خالل النصوص الخاصة (جزء ثاني)‬

‫‪ : /I‬جرائم العرقلة من خالل مجلة الشركات التجارية‬


‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫نظم المشرع الشركة خفية االسم بعديد النصوص ضمن م‪ .‬ش‪ .‬ت حرصا منه على‬
‫تأمين تنظيم جلساتها و اجهزتها‪ ,‬ه ذا التنظيم لن يك ون ناجع ا اال اذا احاط ه المش رع‬
‫بحماية جزائية تض منه ‪ .‬اال ان فص ول ه ذه المجل ة تط رح نقاش ا فيم ا يتعل ق بأفع ال‬
‫العرقل ة الموجه ة ض د مص الح الش ركة و ال تي س نتناولها في عالقته ا بالمس اهمة في‬
‫‪.‬الجلسات العامة (أ) و بهياكل الرقابة (ب)‬

‫‪:‬أ‪-‬عرقلة المساهمة في الجلسات العامة‬


‫تتبنى الشركة خفية االسم في هيكلتها النظام الديمقراطي و يظهر ضمن الجلسات‬
‫العام ة ال تي تأخ ذ اختص اص البرلم ان اذ تنبث ق عنه ا ك ل الق رارات الهام ة و لكي‬
‫مظاهر هذه الديموقراطية أوجب المشرع مساهمة جميع الش ركاء في أعم ال الجلس ات‬
‫العامة حتى ال يبقى حض ورهم مج رد ش كلية‪ .‬لكن ه ل وف ر المش رع ص لب م ش ت‬
‫الحماية الجزائية التي تضمن المساهمة في هذه الجلسات؟‬
‫=< هذا ما يدعونا الى دراسة عرقلة المساهمة في الجمعية العامة للمساهمين(‪)1‬‬
‫‪.‬و عرقلة المساهمة في الجمعية العامة لمالكي الرقاع(‪)2‬‬
‫‪:‬عرقلة المساهمة في الجمعية العامة للمساهمين‪1-‬‬
‫اعتبارا الى االهمية التي يكتسيها حق المساهمين في الجمعيات العانة الذي يتمتع به‬
‫كل المساهمين داخل الشركة خفية االسم كان البد من التطرق الى اشكاليات النصوص‬
‫الجزائية الى عرقلة هذا الحق خاصة ان المش رع لم يج رم ه ذا الفع ل بنص خ اص ثم‬
‫‪3‬الى المساهمة في الجلسات العامة للمساهمين‬

‫‪ :‬اشكاليات تطبيق‪ 1‬النصوص الجزائية على هذا الفعل*‬


‫المقصود بإشكاليات تطبيق النصوص الجزائية على هذا الفعل هو هل ان المشرع جرم‬
‫عرقلة مساهم عن المش اركة في الجلس ة العام ة للمس اهمين خاص ة و ان ه طبق ا لمب دأ‬
‫شرعية الجرائم و العقوبات ال يمكن اعتبار أي فع ل جريم ة إال اذا نص المش رع على‬
‫‪4‬ذلك‬

‫زينب الطرابلسي ‪ :‬جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم ‪:‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة في القانون شعبة العلوم الجنائية ‪1-2002-2003‬‬
‫‪3‬‬

‫‪.‬صفحة ‪13‬ش‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬الفصل االول من المجلة الجزائية‪-‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫يمكن البحث عن اش كاليات فع ل عرقل ة مس اهم عن المش اركة في الجلس ة العام ة‬


‫للمس اهمين من خالل نص ين جزائ يين و هم ا الفص ل ‪ 183‬من م ش ت في فقرت ه‬
‫األولى "يعاقب بخطي ة ت تراوح بين ال ف و عش رة االف دين ارا ك ل من اص در اس هم‬
‫شركة وق ع تأسيس ها خالف ألحك ام الفص ول من ‪260‬الى ‪ 178‬من ه ذه المجل ة " و‬
‫الفصل ‪ 313‬م ش ت من خالل فقرته الثانية " و تنس حب عقوب ة الخطي ة الم ذكورة‬
‫ب الفقرة األولى من ه ذا الفص ل على ال رئيس الم دير الع ام و أعض اء مجلس اإلدارة‬
‫وهيئ ة اإلدارة الجماعي ة و المراق بين ال ذين يتعم دون إعط اء أو تأيي د بيان ات غ ير‬
‫ص حيحه في التق ارير المنص وص عليه ا بالفص ول الم ذكورة ب الفقرة األولى من ه ذا‬
‫"‪.‬الفصل‬
‫اراد المشرع من خالل تجريم االختالالت الواقعة على الفصول المذكورة ضرب‬
‫اكثر ما يمكن من المخالفات بأق ل م ا يمكن من النص وص اذ يع اقب بعقوب ة االص دار‬
‫‪.5‬عن خلل يطرأ على تأسيس الشركة خفية االسم‬
‫وبالرجوع الى عبارات الفصل ‪ 175‬التي تحيلنا الى الفصل ‪ 291‬من م ش ت‬
‫نتبين ان هذا الربط الذي اقامه المشرع عبر تقنية الرب ط بين ه ذه النص وص الثالث ة‬
‫‪ 175‬و ‪ 183‬و ‪ 291‬ال يمكن ان يكون اعتباطيا و بالت الي يمكن الق ول ان م داوالت‬
‫الجلسة العامة التأسيسية اذا تمت خالفا لما ورد بالفصل ‪ 291‬من م ش ت فإنها تك ون‬
‫مخالف ة ألحك ام الش ركة خفي ة االس م و بالت الي تع اقب ه ذه المخالف ة بالعق اب ال وارد‬
‫‪6‬‬
‫بالفص ل ‪ 183‬من م ش ت ال زمن التأس يس ب ل كجريم ة متص لة بإص دار االس هم ‪.‬‬
‫لكن و لئن كان هذا التمشي منطقيا الى حد االن فإنه يصعب ايج اد عالق ة مباش رة بين‬
‫هذا النص الجزائي اي الفصل ‪ 183‬من م ش ت و عرقل ة مس اهم عن المش اركة في‬
‫جمعية عامة ‪ .‬و مهما يكن من امر و بما ان االم ر يتعل ق بم ادة جزائي ة فإن ه ال يمكن‬
‫التوس ع في النص وص و الب د من االش ارة الى مخالف ة الفص ل ‪ 175‬من م ش ت‬
‫المجرمة بمقتضى الفص ل ‪ 183‬من م ش ت ال تهم س وى الجلس ات العام ة التأسيس ية‬
‫في حين ان الفصل ‪ 274‬من م ش ت ينص على ان الجلسات المتبقية اي العامة تكون‬
‫تأسيسية او عادي ة او خارق ة للع ادة ‪ .‬ه ذه الجلس ات المتبقي ة يمكن ادراجه ا في اط ار‬
‫‪ . 7‬الفصل ‪ 313‬من م ش ت‬

‫ميدان المساهمة في الجلسة العامة للمساهمين*‬


‫زينب طرابلسي مرجع سابق ص ‪-17‬‬
‫‪5‬‬

‫زينب الطرابلسي مرجع سابق ص ‪4-15‬‬


‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫‪-‬زينب الطرابلسي مرجع سابق ص ‪-15‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫نظرا ألهمية حق المساهمة في الجمعيات العامة الذي يتمتع به كل المس اهمين في‬
‫الشركة خفية االسم حرص المشرع على توسيع ميدان هذا الحق الذي يشمل زيادة‬
‫‪ .‬الى المساهمة في المفاوضات ‪ ،‬المساهمة ايضا في اتخاذ القرارات‬

‫‪:‬عرقلة المساهمة في المفاوضات ‪-‬‬


‫حرص المشرع على ضمان حق المساهم في مشاركة بقية المساهمين في التفاوض‬
‫داخ ل الجمعي ات و ذل ك ح تى تك ون الق رارات المنبثق ة عنه ا تع بر حقيق ة عن ارادة‬
‫المساهمين ‪.‬اال ان هذا الحق يشهد اختالفا بين المستوى النظري و المس توى العملي اذ‬
‫يسعى مسيرو الشركة الى اس تبعاد بعض المس اهمين من النش اط داخ ل ه ذه الجلس ات‬
‫فيقع االكتفاء بحض ورهم وذل ك لتحقي ق ش روط االغلبي ة و النص اب ح تى يتم اض فاء‬
‫‪ . 8‬المشروعية على القرارات المتخذة‬
‫ولئن بقيت وضعية هذا الفعل غامضة نوع ا م ا على مس توى النص وص الجزائي ة‬
‫الواردة صلب م ش ت فإنه على عكس ذلك مجرما بنص واضح في التشريع الفرنس ي‬
‫اذ نص الفصل ‪ 440‬من قانون ‪ 24‬جويلية ‪ 1966‬في فقرته االولى كم ا تم ا نقل ه في‬
‫الم ت ف بالفص ل ‪ 9- 242‬على عق اب "ال ذين يمنع ون مس اهما من المش اركة في‬
‫‪ " .‬جمعية عامة للمساهمين‬

‫‪:‬عرقلة المساهمة في اتخاذ القرارات ‪-‬‬


‫يتدخل المساهم في الجلسات العامة في ادارة الشركة بطريقة مباشرة او عن طريق‬
‫حق االقتراع ذلك ان هذا الحق من اهم الحق وق الممنوح ة للمس اهم ‪ ،‬و ق د اس تقر فق ه‬
‫القضاء الفرنسي على تأكيد هذا المبدأ اذ اعت بر ان حض ور المس اهم و اقتراع ه داخ ل‬
‫‪ .9‬الجمعيات العامة يمثالن حقين اساسيين للمساهم و تنفيذ لاللتزام بينه و بين الشركة‬
‫وسعى المشرع التونسي الى تنظيم هذا الحق و حمايته اذ نص عليه صلب الفص ل‬
‫‪ 92 .‬من م ت و جرم عرقلة ممارسة هذا الحق في الفصل ‪ 94‬من ذات المجلة‬
‫وكما سبق ذلك ال نجد في م ش ت نص خاص يجرم على هذا الحق و بالتحديد عرقلة‬
‫ممارسته ‪ ،‬لكن يبدو ان الش رع لم ي نزع التج ريم عن ه ذا الفع ل ب ل واص ل اعتب اره‬

‫زينب الطرابلسي مرجع سابق ص ‪-18‬‬


‫‪8‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .‬نبيل غرس هللا ‪ :‬الحماية الجزائية للمساهمين في الشركة خفية االسم ‪ :‬رسالة لنيل شهادة الدراسات المعمقة ‪/‬شعبة العلوم الجنائية ص ‪-31‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫مجرم ا باعتب ار امكاني ة تط بيق الفص ل ‪ 313‬من م ش ت على عرقل ة المس اهمة في‬
‫‪.10‬التصويت‬
‫‪ :‬وتتمثل هذه الجريمة في وجود اي شرط في عقد الشركة يرمي الى‬

‫حرمان بعض المساهمين من حقهم في االق‪11‬تراع‪ :‬وه و من اب رز الحق وق ال تي*‬


‫يتمتع بها المساهم و لهذا السبس ب ج رم الفص ل ‪ 94‬م ت التنص يص ص لب عق د‬
‫الشركة على اي شرط من شأنه ان يحرم المس اهم من حق ه في االق تراع باعتب ار‬
‫ان هذا الشرط من شأنه ان يمس بأحد المبادئ العامة التي يقوم عليها عقد الش ركة‬
‫و ه و مب دأ المس اهمة المش تركة من قب ل المس اهمين في اتخ اذ الق رارات و ه و‬
‫‪.11‬مظهر من مظاهر نية االشتراك‬
‫أو قطع المس‪11‬اواة بينهم‪ :‬حيث اش ترط المش رع ض من م ت وج ود تناس ب بين*‬
‫عديد االسهم و عدد االصوات المقترحة و يمكن اله دف من ه ذا الح ق اساس ا في‬
‫تمكين المس اهم من الحص ول على س لطة في ادارة الش ركة مس اوية لنص يبه من‬
‫‪.‬رأس المال‬
‫والبد من االشارة الى ان جريمة منع المس اهمة في الجمعي ات العام ة للمس اهمين‬
‫هي جريمة قصدية اي البد ان يكون قصد الفاعل موجها نحو اعاق ة المس اهم عن‬
‫المس اهمة في الجلس ة العام ة للمس اهمين بص ورة فعلي ة وحقيقي ة و شخص ية في‬
‫المفاوضات سواء من خالل االسترشاد أو من خالل بسط األفكار وهو اله دف من‬
‫‪.‬هذا الحق‬

‫‪ :‬عرقلة المساهمة في الجلسة العامة لمالكي الرقاع‪2-‬‬


‫نظم المشرع الرقاع في الباب الث الث من الف رع الخ امس المتعل ق ب األوراق المالي ة و‬
‫ذلك بالفصول من ‪ 327‬الى ‪ 345‬من م ش ت و قد عرفها الفصل ‪ 327‬فقرة ‪ 1‬م ش‬
‫"ت بكونها " اوراق مالية قابلة للتداول تمثل حق المديونية‬

‫‪10‬‬
‫‪ .‬زينب الطرابلسي مرجع سابق ص ‪-21‬‬
‫‪11‬‬
‫‪.‬نبيل غرس هللا مرجع سابق ص ‪-31‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫و كما بينت المالحظة غياب نص جزائي خاص ضمن ه ذه المجل ة م ش ت يج رم‬


‫عرقلة المشاركة في جلسة عام ة للمس اهمين نالح ظ نفس الش يء بالنس بة لعرقل ة‬
‫المشاركة في جلسة عامة لمالكي الرقاع لذلك يتوجب البحث في اش كاليات تط بيق‬
‫ل ‪ 339‬من م ش ت ‪.‬‬ ‫الفص‬
‫ان القراءة االولى للفصل ‪ 339‬من م ش ت تجعلنا نالح ظ ان المش رع لم يج رم‬
‫س وى االخالالت المتعلق ة بإص دار الرق اع اذ نص الفص ل على ان ه" يع اقب‬
‫‪...‬الرئيس و المديرون العامون ‪ ...‬اذا اصدروا او سمحوا بإصدار رق اع بطريق ة‬
‫"‪ ...‬مخالفة لهذه المجلة أو خالفو ايا من احكامها‬
‫لكن التعمق في عبارات هذا النص من شأنه ان يخرجنا من هذه القراءة الضيقة‬
‫ليوسع ميدان التجريم ضمن هذا الفصل و من هنا يمكن القول ب أن المش رع قص د‬
‫بقوله "اذا اصدروا او سمحو بإصدار رقاع بطريقة مخالفة له ذه المجل ة‪ ".‬مخالف ة‬
‫االحكام الخاصة بإصدار الرقاع اي ان ه يقص د االخالل باإلص دار دون س واه من‬
‫العملي ات ال تي يمكن ان تتص ل بالرق اع و عن دما اض اف "او خ الفو اي ا من‬
‫احكامها‪ "...‬فيمكن القول انه يقصد مخالفة االحكام العامة اي ك ل االخالالت ال تي‬
‫‪.12‬يمكن ان تمس مختلف العمليات الواقعة على الرقاع غير االصدار‬
‫ان عرقلة مالك الرقاع عن المشاركة في الجلسة العام ة لم الكي الرق اع يمكن‬
‫اعتبارها جريم ة ت دخل في اط ار الفص ل ‪ 339‬من م ش ت و تحدي دا قول ه‪ ":‬او‬
‫"‪.‬خالفوا ايا من احكامها‬
‫إن ضرورة تجريم عرقل ة المس اهمة في الجلس ات العام ة أم ر ه ام لم ا يتض منه‬
‫خاصة من حماية لحقوق المساهمين و مالكي الرقاع و حماية لسير نشاط الش ركة‬
‫ككل و نظر ألهمية دور الرقابة الموكول لم راقب الحس ابات لض مان حس ن ذل ك‬
‫‪ .‬السير فإن عرقلة هذا االخير تعد أمر خطيرا على تطور نشاط الشركة‬

‫‪:‬ب‪-‬عرقلة مراقب الحسابات عن القيام بمهمته‬


‫يختلف تنظيم هيكل مراقب الحسابات حسب اصناف الشركات فقد سكت عنه‬
‫المشرع في اطار شركات االشخاص في انتظار صدور قرار من الوزير المكل ف‬
‫‪12‬‬
‫زينب الطرابلسي‪ :‬ص ‪-24‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫بالمالية لتحديد مجال العمل المراقب و اشار اليه مجرد اشارة في شركة الش خص‬
‫الواحد‪ 13.‬لكن نظم ه بدق ة في الش ركة خفي ة االس م و في مقاب ل ه ذه الدق ة في‬
‫التنظيم غابت ك ل الض مانات س واء المدني ة او الجزائي ة ال تي تمكن الم راقب من‬
‫‪ .‬القيام بدوره على احسن وجه‬

‫وورد بالفصل ‪ 266‬من م ش ت انه ‪":‬توكل لمراقب او مراقبي الحسابات مهمة‬


‫مراجعة الدفاتر و الخزان ة و االوراق التجاري ة و القيم المالي ة للش ركة و مراقب ة‬
‫صحة و صدق االحصاءات و القوائم المالية و التحقق من صحة المعلوم ات ال تي‬
‫يضمنها تقرير مجلس االدارة او هيئة االدارة الجماعية عن حسابات الشركة ‪ ...‬و‬
‫يحق لهم الحصول على كل الوثائق التي يعتبرونها ض رورية لمباش رة مه امهم و‬
‫خاص ة منه ا العق ود و ال دفاتر و مس تندات المحاس بة و س جالت المحاض ر و‬
‫"‪.‬الجداول البنكية‬

‫لكن حق مراقب الحسابات في االطالع ال يقتصر على تقديم وثائق المحاسبة او‬
‫الوثائق المالية بل انه يشمل كل الوثائق االخرى ال تي ي رى انه ا ض رورية للقي ام‬
‫بمهمته‪ ،‬غير ان المشرع ال ينص سوى على مج رد تس ليم الوث ائق للم راقب دون‬
‫‪14‬ان يضع اي عقاب او جزاء لمن يمتنع عن تسليم هذه الوثائق‬

‫و لم يض ع المش رع التونس ي توازن ا بين الواجب ات المحمول ة على الم راقب و‬


‫الضمانات الممنوحة ل ه للقي ام ب التثبت و االطالع على الوث ائق يع ذ من الثغ رات‬
‫القانونية الخطيرة التي ال مانع من أن يتجاوزها المشرع قبل ص دور م‪.‬ش‪.‬ت لكن‬
‫الغريب في األمر أن هذه المجل ة متض منة لثغ رة ذاته ا رغم أن ه ك ان ينتظ ر من‬
‫المشرع أن يذهب على غرار نظيره الفرنسي الذي جرم هذا الفعل بالفص ل ‪820‬‬

‫الفصل ‪ 123‬من م ش ت‪-‬‬


‫‪13‬‬

‫‪14‬‬
‫زينب الطرابلسي مرجع سابق ص ‪-28‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫في فقرت ه الرابع ة من الق انون الم ؤرخ في ‪ 15‬م اي ‪ 2001‬المتعل ق بمراق بي‬
‫الحسابات الذي رتب عن أفعال المسيرين التي من شأنها أن تعرق ل مه ام م راقب‬
‫‪ .15‬الحسابات عقابا جزائيا رادعا‬

‫وأمام غياب هذه الجريمة في القانون التونسي يتوجب العودة إلى الق انون المق ارن‬
‫لدراس ات العناص ر القانوني ة المكون ة له ذه الجريم ة إذ تس توجب ت وفر ال‪11‬ركن‬
‫المادي‪ :‬الذي يظهر في شكلين إما أن يتمثل في اعاقة مراقب الحسابات عن مه ام‬
‫المراجعة و الرقابة وهو فعل ايجابي او س لبي يوج ه بطرق ة مفاجئ ة ويه دف الى‬
‫تعطيل الرقابة أو جعلها أكثر صعوبة‪ .‬أو في منع تقديم األوراق االزم ة لممارس ة‬
‫مهنته و هذا المنع ما ه و إال طرق ة لتعطي ل أعم ال الرقاب ة و المراجع ة الموكل ة‬
‫‪ .‬لمراقب الحسابات‬

‫وكذلك توفر القصد الجنائي و هو ال ركن الث اني ال ذي يجب أن يت وفر في جريم ة‬
‫عرقلة مراقب الحسابات عن القيام بمهام ه أي ال ذين يعرقل ون عم دا المراجع ة و‬
‫‪ 16‬الرقابة‬

‫وفي مقاب ل عرقل ة م راقب الحس ابات عن القي ام بمهام ه يمكن ان تك ون العرقل ة‬
‫صادرة عنه مثل القيام ببعض االعمال اثناء ممارس ته لمهام ه من ش أنها عرقل ة‬
‫سير الشركة لذلك حمل ه المش رع المس ؤولية الجزائي ة في ص ورة قيام ه بجريم ة‬
‫تمس من ص حة المعلوم ة حيث اق ر المش رع ص لب الفص ل ‪ 271‬من م ش ت‬
‫معاقب ة "ك ل م راقب حس ابات يتعم د اعط اء او تأيي د معلوم ات كاذب ة عن حال ة‬
‫"‪ ...‬الشركة‬

‫‪15‬‬
‫نوال التوم الحماية الجزائية للغير في إطار الشركة خفية اإلسم ‪ :‬مذكرة دراسات معمقة ص‪- 120‬‬
‫‪16‬‬
‫زينب طرابلسي ‪ :‬مرجع سابق ص ‪- 33‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫وحم ل الفص ل ‪ 313‬من م ش ت م راقب الحس ابات المس ؤولية الجزائي ة اذا م ا‬
‫اعطى او ايد بيانات غير ص حيحة و ه و م ا يظه ر من عبارات ه ال واردة ب الفقرة‬
‫‪....."17‬الثانية "وتنسحب‬

‫يعاب على فصول مجلة الشركات التجارية الحاصة بالشركة خفية االسم النقص‬
‫الفادح الى حد الغياب في تجريم العرقلة رغم خطورة هذا الفعل‪ .‬فهل يمكن القول‬
‫بأن المشرع قد تجاوز هذا االم‪11‬ر في ب‪11‬اقي النص‪11‬وص الخاص‪11‬ة بالش‪11‬ركات خفي‪11‬ة‬
‫االسم ؟‬

‫‪:II‬جرائم العرقلة من خالل النصوص الخاصة‪/‬‬


‫‪17‬‬
‫‪ .‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 313‬من م ش ت‪-‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫احاط المشرع الشركة خفية االسم بحماي ة جزائي ة نظ را لخط ورة افع ال العرقل ة‬
‫الموجهة ضدها بصفة خاصة و ضد المصالح االقتص ادية بص فة عام ة ‪ ،‬و ال تي‬
‫من شأنها ان تعطل نشاطها ‪ ،‬و برزت هذه الحماية في عدي د النص وص الخاص ة‬
‫و على ضوء هذه االخيرة سنتطرق الى جرائم العرقلة الواردة بقانون اعادة تنظيم‬

‫‪.‬السوق المالية (أ) ثم الى الجرائم الواردة بباقي النصوص الخاصة (ب)‬

‫‪:‬أ‪-‬جرائم العرقلة الواردة بقانون اعادة تنظيم السوق المالية‬

‫ورد بالفصل ‪ 162‬من م ش ت انه " تعتبر شركات مساهمة عامة الشركات ال تي‬
‫تصدر او تفوت في اوراق مالية بدعوة العموم لالدخ ار و ك ذلك جمي ع الش ركات‬
‫"‪.‬التي نصت عليها قوانين خاصة باعتبارها شركات مساهمة عامة‬

‫كما جاء بالفصل ‪ 1‬من ق انون ع دد ‪ 117‬لس نة ‪ 1994‬الم ؤرخ في ‪ 14‬نوفم بر‬
‫‪ 1994‬المتعل ق بإع ادة تنظيم الس وق المالي ة م ا يلي ‪ ":‬تعت بر ش ركات مس اهمة‬
‫عام ة او مؤسس ات مس اهمة عام ة ‪-2...‬الش ركات ال تي تك ون اوراقه ا المالي ة‬
‫"‪...‬مدرجة بالبورصة‬

‫إذ يحتل هذا الصنف الثاني من ش‪.‬خ‪.‬إ أي ذات المساهمة العامة أهمية بالغة لذلك‬
‫ك ان ال ب د من حماي ة األوراق مالي ة ال تي تك ون موض وع مع امالت في الس وق‬
‫المالية من كل تعطيل يمكن أن يخل بالشفافية التي يجب ان تطب ع الس وق المالي ة‪.‬‬
‫وتبرز هذه الحماية من خالل تجريم األفعال التي تعرقل حسن سير السوق المالي ة‬
‫‪.‬لذلك سندرس كل جريمة على حدا‬

‫جريمة القيام بمناورة في السوق المالية ‪ :‬جاء ب الفقرة الرابع ة من الفص ل‪-‬‬
‫‪ 81‬من ق انون ‪ 1994‬م ا يلي ‪ :‬و يك ون عرض ة للعقوب ات المنص وص غلي ه‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫بالفقرة االولى اعاله كل شخص يتولى عمدا بصفة مباشرة او بواسطة الغير القيام‬
‫او محاولة القيام بمن اورة في س وق ورق ة مالي ة او اداة مالي ة موظف ة عن طري ق‬
‫مساهمة عامة و تهدف الى االخالل بالسير العادي للس وق او الى ايق اع الغ ير في‬
‫"‪.‬الخطأ‬

‫تقوم هذه الجريمة بإثبات الفعل المجرم اي يجب ان يكون الهدف منه ا الخالل‬
‫بالسير العادي للسوق و ايقاع الغير في الخطأ‪ ،‬اي جعل ه يت وهم ان م ا يح دث في‬
‫‪.‬السوق هي عمليات قانونية و صحيحة في حين انها نابعة عن حيل و خزعبالت‬

‫تهدف المناورة الى عرقلة السير الطبيعي للسوق لكن المشرع لم يحدد بدق ة م ا‬
‫"يمكن ان يعنيه لفظ "مناورة‬

‫و قد بينت ‪Mme favard Ducouloux‬اربعة اصناف من العمليات التي يمكن‬


‫ان تتجسم المناورة فيها ‪/1 :‬تلك التي ته دف الى اح داث حرك ات انخف اض هام ة‬
‫في اسعار اسهم شركة عن طريق بيوع ات مكش وفة دون ان تك ون ه ذه االس عار‬
‫مبررة بوضعية الشركة‪/2 .‬تلك التي تتمثل في القيام بنفس العملية عن طريق نشر‬
‫اخب ار او اش اعات او عن طري ق ع روض بي ع تك ون قريب ة ج دا من مس توى‬
‫المعامالت المنخفضة لغاية ترفيع هذا االنخفاض‪ /3 .‬تلك المتمثلة ايضا في القي ام‬
‫بنفس الصنف من العمليات بطريقة تمكن من االنتف اع بمراك ز متخ ذة مس بقا في‬
‫سوق االختيارات ‪/4 .‬تلك ال تي تتمث ل في القي ام ب ترفيع اس عار س ند الى اقص ى‬
‫درجة قب ل اص دار س ندات راس الم ال من خالل ترفي ع اس عار الع رض مقارن ة‬
‫‪ .‬بالسعر الذي تفرضه سوق عادية‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫وبالنظر الى لفظ "عمدا" الوارد ب الفقرة ‪ 4‬من الفص ل ‪ 81‬من ق انون ‪ 1994‬ال‬
‫شك ان هذه الجريمة ال تتم اال من قبل فاعلين سيئي الني ة نظ را للحي ل المس تعملة‬
‫‪ .‬فيها اذ هي ترمي الى تغيير المجرى العادي لألسعار بالسوق المالية‬

‫جريم‪11‬ة عرقل‪11‬ة االع‪11‬وان المكلفين ب‪11‬البحث‪ :‬ج اء بالفص ل ‪ 84‬من ق انون‪-‬‬


‫‪ 1994‬الذي يعاقب " كل شخص يت ولى عم دا عرقل ة االع وان المكلفين ب البحث‬
‫"‪.‬عند مباشرتهم لمهاهم‬

‫جاءت عبارة الفصل "عند القيام بمهامهم" لتضييق مجال تطبيق نص التج ريم ‪ .‬و‬
‫المهام الموكولة الى هؤالء االعوان هي بطبيعة الح ال القي ام ب البحث ال ذي يع ني‬
‫اجراء يقوم به اعوان الشرطة القض ائية ال ذين تعينهم الس لطة القض ائية لمس اعدة‬
‫‪ .‬العدالة على التحقيق في الجرائم‬

‫جريم‪11‬ة عرقل‪1‬ة االج‪1‬راءات التحفظي‪11‬ة ‪ :‬يمكن ل رئيس المحكم ة االبتدائي ة ‪-‬‬


‫بتونس ان يأذن بإجراءات تحفظية او بالحجز او االيداع او المنع الوق تي للنش اط‬
‫المه ني و ذل ك بن اء على طلب معل ل من رئيس هيئ ة الس وق المالي ة ‪ .‬ه ذه‬
‫االجراءات التحفظية هي ضرورية لردع التصرفات المخالفة للق وانين و النظم و‬
‫التي يمكن ان تلحق اض رارا فادح ة بحق وق الم دخرين و ب األوراق المالي ة ال تي‬
‫تدرجها الش ركات بالبورصة‪ 18‬ل ذلك نص الفص ل ‪ 85‬من ق انون‪ 1994‬على عق اب‬
‫االش خاص ال دين " يعرقل ون عم دا تنفي ذ االذن الص ادر عن رئيس المحكم ة‬
‫‪".‬االبتدائية عمال بالفصل ‪ 44‬من هذا القانون‬

‫‪18‬‬
‫زينب الطرابلسي مرجع سابق ص ‪-42‬‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫وبالتالي يمكن القول ان تعطيل تنفي ذ ه ذا االذن يمث ل جريم ة عرقل ة لإلج راءات‬
‫التحفظية و هو ما يعكس الهدف الحمائي لمصالح المدخرين في االوراق المالية و‬
‫‪ .‬ذلك بفرض حماية حراسة السوق المالية‬

‫هذه العرقلة المجرمة و التي تمس مصالح الشركة خفية االسم يمكن ان نجد امثل ة‬
‫‪.‬عنها في نصوص خاصة اخرى غير قانون البورصة‬

‫‪ :‬ب‪-‬جرائم العرقلة الواردة بباقي النصوص الخاصة‬

‫هذه الجرائم سيتم التعرض اليها من خالل ق انون انق اذ المؤسس ات ال تي تم ر‬


‫‪.‬بصعوبات اقتصادية اوال ثم من خالل قانون الصرف ثانيا‬

‫اشترط المش رع في االط راف المتدخل ة في عملي ة االنق اذ االل تزام بالنزاه ة و‬
‫االمان ة عن د القي ام بالوظ ائف الموكول ة اليهم و ه و م ا دفع ه الى تج ريم بعض‬
‫االفعال التي تؤثر على حسن سير برنامج االنقاذ و ذل ك ض من الفص ل ‪ 593‬من‬
‫ق انون ع دد ‪ 36‬لس نة ‪ 2016‬م ؤرخ في ‪ 29‬افري ل ‪ 2016‬يتعل ق ب اإلجراءات‬
‫الجماعية وقد تضمن هذا الفصل عدة جرائم ممن ضمنها جريمتي عرقلة ‪ :‬جريمة‬
‫افتعال او استعمال وثيقة من شأنها التأثير على انطالق اجراءات التس وية أو على‬
‫‪ .‬برنامج االنقاذ وجريمة تعطيل التسوية القضائية‬

‫نص الفصل ‪ 593‬من ق انون ع دد ‪ 36‬لس نة ‪ 2016‬على عق اب "‪-...‬ك ل من‬


‫يقوم بتصريح كاذب او بإخفاء ممتلكاته او ديونه و ل و جزئي ا او يتعم د افتع ال او‬
‫استعمال وثيقة من شأنها ان تؤثر على انطالق اجراءات التس وية او على برن امج‬
‫‪.‬االنقاذ‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫كل من يعطل عمدا او يحاول ان يعطل اجراءات التسوية القض ائية في اي ط ور‪-‬‬
‫"‪...‬من اطوارها‬

‫تجدر المالحظ ان نفس هذه االفعال يمكن ان تندرج في اطار ما جرم ه المش رع‬
‫التونس ي من افع ال ض من نص ع ام و ه و الفص ل ‪ 199‬من م ج و خاص ة في‬
‫‪ :‬فقرته الثالثة و التي نصت على عقاب‬

‫اوال ‪ :‬كل من يعتمد قصد اقامة شهادة او صك نص فيه على امور غير حقيقي ة‪"-‬‬
‫‪ .‬بصفة مادية‬

‫ثانيا ‪ :‬كل من يدلس او يغير بأي كيفية كانت شهادة او صكا في اص له ص ادقا و‪-‬‬
‫‪.‬حقيقيا‬

‫"‪ .‬ثالثا‪ :‬كل من يستعمل عمدا شهادة او صكا غير حقيقي او مدلسا‪-‬‬

‫ونظرا لعمومية العبارات الواردة بالفص ل ‪ 199‬من م ج فإن ه يمكن تض مينها م ا‬


‫جاء بالفصل ‪ 593‬من قانون ‪ 2016‬من تخصيص كنوع الوثائق المفتعلة ذلك ان‬
‫المشرع حصر تجريم هذه االعمال في اطار افتع ال او اس تعمال وثيق ة من ش أنها‬
‫‪.‬ان تؤثر سلبا على اجراءات التسوية او على برنامج االنقاذ‬

‫واخيرا نستنتج من عبارات الفصل ‪ 593‬سالف الذكر ان جريمة عرقلة التس وية‬
‫القضائية ال تتكون اال باجتم اع عنص ر م ادي و ه و المتمث ل في فع ل العرقل ة و‬
‫يمكن ان تتكون العرقلة من كل فعل يرمي الى اخفاء اجرلء التسوية القض ائية او‬
‫يجعلها ب أكثر ص عوبة ‪ .‬و عنص ر معن وي و ي ترتب ه ذا العنص ر عن اس تعمال‬
‫المشرع لفظ "عمد" و تق وم الجريم ة بالت الي عن دما يثبت ان ص احب الفع ل على‬
‫‪ .‬وعي بأنه بتصرفاته هذه فإنه يعرقل اجراء التسوية القضائية‬
‫جرائم العرقلة في الشركة خفية االسم‬

‫هذا التجريم للعرقلة نجده ايضا في مجلة الصرف و التجارة الخارجي ة حيث وق ع‬
‫تجريم عرقل ة ممارس ة التحقي ق لفائ دة االدارة الجبائي ة اذ ج اء بالفص ل ‪ 26‬من‬
‫م ‪.‬ص‪ .‬ت ‪.‬خ ما يلي "ان مختلف حقوق االعالم المنصوص عليه ا لفائ دة االدارة‬
‫الجبائية يمكن ممارستها من ط رف االع وان الم ذكورين بالفص ل ‪ 24‬و لمراقب ة‬
‫تراتيب الصرف‪...‬و كل عرقلة لممارسة التحقيق هات ه (ك رفض االداء بوث ائق او‬
‫اخفاء اوراق او عمليات) صادرة عن االشخاص المعنيين باألمر بما فيهم اعض اء‬
‫مجلس االدارة و المتصرفون و المديرون و اعوان الذوات المعنوية تق ع معاينته ا‬
‫بمحضر و تتبعها كعرقلة لوظيف حسب نفس الشروط المح ددة في الفص ول ‪42‬‬
‫"‪.‬و ‪ 281‬و ‪ 300‬من مجلة القمارق‬

You might also like