You are on page 1of 50

‫وزارة التعليم العال‬

‫و البحث العلمي‬
‫جامعة اجلزائر ‪ – 2‬اجلزائر‬
‫كلية اللغة العربية و اداهبا الشرقية‬
‫قسم اللغة العربية‬
‫جامعة اجلزائر ‪-2‬‬
‫ابو قاسم سعد للا‬

‫مذكرة‬
‫مكملة لنيل شهادة الليسانس‬
‫بطاقة قراءة لرواية واسيني االعرج (طوق‬
‫الياسمين)‬
‫ختصص ‪ :‬أدب جزائري‬

‫حتت اشراف االستاذة ‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبتي ‪:‬‬


‫‪ -‬عربيق سهيلة‬ ‫‪ -‬عصماين ايمسني‬
‫‪ -‬مروكي مونية‬

‫السنة الجامعية ‪2020/2019 :‬‬


‫شكر و تقدير‬
‫الشكر هلل سبحانه و تعالى الذي وفقنا الكتمال هذه المذكرة‪ ،‬و الصالة و السالم على المبعوث‬
‫رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين‪.‬‬
‫أتقدم بجزيل الشكر الى االستاذة المشرفة على بحثنا هذا "عبريق سهيلة" على ما قدمته لنا من‬
‫دعم و توجيهات و نصائح و بمعرفتها القيمة‪ ،‬رغم كل المصاعب و الوباء المنتشر الذي‬
‫صادف عملنا و حياتنا‪ ،‬اشكر جزيل الشكر عائلتي التي تحمل لقبي ‪ ،‬كما اهدي ثمرة جهدي‬
‫البي و امي ‪.‬‬
‫و اشكرهم لدعمهم لي في مشواري الدراسي منذ خطواتي االولى‪.‬‬
‫أهدي تحياتي لصديقاتي و اساتذتي لهذا العام‪ ،‬و الى كل الزمالء و الزميالت و جميع طلبة‬
‫السنة ثالثة ليسانس تخصص ادب عربي دفعة ‪ ،2020‬كما أوجه الشكر الى كل من دعمني‬
‫النجاز هذا البحث‪.‬‬
‫اعز التحيات و الشكر وفائق االحترام و التقدير لكل من عائلتنا عصماني و مروكي و جزيل‬
‫الشكر لمساندتهم لها و الحمد هلل الذي وفقنا في هذا‬

‫ياسمين‪،‬مونية‬
4
‫مقدمة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل الذي وهبنا العلم و جعله نورا نهتدي به ‪ ،‬اما بعد ‪........‬‬
‫نقدم هذا البحث الى جميع من يهتم بالعلم و الى زمالئنا الطالب و الى كل من يجتمعن ابه‬
‫رباط العلم‪.‬‬
‫سوف نضع بين ايديكم هذا البحث و نتمنى ان يكون في المستوى المرغوب و نأمل من هللا عز‬
‫و جل اننا لم نهمل او نقصر في كتابة هذا البحث و تجميعه رغم الظروف الصعبة التي مررنا‬
‫بها ‪ ،‬و على انه قمنا بالتحدث عن جميع العناصر ة التفاصيل‪.‬‬
‫الرواية فن أدبي نثري مكتوب بأسلوب سردي و هي عبارة عن سلسلة ألحداث يتم وصفها‬
‫على شكل قصة – فالرواية اصبحت ديوان العرب كما يذهب الى ذلك بعض النقاد و االدباء‬
‫لسحر لغتها و شخصياتها و ازمنتها و اماكنها ‪ ،‬و تأتي الرواية كأطول جنس من االجناس من‬
‫االدبية من ناحية عدد الصفحات و طول المدة الزمنية غالبا – تتميز كذلك بتعدد الشخصيات و‬
‫تنوع االحداث ‪ ،‬لتعكس لنا خيال واقعي ‪ ،‬او مزيج بين الخيال و الواقع‪.‬‬
‫و مما تقدم تتمحور االشكالية الرئيسية للدراسة في الشأن التالي‪:‬‬
‫كيفية توظيف الروائي للشخصيات و االزمنة ‪ ...‬اي العناصر السردية للرواية ‪ ،‬من خالل‬
‫النموذج المدروس "طوق الياسمين" لواسيني االعرج ؟‬
‫و من االسباب التي دفعتنا الختيار هذه الرواية و دراسة عناصرها السردية هي توصيل العلم‬
‫و المعرفة و التشجيع على القيام بالبحوث و المناقشات للرواية الجزائرية ‪.‬‬
‫بنيت خطة بحثنا و موضوعنا هذا وفق مايلي ‪:‬‬
‫مقدمة و فصل اول نظري يتضمن العناصر السردية التالية ‪( :‬الشخصية الزمن المكان و‬
‫القضاء ) و في الفصل الثاني التطبيقي طبقنا و درسنا فيه البنية السردية في رواية طوق‬
‫الياسمين للروائي "واسيني االعرج"‬
‫و في االخير خاتمة تحتوي على اهم النتائج و االهداف التي توصلنا اليها من بحثنا هذا ‪ ،‬و‬
‫المنهج الذي اعتمد عليه في هذا البحث هو المنهج البنوي الذي يهتم بدراسة النص و عناصره‬
‫المكونة له و عالقتها ببعضها البعض ‪ ،‬استعانة ببعض المصادر و المراجع منها (نظرية‬

‫‪5‬‬
‫الرواية لعبد الملك مرتاض ‪ ،‬محمد عزام في شعرية الخطاب السردي ‪ ،‬ابن منظور لسان‬
‫العرب ‪)....‬‬
‫رغم كل العراقيل التي واجهتنا تحت ظروف جائحة البواء المنتشر اتمنى ان نكون قد وصلنا‬
‫بعون هللا تعالى و الفضل الكبير ألستاذتنا المشرفة المتفهمة "عبريق سهيلة" لها خالص الشكر‬
‫و التحية ‪ ،‬نضع هذا البحث بقلوب صافية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تلخيص الحدث الروائي‪:‬‬
‫رواية طوق الياسمين للروائي الجزائري واسيني االعرج و الذي يعتبر اهم االصوات‬
‫الروائية في الوطن العربي‪ ،‬يكتب باللغة العربية و الفرنسية و هذه الرواية تحكي عن قصتين‬
‫من قصص الحب االمدمرة‪ ،‬االولى قصة تحدث بين امرأة جزائرية و رجل جزائري ‪ ،‬أما‬
‫الثانية فهي قصة بين رجل جزائري و امرأة من دمشق و تتكون من اربعة فصول و تسلسل‬
‫فيها االحداث بشكل منتظم و مشوق للغاية أال و هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬سحر الحكاية ‪.‬‬
‫‪ -2‬الطفلة و المدينة‪.‬‬
‫‪ -3‬بداية التحول‪.‬‬
‫‪ -4‬مسالك النور‪.‬‬
‫و هي رواية درامية و عاطفية تناولت معنى الحب بين اللقاء و الموت‪ ،‬العتماد الكاتب على‬
‫طريقة الخطف في سرد االحداث فينتقل من اخرها الى اولها تم يتسلسل بالسرد لينهيها‬
‫بالفاجعة و المأساة‪.‬‬
‫أ‪ -‬القصة االولى ‪:‬‬
‫تبدأ قصة مريم و واسيني بإعجاب يحصل بينهما ليتحول الى حب و عشق جارف يرتكبون‬
‫معا العالقة المحرمة و تشعر مريم برغبتها القوية في ان تحمل بطفل لذلك توضح لحبيبها‬
‫ضرورة الزواج اال انه يرتبك و يتراجع بهدوء و يبين لها انه ليس مؤهال للزواج و تحمل‬
‫مسؤولياته فتهدده بلجوئها الى الشاب صالح الذي يحبها بشكل جنوني و ينتظر منها االشارة‬
‫بلجوءها الى الشاب صالح الذي يحبها بشكل جنوني و ينتظر منها االشارة للزواج منها فيجيبها‬
‫واسيني بحرية االختيار ‪ ،‬تنقذ مريم تهديدها و تتزوج من صالح و لكنها تندم بسبب زيادة‬
‫تعلقها بجيبها و في هذه االثناء ينعزل واسيني عن الناس ليعيش في شقة صغيرة في سوق‬
‫ساروجا‪.‬‬
‫تبدأ مريم بالبحث عن وسيني تاركة كل شيئ ورائها لتجده اخيرا وتصل اليه وتقيم معه عالقة‬
‫جسدية وتصر على أن تحمل منه ال من زوجها ويكون ما تريد و لكن خطفتها الموت وهي تلد‬

‫‪7‬‬
‫ابنتها سارة لتترك مريم واسيني غارق في الحزن و الكآبة عليها لبقية عمره حتى كثب روايته‬
‫التي استغرقت سنين منه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬القصة الثانية ‪:‬‬
‫تدور القصة الثانية بين الشاب الجزائري المسلم عيد عشاب والدمشقية المسيحية سيلفيا ‪ .‬حيث‬
‫يرفض والدها تزويجه إياها الختالف االديان ‪ .‬ليعيش الحبيب مأساته من خالل لقاءاته السرية‬
‫بها وكتابة مذكراته ويهرب من الواقع بالخمر – ثم تأتيه اوهام متعلقة بمعلمه وشيخه االكبر‬
‫محي الدين ابن عربي‪ .‬يبدأ يأتيه بأحالمه ليقود خطاه في درب طوق الياسمين او ما يسمى‬
‫بباب األنوار في نهر بردى مع خادم المقام لتزداد االمور صعوبة على الشاب عيد و خاصة‬
‫بعد توقف والده عن ارسال المال له فتصعب عليه الحياة وال يجد إال الموت مهربا بينما سيلفيا‬
‫يزوجها والدها رغم عنها وتبقى تحكي ألبنائها عن قصة الحب المستحيلة وتزور قبر حبيبها‬
‫بين الحين و اآلخر ‪.‬‬
‫كان هدف واسيني من خالل هذه القصص و الرواية واضح إليصال و بيان مدى جمال العشق‬
‫و أثره ‪ ،‬فكتب الرواية بلغة صوفية عميقة و جميلة ‪ ،‬كما تنساب بأسلوبها السردي المحكم ‪،‬‬
‫فارتقت بأسلوبها وفصاحتها و براعة بالغتها ‪ ،‬على الرغم من وجود وجع و سواد مزعج‬
‫بتعبيرات تالمس قلوب القراء ‪ ،‬و تأسر ‪ ،‬بتالعب لغوي مثير لإلعجاب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل االول‬
‫عناصر البنية السردية في الرواية لعربية‬
‫‪ .I‬الشخصية‬
‫‪ .II‬الزمن‬
‫‪ .III‬المكان و الفضاء الجغرافي‬
‫‪ -1‬المكان‬
‫‪ -2‬الفضاء‬

‫‪9‬‬
‫الشخصية‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫اختلفت و تنوعت عن مفاهيم الشخصية و التي تكون شخصية ألفراد و لكل فرد ميزات‬
‫تميزه عن غيره و يندرج تحت مصطلح الشخصية و هي عبارة عن انماط و سمات عند‬
‫االنسان تبدأ بالتشكيل منذ طفولته و تتأثر بالعادات و التقاليد فتنعكس مع بيئته من اشخاص و‬
‫مواقف‪.‬‬
‫أ‪ -‬لغة ‪:‬‬
‫عرفها روباك بأنها مجموعة من االستجابات و االستعدادات و االتجاهات االجتماعية و‬
‫المعرفية و االنفعالية‪.‬‬
‫الشخصية كائن حركي ينهض في العمل السردي بوظيفة الشخص دون ان يكون الشخص‬
‫‪1‬‬
‫نفسه‪ ،‬حينئد تجمع الشخصية جمعا قياسيا على شخصيات العلى شخوص الذي جمع شخص‪.‬‬
‫و جاء في معجم لسان العرب البن منظور‪:‬‬
‫الشخص جماعة شخص االنسان و غيره مذكر او الجمع اشخاص شخص و اشخاص ‪ ...‬و كل‬
‫شئ رأيت جسمانه فقد رأيت شخص ‪" ....‬الشخص كل جسم له ارتفاع و ظهور و المراد به‬
‫‪2‬‬
‫اثبات الذات فأستغير لها لفظ الشخص ‪".‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا ‪:‬‬
‫الشخصية تعني انها هي التي تميز الشخص عن غيره مما يقال معه فعالن ال شخصية له اي‬
‫‪3‬‬
‫ليست له ما يبرزه من الصفات الخاصة"‬
‫دخل مفهوم الشخصية )‪ (character‬في االدب الحديث من بوابة علم النفس حينما ظهرت‬
‫دراسات تحاول تفسير االدب تفسيرا نفسيا ‪. 4‬‬
‫و يرى روالن بارث ان الخطاب ينتج الشخصيات فيتخذ منها ظهيرا ‪.5‬‬
‫و يرى تودوروف "ان الشخصية تشغل في الرواية وصفها حكاية دورا حاسما و اساسيا بحكم‬
‫‪6‬‬
‫انها الكون الذي ينتظم انطالقا منه مختلف عناصر الرواية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد عزام ‪ :‬شعرية الخطاب السردي –ص‪.11‬‬


‫‪ 2‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬مج‪ ، 1‬ص‪.281 .280‬‬
‫‪ 3‬سيد حامد النساج بانوراما الرواية العربية الحديثة‪ ،‬المركز العربي للثقافة و العلوم ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط ‪-1982 -1‬ص‪.50‬‬
‫‪ 4‬جان ايفان تاديبية ‪ ،‬النقد االدبي في القرن العشرين ‪ ،‬ترجمة قاسم المقداد (دمشق ‪ :‬وزارة الثقافة ‪ )1993‬ص‪.191‬‬
‫‪ 5‬عبد المالك مرتاض‪ :‬في نظرية الرواية (تقنيات السرد) ص‪.72‬‬
‫‪ 6‬عبد الوهاب الرفيق‪ ،‬في السرد ‪ ،‬دار محمد علي الحامي ـ تونس ‪ ،‬ط‪ 1998 ،1‬ن ص‪.14‬‬

‫‪10‬‬
‫فالشخصية جزء من الكون الزماني و المكاني المتمثل في النص ‪ ،‬و ثم شخصيات يتحقق‬
‫حضورها أما أن يظهر في النص على شكل لساني مرجعي يخص كائنا له هيئة إنسانية‬
‫كأسماء الشخصيات و الضمائر الشخصية تتجدد سماتها من خالل مجموع أفعالها دون صرف‬
‫النظر عن العالقة بينها و بين مجموع الشخصيات األخرى التي يحتوي عليها النص ‪ ،‬و كانت‬
‫دراسة الشخصية مدار بحث في النقد الشكالني ‪.‬‬
‫و منه رغم اختالف اآلراء لتحديد ماهية الشخصية لتبقى العنصر األهم لعناصر تكوين العمل‬
‫الروائي ‪.‬‬
‫ج – أنواع الشخصيات ‪:‬‬
‫‪ -1‬الشخصية الرئيسية ‪:‬‬
‫هي الشخصية التي تدور حول معظمها الرواية إلى جانب شخصيات ثانوية و الشخصية‬
‫الرئيسية المركزية هي محور أحداث الرواية و محركها فتربط بينها وبين الشخصيات الثانوية‬
‫عالقة تواصل و تفاعل و دورها هي أن توهم القارئ أن ما يقرأه قد حدث ‪.‬‬
‫و " الشخصية المركزية يتوقف عليها فهم التجربة المطروحة في الرواية و يعتمد على هذه‬
‫الشخصية في فهم العمل األدبي "‪.1‬‬
‫‪ -2‬الشخصية الثانوية ‪:‬‬
‫هي التي تضيء لجوانب الخفية للشخصية الرئيسية و تسمى كذلك بالشخصية المساعدة ‪ ،‬و‬
‫التي تساعد الشخصية الرئيسية في القيام بمهامها و لهذه الشخصية أدوار محدودة إذا ما‬
‫قورنت بأدوار الشخصيات الرئيسية و قد تكون صديق الشخصية الرئيسية و هي تقوم بدور‬
‫تكميلي مساعد للبطل"‪. 2‬‬
‫و الكاتب المتمكن هو الذي ال يستغرق كل عمله في شخصيته الرئيسية بل يهتم بشخصياته‬
‫الثانوية ‪.‬‬
‫و يمكننا القول أن كال من الشخصية الرئيسية و الثانوية مكملة لبعضها البعض و ال يمكن لنا‬
‫التمييز بينهم ‪ ،‬ألن ما يمثلهم هي المواقف ‪ ،‬و ال يمكننا أن نتصور عمل روائي بدون‬
‫شخصيات فهي محركها الرئيسي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد بوعزة ‪ ،‬الدليل إلى تحليل النص السردي ‪ ،‬دار الجرف للنشر و التوزيع ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ط ‪ ، 2007 1‬ص ‪. 42‬‬
‫‪ - 2‬محمد بوعزة ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪. 42‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .II‬الزمن ‪:‬‬
‫هو وسيلة لتحديد و ترتيب األحداث للرواية‬
‫أ‪ -‬لغة ‪:‬‬
‫الزمن في اللغة يركز على معنى أساسي أال وهو المدة مهما كانت طويلة أو قصيرة‬
‫و عند ابن فارس " الزمان ‪ ،‬وهو الزاء و الميم و النون أصل واحد يدل على وقت من الوقت‬
‫و من ذلك الزمان "‪. 1‬‬
‫كما اهتمت الدراسات بالزمن في جميع العلوم رغم اختالف مناهجها و موضوعاتها ‪.‬‬
‫إصطالحا ‪:‬‬
‫هو محور الرواية الذي يتحكم في أجزائها فمن المستحيل إهمال العنصر الزمني الذي ينظم‬
‫عملية السرد فالبد أن يكون للرواية زمن معين و محدد ‪.‬‬
‫يرى صالح ابراهيم أن الزمان " مدة زمانية لها بداية وقعت فيها مجمل أحداث الرواية "‪. 2‬‬
‫بعد الزمن " من أكثر هواجس القرن العشرين وقضاياه بروزا في الدراسات األدبية النقدية ‪،‬‬
‫إذا شغل بعض الكتاب و النقاد أنفسهم بمفهوم الزمن الروائي و مستوياته و تجلياته "‪. 3‬‬
‫ج‪ -‬المسار الزمني ‪:‬‬
‫هو توالي األحداث و تعاقبها دون انحرافات بارزة في سير الزمن ‪ ،‬ليظهر لنا التناغم و‬
‫االرتباط على خط متسلسل لزمن الخطاب و القصة ‪.‬‬
‫‪ -1‬زمن القصة ‪:‬‬
‫هو تتبع األحداث و معرفة الزمن الحقيقي للرواية ‪ ،‬وهو االنتقال من الواقع إلى الزمن‬
‫الطبيعي للرواية ‪ ،‬وهو أيضا " ال زمن الحقيقي أو المتخيل الذي تدور فيه أحداث القصة‬
‫المروية "‪. 4‬‬
‫أضاف تودورف إلى زمن الخطاب و زمن القصة " ثالث أزمنة أال وهي ‪ :‬زمن الكتابة‬
‫(السرد) ‪ ،‬زمن القصة (المحكية ‪ ،‬المروية ) ‪ ،‬زمن القراءة ( اإلدراك )"‪. 5‬‬

‫‪ - 1‬ابن فارس ‪ ،‬أبي الحسين أحمد ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬مج ‪ ، 7‬دار الجيل ببيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 1999 ،‬ص ‪. 202‬‬
‫‪ - 2‬صالح ابراهيم ‪ ،‬الفضاء و لغة السرد في روايات عبد الرحمان ضيف ‪ ،‬ص ‪. 87‬‬
‫‪ - 3‬فيروز جدي ‪ ،‬وفاء حطابي ‪ ،‬مذكرة ماستر ‪ ،‬البنية السردية في رواية طوق الياسمين ‪ ،‬جامعة التبسة ‪ ، 2017-2016 ،‬ص ‪. 34‬‬
‫‪ - 4‬محمد القاضي ‪ ،‬معجم السرديات ‪ ،‬دار محمد علي للنشر ‪ ،‬تونس ط ‪ ، 2010 ، 1‬ص ‪. 230‬‬
‫‪ - 5‬سعيد يقطين ‪ ،‬انفتاح النص الروائي ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -2‬زمن الخطاب ‪:‬‬
‫" فزمن الخطاب هو بمعنى من المعاني زمن خطي "‪ ، 1‬إن زمن الخطاب يرتب أحداث‬
‫القصة ترتيبا متتاليا ملزما ‪ ،‬و ه وزمن قراءة القارئ لجزء من الرواية ‪ " ،‬فإن زمن الخطاب‬
‫لكل النص يمكن أن يقاس بعدد الكلمات األسطر أو الصفحات للنص "‪. 2‬‬
‫‪ -3‬النظام الزمني ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االسترجاع ‪:‬‬
‫االسترجاع أو ما يعرف بالسرد االستذكاري ‪ ،‬ما يعني استرجاع أحداث سابقة ‪ ،‬و هو‬
‫مالحظة القارئ لظهور أهم و أبرز التقنيات الزمنية أو المفارقات الزمنية ‪.‬‬
‫االسترجاع هو الذي يولد لنا التسلسل الزمني السردي بإحضار الماضي للحاضر لكسر خطبة‬
‫الزمن ‪ " ،‬و يحيلنا من خالل أحداث سابقة عن النقطة التي وصلتها القصة "‪ ، 3‬و هو نوعان‬
‫استرجاع خارجي و استرجاع داخلي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستباق ‪:‬‬
‫هو " القفز من فقرة معينة من زمن القصة و تجاوز النقطة التي وصلها الخطاب ‪ ،‬الستشراق‬
‫مستقبل األحداث و التطلع إلى ما سيحصل من مستجدات الرواية "‪. 4‬‬
‫و يعطى االستباق كفرصة للقارئ للتعرف على األحداث و الوقائع قبل حدوثها في القصة ‪،‬‬
‫وهو نوعان استباق خارجي و داخلي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المدة ‪:‬‬
‫هي قياس المسافة بين زمن القصة وزمن الخطاب ‪ ،‬كما تعتبر تفاوت نسبي يصعب قياسه ‪.‬‬
‫" المسافة الزمنية التي يرتد فيها السرد إلى الماضي البعيد أو القريب و اتساعها هو المساحة‬
‫التي يشغلها ذلك االرتداء على صفحات الرواية "‪. 5‬‬

‫‪ - 1‬ترفيتان تودوروف ‪ ،‬مقوالت السرد األدبي ‪ ،‬تر الحسين سحبان و فوائد صفاء ‪ ،‬منشورات إتحاد الكتاب العرب ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪ ، 1992‬ص ‪. 55‬‬
‫‪ - 2‬بيان مانفريد ‪ ،‬علم السرد ‪ ،‬سوريا ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ص ‪. 119‬‬
‫‪ - 3‬حسن بحراوي ‪ ،‬بنية الشكل الروائي ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬
‫‪ - 4‬حسن بحراوي ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 132‬‬
‫‪ - 5‬آمنة يوسف ‪ ،‬تقنيات السرد في النظرية و التطبيق ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬

‫‪13‬‬
‫المكان و الفضاء ‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫‪ -1‬المكان ‪ :‬ما تزال دراسة المكان في الرواية نادرة في النقد العربي ‪ ،‬و مع ذلك له أهمية‬
‫كبيرة ‪ ،‬ألنه أحد عناصرها الفنية و ألنه المكان الذي تجري فيه الحوادث و تتحرك فيه‬
‫الشخصيات ‪.‬‬
‫أ‪ -‬لغة ‪:‬‬
‫المكان هو ‪ :‬المنزلة ‪ ،‬يقال ‪ :‬هو رفيع المكان ‪ ،‬و المكان ‪ :‬الموضع (ج) أمكنة‪. 1‬‬
‫" المكان و المكانة واحدة ‪ ،‬المكان في أصل تقدير الفعل مفعل ألنه موضوع الكينونة ‪ ،‬الشيء‬
‫فيه و الدليل على انه المكان مفعل ‪ ،‬هو أن العرب ال تقول في معنى هو معنى مكان كذا ‪ ،‬و‬
‫كذا إال مفعل و الجمع أمكنة و أماكن ‪ ،‬جمع الجمع "‪. 2‬‬
‫ب – اصطالحا ‪:‬‬
‫المكان هو المحيط و المحور في بنية السرد الذي يتحكم في سير األحداث ‪ ،‬و تحرك‬
‫الشخصيات ‪ ،‬فهو ركيزة العمل األدبي و خاصة الروائي " يحيا االنسان في المكان يتأثر به و‬
‫يؤثر فيه و ينظمه و يتكيف معه و لذلك فإنه يحتل حيزا كبيرا في االستعمال اللغوي العادي‪. 3‬‬
‫كما يمكن اعتبار المكان مساحة ألبعاد الهندسة بمقاييس و حجوم مختلفة بارتباطه بأبعاده‬
‫الثالثة ‪ :‬طول ‪ ،‬عرض ‪ ،‬ارتفاع ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنواع المكان ‪:‬‬
‫المكان ينقسم إلى نوعين ‪ :‬أماكن مغلقة و أماكن مفتوحة ‪.‬‬
‫‪ -1‬المكان المغلق ‪:‬‬
‫هو مكان تصوير خلجات النفس و تجلياتها و السيمة السيئة فيه هو العجز ما يؤدي للضعف ‪،‬‬
‫كأنه يحرم االنسان من حريته و يسيطر على انفعاالته و يجعله عاجزا ‪ " ،‬المكان فضاء مغلق‬
‫رغم أنه مفتوح و هو فضاء رغم أنه مغلق "‪. 4‬و نذكر بعض األمثلة عن المكان المغلق ‪:‬‬
‫البيت ‪ ،‬الغرفة ‪ ،‬مستشفى ‪...‬‬

‫‪ - 1‬ابراهيم مصطفى وآخرون ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪ ،‬دار الدعوة ‪ ،‬اسطنبول ‪ ،‬تركيا ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 806‬‬
‫‪ - 2‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ج‪ 5‬مادة المكان ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ - 3‬محمد مفتاح ‪ ،‬دينامية النص ‪ ،‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط‪ ، 2006 ، 3‬ص ‪. 69‬‬
‫‪ - 4‬يمنى العيد ‪ ،‬تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنوي ‪ ،‬دار الفارابي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪ ، 1999 ، 2‬ص ‪. 63‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -2‬المكان المفتوح ‪:‬‬
‫و هو المكان الذي يجعل الشاعر يبرز انسانيته و عاطفته و خياله بنطاق واسع ‪ ،‬و إخراج كل‬
‫ما يملكه من وعي و ثقافة و ما يجعله يحرك الشخصيات و القيام باألحداث بطالقة ‪.‬‬
‫" حيز مكاني خارجي ال تحده حدود ضيقة ‪ ،‬بشكل فضاء رحب و غالبا من يكون لوحة للهواء‬
‫‪1‬‬
‫المغلق "‬
‫و هنا يظهر لنا أهمية المكان الذي يجعل للرواية تناسق فني ‪ ،‬و في تشكيل الفضاء الروائي ‪،‬‬
‫و ال يمكننا تصور أي حدث بدون إطار مكاني ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفضاء ‪:‬‬
‫أ‪ -‬لغة ‪:‬‬
‫هو " ما اتسع من األرض و الخالي من األرض و من الدار ‪ ،‬ما اتسع من األرض أمامها و ما‬
‫بين الكواكب و النجوم من مسافات ال يعلمها إال هللا (ج) أفضية "‪. 2‬‬
‫الفضاء يعني المكان المتسع الذي تكمن بداخله األشياء ‪ ،‬و يقول بلحسين بليشي " الفضاء هو‬
‫ما اتسع من األرض الخالي من األرض جمع أفضية "‪. 3‬‬
‫فالفضاء لغة يحمل صفة االتساع و الخالء و االستواء و الفراغ ‪ ،‬و أغلب القواميس األجنبية‬
‫‪4‬‬
‫تنصب إلى أن الفضاء هو " المكان الواسع الذي يجمع األشياء ‪ ،‬و يخص حركة الكائنات "‬
‫و ينقسم المكان إلى قسمين ‪ :‬مكان مبهم و مكان معين ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا ‪:‬‬
‫للفضاء أهمية بالغة في تشكل البنية السردية إذ يطغى على كافة عناصرها فهو يحتوي على "‬
‫أهمية كبرى في تأطير المادة الحكائية و تنظيم األحداث و الحوافز و كذلك بفضل بنيته‬
‫الخاصة و العالئق التي يقيمها مع الشخصيات و األزمنة و الروايات "‪. 5‬‬
‫و الفضاء هو جميع األمكنة التي تتوافر عليها البنية الروائية ‪ ،‬والذي تقوم فيه الحركة و‬
‫األحداث الروائية كما يعتبر الفضاء أشمل من الزمان و المكان ‪ ،‬و أنه العالم الشامل لألحداث‬
‫الروائية ‪.‬‬
‫‪ - 1‬أوريدة عبود ‪ ،‬المكان في القصة القصيرة الجزائرية ‪ ،‬ص ‪. 60-59‬‬
‫‪ - 2‬ابراهيم مصطفى حامد عبد القادر ‪ ،‬أحمد حسن الزيات ‪ ،‬محمد علي النجار ‪( ،‬ج ‪ )1.2‬المعجم الوسيط ص ‪. 3‬‬
‫‪ - 3‬بلحسين بليشي ‪ ،‬جياللي بن الحاج يحي ‪ :‬القاموس المدرسي ‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1981 ،‬ص ‪. 321‬‬
‫‪ - 4‬الحجري ابراهيم ‪ ،‬شعرية الفضاء ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬
‫‪ - 5‬حسن بحراوي ‪ ،‬بنية الشكل الروائي ‪ ،‬ص ‪. 32‬‬

‫‪15‬‬
‫ج‪ -‬أنواع الفضاء ‪:‬‬
‫قسم الدكتور حميد لحميداني الفضاء إلى ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفضاء النصي ‪:‬‬
‫هو االهتمام بالكلمات المعبرة عن أحوال الشخصيات و مشاعرها ‪ ،‬أي عبارة عن ألفاظ‬
‫مفصلة بعالمات ‪ ،‬كما يتشكل هذا الفضاء من مساحة الكتاب و سمكه ‪ ،‬الفضاء النصي هو‬
‫الشكل الخارجي للرواية الذي تقع عليه عين القارئ عند تصفح الكتاب ‪.‬‬
‫" يعني فضاء النص الروائي أي الحدود الجغرافية التي تشغلها مستويات الكتابة النصية في‬
‫الرواية بداية بتصميم الغالف مرورا بالحروف الطباعية و العناوين و تتابع الفصول و نهاية‬
‫التصفيح "‪. 1‬‬
‫‪ -2‬الفضاء الداللي ‪:‬‬
‫هو فضاء يتعلق بالصور المجازية و كل ما تحمله من دالالت عديدة ذات تعبير مختلف ‪ ،‬إذ‬
‫يمكن لكلمة واحدة حمل معنيين ‪.‬‬
‫تشبه جوليا كريستيفا الراوية بالواجهة المسرحية ألن العالم الروائي بما فيه من أبطال و أشياء‬
‫يخضعون إلرادة الروائي ‪. 2‬‬
‫و يتضح لنا هنا أن الفضاء كمنظور يعبر عن أفكار و خيال الكاتب أو الروائي ‪.‬‬
‫فالكلمة أو اللفظة الواحدة تكون ذات معنيين ‪ ،‬أحدهما يكون حقيقي و اآلخر مجازي ‪.‬‬
‫‪ -3‬الفضاء الجغرافي ‪:‬‬
‫يسميه حميد لحميداني ( الفضاء كمعادل للمكان )‪ " ،‬يفهم الفضاء الجغرافي في هذا التصرف‬
‫على أنه الحيز المكاني في الرواية أو الحكي عامة ‪ ،‬فالروائي يقدم دائما حدا أدنى من‬
‫اإلشارات الجغرافية التي تشكل نقطة انطالق من أجل تحريك خيال القارئ "‪. 3‬‬
‫يقوم الروائي بتحريك خيال القارئ بإشارات جغرافية الستكشاف منهجية األماكن و تحرك‬
‫األبطال فيها ‪ ،‬حامال معه الداللة الالزمة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مراد عبد الرحمان مبروك ‪ ،‬جيبو ليتيكا النص األدبي ‪ ،‬تضاريس الفضاء ‪ ،‬الروائي نموذجا ‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر ‪ ،‬االسكندرية ‪،‬‬
‫مصر ‪ ،‬ط‪ ، 2001 ، 1‬ص ‪. 123‬‬
‫‪ - 2‬حميد لحميداني ‪ ،‬بنية النص السردي ‪ ، 1991 ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ -3‬حميد لحميداني ‪ ،‬بنية النص السردي ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫دراسة تطبيقية للبنية السردية في رواية طوق الياسمين‬
‫للروائي واسيني االعرج‬

‫‪ .I‬الشخصية في رواية طوق الياسمين‬


‫‪ .1‬الشخصيات الرئيسية‬
‫‪ .2‬الشخصيات الثانوية‬
‫‪ .II‬الزمن في رواية طوق الس=ياسمين‬
‫‪ .III‬المكان و الفضاء الجغرافي في رواية طوق الياسمين‬
‫‪ .1‬المكان المفتوح‬
‫‪ .2‬المكان المغلوق‬
‫‪ .3‬الفضاء النصي‬

‫‪17‬‬
‫‪ .I‬الشخصية في رواية طوق الياسمين‬
‫‪ -1‬الشخصيات الرئيسية‪:‬‬
‫* مريم ‪:‬‬
‫من الشخصيات الرئيسية التي لعبت دورا هاما في سير احداث رواية (طوق الياسمين) ‪،‬‬
‫باعتبارها نموذج المرأة المناضلة و القوية ‪ ،‬التي عانت كثيرا و صبرت في مواجهة الكثير من‬
‫المصاعب و المشاكل العويصة ‪ ،‬و كأمثلة ذلك نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬فقدانها ألختها الكبرى ثم والدتها التي لم تسمع خبر وفاتها إال بعد اسبوع ‪.‬‬
‫‪ -‬كانت عكس أخواتها الست ‪ ،‬تسعى دائما وراء طموحها األصعب و األجمل الذي ال يأتي إال‬
‫بشق األنفس ‪.‬‬
‫‪ -‬خسارتها لحبيبها ‪ ،‬و زواجها من شخص آخر ‪.‬‬
‫مريم تبلغ من العمر ثالثين سنة ‪ ،‬تدرس بجامعة دمشق (سوريا) رفقة صديقتها سيلفيا و حبيبها‬
‫واسيني و صديقها المقرب عيد عشاب ‪ ،‬فهي فتاة حسب قول الراوي " يا شريفة كما تسميك‬
‫‪1‬‬
‫نساء القرية ‪ ،‬نقية القلب و الروح و الحواسي و مرثية الوجداني و القانط "‬
‫إضافة إلى وصفه لها بأنفها الدقيق و شفتاها الممتلئتان البارزتان أكثر بأحمر الشفاه البارد و‬
‫وجهها الطفولي ‪.‬‬
‫رغم تعديها بسن المراهقة بسنوات كثيرة (سن الثالثين) إال أنها كانت تتصرف كمراهقة‬
‫صغيرة و عاشقة مجنونة ‪" 2،‬كانت مريم تعشق الورود الملونة و الوجوه األليفة ‪ ،‬مولعة بحب‬
‫األلبسة الجميلة" و تفسير ذلك بتصرفاتها ‪:‬‬
‫هروبا من واقعها لعدم االصطدام به ‪ ،‬حيث أنها كانت تريد أن تعيش طفولتها التي حرمت‬
‫منها بسبب والدها المتشدد ‪ ،‬فعالقتها بمحبوبها مبنية على المصلحة (رغبتها في تأسيس أسرة‬
‫و إنجاب أطفال أكثر من كونها عالقة حب) ‪.‬‬

‫‪ - 1‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ( رسائل في الشوق و الحبابته و العشق المستحيل ) المركز الثقافي العربي ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪،‬‬
‫ط‪1‬‬
‫‪ - 2‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص‪. 30‬‬

‫‪18‬‬
‫و الدليل على ذلك ‪ :‬قبولها االرتباط بصديقها جعفر ‪ ،‬بعد تخلي حبيبها عنها لرفضه فكرة‬
‫الزواج و تحمل مسؤولية ‪ ،‬و هي منذ الطفولة تحلم أن تصير أم ‪ ،‬و تتمنى أن تخصب فجر‬
‫لتجد نفسها فجأة تمارس علنا طقوس األمومة "‪. 1‬‬
‫و كدليل على ذلك ‪ :‬الوحيدة كانت أن تسمي ابنتها باسم سارة و لم تشترط أن يكون حيث أن‬
‫أمنيته‬
‫والدها من هو تحب ‪.‬‬
‫و من الصفات التي تميزت بها أيضا ‪:‬‬
‫‪ -‬العفوية الشديدة ‪ ،‬إذ وصفها الراوي بقوله ‪ ":‬أمام امرأة عفوية مثلك يرتبك المرء و ال يعرف‬
‫إذا يحترمك أو يخافك "‪. 2‬‬
‫و ال ننسى عشقها للبحر ‪ ،‬بحيث أنها تراه يعكس أحالمها و طموحاتها ‪ ،‬و ما تحمله داخلها من‬
‫حزن و فرح فهما يشتركان في صفتي الهدوء و االضطراب ‪ ،‬فهي تراه ملجأها الوحيد الذي‬
‫تفرغ فيها همومها و آالمها و آمالها ‪ ،‬إذ يمثل بالنسبة لها مدينة من المشاعر و األحاسيس ‪،‬‬
‫فتلجأ إلى البحر السترجاع ذكرياتها الحزينة ( طفولتها التي لم تنعم بها و فقدانها لوالدتها ) ‪ ،‬و‬
‫حضرها الذي أمات الفرحة فيها ‪.‬‬
‫مريم لم تستطع الهروب من المستقبل الذي كان ينتظرها و هو موتها المحتم هي و ابنتها أثناء‬
‫الوالدة ( ثمرة حبها لحبيبها الراوي ) الذي تزوجت غيره تاركة إياه يذرف الدمع لفقدانها‬
‫راجعا بعد عشرين سنة يبكي على أطاللها ‪.‬‬
‫* عيد عشاب ‪:‬‬
‫شاب جزائري مسلم يدرس بجامعة دمشق رفقة صديقه الراوي و مريم ‪ ،‬عاش حالة فقر‬
‫بسبب تخلي والده عنه ‪ ،‬كما تملكته حالة حزن و يأس شديدين بسبب وقوف القدر و والد‬
‫سيلفيا ( محبوبته المسيحية ) في وجه حبهما بسبب اختالف ديانتهما ‪ ،‬فعيد نموذج للرجل‬
‫المسلم ‪ ،‬أما والدها فهو نموذج شاذ للرجل المسيحي المتشدد يعيش مأساته من خالل لقاءاته‬
‫السرية بها و كتابته مذكراته ‪ ،‬فكل ما ذاقت به الدنيا يشرب كأس العرق لينسى همومه ‪ ،‬يقول‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬


‫‪ - 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬

‫‪19‬‬
‫"‪ ...‬و أنا هش ‪ ،‬عندما تأكلني هموم الدنيا أندفن في كأس عرق وسط بياضه الضبابي"‪ 1‬و‬
‫بسبب ما عاناه من فقر و أسى لخسارة حبيبته سيلفيا ‪ ،‬فقد تميز بانحيازه التام و هروبه للعدمية‬
‫الفلسفية الوجودية ‪ ،‬متأثرا بذلك بأفكار نيتشه و غيرهما ( ال أنتظر أجوبة لحيرتي ‪ ،‬فأنت منذ‬
‫زمن بعيد إخترت أن تقتلك الفلسفة الوجودية ‪ ،‬و األسئلة التي ال تقضي إال إلى مزيد من‬
‫الخسارات و الصمت )‪. 2‬‬
‫عيد أصبح ضحية للمجتمع ‪ ،‬إذ لم يجني منه سوى الحزن و األسى و الفقر ‪ ،‬و هذا ما ولد لديه‬
‫كرهه للحياة عموما و لألديان خصوصا ‪ ،‬و ما يحمالنه من مبادئ و قيم انسانية تجبر االنسان‬
‫على الرضوخ ألشياء هو في غنى عنها مثل قبول لما فرضه عليه والد محبوبته و هو تخليه و‬
‫ابتع اده عنها ‪ ،‬و ذلك بسبب اختالف األديان و هذا ما ال يريد الراوي إيصاله للقارئ (المتلقي)‬
‫‪ ،‬إذ أراد تجاوز كل االيديولوجيات من خالل عالقة حب إنسانية بين شخصين تختلف ديانتهما‬
‫‪ ،‬فرقت بينهما ظروف الحياة ‪ ،‬فيطرح لنا مشكلة األديان من خالل الحوار بين عيد كمسلم و‬
‫سيلفي ا كفتاة مسيحية ‪ ،‬و هذا ما وصل إليه في األخير حيث أن النتيجة كانت ممكنة من تزويج‬
‫أبنته من ابن عمها ‪.‬‬
‫أما عيد فقد القى مصيره إذ تحول لشاب يائس من الحياة و ظلم البشر و القدر معا ‪ ،‬و ذلك‬
‫حسب أفكاره التي يحملها نتيجة ميله للعدمية حيث وجد أن أن العرق هو رفيقه الوحيد في‬
‫وحدته إلى أن وافته المنية و تاركا وراءه حبيبته تبكيه حزنا ‪ ،‬فرغم زواجها من شخص آخر‬
‫إال أنها عاشت على ذكراه و ظلت تزور قبره لسنوات "كل صباح يوم الجمعة تأتي سيلفيا إلى‬
‫هذا المكان بعد أن تترك كل شيء وراءها ‪ ،‬ابنها و أمها المعقدة ‪. 3‬‬
‫* سيلفيا ‪ :‬فتاة دمشقية ‪ ،‬مسيحية ‪ ،‬تدرس بجامعة دمشق رفقة حبيبها عيد عشاب و صديقتها‬
‫مريم و محبوبها ‪.‬‬
‫كانت سيلفيا تحمل بداخلها حبا عميقا لعيد الذي لم تهنأ به لحظة ألن عائلتها لم تكن راضية‬
‫بزواجها منه ‪ ،‬فراحت تصارع الحب بما فيه من متاعب رسخت في شخصيتها الحزينة ‪ ،‬باتت‬

‫‪ - 1‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬


‫‪ - 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬
‫‪ - 3‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ( رسائل في الشوق الحبابته و العشق المستحيل ) ص‪، 20‬‬

‫‪20‬‬
‫ذاكرتها مشتتة بين الماضي الدفين و الحاضر المرير ‪ ،‬شخصية فيها من العمق و الرمز‬
‫الشيء الكثير ‪ ،‬فهي رمز الفتاة المحبة و الوفية أوال ‪ ،‬و الفتاة القوية والصبورة ثانيا ‪.‬‬
‫ظلت سيلفيا تحارب قوة جوع الحنان لحبيبها الذي حرمها والدها منه ‪ ،‬و خطفه القدر عنها‬
‫باكرا ‪ ،‬كانت بداية عشقها من النافذة حين بالغ وصفها و التغني بمفاتنها ‪ ،‬صورها الراوي‬
‫بقوله ‪ ":‬مختبئة في مانطو داكن فضفاض ‪ ،‬على رأسها قبعة سوداء و شاشا خفيفا يغطي‬
‫وجهها بالكامل "‪. 1‬‬
‫رغم مرور سنوات عديدة لم تستطع أن تنسى حبيبها و تتفرغ ألمها و ابنها و زوجها فهي دائما‬
‫تردد عبارة "محنة العاشق أنه ال ينسى أبدا "‪. 2‬بحكم أن عيد أول رجل عرفته بعد والدها و‬
‫ذلك من خالل قولها ‪ ":‬إنك أول رجل في حياتي بعد والدي "‪ ، 3‬فقد تعودت طيلة عشرين سنة‬
‫لها أن تأتي إلى قبر فقيدها و تحدثه متذكرة كل ما فات ‪.‬‬
‫* صالح ‪:‬‬
‫شاب من سكان فيال اإلطفائية بدمشق ‪ ،‬كان من األصدقاء المقربين لمريم ‪ ،‬لكن سرعان ما‬
‫تحولت هذه الصداقة إلى حب من طرفه فقط ‪.‬‬
‫لم يكن إحساسه اتجاهها إحساس الصديقة أو الزوجة ‪ ،‬بل كان إحساسه مفعما بعاطفة األمومة‬
‫" ال أريد أن أتزوجك أنا أحبك "‪. 4‬‬
‫كان يعيش حياته بجدية ‪ ،‬متحمال مسؤولية أفعاله ‪ ،‬جامعي و من عائلة مرفهة ‪ ،‬لطيف و‬
‫حنون ‪ ،‬و لكن ثقل دمه جعل البعض ينفر منه و كان هذا انطباع مريم عليه كذلك "صالح‬
‫طيب القلب لكن مقلق قليال"‪. 5‬‬
‫أراد الزواج منها رغم أنه يعلم أنها تحب شخص آخر ‪ ،‬و كان هدفه الوحيد هو الحصول عليها‬
‫مهما كان الثمن ‪ ،‬إال أنه في الخير حقق مراده ‪ ،‬فبعد تفكير قبلت مريم الزواج منه ألن‬
‫الشخص الذي تحبه لم يكن مؤهال بعد ‪ ،‬و الظروف لم تكن في صالحهما ‪ ،‬إال أن مريم كانت‬
‫التزال متشبتة بحبها القديم و في حسبانه أن ما تحمله في جوفها هو من صلبه و لم يدرك أنه‬
‫ثمرة خيانة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ص ‪. 09‬‬
‫‪ - 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪ - 4‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ - 5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 173‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -2‬الشخصيات الثانوية ‪:‬‬
‫* والدة مريم ‪:‬‬
‫من الشخصيات المساعدة التي تضيء الجوانب الخفية للشخصية الخفية للشخصية الرئيسية ‪،‬‬
‫و خاصة عن عن حياة مريم ‪ ،‬فهي لم تشارك في أحداث الرواية ‪ ،‬إنما حضرت عن طريق‬
‫آلية االسترجاع ‪ ،‬بحيث يستحضر الراوي هذه الشخصية عن طريق حديث مريم عنها ‪.‬‬
‫هي شخصية ال تختلف كثيرا عن الشخصية التقليدية لألم العربية بطبيعتها المخلصة لزوجها‬
‫رغم أنه كان قاس جدا معها و مع بناتها الخمس ‪.‬‬
‫شخصية األم في الرواية تجمع بين الحزن و القوة و الفرح في آن واحد ‪ ،‬فقد كانت لها أهمية‬
‫بالغة في حياة "مريم" لدرجة أصبح وجهها كوجه هللا تراه في كل مكان ‪ ،‬كما في قولها ‪... ":‬‬
‫‪1‬‬
‫وجه أمي صار كوجه هللا ‪ ،‬أراه طائرا في كل مكان ‪ ،‬و كلما انغلقت عليها السبل ناديتها ‪"...‬‬
‫توفت األم في النهاية بعد معاناة و شقاء كبيرين جراء مرض خبيث و لكنها تركت صورة‬
‫المرأة المكافحة و الطيبة و يتضح هذا في قولها ‪ ":‬ذهبت أمي في ذلك الفجر البارد و لم تترك‬
‫لي سوى المرأة الكيبة و المقاومة الهادئة "‪. 2‬‬
‫* والد مريم ‪:‬‬
‫كان والد مريم بطريريكا متخلفا قاس جدا مع زوجته و بناته و على خالف دائم معها كما في‬
‫قولها ‪ ":‬أنه كان اسي القلب لدرجة أنه ال يقوم بحقوقه اتجاه عائلته كالنفقة مثال ‪ ،‬يمتلك عقلية‬
‫‪3‬‬
‫متخلفة ‪ ،‬ظالم و شكاك و متزمت و بخيل ‪ " ،‬ال شغل له إال ميزانية البيت و أخواتي الستة "‬
‫أي أن أفكاره كانت بدائية فيرى أن المدرسة هي مكان لهدم القيم و األخالق التي تربت عليها‬
‫الفتاة و انتهاك ل شرفها كونها تحمل شرف والديها ‪ ،‬و شرف العائلة بأكملها ‪ ،‬من خالل عبارة‬
‫كان يرددها كثيرا " البنت بيتها يسترها و ليس المدرسة "‪. 4‬‬
‫يرى بأن هللا لم يكن عادال و منصفا بقولها ‪ ":‬كان يشتم و يلعن الزمن وأحيانا الرب الذي لم‬
‫يكن عادال "‪. 5‬كما كان ناكرا للعشرة و لم يحزن على فراق زوجته التي عاشت معه زمنا‬

‫‪ -1‬واسيني ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬


‫‪ - 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ - 3‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ص ‪. 47‬‬
‫‪ - 4‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ - 5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬

‫‪22‬‬
‫طويال ( فقد بدأ يبحث عن كل السبل التي تبرر زواجه من امرأة أخرى )‪ ، . 1‬ولم تكن‬
‫صورته تشبه صورة األب المثالي المحب ألسرته بل كان عكس ذلك تماما ‪.‬‬
‫الزمن في رواية طوق الياسمين ‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ -1‬المسار الزمني ‪:‬‬
‫يتجلى الزمن الروائي من خالل مسارين و هما ‪:‬‬
‫أ – زمن القصة ‪:‬‬
‫يحدد الروائي "واسيني األعرج" في روايته طوق الياسمين المسار الزمني الطبيعي للرواية‬
‫خصوصا في سرد األحداث ‪ ،‬ضمت قصتي الحب المتأزمتين ‪ ،‬فقد حددتا أحداث القصة من‬
‫قبل عشرين سنة بعد دخولهم إلى مدينة دمشق إلى غاية زيارتهم المقابر فيقول ‪(:‬بعد عشرين‬
‫سنة لم أفعل شيئا مهما سوى البحث عنك أعود إلى هذه المقبرة التي صارت اليوم وسط المدينة‬
‫بعد امتداد العمران بشكل جنوني إليها ‪ 2)...‬و أيضا ‪ ":‬كانت هناك واقفة على القبور المنسية‬
‫مختبئة في المانطو الداكن الفضفاض و على رأسها قبعتها السوداء و شاشا خفيفا كان يغطي‬
‫وجهها بالكامل ‪ ،‬مثلما تعودت أن تفعل كل يوم جمعة منذ قرابة العشرين سنة "‪. 3‬فالراوي هنا‬
‫يسير األحداث وفق مسار طبيعي و ذلك بتحديده الماضي و الحاضر معا ‪.‬‬
‫و نستنتج أن جميع األحداث جرت في فصل الشتاء و ما يحمل عالمات ذلك شدة البرودة و‬
‫تمثل ذلك في قوله ‪ (:‬في هذه المدن الشتوية التي تتحول فجأة إلى قصة أليفة في المساءات‬
‫الباردة ‪ ،‬و يحدث أن يعلم و نحن نبحث عن دفء نادر في فراش كلما مددنا أرجلنا ) و أيضا‬
‫‪ (:‬مثل هذا الشهر الشتوي البارد و في مثل هذا اليوم ‪. 4) ...‬‬
‫( لقد تواطأ البرد و الوحدة على هذه المقبرة فزادت توحشا ‪ ،‬الشتاء قاس و نسيت أن كل شيء‬
‫يتغير في هذه المدينة إال فصولها فهي تظل ثابتة ادخل راسي داخل المعطف الخشن و أفرك‬
‫يدي مثل الذي انتصر أخيرا على قسوة الزمن حتى أشعر ببعض الحرارة )‪. 5‬‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬


‫‪ - 2‬واسيني ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 09‬‬
‫‪ - 3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪ - 4‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬
‫‪ - 5‬واسيني ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬

‫‪23‬‬
‫ب‪ -‬زمن الخطاب ‪( le temps de discoure ) :‬‬
‫يتحدد زمن الخطاب و خاصة في األحداث التي رواها الراوي (واسيني األعرج) في روايته‬
‫طوق الياسمين من خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬الترتيب ‪.‬‬
‫‪ -‬المدة الزمنية ‪.‬‬
‫‪ -‬التواتر ‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام الزمني ‪( l’ordre temporelle ) :‬‬
‫أ‪ -‬الترتيب ‪:‬‬
‫يتم ترتيب األحداث في زمن الخطاب و ذلك حسب ما قدمته الرواية ‪ ،‬كما قمنا بترتيب‬
‫األحداث ضمن زمن القصة لنحدد تغير مسارها الذي بنيت عليه من خالل هذا الجدول ‪:‬‬
‫الترتيب األصلي لألحداث‬ ‫ترتيب األحداث في الرواية‬
‫‪ -4‬عيش مريم مع أب ظالم و أم و ست بنات‬ ‫‪ -1‬زيارة سيلفيا المقابر‬
‫‪ -5‬دخول مريم الجامعة‬ ‫‪ -2‬مريم في مستشفى الرازي‬
‫‪ -3‬رفض عائلة سيلفيا الزواج لعيد عشاب ‪ -6‬موت والدة مريم‬
‫‪ -7‬قصة عشق بين الراوي و مريم‬ ‫الختالف األديان‬
‫‪ -4‬عيش مريم مع أب ظالم و أم و ست بنات ‪ -3‬رفض عائلة سيلفيا الزواج لعيد عشاب‬
‫الختالف األديان‬ ‫‪ -5‬دخول مريم الجامعة‬
‫‪ -8‬زواج مريم و جعفر‬ ‫‪ -6‬موت والدة مريم‬
‫‪ -10‬اللقاء الخفي بين مريم و الراوي‬ ‫‪ -7‬قصة عشق بين الراوي و مريم‬
‫‪ -9‬حمل مريم من الراوي‬ ‫‪ -8‬زواج مريم و جعفر‬
‫‪ -2‬مريم في مستشفى الرازي‬ ‫‪ -9‬حمل مريم من الراوي‬
‫‪ -11‬زيارة الراوي لمريم في المستشفى‬ ‫‪ -10‬اللقاء الخفي بين مريم و الراوي‬
‫‪ -12‬موت مريم‬ ‫‪ -11‬زيارة الراوي لمريم في المستشفى‬
‫‪ -13‬موت صديقهما عيد عشاب‬ ‫‪ -12‬موت مريم‬
‫‪ -1‬زيارة سيلفيا المقابر‬ ‫‪ -13‬موت صديقهما عيد عشاب‬
‫‪ -14‬لقاء الراوي سيلفيا في المقبرة‬ ‫‪ -14‬لقاء الراوي سيلفيا في المقبرة‬

‫‪24‬‬
‫لقد أحدث الراوي تغييرا في توظيفه لالسترجاع و االستباق بكثرة ‪ ،‬مما جعل هناك ما يسمى‬
‫بخلخلة النظام الزمني ‪ ،‬فزمن الخطاب و زمن القصة هنا غير ثابتة ‪ ،‬فالراوي قد بدأ بزمن‬
‫الخطاب من الحدث رقم (‪ )4‬بينما زمن القصة بدأ بالحدث رقم (‪. )1‬‬
‫‪ -1‬المفارقات الزمنية ‪:‬‬
‫يسمى كذلك التداخل الزمني الذي ينتج عن تكسير خطة السرد ‪ ( ،‬حيث يتوقف الراوي عن‬
‫سرد األحداث المتنامية ‪ ،‬و يفسح المجال أمام الشخصية في الرجوع إلى الوراء أو التقديم إلى‬
‫األمام و هذا ما يصطلح عليه باالستباق و االسترجاع )‪ . 1‬و يتوقف السرد في الزمن الروائي‬
‫على تقنين أساسيين هما ‪:‬‬
‫• االسترجاع ‪( Analepse ) :‬‬
‫اعتمد الراوي واسيني األعرج في روايته (طوق الياسمين) العودة إلى الماضي لبعض أحداثها‬
‫بالنسبة للسرد إستذكارا لبعض أحداثها فقد قام بذكر األحداث التي وقعت في الماضي ‪ ،‬و‬
‫االسترجاع ينقسم إلى نوعين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬استرجاع خارجي ‪( Analepse externe ) :‬‬
‫لقد ورد في رواية "طوق الياسمين" استرجاع الراوي ألحداث جرت مع محبوبته مريم في‬
‫السابق و التي عانت من ظلم أبيها و جبروته و ذلك يقولها ‪ ":‬كان أبي في خالف دائما مع أمي‬
‫يرفض أي تغيير و كانت أمي مليئة بالحياة ‪ ،‬حريصة حتى الموت على الحفاظ على كل شيء‬
‫على وضعه األول "‪. 2‬‬
‫و هنا اتخذ الراوي ذكره لما تحتويه طفولة مريم و قسوة الحياة عليها و ذللك محدد لموقفها من‬
‫هذه التجربة التي عاشتها ضمن عائلة فقيرة ‪ ،‬و تحت سطوة أب ظالم مستبد ال يرحم و بذلك‬
‫حدد الراوي وظيفة هذا االسترجاع بحيث ساهم في بناء النص الروائي من ناحية ذكره‬
‫لماضي الشخصية البطلة و حالتها النفسية و االجتماعية ‪.‬‬
‫• استرجاع داخلي ‪( Analepse interne ) :‬‬
‫بحيث عاد الراوي إلى ماضي الحق ببداية الرواية ‪ ،‬و استعاد أحداث ماضية و لكنها الحقة‬
‫لزمن بدء الحاضر السردي و يتجلى هذا في قوله ‪ ":‬في المساء صعدت مع أمي و إخوتي فقط‬

‫‪ - 1‬حميد لحميدان ‪ ،‬أسلوبية الرواية ‪ ،‬مدخل نظري ‪ ،‬دراسات سيميائية أدبية لسانية ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط‪ ، 1989 ، 1‬ص ‪. 81/80‬‬
‫‪ - 2‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬

‫‪25‬‬
‫إلى المقبرة و دفنا رماد خيرة ‪ ،‬أمي صلت على قبرها و ال أدري ماذا قالت و هي التي ال‬
‫تحفظ إال جزءا صغيرا من الفاتحة "‪ ، 1‬و أيضا ‪ ":‬خيرة عبدت لي الطريق أو على األقل هكذا‬
‫كانت تظن وضعت أمامي الصالة ‪ ،‬الزواج و لكنها لم تقف في أي يوم من األيام ضد دراستي‬
‫‪ ،‬كانت المسكينة مزيجا من أبي و أمي و خالتي و جدتي و لكنها لم تتحمل طويال "‪.2‬‬
‫و في سياق آخر ‪:‬‬
‫" حيث إلتقينا ألول مرة لم أكن فارسا عاشقا بربري العينين ‪ ،‬ساحر النظرة و لمحيا ‪ ،‬أتي‬
‫على جميع قلوب النساء و لم تكوني أنت يا مريم ابنة أمير حكم البالد و العباد بالعدل لم يوقظ‬
‫سيفه إال لمحاربة المظالم و درئها "‪. 3‬‬
‫االستباق أو اإلستشراق ‪:( Le prolepse ) :‬‬
‫يعد االستباق ( االستشراق ) تقنية زمنية تشير عن الحدث قبل وقوعه أي توقعات لما سيحدث‬
‫في المستقبل بحيث يمكن أن تصدق هذه التوقعات ‪ ،‬و قد ال تصدق و ينقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬استباق خارجي ‪( Le prolepse externe ) :‬‬
‫من أمثلته في الرواية ‪ " :‬أتعرفين يا مريم أن أول درس أعلمه إلبنتي هو أن ال تكون جيدة‬
‫كثيرا أمام الحياة و أن تأخذها كما هي و ما تقبلهاش رغم عن نفسها شوية للرب و شوية‬
‫للعبد"‪. 4‬‬
‫استبق الراوي الحديث في المستقبل من خالل تكلمه مع حبيبته عن ابنتهما التي لم تلد بعد ‪.‬‬
‫طلبت مريم من حبيبها أخذ ابنتهما لزيارة مكان األحبة و العشاق المعروف بطوق الياسمين‬
‫‪":‬عندما تكبر سارة خذها إلى طوق الياسمين أدخلها الخلجات المتراصة كما فعلت معي ‪،‬‬
‫أتركها ترى النوارس و هي تقفز من امام رجليها الصغيرتين قبل أن تندفع في الضباب ‪"...‬‬
‫ب‪ -‬استباق داخلي ‪( Le prolepse interne ) :‬‬
‫نجده في عدة مواضع في الرواية فنذكر منها ‪:‬‬
‫" هل تعرف أيها الحبيب الغالي أني بدأت أخسر الحياة و صار الموت حالة يومية تعاش بقسوة‬
‫"‪. 1‬‬

‫‪ - 1‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬


‫‪ - 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 104‬‬
‫‪ - 3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 167‬‬
‫‪ - 4‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬

‫‪26‬‬
‫و في سياق آخر ‪:‬‬
‫( ال تعقدي الموضوع كثيرا أحبك و لكني لست مستعدا للزواج و ال إلنجاب األطفال ‪ ،‬ما زلنا‬
‫أطفاال نحتاج إلى رعاية إضافية )‪ 2‬هنا استبق الراوي حديثه عن الزواج و أنه غير مستعد و‬
‫أنه و أعطى نظرته إليه و لما سينتج مستقبال ‪.‬‬
‫• المدة ‪( La durée ) :‬‬
‫اقترح جيرار جينات أنه يمكن دراسة هذا العنصر وفقا لمستويين و هما ‪:‬‬
‫‪ -‬إبطاء السرد ‪.‬‬
‫‪ -‬تسريع السرد ‪.‬‬
‫‪ -1‬إبطاء السرد ‪:‬‬
‫✓ المشهد ‪( La scène ) :‬‬
‫يعد أهم تقنية زمنية ضمن حركة الزمن للراوية حيث يساهم في سير أحداث الرواية من خالل‬
‫إعطائه للقارئ فرصة التعرف على الشخصيات أي أنه تقنية سردية طارئة على النمط ‪ ،‬يلجأ‬
‫فيها الكاتب إلى توسعة اإلطار ‪ ،‬ليشتمل الحكي كله ‪ ،‬ليست في ساعة معينة محددة ‪ ،‬و ال فيها‬
‫يتعلق بشخصية واحدة محددة ‪.‬‬
‫فال مشهد يكمن في الحوار القائم بين الشخصيات و ذلك للتعبير عن اآلراء و األفكار التي‬
‫تختلجها نفسية الشخصيات ‪ ،‬و استخراج جميع ردود أفعالها للكشف عن محتوى شخصية‬
‫الرواية بإبراز طابعها ‪ ،‬و ذلك ألن الشخصيات عندما تعبر عن نفسها تصبح أكثر واقعية‬
‫داخل النص الروائي ‪ ،‬و لذلك نجد "واسيني األعرج" في روايته "طوق الياسمسن" قد جسد‬
‫الحوار والمشاهد كحضور هام ‪ ،‬و فعال ‪ ،‬و من أمثله الصور الواردة هي ‪:‬‬
‫‪ -‬و مع ذلك ‪ ،‬صمتك يخيفني ال أدري لما ينتابني هذا االحساس الغريب ؟ الصمت يجعلنا‬
‫قريبين جدا من الموت ‪.‬‬
‫‪ -‬لماذا كلما تعلق األمر بنا ‪ ،‬كان الموت ثالثنا ؟ ‪ ،‬حبيبي لن أموت بهذه السهولة ‪ ،‬سأبقى معك‬
‫حتى تؤلمني ‪ ،‬حتى تكرهني ‪.‬‬
‫‪ -‬أنا أكرهك ؟؟؟ مجنونة أنت واال واش ؟‬

‫‪ - 1‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 160‬‬


‫‪ - 2‬واسيني األعرج ‪ ،‬طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 130‬‬

‫‪27‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أنا التي أسألك إذن ؟ لماذا لم تأتني و تأخذ يدي و تقول لي حبيبتي أحبك ‪.‬‬
‫و في موضع آخر دار حوار بين الراوي و محبوبته مريم ‪> :‬‬
‫‪ -‬أ لمسك بعيني المتعبتين ‪ ،‬فيزداد اشتهائي ‪ ،‬أحبك من قال أن المرأة مأساة الرجل و سعادته‬
‫الكبرى ‪ ،‬لم يكن مخطئا ‪ ،‬تضحكين‬
‫‪ -‬حتى الراجل ما شي ساهل ‪.‬‬
‫المأساة معناها حلمه المستحيل ‪ ،‬هل رأيت في حياتك إنسانا سعيدا بحلمه ؟ االستحالة هي عمق‬
‫المأساة ‪.‬‬
‫‪ -‬هل أنا صعبة إلى هذا الحد ؟‪. 2‬‬
‫و في سياق آخر حوار بين مريم و أمها المريضة التي انفجرت باكية و تمتمت بقولها ‪:‬‬
‫‪ -‬لقد تعبت ‪ ،‬أعتقد أنها النهاية ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يا يما ‪ ،‬سأذهب بك إلى أكبر مستشفى و أعالجك ال سأتوقف عن الدراسة ‪.‬‬
‫ردت بارتجاف على شفتيها ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ال أبدا يابنتي ‪ ،‬اللي جاء وقته ما يطمع في وقت الناس ‪ ،‬العمر هذا اللي أعطى هللا ‪.‬‬
‫✓ الوقفة ‪( La pause ) :‬‬
‫هي تقنية سردية تسمح للسارد للتدخل في الكثير من التفاصيل التي تحدث في الرواية و هي‬
‫عكس الحذف حيث تبطئ عرض األحداث معتمدة على الوصف مما تحدث اختالل زمني‬
‫مقصود ‪ ،‬و لقد جسد "واسيني األعرج" في روايته "طوق الياسمين" عدة وقفات وصفية منها‪:‬‬
‫" ضحكاتك على قصرها ‪ ،‬وقعها طويل ‪ ،‬طويل يمتد كاألنهار ثم يتفرغ في القلب ‪ ،‬دما ‪ ،‬و‬
‫‪4‬‬
‫ورودا بألوان قزحية ؟ رهافة ابتسامتك تشبه حاسية الورد المفرطة"‬
‫"الطفلة المعشوقة التي لم يكفها اتساع القلب الحتضان الدنيا"‪ 5‬و بذلك نجد ان هذه الرواية اي‬
‫رواية "طوق الياسمين" قد احتوت على الكثير و العديد من هذه الوقفات الوصفية التي ساعدت‬
‫على ابطالء السرد لكنها ساهمت ايضا في سير احداث الرواية و شوقت القارئ الستكمالها‬
‫ومعرفة محتواها‪.‬‬
‫‪ - 1‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬
‫‪ - 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬
‫‪ - 3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 47/36‬‬
‫‪ -4‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪ - 5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -2‬تسريع السرد‪:‬‬
‫✓ الخالصة ‪(sommaire) :‬‬
‫تعتبر الخالصة حسب قول "تودوروف" وحدة من زمن الحكاية تقابلها وحدة اقل من زمن‬
‫الكتابة‪ ،1‬ففي رواية طوق الياسمين اعتمد راويها " واسيني األعرج" على تقنية التلخيص‬
‫بشكل ملحوظ كمساعدة في سير احداث الرواية‪ ،‬حيث يذكر الراوي في بداية الرواية احد‬
‫الشخصيات الرئيسية التي هي سيلفيا في قوله "هي لم تتغير كثيرا كانت هناك واقفة على‬
‫القبور المنسية مختبئة في المانطو الداكن الفضفاض و على راسهاقبعتها السوداء و شاشا خفيفا‬
‫كان يعطي وجهها بالكامل مثلما تعودت ان تفعل كل يوم جمعة منذ قرابة العشرين سنة"‪.2‬‬
‫و من هذا القول توضح كيف ان الراوي قام باختصار اي اختزال اهم المراحل التي عاشتها‬
‫الشخصية البطلة و ما حدث معها قبل هذه العشرين سنة التي قضتها في حزن ابدي بسبب‬
‫عشقها الجنوني لشاب مسلم لكن القدر فرقهما سبب اختالف دينهما ‪.‬‬
‫و في موضع اخر من الرواية اختصر الراوي أخوات مريم و لم يصف و ال احداهن على‬
‫االقل و ذلك بقوله ( ياه يا مريم كم كبرت بسرعة؟ لقد صرت امرأة على عكس اخواتك‬
‫‪3‬‬
‫الست)‪.‬‬
‫ساهمت الخالصة هنا في تسريع السرد و تجاوز زمن الرواية من خالل عرض شامل للمشاهد‬
‫و تقديم الشخصيات و ذلك لتجنب القارئ من وقوعه في الملل اثناء قراءته للرواية‪.‬‬
‫✓ الحذف )‪:(l’ellipse‬‬
‫يتمثل في تخطية للحظات حكائية بأكملها دون االشارة و لما حدث فيها و كأنها ليست جزء من‬
‫‪4‬‬
‫المتن الحكائي‪.‬‬
‫و من أمثلة الحذف في رواية "طوق الياسمين" للراوي واسيني االعرج" عشرون سنة و انا‬
‫‪5‬‬
‫اقاوم عبثا شططه و ها انت اليوم تضيف الى شقائي حزنا اخر‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫و بعد كل هذه السنوات القلقة المتواطئة ضدنا و صد الحياة ‪...‬‬

‫‪ 1‬عبد العالي بوطيب ‪ ،‬مستويات دراسة النص الروائي‪ ،‬مطبقة االمنية الغرب ‪ ،‬ط‪ 1999‬ص‪.166‬‬
‫‪ 2‬واسيني االرعج رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪ 4‬عبد العالي بوطيب مستويات درسة النص الروائي (مقارنة نظرية) ص ‪.164‬‬
‫‪5‬‬
‫واسيني االعرج‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 6‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪29‬‬
‫) الجامعة لم تكن شيئا مهما في حياتي و لكنها عبرت امامي قيد البؤس ‪ ،‬فقد انقضت السنة‬
‫االولى بسرعة و السنة الثانية و لم اتذكرها وحدها السنة الثالثة بقيت في الذاكرة)‪ . 1‬و الحذف‬
‫نوعان ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حذف غير محدد )‪:(ellipse indéterminée‬‬
‫‪2‬‬
‫)عشرون سنة انطفأت‪ ،‬اشياء كثيرة تغيرت االرض التي احيانا صارت مريضة ‪(...‬‬
‫ب‪ -‬حذف محدد‬
‫"انطفأ كل شئ في عيني وعدت الى دراستي في االسبوع الموالي و نسيت نهائيا ان لي بيت و‬
‫‪3‬‬
‫ام و اخوات"‬
‫التواتر ‪:(la fréquence) :‬‬
‫تقنية اساسية في بنية الزمن الروائي ‪ ،‬بحيث تحدث عنه جيرار جينات بانه مجموعة من‬
‫العالقات المتكررة بين القصة و االخطاب و لقد حدد الروائي "واسيني االعرج التواتر حسب‬
‫اربع حاالت اساسية هي ‪.‬‬
‫‪ -1‬المحكي التفردي‪:‬‬
‫لقد تجلى هذا المحكي التفردي في الزاوية من خالل حدث مهم قد وقع مرة واحدة و تمثل في‬
‫طلب احد االبطال جعفر الزواج من محبوبته مريم ‪ ،‬حيث جاء في الرواية ) كان جعفر مثل‬
‫‪4‬‬
‫عابر سبيل هو نفسه لم يصدق عنها قبلت بسهولة اقتراحه ( ‪...‬‬
‫‪ -2‬المحكي التفردي الترجيحي‪:‬‬
‫لقد تجلى هذا المحكي من خالل قيام البطلة بزيارة لطوق الياسمين " سلكنا مخابئ طوق‬
‫الياسمين المسكرة و المخفية و العوامة الصغيرة التي اليوم نركبها ‪ ،‬لتحول في النهر الصغير‬
‫‪ ،‬كنا نختار الذهاب يوم الجمعة فجرا "‪. 5‬‬

‫‪ 1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.44‬‬


‫‪ - 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ 4‬واسيني االعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ - 5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 205‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -3‬المحكي التكراري ‪:‬‬
‫وصف الراوي ألحداث جرت عدة مرات من خالل تكلمه عن مريم و هي تزور مستشفى‬
‫الرازي عدة مرات في قوله ‪ ":‬ال يا يما ‪ ،‬سأذهب بك إلى أكبر مستشفى و أعالجك ‪ ...‬بقيت‬
‫شهرا كامال وهي تصارع المرض و لم أراها لحظة واحدة تتأوه "‪. 1‬‬
‫‪ -4‬المحكي الترددي ‪:‬‬
‫تجسد هذا المحكي الترددي من خالل طلب البطل عيد عشاب المسلم يد محبوبته المسيحية‬
‫سيلفيا من والدها الذي رفض بشدة هذا الزواج و ذلك بقوله ‪ ":‬اليوم رجعت إلى البيت منكسرا‬
‫أذهب ألرى سيلفيا و أهلها هذه المرة طلب يدها رسميا من والدها "‪. 2‬‬
‫المكان و الفضاء الجغرافي في رواية طوق الياسمين ‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫‪ -1‬المكان و الفضاء الخارجي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المكان المفتوح ‪:‬‬
‫هو المكون األساسي لبناء الرواية ‪ ،‬كما نجد في الرواية الواحدة تعدد في األمكنة التي تتحرك‬
‫فيها الشخصيات ‪ ،‬و هو المكان المفتوح المتميز باالتساع كاألحياء و الشوارع و الساحات ‪...‬‬
‫إلخ ‪.‬‬
‫و في روايتنا هذه " طوق الياسمين " نجد بعض األماكن المفتوحة التي ولدت االتصال بين‬
‫الشخصيات و حركاتهم ‪ ،‬وهنا نذكر بعض األماكن المفتوحة التي حددت أثناء عملية القراءة‬
‫للرواية و من بينها ‪:‬‬
‫* الشوارع و األحياء ‪:‬‬
‫تكثر األحداث في الشوارع العتباره الرابط بين المدن و األبنية و مكان جميع الناس في أي‬
‫وقت كان ‪ ،‬ليال أو نهارا ‪ ،‬بغية الوصول ألهدافهم و أعمالهم ‪ ،‬و يتجلى هذا في قول الراوي‬
‫‪ ":‬شوارع المدينة التي بدأ تنساها األن ‪ ،‬شبه ممنوعة ‪ ،‬تهتز فقط للمارشات العسكرية و‬
‫الدوريات اليلية و أصداء الرصاص و صرخة القتلة و االغتياالت و صوت هللا المبحوح التي‬
‫صار شبيه جميع الخالئق و لم يعد ما يمره مطلقا "‪. 3‬‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 50‬‬


‫‪ - 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 108‬‬
‫‪ - 3‬واسيني األعرج ‪ ،‬طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 54‬‬

‫‪31‬‬
‫و من بين الشوارع المذكورة في الرواية ‪ :‬شارع الصالحية‪ ، 1‬و شارع بغداد‪ ، 2‬الذي كان‬
‫يبحث البطل فيه عن مسكن له ‪ ،‬و كل شوارع دمشق في الرواية تجسد صورة الحب المستحيل‬
‫رغم فشله ‪.‬‬
‫* المدينة ‪:‬‬
‫تحتل المدينة قوة و مكانة كبيرة في الرواية ‪ ،‬لمساحتها الشاسعة و أغلب األحداث و الحركات‬
‫تكون فيها ‪ ،‬كما تجسد في روايتنا هذه " طوق الياسمين " بحكم السفر و التنقل من بلد آلخر ‪،‬‬
‫داخل و خارج الوطن ‪ ،‬لقول سيلفيا ‪ ":‬تزوجت عفوا انتحرت مثلما أراد لي والدي ‪ ،‬ألن عيد‬
‫رفض أن يهرب معي خارج المدينة "‪ . 3‬لعدم القبول بزواجها ‪.‬‬
‫ذكر البطل مدينة تبسة و تجسد في قوله ‪ ":‬رأيت والدي الذي نسيني ‪ ...‬تاركا وراءه إمراة‬
‫طيبة ‪ ،‬تنتظر يوميا عودته ‪ ...‬في مدينة تبسة ‪. 4" ...‬‬
‫المدينة هو المكان العام ليروح الناس عن أنفسهم ‪ ،‬و قيامهم بأشغالهم و حاجياتهم اليومية ‪ ،‬و‬
‫هو المكان الذي يحرك األبطال و مجرى األحداث ‪.‬‬
‫* البحر ‪:‬‬
‫هو مركز الحياة و المكان األفتح و األوسع الستقبال الفرح و الحزن و الذي يجعل االنسان‬
‫يشعر بطمأنينة و هذا ما حدث مع أبطال رواية " طوق الياسمين " لما فعلته بهم الحياة ‪،‬‬
‫لوصف البطل محبوبته مريم قائال ‪ ":‬فقلبك ينبض المدن الساحلية و شموخ الجبال المطلة على‬
‫البحر التي أقام على ترتيبها سيدي عبد المؤمن بوقبرين كل صلواته و هسهسة السواحل‬
‫الموحشة التي لم تمسها أيدي البشر "‪. 5‬‬
‫كما ذكر الراوي البحر على أنه حامل لمعظم أسرار الحياة ‪ ،‬و رمز لطهارة الروح و الجمال‬
‫و الصفاء و االتساع ‪ ،‬وبعث الحياة من جديد ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الراوية ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬


‫‪ - 2‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 202‬‬
‫‪ - 3‬واسيني األعرج ‪ ،‬طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪ - 4‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ - 5‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 142‬‬

‫‪32‬‬
‫* الجامعة ‪:‬‬
‫ذكرت الجامعة في رواية " طوق الياسمين " في صفحاتها األولى في القول ‪ ":‬األيام األولى‬
‫داخل الجامعة كانت صعبة وقاسية "‪. 1‬‬
‫الجامعة ملتقى مختلف األجناس واألعمار و هي رابطة العالقات بين الناس و بؤرة و مصدر‬
‫للوعي العلمي و الثقافي ‪ ،‬و تعتبر المسلك األخير للمشوار الدراسي ‪ ،‬كما كان دور الجامعة‬
‫في الرواية انها مثلت اإللتقاء األول بين األصدقاء و بداية روابط الحب ‪.‬‬
‫يصف الراوي في طريقه للجامعة قائال ‪ ":‬وقف – الجامعة – يا هللا يا شباب فرجوني أكنا فكم‬
‫وصلنا "‪. 2‬‬
‫ب – المكان المغلق ‪:‬‬
‫هو المكان ذو حدود معينة ‪ ،‬المصور لخلجات النفس و ما يحيط بها من أحداث ‪ ،‬و السيمة‬
‫السيئة في المكان المغلق هو العجز ‪ ،‬فتضعف االنسان و تقلل من قدراته و تعجزه عن القيام‬
‫بواجباته ‪ ،‬و كأنه محروم من بعض حرياته ‪.‬‬
‫و في رواية " طوق الياسمين " نجدها تجسد لنا هذه األماكن ‪ ،‬رغم انغالقها و ذات سيمة سيئة‬
‫إال أنه ال يمكن االستغناء عنها ‪ ،‬نذكر بعض األماكن المغلقة التي حددت من خالل الرواية و‬
‫من بينها ‪ :‬البيت ‪ ،‬المستشفى ‪ ،‬المطعم ‪ ،‬السيارة ‪ ،‬الحمام ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬
‫* البيت ‪:‬‬
‫البيت ذو الحضور الدائم في كل الروايات‪ ،‬و الموطن األول للراحة و الدفء و الطمأنينة ‪،‬‬
‫ومكان الترعرع و تكوين الشخصية‪ ،‬كل ركن في البيت له ذكرى و حدث سواء كان مفرح أو‬
‫محزن ‪ " ،‬البيت جسد و روح و هو عالم االنسان األول "‪. 3‬‬
‫كان البيت في نظر مريم مصدر الحزن و المرارة بقولها ‪ ":‬كان والدي الذي أشك في أن هللا‬
‫سيسامحه لما فعله فينا عندما يلتهب غضبا كبرميل النفط ‪ ،‬يقاطع الكل لمدة أسبوع و يتحول‬
‫البيت كله إلى معتقل الناس ال يتحاورون و ال يسالون و ال يتساءلون "‪. 4‬‬

‫‪ - 1‬واسيني األعرج ‪ ،‬طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬


‫‪ -2‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬
‫‪ - 3‬فاستون باشالر ‪ ،‬جماليات المكان ‪ ،‬ترغالب هالسا المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 1984 ، 2‬ص ‪. 35‬‬
‫‪ - 4‬واسيني العرج ‪ ،‬طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 39‬‬

‫‪33‬‬
‫* البار ‪:‬‬
‫البار من األماكن المحرومة و السيئة المرتبطة بالمدينة ‪ ،‬و بالنسبة ألبطال الرواية " طوق‬
‫الياسمين " هو مكان الراحة و النسيان والهروب من المشاكل و االدمان على الشرب مع إفراغ‬
‫آالمهم و أوجاعهم ‪ ،‬لقول مريم ‪ ":‬أخرج أبحث عنك في المدينة أو الجامعة أو البارات التي‬
‫عرفك بها صديقك عيد عشاب "‪. 1‬‬
‫و هو مكان االحتفال كذلك و الترفيه عن النفس ‪ ،‬لقول بطل الرواية ‪ ":‬كان كل شيء مرتبكا و‬
‫كنت منكسرا و بي رغبة كبيرة للذهاب نحو البار و الشرب حتى الصباح ‪. 2" ...‬‬
‫* المطعم ‪:‬‬
‫المط عم إحدى الماكن المغلقة التي يلجأ إليها الناس لتناول الطعام و تغيير الجو المعتاد ‪ ،‬و في‬
‫رواية " طوق الياسمين " نجد المطعم حاضر لقول عيد عشاب ‪ ":‬ذهبت كالعادة إلى مطعم ابو‬
‫عيسى ألتناول الغذاء ‪ ،‬واستريح قليال و لكن السعال إشتد علي فوجدت نفسي عاجزا عن فعل‬
‫أي شيء حتى األكل "‪. 3‬‬
‫للمطعم رابطة بالشوارع و المدن و تشكل الجزء األكبر فيها ‪ ،‬فهو مكان يقدم فيه المأكوالت و‬
‫المشروبات ‪.‬‬
‫* المستشفى ‪:‬‬
‫هو مؤسسة توفر العالج للمرضى و المكان األكثر إنسانية ‪ ،‬و معالجة المشاكل الصحية‬
‫الجسدية و حتى النفسية ‪ ،‬لجميع الفئات و األجناس ‪ ،‬ومتعددة الخدمات في روايتنا " طوق‬
‫الياسمين " تقول سيلفيا أن مريم إختارت مستشفى الرازي لتنجب إبنتها في قولها ‪ ":‬إختارت‬
‫مستشفى الرازي و سارة و أكثر أيام مطر و برودة ‪. 4" ...‬‬
‫و تقول مريم ‪ ":‬أن أختها الصغرى ماتت بوباء الكوليرا الذي كاد ان يلحق بهم جميعا لوال‬
‫جارهم الذي أخذهم بسيارته للمستشفى "‪. 5‬‬

‫‪ - 1‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬


‫‪ - 2‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 199‬‬
‫‪ - 3‬واسيني العرج ‪ ،‬طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 221‬‬
‫‪ - 4‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪ - 5‬واسيني األعرج ‪ ،‬طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬

‫‪34‬‬
‫ذهبت مريم إ لى هذا المكان ألنها أحست بتعب و بأنها سوف تلد في أي وقت لتقول ‪ ":‬ال تشغل‬
‫بالك حبيبي ‪ ،‬أنا في مستشفى الرازي ‪ ،‬في المكان الجميل الذي تركتني فيه آخرة مرة ‪ ،‬بين‬
‫أيدي آمنة ‪. 1" ...‬‬
‫ج – الفضاء النصي ‪:‬‬
‫الفضاء النصي هو كيفية إخراج الرواية لتوضيح بنية الخطاب الروائي ‪ ،‬و هو تلك الواجهة‬
‫التي يعرض فيها الكاتب روايته ‪ ،‬كما يقوم بتحديد طبيعة تعامل القارئ مع النص الحكائي ‪ ،‬و‬
‫يدعو القراء لقرائتها بداية من العنوان و شكل الكتاب ‪ ،‬عدد الصفحات ‪ ،‬لون غالف ‪ ...‬إلخ و‬
‫ه ذا يجعل من روايته شيئا ملموسا ذو مالمح معينة و هو ‪ ":‬فضاء مكاني ‪ ،‬غير انه مكان‬
‫محدود ال عالقة له بالمكان الذي يتحرك فيه األبطال ‪ ،‬فهو مكان يتحرك فيه – على األصح –‬
‫عين القارئ "‪. 2‬‬
‫‪ -1‬التصميم الخارجي للرواية ‪:‬‬
‫* التشكيل ‪:‬‬
‫نجد رواية " طوق الياسمين " متربعة المقاس من خالل غالفها ‪ ،‬فنجد طولها (‪ 21,5‬سم) ‪ ،‬و‬
‫عرضها (‪ 14.5‬سم) ‪ .‬يتوسط غالف الرواية رسمة تمثل امرأة مستديرة الوجه ‪ ،‬غير واضحة‬
‫المالمح ‪ ،‬ذات شعر كستنائي مزين بطوق من ورد الياسمين األبيض ‪ ،‬مرتدية فستانا أزرق‬
‫اللون ‪ ،‬واضعة يدها على شرف تطل على فضاء أزرق بجانبها طائر بني اللون قريب منها‬
‫يدها ليقبلها على خذها األيمن ‪ ،‬و هذه الرسمة شكلت خلفية شفافة تغطي كامل الصفحة لغالف‬
‫الرواية ‪ ،‬كتب في أعلى الغالفة في مربع " رواية " بلون خمري بارز من نفس لون العنوان‬
‫الرئيسي و هذا يؤدي لجذب القارئ و المتطلعين ‪ ،‬ثم يليه تحتها اسم المؤلف بخط واضح و‬
‫سهل " واسيني األعرج " بعدها نجد العنوان الرئيسي و تحته العنوان الفرعي للرواية ‪.‬‬
‫و نجد هنا قوة الرابطة بين رسمة الغالف و مضمون الرواية و يمكن القول أنها ترجمة أو‬
‫تمهيد لما تحتويه الرواية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 264‬‬


‫‪ - 2‬حميد لحميداني ‪ ،‬بنية النص السردي ‪ ،‬ص ‪. 57-56‬‬

‫‪35‬‬
‫* األلوان ‪:‬‬
‫هي سحر األلوان و شكلها األمثل ‪ ،‬تحمل دالالت معينة وإشارات مرتبطة بالنفس و معاني‬
‫خاصة األحاسيس متباينة و متعددة ‪ ،‬إضافة للمسة الكاتب عليها لتعطينا دالالت جديدة تحمل‬
‫ألفاظا خاصة ‪.‬‬
‫" يعد اللون أحد أنواع التأثيرات الفسيولوجية التي تخص وظائف شبكية العين في االستجابة‬
‫للضوء الملون "‪. 1‬‬
‫و واسيني األعرج األديب المتيقن و المدرك لدالالت األلوان ‪ ،‬و نجدها مجسدة في توظيفه‬
‫لأللوان في روايته " طوق الياسمين " ‪ ،‬في تشكيل الغالف الخارجي للرواية ‪ ،‬و من هذه‬
‫األلوان ‪:‬‬
‫‪ -‬اللون األحمر الخمري ‪ :‬لون العنوان الرئيسي و كلمة " رواية " في أعلى الغالف ‪.‬‬
‫‪ -‬الل ون األسود ‪ :‬يمثل لون اسم الروائي " واسيني األعرج " ‪ ،‬صاحب الرواية ‪ ،‬و كذلك‬
‫العنوان الفرعي ‪.‬‬
‫‪ -‬اللون الزرق ‪ :‬لون فستان المرأة الموجودة في رسمة الغالف و المنعكسة على الخلفية‬
‫الشفافة ‪.‬‬
‫‪ -‬اللون البني ‪ :‬لون الطائر الذي بجانب المرأة على رسمة الغالف ‪.‬‬
‫‪ -‬اللون األبيض ‪ :‬الطوق الذي على راس المرأة ‪.‬‬
‫هذا ما تضمنه الغالف من ألوان ذات دالالت للمظهر الخارجي للرواية ‪ ،‬أما إذا داخلها كله‬
‫مكتوب باللون األسود ‪ ،‬و حسب علم النفس فهذه األلوان تدل على ‪:‬‬
‫‪ -‬اللون األحمر الخمري ‪ :‬يدل على القوة و االثارة ‪ ،‬الطاقة ‪ ،‬الشدة ‪ ،‬الدفئ ‪ ،‬التمتع بالجنسية‬
‫‪...‬‬
‫‪ -‬اللون األسود ‪ :‬يدل على الفخامة ‪ ،‬الغموض ‪ ،‬األلم ‪ ،‬الحزن ‪...‬‬
‫‪ -‬اللون األزرق ‪ :‬يدل على الثقة ‪ ،‬النجاح ‪ ،‬الهدوء ‪ ،‬األمان و االستقرار ‪.‬‬
‫‪ -‬اللون األبيض ‪ :‬الصفاء ‪ ،‬النقاء ‪ ،‬السالم ‪ ،‬البراءة ‪ ،‬التجدد و االستشراق ‪...‬‬

‫‪ - 1‬أحمد عطية ‪ ،‬مقدمة لدراسة نظرية اللون في الصميم ‪ ،‬المعهد العالي للفنون التطبيقية ‪ ،‬قسم الطباعة و النشر و التغليف ‪ ،‬ص ‪. 5-3‬‬

‫‪36‬‬
‫* العنوان ‪:‬‬
‫يعد " العنوان أهم ما يميز الغالف ‪ ،‬بل أهم ما يميز الكتاب ‪ ،‬باعتباره سلعة يتم تعيينها بعالمة‬
‫ليست منها ‪ ،‬جعلت للداللة عليها "‪. 1‬‬
‫فالعنوان لوحده يولد الفضول و الشحنة لتصفح الكتاب و معرفته ‪ ،‬و يكون له عالقة ترابطية‬
‫قوية بالرواية ‪ ،‬لذلك اختيار العنوان هو األمر الصعب و البالغ أهمية عند الكاتب ‪.‬‬
‫نجد الروائي " واسيني األعرج " ‪ ،‬أنه اتخذ عبارة " طوق الياسمين " ‪ ،‬كعنوان رئيسي‬
‫للرواية ‪ ،‬كتب بلون أحمر خمري بارز ‪ ،‬و خط عرض بسيط و واضح ملفت النتباه‬
‫المتطلعين‪.‬‬
‫ينقسم العنوان إلى قسمين "طوق" و "الياسمين" فالطوق من الياسمين يعني جمال المنظر و‬
‫عبق الرائحة العطرة و النقاء في الداللة و الروحية الخالصة و البروز ‪.‬‬
‫• الطوق ‪ :‬هو رباط يحيط بالعنق أو الخصر أو حتى على الرأس ‪.‬‬
‫• الياسمين ‪ :‬نوع من األزهار العطرة البيضاء التي ال تخلو أشجارها من بيوت‬
‫الدمشقيين ‪.‬‬
‫كما نجد كذلك العنوان الفر عي " رسائل في الشوق و الصبابة و الحنين " ‪ .‬المكتوب بلون‬
‫أسود تحت العنوان الرئيسي بالضبط ‪ ،‬بخط واضح و سهل القراءة داال على مدى شوق و‬
‫حنين المحبوب ‪.‬‬
‫‪ -2‬التصميم الداخلي للرواية ‪:‬‬
‫التصميم الداخلي للرواية يتكون من عدد صفحات الرواية و عدد فصولها ‪ ،‬و كيفية الكتابة ‪.‬‬
‫رواية " طوق الياسمين " بها ‪ 288‬صفحة ‪ ،‬ذات حجم متوسط كما نجدها مقسمة ألربعة‬
‫فصول معنونة و هي ‪ :‬سحر الحكاية ‪ ،‬الطفلة و المدينة ‪ ،‬بداية التحول ‪ ،‬مسالك النور و بين‬
‫كل فصل و فصل نجد الراوي قد ترك بياضا بينهم ‪ ،‬كما استعمل كتابات مختلفة في روايته "‬
‫طوق الياسمين " و هي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬محمد فكري ‪ ،‬الجزار ‪ :‬العنوان و سيميوطبقيا االتصال األدبي ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫‪37‬‬
‫• الكتابة العمودية ‪:‬‬
‫الكتابة العمودية هي المحادثات التي تكون بين الشخصيات و جميع المشاهد التي دارت بينهم ‪،‬‬
‫و منها ‪:‬‬
‫أتعص عليك متعة الصمت و العزلة الصوفية ‪:‬‬
‫‪ -‬تكلمي ‪.‬‬
‫‪ -‬ألم تقل إن كثرة األسئلة تقتل الحب الكبير ‪.‬‬
‫‪ -‬أنا ال أسئل أنا مشتاق لصوتك أريد أن أسمعك قولي أي كالم و لكن ال تصمتي‪. 1‬‬
‫‪ -‬يعيشك أريد أن أسميها سارة أو نجمة هذه األسماء تسحرني ‪ ،‬ما تقوليش أنك ال تحبها ‪.‬‬
‫‪ -‬ما تزال بعيدة ‪.‬‬
‫‪ -‬لماذا تغلق ابواب الحلم ‪ ،‬رحمة ربي واسعة ؟‪. 2‬‬
‫• الكتابة األفقية من اليمين إلى اليسار ‪:‬‬
‫كانت الرواية تقر يبا كلها كتابة أفقيا من اليمين إلى اليسار و هي التي شغلت مساحة الرواية ‪.‬‬
‫• اكتابة من اليسار إلى اليمين ‪:‬‬
‫يكتب الروائي " واسيني األعرج " باللغتين العربية و الفرنسية ‪ ،‬فتوظيفه لبعض المقوالت أو‬
‫الكلمات الفرنسية في روايته " طوق الياسمين " ظاهر فيها ‪ ،‬و من أمثلة ذلك ‪:‬‬
‫‪« Tout simplement un grand gachi , une grande amertume un gout‬‬
‫‪d’inachevé .dommage pour une si belle histoire «3‬‬
‫بكل بساطة ‪ ،‬خسارة كبيرة و مرارة ما تزال عالقة في الحلق قصة جميلة مثل هذه تضيع ؟‬
‫مؤسف ‪.‬‬
‫‪« L’écriture doit d’abord nous faire rêver , si non elle ne sera qu’un‬‬
‫‪ensemble de petits mots sans grandeur « 4‬‬
‫على الكتابة أوال أن تمنحنا فرصة للحلم و إال فلن تكون إال مجموعة من الكلمات التي ال شأن‬
‫لها ‪.‬‬
‫« ‪« Des fois c’est vraiment incompatible‬‬ ‫‪5‬‬

‫أحيانا من الصعب الجمع بينهما ‪.‬‬

‫‪ - 1‬واسيني األعرج ‪ " ،‬طوق الياسمين " ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬


‫‪ -2‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪ -3‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪ - 4‬الرواية ‪ ،‬ص ‪. 156‬‬
‫‪ - 5‬واسيني األعرج ‪ ،‬طوق الياسمين ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬

‫‪38‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪39‬‬
‫الخاتمة‬
‫بعد دراستنا هذه ‪ ،‬توصل البحث في دراسة البنية السردية في رواية " طوق الياسمين "‬
‫للروائي " واسيني األعرج " ‪ ،‬الروائي المميز في كتابة الروايات ‪ ،‬وبعد نهاية البحث وصلنا‬
‫إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫• استطاع الروائي " واسيني األعرج " أن يعطي تمييزا و مكانا للرواية الجزائرية ‪.‬‬
‫• اهتمام " واسيني األعرج " بمضمون الرواية و األفكار أكثر من الشكل الفني ‪ ،‬لهدف‬
‫إيصال الرسالة للقارئ ‪.‬‬
‫• قسم الرواية إلى أربعة فصول معنونة مرتبطة و مكملة لبعضها البعض ‪.‬‬
‫• الرواية عبرت عن الواقع النفسي التي عاشته الشخصيات ‪.‬‬
‫• استعمال الروائي لعدة أمكنة مختلفة و حقيقية كذلك ‪ ،‬مثل ‪ :‬الجزائر ‪ ،‬تبسة ‪ ،‬سوق‬
‫ساروجا الشعبي ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬مما جعلها أكثر واقعية ‪.‬‬
‫• حققت الرواية عدة فضاءات التي حددت تصرفات و سلوكيات الشخصيات مثل ‪ :‬البار‬
‫الشارع ‪ ،‬المطعم ‪ ،‬البيت ‪....‬‬
‫• ساهمت كل من الشخصيات الرئيسية و الثانوية في تطوير أحداث الرواية و إبرازها‬
‫كذلك ‪ ،‬فهو لم يهتم فقط بالشخصية الرئيسية فقط بل و بالشخصية الثانوية أيضا ‪.‬‬
‫• محاولة " واسيني األعرج " أن يصف و يصور لنا حالة العشق الحقيقي و ما يمر به‬
‫من مرارة و عذاب ‪.‬‬
‫• التنوع في األماكن المفتوحة و المغلوقة ساعد كثيرا في الكشف عن اهم ما يدور بين‬
‫الشخصيات من أحداث ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫• ظهور تنافر كبير بين زمن القصة و زمن الخطاب ‪ ،‬لكثرة االسترجاع و االستباق و‬
‫لكن هذا لم يقلل من شأن الرواية ‪.‬‬
‫• وجود تناقض لبعض األفكار و هذا طبيعي ألن الرواية تحتوي على حقائق من الواقع‬
‫المعاش ‪.‬‬
‫• أدى تسريع السرد أو تبطئته من طرف الروائي إلى وجود مواقف و مشاهد أبرزت‬
‫الرواية و أكملتها بشكل جيد ‪ ،‬ألن واسيني األعرج أعطى لكل ذي حق حقه في‬
‫الرواية ‪.‬‬
‫• غلبة الزمن النفسي على الزمن الطبيعي لما تحمله الشخصيات بداخلها من مكبوثات و‬
‫مكنونات ‪.‬‬
‫• وظف الروائي المشهد بنوعيه ‪ ،‬كتقنية مساعدة كشف عن الجوانب الخفية للشخصيات‬
‫من خالل الراوي ‪.‬‬
‫هذه هي أهم النقاط أو النتائج التي وصلنا إليها من دراستنا لرواية " طوق الياسمين " للروائي‬
‫" واسيني األعرج " و نتمنى أن نكون قد وفقنا في هذا البحث ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المصادر‬
‫و المراجع‬

‫‪42‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬
‫• المصادر ‪:‬‬
‫‪ -1‬واسيني األعرج ‪ ،‬رواية طوق الياسمين ( رسائل في الشوق و الصبابة و الحنين ) ‪،‬‬
‫المركز الثقافي العربي ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط‪. 2004 ، 1‬‬
‫• المراجع العربية ‪:‬‬
‫‪ -1‬سيد حامد النساج ‪ ،‬بانوراما الرواية العربية الحديثة ‪ ،‬المركز العربي للثقافة و العلوم ‪،‬‬
‫مصر ‪ ،‬ط‪. 1982 ، 1‬‬
‫‪ -2‬عبد الم الك مرتاض ‪ ،‬في نظرية الرواية ( تقنيات السرد ) سلسلة ثقافية شهرية ‪ ،‬المجلس‬
‫الوطني للثقافة والفنون و اآلداب ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬السعودية ( د ‪ ،‬ط ) ‪. 1998 ،‬‬
‫‪ -3‬محمد بوعزة ‪ ،‬الدليل إلى تحليل النص السردي ‪ ،‬دار الجرف للنشر و التوزيع ‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء ‪ ،‬ط‪. 2007 ، 1‬‬
‫‪ -4‬صالح ابراهيم ‪ ،‬الفضاء و لغة السرد في روايات عبد الرحمان منيف ‪.‬‬
‫‪ -5‬محمد عزام ‪ ،‬شعرية الخطاب السردي ‪.‬‬
‫‪ -6‬سعيد يقطين ‪ ،‬انفتاح النص الروائي ‪.‬‬
‫‪ -7‬حسن بحراوي ‪ ،‬بنية الشكل الروائي ‪ ( ،‬الفضاء ‪ ،‬الزمن ‪ ،‬الشخصية ) المركز الثقافي‬
‫العربي ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط‪. 2009 ، 2‬‬
‫‪ -8‬آمنة يوسف ‪ ،‬تقنيات السرد في النظرية و التطبيق ‪.‬‬
‫‪ -9‬محمد مفتاح ‪ ،‬دينامية النص ‪ ،‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط‪، 3‬‬
‫‪. 2006‬‬
‫‪ -10‬يمنى العيد ‪ ،‬تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي ‪ ،‬دار الفارابي ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫لبنان ‪ ،‬ط‪. 1999 ، 2‬‬
‫‪ -11‬أوريدة عبود ‪ ،‬المكان في القصة القصيرة الجزائرية ‪.‬‬
‫‪ -12‬الحجري ابراهيم ‪ ،‬شعرية الفضاء ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -13‬حميد لحميداني ‪ ،‬بنية النص السردي ( من منظور النقد األدبي ) المركز الثقافي العربي‬
‫للطباعة و النشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪. 2000 ، 3‬‬
‫‪ -14‬مراد عبد الرحمان مبروك ‪ ،‬جيوليتيكا النص األدبي ‪ ،‬تضاريس الفضاء ‪ ،‬الروائي‬
‫أنموذجا ‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ‪ ،‬االسكندرية ‪ ، ،‬مصر ‪ ،‬ط‪. 2001 ، 1‬‬
‫‪ -15‬حميد لحميداني ‪ ،‬أسلوبية الرواية ‪ ،‬مدخل نظري ‪ ،‬دراسات سيميائية أدبية لسانية ‪،‬‬
‫الدار البيضاء ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط‪. 1989 ، 1‬‬
‫‪ -16‬ابراهيم خليل ‪ ،‬بنية النص الروائي ‪ ،‬منشورات االختالف ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪. 2016‬‬
‫‪ -17‬عبد العالي بوطيب ‪ ،‬مستويات دراسة النص الروائي ‪ ،‬مطبعة األمنية المغرب ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪. 1999‬‬
‫‪ -18‬أحمد عطية ‪ ،‬مقدامة لدراسة نظرية اللون في التصميم ‪ ،‬المعهد العالي للفنون التطبيقية‬
‫‪ ،‬قسم الطباعة والنشر و التغليف ‪.‬‬
‫‪ -19‬محمد فكري الجزار ‪ ،‬العنوان و سيميوطبقا االتصال األدبي ‪.‬‬

‫• المعاجم ‪:‬‬
‫‪ ( -20‬ابن منظور اإلفريقي المصري ) أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ‪ ،‬لسان‬
‫العرب ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪ - 1‬م‪. 1863 ، 11‬‬
‫‪ -21‬ابن فارس ‪ ،‬أبي الحسين أحمد ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬مج ‪ ، 7‬دار الجيل ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫لبنان ‪. 1999 ،‬‬
‫‪ -22‬ابراهيم مصطفى ‪ ،‬حامد عبد القادر ‪ ،‬أحمد حسن الزيات ‪ ،‬محمد علي النجار ‪ ،‬المعجم‬
‫الوسيط ‪ ،‬دار الدعوة ‪ ،‬اسطنبول ‪ ،‬تركيا ‪ ،‬ص ‪. 2-1‬‬
‫‪ -23‬بلحسين بليشي ‪ ، ،‬جياللي بن الحاج يحي ‪ ،‬القاموس العربي ‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‬
‫‪ ،‬الجزائر ‪. 1981‬‬

‫‪44‬‬
‫• المراجع المترجمة ‪:‬‬
‫‪ -24‬جان ايفان تادييه ‪ ،‬النقد األدبي في القرن العشرين ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬قاسم مقداد ( دمشق ‪:‬‬
‫وزارة الثقافة ‪. ) 1993‬‬
‫‪ -25‬ترفيتان تودوروف ‪ ،‬مقوالت السرد األدبي ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬الحسين سحان ‪ ،‬و فوائد صفاء ‪،‬‬
‫منشورات اتحاد كتاب العرب ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬ط‪. 1992 ، 1‬‬
‫‪ -26‬بيان منفريد ‪ ،‬علم السرد ‪ ،‬سوريا ‪ ،‬ط‪. 1‬‬
‫‪ -27‬غاستون باشالر ‪ ،‬جماليات المكان ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬غالب هالسا ‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات و النشر و التوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪. 1984 ، 2‬‬

‫• الرسائل الجامعية ‪:‬‬


‫‪ -28‬فيروز جدي ‪ ،‬وفاء حطابي ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر ‪ ،‬البنية السردية في‬
‫رواية طوق الياسمين ( رسائل في الشوق و الصبابة و العشق المستحيل ) للروائي واسيني‬
‫األعرج ‪ ،‬جامعة تبسة ‪. 2017 – 2016 ،‬‬

‫‪45‬‬
‫فهرس‬
‫المحتويات‬

‫‪46‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫محتوى المذكرة‬
‫بسملة‬
‫شكر و تقدير‬
‫مقدمة ‪05..........................................................................................‬‬
‫تلخيص الحدث الروائي ‪07 ......................................................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬عناصر البنية السردية‬


‫في الرواية العربية ‪.‬‬

‫الشخصية ‪10 .............................................................................‬‬ ‫‪.I‬‬


‫أ‪ -‬لغة ‪10..........................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا ‪10.................................................................................‬‬
‫ج‪ -‬أنواع الشخصيات ‪11.........................................................................‬‬
‫الزمن ‪12..................................................................................‬‬ ‫‪.II‬‬
‫أ‪ -‬لغة ‪12..........................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا ‪12.................................................................................‬‬
‫ج‪ -‬المسار الزمني ‪12.............................................................................‬‬
‫‪ -1‬زمن القصة ‪12................................................................................‬‬
‫‪ -2‬زمن الخطاب ‪13..............................................................................‬‬
‫‪ -3‬النظام الزمني ‪13..............................................................................‬‬
‫المكان و الفضاء ‪14......................................................................‬‬ ‫‪.III‬‬
‫‪ -1‬المكان ‪14......................................................................................‬‬
‫أ‪ -‬لغة ‪14..........................................................................................‬‬

‫‪47‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا ‪14.................................................................................‬‬
‫ج‪ -‬أنواع المكان ‪14...............................................................................‬‬
‫‪ -2‬الفضاء ‪15.....................................................................................‬‬
‫أ‪ -‬لغة ‪15..........................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬اصطالحا ‪15.................................................................................‬‬
‫ج‪ -‬أنواع المكان ‪16...............................................................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬دراسة تطبيقية للبنية السردية‬


‫في رواية طوق الياسمين للروائي واسيني األعرج‬

‫الشخصية في رواية طوق الياسمين‬ ‫‪.IV‬‬


‫‪ -1‬الشخصيات الرئيسية ‪18......................................................................‬‬
‫• مريم ‪18....................................................................................‬‬
‫• عيد عشاب ‪19.............................................................................‬‬
‫• سيلفيا ‪20...................................................................................‬‬
‫• صالح ‪21..................................................................................‬‬
‫‪ -2‬الشخصيات الثانوية ‪22.......................................................................‬‬
‫• والدة مريم ‪22.............................................................................‬‬
‫• والد مريم ‪22..............................................................................‬‬
‫الزمان في رواية طوق الياسمين ‪23....................................................‬‬ ‫‪.V‬‬
‫‪ -1‬المسار الزمني ‪23.............................................................................‬‬
‫‪ -2‬النظام الزمني ‪24..............................................................................‬‬
‫المكان و الفضاء الجغرافي في رواية طوق الياسمين ‪31.............................‬‬ ‫‪.VI‬‬
‫‪ -1‬المكان و الفضائي الجغرافي ‪41..............................................................‬‬

‫‪48‬‬
‫أ‪ -‬المكان المفتوح ‪31..............................................................................‬‬
‫ب‪ -‬المكان المغلق ‪33.............................................................................‬‬
‫ج‪ -‬الفضاء النصي ‪35............................................................................‬‬
‫‪ -2‬التصميم الخارجي للرواية ‪35................................................................‬‬
‫• التشكيل ‪36................................................................................‬‬
‫• األلوان ‪37.................................................................................‬‬
‫• العنوان ‪37.................................................................................‬‬
‫‪ -2‬التصميم الداخلي للرواية ‪38..................................................................‬‬
‫• الكتابة العمودية ‪38........................................................................‬‬
‫• الكتابة األفقية من اليمين إلى اليسار ‪38..................................................‬‬
‫• الكتابة من اليسار إلى اليمين ‪38..........................................................‬‬
‫خاتمة ‪40...........................................................................................‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع ‪42....................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات ‪44..............................................................................‬‬

‫‪49‬‬

You might also like