Professional Documents
Culture Documents
و البحث العلمي
جامعة اجلزائر – 2اجلزائر
كلية اللغة العربية و اداهبا الشرقية
قسم اللغة العربية
جامعة اجلزائر -2
ابو قاسم سعد للا
مذكرة
مكملة لنيل شهادة الليسانس
بطاقة قراءة لرواية واسيني االعرج (طوق
الياسمين)
ختصص :أدب جزائري
ياسمين،مونية
4
مقدمة
بسم هللا الرحمن الرحيم
الحمد هلل الذي وهبنا العلم و جعله نورا نهتدي به ،اما بعد ........
نقدم هذا البحث الى جميع من يهتم بالعلم و الى زمالئنا الطالب و الى كل من يجتمعن ابه
رباط العلم.
سوف نضع بين ايديكم هذا البحث و نتمنى ان يكون في المستوى المرغوب و نأمل من هللا عز
و جل اننا لم نهمل او نقصر في كتابة هذا البحث و تجميعه رغم الظروف الصعبة التي مررنا
بها ،و على انه قمنا بالتحدث عن جميع العناصر ة التفاصيل.
الرواية فن أدبي نثري مكتوب بأسلوب سردي و هي عبارة عن سلسلة ألحداث يتم وصفها
على شكل قصة – فالرواية اصبحت ديوان العرب كما يذهب الى ذلك بعض النقاد و االدباء
لسحر لغتها و شخصياتها و ازمنتها و اماكنها ،و تأتي الرواية كأطول جنس من االجناس من
االدبية من ناحية عدد الصفحات و طول المدة الزمنية غالبا – تتميز كذلك بتعدد الشخصيات و
تنوع االحداث ،لتعكس لنا خيال واقعي ،او مزيج بين الخيال و الواقع.
و مما تقدم تتمحور االشكالية الرئيسية للدراسة في الشأن التالي:
كيفية توظيف الروائي للشخصيات و االزمنة ...اي العناصر السردية للرواية ،من خالل
النموذج المدروس "طوق الياسمين" لواسيني االعرج ؟
و من االسباب التي دفعتنا الختيار هذه الرواية و دراسة عناصرها السردية هي توصيل العلم
و المعرفة و التشجيع على القيام بالبحوث و المناقشات للرواية الجزائرية .
بنيت خطة بحثنا و موضوعنا هذا وفق مايلي :
مقدمة و فصل اول نظري يتضمن العناصر السردية التالية ( :الشخصية الزمن المكان و
القضاء ) و في الفصل الثاني التطبيقي طبقنا و درسنا فيه البنية السردية في رواية طوق
الياسمين للروائي "واسيني االعرج"
و في االخير خاتمة تحتوي على اهم النتائج و االهداف التي توصلنا اليها من بحثنا هذا ،و
المنهج الذي اعتمد عليه في هذا البحث هو المنهج البنوي الذي يهتم بدراسة النص و عناصره
المكونة له و عالقتها ببعضها البعض ،استعانة ببعض المصادر و المراجع منها (نظرية
5
الرواية لعبد الملك مرتاض ،محمد عزام في شعرية الخطاب السردي ،ابن منظور لسان
العرب )....
رغم كل العراقيل التي واجهتنا تحت ظروف جائحة البواء المنتشر اتمنى ان نكون قد وصلنا
بعون هللا تعالى و الفضل الكبير ألستاذتنا المشرفة المتفهمة "عبريق سهيلة" لها خالص الشكر
و التحية ،نضع هذا البحث بقلوب صافية.
6
تلخيص الحدث الروائي:
رواية طوق الياسمين للروائي الجزائري واسيني االعرج و الذي يعتبر اهم االصوات
الروائية في الوطن العربي ،يكتب باللغة العربية و الفرنسية و هذه الرواية تحكي عن قصتين
من قصص الحب االمدمرة ،االولى قصة تحدث بين امرأة جزائرية و رجل جزائري ،أما
الثانية فهي قصة بين رجل جزائري و امرأة من دمشق و تتكون من اربعة فصول و تسلسل
فيها االحداث بشكل منتظم و مشوق للغاية أال و هي :
-1سحر الحكاية .
-2الطفلة و المدينة.
-3بداية التحول.
-4مسالك النور.
و هي رواية درامية و عاطفية تناولت معنى الحب بين اللقاء و الموت ،العتماد الكاتب على
طريقة الخطف في سرد االحداث فينتقل من اخرها الى اولها تم يتسلسل بالسرد لينهيها
بالفاجعة و المأساة.
أ -القصة االولى :
تبدأ قصة مريم و واسيني بإعجاب يحصل بينهما ليتحول الى حب و عشق جارف يرتكبون
معا العالقة المحرمة و تشعر مريم برغبتها القوية في ان تحمل بطفل لذلك توضح لحبيبها
ضرورة الزواج اال انه يرتبك و يتراجع بهدوء و يبين لها انه ليس مؤهال للزواج و تحمل
مسؤولياته فتهدده بلجوئها الى الشاب صالح الذي يحبها بشكل جنوني و ينتظر منها االشارة
بلجوءها الى الشاب صالح الذي يحبها بشكل جنوني و ينتظر منها االشارة للزواج منها فيجيبها
واسيني بحرية االختيار ،تنقذ مريم تهديدها و تتزوج من صالح و لكنها تندم بسبب زيادة
تعلقها بجيبها و في هذه االثناء ينعزل واسيني عن الناس ليعيش في شقة صغيرة في سوق
ساروجا.
تبدأ مريم بالبحث عن وسيني تاركة كل شيئ ورائها لتجده اخيرا وتصل اليه وتقيم معه عالقة
جسدية وتصر على أن تحمل منه ال من زوجها ويكون ما تريد و لكن خطفتها الموت وهي تلد
7
ابنتها سارة لتترك مريم واسيني غارق في الحزن و الكآبة عليها لبقية عمره حتى كثب روايته
التي استغرقت سنين منه .
ب -القصة الثانية :
تدور القصة الثانية بين الشاب الجزائري المسلم عيد عشاب والدمشقية المسيحية سيلفيا .حيث
يرفض والدها تزويجه إياها الختالف االديان .ليعيش الحبيب مأساته من خالل لقاءاته السرية
بها وكتابة مذكراته ويهرب من الواقع بالخمر – ثم تأتيه اوهام متعلقة بمعلمه وشيخه االكبر
محي الدين ابن عربي .يبدأ يأتيه بأحالمه ليقود خطاه في درب طوق الياسمين او ما يسمى
بباب األنوار في نهر بردى مع خادم المقام لتزداد االمور صعوبة على الشاب عيد و خاصة
بعد توقف والده عن ارسال المال له فتصعب عليه الحياة وال يجد إال الموت مهربا بينما سيلفيا
يزوجها والدها رغم عنها وتبقى تحكي ألبنائها عن قصة الحب المستحيلة وتزور قبر حبيبها
بين الحين و اآلخر .
كان هدف واسيني من خالل هذه القصص و الرواية واضح إليصال و بيان مدى جمال العشق
و أثره ،فكتب الرواية بلغة صوفية عميقة و جميلة ،كما تنساب بأسلوبها السردي المحكم ،
فارتقت بأسلوبها وفصاحتها و براعة بالغتها ،على الرغم من وجود وجع و سواد مزعج
بتعبيرات تالمس قلوب القراء ،و تأسر ،بتالعب لغوي مثير لإلعجاب.
8
الفصل االول
عناصر البنية السردية في الرواية لعربية
.Iالشخصية
.IIالزمن
.IIIالمكان و الفضاء الجغرافي
-1المكان
-2الفضاء
9
الشخصية: .I
اختلفت و تنوعت عن مفاهيم الشخصية و التي تكون شخصية ألفراد و لكل فرد ميزات
تميزه عن غيره و يندرج تحت مصطلح الشخصية و هي عبارة عن انماط و سمات عند
االنسان تبدأ بالتشكيل منذ طفولته و تتأثر بالعادات و التقاليد فتنعكس مع بيئته من اشخاص و
مواقف.
أ -لغة :
عرفها روباك بأنها مجموعة من االستجابات و االستعدادات و االتجاهات االجتماعية و
المعرفية و االنفعالية.
الشخصية كائن حركي ينهض في العمل السردي بوظيفة الشخص دون ان يكون الشخص
1
نفسه ،حينئد تجمع الشخصية جمعا قياسيا على شخصيات العلى شخوص الذي جمع شخص.
و جاء في معجم لسان العرب البن منظور:
الشخص جماعة شخص االنسان و غيره مذكر او الجمع اشخاص شخص و اشخاص ...و كل
شئ رأيت جسمانه فقد رأيت شخص " ....الشخص كل جسم له ارتفاع و ظهور و المراد به
2
اثبات الذات فأستغير لها لفظ الشخص ".
ب -اصطالحا :
الشخصية تعني انها هي التي تميز الشخص عن غيره مما يقال معه فعالن ال شخصية له اي
3
ليست له ما يبرزه من الصفات الخاصة"
دخل مفهوم الشخصية ) (characterفي االدب الحديث من بوابة علم النفس حينما ظهرت
دراسات تحاول تفسير االدب تفسيرا نفسيا . 4
و يرى روالن بارث ان الخطاب ينتج الشخصيات فيتخذ منها ظهيرا .5
و يرى تودوروف "ان الشخصية تشغل في الرواية وصفها حكاية دورا حاسما و اساسيا بحكم
6
انها الكون الذي ينتظم انطالقا منه مختلف عناصر الرواية.
10
فالشخصية جزء من الكون الزماني و المكاني المتمثل في النص ،و ثم شخصيات يتحقق
حضورها أما أن يظهر في النص على شكل لساني مرجعي يخص كائنا له هيئة إنسانية
كأسماء الشخصيات و الضمائر الشخصية تتجدد سماتها من خالل مجموع أفعالها دون صرف
النظر عن العالقة بينها و بين مجموع الشخصيات األخرى التي يحتوي عليها النص ،و كانت
دراسة الشخصية مدار بحث في النقد الشكالني .
و منه رغم اختالف اآلراء لتحديد ماهية الشخصية لتبقى العنصر األهم لعناصر تكوين العمل
الروائي .
ج – أنواع الشخصيات :
-1الشخصية الرئيسية :
هي الشخصية التي تدور حول معظمها الرواية إلى جانب شخصيات ثانوية و الشخصية
الرئيسية المركزية هي محور أحداث الرواية و محركها فتربط بينها وبين الشخصيات الثانوية
عالقة تواصل و تفاعل و دورها هي أن توهم القارئ أن ما يقرأه قد حدث .
و " الشخصية المركزية يتوقف عليها فهم التجربة المطروحة في الرواية و يعتمد على هذه
الشخصية في فهم العمل األدبي ".1
-2الشخصية الثانوية :
هي التي تضيء لجوانب الخفية للشخصية الرئيسية و تسمى كذلك بالشخصية المساعدة ،و
التي تساعد الشخصية الرئيسية في القيام بمهامها و لهذه الشخصية أدوار محدودة إذا ما
قورنت بأدوار الشخصيات الرئيسية و قد تكون صديق الشخصية الرئيسية و هي تقوم بدور
تكميلي مساعد للبطل". 2
و الكاتب المتمكن هو الذي ال يستغرق كل عمله في شخصيته الرئيسية بل يهتم بشخصياته
الثانوية .
و يمكننا القول أن كال من الشخصية الرئيسية و الثانوية مكملة لبعضها البعض و ال يمكن لنا
التمييز بينهم ،ألن ما يمثلهم هي المواقف ،و ال يمكننا أن نتصور عمل روائي بدون
شخصيات فهي محركها الرئيسي .
- 1محمد بوعزة ،الدليل إلى تحليل النص السردي ،دار الجرف للنشر و التوزيع ،الدار البيضاء ،ط ، 2007 1ص . 42
- 2محمد بوعزة ،المرجع نفسه ،ص. 42
11
.IIالزمن :
هو وسيلة لتحديد و ترتيب األحداث للرواية
أ -لغة :
الزمن في اللغة يركز على معنى أساسي أال وهو المدة مهما كانت طويلة أو قصيرة
و عند ابن فارس " الزمان ،وهو الزاء و الميم و النون أصل واحد يدل على وقت من الوقت
و من ذلك الزمان ". 1
كما اهتمت الدراسات بالزمن في جميع العلوم رغم اختالف مناهجها و موضوعاتها .
إصطالحا :
هو محور الرواية الذي يتحكم في أجزائها فمن المستحيل إهمال العنصر الزمني الذي ينظم
عملية السرد فالبد أن يكون للرواية زمن معين و محدد .
يرى صالح ابراهيم أن الزمان " مدة زمانية لها بداية وقعت فيها مجمل أحداث الرواية ". 2
بعد الزمن " من أكثر هواجس القرن العشرين وقضاياه بروزا في الدراسات األدبية النقدية ،
إذا شغل بعض الكتاب و النقاد أنفسهم بمفهوم الزمن الروائي و مستوياته و تجلياته ". 3
ج -المسار الزمني :
هو توالي األحداث و تعاقبها دون انحرافات بارزة في سير الزمن ،ليظهر لنا التناغم و
االرتباط على خط متسلسل لزمن الخطاب و القصة .
-1زمن القصة :
هو تتبع األحداث و معرفة الزمن الحقيقي للرواية ،وهو االنتقال من الواقع إلى الزمن
الطبيعي للرواية ،وهو أيضا " ال زمن الحقيقي أو المتخيل الذي تدور فيه أحداث القصة
المروية ". 4
أضاف تودورف إلى زمن الخطاب و زمن القصة " ثالث أزمنة أال وهي :زمن الكتابة
(السرد) ،زمن القصة (المحكية ،المروية ) ،زمن القراءة ( اإلدراك )". 5
- 1ابن فارس ،أبي الحسين أحمد ،معجم مقاييس اللغة ،مج ، 7دار الجيل ببيروت ،لبنان ، 1999 ،ص . 202
- 2صالح ابراهيم ،الفضاء و لغة السرد في روايات عبد الرحمان ضيف ،ص . 87
- 3فيروز جدي ،وفاء حطابي ،مذكرة ماستر ،البنية السردية في رواية طوق الياسمين ،جامعة التبسة ، 2017-2016 ،ص . 34
- 4محمد القاضي ،معجم السرديات ،دار محمد علي للنشر ،تونس ط ، 2010 ، 1ص . 230
- 5سعيد يقطين ،انفتاح النص الروائي ،ص . 42
12
-2زمن الخطاب :
" فزمن الخطاب هو بمعنى من المعاني زمن خطي " ، 1إن زمن الخطاب يرتب أحداث
القصة ترتيبا متتاليا ملزما ،و ه وزمن قراءة القارئ لجزء من الرواية " ،فإن زمن الخطاب
لكل النص يمكن أن يقاس بعدد الكلمات األسطر أو الصفحات للنص ". 2
-3النظام الزمني :
أ -االسترجاع :
االسترجاع أو ما يعرف بالسرد االستذكاري ،ما يعني استرجاع أحداث سابقة ،و هو
مالحظة القارئ لظهور أهم و أبرز التقنيات الزمنية أو المفارقات الزمنية .
االسترجاع هو الذي يولد لنا التسلسل الزمني السردي بإحضار الماضي للحاضر لكسر خطبة
الزمن " ،و يحيلنا من خالل أحداث سابقة عن النقطة التي وصلتها القصة " ، 3و هو نوعان
استرجاع خارجي و استرجاع داخلي .
ب -االستباق :
هو " القفز من فقرة معينة من زمن القصة و تجاوز النقطة التي وصلها الخطاب ،الستشراق
مستقبل األحداث و التطلع إلى ما سيحصل من مستجدات الرواية ". 4
و يعطى االستباق كفرصة للقارئ للتعرف على األحداث و الوقائع قبل حدوثها في القصة ،
وهو نوعان استباق خارجي و داخلي .
ج -المدة :
هي قياس المسافة بين زمن القصة وزمن الخطاب ،كما تعتبر تفاوت نسبي يصعب قياسه .
" المسافة الزمنية التي يرتد فيها السرد إلى الماضي البعيد أو القريب و اتساعها هو المساحة
التي يشغلها ذلك االرتداء على صفحات الرواية ". 5
- 1ترفيتان تودوروف ،مقوالت السرد األدبي ،تر الحسين سحبان و فوائد صفاء ،منشورات إتحاد الكتاب العرب ،الرباط ،المغرب ،ط ، 1
، 1992ص . 55
- 2بيان مانفريد ،علم السرد ،سوريا ،ط ، 1ص . 119
- 3حسن بحراوي ،بنية الشكل الروائي ،ص . 121
- 4حسن بحراوي ،نفس المرجع ،ص . 132
- 5آمنة يوسف ،تقنيات السرد في النظرية و التطبيق ،ص . 70
13
المكان و الفضاء : .III
-1المكان :ما تزال دراسة المكان في الرواية نادرة في النقد العربي ،و مع ذلك له أهمية
كبيرة ،ألنه أحد عناصرها الفنية و ألنه المكان الذي تجري فيه الحوادث و تتحرك فيه
الشخصيات .
أ -لغة :
المكان هو :المنزلة ،يقال :هو رفيع المكان ،و المكان :الموضع (ج) أمكنة. 1
" المكان و المكانة واحدة ،المكان في أصل تقدير الفعل مفعل ألنه موضوع الكينونة ،الشيء
فيه و الدليل على انه المكان مفعل ،هو أن العرب ال تقول في معنى هو معنى مكان كذا ،و
كذا إال مفعل و الجمع أمكنة و أماكن ،جمع الجمع ". 2
ب – اصطالحا :
المكان هو المحيط و المحور في بنية السرد الذي يتحكم في سير األحداث ،و تحرك
الشخصيات ،فهو ركيزة العمل األدبي و خاصة الروائي " يحيا االنسان في المكان يتأثر به و
يؤثر فيه و ينظمه و يتكيف معه و لذلك فإنه يحتل حيزا كبيرا في االستعمال اللغوي العادي. 3
كما يمكن اعتبار المكان مساحة ألبعاد الهندسة بمقاييس و حجوم مختلفة بارتباطه بأبعاده
الثالثة :طول ،عرض ،ارتفاع .
ج -أنواع المكان :
المكان ينقسم إلى نوعين :أماكن مغلقة و أماكن مفتوحة .
-1المكان المغلق :
هو مكان تصوير خلجات النفس و تجلياتها و السيمة السيئة فيه هو العجز ما يؤدي للضعف ،
كأنه يحرم االنسان من حريته و يسيطر على انفعاالته و يجعله عاجزا " ،المكان فضاء مغلق
رغم أنه مفتوح و هو فضاء رغم أنه مغلق ". 4و نذكر بعض األمثلة عن المكان المغلق :
البيت ،الغرفة ،مستشفى ...
- 1ابراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،دار الدعوة ،اسطنبول ،تركيا ،ج ، 1ص . 806
- 2ابن منظور ،لسان العرب ،ج 5مادة المكان ،ص . 114
- 3محمد مفتاح ،دينامية النص ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط ، 2006 ، 3ص . 69
- 4يمنى العيد ،تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنوي ،دار الفارابي ،بيروت ،لبنان ،ط ، 1999 ، 2ص . 63
14
-2المكان المفتوح :
و هو المكان الذي يجعل الشاعر يبرز انسانيته و عاطفته و خياله بنطاق واسع ،و إخراج كل
ما يملكه من وعي و ثقافة و ما يجعله يحرك الشخصيات و القيام باألحداث بطالقة .
" حيز مكاني خارجي ال تحده حدود ضيقة ،بشكل فضاء رحب و غالبا من يكون لوحة للهواء
1
المغلق "
و هنا يظهر لنا أهمية المكان الذي يجعل للرواية تناسق فني ،و في تشكيل الفضاء الروائي ،
و ال يمكننا تصور أي حدث بدون إطار مكاني .
-2الفضاء :
أ -لغة :
هو " ما اتسع من األرض و الخالي من األرض و من الدار ،ما اتسع من األرض أمامها و ما
بين الكواكب و النجوم من مسافات ال يعلمها إال هللا (ج) أفضية ". 2
الفضاء يعني المكان المتسع الذي تكمن بداخله األشياء ،و يقول بلحسين بليشي " الفضاء هو
ما اتسع من األرض الخالي من األرض جمع أفضية ". 3
فالفضاء لغة يحمل صفة االتساع و الخالء و االستواء و الفراغ ،و أغلب القواميس األجنبية
4
تنصب إلى أن الفضاء هو " المكان الواسع الذي يجمع األشياء ،و يخص حركة الكائنات "
و ينقسم المكان إلى قسمين :مكان مبهم و مكان معين .
ب -اصطالحا :
للفضاء أهمية بالغة في تشكل البنية السردية إذ يطغى على كافة عناصرها فهو يحتوي على "
أهمية كبرى في تأطير المادة الحكائية و تنظيم األحداث و الحوافز و كذلك بفضل بنيته
الخاصة و العالئق التي يقيمها مع الشخصيات و األزمنة و الروايات ". 5
و الفضاء هو جميع األمكنة التي تتوافر عليها البنية الروائية ،والذي تقوم فيه الحركة و
األحداث الروائية كما يعتبر الفضاء أشمل من الزمان و المكان ،و أنه العالم الشامل لألحداث
الروائية .
- 1أوريدة عبود ،المكان في القصة القصيرة الجزائرية ،ص . 60-59
- 2ابراهيم مصطفى حامد عبد القادر ،أحمد حسن الزيات ،محمد علي النجار ( ،ج )1.2المعجم الوسيط ص . 3
- 3بلحسين بليشي ،جياللي بن الحاج يحي :القاموس المدرسي ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ، 1981 ،ص . 321
- 4الحجري ابراهيم ،شعرية الفضاء ،ص . 34
- 5حسن بحراوي ،بنية الشكل الروائي ،ص . 32
15
ج -أنواع الفضاء :
قسم الدكتور حميد لحميداني الفضاء إلى ثالثة أنواع :
-1الفضاء النصي :
هو االهتمام بالكلمات المعبرة عن أحوال الشخصيات و مشاعرها ،أي عبارة عن ألفاظ
مفصلة بعالمات ،كما يتشكل هذا الفضاء من مساحة الكتاب و سمكه ،الفضاء النصي هو
الشكل الخارجي للرواية الذي تقع عليه عين القارئ عند تصفح الكتاب .
" يعني فضاء النص الروائي أي الحدود الجغرافية التي تشغلها مستويات الكتابة النصية في
الرواية بداية بتصميم الغالف مرورا بالحروف الطباعية و العناوين و تتابع الفصول و نهاية
التصفيح ". 1
-2الفضاء الداللي :
هو فضاء يتعلق بالصور المجازية و كل ما تحمله من دالالت عديدة ذات تعبير مختلف ،إذ
يمكن لكلمة واحدة حمل معنيين .
تشبه جوليا كريستيفا الراوية بالواجهة المسرحية ألن العالم الروائي بما فيه من أبطال و أشياء
يخضعون إلرادة الروائي . 2
و يتضح لنا هنا أن الفضاء كمنظور يعبر عن أفكار و خيال الكاتب أو الروائي .
فالكلمة أو اللفظة الواحدة تكون ذات معنيين ،أحدهما يكون حقيقي و اآلخر مجازي .
-3الفضاء الجغرافي :
يسميه حميد لحميداني ( الفضاء كمعادل للمكان ) " ،يفهم الفضاء الجغرافي في هذا التصرف
على أنه الحيز المكاني في الرواية أو الحكي عامة ،فالروائي يقدم دائما حدا أدنى من
اإلشارات الجغرافية التي تشكل نقطة انطالق من أجل تحريك خيال القارئ ". 3
يقوم الروائي بتحريك خيال القارئ بإشارات جغرافية الستكشاف منهجية األماكن و تحرك
األبطال فيها ،حامال معه الداللة الالزمة .
- 1مراد عبد الرحمان مبروك ،جيبو ليتيكا النص األدبي ،تضاريس الفضاء ،الروائي نموذجا ،دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر ،االسكندرية ،
مصر ،ط ، 2001 ، 1ص . 123
- 2حميد لحميداني ،بنية النص السردي ، 1991 ،ص . 61
-3حميد لحميداني ،بنية النص السردي ،ص . 53
16
الفصل الثاني :
دراسة تطبيقية للبنية السردية في رواية طوق الياسمين
للروائي واسيني االعرج
17
.Iالشخصية في رواية طوق الياسمين
-1الشخصيات الرئيسية:
* مريم :
من الشخصيات الرئيسية التي لعبت دورا هاما في سير احداث رواية (طوق الياسمين) ،
باعتبارها نموذج المرأة المناضلة و القوية ،التي عانت كثيرا و صبرت في مواجهة الكثير من
المصاعب و المشاكل العويصة ،و كأمثلة ذلك نذكر:
-فقدانها ألختها الكبرى ثم والدتها التي لم تسمع خبر وفاتها إال بعد اسبوع .
-كانت عكس أخواتها الست ،تسعى دائما وراء طموحها األصعب و األجمل الذي ال يأتي إال
بشق األنفس .
-خسارتها لحبيبها ،و زواجها من شخص آخر .
مريم تبلغ من العمر ثالثين سنة ،تدرس بجامعة دمشق (سوريا) رفقة صديقتها سيلفيا و حبيبها
واسيني و صديقها المقرب عيد عشاب ،فهي فتاة حسب قول الراوي " يا شريفة كما تسميك
1
نساء القرية ،نقية القلب و الروح و الحواسي و مرثية الوجداني و القانط "
إضافة إلى وصفه لها بأنفها الدقيق و شفتاها الممتلئتان البارزتان أكثر بأحمر الشفاه البارد و
وجهها الطفولي .
رغم تعديها بسن المراهقة بسنوات كثيرة (سن الثالثين) إال أنها كانت تتصرف كمراهقة
صغيرة و عاشقة مجنونة " 2،كانت مريم تعشق الورود الملونة و الوجوه األليفة ،مولعة بحب
األلبسة الجميلة" و تفسير ذلك بتصرفاتها :
هروبا من واقعها لعدم االصطدام به ،حيث أنها كانت تريد أن تعيش طفولتها التي حرمت
منها بسبب والدها المتشدد ،فعالقتها بمحبوبها مبنية على المصلحة (رغبتها في تأسيس أسرة
و إنجاب أطفال أكثر من كونها عالقة حب) .
- 1واسيني األعرج ،رواية طوق الياسمين ( رسائل في الشوق و الحبابته و العشق المستحيل ) المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،المغرب ،
ط1
- 2واسيني األعرج ،رواية طوق الياسمين ،ص. 30
18
و الدليل على ذلك :قبولها االرتباط بصديقها جعفر ،بعد تخلي حبيبها عنها لرفضه فكرة
الزواج و تحمل مسؤولية ،و هي منذ الطفولة تحلم أن تصير أم ،و تتمنى أن تخصب فجر
لتجد نفسها فجأة تمارس علنا طقوس األمومة ". 1
و كدليل على ذلك :الوحيدة كانت أن تسمي ابنتها باسم سارة و لم تشترط أن يكون حيث أن
أمنيته
والدها من هو تحب .
و من الصفات التي تميزت بها أيضا :
-العفوية الشديدة ،إذ وصفها الراوي بقوله ":أمام امرأة عفوية مثلك يرتبك المرء و ال يعرف
إذا يحترمك أو يخافك ". 2
و ال ننسى عشقها للبحر ،بحيث أنها تراه يعكس أحالمها و طموحاتها ،و ما تحمله داخلها من
حزن و فرح فهما يشتركان في صفتي الهدوء و االضطراب ،فهي تراه ملجأها الوحيد الذي
تفرغ فيها همومها و آالمها و آمالها ،إذ يمثل بالنسبة لها مدينة من المشاعر و األحاسيس ،
فتلجأ إلى البحر السترجاع ذكرياتها الحزينة ( طفولتها التي لم تنعم بها و فقدانها لوالدتها ) ،و
حضرها الذي أمات الفرحة فيها .
مريم لم تستطع الهروب من المستقبل الذي كان ينتظرها و هو موتها المحتم هي و ابنتها أثناء
الوالدة ( ثمرة حبها لحبيبها الراوي ) الذي تزوجت غيره تاركة إياه يذرف الدمع لفقدانها
راجعا بعد عشرين سنة يبكي على أطاللها .
* عيد عشاب :
شاب جزائري مسلم يدرس بجامعة دمشق رفقة صديقه الراوي و مريم ،عاش حالة فقر
بسبب تخلي والده عنه ،كما تملكته حالة حزن و يأس شديدين بسبب وقوف القدر و والد
سيلفيا ( محبوبته المسيحية ) في وجه حبهما بسبب اختالف ديانتهما ،فعيد نموذج للرجل
المسلم ،أما والدها فهو نموذج شاذ للرجل المسيحي المتشدد يعيش مأساته من خالل لقاءاته
السرية بها و كتابته مذكراته ،فكل ما ذاقت به الدنيا يشرب كأس العرق لينسى همومه ،يقول
19
" ...و أنا هش ،عندما تأكلني هموم الدنيا أندفن في كأس عرق وسط بياضه الضبابي" 1و
بسبب ما عاناه من فقر و أسى لخسارة حبيبته سيلفيا ،فقد تميز بانحيازه التام و هروبه للعدمية
الفلسفية الوجودية ،متأثرا بذلك بأفكار نيتشه و غيرهما ( ال أنتظر أجوبة لحيرتي ،فأنت منذ
زمن بعيد إخترت أن تقتلك الفلسفة الوجودية ،و األسئلة التي ال تقضي إال إلى مزيد من
الخسارات و الصمت ). 2
عيد أصبح ضحية للمجتمع ،إذ لم يجني منه سوى الحزن و األسى و الفقر ،و هذا ما ولد لديه
كرهه للحياة عموما و لألديان خصوصا ،و ما يحمالنه من مبادئ و قيم انسانية تجبر االنسان
على الرضوخ ألشياء هو في غنى عنها مثل قبول لما فرضه عليه والد محبوبته و هو تخليه و
ابتع اده عنها ،و ذلك بسبب اختالف األديان و هذا ما ال يريد الراوي إيصاله للقارئ (المتلقي)
،إذ أراد تجاوز كل االيديولوجيات من خالل عالقة حب إنسانية بين شخصين تختلف ديانتهما
،فرقت بينهما ظروف الحياة ،فيطرح لنا مشكلة األديان من خالل الحوار بين عيد كمسلم و
سيلفي ا كفتاة مسيحية ،و هذا ما وصل إليه في األخير حيث أن النتيجة كانت ممكنة من تزويج
أبنته من ابن عمها .
أما عيد فقد القى مصيره إذ تحول لشاب يائس من الحياة و ظلم البشر و القدر معا ،و ذلك
حسب أفكاره التي يحملها نتيجة ميله للعدمية حيث وجد أن أن العرق هو رفيقه الوحيد في
وحدته إلى أن وافته المنية و تاركا وراءه حبيبته تبكيه حزنا ،فرغم زواجها من شخص آخر
إال أنها عاشت على ذكراه و ظلت تزور قبره لسنوات "كل صباح يوم الجمعة تأتي سيلفيا إلى
هذا المكان بعد أن تترك كل شيء وراءها ،ابنها و أمها المعقدة . 3
* سيلفيا :فتاة دمشقية ،مسيحية ،تدرس بجامعة دمشق رفقة حبيبها عيد عشاب و صديقتها
مريم و محبوبها .
كانت سيلفيا تحمل بداخلها حبا عميقا لعيد الذي لم تهنأ به لحظة ألن عائلتها لم تكن راضية
بزواجها منه ،فراحت تصارع الحب بما فيه من متاعب رسخت في شخصيتها الحزينة ،باتت
20
ذاكرتها مشتتة بين الماضي الدفين و الحاضر المرير ،شخصية فيها من العمق و الرمز
الشيء الكثير ،فهي رمز الفتاة المحبة و الوفية أوال ،و الفتاة القوية والصبورة ثانيا .
ظلت سيلفيا تحارب قوة جوع الحنان لحبيبها الذي حرمها والدها منه ،و خطفه القدر عنها
باكرا ،كانت بداية عشقها من النافذة حين بالغ وصفها و التغني بمفاتنها ،صورها الراوي
بقوله ":مختبئة في مانطو داكن فضفاض ،على رأسها قبعة سوداء و شاشا خفيفا يغطي
وجهها بالكامل ". 1
رغم مرور سنوات عديدة لم تستطع أن تنسى حبيبها و تتفرغ ألمها و ابنها و زوجها فهي دائما
تردد عبارة "محنة العاشق أنه ال ينسى أبدا ". 2بحكم أن عيد أول رجل عرفته بعد والدها و
ذلك من خالل قولها ":إنك أول رجل في حياتي بعد والدي " ، 3فقد تعودت طيلة عشرين سنة
لها أن تأتي إلى قبر فقيدها و تحدثه متذكرة كل ما فات .
* صالح :
شاب من سكان فيال اإلطفائية بدمشق ،كان من األصدقاء المقربين لمريم ،لكن سرعان ما
تحولت هذه الصداقة إلى حب من طرفه فقط .
لم يكن إحساسه اتجاهها إحساس الصديقة أو الزوجة ،بل كان إحساسه مفعما بعاطفة األمومة
" ال أريد أن أتزوجك أنا أحبك ". 4
كان يعيش حياته بجدية ،متحمال مسؤولية أفعاله ،جامعي و من عائلة مرفهة ،لطيف و
حنون ،و لكن ثقل دمه جعل البعض ينفر منه و كان هذا انطباع مريم عليه كذلك "صالح
طيب القلب لكن مقلق قليال". 5
أراد الزواج منها رغم أنه يعلم أنها تحب شخص آخر ،و كان هدفه الوحيد هو الحصول عليها
مهما كان الثمن ،إال أنه في الخير حقق مراده ،فبعد تفكير قبلت مريم الزواج منه ألن
الشخص الذي تحبه لم يكن مؤهال بعد ،و الظروف لم تكن في صالحهما ،إال أن مريم كانت
التزال متشبتة بحبها القديم و في حسبانه أن ما تحمله في جوفها هو من صلبه و لم يدرك أنه
ثمرة خيانة .
- 1واسيني األعرج ،رواية طوق الياسمين ص . 09
- 2المصدر نفسه ،ص . 15
-3
- 4واسيني األعرج ،رواية طوق الياسمين ،ص . 75
- 5المصدر نفسه ،ص . 173
21
-2الشخصيات الثانوية :
* والدة مريم :
من الشخصيات المساعدة التي تضيء الجوانب الخفية للشخصية الخفية للشخصية الرئيسية ،
و خاصة عن عن حياة مريم ،فهي لم تشارك في أحداث الرواية ،إنما حضرت عن طريق
آلية االسترجاع ،بحيث يستحضر الراوي هذه الشخصية عن طريق حديث مريم عنها .
هي شخصية ال تختلف كثيرا عن الشخصية التقليدية لألم العربية بطبيعتها المخلصة لزوجها
رغم أنه كان قاس جدا معها و مع بناتها الخمس .
شخصية األم في الرواية تجمع بين الحزن و القوة و الفرح في آن واحد ،فقد كانت لها أهمية
بالغة في حياة "مريم" لدرجة أصبح وجهها كوجه هللا تراه في كل مكان ،كما في قولها ... ":
1
وجه أمي صار كوجه هللا ،أراه طائرا في كل مكان ،و كلما انغلقت عليها السبل ناديتها "...
توفت األم في النهاية بعد معاناة و شقاء كبيرين جراء مرض خبيث و لكنها تركت صورة
المرأة المكافحة و الطيبة و يتضح هذا في قولها ":ذهبت أمي في ذلك الفجر البارد و لم تترك
لي سوى المرأة الكيبة و المقاومة الهادئة ". 2
* والد مريم :
كان والد مريم بطريريكا متخلفا قاس جدا مع زوجته و بناته و على خالف دائم معها كما في
قولها ":أنه كان اسي القلب لدرجة أنه ال يقوم بحقوقه اتجاه عائلته كالنفقة مثال ،يمتلك عقلية
3
متخلفة ،ظالم و شكاك و متزمت و بخيل " ،ال شغل له إال ميزانية البيت و أخواتي الستة "
أي أن أفكاره كانت بدائية فيرى أن المدرسة هي مكان لهدم القيم و األخالق التي تربت عليها
الفتاة و انتهاك ل شرفها كونها تحمل شرف والديها ،و شرف العائلة بأكملها ،من خالل عبارة
كان يرددها كثيرا " البنت بيتها يسترها و ليس المدرسة ". 4
يرى بأن هللا لم يكن عادال و منصفا بقولها ":كان يشتم و يلعن الزمن وأحيانا الرب الذي لم
يكن عادال ". 5كما كان ناكرا للعشرة و لم يحزن على فراق زوجته التي عاشت معه زمنا
22
طويال ( فقد بدأ يبحث عن كل السبل التي تبرر زواجه من امرأة أخرى ) ، . 1ولم تكن
صورته تشبه صورة األب المثالي المحب ألسرته بل كان عكس ذلك تماما .
الزمن في رواية طوق الياسمين : .II
-1المسار الزمني :
يتجلى الزمن الروائي من خالل مسارين و هما :
أ – زمن القصة :
يحدد الروائي "واسيني األعرج" في روايته طوق الياسمين المسار الزمني الطبيعي للرواية
خصوصا في سرد األحداث ،ضمت قصتي الحب المتأزمتين ،فقد حددتا أحداث القصة من
قبل عشرين سنة بعد دخولهم إلى مدينة دمشق إلى غاية زيارتهم المقابر فيقول (:بعد عشرين
سنة لم أفعل شيئا مهما سوى البحث عنك أعود إلى هذه المقبرة التي صارت اليوم وسط المدينة
بعد امتداد العمران بشكل جنوني إليها 2)...و أيضا ":كانت هناك واقفة على القبور المنسية
مختبئة في المانطو الداكن الفضفاض و على رأسها قبعتها السوداء و شاشا خفيفا كان يغطي
وجهها بالكامل ،مثلما تعودت أن تفعل كل يوم جمعة منذ قرابة العشرين سنة ". 3فالراوي هنا
يسير األحداث وفق مسار طبيعي و ذلك بتحديده الماضي و الحاضر معا .
و نستنتج أن جميع األحداث جرت في فصل الشتاء و ما يحمل عالمات ذلك شدة البرودة و
تمثل ذلك في قوله (:في هذه المدن الشتوية التي تتحول فجأة إلى قصة أليفة في المساءات
الباردة ،و يحدث أن يعلم و نحن نبحث عن دفء نادر في فراش كلما مددنا أرجلنا ) و أيضا
(:مثل هذا الشهر الشتوي البارد و في مثل هذا اليوم . 4) ...
( لقد تواطأ البرد و الوحدة على هذه المقبرة فزادت توحشا ،الشتاء قاس و نسيت أن كل شيء
يتغير في هذه المدينة إال فصولها فهي تظل ثابتة ادخل راسي داخل المعطف الخشن و أفرك
يدي مثل الذي انتصر أخيرا على قسوة الزمن حتى أشعر ببعض الحرارة ). 5
23
ب -زمن الخطاب ( le temps de discoure ) :
يتحدد زمن الخطاب و خاصة في األحداث التي رواها الراوي (واسيني األعرج) في روايته
طوق الياسمين من خالل :
-الترتيب .
-المدة الزمنية .
-التواتر .
-2النظام الزمني ( l’ordre temporelle ) :
أ -الترتيب :
يتم ترتيب األحداث في زمن الخطاب و ذلك حسب ما قدمته الرواية ،كما قمنا بترتيب
األحداث ضمن زمن القصة لنحدد تغير مسارها الذي بنيت عليه من خالل هذا الجدول :
الترتيب األصلي لألحداث ترتيب األحداث في الرواية
-4عيش مريم مع أب ظالم و أم و ست بنات -1زيارة سيلفيا المقابر
-5دخول مريم الجامعة -2مريم في مستشفى الرازي
-3رفض عائلة سيلفيا الزواج لعيد عشاب -6موت والدة مريم
-7قصة عشق بين الراوي و مريم الختالف األديان
-4عيش مريم مع أب ظالم و أم و ست بنات -3رفض عائلة سيلفيا الزواج لعيد عشاب
الختالف األديان -5دخول مريم الجامعة
-8زواج مريم و جعفر -6موت والدة مريم
-10اللقاء الخفي بين مريم و الراوي -7قصة عشق بين الراوي و مريم
-9حمل مريم من الراوي -8زواج مريم و جعفر
-2مريم في مستشفى الرازي -9حمل مريم من الراوي
-11زيارة الراوي لمريم في المستشفى -10اللقاء الخفي بين مريم و الراوي
-12موت مريم -11زيارة الراوي لمريم في المستشفى
-13موت صديقهما عيد عشاب -12موت مريم
-1زيارة سيلفيا المقابر -13موت صديقهما عيد عشاب
-14لقاء الراوي سيلفيا في المقبرة -14لقاء الراوي سيلفيا في المقبرة
24
لقد أحدث الراوي تغييرا في توظيفه لالسترجاع و االستباق بكثرة ،مما جعل هناك ما يسمى
بخلخلة النظام الزمني ،فزمن الخطاب و زمن القصة هنا غير ثابتة ،فالراوي قد بدأ بزمن
الخطاب من الحدث رقم ( )4بينما زمن القصة بدأ بالحدث رقم (. )1
-1المفارقات الزمنية :
يسمى كذلك التداخل الزمني الذي ينتج عن تكسير خطة السرد ( ،حيث يتوقف الراوي عن
سرد األحداث المتنامية ،و يفسح المجال أمام الشخصية في الرجوع إلى الوراء أو التقديم إلى
األمام و هذا ما يصطلح عليه باالستباق و االسترجاع ) . 1و يتوقف السرد في الزمن الروائي
على تقنين أساسيين هما :
• االسترجاع ( Analepse ) :
اعتمد الراوي واسيني األعرج في روايته (طوق الياسمين) العودة إلى الماضي لبعض أحداثها
بالنسبة للسرد إستذكارا لبعض أحداثها فقد قام بذكر األحداث التي وقعت في الماضي ،و
االسترجاع ينقسم إلى نوعين :
أ -استرجاع خارجي ( Analepse externe ) :
لقد ورد في رواية "طوق الياسمين" استرجاع الراوي ألحداث جرت مع محبوبته مريم في
السابق و التي عانت من ظلم أبيها و جبروته و ذلك يقولها ":كان أبي في خالف دائما مع أمي
يرفض أي تغيير و كانت أمي مليئة بالحياة ،حريصة حتى الموت على الحفاظ على كل شيء
على وضعه األول ". 2
و هنا اتخذ الراوي ذكره لما تحتويه طفولة مريم و قسوة الحياة عليها و ذللك محدد لموقفها من
هذه التجربة التي عاشتها ضمن عائلة فقيرة ،و تحت سطوة أب ظالم مستبد ال يرحم و بذلك
حدد الراوي وظيفة هذا االسترجاع بحيث ساهم في بناء النص الروائي من ناحية ذكره
لماضي الشخصية البطلة و حالتها النفسية و االجتماعية .
• استرجاع داخلي ( Analepse interne ) :
بحيث عاد الراوي إلى ماضي الحق ببداية الرواية ،و استعاد أحداث ماضية و لكنها الحقة
لزمن بدء الحاضر السردي و يتجلى هذا في قوله ":في المساء صعدت مع أمي و إخوتي فقط
- 1حميد لحميدان ،أسلوبية الرواية ،مدخل نظري ،دراسات سيميائية أدبية لسانية ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط ، 1989 ، 1ص . 81/80
- 2واسيني األعرج ،رواية طوق الياسمين ،ص . 46
25
إلى المقبرة و دفنا رماد خيرة ،أمي صلت على قبرها و ال أدري ماذا قالت و هي التي ال
تحفظ إال جزءا صغيرا من الفاتحة " ، 1و أيضا ":خيرة عبدت لي الطريق أو على األقل هكذا
كانت تظن وضعت أمامي الصالة ،الزواج و لكنها لم تقف في أي يوم من األيام ضد دراستي
،كانت المسكينة مزيجا من أبي و أمي و خالتي و جدتي و لكنها لم تتحمل طويال ".2
و في سياق آخر :
" حيث إلتقينا ألول مرة لم أكن فارسا عاشقا بربري العينين ،ساحر النظرة و لمحيا ،أتي
على جميع قلوب النساء و لم تكوني أنت يا مريم ابنة أمير حكم البالد و العباد بالعدل لم يوقظ
سيفه إال لمحاربة المظالم و درئها ". 3
االستباق أو اإلستشراق :( Le prolepse ) :
يعد االستباق ( االستشراق ) تقنية زمنية تشير عن الحدث قبل وقوعه أي توقعات لما سيحدث
في المستقبل بحيث يمكن أن تصدق هذه التوقعات ،و قد ال تصدق و ينقسم إلى قسمين :
أ -استباق خارجي ( Le prolepse externe ) :
من أمثلته في الرواية " :أتعرفين يا مريم أن أول درس أعلمه إلبنتي هو أن ال تكون جيدة
كثيرا أمام الحياة و أن تأخذها كما هي و ما تقبلهاش رغم عن نفسها شوية للرب و شوية
للعبد". 4
استبق الراوي الحديث في المستقبل من خالل تكلمه مع حبيبته عن ابنتهما التي لم تلد بعد .
طلبت مريم من حبيبها أخذ ابنتهما لزيارة مكان األحبة و العشاق المعروف بطوق الياسمين
":عندما تكبر سارة خذها إلى طوق الياسمين أدخلها الخلجات المتراصة كما فعلت معي ،
أتركها ترى النوارس و هي تقفز من امام رجليها الصغيرتين قبل أن تندفع في الضباب "...
ب -استباق داخلي ( Le prolepse interne ) :
نجده في عدة مواضع في الرواية فنذكر منها :
" هل تعرف أيها الحبيب الغالي أني بدأت أخسر الحياة و صار الموت حالة يومية تعاش بقسوة
". 1
26
و في سياق آخر :
( ال تعقدي الموضوع كثيرا أحبك و لكني لست مستعدا للزواج و ال إلنجاب األطفال ،ما زلنا
أطفاال نحتاج إلى رعاية إضافية ) 2هنا استبق الراوي حديثه عن الزواج و أنه غير مستعد و
أنه و أعطى نظرته إليه و لما سينتج مستقبال .
• المدة ( La durée ) :
اقترح جيرار جينات أنه يمكن دراسة هذا العنصر وفقا لمستويين و هما :
-إبطاء السرد .
-تسريع السرد .
-1إبطاء السرد :
✓ المشهد ( La scène ) :
يعد أهم تقنية زمنية ضمن حركة الزمن للراوية حيث يساهم في سير أحداث الرواية من خالل
إعطائه للقارئ فرصة التعرف على الشخصيات أي أنه تقنية سردية طارئة على النمط ،يلجأ
فيها الكاتب إلى توسعة اإلطار ،ليشتمل الحكي كله ،ليست في ساعة معينة محددة ،و ال فيها
يتعلق بشخصية واحدة محددة .
فال مشهد يكمن في الحوار القائم بين الشخصيات و ذلك للتعبير عن اآلراء و األفكار التي
تختلجها نفسية الشخصيات ،و استخراج جميع ردود أفعالها للكشف عن محتوى شخصية
الرواية بإبراز طابعها ،و ذلك ألن الشخصيات عندما تعبر عن نفسها تصبح أكثر واقعية
داخل النص الروائي ،و لذلك نجد "واسيني األعرج" في روايته "طوق الياسمسن" قد جسد
الحوار والمشاهد كحضور هام ،و فعال ،و من أمثله الصور الواردة هي :
-و مع ذلك ،صمتك يخيفني ال أدري لما ينتابني هذا االحساس الغريب ؟ الصمت يجعلنا
قريبين جدا من الموت .
-لماذا كلما تعلق األمر بنا ،كان الموت ثالثنا ؟ ،حبيبي لن أموت بهذه السهولة ،سأبقى معك
حتى تؤلمني ،حتى تكرهني .
-أنا أكرهك ؟؟؟ مجنونة أنت واال واش ؟
27
1
-أنا التي أسألك إذن ؟ لماذا لم تأتني و تأخذ يدي و تقول لي حبيبتي أحبك .
و في موضع آخر دار حوار بين الراوي و محبوبته مريم > :
-أ لمسك بعيني المتعبتين ،فيزداد اشتهائي ،أحبك من قال أن المرأة مأساة الرجل و سعادته
الكبرى ،لم يكن مخطئا ،تضحكين
-حتى الراجل ما شي ساهل .
المأساة معناها حلمه المستحيل ،هل رأيت في حياتك إنسانا سعيدا بحلمه ؟ االستحالة هي عمق
المأساة .
-هل أنا صعبة إلى هذا الحد ؟. 2
و في سياق آخر حوار بين مريم و أمها المريضة التي انفجرت باكية و تمتمت بقولها :
-لقد تعبت ،أعتقد أنها النهاية .
-ال يا يما ،سأذهب بك إلى أكبر مستشفى و أعالجك ال سأتوقف عن الدراسة .
ردت بارتجاف على شفتيها :
3
-ال أبدا يابنتي ،اللي جاء وقته ما يطمع في وقت الناس ،العمر هذا اللي أعطى هللا .
✓ الوقفة ( La pause ) :
هي تقنية سردية تسمح للسارد للتدخل في الكثير من التفاصيل التي تحدث في الرواية و هي
عكس الحذف حيث تبطئ عرض األحداث معتمدة على الوصف مما تحدث اختالل زمني
مقصود ،و لقد جسد "واسيني األعرج" في روايته "طوق الياسمين" عدة وقفات وصفية منها:
" ضحكاتك على قصرها ،وقعها طويل ،طويل يمتد كاألنهار ثم يتفرغ في القلب ،دما ،و
4
ورودا بألوان قزحية ؟ رهافة ابتسامتك تشبه حاسية الورد المفرطة"
"الطفلة المعشوقة التي لم يكفها اتساع القلب الحتضان الدنيا" 5و بذلك نجد ان هذه الرواية اي
رواية "طوق الياسمين" قد احتوت على الكثير و العديد من هذه الوقفات الوصفية التي ساعدت
على ابطالء السرد لكنها ساهمت ايضا في سير احداث الرواية و شوقت القارئ الستكمالها
ومعرفة محتواها.
- 1واسيني األعرج ،رواية طوق الياسمين ،ص . 36
- 2المصدر نفسه ،ص . 47
- 3المصدر نفسه ،ص . 47/36
-4واسيني األعرج ،رواية طوق الياسمين ،ص . 44
- 5المصدر نفسه ،ص . 25
28
-2تسريع السرد:
✓ الخالصة (sommaire) :
تعتبر الخالصة حسب قول "تودوروف" وحدة من زمن الحكاية تقابلها وحدة اقل من زمن
الكتابة ،1ففي رواية طوق الياسمين اعتمد راويها " واسيني األعرج" على تقنية التلخيص
بشكل ملحوظ كمساعدة في سير احداث الرواية ،حيث يذكر الراوي في بداية الرواية احد
الشخصيات الرئيسية التي هي سيلفيا في قوله "هي لم تتغير كثيرا كانت هناك واقفة على
القبور المنسية مختبئة في المانطو الداكن الفضفاض و على راسهاقبعتها السوداء و شاشا خفيفا
كان يعطي وجهها بالكامل مثلما تعودت ان تفعل كل يوم جمعة منذ قرابة العشرين سنة".2
و من هذا القول توضح كيف ان الراوي قام باختصار اي اختزال اهم المراحل التي عاشتها
الشخصية البطلة و ما حدث معها قبل هذه العشرين سنة التي قضتها في حزن ابدي بسبب
عشقها الجنوني لشاب مسلم لكن القدر فرقهما سبب اختالف دينهما .
و في موضع اخر من الرواية اختصر الراوي أخوات مريم و لم يصف و ال احداهن على
االقل و ذلك بقوله ( ياه يا مريم كم كبرت بسرعة؟ لقد صرت امرأة على عكس اخواتك
3
الست).
ساهمت الخالصة هنا في تسريع السرد و تجاوز زمن الرواية من خالل عرض شامل للمشاهد
و تقديم الشخصيات و ذلك لتجنب القارئ من وقوعه في الملل اثناء قراءته للرواية.
✓ الحذف ):(l’ellipse
يتمثل في تخطية للحظات حكائية بأكملها دون االشارة و لما حدث فيها و كأنها ليست جزء من
4
المتن الحكائي.
و من أمثلة الحذف في رواية "طوق الياسمين" للراوي واسيني االعرج" عشرون سنة و انا
5
اقاوم عبثا شططه و ها انت اليوم تضيف الى شقائي حزنا اخر.
6
و بعد كل هذه السنوات القلقة المتواطئة ضدنا و صد الحياة ...
1عبد العالي بوطيب ،مستويات دراسة النص الروائي ،مطبقة االمنية الغرب ،ط 1999ص.166
2واسيني االرعج رواية طوق الياسمين ،ص.11
3المصدر نفسه ،ص . 41
4عبد العالي بوطيب مستويات درسة النص الروائي (مقارنة نظرية) ص .164
5
واسيني االعرج ،رواية طوق الياسمين ،ص.16
6المصدر نفسه ،ص.17
29
) الجامعة لم تكن شيئا مهما في حياتي و لكنها عبرت امامي قيد البؤس ،فقد انقضت السنة
االولى بسرعة و السنة الثانية و لم اتذكرها وحدها السنة الثالثة بقيت في الذاكرة) . 1و الحذف
نوعان :
أ -حذف غير محدد ):(ellipse indéterminée
2
)عشرون سنة انطفأت ،اشياء كثيرة تغيرت االرض التي احيانا صارت مريضة (...
ب -حذف محدد
"انطفأ كل شئ في عيني وعدت الى دراستي في االسبوع الموالي و نسيت نهائيا ان لي بيت و
3
ام و اخوات"
التواتر :(la fréquence) :
تقنية اساسية في بنية الزمن الروائي ،بحيث تحدث عنه جيرار جينات بانه مجموعة من
العالقات المتكررة بين القصة و االخطاب و لقد حدد الروائي "واسيني االعرج التواتر حسب
اربع حاالت اساسية هي .
-1المحكي التفردي:
لقد تجلى هذا المحكي التفردي في الزاوية من خالل حدث مهم قد وقع مرة واحدة و تمثل في
طلب احد االبطال جعفر الزواج من محبوبته مريم ،حيث جاء في الرواية ) كان جعفر مثل
4
عابر سبيل هو نفسه لم يصدق عنها قبلت بسهولة اقتراحه ( ...
-2المحكي التفردي الترجيحي:
لقد تجلى هذا المحكي من خالل قيام البطلة بزيارة لطوق الياسمين " سلكنا مخابئ طوق
الياسمين المسكرة و المخفية و العوامة الصغيرة التي اليوم نركبها ،لتحول في النهر الصغير
،كنا نختار الذهاب يوم الجمعة فجرا ". 5
30
-3المحكي التكراري :
وصف الراوي ألحداث جرت عدة مرات من خالل تكلمه عن مريم و هي تزور مستشفى
الرازي عدة مرات في قوله ":ال يا يما ،سأذهب بك إلى أكبر مستشفى و أعالجك ...بقيت
شهرا كامال وهي تصارع المرض و لم أراها لحظة واحدة تتأوه ". 1
-4المحكي الترددي :
تجسد هذا المحكي الترددي من خالل طلب البطل عيد عشاب المسلم يد محبوبته المسيحية
سيلفيا من والدها الذي رفض بشدة هذا الزواج و ذلك بقوله ":اليوم رجعت إلى البيت منكسرا
أذهب ألرى سيلفيا و أهلها هذه المرة طلب يدها رسميا من والدها ". 2
المكان و الفضاء الجغرافي في رواية طوق الياسمين : .III
-1المكان و الفضاء الخارجي :
أ -المكان المفتوح :
هو المكون األساسي لبناء الرواية ،كما نجد في الرواية الواحدة تعدد في األمكنة التي تتحرك
فيها الشخصيات ،و هو المكان المفتوح المتميز باالتساع كاألحياء و الشوارع و الساحات ...
إلخ .
و في روايتنا هذه " طوق الياسمين " نجد بعض األماكن المفتوحة التي ولدت االتصال بين
الشخصيات و حركاتهم ،وهنا نذكر بعض األماكن المفتوحة التي حددت أثناء عملية القراءة
للرواية و من بينها :
* الشوارع و األحياء :
تكثر األحداث في الشوارع العتباره الرابط بين المدن و األبنية و مكان جميع الناس في أي
وقت كان ،ليال أو نهارا ،بغية الوصول ألهدافهم و أعمالهم ،و يتجلى هذا في قول الراوي
":شوارع المدينة التي بدأ تنساها األن ،شبه ممنوعة ،تهتز فقط للمارشات العسكرية و
الدوريات اليلية و أصداء الرصاص و صرخة القتلة و االغتياالت و صوت هللا المبحوح التي
صار شبيه جميع الخالئق و لم يعد ما يمره مطلقا ". 3
31
و من بين الشوارع المذكورة في الرواية :شارع الصالحية ، 1و شارع بغداد ، 2الذي كان
يبحث البطل فيه عن مسكن له ،و كل شوارع دمشق في الرواية تجسد صورة الحب المستحيل
رغم فشله .
* المدينة :
تحتل المدينة قوة و مكانة كبيرة في الرواية ،لمساحتها الشاسعة و أغلب األحداث و الحركات
تكون فيها ،كما تجسد في روايتنا هذه " طوق الياسمين " بحكم السفر و التنقل من بلد آلخر ،
داخل و خارج الوطن ،لقول سيلفيا ":تزوجت عفوا انتحرت مثلما أراد لي والدي ،ألن عيد
رفض أن يهرب معي خارج المدينة " . 3لعدم القبول بزواجها .
ذكر البطل مدينة تبسة و تجسد في قوله ":رأيت والدي الذي نسيني ...تاركا وراءه إمراة
طيبة ،تنتظر يوميا عودته ...في مدينة تبسة . 4" ...
المدينة هو المكان العام ليروح الناس عن أنفسهم ،و قيامهم بأشغالهم و حاجياتهم اليومية ،و
هو المكان الذي يحرك األبطال و مجرى األحداث .
* البحر :
هو مركز الحياة و المكان األفتح و األوسع الستقبال الفرح و الحزن و الذي يجعل االنسان
يشعر بطمأنينة و هذا ما حدث مع أبطال رواية " طوق الياسمين " لما فعلته بهم الحياة ،
لوصف البطل محبوبته مريم قائال ":فقلبك ينبض المدن الساحلية و شموخ الجبال المطلة على
البحر التي أقام على ترتيبها سيدي عبد المؤمن بوقبرين كل صلواته و هسهسة السواحل
الموحشة التي لم تمسها أيدي البشر ". 5
كما ذكر الراوي البحر على أنه حامل لمعظم أسرار الحياة ،و رمز لطهارة الروح و الجمال
و الصفاء و االتساع ،وبعث الحياة من جديد .
32
* الجامعة :
ذكرت الجامعة في رواية " طوق الياسمين " في صفحاتها األولى في القول ":األيام األولى
داخل الجامعة كانت صعبة وقاسية ". 1
الجامعة ملتقى مختلف األجناس واألعمار و هي رابطة العالقات بين الناس و بؤرة و مصدر
للوعي العلمي و الثقافي ،و تعتبر المسلك األخير للمشوار الدراسي ،كما كان دور الجامعة
في الرواية انها مثلت اإللتقاء األول بين األصدقاء و بداية روابط الحب .
يصف الراوي في طريقه للجامعة قائال ":وقف – الجامعة – يا هللا يا شباب فرجوني أكنا فكم
وصلنا ". 2
ب – المكان المغلق :
هو المكان ذو حدود معينة ،المصور لخلجات النفس و ما يحيط بها من أحداث ،و السيمة
السيئة في المكان المغلق هو العجز ،فتضعف االنسان و تقلل من قدراته و تعجزه عن القيام
بواجباته ،و كأنه محروم من بعض حرياته .
و في رواية " طوق الياسمين " نجدها تجسد لنا هذه األماكن ،رغم انغالقها و ذات سيمة سيئة
إال أنه ال يمكن االستغناء عنها ،نذكر بعض األماكن المغلقة التي حددت من خالل الرواية و
من بينها :البيت ،المستشفى ،المطعم ،السيارة ،الحمام ...إلخ .
* البيت :
البيت ذو الحضور الدائم في كل الروايات ،و الموطن األول للراحة و الدفء و الطمأنينة ،
ومكان الترعرع و تكوين الشخصية ،كل ركن في البيت له ذكرى و حدث سواء كان مفرح أو
محزن " ،البيت جسد و روح و هو عالم االنسان األول ". 3
كان البيت في نظر مريم مصدر الحزن و المرارة بقولها ":كان والدي الذي أشك في أن هللا
سيسامحه لما فعله فينا عندما يلتهب غضبا كبرميل النفط ،يقاطع الكل لمدة أسبوع و يتحول
البيت كله إلى معتقل الناس ال يتحاورون و ال يسالون و ال يتساءلون ". 4
33
* البار :
البار من األماكن المحرومة و السيئة المرتبطة بالمدينة ،و بالنسبة ألبطال الرواية " طوق
الياسمين " هو مكان الراحة و النسيان والهروب من المشاكل و االدمان على الشرب مع إفراغ
آالمهم و أوجاعهم ،لقول مريم ":أخرج أبحث عنك في المدينة أو الجامعة أو البارات التي
عرفك بها صديقك عيد عشاب ". 1
و هو مكان االحتفال كذلك و الترفيه عن النفس ،لقول بطل الرواية ":كان كل شيء مرتبكا و
كنت منكسرا و بي رغبة كبيرة للذهاب نحو البار و الشرب حتى الصباح . 2" ...
* المطعم :
المط عم إحدى الماكن المغلقة التي يلجأ إليها الناس لتناول الطعام و تغيير الجو المعتاد ،و في
رواية " طوق الياسمين " نجد المطعم حاضر لقول عيد عشاب ":ذهبت كالعادة إلى مطعم ابو
عيسى ألتناول الغذاء ،واستريح قليال و لكن السعال إشتد علي فوجدت نفسي عاجزا عن فعل
أي شيء حتى األكل ". 3
للمطعم رابطة بالشوارع و المدن و تشكل الجزء األكبر فيها ،فهو مكان يقدم فيه المأكوالت و
المشروبات .
* المستشفى :
هو مؤسسة توفر العالج للمرضى و المكان األكثر إنسانية ،و معالجة المشاكل الصحية
الجسدية و حتى النفسية ،لجميع الفئات و األجناس ،ومتعددة الخدمات في روايتنا " طوق
الياسمين " تقول سيلفيا أن مريم إختارت مستشفى الرازي لتنجب إبنتها في قولها ":إختارت
مستشفى الرازي و سارة و أكثر أيام مطر و برودة . 4" ...
و تقول مريم ":أن أختها الصغرى ماتت بوباء الكوليرا الذي كاد ان يلحق بهم جميعا لوال
جارهم الذي أخذهم بسيارته للمستشفى ". 5
34
ذهبت مريم إ لى هذا المكان ألنها أحست بتعب و بأنها سوف تلد في أي وقت لتقول ":ال تشغل
بالك حبيبي ،أنا في مستشفى الرازي ،في المكان الجميل الذي تركتني فيه آخرة مرة ،بين
أيدي آمنة . 1" ...
ج – الفضاء النصي :
الفضاء النصي هو كيفية إخراج الرواية لتوضيح بنية الخطاب الروائي ،و هو تلك الواجهة
التي يعرض فيها الكاتب روايته ،كما يقوم بتحديد طبيعة تعامل القارئ مع النص الحكائي ،و
يدعو القراء لقرائتها بداية من العنوان و شكل الكتاب ،عدد الصفحات ،لون غالف ...إلخ و
ه ذا يجعل من روايته شيئا ملموسا ذو مالمح معينة و هو ":فضاء مكاني ،غير انه مكان
محدود ال عالقة له بالمكان الذي يتحرك فيه األبطال ،فهو مكان يتحرك فيه – على األصح –
عين القارئ ". 2
-1التصميم الخارجي للرواية :
* التشكيل :
نجد رواية " طوق الياسمين " متربعة المقاس من خالل غالفها ،فنجد طولها ( 21,5سم) ،و
عرضها ( 14.5سم) .يتوسط غالف الرواية رسمة تمثل امرأة مستديرة الوجه ،غير واضحة
المالمح ،ذات شعر كستنائي مزين بطوق من ورد الياسمين األبيض ،مرتدية فستانا أزرق
اللون ،واضعة يدها على شرف تطل على فضاء أزرق بجانبها طائر بني اللون قريب منها
يدها ليقبلها على خذها األيمن ،و هذه الرسمة شكلت خلفية شفافة تغطي كامل الصفحة لغالف
الرواية ،كتب في أعلى الغالفة في مربع " رواية " بلون خمري بارز من نفس لون العنوان
الرئيسي و هذا يؤدي لجذب القارئ و المتطلعين ،ثم يليه تحتها اسم المؤلف بخط واضح و
سهل " واسيني األعرج " بعدها نجد العنوان الرئيسي و تحته العنوان الفرعي للرواية .
و نجد هنا قوة الرابطة بين رسمة الغالف و مضمون الرواية و يمكن القول أنها ترجمة أو
تمهيد لما تحتويه الرواية .
35
* األلوان :
هي سحر األلوان و شكلها األمثل ،تحمل دالالت معينة وإشارات مرتبطة بالنفس و معاني
خاصة األحاسيس متباينة و متعددة ،إضافة للمسة الكاتب عليها لتعطينا دالالت جديدة تحمل
ألفاظا خاصة .
" يعد اللون أحد أنواع التأثيرات الفسيولوجية التي تخص وظائف شبكية العين في االستجابة
للضوء الملون ". 1
و واسيني األعرج األديب المتيقن و المدرك لدالالت األلوان ،و نجدها مجسدة في توظيفه
لأللوان في روايته " طوق الياسمين " ،في تشكيل الغالف الخارجي للرواية ،و من هذه
األلوان :
-اللون األحمر الخمري :لون العنوان الرئيسي و كلمة " رواية " في أعلى الغالف .
-الل ون األسود :يمثل لون اسم الروائي " واسيني األعرج " ،صاحب الرواية ،و كذلك
العنوان الفرعي .
-اللون الزرق :لون فستان المرأة الموجودة في رسمة الغالف و المنعكسة على الخلفية
الشفافة .
-اللون البني :لون الطائر الذي بجانب المرأة على رسمة الغالف .
-اللون األبيض :الطوق الذي على راس المرأة .
هذا ما تضمنه الغالف من ألوان ذات دالالت للمظهر الخارجي للرواية ،أما إذا داخلها كله
مكتوب باللون األسود ،و حسب علم النفس فهذه األلوان تدل على :
-اللون األحمر الخمري :يدل على القوة و االثارة ،الطاقة ،الشدة ،الدفئ ،التمتع بالجنسية
...
-اللون األسود :يدل على الفخامة ،الغموض ،األلم ،الحزن ...
-اللون األزرق :يدل على الثقة ،النجاح ،الهدوء ،األمان و االستقرار .
-اللون األبيض :الصفاء ،النقاء ،السالم ،البراءة ،التجدد و االستشراق ...
- 1أحمد عطية ،مقدمة لدراسة نظرية اللون في الصميم ،المعهد العالي للفنون التطبيقية ،قسم الطباعة و النشر و التغليف ،ص . 5-3
36
* العنوان :
يعد " العنوان أهم ما يميز الغالف ،بل أهم ما يميز الكتاب ،باعتباره سلعة يتم تعيينها بعالمة
ليست منها ،جعلت للداللة عليها ". 1
فالعنوان لوحده يولد الفضول و الشحنة لتصفح الكتاب و معرفته ،و يكون له عالقة ترابطية
قوية بالرواية ،لذلك اختيار العنوان هو األمر الصعب و البالغ أهمية عند الكاتب .
نجد الروائي " واسيني األعرج " ،أنه اتخذ عبارة " طوق الياسمين " ،كعنوان رئيسي
للرواية ،كتب بلون أحمر خمري بارز ،و خط عرض بسيط و واضح ملفت النتباه
المتطلعين.
ينقسم العنوان إلى قسمين "طوق" و "الياسمين" فالطوق من الياسمين يعني جمال المنظر و
عبق الرائحة العطرة و النقاء في الداللة و الروحية الخالصة و البروز .
• الطوق :هو رباط يحيط بالعنق أو الخصر أو حتى على الرأس .
• الياسمين :نوع من األزهار العطرة البيضاء التي ال تخلو أشجارها من بيوت
الدمشقيين .
كما نجد كذلك العنوان الفر عي " رسائل في الشوق و الصبابة و الحنين " .المكتوب بلون
أسود تحت العنوان الرئيسي بالضبط ،بخط واضح و سهل القراءة داال على مدى شوق و
حنين المحبوب .
-2التصميم الداخلي للرواية :
التصميم الداخلي للرواية يتكون من عدد صفحات الرواية و عدد فصولها ،و كيفية الكتابة .
رواية " طوق الياسمين " بها 288صفحة ،ذات حجم متوسط كما نجدها مقسمة ألربعة
فصول معنونة و هي :سحر الحكاية ،الطفلة و المدينة ،بداية التحول ،مسالك النور و بين
كل فصل و فصل نجد الراوي قد ترك بياضا بينهم ،كما استعمل كتابات مختلفة في روايته "
طوق الياسمين " و هي :
37
• الكتابة العمودية :
الكتابة العمودية هي المحادثات التي تكون بين الشخصيات و جميع المشاهد التي دارت بينهم ،
و منها :
أتعص عليك متعة الصمت و العزلة الصوفية :
-تكلمي .
-ألم تقل إن كثرة األسئلة تقتل الحب الكبير .
-أنا ال أسئل أنا مشتاق لصوتك أريد أن أسمعك قولي أي كالم و لكن ال تصمتي. 1
-يعيشك أريد أن أسميها سارة أو نجمة هذه األسماء تسحرني ،ما تقوليش أنك ال تحبها .
-ما تزال بعيدة .
-لماذا تغلق ابواب الحلم ،رحمة ربي واسعة ؟. 2
• الكتابة األفقية من اليمين إلى اليسار :
كانت الرواية تقر يبا كلها كتابة أفقيا من اليمين إلى اليسار و هي التي شغلت مساحة الرواية .
• اكتابة من اليسار إلى اليمين :
يكتب الروائي " واسيني األعرج " باللغتين العربية و الفرنسية ،فتوظيفه لبعض المقوالت أو
الكلمات الفرنسية في روايته " طوق الياسمين " ظاهر فيها ،و من أمثلة ذلك :
« Tout simplement un grand gachi , une grande amertume un gout
d’inachevé .dommage pour une si belle histoire «3
بكل بساطة ،خسارة كبيرة و مرارة ما تزال عالقة في الحلق قصة جميلة مثل هذه تضيع ؟
مؤسف .
« L’écriture doit d’abord nous faire rêver , si non elle ne sera qu’un
ensemble de petits mots sans grandeur « 4
على الكتابة أوال أن تمنحنا فرصة للحلم و إال فلن تكون إال مجموعة من الكلمات التي ال شأن
لها .
« « Des fois c’est vraiment incompatible 5
38
الخاتمة
39
الخاتمة
بعد دراستنا هذه ،توصل البحث في دراسة البنية السردية في رواية " طوق الياسمين "
للروائي " واسيني األعرج " ،الروائي المميز في كتابة الروايات ،وبعد نهاية البحث وصلنا
إلى النتائج التالية :
• استطاع الروائي " واسيني األعرج " أن يعطي تمييزا و مكانا للرواية الجزائرية .
• اهتمام " واسيني األعرج " بمضمون الرواية و األفكار أكثر من الشكل الفني ،لهدف
إيصال الرسالة للقارئ .
• قسم الرواية إلى أربعة فصول معنونة مرتبطة و مكملة لبعضها البعض .
• الرواية عبرت عن الواقع النفسي التي عاشته الشخصيات .
• استعمال الروائي لعدة أمكنة مختلفة و حقيقية كذلك ،مثل :الجزائر ،تبسة ،سوق
ساروجا الشعبي ،دمشق ،مما جعلها أكثر واقعية .
• حققت الرواية عدة فضاءات التي حددت تصرفات و سلوكيات الشخصيات مثل :البار
الشارع ،المطعم ،البيت ....
• ساهمت كل من الشخصيات الرئيسية و الثانوية في تطوير أحداث الرواية و إبرازها
كذلك ،فهو لم يهتم فقط بالشخصية الرئيسية فقط بل و بالشخصية الثانوية أيضا .
• محاولة " واسيني األعرج " أن يصف و يصور لنا حالة العشق الحقيقي و ما يمر به
من مرارة و عذاب .
• التنوع في األماكن المفتوحة و المغلوقة ساعد كثيرا في الكشف عن اهم ما يدور بين
الشخصيات من أحداث .
40
• ظهور تنافر كبير بين زمن القصة و زمن الخطاب ،لكثرة االسترجاع و االستباق و
لكن هذا لم يقلل من شأن الرواية .
• وجود تناقض لبعض األفكار و هذا طبيعي ألن الرواية تحتوي على حقائق من الواقع
المعاش .
• أدى تسريع السرد أو تبطئته من طرف الروائي إلى وجود مواقف و مشاهد أبرزت
الرواية و أكملتها بشكل جيد ،ألن واسيني األعرج أعطى لكل ذي حق حقه في
الرواية .
• غلبة الزمن النفسي على الزمن الطبيعي لما تحمله الشخصيات بداخلها من مكبوثات و
مكنونات .
• وظف الروائي المشهد بنوعيه ،كتقنية مساعدة كشف عن الجوانب الخفية للشخصيات
من خالل الراوي .
هذه هي أهم النقاط أو النتائج التي وصلنا إليها من دراستنا لرواية " طوق الياسمين " للروائي
" واسيني األعرج " و نتمنى أن نكون قد وفقنا في هذا البحث .
41
المصادر
و المراجع
42
قائمة المصادر و المراجع :
• المصادر :
-1واسيني األعرج ،رواية طوق الياسمين ( رسائل في الشوق و الصبابة و الحنين ) ،
المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط. 2004 ، 1
• المراجع العربية :
-1سيد حامد النساج ،بانوراما الرواية العربية الحديثة ،المركز العربي للثقافة و العلوم ،
مصر ،ط. 1982 ، 1
-2عبد الم الك مرتاض ،في نظرية الرواية ( تقنيات السرد ) سلسلة ثقافية شهرية ،المجلس
الوطني للثقافة والفنون و اآلداب ،الكويت ،السعودية ( د ،ط ) . 1998 ،
-3محمد بوعزة ،الدليل إلى تحليل النص السردي ،دار الجرف للنشر و التوزيع ،الدار
البيضاء ،ط. 2007 ، 1
-4صالح ابراهيم ،الفضاء و لغة السرد في روايات عبد الرحمان منيف .
-5محمد عزام ،شعرية الخطاب السردي .
-6سعيد يقطين ،انفتاح النص الروائي .
-7حسن بحراوي ،بنية الشكل الروائي ( ،الفضاء ،الزمن ،الشخصية ) المركز الثقافي
العربي ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط. 2009 ، 2
-8آمنة يوسف ،تقنيات السرد في النظرية و التطبيق .
-9محمد مفتاح ،دينامية النص ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط، 3
. 2006
-10يمنى العيد ،تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي ،دار الفارابي ،بيروت ،
لبنان ،ط. 1999 ، 2
-11أوريدة عبود ،المكان في القصة القصيرة الجزائرية .
-12الحجري ابراهيم ،شعرية الفضاء .
43
-13حميد لحميداني ،بنية النص السردي ( من منظور النقد األدبي ) المركز الثقافي العربي
للطباعة و النشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان ،ط. 2000 ، 3
-14مراد عبد الرحمان مبروك ،جيوليتيكا النص األدبي ،تضاريس الفضاء ،الروائي
أنموذجا ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ،االسكندرية ، ،مصر ،ط. 2001 ، 1
-15حميد لحميداني ،أسلوبية الرواية ،مدخل نظري ،دراسات سيميائية أدبية لسانية ،
الدار البيضاء ،المغرب ،ط. 1989 ، 1
-16ابراهيم خليل ،بنية النص الروائي ،منشورات االختالف ،الدار العربية للعلوم ،ط، 1
. 2016
-17عبد العالي بوطيب ،مستويات دراسة النص الروائي ،مطبعة األمنية المغرب ،ط، 1
. 1999
-18أحمد عطية ،مقدامة لدراسة نظرية اللون في التصميم ،المعهد العالي للفنون التطبيقية
،قسم الطباعة والنشر و التغليف .
-19محمد فكري الجزار ،العنوان و سيميوطبقا االتصال األدبي .
• المعاجم :
( -20ابن منظور اإلفريقي المصري ) أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان
العرب ،دار صادر ،بيروت ،لبنان ،ط - 1م. 1863 ، 11
-21ابن فارس ،أبي الحسين أحمد ،معجم مقاييس اللغة ،مج ، 7دار الجيل ،بيروت ،
لبنان . 1999 ،
-22ابراهيم مصطفى ،حامد عبد القادر ،أحمد حسن الزيات ،محمد علي النجار ،المعجم
الوسيط ،دار الدعوة ،اسطنبول ،تركيا ،ص . 2-1
-23بلحسين بليشي ، ،جياللي بن الحاج يحي ،القاموس العربي ،المؤسسة الوطنية للكتاب
،الجزائر . 1981
44
• المراجع المترجمة :
-24جان ايفان تادييه ،النقد األدبي في القرن العشرين ،ترجمة :قاسم مقداد ( دمشق :
وزارة الثقافة . ) 1993
-25ترفيتان تودوروف ،مقوالت السرد األدبي ،ترجمة :الحسين سحان ،و فوائد صفاء ،
منشورات اتحاد كتاب العرب ،الرباط ،المغرب ،ط. 1992 ، 1
-26بيان منفريد ،علم السرد ،سوريا ،ط. 1
-27غاستون باشالر ،جماليات المكان ،ترجمة :غالب هالسا ،المؤسسة الجامعية
للدراسات و النشر و التوزيع ،بيروت ،لبنان ،ط. 1984 ، 2
45
فهرس
المحتويات
46
فهرس المحتويات
محتوى المذكرة
بسملة
شكر و تقدير
مقدمة 05..........................................................................................
تلخيص الحدث الروائي 07 ......................................................................
47
ب -اصطالحا 14.................................................................................
ج -أنواع المكان 14...............................................................................
-2الفضاء 15.....................................................................................
أ -لغة 15..........................................................................................
ب -اصطالحا 15.................................................................................
ج -أنواع المكان 16...............................................................................
48
أ -المكان المفتوح 31..............................................................................
ب -المكان المغلق 33.............................................................................
ج -الفضاء النصي 35............................................................................
-2التصميم الخارجي للرواية 35................................................................
• التشكيل 36................................................................................
• األلوان 37.................................................................................
• العنوان 37.................................................................................
-2التصميم الداخلي للرواية 38..................................................................
• الكتابة العمودية 38........................................................................
• الكتابة األفقية من اليمين إلى اليسار 38..................................................
• الكتابة من اليسار إلى اليمين 38..........................................................
خاتمة 40...........................................................................................
قائمة المصادر و المراجع 42....................................................................
فهرس المحتويات 44..............................................................................
49