Professional Documents
Culture Documents
ثلاثون وصية ووصية لتكون قائداً ًناجحاً
ثلاثون وصية ووصية لتكون قائداً ًناجحاً
144
3
فهرس المحتويات
الفهرس4...........................................................
144
المقدمة 8..........................................................
تعريف القيادة12....................................................
تعريف القائد13.....................................................
القدوة16............................................................
األمانة47...........................................................
اللين 57.............................................................
العفو64.............................................................
الحزم 71...........................................................
نصائح للناجحين133................................................
المراجع139........................................................
144
الحمد هلل الُُذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة وجعل امتنا
وله الحمد خير أمه وبعث فينا رسوالً منا يتلو علينا آياته ويزكينا
وعلمنا الكتاب والحكمة وأشهد أن ال إله إال اهلل وحدة ال شريك له
شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة وأشهد أن محمد عبده
ورسوله أرسله للعالمين رحمة وخصه بجوامع الكلم فربما جمع أشتات
الحكم والعلم في كلمة أو شطر كلمة صلى اهلل علية وعلى أله
وأصحابه صاله تكون لنا نوراً من كل ظلمة وسلم تسليما
وبعد
فإن األزمة الشديدة التي وصلت إليها أمة اإلسالم اليوم هي أزمة
التخلف عن اإلمساك بزمام القيادة والسيادة التي أرادها اهلل -جل
ت ِل َّلن ِ
اس ُم ٍة أ ْ
ُخ ِر َج ْ وعال -لهذه األمة حينما قالُ { :ك ْنتُ ْم َخ ْي َر أ َّ
ِ
ع ِن اْل ُم ْن َك ِر} [آل عمران .]110 ون بِاْل َم ْع ُروف َوتَْنهَ ْو َن َ ْم ُر َ تَأ ُ
اس} [البقرة:الن ِ
اء َعلَى َّ ونوا ُشهَ َد َ ُمةً َو َسطاً ِلتَ ُك ُ { َو َك َذِل َ
ك َج َعْلَنا ُك ْم أ َّ
.]143
وما أبعد الفرق بين الليلة والبارحة ما أبعد الفرق بين يوم وقف فيه
ربعي بن عامر كفرد من جيل قيادي مسلم ،أمام رستم قائد الفرس،
3
ليشرح له مهمة هذه األمة القيادية قائالً ' :إن اهلل ابتعثنا لنخرج من
شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ،ومن ضيق الدنيا
إلى سعة الدنيا واآلخرة ومن جور األديان إلى عدل اإلسالم'.
وبين يوم نعيشه اآلن يقف فيه المسلمون على أعتاب الصليبيين
واليهود يستجدوا منهم سالم الذل والخزي والعار ،وما زالت األمة في
انتظار ذلك القائد المنتظر الذي يقودها إلى ذرى المجد والتمكين.
ومن ناحية أخرى فإن عملية القيادة ووجود القائد الجيد على رأس
عمله أمر غاية في األهمية ،بل نكاد نقول إن جزءاً كبيراً من تخلف
األمة في شتى الميادين بما فيها العلمية والتجارية واالقتصادية يرجع
لعدم وجود ما يكفي من القادة في منظماتنا ومؤسساتنا االقتصادية
والتجارية .إذ كيف تبحر السفينة بدون ربان وكيف تصل دون تخطيط
ودراسة للطريق الذي تسلكه وحالة البحر وما إلى ذلك.
فالقيادة ال بد منها حتى تترتب الحياة ،ويوسد األمر إلى أهله
ويحال دون أن يأكل القوي الضعيف .والقيادة هي التي
ويقام العدلُ ،
ُ
تنظم طاقات العاملين وجهودهم لتنصب في إطار خطط المنظمة بما
يحقق األهداف المستقبلية لها ويضمن نجاحها.
وبالجملة فال صالح للبشر إال بوجود القيادة كما قال الشاعر الجاهلي
األفوه األودي:
144
ال يصلح الناس فوضى 6ال سراة لهم * وال سـراة إذاجهالهـم سـادوا6
ـاد
والبيـت ال يبتنـى إال على عمد *** وال عمـاد إذا لم تـرس أوت ُ
فـإن تجمـع أوتـاد وأعمـدة *** وسـاكن أبلغوا األمر الذي كادوا
ربانيا ينقاد للحق ويقودها .
ً قائدا
اللهم هيئ لهذه األمة ً
هذه أسئلة ونداءات ودعوات طالما ترددت في أذهاننا ونطقت بها
ألسنتنا وسمعناها بين جدران المساجد من أفواه الخطباء على أعواد
مباشرا عن أهمية القيادة.
ً تعبيرا
المنابر ،ولكنها إنما تعبر ً
ومن هنا كان هذا البحث المتواضع الذي يتناول وصايا وصفات القائد
الفعال والمؤثر الذي من شأنه أن يعيد لألمة شيئاً من مجدها الضائع ,
وقد أسميته "ثالثون وصية ووصية لتكون قائداً ناجحاً"أسأل اهلل أن ينفع
به كل قائد وكل مربي وكل مسلم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وفي أول المطاف السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه في بداية الحديث
عن فن صناعة القادة :ما هو تعريف القيادة؟
3
القيادة لغة :قال ابن منظور :القَ ْو ُد :نقيض السَّوق ،يقود الدابة من
أمامها ،ويسوقها من خلفها ،فالقود من أمام والسوق من خلف واالسم
يادة . من ذلك كله ِ
الق َ
وسوف نذكر هنا بعض التعريفات لمفهوم القيادة فقد عرف " فيير"
القيادة بأنها تشمل أي جهد لتشكيل سلوك األفراد أو الجماعات في
المؤسسة حيث تحصل المؤسسة من خاللها على مزايا أو تحقيق
ألغراضها ،بينما عرفها "هرس" بأنها عملية تأثير في نشاطات أفراد
أو مجموعات تسهم في تحقيق األهداف في موقف محدد .
وقد عرفها " ستوجدل" بأنها القدرة على التأثير في اآلخرين من أجل
تحقيق أهداف أو أغراض محددة .
و القائد مسئول عن أتباعه ،كما قال النبي ' - -كلكم راع وكلكم
مسئول عن رعيته ،فاألمير راع على رعيته ومسئول عنهم،
والمرأة راعية على بيت زوجها ومسئولة عنه والعبد راع على
مال سيده وهو مسئول عنه' والقيادة في اإلسالم معناها الحقيقي
تحقيق الخالفة في األرض من أجل الصالح واإلصالح ،وقد أمر النبي
- -بها ولو كانت في االجتماع القليل العدد أو المتواضع 6الهدف،
يقول ' :- -إذا خرج ثالثة في سفر فليؤمروا أحدهم' ولهذا أولى
كبيرا ،يقول شيخ اإلسالم بن
اهتماما ً
ً علماء اإلسالم موضوع القيادة
تيمية' :يجب أن يعرف أن والية أمر الناس من أعظم واجبات الدين،
بل ال قيام للدين إال بها فإن بني آدم ال تتم مصلحتهم إال باإلجماع
لحاجة بعضهم إلى بعض ،وال بد لهم عند االجتماع من رأس'.
في إنفاذ أمره وتستشعر خلودها في الفناء في سبيل مرضاته ,أما الذين
يسترقون أنفسهم بدراهم ما تزال أن تنتهي ومراكز ما تلبث أن تخلو
وقصور ما تلبث أن تخرب ..فأولئك هم العبيد المسترقون لعدوهم
المستذلون ألنفسهم عليهم شعار الخيبة ودثار المهانة ولما عرف العدو
هؤالء المرضى ،وأدرك ما يعبدون من الشهوات ،عرض عليهم قسطا
وافرا منها ،فأسال لعابهم ،فساومهم على مبادئهم وقيمهم وعلى أوطانهم
أثمانا لما يطلبون فاتخذ
ً وأمتهم بل على أهلهم وأعراضهم ، 6فدفعوها
منهم عمالء وخونة وجواسيس ،وفرض عليهم مناهج وشروطا،
فأطاعوه مقابل ما يضمن لهم من الهوى.
ففي إحدى المعارك مع الروم قال بعض المسلمون :إنه قد حضركم
جمع عظيم من الروم ونصارى العرب ،فإن رأيتم أن تتأخروا ،ويكتب
إلى أبي بكر ،فيمدكم ،فقال هشام ابن العاص _ :_إن كنتم تعلمون أنما
النصر من عند العزيز الحكيم ،فقاتلوا القوم :وان كنتم تنتظرون نصرا
من عند أبي بكر ،ركبت راحلتي ألحق به ،فقالوا :ما ترك لكم هشام بن
العاص مقاال :فقاتلوا قتاالً شديداً ،وهزم اهلل الروم ،فمر رجل بهشام وهو
قتيل فقال له :رحمك اهلل هذا الذي كنت تبغي!
وفي يوم مؤته كان المسلمون ثالثة آالف رجل ،ولما وصلوا إلى
معان (بلدة في جنوب األردن) بلغهم أن هرقل نزل في مئة ألف جندي
144
من الروم ،وانضم إليه من نصارى العرب مئة ألف آخرون ،فقال بعض
المسلمين :نكتب إلى رسول اهلل _ _نخبره بعدد عدونا ،فإما أن يأمرنا
بأمره ،فنمضي له ،فقام عبد اهلل بن رواحه ـ ـ وخطب الناس فقال :يا
قوم :واهلل إن كان التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون ،إنها الشهادة ،وما
نقاتل الناس بعدد وال قوة وال كثرة ،ما نقاتلهم إال بهذا الدين الذي أكرمنا
اهلل به ،فانطلقوا ،إنها إحدى الحسنيين ،إما ظهور وإ ما شهادة ،فقال
الناس :قد واهلل صدق ابن رواحه.
روى ابن إسحاق عن معاذ ابن عمرو ابن الجموح قال :سمعت القوم
وهم يقولون :أبو الحكم ال يخلص إليه ،فجعلته من شأني ،فصمدت
نحوه ،فلما أمكنني حملت عليه ،فضربته ضربه قطعت قدمه بنصف
ساقه ،وضربني ابنه على عاتقي فطرح يدي ،فتعلقت بجلدة من جنبي،
وأجهضني (أي :غلبني واشتد عليه) القتال عنه؛ فلقد قاتلت عامة يومي،
وإ ني ألسحبها خلفي ،فوضعت عليها قدمي ،ثم تمطيت عليها حتى
طرحتها)...فانظر ماذا فعلت قوة الروح في هذا الرجل ،حتى تخلى عن
ذراعه بتلك الطريقة التي ذكرها ،ولم يمنعه األلم ونزف الدم من
مواصلة القتال؛ حيث غطت قوة يقينه على كل ألم.
صبرت ،وإ ن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء؟ قال :يا أم حارثة،
إنها جنان في الجنة ،وإ ن ابنك أصاب الفردوس األعلى .فانظر إلى هذه
الصحابية الجليلة كيف استقر في قلبها أن الخسران الذي يستحق البكاء
هو فوات الجنة ،بعدم إحراز الشهادة.
وروى البخاري عن أنس _ _قال :لما طعن حرام بن ملحان ،قال بالدم
هكذا ،فنضحه على وجهه ورأسه ،وقال :فزت ورب الكعبة .و أن الذي
قتله جبار بن سلمى الكالبي .قد سأل ما قوله فزت ؟ متعجبا ..قالوا
يعنى الجنة فقال :صدق اهلل ،ثم أسلم !!
-4أثر اإليمان بالقدر في تكوين شخصية القائد:
"واإليمان بالقدر يغير النفس من نفس خائفة وجلة مهتزة مترددة إلى
نفس واثقة مطمئنة ثابتة فتصلح حينئذ لتلقي مهام القيادة ويلتف حولها
الناس مستلهمين منها اليقين تطبيقاً ال قوالً ,ويراها الجميع أجدر ما
تكون بالقيادة ..فاإليمان بقضاء اهلل يحطم الحواجز المثبطة لإلنسان عن
البذل والعطاء ويقتل الخوف على الرزق أو النفس مادام ذلك هلل".. 1
روى أصحاب السنن قول النبي _" :_ال يمنعن أحدكم مخافة الناس
أن يقول بحق إذا رآه أو سمعه فإنه ال يقرب من أجل وال يباعد
من رزق"..
- 1خالد روشه -المصدر موقع المسلم
144
فباإليمان بقدر اهلل _عز وجل_ في اآلجال واألعمار وأسباب انتهائها
يتحرر المؤمن من الخوف من الموت؟ ،والخوف على الحياة ،حيث آمن
أن اهلل _عز وجل_ هو الذي يحيي ويميت ،وأن أسباب الموت والحياة
بيده سبحانه ،وأن لكل مخلوق لحظة محددة في علم اهلل _عز وجل_
يخرج فيها من هذه الدنيا ،مهما اتخذ لنفسه من وسائل الحماية والوقاية.
وقد أنكر اهلل _سبحانه_ على الذين يظنون القعود الكسل والخنوع
مهربا من الموت قال _عز وجل_ " وقالوا إلخوانهم إذا ضربوا في
األرض أو كانوا غزي لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ،ليجعل
اهلل ذلك حسرة في قلوبهم ،واهلل يحيي ويميت ،واهلل بما تعملون
بصير".
إن القائد المؤمن إذا أحيا في نفسه هذه المعاني اليقينية السامية انطلق
في الرحاب بنورانية لم تسبق وشجاعة لم يعتادها الدنيويون ..
3
رأس
فإذا هو جالس في الخان ،فسلم عليه ،وقال :يا هذا أنت اليوم ٌ
َّ
ليجيبن بإجابتك أجبت إلى خلق القرآن
َ والناس يقتدون بك ،فواهلل لئن
َّ
ليمتنعن خلق من الناس كثير، خلق من خلق اهلل ،وإ ن أنت لم تجب
ومع هذا فإن الرجل -يعني المأمون -إن لم يقتلك فأنت تموت ،وال
بد من الموت فاتق اهلل وال تجبهم إلى شيء .فجعل أحمد يبكي ويقول:
ما قلت؟ فأعاد عليه فجعل يقول :ما شاء اهلل ،ما شاء اهلل.
وتمر األيام عصيبة على اإِل مام أحمد ،ويمتحن فيها ّ
أشد االمتحان
ولم ينس نصيحة األنباري ،فها هو المروزي أحد أصحابه يدخل عليه
أيام المحنة ويقول له" :يا أستاذ قال اهلل تعالى { :
. )1( } فقال أحمد :يا مروزي اخرج ،انظر أي شيء
فخرجت إلى رحبة دار الخليفة فرأيت خلقًا من الناس ال
ُ ترى ! قال:
يحصي عددهم إال اهلل والصحف في أيديهم واألقالم والمحابر في
أذرعتهم ،فقال لهم المروزي :أي شيء تعملون؟ فقالوا :ننظر ما يقول
أحمد فنكتبه ،قال المروزي :مكانكم .فدخل إلى أحمد بن حنبل فقال له:
قوما بأيديهم الصحف واألقالم ينتظرون ما تقول فيكتبونه فقال:
رأيت ً
يا مروزي أضل هؤالء كلهم ! أقتل نفسي وال أضل هؤالء".
فمن أبرز أسباب أهمية القدوة أنها تساعد على تكوين الحافز في
األتباع دونما توجيه خارجي ،وهذا بالتالي يساعد التابع على أن يكون
)(1سورة النساء آية.29 :
144
من المستويات الجيدة في المسالك الفاضلة من حسن السيرة والصبر
والتحمل وغير ذلك.
بل متى يكون المرء قدوة صالحة وأسوة حسنة ما لم يسابق إلى
فعل ما يأمر به من خير وترك ما ينهى عنه من سوء؟! وقد جاء في
الصحيحين وغيرهما عن أسامة بن زيد -رضي اهلل عنهما -أن
النبي ،قال { :يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق
أقتابه -يعني أمعاءه -في النار فيدور بها كما يدور الحمار
برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون :أي فالن ما شأنك؟
أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال :كنت
آمركم بالمعروف وال آتيه ،وأنهاكم عن المنكر وآتيه } (.)1
وقد قيل :وقد قيل:
الناس وهو
طبيب يداوي َ
ٌ الناس بالتقَى
يأمر َوغير تقي ُ
ُ
وهنا مسألة هامة يحسن التنبيه إليها في هذا المقام وهو أن المسلم،
مترقيا في مدارج الكمال قد يغلبه هوى أو شهوة أو
ً حتى ولو كان قدوة
تدفعه نفس أمارة بالسوء أو ينزغه الشيطان ،فتصدر منه زلة أو
يحصل منه تقصير.
ولي ْعلم أن هذا ليس بمانع
فإذا حدث ذلك فليبادر بالتوبة والرجوع ُ
من التأسي به واالقتداء ،فالضعف البشري غالب والكمال هلل وحده وال
معصوم إال من عصم اهلل.
وقد حدث مالك عن ربيعة قال :سمعت سعيد بن جبير يقول :لو
كان المرء ال يأمر بالمعروف وال ينهى عن المنكر حتى ال يكون فيه
شيء ما أمر أحد بمعروف وال نهى عن منكر .قال :وصدق من ذا
الذي ليس فيه شيء ".
وقد قال الحسن البصري لمطرف بن عبد اهلل بن ال َشخير" :يا
مطرف عظ أصحابك 6.فقال مطرف :إني أخاف أن أقول ما ال
أفعل -فقال الحسن :يرحمك اهلل وأينا يفعل ما يقول؟؟ لود
فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عنالشيطان أنه ظفر بهذه منكم ِ
منكر".
أيضا" :أيها الناس إني أعظكم ولست بخيركم
وقال الحسن ً
اإلسراف على نفسي غير محكم لها وال أصلحكم وإ ني لكثير ِ
وال حاملها على الواجب في طاعة ربها ،ولو كان المؤ ِمن ال
يعظ أخاه إال بعد إحكام أمر نفسه لعدم الواعظونَّ ،
وقل ُ
ويرغب فيَ المذكرون ولما ُو ِجد من يدعو إلى اهلل جل ثناؤه
طاعته وينهى عن معصيته ،ولكن في اجتماع أهل البصائر
144
بعضا حياة لقلوب المتقين ،وإ ذكار
ومذاكرة المؤمنين بعضهم ً
من الغفلة ،وأمن من النسيان ،فألزموا -عافاكم اهلل -مجالس
ٍ
ومحتقر نافعٌ". الذكر ،فرب كلمة مسموعةٌ
ومن لطائف الفقه عند أهل العلم رحمهم اهلل ما ذكروا في تفسير
قوله تعالى { :
[ ) ( } سورة البقرة ،اآلية.]44 :
1
التقوى واإلخالص:
المنهج اإلسالمي التربوي حريص دائما على بلورة شخصية القائد
بشكل يتم فيه استواء شخصيته مع زيادة إيمانه ,فال يفرق المنهج
اإلسالمي التربوي بين زيادة اإليمان وحسن السلوك وطهارة الباطن ,
بل رفع النبي منزلة الخلق الحسن فقال كما روي في الصحيح " إن
أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخالقا " ..لذلك ال تكتمل
شخصية القائد على المستوى التربوي في النهج اإلسالمي حتى يكتمل
شخصيتة من شتى الجوانب وتهذب أخالقه وتتضح مبادئه وتعلو قيمه ..
فقد كتب عمر بن الخطاب _ _إلى قائدة سعد بن أبي وقاص
_رضي اهلل عنه_ ومن معه من األجناد :أما بعد ،فإني آمرك ومن معك
من األجناد بتقوى اهلل على كل حال؛ فإن تقوى اهلل أفضل العدة على
العدو ،وأقوى المكيدة في الحرب ،وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد
احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم؛ فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم
من عدوهم ،وإ نما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم هلل ،ولوال ذلك لم
تكن لنا بهم قوة؛ ألن عددنا ليس كعددهم وال عدتنا كعدتهم ،فإن استوينا
في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ،وإ ال ننصر عليهم بفضلنا لم
نغلبهم بقوتنا ،واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من اهلل يعلمون ما
تفعلون ،فاستحيوا منهم ،وال تعملوا بمعاصي اهلل وأنتم في سبيل اهلل ،وال
144
تقولوا :إن عدونا شرمنا فلن يسلط وإ ن أسأنا ،فرب قوم سلط عليهم شر
منهم ،كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط اهلل كفرة المجوس "
فجاسوا خالل الديار وكان وعدا مفعوال " اإلسراء ـ اآلية ، 5
واسألوا اهلل العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم …).
3
من أهم سمات القيادة الناجحة الهدوء وضبط النفس ،وهي صفة
جلية في رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم -في جميع أحواله ،إن
الهدوء وضبط النفس موهبة فطرية وسمة خلقية تكتسب كذلك ،وال
بأس بذكر موقفين له - -تتبين فيهما هذه الصفة :
أوالً :في معركة حنين عندما فوجئ المسلمون بهجوم قوي من الكفار
(هوازن ومن معها) وفر من فر ممن أسلم بعد الفتح ،وتراجع
المسلمون عشوائياً ،في هذه اللحظات الحرجة والصعبة كان رسول اهلل
- -ثابت الجأش هادئ األعصاب يقول :أيها الناس هلموا إلي أنا
رسول اهلل ،أنا محمد بن عبد اهلل ،ويقول لعمه العباس :ناد أصحاب
الشجرة ،وبفضل اهلل ثم بفضل هذا الثبات من الرسول - -آب
المسلمون إليه ورجعوا يتجمعون حوله وانتصروا 6بعدئذ بإذن اهلل.
هذا الموقف يحتاج إلى تأمل ،ففيه الشجاعة وحسن التصرف ،وفيه
هدوء النفس وعدم الهيجان ،وفيه التوازن مع ما في الحدث من شدة
انعكست على األلوف ممن سار في الجيش ،يذكرني هذا الهدوء من
رسول اهلل - -بقول أحدهم » :لكي يحافظ القائد على هدوئه ،عليه
أن يعتاد على معالجة األمور المفجعة وكأنها عادية ،بدالً من معالجة
األمور العادية وكأنها فواجع « ،ويقول كذلك » :على القائد الذي يود
144
أن يكون أهالً للقيادة أن يبدأ بقيادة نفسه وال يمكن لمن ال يسيطر على
نفسه أن يسيطر على اآلخرين « .
إن استقبال أي حدث مهما كانت درجة عظمته بهدوء وضبط نفس
يم ّكن المسئول والقائد من عدة أمور منها :
أوالً :استيعاب الحدث بمعرفة حجمه الحقيقي ،فكم من موقف استقبلناه
بشدة وغلظة بينما هو أبسط وأصغر من أن يواجه ويستعد له على
حساب أمور أخرى -والعكس صحيح فكم من حدث ظهر لنا بسيطاً
فلم يحسب له أي حساب فلما تبين لنا أنه كبير ويحتاج إلى موقف
سريع منا لم نتمكن من استيعابه ،ففي كال الحالتين ضبط النفس
وهدوءها يعين القائد على دراسة حجم األحداث.
ثانياً :استيعاب الحدث بمعرفة مسبباته ،األسباب التي من شأنها أن
تؤدي إلى وقوع الحدث يعين على معرفة أفضل المواقف التي ينبغي
اتخاذها.
ثالثا :استيعاب الحدث بمعرفة أبعاده المستقبلية ،فما من حدث إال وله
ً
ما وراءه ،والهدوء وضبط النفس مما يعين القائد على االستعداد
لمواجهته بعقلية الواعي لما يدور حوله.
ففي غزوة حنين نفسها غنم المسلمون غنائم كثيرة جداً ،فأعطى
رسول اهلل - -من هذه الغنائم أعطيات كبيرة للمؤلفة قلوبهم من أهل
3
ينظر القادة إلى األمور بشمولية وبعد نظر ،ويسعون جاهدين لنقل
هذه الصورة إلى اآلخرين ،وبعض القادة يفشلون في نقل رؤاهم
ومفاهيمهم لآلخرين ،وهذه الخطوة المهمة التي تميز القائد الفعال عن
غيره.
إن القيم والحقائق هي التي تحدد مفاهيم الصورة 6الشاملة ،وعندما ال
يمتلك القائد الحقائق الوافية والقيم العالية لن يستطيع تحديد الصورة
الشاملة ،وبالتالي لن يستطيع نقلها لآلخرين ،ألن فاقد الشيء ال يعطيه،
لذلك عادة ما ينجح القادة في إدارة العمل ولكنهم ال يوفقون لقيادة
اآلخرين ونقل رؤاهم إليهم؛ ألن أولئك -بكل بساطة -ال يساعدونهم في
استيعاب ما يحدث لهم وحولهم .
إذا كان طموحك أن تصبح قائداً فعاالً يجب عليك أن توضح مفاهيمك
بطرائق يسهل على اآلخرين استيعابها ،لذا على القائد أن يتأكد دائماً من
وضوح الحقائق لآلخرين ،وأنها رسخت في عقولهم وأدركوها تماماً،
بشرط أن تالمس هذه الحقائق احتياجات وآمال ومشاعر اآلخرين.
إن الحقائق وحدها ال تكفي لدفع اآلخرين إلنجاز العمل ،بل عليك أن
تستثمر الحقائق مع القيم بحيث تنقل الوعي بالرغبات واآلمال
والعواطف التي تساعد على نشر رؤيتك .
144
3
من مميزات القائد الناجح صنع أو اتخاذ القرار ،وال شك أن هذا األمر
يزيد من ثقة العاملين بمديرهم وقائدهم.
مفهوم عملية صنع القرار :
العملية التي يتم بموجبها تحديد المشكلة والبحث عن أنسب الحلول لها ،
عن طريق المفاضلة والموضوعية بين عدد من البدائل واالختيار الحذر
والمدرك والهادف لحل المشكلة التي من أجلها تم صنع القرار .
كما أن صناعة القرار ترتكز على المهارات التالية:
-1تحديد األولويات:
إن صناعة القرار واتخاذه ميزة ضرورية لكل مدير أو قائد ،ومهارات
صنع القرار أمور ملحة لتحقيق أقصى درجات األداء ،وهي تتطلب من
المدير أو القائد أن يميز بين األمور من حيث تحديد أولوياتها ومن ثم
الحكم عليها.
-2وضع أهداف واضحة:
أول مرحلة في تحقيق األهداف هو تحديدها .إن األهداف المحددة
تعطي وجهة محددة لعملية صنع القرار ،وفي عملية صنع القرار يؤدي
وضع األهداف إلى توضيح المتطلبات.
144
-3المقاربة المنهجية +لصنع القرار:
قد يفشل قرار ما ،ال لسوء ولكن لظروف خافية حالت دون نجاحه .
هذا األسلوب نافع عندما يكون هناك جدل حول مشاريع متعددة وأيها
أنقع وأجدى ،وهنا يعمد المدير على توجيه النقاش لتحديد المتطلبات
األولية والثانوية ومدى مالءمة كل مشروع مع هذه المتطلبات المحددة
بما يتوافق مع أهداف الشركة.
القيادة تأثير وتأثر لن تستطيع كقائد أن تؤثر في اآلخرين ما لم تتخلل
داخل مشاعرهم وأحاسيسهم وعواطفهم وهذا ما يعرف بالتقمص
العاطفي .
األساليب الشائعة إلتخاذ القرار :
هناك أربعة أساليب يتبعها مديرو 6المدارس في اتخاذ القرارات وهي :
-1الخبرة :استخدام الخبرات السابقة على أساس أن المشكلة
الحالية تتشابه مع المشكالت السابقة .
المشاهدة :التقليد وتطبيق الحلول التي اتبعها مديرون -2
آخرون في حل مشاكل شبيهه .
التجربة والخطأ . -3
األسلوب العلمي . -4
خطوات األسلوب العلمي في إتخاذ القرار :
تشخيص المشكلة وتحديد الهدف . -1
3
القوة:
وتعني الكفاءة والذكاء والقدرة على أداء المهمة ،وتختلف القوة المطلوبة
باختالف المهمة.
قال ابن تيمية:والقوة في كل عمل بحسبها ،فالقوة في إمارة الحرب ترجع
إلى شجاعة القلب وإ لى الخبرة بالحروب،
والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه القرآن
والسنة وإ لى القدرة على تنفيذ األحكام.
يمتلك صاحب المنصب أو القائد أو المدير قوة تسمى قوةالمنصب،
وتعني السيطرة على حياة اآلخرين ،وهذا أمر طبعي ،ولكن هذه القوة
محدودة التأثير .
3
02المالحظة :
يتميز القائد الفاعل بقوة المالحظة عند متابعته ومراقبته لآلخرين
عن طريق النظر إلى عيونهم أو تصرفاتهم أو طريقة حديثهم فيتنبأ
بأحوالهم ومشاعرهم .يتميز القادة الناجحون بتشغيل الحاسة السادسة
لديهم وهي ( الحدس ) .
إن روح العالقة والمعاملة بين القائد الناجح وأتباعه قائمة على
تبادل األفكار وتالحمها مع بعضها البعض ،لذا ستدرك من خالل
هذه الطريقة النتائج المرغوبة لديك .
04التقصي :
إن عملية التقصي تشجع اآلخرين على التحدث معك ،والتقصي
عما يسمى بالتطفل ،إذاً
عملية تبين مدى اهتمامك بالعاملين بعيداً ّ
الفرق بينهما شاسع ،فالتقصي معرفة األحوال بأسلوب مؤدب بقصد
االهتمام بالعاملين وخدمتهم ،أما التطفل فهو معرفة أحوال اآلخرين
بأسلوب غير الئق بقصد المعرفة والتدخل في شؤون اآلخرين.
.5التشجيع :
القائد الناجح شخص مؤثر يشع حماساً ويبعث على التشجيع؛
ألنه يمتلك روحاً عالية وعزيمة صادقة ،وهنا السؤال كيف يتم
تشجيع اآلخرين؟ والجواب على ذلك يجب عليك أن تجعل العاملين
يدركون الفوائد التي تعود عليهم من تحقيق ما تطلبه منهم.
07التوجيه :
إن القائد المؤثر هو الذي يحدد مسار اآلخرين ،وتركيز
جهودهم على تحقيق األهداف المشتركة التي يشارك فيها كل فرد من
أفراد الفريق مع المحافظة على الروح العالية للفريق.
.8التكيف مع الهدف:
القائد الناجح يستطيع التكيف مع الهدف؛ ألن لديه رؤية شاملة
وصورة أكبر ،لذلك عليك كقائد فعال أن توجه عن طريق تحديد
األهداف التي يجب تحقيقها مع وضع المواعيد النهائية والوسائل
المالئمة لالنتهاء من العملية .
.9نقل األهداف واألغراض الموضوعية:
إن الرؤية عبارة عن هدف ،ومعالم الطريق للوصول إلى
الهدف هي األغراض الموضوعية ،ولتحقيق ذلك يجب أن تكون
واضحاً وتتحدث عن رؤياك بحماس وبإيجاز وشجاعة وإ بداع.
010التنشيط
3
األمانة:
وتعني المصداقية والرقابة الذاتية والمبادرة ألداء العمل على أتم وجه.
وتستخدم كلمة األمانة بأكثر من معنى ،ومنها:
الضمير اليقظ :وهو الذي ،كما يقول الغزالي ،تصان به الحقوق المتمثلة
في حقوق اهلل والناس وتحرس به األعمال من دواعي التفريط واإلهمال.
.
3
اإلتقان :فالحرص على أداء الواجب المنوط بالشخص بشكل متقن من
أخالق المسلم .ومنه السهر على حقوق الناس وإ ذا استهان الفرد بما كلف
به وإ ن كان صغيراً فرط فيما بعده إلى أن تستشري روح الفساد
والضياع في كيان المؤسسة .بل إن المطلوب هو تجاوز اإلتقان
والوصول إلى درجة اإلبداع في التخطيط والتنفيذ مسترشدين بدعوة
المصطفى عليه السالم" :إن اهلل يحب إذا عمل أحدكم عمالً أن
يتقنه" .أخرجه البيهقي.
العاشرة:معرفة الرجال
مسلمات اإلدارة الناجحة القدرة على االستفادة من مكامن
ّ إن من
التفوق ،والتميز لدى المرؤوسين بأفضل ما يمكن ،ولكي يتحقق هذا كان
لزاماً على القادة والرؤساء ضرورة معرفة وتمييز هذه المكامن لدى
مرؤوسيهم ،وهو ما نعنيه بمعرفة الرجال .
إن توفر الرجال (أوالً) ،والقدرة على -توظيفهم لخدمة أهداف
رسمها لهم القادة (ثانياً) ،لهما طرفاً المعادلة اإلدارية التي ينتج عنها
نجاح القادة ،وكلما أحسنا لمادة االستفادة من هذا التوظيف كلما نتج عنه
تفوق ونجاح .ومن هنا اعتبرت القيادة فناً صعباً الرتباطها بالعنصر
البشري الذي يصعب تحليله وفهمه ببساطة كما هو الحال في العناصر
الكيميائية الطبيعية .ومن خالل هذا التصور يمكننا فهم صورة العالقة
بين نجاح القادة ،وبين قدرتهم على معرفة الرجال .وينبغي أال ننسى
أن نجاح القادة ينتج عنه تحقيق ألهدافهم في الواقع .
كتبت إحدى أكبر المنظمات العالمية هذه الكلمات لتعبر عن سر نجاحها
وتفوقها :
( لقد حققنا هذا النجاح من خالل تنظيم إداري وجو عمل يساعدان على
اجتذاب أفضل الكوادر البشرية ،وتطوير وشحذ المواهب الفردية . ) ..
...
144
ونلحظ في هذه الكلمات عنصرين أساسين :
العنصر األول :اجتذاب أفضل الكوادر البشرية .
العنصر الثاني :تطوير وشحذ المواهب الفردية .
وال شك أنه ليس من الممكن تحقيق هذين العنصرين دون القدرة على
معرفة الرجال .
ثبت عن رسول اهلل - -أنه قال ( :أرأف أمتي بأمتي ...أبو بكر ،
حياء عثمان ،وأقضاهم علي
وأشدهم في دين اهلل عمر ،وأصدقهم ً
،وأفرضهم زيد بن ثابت ،وأقرؤهم أبي ،وأعلمهم بالحالل والحرام
معاذ بن جبل ،أال وإ ن لكل أمة أميناً وأمين هذه األمة أبو عبيدة بن
الجراح ) . 1إن من أسرار ... ...
العظمة التي تمتع بها رسول اهلل - -قدرته على معرفة رجاله ،وحسن
توظيفه لهم ،كالً حسب قدرته ومواهبه ،يقول أحد المفكرين ( :إن
معرفة ...
الرجال بعمق من أدق أعمال الرئيس و أكثرها تأثيراً ،إنها ينبوع القوة
التي يملكها ،
إنها سر الرؤساء العظام ) .2ومن المفيد هنا أن نحلل عظم الفائدة التي
يجنيها ...
فأحضره وواله .فوفق في عمله وقام فيه بما أربى على رجاء عمر
وزاد عليه ،فشكر عمر لمن أشاروا عليه بوالية الربيع ).1
والناظر في هذا النص من خالل ما سبق وقدمناه من أهمية معرفة
الرجال
يلمس الجوانب التالية :
-1فهم عمر --ألهمية اختيار الرجال ومعرفتهم وذلك منخالل
تشاوره مع أفاضل الرجال في تعيين كبار موظفيه .
-2حرصه - -على وضع الرجل المناسب في المكان
المناسب فقد بين لمن استشارهم صفات الرجل الذي يريد ،حتى يتمكنوا
من اختيار من يوافق هذه الصفات ليحقق هدف عمر .
-3حكمته - -في معرفة الرجال من خالل مواقفهم وتصرفاتهم ،ال
من خالل أقوالهم وما يقال عنهم ،فقد استطاع أن يجسد في نظر
مستشاريه مثال الرجل الحي الذي يريده .
وأخيراً بهذه المعاني المتقدمة تستطيع أن تفهم سر المواقف التالية :
-1يحكم على المرؤوسين بالذكاء واإلنتاجية في مكان ما ثم يكتشف بأن
لديه طاقات كامنة من رئيس جديد .
-2يصف أحد الرؤوساء مرؤوساً بأنه جيد ويصفه اآلخر بأنه سيء .
- 1أقوال يف اإلدارة -إبراهيم عبد اهلل املنيف -دار العلوم للطباعة والنشر 1403 -هـ
144
-3يهمل المرؤوس 6ألنه ال يصلح لشيء البتة ،ثم يكتشف بأن لديه
طاقات كامنة من رئيس جديد .
-4يبذل المرءوس ويعطي عطاء أفضل عند رئيسه الجديد أكثر مما
كان يفعل مع رئيسه القديم .
وليس هناك من تبرير جيد إال أن أحدهم أحسن القيادة بمعرفته مرءوسيه
واآلخر فشل في ذلك .
آية جامعة
توجد آية أساسية جامعة ألهم مالمح القائد الفعال من المنظور اإلسالمي
،وهناك العديد من اآليات ،والمواقف األخرى المكملة لها في القرآن.
وهذه اآلية هي:
"فبما رحمة من اهلل لنت لهم ،ولو كنت فظاً غليظ القلب 6النفضوا
من حولك فاعفو عنهم ،واستغفر لهم،وشاورهم في األمر ،فإذا
عزمت فتوكل على اهلل ،إن اهلل يحب المتوكلين" (آل عمران 159
3
(
وآية أخرى تصف الرسول أيضا في آخر سورة التوبة وهي
:
"لقد جاءكم رسول من أنفسكم ،عزيز عليه ما عنتم ،حريص
عليكم ،بالمؤمنين رؤوف رحيم" وأعتقد أن هاتين اآليتين تمثال معا
أهم ما يحدده مقومات القيادة الناجحة وكل ما يرتبط بها من صفات أو
سمات أو أنماط ،فما هي يا ترى تلك المقومات؟
144
الحادية عشرة:اللين:
فأول ما يجب أن يكون عليه القائد مع أتباعه هو اتباع أسلوب اللين،
واللين عكس الشدة والقسوة ،ولكنه ليس ضعفا أو جنبا ،وهذا هو أكبر
خطأ يقع فيه الكثير من القادة حينما يتصورون 6اللين ضعفا ،والشدة
والقسوة قوة وهذا قمة خطأ.
لذا فإن أول ما يؤكد عليه القرآن هنا هو اتباع القائد لجانب اللين مع
المرؤوسين ،لدرجة تصل كما يذكر القرآن في آيات أخرى إلى خفض
الجناح "واخفض جناحك عن الذين اتبعك من المؤمنين"
وهذا األسلوب هو الذي يجعل العالقة بين القائد واألتباع عالقة
تواصل وحب وتفاهم ،وتعطي جواً من الثقة واالنفتاح والتشجيع على
المبادرة واالبتكار ،وتقتل روح الخوف أو القهر التي قد تسلك إلى
النفوس دون أن ندري نتيجة لألسلوب القاسي العنيف .ومن هنا يعتبر
القائد اللين في طبعه هو أكثر القادة تجميعا لمن حوله وتأثيرا فيهم،
وتحقيقا للهدف.
وهذا إيراد من قبس النبوة في باب الرفق وبيان أثره لننطلق منه إلى
يخص هذا المبحث.
ّ ما
يقول عليه الصالة والسالم { :إن اهلل رفيق يحب الرفق ويعطي
3
يقول عمر وهو على المنبر " :أيها الناس ال تَُب ِّغ ُ
ضوا اهلل إلى عباده
فقيل كيف ذلك أصلحك اهلل؟ قال :يجلس أحدكم قاصا ( )3فيقول على
)(1البخاري اس%تتابة المرت%دين والمعان%دين وقت%الهم ( ، %)6528الترم%ذي االس%تئذان واآلداب ( ، %)2701ال%دارمي الرق%اق (
.)2794
)(2البخاري األدب ( ، %)5678الترم%ذي االس%تئذان واآلداب ( ، %)2701أبو داود الجه%اد ( ، %)2478أحمد (، %)6/125
الدارمي الرقاق (.)2794
)(3قاص :أي واعظ.
144
إماما فيطول على الناس
الناس حتى يبغض إليهم ما هم فيه ،ويقوم أحدكم ً
حتى يبغض إليهم ما هم فيه ".
ويقول ابن عباس -عنهما" :-حدث الناس كل جمعة فإن أكثرت
فمرتين فإن أكثرت فثالث وال تمل الناس من هذا القرآن ،وال تأت القوم
وهم في حديث فتقطع عليهم حديثهم وقال :أنصت ..فإذا أمروك فحدثهم
وهم يشتهونه وإ ياك والسجع في الدعاء ،فإني عهدت رسول اهلل ،
وأصحابه ال يفعلونه ".
وكان ابن مسعود ُي ِّ
ذكر كل خميس فقال رجل من القوم لوددت -يا
أبا عبد الرحمن -لو أنك ذكرتنا كل يوم .فرد عليه هذا الكنيف الذي قد
علما " :أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملَكم وإ ني أتخولكم
مليء ً
بالموعظة كما كان النبي ،يتخولنا بها مخافة السآمة علينا ".
مستخلصا بقوله:
ً طا
يعلق على هذا الحافظ ابن حجر في الفتح مستنب ً
وفي هذا استحباب ترك المداومة في الجد في العمل الصالح خشية
المالل ،وإ ن كانت المواظبة مطلوبة ،لكنها على قسمين :إما كل يوم مع
يوما بعد يوم فيكون الترك ألجل الراحة ليقبل على
عدم التكلف ،وإ ما ً
الثاني بنشاط ،وإ ما يوم الجمعة ويختلف باختالف األحوال واألشخاص
3
تماما ويبدأ القائد صفحة جديدة ،ولعل أفضل ما يعلمنا ذلك قوله تعالى
في معالجة أخطاء الزوجة بعد أن حدد التدرج في العالج بالعظة ،ثم
بالهجر ،ثم بالضرب غير المبرح ،ثم يقول تعالى" :فإن أطعنكم فال
تبغوا عليهم سبيال ،إن اهلل كان عليا كبيرا".
ً
وفرشا لعلي أكاد أزعم أن كل ما سبق ليس إال تمهيد لهذا األمر،
ومناخاً إليجاد جو إيجابي لممارسة شورى حقيقية وليست شكلية ،تقوم
وتبني على الجوهر وليس على المظهر.
وال تنسى في خضم كل ذلك أنك إنما تسير بفضل اهلل وحوله وقوته
ورعايته وعنايته ،فإذا أخذت بكل األسباب والمقومات السابقة فأنت
متوكل فاستحضر توكلك وهنا نالحظ أن اآلية ختمت بقوله" :إن اهلل
يحب المتوكلين"
وصفة التوكل من الصفات أو األخالق اإليمانية ،أي التي ال تكون
إال للمؤمن وهي صفة جامعة ،فإذا أردت أن تعرف المعنى الحقيقي
والمختصر للتوكل فهو أن تعمل على أخذ كافة األسباب الموصلة إلى
النجاح في أمر ما كأنه ليس هناك أي احتمال للنجاح إال باتباع هذه
األسباب فقط ،ثم تتوكل على اهلل في كل ذلك وبعد بقلبك وتفوض األمر
إليه ابتداء من توفيقه لك لهذه األسباب وتوفيقه لك في النتائج المرضية،
وأن يكون يقينك في التوكل على اهلل والثقة في عونه لك وأنه معك ،كأن
ليس هناك أدنى اعتماد أو ركون لألسباب.
وليس معنى التوكل أن يأنس المرء إلى الكسل والدعة والتخلف عن
ركب العمل الجاد الموصل للنجاح والفالح فهذا ال يحبه اهلل وال يرضاه،
وإ نما يحب فقط المتوكلين عليه حق التوكل وبهذه الكيفية التي كان عليها
الرسول ،وأصحابه والتي أرشدنا إليها هذه اآلية بشكل عملي ومحدد،
144
ما الذي يجب أن يكون عليه القائد من مقومات حتى يظفر بحب اهلل
وتأييده ومن ثم النجاح والفعالية والفوز أو بلفظ جامع الفالح في الدنيا
واآلخرة.
فانظر يا أخي لم تتغير أحوالنا ومنظماتنا إن نحن غيرنا أنفسنا
ونمط قيادتنا ليكون على هذا المستوى الرائع الذي يدعو إليه القرآن
العظيم ،لكن وقبل أن نتركك قد يرد الذهن سؤال وكيف كان نمط
الرسول القيادي؟ وما هي الصفات القيادية التي حرص القرآن على
ذكره فيه ؟
وكيف يمكن لنا أن نتعلم منها ونقتدي بها؟وما هي النتيجة المتوخاة من
وراء ذلك؟
3
التاسعة عشرة:الحزم
-2وضع الرسالة:
والرسالة جملة تعبيرية تصاغ كلماتها بدقة وعناية تحدد ما نريد أن
تكون على المدى البعيد.
وهي تتضمن الهوية للفرد أو المؤسسة والتعريف باألغراض المنشودة
والوسائل التي تحقق هذه األغراض.
-3وضع األهداف:
وهي األمور التي نسعى لتحقيقها على المدى البعيد.
ويراعى عند وضع األهداف ما يلي:
صياغة الهدف بصيغة الفعل تحقيق ،إنهاء ،تبديل.
تكتب بعبارة إيجابية تدل على ما يفترض فعله ال ما يفترض تركه.
الدقة واالختصار دون إطالة أو إطناب.
أن تكون األهداف وفق القدرات واإلمكانات.
3
ولكن ما هو االتصال؟
3
في غير حق قضاه ,أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله أو خير
أسسه أو علم أقتبسه فقد عق يومه وظلم نفيه "
لذلك علينا أن نستغل أألوقات وأن نجعل حياتنا كلها هلل فال نضيع من
أوقاتنا ما نتحسر عليه يوم القيامة فالوقت سريع االنقضاء فهو يمر مر
السحاب وفي ذلك قيل:
مرت سنيـن بالوصال وبإلهنا *** فكأنها من قصرها أيام
ثم انثنـت أيـام هجر بعدها *** فكأنها من طولها أعوام
ثم أنقضت تلك السنون وأهلها *** فكأنها وكأنـهم أحالم
حسب بعض العلماء وبعض الحكماء ذلك فقالوا :وجدنا أن اإلنسان
العادي ينام ثلث عمره ،إذاً فسوف ينام ثلث هذه األربعين ،ثم كم لطعامه،
وكم لشرابه ،ثم كم يأخذ الناس من وقته في األمور المباحة ،فإن بعض
الناس يسلم عليك فيريد من وقتك نصف ساعة ،وهذا شيء نشاهده نحن،
طفل يمسك بك ويضيع عليك ساعة ،وكثير من الناس ال يشعر بقيمة هذا
الزمن وال بأهميته وكأن أمراً ما كان! ولو دقق وحسب لوجد أن العمر
ضيق وقصير بشكل يدعو إلى الغرابة.
144
الوقت من اليوم مجموع الوقت من العمر االفتراضي النسبة المئوية
---------------------------------------
%0.35 ثالثة أشهر -خمس دقائق
%0.71 ستة أشهر -عشر دقائق
%1.42 سنة كاملة -عشرون دقائق
%4.28 ثالث سنوات -ساعة كاملة
%42.85 ثالثون سنة -عشر ساعات
%32 23 النوم ،بمعدل ثمان ساعات يومياً
%30.7 21.5 العمل( ،من )2.5-7يومياً
األكل والشرب ،بمعدل ساعة ونصف يومياً %6.4 4.5
---------------------------------------
لصوص الوقت:
المقاطعات والزيارات المفاجئة-.
االتصاالت الهاتفية غير المنتجة.
- االجتماعات غير الفعالة-.
التسويف أو التأجيل بأعذار واهية.
- األهداف غير الواضحة-.
المعلومات الضعيفة( /النقص في المعلومات)-
3
مهارة اإلنصات:
من أهم مزايا الفريق الناجح القدرة على اإلنصات ،واإلنصات مهارة
يمكن للجميع أن يطورها متى ما أراد ذلك ولتطوير مهارة اإلنصات
يذكر روبرت مونتجمري بعض القواعد لذلك منها:
القاعدة األولى :النظر إلى الشخص الذي يتحدث إليك – ليس مجرد
الحملقة بل الهدف أالّ تبعد نظرك عنه.
القاعدة الثانية :التشجيع على إلقاء األسئلة.
القاعدة الثالثة :عدم مقاطعة المتحدث.
القاعدة الرابعة :إذا اضطررت للمقاطعة فال تلجأ إلى تغيير الموضوع.
القاعدة الخامسة :أن تصغي مع استبعاد العاطفة.
3
-21تحديد تاريخ أقصى إلنجاز كل قرار مطلوب تنفيذه الحقاً ،على أن
ال يتم تجاوز هذا التاريخ مهما كان الثمن
-22 .التأكد من أن الجميع قد فهم واستوعب ماهو مطلوب منه تنفيذه
بعد االجتماع.
-23توثيق االجتماع ،من خالل تدوين محضر االجتماع بالدقة
والتفصيل المطلوبين.
-24بعد انتهاء االجتماع ،إرسال مذكرة خطّية إلى كل من المشاركين
أي
تتضمن ما هو مطلوب إنجازه والتاريخ المتوقُع لإلنجاز ،مع تحديد ّ
نوع من التنسيق يحتاج إلى القيام به مع اآلخرين.
-25متابعة تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها أثناء االجتماع ،وذلك
المحددة لها.
ّ لضمان تنفيذها في األوقات
144
السادسة والعشرون :حل المشكالت واتخاذ القرارات:
-2تحديد الهدف:
حدد ما الذي تريد أن تحققه وتجنب أي ذكر لما تنوي إتباعه في سبيل
الوصول لهذا الهدف.
-3تحديد البدائل:
يقصد بذلك مرحلة التحري والتفتيش عن الحلول المختلفة لحل
المشكلة التي تم تشخيصها بدقة ويجب أن يضع اإلداري عدد أكبر من
الحلول البديلة حتى يضمن عدم وقوعه في الخطأ واختيار البديل
المناسب.
3
-4تقويم البدائل:
يجب أن نقيم كل حل بديل مع مراعاة االعتبارات التالية:
إمكانية تنفيذ البديل ومدى توافر اإلمكانات البشرية والمادية المالئمة
لتنفيذه.
التكاليف المالية لتنفيذه واألرباح التي يتوقع تحقيقها والخسائر المحتملة.
االنعكاسات النفسية واالجتماعية لتنفيذه ومدى استجابة المرؤوسين
للبديل وحسن توقيت تنفيذه.
وال شك أن المشاركة الجماعية تساعد في تقويم البدائل وإ ثراء النقاش.
-5اختيار البديل:
وهنا يتم االختيار األنسب للبدائل المتاحة وينبغي مراعاة اختيار
البديل الذي يؤدي إلى االستغالل األمثل لعناصر اإلنتاج المادية والبشرية
المتاحة بأقل جهد ممكن ،كذلك ينبغي تضمن اختيار البديل تحقيق
السرعة المطلوبة السيما إذا كان الحل يتطلب االستعجال والسرعة.
والشك أن االشتراك الجماعي في اختيار البديل يعطي األفراد نوع من
األمان كذلك الحماس لتنفيذ القرار الذي اتخذ بناء على مشاركتهم.
-6تنفيذ القرار:
144
وهنا يلزم – بعد اختيار البدائل – تنفيذ القرار علماً بأن مرحلة تنفيذ
القرار تتطلب نوعاً من المتابعة وتعاون اآلخرين ومراقبة التنفيذ للتأكد
من سالمة التطبيق.
مشروعاً قبل عقد االجتماعات للمناقشة وإ دارة النقاش بأسلوب وافي فإن
الجماعة تمارس ضغوطا على أفرادها لقبول القرار واإلذعان له.
-6تمكن المشاركة الجماعية من زيادة فرص التعاون بين األفراد لحل
المشكالت المشتركة.
144
السابعة والعشرون:رؤية الصورة 6األشمل:
ينظر القادة إلى األمور بشمولية وبعد نظر ،ويسعون جاهدين لنقل
هذه الصورة إلى اآلخرين ،وبعض القادة يفشلون في نقل رؤاهم
ومفاهيمهم لآلخرين ،وهذه الخطوة المهمة التي تميز القائد الفعال.
* إن الحقائق وحدها ال تكفي لدفع اآلخرين إلنجاز العمل ،بل عليك أن
تستثمر الحقائق مع القيم بحيث تنقل الوعي بالرغبات واآلمال
والعواطف التي تساعد على نشر رؤيتك .
144
الثامنة والعشرون:التأثير على اآلخرين:
لن تستطيع كقائد أن تؤثر في اآلخرين ما لم تتخلل داخل مشاعرهم
وأحاسيسهم وعواطفهم وهذا ما يعرف بالتقمص العاطفي .
* االستماع
لكي تصبح قائداً فاعالً يجب أن تنظر إلى الصورة كاملة لكي
تستطيع أن تؤثر في اآلخرين ،ولكي تؤثر في اآلخرين يجب عليك أن
تستمع لهم ،والمهم أن تستمع بحق لآلخرين عن طريق ما يلي:
01اجعل ذهنك صافياً :لذا يجب عليك التركيز واإلنصات إلى حديث
اآلخرين وعدم االنشغال بأي صارف .
.2كن صريحاً :عند استماعك للشخص الذي أمامك ،بغض النظر عما
يقوله هل يوافقك أو يخالفك ؟
.3اطرح األسئلة :افهم ما يقوله اآلخرون لك ،واطرح األسئلة
للتوضيح والتفصيل ال للتعجيز واإلحراج .
3
.4ادرس لغة الجسد :اللسان يخبرك بما يدور في العقول ،بينما حركات
الجسد تخبرك بما يدور في الروح ،لذلك ِ
أحسن استخدام لغة الجسد
لتستمع وتفهم بشكل أكبر .
شعورا أنك تفهم
ً .5االعتراف :إن التفاعل مع الشخص المتحدث تعطيه
ما يعنيه ،وبأنك تفهم مشاعره وأحاسيسه.
.6تبادل الرأي :تجاذب الحديث مع الشخص المتحدث ،وأعد صياغة
كالمه ،وتبادل معه المشاعر واألحاسيس.
09أظهر مشاعر االحترام :بدون التزام ال يوجد والء ،وبدون والء ال
توجد قيادة ،وإ ذا أردت أن تحقق هذه المقولة عليك أن تحترم حقوق
واحتياجات ومشاعر وأحاسيس اآلخرين .إن تقدير اآلخرين سر من
أسرار القيادة الناجحة .
*ديناميكيات العمل:
ولإلجابة عن ذلك يوجد عدة طرائق لتسهيل تحقيق األهداف ،وهي :
01االلتزام بالقيم:
السمة التي تميز القائد الناجح هي التزامه بالقيم والمبادئ في األزمات
والمسرات ،فهي المحك الحقيقي للقائد ،فعليك كقائد ناجح أالَّ تقبل
المساومة على قيمك ومبادئك ،وأن تتمسك بها مع المرونة وسبل
تحقيقها ،إن قيمك ومبادئك هي الخطوط البارزة التي تنطلق منها
قراراتك وسلوكك وتصرفاتك .
02الحماس:
إن القائد الناجح لديه شعور يدفعه ويوجهه نحو الحياة والجماعة،
وهذا الشعور هو الذي نعني به الحماس الذي يتميز به القادة الناجحون،
الذين يظهرون حماسهم نحو الحياة والجماعة ،وتحقيق أهدافها وآمالها،
وينظرون إلى الدنيا نظرة تفاؤل ،وهذه النظرة المتفائلة يطلق عليها
3
* الحمية الشخصية:
إن التحكم باستمرار الحيوية والنشاط مقترنة بعدة أمور من أهمها ،
اللياقة البدنية ،ونمطية الغذاء السليم المتوازن ،والراحة ،كل هذه األشياء
تساهم في تشكيل مزاجك ونظرتك تجاه نفسك واآلخرين ،وتعطيك دعماً
قوياً لاللتزام بقيمك ومبادئك وتحقيق أهدافك ،ألن القوة تولد القوة،
والضعف يولد الضعف .
فكر على أساس الطرفين الرابحين :أن تؤمن أن نجاح شخص ما
ال يعني فشل اآلخر ,وتحاول قدر اإلمكان حل المشاكل بما يفيد
الجميع ,وهذه الخصلة ترتبط بعقلية ثرية واسعة األفق عظيمة
المدارك تتبع عقلية الوفرة ال عقلية الشح والندرة .
اسع أوالً ألن تفهم ,ثم اسع إلى أن تُفهم :وترتبط هذه الخصلة
باحترام الرأي اآلخر ,فمن الخطأ أن يكون استماعك ألجل
الجواب والرد بل ألجل الفهم والمشاركة الوجدانية.
اجعل العمل شراكة مع اآلخرين :فنحن يكمل بعضنا بعضاً نظراً
لالختالفات والفروقات بيننا ,وموقف المشاركة هذا هو الموقف
الرابح للطرفين ,ال موقف الرابح والخاسر.
اشحذ قدراتك :ويقصد بها التحسين المستمر والوالدة المتجددة
وأال يبقى الفرد منا في مكانه بال تقدم ألنه سوف يتأخر حتماً.
144
الثالثة والثالثون:صفات 6القائد عند كورتو
• ويرى ج .كورتوا في كتابه "لمحات في فن القادة" 17صفة للقائد هي:
الهدوء وضبط النفس .
معرفة الرجال .
اإليمان بالمهمة.
الشعور بالسلطة.
البداهة والمبادرة وأخذ القرار.
االنضباط.
الفعالية.
التواضع.
الواقعية.
الدماثة والعطف.
طيبة القلب.
الحزم.
العدل.
احترام الكائن البشري.
إعطاء المثل.
المعرفة.
3
التنبؤ.
ولكل واحدة من هذه الصفات أمثلة شاهدة من حياة القادة عبر التاريخ ؛
وتكفينا السيرة العطرة الشريفة لنبينا محمد ففيها ما يتخذ مثاالً واضحاً
على هذه الصفات الكريمة دون اضطرار للي أعناق النصوص أو
اعتساف العبر من القصص دون جالء في الداللة .
144
الرابعة والثالثون :من فنون القيادة:
)1فن إصدار األوامر:
• هل األمر ضروري؟وهل تملك حق إصداره "صالحيات" لهؤالء
األشخاص "إشراف".
• الغاية من األمر سياسة الرجال واالستفادة من قدراتهم ,وليست الغاية
منه استعراضية أو تعسفية.
وحدد الوقت المتاح,
عين الشخص المسؤول بعد إصدار األمر مباشرةّ ,
• ّ
وحدد المساعدين والموارد .
• ليكن أمرك واضحاً ,كامالً ,موجزاً ,دقيقاً ,وكن واثقاً من نفسك عند
إصداره.
)2فن التأنيب:
• أعط المالحظة الضرورية 6دون تأخير ,ولتكن بنغمة هادئة ورزينة.
• ِّأنب ولكن بعد تحري الحقيقة كاملة بمالبستها ,وتجنب إثارة الجروح
السابقة.
• التأنيب الذي ال يتناسب مع الخطأ يعطي نتيجة عكسية.
• اسأل المخطئ :ما الواجب عليه فعله لتجنب هذا الخطأ مستقبال ؟
وتوصل معه لحلول عملية .
)3فن معالجة التذمرات:
3
3
المراجع
1ـ صناعة القائد د /طارق السويدان ،أ .فيصل باشراحيل