Professional Documents
Culture Documents
تطوان
إشراف األستاذة:
حسناء القطني
1
مقدمة:
التنفيذ هو إعمال القواعد القانونية في الواقع العملي فهو إبطال القاعدة بالواقع،
ووسيلة يتم تسيير الواقع على النحو الذي يتطلبه القانون واألصل أن يتم تحقيق القواعد
القانونية في الواقع بصورة تلقائية من خالل سلوك األفراد اليومي المعتاد ،إذ تخاطب
القواعد القانونية في الواقع بصورة تلقائية من خالل سلوك األفراد وهم ملزمون باحترامها
وتنفيذها ،فالحياة اليومية لكل فرد تتضمن تنفيذ تلقائيا للقواعد القانونية المختلفة ،فمثال في
امتناع الفرد عن ارتكاب الجرائم تنفيذا لقواعد القانون الجنائي ،لكن قد ال يحدث التطبيق
التلقائي للقواعد القانونية ،وفي هاته الحالة يتم إجبار األفراد على ذلك بواسطة إحدى
سلطاتها العامة وهي السلطة القضائية.
بيد أن للتنفيذ معنى أكثر تحديدا فهو يعني الوفاء بااللتزام ،فكل التزام يتضمن منذ
نشوئه عنصرين إال إذا كان هذا االلتزام طبيعيا ،وهما عنصرا المديونية وعنصر
المسؤولية ،ويراد بعنصر المديونية العالقة التي تنشأ بين الدائن والمدين ،ويجب على
المدين بمقتضاها القيام بأداء معين ،بينما يقصد بعنصر المسؤولية خضوع المدين لسلطة
الدائن للحصول على هذا األداء ،فإذا لم يستجب المدين لعنصر المديونية في االلتزام بالوفاء
اختيارا وطواعية فإن الدائن يستعين بعنصر المسؤولية لقهره على الوفاء بالتزامه رغم
إرادته.
والتنفيذ نوعان :اختياري رضائي وآخر جبري قهري ،فأما النوع األول يقوم به
المدين بمحض إرادته دون تدخل في السلطة العامة ،في حين أن النوع الثاني تنفيذ تجرب
السلطة العامة تحت إشراف القضاء بناء على طلب دائن له سند مستوفي لشروط خاصة،
مما يؤدي إلى حجز أموال المدين ووضعها تحت يد القضاء وغل يده من التصرف فيها
تصرفا يضر بمصالح دائنيه ،وهذا معنى الحجز بصفة عامة.
إال أن موضوع الحجوز يثير العديد من اإلشكاالت القانونية والعملية الشيء الذي
يصعب معه التطرق إليها من جميع جوانبها الخصوصية وذلك نظرا لتشعب هذا
2
الموضوع ،وللعمق فيه يستدعي وقت أطول ،ولذلك حاولنا إعطاء نظرة عامة على جميع
الحجوز ،من خالل بيان أنواع الحجوزات في قانون المسطرة المدنية ،وفق التصميم التالي:
3
المبحث األول :الحجز مؤسسة ق انونية لضمان التنفيذ الجبري لاللتزام
إن مؤسسة الحجز ليست بالحديثة العهد ،ذلك أن حق الدائن في توقيع الحجز على
أموال مدينه من الحقوق القديمة ،حيث يسعى الدائن من وراء ذلك المحافظة على الضمان
العام ألموال مدينه خشية أن يتصرف فيها هذا األخير تصرفا يضر بمصلحة الدائن.
وقد نظم المشرع المغربي هذه المؤسسة في الفصول من 452إلى 503من قانون
المسطرة المدنية متناوال كال من الحجز التحفظي والحجز التنفيذي والحجز لدى الغير
والحجز االرتهاني وأخيرا الحجز االستحقاقي.
هكذا إذن ،سيتم التطرق في هذا المبحث إلى مفهوم كل حجز على حدى وكذا
الشروط المتطلبة في إيقاعها ،هذا فضال عن مختلف المساطر التي تستلزمها هاته
الحجوزات.
1
قانون رقم 08.09المؤرخ في 25فبراير 2008بمثابة قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري ،المنشور بالجريدة الرسمية للجمهورية
الجزائرية ،عدد ،21الصادرة بتاريخ 23أبريل .2008
4
أما الفقه المغربي 1فيعرف الحجز التحفطي بأنه وضع أموال المدين تحت يد
القضاء وغل يده عن التصرف فيها تصرفا يضر بمصالح الدائنين تمهيدا لنزع ملكيتها
لمصلحة هؤالء اآلخرين واستيفاء حقوقهم من ثمنها ،إذا لم يؤد المدين ما عليه من ديون.
واالجتهاد القضائي المغربي يعرف الحجز التحفظي بكونه إجراءا احترازيا يلجأ
إليه الدائن لضمان حقه في مواجهة مدينه وينتهي مفعوله بمجرد تحويله لحجز تنفيذي.2
ومن خالل هذه التعاريف يتبدى أن الحجز التحفظي يختلف عن التأمينات المنصبة
على العقارات ،فهاته األخيرة يكون الهدف األساسي منها هو تقوية الضمانات واالستفادة
من حق األولوية عند توزيع ثمن البيع ،بينما الحجز التحفظي يروم إلى منع المدين من
التصرف في أمواله تصرفا يضر بالدائنين 3كما أنه يختلف اختالف جوهريا عن الحجز
التنفيذي.
فالحجز التنفيذي يرمي باإلضافة إلى ضبط المال المحجوز ،بيع هذا المال حتي
يحصل على حقه من ثمنه.5
ومن خالل هاته التعاريف يتبين أن الحجز التنفيذي يتميز عن الحجز التحفظي في
النقط التالية:
1
عبد العزيز توفيق "شرح قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي" ،الجزء الثاني ،مطبعة المعارف الجديدة ،الدار البيضاء ،الصفحة .299
2
قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم 1395الصادر بتاريخ 2008/10/08ملف عدد .2008/826
3
الرجراجي زكريا":منازاعات الحجز العقاري" ،الطبعة األولى ،السنة ،2012ص31:
4
إبراهيم أحطاب " الحجز التنفيذي في قانون ا لمسطرة المدنية" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،جامعة القاضي عياض ،مراكش
،1999/1998ص.11 :
5
نبيل عمر وأحمد هندي " :التنفيذ الجبري ،قواعد وإجراءاته" ،دار الجامعة الجريدة السنة ،2003ص.375 :
5
الحجز التنفيذي يؤدي إلى نزع الملكية أي بيع العقار أو المنقول في حين
يعتبر الحجز التحفظي مجرد ضمانة فقط لدى الدائن لمنع المدين من
التصرف في أمواله.
يرتكز الحجز التنفيذي على العلنية من خالل مقدمات التنفيذ كتبليغ السند
التنفيذي وعملية إشهار البيع الجبري ،في حين يقوم الحجز التحفظي على
المباغتة ،فهو ال يتطلب تبليغه للمحجوز عليه ،بل فقط وضع المال بيد
القضاء أو تسجيل الحجز بالرسم العقاري إذا كان العقار محفظا وفي السجل
الخاص المنصوص عليه في الفصل 455من ق.م.م إذا كان العقار غير
محفظ.1
الحجز التنفيذي يغل يد المدين بشكل نهائي ،أما الحجز التحفظي أقل قساوة
من األخير ،حيث ال يمنع المحجوز عليه من استعمال واستغالل المال محل
الحجز وتميز الحجز التحفظي عن الحجز التنفيذي هو ما جعل المشرع
يستلزم عدة شروط حجز دون اآلخر.
1
راجع الفصل 455من ق.م.م.م.
6
المدين المحجوز عليه ،يجب عليه أن تتوفر فيه شروط رفع الدعوى من صفة ومصلحة
وأهلية ،كما انه في حالة وجود خلف للدائن ،فبإمكانه القيام بالحجز نيابة عن الدائن نفسه.
وإذا تعلق األمر بوكيل اتفاقي ،فعلى هذا األخير إثبات صفته كوكيل عن الطرف
الدائن ،لذلك يتعين أن تكون الوكالة كتابية.
أما الشروط المتعلقة بالمحجوز عليه فتتمثل في الصفة أي أن تكون مدينا لطالب
الحجز وكذا األهلية ،هاته األخيرة اعتبر الفقهاء أن األهلية التامة غير مطلوبة في المحجوز
عليه ،ألن انعدام أو نقصان األهلية ال يصح سببا شرعيا وقانونيا لدفع المدين ديونه ،وكون
اإلجراءات يمكن أن توجه إلى من يقوم مقام ناقص األهلية أو عديمها.1
كما أنه يوجد شرط المال محل الحجز ،فإذا كان القانون الفرنسي ونظيره المصري
حصر محل الحجز التحفظي في مجرد المال المنقول ،ومن تم فهو ال يرد على العقارات،
فإن المشرع المغربي ذهب على عكس ذلك بحيث أورد الحجز التحفظي في الفرع األول
من الباب الرابع بعنوان حجز المنقوالت والعقارات.
ولئن كانت أموال المدين ضمانا عاما للدائنين ،فإن المشرع المغربي حمى المدين
من حجز الحد األدنى لمعيشته ،وجعل األشياء التي يراها ضرورية لمعيشة المدين وأسرته
خارج نطاق الحجز.2
وهاته األشياء نص عليها المشرع على سبيل الحصر في المادة 458من قانون
المسطرة المدنية من بينها:
7
كما أن المادة 407من مدونة الشغل الصادرة سنة 2003تنص على أنه ال يمكن
الحكم بحجز المنقوالت والعقارات الالزمة الجتماعات النقابة.
أما فيما يتعلق بالحق الذي يطالب به الدائن والذي من أجله يرخص الحجز فإنه
يشترط فيه أن يكون حقا ظاهرا ،إذ أن المشرع المغربي دهب إلى حماية الدائن إلى حد أبعد
من المشرع المصري الذي يشترط أن يكون الحق محقق الوجود.1
إال أنه ومع تأكيد المشرع المصري على ضرورة أن يكون محقق الوجود فإن
الفقه المصري كان له تفسير آخر لهذا النص القانوني ،فكمال عبد الواحد الجوهري يقول
أنه توجد معايير في هذا الصدد ،منها معيار يكتفي بكون الحق قائما بأساسه دون أن يكون
ثاب تا بصورة يقينية ،ومنها معيار يكتفي بكون الحق محقق الوجود من حيث أساسه أي من
حيث مصدره ،األمر الذي يعني في كل األحوال جواز توقيع الحجز التحفظي ولو كان حق
الدائن محل نزاع.2
وهذا الموقف الفقهي سايرته محكمة النقض المصرية ،إذ قضت بأن المنازعة الغير
جدية في الدين ال أثر لها في اعتبار محقق الوجود متى كان ثابتا بسبب ظاهر ،وعلى الدائن
طالب الحجز التحفظي أن يثبت فقدان ضمان حقه.3
وفي األخير يالحظ أن المشرع المغربي لم يستلزم شرط حلول األجل عكس
المشرع المصري الذي اشترط ذلك ،بالرغم من تناقض هذا الشرط مع طبيعة الحجز
التحفظي ،ألن انتظار الدائن حتى يحل أجل حقه يعرضه لمخاطرة تهريب المدين ألمواله،
وهو ما يتعارض مع هدف الحجز.
ولإلشارة فإن إيقاع الحجز التحفظي على العقار ،ال يمكن االستجابة له إال إذا كان
العقار قابال للتنفيذ عليه ،إذ أن األمالك العامة للدولة ال يجوز الحجز عليها وهي األمالك
1
تنص الفقرة األولى من المادة 319من قانون المرافعات المصري على أنه ال يوقع الحجز التحفظي في األحوال المتقدمة إال اقتضاء الحق
محقق الوجود وحال األداء.
2
كمال عبد الواحد الجوهري":التنفيذ الجبري في قانون المرافعات المدنية والتجارية" دار محمود للنشر والتوزيع ،طبعة .2013الصفحة.138 :
3
نقض ،1978/4/6السنة 45القضائية رقم ،806أشار إلى هذا القرار كمال عبد الواحد الجوهري في كتابه السابق ذكره ص.139 :
8
التي تستغل من طرف العموم ويمنع تفويتها أو التصرف فيها كالقناطر و الطرق العمومية
والشواطئ واألنهار.
إنه ولكي يستطيع الدائن التنفيذ على أموال المدين يتعين باإلضافة إلى توافر شروط
رفع الدعوى من صفة ومصلحة وأهلية أن يكون الدين مؤكدا ومستحق األداء ،عكس الدين
محل الحجز التحفظي الذي يكفي فيه أن يكون له ما يبرره ويظهر أن له أساس ،حتى ولو لم
يكن محددا إال على وجه التقريب.1
كما أن الحجز التنفيذي ال يكون إال للدائن الذي بيده سند تنفيذي عكس الحجز
التحفظي الذي يثبت حتى للدائن الذي يحمل مجرد سند عرفي كاألوراق التجارية.
والحديث عن السندات التنفيذية 2يستدعي التطرق إلى أنواع السندات التي نص
المشرع عليها ،والتي تشترك في كونها تمثل تأكيدا قويا للحق الموضوعي الذي تتضمنه،
حيث تعطي للمراكز القانونية ألطراف السند وضعا ثابتا يغلب معه احتمال رجحانه عند أي
منازعة الحقة مما يشكل ضمانه مهمة للدائن في اإلسراع بتحصيل حقوقه.
واألعمال القانونية ذات القوة التنفيذية نوعان :أعمال قضائية كالعقود في األحكام
والقرارات واألوامر والمحاضر وأخرى غير قضائية كالعقود الموثقة وكذا الشهادة الخاصة
بتقييد الرهن المسلمة من طرف المحافظ العقاري.
1
المعزوز البكاي ،م.س .ص.121 :
2
السند التنفيذي هو عمل قانوني يتخذ شكال معينا ويتضمن تأكيدا لحق الدائن الذي يريد االقتضاء الجبري ،أو هو الورقة التي أعطاها القانون
صفات محددة وشروط خاصة تجعلها صالحة ألن تكون هي األساس الذي عليه يمكن البدء في التنفيذ الجبري.
9
وإذا كان هذا بخصوص شروط الحجز التحفظي والتنفيذي ،فماذا عن الشكليات
والمساطر على طالب الحجز القيام بها من أجل ضمان التنفيذ الجبري لألحكام والعقود.
ينص الفصل 452من قانون المسطرة المدنية على أنه":يصدر األمر المبني على
الطلب بالحجز التحفظي من رئيس المحكمة ،ويحدد هذا األمر ولو على وجه التقريب مبلغ
الدين الذي رخص الحجز بسببه ويبلغ هذا األمر وينفذ على الفور".
وبخصوص الطريقة التي يتم بها هذا الحجز ،فينص الفصل 455أنه إذا وقع
الحجز التحفظي على منقوالت توجد في حوزة المنفذ عليه ،يقوم عون التنفيذ بحصرها
وترقيمها في محضر ،وإذا تعلق األمر بحلي أو أشياء ثمينة يتعين أن يتضمن المحضر بقدر
اإلمكان وصفها وتقدير قيمتها باعتبارها أشياء قيمية.
والحجز التحفظي من حيث المضمون هو قرار وقتي ينفذ معجال ،وال بد من توفر
شروط االستعجال للموافقة على طلبه وهو مخالفة ضياع حق الدائن بسبب تصرف المدين
في أمواله تصرفا يضر بحقوق الدائن فيضعف من الذمة المالية للمدين.1
وإذا وقع الحجز على أصل تجاري سواء وقع عليه بمجموعة كوحدة اقتصادية أي
عناصره المادية والمعنوية أو على عناصره المادية كالبضائع التي يصنعها أو التي يتجر
فيها أو أدوات العمل ،فإن هذا الحجز يسري على ما وقع الحجز عليه ،وال يمكن لمالك
العقار المستمر فيه األصل التجاري أو الدائيني مالك األصل التجاري وموردي البضائع له
1
المعزوز البكاي ،مرجع سابق ،ص.117:
10
أن يحتجوا ضد هذا الحجز ما لم يكونوا يتوفرون على امتياز خاص بهذه السلع أو
البضائع.1
وإذا تعلق الحجز التحفظي بعقار محفظ أو في طور التحفيظ ،فإن االمر الصادر به
،يوضع بالمحافظة العقارية لتسجيله بالرسم العقاري ،بسعي من المستفيد منه .
أما إذا كان العقار غير محفظا ،فإن محضر الحجز يحدد بيان مكان وجوده و
حدوده و مساحته ،وترسل نسخة من االمر بالحجز و المحضر بواسطة عون التنفيذ إلى
2
رئيس المحكمة اإلبتدائية قصد تقييده بسجل خاص".
ولخطورة الحجز التحفظي و خاصة إذا وقع على عقار محفظ ،إذ يشل حركة
التصرف فيه و يجعل كل مقبل على التعامل فيه بتخوف ،مما يترتب على الحجز العقاري
من مشاكل ،فإنه يتعين على رئيس المحكمة الذي يصدر أمرا بالحجز التحفظي على العقار
المحفظ أن يتأكد من الوثائق المدلى بها من طرف الطالب و أن يتأكد من رجحان الحق
3
المدعى به و ثبوته .
وفي حالة ما إذا كانت المنقوالت و العقارات التي يملكها المنفد عليه و الصادر
ضدها األمر بالحجز التحفظي في حوزة الغير و يقوم عون التنفيذ تبليغ األمر لهذا األخير
4
الذي يعتبرحارسا للمنقول أو العقار المحجوز عدا إذا اختار تسليمه للعون
1
عبد العزيز توفيق":موسوعة قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي" ،الجزء الثالث سنة ،2011ص.1080 :
2
راجع بالفصل 455من قانون المسطرة المدنية .
3
المعزوز البكاي ،مرجع سابق ،ص. 118:
4
راجع الفصل ، 456من ق م م .
11
يعد التنفيذ أهم المراحل التي تمكن صاحب الحق من اقتضاء حقه ،ولضمان صحته
البد من إحترام مجموعة من اإلجراءات و القواعد القانونية التي تختلف حسب ما إذا كان
المال محل الحجز منقوال أو عقارا .
يراد بالحجز التنفيذي على المنقوالت :التنفيذ على المنقوالت المادية التي توجد
بحوزة المنفد عليه و المملوكة له و التي يضعها القضاء بين يديه إلى أن يتم بيعها بالمزاد
1
العلني آلقتضاء حق الحاجز من ثمنها .
ومباشرة إجراءات الحجز التنفيذي ال يمكن أن يتم إال بعد احترام عدة قواعد شكلية
مسطرة منها:
ضرورة تبليغ المدين بالحجز من أجل العمل على إبراء ذمته وتنفيذ
التزاماته
إمكانية بقاء األشياء المحجوزة ،باستثناء النقود ،تحت حراسة المنفذ عليه
إذا وافق الدائن على ذلك أو تسليمها إلى حارس بعد إحصائها ،والحارس ال
يمكن له استعمال األشياء المحجوزة لمصلحته ،إال إذا أذن له األطراف
بذلك.
بيع األمتعة المحجوزة بعد حصرها بالمزاد العلني حسب مصلحة الدائن
ويقع البيع بعد انتهاء أجل 8أيام من يوم الحجز ،ما لم يتفق على خالف
ذلك أو حدث وقائع استلزم معها ضرورة تغيير أجل تاريخ البيع.2
ويقع البيع في أقرب سوق عمومي بعد إحاطة العموم بتاريخ و مكان
المزاد.
1
الطيب برادة ،مرجع سابق ص. 388:
2
راجع المادة 462من ق.م.م.
12
وفي حالة ما إذا كان للدائنين حق التنفيذ الجبري على المنقوالت ثم حجزها مسبقا،
فال يمكن لهم إال التدخل على وجه التعرض بين يدي العون المكلف بالتنفيذ من أجل توزيع
األموال إال أنه في حالة ما إذا كان الحجز الثاني أوفر من األول فيضما معا من أجل توزيع
األموال المتحصلة منهما.1
لإلشارة فإن ادعاء ملكية المنقوالت المحجوزة وكذا صدور أمر بالتأجيل من رئيس
المحكمة ،يتعين معه على هؤالء االغيار تقديم طلب االستحقاق إلى محكمة مكان التنفيذ
داخل 8أيام من صدور األمر األول ،وإال فستتواصل اإلجراءات.2
نتيجة ألهمية العقار مقارنة بالمنقول ،خصص المشرع المغربي إجراءات متميزة
للحجز التنفيذي الواقع عليه وذلك في الفصول من 469إلى 487في قانون المسطرة
المدنية.
ويكرس الفصل 469من قانون المسطرة المدنية مبدأ أساسيا مفاده أن البيع الجبري
للعقارات ال يقع إال عند عدم كفاية المنقوالت ،اللهم إال إذا كان المدين مستفيدا من ضمان
عيني ،وذلك بالنظر ألهمية العقار االقتصادية واالجتماعية.3
إنذار عون التنفيذ المدين بمبلغ الدين من أجل العمل على إبراء ذمته قبل
البدء في التنفيذ
1
راجع المادتين 466و 467من ق.م.م.
2
راجع المادة 468من قانون المسطرة المدنية.
3
عبد الكريم الطالب "الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية" ،طبعة أبريل 2013ص.399 :
13
اإلشارة إلى أن عون التنفيذ أنتقل إلى عين المكان الذي يتواجد به العقار
محل التنفيذ والتأكيد للمدين بضرورة الوفاء بالدين لتفادي إجراءات الحجز
العقاري
بيان موقع العقار وحدوده بصورة حقيقية وطبيعية هل هو عقار محفظ أم
غير محفظ أم في طور التحفيظ؟
حصول عون التنفيذ على رسوم الملكية ممن كانت بحوزته وذلك قبل أن
يبدأ بإجراءات الحجز من أجل أن يطلع المتزايدون.
وإذا صرح المدين بفقدان رسم ملكية عقار محفظ أو في طور التحفيظ ،يصدر
الرئيس أمرا يقضي على المحافظة بتسليم شهادة ملكية أو نسخة من المستندات الموضوعة
تعزيزا لمطلب التحفيظ.1
إذا كان العقار مملوكا على الشياع يتعين على عون التنفيذ إخطار الشركاء في
الملكية بإجراءات التنفيذ ضد شريكهم حتى يتمكنو من المشاركة في السمسرة.2
ويتم تحرير محضر المزايدة الذي يعد سندا للمطالبة بالثمن لصالح المحجوز عليه
وذوي حقوقه ،وكذا السند ملكية لصالح الراسي عليه المزاد.
وفي األخير يتعين اإلشارة إلى أنه إذا ادعى الغير أن الحجز أنصب على عقارات
يملكها ،فبإمكانه إبطال الحجز برفع دعوى االستحقاق من أجل وفق مسطرة التنفيذ ،ويتعين
على طالب االستحقاق أن يقدم دعواه أمام المحكمة المختصة وبدون تأخر مدعمة بوثائقه
وحيث يستدعي المحجوز عليه والدائن الحاجز إلى أقرب جلسة من أجل إبداء
اعتراضاتهما.3
1
راجع الفقرة األولى من الفصل 470من ق.م.م
2
راجع الفصل 473من ق.م.م.
3
راجع الفصل 483من قانون المسطرة المدنية.
14
المطلب الثاني :األحكام العامة للحجز االرتهاني والحجز االستحق اقي
لم يقتصر المشرع المغربي على تناول الحجز التنفيذي والحجز التحفظي بالتنظيم،
وإنما خصص عدة فصول لنوعين آخرين من الحجوزات يتمثالن في الحجز االرتهاني
والحجز االستحقاقي ،والمالحظ أن تنظيم الحجزين المذكورين إنما قام به المشرع لضمان
حقوق دائنين من نوع خاص ،وهكذا نجد أن المشرع فتح الباب أمام المكري ليمارس الحجز
االرتهاني ضمانا لألكرية التي يستحقها ،كما سمح لكل من يدعي ملكية أو حيازة أو ضمانا
على شيء منقول في حيازة الغير بمباشرة الحجز االستحقاقي تجنبا لتلف هذا الشيء
ولإلحاطة بالموضوع سنقوم أوال بتحديد مدلول كل من الحجز االرتهاني واالستحقاقي ثم
الشروط وأخيرا اإلجراءات وذلك عبر الفقرات اآلتيى:
وحسب بعض الفقه ،فإن الحجز االرتهاني حجز قديم وخاص وهو في نفس الوقت
إجراء تحفظي وتنفيذي من خالله يتمكن المالك والمتنفع والمكتري األصلي للعقار أو
األرض الفالحية من حجز وبيع بعد الحكم بالتصحيح ،المنقوالت المتواجدة بالعقار المكري
أو األرض المكتراه والتي يقع عليها حق االمتياز لصالحه طبق للمادة 1250ق.ل.ع كما
يقع الحجز االرتهاني أيضا على المنقوالت التي نقلها من العقار المكتري بدون رضى
المكري.1
1
سعاد سامع ،ال ححجز االرتهاني وقواعد وتطبيقاته بحث لنيل دبلوم دراسات العليا المعمقة 1999الدار البيضاء ،ص14 :
15
ثانيا :مدلول الحجز االستحقاقي
نظم المشرع المغربي في الفصول من 500إلى 503من ق.م.م ،وهدا يعني كما
هو الحال بالنسبة االرتهاني أن الحجز االستحقاق لم يحظ بتنظيم تشريعي متكامل بل
مقتضب ،األمر الذي يستوجب عند االقتضاء الرجوع إلى القواعد العامة المنظمة للحجز
التحفظي والتنفيذي.1
وحسب بعض الفقه ،فإن الحجز االستحقاقي هو من الحجوز التحفظية الهدف منه
منع الحائز لمنقوالت من التصرف فيها تصرفا يضر بمن له الحق عليها ،كالمكري على
المنقوالت من التصرف فيها تصرفا يضر بمن له الحق عليها ،كالمكري على المنقوالت أو
المحاصيل الفالحية الموضوعية في العقار الذي أكراه ،أو المكري ألصل تجاري مجهر
"التسيير الحر" قبل نهاية مدته ،فالمكري في الحالتين يمكن له في حالة ما إذا نقلت األشياء
التي لها حق التتبع أو خاف عليها من ضياع ،أن يتقدم إلى رئيس المحكمة ،أو في نطاق
األمر بناء على طلب وضع هذه األشياء تحت يد حارس إلى نهاية النزاع مع بيان هذه
المنقوالت مدعي استحقاقها وسبب الحجز عليها.2
وهكذا نجد أن الحجز االستحقاقي يختلف عن الحجز االرتهاني في كون هذا األخير
يتم بإذن من رئيس المحكمة أما الحجز االستحقاقي فيتم بناء على أمر من الرئيس ذاته،
باإلضافة أن الحجز االستحقاقي يقع على األشياء المنقولة التي توجد في حيازة الغير بينما
يقع الحجز االرتهاني على المنقوالت التي توجد في حيازة الغير بينما يقع الحجز االرتهاني
على المنقوالت التي توجد في حيازة المكتري ويشترك هذين الحجزين في كونهما ال يردان
على العقارات.3
هذا فيما يخص المدلول أما الشروط سنخصصه في الفقرة الثانية وذلك بالحديث
عن شروط كل حجز على حدى.
1
البكاي المعزوز ،مرجع سابق ،ص.138 :
2
عبد العزيز توفيق ،مرجع سابق ص138 :
3
يونس الزهري ،الحجز لدى الغير في القانون المغربي ،سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة الطبعة األولى ،2004 ،ص.43 :
16
17
الفقرة الثانية :شروط الحجز االرتهاني واالستحق اقي
لكل من الحجزين شروط خاصة به لدى سنحدد شروط الحجز االرتهاني (أوال) ثم
الحجز االستحقاقي (ثانيا).
يظهر من هذه الفقرة أن أهم الشروط الموضوعية االزمة اليقاع الحجز االرتهاني
أن يكون طالبه أو بأية صفة أخرى كما أن المحجوز عليه ال يمكن أن يكون سوى المكتري
وهذا الطرح يجد مرجعيته التشريعية في مقتضيات الفصل 497من ق.م.م ،غير أن
اإلشكال الذي يمكن طرحه بهذا الخصوص هو مدى اشتراط المشرع صحة عقد الكراء
الذي يعد أساسا لمباشرة هذا النوع من الحجوز؟ أم أن النظر إلى مسألة صحة العقد تبقى
ثانوية وعديمة الفائدة؟
فبالرجوع إلى قانون االلتزامات والعقود نحد أن عقد الكراء ال يرتب آثاره إال إذا
كان قائما صحيحا ومستوفيا لكافة أركانه وشروط صحته أما في المجال المسطرية فإنه ليس
هناك ما يمنع من أن تستجيب المحكمة أو الجهة المختصة (الرئيس مثال) لطلب إيقاع
الحجز االرتهاني إذا أدلى الطالب في طلبه أنه المكري وأن ضمان المستحقان الكرائية
تستلزم تقديم مثل هذا الطلب وما على المطلوب أي المراد الحجز على أمواله أو أمتعته إال
أن يدفع ببطالن العقد وبالتالي انعدام صفه للطالب في القيام بهذا اإلجراء.1
أن ينصب الحجز على المنقوالت :إن أهم مالحظة يمكن إبداؤها على الفصل 497
في أن المشرع لم يتحدث إطالق عن إمكانية إيقاع الحجز االرتهاني على العقارات التي
1
عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص495 :
18
يمكن للمكتري أن يمتلكها ،ومن ثم فهذا النوع من الحجوزات يقتصر فقط على المنقوالت
بشتى أنواعها سواء كانت في شكل أمتعة أو منقوالت أو ثمار كائنة في العقار المكري أو
موجودة في األرض محل الكراء وسواء كانت أثاثا للدار أو مستعملة في االستغالل
الزراعي.1
كإجابة عن هذه التساؤالت يمكن القول أن المشرع غلب عليه الطرف األول ،إذا
انطلق من كون العالقة األصلية بين طالب الحجز والمحجوز عليه هي عالقة كرائية ومن
ثم تكون المنقوالت أهم وسيلة لضمان األكرية المستحقة هذا فضال عن ان المنقوالت تقدم
دائما على العقارات في مسطرة الحجز.
إذا كان المكري يتمتع بحق إيقاع الحجز االرتهاني على المنقوالت واألمتعة
والثمار التي يملكها المكتري فإنه قد تطرح مسألة تزاحمه مع غيره من الدائنين الذين قد
يطالبون بإيقاع الحجز التحفظي والتنفيذي عليها فتصبح حقوقه مهددة ألنه بأولوية تلقائية
وإنما ينظر إلى معايير تقديم دائن على آخر وإذا كان األمر كذلك فإن المكري وخلف لما
سبق يتمتع بحق امتياز على األثاث المستعمل للدار أو المستغل في المجال الزراعي من قبل
المكتري إذا قام هذا األخير ينقلها بدون رضا المكري.2
1
عبد الكريم الطالب مرجع سابق ،ص.497 :
2
حميد بلمكي ،طرق التنفيذ الجبري األحكام المدنية www.Lpin.on.ma
19
ثانيا :شروط الحجز االستحقاق
ينص الفصل 500من ق.م.م على ما يلي ":يمكن لكل شخص يدعي حق الملكية
أو حيازة قانونية أو ضمانا على شيء منقول في حيازة الغير أن يعمل على وضع هذا شيء
تحت يد القضاء تجنبا لتلفه "....يظهر من هذه الفقرة أن أهم شرط أساسي لمباشرة الحجز
االستحقاقي أن يكون الشخص الطالب للحجز مدعيا الملكية أو حيازة قانونية أو ضمان
عيني على شيء منقول في حيازة الغير.
يتعلق األمر بإجراء تحفظي للحفاظ على حق قبل المطالبة بإرجاع الشيء ،الذي
يخشى ضياعه ،فيتعلق األمر إذن تتبع بكل معنى الكلمة في مادة المنقوالت يمكن أن تثار
هذه الدعوى ليس فقط من طرف مالك الشيء بل كذلك من طرف دائن ارتهاني أو بصفة
عامة من طرف كل شخص كانت له الحيازة القانونية لشيء المختلس (إيداع إجباري مثال).
يمكن أن يكون إذن موضوع الحجز االستحقاقي شيء ضائع أو مسروق وموجود
بين يدي حائز عادي أو حائز سيء النية.
يمكن أن نجيز كذلك دعوى البائع مع األداء في الحال ضد المشتري الذي تسلم
الشيء المباع دون أداء ثمنه بنية اإلضرار بالبائع.1
حسب الفقرة األولى من الفصل 500من ق.م.م ،يمكن لكل شخص يدعي ضمانا
على شيء منقول في حيازة الغير أن يباشر الحجز االستحقاقي ،انطالقا من هذه المقتضيات
يمكن إبداء المالحظات:
1
أدولف ربيولط ،قانون المسطرة المدنية في شروح تعريب إدريسملين منشورات جمعية ثنمية البحوث والدراسات القضائية مطبعة دار النشر
للمعرفة ص.414 :
20
تتمثل في أن المشرع كان واضحا وهو يصوغ هذه الفقرة فيما يتعلق بادعاء
الضمان ،فهو بقصد باألساس وعلى وجه التحديد الضمان المتعلق شيء منقول في حيازة
الغير ،وتبعا استبعاد االدعاءات المتعلقة بضمانات األشياء العقارية الموجودة سواء تعلق
األمر بالعقارات بالطبيعة أو بالعقارات بالتخصيص.
ومن ثم المالحظا ت أيضا تلك التي تمكن في أن الفقرة المشار إليها لم تبين طبيعة
الضمان ،هذا علما أن الضمانات على نوعين ،ضمان شخصي ويعرف بالكفالة ،وضمان
عيني ،يرد على العقار وعلى المقول على حد سواء 1أما بخصوص المشرع المصري فقد
اعتمد على ثالثة شروط وهي:
إن الحديث عن هذه الشروط يدفعنا إلى معرفة اإلجراءات التي يمر يطبق بشكل
صحيح وذلك من خالل الفقرة اآلتية
1
عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ص.464:
2
كمال عبد الواحد الجوهري ،مرجع سابق ،ص.14-13 :
21
وينص الفصل 499على ما يلي":يطلب الحجز االرتهاني بمقال وفقا إلجراءات
الحجز التنفيذي ويمكن تعيين المحجوز عليه حارسا" ،من خالل تفكيك عبارات هذا النص
يتضح أن إجراءات الحجز االرتهاني هي نفسها تلك المتبعة في الحجز التنفيذي ،لكن
االختالف بينهما يتمثل في كون الحجز االرتهاني يقع على المنقوالت على خالف الحجز
التنفيذي الذي يرد على المنقوالت والعقارات وهكذا تطبق مقتضيات الفصول 460إلى
468من ق.م.م إذ يتم الحجز عليها بضرورة حصرها ووصفها وصف دقيق في محضر
ينجزه عون التنفيذ بعد أداء الرسوم القضائية لمباشرة التنفيذ وذلك طبق للفصلين 455و
456من ق.م.م.1
ويجرى هذا الحجز بطلب من المكري يقدم إلى رئيس المحكمة االبتدائية وبنفس
الشكليات التي بها للحجز التنفيذي.
يمكن أن يعين المحجوز عليه حارسا ،ألن هذا يبدو وطبيعيا نظرا لكون األشياء لم
تتغير من مكانها وفي حالة تعرض دائن يعين حارسا آخر.2
وكما رأينا سابقا فإن الحجز التنفيذي يتم بناء على أمر يصدره رئيس المحكمة
االبتدائية بصفته تلك ،فإن الحجز االرتهاني يتم بإذن من الرئيس ذاته ،واإلذن كما هو معلوم
يختلف عن األمر ،فاألمر إما قضائي أو والئي في حين أن اإلذن أقرب إلى الطبيعة
اإلدارية ومن ناحية أخرى يتميز الحجز االرتهاني وخالف للحجز التنفيذي المحال على
إجراءاته في الفصل 499من ق.م.م بخصوصية في غاية األهمية ،وهي أن التنفيذ على
األشياء المحجوزة ببيعها يتم تلقائيا بعد استكمال اإلجراءات المنصوص عليها قانونا ،بل ال
بد من تصحيح هذا الحجز ،والتصحيح كما هو واضح من خالل الفقرة األخيرة من الفصل
499من ق.م.م يتم بواسطة حكم موضوعي تصدره المحكمة االبتدائية لمحل الذي أقيم
قيما الحجز بحضور المدين أو بعد استدعائه بصفة قانونية.
1
ادولف ربيولط ،مرجع سابق ،ص.413 :
2
الطيب برادة ،مرجع سابق.
22
وقد جاء في أمر صادر عن رئيس المحكمة بالدار البيضاء ،أنه بناء على الطلب
المقدم من طرف نائب المدعي والرامي إلى إجراء حجز ارتهاني والذي يعرض فيه أمر
السيد ،وأن المكتري امسك عن أداء الكراء منذ تاريخ 1997إلى اليوم مما تخلد في دمته
مبلغ ...وأنه أندره طبقا لمقتضيات الفصل 8من ظهير 25دجنبر 1980ورفع مواجهته
دعوى األداء واإلفراغ.
وأن ه بلغ إلى علمه أنه المكتري يستعد إلخالء كل المنقوالت واألثاث المتواجدة في
المحل المؤجر احتماال للهرب من كل حجز قد يقع ضده وبناء على األسباب المذكورة
وعلى مقتضيات الفصل 148لهذه األسباب تأمر بإجراء حجزا ارتهاني على كل األثاث
والمنقوالت والسيارات المتواجدة في المحل المؤجر عن طريق الكراء المستحق للعارض
1
والذي يبلغ...
"يجب أن يقدم إلى رئيس المحكمة االبتدائية للمحل الذي يتعين إجراء الحجز فيه.
يجب أن يبين المقال ولو على وجه التقريب المنقوالت المدعي استحقاقي وأسباب
الحجز وتعين الشخص الذي يلزم أن ينصب عليه عندما يصدر رئيس المحكمة االبتدائية
أمرا يأذن فيه بالحجز ويبلغ إلى حائز األشياء ضمن الطرق العادية".
يستنتج من هذا الفصل أن طلب إيقاع الحجز االستحقاقي يتم بواسطة مقال يقدم إلى
رئيس المحكمة االبتدائية المختصة ،وهذا يفيد أن مثل هذا الطلب ال يمكن سلوك المسطرة
الشفوية ،وإنما ال مناص من االلتزام بالمسطرة الكتابية.2
1
حكم صادر عن المحكمة االبتدائية دار البيضاء الملف عدد 98/30/80سنة .1998
2
عبد الكريم طالب ،مرجع سابق ،ص.465 :
23
ويمكن أن تثار هذه الدعوى ليس فقط من طرف ما لم الشيء بل كذلك من طرف
دائن ارتهاني أو بصفة عامة من طرف كل شخص كانت له الحيازة القانونية للشيء
المختلس (إبداع إجباري مثال).1
وأضافت الفقرة الثالثة بيانات خاصة مرتبطة بطبيعة طلب الحجز االستحقاقي
يتعلق األمر المنقوالت المدعى استحقاقها وأسباب الحجز وتعيين شخص الذي يلزم أن
ينصب عليه عنده.
وهكذا نجد أن المشرع حسم األمر وأن يتعلق بالمنقوالت ما دام البيان الذي يضمنه
المقال حول الشيء المدعى استحقاقها ،يتحدث عن المنقوالت دون العقارات.
وبالرجوع إلى الفقه المغربي فإنه يجد أن هذا المنحى غير سليم ألن حق الملكية
والحيازة والضمانات العينية ترد على العقارات كما ترد على المنقوالت بل إنها أكثر أهمية
متى تعلق بالعقارات وإذا كان المشرع يقصد بالفعل منقوالت فقط فإنه كان عليه عنونه
الباب السابع بالحجز االستحقاقي في المنقول ،بدل تركه عاما يجب الحجز االستحقاقي على
العقارات أيضا ،يضاف إلى ذلك أن االقتصار على المنقوالت سيؤدي إلى حرمان أصحاب
الحقوق العقارية من ممارسة مثل هذا النوع من الحجوز.
وبعد توصل الرئيس بالمقال وفحص جوانبه ،يصدر أمره القاضي بإذن بالحجز
الواجب تبليغه لحائز األشياء وفق الطرق العادية المنصوص عليها في الفصول 37و 38
و 39من قانون المسطرة المدنية.2
1
ادولف ربيولط ،مرجع سابق ،ص.414 :
2
عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ص 465 :وز 466
24
المطلب الثالث :النظام الق انوني للحجز لدى الغير
سيتم التطرق في هذا المطلب إلى مفهوم حجز ما للمدين لدى الغير وذلك من خالل
تبيان مفهومه وطبيعته القانونية (الفقرة األولى) والشروط التي يجب توفرها الحجز ما
للمدين لدى الغير (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى:
بداية سنبين مفهوم هذا الحجز (أوال) ثم طبيعته القانونية (ثانيا).
1
القانون رقم 53.95القاضي بإحداث المحاكم التجارية حيت ينص المادة 20منه "يمارس رئيس المحكمة التجارية اختصاصات المسندة إلى
رئيس المحكمة االبتدائية بموجب قانون المسطرة المدنية وكذا االختصاصات المخولة له في المادة التجارية.
-والمادة " 21يمكن لرئيس المحكمة الت جارية بصفته لألمور المستعجلة وفي حدود اختصاص المحكمة أن يأمر بكل التدابير ال تمس أية
منازعة جدية إذا كان النزاع معروضا على محكمة االستئناف التجارية مارس هذه المهام رئيسها األول ،يمكن لرئيس المحكمة التجارية
ضمن نفس النطاق رغم وجود منازعة جدية أن يأمر بكل التدابير التحفظية أو بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه لدرء ضرر حال أو لوضع
حد الضطراب ثبت جليا أنه غير مشروع"
2
القانون رقم 41.50المحدث بموجب المحاكم اإلدارية المادة " تطبق اإلدارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص قانون على
خالف ذلك".
-المادة " 19يختص رئيس المحكمة اإلدارية أو من بينه عنه بصفته قاضيا للمستعجالت واألوامر القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية
والتحفظية".
25
ثانيا :الطبيعة القانونية للحجز لدى الغير
لقد انقسم الفقهاء بخصوص الطبيعة القانونية للحجز لدى الغير إلى ثالث اتجاهات:
ذهب الرأي األول إلى اعتباره ذا طبيعة تحفظية ألنه هدف إلى التحفظ على أموال
المدين لدى الغير ،والرأي الثاني اعتبره ذا طبيعة تنفيذية على أساس أنه ال يهدف إلى
التحفظ فقط على أموال الم دين لدى الغير وإنما يتبعه مباشرة التنفيذ الجبري بناء على الحكم
القابل للتنفيذ ،أما الرأي الثالث اعتبره ذات طبيعة مزدوجة والمشرع المغربي ذهب إلى
اعتباره ذات طابع مختلط 1أي مزدوجة الفصل .2"419
ومن مميزات هذا النوع من الحجوزات بأنهن إجراء مؤقت ومفاجئ ويتضمن
الدائن (الحاجز) ومدينة المباشرة (المحجوز عليه) ثم مدين مدنية ( الغير المحجوز لديه)
3
وأخيرا المال أو الشيء المحجوز ،فبالنسبة للحاجز وبالنظر إلى مقتضيات الفصل 488
من ق.م.م نالحظ أن الحجز هو كل دائن عادي أو صاحب امتياز كالمؤسسة البنكية
ويشترط أن يكون ذا أهلية وصفة.
والمحجوز عليه هو المدين أن يكون للحاجز (الدائن) بمبلغ من المال وهو الذي
يوقع الحجز ضده ،والمحجوز لديه هو الشخص المدين للمحجوز عليه وأخيرا الدين محل
الحجز لدى الغير هو المال الذي يكون مهددا يخطر محتمل من قبل المدين كشخص ذاتي أو
اعتباري يخضع للقانون وأورد أيضا الفصل 488اإلستثناءات الواردة على هذا الحجز.
1
د ،البكاي معزوز ،مرجع سابق ص129 :
2
الفصل 491من ق.م.م ،ينص على ما يلي " يتم حجز ما للمدين لدى الغير بناء على سند تنفيذي أو بأمر يصدره رئيس المحكمة االبتدائية بناء
على طلب بشرط الرجوع إليه عند وجود الصعوبة".
3
الفقرة األولى من الفصل 488ينص على ما يلي":يمكن لكل دائن ذاتي أو اعتباري يتوفر على دين إجراء حجز بين يدي الغير بإذن من القاضي
على مبالغ ومستندات لمدينة والتعرف على سيليمها".
26
الفقرة الثانية :شروط الحجز لدى الغير
لقيام الحجز لدى الغير ال بد من توفر عدة شروط ،هذه الشروط منها ما يتعلق بدين
الدائن ثابت وإذن القاضي فضال عن وجود سند تنفيذي أو أمر رئيس المحكمة وهذا ما
تطرق إليه الفضالن 488و 491من ق.م.م.
واستخالص من الفصل 488فقد" ،ثم اإلقرار الدين هو شرط جوهري إذ يجب أن
يكون محققا وقت ممارسة الحجز ويجب أن يكون نفذ أو يقدر من طرف القاضي ،ويجب
أن يكون الدين حاال ،وال يمكن أن يقع الحجز إال على أشياء منقولة مادية أو غير مادية
(الديون) غير أنه يجب أن تكون هذه األشياء قابلة للحجز" .2والمراد بالدين الثابت هو
3
ومن جانبه حاول القضاء تعريف ثبوت الدين فقد جاء قرار "وجود الدين واستحقاقه
لمحكمة االستئناف بالدار البيضاء بتاريخ 2أبريل 1985ما يلي ":حيث من المقرر قانونا
وقضاء ضرورة توفر الدين الثابت الستصدار الحجز لدى الغير كما ذكرتها الفقرة 1من
الفصل 488من ق.م.م.
والواقع أن تحديد تعريف مسألة ثبوت الدين يعود االختصاص فيها إلى القضاء
والفقه ال للتشريع ألنها تختلف باختالف مالبسات كل قضية وبالتالي ثم االستقرار على أن
ثبوت الدين يعني خلو الدين من النزاع وحلوله واستحقاقه".4
1
د ،عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص .415 :
2
د ،أودلف ريبولط ،مرجع سابق ص.402 :
3
ذ ،خالد علوش ،حجز ما للمدين لدى الغير من الجانب الفقهي والنظري ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون المدين ،نوقشت
بكلية الحقوق بالدار البيضاء سنة 1999/1998ص36 :
4
د ،عبد الكريم الطالب مرجع سابق ص.416 :
27
أما بالنسبة ألمر القاضي فهو أمر ضروري ألن ثبوت الدين غير كاف من أجل
فتح مسطرة الحجز لدي الغير بل يتعين أن يكون هناك إذن من القاضي وبالتالي ففتح هذه
المسطرة محكومة بهذين الشرطين هما وجود دين ثابت والحصول على أمر من القاضي.
أما بالنسبة للشرط الثاني الذي يجب توافره لفتح مسطرة حجز ما للمدين لدى الغير
هي:
وهذا السند يمكن أن يكون حكما قضائيا نهائيا أو حكما أجنبيا مذيل بالصيغة
التنفيذية أو مقررا تحكيميا " ويجب أن يكون محددا ودقيقا ونهائيا ويتجسد هذا عمليا من
خالل تعزيز طالب الحجز لمقاله مثال بشيك ،أو بإقرار أو باعتراف بدين أو حكم.1"....
وفي حالة توفر الحاجز على سند تنفيذي فإنه يجري الحجز لدى الغير بقوة القانون
ودون الحاجة إلى إذن من رئيس المحكمة االبتدائية إذ يوقع الحجز بواسطة عون التنفيذ بناء
على طلب يتقدم به الحاجز إلى رئيس المصلحة وقد ورد في أمر استعجالي للسيد رئيس
المحكمة اإلدارية بالرباط رقم 681ملف رقم 98/584بتاريخ بأنه مادم الحجز لدي الغير
المنجز بناء على سند تنفيذي قد انصب على دين ثابت فإنه يتعين المصادقة عليه انتهي
األمر.
لكن في حالة عدم توفر الدائن سند تنفيذي فإن القانون يعطيه إمكانية إجراء الحجز
على أموال مدينه لدى الغير وذلك بأن يقدم طلبا إلى رئيس المحكمة االبتدائية التي يوجد بها
الموطن الحقيقي أو المختار للمحجوز عليه أو المحجوز مصحوبا بوثائق اإلثبات ويعتمد
1
د ،عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص.416 :
28
الرئيس على سلطته التقديرية في تمحض الحجج المدلى بها وتقدير مدى جدية الطلب ليقبله
أو ليرفضه.
إذن فالحجز لدى الغير يوقع بناء على سند تنفيذي أو يأمر من رئيس المحكمة
االبتدائية حيث يقيم لدى كاتب الضبط.
بعد التطرق إلى مفهوم وشروط حجز ما للمدين لدى الغير سيتم التحدث االن إلى
المسطرة الواجب إتباعها إليقاع هذا الحجز.
إن المشرع أعطى لتبليغ الحجز لدى الغير أهمية خاصة إذ حاول أن يبين ويحدد
إجراءاته حيث يقوم أحد أعوان كتابة الضبط بتبليغ الحجز إلى المدين وكذلك إلى المحجوز
لديه ،1أما إذا تعلق األمر بأجور ومرتبات ففي هذه الحالة يجب أن يقع الحجز بين يدي
صاحب الصندوق في المكان الذي يعمل به المحجوز لديه ،وهذا ما نص عليه الفصل
2492من ق.م.م.
1
د ،عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ص.420 :
2
الفصل 492من ق.م.م" .يبلغ أحد أعوان كتابة الضبط الحجز لدى الغير للمدين ويسلم له نسخة مختصرة من السند إن كان أو نسخة من إذن
القاضي ،ويبلغ الحجز كذلك إلى المحجوز لديه ،أو إذا تعلق األمربأجور أو مر تبان إلى نائبه أو المكلف بأداء هذه األجور أو المرتبات في المكان
الذي يعمل فيه المدين المحجوز عليه ،وينص الحجز على المبلغ الواقع عليه.
29
وبالرجوع إلى الفصل 493من ق.م.م نجد أنه نص على أنه "يفيد الحجز لدى
الغير بكتابة الضبط في تاريخه وتسجيله في سجل خاص".1
أما في الحالة الثانية وهي الحالة التي يتقدم دائنون بطلب من أجل إيقاع نفس الحجز
ثم تقييد هذه الحجوزات بسجل خاص بهذه الكتابة أي كتابة الضبط بإشعار المدين المحجوز
عليه والمحجوز لديه بكل حجز في ظرف 48ساعة وذلك بكتاب مضمون أو بتبليغ بمثابة
تعرض ،وكل هذه األمور تقع قبل أن يقوم الرئيس باستدعاء األطراف لجلسة قريبة خالل 8
أيام الموالية للتبليغات التي ثم التنصيص عليها في الفقرة األولى من الفصل .422
ويكون التبليغ صحيحا حتى وإن ثم طبقا للمقتضيات األخرى المنصوص عليها في
الفصول 237من ق.م.م كالتبليغ بواسطة البريد المضمون أو عن طريق السلطة اإلدارية أو
الدبلوماسية أو عن طريق األعوان.
بعدما يقع تبليغ الحجز واستدعاؤهم من طرف الرئيس يقوم هذا األخير بمحاولة من
أجل اتفاق على توزيع المبالغ المحجوزة لدى الغير فبرجوعنا إلى الفقرة الثانية من الفصل
494تنص على أنه "إذا اتفق األطراف على توزيع المبالغ المحجوزة لدى الغير حرر
محضر بذلك وسلمت فورا قوائم التوزيع 3ففي هذه الحالة ينجح الرئيس في التوفيق والصلح
بين األطراف حول توزيع المبالغ المحجوزة ويأمر في هذه الحالة بتحرير محضر بهذا
الشأن ،يدون فيه ما تم االتفاق عليه وبالتالي فغن إتباع مسطرة االتفاق يعتبر أمرا ضروريا
إذ أن المصادقة على الحجز يجب أن يسبقها مرحلة أساسية وهي االتفاق.
1
أودلف ريبولط ،مرجع سابق ،ص.407 :
2
الفصل 37من ق.م.م ينص "يوجه االستدعاء بواسطة أحد أعوان كتابة الضبط أو أحد األعوان القضائيين أو عن طريق البريد برسالة مضمونة
مع اإلشعار بالتوصل أو بالطريقة اإلدارية.
3
د ،عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص.423 :
30
أما بالنسبة للحالة الثانية وهي فشل الرئيس في التوفيق بين األطراف إما بسبب
الخالف بينهم أو بسبب تخلف أحد األطراف ،فلفي هذه الحالة عند وجود هذه المنازعات
يضطر القاضي من أجل البث في النازلة فيقوم بتأخير القضية إلى جلسة الجديدة يستدعي
األطراف مرة أخرى ويستمع إليهم في مواجهة بعضهم البعض "حول صحة أو بطالن
الحجز أو رفع اليد عن الحجز أو التصريح اإليجابي الذي على المحجوز لديه اإلدالء به إن
لم يسبق له أن قام بذلك أو تحديده في الجلسة ذاتها".1
1
د ،عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص423:
2
عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق /،ص423 :
31
يرجع إسناد مسطرة الحجز لدى الغير إلى محكمة الموضوع حسب الفقرة الثالثة،
من الفصل 494من ق.م.م خالصة فيما يتعلق بدعوى المصادقة على الحجز "ونتيجة
العتبار هذه الدعوى موضوعية فإنها تخضع نفس المقتضيات الواردة في الفصل 18من
ق.م.م حول االختصاص االنتهائي للمحكمة االبتدائية قابلة االستئناف".1
نستخلص من خالل الجهة المختصة بالبت في الحجز لدى الغير يختص بها كل من
رئيس المحكمة االبتدائية الذي يبقى من اختصاصه تقديم طلب يرمي إلى إيقاع الحجز
وكذلك هناك جهة ثانية تختص بهذا الحجز وهي قضاء الموضوع الذي له صالحية التوفيق
بين األطراف في حالة فشل رئيس المحكمة في القيام بهذه المهمة.
تختلف أثار الحجوز باختالف أنواعها ،وكذا بحسب ما إذا كان المال المحجوز
منقوال أو عقارا.
1
د ،عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص.429 :
32
وعليه سنخصص (المطلب األول) للحديث عن آثار الحجز التحفظي والتنفيذي،
على أن نتطرق (المطلب الثاني) أثار الحجز االستحقاقي واالرتهاني (المطلب الثالث)
للحجز لدى الغير.
33
المطلب األول :أثار الحجز التحفظي
يترتب عن الحجز التحفظي أثار هامة (الفقرة األول) ،شأنه في ذلك شأن الحجز
التنفيذي (الفقرة الثانية).
-1التقادم
باألطالع على مقتضى الفصل 381ق.ل.ع نجده ينص في فقرته الثالثة "ينقطع
التقادم بكل إجراء تحفظي أو تنفيذي يباشر على أموال المدين أو بكل طلب يقدم للحصول
على إذن من مباشرة هذه اإلجراءات".
وبالتالي يتنضح أن الحجز التحفظي هو من بين إجراءات التي ينقطع بها التقادم
حيث يقضي على المدة السابقة ويجعلها كأن لم يكن.
إن األمر بإجراء الحجز التحفظي ال يحول دون انتفاع المحجوز عليه بالمال
المحجوز ما لم يقضي بخالف ذلك وما لم يعين حارسا قضائيا وذلك استنادا لمقتضيات
الفصل 454من ق.م.م 1حيث يعتبر في الحالة األخيرة حارسا قضائيا كما يمكنه نتيجة
االنتفاع به تملك ثماره دون أن يكون له الحق في أرائها إال بإذن من القضاء ومع ذلك فإن
حق استعمال ال يجب أن يؤدي إلى تلفه لما في ذلك من إضرار بمصلحة الدائنين 2وااللتزام
1
الفصل 454من ق.م.م الذي ينص على ما يلي ..... ":يمكن له نتيجة لذلك أن ينتفع بها انتفاع الشخص الحريص على شؤون نفسه وأن يتملك
التمار دون أن يكون له حق إكرانها إال بإذن من القضاء".
2
34
هنا هو التزام ببدل عنايته وليس االلتزام بتحقيق نتيجة بمعنى يكون ملزما ببدل جهده في
العناية وال يسأل عن غير ذلك.
إال أنه وبالعودة إلى مقتضيات الفصل 822ق.ل.ع نجد أن المشرع أجاز أمكانية
تفويت المال المحجوز إذا كان ضروريا للحفاظ عليه وذلك شريطة استصدار إذن من
طرف القاضي بتفويته كما تبقى اإلشارة ضرورية إلى انه إضافة للمسؤولية المدنية فقد
اعتبر المشرع تبديد األشياء المحجوزة جريمة معاقب عليها بمقتضى القانون الجنائي
الفصل 1524قث.ج وتجد الجريمة أساسها القانوني في إخالل المدين بالتزامه األساسي
المتمثل في ضرورة رد المال المحجوز وفق لمقتضيات الفصل 824ق.ل.ع.
يؤدي الحجز التحفظي إلى تجميد األموال التي وقع الحجز عليها من خالل وضع
القضاء يده عليه وبالتالي منح المدعين من التصرف فيها استنادا لمقتضيات الفصل 453
من ق.م.م .ورغم ذلك فإن المحجوز عليه يظل مالكا لماله المحجوز ألن الحجز ال يؤدي إال
فقد ملكية المال المحجوز حيث يمكنه تبعا لذلك أن يستعمله إما سكن أو غير ذلك حسب
المال وأن يقوم بكل ما هو ضروري للمحافظة عليه كرفع دعوى الحيازة غير أن القاعدة
ترد عليها استثناءات وهو ما يستنتج من خالل الفصل 454ق.م.م "يمكن له نتيجة ذلك أن
ينتفع بما انتفاع الشخص الحريص على شؤون نفسه وأن يتملك الثمار دون أن يكون له حق
إكرائها إال بإذن من القضاء" ،وبالتالي يمكن للمدين أن يتصرف في المال المحجوز باألداء
مثال لكن بعد انتصار إذن قضائي بذلك مما يدل على محاولة المشرع التعامل بنوع من
المرونة من خالل خلق بعض التوازن في التعامل بين طرفي العالقة.
1
الفصل 524من ق.ج ينص "يعاقب بالحبس من سنة وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم المحجوز عليه الذي يتلق أو يبدد عمد األشياء
المحجوزة المملوكة له التي سلمت لغيره لحراستها.
أما في حالة وضع األشياء المحجوزة تحت حراسة مالكها ،فعقوبة الحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم.
35
الفقرة الثانية :أثار الحجز التنفيذي
تختلف أثار الحجز التنفيذي باختالف المال المحجوز هل هو منقول أو عقار
(باستثناء التقادم الذي يطبق المنقول والعقار والذي سبق التطرق له في الحجز التحفظي).
وذلك طبقا للفصل 461من ق.م.م الذي ينص "يمكن باستثناء النفوذ المسلمة للعون
المكلف بالتنفيذ أن تبقى الحيوانات واألشياء المحجوزة تحت حراسة المنفذ عليه إذا وافق
الدائن على ذلك أو كان من شأن طريقة أخرى غيره هذه أن تسبب في مصاريف
باهظة."...
يعتبر بيع المنقول محل الحجز أهم أثر يترتب عن إجراءات الحجز التنفيذ الواقعة
على المنقول.
-قبل البيع :يجب القيام بإشهاره واإلعالن عنه وذلك بتعليق لوائح وملصقات
خاصة ببيع تلك المنقوالت على باب المكان الذي توجد به األشياء المحجوزة أو
على باب مكتب السلطة اإلدارية التابع لها المكان المذكور ،أو في اللوحة المعدة
36
لذلك بالمحكمة التي توجد األشياء المحجوزة بدائرتها أو في أقرب سوق
عمومي ،1وهذا ما يستخلص من الفصل 2463من ق.م.م.
-وبعد اإلعالن يحدد ميعاد البيع الذي يقع بعدانتهاء أجل ثمانية أيام من يوم
الحجز ما لم يتفق الدائن والمدين على تحديد أجل آخر ،حسب الفصل 462
ق.م.م
-وعلى عون التنفيذ عند حلول ميعاد البيع أن يقوم بحصر المنقوالت المحجوزة
ووضعها وإعدادها للبيع بالمزاد العلني حسب مصلحة المدين الفقرة األولى من
م 462ق.م .كما يقوم العون عند تحرير البيع بالمزاد العلني بالمنادة على
مفردات المنقوالت موضوع الحجز دون تحديد عون التنفيذ الثمن االفتتاحي
النطالق المزايدة في دفتر التحمالت والمشتري الذي يتقدم بأكبر عرض،
يصبح المزاد دراسيا عليه ،وال يسلم له إال بعد تأديته لثمنه فورا.
وإذا لم يود المشتري الثمن ،أعيد بيع األشياء المحجوزة فورا على نفقته وتحت
مسؤوليته ،ويتحمل المشتري المتخلف الفرق بين الثمن الذي رسابه المزاد عليه والثمن الذي
وقفت به المزايدة الجديدة إن كان أقل من األول دون أن يكون له حق االستفادة من الزيادة
إن كانت ،ويعاد البيع أيضا إذا لم يتسلم المشتري الذي أدى الثمن الشيء المبيع داخل األجل
المحدد طبقا لشروط البيع ،غير أن ثمن المزايدة الجديدة يوضع بكتابة الضبط لصالح
المشتري األول.3
وبحصول البيع تنتقل المنقوالت المبيعة إلى المشتري ،وتوضع المبالغ بصندوق
المحكمة إلى حين توزيعهما على الدائن والمدين ،فإذا كانت المبالغ كافية للوفاء بالدين
حصل الدائن عليها ،وأما إذا كانت المبالغ التي تم تحصيلها من البيع بالمزاد أقل من مبلغ
1
د ،عبد الكريم الطالب مرجع سابق ،ص.396 :
2
ينص الفصل 463من ق.م.م " يقع المزاد في أقرب سوق عمومي ،أو في أي مكان أخر يتوقع الحصول فيه على أحسن نتيجة ويحاط العموم
بتاريخ ومكان المزاد وبكل وسائل اإلشهار المناسبة ألهمية الحجز".
3
الفصل 464من ق.م.م
37
الدين عمد العون إلى الحجز على عقارات إن كان يملكها المدين ،وإال تم إجراء مسطرة
اإلكراه البدني إلخباره على التنفيذ إن توفرت الشروط الالزمة لذلك.
أما في الحالة التي تكون فيها المبالغ المحصلة من البيع أكثر من مبلغ الدين فإن
الدائن يحصل على دينه كامال ويعود الباقي للمدين.1
1
د ،عبد الكريم الطالب مرجع سابق ،ص.398 :
38
-3بيع العقار المحجوز بالمزاد العلني
-يعتبر البيع بالمزاد العلني الوسيلة التي تمكن الدائن من اقتضاء مبلغ الدين.
-وهكذا وبمجرد ما يقع الحجز العقاري فإن عون التنفيذي يقوم بعد تهيئ دفتر
التحمالت ،1وإيداعه بكتابة الضبط ،إشهار بيع العقار وذلك على نفقة الدائن الذي يتولى
أداء جميع مصاريف اإلشهار والنقل ،إال أن هذه المصاريف الدعوى بما فيها
التنفيذ هو المحكوم عليه وحسب النسبة التي تقدرها المحكمة في الحكم.2
وعلى عون التنفيذ ان يبين في اإلعالن عن المزاد العلني تاريخ افتتاحه كما
يبقى أن يودعت محضر الحجز 3ووثائق الملكية بكتابة الضبط وكذا شروط البيع.
ويتم اإلعالن عن بيع العقار المحجوز بالمزاد العلني بتعليق اإلعالن عن البيع
في المكان المذكور في المادة 4474من ق.م.م.
كما منح المشرع للعون إمكانية إشهار البيع بكل وسائل اإلشهار كالصحافة
واإلذاعة المأمورة بها عند االقتضاء ومن طرف الرئيس حسب أهمية الحجز.
وبعد ذلك يبلغ عون التنفيذ الحجز التنفيذي للمدين وإنذاره باألداء وإال تمت
مباشرة إجراءات البيع بعد انصرام أجل الشهر المحدد في الفصل 471منق.م.م.
وبعد ذلك تتم إجراءات المزايدة المنصوص عليها فلي الفصول من 477إلى
487من ق.م.م
وتنتهي إجراءات البيع بالمزاد العلني برسم المزاد على تتخص معين سواء كان
حائز العقار أو شخص أخر وتسجيل محضر إرساء المزايدة بالرسم العقاري وبذلك
تنتقل الملكية إلى الرسي عليه بالمزاد خالية من كافة الحقوق المدنية التي كانت تثقله من
1
عرف أولف ربولط دفتر التحمالت بأنه"مستند يكون قانون األطراف مع اعتبار مبادئ القانون العام المنظمة للعقود بصفة عامة ولعقد البيع
بصفة خاصة ،ورد في قانون المسطرة المدنية في شرح ص.389 :
وإذا كان دفتر التحمالت يحرر من طرف عون التنفيذي في القانون المغربي ،فإنه في القانون الفرنسي يحرره محامي الحاجز.
2
د ،عبد العزيز توفيق ،موسوعة قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي.
3
إذا كان عون التنفيذي هو الذي يتولى تحرير محضر في ق.م.م المغربي فإنه في كل من القانون المصري والفرنسي يتولى هذه محامي الدائن.
4
نتص المادة 474من ق.م.م" .....يبلغ إلى العموم المزاد والبيع بتعليق"
أ -على باب مسكن المحجوز عليه وعلى كل واحد من العقارات المحجوزة وكذا في األسواق المجاورة لكل عقار من هذه العقارات
ب -باللوحة المخصصة لإلعغالنات في المحكمة االبتدائية التي يوجد مقرها بمحل التنفيذ.
ت -بمكاتب السلطة اإلدارية المحلية".
ث-
39
رهون وامتيازات وهذا ما يعرف بتطهير العقار (أي تخليص العقار من رهون
وامتيازات بحيث تتحول حقوق الدائنين إلى الثمن الذي رسابه المزاد).
يصدر الحكم انتهائيا أو ابتدائيا وفق القواعد العادية لالختصاص باعتبار قيمة
األشياء المدعى استحقاقها.
1
الفصل 502من ق.م.م "يتم الحجز االستحقاقي بنفس الطريقة التي يتم بها الحجز التنفيذي.
2
د ،عبد الكريم الطالب ،مرجع سابق ،ص.475 :
40
إذن فأهم أثر يرتب على الحكم القاضي بتصحيح الحجز هو إرجاع األشياء المنقولة
بشرط أن يكون الطلب المقدم من طرفه مبني على أساس ،وهذا حسب الفصل 503من
ق.م.م.
األولى تتمثل في أن المشرع جعل أهم أثر يترتب على الحكم القاضي بالتصحيح
هو إرجاع األشياء المنقولة وهذا يدخل في إطار القاعدة العامة المعروفة والمتمثلة في
إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه ،والثانية أن الحكم ال يرتب أثره إال إذا كان الطلب الذي
قدمه المأذون له بالحجز مبنيا على أساس.
فبالنسبة لقطع التقادم :فأن المشرع لم ينص عليه كآثر لدى الغير في المسطرة
المدنية إال أن الفصل 1381من ق.ل.ع يوصل إلى هذه النتيجة ،فمن خالل هذا الفصل
يتبين أن التقادم ينقطع بالنسبة للدين الذي تمت المطالبة به ،أو تم اتخاذ إجراء تحفظي أو
1
الفصل 381من ق.ل.ع ":ينقطع التقادم بكل مطالبة قضائية أو غير قضائية يكون لها تاريخ ومن شأنها أن تجعل المدين في حالة مطل لتنفيذ
التزامه ،ولو رفعت أمام قاضي غير مختص ،أو قاضي ببطالنها لعيب في الشكل.
41
تنفيذي عليه ،غير أن اإلشكال الذي يطرح بالنسبة للحجز لدى الغير هو هل يؤدي إلى
انقطاع التقادم باعتباره مطالبة قضائية أم أنه تحفظي أو تنفيذي؟
ولقد اختلف الفقهاء المهتمين بالحجز لدى الغير والباحثين في اإلجابة عن هذا
اإلشكال ،ففي نظر البعض1يعتبر الحجز لدى الغير مطالبة قضائية إذ صدر بناء على أمر
من رئيس المحكمة االبتدائية ،وبعد إجراء تنفيذي في حالة ما إذا بني على سند تنفيذي.
أما البعض األخر 2فيرى أن الحجز لدى الغير يقطع التقادم ال على أساس أنه
مطالبة بل اعتباره إجراء تحفظيا أو تنفيذيا.
وبناء على ما سبق يمكن القول "بأن الحجز لدى الغير يدخل في الفقرتين الواردتين
في الفصل 381من ق.ل.ع فهو من جهة أخرى إجراء تحفظي إذا بني على أمر رئيس
المحكمة االبتدائية أو على سند تنفيذي".
أما بالنسبة لبراءة الذمة ،فإن إيقاع الحجز لدى الغير في حد ذاته ال يؤدي إليها كأثر
وإنما ال يصبح كذلك إال بعد المصادقة عليه من طرف محكمة الموضوع.
1
د ،عبد الرحمان بعكيذ ،حجز ما للمدين لدى الغير العام وفقا لقانون المسطرة المدنية ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،كلية
الحقوق الرباط ،1974ص216 :
2
عبد الكريم شهبون الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود ،مطبعة الكتاب فاس ،طبعة ،1999ص.176 :
42
2
منم ق.م.م براءة الذمة كأثر والمشرع المغربي نظم في الفصلين 1495و 496
يلحق بالدين الواقع على المحجوز لديه تبرأ في الحاالت الثالث اآلتية:
تبرأ ذمة المحجوز لديه إذا كان المبلغ الموجود بين يديه كافيا لتغطية كل المبالغ
التي تم االتفاق على توزيعها والتي كانت محل تعرضات مقبولة شريطة أن تتضمن رأس
المال والتوابع التي قد تقررها المحكمة وذلك طبقا للفقرة األولى من الفصل 495من
ق.م.م.
-2عدم كفاية المبلغ الموجود بين يدي المحجوز لديه
لتغطية مبالغ ديون المتعرضين ،وذلك طبقا للفقرة الثانية من الفصل 495من
ق.م.م
-3تنفيذ األمر االستعجالي القاضي بتسليم مبالغ المحجوز عليه
للمحجوز عليه إمكانية تسليم مبالغ المحجوز لديه رغم التعرض عليها ،بعد إيداعه
سواء بكتابة الضبط أو لدى شخص يعينه األطراف ،وبعد صدور أمر استعجالي بذلك من
طرف قاضي لألمور المستعجلة ،وتبرئة المحجوز لديه لذمته عليه أن يبادر إلى تنفيذ
األمر االستعجالي الصادر بهذا الشأن ،لتنتقل آثار الحجز لدى الغير إلى الغير الحائز،3
وذلك حسب الفصل 496من ق.م.م.
1
الفصل 495يبر ئ المحجوز لديه ،في حالة وجود مبلغ كاف لتسديد جميع التعرضات المقبولة ،ذمته بأدائه بين يدي المتعرضين مبالغ ديونهم
بما فيها رأس المال والتوابع التي تقررها المحكمة.
إذا لم يكن المبلغ كافيا ،فإن المحجوز لديه تبرأ ذمته بإيداعه المبلغ في كتابة الضبط حيث يوزع على الدائنين بالمحاصة.
2
ينص الفصل 426من ق.م.م على ما يلي ":يمكن في كل األحوال للطرف المحجوز عليه أن يطلب من قاضي المستعجالت إذنا بتسليم مبالغ من
المحجوز لديه رغم التعرض على شرط أن يودع في كتابة الضبط أو لدى شخص معين باتفاق األطراف مبلغا كافيا يحدده الرئيس لتسديد أسباب
الحجز لدى الغير احتماليا وذلك في حالة ما إذا أقر المحكوم عليه أو ثبت أنه مدين.
تبرأ ذمة المحجوز لديه بمجرد تنفيذ األمر اإلستعجالي وتنقل آثار الحجز لدى الغير الحائز".
3
د ،عبد الكريم مرجع سابق ،ص.436 :
43
الفقرة الثانية :بالنسبة ألطراف الحجز لدى الغير
يتبين من الفصل 1489من ق.م.م أن للحجز لدى الغير يرتب أثرين على المحجوز
عليه ،أولهما إيجابي ويتمثل في تسلم المدين من الغير المحجوز لديه الجزء الغير القابل
للحجز إمان أجره أو راتبه ،أما األثر الثاني والسلبي فيتجلى في أن األجزاء أو الجزء القابل
للحجز لدى الغير يصبح محبوسا بين يدي المحجوز لديه وال يمكنه التصرف فيه وال تسلمه.
أما اآلثار التي يرتبها الحجز لدى الغير على المحجوز لديه ،فيمكن إجمالها في أن
ذمته تبرأ متى قام بالوفاء ما بين يديه من مبالغ المتعرضين وفقا للفصلين 495و 496
السابق اإلشارة إليهما ،وفي أن أي وفاء يقوم به المحجوز لديه إزاء الغير خارج ما يسمح
به القانون يعد باطال ،ويتحمل المحجوز المسؤولية عنه في حالى عدم االلتزام بهذه
األحكام.2
1
ينص الفصل 489من ق.م.م ":يمكن للمدين أن يتسلم من الغير المحجوز لديه الجزء الغير القابل للحجز من أجره أو راتبه ،ويكون كل وفاء
أخر يقوم به نحوه الغير المحجوز لديه باطال".
2
د ،عبد الكريم الطالب ،نفس المرجع ،ص.437 :
44
خاتمة:
إجماال يمكن القول أن المشرع المغربي في تناوله لموضوع الحجوز أقر قواعد
قانونية لفائدة الدائن من أجل ضمان الحصول على حقه باللجوء إلى القضاء واستعمال
الطرق الجبرية لتنفيذ االلتزامات.
إال أن استعمال الدائن لحقه في اللجوء إلى إلقاء حجوزات تحفضية وتنفيذية على
أموال المدين من شأنه المساس بأحد أهم عناصر حق الملكية أال وهو حق التصرف الشيء
الذي جعل المشرع يقر قواعد قانونية تلزم رؤساء المحاكم التأكد من ثبوت حق الدائن
الحجز.
كما أنه بعد دراسة مختلف الفصول المنظمة لنظام الحجوز يستشف أن المشرع
المغربي لم يضع قواعد قانونية بسيطة للدائن من أجل تمكنه من الحصول على حقه لدى
الغير من المدين المتماطل عن الوفاء بالتزاماته خاصة فيما يتعلق بالحجز لدى الغير
والحجز االرتهاني وكذلك الحجز االستحقاقي ،إذ أن طالب ملزم بعد استصدار أمر أو إذن
من طرف رئيس المحكمة أن يقوم بتصحيح هذا الحجز أمام المحكمة المختصة وكأن
المشرع يجعل من المرحلة األولى مرحلة تحفظية والمرحلة الثانية مرحلة تنفيذية وهي التي
تقام أمام قضاء الموضوع.
45
الئحة المراجع
-1عبد العزيز توف يق ،شرح قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي الجزء الثاني،
مطبعة المعارف الجديدة الدار البيضاء
-2الرجراجي زكريا ،منازعات الحجز العقاري ،الطبعة األولى ،السنة .2012
-3إبراهيم أحطاب ،الحجز التنفيذي في قانون المسطرة المدنية ،رسالة دبلوم الدراسات
العليا المعمقة ،جامعة القاضي عياض ،مراكش .1998
-4نبيل عمرو أحمد هندي ،التنفيذ الجبري قواعده وإجراءاته دار الجامعة الجديدة السنة
.2003
-5البكاي المعزوز ،المختصر في المسطرة المدنية ،طبعة 2013-2013
-6الطيب برادة التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بين النظرية والتطبيق طبعة
.1998
-7عبد العزيز توفيق ،موسوعة قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي الجزء
الثالث .2011
-8عبد الكريم الطالب ،الشرع العلمي لقانون المسطرة المدنية ،طبعة أبريل .2013
-9سعاد سامح ،الحجز االرتهاني وقواعد وتطبيقاته بحث لنيل دبلوم دراسات العليا
المعمقة .1999
يونس الزهري الحجز لدى الغير في القانون المغربي ،سلسلة الدراسات -10
القانونية المعاصرة الطبعة األولى .2004
عبد الواحد الجوهري ،التنفيذ الجبري في قانون المرافعات المدنية -11
والتجاريةدار محمود للنشر والتوزيع ،طبعة .2013
حميد بلمكي طرق التنفيذ الجبري لألحكام المدنية: -12
www/tpim.om.ma
46
أدولف ربيولط ،قانون المسطرة المدنية في شرح تعريب إدريس ميلدن -13
منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية ،مطبعة دار النشر للمعرفة
خالد علوش حجز ما للمدين لدى الغير من الجانب الفقهي والنظري بكلية -14
الحقوق بالدار البيضاء ،سنة .1999-1998
إبراهيم بحماني ،تنفيذ األحكام العقارية ،مطبعة دار السالم الطبعة الثالثة -15
.2012
-النصوص القانونية
-قانون اإللتزامات والعقود
-قانون المسطرة المدنية
47
الفهرسة
مقدمة1 ....................................................................................................................... :
أوال :شروط الحجز التحفظي الوارد على منقوالت وعقارات المدين 6 .................................................
الفقرة الثانية :اإلجراءات المتطلبة إليقاع الحجز التحفظي والتنفيذي 10 ...............................................
المطلب الثاني :األحكام العامة للحجز االرتهاني والحجز االستحقاقي 15 ..............................................
48
أوال :شروط الحجز االرتهاني 18 ...........................................................................................
أوال :أن يتعلق األمر بدين ثابت وإذن القاضي27 ....................................................................... .
49
أوال :أثار الحجز التنفيذي على المنقول 36 ..............................................................................
50