You are on page 1of 16

‫مجلة العلوم التربوية والنفسية‬

‫العدد الثانـي – املجلد الثالث‬


‫يناير ‪ 2019‬م‬
‫‪ISSN: 2522- 3399‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية من منظور إسالمي‬


‫أحالم عتيق مغلي السلمي‬
‫قسم أصول التربية اإلسالمية || كلية التربية || جامعة جدة || اململكة العربية السعودية‬
‫امللخص‪ :‬هدفت الدراسة إلى بناء تصور معرفي للقيم وبيان خصائصها‪ ،‬وذكر بعض التطبيقات السلوكية للمنظومة القيمية مع‬
‫الستشهاد باآليات القرآنية واألحاديث الشريفة‪ ،‬ولقد استخدمت الباحثة املنهج الوصفي والستنباطي‪ ،‬وتناولت الدراسة مفهوم القيم‬
‫وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية من منظور إسالمي‪ ،‬ولقد جرى إعداد الدراسة من خالل ثالثة محاور‪:‬‬
‫املحور األول‪ :‬بيان معنى القيم من املنظور اإلسالمي واتجاهاتها‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬اشتمل على نبذة موجزة للمنظومة القيمية في اإلسالم مع ذكر سماتها وخصائصها وأهميتها‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬عرضت الباحثة بعض التطبيقات السلوكية للمنظومة القيمية في اإلسالم مع التأصيل اإلسالمي لها ثم الخاتمة والنتائج‪.‬‬
‫وتم التوصل إلى عدة نتائج منها‪ :‬أن القيم لها دور رئيس ي في بناء السلوك اإلنساني‪ ،‬ومهمة لبناء املجتمع‪ ،‬وأن هناك عدة اتجاهات‬
‫للقيم‪ ،‬فهناك من يرى أنها معايير تحكم السلوك‪ ،‬وهناك من يرى أنها تفضيالت للفرد يختارها بنفسه‪ ،‬وأما التجاه الثالث فيرى أنها‬
‫حاجات ودوافع شخصية للفرد‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬املنظور اإلسالمي – املنظومة القيمية‪ -‬التربية اإلسالمية‪.‬‬

‫ا‬
‫أول‪ :‬مقدمة‪:‬‬
‫ً‬
‫يتفق عامة الناس وأهل العلم خاصة على أهمية القيم‪ ،‬ومدى فاعلية دورها في بناء اإلنسان‪ ،‬وتكوين‬
‫املجتمعات اإلنسانية على اختالفها في العقيدة والثقافة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وابرازا ألهميتها؛ تقع القضية القيمية على عاتق املنظرين واملثقفين في العالم أجمع؛ ملا لها من تأثير كبير على‬
‫السلوك اإلنساني للفرد الذي ُيحقق معنى الوجود البشري‪ ،‬وبالرغم من تعدد الثقافات والفلسفات تجاه القضية‬
‫القيمية إل أن موقفها من أهمية القيم ل يتغير؛ حيث أصبح تعليم القيم وغرسها في نفوس النشء فريضة ينبغي‬
‫الهتمام بها وتحمل مسؤولياتها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ولقد اعتنى الدين اإلسالمي بالقضية القيمية عناية واضحة؛ وخاصة عند التحدث عن القيم الخلقية التي‬
‫تتعلق بتهذيب النفس والسمو بالروح‪ ،‬بحيث اتسعت دائرة البحث لتشمل‪ :‬شعب اإليمان‪ ،‬واآلداب‪ ،‬والفضائل‪،‬‬
‫والكبائر‪ ،‬واألخالق‪ ،‬ولقد برز ذلك أيضا من خالل كتابات املفكرين وعلماء التربية ألهمية القيم وأثرها على اإلنسان‬
‫وتربيته؛ التي ل يمكن حصرها‪.‬‬
‫القضية القيمية قضية عظيمة تواجهها التربية املعاصرة في جميع املجالت‪ ،‬حيث تتم مناقشتها في أغلب‬
‫ً‬
‫املؤتمرات اإلقليمية والعاملية؛ نظرا ألهميتها في تشكيل السلوك البشري وتأثيرها على أنماط حياته‪ ،‬ومما يعكس‬
‫أهمية القيم أيضا؛ ما ُيالحظ من مناقشات حول طبيعتها وسماتها ومصادرها‪ ،‬فصعوبة تعلمها ل تكمن في تحديد‬
‫نوعيتها بل تعود على طبيعتها وخصائصها ومصادرها والستراتيجيات املتبعة لغرسها في نفس النشء‪( .‬الجالد‪،2007 ،‬‬
‫‪.)53 -39 -17‬‬

‫‪DOI : 10.26389/AJSRP.A160918‬‬ ‫(‪)79‬‬ ‫متاح عبر اإلنترنت ‪www.ajsrp.com :‬‬


‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ . 1 -1‬مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫ً‬
‫تعتبر القيم من موجهات السلوك البشري وهذه حقيقة ل يمكن انكارها‪ ،‬وأيضا أداة للحكم عليه‪ ،‬غني عن‬
‫البيان بأن العملية التربوية مكون من مكونات ثقافة املجتمع‪ ،‬ولقد ظهر في اآلونة األخيرة حركة اقتصادية وسياسية‬
‫وثقافية تدعو إلى توحد الثقافات واذابة الفواصل للحدود الجغرافية بين الدول؛ بهدف أن تسود ثقافة عاملية‬
‫لإلنسان تحكمها قيم واحدة في هذا املجتمع العالمي‪( .‬املفتي‪)100 ،2015 ،‬‬
‫إن حياة أي أمة في كل شأن من شؤونها وفي كل جانب من جوانب نشاطها يقوم على األسس الفكرية‬
‫والسلوكية والعملية املرتكزة على القيم الخيرة والفاضلة‪ ،‬والعقيدة الحقة‪ ،‬وعند تداخل قيمنا اإلسالمية املنبثقة من‬
‫نهج هللا القويم مع القيم الغربية الصادرة من فلسفات محدودة ناقصة‪ ،‬أو أفكار معقدة شوهاء؛ سنصل إلى الضياع‬
‫ورحلة الشقاء مرة أخرى‪ ،‬ولن نحقق ما نقصد إليه من نهضة وتقدم وانطالق (الخطيب‪)78 -77 ،1977 ،‬‬
‫إن التحرر من القيم السامية للدين اإلسالمي‪ ،‬في ظل التحديات املعاصرة والنفتاح على الثقافات الغربية‬
‫بحجة الستقاللية والنفصال عن التقاليد واألعراف‪ ،‬باإلضافة إلى مساهمة اإلعالم في ذلك أدى إلى العديد من‬
‫املشكالت الجتماعية كالتفكك األسري وارتفاع نسبة الجريمة في املجتمع‪ ،‬بل أن أخطر ما قد تجلبه لنا العوملة‬
‫زعزعة العقيدة في نفوس أنصارها‪ ،‬وتغير مشاعر الولء والبر للدين السالمي‪ ،‬وتقبل العقائد األخرى والدعوة إلى‬
‫تقليدهم‪( .‬الفاتح‪.)211 ،2009 ،‬‬
‫وأثبتت دراسة رمضان (‪ )162 ،2005‬أن انتشار الفكر الغربي في مجال التربية والتعليم من خالل املدارس‬
‫الغربية أو القتباس منها‪ ،‬قد يولد طبقة متشربة للقيم الفردية واملادية التي يتسم بها النظام الرأسمالي‪ ،‬وفي الوقت‬
‫ذاته تعمل تلك األفكار على تهميش الثقافة واللغة‪ ،‬وتتدنى معها القيم األخالقية والدينية‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق فالجهل باملنظومة القيمية ومدى تأثيرها في العملية التربوية مشكلة لبد من توضيحها‬
‫للباحثين والقارئين واملشتغلين في املجال التربوي من آباء ومعلمين وخبراء‪.‬‬

‫ويبرز الهتمام بالقضية القيمية لعدة أسباب منها‪:‬‬


‫السبب األول‪ :‬الجهل بطبيعة القيم وسماتها وتعدد اآلراء حولها‪ ،‬وارتباطها بمعتقدات ثقافية متعددة‬
‫ومتضادة في كثير من األحيان‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ :‬األزمة املعاصرة فيما نسمعه ونراه من تغيرات في املجتمع‪ ،‬مثل دخول الجريمة واملخدرات على‬
‫عالم الطفولة‪ ،‬حيث ذكر بيان مركز أبحاث الجريمة التابع لوزارة الداخلية في اململكة العربية السعودية أن مرتكبي‬
‫الجرائم من الطالب لعام ‪1437‬ه‪ ،‬وصلت نسبتهم إلى ‪ %7 .17‬بجانب باقي املهن‪ ،‬ونسبة ‪ %3 .21‬من الطالب في‬
‫جرائم العتداء على األموال‪ ،‬و‪ %18‬منهم في جرائم العتداء على النفس‪ ،‬وهذه نسب ل يستهان بها؛ مما يستوجب‬
‫التدخل السريع في إعادة النظر للمنظومة القيمية في العملية التربوية‪ )https: //www. moi. gov. sa( .‬تم الطالع‬
‫بتاريخ ‪1440/1/13‬ه‪.‬‬
‫السبب الثالث‪ :‬إهمال الجانب التطبيقي للقيم في العملية التربوية‪ ،‬والتأكيد على غرسها في شخصية النشء‪.‬‬

‫ما الذي تهدف الدراسة إلى تحقيقه‪:‬‬


‫في إطار حقيقة املنظومة القيمية وتعدد مجالت ومصادرها وتطبيقاتها‪ ،‬واتساعها وتشعبها تحاول هذه‬
‫الدراسة إلقاء الضوء على مفهوم القيم وسماتها وبيان خصائصها‪ ،‬كما تستعرض هذه الدراسة بعض التطبيقات‬
‫السلوكية لها من املنظور اإلسالمي‪.‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)80‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫أسئلة الدراسة‪:‬‬
‫تتحدد مشكلة الدراسة في سؤال رئيس مؤداه‪ :‬ما هي املنظومة القيمية وما أثرها في العملية التربوية من‬
‫املنظور السالمي؟‪.‬‬
‫وتتفرع عنه عدة أسئلة فرعية وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ما ملقصود بمفهوم القيم واتجاهاتها؟‬
‫‪ -2‬ما خصائص املنظومة القيمية وأهميتها وأنماطها؟‬
‫‪ -3‬ما التطبيقات العملية السلوكية للقيم من منظور إسالمي؟‬

‫‪ . 2 -1‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف الدراسة إلى تحقيق اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬بناء تصور معرفي عن مفهوم القيم وتوضيح اتجاهاتها‪.‬‬
‫‪ -2‬تكوين رؤية واضحة عن خصائص القيم والتعرف على أهميتها في العملية التربوية‪.‬‬
‫‪ -3‬الكشف عن بعض التطبيقات السلوكية التربوية للمنظومة القيمية من املنظور اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .3 -1‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تنطلق أهمية هذه الدراسة إلى تحقيق اآلتي‪:‬‬

‫األهمية العلمية‪:‬‬
‫‪ -1‬تساعد الدراسة على تقديم إطار معرفي للمنظومة القيمية من منظور إسالمي‪ ،‬لآلباء وللعاملين في مجال التربية‪.‬‬
‫‪ -2‬قد تسهم في توضيح ماهية الخصائص التي تختص بها املنظومة القيمية وتقسيمها من خالل محتواها إلى عدة‬
‫أنماط‪ ،‬بما يساعد التربويين وواضعي املناهج في الستفادة منها في املناهج املدرسية‪.‬‬
‫‪ -3‬تزويد الباحثين املهتمين بالقيم واملكتبات باملعلومات األساسية املختصة باملنظومة القيمية‪.‬‬

‫األهمية العملية‪:‬‬
‫‪ -1‬تقدم الدراسة بعض التطبيقات العملية للمنظومة القيمية في مجال التربية من خالل الستشهاد باآليات‬
‫القرآنية‪ ،‬واألحاديث‪.‬‬

‫‪ .4 -1‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬الحدود املوضوعية‪ :‬تتمثل في الكشف عن التصور املعرفي للقيم وخصائصها وأهميتها وتطبيقاتها في العملية‬
‫التربوية من املنظور اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -2‬الحدود املكانية‪ :‬تم إجراء الدراسة في اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -3‬الحدود الزمانية‪ :‬تم إجراء البحث عام ‪1439‬ه‪.‬‬

‫‪ .5 -1‬مصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫ُ‬
‫سيتم تعريف بعض املصطلحات من خالل محاور البحث إل أنه سيتم ذكر تعريف مبسط لها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)81‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ -1‬القيم‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫القيم‪ ،‬وأصله الواو؛ ألنه يقوم مقام الش يء"‪.‬‬ ‫التعريف اللغوي‪ :‬جاء في اللسان‪ِ :‬‬
‫"القيمة‪ :‬واحدة ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والقيمة‪ :‬ثمن الش يء بالتقويم‪ ،‬تقول‪ :‬تقاوموه فيما بينهم‪ ،‬وإذا انقاد الش يء واست َّ‬
‫مرت طريقته‪ ،‬فقد استقام‬
‫لوجه" (ابن منظور‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ج (‪)3783 ،)5‬‬
‫ُ‬
‫التعريف الصطالحي للقيم‪" :‬هي املبادئ واملعتقدات األساسية‪ ،‬واملثل‪ ،‬واملقاييس أو أنماط الحياة التي تعمل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مرشدا عاما للسلوك‪ ،‬أو نقاط تفضيل في صنع القرار‪ ،‬أو لتقويم املعتقدات واألفعال‪ ،‬والتي ترتبط ارتباطا وثيقا‬
‫بالسمو الخلقي والذاتي لألشخاص"‪.)Halstead J, and MJ Taylor,1996, 14( .‬‬
‫التعريف اإلجرائي للقيم‪ :‬هي املبادئ األساسية واملعايير املرشدة لسلوك الفرد‪ ،‬والتي تساعده على تقويم‬
‫ً‬
‫معتقداته وأفعاله وصول إلى املثل العليا والسمو الخلقي للذات واملجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬التطبيقات السلوكية‪:‬‬
‫السلوك في اللغة‪" :‬سيرة اإلنسان مذهبه واتجاهه‪ ،‬يقال‪ :‬فالن حسن السلوك‪ ،‬أو س يء السلوك‪ ،‬وفي علم‬
‫النفس‪ :‬الستجابة الكلية التي يبديها كائن حي إزاء أي موقف يواجهه‪( .‬املعجم الوسيط‪)445 ،2005 ،‬‬
‫ً‬
‫السلوك في الصطالح‪ :‬يعرف احمد عزت راجح (‪ )12 ،1968‬ينظر إلى السلوك أيضا على أنه كل ما يفعله‬
‫ً‬
‫اإلنسان ظاهرا كان أم غير ظاهر‪ ،‬وينظر إلى البيئة على أنها كل ما يؤثر في السلوك؛ فالسلوك إذن هو عبارة عن‬
‫مجموعة من الستجابات‪ ،‬وإلى البيئة على أنها مجموعة من املثيرات‪.‬‬
‫التعريف اإلجرائي للتطبيقات السلوكية‪ :‬هي كل ما يصدر من اإلنسان من أفعال وأقوال ظاهرة أو باطنة‪،‬‬
‫ومتأثرة بالبيئة والظروف املحيطة باإلنسان من ناحية ومن معتقداته وقيمه من ناحية أخرى‪.‬‬
‫التطبيقات التربوية‪" :‬مجموعة من املفاهيم والحقائق واملعارف واملبادئ والتجاهات التي ينبغي على‬
‫عمليا‪ ،‬ووعيها ومعايشتها بطريقة تنمي قدراتهم على األداء العملي بشكل جيد‪ ،‬وتساعدهم‬ ‫ً‬
‫تطبيقا ًّ‬ ‫املتعلمين تطبيقها‬
‫على تكوين السلوكيات والعادات والتجاهات الحسنة‪ ،‬وتعمل على تنمية ميولهم وإشباع حاجاتهم بشكل إيجابي‬
‫لتحقيق الشخصية املتكاملة لإلنسان الصالح في ضوء التصور اإلسالمي" (الفاربي وآخرون‪)272 ،1994 ،‬‬

‫العملية التربوية‪:‬‬
‫" عملية تنمية جوانب الشخصية اإلنسانية في مستوى الوعي واإلدراك املعرفي‪ ،‬ومستوى الوجدان ومستوى‬
‫الحركة واملهارة"(علي‪.)13 ،1995 ،‬‬

‫ا‬
‫ثانيا‪ /‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة (رمضان‪ ،)2005 ،‬هدفت الدراسة إلى معرفة تأثير تدريس املناهج األمريكية العاملية في املدارس الدولية‬
‫وأثرها على النسق القيمي في مصر‪ ،‬وقد استخدمت الباحثة املنهج الوصفي لوصف واقع املناهج في املدارس‬
‫الدولية بمصر‪ ،‬وتوصلت إلى عدد من النتائج منها‪ :‬أن وظائف التربية وأهدافها تتعارض مع انتشار املدارس‬
‫األمريكية بمصر‪ ،‬وأن هذه املدارس تؤدي إلى تكوين فئة من الشباب لديهم ارتباط وثيق بالثقافة الوافدة‪ ،‬كما‬
‫توصلت إلى أن املناهج األمريكية تسهم في تكوين طبقة متشربة لقيم النظام الرأسمالي األمريكي دون اللتزام بأي‬
‫قيم أخالقية أو دينية‪ ،‬كما أن تلك املدارس تسهم في تهميش الثقافة واللغة‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة (حسن‪ ،)2005 ،‬هدفت الدراسة إلى رصد واقع التربية الجتماعية في بناء منظومة القيم الجتماعية‪:‬‬
‫ً‬
‫محافظة الالذقية نموذجا‪ ،‬وما تتضمنه التربية من القيم والعادات والتقاليد‪ ،‬وقد استخدم الباحث املنهج‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)82‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫الوصفي التحليلي‪ ،‬باستخدام الستبانة كأداة أساسية لجمع البيانات‪ ،‬وخرجت الدراسة بعدد من النتائج منها‪:‬‬
‫أن هناك اتفاق بين اآلباء واألمهات املشمولين بالعينة حول الجوانب الخاصة بالتربية اإلجتماعية في األسرة‪،‬‬
‫ودورها في تعزيز القيم اإلجتماعية ضمن األسرة وخارجها‪ ،‬ولسيما قيم (الديمقراطية‪ ،‬الحوار‪ ،‬املناقشة‪ ،‬العدل‪،‬‬
‫التعاون‪ ،‬التسامح‪ ،‬حرية الختيار‪ ،‬والعتماد على الذات‪ ،‬والوفاء بالوعد واللتزا)‪.‬‬
‫دراسة (حمودة‪ ،)2006 ،‬هدفت الدراسة إلى تأكيد أهمية التربية الخلقية ودورها في غرس القيم‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫‪-3‬‬
‫بناء السلوك اإلنساني على النهج التربوي عند ابن سينا‪ ،‬وقد استخدم الباحث املنهج التاريخي في ربط املاض ي‬
‫بالحاضر‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها‪ :‬أن التربية الخلقية ضرورة يقتضيها نجاح حياة الفرد في‬
‫ً‬
‫املجتمع واعتبرها أيضا مهمة لحماية املجتمع؛ من صور الفساد والتحلل األخالقي‪.‬‬
‫دراسة (محمد‪ ،)2008 ،‬هدفت الدراسة إلى الكشف عن األبعاد الحقيقية لظاهرة العوملة وخاصة في املجال‬ ‫‪-4‬‬
‫الثقافي واإلعالمي‪ -‬اإلعالن التلفزيوني‪ -‬والكشف عن خطر اإلعالن في تشكيل الجانب الثقافي‪ ،‬وتسخيره في اختراق‬
‫الثقافة ونشر العوملة‪ ،‬كما هدفت إلى محاولة البحث عن وسائل وأساليب وأطر مرجعية لإلعالن دون املساس‬
‫بالقيم واملبادئ اإلسالمية‪ ،‬وتمكن املجتمع من الحفاظ على هويته‪ ،‬واستخدم الباحث في هذه الدراسة املنهج‬
‫التاريخي واملنهج املسحي وتحليل املضمون واملنهج املقارن‪ ،‬ووصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها‪ :‬يؤدي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلعالن التلفزيوني في عصر العوملة دورا مؤثرا في زعزعة القيم والثوابت للمجتمع املسلم وذلك من خالل دعمه‬
‫لبعض القيم السلبية مثل الستهالك املظهري‪ ،‬وتفضيل املنتج األجنبي‪ ،‬والتفاخر وتقليد اآلخرين‪ ،‬وغيرها من‬
‫القيم التي تتعارض مع قيم املجتمع املسلم‪.‬‬
‫دراسة (الحبيش ي‪ ،)2015 ،‬هدفت الدراسة إلى إبراز دور القيم األخالقية اإلسالمية وأثرها في تهذيب السلوك‬ ‫‪-5‬‬
‫الستهالكي لألفراد‪ ،‬دراسة تطبيقية على مجتمع املدينة املنورة املعاصر‪ ،‬ولقد استخدم الباحث املنهج الوصفي‬
‫التحليلي الستقرائي كمي‪ ،‬وتوصل الباحث عدة نتائج منها‪ :‬أن األخالق ل تأتي إل بالهتمام بالقرآن الكريم‬
‫والسنة النبوية‪ ،‬ومتى يتربى عليها جيل قوي يقف على قاعدة صلبة ل يتأثر باملتغيرات السلبية‪ ،‬ويتفاعل مع‬
‫املتغيرات اإليجابية ويستفيد منها ويفيد مجتمعه‪.‬‬
‫دراسة (الحمد‪ ،)2015 ،‬هدفت الدراسة إلى الكشف عن العالقة بين القيم والدافعية وبيان أثرها في السلوك‬ ‫‪-6‬‬
‫اإلنساني من خالل الدراسة التربوية القرآنية‪ ،‬ولقد استخدمت الباحثة املنهج الستقرائي‪ ،‬واملنهج الستنباطي‪،‬‬
‫ووصلت الباحثة إلى عدة نتائج منها‪ :‬بأن العالقة بين القيم والدافعية تؤثر على السلوك الفردي‪ ،‬والسلوك‬
‫الجتماعي حيث إنه يتأثر في تمثله للقيم‪ ،‬وفي ثباتها واستمرارها في جميع مناشط الحياة‪ ،‬وفي تعديل السلوك‬
‫املنحرف‪ ،‬والرقي بالسلوك اإليجابي‪.‬‬

‫التعليق على الدراسات‪:‬‬

‫أوجه الشبه‪:‬‬
‫تشابهت هذه الدراسة مع الدراسات السابقة في أن القيم الغربية والعوملة لها تأثيرها السلبي على منظومة‬
‫القيم اإلسالمية‪ ،‬وضرورة الحفاظ على القيم والهوية اإلسالمية‪ ،‬والهتمام بها من ناحية تربوية وتطبيق األساليب‬
‫املحققة لغرسها‪ ،‬وبيان أهمية بناء السلوك اإلنساني على النهج اإلسالمي واستمداد القيم من املصادر الشرعية‬
‫القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬بتطبيق النهج القرآني للتربية‪.‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)83‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫أوجه الختالف‪:‬‬
‫اختلفت هذه الدراسة مع الدراسات املذكورة في أنها تهتم باملناهج في املدارس األمريكية فقط ومدى تأثيرها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫على القيم‪ ،‬وأن الدراسات ركزت اهتمامها على نمط واحد من القيم إما اجتماعية أو خلقية‪ ،‬وذكر أنها من وجهة نظر‬
‫الوالدين أو على نهج شخصية معينة مثل ابن سينا‪،‬‬
‫كما اهتمت احدى الدراسات بكونها دراسة لإلعالم والثقافة املقدمة من قناتي السودان ودبي‪ ،‬وأساليب نشر‬
‫العوملة في العالم اإلسالمي‪ ،‬كما ركزت احدى الدراسات على الدافعية للسلوك وعالقة القيم بها‪.‬‬
‫ا‬
‫ثالثا‪ /‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫استخدمت الباحثة املنهج الوصفي حيث إنه يجيب عن تساؤل الدراسة األول والثاني املهتم باإلطار املعرفي‬
‫للقيم‪ ،‬وذكر عبدالوهاب أبو سليمان(‪1423‬ه‪ )33 ،‬عن املنهج الوصفي‪" :‬أن موضوعه الوصف‪ ،‬والتفسير‪ ،‬والتحليل‪،‬‬
‫في العلوم اإلنسانية من دينية‪ ،‬واجتماعية وثقافية‪ ،‬وملا هو كائن من األحداق ملالحظتها ووصفها‪ ،‬وتعليلها‪ ،‬وتحليلها‪،‬‬
‫والتأثيرات‪ ،‬والتطورات املتوقعة‪ ،‬كما يصف األحداث املاضية‪ ،‬وتأثيرها على الحاضر‪ ،‬ويهتم أيضا باملقارنة بين أشياء‬
‫مختلفة‪ ،‬أو متجانسة‪ ،‬ذات وظيفة واحدة‪ ،‬أو نظريات مسلمة"‪ ،‬كما استخدمت الباحثة املنهج الستنباطي في‬
‫التساؤل الثالث املهتم بالتطبيقات السلوكية في العملية التربوية من منظور إسالمي‪.‬‬
‫ا‬
‫رابعا‪ /‬عرض ومناقشة النتائج‪:‬‬

‫‪ .1 -4‬مفهوم املنظومة القيمية‪:‬‬


‫تمثل املنظومة القيمية النسق القيمي للمجتمع‪ ،‬الذي يعتبر عند روشيه نموذج أو مثل عليا في نظر الفرد أو‬
‫سلوكه منحنى معين‪ ،‬كما ذكر دوركايم أن النسق القيمي للمجتمع‬‫ِ‬ ‫الجماعة‪ ،‬فيستمد منه كل شخص توجهه نحو‬
‫ُ‬
‫يتسم باملوضوعية والعمومية؛ باعتباره أن القيم الخلقية تشكل البناء الجتماعي وتثبت وجوده وتأسسه قيميا‪ ،‬بمعنى‬
‫أن النسق القيمي من أهم أسس بناء اإلطار املرجعي والرتكاز الستدللي للفرد واملجتمع‪( .‬مخلوف‪.)64 ،2016 ،‬‬
‫وترى الباحثة بأن املنظومة القيمية لبد أن ترتبط بأسس املجتمع املسلم وتستمد من مصادر الشريعة‬
‫اإلسالمية القرآن الكريم والسنة النبوية‪ ،‬لكونها اإلطار املرجعي لكل مسلم‪.‬‬

‫‪ .2 -4‬اتجاهات مفهوم القيم‪:‬‬


‫سيأتي بيان ثالث اتجاهات رئيسية توضح معنى القيم‪ ،‬حسب رأي الخبراء والعاملين في املجال التربوي‪.‬‬
‫‪ .1 -2 -4‬ينظر هذا التجاه للقيم باعتبارها مجموعة من املعايير التي يحكم بها بما هو حسن وما هو قبيح‪،‬‬
‫ومن التعريفات التي تبنت هذا التجاه تعريف الشافعي‪ " :‬القيم هي مجموعة من املعايير واملقاييس‪ ،‬املعنوية بين‬
‫ً‬
‫الناس‪ ،‬يتفقون عليها فيما بينهم‪ ،‬ويتخذون منها ميزانا يزنون به أعمالهم‪ ،‬ويحكمون به على تصرفاتهم املادية‬
‫واملعنوية"‪( .‬الشافعي‪)375 ،1971 ،‬‬
‫‪ .2 -2 -4‬يرى هذا التجاه إلى القيم باعتبارها تفضيالت يختارها الفرد بنفسه‪ ،‬وهنا تكون القيم أكثر‬
‫عمومية‪ ،‬وقد تمسك بهذا التجاه "موريس" حيث إنه وصف القيم بأنها (علم السلوك التفضيلي) أي أن سلوك‬
‫ً‬
‫الفرد يمثل تفضيل ملسار عن آخر‪ ،‬واملسار املختار هو األحسن واألفضل في نظر الفرد نفسه؛ رجوعا إلى إدراكه‬
‫وتقديره للظروف املحيطة به‪ ،‬فالقيم لديه تكون قائمه على قياسه الشخص ي في كل موقف يواجهه‪( .‬دياب‪،1980 ،‬‬
‫‪)24 -23‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)84‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ .3 -2 -4‬ينظر هذا التجاه إلى القيم باعتبارها حاجات‪ ،‬ودوافع واهتمامات‪ ،‬واتجاهات مرتبطة بالفرد‪ ،‬يمثل‬
‫هذا التجاه نظرة علماء النفس الجتماعي‪ ،‬الذين يرون بأن السمات الفردية للشخص هي املكون الرئيس ي للنظام‬
‫القيمي لديه‪ ،‬بينما يرى علماء الجتماع بأن القيم هي املؤثر على سلوكيات الفرد وربط القيم بالحتياجات والدوافع‬
‫والهتمامات وامليول والسمات الشخصية للفرد نفسه‪( .‬الجالد‪)24 ،2007 ،‬‬

‫‪ .3 -4‬مفهوم القيم في اإلسالم‪:‬‬


‫اعتنى السالم بموضوع القيم عناية عظمى‪ ،‬حيث ارتبط تصور املفكرين واملربين املسلمين للقيم‪ ،‬بشمولية‬
‫العلم واإليمان واملعرفة في السالم‪ ،‬وتأثيرها على التنشئة التربوية لإلنسان‪ ،‬حيث إنتج هذا التصور " علم السلوك"‬
‫الذي وظف من ِقبل علماء اإلسالم‪ ،‬مثل اإلمام الغزالي في كتابه " إحياء علوم الدين" الذي يوضح فيه خصائص‬
‫اإليمان وسماته‪ ،‬وانعكاسه على السلوك؛ باعتبار أن األحكام الشرعية هي املعيار األساس ي والصحيح الذي يتم‬
‫تحديده في ضوء السلوك السوي‪( .‬الجالد‪)53 ،2007 ،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وعرف الشحات القيم اإلسالمية بأنها‪ " :‬حكم يصدره اإلنسان على ش يء ما مهتديا بمجموعة من املبادئ‬
‫ً‬
‫واملعايير التي ارتضاها الشرع محددا املرغوب فيه واملرغوب عنه من السلوك"‪( .‬الشحات‪.)20 ،1988 ،‬‬
‫ا‬
‫خامسا‪ :‬سمات املنظومة القيمية‪:‬‬
‫تتسم القيم بخصائص ذاتية وترتبط بمفهومها‪ ،‬وأهميتها في العملية التربوية؛ تميزها عن غيرها من األنماط‬
‫السلوكية اإلنسانية‪ ،‬نعرضها فيما يأتي‪.‬‬

‫‪ .1 -5‬خصائص القيم‪:‬‬

‫‪ .1 -1 -5‬القيم ذاتية وشخصية‪:‬‬


‫ً‬
‫ترتبط القيم بالفرد ارتباطا وثيقا‪ ،‬حيث إنها تتأثر بذاتية الفرد واهتماماته وميوله ورغباته وتأمالته الطبيعية‬
‫باإلضافة إلى معتقداته‪ ،‬فاختالف الناس في أرآئهم وتوجهاتهم وحكمهم على األشياء يرجع إلى اختالف القيم املتأثرة‬
‫بذواتهم‪ ،‬فذلك يعزز أهمية ترسيخ العقائد والتصورات الصحيحة عند بناء وغرس القيم‪.‬‬

‫‪ .2 -1 -5‬القيم نسبية‪:‬‬
‫ً‬
‫نعني بنسبية القيم بأنها تختلف باختالف املكان والزمان تبعا للمؤثرات الخاصة بها‪ ،‬فالقيم ثابتة عند‬
‫معتقديها بينما أنها نسبية بين األشخاص والثقافات واألجيال؛ فما يراه جيل بأنها قيمة إيجابية قد يراه جيل آخر بأنها‬
‫قيمة سلبية وهكذا‪ ،‬كما أنه قد تكون نسبية عند معتقدها في زمنين مختلفين من خالل خبراته وتجاربه؛ ً‬
‫بناء على‬
‫قاعدة " القيم تابعة للفكر ومتولدة منه"‪.‬‬

‫‪ .3 -1 -5‬القيم تجريدية‪:‬‬
‫معان مجردة‪ ،‬حيث إنها تتسم باملوضوعية والستقاللية بحد ذاتها‪ ،‬بينما تتضح معانيها في الواقع‬
‫القيم لها ٍ‬
‫ً‬
‫بترجمتها إلى سلوك مادي ملموس‪ ،‬فالعدل مثال له قيمة معنوية ذهنية مجردة غير محسوسة‪ ،‬لكنه يتخذ قيمته من‬
‫ً‬
‫ممارسته في الواقع الذي نعيشه‪ ،‬فنسمي األب عادل حين ُيعطي أبناءه حقوقهم باملساواة‪ ،‬وفي مقابله يكون األب غير‬
‫عادل عندما ُيحابي أحدهم على اآلخر‪( .‬بدوي‪.)49 -48 ،1975 ،‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)85‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ .4 -1 -5‬القيم متدرجة‪:‬‬
‫نعني بتدرج القيم بأنها تنتظم في "سلم قيمي" متغير ومتفاعل‪ ،‬تنظم فيه القيم بشكل هرمي تترتب عند‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الفرد حسب أولويتها وأهميتها لذاته؛ فتهيمن بعض القيم على بعضها اآلخر‪ ،‬فيتشكل لديه نسقا قيميا داخليا متدرجا‬
‫للقيم‪ ،‬ومثال على ذلك الصالة وطلب العلم قيمتان مهمة لدى الفرد‪ ،‬ولكنه عند وجود ظرف يتحتم عليه الختيار‬
‫ً‬
‫بينهما؛ ستتقدم قيمة الصالة على طلب العلم وفقا لترتيبه الهرمي للقيم‪( .‬الجالد‪.)38 ،2007 ،‬‬

‫‪ .2 -5‬أهمية القيم‪:‬‬
‫بالرغم من اختالف وجهات النظر حول القضية القيمية إل أن موقفها ل يتغير عن أهمية القيم في تشكيل‬
‫السلوك اإلنساني‪ ،‬إذ قد يتفق الجميع على أثرها البالغ على تكوين شخصية الفرد وتعريفه بذاته‪ ،‬فسوف نوضح‬
‫فيما يلي أهمية القيم بالنسبة للفرد واملجتمع‪.‬‬

‫‪ .1 -2 -5‬أهمية القيم للفرد‪:‬‬


‫تعتبر القيم جوهر الكيان اإلنساني‪ ،‬فهي املكون األساس ي عند بناء الشخصية اإلنسانية وحقيقتها‪ ،‬فبالقيم‬
‫ً‬
‫يصير اإلنسان إنسانا وبدونها يفقد إنسانيته‪ ،‬أما رسالة اإلنسان فتتلخص في الستخالف والستعمار في األرض‪ ،‬الذي‬
‫ُيبنى بالفضائل والهداية والقيم اإلنسانية التي تحقق لإلنسان الرقي والتقدم في الجانب املادي واملعنوي‪.‬‬
‫ً‬
‫إن ما يميز اإلنسان عن باقي مخلوقات هللا تكريمه بالعقل الذي بدوره يقوم بالختيار وفقا لتصوراته وميوله‬
‫وخبراته‪ ،‬وتكوينه ملنظومته القيمية التي منها ينبع سلوكه اإلنساني؛ لذلك ينبغي أن نعزز لديه القيم اإلنسانية‬
‫الحسنة والفاعلة الصحيحة املبنية على القناعة واإلرادة‪.‬‬
‫يتكون في النفس غرائز بشرية لها تأثيرها على السلوك وهذه حقيقة ل يمكن إنكارها‪ ،‬حيث أن الشهوات‬
‫والغرائز أكبر مداخل السوء والفساد ما لم ُيسيطر عليها‪ ،‬ولكن اإلسالم أوجد الحل لهذه املشكلة؛ فقام بوضع نظام‬
‫قيمي يسيطر على هذه الغرائز ويضبطها؛ فال تتغلب عليه‪.‬‬
‫تورث القيم الفاضلة صاحبها الطاقة اإليجابية الفاعلة‪ ،‬فتكسبه وضوح الرؤية والبصيرة‪ ،‬فينتقل من نجاح‬
‫لنجاح ومن إنجاز إلنجاز‪ ،‬ل يقف عند حد معين مما يضمن سعادته والرضا الذاتي والطمأنينة النفسية لديه‪ ،‬بينما‬
‫القيم السلبية تورث العجز والكسل والضعف وسوء الحال‪( .‬الجالد‪.)44 -39 ،2007 ،‬‬
‫لذلك ترى الباحثة أن بناء السياج القيمي يحفظ اإلنسان من النحراف النفس ي والجسدي والجتماعي‪،‬‬
‫ً‬
‫وبدونه يكون عبدا لغرائزه وأهوائه‪.‬‬

‫‪ .2 -2 -5‬أهمية القيم للمجتمع‪:‬‬


‫تحظى القيم بأهمية بالغة في حياة األمم والشعوب‪ ،‬فاملجتمع اإلنساني محكوم بمعايير تحدد طبيعة‬
‫العالقات القائمة بين أفراده وأنماط التفاعل فيما بينهم في مختلف مجالت الحياة‪ ،‬وتحفظ القيم للمجتمع بقاؤه‬
‫وضح القرآن الكريم هذه الحقيقة في العديد من آياته التي ذكرت نهاية األقوام التي تبنت القيم‬ ‫واستمراريته‪ ،‬فلقد ّ‬
‫ۡ ُ َ‬ ‫ا ۡ ا ۡ‬ ‫َّ َ ا َ ا َ َ‬
‫ض َر َب ٱلل ُه َمثال ق ۡرَية كان ۡت َء ِام َنة ُّمط َم ِئ َّنة َيأ ِت َيها ِرزق َها َرغ ادا‬
‫الفاسدة ورفضت معايير القيم الفاضلة في قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َ‬
‫ّ ُ ّ َ َ َ َ َ َ ۡ َ ۡ ُ َّ َ َ ََٰ َ َ َّ ُ َ َ ۡ ُ َ ۡ َ ۡ َ َ ُ ْ َ ۡ َ‬
‫ص َن ُعون﴾[النحل‪.]112 :‬‬ ‫ِمن ك ِل مك ٖان فكفرت ِبأنع ِم ٱلل ِه فأذقها ٱلله ِلباس ٱلج ِوع وٱلخو ِف ِبما كانوا ي‬
‫تحفظ القيم للمجتمع هويته وتميزه عن غيره من املجتمعات‪ ،‬فاملجتمعات تختلف عن بعضها بما تتبناه من‬
‫أصول ثقافيه ومعايير قيمية؛ لذلك فاملحافظة على هذه القيم يضمن الحفاظ على هوية املجتمع‪ ،‬التي أيضا؛ تؤدي‬
‫إلى اضمحالل هويته في حال اختالل هذه املنظومة القيمية الخاصة به‪.‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)86‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫خال من السلوكيات‬‫ومما يزيد أهمية القيم للمجتمع؛ أثرها في الحفاظ على بناء مجتمع نظيف صحي ٍ‬
‫السلبية؛ مع انفتاح املجتمع وتقاربه؛ مما زاد الثقل على املربيين وأهمية بناء قيم سليمة وغرسها في النشء ليتمكنوا‬
‫من التمييز بين الخير والشر‪ ،‬وما هو نافع أو ضار‪( .‬الجالد‪)46 -44 ،2007 ،‬‬
‫ا‬
‫سادسا‪ :‬التطبيق العملي للمنظومة القيمية من منظور إسالمي‪:‬‬
‫ً‬
‫تعددت التصنيفات املقترحة للقيم‪ ،‬حيث جاءت ُمعبرة عن فلسفة أصحابها؛ اتباعا للمعايير التي يتبعها‬
‫ُ‬
‫املربي‪ ،‬وتكتفي الباحثة هنا بذكر تصنيف سبرانجو ألنماط القيم املعتمد على محتوى القيمة‪ :‬القيم الدينية‪،‬‬
‫والنظرية‪ ،‬والقتصادية‪ ،‬والجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والجمالية‪ ،‬ومن خالل الشريعة السالمية سيتم ذكر أهم‬
‫التطبيقات السلوكية لها (الجالد‪.)47 ،2007 ،‬‬

‫‪ .1 -6‬التطبيقات السلوكية للقيم الدينية‪:‬‬


‫تتضمن الهتمام باملعتقدات والقضايا الروحانية باإلضافة إلى الغيبية والبحث عن حقائق الكون‪ ،‬حيث أن‬
‫ً‬
‫العقيدة التي يعتنقها الشخص أيا كانت؛ هي املوجه األول لسلوكياته (الجالد‪.)48 ،2007 ،‬‬
‫ولقد اعتنى السالم بها باعتبار أن الدين شريعة ومنهاج يتخذه األشخاص مرجع لهم في كافة أمور حياتهم‬
‫واملشاكل التي تواجههم‪ ،‬ومن التطبيقات السلوكية لها‪:‬‬
‫القيام بالعبادات إيمانا بالعقيدة السالمية وما جاء فيها من أقوال النبي ﷺ‪ ،‬فذكر عن الصلوات قوله ﷺ‪:‬‬
‫" إذا سمعتم اإلقامة فامشوا إلى الصالة وعليكم بالسكينة والوقار" (صحيح البخاري‪ ،‬ح ‪ ،636‬كتاب األذان‪ ،‬باب ل‬
‫يسعى إلى الصالة وليأت بالسكينة والوقار‪)129 /1 ،‬‬
‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ۡ ۡ َ ۡ ََٰ ۡ َ َ ا ُ‬
‫ص َدقة تط ِّه ُر ُه ۡم َوت َز ِك ِيهم ِب َها ﴾ [التوبة‪.]103 :‬‬ ‫‪ ‬وفي الزكاة قال تعالى‪ ﴿ :‬خذ ِمن أموِل ِهم‬
‫َ ۡ ُ ۡ َ َ َّ ُ ۡ َ َّ ُ نَ‬ ‫َ‬ ‫َََٰٰٓ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ ۡ ُ ُ ّ َ ُ َ َ ُ َ َ َ َّ‬
‫ٱلصيام كما ك ِتب على ٱل ِذين ِمن قب ِلكم لعلكم تتقو‬ ‫‪ ‬وفي الصيام قال تعالى‪ ﴿ :‬يأيها ٱل ِذين ءامنوا ك ِتب عليكم ِ‬
‫﴾ [ البقرة‪.]183 :‬‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ِفي ٱل َح ِ ِّّۗج ﴾ [ البقرة‪.]197 :‬‬ ‫ض ِفيه َّن ٱل َح َّج فال َرفث َول ف ُسوق َول جد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬وفي الحج قال تعالى‪ ﴿ :‬ف َمن ف َر َ‬
‫﴿وَل َت ُس ُّب ْوا َّٱلذ َ‬
‫ين َي ۡد ُعو َن ِمن ُدو ِن‬ ‫‪ ‬عدم السخرية من األديان الخرى والبتعاد عن شتم آلهتهم لقول هللا تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫َۢ َ ۡ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َّ َ‬
‫ٱلل ِه ف َي ُس ُّبوا ٱلل َه َع ۡد َوا ِبغ ۡي ِر ِعل ٖ ِّۗم﴾[األنعام‪]108 :‬‬

‫‪ .2 -6‬التطبيقات السلوكية للقيم النظرية‪:‬‬


‫تعني الهتمام باملعرفة واكتشاف الحقيقة‪ ،‬والسعي للتعرف على القوانين وحقيقة األشياء‪ ،‬حيث تمثل نمط‬
‫العالم والفيلسوف (الجالد‪.)48 ،2007 ،‬‬
‫وتكتفي الباحثة بذكر بعض التطبيقات السلوكية للقيم النظرية‪:‬‬
‫ُ ۡ َ ۡ َ ۡ َ ي َّ َ َ ۡ َ ُ َن َ َّ َ َ َ َ‬
‫ين ل َي ۡعل ُمون ﴾[الزمر‪ ]9 :‬الحرص على طلب العلم مدى‬‫‪ ‬في قوله تعالى ‪ ﴿ :‬قل هل يست ِو ٱل ِذين يعلمو وٱل ِذ‬
‫العمر باعتباره فريضة على املسلم‪ ،‬وماله من مزايا كما ذكر املاوردي في كتابه أدب الدنيا والدين حيث قال‬
‫ً‬
‫عبدامللك بن مروان لبنيه‪ " :‬يا بني تعلموا العلم فإن كنتم سادة فقتم‪ ،‬وإن كنتم وسطا سدتم‪ ،‬وإن كنتم‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يقومك ويسددك صغي ًرا‪ّ ،‬‬ ‫سوقة عشتم"‪ ،‬وقال بعض البلغاء‪ " :‬تعلم العلم فإنه ّ‬
‫ويسودك كبيرا‪،‬‬ ‫ويقدمك‬
‫ويقوم عوجك وميلك‪ ،‬ويصحح همتك وأملك"‪( .‬املاوردي‪،‬‬ ‫عدوك وحاسدك‪ّ ،‬‬ ‫ُويصلح زيفك وفاسدك‪ ،‬ويرغم ّ‬
‫‪1437‬هـ‪.)37 ،‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)87‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ ‬إعطاء أهل العلم قدرهم من الحترام والتقدير وعدم التقليل من مكانتهم‪.‬‬


‫‪ ‬التدرج في طلب العلوم‪ ،‬والبدء باألسس حتى يصل إلى أواخرها‪ ،‬ول يطلب اآلخر قبل األول‪ ،‬ول الحقيقة قبل‬
‫املدخل‪ ،‬فال يعرف الحقيقة ول يدرك اآلخر‪ ،‬حيث إن البناء من غير أساس ل يبنى‪ ،‬والثمر من غير غرس ل‬
‫ُيجنى‪( .‬املاوردي‪1437 ،‬هـ‪.)53 ،‬‬
‫وتعرف على أنها فلسفة‪ ،‬تبحث‬ ‫‪ ‬عدم الخوض في العلوم امليتافيزيقية وهي شعبة من فلسفة العلوم الطبيعية‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫في أسرار الكون والظواهر الغريبة‪ ،‬وجميع األمور الغيبية التي لم يجد لها العلماء تفسيرا فكلمة ميتافيزيقيا‬
‫نفسها تعني (ما وراء الطبيعة)‪ ،‬ملا قد يؤثر ذلك على عقيدة الفرد وتوحيد هللا ورفض الوحي كمصدر للمعرفة‪.‬‬
‫(موقع ملتقى أهل الحديث تاريخ الطالع‪1439/12/16 :‬ه ‪https: //www. ahlalhdeeth. com/vb/showthread.‬‬
‫‪.)\php?t=2754‬‬
‫‪ ‬اإلكثار من الطالع على كتاب هللا وسنة نبيه واإلملام بأكبر قدر ممكن‪ ،‬بحيث إنه أصدق الحديث حديث هللا‬
‫َّ ا‬ ‫قال سبحانه‪َ ﴿ :‬و َم ۡن َأ ۡ‬
‫ص َد ُق ِم َن ٱلل ِه ِقيال ﴾[ النساء‪ ،]122 :‬فكم من حديث تتخلق به مع الناس؛ فيجلب لك‬
‫ُ‬
‫محبتهم ورضا هللا سبحانه‪ ،‬وكم من آية تقرؤها؛ فيرق لها قلبك لفعل أشياء شتى من أبواب البر واملعروف‪.‬‬
‫(العدوي‪1418 ،‬هـ‪.)42 ،‬‬

‫‪ .3 -6‬التطبيقات السلوكية للقيم القتصادية‪:‬‬


‫وتعني الهتمام باملنفعة القتصادية واملادية لألفراد‪ ،‬بحيث يسعى الفرد إلى املال وزيادة ثروته عن طريق‬
‫اإلنتاجية والستثمار في األموال‪( .‬الجالد‪.)48 ،2007 ،‬‬
‫من التطبيقات السلوكية للقيم القتصادية ‪:‬‬
‫‪ ‬العمل على اإلنفاق حسب الوسع والطاقة‪ ،‬واملوازنة بين الدخل والستهالك املعيش ي (الخياط‪1431 ،‬هـ‪،)602 ،‬‬
‫َّ َٰٓ‬ ‫َّ ُۚ َ َ ّ ُ َّ َ‬ ‫َٰٓ َ‬ ‫َ ۡ ُ َۡ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لقوله تعالى‪ِ ﴿ :‬ل ُي ِنف ۡق ذو َس َع ٖة ِّمن َس َع ِت ِهۦۖ َو َمن ق ِد َر َعل ۡي ِه ِرزق ُ ۥه فل ُي ِنف ۡق ِم َّما َءات َٰى ُه ٱلل ُه ل ُيك ِلف ٱلل ُه ن ۡف ًسا ِإل َما‬
‫َّ‬ ‫َ ُۚ‬
‫َءات َٰى َها َس َي ۡج َع ُل ٱلل ُه َب ۡع َد ُع ۡس ٖر ُي ۡس ارا ﴾[ الطالق‪.]7 :‬‬
‫‪ ‬العمل على إخراج الصدقات والزكاة ملا في ذلك تطهير للنفس وتزكية للروح‪ ،‬حيث تعتبر صدقة التطوع من أعظم‬
‫ض ِع َف ُ ۥه َل ُ ۥه َو َل ُ ۥَٰٓه َأ ۡج ‪ٞ‬ر َكر ‪ٞ‬‬
‫يم﴾ [ الحديد‪.]11 :‬‬
‫َّ َ َّ ُ ۡ ُ َّ َ َ ۡ ً َ َ ا َ ُ ََٰ‬
‫الصدقات؛ لقوله تعالى‪ ﴿ :‬من ذا ٱل ِذي يق ِرض ٱلله قرضا حسنا في‬
‫ِ‬
‫‪ ‬العمل على زيادة إنتاجية الفرد وتحمل املسؤولية القتصادية منذ الصغر؛ بتعليمه الدخار وأهمية املال وكونه‬
‫نعمة من نعم هللا‪ ،‬وإنفاقه وفق املعقول لقوله ﷺ‪ " :‬كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ول مخيلة"(‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬ح ‪ ،5783‬كتاب اللباس‪ ،‬باب قول هللا تعالى قل من حرم زينة هللا التي أخرج لعباده‪)140/7 ،‬‬
‫‪ ‬القتناع بما يملكه الفرد لنفسه وتهذيب النفس على عدم الطالع بما في أيدي الناس‪ ،‬إيمانا منها ورضا بما‬
‫َّ ُ َ ۡ ُ ُ ّ ۡز َ َ َ َ َٰٓ ُ َ َ ۡ ُُۚ َ َ ُ ْ ۡ َ َ َٰ ُّ ۡ‬
‫ٱلدن َيا َو َما‬ ‫ٱلر ق ِملن يشاء ويق ِدر وف ِرحوا ِبٱلحيو ِة‬ ‫عباده من أرزاق لقوله تعالى ‪﴿ :‬ٱلله يبسط ِ‬ ‫قسمه هللا على‬
‫‪ٞ‬‬ ‫ۡ َٰٓ َ َّ َ ََٰ‬ ‫ۡ َ َ َٰ ُ ُّ ۡ‬
‫ٱلدن َيا ِفي ٱأل ِخر ِة ِإل متع ﴾ [ الرعد‪.]26 :‬‬ ‫ٱلحيوة‬
‫‪ ‬ترتيب األولويات القتصادية للفرد على املراتب الثالث‪ :‬الضروريات‪ ،‬الحاجيات‪ ،‬والكماليات؛ ملا يقتضيه ذلك من‬
‫صالح النظام القتصادي للفرد‪( .‬الخياط‪1431 ،‬ه‪.)610 ،‬‬

‫‪ .4 -6‬التطبيقات السلوكية للقيم الجتماعية‪:‬‬


‫تتضمن الهتمام بالناس ومعاملتهم باإلحسان‪ ،‬وتقديم املساعدة لهم‪ ،‬وتحقيق املصلحة العامة وتقديمها‬
‫على املصلحة الشخصية في حال التعارض‪ ،‬حيث تجسد القيمة الجتماعية للفرد‪( .‬الجالد‪.)48 ،2007 ،‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)88‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫وهناك العديد من التطبيقات التي يصعب حصرها‪ ،‬وتكتفي الباحثة بذكر بعض منها‪:‬‬
‫الدعوة إلى التكافل في املجتمع املسلم وأداء الحقوق ألهلها‪ ،‬حيث ذكرت العديد من السور املكية بالذات‬
‫ً‬
‫الش يء الكثير من ذلك‪ ،‬وكما قال النبي ﷺ‪ " :‬املؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"( صحيح البخاري‪ ،‬ح ‪،481‬‬
‫كتاب الصالة‪ ،‬باب تشبيك األصابع في املسجد وغيره‪.)103 /1 ،‬‬
‫‪ ‬التواضع في معاملة اآلخرين ارضاء هلل تعالى ل إلرضائهم‪ ،‬فعلى املسلم أن يدرك أن مصيره بيد هللا وحده وكل‬
‫أمره في اآلخرة خاضع لعمله من أول لحظه ينادى فيها ليلقى هللا تعالى فيجازى على ما قدمت يداه‪( .‬أيوب‪،‬‬
‫‪1403‬هـ‪)64 ،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ ۡ َ ۡ َ َ َ َ َّ َ َ ۡ ُ َن َ َّ ُ ۡ َ َ َٰ َ ۡ َ ّ ُ نَ‬
‫حيث قال تعالى‪ ﴿ :‬وٱص ِبر نفسك مع ٱل ِذين يدعو ربهم ِبٱلغدو ِة وٱلع ِش ِي ِريدو وجه ۥۖه ﴾ [الكهف‪ ،]28 :‬وأخرج‬
‫مسلم أن النبي ﷺ قال في خطبته‪ " :‬وإن هللا أوحى إلي أن تواضعوا حتى ل يفخر أحد على أحد ول يبغ أحد على‬
‫أحد "(صحيح مسلم‪ ،‬ح ‪ ،2865‬كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها‪ ،‬باب الصفات التي يعرف بها ِفي الدنيا أهل‬
‫الجنة وأهل النار‪ )160/8 ،‬وما إلى ذلك إل ألن؛ الكبر من أسباب البغي والظلم‪.‬‬
‫َ ۡ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬
‫‪ ‬العدل في التعامل مع الجميع مهما بلغت له من املكانة والصلة لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬وإ َذا ُقل ُت ۡم َف ۡ‬
‫ان ذا ق ۡرَب َٰۖى‬ ‫ٱع ِدلوا ولو ك‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ َ َ‬
‫ون ﴾ [ النعام‪ ،]152 :‬كما حدث مع الرسول ﷺ عن عا ِئشة‬ ‫ص َٰى ُكم به َۦل َع َّل ُك ۡم َت َذ َّك ُر َ‬
‫ِِ‬ ‫ٱلل ِه َأ ۡو ُف ُْۚوا ََٰذ ِل ُك ۡم َو َّ‬
‫َ َ ۡ َّ‬
‫و ِبعه ِد‬
‫ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ‬
‫هللا صلى هللا علي ِه وسلم‪،‬‬ ‫وم َّية ال ِتي س َرقت‪ ،‬فقالوا من يك ِل ُم َرسول ِ‬ ‫َر ِض َي هللا عن َها‪ :‬أن ق َريشا أه َّمت ُهم امل ْرأة املخز ِ‬
‫ال‪" :‬‬ ‫هللا َع َل ْي ِه َو َس َّل َم‪َ ،‬ف َق َ‬‫ص َّلى ُ‬ ‫هللا َع َل ْيه َو َس َّل َم‪َ ،‬ف َك َّل َم َر ُسو َل هللا َ‬
‫ص َّلى ُ‬ ‫َو َم ْن َي ْج َتر ُئ َع َل ْيه إ َّل ُأ َس َام ُة‪ ،‬ح ُّب َر ُسول هللا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُّ َ َّ ُ َّ َ َ َّ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ ُ َ َ َ قَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ ُ‬
‫هللا‪ ،‬ثم قام فخطب‪ ،‬قال‪ :‬يا أيها الناس‪ِ ،‬إنما ضل من قبلكم‪ ،‬أنهم كانوا ِإذا سر‬ ‫أتشفع ِفي ح ٍد ِمن حد ِود ِ‬
‫َ ََ َ‬
‫اط َمة ِبن َت ُم َح َّم ٍد َس َرق ْت لقط َع‬
‫َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ُ َ َ ْ َ َّ َ ْ‬ ‫َّ ُ َ ُ ُ َ َ َ َ َّ ُ‬
‫هللا‪ ،‬لو أن ف ِ‬ ‫الش ِريف ت َركوه‪ ،‬وِإذا س َرق الض ِعيف ِف ِيه ْم أقاموا عل ْي ِه الحد‪ ،‬واي ُم ِ‬
‫ُم َح َّم ٌد َي َد َها"(صحيح البخاري‪ ،‬ح ‪ ،6788‬كتاب الحدود وما يحذر من الحدود‪ ،‬باب كراهية الشفاعة في الحد إذا‬
‫رفع إلى السلطان‪.)160/8 ،‬‬
‫‪ ‬نبذ العنصرية في معاملة الخرين مهما كان اختالفهم عن الشخص لكون اإلسالم هو دين املحبة والتسامح فذلك‬
‫يتضح في موقف الرسول‪ ،‬عن أسامة بن زيد رض ي هللا عنهما‪ " :‬أن النبي ﷺ مر على مجلس فيه أخالط من‬
‫املسلمين واملشركين عبدة األوثان‪ ،‬واليهود فسلم عليهم" (صحيح البخاري‪ ،‬ح ‪ ،6254‬كتاب الستئذان‪ ،‬باب‬
‫التسليم في مجلس فيه أخالط من املسلمين واملشركين‪ ،.)56 /8 ،‬ولقد أكد اإلسالم على املساواة بين البشر‬
‫ََٰ َ‬ ‫تحقيقا للسالم في املجتمع في قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َل َق ۡد َخ َل ۡق َنا ۡٱإل ََٰ‬
‫ً‬
‫نس َن ِمن ُسلل ٖة ِّمن ِطين﴾ [املؤمنون‪.]12 :‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬احترام الصغير للكبير‪ ،‬وعطف الكبير على الصغير‪ ،‬فيفضل استخدام األلفاظ اللينة ومراعاة املشاعر‪ ،‬كما قيس‬
‫ذلك عند معاملة العلماء "كراهة رفع الصوت في حضورهم وفي املساجد؛ ألن من املعلوم لكل عاقل أن من رفع‬
‫ً‬
‫صوته على غيره‪ ،‬كان دليال على قلة احترامه له"‪ ،‬وعلل األمر بخفض الصوت كما جاء في سورة لقمان قوله تعالى‬
‫ۡ‬ ‫ص ََٰو ِت َل َ‬ ‫َ َ َ َۡ‬ ‫َ ُۚ‬ ‫َ ۡ‬
‫ص ۡو ُت ٱل َح ِم ِير ﴾[لقمان‪ ،]19 :‬وكان الرسول ﷺ يحترم اإلنسان الذي‬ ‫ٱأل ۡ‬ ‫ص ۡو ِت َك أن أنكر‬ ‫ض ِمن‬ ‫ض ۡ‬‫ٱغ ُ‬ ‫‪﴿ :‬و‬
‫ً‬
‫أمامه لكونه إنسانا‪ ،‬بغض النضر عن حسبه ونسبه أو فقره وغناه حتى بغض النظر عن عقيدته‪ ،‬ألن الحترام‬
‫ً‬
‫قيمة خلقية‪ ،‬كما علم هللا سبحانه وتعالى نبيه محمد ﷺ عندما طلب منه كفار قريش أن يجعل يوما لهم‬
‫َۡ‬ ‫َ‬ ‫ٱصب ۡر َن ۡف َس َك َم َع َّٱلذ َ‬ ‫ً‬
‫ين َي ۡد ُعون َرَّب ُهم ِبٱلغ َد َٰو ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يوما‪( .‬خوجة‪1430 ،‬هـ‪ )68 ،‬فقال له هللا تعالى‪َ ﴿ :‬و ۡ‬ ‫وللضعفاء‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ۖ‬ ‫ۡ‬ ‫ُّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬
‫َوٱل َع ِش ّ ِي ُي ِريدون َو ۡج َه ۥۖه َول ت ۡعد َع ۡيناك َع ۡن ُه ۡم ت ِريد ِزينة ٱل َح َي َٰو ِة ٱلدن َيا َول ت ِط ۡع َم ۡن أغفلنا قل َب ۥه َعن ِذك ِرنا َوٱت َب َع‬
‫َ َ َٰ ُ َ َ َ َ ُ ا‬
‫ان أ ۡم ُر ُ ۥه ف ُرطا ﴾[الكهف‪.]28 :‬‬ ‫هوىه وك‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)89‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ .5 -6‬التطبيقات السلوكية للقيم السياسية‪:‬‬


‫تتضمن عناية الفرد بالقوة والسلطة ومدى تحكمه باألشخاص والسيطرة عليهم‪( .‬الجالد‪،)48 ،2007 ،‬‬
‫باإلضافة إلى الهتمام والعناية بالحقوق والواجبات وحدود الحريات بين الحاكم واملحكوم بتوضيح أشكال التعاون‬
‫واملشاركة بينهم‪ ،‬ومن التطبيقات السلوكية لها‪:‬‬
‫َُ‬ ‫َّ‬
‫املشاركة الفاعلة في بناء الوطن وهي سنة الستخالف في الرض وعمارتها‪ ،‬يقول هللا تعالى‪َ ﴿ :‬و ُه َو ٱل ِذي َج َعلك ۡم‬ ‫‪‬‬
‫َ َّ َ َ ُ ۡ َ َ َّ ُ َ َ ُ ‪َُۢ َّ ٞ‬‬ ‫َ َ ََٰ ّ َ ۡ ُ َ ُ ۡ َ َٰٓ َ َ َٰ ُ ِّۡۗ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َََٰٰٓ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َ َ ۡ َ ُ ۡ َ ۡ قَ‬
‫اب وِإنهۥ لغفور ر ِحيم‬ ‫ض درج ٖت ِليبلوكم ِفي ما ءاتىكم أن ربك س ِريع ٱل ِعق ِ‬ ‫ض ورفع بعضكم فو بع ٖ‬ ‫خل ِئف ٱألر ِ‬
‫﴾ [ األنعام‪ ،]165 :‬والوطن ينمو ويتطور بجهد ابنائه والتفافهم حول قيادتهم وتقديم السمع الطاعة لهم‬
‫ُ ۖ‬ ‫ُ َۡ‬ ‫َََٰٰٓ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ َٰٓ ْ َ ُ ْ َّ‬
‫ٱلل َه َو َأط ُ‬
‫يع ْوا َّ‬
‫ٱلر ُسو َل َوأ ْو ِلي ٱأل ۡم ِر ِمنك ۡم ﴾ [ النساء‪]59 :‬؛ فبناء الوطن‬ ‫ِ‬ ‫لقوله تعالى‪ ﴿ :‬يأيها ٱل ِذين ءامنوا أ ِطيعوا‬
‫عملية تراكمية تفاعلية من الجميع‪.‬‬
‫‪ ‬النصح لولة األمر ويعتبر باب عظيم لشتماله على أداء الواجب الشرعي لهم بطاعتهم ومعاونتهم فيما يقومون‬
‫به‪ ،‬وتذكيرهم بحدود الختصاص والدعاء لهم بالصالح ‪( .‬اليوسف‪1439 ،‬ه‪ .)236 ،228 ،‬لقوله ﷺ عن أبي‬
‫ً‬
‫هريرة رض ي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪ " :‬أن هللا يرض ى لكم ثالثا‪ :‬يرض ى لكم أن تعبدوه ول تشركوا به‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شيئا‪ ،‬وأن تعتصموا بحبل هللا جميعا ول تفرقوا‪ ،‬وأن تناصحوا من وله هللا أمركم‪ ،‬ويسخط لكم‪ :‬قيل وقال‪،‬‬
‫ْ‬
‫وإضاعة املال‪ ،‬وكثرة السؤال" (صحيح مسلم‪ ،‬ح ‪ ،1715‬كتاب األقضية‪ ،‬باب النهي َع ْن كثرة املسائل من غير‬
‫حاجة والنهي َع ْن منع وهات وهو المتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما ل يستحقه‪.)130/5 ،‬‬
‫‪ ‬التبعية للقائد وولة األمر على بصيرة‪ ،‬حيث كان الصحابة رضوان هللا عليهم يسألون الرسول ﷺ حين يشتبه‬
‫عليهم أمر أو يظنون أن الرسول خالف في ما أمرهم به كما سألوه عن البكاء على امليت كيف ينهاهم عنه ثم‬
‫يبكي هو؟ فأجابهم املنهي عنه هو الصوت‪ ،‬وكانوا خلفاؤه يعترض عليهم الشعب وهم في املنابر يخطبون (أيوب‪،‬‬
‫‪1403‬ه‪.)510 ،‬‬
‫َ َٰٓ َ ۡ ُ َٰٓ ْ‬ ‫ُ ۡ ََٰ‬
‫ومن هذا نستنتج بأنه يفضل أن القادة يكونون على وضوح مع اتباعهم لقوله تعالى‪ ﴿ :‬قل ه ِذ ِهۦ س ِب ِيلي أدعوا‬
‫ََ۠‬ ‫َّ َ‬
‫إلى ٱلل ِ ُۚه َعل َٰى َب ِص َير ٍة أنا َو َم ِن َّٱت َب َع ِن ۖي ﴾ [يوسف‪. ]108 :‬‬
‫‪ ‬معرفة املواطن بحقوقه وواجباته من وإلى الوطن‪ ،‬حيث تكفل له الدولة حقه في حالة مرضه وعجزه وحمايته‬
‫وتعليمه والطالع عليها في نظام الحكم للدولة‪ ،‬في مقابله يلتزم بواجباته تجاه الوطن من طاعة وولء وحفظ‬
‫املمتلكات العامة‪( .‬هاشم‪1423 ،‬هـ‪.)215 ،‬‬

‫‪ .6 -6‬التطبيقات السلوكية للقيم الجمالية‪:‬‬


‫تعبر عن الهتمام بالجمال ومدى تناسق الشكل واملظهر سواء في الشخص نفسه أو فيما حوله‪ ،‬وهي تعبر‬
‫عن الشخص ذا الهتمامات الفنية والجمالية‪( .‬الجالد‪.)48 ،2007 ،‬‬
‫أما الجمال والزينة فهو مستحسن بالعرف والعادة من غير أن يوجبه عقل أو شرع‪( .‬املاوردي‪1437 ،‬هـ‪،‬‬
‫‪.)403‬‬
‫ومن التطبيقات السلوكية للقيم الجمالية‪:‬‬
‫‪ ‬الهتمام بجمال املظهر وبالنظافة الشخصية مع استحباب الرائحة الطيبة؛ لتجنب أذية األخرين بالرائحة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بصال فليعتزلنا‪ ،‬أو فليعتزل‬ ‫الكريهة ولقد تبين ذلك في حديث الرسول ﷺ حيث قال‪ " :‬من أكل ثوما أو‬
‫مسجدنا"(صحيح البخاري‪ ،‬ح‪ ،855‬كتاب األذان‪ ،‬باب ما جاء في الثوم الني والبصل والكراث‪.)170/1 ،‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)90‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫‪ ‬التوسط في الهتمام بالجمال والتجمل‪ ،‬وعدم املبالغة حيث قال بعض العلماء‪ :‬البس مال يزدريك فيه العظماء‪،‬‬
‫ول يعيبه عليك الحكماء‪ ،‬باإلضافة إلى ذكرهم املروءة في اللباس بأن يكون اإلنسان معتدل الحال في مراعاة‬
‫لباسه من غير إكثار أو تقصير فإن التقصير في املظهر اعتبروه مهانة وذل‪ ،‬وكثرة مراعاتها وصرف الهمة إلى العناية‬
‫بها فقط دناءة ونقص‪( .‬املاوردي‪1437 ،‬هـ‪)403 -402 ،‬‬
‫‪ ‬الهتمام بتجميل العقل بالثقافة واملعرفة وعدم الكتفاء بجمال املظهر‪.‬‬
‫وترى الباحثة أن تنمية املواهب الفنية وعدم اهمالها؛ لكونها هبه من هللا يستحسن تطويرها وتنميتها‪ ،‬ونصح‬
‫وزيرا له بسبب فصاحة‬ ‫اآلخرين برعاية املوهوبين واإلشادة بقدراتهم‪ ،‬كما حدث في اختيار موس ى ألخيه هارون ً‬
‫َ َ ََٰ ُ ُ ُ َ َ ۡ َ ُ ّ َ ا َ َ ۡ ۡ ُ َ َ ۡ ا ُ َ ُ ّ َ ُ‬
‫َ‬
‫ص ِّدق ِن َٰٓۖي ِإ ِن َٰٓي أخاف أن‬ ‫لسانه‪ ،‬وقوة بيانه‪ ،‬في قوله تعالى‪ ﴿ :‬وأ ِخي هرون هو أفصح ِم ِني ِلسانا فأر ِسله م ِعي ِردءا‬
‫َ ّ‬
‫ُيك ِذ ُبو ِن ﴾ [القصص‪]43 :‬‬
‫‪ ‬التجمل بحسن الخالق لعتبار أنها هي الباقية مع اإلنسان حتى مماته‪ ،‬وعظم أجرها في اآلخرة لقوله ﷺ‪" :‬إن من‬
‫ً‬
‫أخيركم أحسنكم خلقا" (صحيح البخاري‪ ،‬ح ‪ ،6029‬كتاب األدب‪ ،‬باب لم يكن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫فاحشا ول متفحشا‪)12 /8 ،‬‬
‫ا‬
‫سابعا‪ :‬الستنتاجات والقتراحات والتوصيات‪:‬‬
‫وضحت هذه الدراسة مفهوم القيم وماهي التجاهات الخاصة بها‪ ،‬باإلضافة معرفة خصائصها وأهميتها في‬
‫العملية التربوية‪ ،‬كما ذكرت بعض التطبيقات السلوكية للمنظومة القيمية من منظور إسالمي‪ ،‬وقد استخدم‬
‫الباحث املنهج الوصفي واملنهج الستنباطي لتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬وقد توصلت الباحثة في دراستها إلى مجموعة‬
‫من النتائج من أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن القيم لها دور رئيس ي في بناء السلوك اإلنساني‪ ،‬ومهمة لبناء املجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬أن هناك عدة اتجاهات للقيم‪ ،‬فهناك من يرى أنها معايير تحكم السلوك‪ ،‬وهناك من يرى أنها تفضيالت للفرد‬
‫يختارها بنفسه‪ ،‬وأما التجاه الثالث يرى أنها حاجات ودوافع شخصية للفرد‪.‬‬
‫‪ -3‬أن القيم الدينية تكون قائمة على العقيدة التي يتبناها الشخص في حياته وتنعكس هذه العقيدة على أفعاله‬
‫من عبادات ومعامالت حياتية‪.‬‬
‫‪ -4‬أعطى اإلسالم القيم النظرية والعلمية أهمية عظمى حيث أردف أهمية وجود األدلة العلمية في الحوادث‬
‫واملواقف إلثبات الحجة وتوثيق قوتها‪.‬‬
‫‪ -5‬لم يهمل اإلسالم الجانب القتصادي وذكر مدى أهمية تنميته باعتباره قوة في األرض ل يمكن تجاهلها‬
‫والستغناء عنها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -6‬التعرف على الحقوق والواجبات تجاه الجانب القتصادي إسهاما في تنمية املجتمعات‪.‬‬
‫‪ -7‬اهتمام اإلسالم باملجتمع واملعامالت القائمة فيه على مكارم األخالق؛ لضمان إعمار األرض وحمايتها من الفساد؛‬
‫بتحقيق املصلحة العامة في املجتمع وتقديمها على املصالح الشخصية‪.‬‬
‫‪ -8‬أهمية العالقات السياسية بين ولة األمر والرؤساء ومرؤوسيهم؛ لضمان الحقوق وتنمية العقل السياس ي‬
‫ووضوح الرؤية واملشورة عند اتخاذ القرارات لبناء األوطان على الروح الوطنية‪.‬‬
‫‪ -9‬معرفة مدى اهتمام اإلسالم بالجماليات ولم يهملها بل أعطاها حقها دون مبالغة؛ لكون التفاصيل الصغيرة‬
‫تصنع الفارق‪.‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)91‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫وبناء على ما توصلت إليه الباحثة توص ي باآلتي‪:‬‬‫ا‬


‫‪ -1‬أن تكون هناك تطبيقات عملية مذكورة من املعلمين والوالدين عند غرس القيم لضمان تأثيرها على الناش ئ‬
‫املسلم‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون التطبيقات السلوكية منطقية قابلة للتحقيق ومراعية للفطرة وغرائزها‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يتصرف الوالدين وفق القيم اإلسالمية املراد غرسها لكونهم القدوة الحية والعملية وضمان استمرارية انتقال‬
‫تنه عن فعل وتأتي بمثله)‪.‬‬‫القيمة‪ ،‬ولالبتعاد عن املقولة ( ل َ‬
‫‪ -4‬أن تتضمن املقررات الدراسية هذه القيم بجميع أنواعها مع تطبيقاتها السلوكية في العملية التربوية والتعليمية‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تقوم املراكز الجتماعية بدورات تهتم بتنمية القيم وفق آليات واستراتيجيات متجددة وموافقة للعصر‬
‫الحديث‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫لقد وضع لنا اإلسالم سلسلة قيمية فاضلة وعالج لجميع املفاسد في الرض‪ ،‬فبعد اطالعي تبين لي عجز‬
‫األخالق الفلسفية في تقديم منهج صحيح لألخالق البشرية‪ ،‬وأخفقت كذلك في رسم الصورة املثلى للسلوك النساني؛‬
‫حيث يظهر القصور في إحدى جوانب نظرياتهم‪ ،‬ولكن في املقابل نريد أن نقول أن الخالف هو منبع األخالق من وجهة‬
‫نظرهم‪.‬‬
‫فنحمد هللا على نعمة السالم وأدعو هللا " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري‪ ،‬وأصلح لي دنياي التي‬
‫فيها معاش ي‪ ،‬وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي‪ ،‬واجعل الحياة زيادة لي في كل خير‪ ،‬واجعل املوت راحة لي من كل شر"‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العاملين‬

‫قائمة املصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ .2‬البخاري‪ ،‬محمد بن اسماعيل‪1422( ،‬هـ)‪ .‬صحيح البخاري ‪،‬حققه محمد الناصر ‪ ،‬بيروت ‪،‬دار طوق النجاة‪.‬‬
‫‪ .3‬مسلم‪ ،‬مسلم بن الحجاج (د‪ .‬ت)‪،‬صحيح مسلم ‪،‬حققه ‪ :‬محمد عبدالباقي ‪،‬بيروت ‪ :‬دار احياء التراث العربي‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ -‬ابن منظور(د‪ .‬ت)‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار املعارف‪.‬‬
‫‪ -‬أيوب‪ ،‬حسن (‪ :)1403‬السلوك اإلجتماعي في اإلسالم‪ ،‬ط‪( ،4‬بيروت‪ :‬دار الندوة الجديدة)‪.‬‬
‫‪ -‬بدوي‪ ،‬عبدالرحمن (‪ :)1975‬األخالق النظرية‪( ،‬الكويت)‪.‬‬
‫‪ -‬جامع خادم الحرمين الشريفين للسنة النبوية املطهرة تاريخ اإلطالع ‪1439/12/17‬ه ‪/http: //sunnah. alifta. net‬‬
‫‪ -‬الجالد‪ ،‬ماجد (‪ :)2007‬تعلم القيم وتعليمها ط‪( ،2‬عمان‪ :‬دار املسيرة)‪.‬‬
‫‪ -‬جوهري‪ ،‬محمد (‪1426‬هـ) ‪ :‬أخالقنا‪ ،‬ط‪( ،8‬املدينة املنورة‪ :‬دار الفجر السالمية)‪.‬‬
‫‪ -‬الحبيش ي‪ ،‬محمد عبدهللا فيصل (‪ :)2015‬القيم األخالقية اإلسالمية وأثرها على السلوك الستهالكي‪ :‬دراسة‬
‫تطبيقية على مجتمع املدينة املنورة املعاصر‪ .‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬املدينة‬
‫املنورة‪.‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)92‬‬ ‫السلمي‬
‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير ‪ 2019‬م‬

‫ً‬
‫حسين‪ ،‬يوسف محمد (‪ :)2005‬دور التربية األسرية في بناء منظومة القيم اإلجتماعية‪ :‬محافظة الالذقية نموذجا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫الحمد‪ ،‬منى عبدالقادر عايد (‪ :)2015‬العالقة بين القيم والدافعية وأثرها على السلوك اإلنساني‪ :‬دراسة تربوية‬ ‫‪-‬‬
‫قرآنية‪ .‬رسالة دكتوراة‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫حمودة‪ ،‬زكريا سالم (‪ :)2006‬دور التربية في غرس القيم الخلقية عند ابن سينا‪ .‬كلية التربية‪ ،‬جامعة النيلين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخرطوم‪.‬‬
‫الخطيب‪ ،‬عمر عودة (‪ :)1977‬أصالة القيم‪ ،‬رسالة الطالب املسلم‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السعودية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خوجة‪ ،‬فاطمة يعقوب (‪1430‬هـ)‪ :‬تنمية القيم لدى الشباب‪ ،‬ط‪( ،1‬الرياض‪ :‬مكتبة امللك فهد الوطنية)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخياط‪ ،‬عالية محمد (‪1431‬هـ)‪ :‬دور األسرة في تحقيق التربية األمنية للفتاة املسلمة من منظور التربية‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ط‪( ،1‬جدة‪ :‬مكتبة كنوز املعرفة)‪.‬‬
‫دياب‪ ،‬فوزية (‪ :)1980‬القيم والعادات اإلجتماعية‪( ،‬بيروت‪ :‬دار مكتبة الحياة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫راجح‪ ،‬أحمد عزت (‪ :)1968‬أصول علم النفس‪ ،‬ط‪( ،7‬القاهرة‪ :‬دار الكاتب العربي للطباعة والنشر)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رمضان‪ ،‬بثينة عبدالرؤوف (‪ :)2005‬النظم التعليمية الوافدة وأثرها على النسق القيمي‪ .‬رسالة دكتوراة‪ ،‬معهد‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات والبحوث التربوية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫الشافعي‪ ،‬محمج إبراهيم (‪ :)1971‬اإلشتراكية العربية كفلسفة للتربية‪ ،‬ط‪( ،1‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشحات‪ ،‬أحمد (‪ :)1988‬الصراع القيمي لدى الشباب ومواجهته من منظور التربية اإلسالمية‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الفكر العربي)‪.‬‬
‫العدوي‪ ،‬مصطفى (‪1418‬هـ)‪ :‬فقه األخالق واملعامالت مع املؤمنين‪ ،‬ط‪( ،1‬جدة‪ :‬دار ماجد عسيري)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫علي‪ ،‬سعيد اسماعيل (‪ :)1995‬فلسفات تربوية معاصرة‪ ،‬دط‪( ،‬الكويت‪ :‬عالم املعرفة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفاتح‪ ،‬حمدي محمد (‪ :)2009‬تأثير استخدام تكنولوجيا اإلتصال واإلعالم على قيم الشباب‪ ،‬مجلة الحكمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع‪ ،214 -201 ،‬الجزائر‪.‬‬
‫الفاربي‪ ،‬عبداللطيف وآخرون (‪ :)1994‬معجم علوم التربية‪( ،‬الدار البيضاء‪ :‬مطبعة النجاح)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املاوردي‪ ،‬أبي الحسن (‪1437‬هـ)‪ :‬أدب الدنيا والدين‪ ،‬د ط‪( ،‬بيروت ‪ :‬املكتبة العصرية‪.) ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجمع اللغة العربية (‪ :)2005‬املعجم الوسيط‪ ،‬ط‪( ،4‬القاهرة‪ :‬مكتبة الشروق الدولية)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد‪ ،‬أحمد إلياس (‪ :)2008‬اإلعالن التلفزيوني وقيم املجتمع املسلم في إطار العوملة‪ :‬دراسة تأصيلية بالتطبيق‬ ‫‪-‬‬
‫على عينة من إعالنات تلفيزوني (السودان ودبي) في الفترة من يناير ‪2008‬ـم ـ ـ مارس‪2008‬م‪ .‬رسالة دكتوراة‪ ،‬كلية‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫مخلوف‪ ،‬بومدين (‪ :)2016‬املنظومة القيمية في ظل تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال‪ .‬رسالة دكتوراة‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسانية والجتماعية‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،2‬الجزائر‪.‬‬
‫املفتي‪ ،‬محمد أمين (‪ :)2005‬التعليم الجامعي العربي وأزمة القيم في عالم بال حدود‪ ،‬ورقة مقدمة إلى املؤتمر‬ ‫‪-‬‬
‫القومي السنوي التاسع ملركز تطوير التعليم الجامعي‪ ،‬القاهرة‪ :‬جامعة عين شمس‪.‬‬
‫موقع ملتقى أهل الحديث تاريخ الطالع‪1439/12/16 :‬ه ‪https: //www. ahlalhdeeth. com/vb/showthread. .‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪php?t=275471‬‬
‫هاشم‪ ،‬وحيد (‪1423‬هـ)‪ :‬نظام الحكم في اململكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪( ،2‬جدة‪ :‬مكتبة دار جدة‪.) ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
‫(‪)93‬‬ ‫السلمي‬
‫ م‬2019 ‫مجلة العلوم التربوية والنفسية ــ المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ــ العدد الثاني ــ المجلد الثالث ــ يناير‬

https: //www. moi. gov. sa .‫ه‬1440/1/13 ‫ وزارة الداخلية باململكة العربية السعودية تم الطالع بتاريخ‬-
‫ (مؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثرها في‬،‫ واجب الشباب السعودي تجاه وطنه‬:)‫هـ‬1439( ‫ خالد‬،‫ اليوسف‬-
.)‫حماية الشباب من الجماعات واألحزاب والنحرافات‬
- Halstead J, and MJ. Taylor(1996): Values in Education and Education in Values, (London: The Falmer
Pres) .

The concept of values and its importance in the educational process and its behavioral applications
from the Islamic perspective”

Abstract: The study aimed at building a cognitive perception for the values and their characteristics. The study also
mentioned some behavioral applications of the value system with the citation of the Quranic verses and the honest Hadiths.
The researcher used the descriptive and deductive approaches.
The study manipulates the concept of values and its importance in the educational process and its behavioral applications
from the Islamic perspective. The study is prepared through three aspects :
The first aspect is showing the meaning of values from the Islamic perspective and its trends .
The second aspect includes a brief summary about the value system in Islam showing its traits, characteristics and
importance
The researcher presents in the third aspect some behavioral applications for the value system in Islam with its Islamic
rooting, then the conclusion and results
The study deduced some findings as: the fact that values play a key role in building human behavior. Moreover, values are
important in building society. In addtion there are several trends for values . There are some who believe that values are
standards that control behavior, and some others who believe that values are preferences for the individual which he can
choose by himself, but the third trend sees values as the needs and the individual motives.
Keywords: Islamic Perspective, Value System, Islamic Education

‫مفهوم القيم وأهميتها في العملية التربوية وتطبيقاتها السلوكية‬


‫من منظور إسالمي‬
)94( ‫السلمي‬

You might also like