Professional Documents
Culture Documents
ا
أول :مقدمة:
ً
يتفق عامة الناس وأهل العلم خاصة على أهمية القيم ،ومدى فاعلية دورها في بناء اإلنسان ،وتكوين
املجتمعات اإلنسانية على اختالفها في العقيدة والثقافة.
ُ ً
وابرازا ألهميتها؛ تقع القضية القيمية على عاتق املنظرين واملثقفين في العالم أجمع؛ ملا لها من تأثير كبير على
السلوك اإلنساني للفرد الذي ُيحقق معنى الوجود البشري ،وبالرغم من تعدد الثقافات والفلسفات تجاه القضية
القيمية إل أن موقفها من أهمية القيم ل يتغير؛ حيث أصبح تعليم القيم وغرسها في نفوس النشء فريضة ينبغي
الهتمام بها وتحمل مسؤولياتها.
ُ ً
ولقد اعتنى الدين اإلسالمي بالقضية القيمية عناية واضحة؛ وخاصة عند التحدث عن القيم الخلقية التي
تتعلق بتهذيب النفس والسمو بالروح ،بحيث اتسعت دائرة البحث لتشمل :شعب اإليمان ،واآلداب ،والفضائل،
والكبائر ،واألخالق ،ولقد برز ذلك أيضا من خالل كتابات املفكرين وعلماء التربية ألهمية القيم وأثرها على اإلنسان
وتربيته؛ التي ل يمكن حصرها.
القضية القيمية قضية عظيمة تواجهها التربية املعاصرة في جميع املجالت ،حيث تتم مناقشتها في أغلب
ً
املؤتمرات اإلقليمية والعاملية؛ نظرا ألهميتها في تشكيل السلوك البشري وتأثيرها على أنماط حياته ،ومما يعكس
أهمية القيم أيضا؛ ما ُيالحظ من مناقشات حول طبيعتها وسماتها ومصادرها ،فصعوبة تعلمها ل تكمن في تحديد
نوعيتها بل تعود على طبيعتها وخصائصها ومصادرها والستراتيجيات املتبعة لغرسها في نفس النشء( .الجالد،2007 ،
.)53 -39 -17
. 1 -1مشكلة الدراسة:
ً
تعتبر القيم من موجهات السلوك البشري وهذه حقيقة ل يمكن انكارها ،وأيضا أداة للحكم عليه ،غني عن
البيان بأن العملية التربوية مكون من مكونات ثقافة املجتمع ،ولقد ظهر في اآلونة األخيرة حركة اقتصادية وسياسية
وثقافية تدعو إلى توحد الثقافات واذابة الفواصل للحدود الجغرافية بين الدول؛ بهدف أن تسود ثقافة عاملية
لإلنسان تحكمها قيم واحدة في هذا املجتمع العالمي( .املفتي)100 ،2015 ،
إن حياة أي أمة في كل شأن من شؤونها وفي كل جانب من جوانب نشاطها يقوم على األسس الفكرية
والسلوكية والعملية املرتكزة على القيم الخيرة والفاضلة ،والعقيدة الحقة ،وعند تداخل قيمنا اإلسالمية املنبثقة من
نهج هللا القويم مع القيم الغربية الصادرة من فلسفات محدودة ناقصة ،أو أفكار معقدة شوهاء؛ سنصل إلى الضياع
ورحلة الشقاء مرة أخرى ،ولن نحقق ما نقصد إليه من نهضة وتقدم وانطالق (الخطيب)78 -77 ،1977 ،
إن التحرر من القيم السامية للدين اإلسالمي ،في ظل التحديات املعاصرة والنفتاح على الثقافات الغربية
بحجة الستقاللية والنفصال عن التقاليد واألعراف ،باإلضافة إلى مساهمة اإلعالم في ذلك أدى إلى العديد من
املشكالت الجتماعية كالتفكك األسري وارتفاع نسبة الجريمة في املجتمع ،بل أن أخطر ما قد تجلبه لنا العوملة
زعزعة العقيدة في نفوس أنصارها ،وتغير مشاعر الولء والبر للدين السالمي ،وتقبل العقائد األخرى والدعوة إلى
تقليدهم( .الفاتح.)211 ،2009 ،
وأثبتت دراسة رمضان ( )162 ،2005أن انتشار الفكر الغربي في مجال التربية والتعليم من خالل املدارس
الغربية أو القتباس منها ،قد يولد طبقة متشربة للقيم الفردية واملادية التي يتسم بها النظام الرأسمالي ،وفي الوقت
ذاته تعمل تلك األفكار على تهميش الثقافة واللغة ،وتتدنى معها القيم األخالقية والدينية.
وبناء على ما سبق فالجهل باملنظومة القيمية ومدى تأثيرها في العملية التربوية مشكلة لبد من توضيحها
للباحثين والقارئين واملشتغلين في املجال التربوي من آباء ومعلمين وخبراء.
أسئلة الدراسة:
تتحدد مشكلة الدراسة في سؤال رئيس مؤداه :ما هي املنظومة القيمية وما أثرها في العملية التربوية من
املنظور السالمي؟.
وتتفرع عنه عدة أسئلة فرعية وهي:
-1ما ملقصود بمفهوم القيم واتجاهاتها؟
-2ما خصائص املنظومة القيمية وأهميتها وأنماطها؟
-3ما التطبيقات العملية السلوكية للقيم من منظور إسالمي؟
. 2 -1أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى تحقيق اآلتي:
-1بناء تصور معرفي عن مفهوم القيم وتوضيح اتجاهاتها.
-2تكوين رؤية واضحة عن خصائص القيم والتعرف على أهميتها في العملية التربوية.
-3الكشف عن بعض التطبيقات السلوكية التربوية للمنظومة القيمية من املنظور اإلسالمي.
.3 -1أهمية الدراسة:
تنطلق أهمية هذه الدراسة إلى تحقيق اآلتي:
األهمية العلمية:
-1تساعد الدراسة على تقديم إطار معرفي للمنظومة القيمية من منظور إسالمي ،لآلباء وللعاملين في مجال التربية.
-2قد تسهم في توضيح ماهية الخصائص التي تختص بها املنظومة القيمية وتقسيمها من خالل محتواها إلى عدة
أنماط ،بما يساعد التربويين وواضعي املناهج في الستفادة منها في املناهج املدرسية.
-3تزويد الباحثين املهتمين بالقيم واملكتبات باملعلومات األساسية املختصة باملنظومة القيمية.
األهمية العملية:
-1تقدم الدراسة بعض التطبيقات العملية للمنظومة القيمية في مجال التربية من خالل الستشهاد باآليات
القرآنية ،واألحاديث.
.4 -1حدود الدراسة:
-1الحدود املوضوعية :تتمثل في الكشف عن التصور املعرفي للقيم وخصائصها وأهميتها وتطبيقاتها في العملية
التربوية من املنظور اإلسالمي.
-2الحدود املكانية :تم إجراء الدراسة في اململكة العربية السعودية.
-3الحدود الزمانية :تم إجراء البحث عام 1439ه.
.5 -1مصطلحات الدراسة:
ُ
سيتم تعريف بعض املصطلحات من خالل محاور البحث إل أنه سيتم ذكر تعريف مبسط لها على النحو
التالي:
-1القيم:
َ َ َ
القيم ،وأصله الواو؛ ألنه يقوم مقام الش يء". التعريف اللغوي :جاء في اللسانِ :
"القيمة :واحدة ِ
َ ُ َ َ
والقيمة :ثمن الش يء بالتقويم ،تقول :تقاوموه فيما بينهم ،وإذا انقاد الش يء واست َّ
مرت طريقته ،فقد استقام
لوجه" (ابن منظور ،د .ت ،ج ()3783 ،)5
ُ
التعريف الصطالحي للقيم" :هي املبادئ واملعتقدات األساسية ،واملثل ،واملقاييس أو أنماط الحياة التي تعمل
ً ً ً ً
مرشدا عاما للسلوك ،أو نقاط تفضيل في صنع القرار ،أو لتقويم املعتقدات واألفعال ،والتي ترتبط ارتباطا وثيقا
بالسمو الخلقي والذاتي لألشخاص".)Halstead J, and MJ Taylor,1996, 14( .
التعريف اإلجرائي للقيم :هي املبادئ األساسية واملعايير املرشدة لسلوك الفرد ،والتي تساعده على تقويم
ً
معتقداته وأفعاله وصول إلى املثل العليا والسمو الخلقي للذات واملجتمع.
-2التطبيقات السلوكية:
السلوك في اللغة" :سيرة اإلنسان مذهبه واتجاهه ،يقال :فالن حسن السلوك ،أو س يء السلوك ،وفي علم
النفس :الستجابة الكلية التي يبديها كائن حي إزاء أي موقف يواجهه( .املعجم الوسيط)445 ،2005 ،
ً
السلوك في الصطالح :يعرف احمد عزت راجح ( )12 ،1968ينظر إلى السلوك أيضا على أنه كل ما يفعله
ً
اإلنسان ظاهرا كان أم غير ظاهر ،وينظر إلى البيئة على أنها كل ما يؤثر في السلوك؛ فالسلوك إذن هو عبارة عن
مجموعة من الستجابات ،وإلى البيئة على أنها مجموعة من املثيرات.
التعريف اإلجرائي للتطبيقات السلوكية :هي كل ما يصدر من اإلنسان من أفعال وأقوال ظاهرة أو باطنة،
ومتأثرة بالبيئة والظروف املحيطة باإلنسان من ناحية ومن معتقداته وقيمه من ناحية أخرى.
التطبيقات التربوية" :مجموعة من املفاهيم والحقائق واملعارف واملبادئ والتجاهات التي ينبغي على
عمليا ،ووعيها ومعايشتها بطريقة تنمي قدراتهم على األداء العملي بشكل جيد ،وتساعدهم ً
تطبيقا ًّ املتعلمين تطبيقها
على تكوين السلوكيات والعادات والتجاهات الحسنة ،وتعمل على تنمية ميولهم وإشباع حاجاتهم بشكل إيجابي
لتحقيق الشخصية املتكاملة لإلنسان الصالح في ضوء التصور اإلسالمي" (الفاربي وآخرون)272 ،1994 ،
العملية التربوية:
" عملية تنمية جوانب الشخصية اإلنسانية في مستوى الوعي واإلدراك املعرفي ،ومستوى الوجدان ومستوى
الحركة واملهارة"(علي.)13 ،1995 ،
ا
ثانيا /الدراسات السابقة:
-1دراسة (رمضان ،)2005 ،هدفت الدراسة إلى معرفة تأثير تدريس املناهج األمريكية العاملية في املدارس الدولية
وأثرها على النسق القيمي في مصر ،وقد استخدمت الباحثة املنهج الوصفي لوصف واقع املناهج في املدارس
الدولية بمصر ،وتوصلت إلى عدد من النتائج منها :أن وظائف التربية وأهدافها تتعارض مع انتشار املدارس
األمريكية بمصر ،وأن هذه املدارس تؤدي إلى تكوين فئة من الشباب لديهم ارتباط وثيق بالثقافة الوافدة ،كما
توصلت إلى أن املناهج األمريكية تسهم في تكوين طبقة متشربة لقيم النظام الرأسمالي األمريكي دون اللتزام بأي
قيم أخالقية أو دينية ،كما أن تلك املدارس تسهم في تهميش الثقافة واللغة.
-2دراسة (حسن ،)2005 ،هدفت الدراسة إلى رصد واقع التربية الجتماعية في بناء منظومة القيم الجتماعية:
ً
محافظة الالذقية نموذجا ،وما تتضمنه التربية من القيم والعادات والتقاليد ،وقد استخدم الباحث املنهج
الوصفي التحليلي ،باستخدام الستبانة كأداة أساسية لجمع البيانات ،وخرجت الدراسة بعدد من النتائج منها:
أن هناك اتفاق بين اآلباء واألمهات املشمولين بالعينة حول الجوانب الخاصة بالتربية اإلجتماعية في األسرة،
ودورها في تعزيز القيم اإلجتماعية ضمن األسرة وخارجها ،ولسيما قيم (الديمقراطية ،الحوار ،املناقشة ،العدل،
التعاون ،التسامح ،حرية الختيار ،والعتماد على الذات ،والوفاء بالوعد واللتزا).
دراسة (حمودة ،)2006 ،هدفت الدراسة إلى تأكيد أهمية التربية الخلقية ودورها في غرس القيم ،باإلضافة إلى -3
بناء السلوك اإلنساني على النهج التربوي عند ابن سينا ،وقد استخدم الباحث املنهج التاريخي في ربط املاض ي
بالحاضر ،وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها :أن التربية الخلقية ضرورة يقتضيها نجاح حياة الفرد في
ً
املجتمع واعتبرها أيضا مهمة لحماية املجتمع؛ من صور الفساد والتحلل األخالقي.
دراسة (محمد ،)2008 ،هدفت الدراسة إلى الكشف عن األبعاد الحقيقية لظاهرة العوملة وخاصة في املجال -4
الثقافي واإلعالمي -اإلعالن التلفزيوني -والكشف عن خطر اإلعالن في تشكيل الجانب الثقافي ،وتسخيره في اختراق
الثقافة ونشر العوملة ،كما هدفت إلى محاولة البحث عن وسائل وأساليب وأطر مرجعية لإلعالن دون املساس
بالقيم واملبادئ اإلسالمية ،وتمكن املجتمع من الحفاظ على هويته ،واستخدم الباحث في هذه الدراسة املنهج
التاريخي واملنهج املسحي وتحليل املضمون واملنهج املقارن ،ووصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها :يؤدي
ً ً
اإلعالن التلفزيوني في عصر العوملة دورا مؤثرا في زعزعة القيم والثوابت للمجتمع املسلم وذلك من خالل دعمه
لبعض القيم السلبية مثل الستهالك املظهري ،وتفضيل املنتج األجنبي ،والتفاخر وتقليد اآلخرين ،وغيرها من
القيم التي تتعارض مع قيم املجتمع املسلم.
دراسة (الحبيش ي ،)2015 ،هدفت الدراسة إلى إبراز دور القيم األخالقية اإلسالمية وأثرها في تهذيب السلوك -5
الستهالكي لألفراد ،دراسة تطبيقية على مجتمع املدينة املنورة املعاصر ،ولقد استخدم الباحث املنهج الوصفي
التحليلي الستقرائي كمي ،وتوصل الباحث عدة نتائج منها :أن األخالق ل تأتي إل بالهتمام بالقرآن الكريم
والسنة النبوية ،ومتى يتربى عليها جيل قوي يقف على قاعدة صلبة ل يتأثر باملتغيرات السلبية ،ويتفاعل مع
املتغيرات اإليجابية ويستفيد منها ويفيد مجتمعه.
دراسة (الحمد ،)2015 ،هدفت الدراسة إلى الكشف عن العالقة بين القيم والدافعية وبيان أثرها في السلوك -6
اإلنساني من خالل الدراسة التربوية القرآنية ،ولقد استخدمت الباحثة املنهج الستقرائي ،واملنهج الستنباطي،
ووصلت الباحثة إلى عدة نتائج منها :بأن العالقة بين القيم والدافعية تؤثر على السلوك الفردي ،والسلوك
الجتماعي حيث إنه يتأثر في تمثله للقيم ،وفي ثباتها واستمرارها في جميع مناشط الحياة ،وفي تعديل السلوك
املنحرف ،والرقي بالسلوك اإليجابي.
أوجه الشبه:
تشابهت هذه الدراسة مع الدراسات السابقة في أن القيم الغربية والعوملة لها تأثيرها السلبي على منظومة
القيم اإلسالمية ،وضرورة الحفاظ على القيم والهوية اإلسالمية ،والهتمام بها من ناحية تربوية وتطبيق األساليب
املحققة لغرسها ،وبيان أهمية بناء السلوك اإلنساني على النهج اإلسالمي واستمداد القيم من املصادر الشرعية
القرآن الكريم والسنة النبوية ،بتطبيق النهج القرآني للتربية.
أوجه الختالف:
اختلفت هذه الدراسة مع الدراسات املذكورة في أنها تهتم باملناهج في املدارس األمريكية فقط ومدى تأثيرها
ُ ُ
على القيم ،وأن الدراسات ركزت اهتمامها على نمط واحد من القيم إما اجتماعية أو خلقية ،وذكر أنها من وجهة نظر
الوالدين أو على نهج شخصية معينة مثل ابن سينا،
كما اهتمت احدى الدراسات بكونها دراسة لإلعالم والثقافة املقدمة من قناتي السودان ودبي ،وأساليب نشر
العوملة في العالم اإلسالمي ،كما ركزت احدى الدراسات على الدافعية للسلوك وعالقة القيم بها.
ا
ثالثا /منهجية الدراسة:
استخدمت الباحثة املنهج الوصفي حيث إنه يجيب عن تساؤل الدراسة األول والثاني املهتم باإلطار املعرفي
للقيم ،وذكر عبدالوهاب أبو سليمان(1423ه )33 ،عن املنهج الوصفي" :أن موضوعه الوصف ،والتفسير ،والتحليل،
في العلوم اإلنسانية من دينية ،واجتماعية وثقافية ،وملا هو كائن من األحداق ملالحظتها ووصفها ،وتعليلها ،وتحليلها،
والتأثيرات ،والتطورات املتوقعة ،كما يصف األحداث املاضية ،وتأثيرها على الحاضر ،ويهتم أيضا باملقارنة بين أشياء
مختلفة ،أو متجانسة ،ذات وظيفة واحدة ،أو نظريات مسلمة" ،كما استخدمت الباحثة املنهج الستنباطي في
التساؤل الثالث املهتم بالتطبيقات السلوكية في العملية التربوية من منظور إسالمي.
ا
رابعا /عرض ومناقشة النتائج:
.3 -2 -4ينظر هذا التجاه إلى القيم باعتبارها حاجات ،ودوافع واهتمامات ،واتجاهات مرتبطة بالفرد ،يمثل
هذا التجاه نظرة علماء النفس الجتماعي ،الذين يرون بأن السمات الفردية للشخص هي املكون الرئيس ي للنظام
القيمي لديه ،بينما يرى علماء الجتماع بأن القيم هي املؤثر على سلوكيات الفرد وربط القيم بالحتياجات والدوافع
والهتمامات وامليول والسمات الشخصية للفرد نفسه( .الجالد)24 ،2007 ،
.1 -5خصائص القيم:
.2 -1 -5القيم نسبية:
ً
نعني بنسبية القيم بأنها تختلف باختالف املكان والزمان تبعا للمؤثرات الخاصة بها ،فالقيم ثابتة عند
معتقديها بينما أنها نسبية بين األشخاص والثقافات واألجيال؛ فما يراه جيل بأنها قيمة إيجابية قد يراه جيل آخر بأنها
قيمة سلبية وهكذا ،كما أنه قد تكون نسبية عند معتقدها في زمنين مختلفين من خالل خبراته وتجاربه؛ ً
بناء على
قاعدة " القيم تابعة للفكر ومتولدة منه".
.3 -1 -5القيم تجريدية:
معان مجردة ،حيث إنها تتسم باملوضوعية والستقاللية بحد ذاتها ،بينما تتضح معانيها في الواقع
القيم لها ٍ
ً
بترجمتها إلى سلوك مادي ملموس ،فالعدل مثال له قيمة معنوية ذهنية مجردة غير محسوسة ،لكنه يتخذ قيمته من
ً
ممارسته في الواقع الذي نعيشه ،فنسمي األب عادل حين ُيعطي أبناءه حقوقهم باملساواة ،وفي مقابله يكون األب غير
عادل عندما ُيحابي أحدهم على اآلخر( .بدوي.)49 -48 ،1975 ،
.4 -1 -5القيم متدرجة:
نعني بتدرج القيم بأنها تنتظم في "سلم قيمي" متغير ومتفاعل ،تنظم فيه القيم بشكل هرمي تترتب عند
ً ً ً ً
الفرد حسب أولويتها وأهميتها لذاته؛ فتهيمن بعض القيم على بعضها اآلخر ،فيتشكل لديه نسقا قيميا داخليا متدرجا
للقيم ،ومثال على ذلك الصالة وطلب العلم قيمتان مهمة لدى الفرد ،ولكنه عند وجود ظرف يتحتم عليه الختيار
ً
بينهما؛ ستتقدم قيمة الصالة على طلب العلم وفقا لترتيبه الهرمي للقيم( .الجالد.)38 ،2007 ،
.2 -5أهمية القيم:
بالرغم من اختالف وجهات النظر حول القضية القيمية إل أن موقفها ل يتغير عن أهمية القيم في تشكيل
السلوك اإلنساني ،إذ قد يتفق الجميع على أثرها البالغ على تكوين شخصية الفرد وتعريفه بذاته ،فسوف نوضح
فيما يلي أهمية القيم بالنسبة للفرد واملجتمع.
خال من السلوكياتومما يزيد أهمية القيم للمجتمع؛ أثرها في الحفاظ على بناء مجتمع نظيف صحي ٍ
السلبية؛ مع انفتاح املجتمع وتقاربه؛ مما زاد الثقل على املربيين وأهمية بناء قيم سليمة وغرسها في النشء ليتمكنوا
من التمييز بين الخير والشر ،وما هو نافع أو ضار( .الجالد)46 -44 ،2007 ،
ا
سادسا :التطبيق العملي للمنظومة القيمية من منظور إسالمي:
ً
تعددت التصنيفات املقترحة للقيم ،حيث جاءت ُمعبرة عن فلسفة أصحابها؛ اتباعا للمعايير التي يتبعها
ُ
املربي ،وتكتفي الباحثة هنا بذكر تصنيف سبرانجو ألنماط القيم املعتمد على محتوى القيمة :القيم الدينية،
والنظرية ،والقتصادية ،والجتماعية ،والسياسية ،والجمالية ،ومن خالل الشريعة السالمية سيتم ذكر أهم
التطبيقات السلوكية لها (الجالد.)47 ،2007 ،
وهناك العديد من التطبيقات التي يصعب حصرها ،وتكتفي الباحثة بذكر بعض منها:
الدعوة إلى التكافل في املجتمع املسلم وأداء الحقوق ألهلها ،حيث ذكرت العديد من السور املكية بالذات
ً
الش يء الكثير من ذلك ،وكما قال النبي ﷺ " :املؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"( صحيح البخاري ،ح ،481
كتاب الصالة ،باب تشبيك األصابع في املسجد وغيره.)103 /1 ،
التواضع في معاملة اآلخرين ارضاء هلل تعالى ل إلرضائهم ،فعلى املسلم أن يدرك أن مصيره بيد هللا وحده وكل
أمره في اآلخرة خاضع لعمله من أول لحظه ينادى فيها ليلقى هللا تعالى فيجازى على ما قدمت يداه( .أيوب،
1403هـ)64 ،
ُ َ ۡ َ َ ۡ ۡ َ ۡ َ َ َ َ َّ َ َ ۡ ُ َن َ َّ ُ ۡ َ َ َٰ َ ۡ َ ّ ُ نَ
حيث قال تعالى ﴿ :وٱص ِبر نفسك مع ٱل ِذين يدعو ربهم ِبٱلغدو ِة وٱلع ِش ِي ِريدو وجه ۥۖه ﴾ [الكهف ،]28 :وأخرج
مسلم أن النبي ﷺ قال في خطبته " :وإن هللا أوحى إلي أن تواضعوا حتى ل يفخر أحد على أحد ول يبغ أحد على
أحد "(صحيح مسلم ،ح ،2865كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ،باب الصفات التي يعرف بها ِفي الدنيا أهل
الجنة وأهل النار )160/8 ،وما إلى ذلك إل ألن؛ الكبر من أسباب البغي والظلم.
َ ۡ َ َ ُ َ َ ْ ُ ۡ
العدل في التعامل مع الجميع مهما بلغت له من املكانة والصلة لقوله تعالىَ ﴿ :وإ َذا ُقل ُت ۡم َف ۡ
ان ذا ق ۡرَب َٰۖى ٱع ِدلوا ولو ك ِ
َ ْ َ َ َ
ون ﴾ [ النعام ،]152 :كما حدث مع الرسول ﷺ عن عا ِئشة ص َٰى ُكم به َۦل َع َّل ُك ۡم َت َذ َّك ُر َ
ِِ ٱلل ِه َأ ۡو ُف ُْۚوا ََٰذ ِل ُك ۡم َو َّ
َ َ ۡ َّ
و ِبعه ِد
ُ َ َ ْ َ َ ََّ َ َّ ُ َ ّ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َْ َّ ُ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ ُ َ ً ْ ُ ُ َْ
هللا صلى هللا علي ِه وسلم، وم َّية ال ِتي س َرقت ،فقالوا من يك ِل ُم َرسول ِ َر ِض َي هللا عن َها :أن ق َريشا أه َّمت ُهم امل ْرأة املخز ِ
ال" : هللا َع َل ْي ِه َو َس َّل َمَ ،ف َق َص َّلى ُ هللا َع َل ْيه َو َس َّل َمَ ،ف َك َّل َم َر ُسو َل هللا َ
ص َّلى ُ َو َم ْن َي ْج َتر ُئ َع َل ْيه إ َّل ُأ َس َام ُة ،ح ُّب َر ُسول هللا َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ُ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُّ َ َّ ُ َّ َ َ َّ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ ُ َ َ َ قَ ُ ُ ْ ّ َ ََ ْ َ ُ
هللا ،ثم قام فخطب ،قال :يا أيها الناسِ ،إنما ضل من قبلكم ،أنهم كانوا ِإذا سر أتشفع ِفي ح ٍد ِمن حد ِود ِ
َ ََ َ
اط َمة ِبن َت ُم َح َّم ٍد َس َرق ْت لقط َع
َ َ ْ َْ َ َ ُ َ َ ْ َ َّ َ ْ َّ ُ َ ُ ُ َ َ َ َ َّ ُ
هللا ،لو أن ف ِ الش ِريف ت َركوه ،وِإذا س َرق الض ِعيف ِف ِيه ْم أقاموا عل ْي ِه الحد ،واي ُم ِ
ُم َح َّم ٌد َي َد َها"(صحيح البخاري ،ح ،6788كتاب الحدود وما يحذر من الحدود ،باب كراهية الشفاعة في الحد إذا
رفع إلى السلطان.)160/8 ،
نبذ العنصرية في معاملة الخرين مهما كان اختالفهم عن الشخص لكون اإلسالم هو دين املحبة والتسامح فذلك
يتضح في موقف الرسول ،عن أسامة بن زيد رض ي هللا عنهما " :أن النبي ﷺ مر على مجلس فيه أخالط من
املسلمين واملشركين عبدة األوثان ،واليهود فسلم عليهم" (صحيح البخاري ،ح ،6254كتاب الستئذان ،باب
التسليم في مجلس فيه أخالط من املسلمين واملشركين ،.)56 /8 ،ولقد أكد اإلسالم على املساواة بين البشر
ََٰ َ تحقيقا للسالم في املجتمع في قوله تعالى َ ﴿ :و َل َق ۡد َخ َل ۡق َنا ۡٱإل ََٰ
ً
نس َن ِمن ُسلل ٖة ِّمن ِطين﴾ [املؤمنون.]12 : ِ
احترام الصغير للكبير ،وعطف الكبير على الصغير ،فيفضل استخدام األلفاظ اللينة ومراعاة املشاعر ،كما قيس
ذلك عند معاملة العلماء "كراهة رفع الصوت في حضورهم وفي املساجد؛ ألن من املعلوم لكل عاقل أن من رفع
ً
صوته على غيره ،كان دليال على قلة احترامه له" ،وعلل األمر بخفض الصوت كما جاء في سورة لقمان قوله تعالى
ۡ ص ََٰو ِت َل َ َ َ َ َۡ َ ُۚ َ ۡ
ص ۡو ُت ٱل َح ِم ِير ﴾[لقمان ،]19 :وكان الرسول ﷺ يحترم اإلنسان الذي ٱأل ۡ ص ۡو ِت َك أن أنكر ض ِمن ض ۡٱغ ُ ﴿ :و
ً
أمامه لكونه إنسانا ،بغض النضر عن حسبه ونسبه أو فقره وغناه حتى بغض النظر عن عقيدته ،ألن الحترام
ً
قيمة خلقية ،كما علم هللا سبحانه وتعالى نبيه محمد ﷺ عندما طلب منه كفار قريش أن يجعل يوما لهم
َۡ َ ٱصب ۡر َن ۡف َس َك َم َع َّٱلذ َ ً
ين َي ۡد ُعون َرَّب ُهم ِبٱلغ َد َٰو ِة ِ ِ
يوما( .خوجة1430 ،هـ )68 ،فقال له هللا تعالىَ ﴿ :و ۡ وللضعفاء
َّ َ ۡ ُ ۡ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ َ ۖ ۡ ُّ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ َ ُ َ ُ ۡ
َوٱل َع ِش ّ ِي ُي ِريدون َو ۡج َه ۥۖه َول ت ۡعد َع ۡيناك َع ۡن ُه ۡم ت ِريد ِزينة ٱل َح َي َٰو ِة ٱلدن َيا َول ت ِط ۡع َم ۡن أغفلنا قل َب ۥه َعن ِذك ِرنا َوٱت َب َع
َ َ َٰ ُ َ َ َ َ ُ ا
ان أ ۡم ُر ُ ۥه ف ُرطا ﴾[الكهف.]28 : هوىه وك
التوسط في الهتمام بالجمال والتجمل ،وعدم املبالغة حيث قال بعض العلماء :البس مال يزدريك فيه العظماء،
ول يعيبه عليك الحكماء ،باإلضافة إلى ذكرهم املروءة في اللباس بأن يكون اإلنسان معتدل الحال في مراعاة
لباسه من غير إكثار أو تقصير فإن التقصير في املظهر اعتبروه مهانة وذل ،وكثرة مراعاتها وصرف الهمة إلى العناية
بها فقط دناءة ونقص( .املاوردي1437 ،هـ)403 -402 ،
الهتمام بتجميل العقل بالثقافة واملعرفة وعدم الكتفاء بجمال املظهر.
وترى الباحثة أن تنمية املواهب الفنية وعدم اهمالها؛ لكونها هبه من هللا يستحسن تطويرها وتنميتها ،ونصح
وزيرا له بسبب فصاحة اآلخرين برعاية املوهوبين واإلشادة بقدراتهم ،كما حدث في اختيار موس ى ألخيه هارون ً
َ َ ََٰ ُ ُ ُ َ َ ۡ َ ُ ّ َ ا َ َ ۡ ۡ ُ َ َ ۡ ا ُ َ ُ ّ َ ُ
َ
ص ِّدق ِن َٰٓۖي ِإ ِن َٰٓي أخاف أن لسانه ،وقوة بيانه ،في قوله تعالى ﴿ :وأ ِخي هرون هو أفصح ِم ِني ِلسانا فأر ِسله م ِعي ِردءا
َ ّ
ُيك ِذ ُبو ِن ﴾ [القصص]43 :
التجمل بحسن الخالق لعتبار أنها هي الباقية مع اإلنسان حتى مماته ،وعظم أجرها في اآلخرة لقوله ﷺ" :إن من
ً
أخيركم أحسنكم خلقا" (صحيح البخاري ،ح ،6029كتاب األدب ،باب لم يكن النبي صلى هللا عليه وسلم
فاحشا ول متفحشا)12 /8 ،
ا
سابعا :الستنتاجات والقتراحات والتوصيات:
وضحت هذه الدراسة مفهوم القيم وماهي التجاهات الخاصة بها ،باإلضافة معرفة خصائصها وأهميتها في
العملية التربوية ،كما ذكرت بعض التطبيقات السلوكية للمنظومة القيمية من منظور إسالمي ،وقد استخدم
الباحث املنهج الوصفي واملنهج الستنباطي لتحقيق أهداف الدراسة ،وقد توصلت الباحثة في دراستها إلى مجموعة
من النتائج من أهمها:
-1أن القيم لها دور رئيس ي في بناء السلوك اإلنساني ،ومهمة لبناء املجتمع.
-2أن هناك عدة اتجاهات للقيم ،فهناك من يرى أنها معايير تحكم السلوك ،وهناك من يرى أنها تفضيالت للفرد
يختارها بنفسه ،وأما التجاه الثالث يرى أنها حاجات ودوافع شخصية للفرد.
-3أن القيم الدينية تكون قائمة على العقيدة التي يتبناها الشخص في حياته وتنعكس هذه العقيدة على أفعاله
من عبادات ومعامالت حياتية.
-4أعطى اإلسالم القيم النظرية والعلمية أهمية عظمى حيث أردف أهمية وجود األدلة العلمية في الحوادث
واملواقف إلثبات الحجة وتوثيق قوتها.
-5لم يهمل اإلسالم الجانب القتصادي وذكر مدى أهمية تنميته باعتباره قوة في األرض ل يمكن تجاهلها
والستغناء عنها.
ً
-6التعرف على الحقوق والواجبات تجاه الجانب القتصادي إسهاما في تنمية املجتمعات.
-7اهتمام اإلسالم باملجتمع واملعامالت القائمة فيه على مكارم األخالق؛ لضمان إعمار األرض وحمايتها من الفساد؛
بتحقيق املصلحة العامة في املجتمع وتقديمها على املصالح الشخصية.
-8أهمية العالقات السياسية بين ولة األمر والرؤساء ومرؤوسيهم؛ لضمان الحقوق وتنمية العقل السياس ي
ووضوح الرؤية واملشورة عند اتخاذ القرارات لبناء األوطان على الروح الوطنية.
-9معرفة مدى اهتمام اإلسالم بالجماليات ولم يهملها بل أعطاها حقها دون مبالغة؛ لكون التفاصيل الصغيرة
تصنع الفارق.
الخاتمة:
لقد وضع لنا اإلسالم سلسلة قيمية فاضلة وعالج لجميع املفاسد في الرض ،فبعد اطالعي تبين لي عجز
األخالق الفلسفية في تقديم منهج صحيح لألخالق البشرية ،وأخفقت كذلك في رسم الصورة املثلى للسلوك النساني؛
حيث يظهر القصور في إحدى جوانب نظرياتهم ،ولكن في املقابل نريد أن نقول أن الخالف هو منبع األخالق من وجهة
نظرهم.
فنحمد هللا على نعمة السالم وأدعو هللا " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ،وأصلح لي دنياي التي
فيها معاش ي ،وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ،واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ،واجعل املوت راحة لي من كل شر".
وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العاملين
قائمة املصادر:
.1القرآن الكريم .
.2البخاري ،محمد بن اسماعيل1422( ،هـ) .صحيح البخاري ،حققه محمد الناصر ،بيروت ،دار طوق النجاة.
.3مسلم ،مسلم بن الحجاج (د .ت)،صحيح مسلم ،حققه :محمد عبدالباقي ،بيروت :دار احياء التراث العربي.
قائمة املراجع:
-ابن منظور(د .ت) :لسان العرب ،دار املعارف.
-أيوب ،حسن ( :)1403السلوك اإلجتماعي في اإلسالم ،ط( ،4بيروت :دار الندوة الجديدة).
-بدوي ،عبدالرحمن ( :)1975األخالق النظرية( ،الكويت).
-جامع خادم الحرمين الشريفين للسنة النبوية املطهرة تاريخ اإلطالع 1439/12/17ه /http: //sunnah. alifta. net
-الجالد ،ماجد ( :)2007تعلم القيم وتعليمها ط( ،2عمان :دار املسيرة).
-جوهري ،محمد (1426هـ) :أخالقنا ،ط( ،8املدينة املنورة :دار الفجر السالمية).
-الحبيش ي ،محمد عبدهللا فيصل ( :)2015القيم األخالقية اإلسالمية وأثرها على السلوك الستهالكي :دراسة
تطبيقية على مجتمع املدينة املنورة املعاصر .رسالة ماجستير ،كلية الشريعة ،الجامعة اإلسالمية ،املدينة
املنورة.
ً
حسين ،يوسف محمد ( :)2005دور التربية األسرية في بناء منظومة القيم اإلجتماعية :محافظة الالذقية نموذجا. -
رسالة ماجستير ،كلية التربية ،جامعة دمشق ،سوريا.
الحمد ،منى عبدالقادر عايد ( :)2015العالقة بين القيم والدافعية وأثرها على السلوك اإلنساني :دراسة تربوية -
قرآنية .رسالة دكتوراة ،كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ،جامعة اليرموك ،األردن.
حمودة ،زكريا سالم ( :)2006دور التربية في غرس القيم الخلقية عند ابن سينا .كلية التربية ،جامعة النيلين، -
الخرطوم.
الخطيب ،عمر عودة ( :)1977أصالة القيم ،رسالة الطالب املسلم ،العدد ،1السعودية. -
خوجة ،فاطمة يعقوب (1430هـ) :تنمية القيم لدى الشباب ،ط( ،1الرياض :مكتبة امللك فهد الوطنية). -
الخياط ،عالية محمد (1431هـ) :دور األسرة في تحقيق التربية األمنية للفتاة املسلمة من منظور التربية -
اإلسالمية ،ط( ،1جدة :مكتبة كنوز املعرفة).
دياب ،فوزية ( :)1980القيم والعادات اإلجتماعية( ،بيروت :دار مكتبة الحياة). -
راجح ،أحمد عزت ( :)1968أصول علم النفس ،ط( ،7القاهرة :دار الكاتب العربي للطباعة والنشر). -
رمضان ،بثينة عبدالرؤوف ( :)2005النظم التعليمية الوافدة وأثرها على النسق القيمي .رسالة دكتوراة ،معهد -
الدراسات والبحوث التربوية ،جامعة القاهرة ،مصر.
الشافعي ،محمج إبراهيم ( :)1971اإلشتراكية العربية كفلسفة للتربية ،ط( ،1القاهرة :مكتبة النهضة). -
الشحات ،أحمد ( :)1988الصراع القيمي لدى الشباب ومواجهته من منظور التربية اإلسالمية( ،القاهرة :دار -
الفكر العربي).
العدوي ،مصطفى (1418هـ) :فقه األخالق واملعامالت مع املؤمنين ،ط( ،1جدة :دار ماجد عسيري). -
علي ،سعيد اسماعيل ( :)1995فلسفات تربوية معاصرة ،دط( ،الكويت :عالم املعرفة). -
الفاتح ،حمدي محمد ( :)2009تأثير استخدام تكنولوجيا اإلتصال واإلعالم على قيم الشباب ،مجلة الحكمة، -
مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع ،214 -201 ،الجزائر.
الفاربي ،عبداللطيف وآخرون ( :)1994معجم علوم التربية( ،الدار البيضاء :مطبعة النجاح). -
املاوردي ،أبي الحسن (1437هـ) :أدب الدنيا والدين ،د ط( ،بيروت :املكتبة العصرية.) ، -
مجمع اللغة العربية ( :)2005املعجم الوسيط ،ط( ،4القاهرة :مكتبة الشروق الدولية). -
محمد ،أحمد إلياس ( :)2008اإلعالن التلفزيوني وقيم املجتمع املسلم في إطار العوملة :دراسة تأصيلية بالتطبيق -
على عينة من إعالنات تلفيزوني (السودان ودبي) في الفترة من يناير 2008ـم ـ ـ مارس2008م .رسالة دكتوراة ،كلية
الدراسات العليا ،جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية ،السودان.
مخلوف ،بومدين ( :)2016املنظومة القيمية في ظل تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال .رسالة دكتوراة ،كلية العلوم -
اإلنسانية والجتماعية ،جامعة سطيف ،2الجزائر.
املفتي ،محمد أمين ( :)2005التعليم الجامعي العربي وأزمة القيم في عالم بال حدود ،ورقة مقدمة إلى املؤتمر -
القومي السنوي التاسع ملركز تطوير التعليم الجامعي ،القاهرة :جامعة عين شمس.
موقع ملتقى أهل الحديث تاريخ الطالع1439/12/16 :ه https: //www. ahlalhdeeth. com/vb/showthread. . -
php?t=275471
هاشم ،وحيد (1423هـ) :نظام الحكم في اململكة العربية السعودية ،ط( ،2جدة :مكتبة دار جدة.) ، -
https: //www. moi. gov. sa .ه1440/1/13 وزارة الداخلية باململكة العربية السعودية تم الطالع بتاريخ-
(مؤتمر واجب الجامعات السعودية وأثرها في، واجب الشباب السعودي تجاه وطنه:)هـ1439( خالد، اليوسف-
.)حماية الشباب من الجماعات واألحزاب والنحرافات
- Halstead J, and MJ. Taylor(1996): Values in Education and Education in Values, (London: The Falmer
Pres) .
The concept of values and its importance in the educational process and its behavioral applications
from the Islamic perspective”
Abstract: The study aimed at building a cognitive perception for the values and their characteristics. The study also
mentioned some behavioral applications of the value system with the citation of the Quranic verses and the honest Hadiths.
The researcher used the descriptive and deductive approaches.
The study manipulates the concept of values and its importance in the educational process and its behavioral applications
from the Islamic perspective. The study is prepared through three aspects :
The first aspect is showing the meaning of values from the Islamic perspective and its trends .
The second aspect includes a brief summary about the value system in Islam showing its traits, characteristics and
importance
The researcher presents in the third aspect some behavioral applications for the value system in Islam with its Islamic
rooting, then the conclusion and results
The study deduced some findings as: the fact that values play a key role in building human behavior. Moreover, values are
important in building society. In addtion there are several trends for values . There are some who believe that values are
standards that control behavior, and some others who believe that values are preferences for the individual which he can
choose by himself, but the third trend sees values as the needs and the individual motives.
Keywords: Islamic Perspective, Value System, Islamic Education