You are on page 1of 47

‫عرض بعنوان‪:‬‬

‫ط ـبــوغراف ـيـ ــة الدوائ ــر المــندم ـج ــة‬

‫من إنجاز الطلبة الباحثين‪:‬‬

‫محمد الحمريطي‬

‫محمد أبراق‬

‫لحسن الحاتمي‬

‫بن داود باجليل‬

‫إلهام بوني‬

‫املهدي عروة‬

‫عبد املالك الهنائي‬

‫معاد الفحص ي‬

‫فاطمة الزهراء الزرقتي‬


‫السنة الجامعية‪2022 - 2021 :‬‬
‫‪0‬‬
‫"إن احتفالكم بهذه الذكرى لهو احتفال باإلنسان الذي اصطفاه هللا من بين جميع‬
‫الكائنات بالعقل املبدع الخالق‪ ،‬ووهبه القدرة على اختراق األفالك واألعماق وارتياد الكواكب‬
‫واآلفاق وزوده برغبة ال تشبع في املعرفة واالكتشاف قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في‬
‫البر والبحر )" ‪ ،1‬هكذا أبرز فقيد العروبة و اإلسالم جاللة املغفور له امللك الحسن الثاني قدس هللا‬
‫روحه األهمية الكبرى لألعمال الذهنية و اإلنتاجية لإلنسان‪ ،‬و دورها في إبراز عظمة هللا سبحانه‬
‫وتعالى وحسن إبداعه‪.‬‬

‫فمن خالل نص الرسالة امللكية السامية التي بعثها امللك الراحل‪ ،‬إلى املنظمة العاملية للملكية‬
‫الفكرية بمناسبة مرور مائة سنة على إبرام اتفاقية باريس للملكية الصناعية لسنة ‪ ،1883‬أهمية‬
‫دفعت املنتظم الدولي إلى ضرورة التدخل بحزم لحماية هاته األعمال و االعتراف بملكيتها ألصحابها‪ ،‬و‬
‫في ذلك سعي نحو تحقيق ازدهار اقتصادي و صناعي و تجاري‪.‬‬

‫و هكذا فإن اإلبداعات اإلنسانية من أعمال فكرية و أدبية؛ إنما هي نتاج لتطور املجتمعات و‬
‫تعاظم حاجاتها إلى التقدم و االزدهار‪ .‬و إذا كان التاريخ يسجل اختراعات األفراد و األقوام بمداد ال‬
‫ينمحي‪ ،‬فإن الحديث عن حقوق امللكية الفكرية أتى متأخرا‪ ،‬إذ ارتبط بصفة خاصة بالثورة الصناعية‬
‫التي غزت أوروبا خالل القرن الثامن عشر‪ ،‬و ما نتج عنها من ابتكارات و اختراعات ساهمت في هاته‬
‫الثورة‪ ،‬و رغم انعكاسها اإليجابي على املجتمعات إال أن أصحابها ظلوا عرضة للتعدي على ملكاتهم و‬
‫إبداعاتهم‪ ،‬األمر الذي حذا باملنتظم الدولي إلى ضرورة التحر عبر سن منظومة قانونية تعترف‬
‫للمبدعين بابتكاراتهم‪ ،‬و توفر لهم الحماية الالزمة تجاه املعتدي على ملكيتهم الفكرية‪ ،‬فكانت اتفاقية‬
‫باريس ‪ 20‬مارس ‪ 1883‬للملكية الصناعية‪ ،‬باكورة لهاته املجهودات‪ ،‬و التي على ضوئها سارت الدول‬
‫في توفير الحماية الالزمة لإلبداعات اإلنسانية‪ ،‬و لعل املغرب و إن كان سباقا بتنظيم هذا املجال‬
‫انطالقا من سنة ‪ ،1916‬إال أن هاته النصوص ظلت معطلة لردح من الزمن و مرد ذلك للظروف التي‬
‫كانت تعيشها البالد و هي تحت وطأة مزاجية املستعمر الذي كان يعمل على تعطيل هاته القوانين كلما‬
‫استجد جديد في الساحة كالحربين العامليتين‪ ،‬و لم يكتب لحقوق امللكية الفكرية باملغرب أن تحظى‬
‫بتنظيم قانوني عصري يستجيب للمعايير الدولية‪ ،‬إال مع توقيع اتفاقية مراكش سنة ‪ 1994‬و املعروفة‬
‫باتفاقية الجات‪ ،‬و ما تبعها من ثورة تشريعية همت مجاالت التجارة و األعمال‪ ،‬فكان على رأس هاته‬

‫‪ 1‬نص الرسالة امللكية السامية التي وجهها جاللة امللك الحسن الثاني طيب هللا ثراه إلى املنظمة العاملية للملكية الفكرية بمناسبة الذكرى العشرية األولى التفاقية‬
‫باريس لحماية امللكية الصناعية و التجارية و املنبثقة عن مؤتمر باريس لسنة ‪.1983‬‬

‫‪1‬‬
‫القوانين القانون رقم ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية ‪ ،2‬و القانون رقم ‪ 2-00‬املتعلق بحقوق‬
‫املؤلف والحقوق املجاورة ‪.3‬‬

‫هذا و يمكن تعريف حقوق امللكية الفكرية بأنها‪ :‬كل ما توصل إليه العقل البشري من‬
‫اختراعات ومصنفات أدبية و فنية و تصاميم و شعارات و أسماء و صور يمكن استعمالها ألغراض‬
‫تجارية‪4.‬‬

‫و على هذا األساس فإن حقوق امللكية الفكرية تنقسم إلى قسمين من الحقوق‪ :‬حقوق امللكية‬
‫األدبية و الفنية‪ ،‬و حقوق امللكية الصناعية و التجارية‪.‬‬

‫و إن ما يسترعي اهتمامنا أكثر من خالل هاته الدراسة هو حقوق امللكية الصناعية و التجارية‪،‬‬
‫التي حدد مفهومها املشرع املغربي من خالل نص املادة ‪ 2‬من القانون ‪ 17.97‬السالف الذكر بقوله‪" :‬‬
‫يراد بلفظة امللكية الصناعية ما تفيده في أوسع مفهومها وتطبق ليس فقط على الصناعة والتجارة‬
‫الصرفة والخدمات‪ ،‬ولكن أيضا على كل إنتاج في مجال الصناعات الفالحية واالستخراجية وكذا‬
‫على جميع املنتجات املصنوعة أو الطبيعية مثل األنعام واملعادن واملشروبات‪ ،".‬كما أطر مجاالتها‬
‫من خالل املادة األولى من نفس القانون بقوله‪ " :‬تشمل حماية امللكية الصناعية حسب مدلول هذا‬
‫القانون براءات االختراع وتصاميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر املندمجة والرسوم والنماذج‬
‫الصناعية وعالمات الصنع أو التجارة أو الخدمة واالسم التجاري والبيانات الجغرافية وتسميات‬
‫املنشأ وزجر املنافسة غير املشروعة‪.".‬‬

‫و انطالقا من هاتين املادتين يمكن أن نستشف أنه من بين أهم أنواع الحقوق املنصبة على‬
‫امللكية الصناعية و التجارية نجد تصاميم تشكل الدوائر املندمجة‪ ،‬مصطلح ال يخلو من الحمولة‬
‫الفكرية و اإلبداعية‪ ،‬كما من شأنه أن يخلق لبسا كبيرا لدى القارئ‪ ،‬األمر الذي يدفعنا إلى استجالء‬
‫معامله من خالل هاته الدراسة‪.‬‬

‫و لعل أهمية دراسة طبوغرافية الدوائر املندمجة تكمن في الدور الكبير الذي تلعبه في‬
‫االختراعات ذات العالقة بالصناعة و التكنولوجيا‪ ،‬و ما يطرحه ذلك من إشكاالت قانونية و فنية في‬
‫استغاللها و حمايتها‪.‬‬

‫‪ 2‬ظهير شريف رقم ‪ 1.00.19‬صادر في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 15( 1420‬فبراير ‪ )2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 4776‬بتاريخ ‪ 2‬ذي الحجة ‪ 9( 1420‬مارس ‪ ،)2000‬ص ‪.366‬‬
‫‪ 3‬ظهير شريف رقم ‪ 1.00.20‬صادر في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 15( 1420‬فبراير‪ )2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 2-00‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 4796‬بتاريخ ‪ 14‬صفر ‪ 18( 1421‬ماي ‪ ،)2000‬ص ‪.1112‬‬
‫‪ 4‬تعريف وارد على موقع املنظمة العاملية للملكية الفكرية على الرابط التالي‪ ، https://www.wipo.int/publications/ar/details.jsp?id=4080&plang=AR :‬تاريخ‬
‫‪2‬‬ ‫االطالع‪- ،2021/11/28 :‬بتصرف‪،-‬‬
‫و من هنا تظهر لنا إشكالية املوضوع لتتجلى في ‪ :‬ماهي الحماية التي وفرها املشرع املغربي‬
‫ملالكي تصاميم تشكل الدوائر املندمجة‬

‫و تتفرع عن هاته اإلشكالية تساؤالت فرعية متمثلة في ‪:‬‬

‫ما هو املدلول التقني و القانوني لتصاميم تشكل الدوائر املندمجة؟‬ ‫‪‬‬


‫و ما هي الطبيعة القانونية لهاته التصاميم؟‬ ‫‪‬‬
‫ما هي شروط توفير الحماية لهاته التصاميم؟‬ ‫‪‬‬
‫ماهي آثار تسجيل طبوغرافية الدوائر املندمجة؟‬ ‫‪‬‬
‫كيف استطاع املشرع املغربي و الدولي حماية هاته التصاميم؟‬ ‫‪‬‬

‫إن تفكيك عناصر هذا املوضوع يستدعي منا االستعانة بمناهج علمية محددة في التحليل‬
‫و االستقراء و املقارنة‪ ،‬فتحليل النصوص القانونية هو الكفيل باالطالع على املوضوع من شتى‬
‫جوانبه‪ ،‬و باستقرائنا للنصوص القانونية سنستشف حجم الحماية التي متع بها املشرع هاته‬
‫التصاميم‪ ،‬كما أنه ال يمكن أن يكون للموضوع قيمة علمية إذا لم يتم مقارنة املقتضيات التي أتى‬
‫بها القانون ‪ 17.97‬بهذا الصدد مع بعض القوانين املعاصرة‪.‬‬

‫و للجواب على إشكالية املوضوع الرئيسية‪ ،‬نرى أنه من الراجح تقسيم املوضوع ملبحثين‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬طبوغرافية الدوائر املندمجة‪ :‬بين املفهوم و الشروط‬

‫املبحث الثاني‪ :‬طوبوغرافية الدوائر املندمجة‪ :‬آثار تسجيلها و وسائل حمايتها‬

‫‪3‬‬
‫تحتل تصاميم الدوائر املندمجة مكانة بارزة في القطاعات الصناعية و االقتصادية باعتبار‬
‫دخولها في تركيب و صناعة اآلالت و املعدات املختلفة‪ ،‬األمر الذي حذا باملنتظم الدولي إلى تركيز‬
‫اهتمامه على هذا النوع من االبتكارات‪ ،‬مستهدفا توفير الحماية لها من خالل معاهدة واشنطن لسنة‬
‫‪ 1989‬و املتعلقة بالدوائر املتكاملة ‪ ،5‬و على منوالها سار املشرع املغربي من خالل القانون ‪ 17.97‬إذ أقر‬
‫الحماية لهذا الصنف من خالل املواد من ‪ 90‬إلى ‪.103‬‬

‫و إذا كانت طبوغرافية تشكل الدوائر املندمجة ذات أهمية قصوى في امليدان الصناعي و‬
‫التكنولوجي‪ ،‬إال أن أنها تطرح صعوبات بالغة على مستوى تحديد ماهيتها نظرا لطبيعتها التقنية‬
‫الدقيقة‪ ،‬و ال جرم أنه الستجالء حقيقة هاته االبتكارات يتوجب علينا تحديد ماهيتها و طبيعتها‬
‫القانونية (املطلب األول)‪ ،‬ثم تحديد شروط تسجيل الحقوق املتعلقة بها لتتمتع بالحماية التي أقرها‬
‫املشرع لها (املطلب الثاني)‬

‫لتحديد ماهية طبوغرافية تشكل الدوائر املندمجة يتعين علينا التطرق إلى مختلف التعريفات‬
‫التي حظيت بها (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم محاولة تحديد طبيعتها القانونية من خالل البحث في آراء الفقه‬
‫القانوني (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫ينطوي مصطلح طبوغرافية تشكل الدوائر املتكاملة على مدلول تقني (أوال) و مدلول قانوني‬
‫(ثانيا)‬

‫تصميمات أو طوبوغرافيات الدوائر املندمجة عبارة عن تصميم ثالثي األبعاد للعناصر التي‬
‫تشكل دائرة متكاملة ُيراد تصنيعها‪ .‬و يتم تصنيعها وفق الوظيفة التي يخضع هذا الترتيب وترتيب‬
‫العناصر هذا للوظيفة اإللكترونية التي ستؤديها هذه الدائرة املتكاملة‪.‬‬

‫اعتمدت معاهدة واشنطن سنة ‪ 1989‬وهي تكفل الحماية للتصاميم التخطيطية‬ ‫‪ 5‬معاهدة واشنطن بشأن امللكية الفكرية فيما يتعلق بالدوائر املتكاملة‪ُ ،‬‬
‫(الطبوغرافيات) للدوائر املتكاملة‪ .‬ولم تدخل املعاهدة حيز النفاذ بعد‪ ،‬وقد صدقت عليها الدول التالية أو انضمت إليها‪ :‬البوسنة والهرسك ومصر وسانت لوسيا‪،‬‬
‫أنظر موقع املنظمة العاملية للملكية الفكرية على الرابط التالي‪ ، https://www.wipo.int/treaties/ar/ip/washington/index.html :‬تاريخ االطالع‪2021/12/29 :‬‬
‫‪4‬‬
‫هذا و تعرف األكاديمية امللكية للغة اإلسبانية الدائرة بأنها‪" :‬مجموعة من املوصالت التي يمر‬
‫بها تيار كهربائي‪ ،‬و التي تكون فيها أجهزة متداخلة بشكل عام تنتج أو تستهلك هذا التيار"‪ ،‬في حين‬
‫عرفت نفس األكاديمية الدائرة املتكاملة بأنها‪ " :‬عبارة عن جهاز توجد فيه عناصر معينة لها وظائف‬
‫كهربائية ‪ -‬مثل الترانزستورات واملقاومات واملكثفات والصمامات الثنائية وما إلى ذلك‪ - .‬مجمعة‬
‫على ركيزة مشتركة‪ .‬ترتبط هذه املكونات بحيث يمكن للدائرة املتكاملة التحكم في التيار الكهربائي‬
‫وبهذه الطريقة يمكن تصحيحه وزيادته وما إلى ذلك"‪.6‬‬

‫و الشريحة املكونة للدائرة املندمجة‪ ،‬رقيقة و مصنوعة عادة من مادة السيلكون‪ ،‬و ال يتعدى‬
‫حجمها عدة ملليمترات و تسمى "شريحة السيلكون" أو "رقاقة السيلكون" التي تحتوي على عدد هائل‬
‫من املكونات اإللكترونية الدقيقة جدا‪ ،‬مثل الترانزستورات واملقاومات واملكثفات التي تربط معا لتكون‬
‫دوائر إلكترونية متكاملة متصلة‪ ،‬و يعوج تاريخ إنتاجها للوهلة األولى إلى سنة ‪1958‬بالواليات املتحدة‪.‬‬

‫هذا و تدخل الدوائر املتكاملة في صناعة العديد من األجهزة اإللكترونية مثل الراديو و‬
‫التلفزيون والحاسوب و الهاتف ‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من االستخدمات األخرى‪ ، ،‬فهي قد تستخدم‬
‫إما بغرض تخزين املعلومات كما هو الحال الذاكرات و الرامات و مفاتيح التخزين ‪ ،USB‬كما يمكن‬
‫استعمالها كدوائر منقية للقيام بأوامر معينة في األجهزة ‪.7‬‬

‫و على ضوء هذا التعريف يمكن أن يصل الباحث إلى مدى دقة الدوائر املندمجة أو املتكاملة و‬
‫مدى أهميتها بالنسبة للقطاع التكنولوجي و الصناعي‪ ،‬و حجم ارتباطها بهما‪ .‬وهذا يحيل على ضرورة‬
‫وضع قاطرة هاته الطبوغرافية على سكة القانون ليتضح بجالء كبير العناية التي حظيت بها من طرف‬
‫املشرع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شكل التوجه الجديد للتشريعات الحديثة في ميدان تأطير و تقنين مجموعة من املسائل ذات‬
‫االرتباط بامليدان االقتصادي و االجتماعي نقلة نوعية كبيرة‪ ،‬سيما فيما يتعلق بمسألة تعريف بعض‬

‫‪6 Institut national de propriété industrielle de Chili (INAPI) , sur le liens suivant : https://www.inapi.cl/fr/brevets/types -de-brevets/le-schema-de-‬‬

‫‪configuration-ou-topographie-de-circuts-integres , date de consultationM 29/11/2021‬‬


‫‪ 7‬املؤسسة العامة للتعليم الفني و التدريب املنهي‪ ،‬أساسيات الكهرباء و اإللكترونيات‪ -‬الدوائر املتكاملة‪ ،-‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪ .246‬متوفرة‬
‫على الرابط التالي‪ ، https://www.alfreed-ph.com/2017/08/integrated-circuit-ic.html :‬تاريخ االطالع ‪2021/11/30‬‬
‫‪5‬‬
‫املصطلحات القانونية الواردة في التشريعات و التي كانت في فيما سبق حكرا على الفقه القانوني و‬
‫االجتهاد القضائي‪.‬‬

‫و على هذا األساس توجه املنتظم الدولي في معرض تعريفه ملصطلح "طبوغرافية تشكل‬
‫الدوائر املندمجة" في معاهدة واشنطن السالفة الذكر‪ ،‬إلى تقسيم هذا املصطلح إلى قسمين‬
‫"الدائرة املتكاملة"‪ ،‬و " التصميم أو الطبوغرافية"‪.‬‬

‫و هكذا عرفت معاهدة واشنطن في الفقرة األولى من مادتها األولى الدائرة املتكاملة بأنها‪ " :‬كل‬
‫منتج تكون فيه العناصر‪ ،‬على أن يكون أحد العناصر على األقل عنصرا نشطا‪ ،‬وبعض الوصالت‬
‫أو كلها جزء ال يتجزأ من قطعة من املادة و‪/‬أو عليها‪ ،‬في شكله النهائي أو في شكله الوسط‪ ،‬ويكون‬
‫الغرض مته أداء وظيفة الكترونية"‪.‬‬

‫في حين عرفت الفقرة الثانية من نفس املادة الطبوغرافية بكونها‪ " :‬أي ترتيب ثالثي األبعاد‬
‫للعناصر‪،‬‬
‫ً‬
‫على أن يكون أحد العناصر على األقل عنصرا نشطا‪ ،‬و لبعض الوصالت أو كلها لداثرة‬
‫متكاملة‪ ،‬أو ذلك الترتيب ثالثي األبعاد املعد لدائرة متكاملة بفرض التصنع"‬

‫و على منوال هاته املعاهدة سارت التشريعات املقارنة في تعريفها ملصطلح "طبوغرافية تشكل‬
‫الدوائر املندمجة"‪.‬‬

‫و هكذا عرف املشرع املغربي التصاميم الطبوغرافية بأنها‪ " :‬أي ترتيب ثالثي األبعاد‬
‫للعناصر‪ ،‬على أن يكون أحد العناصر على األقل عنصرا نشطا‪ ،‬ولبعض الوصالت أو كلها لدائرة‬
‫مندمجة‪ ،‬أو ذلك الترتيب ثالثي األبعاد املعد لدائرة مندمجة بغرض التصنيع" ‪.8‬‬

‫في حين عرف الدائرة املندمجة بأنها‪ " :‬كل منتوج تكون فيه العناصر‪ ،‬على أن يكون أحد‬
‫العناصر على األقل عنصرا نشطا‪ ،‬وبعض الوصالت أو كلها جزءا ال يتجزأ من قطعة من املادة و‪/‬‬
‫أو عليها في شكله النهائي أو في شكله الوسط‪ ،‬ويكون الغرض منه أداء وظيفة إليكترونية‪9".‬‬

‫و املالحظ أن املشرع املغربي تبنى بالحرف التعريفين الذي اعتمدهما املشرع الدولي من خالل‬
‫معاهدة واشطن مع استبدال عبارة "الدوائر املتكاملة" بعبارة "الدوائر املندمجة" التي ترجمها عن‬
‫املشرع الفرنس ي (‪.)circuits intégrés‬‬

‫‪ 8‬الفقرة األولى من املادة ‪ 90‬من القانون ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية‬


‫‪ 9‬الفقرة الثانية من نفس املادة من نفس االقانون‬

‫‪6‬‬
‫و هو التعريف عينه الذي اعتمده املشرع املصري من خالل املادتين ‪ 45‬و ‪ 46‬من قانون حماية‬
‫امللكية الفكرية املصري‪ ، 10..‬و املشرع الجزائري في املادتين ‪ 1‬و ‪ 2‬من األمر ‪ 08/03‬لسنة ‪.112003‬‬
‫‪12.1992‬‬ ‫أما املشرع الفرنس ي فتفادى تعريف الدوائر املندمجة في قانونه لسنة‬

‫و على العموم يمكن اعتبار معاهدة واشنطن األصل في تحديد املفهوم التشريعي لتصميم‬
‫الدائرة املندمجة‪ ،‬إذ استنسخت العديد من الدول مقتضياتها‪ ،‬رغم عدم انضمامها لها لحد الساعة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫بالرغم من التعريفات التي أعطتها التشريعات لطوبوغرافية الدوائر املتكاملة‪ ،‬إال أنه لم تستطع‬
‫أن ترفع الغموض الذي يغش ى هذا املصطلح‪ ،‬فكان لزاما على الفقه القانوني التدخل لرفع كل لبس‬
‫قد يتولد في ذهن الباحث‪.‬‬

‫و هكذا عرف الدكتور فؤاد معالل ‪ 13‬بأن ‪ ":‬التصاميم ( الطبوغرافية ) هي مخترعات كذلك‬
‫إال أنها تتعلق بامليدان اإللكتروني وهي تقوم على إدماج عدد كبير من الوظائف الكهربائية في مكون‬
‫صغير عن طرق ترتيب ثالثي األبعاد العناصر‪ ،‬أحدها على األقل نشط‪ ،‬ولبعض أو كل وصالت‬
‫دائرة مندمجة‪".‬‬

‫والدائرة املندمجة هي‪" :‬منتج يتكون من عناصر‪ ،‬أحدها على األقل نشط ومن وصالت كلها‬
‫أو بعضها يشكل جزءا ال يتجزأ من املادة يكون الغرض منه أداء وظيفة إلكترونية "‪.‬‬

‫كما عرفتها الدكتورة سميحة القليوبي بقولها‪ '' :‬كل ترتيب ثالثي األبعاد و أن يكون أحد‬
‫عناصر هذه األبعاد نشطا يخصص لدائرة متكاملة تستخدم للتصنيع‪''.14‬‬

‫في حين عرفتها الدكتورة عطية عبد الحليم صقر بأنها‪ " :‬إدماج عدد كبير من الوظائف‬
‫الكهربائية بأسلوب معين في مكون صغير‪ ،‬يكون الغرض منه أداء وظيفة إلكترونية‪ ،‬وعادة ما‬
‫‪15‬‬ ‫تستخدم هذه الدوائر في صناعة الساعات واألجهزة الكهرومنزلية"‬

‫‪ 10‬القانون رقم ‪ 82‬لسنة ‪2002‬‬


‫‪ 11‬األمر رقم ‪ 08-03‬مؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى عام ‪ 1424‬املوافق ‪ 19‬يوليوز عام ‪ ,2003‬يتعلق بحماية التصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 44‬بتاريخ ‪ 23‬يوليوز ‪2003‬‬
‫‪12 - Loi n° 92-597 du 1 juillet 1992 relative au code de la propriété intellectue lle, sur le portail de legifrance le lien est :‬‬

‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/loda/id/JORFTEXT000000357475/ , date consultation :01/12/021‬‬


‫‪ 13‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجديد‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬دار اآلفاق املغربية‪ ،‬الطبعة الخامسة الدارالبيضاء‪ ،2018 ،‬ص ‪299‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 14‬سميحة القليوبي‪ ،‬امللكية الصناعية‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪ ، 2013‬ص ‪412 - 411‬‬
‫أورده وليد كحول‪ ،‬االعتداءات على التصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬املجلد أ‪ ،‬العدد‪ ،348‬دجنبر ‪ ،2017‬ص ‪123-115‬‬
‫‪ 15‬عطية عبد الحليم صقر‪ ،‬وقف الجانب املالي من الحقوق الذهنية‪ ،‬حقوق امللكية الفكرية‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر الثاني لألوقاف في‬
‫أما الفقيهان الفرنسيان ألبرت شافان و جون جا بيرت فقد عرفا الطبوغرافية بأنها‪" :‬‬
‫ليست سوى تصميما ملجموعة من الدوائر املدرجة في املساحة الصغيرة لشبه املوصل املتضمنة‬
‫"‪16.‬‬ ‫للدوائر املندمجة‬

‫و إجماال و من خالل التعاريف التقنية و التشريعية و الفقهية التي أعطيت لطبوغرافية الدوائر‬
‫املندمجة يمكن القول بأنها‪ :‬نظام إلكتروني متكون من عدة أجزاء دقيقة و حساسة للغاية‪ ،‬تم نظمها‬
‫على شريحة في الغالب متكونة من السيليكون‪ ،‬لتلعب أدوارا مهمة في عالم اإللكترونيات و األجهزة‬
‫الكهربائية‪.‬‬

‫و إذا كانت مسألة تعريف هذا املصطلح لم تبسط خالفا فقها كبيرا‪ ،‬فهل األمر نفسه انعكس‬
‫على تحديد الطبيعة القانونية لهاته االبتكارات؟‬

‫تعد الطبيعة القانونيـة للتصـاميم الشـكلية للـدوائر املندمجة مثار خالف بين الفقهاء‬
‫القانونيين‪ ،‬الذين ذهبوا مذاهب في تحديد هاته املسألة‪ ،‬كل حسب الزاوية التي ينظر منها‬
‫لطبوغرافية تشكل الدوائر املندمجة‪.‬‬

‫و هكذا فقد ذهب بعض الفقه إلى القل بأن طوبوغرافية تشكل الدوائر املندمجة تشكل حقا‬
‫عينيا (أوال)‪ ،‬فيما ذهب فريق آخر إلى إدخالها في خانة الحقوق الشخصية (ثانيا)‪ ،‬و برز بينهما فريق‬
‫ثالث بنى هاته الطبيعة على نظرية فقهية جديدة سماها الحق املعنوي (ثالثا)‪.‬‬

‫الحق العيني إن مناط التوجه ذهبه هذا الجانب من الفقه يكمن في كون محل الحقوق‬
‫املنبثقة عن الدوائر املندمجة‪ ،‬يفض ي إلى كونها حقا عینيا أصليا‪ ،‬سيما و أن الفقه جعل منه ‪ :‬سلطة‬
‫مباشرة يقرها القانون لشخص معين على شيئ معين بالذات ويمكن االحتجاج به تجاه الكافة‪.‬‬

‫‪ 15 – 13‬شوال ‪ ، 1427‬جامعة أم القرى بمكة املكرمة‪ ،‬السعودية‪ ،‬ص ‪. 25‬‬


‫أورده ناصر موس ى‪ ،‬النظام القانوني للتصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪،10‬‬
‫املجلد ‪1‬ن يونيو ‪2018‬‬
‫‪ ، Alert Chavanne et JeanJjacque Burst : droit de la propriété industrielle. 5éme édition 1998 p25 16‬أورده محمد محبوبي‪ ،‬تطور قوانين امللكية الفكرية‪،‬‬
‫مقال متوفر على موقع مجلة القانون واألعمال‪ ،‬على الرابط التالي‪https://www.droitetentreprise.com/%d8%aa%d8%b7%d9%88%d8%b1 - :‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪%d9%82%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%86 -%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%83%d9%8a%d8%a9 -‬‬
‫‪ ، %d8%a7%d9%84%d9%81%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a9/#_ftn8‬تاريخ االطالع‪2021/12/01 :‬‬
‫و انعكاس ذلك أن صاحب الحق العيني يباشر سلطته على ما يملك بنفسه‪ ،‬و إذا كان محل‬
‫هو ش يء من األشياء‪ ،‬فإن الحقوق الواردة على تصاميم تشكل الدوائر املندمجة هي األخرى تمثل هي‬
‫األحرى حقا ذهنيا يخول ملالكه سلطة مباشرة على أعماله الذهنية‪ ،‬فال فرق إذن بين محل الحق‬
‫الذهني و محل الحق العيني إال في كون األول يرد على أشياء معنوية و الثاني يرد على أشياء مادية‪،‬‬
‫عالوة على أن مالك الحقين يمكن أن يستغل أو يتصرف فيهما كيفما يشاء‪ ،‬كما أنهما حقان مؤقتان‬
‫ينتهيان بمرور أمد زمني معين و لعل هذا ما دفع بأصحاب هذا الرأي إلى القول بهذا الرأي‪.‬‬

‫بيد أن الحجج التي يتشبث بها أصحاب هاته النظرية هي نفسها التي تضعف موقفهم‪ ،‬فال‬
‫مقارنة بين حق يرد على أشياء مادية ملموسة‪ ،‬و حق يرد على أشياء المادية‪ ،17‬كما أن الحق العيني‬
‫حق مالي يشكل لحمة واحدة‪ ،‬في حين أن الحقوق الذهنية القائمة على هاته التصاميم هي ذات طبيعة‬
‫مركبة‪18.‬‬

‫و أمام عجز عن هاته النظرية عن اإلجابة عن الطبيعة القانونية لتصاميم تشكل الدوائر‬
‫املندمجة‪ ،‬برز فريق آخر يقول بنظرية الحق الشخص ي كطبيعة لها‪.‬‬

‫استند أصحاب هذا املذهب على اعتبار هاته التصاميم بمثابة إنتاج فكري لصيق بشخصية‬
‫اإلنسان‪ ،‬و مرتبط بشخصه‪ ،‬كحقه في السمعة و حقه في الصورة‪ ،‬فكذلك التجلي املادي لالبتكار ما‬
‫هو إال ثمرة ألفكار الشخص و يظل لصيقا به‪ ،‬و بالتالي حسب زعم هؤالء فهو ال يقدر بثمن و ال يمكن‬
‫التصرف فيه و بيعه و ال الحجز عليه‪.‬‬

‫و لعل هذا ما جعل هاته النظرية محط انتقاد كبير‪ ،‬إذ ال فائدة من تمظهر التصاميم في‬
‫جسمها املادي مادامت لن تستغل و ل يستفيد منها صاحبها و املجتمع‪.‬‬

‫انتقاد دعى إلى بروز مذهب ثالث قائل بالطبيعة املعنوية لهاته التصاميم‪.‬‬

‫‪ 17‬سمیحة القیلوبي‪ ،‬امللكیة الصناعیة ‪ ،‬اللطبعة الثانیة‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬القاهرة‪، 1996 ،‬ص ‪05‬‬
‫‪ 18‬برادعي قوسم‪ ،‬حمایة التصاميم الطبوغرافية للدوائر املتكاملة بين النظریة التقلیدیة والحدیثة للملكیة الفكریة ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫في القانون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2016/2015‬ص ‪39‬‬
‫‪9‬‬
‫و مؤدى هاته النظرية أن الحق املعنوي الواقع على طبوغرافية تشكل الدوائر املندمجة ينقسم‬
‫قسمين‪19:‬‬ ‫إلى‬

‫‪ ‬حق أدبي‪ :‬متمثل في سلطة املبتكر على أعماله الذهنية باعتبارها إحدى تمظهرات شخصيته‪،‬‬
‫بحيث يتيح له مكنة التصرف فيه وفق ما يراه مناسبا له‪،‬‬
‫‪ ‬حق مالي‪ :‬وهو يمنح صاحبه سلطة االستفراد بتصاميمه‪ ،‬و االستفادة منها بما يعود عليه‬
‫بمداخيل مالية‪.‬‬
‫وعموما يمكن اعتبار الحق الوارد على تصاميم تشكل الدوائر املندمجة بأنه مال معنوي‬
‫منقول‪ ،‬يتيح ملالكه إمكانية استغالله و استعماله و التصرف فيه حسبما يراه مناسبا له‪ ،‬هذا‬
‫االستغالل يبقى رهينا بمدة زمنية معينة و ليس حقا مطلقا‪.‬‬

‫إن الحماية املقرر توفيرها لتصاميم تشكل الدوائر املندمجة بمقتض ى القانون ‪ ،17.97‬ال تصبح‬
‫نافذة إال باحترام الشروط املوضوعية (الفقرة األولى) و الشكلية(الفقرة الثانية) املقررة لذلك‪.‬‬

‫تتحدد الشروط املوضوعية املتطلبة الستصدار شهادة تسجيل طبوغرافية الدوائر املندمجة‬
‫من لدن املكتب الوطني للملكية الصناعية والتجارية في اإلبداع ( أوال) والجدة ( ثانيا) والقابلية‬
‫للتطبيق التكنولوجي ( ثالثا)‬

‫على غرار باقي تطبيقات امللكية الصناعية‪ ،‬فإن املشرع املغربي – سيرا على نهج معظم‬
‫التشريعات املقارنة‪ -‬قد تطلب شرط اإلبداع في طبوغرافية الدوائر املندمجة حتى تمنح بشأنها شهادة‬
‫لتسجيلها من قبل مكتب امللكية الصناعية والتجارية ‪ ،‬وذلك من خالل مقتضيات املادة ‪ 91‬من‬

‫‪ 19‬نبية بوبكر‪ ،‬فهوم التصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة وفقا للتشريع الجزائري‪ ،‬مجلة املنار للبحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬مارس ‪ ،2018‬ص‬
‫‪179-160‬‬

‫‪10‬‬
‫القانون‪ 95.17 .‬التي نصت على أنه " تشمل الحماية املنصوص عليها في هذ القانون تصاميم تشكل‬
‫الدوائر املندمجة التي تكون أصلية أي إذا كانت ناتجة عن مجهود فكري "‬

‫وتتجلى العلة الكامنة وراء اشتراط عنصر اإلبداع أو األصالة في الحيلولة دون منح شهادة‬
‫طبوغرافية الدوائر املندمجة لالختراعات البسيطة التي وإن كانت جديدة فإنها ال تبتعد كثيرا عن‬
‫التقنيات املعروفة‪ ، 20‬عالوة على أن الحماية القانونية إنما تقرر إلبداع جديد يكون جديرا بتلك‬
‫الحماية‪ ،‬فال يعقل أن تمنح شهادة التسجيل ملا لها من مردود معنوي وعائدات مادية دون أن يكون‬
‫ذلك نتاج جهد متميز‪. 21‬‬

‫ويمكن تعريف اإلبداع بأنه كل " محاولة من أجل اإلسهام في مجال البحث أو العلم عن طريق‬
‫تصميم أو إنشاء أو تطوير أو تطبيق أو اكتشاف أشياء تخدم املجتمع‪" 22‬‬

‫ويعتبر أحد الباحثين‪ ، 23‬أنه للقول بأن النشاط قد ارتقى إلى مستوى األصالة ال بد من أن‬
‫يقاس بدرجتين؛ أوال درجة مستوى الفن الصناعي السابق الفكرة‪ ،‬وثانيهما درجة املستوى الذي كان‬
‫من املفروض أن يبلغه التطور العادي املألوف في الصناعة‪.‬‬

‫ويكون مالك تصاميم تشكل الدوائر املندمجة مبدعا في نظر القانون املغربي‪ ،24‬إذا كان وقت‬
‫إبداع هذه التصاميم غير معروف بالنسبة ملبدعي تصاميم الطبوغرافيات والدوائر املندمجة‪ ،‬واملالحظ‬
‫أن املشرع احتفظ بنفس الصياغة الواردة في املادة ‪ 2‬من معاهدة واشنطن املتعلقة بحماية‬
‫طبوغرافية الدوائر املتكاملة‪.‬‬

‫تأسيسا على كل ما تقدم يمكن أن نعتبر أن اإلبداع مرتبط بعنصر املجهود الفكري الذي يتعين‬
‫أن يكون متميزا وجدير بالحماية ( الجانب الشخص ي أو الذاتي) وكذلك عنصر موضوعي يتمثل في‬
‫عدم معرفة مبدعي تصاميم تشكل الدوائر املندمجة وقت إبداعها بالنتيجة املتوصل إليها ( الجانب‬
‫املوضوعي )‬

‫‪ 20‬فؤاد معالل‪ :‬مقرر مادة امللكية الفكرية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية الحقوق – فاس‪ -‬السنة الجامعية ‪ ، 2018/2019‬الصفحة ‪.27‬‬
‫‪21‬إدريس الفاخوري‪ :‬حقوق امللكية الفكرية في التشريع املغربي‪ ،‬سلسلة املعارف القانونية والقضائية‪ ،‬املطبعة‪ :‬املعارف الجديدة – الرباط‪ ، -‬تاريخ الطبعة‪،2017 :‬‬
‫الصفحة ‪.152‬‬
‫‪22‬الخاميس فاضلي‪ ،‬تصاميم تشكل طبوغرافية الدوائر املندمجة قراءة في قانون امللكية الصناعية‪ ،‬منشور على الرابط اآلتي‪:‬‬
‫‪//www.marocdroit.com/:https‬تصاميم‪-‬تشكل‪-‬طبوغرافية‪-‬الدوائر‪ -‬املندمجة‪-‬في‪-‬قانون‪-‬امللكية‪-a2437.htmI‬بتاريخ ‪ 2021/12/02‬على الساعة ‪17:20‬‬
‫‪23‬خبال حميد‪ :‬شروط براءة االختراع الحيوية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون امللكية الفكرية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‬
‫‪11‬‬ ‫الجلفة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2017 /2018‬الصفحة ‪. 30‬‬
‫‪24‬املادة ‪ 91‬من القانون ‪.17.97‬‬
‫معلوم عندنا أن تسجيل طبوغرافية الدوائر املندمجة لدى املكتب الوطني للملكية الصناعية‬
‫والتجارية والفكرية في ملكية املبدع؛ كمكافأة لهذا األخير على ما بذله من جهد فكري ومادي للتوصل‬
‫إلى إبداع جديد ونافع للجميع‪ ،‬وملا كانت الشهادة املذكورة ترتب حقا استئثاريا ملالك الشهادة ‪ ، 25‬فإنه‬
‫كان لزاما على املشرع اشتراط عنصر الجدة في طبوغرافية الدوائر املندمجة املتوصل إليها‪ ،‬لئال يرد‬
‫اإلبداع على ما هو معلوم لدى الجمهور‪. 26‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فقد اعتبرت الفقرة األخيرة من املادة ‪ 91‬من القانون ‪ 17.96‬على أن تصاميم تشكل‬
‫الدوائر املندمجة ال تحظى بالحماية املقررة في هذا األخير‪ ،‬إال إذا كانت التصاميم املذكورة أصلية‬
‫وتكون كذلك إذا كانت ناتجة عن مجهود فكري بذله مبدعوها وكانت وقت إبداعها غير معروفة‪.‬‬

‫واملالحظ أن املشرع املغربي قد أخذ بالجدة املطلقة التي تتحقق عندما يكون االختراع لم‬
‫يسبق إليه أحد مطلقا ‪ ، 27‬حيث اعتبر أن اإلبداع يكون جديدا‪ 28‬إذا لم يكن داخال في حالة التقنية‬
‫الصناعية‪ ،‬وتقوم هذه األخيرة على كل ما أصبح في متناول جميع الجمهور عن طريق وصل كتابي أو‬
‫شفوي أو استعمال أو أي وسيلة أخرى قبل تاريخ إيداع طلب الحصول على شهادة تسجيل طبوغرافية‬
‫الدوائر املندمجة‪ ،‬وهكذا إذا أصبح التصميم املذكور في متناول الجمهور فذلك يعني أنه قد أصبح‬
‫ضمن التقنيات املعروفة؛ األمر الذي يفقده طابع الجدة‪. 29‬‬

‫يفهم مما تقدم أن شرط الجدة له ارتباط وثيق بعنصر السرية‪ ،‬الذي يعتبر املقياس الحاسم‬
‫للقول بتحقق هذا الشرط من عدمه‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة في هذا اإلطار‪ ،‬على أن معظم التشريعات املقارنة‪ ،‬قد تبنت معيار الجدة املطلقة‬
‫العتبار اإلبداع جديدا‪ ،‬ومن ذلك قانون امللكية الفرنس ي في مادته ‪.L611-11‬‬

‫مع التذكير على أن عنصر الجدة يتعين أن يرتبط بمجهود فكري يتبلور في شكل جديد‬
‫وإبداعي‪ ،‬فال تمنح شهادة تسجيل طبوغرافية الدوائر املندمجة إذا كانت هذه األخيرة جديدة لكنها‬
‫تفتقد لعنصر اإلبداع واالبتكار‪.‬‬

‫‪25‬سنرجئ الحديث عن حق االستئثار خالل التطرق آلثار تسجيل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة‪.‬‬
‫‪26‬برادعي قوسم‪ :‬حماية التصاميم الطبوغرافية للدوائر املتكاملة بين النظرية التقليدية والحديثة للملكية الفكرية دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الجزائر ‪ ،-1-‬السنة الجامعية ‪ ،2017/2016‬الصفحة ‪.24‬‬
‫‪27‬خاطر‪ ،‬نوري أحمد‪ :‬حماية الرسوم والنماذج الصناعية بقواعد امللكية الفكرية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة املنارة للبحوث والدراسات األردن تاريخ النشر‪، 2006 :‬‬
‫الصفحة ‪.233‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪28‬املادة ‪ 26‬من القانون ‪.17.97‬‬
‫‪29‬فؤاد معالل‪ :‬شرح القانون التجاري الجديد ( الجزء األول) نظرية التاجر والنشاط التجاري‪ ،‬املطبعة‪ :‬دار اآلفاق املغربية‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،2016‬الصفحة ‪.287‬‬
‫اشترط املشرع املغربي في طبوغرافية الدوائر املندمجة أن تكون مخصصة ألداء وظيفة‬
‫إلكترونية ‪ ، 30‬هذا وقد أخذ املشرع املغربي هذا الشرط عن اتفاقية تريبس التي نصت في مادته ‪ 27‬أن‬
‫االختراع يشمل كافة امليادين التكنولوجية دون تمييز‪.‬‬

‫فالتطبيق التكنولوجي يعد عنصرا جوهريا في االختراع ألنه يخرجه من عالم التفكير املجرد إلى‬
‫عالم التنفيذ‪. 31‬‬

‫تعتبر الشروط الشكلية إلى جانب الشروط املوضوعية من األمور املهمة لكي يستفيد طالب‬
‫تسجيل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة من الحماية القانونية املقررة‪ ،‬إذ ال بد من قيامه بإجراءات‬
‫شكلية منها ما يتعلق بتقديم طلب التسجيل إلى املكتب املغربي للملكية الصناعية و التجارية وكذا‬
‫تضمين الطلب البيانات الواجب توافرها و الوثائق املرفقة به ‪.‬‬

‫فبالنسبة لتقديم الطلب أو طلب اإليداع والذي يمكن تعريفه بأنه مطبوع أو وثيقة تضم‬
‫مجموعة من البيانات منها ما يتعلق باملودع‪ ،‬حيث نصت املادة الرابعة من القانون رقم ‪17.97‬املتعلق‬
‫بحماية امللكية الصناعية و الذي تم تعديله و تتميمه بموجب القانون رقم ‪ 31.05‬على أنه يجب أن‬
‫تشمل شهادة تصاميم تشكل الدوائر املندمجة على مجموعة من البيانات و املتمثلة في اآلتي ‪:‬‬

‫‪ ‬هوية املودع و هوية وكيله عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن يتضمن الطلب هوية مجموع املال الشركاء في حالة طلب مشتر في ملكيته و أن‬
‫يشير إلى عنوان واحد لغرض املراسلة مع املكتب‪ ،‬كما يمكن للمال الشركاء أن يمثلوا بواحد‬
‫من بينهم كتفويض له أو يعينوا وكيال مشتركا‪.‬‬

‫‪ ‬يجب إدراج عنوان االبتكار‪.‬‬

‫‪ ‬تعيين املبتكرين لتصاميم تشكل الدوائر املندمجة عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ ‬إدراج املراجع املتعلقة بأولوية إيداع سابق‪ ،‬مطالب به بوجه صحيح و كذا شهادة الضمان‬
‫املسلمة في املعارض الدولية عند االقتضاء و املشار إليها في املادة ‪ 186‬من ‪.17.97‬‬

‫‪30‬املادة ‪ 91‬من القانون ‪.17.97‬‬


‫‪31‬برادعي قوسم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.171‬‬

‫‪13‬‬
‫أما بالنسبة للوثائق املرفقة فقد نصت املادة ‪ 96‬من القانون رقم ‪ 17.97‬على أنه يجب أن‬
‫يشفع طلب شهادة تصاميم تشكل الدوائر املندمجة وقت االيداع بنسخة أو رسم لتصميم تشكل‬
‫الدوائر املندمجة‪ ،‬و إذا كانت الدائرة املندمجة قد تم استغاللها تجاريا‪ ،‬بعينة منها‪ ،‬وكذا بمعلومات‬
‫تحدد الوظيفة االلكترونية املعدة الدائرة املندمجة للقيام بها‪ .‬وتتمثل أهم هذه املرفقات في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬وصف االبتكار‬

‫‪ ‬مطلب واحد أو عدة مطالب‬

‫‪ ‬موجز املضمون التقني لالبتكار‬

‫‪ ‬تفويض الوكيل إذا تم تعيينه‬

‫‪ ‬النسخة الرسمية لإلبداع السابق في حالة املطالبة األولية‪ ،‬مرفقة عند االقتضاء بإذن مكتوب‬

‫للمطالبة باألولوية‬

‫‪ ‬شهادة الضمان عندما يكون االختراع قابل الستصدار شهادة أو االضافات و التحسينات‬
‫)‪(32‬‬ ‫املرتبطة بابتكار تصاميم تشكل الدوائر املندمجة سبق و أن استصدرت شهادة في بشأنه‬

‫وعليه فإن حماية تصاميم تشكل الدوائر املندمجة يستوجب استصدار شهادة خاصة بذلك‬
‫تسمى شهادة تصميم تشكل الدوائر املندمجة‪ ،‬وذلك بإيداع طلب بهذا الشأن لدى املكتب املغربي‬
‫للملكية الصناعية بنفس كيفية طلب شهادة براءات االختراع )‪.(33‬‬

‫وجدير بالذكر أنه لالستفادة من الحماية املنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬يجب على صاحب‬
‫االختراع أو وكيله تقديم مطالب الحماية باللغة العربية أو الفرنسية وأداء الرسوم املستحقة للهيئة‬
‫املكلفة بامللكية الصناعية في أجل ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ نشر براءة االختراع املسلمة من طرف‬
‫هيئة املصادقة)‪.(34‬‬

‫هذا ويمكن مقاربة جانب الحماية الذي يوفره كل من ايداع و تسجيل تصاميم تشكل الدوائر‬
‫املندمجة من خالل النظرية الحديثة على مستوى حقوق امللكية الصناعية كوسيلة لحماية تصاميم‬

‫)‪ (32‬الخاميس فاضلي‪ ،‬تصاميم تشكل طبوغرافية الدوائر املندمجة قراءة في قانون امللكية الصناعية‪ ،‬مرجع سابق‬

‫)‪ (33‬الخاميس الفاضلي‪ ،‬نفسه‬

‫)‪ (34‬الفقرة االولى من املادة ‪ 4.50‬من القانون ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫تشكل الدوائر املندمجة‪ ،‬حيث اعترفت التشريعات املقارنة أن تصاميم تشكل الدوائر املندمجة إنتاج‬
‫ذهني يدخل ضمن عناصر امللكية الفكرية حيث أفردت لها نصوصا خاصة لحمايتها‪.‬‬
‫في مقابل ذلك فلقد تم تنظيم حماية تصاميم تشكل الدوائر املندمجة في جانبها اإلجرائي ألول‬
‫مرة على املستوى الدولي إذ تم صدور اتفاقية أطلق عليها باتفاقية املنظمة العاملية للملكية الفكرية‬
‫للدوائر املتكاملة أو ما تعرف باتفاقية واشنطن لسنة ‪ 1989‬التي لم تذخل حيز التنفيذ مند ابرامها‬
‫لعدم التصديق عليها بسبب اعتقاد الدول املتقدمة على رأسها الواليات املتحدة األمريكية و اليابان أنها‬
‫ال ترقى إلى مستوى الحماية التي تطمح إليه هذه الدول للتصميمات وقد تم إحياء أحكامها بموجب‬
‫اتفاقية تريبس‪.‬‬

‫وبالتالي فقد جاءت التشريعات املقارنة في مجملها خليط بين قواعد نظام حماية حق املؤلف‬
‫و قواعد نظام حماية االختراعات و ذلك إما بإصدارها قوانين خاصة لحماية التصاميم أو أحكام‬
‫خاصة ضمن قوانين امللكية الفكرية‪.‬‬

‫ففي سنة ‪ 1977‬حاولت شركة انتيل ‪ Intel‬لصناعة ألواح الدارة الرئيسة للحاسوب أن‬
‫تسجل مجموعة تصاميم جديدة في شكل الدائرة املتكاملة‪ ،‬فرفض مكتب تسجيل حقوق املؤلف‬
‫تسجيلها و خسرت الشركة أمام املحاكم التي أيدت قرار الرفض الصادر عن مكتب التسجيل‪ ،‬بحجة‬
‫أن الجانب أو العنصر األدبي أو الفني ال يمكن مالحظته و عزله عن الجانب املنفعي أو الوظيفي لهذه‬
‫املنتجات‪ ،‬علما أن هذه الشركات أودعت عدة تصاميم أمام مكتب التسجيل‪ ،‬لكن في شكل صور أو‬
‫مخطوطات تقنية وكان املكتب يحذر أصحابها من أن حماية هذه التصاميم بواسطة نظام حق املؤلف‬
‫ال تشمل املنتجات النهائية التي تحتوي على هذا التصميم الجديدة لشركة اينتل )‪.(35‬‬

‫في مقابل ذلك نجد املشرع األردني نص على إجراءات تسجيل الدوائر املندمجة في املواد من‬
‫املادة الخامسة إلى املادة الثامنة من قانون حماية تصاميم الدوائر املتكاملة‪ ،‬حيث يعتبر تسجيل‬
‫تصاميم الدوائر املندمجة الخطوة األولى ملنح التصاميم الحماية املطلوبة إذ ينتج عنه وثيقة تثبت‬
‫وجود االبتكار باسم املبتكر وهو صاحب الحق‪ .‬وجدير بالذكر في هذا السياق أن اتفاقية تريبس لم‬
‫تنص على إجراءات معينة و لكن تركتها من اختصاص قانون كل دولة و نظامها الداخلي‪ ،‬أما اتفاقية‬
‫واشنطن فجاءت على بيان إجراءات التسجيل و الوثائق املطلوبة‪.‬‬

‫عموما يتم تسجيل تصاميم الدوائر املتكاملة في وزارة الصناعة و التجارة األردنية‪ ،‬حيث‬
‫يقوم املسجل بتدوين جميع البيانات املتعلقة بالتصاميم و أسماء مالكيها وعناوينهم و الشهادات‬

‫)‪ (35‬برادعي قوس‪ ،‬حماية التصاميم الطبوغرافية للدوائر املتكاملة بين النظرية التقليدية والحديثة للملكية الفكرية دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق ص‪.190 ،189‬‬

‫‪15‬‬
‫الصادرة لهم‪ ،‬كما يقوم بتسجيل كل االمور التي تطرأ على التصاميم من إجراءات و تصرفات قانونية‬
‫مثل التحويل أو التنازل أو نقل امللكية أو الترخيص للغير‪ ،‬عالوة على تثبيت الرهن أو الحجز الذي يقع‬
‫على التصميم أو أي قيد في استعماله)‪.(36‬‬

‫)‪ (36‬رنا عبد هللا ابراهيم إبو الوفا‪ ،‬الحماية املدنية لتصاميم الدوائر املتكاملة في القانون األردني‪ ،‬رسالة للحصول درجة املاجستير في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬كلية‬

‫الحقوق قسم القانون الخاص‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2020‬ص ‪.40 ،39 ،38‬‬

‫‪16‬‬
‫تنتج عملية تقييد طبوغرافية الدوائر املندمجة لدى املكتب الوطني للملكية الصناعية متى‬
‫نشأت صحيحة مجموعة من اآلثار تجاه مالكيها و تجاه األغيار‪ ،‬كما أن الحقوق الناتجة عنها ال تعد‬
‫مطلقة عبر الزمان (املطلب األول)‪ ،‬كما تستلزم توفير الحماية لها من كل تعد و تزييف (املطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫تنشأ عن عملية تقييد حقوق طبوغرافية الدوائر املندمجة مجموعة من اآلثار (الفقرة األولى)‬
‫كما أن هاته الحقوق تنقض ي ملجموعة من األسباب (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫إن مالك شهادة طبوغرافية الدوائر املندمجة يتمتع بحقوق (أوال)‪ ،‬و تقع على عاتقه واجبات‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫يترتب على منح شهادة تصميم تشكل الدوائر املندمجة ملبدعها عدة حقوق لهذا األخير أو ذوي‬
‫حقوقه ‪ ،‬يبقى من أبرزها حق االستئثار (‪ )1‬في استغالل التصميم موضوع الشهادة املذكورة ‪ ،‬فضال‬
‫على إمكانية التصرف في طبوغرافية الدوائر املندمجة (‪،)2‬‬

‫‪-1‬‬
‫يقصد بالحق االستئثاري " استغالل التصميم من طرف مبدعه بأي شكل من األشكال‪ ،‬إذ‬
‫يعطي لهذا األخير مكنة االستئثار بالتصميم ويمنع غيره من استغالل هذا األخير‪ ،37‬أو أن يقوم بأي‬
‫تصرف إال بإذن منه ‪". 38‬‬

‫ويكون حق االستئثار باستغالل طبوغرافية الدوائر املندمجة إما بطريقة مباشرة من خالل‬
‫االنتفاع شخصيا بالنتيجة املتوصل إليها‪ ،‬وإما بطريقة غير مباشرة كما هو الحال في تفويت حق‬
‫االستغالل إلى الغير‪ .39‬مع التذكير أن استفادة مالك تصاميم تشكل الدوائر املندمجة بحق االستئثار‬

‫‪37‬يرجى الرجوع إلى املادة ‪ 99‬من القانون ‪ 17.97‬التي تضمنت التصرفات التي ال يجوز للغير إتيانها إال بموافقة مالك الشهادة‪.‬‬
‫‪ ،38‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.81‬‬
‫‪39‬فؤاد معالل‪ :‬مقرر مادة امللكية الفكرية والصناعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.29‬‬
‫‪17‬‬
‫باستغالل هذه األخيرة رهين بتقديم طلب شهادة التصاميم املذكورة داخل أجل خمسة عشر ( ‪)15‬‬
‫سنة تبتدئ من تاريخ إبداع التصميم‪. 40‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن استئثار مالك شهادة تسجيل طبوغرافية الدوائر املندمجة باستغالل هذه‬
‫األخيرة ليسا حقا مطلقا‪ ،‬وإنما مقيدة بعنصري املدة واملكان‪ ،‬بحيث يتعين على هذا األخير استغالل‬
‫هذه التصاميم خالل فترة الحماية املقررة في املادة ‪ 94‬من القانون ‪ 17.97‬واملحددة في عشر (‪)10‬‬
‫سنوات تبتدئ من تاريخ إيداع الطلب املتعلق بها‪ .‬واستغاللها داخل إقليم الدولة التي منحت شهادة‬
‫ملكيتها‪.‬‬

‫ملا كانت ملكية تصاميم الدوائر املندمجة تدخل في خانة الحقوق املالية؛ فإنه يمكن أن ترد‬
‫عليها سائر التصرفات القانونية سواء كانت ناقلة أو غير ناقلة للملكية‪.‬‬

‫بادئ ذي بدء نشير إلى أن املشرع املغربي لم ينظم التصرفات الواردة على طبوغرافية الدوائر‬
‫املندمجة‪ ،‬ال بشكل مباشر وال عن طريق اإلحالة إلى املقتضيات التي تحكم تطبيق براءة االختراع‪ ،‬وإنما‬
‫اكتفى بتعداد األفعال التي ال يجوز القيام بها إال بموافقة مالك الشهادة‪ ،‬على خالف بعض التشريعات‬
‫املقارنة؛ من قبيل املشرع الجزائري حيث نص في املادة ‪ 29‬من القانون املتعلق بحماية التصاميم‬
‫الطبوغرافية للدوائر املتكاملة ‪ ، 41‬واملشرع األردني ‪/storage/emulated/0/Documents/Document‬‬
‫‪ (1).docx‬أجاز صراحة هذه التصرفات من خالل مقتضيات املادة ‪ 14‬من قانون الدوائر املتكاملة ‪. 42‬‬

‫قلنا سابقا أن املشرع املغربي استلزم موافقة مالك الشهادة حتى يقوم الغير بعدد من‬
‫التصرفات على طبوغرافية الدوائر املندمجة‪ ،‬مما يعني بمفهوم املخالفة‪ 43‬أن املبدع إذا وافق على هذه‬
‫التصرفات فإنها تكون حينئد نافدة مع مراعاة الشروط املتطلبة لصحة هذه األخيرة ( التصرفات‬
‫القانونية)‬

‫وعليه‪ ،‬يمكن ملالك شهادة طبوغرافية الدوائر املندمجة نقل ملكية هذه األخيرة عن طريق البيع‬
‫أو الهبة أو الوصية‪ ،‬حيث تخضع هذه العقود في شروطها املوضوعية لألحكام املنظمة في ق‪.‬ل‪.‬ع مع‬

‫‪40‬املادة ‪ 101‬من القانون ‪.17.97‬‬


‫‪41‬األمر ‪ 08.03‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 44‬املؤرخ في ‪23/07/2003‬‬
‫‪42‬الجريدة الرسمية عدد رقم ‪ 4432‬املؤرخ في ‪.02/04 /2000‬‬
‫‪43‬برادعي قوسم‪ :‬حماية التصاميم الطبوغرافية للدوائر املتكاملة بين النظرية التقليدية والحديثة للملكية الفكرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.87‬‬
‫‪18‬‬
‫مراعاة األحكام الخاصة الواردة في القوانين الخاصة ( مدونة الحقوق العينية فيما يخص عقد الهبة و‬
‫مدونة األسرة فيما يتعلق بعقد الوصية)‬

‫يجوز ملالك شهادة تسجيل طبوغرافية الدوائر املندمجة أن يقوم ببعض التصرفات على‬
‫تصميمه دون أن ينقل ملكيتها للغير‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق التنازل عن الحق في االستغالل أو الرهن‬

‫فإذا كان املصمم مدينا جاز له أن يرهن تصميمه لدائنه‪ ،‬حيث تطبق في هذه الحالة أحكام‬
‫الرهن الحيازي املنصوص عليه في قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬وينتج عن هذا العقد انتقال حيازة‬
‫الرهن‪44‬‬ ‫شهادة التصميم إلى الدائن املرتهن لحين سداد الدين موضوع‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن للمبدع أن يتنازل عن حقه في االستغالل؛ وهو ما يعرف " بعقود‬
‫التراخيص للغير" و مؤدى هذا األمر‪ ،‬أن شخص آخر ينتفع من تصميم املبدع دون أن يفقد هذا‬
‫األخير ملكيته‪.‬‬

‫إن عقود التراخيص هي عقود حديثة العهد يمنح بموجبها املرخص – أي املصمم‪ -‬املرخص له‬
‫– املستفيد من الترخيص‪ -‬حق استخدام حق من الحقوق الناجمة التصميم‪. 45‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬يتعين احترام الشروط الشكلية لصحة عقود التراخيص واملتمثلة في الكتابة –‬
‫رسمية كانت أو عرفية ‪ - 46‬والشهر عن طريق تقييده في السجل الوطني لشهادات تصاميم الدوائر‬
‫املندمجة املمسو من طرف الهيئة املكلفة بامللكية الصناعية ‪ ،47‬تحت طائلة عدم إمكانية االحتجاج‬
‫به في مواجهة الغير‪. 48‬‬

‫إن االلتزامات املترتبة عن تسجيل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة تتمثل في مايلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اإللتزام باستغالل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة‬

‫‪ - 2‬بالترخيص للغير باستغاللها‬

‫‪44‬برادعي قوسم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.188‬‬


‫‪ 45‬نفس املرجع‪ ،‬الصفحة‪.69‬‬
‫‪46‬الفقرة الثانية من املادة ‪ 57‬من القانون ‪17.97‬‬
‫‪47‬املادة ‪ 101‬من القانون ‪17.97‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪48‬املادة ‪ 58‬من القانون ‪.17.97‬‬
‫مبدئيا يتعين على صاحب تصاميم (طبوغرافية) الدوائر املندمجة وبعد حصوله على شهادة‬
‫التصميم من قبل املكتب املغربي للملكية الصناعية والتجارية والتي تجعل من تلك التصاميم بمثابة‬
‫سند ملكية صناعية أن يلتزم باستغالل تلك التصاميم وإال فما الفائدة من استصدار شهادة تصميم‬
‫تشكل الدوائر املندمجة؛ ذلكم أن التزام صاحب تصاميم طبوغرافية الدوائر املندمجة يجد تفسيره في‬
‫ما يلي كون هذا النوع من التطبيقات يحظى بأدوار مهمة في املجال االلكتروني إذ ال يمكن االستغناء‬
‫عنه في الحياة اليومية لألشخاص هذا من جهة ومن جهة ثانية فااللتزام باستغالل الحق االستئثاري‬
‫(تصاميم تشكل الدوائر املندمجة) يشكل كذلك مقابال للحماية املمنوحة ألصحابها فحسب املادة ‪94‬‬
‫من قانون امللكية الصناعية مدة الحماية املقررة قانونا هي عشر سنوات من تاريخ إيداع الطلبات‬
‫املتعلقة بتصاميم تشكل الدوائر املندمجة ‪ 49‬وهي نفس املدة التي حددها املشرع األردني في املادة ‪12‬‬
‫من قانونه الخاص بحماية تصاميم تشكل الدوائر املندمجة إذ جاء في نص املادة أعاله ما يلي‪ " :‬مدة‬
‫الحماية هي (‪ )10‬سنوات تبتدأ من تاريخ إيداع طلب التسجيل في اململكة أو تاريخ أول استغالل‬
‫تجاري له في أي مكان بالعالم ‪ ،"50‬على أن نص املادة ‪ 8‬من معاهدة واشنطن ‪ 51‬حدد مدة الحماية‬
‫في ثماني سنوات‪.‬‬

‫وعليه وما نود أن نشير إليه في هذا الصدد أنه إذا لم يلتزم صاحب تصاميم تشكل الدوائر‬
‫املندمجة باستغاللها بمعنى تماطل في استغاللها خالل املدة املعلن عنها قانونا فإنه يفقد حقه في‬
‫االستغالل االستئثاري وهنا جاز للدولة أن تفوته للغير في سبيل تحقيق املصلحة العامة وهذا ما‬
‫سنوضحه في املحور التالي‪.‬‬

‫‪49‬تنص املادة ‪ 94‬من القانون ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية على مايلي " ‪ ...‬تحدد مدة حماية تصاميم تشكل الدوئر املندمجة بعشر سنوات من تاريخ إيداع‬
‫الطلبات املتعلقة بها"‪.‬‬
‫‪50‬رنا عبد هللا إبراهيم أبو الوفاء ‪ :‬الحماية املدنية لتصاميم الدوائر املتكاملة في القانون األردني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪51‬راجع املادة ‪ 8‬من معاهدة واشنطن بشأن امللكية الفكرية فيما يختص بالدوائر املتكاملة املعتمدة في واشنطن بتاريخ ‪ 26‬مايو‪. 1998‬‬
‫‪20‬‬
‫‪-2‬‬

‫بداية وقبل التطرق ملسألة االلتزام بالترخيص للغير باستغالل تلك التصاميم البد أن نوضح‬
‫أمرا ما هو أن مصطلح الترخيص هو مصطلح جديد في مادة امللكية الصناعية لم يبرز حيز الوجود إال‬
‫مع بداية القرن العشرين ويعرف بكونه تنازل املرخص للمرخص له عن حق االستغالل املنصب على‬
‫تصاميم تشكل الدوائر املندمجة‪ ،‬كما أن الهدف منه هو تحقيق مصالح اقتصادية محضة أغلبها يدور‬
‫في دائرة التكنولوجيات الحديثة ومن هنا جاءت الحاجة إلى ضرورة التزام صاحب التصميم املتماطل‬
‫في استغالل حقه االستئثاري بالترخيص للغير باستغالل تصميمه املشكل للدوائر املندمجة في سبيل‬
‫تحقيق املصلحة العامة ؛ حيث نص بذلك املشرع على نوعين من التراخيص ‪:‬‬

‫إذا طبقنا تقنية اإلحالة املعتمدة من طرف املشرع على مقتضيات براءة االختراع فإنه يجوز‬
‫لكل شخص من أشخاص القانون العام أو الخاص أن يحصل من املحكمة على ترخيص إجباري لهذه‬
‫التصاميم بعد مرور ثالث سنوات على تسليم تصاميم تشكل الدوائر املندمجة أو أربع سنوات على‬
‫تاريخ إيداع طلب تصاميم تشكل الدوائر املندمجة وفق الشروط املنصوص عليها في املادتين ‪ 61‬و ‪62‬‬
‫أدناه إذا لم يقم مالك التصاميم أو خلفه بما يلي حين تقديم العريضة ولم تكن هنا أعذار مشروعة‬
‫‪:‬‬

‫‪ ‬الشروع في استغالل تصاميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر املندمجة محل الشهادة أو القيام‬
‫بأعمال تحضيرية فعلية وجادة الستغالله في تراب اململكة املغربية ‪،‬‬

‫‪ ‬أو تسويق املنتج محل الشهادة بكمية كافية لتلبية حاجات السوق املغربية ‪،‬‬

‫‪ ‬أو إذا وقع التخلي عن استغالل أو تسويق الشهادة في املغرب منذ أكثر من ثالث سنوات ‪.52‬‬

‫ويقدم طلب الترخيص اإلجباري بعد ذلك إلى املحكمة ويتعين أن يشفع بما يثبت أن صاحب‬
‫الطلب لم يسطع الحصول من مالك الشهادة (شهادة تشكل الدوائر املندمجة) على ترخيص‬
‫باالستغالل عن طريق التراض ي وخصوصا بشروط وإجراءات تجارية معينة ومعقولة وأنه بمقدوره‬
‫استغالل التصميم بكيفية تلبي حاجات السوق املغربية‪ ،53‬وفيما يتعلق كذلك بالشروع في استغالل‬

‫‪52‬راجع املادة ‪ 60‬من القانون ‪ 17.97‬الفصل الثاني منه املعنون بالحقوق املرتبطة ببراءة االختراع القسم الفرعي ‪ :2‬التراخيص اإلجبارية‪.‬‬
‫‪53‬املادة ‪ 61‬من ذات القانون‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫االختراع من قبل الغير فإن ذلك يتوقف على شروط تحددها املحكمة خصوصا املدة ومجال التطبيق‬
‫الذين ينحصران من طبيعة الحال في األغراض املمنوح الترخيص من أجلها ناهيك عن مبلغ األتاوى‬
‫املترتبة عليه ‪.‬‬

‫كما توجب اإلشارة إلى أنه في حالة انتهاء الظروف التي أدت إلى منح الترخيص اإلجباري وال‬
‫يمكن التخمين في حدوثها مرة أخرى أنذا جاز سحب الترخيص باالستغالل شريطة أن تكون مصالح‬
‫املرخص لهم املشروعة محمية بكيفية مالئمة‪.54‬‬

‫بالرجوع إلى املادة ‪ 71‬من القانون ‪ 17.97‬فإنه يجوز لإلدارة املختصة أن توجه إعذارا إلى مال‬
‫تصاميم تشكل الدوائر املندمجة غير املشار إليها في املادة ‪ 67‬أعاله قصد الشروع في استغاللها لتحقيق‬
‫حاجيات االقتصاد الوطني وذلك بكيفية معقولة ‪ ،‬هذا وقرار توجيه اإلعذار الصادر عن اإلدارة‬
‫املختصة يجب أن يكون معلالل ويبلغ بعد ذلك إلى صاحب تصاميم تشكل الدوائر املندمجة وإن‬
‫استلزم األمر إلى أصحاب التراخيص املسجلين في السجل الوطني لشهادات تصاميم تشكل‬
‫(طبوغرافية) الدوائر املندمجة ‪.55‬‬

‫وعموما فإن التراخيص التلقائية في نطاق تصاميم تشكل الدوائر املندمجة غالبا ما يعتمد في‬
‫القضايا املتعلقة باملصلحة العليا للبالد بحيث أمكن للدولة أن تحصل تلقائيا وفي أي وقت من األوقات‬
‫ألجل حاجات الدفاع الوطني على ترخيص باستغالل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة سواء أكان هذا‬
‫االستغالل معدا من قبلها أو لحسابها ‪.56‬‬

‫وفي ما يخص مسألة مبالغ األتاوى املترتبة على ذلك الترخيص فهنا املحكمة اإلدارية بالرباط‬
‫تتدخل في حالة عدم االتفاق عليه بالتراض ي بين مالك التصميم واإلدارة املعنية ‪.57‬‬

‫‪54‬املادتان ‪ 62‬و‪ 63‬من ذات القانون ‪.‬‬


‫‪55‬نص املادة ‪ 71‬و‪ 72‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪56‬الخاميس الفاضلي ‪ :‬تصاميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر املندمجة‪ ،‬قراءة في قانون امللكية الصناعية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪57‬تنص الفقرة األخيرة من املادة ‪ 75‬من القانون ‪ 17.97‬على مايلي "‪...‬تتولى املحكمة اإلدارية بالرباط تحديد مبلغ األتاوى في حالة عدم االتفاق عليه بالتراض ي بين‬
‫‪22‬‬ ‫مالك البراءة (التصاميم) واإلدارة املعنية‪.‬‬
‫معلوم أن أثار تسجيل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة تمنح صاحبها طيلة مدة حمايتها مجموع‬
‫من الحقوق تتمثل في االستغالل والتصرف بكل انواعه‪ ،‬هذه الحقوق قد تكون سببا النقضائها خاصة‬
‫إذا تم استهالكها عن طريقها‪ .‬على أساس أن لكل اختراع عمرا افتراض ي‪.‬‬

‫كما يمكن أن تنقض ي بمرور مدة الحماية و املتمثلة في عشر سنوات تبتدأ من تاريخ ايداع‬
‫الطلبات املتعلقة بها حسب نص املادة ‪ 94‬من قانون‪ .17.97‬إضافة إلى أنه قد تكون األسباب الوارد في‬
‫الفقرة االولى من املادة ‪ 19‬من نفس القانون سببا النقضاء كذلك خاصة في الحالة التي يثبت فيها‬
‫االختالس أو خرق االلتزام قانوني أو اتفاقي‪.‬‬

‫أما الفقرة الثانية من نفس املادة فقد جعلت من مرور املدة القانونية الواجب خاللها املطالبة‬
‫القضائية بالحق في الدوائر املندمجة سببا النقضائها‪ ،‬وهذا إذا تقادمت دعوى املطالبة بمرور ثالث‬
‫سنوات فإن حق صاحب الدوائر يسقط إذا لم يطالب بها داخل االجل املحدد‪.‬‬

‫كما أنها تنقض ي في حالة رفض طلب الحصول على شهادة تصميم خاصة إذا لم يستوفي‬
‫االحكام املنصوص عليها في املادة ‪ ،96‬إضافة إلى أن املشرع جعل هذا االنقضاء من اختصاص املحاكم‬
‫بناء على مقتضيات املادة ‪ 102‬من نفس القانون التي جاء فيها يمكن أن تصرح املحاكم بناء على طلب‬
‫كل شخص يهمه األمر ببطالن تصاميم تشكل (طبوغرافية) ‪.‬‬

‫الدوائر املندمجة التي ال تعتبر أصلية حسب مدلول املادة ‪ 91‬من هذا القانون وال تتوفر فيها‬
‫الشروط املنصوص عليها في املادة ‪ 97‬أعاله‪.‬‬

‫و بخصوص االختصاص نود أن نشير إلى أن املادة ‪ 15‬من القانون ‪ 97.17‬قد حددت‬
‫االختصاص النوعي للمحاكم التجار وحدها كاختصاص مطلق ال تشاركها فيه أي محكمة أخرى‪ .‬وذلك‬
‫بنصها على "يكون للمحاكم التجارية وحدها االختصاص للبث في املنازعات املترتبة عن تطبيق هذا‬
‫القانون باستثناء القرارات اإلدارية املنصوص عليها فيه"‪.‬‬

‫أما املادة ‪ 204‬فقد حددت االختصاص املحلي للمحكمة التابع لها موطن املدعى عليه الحقيقي‬
‫أو املختار أو املحكمة التابع لها مقر وكيله أو املحكمة التابع لها املكان الذي يوجد به مقر الهيئة املكلفة‬
‫بامللكية الصناعية إذا كان موطن هذا األخير في الخارج‪.‬‬

‫إضافة إلى ما ذكر من أسباب االنقضاء‪ ،‬يمكن كذلك انقضاء حق الدوائر املندمجة بسبب‬
‫تخلي صاحبه عنه فحسب املادة ‪ 81‬من القانون ‪ 97.17‬متى سلمنا أن اختراع حيث أعطته هذه املادة‬

‫‪23‬‬
‫إمكانية التخلي عنه متى شاء إما بالنسبة إلى واحد أو أكثر من مطالب البراءة‪ ،‬و يجب االعراب عن‬
‫التخلي في تصريح مكتوب االختراع ويجب يقدمه صاحب البراءة أو وكيله‪ .‬أما في الحالة التي تكون هذه‬
‫الدوائر براءة مشتركة ملكيتها فإن التخلي عنها ال يمكن أن يتم إال إذا طلبه جميع املال الشركاء‪،‬‬
‫ويقيد التخلي في السجل الوطني للبراءات ويعمل به من تاريخ التقييد املذكور‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫أفرد املشرع في قانون رقم ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية عدة مقتضيات تحدد‬
‫الوسائل القانونية التي من شأنها أن تضمن الحقوق املرتبطة بتصاميم تشكل الدوائر املندمجة‪ ،‬ذلك‬
‫أن كل مساس لهذه الحقوق يتيح للمتضرر_ صاحب شهادة التصاميم تشكل الدوائر املندمجة أو‬
‫صاحب الحق االستئثاري_ أن يسلك دعوى التزييف حيث يكون مرتكب التزييف بموجب هذه الدعوى‬
‫معرضا لعدة جزاءات منها ما هو مدني يرتبط بالدعوى املدنية و الدعوى العمومية (الفقرة األولى) ومنها‬
‫ما هو جذو طابع دولي( الفقرة الثانية)‬

‫حظيت تصاميم تشكل الدوائر املندمجة بعناية فائقة من قبل املشرع‪ ،‬إذ عمد إلى توفير الحماية‬
‫الالزمة للحقوق الناتجة عنها سواء في شقها املدني (أوال)‪ ،‬أو في شقها الجنائي (ثانيا)‬

‫ينص املشرع من خالل املادة ‪ 218‬من قانون ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية على ما‬
‫يلي " تطبق أحكام الفصل الثاني من هذا الباب على الدعاوي املدنية والجنائية املتعلقة بتزييف‬
‫تصاميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر املندمجة‪".‬‬

‫ومعلوم أن املقتضيات املحال إليها بموجب املادة ‪ 218‬أعاله ليست تلك املتعلقة بحماية‬
‫الحقوق املرتبطة ببراءة االختراع فحسب‪ ،‬مما يتبين أن الحماية املدنية لتصاميم تشكل الدوائر‬
‫املندمجة تتجسد أساسا في دعوى التزييف املدنية باعتبارها ألية مكنها املشرع للمتضرر من واقعة‬

‫‪24‬‬
‫التزييف الوارد على تصاميم تشكل الدوائر املندمجة‪ ،‬بهدف حماية حقوقه من كل فعل يمس حقه‬
‫املحمي قانونا لهذه التصاميم‪.‬‬

‫وبناء على ذلك فإن الحديث عن الدعوى املدنية كوسيلة لحماية صاحب تصاميم تشكل‬
‫الدوائر املندمجة أو املستفيد من ترخيص باستغاللها‪ ،‬يقتض ي أن نتطرق ملاهية هذا التزييف املوجب‬
‫لهذه الدعوى (‪ )1‬ثم لألحكام العامة التي تخضع لها هذه الدعوى (‪ ،)2‬على أن نبين ونحدد طبيعة‬
‫الجزاءات املدنية التي يمكن أن يتم الحكم بها على املزيف حيث يتضح لنا من خالل ذلك مدى حماية‬
‫املشرع من خالل هذه الجزاءات لصاحب تصاميم تشكل الدوائر املندمجة (‪.)3‬‬

‫وضع املشرع بمقتض ى املادة ‪ 201‬من قانون ‪ 97.17‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية كما‬
‫عدلت بمقتض ى املادة األولى من قانون ‪ 23.13‬تعريفا عاما للتزييف يتعلق بكافة أنواع امللكية‬
‫الصناعية وقد ورد في الفقرة األولى من هذه املادة على أنه " يعتبر تزييفا كل مساس بحقوق مالك‬
‫براءة اختراع أو تصميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر املندمجة أو رسم أو نموذج صناعي مسجل أو‬
‫عالمة صنع تجارة أو خدمة مسجلة أو اسم بيان جغرافي أو تسمية منشأ كما هي معرفة على التوالي‬
‫في املواد ‪ 53‬و‪54‬و ‪ 123‬و‪ 154‬و‪ 155‬و‪ 182‬أعاله"‪.‬‬

‫وقد عرفه البعض على أنه يقصد بالتزييف" قيام املزيف بإدخال التحويرات والتعديالت على‬
‫حقوق امللكية الصناعية وحتى تتشابه في مظهرها مع الحقوق األصلية أو قيامه بصنع مبتكرات‬
‫الجديدة أو العالمات الفارقة الصحيحة ولكنها تختلف عنها في حقيقتها اختالفا كليا"‪.58‬‬

‫تتميز الدعوى املدنية الناشئة املمكن إقامتها ضد مرتكب أحد أو بعض أفعال التزييف التي قد‬
‫تطال تصاميم تشكل الدوائر املندمجة‪ ،‬بمجموعة من الخصوصيات تتالءم تطور الذي تعرفه امللكية‬
‫الصناعية عامة‪ ،‬هذه الخصوصيات تتمثل فيما يتعلق بأطراف الدعوى (أ) وكذا املحكمة املختصة‬
‫(ب) وعلى مستوى التقادم (ج) واالثبات(ج)‪.‬‬

‫‪ - 58‬محمد محبوبي ‪ ":‬النظام القانوني للعالمات في ضوء التشريع املغربي املتعلق بحقوق امللكية الصناعية واالتفاقيات الدولية"‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‬
‫‪ ،2007‬ص‪.147:‬م‬

‫‪25‬‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات املادة ‪ 202‬من قانون حماية امللكية الصناعية كما غيرت بموجب املادة‬
‫االولى من قانون ‪ 23.13‬نجدها تنص على أنه" يقيم دعوى التزييف مالك براءة االختراع أو شهادة‬
‫تصميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر املندمجة أو رسم أو نموذج صناعي مسجل أو عالمة صناعية‬
‫أو تجارية أو خدماتية مسجلة‪.‬‬

‫غير أنه يجوز للمستفيد من حق استغالل استئثاري يجوز له‪ ،‬ما لم ينص على خالف ذلك‬
‫في عقد الترخيص‪ ،‬أن يقيم دعوى التزييف إذا لم يقم املالك هذه الدعوى بعد إعذار يوجهه له‬
‫املستفيد املذكور ويسلمه عون قضائي أو كاتب ضبط‪.‬‬

‫يقبل املالك للتدخل في دعوى التزييف التي يقيمها املستفيد طبقا للفقرة السابقة‪.‬‬

‫يقبل كل مرخص له للتدخل في دعوى التزييف التي يقيمها املالك قصد الحصول على‬
‫التعويض عن الضرر الخاص به"‪.‬‬

‫مما يتضح من خالل املادة أعاله أن الحق في رفع دعوى التزييف املدنية الناشئة عن تزيف‬
‫شهادة تصميم تشكل (طبوغرافية ) الدوائر املندمجة‪ ،‬يبقى حكرا على صاحب هذه الشهادة ‪،‬غير أنه‬
‫استثناء يمكن رفع هذه الدعوى من قبل شخص آل إليه حق استغالل استئثاري مالم ينص عقد‬
‫االستغالل على ما يفيد غير ذلك‪.‬‬

‫وإذا كان املشرع املغربي قد أحسن صنعا حيث وسع من نطاق الحماية املدنية لتصاميم تشكل‬
‫الدوائر املندمجة ذلك أنه لم يعط الحق بأن يقوم برفع دعوى التزييف املدنية فحسب بل تر هذه‬
‫إمكانية رفع هذه دعوى للمستفيد من ترخيص تعاقدي باستغالل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة‬

‫فإن ما يعاب على املشرع من هذا االستثناء كونه مشروطا بشروط تجعل من وجوده كعدمه‪،‬‬
‫ذلك أن املستفيد من ترخيص تعاقدي باستغالل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة يجوز له بناء على‬
‫مقتضيات الفقرة الثانية من املادة ‪ 202‬السالفة الذكر أن يقيم الدعوى املدنية ‪ ،‬إال ذلك يظل‬
‫مشروطا بضرورة أن يكون هذا الترخيص باستغالل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة أن يكتس ي طابعا‬
‫استئثاريا وأن ال يكون هذا الترخيص املبرم‪ ،‬والحالة هذه متضمنا لبند يمنع بمقتضاه املستفيد املذكور‬
‫من إقامة دعوى من هذا القبيل‪ ،‬وكذا بضرورة أن يقوم هذا املستفيد‪ ،‬قبل رفع دعوى التزييف‬
‫املدنية بتوجيه إعذار إلى صاحب شهادة التصميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر املندمجة عن طريق أحد‬

‫‪26‬‬
‫األعوان القضائية أو أحد كتاب الضبط باملحكمة املختصة وأن يظل هذا اإلعذار دون جدوى بعد مرور‬
‫األجل املحدد فيه‪.‬‬

‫لذلك كان الصحيح في اعتقادنا‪ ،‬أن يتم إعادة النظر في مقتضيات الفقرة الثانية من املادة‬
‫‪ 202‬وذلك بإزالة تلك الشروط وإن كان من األفضل أن يجعل املشرع من هذا االستثناء قاعدة مبدئية‬
‫حيث يكون الحق للمستفيد من ترخيص تعاقدي باستغالل‪ .‬في رفع دعوى التزييف املدنية بشكل‬
‫مستقل عن صاحب التصاميم تشكل تصاميم تشكل الدوائر املندمجة‪.‬‬

‫هذا وعلى غرار املستفيد من ترخيص تعاقدي باستغالل تصاميم تشكل(طبوغرافية) الدوائر‬
‫املندمجة‪ ،‬يجوز كذلك للمستفيد من ترخيص اإلجباري باستغالل هذه التصاميم و املنصوص عليه في‬
‫املادتين ‪ 60‬و‪ 66‬من القانون‪ 17.95‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية أن يرفع دعوى التزييف املدنية ‪.‬‬
‫كما هو الشأن كذلك بالنسبة للمستفيد من ترخيص التلقائي املنصوص عليه املنصوص عليه في كل‬
‫من الواد ‪ 69‬و‪ 74‬و‪ 75‬من نفس القانون املذكور‪ ،59‬غير ممارسة هذا الحق من قبل أصحاب هذه‬
‫التراخيص رهين بشروط هي كذلك‪ ،‬حيث يتطلب رفع دعوى تزييف املدنية والحالة هذه ‪ ،‬ضرورة‬
‫تقاعس صاحب شهادة تصميم تشكل الدوائر املندمجة الوارد عليها التزييف عن رفع هذه الدعوى بعد‬
‫توجيه إعذار إليه بهذا الشأن من طرف املستفيد من تلك تراخيص األنف الذكر‪.‬‬

‫وعموما يبقى لنا أن نشير إلى أن املشرع وضع من خالل تلك املقتضيات القانونية املشار أعاله‬
‫إطارا حمائيا يتالءم وتطور امللكية الصناعية وذلك بتوسيع دائرة االشخاص الذي يمكنه دق باب‬
‫القضاء متى وقع املساس بحقوقهم الواردة على تصاميم تشكل الدوائر املندمجة شريطة حصول واقعة‬
‫تزييف الشهادة الخاصة بهذه التصاميم‪.‬‬

‫حدد املشرع في القانون ‪ 17.97‬قواعد االختصاص سواء تعلق االمر باالختصاص النوعي أو‬
‫املحلي‪.‬‬

‫‪59 -‬يجوز لكل شخص مؤهل أن يطلب منحة ترخيص استغالل يسمى "الترخيص التلقائي" ابتداء من يوم نشر القرار اإلداري الصادر في شأن االستغالل لبراءة من‬
‫البراءات‪.‬‬

‫يطلب الترخيص املذكور ويمنح وفق الكيفيات املحددة بنص تنظيمي‪.59‬‬

‫يمنح الترخيص التلقائي وفق شروط محددة والسيما فيما يتعلق بمدته ونطاق تطبيقه‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫تحدد األتاوى املترتبة عليه باتفاق بين األطراف وإال تولت املحكمة تحديد مبلغها‪.‬‬
‫فبالنسبة لالختصاص النوعي نجده حدد من خالل مقتضيات املادة ‪ 15‬من القانون ‪97.17‬‬
‫املتعلق بحماية امللكية الصناعية كما غيرت بموجب املادة االولى من قانون ‪ 23.13‬والتي تنص على‬
‫أنه" تختص املحاكم التجارية وحدها في البت في املنازعات املترتبة عن تطبيق هذا القانون‬
‫باستثناء الدعاوي الجنائية والقرارات اإلدارية املنصوص عليها فيه‪".‬‬

‫أما االختصاص املحلي فإنه مؤطر من خالل مقتضيات املادة ‪ 204‬من قانون ‪ 97.17‬املتعلق‬
‫بحماية امللكية الصناعية كما تممت باملادة االولى من قانون رقم ‪ 31.05‬بتاريخ ‪ 14‬فبراير والتي نص‬
‫على أنه " املحكمة املختصة هي املحكمة التابع لها موطن املدعى عليه الحقيقي أو املختار أو املحكمة‬
‫التابع لها مقر وكيله أو املحكمة التابع لها املكان الذي يوجد به مقر الهيئة املكلفة بامللكية الصناعية‬
‫إذا كان موطن هذا األخير في الخارج‪".‬‬

‫نص املشرع في املادة ‪ 206‬من قانون امللكية الصناعية كما غيرت بموجب املادة االولى من‬
‫قانون ‪ 23.13‬على أنه" تتقادم الدعاوى املدنية والجنائية املنصوص عليها في هذا الباب بمض ى‬
‫ثالث سنوات على االفعال التي تسببت في إقامتها"‬

‫ويستفاد من هذه املقتضيات أن هنا تقادما خاصا بدعوى تزييف الناشئة عن تصاميم‬
‫تشكل طبوغرافية الدوائر املندمجة حيث تتقادم هذه الدعوى بمرور ثالث سنوات تبتدئ من تاريخ‬
‫ارتكابه‪ ،‬وهو أجل معقول في نظرنا ذلك أن حقوق امللكية الصناعية عامة تتمش ى مع التطور الحاصل‬
‫في املجال الصناعي حيث ينبغي في مدى حماية امللكية الصناعية انطالقا من املنفعة املرجوة منها و‬
‫بالشكل الذي تتساوى فيه املصلحة الخاصة باملصلحة العامة اذ ال يجب تفضيل أحدهما على األخرى‪.‬‬

‫وإذا كان األجل املحدد للتقادم دعوى تزييف أجال معقوال إال أن السؤال يبقى مطروحا حول مإ‬
‫إذا كان من املمكن أن تبتدئ مدته من تاريخ اكتشاف فعل تزييف وليس من تاريخ ارتكابه على اعتبار‬
‫أن دعوى تزييف املدنية الناشئة عن تصاميم تشكل الدوائر املندمجة هي دعوى وقائية محضة لهذه‬
‫التصاميم‪.‬‬

‫يتم إثبات التزييف الذي يكون ضحيته صاحب شهادة تصميم تشكل الدوائر املندمجة بجميع‬
‫وسائل اإلثبات املعمول بها بمقتض ى القواعد العامة وذلك تطبيقا ألحكام الفقرة االولى من املادة ‪211‬‬

‫‪28‬‬
‫من القانون رقم ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية التي جاء فيها " يجوز لصاحب طلب براءة أو‬
‫صاحب براءة‪ ،‬أن يثبت بجميع الوسائل التزييف الذي يدعي أنه ضحية له‪".......‬‬

‫وإلى جانب حرية اثبات التزييف املقررة لصاحب شهادة تصميم تشكل الدوائر املندمجة‪،‬‬
‫بموجب مقتضيات املادة ‪ 211‬أعاله‪ ،‬يمكن لصاحب هذه الشهادة كدلك أن يستصدر أمر من رئيس‬
‫املحكمة التجارية التابع لها املكان الذي وقع فيه التزييف‪ ،‬أمرا يقض ي بالحجز الوصفي أو الوصف‬
‫املفصل للمنتجات أو الطرائق املدعى تزييفها وبحجز هذه املنتجات أو الطرائق أو عدم حجزها ‪ ،‬ويتم‬
‫تنفيذ هذا األمر بواسطة عون قضائي أو أحد كتاب الضبط باملحكمة التجارية التي أصدرته‪،‬‬

‫وحتى ال يتضرر املدعى عليه من إجراء الوصف املفصل أو الحجز الوصفي لإلثبات التزييف‬
‫أجاز املشرع لرئيس املحكمة التجارية من أن يعلق تنفيذ األمر املذكور على ضرورة أن يقوم املدعى‬
‫بإيداع مبلغ مالي معين‪ ،‬على سبيل الضمان لدى كتابة الضبط‪.‬‬

‫هذه املحكمة كما تنص على ذلك الفقرة الثانية من املادة ‪ 211‬من القانون رقم ‪ 17.97‬املتعلق‬
‫بحماية امللكية الصناعية‪.‬‬

‫تتعدد الجزاءات املترتبة التي يمكن الحكم بها في إطار دعوى تزييف املدنية الناشئة عن تزييف‬
‫الوارد على تصاميم تشكل الدوائر تشكل الدوائر املندمجة‪ ،‬و يمكن حصر هذه الجزاءات فيما يلي‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 203‬من قانون حماية امللكية الصناعية كما تم تغيره وتتميمه بمقتض ى املادة‬
‫االولى من قانون ‪ 23.13‬على أنه" عندما ترفع دعوى تزييف أو منافسة غير مشروعة إلى املحكمة‪ ،‬يجوز‬
‫لرئيسها بصفته قاض ي املستعجالت أن يمنع مؤقتا تحت طائلة الحكم بغرامة تهديدية مواصلة األعمال‬
‫املدعى أنها تزييف أو منافسة غير مشروعة أو يربط مواصلتها بوضع ضمانات ترصد لتأمين منح‬
‫التعويض ملالك سند امللكية الصناعية أو للمستفيد من حق استغالل حصري‪.‬‬

‫يتم إصدار هذا املنع ضد طرف مارس التزييف أو إن اقتض ى الحال‪ ،‬ضد طرف ثالث ملنع وقوع‬
‫التزييف‪ ،‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬للحيلولة دون دخول السلع املزيفة إلى القنوات التجارية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ال يقبل طلب املنع أو وضع الضمانات إال إذا تبين أن الدعوى جدية في موضوعها وأقيمت‬
‫داخل أجل أقصاه ثالثين يوما يحتسب ابتداء من اليوم الذي علم فيه املالك باألفعال التي أسس‬
‫الطلب بناء عليها‪.‬‬

‫يجوز للقاض ي أن يوقف املنع على وضع املدعي لضمانات ترصد لتأمين منح التعويض املحتمل‬
‫عن الضرر الالحق باملدعى عليه إذا صدر فيما بعد حكم يقض ي بعدم ارتكاز دعوى التزييف على‬
‫أساس‪.‬‬

‫وهكذا فإنه يتضح من النص أعاله أن املنع املؤقت من مواصلة األعمال املدعى أنها تزييف ال‬
‫يمكن األمر به من قبل رئيس املحكمة التجارية املرفوع إليها دعوى التزييف املدنية إال بتوافر شرطين‬
‫على األقل يتعلق األول بالفحص الظاهر لرئيس املحكمة للوثائق املدلى بها من قبل الطالب والتأكد من‬
‫جديتها في حين يتمثل ثاني هذين الشرطين في ضرورة تقديم صاحب شهادة التصميم تشكل الدوائر‬
‫املندمجة داخل أجل ثالثين يوما من اليوم الذي علم باألفعال التي بيدعي أنها تمس بالحقوق التي‬
‫تخولها له شهادة التصميم املسلمة إليه‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫نص املشرع على جزاء املصادرة واالتالف في مقتضيات املادة ‪ 224‬من قانون ‪ 97.17‬كما تم‬
‫تغيرها وتتميمها باملادة االولى من القانون رقم ‪ 31.05‬بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ 2006‬والتي جاء فيها" يجوز‬
‫للمحكمة‪ ،‬بناء على طلب من الطرف املتضرر وبقدر ما هو ضروري لضمان املنع من مواصلة التزييف‪،‬‬
‫أن تأمر بإتالف األشياء التي ثبت أنها مزيفة والتي هي ملك للمزيف في تاريخ دخول املنع حيز التنفيذ ما‬
‫عدا في حاالت استثنائية‪ ،‬وإن اقتض ى الحال بإتالف األجهزة أو الوسائل املعدة خصيصا إلنجاز‬
‫التزييف‪.‬‬

‫ومما يستفاد من املقتضيات املذكورة أن املصادرة املنصوص عليها في املادة ‪ 224‬أعاله تعتبر في‬
‫نفس الوقت إجراء وقتيا الن النطق بها من طرف املحكمة التجارية املرفوعة إليها دعوى التزييف‬
‫املدنية املتعلقة بتصاميم تشكل(طبوغرافية) الدوائر املندمجة ال يتم اال بقدر ما هو ضروري لضمان‬
‫املنع من مواصلة التزييف وهي إجراء تعويض ي ألن قيمة االشياء التي تمت مصادرتها تراعي في حساب‬
‫التعويض املمنوح للمحكوم له‪.60‬‬

‫«‪60‬محمد الفروجي" امللكية الصناعية والتجارية تطبيقاتها ودعاواها املدنية والتجارية" مرجع س ‪ :‬ص‪.202:‬‬

‫‪30‬‬
‫يعتبر نشر الحكم موضوع اإلدانة من الجزاءات التي يمكن أن يتعرض لها املحكوم عليه وقد‬
‫نص عليه املشرع ضمن مقتضيات املادة ‪ 209‬من قانون ‪ 97.17‬والتي جاء فيها" تأمر املحكمة بنشر‬
‫األحكام القضائية التي صارت نهائية والتي صدرت تطبيقا ألحكام هذا القانون"‬

‫ويتم نشر الحكم عن طريق إدراج نصه كامال أو ملخصا في جريدتين أحدهما باللغة العربية‬
‫واألخرى باللغة الفرنسية ولعل الغاية من هذا النشر تكمن من جهة أولى في جبر الضرر بالنسبة للمدعي‬
‫ومن جهة أخرى ردع مرتكب التزييف وكذلك تحذير املستهلك من شراء املنتجات املزيفة‪.61‬‬

‫نص املشرع في املادة ‪ 208‬من قانون ‪ 97.17‬على أنه يمكن عالوة على ما ذكر أن يحرم‬
‫األشخاص املحكوم عليهم تطبيقا ألحكام هذا الباب من حق العضوية في الغرف املهنية طوال مدة ال‬
‫تزيد على خمس سنوات"‬

‫واملقصود بالغرف املهنية هو غرف الصناعة والتجارة والخدمات وغرفة الفالحة والصيد‬
‫البحري وغرف الصناعة التقليدية‪.‬‬

‫يعتبر التعويض عن الضرر الذي يلحقه التزييف بصاحب شهادة تصميم تشكل الدوائر‬
‫املندمجة أو املستفيد من ترخيص باستغاللها‪ ،‬من أهم الجزاءات ذات الطابع املدني التي يمكن‬
‫بواسطتها حماية الحقوق التي تخولها هذه الشهادة لصاحبها‪ .‬ذلك أن هذا التعويض ال يقتصر فقط‬
‫على املبالغ التي من شأنها جبر الضرر الالحق بضحيته التزييف وإنما يشكل أيضا املبالغ التي من شأنها‬
‫ردع املزيف عما قام به من أعمال في هذا اإلطار مما يعطي العبرة لغيره ممن تسول لهم أنفسهم‬
‫اإلتيان ينفس األفعال‪.‬‬

‫وعلى العموم فإن قانون رقم ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية لم يحدد معايير خاصة‬
‫يتم اعتمادها في تحديد مبلغ التعويض عن تزييف الوارد على تصاميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر‬
‫املندمجة‪ .‬وقد حسن املشرع صنعا ذلك أن التزييف كاعتداء يعود أمر تقديره إلى القاض ي باعتباره‬

‫‪61‬ادريس الفاخوري " نظام امللكية والصناعية "‪،‬م س ‪ ،‬ص‪.214‬‬

‫‪31‬‬
‫مسألة واقع‪ ،‬واذا كان التزييف بهذا املعنى يخضع للسلطة التقديرية للقضاء فإن هذه السلطة نفسها‬
‫التي تستطيع تقدير التعويض وذلك وفق الضرر الحاصل وذلك طبعا باحترام مجموعة من القواعد‬
‫حيث تكون العبرة باملظهر الخارجي لتصميم تشكل الدوائر املندمجة وكذلك عند النظر في التصميم‬
‫االصلي املزيف ينبغي االعتداد بأوجه التشابه ال بأوجه االختالف كما ال ينبغي االعتداد بها‪.‬‬

‫وخالصة يمكن القول على أن الدعوى املدنية الناشئة عن تزييف تصاميم تشكل الدوائر‬
‫املندمجة هي دعوى وقائية بامتياز حيث يكون هدفها املنع من مواصلة اعمال التزييف أو مصادرة‬
‫املنتجات املزيفة والوسائل املخصصة إلنجاز التزييف تصاميم تشكل الدوائر املندمة وغير ذلك‬
‫الجزاءات ذات الطابع املدني‪.‬‬

‫غير أنه ما يجب االشارة إليه في هذا الصدد هو كون املشرع املغربي قيد الحماية املدنية‬
‫بمجموعة من الشروط التي تجعل وجود هذه الحماية أحيانا كعدمها‪ .‬وهو ما اتضح لنا من خالل‬
‫مجموعة من املقتضيات القانونية التي نص عليها قانون رقم ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية‪،‬‬
‫ويبدوا أن املشرع وضع هذه الدعوى في سبيل الحفاظ حقوق امللكية الصناعية عامة قبل أن املساس‬
‫بالشكل الذي ال يمكن الحكم عليه إال بالعقوبات الزجرية وذلك عن طريق الدعوى الجنحية كما‬
‫سنرى فيما يلي من حديث‪.‬‬

‫إن تحديد هذه الحماية يقتض ي منا األمر في البداية تحديد خصوصيات ممارسة دعوى‬
‫التزييف ثم بعد ذلك التطرق ملسألة العقوبات املقررة‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫تتميز هذه الدعوى بخصوصيات تميزها عن الدعوى العمومية التقليدية‪ ،‬بحيث كما هو‬
‫معلوم وطبقا لقانون املسطرة الجنائية أن النيابة العامة تقوم بتحريك الدعوى العمومية بمجرد‬
‫علمها بوقوع الجريمة دون انتظار تقديم شكاية من الضحية‪ ،‬لكن في مجال امللكية الصناعية بوجه‬
‫وخاصة في دعوى االعتداء على تصاميم تشكل ( طوبوغرافية) الدوائر املندمجة أن النيابة العامة ال‬
‫تحر الدعوى العمومية إال بناء على تقديم شكاية من املتضرر كاستثناء من حق املالئمة‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن الدعوى هنا خاصة تمس مصلحة الشخص املتضرر من االعتداء على حقه املتمثل في تصاميم‬

‫‪32‬‬
‫تشكل ( طوبوغرافية ) الدوائر املندمجة‪ . 62‬وهو ما نصت عليه املادة ‪ 205‬من القانون‪ 17.97‬التي‬
‫نصت " ال يجوز أن تقام الدعوى العمومية إال بشكوى من الطرف املتضرر ما عدا في حالة مخالفة‬
‫األحكام الواردة في املواد ‪ 24‬و ‪ 113‬و ‪ 135‬التي يرجع فيها الحق للنيابة العامة " ‪.‬‬

‫ثم هنا خصوصية أخرى تميز هذه الدعوى تتعلق بالتقادم بحيث تتقادم الدعوى املدنية‬
‫والجنائية معا بمرور ثالث سنوات كما جاء في املادة ‪.206‬‬

‫وقبل التطرق للعقوبات التي رصدها املشرع للجرائم التي تمس بتصاميم تشكل (طبوغرافية)‬
‫الدوائر املندمجة نشير إلى األفعال التي يمكن أن تتعرض لها هذه التصاميم كما نصت املادة ‪" 201‬‬
‫يعتبر تزييف كل مساس بحقوق ‪ ......‬تصاميم تشكل (طوبوغرافية) الدوائر املندمجة ‪. "....‬‬

‫‪2‬‬
‫بناء على املادة ‪ 213‬من القانون ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية أن " كل مساس عن عمد‬
‫بحقوق مالك تصاميم تشكل (طوبوغرافية) الدوائر املندمجة يعاقب عليه بالحبس من شهرين إلى ستة‬
‫أشهر وبغرامة من ‪ 50.000‬إلى ‪ 500.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪.‬‬

‫وفي حالة العود‪ ،‬يمكن للمحكمة أن ترفع العقوبتين إلى الضعف " بمعنى يمكن الحكم على‬
‫مستعمل التزييف بالحبس من أربعة أشهر إلى سنة وبغرامة من ‪ 100.000‬إلى ‪ 1000.000‬درهم أو‬
‫بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪.63‬‬

‫ويالحظ أن املشرع تر الحرية للمحكمة في الرفع أو عدمه للعقوبة ولم يلزمها بذلك باستعماله‬
‫لعبارة " يمكن " ‪.‬‬

‫كما عاقب املشرع املشاركين بنفس عقوبة املزيفين لتصاميم تشكل ( طوبوغرافية) الدوائر‬
‫املندمجة طبقا للمادة ‪ 214‬التي نصت على أنه " يتعرض لنفس العقوبات املطبقة على املزيفين‬
‫األشخاص الذين قاموا عمدا بإخفاء املنتوجات املعتبرة مزيفة أو يعرضها أو عرضها للبيع أو بيعها أو‬
‫استيرادها أو تصديرها وكذلك يكون الشأن فيما يخص إعانة مقدمة عمدا إلى مرتكب املخالفات‬
‫املشار إليها إعالن " ‪.‬‬

‫‪ - 62‬الخاميس فاضلي ‪ :‬تصاميم تشكل ( طوبوغرافية ) الدوائر املندمجة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 63‬إدريس الفخوري ‪ :‬حقوق امللكية الفكرية في التشريع املغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬دار نشر املعرفة‪ ،‬طبعة ‪،2017‬ص ‪. 209‬‬

‫‪33‬‬
‫ونصت املادة ‪ 215‬ترفع العقوبات املنصوص عليها في املادتين‪ 213‬و ‪ 214‬إلى الحبس من ستة أشهر‬
‫إلى سنتين وإلى غرامة من ‪100.000‬إلى ‪ 500.000‬درهم أو إلى إحدى هاتين العقوبتين فقط إذا كان‬
‫املزيف أجيرا يشتغل بمعامل صاحب تصاميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر املندمجة‪.64‬‬

‫وكذلك نص املشرع من خالل املادة ‪ 216‬على أنه " يعاقب بغرامة من ‪ 50.000‬إلى‬
‫‪ 500.000‬درهم‪ ،‬دون إخالل بالعقوبات املنصوص عليها في قوانين خاصة كل من قدم‪ ،‬إما يخطب أو‬
‫محاضرات في األماكن أو االجتماعات العامة وإما بمحررات أو مطبوعات مبيعة أو معروضة للبيع أو‬
‫معروضة في األماكن أو االجتماعات العامة وإما بلوحات إعالنية أو ملصقات معروضة للجمهور‪ ،‬أية‬
‫معلومات أو بيانات أو أوصاف تتعلق ببراءة االختراع أو تصاميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر املندمجة تم‬
‫إبداع طلبها من لدنهم أو لدن الغير ولكنها لم تسلم بعد‪.‬‬

‫في حالة العود‪ ،‬يحكم‪ ،‬زيادة على الغرامة‪ ،‬بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنتين "‪.‬‬

‫وإذا تم مخالفة عن قصد أحد املوانع املنصوص عليها في املادة‪ 42‬يتعرض لعقوبة تتراوح ما‬
‫بين ‪ 100.000‬إلى ‪ 500.000‬درهم حسب الفقرة األولى من املادة ‪ 217‬من القانون ‪.17.97‬‬

‫إال أنه يمكن أن تتحول العقوبة من عقوبة جنحية إلى عقوبة جنائية وهو ما أشارت إليه‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 217‬من هذا القانون التي يتدخل في تأطيرها القانون الجنائي املغربي‪ ،‬بحيث‬
‫نصت هذه الفقرة على أنه " طبقا ألحكام الفصل ‪ 192‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬إذا ألحق هذا‬
‫الخرق‪ ،‬في وقت الحرب‪ ،‬مساسا بالدفاع الوطني فإن العقوبة تكون السجن من خمس إلى ثالثين سنة‬
‫أما إذا ارتكب في وقت السلم فإن العقوبة تكون السجن من سنة إلى خمس سنوات «‪.‬‬

‫بمعنى يصبح مرتكب الفعل متابع بجريمة املساس بسالمة الدولة الخارجية تحت طائلة‬
‫القانون الجنائي على اعتبار أن الجريمة أضرت بأمن الدولة الخارجية واملجتمع بأكمله ولم يعد فقط‬
‫جريمة خاصة أضرت بمصلحة الشخص املتضرر‪ .‬وبالتالي هنا يصبح من حق النيابة العامة تحريك‬
‫الدعوى العمومية في حق مرتكب الخرق دون انتظار تقديم شكاية من املضرور لكونها تمثل الحق‬
‫العام‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إلى جانب العقوبات التي تطبق على املزيف كذلك هنا عقوبتان إضافيتان و يتعلق األمر‬
‫بالعقوبة املتمثلة في إتالف األشياء املزيفة وكذلك األجهزة أو الوسائل املعتمدة خصيصا للتزييف‬

‫‪ -‬الفقرة األولى من املادة ‪ 215‬من القانون ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية ‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪34‬‬
‫والعقوبة املتمثلة في حرمان الشخص‪ ،‬املحكوم عليه من أجل هذه الجريمة‪ ،‬من حق العضوية في‬
‫الغرفة املهنية ملدة معينة ‪.‬‬

‫لقد مرت مسيرة حماية مللكية الصناعية بصفة عامة و طبوغرافية الدوائر املندمجة كتطبيق‬
‫للملكية الصناعية بتطورات عديدة‪ ،‬إذ بدأت هذه الحماية على الصعيد الوطني الداخلي في صورة‬
‫بعض التشريعات التي تسعى إلى حماية امللكية الصناعية‪ ،‬إال أن التطور الذي شهدته الثورة‬
‫الصناعية األولى في القرن ‪ ،19‬كان دافعت إلقرار الدول على أن الحماية الوطنية غير كافية لحمايتها‪،‬‬
‫وبدأت الدول تبرم اتفاقيات دولية ثنائية لتوفير الحماية للملكية الصناعية غير أن التطبيق العملي‬
‫لهذه االتفاقيات الثنائية أبانت عن فشلها خصوصا أمام التطور السريع الذي عرفه عالم الصناعة و‬
‫االبتكار و االختراع‪ ،‬وظهور املعارض و األسواق الدولية إذ أحجم املخترعون عن عرض اختراعاتهم في‬
‫هذه املعارض خشية من تعرض اختراعاتهم لالنتها ‪ 65‬وهذا ما شكل األرضية لظهور اتفاقية باريس‬
‫لحماية امللكية الصناعية (أوال) و اتفاقية واشنطن بشأن امللكية الفكرية فيما يتعلق بالدوائر املتكاملة‬
‫( ثانيا) ثم اتفاقية تريبس (ثالثا)‪.‬‬

‫أبرمت اتفاقية باريس لحماية امللكية الصناعية ‪(convention de paris pour la protection de‬‬
‫‪ )la propriété industrielle‬في ‪ 20‬مارس ‪ 1983‬بباريس‪ ،‬دخلت حيز التنفيذ في ‪ 7‬يونيو ‪ 1984‬بعد أن‬
‫وقعت عليها ‪ 11‬دولة‪ ،‬وقد عرفت هذه االتفاقية مجموعة من التعديالت‪ ،66‬وانضم املغرب إلى اتفاقية‬
‫باريس سنة ‪ 1969‬وذلك بموجب املرسوم رقم ‪ 729-68‬املؤرخ في ‪ 28‬أكتوبر ‪.1968‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تتضمن اتفاقية باريس لحماية امللكية الصناعية ببعض القواعد العامة التي من شأنها أن‬
‫توفق بين االختالفات و التعارض الذي يطبع القوانين الداخلية ملختلف دول األعضاء في االتحاد الدولي‬

‫‪ 65‬حسن البدراوي‪ ،‬الحماية الدولية للملكية الصناعية من اتفاقية باريس إلى اتفاق تريبس‪ ،‬ندوة الويبو الوطنية حول امللكية الفكرية للمسؤولين الحكوميين‬
‫وأعضاء غرف التجارة‪ ،2004،‬ص ‪1‬‬
‫‪Convention de paris pour la protection de la propriété industrielle du 20 mars 1883 révisée à Bruxelles le 14 décembre 1900 à Washington le 2 66‬‬
‫‪juin 1911 à la Haye le 6 novembre 1925 à Londres le 6 juin 1934 à Lisbonne 1958 et à Stockholm le 14 juillet 1967 et modifiée le 28 septembre‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪1979.‬‬
‫لحماية امللكية الصناعية ومن اهم هذه القواعد‪ ،‬أحقية كل دولة في ابرام اتفاقية خاصة في مجال‬
‫حماية امللكية الصناعية بمعنى أنه يمكن ألي دولة انضمت إلى اتفاقية باريس إبرام اتفاقيات ثنائية‬
‫بينها وبين دول أخرى تتعلق ببعض الجوانب الخاصة من جانب امللكية الصناعية شريطة عدم تعارض‬
‫احكام االتفاقيات الثنائية الخاصة مع االحكام العامة التفاقية باريس‪ ،67‬كما تقوم هذه االتفاقية على‬
‫ضرورة توفير الحماية املؤقتة لالختراعات املقدمة في املعارض الدولية من خالل املادة ‪ 11‬من اتفاقية‬
‫باريس‪ 68‬وهذا ما استجاب إليه املشرع من خالل قانون ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية‪،69‬‬
‫ومن حق كل دولة منح تراخيص اجبارية لالستغالل االختراع املسلمة عنه البراءة طبقا للمادة ‪ 5‬من‬
‫اتفاقية باريس كما سمحت هذه االتفاقية للدول االعضاء حرية استعمال االختراعات التي تكون جزء‬
‫من وسيلة النقل الدولية طبقا للمادة ‪ 5‬مكرر ‪ ،3‬وتؤكد هذه االتفاقية على مبدأ استقالل البراءات‬
‫التي يطلبها رعايا دول االتحاد لحماية امللكية الصناعية في مختلف هذه الدول مستقلة عن البراءات‬
‫التي تم الحصول عليها من نفس االختراع في دول أخرى سواء كانت هذه الدول أعضاء أم غير أعضاء في‬
‫هذا االتحاد‪.70‬‬

‫‪2‬‬

‫فبمقتض ى هذا املبدأ العام الذي يسري على كافة الحقوق الصناعية من بينها تصميم تشكل‬
‫(طبوغرافية) الدوائر املندمجة فإنه يجب على الدول املنتمية لالتحاد الدولي الصناعية أن توفر نفس‬
‫الحماية التي توفرها للمواطنين شريطة استفاء الشروط و اإلجراءات القانونية املفروضة على‬
‫مواطنيها‪ ،‬وليس من الضروري أن يكون املستفيد من هذه الحماية حامال لجنسية دولة عضو في‬
‫اتفاقية باريس‪ ،‬بل يكفي اإلقامة في هذه الدولة املنخرطة في هذه االتفاقية أو يزاول نشاطا صناعيا أو‬
‫تجاريا بصورة فعلية وجدية‪ ،‬وإعماال بهذا املبدأ فإن براءات االختراع األجنبية يمكن تسجيلها في املغرب‬
‫بنفس اإلجراءات السارية على املواطنين املغاربة وهذا ما أشار إليه املشرع املغربي من خالل املادة ‪ 4‬من‬

‫‪ 67‬محمد الفروجي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪226‬‬


‫‪Article 11 : Inventions, modèles d'utilité, dessins et modèles industriels, marques protection temporaire à certaines expositions 68‬‬
‫‪.internationales‬‬

‫‪ 69‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.19‬بتاريخ ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 15( 1420‬فبراير ‪ )2000‬املتعلق بتنفيذ قانون ‪ 17.97‬املتعلق بحماية امللكية الصناعية املنشور بالجريدة‬
‫‪36‬‬ ‫الرسمية عدد ‪ 4776‬بتاريخ ‪ 2‬ذي الحجة ‪ 9( 1420‬مارس ‪)2000‬‬
‫‪ 70‬محمد الفروجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪227‬‬
‫قانون ‪ ،17.9771‬ونفس الش يء بالنسبة للمواطن املغربي الذي يرغب تسجيل براءة اختراعه لدى دولة‬
‫أجنبية يكفي ان يستنفذ الشروط التي تطبق على مواطنو هذه الدولة ليستفيد من هذه الحماية‪.72‬‬

‫تم التنصيص على هذا املبدأ في مقتضيات املادة ‪ 4‬من اتفاقية باريس والتي جاء فيها‪ ،73‬بأن‬
‫كل من أودع طبقا للقانون في إحدى دول االتحاد طلب الحصول على براءة االختراع أو تسجيل نموذج‬
‫منفعة أو رسم أو نموذج صناعي أو عالمة صناعية أو تجارية يتمتع هو أو خلفه فيما يختص باإليداع في‬
‫الدول األخرى بحق أولوية خالل املواعيد املحددة فيما بعده‪ ،74‬وكرس املشرع هذا املبدأ في مقتضيات‬
‫املادة ‪ 6‬من قانون حماية امللكية الصناعية‪.75‬‬

‫تنص املادة ‪ 4‬مكررة من اتفاقية باريس على هذا املبدأ‪ 76‬وهذا ما كرسه املشرع املغربي‬
‫بمقتض ى املادة ‪ 13‬من قانون ‪ 17.97‬التي تنص على " تعتبر براءات االختراع وتصاميم تشكل‬
‫(طبوغرافيا) الدوائر املندمجة والرسوم والنماذج الصناعية وعالمات الصنع أو التجارة أو الخدمة‬
‫املطلوبة داخل أجل األولوية مستقلة تمام االستقالل عن السندات املحصل عليها في أحد بلدان‬
‫االتحاد عن نفس الغرض سواء تعلق األمر بأسباب البطالن وسقوط الحق أو بمدة الحماية" وهذا يعني‬
‫أن كل براءة يحصل عليها من نفس االختراع في دول متعددة تحيا حياة مستقلة عن باقي البراءات‬
‫بحيث يمكن أن تتمتع بالحماية للمدة التي يقررها قانون كل دولة‪.77‬‬

‫‪ 71‬تنص املادة ‪ 6‬من قانون ‪ 17.97‬على ما يلي‪ :‬كل شخص قام بانتظام بإيداع لطلب (الطلب األول) يتعلق ببراءة اختراع أو تصميم تشكل (طبوغرافية) دائرة‬
‫مندمجة أو رسم أو نموذج صناعي أو عالمة صنع أو تجارة أو خدمة في بلد من بلدان االتحاد الدولي لحماية امللكية الصناعية أو ذوي حقوقه يستفيد‪ ،‬فيما يخص‬
‫اإليداع الذي يقوم به في املغرب‪( ،‬الطلب الالحق) من حق أولوية طوال اآلجال املنصوص عليها في املادة ‪ 7‬بعده‪.‬‬
‫‪ 72‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجديد (الجزء األول) نظرية التاجر والنشاط التجاري‪ ،‬مطبعة النجاح الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،2016‬ص ‪.294‬‬
‫‪certificats d'auteur d'invention : droit de priorité. · G. Brevets : , A. à 1. Brevets, modèles d'utilité, dessins et modèles industriels, marques : Article 4 73‬‬
‫‪division de la demande‬‬

‫‪ 74‬ادريس الفاخوري‪ ،‬حقوق امللكية الفكرية في التشريع املغربي‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2017‬دار النشر املعرفة شارع الفضيلة الحي الصناعي‬
‫الرباط املغرب‪ ،‬ص ‪.230‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪ 75‬تنص املادة ‪ 6‬من قانون ‪ 17.97‬على ما يلي‪ :‬كل شخص قام بانتظام بإيداع لطلب (الطلب األول) يتعلق ببراءة اختراع أو تصميم تشكل (طبوغرافية) دائرة‬
‫مندمجة أو رسم أو نموذج صناعي أو عالمة صنع أو تجارة أو خدمة في بلد من بلدان االتحاد الدولي لحماية امللكية الصناعية أو ذوي حقوقه يستفيد‪ ،‬فيما يخص‬
‫اإليداع الذي يقوم به في املغرب‪( ،‬الطلب الالحق) من حق أولوية طوال اآلجال املنصوص عليها في املادة ‪ 7‬بعده‪.‬‬
‫‪Article 4 Bis Brevets : indépendance des brevets obtenus pour la même invention dans 76‬‬
‫‪Différents pays.‬‬
‫‪ 77‬فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫اعتمدت هذه املعاهدة في واشنطن ‪ 26‬ماي ‪ 1989‬تضم هذه املعاهدة ‪ 10‬دول متعاقدة وهي‬
‫مصر‪78‬‬ ‫البوسنة والهرسك‪ .‬الصين‪ ،‬الهند‪ ،‬زامبيا‪ ،‬سانت لوسيا‪ ،‬صربيا‪ ،‬غانا‪ ،‬غواتيماال‪ ،‬ليبريا‪،‬‬

‫تقوم هذه املعاهدة على االلتزام بحماية التصميمات (الطبوغرافيات)‪،‬حيث يلتزم األطراف‬
‫املتعاقدة في هذه االتفاقية على ضمان حماية تصاميم تشكل الطبوغرافيات في كل أراضيه وفق لهذه‬
‫املعاهدة‪ ،‬كما يجب على وجه الخصوص أن تنص الدول املتعاقدة على التدابير الالزمة لضمان منع‬
‫االعمال التي تعد غير مشروعة بمقتض ى املادة ‪ ،6‬وكذا على التدابير القانونية املناسبة إذا ارتكبت تلك‬
‫االعمال‪ ،79‬غير أن هذه الحماية املنصبة على التصميمات (الطبوغرافيات) رهينة بشرط االصالة‬
‫بمعنى يجب أن تكون هذه التصاميم ثمرة مجهود فكري الذي يبذله املبتكر بنفسه‪ ،‬والتي ال تكون‬
‫مألوفة ملبتكري التصميمات (الطبوغرافيات)‪ ،80‬ويشترط أال يكون تصميم (الطبوغرافية) مكون من‬
‫مجموعة من العناصر و الوصالت املألوفة إال إذا استوفت الشروط السابقة الذكر أي االصالة‪ ،81‬كما‬
‫تقوم هذه االتفاقية على مبدأ املعاملة الوطنية‪ ،82‬والتي سبقنا اإلشارة إليها بالتفصيل في اتفاقية‬
‫باريس‪،‬كما أنها تقوم على مبدأ الحرية في تنفيذ االلتزامات بناء على هذه املعاهدة أو أي قانون بشأن‬
‫حماية امللكية الفكرية‪،83‬وتقرر هذه االتفاقية مدة ثمانية سنوات لحماية تصاميم تشكل طبوغرافية‬
‫الدوائر املندمجة‪.84‬‬

‫لقد خصصت معاهدة امللكية الفكرية فيما يخص بالدوائر املتكاملة القسم السادس املعنون‬
‫ب التصميمات التخطيطية (الرسومات الطبوغرافية) للدوائر املتكاملة‪ ،‬هذه املعاهدة تقوم على نفس‬
‫مبادئ التي تقوم عليها اتفاقية باريس أي مبدأ املعاملة الوطنية كما أشارنا إليه سابقا‪ ،‬وتلتزم دول‬
‫األعضاء في هذه االتفاقية بمنح الحماية للتصميمات التخطيطية( طبوغرافيات الدوائر املتكاملة) وفقا‬
‫للمواد من ‪ 2‬إلى ‪ 7‬استثناءا الحماية املقررة في املواد ‪ 3‬و ‪ 6‬التي تشمل أحكام تتعلق بالترخيص‬

‫‪https://wipolex.wipo.int/ar/treaties/ShowResults?search_what=C&treaty_id=29 VU le 04 décembre 2021. 78‬‬


‫‪ 79‬املادة ‪ 3‬معاهدة بشأن امللكية الفكرية فيما يختص بالدوائر املتكاملة‬
‫‪ 80‬الفقرة الثانية من املادة ‪ 3‬من معاهدة واشنطن بشأن امللكية الفكرية فيما يختص بالدوائر املتكاملة‬
‫‪ 81‬البند ب من املادة ‪ 3‬بشأن امللكية الفكرية فيما يختص بالدوائر املتكاملة‬
‫‪ 82‬املادة ‪ 5‬من اتفاقية بشأن امللكية الفكرية فيما يختص بالدوائر املتكاملة‬
‫‪38‬‬ ‫‪ 83‬املادة ‪ 4‬من معاهدة بشأن امللكية الفكرية فيما يختص بالدوائر املتكاملة‬
‫‪ 84‬املادة ‪ 8‬من اتفاقية بشأن امللكية الفكرية فيما يختص بالدوائر املتكاملة‬
‫االجباري و املادة ‪ 12‬و املادة ‪ 3-16‬من معاهدة امللكية الفكرية فيما يختص بالدوائر املتكاملة‪ ،85‬وتلتزم‬
‫الدول بالتعرض على األفعال غير القانونية من بينها تنفيذ هذه التصاميم دون الحصول على ترخيص‬
‫من صاحب الحق‪ ،‬أو االستيراد أو التوزيع بشكل أخر ألغراض تجارية لتصميم تخطيطي متمع‬
‫بالحماية‪ ،‬أو دائرة متكاملة تتضمن تصميما تخطيطيا متمتعا بالحماية‪ ،‬أو أي سلعة تتضمن هذه‬
‫الدوائر املتكاملة بقدر ما تظل متضمنة تصميما تخطيطا منسوخا بصورة غير قانونية‪ ،86‬ومنحت هذه‬
‫املعاهدة مدة الحماية تتراوح بين ‪ 10‬سنوات و ‪ 15‬سنة على وضع التصميمات الطبوغرافية‪.87‬‬

‫‪ 85‬املادة ‪ 35‬من معاهدة ة امللكية الفكرية الخاصة بالدوائر املتكاملة‬


‫‪ 86‬املادة ‪ 36‬من معاهدة امللكية الفكرية الخاصة بالدوائر املتكاملة‪.‬‬
‫‪ 87‬املادة ‪ 38‬من معاهدة امللكية الفكرية الخاصة بالدوائر املتكاملة‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫من كل مل سبق التطرق له في هذه الدراسة التي تناولت موضوع طبوغرافية الدوائر املندمجة‬
‫يمكن لنا القول بأنها ذات أهمية كبيرة في املجال التكنولوجي والصناعي‪ ،‬ولذلك كان من الضروري وضع‬
‫نظام قانوني يحميها من كل أشكال التعدي‪ ،‬التي تعتبر اعتداء على جهد وأموال أصحابها‪ ،‬وهي من‬
‫األعمال التي تعيق اإلبداع واالبتكار‪ ،‬ولهذا تجد املشرع املغربي قد نظمها وأحاطها بحماية قانونية‪.‬‬
‫حيث وضع لها شروط من أجل أن يعتد بها‪ ،‬بحيث نوع من هذه الشروط فجعلها شروط موضوعية‬
‫وأخرى شكلية‪ ،‬ورتب عنها أثار‪ .‬إضافة إلى الحماية املدنية والجنائية‪ ،‬كلها تعبر عن اهتمام املشرع‬
‫الوطني بطبوغرافية الدوائر املندمجة وعيا منه لدورها في املجال االقتصادي‪ ،‬خاصة في الوقت الراهن‬
‫املتسم بتحرير التجارة و املبادالت‪.‬‬

‫هذا املعطى األخير يجعل املشرع املغربي أمام تحدي كبير يتمثل في مدى مواكبة التطورات التي‬
‫يعرفها هذا املجال‪ ،‬من الناحية القانونية خاصة وأنه فتح املجال لالستثمار األجنبي‪ ،‬بشكل عام و في‬
‫مجال التكنولوجي بشكل خاص‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ادريس الفاخوري‪ ،‬حقوق امللكية الفكرية في التشريع املغربي‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة‬
‫الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2017‬دار النشر املعرفة شارع الفضيلة الحي الصناعي الرباط املغرب‪،‬‬

‫فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجديد‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬دار اآلفاق املغربية‪ ،‬الطبعة‬
‫الخامسة الدارالبيضاء‪،2018 ،‬‬

‫فؤاد معالل‪ :‬شرح القانون التجاري الجديد ( الجزء األول) نظرية التاجر والنشاط‬
‫التجاري‪ ،‬املطبعة‪ :‬دار اآلفاق املغربية‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪،2016‬‬

‫فؤاد معالل‪ :‬مقرر مادة امللكية الفكرية‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق – فاس‪ -‬السنة الجامعية ‪. 2018/2019‬‬

‫سميحة القليوبي‪ ،‬امللكية الصناعية‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫سنة ‪، 2013‬‬

‫سمیحة القیلوبي‪ ،‬امللكیة الصناعیة ‪ ،‬الطبعة الثانیة‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1996‬‬

‫محمد لفروجي" امللكية الصناعية والتجارية تطبيقاتها ودعاواها املدنية والتجارية‪،‬‬


‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكتوبر ‪.2002‬‬

‫محمد محبوبي ‪ ":‬النظام القانوني للعالمات في ضوء التشريع املغربي املتعلق بحقوق‬
‫امللكية الصناعية واالتفاقيات الدولية"‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر ‪2007‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬برادعي قوسم‪ ،‬حمایة التصاميم الطبوغرافية للدوائر املتكاملة بين النظریة‬
‫التقلیدیة و الحدیثة للملكیة الفكریة ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في القانون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪،2016/2015‬‬
‫‪ ‬خبال حميد‪ :‬شروط براءة االختراع الحيوية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة املاستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون امللكية الفكرية‪ ،‬جامعة زيان‬
‫عاشور الجلفة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪2017 /2018‬‬
‫‪ ‬رنا عبد هللا ابراهيم أبو الوفا‪ ،‬الحماية املدنية لتصاميم الدوائر املتكاملة في‬
‫القانون األردني‪ ،‬رسالة للحصول على درجة املاجستير في القانون الخاص‪،‬‬
‫جامعة الشرق األوسط‪ ،‬كلية الحقوق قسم القانون الخاص‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪2020‬‬

‫‪ ‬الخاميس فاضلي‪ ،‬تصاميم تشكل طبوغرافية الدوائر املندمجة قراءة في قانون‬


‫امللكية الصناعية‪ ،‬موقع مغرب القانون‪.‬‬
‫‪ ‬وليد كحول‪ ،‬االعتداءات على التصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬املجلد أ‪ ،‬العدد‪ ،348‬دجنبر ‪2017‬‬
‫‪ ‬محمد محبوبي‪ ،‬تطور قوانين امللكية الفكرية‪ ،‬مقال متوفر على موقع مجلة‬
‫القانون واألعمال‪.‬‬

‫‪ ‬عطية عبد الحليم صقر‪ ،‬وقف الجانب املالي من الحقوق الذهنية‪ ،‬حقوق امللكية‬
‫الفكرية‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر الثاني لألوقاف في‪15 – 13‬شوال ‪ ،1427‬جامعة أم‬
‫القرى بمكة املكرمة‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫‪ ‬ناصر موس ى‪ ،‬النظام القانوني للتصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪،10‬‬
‫املجلد ‪1‬ن يونيو ‪2018‬‬
‫‪ ‬خاطر‪ ،‬نوري أحمد‪ :‬حماية الرسوم والنماذج الصناعية بقواعد امللكية الفكرية‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة املنارة للبحوث والدراسات األردن تاريخ النشر‪2006 :‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ ‬حسن البدراوي‪ ،‬الحماية الدولية للملكية الصناعية من اتفاقية باريس إلى اتفاق‬
‫تريبس‪ ،‬ندوة الويبو الوطنية حول امللكية الفكرية للمسؤولين الحكوميين وأعضاء‬
‫غرف التجارة‪،2004،‬‬
‫‪ ‬نبية بوبكر‪ ،‬فهوم التصاميم الشكلية للدوائر املتكاملة وفقا للتشريع الجزائري‪،‬‬
‫مجلة املنار للبحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،4‬مارس ‪2018‬‬

‫‪ ‬موقع املنظمة العاملية للملكية الفكرية‬


‫‪https://www.wipo.int/publications/ar/details.jsp?id=4080&plang=AR‬‬
‫‪ Institut national de propriété industrielle de Chili (INAPI), sur le liens‬‬
‫‪suivant : https://www.inapi.cl/fr/brevets/types-de-brevets/le-schema-de-‬‬
‫‪configuration-ou-topographie-de-circuts-integres‬‬
‫‪ ‬املؤسسة العامة للتعليم الفني و التدريب املنهي‪ ،‬أساسيات الكهرباء و اإللكترونيات‪-‬‬
‫الدوائر املتكاملة‪ ،-‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪ .246‬متوفرة على‬
‫الرابط التالي‪https://www.alfreed-ph.com/2017/08/integrated-circuit-ic.html :‬‬
‫‪ le portail de legifrance:‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr/loda/id/JORFTEXT000000357475/‬‬

‫‪Ouvrage en français :‬‬


‫‪ Alert Chavanne et JeanJjacque Burst : droit de la propriété industrielle. 5éme édition‬‬
‫‪1998 ،‬‬

‫‪43‬‬
‫الفهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرس‬
‫مقدمة‪1 ...................................................................................................................................... :‬‬
‫املبحث ا ألول‪ :‬طبوغرافية ادلوائر املندجمة‪ :‬بني املفهوم و الرشوط‪4 ............................................................... :‬‬
‫املطلب ا ألول‪ :‬ماهية تصاممي تشلك ادلوائر املندجمة‪4 ............................................................................... :‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬املدلول القانوين لطبوغرافية تشلك ادلوائر املندجمة‪4 ................................................................:‬‬
‫أأوال‪-‬املفهوم التقين لطبوغرافية تشلك ادلوائر املندجمة ‪4 ............................................................................. :‬‬
‫اثنيا‪ -‬التعريف القانوين لتصاممي ادلوائر املتاكمةل‪5 ...................................................................................... :‬‬
‫‪-1‬التعريف الترشيعي‪5 .................................................................................................................. :‬‬
‫‪7 ..................................................................................................................‬‬ ‫‪2-‬التعريف الفقهيي‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطبيعة القانونية لطبوغرافية تشلك ادلوائر املندجمة‪8 ................................................................:‬‬
‫أأوال‪ -‬طبوغرافية تشلك ادلوائر املندجمة و احلق العيين‪8 ........................................................................... :‬‬
‫اثنيا‪ -‬طبوغرافية تشلك ادلوائر املندجمة و احلق الشخيص‪9 ....................................................................... :‬‬
‫اثلثا‪ -‬طبوغرافية تشلك ادلوائر املندجمة و احلق املعنوي‪10 ........................................................................ :‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬رشوط تسجيل تصاممي ادلوائر املندجمة دلى املكتب الوطين للملكية الصناعية‪10 ........................... :‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬الرشوط املوضوعية‪10 ................................................................................................... :‬‬
‫أأوال‪ :‬رشط االإبداع‪10 ..................................................................................................................... :‬‬
‫اثنيا‪ :‬رشط اجلدة‪12 ....................................................................................................................... :‬‬
‫اثلثا‪ :‬القابلية للتطبيق التكنولويج ‪13 ................................................................................................. :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرشوط الشلكية ‪13 ..................................................................................................... :‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬ااثر طبوغرافية ادلوائر املندجمة وحاميهتا‪17 .......................................................................... :‬‬
‫املطلب ا ألول‪ :‬أاثر طبوغرافية ادلوائر املندجمة و انقضاؤها‪17 ..................................................................... :‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬أاثر تقييد حقوق طبوغرافية ادلوائر املندجمة‪17 ...................................................................... :‬‬
‫أأوال‪-‬حقوق ماكل شهادة طبوغرافية ادلوائر املندجمة‪17 .............................................................................. :‬‬
‫‪17 ................................ ................................‬‬ ‫‪1-‬حق الاس تئثار ابس تغالل طبوغرافية ادلوائر املندجمة‪:‬‬
‫‪18 ..............................................................‬‬ ‫‪2-‬الترصفات اليت ترد عىل طبوغرافية ادلوائر املندجمة‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫‪18 ........................................................‬‬ ‫أأ‪-‬الترصفات الناقةل مللكية تصاممي تشلك ادلوائر املندجمة‪:‬‬
‫‪19 ................. ................................‬‬ ‫ب‪-‬الترصفات الغري الناقةل مللكية تصاممي تشلك ادلوائر املندجمة‪:‬‬
‫اثنيا ‪ :‬الالزتامات املرتتبة بعد التسجيل‪19 ............................................................................................ :‬‬
‫‪20 ................................. ................................‬‬ ‫‪1-‬الالزتام ابس تغالل تصاممي تشلك ادلوائر املندجمة‪:‬‬
‫‪21 ..............................................‬‬ ‫‪-2‬الالزتام ابلرتخيص للغري ابس تغالل تصاممي تشلك ادلوائر املندجمة‪:‬‬
‫أأ‪-‬الرتاخيص االإجبارية‪21 .................................................................................................................. :‬‬
‫ب‪ -‬الرتاخيص التلقائية‪22 ................................................................................................................ :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انقضاء احلقوق الواردة عىل طبوغرافية ادلوائر املندجمة‪23 ........................................................... :‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬امحلاية الوطنية و ادلولية لتصاممي تشلك ادلوائر املندجمة ‪24 .................................................. :‬‬
‫الفقرة ا ألوىل ‪ :‬امحلاية املدنية و اجلنائية لتصاممي تشلك ادلوائر املندجمة عىل ضوء الترشيع املغريب‪24 ....................... :‬‬
‫أأوال ‪ :‬امحلاية املدنية لتصاممي تشلك ادلوائر املندجمة‪24 ............................................................................. :‬‬
‫‪25 ................ ................................ ................................ ................................‬‬ ‫‪1-‬ماهية الزتييف‪:‬‬
‫‪2-‬ا ألحاكم العامة اليت ختضع لها ادلعوى املدنية عن الزتييف الوارد عىل تصاممي تشلك ادلوائر‬
‫املندجمة‪25 ................................................................................................................................... :‬‬
‫أأ‪-‬أأطراف ادلعوى املدنية‪26 .......... ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫‪27 ......... ................................ ................................‬‬ ‫ب‪-‬احملمكة اخملتصة ابلنظر يف ادلعوى املدنية‪:‬‬
‫ج‪-‬تقادم دعوى الزتييف‪28 ............. ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫د‪ -‬اإثبات الزتييف‪28 .......................................................................................................................:‬‬
‫‪29 ..........................................................................‬‬ ‫‪3-‬اجلزاءات املرتتبة عن دعوى تزييف املدنية‪:‬‬
‫‪29 ..........................................................................‬‬ ‫أأ‪-‬اجلزاء املمتثل املنع من مواصةل أأعامل الزتييف‪:‬‬
‫‪30 ...................................‬‬ ‫ب‪-‬اجلزاء املتعلق مبصادرة املنتجات املزيفة وا ألهجزة اخملصصة الإجناز الزتييف‪.‬‬
‫‪31 ..........................................................................‬‬ ‫ج‪-‬نرش احلمك الصادر بشأأن دعوى تزييف املدنية‪:‬‬
‫د‪-‬احلرمان من العضوية يف الغرف املهنية‪31 ............................................................................................ :‬‬
‫هـ ‪ -‬اجلزاء املمتثل يف التعويض عن تزييف تصاممي تشلك(طبوغرافية) ادلوائر املندجمة ‪31 .................................... :‬‬
‫اثنيا ‪ :‬امحلاية اجلنائية لتصاممي تشلك ( طبوغرافية ) ادلوائر املندجمة ‪32 ............................................................‬‬
‫‪32 .......................................‬‬ ‫‪-1‬خصوصيات دعوى تزييف تصاممي تشلك ( طبوغرافية ) ادلوائر املندجمة‬

‫‪45‬‬
‫‪33 ................ ................................ ................................ ................................‬‬ ‫‪-2‬العقوبة ا ألصلية‬
‫‪34 ...............................................................................................................‬‬ ‫‪3-‬العقوبة االإضافية‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬امحلاية ادلولية لتصاممي تشكيل (طبوغرافية) ادلوائر املندجمة‪35 .................................................... :‬‬
‫أأوال‪ :‬اتفاقية ابريس محلاية امللكية الصناعية‪35 ......................................................................................... :‬‬
‫‪35 .................. ................................ ................................‬‬ ‫‪1-‬القواعد اليت تقوم علهيا اتفاقية ابريس‪:‬‬
‫‪36 ....................................... ................................‬‬ ‫‪2-‬املبادئ الكربى اليت تقوم علهيا اتفاقية ابريس‪:‬‬
‫‪36 ....................................................‬‬ ‫أأ‪-‬مبد أأ املساومة يف املعامةل بني املواطنني وبني رعااي دول الاحتاد‪:‬‬
‫ب‪-‬مبدأأ ا ألولوية‪37 .................... ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫ج‪-‬مبدأأ اس تقالل الرباءات ‪37 ........................................................................................................... :‬‬
‫اثنيا‪ :‬معاهدة واش نطن بشأأن امللكية الفكرية فامي يتعلق ابدلوائر املتاكمةل‪38 ...................................................... :‬‬
‫اثلثا‪ :‬اتفاقية تريبس‪38 ..................................................................................................................... :‬‬
‫املـــراجـــــــع‪41 .............................................................................................................................:‬‬

‫‪46‬‬

You might also like