You are on page 1of 25

‫مقاالت في علم المكتبات والمعلومات‬

‫معلوماتي‬ ‫‪‬‬

‫االسم‪azro karim :‬‬
‫البلد‪ :‬الجزائر‬
‫التصنيفات ‪ :‬خاصة‪,‬ثقافة وفن‪,‬أدب وكتب‪,‬انترنت وبرمجيات‪,‬تكنولوجيا‪,‬رياضة‬

‫‪ ‬أظهر كافة المعلومات‬

‫‪ ‬راسلني‬

‫أحدث اإلدراجات‬ ‫‪‬‬


‫عـلـــم المــعـلـــومـــ‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫المكتبة الرقمية وحماية ح‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫المكتبات العامة بين وزار‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫تجربة األرشيف الجهوي لول‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫المختصون في المكتبات وال‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫التكوين المكتبي‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫التكوين في علم المكتبات ‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫مكتبة الكونغرس‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫المكتبات ومراكز المعلوما‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫المعلومات ودورها في إدار‪... ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪  ‬المزيد‬

‫األرشيف‬ ‫‪‬‬
‫أغسطس ‪2008‬‬ ‫‪‬‬
‫يونيو ‪2008‬‬ ‫‪‬‬
‫تصنيفات‬ ‫‪‬‬
‫ال يوجد تصنيفات‬ ‫‪‬‬
‫تقويم‬ ‫‪‬‬

‫◄‬ ‫أغسطس ‪2012‬‬ ‫►‬


‫جمعة‬ ‫خميس‬ ‫أربعاء‬ ‫ثالثاء‬ ‫إثنين‬ ‫أحد‬ ‫سبت‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬

‫عدد الزائرين‬ ‫‪‬‬

‫‪19389‬‬

‫عـلـــم المــعـلـــومـــات‬

‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 1‬أغسطس ‪ 2008‬الساعة‪ 20:28 :‬م‬


‫عـلـــمـ المــعـلـــومـــات••‬
‫نشأته وتعريفاته‬
‫د• محمد عبود حسن الزبيدي‬
‫تمهيد‬
‫قبل تحديد مفهوم العلم البد من التحقق من وجوده أوالً‪ ،‬والبد من اإلحاطة بمدى اكتسابه صفة العلمية ثانياً‪ ،‬إن وجود العلم يتحقق من خالل أمور كثيرة‬
‫مثل عدد المتخصصين في مجاالته‪ ،‬من الباحثين والعاملين في ميادينه‪ ،‬ورصيده من النتاج الفكري كماً ونوعاً‪ ،‬ومؤسساته األكاديمية والمهنية‪ ،‬وأنشطته‬
‫العلمية من مؤتمرات وندوات وغير ذلك•‬
‫ولعلم المعلومات وجود حقيقي ومتكامل منذ الستينيات أكده علماء المعلومات‪ ،‬ففي عام ‪ 8691‬درس تافكو سراسفك وريس (& ‪TEFKO SARACEVIC‬‬
‫‪ )A.M.Rees‬وجودية علم المعلومات وأثر ذلك في التطبيقات المكتبية(‪ )1‬وحددا سبعة شروط يجب توفرها في أي علم لكي يستحق أن تطلق عليه‬
‫تسمية علم ‪ <Science‬وهذه الشروط هي‪:‬‬
‫‪ • 1‬وجود مجتمع مهتم بدراسة مجموعة من الظواهر•‬
‫‪ • 2‬وجود أشخاص متخصصين في مجاالته ولهم مواصفات واهتمامات مشتركة‪ ،‬وهم عادة ينتمون إلى مؤسسات أكاديمية وبحثية•‬
‫‪ • 3‬توفر أساليب وأدوات ومناهج للبحث في ميادينه•‬
‫‪ • 4‬قيام أساس نظري يستند إليه سواء كان ذلك األساس مكتمال ً أو في سبيل االكتمال•‬
‫‪ • 5‬وجود تعليم نظامي لمن يهتم بموضوعاته•‬
‫‪ • 6‬توفر قنوات اتصال رسمي وغير رسمي بين المتخصصين والباحثين في مجاالته•‬
‫‪ • 7‬وجود جمعية مهنية ومجلة علمية متخصصة•‬
‫ولقد قرر الباحثان ـ في ذلك الوقت ـ انطباق أغلب تلك الشروط والمواصفات ـ إن لم تكن جميعها ـ على علم المعلومات وفق معطيات تلك الفترة‪ ،‬بينما‬
‫نستطيع الجزم اليوم ـ ونحن على أعتاب القرن الحادي والعشرين ـ بأن علم المعلومات قد استكمل تلك الشروط تماماً‪ ،‬وتوفرت له خصائص العلم الكامل‬
‫الواضح الحدود‪ ،‬وأنهى موفقاً رحلة البحث عن الهوية التي كتب عنها حشمت قاسم في بداية الثمانينيات(‪•)2‬‬
‫‪ 1‬ـ نشأة علم المعلومات‪ ‬‬
‫‪1‬ـ ‪ 1‬ـ مالمح أولية‬
‫منذ أن خلق هللا تعالى اإلنسان وعلمه البيان كان طلب العلم ضالته المنشودة‪ ،‬وإحدى حاجاته األساسية‪ ،‬من أجل أن يعرف نفسه ويعرف عالمه‪ ،‬ولقد‬
‫تعلم الكثير وحفظ الكثير حتى ضاقت حافظته فاخترع الكتابة معيناً لذاكرته‪ ،‬تحفظ خبراته ومعارفه عبر الزمن وتنقلها إلى األجيال اآلتية من بني جنسه‪،‬‬
‫فكتب على األحجار وعلى جدران الكهوف وعلى الطين وعلى البردي وعلى جلود الحيوانات‪ ،‬وعلى كل شيء يصلح أن يكون وعا ًء للمعلومات• وعندما‬
‫تكاثرت هذه األوعية تفرغ نفر ممن يمتلكون حب العلم والكفاءة لترتيب وتنظيم تلك األوعية بطريقة تسهل الوصول إلي أي منها‪ ،‬وكان سدنة المعلومات‬
‫هؤالء يجرون عمليات البحث والتنقيب عن المعلومات ويستخرجونها من مظان هذه األوعية‪ ،‬فيستفيدون منها أو يستفيد منها غيرهم• بهذا الجهد‬
‫المعلوماتي العملي بدأت البوادر األولى لمهنة المعلومات في أبسط صورها‪ ،‬واستمرت تتطور مع تطوير اإلنسان وازدهار حضارته‪ ،‬والتزم الملوك واألمراء‬
‫وذوو األمر بتشجيع هذه المهنة العلمية وإقامة مؤسساتها المختلفة من مكتبات ودور وثائق وغيرها‪ ،‬وأغدقوا العطايا على القائمين عليها•‬
‫كانت الكتابة أول ثورة حضارية للفكر اإلنساني‪ ،‬غير أن اختراع الورق وسع قاعدة تلك الثورة وقدم لها سبل التطور واالنتشار•‬
‫لقد كان للعراقيين األوائل فضل اختراع الكتابة‪ ،‬وكان للعرب المسلمين فضل تطوير صناعة الورق وتعريف العالم بقيمته‪ ،‬في وقت كانت أوربا يعمها ظالم‬
‫الجهل•‬
‫واستمر الكفر اإلنساني يغذي بعضه بعضاً حتى القرن الخامس عشر الميالدي إذ اخترعت الطباعة بالحروف المعدنية المتحركة فنقلت العالم إلى عصر‬
‫حضاري جديد• فطبعت الكتب بنسخ كثيرة وازداد تداولها بين الناس وانتشر العلم‪ ،‬وظهرت الدوريات‪ ،‬التي صدرت أول أنواعها في فرنسا عام ‪ ،6561‬وهي‬
‫مجلة أسبوعية بعنوان (‪ )Journal des Scavants‬وبعدها ـ في العام نفسه ـ صدرت الدورية البريطانية (‪ )Philosophical Transactions‬التي عدت أول‬
‫نموذج للمجلة العلمية(‪•)3‬‬
‫وهكذا ازدهرت حركة طبع ونشر الكتب والدوريات وغيرها من المنشورات الورقية‪ ،‬وتزايدت أعدادها وتنوعت أشكالها‪ ،‬غير أن هذا التزايد في أنواع‬
‫المطبوعات أخذ يتضاعف عبر السنين‪ ،‬حتى بلغ معدل تزايده في الوقت الراهن قدر ثالث مرات نمو سكان العالم تقريباً• وتتضاعف المعلومات كل ‪ 01‬ـ ‪51‬‬
‫سنة‪ ،‬وأنه تصدر اليوم حوالي ثالثين ألف مجلة علمية وتكنولوجية تحتوي على ‪ 0.9‬إلى ‪ 1.2‬مليون مقالة سنوياً(‪•)4‬‬
‫وفي وقت مبكر أحس المهتمون بقضية توصيل المعرفة بمشكلة تفجر النتاج الفكري العالمي المتفاقمة‪ ،‬وتنبهوا إلى ضرورة وضع حل عاجل لها‪ ،‬فإن‬
‫اإلنسان يقف عاجزاً أمام االستفادة الفاعلة من هذا الكم الهائل من نتاجات العقل البشري‪ ،‬بلغاتها المختلفة وأشكالها وأنواعها المتعددة‪ ،‬بعد أن ظهر‬
‫بشكل الفت للنظر عجز الوسائل التقليدية من نظم المعلومات المتاحة في السيطرة على النتاج الفكري وضبطه وتنظيمه وتسهيل اإلفادة منه بصورة‬
‫فاعلة•‬
‫‪ 1‬ـ ‪ 2‬المخاض‬
‫أول صيحة تحذير نبهت إلى مشكلة تزايد النتاج الفكري اإلنساني‪ ،‬أطلقها جوزيف هنري (‪ )J.Henry‬سكرتير مؤسسة (‪ )Smithsonia institute‬عام ‪1581‬‬
‫إذ يقول‪“ :‬لقد أثبتت التقديرات اإلحصائية أن مقدار ما ينشر سنوياً من مصادر المعلومات يبلغ حوالي عشرين ألفاً من المجلدات‪ ،‬بما فيها النشرات‪ ،‬وتعد‬
‫كلها إضافات إلى رصيد المعرفة البشرية‪ ،‬ومالم ترتب هذه الكميات الضخمة بطريقة مالئمة‪ ،‬ومالم تعد لها الوسائل الالزمة للتحقق من محتوياتها‪،‬‬
‫فسوف يضل الباحثون سبيلهم بين أكداس النتاج الفكري‪ ،‬كما أن تل المعلومات سوف يتداعى تحت وطأة وزنه‪ ،‬ذلك ألن اإلضافات التي سوف تضاف‬
‫فوقه‪ ،‬ستؤدي إلى اتساع القاعدة دون الزيادة في ارتفاع الصرح ومتانته”(‪ ،)5‬وبعد مئة عام‪ ،‬وبعد تفاقم األزمة التي أذكى أوارها تضخم النتاج الفكري‬
‫العالمي‪ ،‬أصبحت السيطرة على المعلومات وتوفيرها للمستفيدين في غاية الصعوبة‪ ،‬وتم التسليم بأن األدوات المكتبية التقليدية كانت محدودة في‬
‫قدرتها على مواجهة الكثير من هذه المشكالت الجديدة‪ ،‬وقد دفع هذا االعتراف العام إلى بذل الجهود من أجل التغلب على مظاهر القصور هذه‬
‫باستخدام الوسائل واألجهزة األكثر مرونة(‪•)6‬‬
‫وفي عام ‪ 5491‬نشر فانيفربوش (‪ )V.BUSH‬مقالته الشهيرة هكذا يجب أن نفكر‪ As We Must Think (7) :‬حدد فيها مالمح هذه األزمة قائالً‪“ :‬هناك جيل‬
‫يتضخم من البحوث إال أن هناك دليال ً واضحاً على أننا مهددون اآلن طالما أن هناك نمواً في التخصص‪ ،‬فالباحث يترنح تحت وطأة النتائج والتوصيات التي‬
‫يخرج بها آالف الباحثين اآلخرين•• ومن وجهة النظر المهنية‪ ،‬فإن سبلنا من أجل توصيل نتائج البحوث وعرضها‪ ،‬أصبحت متخلفة لعدة أجيال كما أنها قد‬
‫أصبحت اآلن غير مالئمة ألغراضها على اإلطالق”(‪ )8‬ويقترح بوش لحل المشكلة آلة سماها المفكرة (‪ ، )Memex‬وهذه المفكرة عبارة عن وسيلة يختزن‬
‫فيها الفرد جميع كتبه ومسجالته واتصاالته‪ ،‬التي يتم تطويعها لآللة حتى يكون من الممكن الرجوع إليها بسرعة ومرونة فائقتين‪ ،‬وهي بمنزلة ملحق‬
‫مكبر خاص بذاكرته‪ ،‬وهي تتكون من مكتب‪ ،‬ومن المفروض أن يتم تشغيلها من بعيد•• وفي قمتها توجد الشاشات الشفافة‪ ،‬التي يمكن عرض المواد‬
‫عليها لقراءتها كما أن فيها لوحة مفاتيح‪ ،‬ومجموعة من األزرار واألذرع(‪ •)9‬ويستمر بوش في وصف آلته العجيبة التي تعمل بالمايكروفيلم‪ ،‬ويتم‬
‫االسترجاع منها وفق خطة تكشيف معينة•‬
‫هذه اآللة الحلم وجدت بالفعل‪ ،‬وأصبحت جزءاً أساسياً وحيوياً من حياة اإلنسان وليس مجرد ملحق مكبر خاص بذاكرته كما قال عنها بوش‪ ،‬تعد مقالة‬
‫بوش هذه من أول الكتابات األساسية في الجوانب النظرية لعلم المعلومات(‪ )01‬وظلت تحصل على إشارات ببليوغرافية إليها منذ صدورها وحتى‬
‫الستينيات(‪ )11‬بل وحتى اآلن•‬
‫وهناك أصوات أخرى في أنحاء مختلفة من العالم كانت تنبه وتصور مشكلة تضخم النتاج الفكري وتفجر المعلومات‪ ،‬فقد صور فافيلوف (‪)S.I. Yavilov‬‬
‫رئيس األكاديمية الروسية‪ ،‬رجل العلم وهو يقف منذهال ً أمام جبال المكتبات الشامخة‪ ،‬وليس لديه القدرة على استخراج حبة الذهب التي يحتاجها‬
‫منها• والعالم اإلنكليزي الفيزيائي برنال (‪ )J.D. Bernal‬كان يرى أنه من األسهل أحياناً إعادة اكتشاف الظاهرة الطبيعية من أن نجد المادة العلمية التي‬
‫كتبت عن اكتشافها‪ ،‬ويقول الفيزيائي الفرنسي دي بروكلي (‪ :).de Broglie L‬غالباً ما يشعر المرء أنه مدفون تحت أكوام من المقاالت والكتابات••• وأنه‬
‫غالباً ما يعجز عن قراءتها من أولها إلى آخرها‪ ،‬ناهيك عن توفير الوقت للتفكير بها ثانية(‪•)21‬‬
‫لقد كان اإلحساس عالمياً بهذه المشكلة‪ ،‬ويعكس االهتمام المتزايد من قبل العلماء والباحثين في مجاالت المعرفة البشرية كلها‪ ،‬وبالمعلومات وضرورة‬
‫توفيرها للمستفيدين خاصة وأن األساليب التقليدية أبدت عجزها عن ذلك•‬
‫إن لمشكلتي تضخم النتاج الفكري العالمي وتفجر المعلومات أسباب كثيرة يمكن تلخيص أهمها بالنقاط اآلتية‪•)31(:‬‬
‫‪ 1‬ـ الزيادة الهائلة في كمية المطبوعات والمنشورات المتنوعة•‬
‫‪ 2‬ـ الصعوبة في االختيار النوعي للمواد المطلوبة من هذا الكم الهائل•‬
‫‪ 3‬ـ انهيار الحدود بين الموضوعات وتداخل التخصصيات العلمية•‬
‫‪ 4‬ـ زيادة التخصص الدقيق•‬
‫ويمكن إضافة سبب خامس هو فشل األساليب والوسائل التقليدية في الضبط والسيطرة والتنظيم للمعلومات وألوعية المعلومات المتراكمة يوماً بعد‬
‫يوم•‬
‫إن هذا الوضع وتلك األزمة العلمية العالمية كانا إيذاناً بميالد علم جديد‪ ،‬يضع األسس العملية لحل هذه المشكالت مستعيناً بالدراسات العلمية والوسائل‬
‫التكنولوجية وتراث وخبرات ومهارات المهنة المكتبية•‬
‫‪ 1‬ـ ‪ 3‬ـ الوالدة‬
‫في أثناء الحرب العالمية الثانية شهد العالم حركة علمية شديدة التفاعل واستمرت إلى ما بعد الحرب‪ ،‬وقد رعت هذه الحركة العلمية وغذتها الدول‬
‫المتحاربة التي سعت إلى استخدام العلم والعلماء إلدامة آلة الحرب وحماية منشآتها العسكرية وتقليل خسائرها‪ ،‬ولقد عاد هؤالءالعلماء والباحثون بعد‬
‫الحرب محملين بخبرات وتجارب ومهارات بحثية متنوعة‪ ،‬فأعيد توظيفهم في القطاعات المدنية إلعادة الحياة إلى المصانع والمؤسسات التي تعطلت‬
‫بسبب الحرب• لقد كان من نتائج تلك الحرب العلمية فيض هائل من البحوث والدراسات والتقارير‪ ،‬مع ازدياد الطلب على المعلومات المتنوعة‪ ،‬وتغيير في‬
‫أنماط ذلك الطلب‪ ،‬إذ الحاجة قائمة إلى المعلومات الدقيقة والسريعة والحديثة‪ ،‬بضغط من الدول المنافسة الكتساب قصب السبق العلمي‪ ،‬واستثمار‬
‫منجزاته ألغراض عسكرية وسياسية واقتصادية•‬
‫لقد استمر التزام الدول بدعم البحث العلمي والباحثين إلى ما بعد الحرب ولم يقتصر الدعم على التمويل فقط‪ ،‬بل اهتمت بالنشر الواسع للبحوث‬
‫وتطبيق نتائجها في الواقع‪ ،‬وكان لكل ذلك دور حاسم في تعزيز البحث في مجاالت علم المعلومات(‪ ، )41‬وتزامن هذا الوضع مع تطورات علمية‬
‫وتكنولوجية في مجاالت الحواسيب واالتصاالت واالتصاالت عن بعد التي تمازجت معاً لتنتج تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ولتوجد أوعية معلومات جديدة غير‬
‫تقليدية ولتحدث ثورة في عالم المكتبات‪ ،‬فمن تفاعل كل هذه العوامل وغيرها ظهر علم المعلومات وحدد مشكلته العلمية األساسية في قضية ايصال‬
‫المعرفة وتوصيلها بين قطبي إنتاجها واإلفادة منها• وخالصة القول‪ :‬فقد وجد علم المعلومات من خالل حركة العلوم••• ومن خالل حاجات التخصصات‬
‫العلمية والتكنولوجية إلى المعلومات‪ ،‬ومن خالل التطورات الخاصة بمعالجة المعلومات آلياً < (‪•)51‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ 4‬ـ النمو والتطور‬
‫إن الجـوانب العملية لعلم المعلومات كانت األسبق في الظهور من جوانبه النظرية التي وجدت في أواسط القـرن العشريـن‪ ،‬وكـال الجـانبين النظـري‬
‫والتطبيقي يكونان الهيكل العلمي الحقيقي لهذا العلم‪ ،‬وتمثل المكتبات ودور الوثائق ومراكـز المعـلومـات المتنوعة الميادين التطبيقية لعلم المعلومات•‬
‫وقد كانت هذه المؤسسات ـ خاصة المكـتبات ـ تقدم خدماتها الثقافية إلى المستفيدين منذ فجر التاريخ‪ ،‬وهي مستمرة في عطـائها‪ ،‬غير أنها بعد التطور‬
‫العلمي والتكنولوجي الذي شهده العالم‪ ،‬وتفجر المعلومات وازدياد الحاجة إليها وتطـور هذه الحاجـة وتنوعها‪ ،‬قد أصبحت عاجزة عن القيام بواجباتها تجاه‬
‫المجـتمع كـما ينبغي•‬
‫ومنذ أواسط القرن التاسع عشر ظهرت حركة التوثيق (‪ )Documentation‬التي كانت تهدف إلى تقديم تحليل مكثف لمحتويات أوعية المعلومات‪ ،‬وأكثر‬
‫عمقاً مما كانت تقدمه اإلجراءات المكتبية(‪ )61‬وبعد استخدام الحواسيب في العمليات المكتبية أظهرت عمليات استرجاع المعلومات(‪ )71‬أن هذه‬
‫المحاوالت المعلوماتية المتعددة هي مراحل تطورية لعلم المعلومات في جوانبه التطبيقية‪ ،‬إال أنها ما كانت لتستمر وتتطور اعتماداً على كونها خبرات‬
‫مهنية تستند إلى طريقة المحاولة والخـطأ‪ ،‬بل هي بـأمس الحاجة إلى مبادئ وقوانين علمية أساسية تستند إليها في تطبيقاتها الميدانية‪ ،‬وتعتمدها‬
‫سنداً للتفسير والتخطيط والتطوير‪ ،‬ولقد وجدت مفاهيم علم المعلومات ونظـرياته لبناء هذه األسس‪ ،‬وتطوير لمبادئ مهنة المكتبات وأهداف التوثيق‪،‬‬
‫وتكامال ً معها واستحواذاً عليها في علم شامل تستظل بمظلته هذه التخصصات والخبرات المهنية بصورة موحدة وهكذا كان وتطور علم المعلومات واتخذ‬
‫تسميات متعددة فهو (‪ )Information Science‬في الدول األنجلو أمريكـية‪ ،‬وهو المعلوماتية (‪ )Information‬في دول االتحاد السوفييتي السابق‪ ،‬وهو‬
‫علم المعلومـات والتـوثيق (‪ )Information Science and documention‬في ألمانيا(‪ )81‬وهي تسميات لعلـم واحد(‪•)91‬‬
‫إن المصطلح الموحد علم المعلومات< كان قليال ً ما يظهر في الموسوعات والكتب والمجالت‪ ،‬قبل إطالق القمر الصناعي الروسي سبوتنك (‪()Sputink‬‬
‫‪ )02‬عام ‪ ،7591‬وأن ذلك اليعني عدم وجود علم للمعلومات قبل هذا التاريخ(‪ ، )12‬ولكن كان اطالق القمر الروسي اطالق لعلم المعلومـات في الواليـات‬
‫المتحـدة األمريكـية وفي غيرها كـما يـقول هرنـر(‪•)22‬‬
‫إن علم المعلومات قبل أن تظهر تسميته هذه‪ ،‬كان له وجود حقيقي في النتاج الفكري وفي المؤتمرات العلمية وفي الجامعات والمؤسسات العلمية‬
‫والمهنية• ففي عام ‪ 8491‬عقدت الجمعية العلمية الملكية في لندن المؤتمر الدولي للمعلومات العلمية (‪Royal Society Scientific Information‬‬
‫‪ )Conference‬الذي كانت تغطي محاوره البحثية موضوعات علم المعلومات بصورة شاملة( ‪ )32‬وفي عام ‪ 0591‬دخل علم المعلومات مقررات المكتبات في‬
‫الجامعات األمريكية تحت تسمية التوثيق< ‪ ،‬وفي عام ‪ 8591‬عقدت اللجنة الملكية مؤتمراً دولياً آخر بعنوان المؤتمر السابق نفسه‪ ،‬قال عنه والش (‬
‫‪ )H.Wellisch‬إن هذا المؤتمر لو عقد اآلن (عام ‪ )2791‬لكان عنوانه‪> :‬المؤتمر الدولي لعلم المعلومات< (‪ )42‬كان علم المعلومات يتطور باستمرار قبل أن‬
‫يكتسب تعريفه الرسمي الموحد في مؤتمرين علميين عقدهما معهد جورجيا للتكنولوجيا (‪ )Georgia Institute Of Technology‬في عامي ‪ 1691‬و‪1962‬‬
‫وفي عام ‪ 6691‬وجد أن النتاج الفكري في مجاالت علم المعلومات قد تزايد بشكل يستدعي المراجعة السنوية لمفرداته‪ ،‬فصدر االستعراض السنوي‬
‫لعلم المعلومات والتكنولوجيا‪ )ARIST: Annual Review For Information Science and Technology( :‬وقد حمل أول مجلداته عام ‪ 6691‬استعراضاً لـ‬
‫‪ 7152‬بحثاً(‪ )52‬وفي عام ‪ 7691‬تغير اسم المعهد األمريكي للتوثيق (‪ )American documention Institute‬الذي تأسس عام ‪ 7391‬فأصبح >الجمعية‬
‫األمريكية لعلم المعلومات (‪ )ASIS: American Society for Information Science‬وتزايدت اهتمامات االتحاد الدولي للتوثيق (‪FID: International‬‬
‫‪ )Federation for documentation‬بالدراسات النظرية للمعلومات واألساليب اآللية في معالجتها‪ ،‬ثم أخذ المصطلح (علم المعلومات) ينتشر في أسماء‬
‫المعاهد الدراسية والجمعيات واالتحادات الوطنية المتخصصة في كل من الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا وغيرها‪ ،‬وكانت التجمعات المهنية في‬
‫بريطانيا أسبق من المعاهد األكاديمية إلى استعمال المصطلح‪ ،‬ففي عام ‪ 8591‬تأسس معهد عـلماء المعـلومـات ليضـم العـامـلين بنظـم استرجاع‬
‫المعـلومـات المتخصصة(‪•)62‬‬
‫وفي بداية السبعينيات كان البحث في مجاالت علم المعلومات قد تطور بصورة دفعت تافكو سراسفك إلى إعداد مسح لعلم المعلومات في شكل كتاب‬
‫متقن التحرير أعطى صورة للجوانب التي حظيت باالهتمام خالل العقد المنصرم(‪•)72‬‬
‫إن مظاهر تطور علم المعلومات يمكن قياسها اعتماداً على مؤشرات إيجابية توفرت له منذ الثمانينيات وأهم هذه المؤشرات هي‪•)82(:‬‬
‫ـ باحثون في مجاالت علم المعلومات•‬
‫ـ مدرسون يعملون في حقل المعلومات•‬
‫ـ مدرسون وبرامج دراسية جامعية•‬
‫ـ مؤسسات بحثية وأكاديمية مهتمة بعلم المعلومات•‬
‫ـ جمعيات مهنية•‬
‫ويعكس دليل إفال (‪ )IFLA: International guide to library and information science education‬الموقف العالمي لتدريس علم المعلومات‪ ،‬إذ يحصي‬
‫‪ 625‬مدرسة وقسماً دراسياً في أنحاء العالم‪ ،‬وتحت تسميات متعددة (برامج مكتبات‪ ،‬توثيق‪ ،‬أرشيف‪ ،‬ببليوغرافيا•••إلخ) وإن أغلب هذه المدارس‬
‫واألقسام تقدم برامجها في المستويات الجامعية المختلفة بمعدل برنامج واحد إلى ثالثة برامج(‪•)92‬‬
‫إن مؤشر التدريس ـ كما يرى الباحث ـ هو أقوى المؤشرات الذي يدل على مدى تطور العلم وازدهاره‪ ،‬ألنه يجمع كل المؤشرات األخرى ويحتويها‪ ،‬ويكون‬
‫هذا المؤشر أقوى ما يكون عندما يرصد في الدول المتقدمة علمياً نظراً الهتمام هذه الدول بالتقدم العلمي والتكنولوجي‪ ،‬بغض النظر عن األسباب التي‬
‫تقف وراء هذا االهتمام• لذلك نجد أن في الواليات المتحدة األمريكية وحدها ‪ 711‬كلية أو جامعة تمنح شهادة البكالوريوس في علم المعلومات تحديداً‪ ،‬و‬
‫‪ 45‬كلية وجامعة تمنح شهادات عليا في عموم موضوعات علم المعلومات‪ ،‬وهذا ما أشارت إليه إحصاءات العام الدراسي ‪ )03(0991/1991‬ولم تدخل في‬
‫هذه اإلحصاءات الكليات والجامعات التي تمنح شهادات متنوعة في تدريسات جزئية‪ ،‬في المهنة المكتبية مثالً• أو في الوثائق‪ ،‬أو في غيرهما مما‬
‫ينضوي تحت لواء علم المعلومات الشامل• وتعد الواليات المتحدة األمريكية من أكبر دول العالم اهتماماً بالمعلومات وعلم المعلومات وتكنولوجيا‬
‫المعلومات‪ ،‬خصوصاً في عقد التسعينيات من أجل فرض هيمنتها على العالم‪ ،‬فقد بلغت مصروفات الشركات األمريكية في مجال تكنولوجيا المعلومات‬
‫(حواسيب وأجهزة اتصاالت وبرامجيات وغيرها) ما مقداره ‪ 041‬بليون دوالر عام ‪ 2991‬بينما كانت مصروفاتها في العام نفسه في المجاالت الصناعية‬
‫(مستلزمات‪ ،‬مكائن‪ ،‬نفط وغيرها) أقل من ‪ 021‬بليون دوالر• وقد كان هذا الوضع معكوساً في الثمانينيات إذ كانت المصروفات الصناعية ‪ 001‬بليون دوالر‬
‫عام ‪ ،2891‬في حين صرفت في مجال المعلومات ‪ 04‬بليون دوالر في العام نفسه(‪ )13‬إن العصر الذي نعيشه اليوم‪ ،‬عصر ما بعد الصناعة‪ ،‬عصر‬
‫المعلومات التي أصبحت اليوم سلعة من أغلى السلع وتوظف في استثمارها كميات كبيرة من األموال‪ ،‬وتسعى دول العالم المتقدمة والنامية إلى دخول‬
‫عالمها وبناء مرتكزاتها األساسية وخصوصاً منها التكنولوجية ألن الرهان ليس فقط على الناحية االقتصادية ولكنه سياسياً واستراتيجياً‪ ،‬فمن يسيطر في‬
‫التقنية العالية فإنه سيسيطر في أي مجال آخر< (‪•)23‬‬
‫نخلص من كل ما تقدم إلى أن المعلومات هي ـ وكما كانت في كل زمان ومكان ـ‪ :‬حاجة أساسية من حاجات اإلنسان المعاصر‪ ،‬وأن هذه الحاجة ظاهرة‬
‫اجتماعية اكتسبت تلك الصفة من كونها سلوكاً عاماً وأساسياً لبني البشر‪ ،‬وأن هناك علماً قائماً بذاته يدرس هذه الظاهرة من وجوهها كلها‪ ،‬وأن علماء‬
‫المعلومات يجتهدون في صياغات تعريفاته منذ ستينيات القرن الماضي•‬
‫‪ 2‬ـ قضية تعريف علم المعلومات‬
‫تعاني علوم كثيرة من إشكالية وضع تعريف جامع مانع لها‪ ،‬متفق عليه ويتم اعتماده بصورة مستمرة‪ ،‬وذلك بسبب طبيعة العلم التطورية‪ ،‬إذ تتجدد‬
‫وتتعدل اتجاهات البحث والدراسة على توالي األزمان‪ ،‬وتتراكم المعلومات العلمية وتنمو في مسارات متشعبة وفق تطور المفاهيم وتكوين النظريات‬
‫الجديدة‪ ،‬إذ تتسم النظريات العلمية بالتغيير على نحو دائم(‪ ،)33‬وكلما تنوعت دراسات الباحثين في مجـاالت هذه العلوم واستدعت الحاجة إلى‬
‫استيعاب اإلبداعات الجديدة في الجهد العلمي وميادين التطبيق‪ ،‬كلما أعيد النظر في المسلمات القديمة والمفاهيم والنظريات والتعـريفات الثابتة في‬
‫تلك العلوم وعدلت أو استبدلت بما يالئم الحالة العلمية الجديدة• وبهذا تواكب العلوم التقدم اإلنساني المضطرد‪ ،‬في مجاالتها وفي المجـاالت األخـرى‬
‫المؤثرة فيها والمتأثرة بها‪ ،‬فينمو ويـزداد نشـاطها العلمي•‬
‫إن قضية وضع تعريف لعلم المعلومات هي مشكلة مزمنة صاحبت هذا العلم منذ بداياته وما تزال حتى اليوم تحظى بنقاش كبير وجدل واسع‪ ،‬وتلك‬
‫ظاهرة طيبة‪ ،‬تدل على حيوية هذا العلم وتجدده وتطوره المتنامي المستجيب للتقدم العلمي الذي تشهده ميادينه النظرية والتطبيقية والحقول العلمية‬
‫األخرى المرتبط بها علمياً أو عملياً فالعلم ال يتحجر وإنما يتطور كل يوم بالنماذج الجديدة‪ ،‬ومن اليقبل هذا التطور فليس هو بعالم< (‪ )34‬ويسعى علماء‬
‫المعلومات في أنحاء العالم إلى وضع نظرية شاملة لعلم المعلومات وبناء قوانينه العلمية وإنجاز تعريفه الموحد•‬
‫فهو من العلوم الحديثة النشأة ولم يتجاوز عمره النصف قرن• وإن البحث في قضية تعريفه مسألة طبيعية‪ ،‬لن تعيق تطوره‪ ،‬فعلم كاالتصال مثال ً لم يتم‬
‫االتفاق على تعريف جامع له‪ ،‬وليس ذلك عيباً في علم االتصال إذ إن مشكلة صياغة التعريفات مشكلة شائعة في كل العلوم(‪ )35‬والسيما الحديثة منها‬
‫على وجه الخصوص• لقد وضع الرواد األوائل ومن جاء بعدهم تعريفات متعددة لعلم المعلومات‪ ،‬وأن اختلفت هذه التعريفات في صياغاتها اللغوية أو‬
‫تفصيالتها الجزئية‪ ،‬فإنها تتفق في معانيها الشاملة وفي أطرها العامة‪ ،‬وقد عبرت في مجملها عن قضية واحدة ولكن من وجهات نظر متعددة•‬
‫وبعد أن درس الباحث ع‬

‫المزيد‬

‫أضف الى مفضلتك‬


‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التصنيفات ‪ :‬غير مصنف |‪ ‬‬

‫أرسل اإلدراج‬

‫دوّن اإلدراج‬

‫ال تعليقات‬

‫المكتبة الرقمية وحماية حقوق النشر والملكية الفكرية‬

‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 1‬أغسطس ‪ 2008‬الساعة‪ 20:26 :‬م‬

‫‪ ‬المكتبة الرقمية وحماية حقوق النشر والملكية الفكرية‬

‫‪ ‬‬

‫في السنوات القليلة الماضية سعت كثير من المكتبات األكاديمية والمتخصصة في الغرب للتحول من مكتبات تقليدية إلى مكتبات رقمية‪ ،‬فظهرت أولى‬
‫هذه المكتبات على شبكة اإلنترنت عام ‪1995‬م‪ .‬ويمكننا القول أن المكتبة الرقمية ما هي إال شكل حديث للمكتبة التي يكون فيها االعتماد على‬
‫التقنيات الحديثة في تحويل المعلومات والبيانات من الشكل الورقي إلى الشكل الرقمي‪ ،‬وتهدف بذلك هذه المكتبات إلى استغالل التقنية الحديثة‬
‫لتحقيق المزيد من الفعالية والكفاءة في تخزين المعلومات ومعالجتها ومن ثم بثها‪.‬‬
‫ولتحقيق التحول بشكل سليم بدأ الباحثون في حقل المكتبات والمعلومات بدراسة اآلليات واإلجراءات الالزمة لضمان سير عمليات التحول من دون المرور‬
‫بصعوبات كالتي مرت بها المكتبات عندما شرعت في تحويل فهارسها البطاقية إلى آلية‪ .‬كما شرع المتخصصون في مجال الحاسب اآللي في تصميم‬
‫البرمجيات المناسبة الستيعاب احتياجات المكتبات الرقمية‪.‬‬

‫وبوجه عام فإن وراء سعي المكتبات للتحول إلى مكتبات رقمية هدفين أساسين‪ :‬حفظ مصادر المعلومات بالمكتبة في شكل رقمي‪ ،‬إتاحة مصادر‬
‫المعلومات الموجودة في المكتبة للمستخدمين في أي مكان‪.‬‬

‫في الحقيقة األمر في الواقع ليس بسهولة الحديث عنه‪ ،‬فالمكتبات تواجه مشاكل عديدة عند التحول من مكتبات تقليدية إلى مكتبات رقمية‪ ،‬بعضها‬
‫يتعلق بأمور تقنية وأخرى قانونية ومن تلك المشاكل‪:‬‬

‫‪ .1‬التكاليف المادية المرتفعة لمصادر المعلومات الرقمية‪.‬‬

‫‪ .2‬التكاليف الباهظة للتجهيزات التقنية الالزمة للتحول‪.‬‬

‫‪ .3‬الصياغة القانونية للعقود مع مزودي المعلومات عند اقتناء قواعد البيانات أو مصادر المعلومات الرقمية‪.‬‬

‫‪ .4‬حماية حقوق النشر والملكية الفكرية‪.‬‬

‫وسوف نركز في هذا المقال على النقطة األخيرة المتعلقة بحماية حقوق النشر والملكية الفكرية‪ ,‬حيث يكتنف بث المصادر الرقمية في موقع المكتبة‬
‫سواء على شبكة اإلنترنت أو على الشبكة الداخلية للمكتبة والجهة التابعة لها المكتبة الكثير من المحاذير التي تحتاج اإلجابة عليها القيام بالكثير من‬
‫البحوث والدراسات وسن القوانين والتشريعات‪ ،‬ولعل من هذه المحاذير ما يتعلق بضوابط استخدام مصادر المعلومات الرقمية‪ ،‬وكيفية حماية حقوق النشر‬
‫والملكية الفكرية في ظل البيئة الرقمية‪.‬‬

‫ال توجد مشاكل كبيرة بالنسبة لحقوق النشر أو الملكية الفكرية في مجال المواد المطبوعة‪ ،‬فشراء المكتبة للنسخة المطبوعة يخولها إلعارتها لمن تريد‬
‫وبأي عدد من المرات بدون الحصول على أي ترخيص من مالك حقوق النشر‪ ،‬كما أن المستفيد من المكتبة التقليدية يقوم باستعارة وعاء المعلومات من‬
‫أجل القراءة واإلطالع ومن ثم يقوم بإعادته للمكتبة لتقوم هي بعد ذلك بإعارته لشخص آخر‪.‬‬

‫بينما في المكتبة الرقمية فاألمر مختلف تماماً‪ ،‬فال توجد هناك عملية استعارة أساساً فالمستفيد يقوم بعملية إنزال مصدر المعلومات الرقمي من موقع‬
‫المكتبة على الشبكة مما يخوله لملكيته الكاملة‪ ،‬كما أن المكتبة تتيح أي عدد مهما بلغ من عمليات إنزال مصدر المعلومات الرقمي‪.‬‬

‫ويخشى كثير من المهتمين بحماية حقوق النشر والملكية الفكرية في هذه الحالة من قيام هذا المستفيد أو غيره بأي عمل غير نظامي ربما ينتج عنه‬
‫فقد معلومات المؤلف من مصدر المعلومات الرقمي‪ ،‬أو قد توضع بغير أسمه‪ ،‬كما أنه في بعض األحيان ربما تظهر بيانات المؤلف صحيحة وسليمة ولكن قد‬
‫يحدث تغيير في محتويات مصدر المعلومات الرقمي وذلك بإضافة أو حذف محتوياته بغير علم المؤلف ورغبته والتي ربما تؤدي إلى ظهور اسم المؤلف‬
‫على مادة أو أفكار تختلف مع معتقداته وقناعاته‪.‬‬

‫المجانية وضياع حقوق النشر والملكية الفكرية‪:‬‬

‫من السمات التي ربما تتنافس فيها المكتبات الرقمية وجود خدمات مجانية لتحميل أعداد كبيرة من الملفات المحوسبة من نصوص وصور وملفات‬
‫ملتميديا وبرامج وغيرها‪ -‬مع أنه يصعب وضع كل معلومة في شكل الكتروني ‪ -‬لكل من أراد وبدون وج‪ ‬المزيد‬

‫أضف الى مفضلتك‬


‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التصنيفات ‪ :‬غير مصنف |‪ ‬‬

‫أرسل اإلدراج‬

‫دوّن اإلدراج‬

‫ال تعليقات‬

‫المكتبات العامة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة واإلعالم‬

‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 1‬أغسطس ‪ 2008‬الساعة‪ 20:23 :‬م‬

‫‪ :‬المكتبات العامة بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة واإلعالم‬

‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫‪    ‬تلعب المكتبات العامة دوراً بارزاً في تنمية ثقافة المجتمع بما تحويه من مصادر معلومات في شتى صنوف العلم والمعرفة‪ ،‬كما تعين في مجال بحثه‪،‬‬
‫وتضمن له اطالعه على الجديد في مجال تخصصه‪.‬‬
‫وحيث صدر قرار مجلس الوزراء القاضي بنقل اإلدارة العامة للمكتبات العامة من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة واإلعالم‪ ،‬وتزامناً مع الندوة التي‬
‫يعقدها قسم علوم المكتبات والمعلومات بجامعة الملك سعود حول هذا األمر‪ ،‬فقد رأينا المشاركة بتحقيق حول هذا الموضوع‪ ،‬وأن نسلط الضوء على‬
‫الدور الذي تقوم به المكتبات العامة‪ ،‬ونتعرف على الخدمات التي تقدمها‪ ،‬ونلتقي بالمتخصصين في هذا المجال‪ ،‬لنرصد جوانب الضعف التي تحتاج الى‬
‫وقفة من قبل القائمين والمعنيين على هذه المكتبات‪.‬‬

‫‪    ‬يتبادل الحديث والنقاش في محاور قضيتنا هذه كل من‪ :‬سعادة الدكتور إبراهيم بن عبدهللا المسند‪ ‬الوكيل المساعد للعالقات الخارجية والمكتبات‬
‫بوزارة التربية والتعليم الجهة المسؤولة سابقاً عن المكتبات العامة في المملكة العربية السعودية‪ ،‬والدكتورة هند بنت عبدالرحمن العروان‪ ‬األستاذة‬
‫المساعدة في قسم المكتبات والمعلومات بكلية اآلداب للبنات بالرياض‪ ،‬واألستاذ بندر بن عبدهللا المبارك‪ ‬المحاضر في قسم المكتبات والمعلومات‬
‫بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪.‬‬

‫‪    ‬بدأ‪ ‬الدكتور إبراهيم المسند‪ ‬بالتعليق على مسمى (المكتبات العامة)‪ ،‬وما تقدمه هذه المكتبات من خدمات لجميع فئات المجتمع وخصوصاً فئتي‬
‫النساء واألطفال اللتين طالما اتهمت المكتبات العامة بتجاهلهما قائالً‪ :‬بالنسبة للخدمات التي تقدمها المكتبات العامة لألطفال فيوجد في كل مكتبة‬
‫عامة مكتبة للطفل تحتوي على أوعية المعلومات المناسبة لألطفال بأنواعها من كتب وقصص وأشرطة سمعية وبصرية وأقراص مدمجة ووسائل تعليمية‬
‫وألعاب ترفيهية كما يوجد داخل هذه المكتبة األجهزة الالزمة لتشغيل األوعية غير الورقية‪ .‬كما تقوم المكتبات العامة بتنظيم األنشطة الثقافية المناسبة‬
‫لألطفال بأنواعها وتحرص المكتبات العامة على تنظيم الزيارات المدرسية لطالب المرحلة االبتدائية لمكتبة الطفل بهدف تعريفهم عليها وتشجيع األطفال‬
‫على ارتيادها‪.‬‬
‫واستطرد الدكتور إبراهيم موضحاً الخدمات التي تقدمها المكتبات العامة للنساء ‪ ،‬حيث ذكر أنه‪ :‬يوجد حالياً أكثر من خمس مكتبات عامة خصصت أيام من‬
‫دوام المكتبة العامة للنساء ويقوم بخدمتهن طاقم نسائي متكامل من منسوبي التربية والتعليم‪ ،‬أما الخدمات المكتبية والمعلوماتية غير المباشرة‬
‫فتقدمها جميع المكتبات العامة للنساء بشكل عام‪.‬‬

‫وفي مقارنة بين حال المكتبات العامة في دول العالم الثالث مقارنة بالدول المتقدمة‪ ،‬تقول‪ ‬الدكتورة هند العروان‪ :‬لألسف أن المكتبات في دول العالم‬
‫الثالث تعاني فقراً في كل شيء بدءاً بالميزانية وحتى الخدمات وال يستثنى من ذلك إال مكتبات معدودة جداً في بعض الدول قد يكون لطبيعتها وخدماتها‬
‫خاصي ًة معين ًة أو تحظى بدعم خاص ‪ ،‬إال أن الحال العام يشهد فروقاً جسيمة بين مكتباتهم ومكتبات تلك الدول ‪.‬‬
‫ومن ناحيته يرى‪ ‬األستاذ بندر المبارك‪ :‬أن المكتبات العامة في دول العالم الغربي تحتل مكانة اجتماعية مرموقة‪ ،‬إذ تعد أحد أركان الحي‪ ،‬مثلها مثل‬
‫المرافق الحيوية التي ال غنى عنها تماماً كالمدرسة‪ ،‬وأنها اكتسبت هذه المكانة نتيجة تراكمات ثقافية‪ ،‬واجتماعية‪ .‬أما هنا يتباين حالها من مكتبة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬وإن كان الغالب منها ال يرقى إلى المستوى المطلوب‪ ،‬و يعزو األستاذ بندر السبب في ذلك‪ ،‬إلى اعتقاده أن المسؤولين عن هذه المكتبات مازالوا‬
‫غير مستوعبين ألهدافها‪ ،‬وإن استوعبوا األهداف فإن هنالك قصور في التنفيذ‪.‬‬

‫وعما إذا كان الوضع الحالي لمكتباتنا العامة يؤهلها للقيام بمهامها‪ ،‬وتحقيق أهدافها أوضحت الدكتورة هند‪ :‬أن الوضع الحالي لمكتباتنا العامة ال يؤهلها‬
‫للقيام بمهامها على الوجه المطلوب‪ ،‬وذلك لقصورها في أشياء كثيرة ‪ ،‬ونواحي عديدة‪ ،‬وتسألت كيف يمكن أن تحقق أهدافها وهي تشكي من هذا‬
‫القصور وتئن من وطأته ‪ ،‬إال أنها استثنت من جميع مكتباتنا العامة الرسمية والبالغ عددها ‪ 80‬مكتبة عامة منتشرة في مدن ومحافظات المملكة‪ ،‬مكتبة‬
‫الملك عبد العزيز العامة والتي حققت قصب السبق في أشياء كثيرة فهي بما تقدم من خدمات وما تضطلع به من دور فاقت جميع هذه المكتبات‬
‫مجتمعه ولوال وجود هذه المكتبة الرائدة لما سعدنا واستفدنا بما تقدم من خدمات ‪ .‬‬
‫وعزت الدكتورة هند هذه النظرة عن الوضع الذي وصلت له مكتباتنا العامة إلى تراكم العديد من السلبيات على مدى سنوات كثيرة‪ ،‬وأن من الطبيعي أن‬
‫نصل إلى هذه النتيجة في ظل التهميش و اإلهمال وقلة الدعم المادي والمعنوي‪ ،‬وعدم الوعي العام بأهمية ودور المكتبة العامة في المجتمع وأثرها‬
‫على النشء والشباب لو فعلت بالشكل المطلوب ‪.‬‬
‫ويشاطرها األستاذ بندر الرأي في إلقاء اللوم على تراكمات السنين‪ ،‬فطرح مثاال ً جميال ً فقال‪ :‬لو أهمل التعليم كما أهملت المكتبات العامة لرأينا‬
‫المدارس حالها تماماً مثل حال المكتبات العامة‪ ،‬كذلك المستشفيات‪ ،‬وكل المرافق الحيوية في المجتمع‪ .‬ويستطرد قائالً‪ :‬أعتقد أنه لو كان هناك وعي‬
‫حقيقي بالمهام واألهداف من قبل المسؤولين عن المكتبات العامة ألمكنهم عمل شيء للنهوض بها لتقوم بمهامها‪ ،‬وتحقق أهدافها‪ .‬أما في الوضع‬
‫الحالي فال‪.‬‬

‫وعن ما تم تقديمه في سبيل تطوير المكتبات العامة خالل الخمس سنوات الماضية يقول الدكتور المسند‪:‬‬
‫إن أهم اإلنجازات خالل السنوات الخمس الماضية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تزويد المكتبات العامة بـ (‪440‬ر‪ )595‬وعاء معلومات ورقي وغير ورقي‪.‬‬
‫‪ - 2‬توفير األجهزة الالزمة لعرض الوسائط غير الورقية‪.‬‬
‫‪ - 3‬دعم المكتبات العامة بموظفين على مستوى عالي من التأهيل من المعلمين وغيرهم‪.‬‬
‫‪ - 4‬حوسبة المكتبات العامة بتحويل أعمالها الفنية واإلدارية من يدوية تقليدية إلى آلية تقنية وذلك من خالل توفير أجهزة حاسب آلي بملحقاتها وتصميم‬
‫برنامج (( اليسير)) إلدارة المكتبات العامة وإدخال معظم كتب المكتبات العامة في البرنامج وتقديم الخدمات المكتبية بأنواعها خالله‪.‬‬
‫‪ - 5‬إنشاء موقع ((اليسير)) على الشبكة اإللكترونية ليكون حلقة وصل ومنتدى نقاش للمتخصصين والعاملين في مجال المكتبات باإلضافة إلى نشرة‬
‫للتعاميم وأخبار وأنشطة المكتبات العامة‪.‬‬
‫‪ - 6‬إخضاع المكتبات العامة لبرنامج تطويري تم القيام فيه بـ (‪ )3500‬إجراء تمثل (‪5‬ر‪ )%87‬من مجموع اإلجراءات التطويرية الموصى بتنفيذها‪.‬‬
‫‪ - 7‬تنظيم ما يقارب (‪ )300‬فعالية ثقافية عامة سنوياً في المكتبات العامة تشمل الندوات والمحاضرات والمسابقات الثقافية والبحثية ومعارض الكتب‪.‬‬
‫‪ – 8‬إصدار القواعد التنظيمية للمكتبات العامة وإعداد دليل إجرائي يحتوي على (‪ )30‬نموذج لتطوير المكتبات العامة ومعالجة الكثير من قضاياها‪.‬‬

‫ويواصل الدكتور إبراهيم حديثه مبيناً أنه يوجد سياسات مكتوبة تنظم عمل المكتبات العامة حيث تم في عام ‪1423‬هـ إصدار ((قواعد تنظيم المكتبات‬
‫ودليل إلجراءاتها)) وتمت طباعته في كتاب تصل عدد صفحاته (‪ )172‬صفحة‪.‬‬

‫وعما إذا كان هناك عالقة بين مستوى ثقافة الشعوب ونمو مكتباتها العامة تؤكد الدكتورة هند هذه العالقة واصف ًة إياها أنها عالقة نسبية تختلف باختالف‬
‫الشعوب ذاتها وظروفها االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬والمكتبات العامة جزء من هذا النسيج المختلط من هذه الظروف يتأثر بها ويؤثر فيها ‪ ،‬ألنها‬
‫عالمة هامة ومؤشر بارز لقياس المستوى الثقافي والحضاري للشعوب ‪.‬‬

‫وال يبتعد األستاذ بندر عن هذا الرأي ويستدرك قائالً‪ :‬نعم هناك رابط قوي بين مستوى ثقافة الشعوب ونمو مكتباتها العامة‪ ،‬وأعني هنا المجتمع بأسره‬
‫وليس حاالت فردية‪ ،‬وتسأل‪ :‬لماذا أصبحت شعوب العالم المتقدم تحب القراءة‪ ،‬وشعوبنا على العكس تماماً؟ ودلل‪ ‬المزيد‬

‫أضف الى مفضلتك‬


‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التصنيفات ‪ :‬غير مصنف |‪ ‬‬

‫أرسل اإلدراج‬

‫دوّن اإلدراج‬

‫ال تعليقات‬

‫تجربة األرشيف الجهوي لوالية قسنطينة (الجزائر)‬

‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 1‬أغسطس ‪ 2008‬الساعة‪ 20:21 :‬م‬

‫تجربة األرشيف الجهوي لوالية قسنطينة (الجزائر)‬

‫عمر ميموني‬

‫‪ ‬مقدمة‬
‫من المتفق عليه أن األرشيف في جوهره هو تلك الوثائق التي تحفظ بقصد الرجوع إليها عند الحاجة الستعمالها كحجة وبرهان في الدفاع وإثبات الحقوق‬
‫ومادة صلبة تعتمد عليها البحوث التاريخيةومصدر إلهام في دراسة المشروعات اآلنية• والمقصود في استعمال األرشيف هو استرجاع المعلومات التي‬
‫تحملها هذه الوثائق• ألن المحافظة عليهايعني حتماً صيانتها وحمايتها مهما اختلفت أشكالها•‬
‫وإن صيانة الوثائق واسترجاع المعلومات المدونة فيها بأنجح الطرق وأسرعها يتطلب تقنيات ومهارات في ميادين الصيانة والجرد والفحص والنسخ والتبليغ‪،‬‬
‫ج تقليدية‪ ،‬منها يدوية وأخرى حديثة•‪ ‬‬ ‫ل منّا يستعمل طرقاً ومناه َ‬
‫وفي هذا السياق ك ّ‬
‫تجربة األرشيف الجهوي لوالية قسنطينة‬
‫‪ 1‬ـ الصيانة‪ ‬‬
‫إضافة إلى المحافظة على الشروط المناخية (من درجة حرارة ورطوبة) والوقاية (من الحرائق والمياه واألشعة إلخ••)• ثمة وثائق تحتاج إلى عمل خاص‬
‫لحمايتها من التالشي واالنكسار وأيضاً لتسهيل استعمالها• من جملة هذه الوثائق “الخرائط وبعض الملفات الهامة أو الثمينة والمجموعات الصحفية”•‬
‫ا ـ حفظ الخرائط‪ :‬أما فيما يخص الخرائط وحتى نتجنّب الطي الضار للوثيقة مع طول المدة‪ ،‬فتوضع في وسائل حفظ خاصة وهي مجموعة من خزائن منها‬
‫المستقيم ومنها األفقي•‬
‫ـ فإذا وضعت خزائن الحفظ في المستقيم يسهل تعليقها كالبدلة في خزانة ويتم تلصيق عارضة من الورق المقوى مثقوبة مر ًة أو مرتين (لتمرير قضيب‬
‫التعليق) في حافتها العليا•‬
‫ـ أما الخزائن األفقية فهي مجموعة من األدراج توضع فيها الخرائط منبسطة•‬
‫ب ـ التجليد‪ :‬إن حجم الجرائد يستلزم حفظها على شكل سجالت أو دفاتر مجلدة كما هو معلوم• وبالنسبة ألرشيف والية قسنطينة فتتوافر فيه ورشة‬
‫تجليد تقليدية يدوية‪ ،‬مافيها من اآلالت إال ّ قاطعة يدوية وكتلة حديدية ثقيلة الوزن تستعمل في مكان أداة الضغط‪ ،‬إلى جانب مستوجبات التغليف‬
‫والتسفير والتلصيق‪ ،‬إلخ•••‬
‫مع هذا فإن هذا المشغل قد أدى خدمات كثيرة وواضحة في ميدان التجليد وإنقاذ كميات هامة من الصحف والكتب والملفات األرشيفية الهامة•‬
‫ـ واليزال األرشيف يأمل باقتناء آالت حديثة من (قاطعة إلكترونية وضاغطة‪ ،‬إلخ••)•‬
‫‪ • 2‬النسخ‬
‫يمتلك ويستعمل مركز أرشيف قسنطينة عدة وسائل النسخ منها آالت التصوير ( ‪ )Photocopieur‬والكاتب اإللكتروني (‪ )Graveur‬ومخبر كامل للميكرو‬
‫فيلم وأجهزة المسح المعلوماتي (‪•)Scanners‬‬
‫ـ • الميكرو فيلم‪ :‬تحوي خلية الميكرو فيلم األجهزة اآلتية‪:‬‬
‫ـ كاميرا مزدوجة (‪35.16‬م) مع طاولة التصوير (‪0.70‬م*‪1.10‬م) ومصابيح اإلنارة وأقفال التحكم وكلها في جهاز واحد•‬
‫ـ جهاز التحميض•‬
‫ـ جهاز صنع ونسخ الميكروفيش•‬
‫ـ قارئ صغير للمراقبة•‬
‫ـ ثالثة أجهزة قارئة ناسخة•‬
‫يضاف إلى هذه األجهزة مكبّر فوتوغرافي وآلة لتجفيف الصور•‬
‫إن هذا التجهيز مكّن األرشيف خالل العشرين سنة الماضية من نسخ آالف الوثائق على شكل أشرطة ميكروفيلم ‪ 61‬و‪ 53‬م م وميكروفيش وتم تشكيل‬
‫مجموعات من المصغرات الفلمية سواء كانت تعويضية أو تكميلية أو تأمينية• وقام األرشيف بمساعدة هيئات أخرى في تأمين وثائقها كمصالح الحالة‬
‫المدنية مثالً• وبما أن المصلحة تمتلك أجهزة القراءة‪ ،‬فقد اقتنت بعض الصور المصغرة لتكملة مجموعاتها الوثائقية خدمة للباحثين• كما نسخت صوراً‬
‫فوتوغرافية كثيرة وصل أغلبها إلينا عن طريق الهبة‪ ،‬وأخذ بعضها اآلخر عن ميكروفيلم الجرائد والكتب•‬
‫وهكذا أضيفت إلى مكنونات المركز آالف الصور المصغرة بين ميكروفيلم وميكروفيش‪ ،‬محفوظة اآلن في علب معدنية وأدراج• كما تكونت لدى المركز خزانة‬
‫الصور الفوتوغرافية مجموعة في مجلدات خاصة بها على شكل ألبومات•‬
‫‪ • 3‬السمعي البصري‬
‫إن حوامل المعلومات تتطور باستمرار في شكلها وطبيعة صنعها فهاهي اليوم‪ ،‬تستوعب معلومات دونت فيها على شكل الصوت والصورة الناطقة•‬
‫لذا شرع المركز من حينها بإنشاء مخبر لألرشيف السمعي البصري قصد استثمار ماهو مسجل أو يسجل على األشرطة الصوتية وأشرطة الفيديو‬
‫(أحداث واستجوابات واجتماعات ومحاضرات إلخ•••) قد تكون ضمن رصيده وقد يقتنيها أو يصنعها•‬
‫ومن األجهزة المتوافرة اليوم‪ ،‬آلة تصوير اللتقاط الصورة والصوت شبه مهنية وتلفاز ومانيتوسكوب للتسجيل وإعادة التسجيل• والرصيد الوثائقي يتكون‬
‫اليوم من األشرطة واألفالم وكاسيت فيديو يمتد تار‬

‫المزيد‬

‫أضف الى مفضلتك‬


‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التصنيفات ‪ :‬غير مصنف |‪ ‬‬

‫أرسل اإلدراج‬
‫دوّن اإلدراج‬

‫تعليق واحد‬

‫المختصون في المكتبات والمعلومات ودورهم في إرساء مجتمع المعلومات‬

‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 1‬أغسطس ‪ 2008‬الساعة‪ 20:17 :‬م‬

‫المختصون في المكتبات والمعلومات ودورهم في إرساء مجتمع المعلومات‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫عز الدين بودربان ‪/‬جامعة منتوري‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬ـ مقدمة ‪ :‬‬


‫لم ينقطع اإلنسان أبدا عن التفكير في حل مشكالت األمة‪ ،‬و عن بذل الجهود بغية‬
‫توفير الرفاهية و السعادة إلى اإلنسانية ‪،‬غير أن المجتمع مقابل ذلك تعقد بمركباته‬
‫ومفاهيمه الجديدة نتيجة اإلنجازات المحققة من طرف اإلنسان في مجال الفكر‬
‫والعلوم‪.‬إن الثورة التي أنتجتها التكنولوجيات الحديثة هي كذلك أدت إلى ميالد‬
‫مجتمع جديد أساسه المعلومات و المعرفة‪ .‬حركية تغيرات هذا المجتمع تتسم‬
‫بالسرعة الفائقة ‪،‬باألهمية الحساسة و بالتأثير الشامل ‪،‬ذلك بأن كل مجاالت الحياة‬
‫اإلنسانية أصبحت حاليا تجعل من المعلومات و المعرفة مبدأ عاما لتسيير أمور الفرد و‬
‫تنظيم المجتمع كله ‪.‬هذه األسباب جعلت االنتقال إلى مجتمع المعلومات يتطلب‬
‫قدرات اندماجية متطورة جدا ‪ .‬‬
‫في ظل هذه اإلشكالية نتطرق في هذه الورقة إلى الدور الذي سيؤديه المختص في‬
‫المكتبات والمعلومات و إلى الخصائص التي يجب أن يتسم بها حتى يستطيع أن‬
‫يواجه التحديات ‪،‬خاصة و أن سرعة تجدد المعلومات و استمرارها في التغيير تجعله‬
‫يتخوف حقا من المستقبل ‪،‬ألن الحرفة التي تعلمها الفرد باألمس بعد عناء وجهد‬
‫ووقت طويل أصبحت ال تضمن له العمل طوال الحياة تساؤالت‪ .‬عدة تطرح في هذا‬
‫الشأن ‪ :‬‬
‫ـ ما هي األدوار التي سيقوم بها مختص المكتبات و المعلومات حتى يتمكن من‬
‫إثبات وجوده؟‪ ‬‬
‫ـ ما هي الخصائص التي يجب أن تميزه حتى يستطيع أن يقوم بأدواره على أحسن‬
‫وجه؟‪ ‬‬
‫ـ ما فائدة التكوين األصلي واالستمرارية في التكوين بالنسبة إلى هذا المختص ؟‪ ‬‬
‫ـ ما هي المجاالت الحساسة التي يمكن للمختص في المعلومات أن يقتحمها حتى‬
‫يفرض وجوده؟‪ ‬‬
‫ـ ما هي رؤية مختص المعلومات حول مستقبل المهنة ؟‬

‫‪ 2‬ـ إثبات الوجود‪ ‬‬


‫ما دام االندماج في مجتمع المعلومات يتطلب قدرات عالية فإنه يستوجب على‬
‫مختص المعلومات أن يبدأ و بسرعة في وضع إيديولوجيا لمهنته بالنسبة إلى هذا‬
‫المجتمع ‪ ،‬و في بناء استراتيجية تمكنه من تطوير مهنته باستمــرار(‪.)1‬و حتى ينجح‬
‫في وضع هذه الركيزة األساسية” يجب عليه أن يحدد حاجياته المستقبلية من حيث‬
‫القدرات التي يحتاجها لتسيير مكتبة الغد و المتمثلة في المكتبة اإللكترونية و‬
‫االفتراضية و المكتبة في الحاسوب ‪،‬إن فشله في تحديد هذه الحاجيات يؤدي حتما‬
‫إلى فشل المؤسسات التكوينية في االستجابة إلى حاجياته من حيث التكوين‬
‫‪،‬نتيجة ذلك سيتحمل مختص المعلومات كل العواقب المترتبة عن هذا النقص ‪،‬هل‬
‫يعقل أن ينتظر مختص المعلومات من فئات أخرى في المجتمع بعيدة كل البعد عن‬
‫مهنته حتى تفكر مكانه و تحدد حاجيات تتعلق به ‪،‬بمهنته و بمستقبله ؟ هذا أمر‬
‫حساس جدا يجب االنتباه إليه بجدية و حذر ‪ .‬‬
‫نظرا إلى الصعوبات المتعددة و المتنوعة التي تواجه أنظمة المعلومات فإنه يستوجب‬
‫على مختص المكتبات و المعلومات أن ينظر إلى المجتمع الواسع و إلى كل النوافذ‬
‫التي يفتحها أمامه ‪،‬حتى ال تقتصر نظرته هذه على مجال مهنته فقط ‪،‬و حتى ال‬
‫يغلق على نفسه و يبقى معزوال‪ .‬إذا استطاع أن يفهم الصعوبات و أن يتجاوزها ‪ ،‬وذا‬
‫تمكن من تقييم النجاحات و إثرائها ‪،‬و إذا عمل بالتشاور و التنسيق مع الشركاء‬
‫اآلخرين ‪،‬فإنه يستفيد من كل هذه المساعدة ألداء مهمته في أحسن األوضاع (‪)2‬‬
‫يبقى إذن على مختص المعلومات أن يعيش عصره و أال يبقى مهمشا ‪،‬هناك نظم و‬
‫خدمات جديدة تدخل كل يوم على أنظمة المعلومات ‪،‬الشيء الذي “يضع المكتبيين‬
‫في مركز هذا العالم السريع التغيير”(‪ )3‬‬
‫لم تعد المكتبة سوى مكان لحفظ الوثائق كما كانت عليه في السابق ‪،‬بل هي اآلن‬
‫تؤدي دور المعالج للمعلومات ‪،‬فهي تحضر و تقدم الوثائق للمستفيدين مباشرة ‪،‬أو‬
‫تدخل بعض المعلومات األخرى على هذه الوثائق‪ ،‬فتضيف إليها قيمة أخرى إضافية أو‬
‫وسائط أخرى أو عينة أخرى ‪،‬و هذا بغية منها لتسهيل االستفـادة من محتوياتهــا (‬
‫‪،)4‬من هنا يمكن للمختص أن يثبت وجوده من خالل المعالجة الجيدة للوثائق و‬
‫التحليل الدقيق والعلمي و المنهجي للمعلومات المحتواة بهذه الوثائق ‪،‬إن المكتبيين‬
‫الناجحين مستقبال هم الذين يتمكنون من تغيير المعطيات الجافة و العامة إلى‬
‫معرفة دقيقة بطريقة ناجعة (‪،)5‬إن التغيرات التي طرأت على مهام المكتبي حررته‬
‫نوعا ما من األعمال التسييرية و التقنية المعروفة وفتحتله المجال للخروج من‬
‫المكتب والمخزن ليواجه المستفيدين ويساعدهم باالستجابة إلى حاجياتهم و‬
‫طلباتهـم (‪)6‬إن الهيكلة القديمة بالنسبة إلى المكتبات سوف تتغير فبعدما كانت‬
‫تقاس هذه المؤسسات التوثيقية بغناء رصيدها ‪،‬ستصبح أحسنها تلك التي توفر‬
‫أحسن طريقة للوصول إلى أي نوع من المعلومة ‪،‬مهما كان مكانها و بدون مراعاة‬
‫عنصـر الوقت الذي تطلب فيه (‪،)7‬ذلك يجعلنا نفكر في تحديد الشروط الواجب توفرها‬
‫في المكتبة ليتحول ” من مجرد مكتبي يقوم بتقديم خدمات اإلعارة و الفهرسة …‬
‫إلى اختصاصي معلومات يجيد التحكم في مختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة و‬
‫من ثم اإلجابة عن طلبات المستفيدين واحتياجاتهم “(‪ .)8‬‬
‫إن التغيير الجذري الذي طرأ في المجتمع أصبح يشكل منعطفا أساسيا يجب اجتيازه‬
‫(‪ ، )9‬و ال يمكن ألي مختص أن تكون لديه قدرات فطرية فيما يخص اإللمام بتخصص‬
‫يتطور ويتغير بتطور و تغير المجتمع ‪،‬ذلك هو الشأن بمختص المعلومات الذي يعرف‬
‫مجاله أسرع التطورات بفضل إدخال التكنولوجيات الحديثة للمعلومات واالتصال التي‬
‫يعرفها فورستير بـ‪”:‬العلم الجديد لجمع و تخزين و استرجاع وبث المعلومات ” (‪)10‬‬
‫هذه التكنولوجيات التي أصبحت تقضى على المسافة و الزمن وتزيل الحواجز أمام‬
‫تدفق المعلومات (‪ ،)11‬الشيء الذي يجعل السيطرة على تقنيات البحث عن‬
‫المعلومات عملية تحتاج إلى تكوين وإلى تعلم و إلى استمرارية في التكوين (‪.)12‬‬

‫‪ 3‬ـ خصائص ضرورية ‪ :‬‬


‫حتى يتمكن مختص المكتبات و المعلومات من االندماج الفعلي في مجتمع‬
‫المعلومات ‪ ،‬عليه أن يتميز ببعض الخصائص الضرورية و المتمثلة فيما يلي ‪ :‬‬
‫‪ 1 .3‬ـ التأقلم بسرعة مع المتطلبات الجديدة ‪ :‬‬
‫ذلك يعني عدم التخوف من كل ما هو جديد وعدم التردد على اإلقبال لفهم الوضعيات‬
‫الجديدة و لالستجابة إلى كل المتطلبات‪ .‬ال شك أنه بفضل تغير الذهنيات لمسايرة‬
‫التطورات تتغير السلوكات للتأقلم مع المستجدات‪ .‬‬
‫‪ 2. 3‬ـ روح التعلم الذاتي ‪ :‬‬
‫كل المفاهيم التربوية الحديثة تحث الفرد على اكتساب االستقاللية في التعلم‬
‫وعدم االعتماد على أشخاص آخرين لتلقينه المعرفة و القدرات ‪ ،‬فاالعتماد على‬
‫النفس في كسب المعارف وتحسين األداء شيء أصبح جوهريا حتى ينجح الفرد في‬
‫عمله ويجعل من هذا المفهوم أمرا يجب أن يتوسع لدى كل شرائح المجتمع بمن‬
‫فيها مستفيدو أنظمة المعلومات ‪ .‬‬
‫‪ 3 . 3‬ـ القدرة على العمل في إطار التشاور ‪ :‬‬
‫لقد أصبح العمل التعاوني و التشاوري سمة من سمات النجاحات في مجال البحث‬
‫واالكتشاف ‪،‬فال يمكن اآلن ألحد أن يلم وحده بكل ما ينجز في مجال المعرفة‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب تشعب التخصصات و تعددها ‪،‬إن أحسن اإلنجازات هي التي تأخذ طابع‬
‫المشروعات المسيرة في إطار تشاوري و تنسيقي من طرف فرق من المتخصصين‬
‫ذوي الخبرات المختلفة و المتنوعة‪ .‬‬
‫‪ 4 .3‬ـ القدرة على حل المشكالت ‪ :‬‬
‫هذه القدرة التي يتطلبها المجتمع الجديد ما هي في الحقيقة إال ذكاء مرفق‬
‫بفضولية قوية تدفع بالفرد إلى محاولة الفهم المستمر لمشكالته لكسب التجربة‬
‫في معرفة أنواع الصعوبات واختيار الحل المناسب لمواجهتها ‪،‬وذلك من بين مجموعة‬
‫من حلول يضعها اإلنسان بفضل التفكير الدائم و روح التحدي اتجاه المشكالت ‪ .‬‬
‫‪ 5. 3‬ـ المرونة ‪ :‬‬
‫كلما كان الفرد مرنا كانت لديه القدرة على تقبل التغيير و التجديد ‪،‬و كلما كانت لديه‬
‫القابلية للتأقلم مع المواقف الجديدة ‪،‬حتى ولو كانت هذه المواقف عفوية وفي بعض‬
‫األحيان غريبة ‪،‬فالمرونة عند الفرد تجعله ال يرفض األشياء من أجل الرفض دون‬
‫التمعن في األمور ‪،‬بل تمكنه من التحليل و التبصر و التعمق في التفكير قبل‬
‫التقييم ‪،‬الحكم و أخذ القرار ‪ .‬‬
‫‪ 6 .3‬ـ القدرة على تحمل الصعوبات ‪ :‬‬
‫إذا كان المجتمع الحالي يتسم بالتشعب و الصعوبة لالندماج فيه فذلك يدفع بالفرد‬
‫إلى التسلح بالقدرة على تحمل المشكالت وعدم الخضوع إلى ثقل هذه الصعوبات‬
‫حتى ال يفشل أمامها ‪،‬فمهما كان نوعها ومهما كانت درجة صعوبتها ‪،‬عليه بالتصدي‬
‫والتحمل لمواجهتها ‪،‬حتى يتغلب عليها ‪،‬و يتمكن بذلك من مواكبة التغيير و التطور‬
‫للبقاء في المنافسة المستمرة و لتجنب التهميش و العزلة ‪ .‬‬
‫‪ 3‬ـ ‪ 7‬ـ القدرة على االبتكار‪ :‬‬
‫إذا تحصل مختص المعلومات على قدرة التفكير لإلبداع فذلك يساعده على توفير‬
‫وسائل البحث التي يحتاجها كل أفراد مجتمع المعلومات بدون أي استثناء حتى‬
‫يتمكنوا من الوصول إلى هذه المعلومات ‪،‬الثروة الثمينة التي ال يمكن االستغناء عنها‬
‫أبدا حاليا ومستقبال ‪.‬إن المجتمع الجديد يفتح أبوابه ‪،‬كل أبوابه أمام المبدعين‬
‫القادرين على العطاء و اإلنجاز و توفير القيمة المضافة إلى المعارف ‪ ،‬إلى القدرات‬
‫‪،‬إلى القواعد ‪ ،‬إلى المفاهيم‪ ،‬إلى الوسائل‪،‬إلى المنجزات…إن مستقبل أنظمة‬
‫معلومات الغد ينتمي إلى الذين لديهم القدرة على إنجاز األدوات التي نعتمد عليها‬
‫لإلبحار في المجاالت االفتراضية (‪ .)13‬‬
‫‪ 8 . 3‬ـ اليقظة المعلوماتية ‪ :‬‬
‫تغيير المجتمع يفرض على المكتبي اآلن و في كل وت أن يكون يقظا باحثا باستمرار‬
‫على المعلومات االستراتيجية‪ ،‬التي هو دوما بحاجة إليها ‪،‬إذ تمكن من معرفة ما‬
‫ينجز وما سينجز في مجاله الواسع فهم أشياء كثيرة و مفيدة ‪،‬و إذا فهم أشياء تمكن‬
‫من وضع التوقعات ‪ ،‬وإذا تمكن من التنبؤ حصل على قدرة اإلنجاز (‪ .)14‬‬
‫وحتى يكون مختص المعلومات جديرا بهذه التسمية و قادرا على تحمل مسؤولية‬
‫الوظائف الجديدة الموكلة إليه ‪،‬يجب دعم فكرة التكوين الذي يعد الباب الواسع الذي‬
‫يدخل من خالله إلى هذا العالم الشديد التحول(‪.)15‬‬

‫‪ 4‬ـ أهمية ا الستمرار في التكوين ‪ :‬‬


‫إذا كان التكوين األصلي بمثابة المصفاة التي يحتاجها المختص النتقاء المعلومات‬
‫المستقاة من مجتمع المعلومات ‪،‬فإن االستمرار في التكوين يمكن عده بمنزلة‬
‫البوصلة التي توجهه وسط هذه الغابة الكثيفة ‪،‬والتي تقيه من الضالل(‪ )16‬إن‬
‫االنفجار المعلوماتي الرهيب الذي يطرأ في مجتمعنا الحاضر دفع الناس إلى الحديث‬
‫عن “الجرعة المفرطة من المعلومات ” (‪ over-dose) ( Information )17‬وعن مرض‬
‫سببته كثرة استهالك المعلومات (‪ ،)Infobesite()18‬إضافة إلى التلوث بالمعلومات(‬
‫‪، )Infopollution()19‬إن تضاعف المعرفة كل ‪8‬إلى‪ 10‬سنوات(‪ )20‬يجعلنا نتساءل إذا‬
‫ما سنكون حقا قادرين على تسيير هذا الكم الهائل من المعلومات المتزايدة بطريقة‬
‫غير متناهية (‪ . )21‬إن القدرة على استعمال وسائل البحث عن المعلومات من طرف‬
‫المختص شرط ضروري‪ ،‬غير أن هذا الشرط غير كاف وحده‪ ،‬بل يجب أن يرافق هذه‬
‫القدرة تحكم في المعلومات ذاتها‪ ،‬و التي هي محتواة بهذه التجهيزات (‪،)22‬مهم أن‬
‫نسيطر على تقنيات البحث عن المعلومات مهما كان نوعها وشكلها ‪،‬لكن مهم كذلك‬
‫أن تكون لدينا ثقافة و منهجية حول استعمال هذه التقنيات التي ما هي في الحقيقة‬
‫سوى وسيلة تساعد على “تسهيل الحصول على المعلومات و تبادلها و جعلها‬
‫ساحة للجميع “(‪ .)23‬‬
‫حتى يكون تكوين مختص المعلومات ناجعا يتطلب من المؤسسات التكوينية أن‬
‫تتعرف بفضل المختصين أنفسهم على حاجيات المتكونين حتى تضع مناهج مرنة‬
‫تستجيب إلى التطلعات المتجددة للمهنة ‪.‬إن التعرف على الحاجيات المستقبلية‬
‫لمختص المعلومات و تطلعاته يساعد هذه المؤسسات التكوينية على تحضير البرامج‬
‫المالئمة لتوقعات هؤالء المختصين ‪،‬و على وضع باستمرار برامج تساعد المختص‬
‫على مواصلة التكوين لمسايرة التطور الذي يحدث في المهنة و في المجتمع‬
‫المزيد‬

‫أضف الى مفضلتك‬


‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التصنيفات ‪ :‬غير مصنف |‪ ‬‬

‫أرسل اإلدراج‬

‫دوّن اإلدراج‬

‫ال تعليقات‬

‫التكوين المكتبي‬

‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 1‬أغسطس ‪ 2008‬الساعة‪ 20:09 :‬م‬

‫‪gherarmi.pdf‬‬

‫أضف الى مفضلتك‬


‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التصنيفات ‪ :‬غير مصنف |‪ ‬‬

‫أرسل اإلدراج‬
‫دوّن اإلدراج‬

‫ال تعليقات‬

‫التكوين في علم المكتبات والمعلومات‬

‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 1‬أغسطس ‪ 2008‬الساعة‪ 20:07 :‬م‬

‫التكوين في علم المكتبات والمعلومات‬


‫التكوين في علم المكتبات والمعلومات في جامعة‬
‫منتوري قسنطينة‪ ‬ودوره في تحسين الخدمات المكتبية‬
‫بالجامعة ‪ :‬مكتبة قسم علم المكتبات نموذجا‬
‫‪ ‬‬
‫د‪ .‬محمد الصالح نابتي‬

‫أستاذ مساعد‪ ،‬قسم علم المكتبات‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‬


‫‪ msnabti@yahoo.fr‬‬
‫‪ ‬‬
‫النقاط الرئيسية‬
‫‪ ‬تقديم‬
‫‪  ‬التكوين في علم المكتبات بجامعة قسنطينة‬

‫‪ ‬واقع مكتبات الجامعة‬


‫‪ ‬عوامل النهوض بمكتبات الجامعة‬
‫‪ ‬الهوامش‬

‫مستخلص‬
‫تتناول الدراسة التكوين في علم المكتبات والمعلومات بجامعة منتوري بالجزائر‪ ،‬تبدأ بمقدمة حول‬
‫التكوين بصفة عامة‪ ،‬ثم تناقش التكوين في علوم المكتبات والمعلومات بجامعة قسنطينة بالجزائر‪،‬‬
‫ثم تقدم نموجا لواقع مكتبات جامعة منتوري‪،‬ـ وتختتم الدراسة بتناول عوامل النهوض بمكتبات جامعة‬
‫منتوري‪.‬ـ‪.‬‬

‫‪ ‬االستشهاد المرجعي بالبحث‬

‫محمد الصالح نابتي‪  .‬التكوين في علم المكتبات والمعلومات في جامعة منتوري قسنطينة ودوره في‬
‫‪ -. cybrarians journal‬ع ‪10‬‬
‫تحسين الخدمات المكتبية بالجامعة ‪ :‬مكتبة قسم علم المكتبات نموذجا‪-.‬ـ‬
‫(سبتمبر‪ -. )2006 ‬تاريح االطالع < اكتب هنا تاريخ اطالعك على المقالة > ‪ -.‬متاح‬
‫في ‪http://www.cybrarians.info/journal/no10/edu.htm  :‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬تقديم‬
‫التكوين ضرورة حتمية في كل مجاالت المعرفة البشرية‪ .‬وعلم المكتبات والمعلومات هو احد هذه المجاالت الذي يمكن اعتباره مجاال محوريا ‪ ،‬وال يمكن‬
‫للمعرفة البشرية أن تستغني عنه‪ ،‬لما له من دور كبير في تنظيم هذه المعرفة‪ ،‬خاصة ونحن نعيش تطورات سريعة جدا‪ ،‬مست ميادين النشر بوجهيه‬
‫التقليدي والحديث‪.‬‬

‫وقد يكون أحد األهداف األساسية من التكوين في علم المكتبات والمعلومات هو تلقين المكونين الطرق واألساليب النظرية والعملية‪ ،‬التي تساعدهم‬
‫على‪ ‬التحكم‪ ‬في‪ ‬هذا السيل الكبير من المعلومات‪ ،‬وبالسرعة المطلوبة‪ ،‬وبتكاليف جد مدروسة‪ ،‬وتقديمه للقراء‪ ،‬دون أن نهمل الدور الفعال للتكنولوجيات‬
‫الجديدة للمعلومات واالتصال ‪ ،‬وما أضافته لهذا التكوين‪ ،‬وما أفرزته من تطورات‪ ،‬مند ظهورها وبدايات تطبيقاتها في المكتبات‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت‪ ‬األن‪ ‬التكنولوجيات الجديدة للمعلومات واالتصال محورا لكل النشاطات المهنية‪ ،‬بما فيها مهنة المكتبات والمعلومات‪.‬‬

‫وعليه فالتفكير في فتح‪ ‬تكوين‪ ‬متخصص في علم المكتبات والمعلومات‪ ،‬في جامعة منتوري قسنطينة كغيرها من الجامعات في العالم‪ ،‬على غرار‬
‫ما‪ ‬يستحدث‪ ‬من أنواع التكوين في التخصصات األخرى‪ ،‬جاء لمواجهة التطورات السريعة والمتسارعة التي يشهدها عالم العلم والمعرفة‪.‬‬

‫ويعتبر التكوين في علم المكتبات والمعلومات من الركائز األساسية التي تضعها مختلف أنظمة اإلعالم أو المؤسسات الوثائقية‪ ،‬نصب‪ ‬أعينها‪ ،‬حتى‬
‫تتمكن من أداء وظائفها المتمثلة في تقديم أحسن الخدمات المكتبية‪،‬حيث ترى هذه األنظمة الوثائقية في التكوين إكساب عمالها مهارات جد متطورة‬
‫من أجل تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫وعلم المكتبات في شقه المهني يتوافق مع بقية المهن األخرى‪ .‬فبالرغم من أن التكوين قد خطا خطوات كبيرة سواء من حيث األمكنة أو‪ ‬األوطان‬
‫التي‪ ‬شملها هذا التكوين أو من حيث األزمنة‪ ،‬إال أنه ال زال يبحث عن مهنيته‪ ،‬وبخاصة في الدول النامية‪.‬‬

‫‪ ‬وقد وضع كثير من المتخصصين مجموعة من العناصر التي اعتبرت‪  ‬عناصر أساسية يجب توفرها في أي مهنة[‪   ]1‬وهي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ‪  ‬المهنة يجب أن تمتاز بمهارات‬

‫‪ 2‬ـ‪  ‬المهنة يجب أن تنال ثقة من ممتهنيها‬

‫‪  3‬ـ ضرورة اعتراف المجتمع بهذه المهنة‪ ،‬ودور الجمعيات المهنية في نزع أو تحقيق هذا االعتراف‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ضرورة وجود قواعد‪ ،‬سواء قواعد ينظمها القانون أو قواعد أخالقية‪ ،‬تحكم بين ممتهني مهنة المكتبات والمعلومات والجمهور الذي تقدم له خدمات‬
‫هذه المهنة‪.‬‬

‫‪  ‬والسؤال الذي نطرحه هو ‪:‬ما مدى توفر مهنة المكتبات والمعلومات على هذه العناصر؟‬

‫والجواب هو أنه يمكن‪ ‬تطبيق‪ ‬هذه العناصر كلها على مهنة المكتبات والمعلومات‪ ،‬بالرغم من أن هناك من يرى أن هذه المهنة‪ -‬على‪ ‬األقل في الوقت‬
‫الحالي‪ -‬تحتاج إلى عمل أكثر حتى يرقى المحتوى الفكري لها إلى المستوى المطلوب‪.‬‬

‫وقد نعني بهذا المستوى‪ ‬المطلوب‪ ،‬اعتراف المجتمع بهذه المهنة‪ .‬ولن يتحقق هذا االعتراف إال بإحداث برامج تكوينية تأخذ في‪ ‬االعتبار‪ ‬واقع هذه المهنة‬
‫من جهة‪ ،‬و طموحات المجتمع الذي تخدمه من جهة أخرى‪.‬‬

‫فالمهارات المشروطة في العنصر األول‪ ،‬لإلقرار بوجودها في مهنة المكتبات‪ ،‬يمكن اعتبارها مهارات متميزة‪ ،‬وتتمثل فيما تقدمه‬
‫الخدمات‪ ‬المكتبية‪ ‬من‪ ‬قيمة مضافة‪ ‬لمحتوى الوثيقة‪ ،‬وهي مهارة ال تضاهيها أية مهارة‪.‬‬

‫‪ ‬فالمكتبي بتطبيقه للمفاهيم العلمية التي اكتسبها من خالل التكوين النظري األكاديمي‪ ،‬ومن خالل ممارساته اليومية‪ ،‬المتمثلة في األعمال‬
‫الفنية‪ ‬كالفهرسة‪ ‬والتحليل والتكشيف واالستخالص‪ ،‬عالوة على ما تلقاه من تكوين في البحث البيبليوغرافي وقواعده‪ ‬وأسسه‪ ،‬وبفضل ما تعلمه من‬
‫لغات وثائقية‪ ،‬وعمله الدءوب على اكتساب طرق التعامل الناجح مع التكنولوجيات الجديدة لإلعالم واالتصال‪ ،‬وغيرها من المفاهيم‪ ،‬تجعل منه أكثر دقة‬
‫فيما يقوم به من إجراءات‪ ،‬يمكن اعتبارها‪ ‬مهارات خاصة بالمهنة‪ ،‬مقارنة بما قد يكتسبه‪ ‬األخرون‪-‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬بقية المستعملين‬
‫للمكتبات من غير المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات‪ -‬من مهارات في هذا الموضوع‪ ،‬التي تبقى مجرد ممارسات يغيب عنها البعد النظري‬
‫واألكاديمي‪.‬‬

‫أما ثقة الممتهنين بمهنتهم‪  ‬فهذا قد يتحقق أكثر‪ ،‬بالنظر إلى مستوى البرامج التكوينية المقدمة لهم‪ ،‬والطرق أو أألساليب التي تقدم بها هذه‪ ‬البرامج‪،‬‬
‫والتي يجب أن تراعي التطورات الحديثة في الميدان العملي‪ ،‬وفي كل مجاالته‪ ،‬على الرغم من أننا نؤكد هنا أن مستوى البرنامج ليس الشرط الوحيد‬
‫لنيل ثقة الممتهنين بمهنتهم‪ ،‬فنحن نرد هذه الثقة أساسا إلى الميول‪ ‬واالستعدادات‪ ‬الشخصية لهؤالء الممتهنين ومدى رغبتهم في ممارسة هذه‬
‫المهنة ‪ ،‬فإقناع اآلخرين بمهنة ما‪ ،‬يستوجب قناعة شخصية أوال و قبل كل شيء‪.‬‬

‫وتظهر هذه الثقة أيضا في طبيعة الخدمات المقدمة‪ ،‬والطريقة التي تقدم بها هذه الخدمات‪ .‬فإرضاء الجمهور المستهدف من هذه الخدمات‪ ،‬قد‪ ‬ال‪ ‬يتحقق‬
‫بتطبيق إجراءات منهجية أو مهنية‪ ،‬بقدر ما يتحقق بإظهار شخصية المكتبي والداللة على دوره الذي ال‪ ‬يمكن‪ ‬االستغناء عنه‪ ،‬وقد تساعد الجمعيات‬
‫المهنية المتخصصة‪ -‬الغائبة عن مؤسساتنا الوثائقية‪ -‬في إضفاء شرعية هذا الدور‪ ،‬مما تزيده ثقة في نفسه وبالمهنة التي هو بصدد امتهانها‪.‬‬

‫وقد شبه المكتبيون‪ ،‬في فترة متقدمة من بداية ظهور‪ ‬هذا التخصص‪ ،‬بالطيور النادرة‪ ،‬فهل فعال ال زالوا كذلك‪ ،‬أم أن تداخل المهن فيما بينها‬
‫قد‪ ‬أضعف‪ ‬من الحواجز التي كانت تميز كل مهنة؟ وأكبر دليل على وجود هذا التداخل النقاش الدائر حاليا حول‪ ‬التكنولوجيات‪ ‬الجديدة للمعلومات واالتصال‪،‬‬
‫وما أحدثته من تغييرات في مختلف المهن‪ ،‬وما ستحدثه في المستقبل من تداخل فيما بينها ‪.‬‬

‫فمهنة المكتبات اليوم‪ ‬متهمة‪ ‬أكثر من أي وقت مضى بهذه التكنولوجيات الجديدة للمعلومات واالتصال‪ ،‬حتى تكاد تلصق بهذه المهنة دون‪ ‬غيرها‪ ‬من‬
‫المهن ‪ .‬فهذا المفهوم‪ ،‬غير السليم وغير المؤسس‪ ،‬قد يكون السبب في تخوف بعض المكتبيين من هذه‪ ‬التكنولوجيات‪ ،‬وعدم تأقلمهم معها بالسرعة‬
‫المطلوبة‪ ،‬مع العلم أن هذه التكنولوجيات لم تكن المكتبات هي مجال تطبيقاتها‪ ‬األول ‪ ،‬بل طبقت في قطاعات أخرى‪ ،‬كالصناعة والتجارة‪ ،‬قبل أن تطبق‬
‫في مجال المكتبات والمعلومات‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ ‬األساس فنحن نرى أن هذا االتهام ليس له ما يبرره ‪،‬ألن التكنولوجيات الجديدة‪  ‬للمعلومات واالتصال هي وسيلة تطورت عبر‬
‫الزمن‪ ‬وتكاملت‪ ‬حلقاتها في نهاية القرن الماضي‪ ،‬مما أكسبها وحدة واحدة جعل منها المحور‪ ‬األساس لهذا المجتمع الجديد الذي يعرف بمجتمع‬
‫المعلومات‪ ،‬والذي تعمل كل الدول على ولوجه بأقل التكاليف‪.‬‬

‫إذن فتكنولوجيات الجديدة‪ ‬للمعلومات‪ ‬واالتصال بقدر ما هي مهمة للمكتبيين‪ -‬وهذا ما جعل برامج التكوين الجديدة في علم المكتبات والمعلومات‪ ‬تركز‬
‫عليها‪ -‬فهي مهمة أيضا لباقي المهن‪ ‬األخرى‪ ،‬ولكن يبقى على المكتبي‪ ،‬بفضل ما اكتسبه من مناهج علمية‪ ،‬أن يعتبر نفسه معنيا بهذه الوسيلة أكثر‬
‫من غيره‪ ،‬وبالتالي فبرامج التدريس يجب أن تتجه نحو التركيز على األعمال التطبيقية أكثر‪ ،‬من أجل التحكم في هذه التكنولوجيات‪ ،‬وبخاصة تكنولوجيا‬
‫الحاسوب‪ ،‬الستغاللها أحسن استغالل في جميع الخدمات المكتبية‪ ،‬وهذا لن يتم إال بتوفيرها‪ ،‬أوال‪ ،‬على مستوى المكتبات ومراكز التوثيق بالجامعة‪،‬‬
‫وبخاصة على مستوى مكتبة قسم المكتبات والمعلومات‪ ،‬لتصبح هذه المكتبة‪ -‬مكتبة القسم‪ -‬النموذج الذي تحتذي به بقية المكتبات األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬وبالنظر إلى واقع مكتبات الجامعة في الوقت الراهن‪ ،‬فان جهودا كبيرة يجب أن تبذل من أجل وضع هذه المكتبات في الطريق‪ ‬الصحيح‪.‬‬

‫فالعنصر البشري متوفر ‪ ،‬ومتوفر بقوة ‪ ،‬ويتمثل في طلبة القسم أنفسهم‪ ،‬وذلك من خالل‪ ‬األعمال التطبيقية والتربصات التي يقومون‪ ‬بها‪ ،‬سواء‪ ‬في‬
‫إطار‪ ‬األعمال اليومية أو في إطار التربصات طويلة‪ ‬األمد‪ ،‬المبرمجة لسنوات التخرج( ليسانس وتقني سامي)‪ ،  ‬عالوة على المكتبيين أنفسهم‪ ،‬القائمون‬
‫على شؤون هذه المكتبات‪ ،‬ونحن نعرف أن اإلطارات والكوادر العلمية لهذه المكتبات أغلبها تحمل شهادات في التخصص ‪ ،‬باإلضافة إلى التجربة الكبيرة‬
‫التي تؤهلهم إلى تحقيق خدمات أكثر مما يقومون به‪ ‬اآلن‪.‬‬

‫‪ ‬فالقسم يمكنه أن يضع بالتنسيق مع إدارة المكتبة الجامعية المركزية‪ ،‬برنامج عمل خاص بالنهوض بالمكتبات ‪ ،‬يتمثل في تشخيص‬
‫الوضع‪ ‬الحالي‪ ‬للمكتبات‪ ،‬بمساهمة أساتذة القسم‪  ،‬باعتبار أن هؤالء أغلبهم مارس مهنة العمل في مكتبات الجامعة‪ ،‬وبالتالي‪ ‬مساهمتهم لن تكون إال‬
‫ايجابية ‪ ،‬وذلك باقتراح مخطط يساعد على النهوض بهذه المكتبات‪ ،‬وجعلها‪  ،‬حقيقة‪ ،‬مكتبات قادرة على تحقيق أهداف الجامعة‪.‬‬

‫وقبل أن نبين ما يمكن لقسم المكتبات أن يقدمه في هذا الشأن‪ ،‬فقد رأينا أن نذكر بالظروف التي تم فيها فتح التكوين في تخصص علم‬
‫المكتبات‪ ‬والمعلوما‬

‫المزيد‬

‫أضف الى مفضلتك‬


‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التصنيفات ‪ :‬غير مصنف |‪ ‬‬

‫أرسل اإلدراج‬

‫دوّن اإلدراج‬

‫ال تعليقات‬

‫مكتبة الكونغرس‬

‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 30‬يونيو ‪ 2008‬الساعة‪ 23:44 :‬م‬


‫‪ ‬مكتبة الكونغرس وهي أكبر مكتبة في العالم تحتوي على أكثر‬
‫من مائة مليون كتاب في مختلف العلوم وفي شتى أنواع‬
‫المعرفة البشرية ‪ .‬‬
‫أضف الى مفضلتك‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التصنيفات ‪ :‬غير مصنف |‪ ‬‬

‫أرسل اإلدراج‬

‫دوّن اإلدراج‬

‫ال تعليقات‬

‫المكتبات ومراكز المعلومات‬


‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 30‬يونيو ‪ 2008‬الساعة‪ 14:19 :‬م‬

‫تواجه المكتبات ومراكز المعلومات في هذا العصر تطورات تؤدى‬


‫إلى تغيير بيئتها ‪ ،‬كما أن مستقبل المكتبات سوف تحكمه إلى‬
‫حد كبير هذه التطورات التي تحدث وتتزايد دون سابق إنذار ‪ ،‬إذ‬
‫يبدو أننا سوف نشهد نشر المزيد من مصادر المعلومات في‬
‫الشكل االلكتروني ‪ ،‬حيث تتضاءل أهميه الطباعة التقليدية‬
‫على الورق ‪.‬‬
‫ونجد هنا سؤال يفرض نفسه وهو كيف يمكن إتاحه مصادر‬
‫المعلومات االلكترونية في‪ ‬‬
‫المستقبل ؟ وما هى الةسئل التي تساعد في إسترجاع هذة‬
‫المصادر ؟ ‪ ،‬هل سيتم ذلك عبر الشبكات االلكترونية ‪ ،‬أم أنها‬
‫ستوزع على االسطوانات الضوئية المكتنزة أوغيرها من‬
‫االشكال ‪.‬‬
‫ومن مظاهر التطور الذى دخل على المكتبات تكنولوجيا النظم‬
‫الخبيرة التي أصبحت محور نقاش واسع ‪ ،‬حيث أنه ينظر إليها‬
‫باعتبارها الحل االمثل لجميع مشكالت المكتبات‬
‫ومراكزالمعلومات ‪ ،‬وذلك ألنها تمثل البديل الخبير عن االنسان‬
‫الخبير ‪.‬‬
‫كما وقد إستخدمت النظم الخبيرة في مجاالت أخرى غير‬
‫المكتبات مثل ‪-:‬البنوك ومؤسسات الحواسيب واالتصاالت عن‬
‫بعد والمستشفيات ومراكز البحوث والجامعات والمؤسسات‬
‫الحكومية وغيرها ‪.‬‬
‫وسوف نتناول في هذا التقرير المجاالت المكتبية التي تستخدم‬
‫النظم الخبيرة ‪.‬‬
‫الفصل األول‪-:‬‬
‫النظم الخبيرة‬
‫تعتبر النظم الخبيرة إحدى تطبيقات الذكاء االصطناعي التي قد تستخدم في مجاالت شتى ‪،‬وهناك من ينظر إليها باعتبارها حال ً لجميع مشكالت‬
‫المكتبات ومراكز المعلومات ‪،‬ولكن وقبل أن نبدأ في استعراض مجاالت استخدام هذه النظم البد من التعرف على ماهيتها وخواصها وغيرها من األمور‬
‫التي تتعلق بالنظم الخبيرة والتي سنوردها فيما يلي ‪ -:‬‬
‫(‪)1/1‬ماهية النظم الخبيرة ‪-:‬‬
‫يمكن أن نعرف النظم الخبيرة كما عرفها غالب عوض النوايسة(*) في كتابة “خدمات المستفيدين من المكتبات ومراكز المعلومات ” حيث قال بأن النظم‬
‫الخبيرة “هي عبارة عن نظم متقدمة جداً تستخدم أساليب اإلنسان الخبير ويتم دمجها مع خصائص اآللة الذكية باستخدام المنطق والتحليل الرياضي‬
‫لحل مشكلة ما ‪ ،‬أو أداء مهمة ‪ ،‬ويتم ذلك كما لو أن البرنامج المستعمل لذلك الغرض خبير في أعماله ومن ثم جاءت التسمية بالنظام الخبير “‬
‫وقد عرفها(*) تعريفاً آخر فقال بأنها ” برنامج بإمكانه إجراء محاكاة منطقية مع اآللة حتى الوصول إلى المطلوب ‪،‬وكأنة صاحب خبرة بشرية ذات مستوى‬
‫عال يكاد يفوق في بعض الحاالت قدرة اإلنسان “‬
‫أو”هي عبارة عن تركيبة من فهم نظري للمسألة ثم تجميع لقواعد موجهة لحل المسألة التي أظهرت الخبرة كفاءتها في المجال ‪ ،‬وتشيد النظم الخبيرة‬
‫بالحصول على المعرفة من العنصر البشري الخبير ثم تكوين هذه المعرفة بشكل يمكن أن يطبق على الكمبيوتر في مسائل شبيهة “(*)‬
‫أو”هي جملة من البرمجيات تتصرف آلياً في مجموعة من المعطيات المختصة لتولد تصرفاً خبيراً يقترب كثيراً من تصرف اإلنسان في معالجة المسائل‬
‫المعقدة “(*)‬
‫ومما سبق نستطيع أن نجمل معنى النظم الخبيرة في تعريف شامل كما يلي ‪-:‬‬
‫النظم الخبيرة ‪-:‬‬
‫هي عبارة عن تركيبة (مجموعة من البرمجيات ) تستخدم أساليب اإلنسان الخبير لتوليد تصرف خبير يساعد في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل معينة‬
‫أو معالجة مسائل معقدة ‪ ،‬وذلك لما لها من خصائص ومزايا تميزها عن سائر التطبيقات األخرى ‪.‬‬

‫(‪ )1/2‬خواص النظم الخبيرة ‪ -:‬‬


‫‪-1‬قادر على شرح قرارة وتعليلة كما يفعل اإلنسان الخبير ‪،‬‬
‫وذلك بهدف تعزيز ثقة المستخدم بالنظام ‪.‬‬
‫‪-2‬إدراج نقاط الضعف التي من الممكن أن تكون في النظام ‪،‬‬
‫وذلك عندما يقوم بشرح قرارة ‪ ،‬مما يساعد في العثور على أي‬
‫خطأ من الممكن أن يوجد في قاعدة المعرفة ‪ ،‬مما يساعد في‬
‫إصالح قاعدة معرفة النظام ‪.‬‬
‫‪-3‬إمكانية التعامل مع معلومات غير كاملة أو غامضة ‪ ،‬كما يفعل‬
‫اإلنسان الخبير ‪.‬‬
‫‪-4‬البد أن تحوي واجهة مستخدم تجعل تعليل النظام واضح‬
‫للمستخدم وغير غامض لحل المشاكل ‪ ،‬مما يحفظ الوقت‬
‫والمال والجهد ‪،‬وهذا ما يجعلنا نحتاج إلى قاعدة بيانات ضخمة ‪.‬‬
‫‪ -5‬زيادة الخبراء في المجال الذي يصنع النظام الخبير فيه ‪)*(.‬‬
‫وترى عفاف غولي (*) في دراستها أن خواص النظام الخبير‬
‫هي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬يستخدم أسلوب مقارن لألسلوب البشري في حل‬
‫المشكالت المعقدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يتعامل مع الفرضيات بشكل متزامن بدقة وسرعة عالية ‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود حل متخصص لكل مشكلة ولكل فئة متجانسة من‬
‫المشاكل ‪.‬‬
‫‪ -4‬يعمل بمستوى علمي واستشاري ثابت ال يتذبذب ‪.‬‬
‫‪ -5‬يتطلب بناؤه تمثيل كميات هائلة من المعارف الخاصة بمجال‬
‫معين ‪.‬‬
‫‪ -6‬تعالج البيانات الرمزية غير الرقمية من خالل عمليات التحليل‬
‫والمقارنة المنطقية ‪.‬‬
‫(‪)1/3‬هيكلة النظم الخبيرة ‪-:‬‬
‫تعتبر النظم الخبيرة تركيبة تتكون من عدد من القواعد لعل‬
‫أهمها تلك التي تتعلق بمستوى ذاكرة النظام من معلومات‬
‫وأحداث ومعارف وسهولة البحث فيها واالستنتاج ‪.‬‬
‫ويتكون النظام الخبير من ثالثة مكونات أساسية وهي ‪-:‬‬
‫أ‌) قاعدة األحداث ‪-:‬‬
‫وهي ذاكرة عمل النظام الخبير ‪ ،‬وتشمل على شيئين هما ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أحداث دائمة (ما نجدة في قاعدة المعطيات )‬
‫‪ -2‬أحداث خاصة بالمشكلة المطروحة ‪.‬‬
‫ب‌) قاعدة المعارف ‪-:‬‬
‫وتتكون من القواعد التي تضيف أحداثاً جديدة في قاعدة‬
‫األحداث ‪.‬‬
‫ج) محرك االستنتاجات ‪-:‬‬
‫وهو مكلف باستغالل قاعدة المعارف للتفكير في المشكلة‬
‫المطروحة ‪ ،‬إنطالقاً من محتوى قاعدة األحداث ‪)*(.‬‬
‫وترى عفاف سامي القرة غولي بأن النظم الخبيرة تتكون من‬
‫المكونات التالية ‪-:‬‬
‫أ)قاعدة المعرفة ‪-:‬‬
‫وغالباً ما يقاس مستوى أداء النظام بداللة حجم ونوعية قاعدة‬
‫المعرفة التي يحتويها وتتضمن قاعدة المعرفة مايلي‪-:‬‬
‫‪ -1‬الحقائق المطلقة ‪ -:‬التي تصف العالقة المنطقية بين‬
‫العناصر والمفاهيم ومجموعة الحقائق المستندة إلى الخبرة‬
‫والممارسة للخبراء في النظام ‪.‬‬
‫‪-2‬طرق حل المشكالت وتقديم االستشارة ‪.‬‬
‫‪ -3‬القواعد المستندة على صيغ رياضية ‪.‬‬
‫ب)منظومة آلية االستدالل ‪-:‬‬
‫وهي اإلجراءات التي تقود إلى الحل المطلوب من خالل ربط‬
‫القواعد والحقائق المعينة وتكوين خط االستنباط واالستدالل ‪.‬‬
‫ج) واجهة المستفيد ‪-:‬‬
‫وهي التي تجهز المستفيد بأدوات مناسبة للتفاعل مع النظام‬
‫خالل مرحلتي التطوير واالستخدام ‪)*(.‬‬
‫(‪)1/4‬مزايا النظم الخبيرة ‪-:‬‬
‫لخص فنلي المزايا المحتملة للنظم الخبيرة والتي أمكن‬
‫التحقق منها في اإلنتاج الفكري ‪،‬‬
‫فالنظم الخبيرة ‪-:‬‬
‫‪)1‬تتيح الخبرة النادرة على نطاق واسع ‪،‬ومن ثم تساعد غير‬
‫الخبراء على تحقيق نتائج مناظرة لتلك التي يحققها الخبراء ‪.‬‬
‫‪ )2‬تكفل للخبراء فرصة استثمار جزء من وقتهم في أنشطة‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫‪ )3‬تدعم مقومات التقييس واالطراد في مهام تفتقر نسبياً إلى‬
‫االنتظام ‪.‬‬
‫‪ )4‬توفر حواجز إنشاء مرصد بيانات معرفي ‪ ،‬في شكل دائم ‪.‬‬
‫‪ )5‬تعمل على مستوى مرتفع وبشكل مطرد ( ال تتأثر مثال ً‬
‫باإلجهاد أو عدم القدرة على التركيز )(*)‬
‫ومن مميزات النظم الخبيرة أيضاً ‪-:‬‬
‫‪-1‬التمثيل الرمزي ‪-:‬‬
‫إنها تستخدم أساسا ًرموزاً غير رقمية وهي في هذا تشكل‬
‫نقضاً للفكرة السائدة أن الحاسب ال يستطيع أن يتناول سوى‬
‫األرقام ‪.‬‬
‫‪-2‬االجتهاد ‪-:‬‬
‫أن هذه النظم في العادة ليس لها خطوات محددة يؤدي إتباعها‬
‫إلى ضمان الوصول إلى حل المسألة ‪ ،‬مما يظهرها إلى‬
‫االجتهاد ويتمثل االجتهاد في اختيار إحدى طرق الحل التي‬
‫تبدو مالئمة مع إبقاء الفرصة في نفس الوقت للتغيير إلى‬
‫طريقة أخرى في حالة عدم توصل الطريقة األولى إلى الحل‬
‫المنشود في وقت مناسب ‪.‬‬
‫‪-3‬تمثيل المعرفة ‪-:‬‬
‫حيث أنها تعبر عن تطابق بين العالم الخارجي والعمليات‬
‫االستداللية الرمزية بالحاسب ‪ ،‬ويمكن فهم هذا التمثيل‬
‫بسهولة ألنة ال يستخدم رموزاً رقمية ‪ .‬‬
‫‪-4‬البيانات غير الكاملة ‪-:‬‬
‫أي قدرة النظام على التوصل لحل المسائل حتى في حالة‬
‫عدم توفر جميع البيانات الالزمة وقت الحاجة التخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪ -5‬البيانات المضاربة ‪-:‬‬
‫أي قدر‬
‫المزيد‬

‫أضف الى مفضلتك‬


‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التصنيفات ‪ :‬غير مصنف |‪ ‬‬

‫أرسل اإلدراج‬

‫دوّن اإلدراج‬

‫ال تعليقات‬

‫المعلومات ودورها في إدارة البحوث العلمية‬

‫كتبها‪ ، azro karim ‬في ‪ 30‬يونيو ‪ 2008‬الساعة‪ 14:15 :‬م‬

‫‪                  ‬المعلومات ودورها في إدارة البحوثالعلمية‬


‫يعيش العالم اآلن فترة غير مسبوقة‪ ‬في تاريخ التطور والتقدم‪،‬‬
‫حيث تالحق المتغيرات والمتحوالت وتتصاعد قوى التغيير‬
‫في‪ ‬مواطن كثيرة من العالم وتتبدل النظم السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية مع ظهور عالم‪ ‬من التكتالت االقتصادية‬
‫بد ًء من السوق األوروبية إلى مجموعة النمور السبعة‬
‫إلى‪ ‬المنظمة العالمية للتجارة‪ .‬الكل في سباق الهث يحاول أن‬
‫يجد لنفسه مكاناً في النظام‪ ‬العالمي الجديد‪.‬‬
‫ومع تحول المجتمعات من التكنولوجيا المحدودة البسيطة‬
‫إلى‪ ‬التكنولوجيا العالمية العالية‪ ،‬والتحول من المركزية إلى‬
‫الالمركزية‪ ،‬والتحول من‪ ‬التفكير في البدائل المتعارضة‬
‫والمتنافسة على البدائل المتكاملة والمتداخلة أدت‬
‫كل‪ ‬التحوالت إلى ظهور مجتمع شبكات المعلومات ونظم‬
‫المعلومات ‪ ،‬وأثرها في دعم واتخاذالقرارات السليمة‪.‬‬
‫إنتاج المعلومات‪:‬‬
‫المؤسسات البحثية ملزمة بتسجيل‪ ‬نتائج البحوث التي‬
‫تمخضت عن التجارب التي أجرتها من أجل أن يستفيد منها‬
‫المستويات‪ ‬التالية‪: ‬‬
‫‪ -1‬شريحة الباحثين واألخصائيين ‪ :‬حيث تقيم نتائج البحوث‬
‫وبالتالي‪ ‬يعتمد عليها في دراسة نقاط أخرى وبذلك يتم إنعاش‬
‫مخازن المعلومات بشكل دائم‪. ‬‬
‫‪ -2‬صناع ومتخذين القرار ‪ :‬حيث تؤدي مؤشرات النتائج لدى‬
‫متخذين القرارات‪ ‬العتماد ميزانيات أكبر للبحوث حين تكون‬
‫مؤشرات النتائج إيجابية‪ ،‬وتالفي التجارب ذات‪ ‬النتائج السلبية‪. ‬‬
‫‪ -3‬المهنيون‪ :‬وهم العاملون المتخصصون في المجال‬
‫الذين‪ ‬يوجهون استفسارات محدودة يمكن اإلعتماد بصورة‬
‫نهائية‪.‬‬
‫‪ -4‬الجمهور العام‪ :‬وهذه فئة عريضة تغطي جميع األفراد في‬
‫جميع مناحي الحياة‪ ،‬وتشمل أعضاء الفئات‪ ‬الثالثة السابقة‬
‫حين يفرغون من التزاماتهم الوظيفية والمهنية ليواجهوا هموم‬
‫الحياة‪ ‬العادية‪.‬‬
‫المعلومات والعلمــــاء‪:‬‬
‫ة ما على ما‬‫لما كانت األبحاث ما هي إال‪ ‬محاولة إلضاف ٍ‬
‫استخرجناه من مخازن المعرفة‪ ،‬فكان البد للباحثين من‬
‫معرفة‪ ‬ما هو موجود في مخازن المعرفة هذه‪ .‬حيث أن المعرفة‬
‫المسجلة بمختلف صورها ( المرئيوالمسموع) تساعد على‬
‫اختيار أكثر المواضيع نفعاً وحداثة في مشاريع البحوث ‪،‬‬
‫وتعطي‪ ‬مقاييساً مقارنة للتحكم على جودة وجوهر العمل‪ ،‬كما‬
‫إنها تعطي تنوعاً في اختيار‪ ‬المنهجيات والتقنيات في مختلف‬
‫التخصصات‪ .‬أما من أضعف هذه المزايا فهي افتقاد جعالألعمال‬
‫أكثر فاعلية لحد مضاعفة ما تم فعله في أي مكان آخر‪.‬‬
‫أوال ً‪ :‬المعلومات كمدخالت‪:Information as Input ‬‬
‫تتمثل هذه المدخالت في جميع أنواع‪ ‬أوعية المعلومات في‬
‫المكتبــة‪ .‬فالمكتبة هي القلب النابض ألي مؤسسة بحثية‪،‬‬
‫فمتى كان‪ ‬هذا القلب قوياً متى ما انعكس هذا جلياً على نتائج‬
‫البحوث ومخرجاتها‪ .‬وتعد المكتبة‪ ‬العلمية مكتبة تخصصية‪ ،‬وذات‬
‫خصوصية متميزة في بياناتها وطرق وأساليب معالجات‪ ‬البيانات‬
‫وطرق وأساليب الخدمات ثم التقنيات المستخدمة في هذه‬
‫المجاالت‪.‬‬
‫خصوصياتها‪: ‬‬
‫‪ -1‬إنها جزء ال يتجزأ من شبكة معلومات متخصصة في مجال‪ ‬من‬
‫مجاالت العلوم ‪ .‬كالمكتبات الزراعية و المكتبات الصناعية‪. ‬‬
‫‪ -2‬هي جزء‪ ‬مكمل لشبكة قومية لنظام معلوماتي متخصص ‪،‬‬
‫وهو بدوره جزء محوري في نظام المعلوماتالوطني في‬
‫المستقبل وهذا النظام المرتقب هو نقطة محورية في نظام‬
‫المعلومات اإلقليمي‪ .. ‬واألخير هو أيضاً نقطة محورية في نظام‬
‫المعلومات العالمي‪. ‬‬
‫‪ -3‬ارتباطها‪ ‬المباشر بمراكز البحث العلمي أخذاً وعطاءاً‪. ‬‬
‫‪ -4‬متعددة ‪ ،‬تخدم شرائح‪ ‬متعددة من المستفيدين لكل شريحة‬
‫احتياجاتها العامة والخاصة المتميزة (وقد تم ذكر‪ ‬هذه الشرائح‬
‫آنفاً) ‪.‬‬
‫خدمة المعلومات‪: ‬‬
‫تعتبر خدمات المعلومات مرآة‪ ‬مراكز البحوث والمكتبات وهي‬
‫التي تعكس قدرة المكتبة أو المركز على توفير‬
‫المعلومات‪ ‬المناسبة في الوقت المناسب ‪ ،‬أي أنها دليل نجاح‬
‫أو فشل المكتبة أو المركز وتعتمد‪ ‬خدمات المعلومات على توفر‬
‫بعض العناصر مثل كفاءة وخبرة القائمين عليها ‪ ،‬توفر‪ ‬مجموعة‬
‫معتبرة من مصادر المعلومات وأخيراً وعي المستفيدين وإمكانية‬
‫تفاعلهموإفادتهم‪ .‬فخدمات المعلومات السلبية هي تلك‬
‫الخدمات التي تقوم بتوفير ما يحتاجه‬
‫المزيد‬

You might also like