You are on page 1of 38

‫قيادات قوات الدفاع الشعبى والعسكرى ادارة التربيه‬

‫العسكرية للجامعات والمعاهد الخاصه‬


‫عنوان البحث ‪:‬‬
‫تاثير فيروس كورونا على االقتصاد العالمى‬
‫والمصرى‬
‫بحث مقدم من ‪/‬‬
‫محمد خالد محمد طه‬
‫الرقم القومى‪/‬‬
‫‪32111132121103‬‬
‫رقمالطالب ‪/‬‬
‫‪1961‬‬
‫الفهرس‬
‫المقدمة‬ ‫‪‬‬
‫التكلفة االقتصادية لفايروس كورونا على االقتصاد العالمي‬ ‫‪‬‬

‫سوق النفط العالمي‬ ‫‪‬‬

‫االستجابة العالمية على صعيد السياسات‬ ‫‪‬‬

‫مواجهة حكومات العالم لفيروس كورونا المستجد‬ ‫‪‬‬

‫جهود المصارف المركزية العالمية‬ ‫‪‬‬

‫القطاع الحقيقي‬ ‫‪‬‬

‫قطاع المالية العامة‬ ‫‪‬‬

‫القطاع النقدي والمصرفي‬ ‫‪‬‬

‫جهود البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية‬ ‫‪‬‬

‫كورونا واالقتصاد المصري‬ ‫‪‬‬

‫الخالصة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫قائمة المارجع باللغة العربية‬

‫قائمة المارجع باللغة اإلنجليزية‬ ‫‪‬‬

‫المقدمة‬

‫فيروسات كورونا هي فصيلة فيروسات واسعة االنتشار يعرف أنها تسبب أم ارض اً تت اروح من نزالت‬
‫ال برد الش ائعة إلى األم ارض األش د ح دةً‪ ،‬مث ل متالزم ة الش رق األوس ط التنفس ية) ‪ (MERS‬ومتالزم ة‬
‫االلته اب الرئ وي الح اد ال وخيم )الس ارس(‪ .‬وف يروس كورون ا المس تجد) ‪ (nCoV‬ه و س اللة جدي دة من‬
‫الفيروس لم يسبق اكتشافها لدى البشر‪.‬‬

‫يختل ف فيروس كورونا عن ب اقي األوبئ ة واألم ارض ال تي أص ابت الع الم على مر الت اريخ‪ ،‬التي انحصر‬
‫تفشيها في نطاق جغ ارفي محدود حول العالم أو دولة بعينها مثل وباء سارس ف ي الصين‪ ،‬ووباء إيبوال‬
‫ف ي غ رب أفريقي ا‪ ،‬وا إلنفل ون از ا إلس بانية‪ ،‬وانفل ون از الخن ازير‪ ،‬حيث لم ت ترك ه ذه ا ألم ارض‬
‫واألوبئ ة نفس األث ر ال ذي نتج عن ف يروس ك ورون ا خالل ف ترة قص يرة ج اءت اس تجابة الص ين بف رض‬
‫الس لطات حال ة ت أهب قص وى للس يطرة على الوب اء من خالل حج ر المص ابين وع زلهم ص حي ا بعي داً عن‬
‫المناطق المأهولة بالسكان‪ ،‬كما فرضت حظر التجوال ف ي المدن الصينية ومدينة أوهان مصدر الوباء‬
‫الت ي يبلغ تعداد سكانها حوالي ‪ 11‬مليون نسمة‪ .‬مع االنتشار التدريجي للفيروس‪ ،‬أعلنت منظمة الصحة‬
‫العالمي فيروس كورونا جائحة عالمية‪ ،‬على الدول مواجهته بكل ص ارمة عن طريق اتخاذ تدابير للحد‬
‫من انتشاره وأخذ الحيطة والحذر‪ .‬أدى ذلك إلى حالة استنفار قصوى شهدها العالم‪ ،‬ما جعل الدول تنفق‬
‫أمواالً طائلة لمعالجة المرضى‪ ،‬وكذلك للحد من تفشي الوباء‬
‫‪.‬‬

‫التكلفة االقتصادية لفايروس كورونا على االقتصاد العالمي‬

‫تس بب الف ايروس في انتش ار حال ة من القل ق والخ وف الع المي‪ ،‬وق د انعكس ت حال ة القل ق ه ذه على أداء‬
‫االقتص اد الع المي‪ ،‬وأعلن خب ارء في األمم المتح دة ان التك اليف واالض ارر ال تي لحقت باالقتص اد‬
‫العالمي الناجم عن المرض قد وصلت الى نحو ‪ 05‬مليار دوالر خالل شهر شباط‪ /‬فب ارير) ‪ 0.15‬ملي ار‬
‫االتحاد األوربي ‪ 0.5،‬مليار الواليات المتحدة االمريكية ‪ 0.5،‬مليار اليابان ‪ 8.5،‬مليار كوريا الجنوبية ‪،‬‬
‫‪ 5.5‬مليار مقاطعة تايوان ‪ 5.2،‬مليار فيتنام(‪ .‬وانعكس تفشي الفايروس على انخفاض العرض الصيني من‬
‫الم دخالت الوسيطة مما أثر على القدرة التصنيعية واإلنتاجي ة‪ ،‬على س بيل المثال واجهت شركات تصنيع‬
‫السيا ارت األوروبية نقصاً فيالمكونات األساسية لعملياتها‪ ،‬وقد تجد اليابان صعوبة في الحصول على قطع‬
‫الغيار الالزمة لتجميع الكامي ارت الرقمية‪.‬‬
‫وتشير التقارير الى ان احتواء الفيروس في الصين قد تسبب بالفعل في انخفاض كبير في اإلنتا )بالرغم‬
‫من إن المدة التي انتشر فيها الفايروس هو بداية العطلة السنوية للصين(‪ ،‬وانخفض عدد سفن الحاويات من‬
‫‪ 255‬الى ‪ ،155‬انخفض نمو الصاد ارت بنحو ‪%. 5‬‬

‫وك ذلك انخفض الع رض والطلب في الع الم على أس هم بورص ات ش حن الم واد الجاف ة كم واد البن اء والس لع‬
‫األولية على غ رار ما شهدته أكثر م ارحل األزمة المالية العالمية حدة‪ ،‬بسبب ت ارجع النشاط االقتص ادي‬
‫المقترن ببذل جهود غير مسبوقة الحتواء المرض‪ .‬وليس لهذا االنخفاض مثيل في فت ارت انتشار األوبئة‬
‫السابقة أو حتى بعد هجمات ‪ 11‬سبتمبر‪.‬‬

‫وفي الس ياق ذات ه‪ ،‬أف ادت منظم ة التع اون والتنمي ة ان النم و االقتص ادي ق د ينخفض من ‪ %5.2‬الى نح و‬
‫‪ %1.0‬في ع ام ‪ 5555‬إذا انتش ر الف ايروس على نط اق أوس ع مم ا ه و موج ود حالي اً‪ .‬االم ر ال ذي ي دفع‬
‫اليابان وأوروبا للوقوع في ركود اقتصادي قوي‪ .‬وأشارت منظمة األونكتاد إلى أن تباطؤ االقتصاد العالمي‬
‫إلى أق ل من ‪ %5‬له ذا الع ام ق د يكل ف االقتص اد الع المي نح و تريلي ون دوالر‪ ،‬خالف ا لم ا ك ان متوقع ا في‬
‫أيل ول‪/‬س بتمبر الماض ي ‪،‬أي أن الع الم على عتب ة رك ود عمي ق في ظ ل اقتص اد ع المي يع اني من الهشاش ة‬
‫والضعف ‪.‬‬

‫واذا ما استمر المسار الحالي النتشار الفايروس قد يتحول الى ازمة تهوي باالقتصاد العالمي في خضم‬
‫كساد ستكون له تأثي ارت شديدة على اغلب دول العالم ال سيما النامية منها‪.‬‬
‫وقد تأثر القطاع السياحي بشكل كبير ج ارء القيود المفروضة والغاء الرحالت أثر تفشي الفايروس‪ ،‬وقد‬
‫يمث ل ه ذا االم ر اس وء ازم ة تش هدها ص ناعة الس ياحة من ذ هجم ات ‪ 11‬س بتمبر‪ /‬أيل ول‪ ،‬وربم ا يك ون ع ام‬
‫‪ 5555‬األسوء لشركات الطي ارن العالمية فإلغاء الرحالت وت ارجع عدد المسافرين وانخفاض مبيعات‬
‫التذاكر وهبوط معدالت الشحن الجوي قد تنذر بأسوء ازمة لشركات الطي ارن بالعالم‪.‬‬

‫وتعرضت أسواق المال العالمية لضغط غير مسبوق‪ ،‬فقد شهدت اضط اربات واسعة اذ شهدت صناديق‬
‫األسهموالس ندات ن زوح ‪ 25‬ملي ار دوالر خالل أس بوع واح د فق ط‪ ،‬وفق دت اس واق األس هم م ا يق ارب ‪5.0‬‬
‫تريلي ون دوالر ‪،‬كم ا ان المس تثمرين الع ازفين عن المخ اطرة س حبوا ‪ 0.2‬ملي ار دوالر من أس هم األس واق‬
‫الناشئة وهو اعلى مستوى في ‪ 25‬اسبوع اً ‪.‬‬

‫ولم تتخل ف أس واق النف ط عن ال ركب أيض اً فانخفض ت بش كل ملح وظ بس بب القل ق ال ذي س يطر على‬
‫المتع املين به ا‪ ،‬وال س يما في الص ين‪ ،‬ال ني تع د المس تهلك األك بر للطاق ة في الع الم‪ .‬اذ ت ارجعت أس عار‬
‫النف ط في بداي ة انتش ار الف ايروس إلى أق ل من ‪ 55‬دوال ار للبرمي ل‪ ،‬ومن ثم فق د أك ثر من ‪ %05‬من قيمت ه‬
‫على أث ر التفش ي الس ريع للم رض وع دم اتف اق منتجي أوب ك ‪ +‬روس يا على تث بيت اإلنت ا ليص ل الى ‪25‬‬
‫دوالر ومن ثم ارتفع قليالً ليصل الى نحو ‪ 20‬دوالر‪.‬‬

‫رار من ه ذه‬
‫وفي ظ ل ه ذا الس يناريو‪ ،‬ف إن ال دول المص درة للنف ط )ال دول الريعي ة( هي أك ثر ال دول تض ً‬
‫األوضاع وعدم االستق ارر في األسواق العالمية‪.‬‬
‫وق د س ارع ك ل من البن ك ال دولي وص ندوق النق د ال دولي الى توف ير المس اعدات لل دول النامي ة‪ ،‬اذ أعلن‬
‫صندوق النقد الدولي عن مساعدات بقيمة ‪ 05‬مليار دوالر من خالل تسهيالتهُ التمويلية التي تتيح صرف‬
‫الم وارد على أس اس عاج ل في ح االت الط وارئ للبل دان منخفض ة ال دخل وبل دان األس واق الص اعدة ال تي‬
‫ُيحتم ل أن تطلب ال دعم في ه ذا الس ياق‪ .‬وي تيح الص ندوق ألفق ر البل دان األعض اء ‪ 15‬ملي ا ارت دوالر من‬
‫ه ذا المبل غ بس عر فائ دة ص فري من خالل "التس هيل االئتم اني الس ريع"‪ ،‬فيم ا أعلن البن ك ال دولي عن إتاح ة‬
‫حزمة تمويل أولية فواًر تصل قيمتها إلى ‪ 15‬مليار دوالر لمساعدة البلدان على التغلُّب على اآلثار الصحية‬
‫واالقتص ادية لت ف ِّش ي ف يروس كورون ا‪ .‬ان الت ارج ع الكب ير في حجم التج ارة الخارجي ة وأس واق الم ال‬
‫العالمي ة‪ ،‬واض ط ارب ات أس واق النف ط وت أثير األوبئ ة أدى الى ت ارج ع خط ير في االقتص اد الع المي‪ ،‬فق د‬
‫تلوح في األفق مالمح ركود اقتصاد عالمي جديد وستكون الدول النامية األشد تضراًر‪.‬‬

‫في نفس الس ياق‪ ،‬يعت بر قط اع تص نيع الس لع المعم رة (الس يا ارت‪ ،‬ا ألدوات ا إللكتروني ة والكهربائي ة‪... ،‬‬
‫إلخ) من القطاعات الرئيسة في العالم‪ ،‬باألخص في االقتصادات الناشئة التي يتمركز أغلبها في شرق آسيا‬
‫مثل الصين‪ ،‬واليابان‪ ،‬وكوريا الجنوبية التي ف ي األساس من أوائل الدول التي أصابها الوباء‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الش ركات الص ناعية الك برى في ال دول األوروبي ة والوالي ات المتح دة األمريكي ة‪ .‬علي ه ف إن انقط اع‬
‫اإلم دادا ت نتيجةلتفش ي الف يروس‪ ،‬من المتوق ع أن ي ؤدي إلى تب اطؤ العملي ة اإلنتاجي ة‪ ،‬مم ا ي ؤدي إلى‬
‫صدمات عرض أكبر في دول العالم‪.‬‬

‫سوق النفط العالمي‬


‫في هذه الجزئية سيتم تناول اآلثار التي تركها فيروس كورونا على سوق النفط العالمي من خالل تسليط‬
‫الضوء على جانبي الطلب والعرض للسوق فض الً عن البنية التحتية لقطاع النفط المتمثلة في نقل البترول‬
‫التي طالتها تداعيات تفشي كورونا‪.‬‬

‫قبل تفشي كورونا سجلت الزيادة في مستويات الطلب العالمي على النفط انخفاضا في عام ‪ 5512‬لتصل‬
‫إلى ح والي ‪ 5.552‬ملي ون برمي ل يومي ا بم ا يعكس تب اطؤ النش اط االقتص ادي الع المي‪ .‬في أعق اب انتش ار‬
‫فيروس كورونا‪ ،‬قامت منظمة األوبك بم ارجعة تقدي ارتها لمعدل نمو الطلب العالمي على النفط بالخفض‬
‫في ش هر م ارس إلى نح و ‪ 5.55‬ملي ون برمي ل في الي وم‪ ،‬مم ا يعكس تب اطؤ النم و االقتص ادي الع المي‬
‫المرتبط بانتشار فيروس كورونا خار الصين‪ .‬كان النتشار الفيروس تأثي ارت سلبية على حركة النقل‬
‫والطلب على الوق ود في عدد من القطاعات االقتصادية ومن أهمها الصناعة في مختلف البلدان والمناطق‬
‫األخرى خار الصين‪ ،‬مثل اليابان وكوريا الجنوبية ودول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية في أوروبا‬
‫اء علي ه‪ ،‬من المتوق ع أن يبل غ الطلب اإلجم الي على النف ط ‪ 22.92‬ملي ون برمي ل في‬
‫والش رق األوس ط‪ .‬بن ً‬
‫اليوم في عام من جانب آخر‪ ،‬تم تعديل توقعات الزياد ة في مستويات المعروض النفطي العالم ي في عام‬
‫‪ 555‬بمقدار ‪ 5.52‬مليون برميل يوميا ليصل إلى حوالي ‪ 1.22‬مليون برميل يومي اً‪ ،‬الجدير بالذكر‪ ،‬أن‬
‫وعم ان‪ ،‬في حين تم‬
‫المنظم ة ق امت بم ارجع ة اإلنت ا بالزي ادة في ك ل من روس يا‪ ،‬وتايالن د‪ ،‬واندونيس يا‪ُ ،‬‬
‫تع ديل اإلنت ا بالنقص ان ف ي الوالي ات المتح دة‪ ،‬والص ين ‪،‬والمكس يك‪ ،‬وكولومبي ا‪ ،‬وال نرويج‪ ،‬وأذربيج ان‪،‬‬
‫وماليزيا‪.‬‬
‫أشارت منظمة األوبك في تقريرها الشهري الصادر ف ي مارس ‪ 5555‬إلى أن أسواق المنتجات النفطية‬
‫في الوالي ات المتح دة‪ ،‬وا التح ا د ا ألوروبي ت أثرت س لبيا بتفش ي الوب اء ال س يما وق ود الط ائ ارت نتيج ة‬
‫لالضط اربات التي لحقت بقطاع النقل الجوي بعد انتشار الفيروس خار الصين‪ .‬كما تأثر صافي إي اردا‬
‫ت مصافي التكرير النفطية في عدد من المناطق حول العالم خاصة في آسيا‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬تأثر قطاع‬
‫النق ل النفطي س لبا ب التطوارت المرتبط ة بتفشي فيروس كور ون ا مم ا أدى إلى توقع ات غ ير تفاؤلي ة بش أن‬
‫مستقبل إنتا ونقل النفطالعالمي‪ ،‬حيث أدت االضط اربات الناجمة عن التدابير ال ارمية إلى وقف تفشي‬
‫الوباء في الصين إلى انخفاض حاد في األنشطة االقتصادية‪ ،‬بما في ذلك تشغيل المصافي‪ ،‬مما أثر على‬
‫واردات النفط الخام وأسعار الشحن‪.‬‬

‫سوق العمل‬

‫تأثرت القوى العاملة في قطاعي السياحة والنقل باعتبارهما أكثر القطاعات تضراًر من تفشي الفيروس‪،‬‬
‫غ ير أن األث ر امت د ليش مل الع املين في مج االت عم ل أخ رى ت أثرت الحق ا بالت دابير االحت ارزي ة ال تي‬
‫أعلنته ا الحكوم ات ال تي قض ت ب إغالق المح ال التجاري ة‪ ،‬ومناطق التسوق‪ ،‬واألم اكن الترفيهي ة‪ ،‬علما ب أن‬
‫العاملين في هذه القطاعات غالبيتهم من العمالة الحرة والمؤقتة‪.‬‬

‫علي ه‪ ،‬ف إن ت داعيات ف يروس كورون ا س وف تنعكس ع ل ى س وق العم ل كونه ا ستؤدي إلى تسريح العمال ة‬
‫المؤقتة التي تتقاضى أجواًر ضئيلة‪ ،‬فضالً عن تخفيض ساعات العمل‪ ،‬بالتالي انخفاض دخل الفرد للعمالة‬
‫المؤقت ة ‪.‬في المقاب ل‪ ،‬س وف يك ون مس توى ت أثر العمال ة الم اهرة في الوظ ائف الدائم ة في القط اعين الع ام‬
‫والخاص أقل نسبيا خالل ا ألجلين القصير والمتوسط ‪ ،‬نظ اًر لوجود بدائل أخرى للتواصل‪ ،‬مثل العمل‬
‫عن بعد والعمل من المنزل باستخدام التقنيات الحديثة المتاحة الذي دخل حيز التنفيذ ت ازمنا مع إعالن‬
‫الدول الحجر الصحي‪.‬‬

‫في هذا السياق‪ ،‬أشارت منظمة العمل الدولية إلى أن التداعيات االقتصادية للفيروس قد تتسبب في فقدان م ا‬
‫يصل إلى ‪ 50‬مليون وظيفة في العالم‪ .‬استندت توقعات المنظمة على ثالث فرضيات‪ ،‬األولى متفائلة تشير‬
‫إلى أن ع دد الع اطلين عن العم ل بس بب تفش ي الف يروس سيص ل إلى ‪ 0.2‬ملي ون عاط ل‪ ،‬في حين تش ير‬
‫الفرض ية الثاني ة غ ير المتفائل ة إلى فق دان ‪ 58.9‬ملي ون ش خص وظ ائفهم في الف ترة القادم ة‪ ،‬أم ا الفرض ية‬
‫المعتدلة ف تتوقع أن يصل عدد الوظ ائف المفق ودة إل ى ‪ 12‬ملي ون وظيف ة االستجابة العالمية على صعيد‬
‫السياسات‬

‫وباء عالمي اً ‪،‬اتجهت المنظمات الدولية إلى توظيف‬


‫بمجرد إعالن منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا ً‬
‫مواردها لمصلحة الدول ا ألعضاء للحد من انتشار الوباء‪ .‬حيث قامت المنظمة بالتعاون مع مؤسسة األمم‬
‫المتح دة ‪ ،‬ومؤسس ة األعم ال الخيري ة السويس رية بإنش اء ص ندوق االس تجابة التض امنية‪Solidarity‬‬
‫‪ Response Fund‬لمساعدة الدول ا ألعضاء على مواجهة الفيروس‪ .‬حيث يتيح الصندوق‪ ،‬وهو األول‬
‫من نوع ه دولي اً ‪،‬لألف ارد والش ركات والمؤسس ات الخاص ة في أي مك ان في الع الم المس اهمة بش كل‬
‫مباشر في جهود االستجابة العالمية‪.‬‬
‫مواجهة حكومات العالم لفيروس كورونا المستجد‬

‫يتن اول ه ذا الج زء الجه ود ال تي تب ذلها حكوم ات الع الم للح د من انتش ار ف يروس كورون ا بم ا فيه ا دول‬
‫مجموعة العشرين‪ ،‬وا التحاد األوروبي‪ ،‬وبعض الدول ا إلفريقية‪ ،‬ودول أمريكا الالتينية‪ .‬ما يجدر ذكره‪،‬‬
‫أن أغل ب حزم التحفيز المالي التي أعلنتها الدول تم توجيهها إلى تقوية ب ارمج الحماية االجتماعية‪ ،‬مثل‬
‫التحويالت النقدية المباشرة لدعم األسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود‪ ،‬باإلضافة إلى دعم ب ارمج الضمان‬
‫االجتماعي والضمان الصحي‪.‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬أعلنت الواليات المتحدة األمري كية عن حزمة تحفيز تعتبر األكبر في تاري خها لدعم‬
‫األف ارد وقط اع األعم ال في مواجه ة التب اطؤ االقتص ادي الن اتج عن تفش ي كورون ا بقيم ة ‪ 5.2‬تريلي ون‬
‫دوالر‬

‫مايع ادل ‪ 11‬في المائ ة من الن اتج المحلي االجم ال ي‪ .‬في اس ت ارلي ا‪ ،‬وافقت الحكوم ة على مجموع تين‬
‫من حزم التحفيز االقتصادي بقيمة ‪ 128‬مليار دوالر است ارلي ما يعادل ‪ 2.9‬في المائة من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي‪ ،‬بحيث يتم توجيهها لدعم األسر الفقيرة‪ ،‬والمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬كما قدمت الحكومة‬
‫الكن دي ة حزم ة من التحفي ازت الض ريبية قيم ة ‪ 122‬ملي ار دوالر كن دي م ا يع ادل ‪ 5.8‬ف ي المائ ة من‬
‫الن اتج المحلي اإلجم الي ل دعم النظ ام الص ح ي‪ ،‬بم ا يش مل االختب ا ارت الطبي ة‪ ،‬وتط وير اللقاح ات‪ ،‬وا‬
‫إلم دادات الطبي ة بقيمة‪ 3.2‬ملي ار دوالر كن دي‪ .‬باإلض افة إلى مبل غ ‪ 150‬ملي ار دوالر كن دي كمس اعدات‬
‫ماش رة ق دم ته ا الحكوم ة الكندي ة دعم ا لألس ر الفق يرة‪ ،‬فض الً عن مبل غ ‪ 50‬ملي ار دوالر ل دعم الش ركات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ .‬في جورجيا‪ ،‬أعلنت الحكومة عن حزمة دعم بقيمة ‪ 5‬مليار الري جور ي تعادل ‪8‬‬
‫في المائ ة من الن اتج المحلي اإلجم الي تش مل ت أ جي ل دف ع االس تحقاقات الض ريبية على دخ ل ا ألف ارد‬
‫والش ركات الص غيرة والمتوس طة العامل ة في قط اع الس ياحة ح تى نوفم بر ‪ ، 5555‬وزي ادة نظ ام ض مان‬
‫االئتم ان‪ ،‬وزي ادة اإلنف اق ال أرس مالي‪ .‬كم ا ق ررت الحكوم ة أنه ا س تموألي زي ادة مطلوب ة في اإلنف اق‬
‫الصحي‪.‬‬

‫من ناحي ة أخ رى‪ ،‬ق دمت الحكوم ة الفرنس ية حزم ة مالي ة بقيم ة ‪ 80‬ملي ار ي ورو ( ‪ 5‬في المائ ة من الن اتج‬
‫المح ل ي اإلجم الي) ل دعم س يولة االقتص اد‪ ،‬ومبل غ ‪ 215‬ملي ار ي ورو( ح والي ‪ 18‬في المائ ة من الن اتج‬
‫المحلي االجم الي) كضمانات للقروض المصرفية الممنوحة للقطاع الخاص بهدف تبسيط وتعزيز التأمين‬
‫الص حي للمرض ى ومق دمي الرعاي ة لهم‪ ،‬وزي ادة اإلنف اق على اإلم دادات الطبي ة‪ ،‬ودعم الس يولة من خالل‬
‫تأجي ل م دفوعات الض مان االجتم اعي والض ارئب على الش ركات‪ ،‬وال دعم النق دي المباش ر للمش اريع‬
‫الص غيرة والمتوس طة‪ .‬ك ذلك أعلنت الحكوم ة األلماني ة عن حزم ة إنف اق وتحفي ازت ض ريبية بقيم ة ‪105‬‬
‫ملي ار ي ورو ‪ 8.2‬ف ي المائ ة من الن اتج المح ل ي االجم ال ي) ل دعم الرعاي ة الص حية‪ ،‬وتعزي ز البني ة‬
‫التحتية للقطاع الصحي‪ ،‬وتوسيع نطاق استحقاقات رعاية األطفال لألسر ذوي الدخل المنخفض‪ ،‬كما أعلنت‬
‫عن ‪ 05‬ملي ار ي ورو ل دعم أص حاب المش روعات الص غيرة والمتوس طة على مس توى أمريك ا الالتيني ة‪،‬‬
‫رص دت األرجن تين ح والي ‪ 1.5‬في المائ ة من ناتجه ا اإلجم الي ووجهت ه إلى زي ادة اإلنف اق على قط اع‬
‫الص حة‪ ،‬ودعم األس ر الفق يرة من خالل التح ويالت النقدي ة المباش رة‪ ،‬وزي ادة اس تحقاقات الضمان االجتماع‬
‫ي‪ ،‬باإلض افة إل ى دعم القطاع ات المتض ررة من تفش ي الف يروس‪ .‬في الب ارزي ل أعلنت الس لطات عن‬
‫دعم نقدي مؤقت لألسر الفقيرة‪ ،‬واعفاءات ضريبية مؤقتة وخطوط ائتمان مباشرة للشركات بهدف حماية‬
‫القوى العاملة لديها‪ ،‬وتحويالت جديدة من الحكومة اإلتحا دية إلى حكومات الواليات لدعم اإلنفاق الصحي‪.‬‬
‫ف ي تش يلي‪ ،‬ق دمت الس لطات حزم ة من الت دابير المالي ة تص ل إلى ‪ 11.90‬ملي ار دوالر أم ريكي ح والي‬
‫‪ 8.9‬في المائة من الناتج المحلي اإلجماليلدعم العمالة وسيولة الشركات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬حيث تشمل‬
‫مجموعة التدابير زيادة اإلنفاق على الرعاية الصحية‪ ،‬وتعزيز اإلعانات واستحقاقات البطالة‪ ،‬وحزمة من‬
‫التحفي ازت الض ريبية‪ .‬من ناحي ة أخ رى‪ ،‬أنش ئت الحكوم ة الكولومبي ة الص ندوق الوط ني للط وارئ ال ذي‬
‫س يتم تمويل ه جزئي ا من الص ناديق اإلقليمي ة والدولي ة‪ .‬وأعلنت الحكوم ة ك ذلك عن دعم إض افي لمي ازني ة‬
‫الصحة‪ ،‬إضافة إلى فتح خط ائتمان جديد يوفر دعم السيولة لجميع الشركات العاملة في قطاع السياحة‪.‬‬

‫على الرغم من عدم اكتشا ف حاالت إصابة كثيرة في أفريقيا جنوب الصح ارء‪ ،‬إال أن الدول األفريقية‬
‫اتخذت إج ارءات احت ارزية تحسبا لتفاقم األزمة‪ .‬في بنين على سبيل المثال‪ ،‬وصلت حزمة التدابير‬
‫المالية التي قدمتها السلطات إلى حوالي ‪ 19‬مليون دوالر أمريكي ( ‪ 5.1‬في المائة من الناتج المحل ي‬
‫االجمال ي)‪ ،‬وتتطلعالسلطات إلى تعزيز التدابير باالعتماد على دعم المانحين‪ .‬في بوتسوان ا‪ ،‬رصد ت‬
‫الحكومة حوالي‪ 2‬ملياربوال بوتسوانية ما يعادل ‪ 1.1‬في المائة من الناتج المحل ي اإلجمالي لمواجهة‬
‫تداعيات األزمة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬تدرس الحكومة في بوركينافاسو التدابير المالية الممكن اتخاذها والتي‬
‫من شأنها معالجة اآلثار االجتماعية واالقتصادية من تفشي الفيروس‪ ،‬حيث تم إعداد خطة لالستجابة‬
‫لحاالت الطوارئ في القطاع الصحي‪ ،‬وتعزيز القد ارت البشرية والتقنية للمستشفيات العامة‪ ،‬وتوسيع قد‬
‫ارت الكشف عن الحاالت المصابة بالفيروس‪ ،‬وش ارء اإلمدادات الطبية لتيسير تنفيذ تدابير النظافة‬
‫الصحية‪ .‬في بورندي‪ ،‬لم يتم اإلعالن رسميا عن أي تدابير مالية لعدم اكتشاف حاالت إصابة‪ ،‬إال أن‬
‫الحكومة أعلنت أن الخطة االسعافية الطارئة قد تكلف حوالي ‪ 55‬مليون دوالر ( ‪ 5.2‬في المائة من الناتج‬
‫المحل ي االجمال ي) مع إمكانية تعزيز الدعم المالي في حال تم اإلبالغ عن أي حالة إصابة بالفيروس‪.‬‬
‫في الكاميرون‪ ،‬أعلنت الحكومة عن حزمة مالية بلغت ‪ 11‬مليون دوالر ( ‪ 5.1‬في المائة من الناتج‬
‫المحلي) عبر البرنامج ا إلسعافي الطارئ الذي أعلنته السلطات الكاميرونية‪ .‬تت ازمن الزيادة في اإلنفاق‬
‫الصحي وغيره من النفقات المتعلقة باألزمات مع انخفاض اإلي اردات النفطية وغير النفطية بس بب‬
‫تباطؤ االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫جهود المصارف المركزية العالمية‬

‫على مستوى المصارف المركزية العالمية‪ ،‬خفض عدد كبير منها معدالت الفائدة النقدية لتحفيز الطلب الكل‬
‫ي‪ ،‬لمواجهة فيروس كورون ا وفي مقدمتها مجلس االحتياطي الفيد ارلي األمريكي‪ ،‬وبن ك كن دا المركزي‪،‬‬
‫وبنك إنجلت ار حيث خفضوا معدل سعر فائدة السياسة النقدية بواقع نصف نقطة مئوية ف ي ‪ 2‬مارس‬
‫اء على‬
‫‪ 2020‬كردة فعل على المخاطر المتنامية بسبب الفيرو س‪ .‬ففي الواليات المتحدة األمريكية وبن ً‬
‫الق ارر الطارئ للجنة السياسات النقدية ببنك االحتياطي الفيد ارلي تم تبني حزمة واسعة من الق ارارت‬
‫لتيس ير السياس ة النقدي ة والتش ج ي ع على االقت ارض ومنح م ازي ا تفض يلية للمقترض ين من المص ارف‬
‫األمريكي ة في نفس الس ياق‪ ،‬بع د ي وم واح د فق ط من تخفيض مجلس االحتي اطي الفي د ارلي األم ريكي لس عر‬
‫الفائدة‪ ،‬أعلن بنك كندا المركزي كذلك تخفيض سعر الفائدة النقدية بواقع ‪ 5.0‬نقطة مئوية لتعزيز مناعة‬
‫االقتصاد الكندي ضد فيروس كورونا‪ .‬كما قدم بنك الصين الشعبي حزمة تحفي ازت للمصارف التجارية‬
‫من خالل تخفيض نسبة االحتياطي القانونيللمصارف التجارية بما يت اروح بين ‪ 5.0‬إلى ‪ 1‬نقطة مئوية‪،‬‬
‫مما سمح بتوفير ما يعادل ‪ 92‬مليار دوالر لتحفيزاالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫كما كان للمصارف المركزية في الدول االسكندنافية دواًر في حزم التحفيز التي قدمتها غالبية دول العالم‪،‬‬
‫حيث خفض بن ك ال نرويج المرك زي س عر فائ دة السياس ة النقدي ة بح والي نص ف نقط ة مئوي ة مم ا أدى إلى‬
‫انخف اض تك اليف اإلق ارض باإلض افة إلى تق ديم تس هيالت ائتماني ة عاجل ة للقط اع المص رفي ألج ل ثالث ة‬
‫أش هر‪ .‬في حين ض خ بن ك الس ويد المرك زي أم واالً بلغت قيمته ا ‪ 01‬ملي ار دوالر في القط اع المص رفي‬
‫لتمكين المصارف السويدية من تقديم التموي ل الالزم للشركات المحلي ة لتوفير المستلزمات الطبية الالزمة‬
‫للح د من انتش ار الف يروس‪ .‬في نفس الس ياق‪ ،‬خفض بن ك الياب ان المرك زي من س عر فائ دة السياس ة النقدي ة‪،‬‬
‫فيما تدرس الحكومة اليابانية إمكانية تقديم تخفيضات إضافية والمزيد من تحفيز الظروف النقدية‪ .‬كما لجأ‬
‫بن ك االرجن تين المرك زي إلى تخفيض نس بة االحتي اطي النق دي الق انوني على االئتم ان المص رفي لألس ر‬
‫الفقيرة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬كما خفض البنك المركزي الب ارزيلي سعر الفائدة بمقدار‪50‬‬
‫نقطة أساس إلى أدنى مستوى تاريخي وهو ‪ 2.90‬في المائة‪ .‬كما أعلن عن حزمة من القروض المدعومة‬
‫بس ندات القط اع الخاص ة للمؤسس ات المالي ة‪ .‬وخفض البن ك االحتي اطي األس ت ارلي س عر الفائ دة النقدي ة‬
‫مرتين في مارس ‪ 5555‬بمقدار ‪ 50‬نقطة أساس ليصل إلى ‪ 5.50‬في المائة‪ ،‬كما أعلن كذلك عن خفض‬
‫العائ د على الس ندات الحكومي ة ألج ل ‪ 2‬س نوات بنح و ‪ 5.50‬بالمائ ة من خالل ش ارء س ندات حكومي ة في‬
‫السوق الثانوية ‪.‬‬
‫في السياق ذاته‪ ،‬با إلضافة إلى تخفيض سعر فائدته النقدية بواقع ‪ 50‬نقطة أساس إلى ‪ 5.1‬في المائة‪ ،‬قدم‬
‫بنك انجلت ار المركزي حزمة من الحوافز لدعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوس طة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تخفيض متطلب ات أرس الم ال للمص ارف البريطاني ة‪ .‬ه ذه اإلج ارءات من ش أنها توف ير م وارد إض افية‬
‫للمصارف البريطانية بما يمكنها من توجيه االئتمان للقطاع المنزلي األف ارد واألسر وقطاع األعمال‪.‬‬

‫الش ركات في المملك ة المتح دة خالل ف ترة تفش ي ف يروس كورون ا‪ .‬كم ا س يتبع بن ك إنجلت ار آلي ة لم ارقب ة‬
‫المصارف حول مدى قدرتها على توظيف هذه الموارد ف ي مصلحة ا ألف ارد والشركات ضد تداعيات‬
‫الفيروس‪ .‬وفي الوقت الذي أعلنت فيه غالبية المصارف المركزية العالمية خفض معدالت فائدتها النقدية‪،‬‬
‫تحف ظ البن ك المرك زي األوروبي على االس تجابة لتفش ي ف يروس كورون ا بنفس النهج ال ذي اتبع ه البن ك‬
‫االحتياط ي الفيد ارلي‪ ،‬حيث أبقىعلى معدالت الفائدة دون تغيير ف ي حدود سالب ‪ 5.0‬ف ي المائة‪ ،‬ف‬
‫ي حين بل غ س عر فائ دة إع ادة الش ارءص ف اًر‪ ،‬حيث اتخ ذ منحى آخ ر من خالل االعتم اد على عملي ات‬
‫التيس ير الكمي م ع إب ق اء أس عار الفائ دة كم ا هي دون تغي ير بض خ أم وال من خالل التوس ع في ش ارء‬
‫السندات الحكومية وش ارء سندات القطاع الخاص بقيمة ‪ 155‬مليار يورو حتى نهاية العام ‪ 5555‬مما ع‬
‫زز من مستوى السيولة المصرفية لدى البنوك األوروبية ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قدم البنك المركزي األوروبي حزمة من التسهيالت االئتمانية للمصارف األوروبية مع‬
‫تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة على االقت ارض بأسعار فائدة تيسيري ه‪ .‬كما عزز البنك في‬
‫‪ 15‬م ارس ‪ 5555‬تس هيالته االئتماني ة في مواجه ة ف يروس كورونا بتق ديم ‪ 905‬ملي ار ي ورو عبر برنامج‬
‫تموي ل ط ارئ تم إنش ائه له ذا الغ رض ‪Pandemic Emergency Purchase Programme‬‬
‫)‪(PEPP‬استدرك مجلس االحتياطي الفد ارلي األمريكي الحقا ضرورة تعزيز الخطوة التي اتخذها مسبقا‬
‫في مواجهة الفيروس بتخفيض سعر الفائدة بواقع نص ف نقطة مئوية من خالل إطالق برنامج تيس ير كمي‬
‫بقيمة ‪ 955‬مليار دوالر من خالل ش ارء سندات خ ازنة أمريكية ف ي حدود ‪ 055‬مليار دوالر‪ ،‬إضافة‬
‫إلى أوارق مالية كضمان لرهونات عقارية ف ي حدود ‪ 555‬مليار دوالر ‪.‬‬

‫القطاع الحقيقي‬

‫من المتوقع تأثر مستويات النشاط االقتصادي في الدول العربية نتيجة انتشار الفيروس من خالل عدد من‬
‫القنوات لعل من أهمها تأثر مستويات الطلب الخارجي التي تساهم بنحو ‪ 85‬في المائ ة من الطلب الكلي في‬
‫الدول العربية عالوة على تأثر االنتا في عدد من القطاعات االقتصادية األساسية التي تسهم بنحو ‪ 55‬في‬
‫المائ ة من الن اتج المحلي اإلجم الي‪ .‬ك ذلك من المتوق ع ت ارج ع ا إلنف اق االس تهالكي واالس تثماري بس بب‬
‫انتشار الفيروس وحاالت إغالق األسواق والمناطق الترفيهية‪ ،‬وهو ما سينعكس على بعض االستثما ارت‬
‫في المرحلة المقبلة ‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬تأثر الق ارر االستثماري بعدم اليقين بخصوص ما سيؤول إليه الوضع خالل الشهور‬
‫المتبقي ة من ع ام ‪ 5555‬وه و م ا ق د ي ؤدي إل ى ت أثر المش اريع االس تثمارية القائم ة والمخط ط له ا‪ ،‬نتيج ة‬
‫تباطؤ النمط االستهالكي‪.‬‬

‫قطاع المالية العامة‬


‫من المتوقع أن تواجه الدول العربية خالل عام ‪ 5555‬تحديات ذات صلة بتداعيات فيروس كور ونا على‬
‫أوضاع المالية العامة‪ ،‬وقد تمتد إلى العام القادم نظ اًر لحجم ا إلنفاق الحكومي المت ازيد للحد من انتشار‬
‫الفيروس ‪،‬وتبقي األسعار العالمية للنفط أحد المحددات التي تستند إليها تقدي ارت الموازنة العامة ف ي‬
‫الدول العربية‪ ،‬وهو ما قد يتطلب م ارجعة موازناتها العامة نظ اًر لالنخفاض المفاجئ لسعر برميل النفط‬
‫إلى حدود‬

‫‪ 25‬دوالر لل برمي ل في م ارس ‪ ، 5555‬فض الً عن حجم ا إلنف اق الط ارئ على المس تلزمات الطبي ة‬
‫والقط اع الص حي ال تي ق د تت ازي د بع د المح اوالت الجاري ة باكتش اف أمص ال وأدوي ة لعال ا ألع ارض‬
‫الناتجة عن فيروس كورونا‪ ،‬فضالً عن التحديات القائمة في هذه الدول قبل ظهور الفيروس‪ .‬على مستوى‬
‫الدول المصدرة للنفط‪ ،‬من المتوقع أن يؤدى انخفاض األسعار العالمية للنفط إل ى إج ارء تعديالت على‬
‫تقدي ارت موازنة العام ‪ 5555‬التي دخلت حيز التنفيذ‪ .‬هذا من شأنه أن يقلل من اإلي اردات الحكومية‬
‫للدول ة ويتس بب ف ي عج وازت مالي ة أك بر مم ا ك انت علي ه في الس نوات الس ابقة‪ .‬بالت الي لتموي ل العج ز‬
‫المالي الذي تركه حجم ا إلنفاق الطارئ عل ى الفيروس‪ ،‬قد تلجأ الدول العربية المصدرة للنفط في األجل‬
‫الطويل إلى مصادر تمويل أخرى‪ ،‬مثل الزيادة في اإلي اردات الضريبية وتنويع الهياكل االقتصادية‪.‬‬

‫من ناحي ة أخ رى‪ ،‬على ال رغم من حجم اإلنف اق الكب ير لل دول المص درة للنف ط وب األخص دول مجلس‬
‫التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬فإنها قد تستفيد من ميزة الصناديق السيادية التي كونتها من فوائضها المالية‬
‫الناتجة عن ارتفا ع أسعار النفط في سنوات سابقة التي يبلغ إجمالي حجم أصولها ‪ .559295‬مليار دوالر‬
‫أمري ك ي من ناحي ة أخ رى‪ ،‬تواج ه ال دول العربي ة المس توردة للنف ط ظ روف ا اس تثنائية تتمث ل في عج ز‬
‫الموازن ات العام ة وربم ا تك ون الفرص ة س انحة لالس تفادة من االنخف اض المف اجئ في أس عار النف ط لتحقي ق‬
‫وف رة مالي ة باعتب ار أن تق دي ارت موازن ة ‪ 5555‬ال تي أج ريت في ع ام ‪ 5512‬ق د ُب نيت على فرض يات‬
‫أسعار مرتفعة نسبيا عن األسعار الحالية ‪،‬وبالتالي هناك إ مكانية للدول المستوردة للنفط لعكس هذه الوفرة‬
‫المتوقع ة من فروق ات أس عار النف ط لتموي ل ح زم التحف يز والت دابير التعويض ية وب األخص دعم األف ارد‬
‫والشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في المجاالت المتضررة على أرسها النقل الجوي والسياحة‪ ،‬أو قد‬
‫تلج أ إلى زي ادة حجم اإلنف اق على القط اع الص حي وخ دمات الرعاي ة االجتماعي ة‪ ،‬والض مان االجتم اعي‬
‫والتحويالت النقدية المباشرة‪ .‬يعتبر انخفاض أسعار النفط ميزة سوفتمكن بعض الدول العربية المستوردة‬
‫للنفط التي تتبني عملية التحول التدريجي من الدعم غير المباشر على السلع والخدمات األساسية إلى الدعم‬
‫النقدي المباشر الموجه إلى مستحقيه‪.‬‬

‫الدين العام‬

‫في ِخضم التطوارت المتسارعة في االقتصاد العالمي في ظل تفشي فيروس كورونا‪ ،‬يعتبر موضوع الدين‬
‫العام أحد أهم األدوات التي لجأت إليها الدول العربية للتصدي لجائحة كورونا‪ .‬فباإلضافة إلى العديد من‬
‫اإلج ارءات التي تم تبنيها من قبل البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية من أجل توفير السيولة الالزمة‬
‫للجهاز المصرفي لدعم القطاع الخاص‪ ،‬هناك بعض المقترحات بإصدار سندات دين حكومية لدعم جهود‬
‫الدول العربية لتوفير التمويل المطلوب لمواجهة هذا الوباء‪ .‬حيث يمثل تفشي فيروس كورونا عبئا إضافيا‬
‫على حجم الدين العام في الدول العربية سيما وأن اإلج ارءات الحالية سوف تؤدي إلى زيادة إجمالي الدين‬
‫العام كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي خالل األعوام القادمة‪ .‬في المغرب‪ ،‬أشارت الحكومة المغربية إلى‬
‫إمكانية تجاوز سقف الدين العام لعام ‪ 5555‬بنحو ‪ 2‬مليا ارت دوالر أمريكي بسبب جائحة كورونا‪ .‬من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬بدأت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية النظر في إصدار سندات دين لدعم جهودها‬
‫في التص دي لجائح ة كورون ا‪ ،‬حيث أص درت قط ر س ندات س يادية بقيم ة ‪ 15‬ملي ار دوالر‪ .‬كم ا ش رعت‬
‫الكويت في اج ارء بعض التعديالت على قانون الدين العام يسمح للحكومة باقت ارض حوالي ‪ 50‬مليار‬
‫دينار كويتي وكانت االما ارت قد أعلنت في عام ‪ 5512‬عن إصدار سندات اتحادية في ‪ 5555‬وذلك وفقا‬
‫لمرس وم الق انون االتح ادي رقم ‪ 2‬لس نة ‪ 5515‬في ش أن ال دين الع ام وال ذي يمكن الحكوم ة االتحادي ة من‬
‫إص دار الس ندات الس يادية‪ ،‬ومس اعدة القط اع المص رفي على تلبي ة قواع د الس يولة الدولي ة بمج رد إص دارها‬
‫وتطوير سوق األوارق المالية‪.‬‬

‫القطاع النقدي والمصرفي‬

‫عن د قي ام البن ك المرك زي ب إعالن الم ؤش ارت الكمي ة لسياس ته النقدي ة‪ ،‬يتب ادر إلى ال ذهن قن وات انتق ال‬
‫السياسة النقدية سعر الفائدة‪ ،‬االئتمان المحلي‪ ،‬وأسعار األصول إلى القطاع الحقيقي حيث يظه ر األثر على‬
‫معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي ومعدالت التضخم ‪ .‬في هذا الصدد‪ُ ،‬يالحظ أن غالبية حكومات العالم قد‬
‫لج أت إلى أد وات السياس ة النقدي ة في مجابه ة ف يروس كورون ا‪ ،‬حيث لج أ البعض إلى أس عار الفائ دة‬
‫وتوظي ف عملي ات الس وق الم فتوح ة‪ ،‬في حين لج أ البعض اآلخ ر إلى اس تخدام نس بة االحتي اطي النق دي‬
‫الق انوني لزي ادة قدرةالمص ارف التجاري ة على منح التموي ل‪ .‬في ه ذا اإلط ار لج أت غالبي ة المص ارف الم‬
‫ركزي ة ومؤسس ات النق د العربي ة إلى خفض أس عار الفائ دة النقدي ة ف ي ٍ‬
‫آن واح د حيث أن ك ل ج والت‬
‫الخفض تمت خالل شهر مارس من عام ‪ 5555‬وبنسب متقاربة من بعضها البعض‪ ،‬وهو ما من شأنه دعم‬
‫مستويات السيولة التي تأثرت عام ‪ 5512‬بظروف تباطؤ النشاط االقتصادي في عدد من الدول الع ربية‪.‬‬

‫من جانب آخر‪ ،‬اتخذت الدول العربية سياسات تحفيزية على مستوى السياسة النقدية لدعم الطلب المحلي‬
‫في االقتصاد عن طريق السياسة النقدية وكذلك لدعم سيولة القطاع المصرفي وبالتالي تشجيع المصارف‬
‫التجارية على تمويل القطاع الخاص‪ ،‬والمشروعات الصغيرة والمتوسطة العاملة في المجال الصحي‪ ،‬وتلك‬
‫التي تعمل في القطاعات المتأثرة بتداعيات فيروس كورونا‪ ،‬مثل قطاع الخدمات النقل والسياحة‪.‬‬

‫كما قدمت البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية حزمة من الم ازيا للمصارف التجارية من أجل تخفيف‬
‫آثار انتشار الفيروس على عمالئها والتي سوف يتم التط رق إليها في الجزء التالي من الد ارسة والخاص‬
‫بجهود الدول العربية‪.‬‬

‫تجارة الخدمات في الدول‬

‫العربية خدمات النقل‬

‫خفض عدد من شركات الطي ارن العربية رحال تها اليومي ة في أعقاب انتشار فيروس كورونا‪ُ .‬ي ذكر أن‬
‫ال دول العربي ة تمتل ك ع دداً من خط وط الطي ارن الدولي ة تغطي من اطق شاس عة ح ول الع الم وال تي طاله ا‬
‫الت أثير ب الفيروس ‪،‬حيث أعلن عدد منه ا وقف الرحالت الجوي ة من والى عدد من المناطق الموب وءة‪ .‬في‬
‫هذا السياق‪ ،‬اتخذت شركات الطي ارن العربية عدد من االج ارءات للحد من انتشار الفيروس‪ ،‬تمثلت ف‬
‫ي إعفاء المسافرين من الرسوم المفروضة على إلغاء وتأجيل الرحالت في ظل اتخاذ السلطات الوطنية في‬
‫الدول العربية عدد من التدابير مثل عدم إصدار تأشي ارت دخول للدولة وتعليق دخول حاملي التأشي ارت‬
‫سارية المفعول لحين إشعار آخر‪.‬‬

‫خدمات السياحة‬
‫يعتبر القطاع السياحي في الدول العربية من أكثر القطاعات تأث اًر بتداعيات تفشي فيروس كور ونا ال‬
‫س يما أن‪ 55‬ف ي المائ ة ( ‪ ) 55‬من القط اع يتك ون من الش ركات الص غيرة والمتوس طة‪ .‬ن ظ اًر للجه ود‬
‫الدولية للحد من تفشي فيروس كورونا‪ ،‬والقيود التي فرضت على حركة السفر والسياحة بين الدول‪ ،‬تأثر‬
‫قطاع السياحة بصورةمباشرة ال سيما في الدول العربية التي تعتمد عليه كأحد مصادر اإلي اردات الهامة‬
‫للموازنات العامة وكذلك موازين مدفوعاتها‪ .‬في األجل القصير كان األثر قويا نظ اًر لحالة االرتباك التي‬
‫سادت القطاع والخسائر الت ي يتكبدها مقدمي الخدمة في الدول العربية نظير إلغاء بعض الحجوازت من‬
‫الفن ادق‪ .‬ل ذلك يعت بر توف ير ت دابير واج ارءات تعويض ية للف اعلين ف ي قط اع الس ياحة من ض من ا‬
‫ألولوي ات الت ي يجب أن ترك ز عليه ا ال دول العربي ة ن ظ اًر ألهمي ة القط اع ف ي توف ير ف رص العم ل‪،‬‬
‫ودعم الناتج المحلي ا إلجمالي‪ ،‬ودعم تجارة الخدمات ‪،‬ورفد الموازنات العمومية للدول العربية‪ ،‬فضالً عن‬
‫توفير العملة الصعبة‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬سوف تستفيد الشركات العاملة ف ي المجال السياحي من حزمة الم‬
‫ازيا والحوافز الت ي قدمتها بعض المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ف ي إطار جهودها للحد‬
‫من انتشار فيروس كورونا خاصة تلك المتعلقة بتأجيل أقساط العمليات التمويلية القائمة‪ ،‬أو االستفادة من‬
‫المقدمة من الحكومات فيما يتعل ق بتخفيض عبء التك اليف التش غيلية ‪،‬وتقديم حوافز ض ريبية‪ .‬في‬
‫الم ازي ا ُ‬
‫األجل المتوسط والطويل‪ ،‬تمثل خدمات السياحة والسفر إحدى مكونات حساب الخدمات ف ي المي ازن‬
‫الجاري وبالتالي فإن خسائر القطاع سوف تنعكس على موقف حساب العمليات غير المنظورة لمي از ن‬
‫المدفوعات‪ .‬فكلما تمتع االقتصاد بفائض وافر ف ي حساب التجارة السلعية الصاد ارت والواردات السلعية‬
‫فإن ذلك سيتيح له تعويض العجز ف ي حساب العمليات غير المنظورة الذي ي شمل الخدمات‪ ،‬والدخل‪،‬‬
‫والتح ويالت الجاري ة‪ ،‬وه و م ا س وف يس هم في تخفي ف أث ر ت ارج ع متحص الت قط اع الس ياحة ‪،‬والعكس‬
‫صحيح‪.‬‬

‫التجارة السلعية‬

‫تعتبر الصين أحد أهم الشركاء التجاريين للدول العربية حيث تشير اإلحصاءات إلى أنه حتى عام ‪5515‬‬
‫تعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية بوزن نسبي بلغ ‪ 12‬في المائة عام ‪ ، 5515‬وذلك‬
‫بعد ا إلتحاد األوروبي الذي احتل المرتبة األولى في حركة التجارة السلعية مع الدول العربية بوزن نسب‬
‫ي بل غ ‪ 20‬في المائة من إجمالي تجارة الدول العربية مع العالم ‪ .‬شهد عجز المي ازن التجاري تحسنا‬
‫في الف ترة األخ يرة وب األخص م ع الص ين حيث تح ول العج ز الب الغ ‪ 25‬ملي ار دوالر في ع ام ‪ 5519‬إلى‬
‫فائضا قدره ‪34‬مليار دوالر عام ‪ ، 5515‬في حين سجل موقف المي ازن التجاري مع ا التحاد األوروبي‬
‫عج اًز قدره ‪ 85‬مليار دوالر‬
‫مقاب ل ‪ 119‬ملي ار دوالر في ع ام ‪ 5519‬ومن المتوق ع أن ي ؤثر انتش ار الف يروس على موق ف التج ارة‬
‫الخارجية للدول العربية مع أبرز شركائها التجاريين‪.‬‬

‫جهود البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية‬

‫عالوة على ذل ك‪ ،‬ق امت غالبي ة البن وك المركزي ة ومؤسس ات النق د العربي ة في دول مجلس التع اون ل دول‬
‫الخليجالعربي ة بتب ني سياس ات نقدي ة توس عية من خالل خفض أس عار الفائ دة مس تفيدة من قي ام مجلس‬
‫االحتي اطي الفي د ارلي ب إج راء جول تين من خفض الفائ دة‪ .‬في ه ذا الص دد‪ ،‬أعلنت مؤسس ة النق د الع ربي‬
‫الس عودي ( ‪ ،) 20‬خفضمعدل فائدة اتفاقي ات الش ارء بواقع ‪ 90‬نقط ة أساس باإلض افة إلى تخفيض سعر‬
‫فائدة اتفاقيات إعادة الش ارء المعاكس بواقع ‪ 90‬نقطة أساس من ‪ 1.25‬إلى ‪ 5.05‬بالمائة‪ .‬هدفت ساممن‬
‫ه ذا اإلج راء إلى تحقي ق االس تق ارر الم الي في ظ ل تفش ي ف يروس كورون ا‪ .‬ك ذلك أج رى مص رف اإلم ا‬
‫ارت العربي ة المتح دة المرك زي تع ديالت على أس عار فائدت ه النقدي ة المختلف ة‪ .‬حيث أج رى تخفيض ا على‬
‫معدل فائدة شهادات اإليداع التي يصدرها ألجل أسبوع واحد بحوالي‬

‫المصدرة من قبله تعتبر األداة الرئيسة آللية انتقال تغي ارت‬


‫‪ 5.90‬نقطة مئوية علما بان شهادات اإليداع ُ‬
‫مع دالت فائدة السياس ة النقدي ة للجه از المص رفي‪ .‬كم ا خفض أيض ا س عر الفائ دة على التس هيالت االئتماني ة‬
‫وهوامش الم اربحات بنحو ‪ 05‬نقطة أساس‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أقر مجلس إدارة المصرف المركزي في‬
‫دولة اإلما ارت العربية المتحدة‪ ،‬تخفيض نسبة االحتياطي اإلل ازمي من الودائع تحت الطلب بمقدار ‪05‬‬
‫في المائة لجميع البنوك من ‪ 18‬في المائة إلى ‪ 9‬في المائة‪ .‬في نفس السياق‪ ،‬بلغت قيمة الدعم الكلي المقدم‬
‫من مص رف االم ا ارت المرك ز ي ح والي ‪ 505‬ملي ار درهم م ا يع ادل ‪ 52.5‬ملي ار د والر‪ .‬تت ألف خط ة‬
‫الدعم المالي من عدد من البنود من بينها اعتماد مالي يصل إلى ‪ 05‬مليار درهم‪ُ ،‬خص صت من أموال‬
‫المص رف المركزي لمنح ق روض وس لف بتكلف ة ص فرية للبنوك العامل ة بالدول ة مغط اة بض مان‪ ،‬باإلض افة‬
‫إلى ‪ 05‬ملي ار درهم يتم تحريره ا من رؤوس األم وال الوقائي ة اإلض افية للبن وك‪ .‬عالوة على ض خ س يولة‬
‫بنح و ‪ 51‬ملي ار درهم من خالل ق ارر المص رف تخفيض متطلب ات االحتياطي ات للودائ ع تحت الطلب‬
‫لجميع البنوك بمقدار النصف‪ ،‬من ‪ 18‬في المائة إلى ‪ 9‬في المائة يمكن استخدامها لدعم إق ارض البنوك‬
‫لالقتص اد اإلم ا ارتي وادارة الس يولة ل ديها‪ .‬وسيواص ل المص رف المرك زي م ارقب ة تط ور األوض اع‬
‫االقتصادية والمالية في البال د ويظل جاه از للتدخل لتخفيف أثر األزمة‪.‬‬
‫كذلك خفض البنك المركزي العماني معدالت الفائدة على إعادة الش ارء بواقع ‪ 90‬نقطة أساس من‬

‫‪ 1.50‬إلى ‪ 5.05‬في المائة‪ ،‬وقام بزيادة آجال عمليات إعادة الش ارء إلى ثالثة أشهر‪ ،‬كما سعر الفائدة‬
‫على عمليات خصم أذونات الخ ازنة الحكومية بواقع ‪ 155‬نقطة أساس إلى ‪ 1‬في المائة‪ .‬وخفض سعر‬
‫الفائدة على عمليات مبادلة العمالت األجنبية بواقع ‪ 05‬نقطة أساس‪ ،‬ورفع آجال عمليات مبادلة العمالت‬
‫إلى ستة أشهر ‪.‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أعلن البنك المركزي العماني حزمة من اإلج ارءات الوقائية تمثلت في‬
‫خفض أرس المااللوقائي بنسبة ‪ 05‬في المائة من ‪ 5.0‬في المائة إلى ‪ 1.50‬في المائة‪ ،‬ورفع نسبة‬
‫التسليف بواقع ‪ 5‬في المائة ‪.‬‬
‫كما أعلن مصرف البحرين المركزي عن تخفيض سعر الفائدة على شهادات اإليداع لمدة أسبوع من ‪5.50‬‬
‫في المائ ة إلى ‪ 1‬في المائ ة‪ ،‬وس عر الفائ دة على ودائ ع الليل ة الواح دة من ‪ 5‬في المائ ة إلى‪ 5.90‬في المائ ة‬
‫وسعر اإلق ارض لليلة واحدة من ‪ 8‬في المائة إلى ‪ 1‬في المائة‪ .‬كما عمل على تخفيض نسبة االحتياطي‬
‫النقدي القانوني لمصارف التجزئة من ‪ 0‬في المائة إلى ‪ 2‬في المائة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬شجع المصارف‬
‫والمؤسسات المالية على االستجابة لجوالت التخفيض التي أعلنها البنك المركزي على أسعار الفائدة بواقع‬
‫‪ 05‬نقطة أساس ‪،‬بتقليص هوامش األرباح ومعدالت الفائدة للعمالء المتأثرين بفيروس كورونا فض الً عن‬
‫أي رسوم وعموالت‪ ،‬أو إج ارءات مصرفية أخرى ‪.‬‬
‫كورونا واالقتصاد المصري‬

‫الموقف استثنائي وعلى الجميع أن يدفع الثمن القيادة قبل الشعب والقادر قبل الغير قادر‪ ،‬وبهمة المصريين‬
‫يمكن أن نجتاز المرحلة في أطار اللحاق بقطار التقدم الرقمي وتغيير الثقافة واالستعداد لدخول عالم جديد‬
‫يعتمد على العلم والعقل واإلنتا‪.‬‬

‫قال الدكتور محمود محي الدين‪ ،‬المبعوث الخاص لألمم المتحدة ألجندة التمويل ‪ ،5525‬نائب رئيس البنك‬
‫الدولي سابقا ووزير االستثمار األسبق‪ ،‬إن أزمة كورونا فرضت عالماً مختلفاً وواقعاً مغاي اًر القتصاديات‬
‫الدول‪ ،‬ما يغير من خريطة االستثمار خالل السنوات المقبلة‪ ،‬وقال إن لألزمة ال ارهنة أثا اًر ايجابية علي‬
‫مصر في األجل المتوسط‪.‬‬

‫وع رض خالل ن دوة جمعي ة رج ال األعم ال لبحث الت داعيات المختلف ة ألزم ة كورون ا علي االقتص اد‬
‫المص ري ‪،‬ال تى أداره ا الك اتب الص حفى عب د المحس ن س المة‪ ،‬رئيس مجلس إدارة مؤسس ة األه ارم‪،‬‬
‫الس يناريوهات المختلف ة للوض ع االقتص ادي بع د أزم ة كورون ا علي المس توي الع المي واإلقليمي والمحلي‪،‬‬
‫وسبل التعافي من تلك الجائحة‪.‬‬

‫أك د “محي ال دين” أن تقري ر ص ندوق النق د ال دولي توق ع أن يت ارج ع مع دل النم و االقتص ادي لمص ر إلي‬
‫‪ %5‬في ‪ 5555‬و‪ %5.5‬في ‪ ،5551‬مقارن ة م ع ‪ %0.5‬في ‪ 5512‬علم اً ب أن مص رتعتبر الدول ة الوحي دة‬
‫بمنطق ة الش رق الوس ط وش مال أفريقي ا ال تي س يظل مع دل النم و به ا م وجب بحس ب تق دي ارت الص ندوق‪،‬‬
‫وتشير األرقام إلى ت ارجع كبير للدول المنتجة والمصدرة للنفط‪ ،‬مثل دول الخليج العربي بنسب تتفاوت‬
‫ما بين ‪ %8-‬إلي ‪ %0-‬في ‪.5555‬‬

‫وأضاف أن معدالت البطالة في مصر والتضخم في الحدود المتوقع ة بين ‪ %5.5‬في ‪ 5512‬إلي ‪%15.2‬‬
‫في ‪ ،5555‬ومن المتوق ع أن تص ل إلي ‪ %11.5‬للع ام الم الي المقب ل ‪ ،5551‬م ا يس توجب إج ارءات‬
‫س ريعة ل دعم المش روعات كثيف ة العمال ة وتحف يز أك بر لنم و قط اع المش روعات الص غيرة والمتوس طة‬
‫واالستثمار في المجاالت الجديدة علي مستوي جميع المحافظات لتوفير فرص عمل‪.‬‬

‫ولفت إلى أن التقارير االقتصادية لمؤسسة “موديز” للتصنيف االئتماني و”ستاندرد آند بورز” أشادت بقدرة‬
‫االقتصاد المصري في الوفاء بالت ازماته المالية‪ ،‬واإلبقاءعلي نظرة مستقبلية مستقرة‪ ،‬إال أنه في الوقت‬
‫نفس ه ف إن التعام ل م ع جائح ة كورون ا وتبعاته ا علي الم دي البعي د يتطلب تع اون دولي أك بر‪ ،‬بج انب إع ادة‬
‫النظر في بعض القوانين لحماية الثروات الصناعية والعقارية والزارعية‪.‬‬

‫وق ال إن لألزم ة ال ارهن ة أث ا اًر ايجابي ة علي مص ر في األج ل المتوس ط‪ ،‬بفض ل االس تثما ارت الض خمة‬
‫ال تي تم توجيه ا في مج االت البني ة التحتي ة والص حة‪ ،‬باإلض افة إلي تنفي ذ برن امج االص الح االقتص ادي‬
‫والتطبيق الج زئي لمنظومة التأمين الصحي الشامل‪.‬‬

‫واق ترح التعجي ل بتط بيق نظ ام الت أمين الش امل علي مس توي ك ل محافظ ة بالمش اركة م ع القط اع الخ اص‪،‬‬
‫وذك ر أن المنطق ة االقتص ادية لقن اة الس ويس ل ديها فرص ة كب يرة لج ذب االس تثما ارت المباش رة لموقعه ا‬
‫المتم يز وق درتها علي إنش اء تجمع ات ص ناعية ولوجيس تية‪ ،‬مطالب ا بإع ادة تقيم المحافظ ات حس ب أنش تطها‬
‫والتوجه نحو المناطق الصناعية الصغيرة‪ ،‬مثل قويسنا وميت غمر و الصف و بنها‪ ،‬وانشاء العديد منها‬
‫في المحافظات المختلفةلتوفير فرص العمل‪.‬‬

‫وأكد أن قطاع التكنولوجيا من القطاعات الواعدة التي تمتلك فرص اً كبيرة في مشروعات المالية بالتعاون‬
‫م ع البن ك المرك زي فيم ا يخص مش روعات الش مول الم الي والرب ط االلك تروني وتس وية الم دفوعات ونظم‬
‫التمويل‪.‬‬

‫كما أكد وزير االستثمار األسبق‪ ،‬أن مواجهة الدول للتبعات المختلفة ألزمة كورونا تستلزم إعطاء األول‬
‫وي ة لالس تثمار في ‪ 2‬قطاع ات أساس ية أهمه ا االس تثمار في البش ر‪ ،‬ومج االت الص حة والبني ة التحتي ة‬
‫والتكنولوجيا‪.‬‬

‫وأشار إلى أن الوض ع في مصر أفض ل من دول عدي دة تع اني من أزم ات س كانية‪ ،‬وارتف اع مع دالت الفقر‬
‫وأوض اع اقتص ادية ص عبة ق د تخل ق ح رب عالمي ة ثالث ة ‪،‬وهي ح رب تغ ير أس عار الغ ذاء وانهي ار القط اع‬
‫الصحي‪.‬‬

‫وقال إن مصر لديها منظومة صحية وبنية تحتية “جيدة” قادرة علي مواجهة المخاطر الصحية المستقبلية‬
‫‪،‬بج انب امتالكه ا خب ارت لألطقم الطبي ة والممرض ين‪ ،‬ونجحت في التعام ل م ع العدي د من األوبئ ة واألم‬
‫ارض المتوطنة مثل تجربتها في القضاء علي فيروس الكبد الوبائي والمالريا‪.‬‬
‫وأضاف‪“ :‬ال شك أنه بفضل المتابعة المستمرة لتنفيذ المشروعات ذات األولوية لخطط الدولة تم اختصار‬
‫وقت إتم ام مش روعات واع دة في مص ر في زمن قياس ي‪ ،‬منه ا مش روعات في مج االت الص حة والتنمي ة‬
‫العم ارنية والبنية التحتية ومشروع نظام التأمين الصحي الشامل‪.‬‬

‫وأك د ال دكتور محم ود محي ال دين‪ ،‬أن أولوي ات ال دول لمواجه ة التح ديات المس تقبلية تش مل ‪ 15‬مقترح ات‬
‫‪،‬تمث ل”‪ ″2+1‬وعلى أرس ها الق درة علي االس تثمار في المج ال الص حي و الط بي واإلنف اق علي البني ة‬
‫األساسية الصحية‪ ،‬كما يجب العمل علي زيادة القد ارت اإلنتاجية والصناعية المختلفة‪ ،‬واستغالل الطاقات‬
‫المعطل ة واع ادة توجيهه ا لتص نيع المالبس الوقائي ة‪ ،‬والتع اون ال دولي في توف ير اللقاح ات والمس تلزمات‬
‫الطبية واالحتياجات االستهالكية‪.‬‬

‫وت ابع‪ :‬يجب العم ل علي التن وع في االس تثما ارت في المج االت األساس ية المتعلق ة باالس تثمارفي البش ر‬
‫والرعاي ة الص حية والبني ة التحتي ة والتكنولوجي ة واالس تثمار في مواجه ة التغي ارت المناخي ة والتعليم‬
‫ومجاالت الذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫وأض اف‪ :‬كم ا يجب أيض ا وض ع أولوي ات جدي دة في اإلنف اق الع ام في مج االت الص حة والض مان‬
‫االجتماعيودعم مشاريع الشباب‪ ،‬مشيداُ بإس ارع الدولة في دعم العمالة غير المنتظمة وضرورة استكمالها‬
‫بنظام الدخل األساسي والتأمين الصحي الشامل‪.‬‬
‫وأشار الدكتور محمود محي الدين‪ ،‬إلى أن العديد من الفئات تستوجب دعم مادي واجتماعي لمساعدتهم في‬
‫تج اوز األزم ة‪ ،‬بج انب معالج ة الفج وة في االس تي ارد واإلنت ا لتش جيع االقتص اد على االنطالق وتص نيع‬
‫السلع التي تستوردها مصر لدعم النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫وأكد أن العمل علي توطين الصناعات الهامة واالست ارتيجية لمصر من األمور االيجابية ألزمة كورونا‪،‬‬
‫م ع اس تغالل م ازي ا المن اطق االقتص ادية مث ل المنطق ة االقتص ادية لقن اة الس ويس في ج ذب المس تثمرين‬
‫واقامة صناعات ذات أولوية للدولة وأهمها المشروعات التكنولوجية لرفع القد ارت التصنيع وزيادة الصاد‬
‫ارت‪.‬‬

‫وأش ار إلى أن مص ر من األس واق الواع دة الكب يرة لنح و ‪ 155‬ملي ون مس تهلك‪ ،‬بج انب ارتباطه ا الوثي ق‬
‫وعالقاتها المتميزة مع أفريقيا والصين‪.‬‬

‫ق ال إن ه ب الرغم من الت أثير المتوق ع والكب ير لقط اع الس ياحة والس فر في مص ر والع الم إلي م ا بع د أزم ة‬
‫كورون ا ‪،‬إال أن الس ياحة الداخلي ة ق د تمث ل فرص ة جي دة في ظ ل األزم ة‪ ،‬مش يداً ب الق ارارت االقتص ادية‬
‫للدولة في تخفيف األعباء علي القطاع السياحي في تأجيل أقساط الديون واسقاط الضريبة العقارية‪.‬‬

‫وأك د علي أهمي ة االس تم ارر في دعم القط اع الس ياحي للحف اظ علي اإلنج ا ازت ال تي حققه ا القط اع في‬
‫التع افي وع ودة النش اط وارتف اع االنف اق الس ياحي والحف اظ علي العمال ة‪ ،‬بج انب أهمي ة إع ادة النظ ر في‬
‫منظوم ة الض ارئب خاص ة في القطاع ات األك ثر تض رار‪ ،‬والتعام ل م ع الموازن ة العام ة للدول ة ببع د‬
‫اقتصادي يعيد رسم خريطة االستثمار في بعض القطاعات ذات االولوية ألنها وسيلة لمخاطبة المستثمرين‪،‬‬
‫واألفضل هو التعامل معها ببعد تنموي يعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬واالستثمار في أولويات‬
‫التنمي ة مث ل التعليم‪ ،‬الرعاي ة الص حية‪ ،‬القض اء على الفق ر‪ ،‬المس اندة المجتمعي ة‪ ،‬تحس ين األج ور‪ ،‬وتحقي ق‬
‫األمن‪.‬‬

‫وحول رؤيته في تغير شكل العملة المصرية‪ ،‬أكد أن الشمول المالي من الخطوات األكثر أهمية لإلصالح‬
‫االقتصادي وتحسين مناخ األعمال‪ ،‬مقارنة بالتحول النقدي باستبدال العمالت الورقية بالعملة البالستيكية‪،‬‬
‫وهي تح دث نتيج ة الختالف أس عار هال ك البنكن وت ولن يش عر بتل ك العملي ة القط اع الخ اص‪ ،‬واألهم فيم ا‬
‫يتعلقبالعمالت هو الشمول المالي‪.‬‬

‫وح ول ت أثير أزم ة وتبع ات كورون ا علي المس توي الع المي لفت “محي ال دين” إلى أن الخريط ة العالمي ة‬
‫لإلص ابات تش ير إلي تس طح منحناه ا‪ ،‬م ا يع ني س يطرة ع دد من ال دول علي ت ازي دها‪ ،‬ولكن علي العكس‬
‫تماما فإن االقتصاد العالمي دخل مرحلة الركود وبلغت معدالت ت ارجع النمو ‪ ،%2-‬وهو أكبر ركود‬
‫منذ مرحلة الكساد الكبير‪.‬‬

‫وق ال إن الع الم أم ام ح ربين‪ ،‬األولي تحتم علين ا التباع د االجتم اعي وااللت ازم ب اإلج ارءات الوقائي ة‪،‬‬
‫واألخري العودة إلي النشاط االقتصادي لمعدالت ما قبل األزمة‪.‬‬

‫وأك د أن ص ندوق النق د ال دولي في أخ ر تقري ر ل ه أش ار إلي أن االقتص اد الع المي س يتعافي ويحق ق نم و‬
‫‪ ،%0.5‬واختلفت نظريات الخب ارء حول شكل المنحي الذي يحقق النمو المتوقع‪.‬‬
‫كم ا أش ار إلى أن تبع ات أزم ة كورون ا أث رت علي كاف ة من احي الحي اة واالقتص اد في الع الم‪ ،‬وتس ببت في‬
‫حدوث أزمة في المديونيات العالمية‪ ،‬ما جعل مجموعة العشرين تسعي إلي خفض مديونيات الدول األقل‬
‫دخال واألولي بالرعاية من خالل تأجيل سداد أقساد الديون لعدة شهور في بعض الحاالت‪.‬‬

‫وأضاف أن االتحاد األفريقي خصص نحو ‪ 88‬مليار دوالر لإلنفاق علي االحتياجات األساسية للتعامل مع‬
‫الجائحة‪.‬‬

‫وت ابع‪ :‬البورص ات العالمي ة ت أثرت وش هدت أس عار األس هم انهي ا اًر‪ ،‬فيم ا ارتفعت أس عار الس ندات وت‬
‫ارجعت أسعار البترول إلي أدني مستويات لها‪.‬‬

‫ولفت إلى أن الوض ع الح الي ألس عار الب ترول في الع الم ل ه أث ار س لبية لل دول المص درة للنف ط‪ ،‬في حين‬
‫ستستفيد منها الدول المستوردة‪ ،‬وكذلك الدولة التي تمتلك اقتصادا متنوعاً مثل مصر‪.‬‬

‫من جانب ه أك د المهن دس علي عيس ي‪ ،‬رئيس مجلس إدارة جمعي ة رج ال األعم ال‪ ،‬أن الدول ة المص رية‬
‫تع املت م ع إدارة أزم ة وجائح ة كورون ا ب احت ارفي ة ش ديدة وفي جمي ع االتجاه ات الص حية واالقتص ادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫وأضاف أن مصر نجحت في تحقيق توازن بين التحديات االقتصادية واالجتماعية والصحية‪ ،‬من خالالإلج‬
‫ارءات االحت ارزية والوقائية لمنع انتشار الفيروس بجانب استم ارر العمل واإلنتا‪.‬‬

‫وأشاد بحزمة الحوافز االقتصادية ومساندة الدولة للقطاعات األكثر تضراًر‪ ،‬ومنها القطاع السياحي‪ ،‬الفتا‬
‫إلى أن النظ رة ايجابي ة لمص ر في تحقي ق مع دالت نم و في ع ام ‪ ،5555‬إال أن القط اع الخ اص يطمح في‬
‫المزيد من الخطوات الداعمة الستعادة االقتصاد عافيتة والحفاظ علي صحة اإلنسان وتعزيز القدرة المالية‬
‫للشركات للوفاء بالت ازماتها المختلفة‪.‬‬

‫وق ال الك اتب الص حفي عب د المحس ن س المة‪ ،‬إن أزم ة ف يروس كورون ا تع د ث الث م أزق وأخط ر القض ايا‬
‫الصحية علي البشر بعد الطاعون والكولي ار‪ ،‬مضيفا أن العالم يتعرض ألس وأ ازمة عالمية منذ الكساد‬
‫الكبير‬
‫الخاتمة‬

‫يتطلب ذل ك اس تجابة واس عة على ص عيد السياس ات النقدي ة والمالي ة ل دعم الطلب وتوف ير التموي ل الالزم‬
‫للقطاع ات المختلف ة واألك ثر تض راًر من تفش ي ف يروس كورون ا‪ .‬بالت الي تعت بر االس تجابة المالي ة الفوري ة‬
‫ضروريةً جداً وذلك من خالل تعزيز ا إلنفاق على قطاع الخدمات الصحية‪ ،‬ورعاية المرضى‪ ،‬والحد من‬
‫انتشار الفيروس‪ .‬حيث أعلنت الحكومات العربية في هذا الصدد ‪،‬سياسات واج ارءات مشددة في مواجهة‬
‫ف يروس كورون ا والح د من انتش اره مث ل ف رض حظ ر التج وال في بع د ال دول‪ ،‬واغالق األم اكن الترفيهي ة‬
‫ودور العبادة‪ ،‬فضالً عن العمل عن بعد في الدوائر الحكومية‪.‬‬

‫أم ا على المس توى االقتص ادي‪ ،‬فق د ج اءت السياس ات ال تي أطلقته ا ال دول العربي ة تحفيزي ة من خالل ح زم‬
‫ال دعم الم الي له ذه ال دول عن طري ق مص ارفها المركزي ة أو من خالل إنش اء ص ناديق تمويلي ة وحس ابات‬
‫خاص ة أُنش ئت خصيص ا له ذا الغ رض بمش اركة مجموع ة من المص ارف التجاري ة‪ .‬كم ا تم تعزي ز ه ذه‬
‫الخطوة من خالل جوالت الخفض في أسعار الفائدة النقدية التي أعلنتها المصا رف المركزية ومؤسسات‬
‫النقد العربية‪ .‬كما استفادت المصارف المركزية من أدواتها النقدية حيث لجأ بعضها إلى ب ارمج التيسير‬
‫الكمي عبر توظيف عمليات السوق المفتوحة بش ارء السندات الحكومية من المصارف التجارية والقطاع‬
‫الخ اص‪ ،‬باإلض افة إلى تخفيض نس بة االحتي اطي النق دي الق انوني بم ا يع زز من ق درتها على زي ادة حجم‬
‫التمويل المصرفي للقطاع الخاص ومنح تسهيالت مصرفية لعمالئها مع التركيز على الشركات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪.‬‬

‫رغم أن السياس ات النقدي ة التحفيزي ة س وف تس اعد على تحف يز الطلب الكلي في االقتص اد من خالل تحف يز‬
‫النم ط االس تهالكي وتش جيع االس تثمار‪ ،‬إال أن ه يتعين على الحكوم ات العربي ة أن تح ترز من ت داعيات ذل ك‬
‫على موازناته ا وعلى أوض اع القط اع الخ ارجي وعلى أس عار ص رف عمالته ا وعلى ت دفقات رؤوس‬
‫األموال‪ .‬على الرغم من ذلك‪ ،‬ال ي ازل هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن اآلثار االقتصادية المحتملة‬
‫لف يروس ك ور ون ا اال أن التوقع ات تش ير الى أن الص دمة ق د تك ون كب يرة ب األخص فيم ا يتعل ق بتوف ير‬
‫مدخالت اإلنتا والسلع االستهالكية المستوردة‪ .‬في بعض الدول قد يكون أثر الصدمة أقل نوعا ما من دول‬
‫أخرى‪ ،‬ذلك يعتمد على مدى قوة االستهالك المحلي ومرونة سعر الصرف وعمق سوق النقد األجنبي في‬
‫هذه الدول‪ ،‬كما أن الدول التي تتمتع بقطاع مصرفي سليم وذو مناعة ضد صدمات العرض والطلب يمكن‬
‫أن تكون مستويات تأثرها أقل ألثر جائحة كورونا‪ .‬باإلضافة الى عوامل أخرى مثل مدى متانة شبكات‬
‫الحماية االجتماعية‪ ،‬وقوة قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫قائمة المارجع باللغة العربية‬

‫مص رف لبن ان المرك زي ‪" ، 5555‬بي ان ص حفي للمص رف ح ول ت داعيات ف يروس كورون ا‪ ،‬والسياس ات‬
‫التي اتخذها في هذا الصدد"‪ .‬متوفر على‪/ https://www.bdl.gov.lb :‬‬

‫سلطة النقد الفلسطينية ‪ " ، 5555‬بيان صحفي للمصرف حول تداعيات فيروس كورونا‪ ،‬والسياسات التي‬
‫اتخذها في هذا الصدد"‪ .‬متوفر على‪ eg/home.aspx-http://www.pma.ps/ar :‬األونكتاد ‪، 5555‬‬
‫قاعدة بيانات مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية‪.‬‬

‫بنك الكويت المركزي ‪" ، 5555‬بيان صحفي للمصرف حول تداعيات فيروس كورونا‪ ،‬والسياسات التي‬
‫اتخذها في هذا الصدد"‪ .‬متوفر على‪https://www.cbk.gov.kw/ar :‬‬
‫قائمة المارجع باللغة اإلنجليزية‬

.1 Bank of Canada (2020). Available at:


https://www.canada.ca/en/publichealth/services/diseases/2019-novel-
coronavirus-infection/beingprepared.html
.2 European Central Bank (2020), “Our response to the coronavirus
emergency”. Available at:
https://www.ecb.europa.eu/home/html/index.en.html
.3 Federal Reserve System (2020). Available at:
https://www.federalreserve.gov/newsevents/pressreleases.htm
.4 Government of the UK, Bank of England (2020). Available at:
https://www.bankofengland.co.uk/news/2020/march/the-covid-
corporatefinancing-facility
.5 OAPEC (2020), “OAPEC Monthly Bulletin”. Available at:
http://oapecorg.org/Home/Publications/Reports/Monthly-Bulletin

You might also like