Professional Documents
Culture Documents
محمد خالد محمد طه
محمد خالد محمد طه
الخالصة
قائمة المارجع باللغة العربية
المقدمة
فيروسات كورونا هي فصيلة فيروسات واسعة االنتشار يعرف أنها تسبب أم ارض اً تت اروح من نزالت
ال برد الش ائعة إلى األم ارض األش د ح دةً ،مث ل متالزم ة الش رق األوس ط التنفس ية) (MERSومتالزم ة
االلته اب الرئ وي الح اد ال وخيم )الس ارس( .وف يروس كورون ا المس تجد) (nCoVه و س اللة جدي دة من
الفيروس لم يسبق اكتشافها لدى البشر.
يختل ف فيروس كورونا عن ب اقي األوبئ ة واألم ارض ال تي أص ابت الع الم على مر الت اريخ ،التي انحصر
تفشيها في نطاق جغ ارفي محدود حول العالم أو دولة بعينها مثل وباء سارس ف ي الصين ،ووباء إيبوال
ف ي غ رب أفريقي ا ،وا إلنفل ون از ا إلس بانية ،وانفل ون از الخن ازير ،حيث لم ت ترك ه ذه ا ألم ارض
واألوبئ ة نفس األث ر ال ذي نتج عن ف يروس ك ورون ا خالل ف ترة قص يرة ج اءت اس تجابة الص ين بف رض
الس لطات حال ة ت أهب قص وى للس يطرة على الوب اء من خالل حج ر المص ابين وع زلهم ص حي ا بعي داً عن
المناطق المأهولة بالسكان ،كما فرضت حظر التجوال ف ي المدن الصينية ومدينة أوهان مصدر الوباء
الت ي يبلغ تعداد سكانها حوالي 11مليون نسمة .مع االنتشار التدريجي للفيروس ،أعلنت منظمة الصحة
العالمي فيروس كورونا جائحة عالمية ،على الدول مواجهته بكل ص ارمة عن طريق اتخاذ تدابير للحد
من انتشاره وأخذ الحيطة والحذر .أدى ذلك إلى حالة استنفار قصوى شهدها العالم ،ما جعل الدول تنفق
أمواالً طائلة لمعالجة المرضى ،وكذلك للحد من تفشي الوباء
.
تس بب الف ايروس في انتش ار حال ة من القل ق والخ وف الع المي ،وق د انعكس ت حال ة القل ق ه ذه على أداء
االقتص اد الع المي ،وأعلن خب ارء في األمم المتح دة ان التك اليف واالض ارر ال تي لحقت باالقتص اد
العالمي الناجم عن المرض قد وصلت الى نحو 05مليار دوالر خالل شهر شباط /فب ارير) 0.15ملي ار
االتحاد األوربي 0.5،مليار الواليات المتحدة االمريكية 0.5،مليار اليابان 8.5،مليار كوريا الجنوبية ،
5.5مليار مقاطعة تايوان 5.2،مليار فيتنام( .وانعكس تفشي الفايروس على انخفاض العرض الصيني من
الم دخالت الوسيطة مما أثر على القدرة التصنيعية واإلنتاجي ة ،على س بيل المثال واجهت شركات تصنيع
السيا ارت األوروبية نقصاً فيالمكونات األساسية لعملياتها ،وقد تجد اليابان صعوبة في الحصول على قطع
الغيار الالزمة لتجميع الكامي ارت الرقمية.
وتشير التقارير الى ان احتواء الفيروس في الصين قد تسبب بالفعل في انخفاض كبير في اإلنتا )بالرغم
من إن المدة التي انتشر فيها الفايروس هو بداية العطلة السنوية للصين( ،وانخفض عدد سفن الحاويات من
255الى ،155انخفض نمو الصاد ارت بنحو %. 5
وك ذلك انخفض الع رض والطلب في الع الم على أس هم بورص ات ش حن الم واد الجاف ة كم واد البن اء والس لع
األولية على غ رار ما شهدته أكثر م ارحل األزمة المالية العالمية حدة ،بسبب ت ارجع النشاط االقتص ادي
المقترن ببذل جهود غير مسبوقة الحتواء المرض .وليس لهذا االنخفاض مثيل في فت ارت انتشار األوبئة
السابقة أو حتى بعد هجمات 11سبتمبر.
وفي الس ياق ذات ه ،أف ادت منظم ة التع اون والتنمي ة ان النم و االقتص ادي ق د ينخفض من %5.2الى نح و
%1.0في ع ام 5555إذا انتش ر الف ايروس على نط اق أوس ع مم ا ه و موج ود حالي اً .االم ر ال ذي ي دفع
اليابان وأوروبا للوقوع في ركود اقتصادي قوي .وأشارت منظمة األونكتاد إلى أن تباطؤ االقتصاد العالمي
إلى أق ل من %5له ذا الع ام ق د يكل ف االقتص اد الع المي نح و تريلي ون دوالر ،خالف ا لم ا ك ان متوقع ا في
أيل ول/س بتمبر الماض ي ،أي أن الع الم على عتب ة رك ود عمي ق في ظ ل اقتص اد ع المي يع اني من الهشاش ة
والضعف .
واذا ما استمر المسار الحالي النتشار الفايروس قد يتحول الى ازمة تهوي باالقتصاد العالمي في خضم
كساد ستكون له تأثي ارت شديدة على اغلب دول العالم ال سيما النامية منها.
وقد تأثر القطاع السياحي بشكل كبير ج ارء القيود المفروضة والغاء الرحالت أثر تفشي الفايروس ،وقد
يمث ل ه ذا االم ر اس وء ازم ة تش هدها ص ناعة الس ياحة من ذ هجم ات 11س بتمبر /أيل ول ،وربم ا يك ون ع ام
5555األسوء لشركات الطي ارن العالمية فإلغاء الرحالت وت ارجع عدد المسافرين وانخفاض مبيعات
التذاكر وهبوط معدالت الشحن الجوي قد تنذر بأسوء ازمة لشركات الطي ارن بالعالم.
وتعرضت أسواق المال العالمية لضغط غير مسبوق ،فقد شهدت اضط اربات واسعة اذ شهدت صناديق
األسهموالس ندات ن زوح 25ملي ار دوالر خالل أس بوع واح د فق ط ،وفق دت اس واق األس هم م ا يق ارب 5.0
تريلي ون دوالر ،كم ا ان المس تثمرين الع ازفين عن المخ اطرة س حبوا 0.2ملي ار دوالر من أس هم األس واق
الناشئة وهو اعلى مستوى في 25اسبوع اً .
ولم تتخل ف أس واق النف ط عن ال ركب أيض اً فانخفض ت بش كل ملح وظ بس بب القل ق ال ذي س يطر على
المتع املين به ا ،وال س يما في الص ين ،ال ني تع د المس تهلك األك بر للطاق ة في الع الم .اذ ت ارجعت أس عار
النف ط في بداي ة انتش ار الف ايروس إلى أق ل من 55دوال ار للبرمي ل ،ومن ثم فق د أك ثر من %05من قيمت ه
على أث ر التفش ي الس ريع للم رض وع دم اتف اق منتجي أوب ك +روس يا على تث بيت اإلنت ا ليص ل الى 25
دوالر ومن ثم ارتفع قليالً ليصل الى نحو 20دوالر.
رار من ه ذه
وفي ظ ل ه ذا الس يناريو ،ف إن ال دول المص درة للنف ط )ال دول الريعي ة( هي أك ثر ال دول تض ً
األوضاع وعدم االستق ارر في األسواق العالمية.
وق د س ارع ك ل من البن ك ال دولي وص ندوق النق د ال دولي الى توف ير المس اعدات لل دول النامي ة ،اذ أعلن
صندوق النقد الدولي عن مساعدات بقيمة 05مليار دوالر من خالل تسهيالتهُ التمويلية التي تتيح صرف
الم وارد على أس اس عاج ل في ح االت الط وارئ للبل دان منخفض ة ال دخل وبل دان األس واق الص اعدة ال تي
ُيحتم ل أن تطلب ال دعم في ه ذا الس ياق .وي تيح الص ندوق ألفق ر البل دان األعض اء 15ملي ا ارت دوالر من
ه ذا المبل غ بس عر فائ دة ص فري من خالل "التس هيل االئتم اني الس ريع" ،فيم ا أعلن البن ك ال دولي عن إتاح ة
حزمة تمويل أولية فواًر تصل قيمتها إلى 15مليار دوالر لمساعدة البلدان على التغلُّب على اآلثار الصحية
واالقتص ادية لت ف ِّش ي ف يروس كورون ا .ان الت ارج ع الكب ير في حجم التج ارة الخارجي ة وأس واق الم ال
العالمي ة ،واض ط ارب ات أس واق النف ط وت أثير األوبئ ة أدى الى ت ارج ع خط ير في االقتص اد الع المي ،فق د
تلوح في األفق مالمح ركود اقتصاد عالمي جديد وستكون الدول النامية األشد تضراًر.
في نفس الس ياق ،يعت بر قط اع تص نيع الس لع المعم رة (الس يا ارت ،ا ألدوات ا إللكتروني ة والكهربائي ة... ،
إلخ) من القطاعات الرئيسة في العالم ،باألخص في االقتصادات الناشئة التي يتمركز أغلبها في شرق آسيا
مثل الصين ،واليابان ،وكوريا الجنوبية التي ف ي األساس من أوائل الدول التي أصابها الوباء ،باإلضافة
إلى الش ركات الص ناعية الك برى في ال دول األوروبي ة والوالي ات المتح دة األمريكي ة .علي ه ف إن انقط اع
اإلم دادا ت نتيجةلتفش ي الف يروس ،من المتوق ع أن ي ؤدي إلى تب اطؤ العملي ة اإلنتاجي ة ،مم ا ي ؤدي إلى
صدمات عرض أكبر في دول العالم.
قبل تفشي كورونا سجلت الزيادة في مستويات الطلب العالمي على النفط انخفاضا في عام 5512لتصل
إلى ح والي 5.552ملي ون برمي ل يومي ا بم ا يعكس تب اطؤ النش اط االقتص ادي الع المي .في أعق اب انتش ار
فيروس كورونا ،قامت منظمة األوبك بم ارجعة تقدي ارتها لمعدل نمو الطلب العالمي على النفط بالخفض
في ش هر م ارس إلى نح و 5.55ملي ون برمي ل في الي وم ،مم ا يعكس تب اطؤ النم و االقتص ادي الع المي
المرتبط بانتشار فيروس كورونا خار الصين .كان النتشار الفيروس تأثي ارت سلبية على حركة النقل
والطلب على الوق ود في عدد من القطاعات االقتصادية ومن أهمها الصناعة في مختلف البلدان والمناطق
األخرى خار الصين ،مثل اليابان وكوريا الجنوبية ودول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية في أوروبا
اء علي ه ،من المتوق ع أن يبل غ الطلب اإلجم الي على النف ط 22.92ملي ون برمي ل في
والش رق األوس ط .بن ً
اليوم في عام من جانب آخر ،تم تعديل توقعات الزياد ة في مستويات المعروض النفطي العالم ي في عام
555بمقدار 5.52مليون برميل يوميا ليصل إلى حوالي 1.22مليون برميل يومي اً ،الجدير بالذكر ،أن
وعم ان ،في حين تم
المنظم ة ق امت بم ارجع ة اإلنت ا بالزي ادة في ك ل من روس يا ،وتايالن د ،واندونيس ياُ ،
تع ديل اإلنت ا بالنقص ان ف ي الوالي ات المتح دة ،والص ين ،والمكس يك ،وكولومبي ا ،وال نرويج ،وأذربيج ان،
وماليزيا.
أشارت منظمة األوبك في تقريرها الشهري الصادر ف ي مارس 5555إلى أن أسواق المنتجات النفطية
في الوالي ات المتح دة ،وا التح ا د ا ألوروبي ت أثرت س لبيا بتفش ي الوب اء ال س يما وق ود الط ائ ارت نتيج ة
لالضط اربات التي لحقت بقطاع النقل الجوي بعد انتشار الفيروس خار الصين .كما تأثر صافي إي اردا
ت مصافي التكرير النفطية في عدد من المناطق حول العالم خاصة في آسيا .من ناحية أخرى ،تأثر قطاع
النق ل النفطي س لبا ب التطوارت المرتبط ة بتفشي فيروس كور ون ا مم ا أدى إلى توقع ات غ ير تفاؤلي ة بش أن
مستقبل إنتا ونقل النفطالعالمي ،حيث أدت االضط اربات الناجمة عن التدابير ال ارمية إلى وقف تفشي
الوباء في الصين إلى انخفاض حاد في األنشطة االقتصادية ،بما في ذلك تشغيل المصافي ،مما أثر على
واردات النفط الخام وأسعار الشحن.
سوق العمل
تأثرت القوى العاملة في قطاعي السياحة والنقل باعتبارهما أكثر القطاعات تضراًر من تفشي الفيروس،
غ ير أن األث ر امت د ليش مل الع املين في مج االت عم ل أخ رى ت أثرت الحق ا بالت دابير االحت ارزي ة ال تي
أعلنته ا الحكوم ات ال تي قض ت ب إغالق المح ال التجاري ة ،ومناطق التسوق ،واألم اكن الترفيهي ة ،علما ب أن
العاملين في هذه القطاعات غالبيتهم من العمالة الحرة والمؤقتة.
علي ه ،ف إن ت داعيات ف يروس كورون ا س وف تنعكس ع ل ى س وق العم ل كونه ا ستؤدي إلى تسريح العمال ة
المؤقتة التي تتقاضى أجواًر ضئيلة ،فضالً عن تخفيض ساعات العمل ،بالتالي انخفاض دخل الفرد للعمالة
المؤقت ة .في المقاب ل ،س وف يك ون مس توى ت أثر العمال ة الم اهرة في الوظ ائف الدائم ة في القط اعين الع ام
والخاص أقل نسبيا خالل ا ألجلين القصير والمتوسط ،نظ اًر لوجود بدائل أخرى للتواصل ،مثل العمل
عن بعد والعمل من المنزل باستخدام التقنيات الحديثة المتاحة الذي دخل حيز التنفيذ ت ازمنا مع إعالن
الدول الحجر الصحي.
في هذا السياق ،أشارت منظمة العمل الدولية إلى أن التداعيات االقتصادية للفيروس قد تتسبب في فقدان م ا
يصل إلى 50مليون وظيفة في العالم .استندت توقعات المنظمة على ثالث فرضيات ،األولى متفائلة تشير
إلى أن ع دد الع اطلين عن العم ل بس بب تفش ي الف يروس سيص ل إلى 0.2ملي ون عاط ل ،في حين تش ير
الفرض ية الثاني ة غ ير المتفائل ة إلى فق دان 58.9ملي ون ش خص وظ ائفهم في الف ترة القادم ة ،أم ا الفرض ية
المعتدلة ف تتوقع أن يصل عدد الوظ ائف المفق ودة إل ى 12ملي ون وظيف ة االستجابة العالمية على صعيد
السياسات
يتن اول ه ذا الج زء الجه ود ال تي تب ذلها حكوم ات الع الم للح د من انتش ار ف يروس كورون ا بم ا فيه ا دول
مجموعة العشرين ،وا التحاد األوروبي ،وبعض الدول ا إلفريقية ،ودول أمريكا الالتينية .ما يجدر ذكره،
أن أغل ب حزم التحفيز المالي التي أعلنتها الدول تم توجيهها إلى تقوية ب ارمج الحماية االجتماعية ،مثل
التحويالت النقدية المباشرة لدعم األسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود ،باإلضافة إلى دعم ب ارمج الضمان
االجتماعي والضمان الصحي.
في هذا الصدد ،أعلنت الواليات المتحدة األمري كية عن حزمة تحفيز تعتبر األكبر في تاري خها لدعم
األف ارد وقط اع األعم ال في مواجه ة التب اطؤ االقتص ادي الن اتج عن تفش ي كورون ا بقيم ة 5.2تريلي ون
دوالر
مايع ادل 11في المائ ة من الن اتج المحلي االجم ال ي .في اس ت ارلي ا ،وافقت الحكوم ة على مجموع تين
من حزم التحفيز االقتصادي بقيمة 128مليار دوالر است ارلي ما يعادل 2.9في المائة من الناتج المحلي
اإلجمالي ،بحيث يتم توجيهها لدعم األسر الفقيرة ،والمشروعات الصغيرة والمتوسطة .كما قدمت الحكومة
الكن دي ة حزم ة من التحفي ازت الض ريبية قيم ة 122ملي ار دوالر كن دي م ا يع ادل 5.8ف ي المائ ة من
الن اتج المحلي اإلجم الي ل دعم النظ ام الص ح ي ،بم ا يش مل االختب ا ارت الطبي ة ،وتط وير اللقاح ات ،وا
إلم دادات الطبي ة بقيمة 3.2ملي ار دوالر كن دي .باإلض افة إلى مبل غ 150ملي ار دوالر كن دي كمس اعدات
ماش رة ق دم ته ا الحكوم ة الكندي ة دعم ا لألس ر الفق يرة ،فض الً عن مبل غ 50ملي ار دوالر ل دعم الش ركات
الصغيرة والمتوسطة .في جورجيا ،أعلنت الحكومة عن حزمة دعم بقيمة 5مليار الري جور ي تعادل 8
في المائ ة من الن اتج المحلي اإلجم الي تش مل ت أ جي ل دف ع االس تحقاقات الض ريبية على دخ ل ا ألف ارد
والش ركات الص غيرة والمتوس طة العامل ة في قط اع الس ياحة ح تى نوفم بر ، 5555وزي ادة نظ ام ض مان
االئتم ان ،وزي ادة اإلنف اق ال أرس مالي .كم ا ق ررت الحكوم ة أنه ا س تموألي زي ادة مطلوب ة في اإلنف اق
الصحي.
من ناحي ة أخ رى ،ق دمت الحكوم ة الفرنس ية حزم ة مالي ة بقيم ة 80ملي ار ي ورو ( 5في المائ ة من الن اتج
المح ل ي اإلجم الي) ل دعم س يولة االقتص اد ،ومبل غ 215ملي ار ي ورو( ح والي 18في المائ ة من الن اتج
المحلي االجم الي) كضمانات للقروض المصرفية الممنوحة للقطاع الخاص بهدف تبسيط وتعزيز التأمين
الص حي للمرض ى ومق دمي الرعاي ة لهم ،وزي ادة اإلنف اق على اإلم دادات الطبي ة ،ودعم الس يولة من خالل
تأجي ل م دفوعات الض مان االجتم اعي والض ارئب على الش ركات ،وال دعم النق دي المباش ر للمش اريع
الص غيرة والمتوس طة .ك ذلك أعلنت الحكوم ة األلماني ة عن حزم ة إنف اق وتحفي ازت ض ريبية بقيم ة 105
ملي ار ي ورو 8.2ف ي المائ ة من الن اتج المح ل ي االجم ال ي) ل دعم الرعاي ة الص حية ،وتعزي ز البني ة
التحتية للقطاع الصحي ،وتوسيع نطاق استحقاقات رعاية األطفال لألسر ذوي الدخل المنخفض ،كما أعلنت
عن 05ملي ار ي ورو ل دعم أص حاب المش روعات الص غيرة والمتوس طة على مس توى أمريك ا الالتيني ة،
رص دت األرجن تين ح والي 1.5في المائ ة من ناتجه ا اإلجم الي ووجهت ه إلى زي ادة اإلنف اق على قط اع
الص حة ،ودعم األس ر الفق يرة من خالل التح ويالت النقدي ة المباش رة ،وزي ادة اس تحقاقات الضمان االجتماع
ي ،باإلض افة إل ى دعم القطاع ات المتض ررة من تفش ي الف يروس .في الب ارزي ل أعلنت الس لطات عن
دعم نقدي مؤقت لألسر الفقيرة ،واعفاءات ضريبية مؤقتة وخطوط ائتمان مباشرة للشركات بهدف حماية
القوى العاملة لديها ،وتحويالت جديدة من الحكومة اإلتحا دية إلى حكومات الواليات لدعم اإلنفاق الصحي.
ف ي تش يلي ،ق دمت الس لطات حزم ة من الت دابير المالي ة تص ل إلى 11.90ملي ار دوالر أم ريكي ح والي
8.9في المائة من الناتج المحلي اإلجماليلدعم العمالة وسيولة الشركات الصغيرة والمتوسطة ،حيث تشمل
مجموعة التدابير زيادة اإلنفاق على الرعاية الصحية ،وتعزيز اإلعانات واستحقاقات البطالة ،وحزمة من
التحفي ازت الض ريبية .من ناحي ة أخ رى ،أنش ئت الحكوم ة الكولومبي ة الص ندوق الوط ني للط وارئ ال ذي
س يتم تمويل ه جزئي ا من الص ناديق اإلقليمي ة والدولي ة .وأعلنت الحكوم ة ك ذلك عن دعم إض افي لمي ازني ة
الصحة ،إضافة إلى فتح خط ائتمان جديد يوفر دعم السيولة لجميع الشركات العاملة في قطاع السياحة.
على الرغم من عدم اكتشا ف حاالت إصابة كثيرة في أفريقيا جنوب الصح ارء ،إال أن الدول األفريقية
اتخذت إج ارءات احت ارزية تحسبا لتفاقم األزمة .في بنين على سبيل المثال ،وصلت حزمة التدابير
المالية التي قدمتها السلطات إلى حوالي 19مليون دوالر أمريكي ( 5.1في المائة من الناتج المحل ي
االجمال ي) ،وتتطلعالسلطات إلى تعزيز التدابير باالعتماد على دعم المانحين .في بوتسوان ا ،رصد ت
الحكومة حوالي 2ملياربوال بوتسوانية ما يعادل 1.1في المائة من الناتج المحل ي اإلجمالي لمواجهة
تداعيات األزمة .من ناحية أخرى ،تدرس الحكومة في بوركينافاسو التدابير المالية الممكن اتخاذها والتي
من شأنها معالجة اآلثار االجتماعية واالقتصادية من تفشي الفيروس ،حيث تم إعداد خطة لالستجابة
لحاالت الطوارئ في القطاع الصحي ،وتعزيز القد ارت البشرية والتقنية للمستشفيات العامة ،وتوسيع قد
ارت الكشف عن الحاالت المصابة بالفيروس ،وش ارء اإلمدادات الطبية لتيسير تنفيذ تدابير النظافة
الصحية .في بورندي ،لم يتم اإلعالن رسميا عن أي تدابير مالية لعدم اكتشاف حاالت إصابة ،إال أن
الحكومة أعلنت أن الخطة االسعافية الطارئة قد تكلف حوالي 55مليون دوالر ( 5.2في المائة من الناتج
المحل ي االجمال ي) مع إمكانية تعزيز الدعم المالي في حال تم اإلبالغ عن أي حالة إصابة بالفيروس.
في الكاميرون ،أعلنت الحكومة عن حزمة مالية بلغت 11مليون دوالر ( 5.1في المائة من الناتج
المحلي) عبر البرنامج ا إلسعافي الطارئ الذي أعلنته السلطات الكاميرونية .تت ازمن الزيادة في اإلنفاق
الصحي وغيره من النفقات المتعلقة باألزمات مع انخفاض اإلي اردات النفطية وغير النفطية بس بب
تباطؤ االقتصاد العالمي.
على مستوى المصارف المركزية العالمية ،خفض عدد كبير منها معدالت الفائدة النقدية لتحفيز الطلب الكل
ي ،لمواجهة فيروس كورون ا وفي مقدمتها مجلس االحتياطي الفيد ارلي األمريكي ،وبن ك كن دا المركزي،
وبنك إنجلت ار حيث خفضوا معدل سعر فائدة السياسة النقدية بواقع نصف نقطة مئوية ف ي 2مارس
اء على
2020كردة فعل على المخاطر المتنامية بسبب الفيرو س .ففي الواليات المتحدة األمريكية وبن ً
الق ارر الطارئ للجنة السياسات النقدية ببنك االحتياطي الفيد ارلي تم تبني حزمة واسعة من الق ارارت
لتيس ير السياس ة النقدي ة والتش ج ي ع على االقت ارض ومنح م ازي ا تفض يلية للمقترض ين من المص ارف
األمريكي ة في نفس الس ياق ،بع د ي وم واح د فق ط من تخفيض مجلس االحتي اطي الفي د ارلي األم ريكي لس عر
الفائدة ،أعلن بنك كندا المركزي كذلك تخفيض سعر الفائدة النقدية بواقع 5.0نقطة مئوية لتعزيز مناعة
االقتصاد الكندي ضد فيروس كورونا .كما قدم بنك الصين الشعبي حزمة تحفي ازت للمصارف التجارية
من خالل تخفيض نسبة االحتياطي القانونيللمصارف التجارية بما يت اروح بين 5.0إلى 1نقطة مئوية،
مما سمح بتوفير ما يعادل 92مليار دوالر لتحفيزاالقتصاد الوطني.
كما كان للمصارف المركزية في الدول االسكندنافية دواًر في حزم التحفيز التي قدمتها غالبية دول العالم،
حيث خفض بن ك ال نرويج المرك زي س عر فائ دة السياس ة النقدي ة بح والي نص ف نقط ة مئوي ة مم ا أدى إلى
انخف اض تك اليف اإلق ارض باإلض افة إلى تق ديم تس هيالت ائتماني ة عاجل ة للقط اع المص رفي ألج ل ثالث ة
أش هر .في حين ض خ بن ك الس ويد المرك زي أم واالً بلغت قيمته ا 01ملي ار دوالر في القط اع المص رفي
لتمكين المصارف السويدية من تقديم التموي ل الالزم للشركات المحلي ة لتوفير المستلزمات الطبية الالزمة
للح د من انتش ار الف يروس .في نفس الس ياق ،خفض بن ك الياب ان المرك زي من س عر فائ دة السياس ة النقدي ة،
فيما تدرس الحكومة اليابانية إمكانية تقديم تخفيضات إضافية والمزيد من تحفيز الظروف النقدية .كما لجأ
بن ك االرجن تين المرك زي إلى تخفيض نس بة االحتي اطي النق دي الق انوني على االئتم ان المص رفي لألس ر
الفقيرة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة .كما خفض البنك المركزي الب ارزيلي سعر الفائدة بمقدار50
نقطة أساس إلى أدنى مستوى تاريخي وهو 2.90في المائة .كما أعلن عن حزمة من القروض المدعومة
بس ندات القط اع الخاص ة للمؤسس ات المالي ة .وخفض البن ك االحتي اطي األس ت ارلي س عر الفائ دة النقدي ة
مرتين في مارس 5555بمقدار 50نقطة أساس ليصل إلى 5.50في المائة ،كما أعلن كذلك عن خفض
العائ د على الس ندات الحكومي ة ألج ل 2س نوات بنح و 5.50بالمائ ة من خالل ش ارء س ندات حكومي ة في
السوق الثانوية .
في السياق ذاته ،با إلضافة إلى تخفيض سعر فائدته النقدية بواقع 50نقطة أساس إلى 5.1في المائة ،قدم
بنك انجلت ار المركزي حزمة من الحوافز لدعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوس طة ،باإلضافة إلى
تخفيض متطلب ات أرس الم ال للمص ارف البريطاني ة .ه ذه اإلج ارءات من ش أنها توف ير م وارد إض افية
للمصارف البريطانية بما يمكنها من توجيه االئتمان للقطاع المنزلي األف ارد واألسر وقطاع األعمال.
الش ركات في المملك ة المتح دة خالل ف ترة تفش ي ف يروس كورون ا .كم ا س يتبع بن ك إنجلت ار آلي ة لم ارقب ة
المصارف حول مدى قدرتها على توظيف هذه الموارد ف ي مصلحة ا ألف ارد والشركات ضد تداعيات
الفيروس .وفي الوقت الذي أعلنت فيه غالبية المصارف المركزية العالمية خفض معدالت فائدتها النقدية،
تحف ظ البن ك المرك زي األوروبي على االس تجابة لتفش ي ف يروس كورون ا بنفس النهج ال ذي اتبع ه البن ك
االحتياط ي الفيد ارلي ،حيث أبقىعلى معدالت الفائدة دون تغيير ف ي حدود سالب 5.0ف ي المائة ،ف
ي حين بل غ س عر فائ دة إع ادة الش ارءص ف اًر ،حيث اتخ ذ منحى آخ ر من خالل االعتم اد على عملي ات
التيس ير الكمي م ع إب ق اء أس عار الفائ دة كم ا هي دون تغي ير بض خ أم وال من خالل التوس ع في ش ارء
السندات الحكومية وش ارء سندات القطاع الخاص بقيمة 155مليار يورو حتى نهاية العام 5555مما ع
زز من مستوى السيولة المصرفية لدى البنوك األوروبية .
باإلضافة إلى ذلك ،قدم البنك المركزي األوروبي حزمة من التسهيالت االئتمانية للمصارف األوروبية مع
تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة على االقت ارض بأسعار فائدة تيسيري ه .كما عزز البنك في
15م ارس 5555تس هيالته االئتماني ة في مواجه ة ف يروس كورونا بتق ديم 905ملي ار ي ورو عبر برنامج
تموي ل ط ارئ تم إنش ائه له ذا الغ رض Pandemic Emergency Purchase Programme
)(PEPPاستدرك مجلس االحتياطي الفد ارلي األمريكي الحقا ضرورة تعزيز الخطوة التي اتخذها مسبقا
في مواجهة الفيروس بتخفيض سعر الفائدة بواقع نص ف نقطة مئوية من خالل إطالق برنامج تيس ير كمي
بقيمة 955مليار دوالر من خالل ش ارء سندات خ ازنة أمريكية ف ي حدود 055مليار دوالر ،إضافة
إلى أوارق مالية كضمان لرهونات عقارية ف ي حدود 555مليار دوالر .
القطاع الحقيقي
من المتوقع تأثر مستويات النشاط االقتصادي في الدول العربية نتيجة انتشار الفيروس من خالل عدد من
القنوات لعل من أهمها تأثر مستويات الطلب الخارجي التي تساهم بنحو 85في المائ ة من الطلب الكلي في
الدول العربية عالوة على تأثر االنتا في عدد من القطاعات االقتصادية األساسية التي تسهم بنحو 55في
المائ ة من الن اتج المحلي اإلجم الي .ك ذلك من المتوق ع ت ارج ع ا إلنف اق االس تهالكي واالس تثماري بس بب
انتشار الفيروس وحاالت إغالق األسواق والمناطق الترفيهية ،وهو ما سينعكس على بعض االستثما ارت
في المرحلة المقبلة .
من ناحية أخرى ،تأثر الق ارر االستثماري بعدم اليقين بخصوص ما سيؤول إليه الوضع خالل الشهور
المتبقي ة من ع ام 5555وه و م ا ق د ي ؤدي إل ى ت أثر المش اريع االس تثمارية القائم ة والمخط ط له ا ،نتيج ة
تباطؤ النمط االستهالكي.
25دوالر لل برمي ل في م ارس ، 5555فض الً عن حجم ا إلنف اق الط ارئ على المس تلزمات الطبي ة
والقط اع الص حي ال تي ق د تت ازي د بع د المح اوالت الجاري ة باكتش اف أمص ال وأدوي ة لعال ا ألع ارض
الناتجة عن فيروس كورونا ،فضالً عن التحديات القائمة في هذه الدول قبل ظهور الفيروس .على مستوى
الدول المصدرة للنفط ،من المتوقع أن يؤدى انخفاض األسعار العالمية للنفط إل ى إج ارء تعديالت على
تقدي ارت موازنة العام 5555التي دخلت حيز التنفيذ .هذا من شأنه أن يقلل من اإلي اردات الحكومية
للدول ة ويتس بب ف ي عج وازت مالي ة أك بر مم ا ك انت علي ه في الس نوات الس ابقة .بالت الي لتموي ل العج ز
المالي الذي تركه حجم ا إلنفاق الطارئ عل ى الفيروس ،قد تلجأ الدول العربية المصدرة للنفط في األجل
الطويل إلى مصادر تمويل أخرى ،مثل الزيادة في اإلي اردات الضريبية وتنويع الهياكل االقتصادية.
من ناحي ة أخ رى ،على ال رغم من حجم اإلنف اق الكب ير لل دول المص درة للنف ط وب األخص دول مجلس
التعاون لدول الخليج العربية ،فإنها قد تستفيد من ميزة الصناديق السيادية التي كونتها من فوائضها المالية
الناتجة عن ارتفا ع أسعار النفط في سنوات سابقة التي يبلغ إجمالي حجم أصولها .559295مليار دوالر
أمري ك ي من ناحي ة أخ رى ،تواج ه ال دول العربي ة المس توردة للنف ط ظ روف ا اس تثنائية تتمث ل في عج ز
الموازن ات العام ة وربم ا تك ون الفرص ة س انحة لالس تفادة من االنخف اض المف اجئ في أس عار النف ط لتحقي ق
وف رة مالي ة باعتب ار أن تق دي ارت موازن ة 5555ال تي أج ريت في ع ام 5512ق د ُب نيت على فرض يات
أسعار مرتفعة نسبيا عن األسعار الحالية ،وبالتالي هناك إ مكانية للدول المستوردة للنفط لعكس هذه الوفرة
المتوقع ة من فروق ات أس عار النف ط لتموي ل ح زم التحف يز والت دابير التعويض ية وب األخص دعم األف ارد
والشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في المجاالت المتضررة على أرسها النقل الجوي والسياحة ،أو قد
تلج أ إلى زي ادة حجم اإلنف اق على القط اع الص حي وخ دمات الرعاي ة االجتماعي ة ،والض مان االجتم اعي
والتحويالت النقدية المباشرة .يعتبر انخفاض أسعار النفط ميزة سوفتمكن بعض الدول العربية المستوردة
للنفط التي تتبني عملية التحول التدريجي من الدعم غير المباشر على السلع والخدمات األساسية إلى الدعم
النقدي المباشر الموجه إلى مستحقيه.
الدين العام
في ِخضم التطوارت المتسارعة في االقتصاد العالمي في ظل تفشي فيروس كورونا ،يعتبر موضوع الدين
العام أحد أهم األدوات التي لجأت إليها الدول العربية للتصدي لجائحة كورونا .فباإلضافة إلى العديد من
اإلج ارءات التي تم تبنيها من قبل البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية من أجل توفير السيولة الالزمة
للجهاز المصرفي لدعم القطاع الخاص ،هناك بعض المقترحات بإصدار سندات دين حكومية لدعم جهود
الدول العربية لتوفير التمويل المطلوب لمواجهة هذا الوباء .حيث يمثل تفشي فيروس كورونا عبئا إضافيا
على حجم الدين العام في الدول العربية سيما وأن اإلج ارءات الحالية سوف تؤدي إلى زيادة إجمالي الدين
العام كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي خالل األعوام القادمة .في المغرب ،أشارت الحكومة المغربية إلى
إمكانية تجاوز سقف الدين العام لعام 5555بنحو 2مليا ارت دوالر أمريكي بسبب جائحة كورونا .من
ناحية أخرى ،بدأت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية النظر في إصدار سندات دين لدعم جهودها
في التص دي لجائح ة كورون ا ،حيث أص درت قط ر س ندات س يادية بقيم ة 15ملي ار دوالر .كم ا ش رعت
الكويت في اج ارء بعض التعديالت على قانون الدين العام يسمح للحكومة باقت ارض حوالي 50مليار
دينار كويتي وكانت االما ارت قد أعلنت في عام 5512عن إصدار سندات اتحادية في 5555وذلك وفقا
لمرس وم الق انون االتح ادي رقم 2لس نة 5515في ش أن ال دين الع ام وال ذي يمكن الحكوم ة االتحادي ة من
إص دار الس ندات الس يادية ،ومس اعدة القط اع المص رفي على تلبي ة قواع د الس يولة الدولي ة بمج رد إص دارها
وتطوير سوق األوارق المالية.
عن د قي ام البن ك المرك زي ب إعالن الم ؤش ارت الكمي ة لسياس ته النقدي ة ،يتب ادر إلى ال ذهن قن وات انتق ال
السياسة النقدية سعر الفائدة ،االئتمان المحلي ،وأسعار األصول إلى القطاع الحقيقي حيث يظه ر األثر على
معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي ومعدالت التضخم .في هذا الصددُ ،يالحظ أن غالبية حكومات العالم قد
لج أت إلى أد وات السياس ة النقدي ة في مجابه ة ف يروس كورون ا ،حيث لج أ البعض إلى أس عار الفائ دة
وتوظي ف عملي ات الس وق الم فتوح ة ،في حين لج أ البعض اآلخ ر إلى اس تخدام نس بة االحتي اطي النق دي
الق انوني لزي ادة قدرةالمص ارف التجاري ة على منح التموي ل .في ه ذا اإلط ار لج أت غالبي ة المص ارف الم
ركزي ة ومؤسس ات النق د العربي ة إلى خفض أس عار الفائ دة النقدي ة ف ي ٍ
آن واح د حيث أن ك ل ج والت
الخفض تمت خالل شهر مارس من عام 5555وبنسب متقاربة من بعضها البعض ،وهو ما من شأنه دعم
مستويات السيولة التي تأثرت عام 5512بظروف تباطؤ النشاط االقتصادي في عدد من الدول الع ربية.
من جانب آخر ،اتخذت الدول العربية سياسات تحفيزية على مستوى السياسة النقدية لدعم الطلب المحلي
في االقتصاد عن طريق السياسة النقدية وكذلك لدعم سيولة القطاع المصرفي وبالتالي تشجيع المصارف
التجارية على تمويل القطاع الخاص ،والمشروعات الصغيرة والمتوسطة العاملة في المجال الصحي ،وتلك
التي تعمل في القطاعات المتأثرة بتداعيات فيروس كورونا ،مثل قطاع الخدمات النقل والسياحة.
كما قدمت البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية حزمة من الم ازيا للمصارف التجارية من أجل تخفيف
آثار انتشار الفيروس على عمالئها والتي سوف يتم التط رق إليها في الجزء التالي من الد ارسة والخاص
بجهود الدول العربية.
خفض عدد من شركات الطي ارن العربية رحال تها اليومي ة في أعقاب انتشار فيروس كوروناُ .ي ذكر أن
ال دول العربي ة تمتل ك ع دداً من خط وط الطي ارن الدولي ة تغطي من اطق شاس عة ح ول الع الم وال تي طاله ا
الت أثير ب الفيروس ،حيث أعلن عدد منه ا وقف الرحالت الجوي ة من والى عدد من المناطق الموب وءة .في
هذا السياق ،اتخذت شركات الطي ارن العربية عدد من االج ارءات للحد من انتشار الفيروس ،تمثلت ف
ي إعفاء المسافرين من الرسوم المفروضة على إلغاء وتأجيل الرحالت في ظل اتخاذ السلطات الوطنية في
الدول العربية عدد من التدابير مثل عدم إصدار تأشي ارت دخول للدولة وتعليق دخول حاملي التأشي ارت
سارية المفعول لحين إشعار آخر.
خدمات السياحة
يعتبر القطاع السياحي في الدول العربية من أكثر القطاعات تأث اًر بتداعيات تفشي فيروس كور ونا ال
س يما أن 55ف ي المائ ة ( ) 55من القط اع يتك ون من الش ركات الص غيرة والمتوس طة .ن ظ اًر للجه ود
الدولية للحد من تفشي فيروس كورونا ،والقيود التي فرضت على حركة السفر والسياحة بين الدول ،تأثر
قطاع السياحة بصورةمباشرة ال سيما في الدول العربية التي تعتمد عليه كأحد مصادر اإلي اردات الهامة
للموازنات العامة وكذلك موازين مدفوعاتها .في األجل القصير كان األثر قويا نظ اًر لحالة االرتباك التي
سادت القطاع والخسائر الت ي يتكبدها مقدمي الخدمة في الدول العربية نظير إلغاء بعض الحجوازت من
الفن ادق .ل ذلك يعت بر توف ير ت دابير واج ارءات تعويض ية للف اعلين ف ي قط اع الس ياحة من ض من ا
ألولوي ات الت ي يجب أن ترك ز عليه ا ال دول العربي ة ن ظ اًر ألهمي ة القط اع ف ي توف ير ف رص العم ل،
ودعم الناتج المحلي ا إلجمالي ،ودعم تجارة الخدمات ،ورفد الموازنات العمومية للدول العربية ،فضالً عن
توفير العملة الصعبة .في هذا السياق ،سوف تستفيد الشركات العاملة ف ي المجال السياحي من حزمة الم
ازيا والحوافز الت ي قدمتها بعض المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية ف ي إطار جهودها للحد
من انتشار فيروس كورونا خاصة تلك المتعلقة بتأجيل أقساط العمليات التمويلية القائمة ،أو االستفادة من
المقدمة من الحكومات فيما يتعل ق بتخفيض عبء التك اليف التش غيلية ،وتقديم حوافز ض ريبية .في
الم ازي ا ُ
األجل المتوسط والطويل ،تمثل خدمات السياحة والسفر إحدى مكونات حساب الخدمات ف ي المي ازن
الجاري وبالتالي فإن خسائر القطاع سوف تنعكس على موقف حساب العمليات غير المنظورة لمي از ن
المدفوعات .فكلما تمتع االقتصاد بفائض وافر ف ي حساب التجارة السلعية الصاد ارت والواردات السلعية
فإن ذلك سيتيح له تعويض العجز ف ي حساب العمليات غير المنظورة الذي ي شمل الخدمات ،والدخل،
والتح ويالت الجاري ة ،وه و م ا س وف يس هم في تخفي ف أث ر ت ارج ع متحص الت قط اع الس ياحة ،والعكس
صحيح.
التجارة السلعية
تعتبر الصين أحد أهم الشركاء التجاريين للدول العربية حيث تشير اإلحصاءات إلى أنه حتى عام 5515
تعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية بوزن نسبي بلغ 12في المائة عام ، 5515وذلك
بعد ا إلتحاد األوروبي الذي احتل المرتبة األولى في حركة التجارة السلعية مع الدول العربية بوزن نسب
ي بل غ 20في المائة من إجمالي تجارة الدول العربية مع العالم .شهد عجز المي ازن التجاري تحسنا
في الف ترة األخ يرة وب األخص م ع الص ين حيث تح ول العج ز الب الغ 25ملي ار دوالر في ع ام 5519إلى
فائضا قدره 34مليار دوالر عام ، 5515في حين سجل موقف المي ازن التجاري مع ا التحاد األوروبي
عج اًز قدره 85مليار دوالر
مقاب ل 119ملي ار دوالر في ع ام 5519ومن المتوق ع أن ي ؤثر انتش ار الف يروس على موق ف التج ارة
الخارجية للدول العربية مع أبرز شركائها التجاريين.
عالوة على ذل ك ،ق امت غالبي ة البن وك المركزي ة ومؤسس ات النق د العربي ة في دول مجلس التع اون ل دول
الخليجالعربي ة بتب ني سياس ات نقدي ة توس عية من خالل خفض أس عار الفائ دة مس تفيدة من قي ام مجلس
االحتي اطي الفي د ارلي ب إج راء جول تين من خفض الفائ دة .في ه ذا الص دد ،أعلنت مؤسس ة النق د الع ربي
الس عودي ( ،) 20خفضمعدل فائدة اتفاقي ات الش ارء بواقع 90نقط ة أساس باإلض افة إلى تخفيض سعر
فائدة اتفاقيات إعادة الش ارء المعاكس بواقع 90نقطة أساس من 1.25إلى 5.05بالمائة .هدفت ساممن
ه ذا اإلج راء إلى تحقي ق االس تق ارر الم الي في ظ ل تفش ي ف يروس كورون ا .ك ذلك أج رى مص رف اإلم ا
ارت العربي ة المتح دة المرك زي تع ديالت على أس عار فائدت ه النقدي ة المختلف ة .حيث أج رى تخفيض ا على
معدل فائدة شهادات اإليداع التي يصدرها ألجل أسبوع واحد بحوالي
1.50إلى 5.05في المائة ،وقام بزيادة آجال عمليات إعادة الش ارء إلى ثالثة أشهر ،كما سعر الفائدة
على عمليات خصم أذونات الخ ازنة الحكومية بواقع 155نقطة أساس إلى 1في المائة .وخفض سعر
الفائدة على عمليات مبادلة العمالت األجنبية بواقع 05نقطة أساس ،ورفع آجال عمليات مبادلة العمالت
إلى ستة أشهر .باإلضافة إلى ذلك ،أعلن البنك المركزي العماني حزمة من اإلج ارءات الوقائية تمثلت في
خفض أرس المااللوقائي بنسبة 05في المائة من 5.0في المائة إلى 1.50في المائة ،ورفع نسبة
التسليف بواقع 5في المائة .
كما أعلن مصرف البحرين المركزي عن تخفيض سعر الفائدة على شهادات اإليداع لمدة أسبوع من 5.50
في المائ ة إلى 1في المائ ة ،وس عر الفائ دة على ودائ ع الليل ة الواح دة من 5في المائ ة إلى 5.90في المائ ة
وسعر اإلق ارض لليلة واحدة من 8في المائة إلى 1في المائة .كما عمل على تخفيض نسبة االحتياطي
النقدي القانوني لمصارف التجزئة من 0في المائة إلى 2في المائة .باإلضافة إلى ذلك ،شجع المصارف
والمؤسسات المالية على االستجابة لجوالت التخفيض التي أعلنها البنك المركزي على أسعار الفائدة بواقع
05نقطة أساس ،بتقليص هوامش األرباح ومعدالت الفائدة للعمالء المتأثرين بفيروس كورونا فض الً عن
أي رسوم وعموالت ،أو إج ارءات مصرفية أخرى .
كورونا واالقتصاد المصري
الموقف استثنائي وعلى الجميع أن يدفع الثمن القيادة قبل الشعب والقادر قبل الغير قادر ،وبهمة المصريين
يمكن أن نجتاز المرحلة في أطار اللحاق بقطار التقدم الرقمي وتغيير الثقافة واالستعداد لدخول عالم جديد
يعتمد على العلم والعقل واإلنتا.
قال الدكتور محمود محي الدين ،المبعوث الخاص لألمم المتحدة ألجندة التمويل ،5525نائب رئيس البنك
الدولي سابقا ووزير االستثمار األسبق ،إن أزمة كورونا فرضت عالماً مختلفاً وواقعاً مغاي اًر القتصاديات
الدول ،ما يغير من خريطة االستثمار خالل السنوات المقبلة ،وقال إن لألزمة ال ارهنة أثا اًر ايجابية علي
مصر في األجل المتوسط.
وع رض خالل ن دوة جمعي ة رج ال األعم ال لبحث الت داعيات المختلف ة ألزم ة كورون ا علي االقتص اد
المص ري ،ال تى أداره ا الك اتب الص حفى عب د المحس ن س المة ،رئيس مجلس إدارة مؤسس ة األه ارم،
الس يناريوهات المختلف ة للوض ع االقتص ادي بع د أزم ة كورون ا علي المس توي الع المي واإلقليمي والمحلي،
وسبل التعافي من تلك الجائحة.
أك د “محي ال دين” أن تقري ر ص ندوق النق د ال دولي توق ع أن يت ارج ع مع دل النم و االقتص ادي لمص ر إلي
%5في 5555و %5.5في ،5551مقارن ة م ع %0.5في 5512علم اً ب أن مص رتعتبر الدول ة الوحي دة
بمنطق ة الش رق الوس ط وش مال أفريقي ا ال تي س يظل مع دل النم و به ا م وجب بحس ب تق دي ارت الص ندوق،
وتشير األرقام إلى ت ارجع كبير للدول المنتجة والمصدرة للنفط ،مثل دول الخليج العربي بنسب تتفاوت
ما بين %8-إلي %0-في .5555
وأضاف أن معدالت البطالة في مصر والتضخم في الحدود المتوقع ة بين %5.5في 5512إلي %15.2
في ،5555ومن المتوق ع أن تص ل إلي %11.5للع ام الم الي المقب ل ،5551م ا يس توجب إج ارءات
س ريعة ل دعم المش روعات كثيف ة العمال ة وتحف يز أك بر لنم و قط اع المش روعات الص غيرة والمتوس طة
واالستثمار في المجاالت الجديدة علي مستوي جميع المحافظات لتوفير فرص عمل.
ولفت إلى أن التقارير االقتصادية لمؤسسة “موديز” للتصنيف االئتماني و”ستاندرد آند بورز” أشادت بقدرة
االقتصاد المصري في الوفاء بالت ازماته المالية ،واإلبقاءعلي نظرة مستقبلية مستقرة ،إال أنه في الوقت
نفس ه ف إن التعام ل م ع جائح ة كورون ا وتبعاته ا علي الم دي البعي د يتطلب تع اون دولي أك بر ،بج انب إع ادة
النظر في بعض القوانين لحماية الثروات الصناعية والعقارية والزارعية.
وق ال إن لألزم ة ال ارهن ة أث ا اًر ايجابي ة علي مص ر في األج ل المتوس ط ،بفض ل االس تثما ارت الض خمة
ال تي تم توجيه ا في مج االت البني ة التحتي ة والص حة ،باإلض افة إلي تنفي ذ برن امج االص الح االقتص ادي
والتطبيق الج زئي لمنظومة التأمين الصحي الشامل.
واق ترح التعجي ل بتط بيق نظ ام الت أمين الش امل علي مس توي ك ل محافظ ة بالمش اركة م ع القط اع الخ اص،
وذك ر أن المنطق ة االقتص ادية لقن اة الس ويس ل ديها فرص ة كب يرة لج ذب االس تثما ارت المباش رة لموقعه ا
المتم يز وق درتها علي إنش اء تجمع ات ص ناعية ولوجيس تية ،مطالب ا بإع ادة تقيم المحافظ ات حس ب أنش تطها
والتوجه نحو المناطق الصناعية الصغيرة ،مثل قويسنا وميت غمر و الصف و بنها ،وانشاء العديد منها
في المحافظات المختلفةلتوفير فرص العمل.
وأكد أن قطاع التكنولوجيا من القطاعات الواعدة التي تمتلك فرص اً كبيرة في مشروعات المالية بالتعاون
م ع البن ك المرك زي فيم ا يخص مش روعات الش مول الم الي والرب ط االلك تروني وتس وية الم دفوعات ونظم
التمويل.
كما أكد وزير االستثمار األسبق ،أن مواجهة الدول للتبعات المختلفة ألزمة كورونا تستلزم إعطاء األول
وي ة لالس تثمار في 2قطاع ات أساس ية أهمه ا االس تثمار في البش ر ،ومج االت الص حة والبني ة التحتي ة
والتكنولوجيا.
وأشار إلى أن الوض ع في مصر أفض ل من دول عدي دة تع اني من أزم ات س كانية ،وارتف اع مع دالت الفقر
وأوض اع اقتص ادية ص عبة ق د تخل ق ح رب عالمي ة ثالث ة ،وهي ح رب تغ ير أس عار الغ ذاء وانهي ار القط اع
الصحي.
وقال إن مصر لديها منظومة صحية وبنية تحتية “جيدة” قادرة علي مواجهة المخاطر الصحية المستقبلية
،بج انب امتالكه ا خب ارت لألطقم الطبي ة والممرض ين ،ونجحت في التعام ل م ع العدي د من األوبئ ة واألم
ارض المتوطنة مثل تجربتها في القضاء علي فيروس الكبد الوبائي والمالريا.
وأضاف“ :ال شك أنه بفضل المتابعة المستمرة لتنفيذ المشروعات ذات األولوية لخطط الدولة تم اختصار
وقت إتم ام مش روعات واع دة في مص ر في زمن قياس ي ،منه ا مش روعات في مج االت الص حة والتنمي ة
العم ارنية والبنية التحتية ومشروع نظام التأمين الصحي الشامل.
وأك د ال دكتور محم ود محي ال دين ،أن أولوي ات ال دول لمواجه ة التح ديات المس تقبلية تش مل 15مقترح ات
،تمث ل” ″2+1وعلى أرس ها الق درة علي االس تثمار في المج ال الص حي و الط بي واإلنف اق علي البني ة
األساسية الصحية ،كما يجب العمل علي زيادة القد ارت اإلنتاجية والصناعية المختلفة ،واستغالل الطاقات
المعطل ة واع ادة توجيهه ا لتص نيع المالبس الوقائي ة ،والتع اون ال دولي في توف ير اللقاح ات والمس تلزمات
الطبية واالحتياجات االستهالكية.
وت ابع :يجب العم ل علي التن وع في االس تثما ارت في المج االت األساس ية المتعلق ة باالس تثمارفي البش ر
والرعاي ة الص حية والبني ة التحتي ة والتكنولوجي ة واالس تثمار في مواجه ة التغي ارت المناخي ة والتعليم
ومجاالت الذكاء االصطناعي.
وأض اف :كم ا يجب أيض ا وض ع أولوي ات جدي دة في اإلنف اق الع ام في مج االت الص حة والض مان
االجتماعيودعم مشاريع الشباب ،مشيداُ بإس ارع الدولة في دعم العمالة غير المنتظمة وضرورة استكمالها
بنظام الدخل األساسي والتأمين الصحي الشامل.
وأشار الدكتور محمود محي الدين ،إلى أن العديد من الفئات تستوجب دعم مادي واجتماعي لمساعدتهم في
تج اوز األزم ة ،بج انب معالج ة الفج وة في االس تي ارد واإلنت ا لتش جيع االقتص اد على االنطالق وتص نيع
السلع التي تستوردها مصر لدعم النشاط االقتصادي.
وأكد أن العمل علي توطين الصناعات الهامة واالست ارتيجية لمصر من األمور االيجابية ألزمة كورونا،
م ع اس تغالل م ازي ا المن اطق االقتص ادية مث ل المنطق ة االقتص ادية لقن اة الس ويس في ج ذب المس تثمرين
واقامة صناعات ذات أولوية للدولة وأهمها المشروعات التكنولوجية لرفع القد ارت التصنيع وزيادة الصاد
ارت.
وأش ار إلى أن مص ر من األس واق الواع دة الكب يرة لنح و 155ملي ون مس تهلك ،بج انب ارتباطه ا الوثي ق
وعالقاتها المتميزة مع أفريقيا والصين.
ق ال إن ه ب الرغم من الت أثير المتوق ع والكب ير لقط اع الس ياحة والس فر في مص ر والع الم إلي م ا بع د أزم ة
كورون ا ،إال أن الس ياحة الداخلي ة ق د تمث ل فرص ة جي دة في ظ ل األزم ة ،مش يداً ب الق ارارت االقتص ادية
للدولة في تخفيف األعباء علي القطاع السياحي في تأجيل أقساط الديون واسقاط الضريبة العقارية.
وأك د علي أهمي ة االس تم ارر في دعم القط اع الس ياحي للحف اظ علي اإلنج ا ازت ال تي حققه ا القط اع في
التع افي وع ودة النش اط وارتف اع االنف اق الس ياحي والحف اظ علي العمال ة ،بج انب أهمي ة إع ادة النظ ر في
منظوم ة الض ارئب خاص ة في القطاع ات األك ثر تض رار ،والتعام ل م ع الموازن ة العام ة للدول ة ببع د
اقتصادي يعيد رسم خريطة االستثمار في بعض القطاعات ذات االولوية ألنها وسيلة لمخاطبة المستثمرين،
واألفضل هو التعامل معها ببعد تنموي يعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ،واالستثمار في أولويات
التنمي ة مث ل التعليم ،الرعاي ة الص حية ،القض اء على الفق ر ،المس اندة المجتمعي ة ،تحس ين األج ور ،وتحقي ق
األمن.
وحول رؤيته في تغير شكل العملة المصرية ،أكد أن الشمول المالي من الخطوات األكثر أهمية لإلصالح
االقتصادي وتحسين مناخ األعمال ،مقارنة بالتحول النقدي باستبدال العمالت الورقية بالعملة البالستيكية،
وهي تح دث نتيج ة الختالف أس عار هال ك البنكن وت ولن يش عر بتل ك العملي ة القط اع الخ اص ،واألهم فيم ا
يتعلقبالعمالت هو الشمول المالي.
وح ول ت أثير أزم ة وتبع ات كورون ا علي المس توي الع المي لفت “محي ال دين” إلى أن الخريط ة العالمي ة
لإلص ابات تش ير إلي تس طح منحناه ا ،م ا يع ني س يطرة ع دد من ال دول علي ت ازي دها ،ولكن علي العكس
تماما فإن االقتصاد العالمي دخل مرحلة الركود وبلغت معدالت ت ارجع النمو ،%2-وهو أكبر ركود
منذ مرحلة الكساد الكبير.
وق ال إن الع الم أم ام ح ربين ،األولي تحتم علين ا التباع د االجتم اعي وااللت ازم ب اإلج ارءات الوقائي ة،
واألخري العودة إلي النشاط االقتصادي لمعدالت ما قبل األزمة.
وأك د أن ص ندوق النق د ال دولي في أخ ر تقري ر ل ه أش ار إلي أن االقتص اد الع المي س يتعافي ويحق ق نم و
،%0.5واختلفت نظريات الخب ارء حول شكل المنحي الذي يحقق النمو المتوقع.
كم ا أش ار إلى أن تبع ات أزم ة كورون ا أث رت علي كاف ة من احي الحي اة واالقتص اد في الع الم ،وتس ببت في
حدوث أزمة في المديونيات العالمية ،ما جعل مجموعة العشرين تسعي إلي خفض مديونيات الدول األقل
دخال واألولي بالرعاية من خالل تأجيل سداد أقساد الديون لعدة شهور في بعض الحاالت.
وأضاف أن االتحاد األفريقي خصص نحو 88مليار دوالر لإلنفاق علي االحتياجات األساسية للتعامل مع
الجائحة.
وت ابع :البورص ات العالمي ة ت أثرت وش هدت أس عار األس هم انهي ا اًر ،فيم ا ارتفعت أس عار الس ندات وت
ارجعت أسعار البترول إلي أدني مستويات لها.
ولفت إلى أن الوض ع الح الي ألس عار الب ترول في الع الم ل ه أث ار س لبية لل دول المص درة للنف ط ،في حين
ستستفيد منها الدول المستوردة ،وكذلك الدولة التي تمتلك اقتصادا متنوعاً مثل مصر.
من جانب ه أك د المهن دس علي عيس ي ،رئيس مجلس إدارة جمعي ة رج ال األعم ال ،أن الدول ة المص رية
تع املت م ع إدارة أزم ة وجائح ة كورون ا ب احت ارفي ة ش ديدة وفي جمي ع االتجاه ات الص حية واالقتص ادية
واالجتماعية.
وأضاف أن مصر نجحت في تحقيق توازن بين التحديات االقتصادية واالجتماعية والصحية ،من خالالإلج
ارءات االحت ارزية والوقائية لمنع انتشار الفيروس بجانب استم ارر العمل واإلنتا.
وأشاد بحزمة الحوافز االقتصادية ومساندة الدولة للقطاعات األكثر تضراًر ،ومنها القطاع السياحي ،الفتا
إلى أن النظ رة ايجابي ة لمص ر في تحقي ق مع دالت نم و في ع ام ،5555إال أن القط اع الخ اص يطمح في
المزيد من الخطوات الداعمة الستعادة االقتصاد عافيتة والحفاظ علي صحة اإلنسان وتعزيز القدرة المالية
للشركات للوفاء بالت ازماتها المختلفة.
وق ال الك اتب الص حفي عب د المحس ن س المة ،إن أزم ة ف يروس كورون ا تع د ث الث م أزق وأخط ر القض ايا
الصحية علي البشر بعد الطاعون والكولي ار ،مضيفا أن العالم يتعرض ألس وأ ازمة عالمية منذ الكساد
الكبير
الخاتمة
يتطلب ذل ك اس تجابة واس عة على ص عيد السياس ات النقدي ة والمالي ة ل دعم الطلب وتوف ير التموي ل الالزم
للقطاع ات المختلف ة واألك ثر تض راًر من تفش ي ف يروس كورون ا .بالت الي تعت بر االس تجابة المالي ة الفوري ة
ضروريةً جداً وذلك من خالل تعزيز ا إلنفاق على قطاع الخدمات الصحية ،ورعاية المرضى ،والحد من
انتشار الفيروس .حيث أعلنت الحكومات العربية في هذا الصدد ،سياسات واج ارءات مشددة في مواجهة
ف يروس كورون ا والح د من انتش اره مث ل ف رض حظ ر التج وال في بع د ال دول ،واغالق األم اكن الترفيهي ة
ودور العبادة ،فضالً عن العمل عن بعد في الدوائر الحكومية.
أم ا على المس توى االقتص ادي ،فق د ج اءت السياس ات ال تي أطلقته ا ال دول العربي ة تحفيزي ة من خالل ح زم
ال دعم الم الي له ذه ال دول عن طري ق مص ارفها المركزي ة أو من خالل إنش اء ص ناديق تمويلي ة وحس ابات
خاص ة أُنش ئت خصيص ا له ذا الغ رض بمش اركة مجموع ة من المص ارف التجاري ة .كم ا تم تعزي ز ه ذه
الخطوة من خالل جوالت الخفض في أسعار الفائدة النقدية التي أعلنتها المصا رف المركزية ومؤسسات
النقد العربية .كما استفادت المصارف المركزية من أدواتها النقدية حيث لجأ بعضها إلى ب ارمج التيسير
الكمي عبر توظيف عمليات السوق المفتوحة بش ارء السندات الحكومية من المصارف التجارية والقطاع
الخ اص ،باإلض افة إلى تخفيض نس بة االحتي اطي النق دي الق انوني بم ا يع زز من ق درتها على زي ادة حجم
التمويل المصرفي للقطاع الخاص ومنح تسهيالت مصرفية لعمالئها مع التركيز على الشركات الصغيرة
والمتوسطة.
رغم أن السياس ات النقدي ة التحفيزي ة س وف تس اعد على تحف يز الطلب الكلي في االقتص اد من خالل تحف يز
النم ط االس تهالكي وتش جيع االس تثمار ،إال أن ه يتعين على الحكوم ات العربي ة أن تح ترز من ت داعيات ذل ك
على موازناته ا وعلى أوض اع القط اع الخ ارجي وعلى أس عار ص رف عمالته ا وعلى ت دفقات رؤوس
األموال .على الرغم من ذلك ،ال ي ازل هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن اآلثار االقتصادية المحتملة
لف يروس ك ور ون ا اال أن التوقع ات تش ير الى أن الص دمة ق د تك ون كب يرة ب األخص فيم ا يتعل ق بتوف ير
مدخالت اإلنتا والسلع االستهالكية المستوردة .في بعض الدول قد يكون أثر الصدمة أقل نوعا ما من دول
أخرى ،ذلك يعتمد على مدى قوة االستهالك المحلي ومرونة سعر الصرف وعمق سوق النقد األجنبي في
هذه الدول ،كما أن الدول التي تتمتع بقطاع مصرفي سليم وذو مناعة ضد صدمات العرض والطلب يمكن
أن تكون مستويات تأثرها أقل ألثر جائحة كورونا .باإلضافة الى عوامل أخرى مثل مدى متانة شبكات
الحماية االجتماعية ،وقوة قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
قائمة المارجع باللغة العربية
مص رف لبن ان المرك زي " ، 5555بي ان ص حفي للمص رف ح ول ت داعيات ف يروس كورون ا ،والسياس ات
التي اتخذها في هذا الصدد" .متوفر على/ https://www.bdl.gov.lb :
سلطة النقد الفلسطينية " ، 5555بيان صحفي للمصرف حول تداعيات فيروس كورونا ،والسياسات التي
اتخذها في هذا الصدد" .متوفر على eg/home.aspx-http://www.pma.ps/ar :األونكتاد ، 5555
قاعدة بيانات مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية.
بنك الكويت المركزي " ، 5555بيان صحفي للمصرف حول تداعيات فيروس كورونا ،والسياسات التي
اتخذها في هذا الصدد" .متوفر علىhttps://www.cbk.gov.kw/ar :
قائمة المارجع باللغة اإلنجليزية