You are on page 1of 9

‫( أحكام المسابقات وأضواء على عاشوراء )‬

‫عناصر الموضوع ‪:‬‬


‫‪ .1‬أقوال أهل العلم في السباق وبعض أحكامه‬
‫‪ .2‬حكم صيام يوم عاشوراء‬
‫‪ .3‬مسائل متفرقة في عاشوراء‬

‫أحكام المسابقات وأضواء على عاشوراء‪:‬‬


‫أصل المسابقات مشروع في اإلسالم‪ ،‬ولكن بشروط وأركان‪ ،‬وقد َّ‬
‫جد اليوم ما جد من الحوادث‪،‬‬
‫وتوسع الناس في المسابقات حتى دخلت في أمور هي محل نظر عند أهل العلم‪ ،‬وفي هذا الدرس‬
‫تجد نبذة عن هذا الموضوع وما يحل منه وما يحرم ‪ ..‬ثم تجد حديثاً لطيفاً عن يوم عاشوراء وحكم‬
‫صومه‪ ،‬وما أحدث فيه أهل البدع‪...‬‬

‫أقوال أهل العلم في السباق وبعض أحكامه‪:‬‬


‫إن الحمد هلل؛ نستعين به ونستهديه‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل‬
‫فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأشهد أن محمداً‬
‫ِ‬ ‫اَّل‬ ‫عبده ورسوله‪ .‬يا َُّأيها الَِّذين آمُنوا اتَّقُوا اللَّه ح َّ ِ ِ‬
‫ون [آل عمران‪:‬‬ ‫ق تُقَاته َوال تَ ُموتُ َّن ِإ َو َْأنتُ ْم ُم ْسل ُم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ث ِم ْنهُ َما ِر َجاالً‬
‫ق ِم ْنها َزو َجها وَب َّ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫الن ُ َّ‬ ‫‪َ .]102‬يا َُّأيهَا َّ‬
‫اس اتقُوا َرَّب ُك ُم الذي َخلَقَ ُك ْم م ْن َن ْفس َواح َدة َو َخلَ َ َ ْ َ َ‬
‫ان َعلَْي ُك ْم َر ِقيباً [النساء‪َ .]1:‬يا َُّأيهَا‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َِّ‬ ‫ِ‬
‫اَأْلر َح َام ِإ َّن اللهَ َك َ‬
‫ون بِه َو ْ‬‫اءلُ َ‬‫اء َواتَّقُوا اللهَ الذي تَ َس َ‬ ‫َكثيراً َونِ َس ً‬
‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫صِل ْح لَ ُك ْم ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫وب ُك ْم َو َم ْن ُيط ِع اللهَ‬
‫َأع َمالَ ُك ْم َوَي ْغف ْر لَ ُك ْم ُذُن َ‬ ‫آمُنوا اتَّقُوا اللهَ َوقُولُوا قَ ْوالً َسديداً * ُي ْ‬ ‫ين َ‬ ‫الذ َ‬
‫َو َر ُسولَهُ فَقَ ْد فَ َاز فَ ْوزاً َع ِظيماً [األحزاب‪ . ]71-70:‬أما بعد‪ :‬فإن أصدق الحديث كتاب اهلل‪ ،‬وخير‬
‫محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وشر األمور محدثاتها‪ ،‬وكل محدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة‬ ‫ٍ‬ ‫الهدي هدي‬
‫ضاللة‪ ،‬وكل ضاللة في النار‪ .‬عباد اهلل‪ :‬لما كثرت المسابقات وجوائزها‪ ،‬وانتشرت بين الناس؛‬
‫رأيت أن أنقل لكم طرفاً من أقوال أهل العلم في مسألة السباق وبعض أحكامه‪ ،‬والمسابقة وما جاء‬
‫عنهم فيها من أحكام‪.‬‬

‫حكم السباق والمسابقة‪:‬‬


‫فأما السباق ‪-‬أيها المسلمون‪ -‬فإن األصل فيه الجواز بالسنة واإلجماع‪ ،‬أما السنة فروى ابن عمر‬
‫رضي اهلل عنهما أن النبي صلى اهلل عليه وسلم (سابق بين الخيل المضمرة\ من الحيفاء إلى ثنية‬
‫الوداع وبين التي لم تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق) وهذه مسافة معلومة سابق فيها‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬أي‪ :‬أذن بالسباق فيها‪ -‬والمسابقة سنة إذا كانت بقصد التأهب للقتال‬
‫طعتُم ِم ْن قُ َّو ٍة و ِم ْن ِرب ِ‬
‫اط اْل َخْي ِل [األنفال‪]60:‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫بإجماع العلماء ولقوله تعالى‪َ :‬وَأع ُّدوا لَهُ ْم َما ْ‬
‫استَ َ ْ ْ‬
‫وفسر النبي صلى اهلل عليه وسلم القوة بالرمي‪ ،‬وقد روى البخاري رحمه اهلل أن النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم خرج على ٍ‬
‫قوم من أسلم ينتضلون فقال‪( :‬ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً)‬
‫ولخبر أنس رضي اهلل عنه وأرضاه‪( :‬كانت ناقة لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم تسمى العضباء‬
‫ال تسبق‪ ،‬فجاء أعرابي على ٍ‬
‫قعود له فسبقها‪ ،‬فاشتد ذلك على المسلمين‪ ،‬وقالوا‪ :‬سبقت العضباء‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬إن حقاً على اهلل أن ال يرفع شيئاً من الدنيا إال وضعه) قال‬
‫الزركشي رحمه اهلل‪ :‬وينبغي أن تكون المسابقة والمناضلة فرض كفاية؛ ألنهما من وسائل الجهاد‪،‬‬
‫وما ال يتوصل إلى الواجب إال به فهو واجب‪ ،‬والمسابقة في السهام آكد لقول النبي صلى اهلل عليه‬
‫حسن‬
‫ٌ‬ ‫وسلم‪( :‬ارموا واركبوا‪ ،‬وألن ترموا أحب إلي من أن تركبوا) وقال الترمذي ‪-‬رحمه اهلل‪-‬‬
‫صحيح‪ ،‬ومعناه أن السهام تنفع في السعة الضيق‪ ،‬بخالف الفرس فإنه ال ينفع في مواضع الضيق؛‬
‫بل قد يضر‪ ،‬ولذلك يكره لمن تعلم الرمي أن يتركه كراهة شديدة‪ ،‬بل قد يكون حراماً لظاهر الخبر‬
‫ت المسابقة لغير الجهاد‪ ،‬فالمسابقة حينئذ مباحة‬ ‫عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬أما إذا قُ ِ‬
‫صد ْ‬
‫بالشروط الشرعية‪ .‬واعلموا رحمكم اهلل أن المسابقة تكون على جوائز وتكون على غيرها‪.‬‬

‫من أحكام المسابقة‪:‬‬


‫فأما المسابقة بغير جوائز كالمسابقة على األقدام‪ ،‬وبالسفن والبغال والحمير‪ ،‬والمصارعة‪ ،‬ورفع‬
‫الحجر ليعرف األشد‪ ،‬والمسابقة على األقدام قد وردت بالسنة عن النبي صلى اهلل عليه وسلم و‬
‫عائشة ؛ فمثل هذه المسابقات جائزة إذا كانت بغير جوائز‪ ،‬وبغير عوض كما ذكر ذلك الفقهاء‬
‫إيذاء للنفس‪ ،‬أو التي فيها فعل محرمات أو التي فيها‬
‫رحمهم اهلل تعالى‪ ،‬أما المسابقات التي فيها ٌ‬
‫ٍ‬
‫طبول ومزامير‪ ،‬وإ ضاعة للصلوات‪ \،‬فال شك أنها حرام‪ ،‬سواء‬ ‫ٍ‬
‫قصير وإ ظهار عورة‪ ،‬ودق‬ ‫لبس‬
‫ٍ‬
‫بعوض وجوائز‬ ‫ٍ‬
‫بعوض أو بغير عوض‪ .‬أما النوع الثاني من المسابقات‪ :‬وهو المسابقة‬ ‫كانت‬
‫كغالب المسابقات اليوم؛ فال شك أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أنه ال يجوز السباق بعوض إال في‬
‫نصل أو ٍ‬
‫خف أو‬ ‫النصل والخف والحافر؛ ألجل حديث النبي صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال سبق إال في ٍ‬
‫حافر) أي‪ :‬ال جائزة تجعل للسباق وال عوض إال في هذه األشياء الثالثة‪ .‬قال ابن قدامة ‪-‬رحمه‬
‫اهلل‪ :-‬المراد بالنصل هنا السهم‪ ،‬وبالحافر الفرس‪ ،‬وبالخف البعير‪ ،‬فهذا المقصود به المسابقة‬
‫بجوائز وعوض في كل ما يعين على الجهاد‪ ،‬وذهب بعض الفقهاء رحمهم اهلل‪ ،‬إلى إلحاق الرماح‪،‬‬
‫بمقالع‪ ،‬والرمي بالمنجنيق ونحوه‪ ،‬والتردد بالسيوف والرماح‪ ،‬أن ذلك داخ ٌل‬
‫ٍ‬ ‫والرمي باألحجار‬
‫فيما يجوز بعوض ؛ ألنه يعين في الجهاد‪ .‬وكذلك المسابقة في الرمي باآلالت الحديثة‪ ،‬جائزة‬
‫بعوض قياساً على ما ذكره النبي صلى اهلل عليه وسلم؛ قال الفقهاء رحمهم اهلل‪ :‬وال تصح المسابقة‬
‫َّ‬
‫دواب‪ ،‬ويقذفون بالكرة‬ ‫ٍ‬
‫بعوض على كرة الصولجان‪ ،‬وكان عندهم لعبة يركب فيها بعض الناس‬
‫بعضهم إلى بعض‪ ،‬قال العلماء‪ :‬ال تصح المسابقة بعوض ‪-‬بجوائز‪ -‬على كرة الصولجان‪ ،‬وال‬
‫ظر من الذي يصمد أكثر‪ ،‬وال على معرفة ما‬ ‫على الشطرنج‪ ،‬وال على الوقوف على ٍ‬
‫رجل واحدة ُلين َ‬
‫في يده شفع أو وتر فإن قال‪ :‬اعلم ما في يدي إذا كان خمساً أو ستاً أو سبعاً أو ‪ ...‬شفعاً أو وتراً‬
‫ولك كذا فهذا ال يجوز‪ ،‬وكذلك سائر أنواع اللعب كالمسابقة على األقدام؛ ألن هذه األمور ال تنفع‬
‫في الحرب؛ كاللعب بكرة الصولجان والشطرنج فإنه ال يجوز جعل الجوائز فيها؛ فضالً عن كون‬
‫ٍ‬
‫بعوض على الكالب ومهارشة الديكة‬ ‫بعضها محرماً عند ٍ‬
‫كثير من أهل العلم‪ .‬وال تصح المسابقة‬
‫ٍ‬
‫خالف بين أهل العلم‪ ،‬وذهب بعضهم إلى جواز جعل الجوائز على مسابقات‬ ‫ومناطحة الكباش بال‬
‫الغطس ألنه يستعان به في الحرب‪ .‬فأنت ترى ‪-‬رحمك اهلل تعالى‪ -‬أنهم إنما أباحوا الجوائز على‬
‫عداد للعدة فيه؛ ألن هذه األمة أمة جهاد‪ ،‬وال يجوز لها‬
‫تدرب على الجهاد وإ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫المسابقات التي فيها‬
‫ترك الجهاد‪ ،‬ولو تركت الجهاد ذلت؛ ولذلك حثت الشريعة على كل ما يعين على الجهاد‪ ،‬وأباحت‬
‫الجوائز بالمسابقات على كل ما يعين على الجهاد‪ ،‬وأما غير ذلك فال يجوز جعل الجوائز فيه على‬
‫قول جمهور العلماء‪ ،‬وألحق شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه اهلل‪ ،‬وتلميذه ابن القيم رحمه اهلل جعل‬
‫الجوائز على مسابقات حزب القرآن الكريم والحديث‪ ،‬ونشر العلم والسنة‪ ،‬والدين والشريعة‬
‫اإلسالمية قياساً على إباحة الجوائز في مسابقات الجهاد؛ ألن ذلك مما يرفع شأن الدين ويقويه‪ ،‬أما‬
‫ٍ‬
‫مسابقات ال عالقة لها بالعلوم الشرعية‪ ،‬وال عالقة لها بالجهاد؛ فإن جمهور‬ ‫جعل الجوائز على‬
‫حرام ال يجوز‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫العلماء أخبروا على تحريم ذلك‪ ،‬وأن المال الذي يؤخذ منه‬

‫توسع الناس في العصر الحاضر في المسابقات التجارية‪:‬‬


‫أيها المسلمون انظروا ‪-‬رحمكم اهلل‪ -‬فيما توسع فيه الناس اليوم في جعل الجوائز على المسابقات‪،‬‬
‫نصل أو ٍ‬
‫خف أو حافر) فهذا‬ ‫وما جاء في حديث المصطفى صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال سبق إال في ٍ‬
‫واضح في جعل الجوائز لمسابقات الجهاد‪ ،‬أما غيرها مما ال يعين على الدين‪ ،‬فال يجوز جعل‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫بشروط ذكرها‬ ‫الجوائز في المسابقة عليه‪ ،‬وحتى المسابقات التي فيها جوائز إنما تشرع وتجوز‬
‫الفقهاء؛ منها تحديد المسافة‪ ،‬وتعيين أول المسافة‪ ،‬وتعيين الفرسين أو البعيرين‪ ،‬وكذلك أن يكون‬
‫يعين بدايته ونهايته‪ ،‬وأن يكون فيها محل ٌل ال يدفع من الجائزة شيئاً عند الجمهور‪ .‬وكذلك‬
‫هناك من ّ‬
‫فإن لهم شروطاً في السباق في السهام؛ كأن يستوي عدد الرشق‪ ،‬وصفة اإلصابة‪ ،‬ومعرفة قدر‬
‫الغرض وهو الهدف الذي يرمى‪ ،‬ونحو ذلك من األمور‪ .‬وكذلك فإن هذه المسابقات التي توسع فيها‬
‫الناس اليوم في ٍ‬
‫كثير من األمور التي ال تخدم الجهاد‪ ،‬وال تعين على نشر الدين؛ فإن كانت بغير‬
‫عوض‪ ،‬وكانت المسابقة مباحة كالسباق على األقدام وغيره فال بأس به‪ ،‬أو من يرفع حجراً فال‬
‫بأس به إذا كان بغير جائزة‪ ،‬أما إذا كان في ٍ‬
‫أمر محرم كنطاح الكباش ومهارشة الديكة ونحو ذلك؛‬
‫ٍ‬
‫بعوض وال بغير عوض‪ ،‬فتأمل اآلن حال هذه المسابقات التجارية التي يكتبون‬ ‫فإنه حرام ال يجوز‬
‫فيها عن اسم المنتج وصفته ولونه‪ ،‬والذي يحلها له جائزة‪ ،‬وعند جمهور أهل العلم أخذ الجوائز‬
‫نصل أو ٍ‬
‫خف أو حافر)‪ .‬قارن‬ ‫مخالف لحديث‪( :‬ال سبق إال في ٍ‬
‫ٌ‬ ‫على هذه المسابقات ال يجوز ألنه‬
‫اآلن بين الحديث وكالم أهل العلم وبين التوسع الذي يحصل لتعلم ‪-‬رحمك اهلل‪ -‬أن القضية اآلن ال‬
‫خداع‪ ،‬أو دعاية رخيصة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تغرير أو‬ ‫تدور على الشريعة في ٍ‬
‫كثير من األمور‪ ،‬وإ نما هي داخلة في‬
‫أو إضاعة ألوقات الناس‪ ،‬أو إكساد لسلع التجار اآلخرين ومنافسة غير شريفة ونحو ذلك‪ .‬وقد كثر‬
‫الحرام في األموال وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬نسأل اهلل السالمة والعافية‪ ،‬ونسأل اهلل عز وجل أن‬
‫يحعلنا من الذين يدورون على الشريعة‪ ،‬وأن يجعلنا من المتمسكين بها الحريصين عليها‪ ,‬أقول‬
‫قولي هذا وأستغفر اهلل لي ولكم‪ ،‬فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم‪ ،‬وأوسعوا وأفسحوا إلخوانكم‬
‫يفسح اهلل لكم‪.‬‬

‫حكم صيام يوم عاشوراء‪:‬‬


‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬مالك يوم الدين‪ ،‬أشهد أن ال إله إال هو رب األولين ورب‬
‫اآلخرين‪ ،‬أشهد أنه الحي القيوم‪ ،‬ال يموت والجن واإلنس يموتون‪ ،‬وأشهد أن محمداً رسول اهلل‬
‫ٍ‬
‫بإحسان إلى يوم‬ ‫صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه‪ ،‬وذريته الطيبين الطاهرين‪ ،‬وعلى من تبعهم‬
‫الدين‪ .‬عباد اهلل‪ :‬مناسبة عاشوراء في األمة اإلسالمية مناسبة عظيمة وشرعية‪ ،‬وقد جاء في‬
‫الصحيحين عن ابن عباس قال‪( :‬قدم رسول صلى اهلل عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم‬
‫يوم‬
‫عاشوراء‪ ،‬فقال لهم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا‪ :‬هذا ٌ‬
‫عظيم أنجى اهلل فيه موسى وقومه‪ ،‬وأغرق فرعون وقومه‪ ،‬فصامه موسى شكراً فنحن نصومه‪،‬‬
‫ٌ‬
‫فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬فنحن أحق وأولى بموسى منكم) نحن أمة التوحيد وموسى‬
‫من الموحدين‪ ،‬ونحن أحق وأولى بموسى منكم‪ ،‬فصامه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وأمر‬
‫بصيامه؛ انتزع الفضيلة فلم يب ِ‬
‫ق لهم فضيلة‪ ،‬وإ ظهاراً للمخالفة فإنه صلى اهلل عليه وسلم أمر بصيام‬
‫ٍ‬
‫يوم قبله وقال‪( :‬لئن عشت إلى قابل ألصومن التاسع)‪ ،‬وصار المستحب صيام تاسوعاء‬
‫وعاشوراء‪.‬‬

‫وجوب صيام عاشوراء قبل فرض رمضان‪:‬‬


‫كان عاشوراء صياماً واجباً‪ ،‬فلما فرض رمضان قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬إن عاشوراء‬
‫يوم من أيام اهلل‪ ،‬فمن شاء صامه ومن شاء تركه) ألنه صلى اهلل عليه وسلم أول ما قدم المدينة‬
‫ٌ‬
‫صامه وأمر بصيامه فكان صياماً واجباً فرضاً‪ ،‬فلما فرض رمضان صار صيام عاشوراء مستحباً‬
‫ونسخت فرضيته‪ ،‬وقال‪( :‬فمن شاء صامه ومن شاء تركه) رواه مسلم ‪ ،‬ولما قال عليه الصالة‬
‫عظيم لهذا اليوم؛ ألن إضافة الشيء إلى‬
‫ٌ‬ ‫شرف‬
‫ٌ‬ ‫يوم من أيام اهلل ) علمنا أنه‬
‫والسالم‪ ( :‬عاشوراء ٌ‬
‫يوم من أيام اهلل ) دل ذلك على شرف هذا اليوم‬
‫اهلل تدل على عظمة هذا الشيء‪ ،‬فلما قال‪ٌ ( :‬‬
‫وعظمته‪ ،‬وفي الصحيحين عن الربيع بنت معوذ تروي لنا قصة جميلة‪ ،‬وتعرض لنا لوحة فذة مما‬
‫كان عليه المجتمع األول‪ ،‬حيث كانت العبادة في المجتمع األول من الرأس إلى القاعدة‪ ،‬وكانت‬
‫العبادة على جميع المستويات قالت‪( :‬فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم‪ ،‬ونذهب‬
‫من المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن ‪-‬الصوف‪ \-‬فإذا بكى أحدهم على الطعام ‪-‬أي‪ :‬بسبب‬
‫الجوع‪ -‬أعطيناه إياها حتى يكون عند اإلفطار) يلهون األوالد تصبراً لهم على الصيام‪ ،‬وفي‬
‫رواية‪( :‬فإذا سألونا الصيام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم) رواه مسلم رحمه اهلل‪ .‬هذا‬
‫اليوم العظيم الذي احتسب النبي صلى اهلل عليه وسلم على اهلل أن يكفر بصيامه السنة التي قبله‪ ،‬وال‬
‫ووعد ٍ‬
‫أكيد من اهلل عز وجل‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يحتسب عليه الصالة والسالم إال على حق‬

‫استحباب صيام التاسع والعاشر من محرم‪:‬‬


‫أيها المسلمون! صار األفضل صيام تاسوعاء وعاشوراء‪ ،‬وإ ن صام عاشوراء ويوماً بعده صح‬
‫أيضاً‪ ،‬وإ ن صام عاشوراء وحده جاز أيضاً‪ .‬وأما الذين صاموا األربعاء والخميس فال حرج عليهم‬
‫في ذلك أبداً‪ ،‬ولو اكتشفوا أن عاشوراء الجمعة فإن صيامهم األربعاء ال حرج عليهم فيه‪ ،‬كيف وقد‬
‫شهر يصام بعد رمضان محرم‪ ،‬فأي‬‫صيام محرم‪ ،‬وأن أفضل ٍ‬‫ِ‬ ‫رغب النبي صلى اهلل عليه وسلم في‬
‫مستحب ألنه من محرم‪ ،‬فال حرج عليك ‪-‬أيها المسلم‪ -‬إذا‬
‫ٌ‬ ‫موافق للشريعة‪ ،‬فهو‬
‫ٌ‬ ‫شرعي‬ ‫ٍ‬
‫صيام فيه‬
‫ٌ‬
‫صمت األربعاء‪ ،‬والخميس‪ ،‬وإ ن أضفت إليه الجمعة احتياطاً فهو أحسن وأحوط إلصابة عاشوراء‪،‬‬
‫فإن من صام الخميس والجمعة أصاب عاشوراء قطعاً في هذه السنة‪ ،‬ولو صام األربعاء ال حرج‬
‫عليه ولو صارت ثالثة أيام‪ ،‬وفي رواية الميموني عن اإلمام أحمد قال‪ :‬نصومهما ‪-‬أي التاسع‬
‫والعاشر‪ -‬فإن اختلف في الهالل صام ثالثة ٍ‬
‫أيام احتياطاً‪ ،‬و ابن سيرين يقول ذلك‪ ،‬وممن قال‬
‫بصيامهما الشافعي وأحمد وإ سحاق‪ ،‬وإ ذا جاءك حكم منهم فحسبك به‪!..‬‬

‫مسائل متفرقة في عاشوراء‪:‬‬


‫وجه مخالفة النبي صلى اهلل عليه وسلم لليهود في يوم عاشوراء‪:‬‬
‫لقد ظهر في هذا اليوم مخالفة النبي صلى اهلل عليه وسلم ألهل الكتاب؛ حيث كانت اليهود من أهل‬
‫المدينة و خيبر في عهد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يتخذونه عيداً‪ ،‬وكان أهل الجاهلية يقتدون‬
‫بهم في ذلك‪ ،‬وكانوا يكسون فيه الكعبة‪ ،‬وقد ورد شرعنا بخالف ذلك‪ ،‬ففي الصحيحين عن أبي‬
‫موسى قال‪( :‬كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود وتتخذه عيداً‪ ،‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ :‬صوموه أنتم)‪ ،‬وفي رواية لـمسلم ‪( :‬كان أهل خيبر يصومون عاشوراء ويتخذونه عيداً‪،‬‬
‫ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم ‪-‬والشارة‪ :‬هي اللباس الحسن الجميل‪ ،‬والمظهر الحسن‪-‬‬
‫فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬فصوموه أنتم) وهذا يدل على النهي عن اتخاذه عيداً‪ ،‬وعلى‬
‫استحباب صيام أيام أعياد المشركين؛ ألن الصيام ينافي معنى العيد؛ ألن العيد فيه توسعٌ ومآك ٌل‪،‬‬
‫والصيام فيه امتناعٌ عن األكل والشرب؛ لذلك ال يجوز صيام عيد الفطر وال األضحى‪ ،‬وال صيام‬
‫الجمعة فقد ورد النهي عنه ألنه عيد المسلمين في األسبوع‪ .‬لما كان اليهود يظهرون الفرحة فيه‬
‫أمر النبي صلى اهلل عليه وسلم بصيامه‪ ،‬وإ ن كانوا صاموه فقد خالفهم بصيام ٍ‬
‫يوم قبله‪ ،‬فال يبقى في‬
‫الشريعة موافقة ألهل الكتاب بالكلية‪.‬‬

‫حكم تخصيص عاشوراء بالتوسعة على العيال أو اتخاذه مأتماً‪:‬‬


‫حديث حكم عليه شيخ اإلسالم ابن تيمية بالوضع وما‬
‫ٌ‬ ‫أما مسألة التوسعة على العيال فقد ورد فيه‬
‫أبعد‪ ،‬وقد سئل عن الحديث اإلمام أحمد فقال‪ :‬ال أراه شيئاً‪ ،‬فال تقوم به حجة‪ ،‬وسع على عيالك‬
‫ٍ‬
‫بعيديات وال بتوسعة‪ .‬قال ابن رجب رحمه اهلل في كتابه لطائف‬ ‫سائر السنة وال تخص عاشوراء‬
‫المعارف ‪ :‬وأما اتخاذه مأتماً ‪-‬أي اتخاذ عاشوراء مأتماً‪ -‬كما تفعل الرافضة ألجل قتل الحسين بن‬
‫علي رضي اهلل عنه فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ض َّل َس ْعُيهُ ْم ِفي اْل َحَي ِاة ُّ‬ ‫َِّ‬ ‫ُق ْل َه ْل ُنَنِّبُئ ُك ْم بِ ْ‬
‫ون ََّأنهُ ْم ُي ْحسُن َ‬
‫ون‬ ‫الد ْنَيا َو ُه ْم َي ْح َسُب َ‬ ‫ين َ‬ ‫َأع َماالً * الذ َ‬ ‫اَأْلخ َس ِر َ‬
‫ين ْ‬
‫ام ِة َو ْزناً * َذِل َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك الَِّذين َكفَروا بِ ِ‬
‫آيات َرِّب ِه ْم َوِلقَاِئ ِه فَ َحبِ َ‬ ‫ص ْنعاً * ُأولَِئ َ‬
‫يم لَهُ ْم َي ْو َم اْلقَي َ‬
‫َأع َمالُهُ ْم فَال ُنق ُ‬
‫ت ْ‬ ‫طْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫َج َزاُؤ ُه ْم َجهََّن ُم بِ َما َكفَ ُروا َواتَّ َخ ُذوا َآياتِي َو ُر ُسِلي ُه ُزواً [الكهف‪ .]106-103:‬قال ابن رجب رحمه‬
‫اهلل‪ :‬ولم يأمر اهلل وال رسوله باتخاذ أيام مصائب األنبياء وموتهم مأتماً‪ ،‬فكيف بمن دونهم‪،‬‬
‫كـالحسين وغيره‪ ،‬لم يؤمر باتخاذ يوم أحد مأتماً وقد قتل فيه سبعون من المسلمين األخيار األبرار‪،‬‬
‫وال يوم بئر معونة الذي قتل فيه سبعون من القراء من حفظة كتاب اهلل من الصحابة‪ ،‬وال في يوم‬
‫موت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأما أهل الشرك فهم يفعلون المآتم‪ ،‬واهلل يريد أن يعذبهم في‬
‫الدنيا بأيديهم قبل اآلخرة‪ ،‬يعذبون أنفسهم بأيديهم ويصدون الناس عن دين اإلسالم‪ ،‬ليأخذ الناس‬
‫الفكرة السيئة عن دينهم وأصحابه وأهله‪ ،‬والكفرة مهرة في اقتناص مثل هذه الفرصة إعالمياً‪.‬‬

‫دروس وعبر من يوم عاشوراء‪:‬‬


‫يوم من أيام اهلل نجى اهلل فيه‬
‫أيها المسلمون! يوم عاشوراء يذكرنا بالتوبة إلى اهلل عز وجل‪ ،‬هذا ٌ‬
‫موسى وصامه النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فهو موسم عبادة‪ ،‬قال بعض السلف ‪ :‬آدم أخرج من‬
‫الجنة ٍ‬
‫بذنب واحد وأنتم تعملون الذنوب وتكثرون منها وتريدون أن تدخلوا بها الجنة‪.‬‬
‫ِ‬
‫العابد‬ ‫تجي درج الجنان بها وفوز‬ ‫تصل الذنوب إلى الذنوب وتر‬
‫منـها إلـى الـدنيا بذنـ ٍب ِ‬
‫واحد‬ ‫ونسيت أن اهلل أخـرج آدمـاً‬
‫اء ِم ْن ُدونِي‬ ‫العجب ممن عرف ربه ثم عصاه‪ ،‬وعرف الشيطان ثم أطاعه‪َ :‬أفَتَتَّ ِخ ُذ َ‬
‫ونهُ َو ُذ ِّرَّيتَهُ َْأوِلَي َ‬
‫ِ َّ ِ ِ‬
‫ين َب َدالً [الكهف‪ ]50:‬نريد أن يكون هذا اليوم موسم انطالقة في العبادة‬ ‫َو ُه ْم لَ ُك ْم َع ُد ٌّو بِْئ َس للظالم َ‬
‫والطاعة والتوبة واالعتراف بالذنب؛ ربنا إنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وارحمنا‪ ،‬نريد أن يكون هذا‬
‫اليوم تجديداً للعهد مع اهلل تعالى‪ ،‬وتجديد عقد التوبة مع اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬أيها المسلمون‪ ،‬ال نريد أن‬
‫ملتزم بالدين‪ ،‬في أول سنة صار‬
‫ٌ‬ ‫يكون منعطفاً أو انتكاسات‪ .‬تقول إحدى النساء‪ :‬تزوجته وهو‬
‫يدخن‪ ،‬وفي السنة الثانية عكف على أهل السوء والفسق‪ ،‬وفي السنة الثالثة صار يشرب الخمر‪،‬‬
‫وبعد ذلك ترك الصالة بالكلية‪ ،‬إذا سافر ألهله أو جاءه ضيف قام يصلي مجاملة‪ ،‬فإذا ذهبوا ترك‬
‫الصالة‪ .‬وتقول األم المسكينة‪ :‬صبرت عليه وتعبت عليه‪ ،‬وعالجته وأدخلته المستشفى من‬
‫المخدرات‪ ،‬ثم يخرج فيرجع إلى رفقاء السوء‪ ،‬ويقول‪ :‬تبت وتبت وأقلعت كيف أصدقه؟! كيف‬
‫يتوب وأنا أرى بين أغراضه إبر المخدرات وعليها أثر الدم‪ ،‬نريد أن يكون هذا اليوم توبة إلى اهلل‪،‬‬
‫نريد أن نجعل هذا اليوم عودة إلى اهلل‪ ،‬نريد أن نجعله ذكراً هلل تعالى‪ .‬وصلت إليكم معشر األمة‬
‫رسالة من أبيكم إبراهيم بعد وفاته‪ ،‬مع النبي صلى اهلل عليه وسلم؛ قال عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫(رأيت يوم أسري بي إبراهيم فقال‪ :‬يا محمد أقرئ أمتك مني السالم‪ ،‬وأخبرهم أن الجنة عذبة‬
‫الماء‪ ،‬طيبة التربة‪ ،‬وأنها قيعان‪ ،‬وأن غراسها سبحان اهلل والحمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكبر) وقال‬
‫عليه الصالة والسالم‪( :‬من قال سبحان اهلل وبحمده غرست له نخلة في الجنة) قال الحسن رحمه‬
‫اهلل‪[ :‬المالئكة يعملون لبني آدم في الجنان‪ ،‬يغرسون ويجنون‪ ،‬من قال سبحان اهلل غرسوا له نخلة‪،‬‬
‫ومن بنى بيتاً بنى اهلل له بيتاً في الجنة‪ ،‬وربما أمسكوا وتوقفوا عن الغرس والبناء فيقال‪ :‬لهم ما لكم‬
‫توقفتم؟ فيقولون‪ :‬حتى تأتينا النفقة‪ ،‬فهل نبني بغير نفقة ونغرس بغير نفقة‪ ،‬قال‪ :‬فابعثوهم بأبي أنتم‬
‫وأمي على العملبذكر اهلل تعالى‪ ،‬أرض الجنة اليوم قيعان واألعمال الصالحة لها عمران‪ ،‬بها تبنى‬
‫القصور وتغرس أرض الجنان‪ ،‬فإذا تكامل الغراس والبنيان انتقل إليه السكان ]‪ .‬رأى بعض‬
‫الصالحين في منامه قائالً يقول له‪ :‬قد أمرنا بالفراغ من بناء دارك‪ ،‬واسمها دار السرور فأبشر‪،‬‬
‫وقد أمرنا بتنجيدها وتزيينها والفراغ منها إلى سبعة أيام‪ ،‬فلما كان بعد سبعة ٍ‬
‫أيام مات‪ ،‬فرئي في‬
‫المنام فقال‪ :‬أدخلت دار السرور وأنا في سرور‪ ،‬فال تسأل عما فيها لم ير مثل الكريم إذا حل به‬
‫المطيع‪ .‬ورأى بعضهم كأنه أدخل الجنة‪ ،‬وعرض عليه منازله وأجواده‪ ،‬فلما أراد أن يخرج تعلق‬
‫به أزواجه‪ ،‬وقالوا له‪ :‬باهلل حسن عملك‪ ،‬فكلما حسنت عملك ازددنا نحن حسنا‪ .‬العاملون اليوم‬
‫يسلفون رءوس أموال األعمال فيما تشتهي األنفس وتلذ األعين‪ ،‬إلى أجل ٍ‬
‫يوم مزيد في سوق الجنة‪،‬‬
‫فعجلوا رحمكم اهلل باألعمال‪ ،‬وقدموها أمامكم‪ ،‬وانتقلوا بخير ما بحضرتكم‪ .‬اللهم تب علينا‪ ،‬واغفر‬
‫ِ‬
‫واشف مريضنا‪ ،‬وارحم ميتنا‪ ،‬واهد ضالنا‪ ،‬اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واقض ديننا‪،‬‬ ‫ذنبنا‪،‬‬
‫واجعلنا في بلدنا هذا آمنين مطمئنين‪ ،‬من أرادنا بسو ٍء فاكشف زيفه‪ ،‬واجعل شأنه في تباب وأمره‬
‫إلى خراب‪ ،‬يا رب العالمين‪ ،‬اللهم وفق والة أمور المسلمين للعمل بكتابك وسنة نبيك محمداً صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬اللهم انصر المجاهدين في سبيلك يا رب العالمين‪ ،‬انصر إخواننا الذين يقاتلون‬
‫إلعالء كلمتك يا رب العالمين‪ .‬وهاهم وقد اجتمع عليهم من الغرب والشرق‪ ،‬وال ناصر إال اهلل‪،‬‬
‫وال معين إال هو سبحانه‪ ،‬وأنتم ترونهم في بالد البوسنة و كشمير و الشيشان ال منقذ لهم إال اهلل‪،‬‬
‫اللهم إنا نسألك أن تنصرهم على عدوهم‪ ،‬وأن تسدد رميتهم‪ ،‬وأن تجمع كلمتهم على التوحيد يا رب‬
‫العالمين‪ .‬وهاهم قد اقتحموا المنطقة التي وقف عندها العسكريون النازيون األلمان في الحرب‬
‫العالمية‪ ،‬وسموها بوابة موسكو قد اقتحمها المجاهدون المسلمون في بالد البوسنة ‪ ،‬وانتزعوها من‬
‫أيدي الصرب‪ ،‬وقتل اهلل منهم أكثر من مائة‪ ،‬واختار اهلل الشهداء‪ ،‬نسأل اهلل أن يجعلهم كذلك‪ ،‬وأن‬
‫يغفر لهم وأن يرفع درجتهم في عليين‪ .‬ونسأل اهلل عز وجل أن يرزقنا وإ ياكم الشهادة‪ ،‬وأن يجعلنا‬
‫وسالم على المرسلين والحمد هلل رب‬
‫ٌ‬ ‫يوم الدين من الفائزين‪ ،‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪،‬‬
‫العالمين‪ ،‬وقوموا إلى صالتكم يرحمكم اهلل‪.‬‬

You might also like