You are on page 1of 7

‫المحور األ ّو ل‪ :‬العالم المعاصر من ‪ 1914‬إلى‪1945‬‬

‫الدرس األ ّو ل‪ :‬الحرب العالمي ّة األولى‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫أدى التنافس االستعماري على املستعمرات إلى خلق جو من التوتر السياس ي والعسكري بين الدو ل األوروبية وبالتالي‬
‫قيام الحرب العاملية األولى خالل صيف ‪ 1914‬واستمرت ‪ 4‬سنوات ‪.‬‬
‫فما هي أسبابها ونتائجها ؟‬

‫أسباب الحرب العاملية األولى ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬


‫‪ . 1‬األسباب العميقة‪:‬‬
‫أ ‪ -‬احتداد التنافس بين القو ى األوروبية الكبر ى ‪:‬‬
‫تلت فترة ”االزدهار الكبير“ التي عرفتها أوروبا بين ‪1851‬و ‪ 1873‬بوادر أزمة عرفت فيما بعد ”بالكساد الكبير“ بين ‪ 1873‬و ‪ 1895‬و من‬
‫مالمحه‪:‬‬
‫‪-‬صعوبة ترويج االنتاج و تراكم الفوائض‬
‫‪-‬تراجع مردودية استثمار رؤوس االموال بالقارة األوروبية‬
‫وكان الحل البحث عن أسواق و مجاالت استثمار و مصادر للمواد األولية خارج أوروبا وهو ما أدى إلى احتدّاد التنافس االستعماري بين‬
‫القوى االستعمارية التقليدية وعلى رأسها انقلترا و فرنسا‪ ,‬والقوى االقتصادية الفتية ممثلة في أملانيا و إيطاليا حيث طالبت القوى ّ‬
‫ّ‬ ‫الصاعدة بإعادة تقسيم املستعمرات‪.‬‬
‫تنافس فرنس ي انقليز ي في اسيا و إفريقيا ( مثل أزمة فاشودا بالسودان سنة ‪. ) 1898‬‬
‫ّ‬ ‫•‬

‫• تنافس أملاني إنقليز ي خاصة بعد تبني االمبراطور األملاني غليوم الثاني سياسة اقتصادية جديدة عرفت‬
‫ب“السياسة العاملية“ التي تر ى بأن مستقبل أملانيا فو ق املاء لذلك عمل على إنشاء أسطو ل حربي قو ي و اتجه‬
‫إلى التغلغل االقتصادي في جنوب الصين وخاصة في املجال العثماني (الفوز بمشروع بناء الخط الحديدي‬
‫الرابط بين إسطمبو ل و بغداد و بتدريب الجيش العثماني و تسليحه) وهو ما أثار مخاوف إنقلترا على مصالحها‬
‫في الشر ق و حرية املالحة بمضيقي البوسفور و الدردنيل‬
‫• التنافس األملاني الفرنس ي حو ل املغرب األقص ى (أزمتا طنجة سنة ‪ 1905‬و أغادير سنة ‪ ) 1911‬الذي كاد أن‬
‫يتحو ل إلى مواجهة مسلحة خاصة بعد تهديد أملانيا باستخدام القوة للتصدي لألطماع الفرنسية في املغرب و‬
‫الحفاظ على مصالحها ولكن تمت تسوية هذا الخالف بسياسة التنازالت حيث تخلت فرنسا عن جزء من‬
‫مستعمرتها في الكنغو لصالح أملانيا مقابل حرية تصرفها في املغرب األقص ى‪.‬‬
‫تضارب املصالح و توتر العالقات الدولية و تأكد العداوة بين هذه األطراف األوروبية دفعها إلى الدخو ل في‬
‫أحالف و التسابق نحو التسلح‬
‫ّ‬
‫العسكري ة‪:‬‬ ‫ب ‪ -‬سياسة األحالف‬

‫عرفت أوروبا منذ نهاية القر ن التاسع عشر ظهور أحالف وتكتالت دفاعية تهدف إلى عز ل الخصم أو العدو املحتمل وقت‬
‫السلم أو إيجاد حليف أو ضمان حياد دو ل أخر ى وقت الحرب وشيئا فشيئا تمحورت كل التحالفات حو ل كتلتين‬
‫رئيسيتين وهما‪:‬‬
‫جل الدو ل الت ي تخش ى على مصالحها أو على كيانها ( دو ل البلقان ) لم يكن لها من خيار سو ى الدخو ل في إحدى‬
‫الكتلتين‪.‬‬
‫تدعم الحلف الثالثي بانضمام اإلمبراطورية العثمانية وبلغاريا سنة ‪1914‬‬
‫‪ -‬تدعم الوفاق الثالثي بانضمام الو‪.‬م‪.‬أ سنة ‪. 1917‬‬
‫‪ -‬انضمت ايطاليا إ لى الوفاق بمقتض ى اتفاقية لندن ‪(. 1915‬مقابل وعود ترابية )‬
‫‪ -‬انسحبت روسيا من الحرب سنة ‪ 1917‬بسبب الثورة البلشفية ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬السباق نحو التسلح ‪:‬‬
‫‪ -‬دخلت الدو ل األوروبية في دو امة التسلح وأوجدت لذلك املبررات والحجج لكسب الرأي العام وبالتالي توجيه سياساتها‬
‫نحو املجهو د الحربي وتطوير التقنيات واألساليب الحربية فارتفعت النفقات املوجهة لهذا امليدان فعلى سبيل املثال تفاقم‬
‫التنافس في مجال التسلح البر ي بين أملانيا وفرنسا ( مرتبط بالنزاع حو ل األلزاس واللورين ) كما اشتد التنافس في مجال‬
‫البحرية بين انقلترا وأملانيا‪.‬من مظاهر هذا التنافس الرفع في عدد الجنود و تمديد مدة الخدمة العسكرية االجبارية‬
‫‪ . 2‬األسباب املباشرة‪ :‬تأجج الشعور القومي في منطقة البلقا ن و حادثة سراييفو ( ‪ 28‬جوان ‪) 1914‬‬
‫• تأجج الشعور القومي في منطقة البلقان‪:‬‬

‫مثلت اوروبا الوسطى و منطقة البلقان أحد مواطن التوتر بسبب تعدد القوميات التي تستوطنها و صراع الدو ل الكبر ى‬
‫حولها‪:‬‬
‫طموح القوميات ( الجرمانية ‪ ,‬السالفية ‪ ,‬املجرية‪ )..‬إلى تأسيس كيانات قومية مستقلة‪.‬‬ ‫•‬
‫الصراع بين روسيا القيصرية و االمبراطورية النمساوية المجرية حول تركة ” الرجل المريض “ (‬ ‫•‬
‫االمبراطورية العثمانية )‪ * :‬رغبة روسيا في الوصول إلى البحر المتوسط عبر مضيقي البوسفور و‬
‫الدردنيل متزعمة حركة توحيد السالفيين حو ل حليفتها صربيا‪.‬‬
‫*سعي االمبراطورية النمساوية املجرية للوصو ل إلى البحر األدرياتيكي فضمت إليها منطقة البوسنة و الهرسك في‬
‫‪ 1908‬مما اثار غضب صربي ا و حليفتها روسيا‪.‬‬
‫تأزم الوضع في منطقة البلقان و اندالع حربين بلقانيتين‪:‬‬
‫❖ الحرب األولى في ‪ : 1912‬انتهت بانتزاع منطقة مقدونيا من االمبراطورية العثمانية لصالح الدول البلقانية ّ‬
‫املتحالفة مع روسيا ( بلغاريا‪ ,‬صربيا‪ ,‬الجبل األسود‪ ,‬اليونان ) بمقتض ى معاهدة لندن (ماي ‪)1913‬‬
‫❖ الحرب الثانية في ‪ : 1913‬انتهت بهزيمة بلغاريا ( طالبت بالجزء األكبر من مقدونيا) من قبل حلفاء األمس وّ‬
‫تاسيس إمارة ألبانيا من قبل االمبراطوريةالنمساوية املجرية لصد التمدد الصربي نحو الساحل األدرياتيكيّ‪.‬‬
‫ّ‬
‫أزمات البلقان لم تمكن روسيا و صربيا من بلوغ املياه الدافئة و مراقبة مضيق الدردنيل كما ّأنها لم تمكن النمسا من ّ‬
‫إخضاع جميع سالف الجنوبّ‪.‬‬

‫❖ حادثة سراييفو ‪ :‬القتيل الذي أشعل نار الحرب‪:‬‬


‫‪-‬في هذه الظروف املتوترة أقدم أحد الوطنيين البوسنيين يوم ‪ 28‬جوان ‪ 1914‬على اغتيال ولي عهد النمسا‪ّ -‬املجرّ‬
‫فرانسوا فرديناند في عاصمة البوسنة سراييفو تعبيرا من السالفيين عن رغبتهم في االستقالل عن النمسا ّ‪ -‬املجرّ‬
‫واالنضمام إلى صربيا‪ّ .‬‬
‫‪ -‬استغلت النمسا ّ‪ -‬املجر هذا الحادث وحملت صربيا مسؤوليته وهاجمتها في ‪ 28‬جويلية ‪ 1914‬وبحكم األحالف ّ‬
‫القائمة دخلت الشعوب األوروبية غمار الحرب العاملية األولى بداية من ‪ّ 4‬أوت ‪ّ .1914‬‬

‫نتائج الحرب العالمية األولى‪:‬‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ .1‬خسائر بشرية فادحة‪:‬‬
‫‪-‬كانت تكلفة الحرب باهظة للقارة القديمة إذ تكبدت أوروبا لوحدها ‪ %59‬من مجموع القتلى والجرحى وعموما بلغ ّ‬
‫عدد قتلى الحرب الكبرى ‪ّ 9‬ماليين وعدد الجرحى ‪ 17‬مليون منهم ‪ 6‬ماليين عاجز‪ّ .‬‬
‫تفاوت الخسائر البشرية بين البلدان األورّوبية من حيث نسبة القتلى من املجندين‪ :‬فرنسا األكثر تضررا (‪ّ 6/1‬‬
‫مجنديها) ‪ 8/1,‬في أملانيا و انقلترا و روسيا‪ 34/1 ,‬فقط في الو‪.‬م‪ّ .‬أ ‪ّ .‬‬
‫أما من حيث عدد القتلى ‪ :‬فتعتبر أملانيا و روسيا أكبر املتضررين ( ‪ 2.03‬مليون و ‪ 1.75‬مليون على التوالي) بينما لم ّ‬
‫تفقد الو‪.‬م‪.‬أ سوى ‪ّ 100‬ألف قتيل فقطّ‪ّ .‬‬
‫‪ -‬أفرزت الحرب اختالالت عميقة في البنية الديمغرافية لسكان الدول املتضررة من الحرب كان من أهم مالمحها ّ‬
‫تراجع نسبة الذكور من النشطين و تقلص الوالدات و ارتفاع نسب االناث و الشيوخّ‪ّ .‬‬

‫‪ .2‬الحصيلة االقتصادية و تغير موازين القوى في العالم‪:‬‬


‫‪-‬كانت انعكاسات الحرب كارثية على البلدان االوروبية بصفة عامة و خاصة على املناطق التي كانت مسرحا للمعارك ‪ّ :‬‬
‫دمار البنية التحتية (طرقات جسور مباني‪ ),,,‬و تضرر املصانع و الضيعات الفالحية‪.‬‬
‫مليار فرنك سنة ّ‬ ‫مليار فرنك) ّو تفاقم ليبلغ ّ‪ّ -34.2‬‬ ‫عجزّامليزانيات ّاألوروبية ّكم ّا ه ّو الحا ّل في فرنسا منذ ‪ّ -5.5( 1914‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ّ . 1918‬‬
‫أكثرّمن ‪ 11‬مر ّة في انجلترّا ّ‬ ‫‪ّ -‬و تضخ ّم الدين ّالعمومي بالدولّ األوروبية خالل فترة الحرب ّ ّ‬
‫أكثرّمن ‪ّ 31‬مرة في أملاني ّا ّوّ ّ‬
‫مليار دوالر)ّ‪.‬‬
‫مليار دوالر)‪,‬فرنس ّا (‪ّ 3.4‬‬ ‫ن الو‪.‬م‪ّ .‬أ خاصة‪ :‬بريطانيا(‪ّ 4.3‬‬
‫ن ّوّاالقتراض م ّ‬ ‫‪-‬انتهاج سياسة ّالتداي ّ‬
‫أما خارج ّأوروبا فقد أعطت ّالحرب دفعا لالقتصاد األمريكي ّإذ ّكانت هذه ّالقوة العاملية ّالجديدة من ّأبرزّ املستفيدي ّ‬
‫نّ‬
‫ب حيث ّأتاحت ّالحرب األوروبي ّة للو‪.‬م‪.‬أ مضاعفة ّإنتاجها ّالزراعي والصناعي لتسدي ّد ّحاجيات دولّ الوفا ّ‬
‫قّ‬ ‫من ّالحر ّ‬
‫مركزّالهيمنة ّ‬
‫ك نصف املخزون ّالعالمي للذهب وانتقل بذلك ّ ّ‬ ‫وطلبات املحايدين ‪ ,‬ومع نهاية الحرب كانت ّالو‪.‬م‪.‬أ تمل ّ‬
‫االقتصادية من أوروبا إلى الو‪ّ .‬م‪.‬أ‪ّ .‬‬
‫آخرّاستفادت دولّ أخرىّ مثل كندا ّ ّو االرجنتين ّ ّو البرازي ّل ّوّاليابان ّ(الت ّي كانت تعيش نهضة ّاقتصادية ّ‬ ‫‪-‬على صعي ّد ّ‬
‫تّ‬‫عشر )من تراجع تجارة ّالدولّ األوروبية ّفي أمريك ّا الجنوبية ّو منطقة ّالشرقّ األقص ى وحل ّ‬ ‫منذ نهاية ّالقرنّ ّالتاسع ّ‬
‫أقطارّهذه املناطق بمنتوجاته ّا الصناعي ّة ّوّالفالحية ّ‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫محله ّا في تزويد‬

‫‪ .3‬صعوبة تسوية النزاع و معاهدات السلم‪:‬‬


‫أ‪-‬مؤتمر الصلح بباريس ‪:‬‬

‫مؤتمر الصلح بباريس ‪ 1919‬انعقد بمشاركة ممثلين عن ‪ 27‬دولة منتصرة في الحرب وسيطر عليه األربعة ّ‬
‫الكبار ( الرئيس األمريكي ولسن‪ ,‬ورئيس الوزراء الفرنس ي كليمنصو والوزير األول البريطاني لويد جورج ّ‬
‫ورئيس حكومة ايطاليا أورلندوّ‪.‬‬
‫ت على فعالياته الدو ّل األربعة املنتصرة ( ّ‬ ‫قصر فرساي بباريس في ‪ 18‬جانفي ‪ 1919‬وقد هيمن ّ‬ ‫مؤتمر الصل ّح في ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬أفتت ّح‬
‫انقلترّا‪ ,‬ايطالي ّا‪ ,‬فرنسا‪ ,‬الو‪.‬م‪.‬أ ) بعد أن تم ّاستثناء ّالدولّ املنهزمة وروسيا من املفاوضاتّ‪ّ .‬‬
‫‪ -‬تقدم الرئيس األمريكي ويلسن بمخطط إلقامة سلم دائمة يتضمن ‪ 14‬نقطة أهمها العمل على نزع السالح وإنهاء ّ‬
‫الديبلوماسية السرية وحرية املالحة الدولية وحق ّالشعوب في تقرير مصيرها وبعث جمعية أممية لتطبيق هذه ّ‬
‫املبادئ واملحافظة على السلم في العالم‪ّ .‬‬
‫‪ -‬غير أن تضارب املصالح بين الحلفاء لم يمكن من تطبيق املبادئ الولسنية حيث تميز موقف فرنسا بالحزم إزاء ّ‬
‫الحرب‪ .‬وكانت انقلترا منشغلة بالخطر البلشفي ّ‬
‫أملانيا ورغبة باريس في إضعاف جارتها القوية وحملتها مسؤولية ّ‬
‫الزاحف على أوروبا وعارضت انقلترا املساعي الفرنسية خوفا من أن يؤدي إضعاف أملانيا إلى اختالل موازين القوى في ّ‬
‫أوروبا أما ايطاليا فكانت تنتظر تحقيق مطالبها الترابية التابعة للنمسا‪ّ .‬‬
‫ب‪ -‬جمعية األمم و معاهدات السلم‪:‬‬
‫❖ معاهدة فرساي ‪ 28‬جوان ‪: 1919‬‬

‫حملت أملانيا مسؤولية الحرب تضمنت إجبارها على التخلي عن ‪ 68‬ألف كلم‪ ²‬من ترابها الوطني والتنازل عن ّ‬
‫مستعمراتها بإفريقيا وآسي ّا ّ‬
‫وإرغامها على دفع تعويضات مالية قدرت بـ ‪ 132‬مليار من املاركات الذهبية للدول املنتصرة باإلضافة إلى ّ‬
‫تحديد الجيش األملاني بـ ‪ 100‬ألف رجل وإلغاء الخدمة العسكرية اإلجبارية ونزع السالح عن رينانيا ( ‪ّ 50‬‬
‫كلم‪ّ .ّ) ²‬‬

‫اعتبر األملان معاهدة فرساي "سلما ممالة”(دكتات) واعتبروها طعنة من الخلف‬


‫❖ بقية معاهدات السلم ‪:‬‬
‫على من فرضت أهم شروطها‬ ‫تاريخها‬ ‫المعاهدة‬
‫فصل النمسا عن المجر‬ ‫النمسا‬ ‫معاهدتا سان جرمان سبتمبر ‪1919‬‬
‫اقتطاع أجزاء من أراضيها لصالح دول جديدة‬ ‫المجر‬ ‫جوان ‪1920‬‬ ‫و تريانون‬
‫(يوغسالفيا ‪,‬بولونيا ‪,‬تشيكسلوفاكيا )و رومانيا واليونان و‬
‫إيطاليا‬
‫التخلي عن جزء من أراضيها لفائدة رومانيا واليونان‬ ‫بلغاريا‬ ‫نوفمبر ‪1919‬‬ ‫معاهدة نويي‬
‫ويوغسالفيا ‪/‬تحديد قواتها العسكرية‬
‫التخلي عن جزء من أراضيها في أوروبا للدول المجاورة‬ ‫اإلمبراطورية‬ ‫أوت ‪1920‬‬ ‫معاهدة سيفر‬
‫تدويل مضيقي البوسفور والدردنيل‬ ‫العثمانية‬
‫اقتطاع المشرق العربي و وضعه تحت سلطة اإلنتداب‬
‫البريطاني والفرنسي‬
‫فككت االمبراطورية العثمانية‬
‫رفضها القوميون األتراك الذين التفوا حول‬
‫الجنرال مصطفى كمال أتاتورك الذي تمكن من‬
‫طرد الحلفاء و هزم اليونانيين وبعث الجمهورية‬
‫التركية الحديثة في جويلية ‪( 1923‬تعويض‬
‫معاهدة سيفر بمعاهدة لوزان)‬

‫❖ جمعية األمم ‪:‬‬


‫تأسست في ‪ 10‬جانفي ‪ 1920‬تطبيقا للمادة ‪ 14‬من برنامج الرئيس األمريكي ولسن و ملعاهدة فرساي (‬
‫الجزء األو لّ ) من أجل املحافضة على السلم في العالم ‪.‬‬
‫‪ -‬لكنها ظلت ناد للمنتصرين إذ أقصت منها الدو لّ املنهزمة و روسيا البلشفية ‪.‬‬
‫‪ -‬لم تنخرط فيها الو ‪ .‬م ‪ .‬أ بسبب معارضة الكونغرس وعودة األمريكيين لسياسة االنعزال ‪.‬‬
‫خيبت جمعية األمم امال الشعوب املستعمرة بمصادقتها على نظام اال نتداب على املستعمرات األملانية و‬
‫ق‬
‫املمتلكات العثمانية باملشر ّ‬
‫العربي ‪.‬‬
‫‪ -‬اف تقرت الجمعية لوسائل الردع الضرورية ل تطبيق قراراتها ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬الخريطة الجغراسياسية الجديدة ‪:‬‬

‫أسفرت الحرب واملعاهدات التي تلتها عن تغييرات عميقة تمثلت خاصة ‪:‬‬
‫‪ -‬انهيار اإلمبراطوريات القديمة‪ :‬الروسية والعثمانية والنمساوية املجرية واألملانية (الرايخ)‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور دول جديدة حلت مكان اإلمبراطوريات هي‪:‬‬
‫✓ بولونيا التي بعثت من جديد على حساب أملانيا وروسيا‪.‬‬
‫✓ تشيكوسلوفاكيا التي تكونت على حساب النمسا وأملانيا‪.‬‬
‫✓ يوغسالفيا ‪ :‬جمعت بين صربيا وكرواتيا وسلوفينيا والجبل االسود والبوسنة والهرسك‪.‬‬
‫✓ دول البلطيق الثالث ليتوانيا و ليتونيا واستونيا التي استقلت عن الدولة البلشفية‪.‬‬
‫‪ -‬تفكك اإلمبراطورية العثمانية‪ :‬منذ ‪ 1916‬وقعت فرنسا وانقلترا معاهدة " سايكسبيكو " السرية القتسام‬
‫الواليات العثمانية باملشرق كما أقر مؤتمر "سان ريمو" في أفريل ‪ 1920‬االنتداب البريطاني على العراق وفلسطين‬
‫والفرنس ي على سوريا ولبنان متجاهال وعود بريطانيا للشريف حسين بتكوين دولة عربية كبيرة مقابل الثورة ضد‬
‫األتراك‪ .‬كما وعدت بريطانيا باملساعدة على بعث " كيان قومي لليهود " بفلسطين ( وعد بلفور في ‪ 2‬نوفمبر‬
‫‪ ) 1917‬وهو ما يعكس تناقضات السياسة البريطانية أثناء الحرب الكبرى‪.‬‬

‫• إشتملت مقررات السلم على عدة نقائص ستكون سببا في إندالع الحرب العامليىة الثانية إذ ‪:‬‬
‫*لم تسوي قضية القوميات حيث مثلت بعض الدول الجديدة مثل تشيكوسلوفاكيا فسيفساء من القوميات ّ‬
‫ستطمح لالستقالل او العودة إلى الوطن االمّ‪ّ .‬‬
‫*كانت قاسية على الدول املنهزمة و على رأسها املانيا وهو ما ستستغله التيارات القومية املتطرفة مثل الحزب النازي ّ‬
‫للوصول إلى السلطة الذي رفع شعار إبطال معاهدة فرساي املذلة و االنتقام من املسؤولين عنه ّا ّ‬
‫*خيبت امال االيطاليين فلم يتحصلوا اال على جزء بسيط من مطالبهم الترابية كما تم إبعادهم من إقتسام ّ‬
‫املستعمرات األملانيةّ‪ّ .‬‬
‫صيرها و إقرار االنتداب البريطاني ّ‬ ‫ئ حق الشعوب في تقرير م ّ‬ ‫*خيبت ّامل الشعوب املستعمرة خاصة بعد التنكر ملبد ّ‬
‫و الفرنس ي على تركة العثمانيين في املشرق العربي‪ّ .‬‬
‫*تحول جمعية األمم إلى ناد للمنتصرين و إقصاء الدول املنهزمة و روسيا من عضويتها ورفض الكونغرس األمريكي ّ‬
‫ا ّالنخراط فيهاّ‪ّ .‬‬
‫ّ‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫لم تسو ي املعاهدات التي أبرمت غداة الحرب الكبر ى مسألة القوميات و الصراعات االستعمارية ‪.‬‬
‫تضمنت نتائج الحرب العاملية األولى بذور خالفات جديدة ستكو ن من بين أسباب إندالع الحرب العاملية‬
‫الثانية‪.‬‬

You might also like