You are on page 1of 16

‫بق ا في دارك واجب وطني‬

‫مسلك القانون – األسدس ‪2‬‬


‫التنظيم اإلداري ‪ -‬المجموعة ‪4‬‬
‫األستاذ حسن توراك‬
‫واألستاذ عمر لغليمي‬
‫السنة الجامعية ‪2021 - 2020‬‬

‫‪1‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫الجذاذة رقم ‪1‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬

‫‪2‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫يصعب وضع تعريف متكامل للقانون اإلداري‪ ،‬وذلك لصعوبة تحديد معنى اإلدارة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ارتباط القانون اإلداري بالمصلحة العامة التي تتغير بتغيير الزمان والمكان‬ ‫‪‬‬

‫تشعب مجاالت تدخل اإلدارة ؛‬ ‫‪‬‬

‫خضوع نشاط اإلدارة تارة للقانون اإلداري وتارة أخرى للقانون الخاص ؛‬ ‫‪‬‬

‫تدخل الخواص في مجال المصلحة العامة عبر تدبير مرافق عامة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫نظرة سطحية ‪ :‬القانون اإلداري هو قانون اإلدارة‬ ‫‪‬‬

‫لذلك فإن تعريف القانون اإلداري مرتبط أساسا بتعريف اإلدارة‪ ،‬بمعنى أن تعريف اإلدارة ممر‬ ‫‪‬‬
‫إجباري لتعريف القانون اإلداري‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف اإلدارة‬
‫بخصوص تعريف القانون اإلداري البد من التمييز بين معنيين لإلدارة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المعنى األول عضوي (شكلي) ‪organique‬‬ ‫‪‬‬

‫المعنى الثاني وظيفي (مادي) ‪fonctionnel‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬

‫‪ -1‬المعنى العضوي (الشكلي) لإلدارة‬


‫اإلدارة حسب هذا المعني هي الهيئات العامة التي تتكفل بتحقيق المصلحة‬ ‫‪‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫ويندرج في هذا المعنى األشخاص المعنوية للقانون العام ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الدولة (اإلدارات المركزية والمصالح الخارجية ورجال السلطة)‪.‬‬


‫ملحوظة ‪ :‬الدولة هي التي تتوفر على الشخصية المعنوية‪.‬‬
‫‪ ‬المؤسسات العمومية‬
‫‪ ‬الجماعات الترابية (الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات)‬

‫‪4‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬

‫هذا المعنى العضوي كان يتماشى مع حقبة تاريخية معينة ‪ :‬عهد الدولة الكالسيكية (أو‬ ‫‪‬‬
‫الحارسة أو الدركية أو البوليسية)‪ ،‬حيث كانت مهام الدولة منحصرة في مجاالت جد‬
‫محددة ‪ :‬الشرطة والقضاء والدفاع والدبلوماسية والضرائب واألشغال العمومية‪ ،‬إلخ‪...‬‬

‫إن مثل هذه األعمال ال يمكن أن تقوم بها‪ ،‬حسب المنظور الليبرالي السائد آنذاك‪ ،‬إال‬ ‫‪‬‬
‫الدولة‪ .‬لذلك فالوظيفة اإلدارية ال يمكن أن تقوم بها إال إدارات الدولة‪.‬‬

‫هذا المعنى العضوي لإلدارة سيتبنى كذلك المؤسسات العمومية والجماعات الترابية‬ ‫‪‬‬
‫(أشخاص معنوية للقانون العام مثلها مثل الدولة)‪.‬‬

‫إذا كانت األعمال اإلدارية محصورة على اإلدارة بالمفهوم العضوي‪ ،‬فألن الخواص لم‬ ‫‪‬‬
‫يكن بإمكانهم (ولم يكن مسموحا لهم) القيام بأعمال إدارية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫إن المعنى العضوي لإلدارة يقوم‪ ،‬في حقيقة األمر‪ ،‬على طريقة عمل اإلدارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خصائص طريقة عمل اإلدارة بالمعنى العضوي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬أعمال إدارية انفرادية ‪ :‬أعمال صادرة عن اإلرادة المنفردة لإلدارة ألنها صاحبة السلطة‬
‫العامة وبالتالي فهي ليست في حاجة إلى موافقة أو استشارة الخواص من أجل تنفيذ‬
‫قراراتها‪.‬‬
‫‪ -‬أعمال إدارية ذات طابع سلطوي ‪ :‬قرارات إدارية نافذة بدون أن تكون اإلدارة في حاجة‬
‫إلى ترخيص من القاضي لتنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬أعمال إدارية خاضعة لشكليات خاصة باإلدارة ‪ :‬مثال تاريخيا اإلدارة لم تكن ملزمة‬
‫بتعليل قراراتها أو صمت اإلدارة بعد مدة معينة يعتبر قرارا إداريا ضمنيا بالرفض‪ ،‬إلخ‪,,.‬‬
‫‪ -‬منازعات أعمال اإلدارة من اختصاص قضاء متخصص ‪ :‬القضاء اإلداري‬
‫‪ -‬االمتيازات الواسعة التي تتوفر عليها اإلدارة في مجال تنفيذ العقود اإلدارية (التعديل‬
‫اإلنفرادي للعقد مثال)‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫طريقة عمل اإلدارة هذه دليل على أن اإلدارة تتصرف كسلطة آمرة‪ ،‬وبالتالي فأعمالها‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر أعمال سلطة ‪ les actes d’autorité‬تخضع للقانون اإلداري‪ .‬أما عندما‬
‫تتصرف اإلدارة كسلطة مدبرة )‪ (actes de gestion‬فإنها تخضع للقانون الخاص‬
‫وليس للقانون اإلداري‪.‬‬
‫القانون اإلداري يطبق على اإلدارة عندما تتصرف كسلطة إدارية‪ .‬لكن السلطة‬ ‫‪‬‬
‫المركزية عندما تتصرف كسلطة سياسية فإنها ال تخضع للقانون اإلداري بالرغم من‬
‫أننا أمام قرارات انفرادية وسلطوية‪ .‬إن مثل هذه التصرفات تخضع لقواعد قانونية‬
‫أخرى كالقانون الدستوري والقانون الدولي العام‪,‬‬
‫اإلدارة (الحكومة – السلطة المركزية) تتدخل هنا كصاحبة سيادة وبالتالي فأعمالها‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر ”أعمال سيادة“ (أو ”أعمال حكومة“) مثل أعمال الحرب والعالقات مع الدول‬
‫األجنبية وعالقات الحكومة بالبرلمان‪ ،‬إلخ‪...‬‬

‫‪7‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫من خصوصيات ”أعمال السيادة“ أنها غير خاضعة ألحكام القانون اإلداري وليست‬ ‫‪‬‬
‫من اختصاص القاضي اإلداري‪.‬‬
‫نشأة نظرية أعمال السيادة (هذه النظرية ستدرس بتفصيل خالل األسدس ‪ : )3‬بحكم‬ ‫‪‬‬
‫تكوينه اإلداري كان مجلس الدولة الفرنسي (القضاء اإلداري) يتفادى االصطدام‬
‫بالسلطة الحاكمة (خصوصا بعد وفاة منشئه نابليون بونبارت)‪ ،‬كما كان يرفض النظر‬
‫في أعمال كل من السلطتين التشريعية والقضائية‪ ،‬احتراما لمبدأ فصل السلط‪.‬‬
‫‪ -2‬المعنى الوظيفي (المادي) لإلدارة‬
‫المعنى الوظيفي (المادي) لإلدارة‪ ،‬يرتكز على « طبيعة العمل » وليس على الشخص‬ ‫‪‬‬
‫الذي صدر عنه العمل‪ .‬انطالقا من طبيعة العمل‪ ،‬البد من التمييز بين صورتين ‪:‬‬
‫‪ -‬األولى‪ ،‬قيام اإلدارة بأعمال ال تخضع للقانون اإلداري‬
‫‪ -‬الثانية‪ ،‬خضوع الخواص للقانون اإلداري عندما يتدخلون لتحقيق المصلحة العامة‬
‫عبر مساهمتهم في تسيير مرافق عامة‬
‫‪8‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫أ‪ -‬قيام اإلدارة بأعمال غير خاضعة للقانون الخاص‬
‫مع ظهور وتطور األفكار االشتراكية‪ ،‬ستصبح الدولة الليبرالية الكالسيكية (الدولة‬ ‫‪‬‬
‫الحارسة)‪ ،‬نتيجة عجز القطاع الخاص‪ ،‬مجبرة على التدخل في الحياة الصناعية‬
‫والتجارية حتى تتمكن من إشباع حاجيات أفراد المجتمع‪.‬‬
‫لكن الحياة الصناعية والتجارية‪ ،‬نتيجة حركيتها ومرونتها‪ ،‬ال يمكن أن تخضع لمنطق‬ ‫‪‬‬
‫طريقة عمل اإلدارة في عهد الدولة الحارسة ‪ :‬أعمال ذات طابع انفرادي وسلطوي‪،‬‬
‫إلخ‪...‬‬
‫وهكذا‪ ،‬كل تطبيق للقانون اإلداري على هذه المجاالت الصناعية والتجارية سيؤدي إلى‬ ‫‪‬‬
‫عرقلتها وبالتالي عدم تلبية حاجيات أفراد المجتمع‪.‬‬
‫إن تدخل اإلدارة في مثل المجاالت الصناعية والتجارية يجب أال يخضع لمنطق القانون‬ ‫‪‬‬
‫اإلداري (أعمال إدارية انفرادية وسلطوية ‪ ،)les actes d’autorité‬وإنما لمنطق‬
‫القانون الخاص‪ ،‬ألن األمر يتعلق بأعمال لها عالقة بالتسيير والتدبير‬
‫)‪(les actes de gestion‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫إن أعمال التدبير والتسيير التي تقوم بها اإلدارة والتي ترتبط بالمجاالت الصناعية‬ ‫‪‬‬
‫والتجارية‪ ،‬فعاليتها مرتبطة بالحركية والمرونة كما هو الشأن بالنسبة لألعمال التي‬
‫يقوم بها الخواص ‪:‬‬
‫‪ -‬أعمال خاضعة للقانون الخاص‬
‫‪ -‬العالقة بين اإلدارة والخواص قائمة على مبدأ التراضي وليس على أساس قرارات‬
‫إدارية انفرادية وسلطوية‬
‫‪ -‬المنازعات المتعلقة بمثل هذه األعمال يرجع الفصل فيها الختصاص القضاء العادي‬
‫وليس القضاء اإلداري‬
‫ب‪ -‬قيام الخواص بأعمال خاضعة للقانون اإلداري‬
‫إذا كانت أنشطة الدولة قد تطورت من القانون العام إلى القانون الخاص‪ ،‬فإن أنشطة‬ ‫‪‬‬
‫الخواص ستعرف كذلك تطورا ولكن بشكل عكسي ‪ :‬من القانون الخاص إلى القانون‬
‫العام‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫الصورة النموذجية لمثل هذه األعمال تتمثل في تدخل الخواص في تحقيق المصلحة‬ ‫‪‬‬
‫العامة عبر مساهمتهم في تسيير مرافق عامة‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإن مثل هذه األعمال ستخضع لضوابط القانون اإلداري والختصاص القضاء‬ ‫‪‬‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫لكن البد من التمييز بين حالتين ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬الحالة ‪ : 1‬مساهمة الشخص الخاص في تسيير مرفق عام إداري‪ .‬القرارات المتخذة‪،‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬من طرف الشخص الخاص تعتبر قرارات إدارية وكأنها اتخذت من‬
‫طرف إدارات عمومية ‪(CE, 31 juillet 1942, Montpeurt et CE, 2 avril‬‬
‫)‪1943, Boughuen‬‬
‫‪ -‬الحالة ‪ : 2‬مساهمة الشخص الخاص في تسيير مرفق عام صناعي وتجاري‪.‬‬
‫القرارات المتخذة من طرف الشخص الخاص ال تعتبر خاضعة للقانون اإلداري إال إذا‬
‫تعلق األمر بتنظيم المرفق العام الصناعي والتجاري ‪TC 15 janvier 1968‬‬
‫)‪.)époux Barbier‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تعريف الق انون اإلداري‬
‫كل تعريف للقانون اإلداري عليه األخذ بثالث عوامل أساسية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬العامل األول ‪ :‬تميز طبيعة نشاط اإلدارة عن طبيعة نشاط الخواص‪ .‬إذا كان الخواص‬
‫يهدفون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة والمحضة‪ ،‬فإن نشاط اإلدارة مرتبطة بتحقيق‬
‫المصلحة العامة ؛‬
‫‪ -‬العامل الثاني ‪ :‬بما أن الخواص يهدفون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة‪ ،‬فإن العالقة بينهم‬
‫تقوم على مبدأ المساواة بين الطرفين وعدم تغلب إرادة طرف على إرادة الطرف اآلخر‪.‬‬
‫أما اإلدارة كآلية لتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬فإن إرادتها تتفوق على إرادة الخواص‪ ،‬بحيث‬
‫تنفذ قرارتها اإلدارية بدون حاجة إلى موافقة الخواص وتتوفر على امتيازات مهمة في‬
‫مجال العقود اإلدارية (التعديل االنفرادي للعقد ؛ حق المراقبة والتوجيه ؛ سلطة توقيع‬
‫الجزاءات ؛ إلخ‪...‬‬
‫‪ -‬العامل الثالث ‪ :‬خصوصية العمل اإلداري ال قيمة قانونية لها إال في إطار احترام مصادر‬
‫مبدأ المشروعية وعلى رأسها الدستور (احترام اإلدارة للقانون)‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬

‫بالنسبة لـ ‪« ،De Laubadère‬القانون اإلداري فرع من فروع القانون العام الداخلي‬ ‫‪‬‬
‫الذي يهم تنظيم ونشاط ما يسمى عادة باإلدارة‪ ،‬أي مجموع السلطات واألعوان‬
‫والمؤسسات المكلفين‪ ،‬تحت مسؤولية السلطة السياسية‪ ،‬بضمان التدخالت المتعددة‬
‫للدولة الحديثة»‪.‬‬

‫‪ Paul Amselek‬يرى القانون اإلداري كمجموع القواعد القانونية التي تخص اإلدارة‬ ‫‪‬‬
‫والمطبقة من طرف القضاء اإلداري ؛ قواعد قانونية مستقلة عن القواعد المطبقة على‬
‫الخواص (حكم بالنكو ‪ 8 Blanco‬فبراير ‪ – 1873‬محكمة التنازع الفرنسية)‪.‬‬

‫‪ Jean Rivéro‬عرف القانون اإلداري بأنه ‪" :‬مجموعة القواعد القانونية المغايرة‬ ‫‪‬‬
‫للقانون العادي والتي تنظم النشاط اإلداري لألشخاص العامة"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫‪ Charles Eisenman‬يرفض استقاللية القانون اإلداري‪ .‬فمن جهة‪ ،‬اإلدارة قد تخضع‬ ‫‪‬‬
‫لقواعد قانونية غير القانون اإلداري كتطبيق القانون الخاص على اإلدارة عندما‬
‫تتصرف كشخص خاص ؛ من جهة أخرى‪ ،‬القانون اإلداري قد يطبق على أشخاص‬
‫القانون الخاص كتدبير مرفق عام من طرف شركة خاصة‪.‬‬
‫يرى ‪ ،Jean Waline‬أنه البد من تجاوز ذلك الطرح الذي يعتبر أنه‪ ،‬في مجال‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارة‪ ،‬القانون اإلداري هو األصل والقانون الخاص هو االستثناء‪ ،‬ألن القضاء‬
‫اإلداري أصبح اليوم يرجع كذلك إلى مبادئ وقواعد القانون الخاص (خاصة القانون‬
‫المدني)‪.‬‬
‫من خالل مختلف هذه التعاريف‪ ،‬يتبين بوضوح نسبية أي تعريف للقانون اإلداري‪ ،‬لكن‬ ‫‪‬‬
‫ال بد من التأكيد على أن جميع تلك التعاريف تحاول التأكيد على االرتباط بين القانون‬
‫اإلداري واإلدارة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫من خالل هذه التعاريف المتعددة يمكن استخالص مجموعة من النتائج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬النتيجة ‪ : 1‬عندما نقول أن القانون اإلداري هو مجموع القواعد التي تحكم السلطات‬
‫العامة اإلدارية فالبد من اإلشارة إلى مالحظة أساسية ‪ :‬هناك تصرفات للسلطات‬
‫اإلدارية غير خاضعة للقانون اإلداري وذلك عندما تتصرف اإلدارة كشخص خاص‬
‫(الملك الخاص للدولة الذي يخضع لقواعد القانون الخاص)‪.‬‬
‫‪ -‬النتيجة ‪ : 2‬إن تعريف القانون اإلداري انطالقا من االمتيازات التي تتمتع بها‬
‫السلطات اإلدارية يفيد أن تصرفات اإلدارة هي دائما مبنية على السلطة واالمتيازات‪.‬‬
‫وهذا استنتاج غير صحيح‪ ،‬ألن اإلدارة قد تخضع في بعض تصرفاتها للقانون الخاص‬
‫كما سبقت اإلشارة لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬النتيجة ‪ : 3‬إن القانون اإلداري ليس حكرا على اإلدارة بالمفهوم الكالسيكي‬
‫(السلطات اإلدارية العامة)‪ ،‬ألن القانون اإلداري نفسه اليوم يعترف للخواص بإمكانية‬
‫التدخل لتدبير وتسيير المرافق العامة وما يتطلبه ذلك من استعمال المتيازات السلطة‬
‫كنزع الملكية مثال‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪H. Tourak‬‬
‫تعريف اإلدارة والقانون اإلداري‬
‫ونظرا لصعوبة تقديم تعريف دقيق للقانون اإلداري نجد بعض فقهاء القانون اإلداري‬ ‫‪‬‬
‫يكتفون بتحديد مضمونه وميادين تطبيقه دون تقديم تعريف جاهز أو االكتفاء بتحديد‬
‫وتعريف اإلدارة على أمل إعطاء تعريف تقريبي للقانون اإلداري‪.‬‬
‫في اعتقادنا أن صعوبة إعطاء تعريف دقيق وشامل للقانون اإلداري ليس لقصور ما في‬ ‫‪‬‬
‫هذا القانون ولكن نظرا لتطوره السريع المرتبط بتطور مصالح المجتمع‪ .‬فتعريف اليوم‬
‫قد يكون غدا متجاوزا (غياب تعريف هي مسألة إيجابية في حد ذاتها)‪.‬‬
‫******‬
‫ملحوظة ‪ : 01‬المرجو من الطلبة طرح اسئلتهم عبر واتساب المجموعة‬ ‫•‬

‫ملحوظة ‪ : 02‬اإلجابة عن األسئلة ستكون موضوع فيديو على يوتوب (قناة توراك‬ ‫•‬
‫حسن)‬
‫ملحوظة ‪ : 03‬هذا الدرس سيكون موضوع ‪ QCM‬من أجل التحضير المتحان‬ ‫•‬
‫الدورة الربيعية ‪2020-2019‬‬
‫‪16‬‬
‫‪H. Tourak‬‬

You might also like