You are on page 1of 17

18 -50‫ ص‬،)0505( 01 :‫ الع ــدد‬/ 50 ‫املجلد‬ ‫مجلة الدراسات الاقتصادية املعاصرة‬

‫ دراسة حالة مطارات الجزائر‬: ‫الحوكمة في املطارات‬


Airport governance: the case of Algeria's airports
‫ زقاي وليد‬.‫د‬
Oualid ZAGAYE
mag_man2012@yahoo.fr ،‫ أحمد بن دمحم‬2 ‫جامعة وهران‬

2929/90/ 09 :‫تاريخ النشر‬ 2929/90/ 09 :‫تاريخ القبول‬ 2900/90/ 22 :‫تاريخ الاستالم‬

:‫ملخص‬
‫ مما يدفع الى تطوير طرق تسييرها بما يكفل ضمان‬،‫تلعب املطارات دورا محوريا في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية‬
‫ إن ما تمثله الحوكمة الرشيدة في قطاع املطارات من‬.‫ عصرنة الهياكل و عقلنة مصاريفها التشغيلية‬،‫طرق تمويلها الذاتية‬
‫تحسين لألداء و الفاعلية يمكن أن يشكل رافدا من روافد خلق القيمة و ذلك بالقضاء على محدودية القطاع العام على تخفيض‬
‫ انطالقا من برنامج الاتحاد ألاوروبي إلصالح‬.‫ زيادة أرباح إلانتاجية و بالتالي تحقيق تنمية أكثر فاعلية و أقل كلفة‬،‫التكاليف‬
‫ و كدا الاليات‬،‫ فان هذا البحث يهدف الى ابراز دور حوكمة املطارات في خلق القيمة وتحسين مؤشرات ألاداء‬،‫وتنمية املطارات‬
‫ ان إصالح املنظومة القانونية في املطارات يفتح الباب أمام القطاع الخاص‬.‫املتاحة لتجسيد حوكمة رشيدة للمطارات في الجزائر‬
.‫من أجل املساهمة في تحسين النوعية وألاداء الكلي من خالل ضبط إلاطار التشريعي واملؤسساتي‬
‫ برنامج الاتحاد‬،‫ إلاصالح القانوني‬، ‫ ملكية املطارات‬،‫ آليات الحوكمة‬،‫ مؤشرات ألاداء‬،‫ حوكمة املطارات‬: ‫كلمات مفتاحية‬
.‫ أشكال مشاركة القطاع الخاص في املطارات‬،‫ألاوروبي إلصالح وتنمية املطارات‬
G32, L98. :JEL ‫تصنيف‬
Abstract:
Airports play a central role in economic and social development which leads to developing
ways to manage them in order to ensure self-financing, structures modernization and operating
expenses rationalization. Good governance, as a tool for enhancing performance and efficiency in
the airport sector, can be a source of value creation by putting an end to the public sector inability to
reduce expenses, increasing productivity gains and thus achieving a development which is more
effective and less expensive. Based on the European Union program for airports reform and
development, this research aims to highlight the role of airport governance in creating value and
improving performance indicators as well as the available mechanisms in the application of good
governance in Algerian airports. Reforming the legal system at airports paves the way for the
private sector to contribute to improving quality and overall performance by controlling the
legislative and institutional framework.
Keywords: Airport Governance, Performance Indicators, Governance Mechanisms, Airport
Ownership, Legal Reform, EU Airport Reform and Development Program, Private Sector
Participation in Airports.
JEL classification code: G32, L98.
__________________________________________
mag_man2012@yahoo.fr :‫ لايميل‬،‫ زقاي وليد‬:‫املؤلف املرسل‬

65
‫زقاي وليد‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫لقد دفع تحرير سوق النقل الجوي إلى تحول في ديناميكية صناعة املطارات من خالل ظهور املنافسة و التحول في‬
‫امللكية (نزعة الخوصصة و التسويق املطاري)‪ ،‬تعارض مصالح شركات الطيران و الهيئات التشريعية فيما يخص الرسوم‬
‫املطارية‪ ،‬الضغوط الحكومية من أجل استقاللية املطارات‪ ،‬و بروز تعددية الزبائن و الخدمات‪ ،‬الش يء الذي انعكس على تسيير‬
‫املطارات‪.1‬‬
‫إن تحرير قطاع النقل الجوي‪ ،‬الخوصصة و زيادة املنافسة بين شركات الطيران‪ ،‬أدى إلى إعادة هيكلة شبكة النقل‬
‫الجوي‪ 2‬من خالل الانتقال من الخطوط الجوية من "نقطة إلى نقطة" إلى منطق مطارات املحور ‪ .hubs and spokes‬إن‬
‫البحث عن املردودية وتنويع مصادر الدخل وسط تصاعد نزعة الخوصصة‪ ،‬دفع‪ 3‬إلى تحول مطارات املحور من مجرد مورد للبنى‬
‫التحتية إلى مراكز للتسوق وألاعمال‪ ،‬بينما ساهمت القدرات العقارية في تحول املطار إلى مدن حقيقية‪ ،‬أو ما يطلق عليه باملدن‬
‫املطارية ‪.airport city‬‬
‫ان وضع هياكل مطارية ذات نوعية لخدمة الاقتصاد يقتض ي ضرورة وضع نظام حوكمة مناسب لتحقيق أداء و نجاعة‬
‫القطاع املطاري خاصة مع تراجع التمويل الحكومي لالستثمارات املتعلقة بالخدمة العمومية على املدى الطويل(ألازمة املالية)‪.‬‬
‫إن تقلبات املحيط املطاري تضغط نحو اعتماد املطارات على سياسة أكثر استقاللية على الصعيد املالي و أقل اعتمادا‬
‫على الدعم الحكومي مما يفسر نزعة الخوصصة املعتمدة على سياسة تجارية فعالة‪ ،‬تحسين ألاداء ونظام تشريعي و اقتصادي‬
‫عقالني‪ .‬إن تعقيد تسيير املطارات في ضل تحول املطار إلى مؤسسة تجارية‪ ،‬أدى إلى ضرورة تكيف املطار مع شبكة ألاطراف‬
‫املعنية و تنويع الخدمات لتستجيب ملتطلبات كل فئات الزبائن والانتباه إلى املنافسة الدولية‪ ،‬تطور و اختالف املحيط الذي‬
‫يحدد كفاءتها و قدرتها‪ .‬إن التسويق و الخوصصة كان لهما أثر على اشتداد املنافسة و الضغوط التجارية على املطارات‪.‬‬
‫‪ 1.1‬اشكالية و فرضيات الدراسة‬
‫مما سبق يمكننا طرح التساؤالت التالية‪ :‬ما هو ألاثر الذي تمثله الحوكمة على أداء املطارات‪ ،‬و ما هي اليات تطبيقها في‬
‫املطارات الجزائرية ؟ و عليه فإننا وضعنا الفرضيات التالية‪:‬‬
‫نفترض أن اصالح نظام حوكمة املطارات له أثر ايجابي على خلق القيمة و تحسين مؤشرات الاداء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هناك العديد من طرق اصالح حوكمة املطارات‪ ،‬حيث أن تطبيقها يتوقف على خصوصية املطار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2.1‬أهداف البحث‬
‫هذا البحث يهدف الى ابراز دور حوكمة املطارات في خلق القيمة وتحسين مؤشرات ألاداء‪ ،‬و كدا الاليات املتاحة لتجسيد‬
‫حوكمة رشيدة للمطارات في الجزائر‪.‬‬
‫‪ 3.1‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫من خالل تحليل أدبيات تسيير املطارات و التجارب الدولية حول حوكمة املطارات في العالم‪ ،‬نحاول ابراز أهم اليات‬
‫الحوكمة املنتهجة و اثرها على الفعالية الاقتصادية و التسييرية للمطارات‪ ،‬بينما نرتكز على رؤية البرنامج ألاوروبي لدعم النقل‬
‫من أجل بلورة رؤية إلصالح نظلم حوكمة املطارات في الجزائر‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الحوكمة في املطارات ‪ :‬دراسة حالة مطارات الجزائر‬

‫وبنا ء على ما سبق‪ ،‬تم تقسيم هذه الدراسة إلى قسمين رئيسيين‪ :‬ألاول يعنى بالجانب النظري الذي يقدم مفاهيم حول‬
‫الحوكمة في املطارات و أثرها على ألاداء و خلق القيمة‪ ،‬بينما خصص القسم الثاني لدراسة حالة مطارات الجزائر في ضل برنامج‬
‫الاتحاد ألاوروبي لدعم النقل‪.‬‬
‫‪ .8‬الاطارالنظري للدراسة ‪ :‬حوكمة املطارات و لاصال القانوي‬
‫حتى نهاية الثمانينات كانت ملكية و استغالل املطارات في العالم تابعة للحكومات املحلية أو الوطنية إلى أن تم خصخصة‬
‫ثالث مطارات في لندن و أربع أخرى في اململكة املتحدة من طرف الشركة املسجلة في البورصة )‪British Airport Authority (BAA‬‬
‫و التي تم الاستحواذ عليها سنة ‪ 2990‬من قبل اتحاد ‪un consortium‬اسباني‪ -‬كندي‪ -‬سنغافوري‪ .‬هذا التحول شمل خصخصة‬
‫العديد من املطارات في العالم (‪ )...،Copenhague, Vienne‬و إعادة هيكلة البعض آلاخر من أجل زيادة فاعلية املطارات و تعظيم‬
‫املداخيل الغير جوية(ظهور البعد التجاري للمطارات)‪.‬‬
‫‪.1.2‬الحوكمة وملكية املطارات‪:‬‬
‫‪ 1.1.2‬مفهوم الحوكمة‪:‬‬
‫إن مصطلح الحوكمة أو إدارة املؤسسات هو مصطلح انجليزي يعني تقنية التسيير الخاصة التي توائم بين مصالح‬
‫املساهمين و املسيرين في إطار نظام متوازن بين السلطة و املراقبة‪ .‬مثل ظهور مفهوم الحوكمة انتقاال من النموذج‬
‫التسييري(إلاداري) إلى النموذج إلارثي ‪ ،‬حيث يستعمل هذا املفهوم لتحديد عالقات القوة الجديدة في املؤسسات الكبرى التي‬
‫تتميز بتصاعد سلطة و تدخل املساهمين في القرار على حساب املسيرين‪.‬‬
‫أ‪ .‬تعريف الحوكمة‬
‫اعتبرت النظرية الاقتصادية الحوكمة تمفصال بين الدولة‪ ،‬املجتمع و السوق‪ ،‬و الذي يسمح بتحقيق نجاعة الهياكل‬
‫الاقتصادية‪ ،‬تحقيق الحاجات الاجتماعية و ترقية رفاهية الفرد‪ ،‬بينما قامت املدرسة الاقتصادية املؤسساتية النيوكينيزية‬
‫بإضافة العناصر املؤسساتية للتفكير الاقتصادي من خالل التركيز على التحكم في التكاليف(التكاليف املؤسساتية خاصة)‪،‬‬
‫وضع أنماط تسيير ألاعمال العامة و ميكانيزمات تنظيم النشاطات الاقتصادية‪ ،‬بما يضمن مشاركة حقيقية للمجتمع املدني في‬
‫اتخاذ القرار والقضاء على عدم كفاءة القطاع العام‪ .4‬ان الحوكمة تحدد النصوص التي تطبقها املؤسسة إلجراء التنسيق‬
‫الفعال بين ألاطراف املعنية على مستويين‪ :5‬البروتوكوالت الداخلية التي تضمن الاندماج(التنظيم و السلم إلاداري)‪ ،‬و العقود و‬
‫تطبيق املعايير التي تنظم العالقة مع الشركاء الخارجيين‪ ،‬بما يعني أن هذا املفهوم يتعلق باإلجراءات التي تسمح للشركات الكبرى‬
‫بتسهيل التبادالت‪.‬‬
‫حسب تعريف مركز الدراسات حول الحوكمة بأتاوا الكندية "فإن الحوكمة هي العملية التي تقوم من خاللها املنظمات‬
‫(عامة‪ ،‬خاصة‪ ،‬مدنية) بتسيير نفسها في ضل تعدد ألاطراف املعنية بعملية اتخاذ القرار‪ ،‬أو البناء املشترك للمشروع من خالل‬
‫وضع أنماط جديدة للقيادة(السياسات و تطبيقاتها) أو التنظيم املرن املؤسس على الشراكة املنفتحة و الشفافة بين مختلف‬
‫ألاطراف املعنية على املستوى املحلي و الدولي(تنظيم الصراعات و تنمية سياسات مشتركة)‪ .‬حسب ‪ Yvon Pesqueux6‬فإنه‬
‫يوجد تصوران رئيسيان ملفهوم الحوكمة ‪ :‬ألاول إدارة الشركات ‪ Corporate Governance‬يحد مسألة الحوكمة في التمثيل على‬
‫مستوى مجلس إلادارة من خالل تمثيل املساهمين و طرق عمل املؤسسة‪ ،‬و الثاني مفهوم موسع ‪ Global Governance‬يطرح‬
‫البعد السياس ي لنشاط املؤسسة الذي يتعدى إلاطار الجغرافي إلى القواعد التشريعية ذات الطبيعة املؤسساتية‪ ،‬السياسية و‬

‫‪67‬‬
‫زقاي وليد‬

‫التسييرية‪ .‬بشكل عام‪ ،‬فإن الحوكمة تعني كيفية قيادة‪ ،‬تنظيم و إصالح ألانظمة وإلاجراءات ألاكثر تعقيدا مع إدماج نمط‬
‫التسيير الخاص في املؤسسات العامة(إدارة ألاعمال العامة الجديد)‪.‬‬
‫ب‪ .‬الحوكمة الرشيدة‬
‫ظهر مفهوم الحكم الراشد للمؤسسة كوسيلة لنشر أحسن ممارسات الحوكمة‪ ،‬فهو عبارة عن‪" 7‬فلسفة تسييرية‬
‫ومجموعة من التدابيرالعملية الكفيلة‪ ،‬في آن واحد‪ ،‬لضمان استدامة وتنافسية املؤسسة بواسطة تعريف حقوق وواجبات‬
‫ألاطراف الفاعلة في املؤسسة‪ ،‬و تقاسم الصالحيات واملسؤوليات املترتبة على ذلك"‪ .‬إن الحكم الراشد يعني نمطا تسييريا‬
‫عقالنيا للموارد مؤسسا على التحكم في سيرورة القرار و معرفة معمقة بدوافع جميع الفاعلين‪ ،‬كما يحوي على الصعيد‬
‫الدولي(املؤسسات العاملية كصندوق النقد) جميع القواعد املتعلقة بتسيير مشاريع التنمية بكل شفافية سواء على صعيد‬
‫البلورة‪ ،‬التنفيذ أو التقييم‪ .‬إن الحكم الراشد يحوي البلورة املعيارية لتسيير ألاعمال العامة‪ ،‬التسيير ألامثل لصراعات املصالح‪،‬‬
‫ضمان الترابط الاجتماعي و السماح بتحرير القدرات و إلامكانات الاقتصادية‪ ،‬مما يسهم في النمو الاقتصادي و التحسين النوعي‬
‫للعالقات بين ألاعوان الاقتصاديين‪.‬‬
‫هناك أربع محددات لحوكمة فعالة و خالقة للقيمة‪ : 8‬شرعية و مصداقية املسيرين و إلاداريين ‪ ،‬سيرورة فعالة‬
‫للتخطيط والتسيير الاستراتيجي‪ ،‬وضع نظام نوعي للمعلومات الاستراتيجية و املالية‪ ،‬و نظام للتحفيز و املكافآت لتشجيع الزيادة‬
‫في ألاداء‪ .‬إن نوعية الحوكمة تعتبر رافدا من روافد خلق القيمة و التنافسية من خالل إبراز صورة شفافة لنشاط املؤسسة‪،‬‬
‫تسهيل العالقات إلاجرائية للمؤسسة مع ألاطراف املعنية لتحقيق النمو الدائم‪ ،‬و توفير الشروط املناسبة لتمويل فعال ملشاريع‬
‫التنمية‪ .‬إن دورة التسيير تتبع دورة القرارات‪ ،‬حيث أن العالقة بين ألاطراف املعنية تؤثر على أنماط القيادة الاقتصادية من‬
‫خالل تحديد املسؤوليات‪ ،‬الاتصال الجيد و سيولة املعلومات‪.‬‬
‫إن الحوكمة املطارية الجيدة‪ 9‬تستوجب بناء رؤية مشتركة تضمن التفاهم املمكن رغم تعدد الفاعلين‪ ،‬صراعات املصالح‬
‫واملنافسة بين ألاقاليم و املشاريع‪ ،‬كما تضمن تداخل و اندماج الكفاءات و املجاالت مما يؤدي إلى تثمين صورة املطار لفائدة‬
‫الاقتصاد الجهوي و إلاقليم‪ ،‬تقليل الفوارق الاجتماعية و املنطقية(عدالة توزيع املنافع و تعويض ألاخطار و ألاضرار)‪ ،‬و‬
‫الاندماج في املحيط (التنسيق بين تخطيط املشروع و حاجات إلاقليم)‪.‬‬
‫‪ 0.8.2‬ملكية املطارات‪:‬‬
‫تختلف ملكية املطارات باختالف البيئة املحلية لكل مطار‪ ،‬و ذلك من أجل خلق املرونة الكافية للتسيير ألامثل لألنشطة‬
‫‪10‬‬
‫التجارية و حماية مصالح ألاطراف املعنية وفقا ملبادئ اقتصادية قوية و املساعدة في عملية الاستغالل‪ .‬تتعدد نماذج امللكية‬
‫من إلادارة الحكومية املباشرة إلى خلق سلطات مطارية مستقلة أو الشراكة عام‪-‬خاص إلى الخوصصة الكلية للمطار‪ ،‬إال أنها‬
‫تجتمع على تحقيق أهداف كبرى كاإلسهام في التنمية املحلية و تقديم البنى التحتية الفعالة و املبتكرة‪.‬‬
‫حاول ‪ Oum, Ader et Yu11‬قياس الفاعلية و املردودية ل ‪ 000‬مطارا في العالم (منها ‪ 0‬مطارات كندية) من خالل‬
‫تقسيمها الى ‪ 0‬أنواع من الحوكمة‪ :‬الوكاالت الحكومية أو الوزارية(أطلنطا‪ ،‬شيكاغو‪ ،)... ،‬الشركات الخاصة أو الشركات‬
‫املختلطة(عام‪-‬خاص)التي يحوز القطاع الخاص ألاغلبية( هاوتورن‪ ،‬روما‪ ،‬ملبورن‪ ،)..،‬الشركات العامة أو الشركات‬
‫املختلطة(عام‪-‬خاص)التي يحوز القطاع العام ألاغلبية(بروكسل‪ ،‬هامبورغ‪ ،)..،‬إلادارة املحلية الخاصة الحاصلة على عقد كراء‬
‫على املدى الطويل حيث تبقى ملكية املطارات حكومية(بوسطن‪ ،‬مونتريال‪ ،)..،‬إدارة محلية تابعة لعدة مستويات‬

‫‪68‬‬
‫الحوكمة في املطارات ‪ :‬دراسة حالة مطارات الجزائر‬

‫حكومية(أمستردام‪ ،‬ميالن‪ ،)...،‬و املؤسسة العامة التابعة للحكومة ب ‪(%099‬برشلونة‪ ،‬باريس ‪ .)..،CDG‬وضعت‪Frank 12‬‬
‫)‪ ) 2010‬عدة خيارات لإلصالح القانوني من خالل استعراض ‪ 22‬توليفة للملكية ‪ ،‬الحوكمة و الاستغالل في املطارات عبر‬
‫العالم حسب الجدول أدناه‪:‬‬
‫جدول رقم‪ :58‬توليفة ملكية‪-‬حوكمة‪-‬استغالل املطارات‬
‫لاجراءات لادارية‬ ‫املستغل‬ ‫امللكية‬
‫قوانين – مراسيم‪ -‬عقد التسيير‬ ‫الشركة ذات الشخص املجهول‬ ‫الدولة(الوزارات‪-‬غرف التجارة‪-‬‬
‫مراسيم‪-‬كراء‪-‬امتياز الخدمات‬ ‫الشركة العامة للتسيير املطاري‬ ‫الشركات القابضة)‬
‫عقد التسيير‪-‬امتياز الخدمات‪-‬عقد الامتياز‪-‬إلايجار على املدى‬ ‫الشركة الخاصة للتسيير املطاري‬
‫الطويل‬
‫عقد التسيير‪-‬كراء‪-‬الرخصة‪-‬الامتياز املتعدد‪-‬‬ ‫شركة الامتياز الخاصة‬
‫ايجار على املدى الطويل‬ ‫الجماعات املحلية‬
‫قوانين – مراسيم‬ ‫الجماعات املحلية‬ ‫الجماعات املحلية(جهة‪،‬‬
‫امتياز‪-‬كراء على املدى الطويل‪-‬امتياز الخدمات‬ ‫الشركة العامة للتسيير املطاري‬ ‫مدينة‪ ،‬مقاطعة)‬
‫تفويض بالتسيير‪-‬كراء‪ -‬الرخصة‪-‬الامتياز املتعدد‬ ‫الشركة الخاصة للتسيير املطاري‬
‫عقد التسيير ‪-‬امتياز الخدمات‪-‬كراء‪ -‬الرخصة‪-‬الامتياز املتعدد‬ ‫مؤسسة الامتياز‬
‫املناقصات – بيع و امتالك – كراء على املدى الطويل ‪ 00‬سنة‬ ‫اتحاد شركات خاصة‪ -‬الشركة‬ ‫القطاع الخاص(املؤسسات‪-‬‬
‫الخاصة للتسيير املطاري‬ ‫اتحاد شركات خاصة)‬
‫املصدر‪Franc 2011, P 155 :‬‬
‫لكل مطار حلوله الخاصة بتوزيع حق امللكية و التسيير إذ كثيرا ما تعطي الحكومات رخصة للقطاع الخاص قصد‬
‫الاستغالل دون املساس بامللكية في كثير من ألاحيان‪ ،‬و قد ينتج في كثير من ألاحيان صراعات مصالح في حال امللكية املشتركة بين‬
‫القطاع الخاص و العام‪.‬‬
‫‪ .2.2‬مشاركة القطاع الخاص في تسييراملطارات‪:‬‬
‫بعد موجة التحرير في قطاع الطيران‪ ،‬خرجت املطارات تدريجيا من التسيير العمومي منفتحة على املبادرة الخاصة من‬
‫خالل اشراك القطاع الخاص في عمليات التشييد و التسيير‪:‬‬
‫‪ 1.2.2‬أهمية الشراكة بين القطاع الخاص و العام في املطارات‪:‬‬
‫إن "الشراكة عام‪-‬خاص‪ 13‬تمثل تعاونا بين املؤسسات‪ ،‬املنظمات ذات الطابع الغير ربحي‪ ،‬أو ‪ -‬و الحكومات‪ ،‬حيث يتم‬
‫تقاسم املخاطر‪ ،‬املوارد و الكفاءات ضمن مشاريع ذات مردودية اقتصادية و موجهة لخدمة الصالح العام"‪ .‬إن ألاهداف املرجوة‬
‫من الشراكة بين القطاع العام و الخاص‪ 14‬تتمثل في اكتساب معارف جديدة و تقاسم املوارد ‪ ،‬الاقتصاد وتقليل الكلف و زيادة‬
‫الفاعلية العامة‪ ،‬تقاسم املخاطر ‪ ،‬و البحث عن املصداقية و الشبكات ‪ .‬إن الشراكة تحدد التعاون الناش ئ بين القطاعين‬
‫الخاص و العام مما يخفف العوائق و الحواجز بين القطاعين‪ ،‬و يمثل تكامال مع مفهوم الحوكمة‪.‬‬
‫تكتس ي مشاركة القطاع الخاص‪ 15‬في تنمية وتسيير املطارات أهمية متزايدة في إطار يتميز بسعي الحكومات لتقليص‬
‫املديونية‪ ،‬توسيع القدرات الاستيعابية للمطارات وتطوير الخدمات من خالل احترام املعايير الدولية الخاصة بالنوعية‪ ،‬السالمة‬

‫‪69‬‬
‫زقاي وليد‬

‫وألامن‪ .‬يمكن أن نميز نموذجيين من الشراكة في قطاع املطارات‪ : 16‬النموذج املؤسسات الذي يخص املؤسسات ذات رأس املال‬
‫املشترك(عام‪-‬خاص) أو النموذج التعاقدي النموذجي مثل عقود الامتياز و العقود ألاخرى‪ .‬وضع ‪Manambahoaka Valéry‬‬
‫‪ 0 2007‬أبعاد لنجاح الشراكة بين القطاعين‪ :‬عوامل النجاح‪ ،‬ميكانيزمات التنظيم و الترابط‪ ،‬و أنماط الحوكمة‪.‬‬
‫ترى‪ 17 Laurence Franc, 2012‬ضرورة التركيز على مقاربتين متكاملتين حول الشراكة عام –خاص تركز على ألابعاد‬
‫إلادارية و املشروع ذاته‪ ،‬في خلق القيمة من خالل تطوير نظام بيئي متحد قادر على وضع تعاون و توازن اجتماعي‪ .‬من خالل‬
‫متابعة هذه الاتفاقات‪ ،‬فإن الباحثين الحظوا صعوبة تقييم منافعها في تنمية املطارات بالنظر إلى غياب املعلومات و دور كل‬
‫طرف في تشارك املشروع و املخاطر(الشفافية و الرقابة العامة) ‪ ،‬مما دفع ‪ Marques et Brochado 2008‬إلى التوصية بضرورة‬
‫إنشاء مرصد أوروبي قادر على مراقبة املطارات ( هيكل امللكية‪ ،‬خصائص الازدحام باملطارات‪ ،‬إعادة هيكلة شركات الطيران‪،‬‬
‫املمارسات املحاسبية‪ ،)...‬منع املمارسات التعسفية داخل السوق‪ ،‬نشر أحسن املمارسات و متابعة اتفاقات الشراكة العام‬
‫الخاص في الاتحاد ألاوروبي‪.‬‬
‫‪.2.2.2‬أشكال مشاركة القطاع الخاص في املطارات‪:‬‬
‫هناك العديد من أشكال الحوكمة في القطاع املطاري و التي تتأرجح بين ضمان تحكم قوى السوق أو نظام امللكية العامة‪ ،‬عقود‬
‫التسيير مع القطاع الخاص‪ ،‬الامتياز‪ ،‬التشريعات التقديرية أو املؤسسات العمومية‪ .‬تمثل هذه ألاشكال سيرورة الانتقال من‬
‫ملكية و عرض القطاع العام إلى ملكية و عرض القطاع الخاص بداية من نقل التسيير(عقد النجاعة و عقد التسيير) إلى حقوق‬
‫الامتياز(إلايجار‪ ،‬رخصة الامتياز و عقد الامتياز) إلى ‪ BOO‬تشييد‪-‬استغالل‪-‬امتالك و أخيرا إلى الخوصصة و امللكية الخاصة‪:18‬‬
‫‌أ‪ .‬املقاولة من الباطن ‪ : La sous-traitance‬هي شكل من أشكال الشراكة بين القطاع الخاص والعام من خالل إسناد‬
‫بعض ألانشطة ملقاولين متخصصين من خالل مناقصات‪ ،‬مع بقاء مسير املطار مسئوال عن التنسيق والرقابة على هذه‬
‫النشاطات و متحمال لغالبية ألاخطار و الاستثمارات(البناء‪ ،‬صيانة و إصالح البنى و الهياكل‪ ،‬النشاطات التجارية‬
‫كاإلطعام و كراء السيارات‪ .)...،‬تسمح املقاولة من الباطن من تلبية حاجات الخدمات املتخصصة وتقليل نفقات‬
‫الاستغالل‪ .‬يمكن تحويل املستخدمين في املطارات الجزائرية إلى مؤسسات املقاولة من الباطن أو إلى نشاطات‬
‫أخرى(عمال موقف السيارات)‪.‬‬
‫ب‪ .‬عقد التسيير‪ :‬يتضمن التسيير‪ ،‬الاستغالل و الصيانة اليومية املوكلة ملسير مطار محترف بشكل كلي أو جزئي ( عن‬
‫‌‬
‫طريق املناقصات) من أجل الرفع من قدرات و كفاءة التسيير مقابل حصوله على تعويض عن الخدمة املؤذاة سواء كان‬
‫تعويضا ثابتا أو متغيرا بحسب ألاداء‪ .‬إن الهدف من هذا العقد(ملدة قصيرة عامة) هو تحسين النجاعة العمالياتية و‬
‫الحالة املالية مما يدفع نحو ربط معادلة املكافئة حسب ألاداء‪ ،‬في حين املتعامل مسؤول عن مخاطر تجارية محدودة‬
‫بحيث تحافظ الحكومة على امللكية و مراقبة ألاصول (كتسيير املطارات في الواليات املتحدة و كندا)‪.‬يمكن أن نميز‬
‫نوعين من عقود التسيير‪ :‬عقد التسيير الايجاب الذي تمول فيه الدولة فقط جزءا أو كل الحاجات الاستثمارية بينما‬
‫عقد التسيير السلبي فان الدولة تمول جزء من مصاريف الاستغالل و كل الحاجات الاستثمارية‪ .‬رغم وجود تجربة‬
‫مطار الجزائر الوحيدة لعقود التسيير‪ ،19‬إال أن هذه العقود يجب أن تخضع للقانون التجاري و املدني الجزائري مما‬
‫يوجب تكييف قانون الطيران املدني مع قواعد املنافسة من أجل تحضير املطارات للتحول نحو أشكال أخرى من‬
‫مشاركة القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الحوكمة في املطارات ‪ :‬دراسة حالة مطارات الجزائر‬

‫ت‪ .‬الامتياز ‪ :Concession‬منح حق شغل أو استعمال بعض الهياكل و التجهيزات لغراض تجارية ( الهياكل الكبرى‬
‫‌‬
‫كاملحطة الجوية‪ ،‬مطار جديد أو موجود‪ ) ..،‬ملدة معينة(تنتهي بمدة الامتياز) مما يسمح بإزالة العبء املالي و إلاشكال‬
‫القانوني عن الدولة حيث يعتبر صاحب الامتياز مسؤول عن الاستثمار‪ ،‬الاستغالل و الصيانة من خالل تسير‬
‫املمتلكات و تقبل املخاطر التجارية و الاستثمارية ملدة عادة محددة‪ ،‬تعود بعدها هذه املمتلكات للحكومة أو إلعادة‬
‫الامتياز‪ .‬يمكن أن نميز ثالث أشكال لالمتياز‪ :‬الامتياز الكلي باستثمارات ‪ %099‬خاصة‪ ،‬الامتياز النسبي أو إلايجار‬
‫باستثمارات مشتركة‪ ،‬والامتياز النسبي أو إلايجار باستثمارات عمومية‪ .‬كما يمكن أن نميز رخصة الامتياز ‪Franchise‬‬
‫أين تقوم الحكومة بتحديد الخدمات و يمكنها مراقبة الوظائف املشتركة(التسويق)‪ :‬املتعاملون مسئولون عن املخاطر‬
‫التجارية و تكاليف الاستثمار‪ ،‬و امتياز الاستغالل الذي يتم به تسيير و استغالل املطار بصفة جزئية أو كلية ملدة‬
‫محددة لصالح الشركات الخاصة‪.‬‬
‫ث‪ .‬الكراء‪/‬لايجار‪ :Location/affermage‬تقوم املؤسسة الخاصة بكراء أصول الهياكل والاستغالل‪ ،‬بحيث تقبل مبدأ‬
‫‌‬
‫املخاطرة و تأخذ جميع القرارات التجارية و التسويقية‪ ،‬حيث أن الخواص ليسوا مطالبين باالستثمار بل بتحسين‬
‫نوعية الخدمات و القدرات التسييرية‪.‬‬
‫ج‪ .‬تشييد‪-‬استغالل‪-‬امتالك ‪ :B.O.T‬املتعامل الخاص يشيد‪ ،‬يستغل ويمتلك هذه ألامالك خالل فترة معينة‪ .‬إن‬
‫‌‬
‫الاستثمارات الكبرى تمول عن طريق أموال مشتركة على أساس الامتياز و الذي يمنح تحويال للقطاع العام في نهاية‬
‫العقد‪ .‬إن القطاع الخاص يمكن أن يقوم بإنشاء املطارات مقابل حصوله على رسوم املستعملين‪ ،‬التنازل عن تسيير‬
‫البنى التحتية لفائدة القطاع الخاص ملدة ‪ 09‬سنة أو أكثر مقابل بقاء امللكية عامة ثم استرجاعها بعد نهاية هذه‬
‫الفترة‪.‬‬
‫ح‪ .‬الخوصصة ‪ :Privatisation‬تمثل بيع ألاصول اململوكة للقطاع العام (نقل امللكية) لفائدة القطاع الخاص‪ ،‬وتتمثل في‬
‫‌‬
‫بيع املطار إلى الشركات الخاصة أو عن طريق طرح أسهم املطار في البورصة‪.‬‬
‫خ‪ .‬البيع املباشر‪ :‬البيع عن طريق مناقصة مفتوحة و مقيدة بمجموعة إجراءات(كاملة أو نسبية) لشريك استراتيجي أو‬
‫‌‬
‫تجمع يضم مسيري مطارات ذات شهرة عاملية‪ ،‬شركات بناء عاملية من أجل إرساء مشروع للتطوير املطاري‪ ،‬هيئات‬
‫مالية أو استثمارية تريد الاستثمار و تحسين عائد رأس املال‪ .‬يعتبر البيع املباشر فرصة لتقليص دور الدولة‪ ،‬تشجيع‬
‫املنافسة و أمثلة املداخيل للحكومات كما هو عليه الحال في بريطانيا مع بيع ‪ 2‬مطارات(كل ألاسهم بيعت لشركاء‬
‫استراتيجيين)‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫زقاي وليد‬

‫‌د‪ .‬البيع عن طريق بيع ألاسهم‪ :‬بعد خلق الحكومات ملؤسسات مطارية عمومية و تملك كل أسهمها فإن الدولة تقوم ببيع‬
‫جزء من أسهمها للجمهور أو مستثمرين مؤسساتيين بسعر غالبا ما يكون محدد سلفا(مطار روما ‪ ،2999‬فيينا ‪)0002‬‬
‫جدول رقم ‪ : 50‬أشكال مشاركة القطاع الخاص في قطاع املطارات‬
‫البيع‬ ‫الامتياز‬ ‫الكراء‬ ‫عقد التسيير‬ ‫املقاولة من الباطن‬ ‫الخيارات ‪ /‬املعايير‬
‫القطاع‬ ‫القطاع العام‬ ‫القطاع العام‬ ‫القطاع العام‬ ‫القطاع العام‬ ‫حق امللكية‬
‫الخاص‬
‫القطاع‬ ‫القطاع الخاص‬ ‫القطاع العام‬ ‫القطاع العام‬ ‫القطاع العام‬ ‫تمويل الاستثمارات‬
‫الخاص‬
‫القطاع‬ ‫القطاع الخاص‪-‬‬ ‫القطاع العام‬ ‫القطاع العام‬ ‫القطاع العام‬ ‫تمويل العمليات و الصيانة‬
‫الخاص‬ ‫العام‬
‫عالي‬ ‫منخفض‬ ‫استقاللية القطاع الخاص‬
‫عالي‬ ‫منخفض‬ ‫الخطراملالي و التجاري‬
‫إلى ألابد‬ ‫‪ 29‬إلى ‪ 09‬سنة‬ ‫‪ 5‬إلى‬ ‫‪ 0‬إلى ‪5‬‬ ‫‪ 0‬إلى سنتين‬ ‫املدة‬
‫‪09‬سنوات‬ ‫سنوات‬
‫املالك‬ ‫صاحب الالتزام‬ ‫املستأجر‬ ‫القطاع العام‬ ‫القطاع العام‬ ‫مسؤولية تحديد‬
‫ألاسعار‬
‫سعر البيع‬ ‫حقوق الامتياز‬ ‫إلايجار‬ ‫التكلفة ‪+‬‬ ‫العمل املنجز ‪/‬السعر‬ ‫طرق الدفع‬
‫أعباء التسيير‬ ‫الوحدوي املوحد‬
‫‪ +‬هامش ألاداء‬
‫تجنيد‬ ‫تحسين فاعلية تحسين فاعلية تحسين فاعلية‬ ‫الهدف ألاساس ي تحسين فاعلية‬
‫رأسمال‬ ‫الاستغالل و تجنيد‬ ‫الاستغالل‬ ‫الاستغالل‬ ‫ملشاركة القطاع الخاص أو الاستغالل‬
‫الخاص‬ ‫رأسمال الخاص‬ ‫الخوصصة‬
‫املصدر‪Richard LANTHIER, module 8, op.cit., P15. :‬‬
‫‪ 3.2‬أثراصال حوكمة املطارات على ألاداء‪:‬‬
‫إن التجارب والدراسات أثبت أن التحول من التسيير العمومي إلى التسيير املستقل يعتبر حيويا لتحسين ألاداء والفعالية‬
‫بغض النظر عن نموذج ألاعمال املعتمد و نسبة مشاركة القطاع الخاص‪ .‬إن العامل الاقتصادي‪ 20‬يعتبر املحدد ألاكثر أهمية في‬
‫الدفع بعملية الخوصصة‪ ،‬مما دفع الكثير من ألاكاديميين و املهنيين إلى القيام بدراسات متعددة لتقييم نماذج تسيير املطارات‪:‬‬
‫حاولت‪ Frank 2011 21‬من خالل توليفة امللكية‪ ،‬الحاكمية و الاستغالل‪ ،‬دراسة العالقة بين إلاصالح القانوني و هيكلية‬
‫نموذج ألاعمال‪ ،‬بمعنى أخر أثر إلاصالح على عصرنة الهيئات الحكومية و بالتالي خلق القيمة‪ .‬إن ما تمثله الخوصصة من تحسين‬
‫لألداء و الفاعلية يمكن أن يشكل رافدا من روافد خلق القيمة و ذلك بالقضاء على محدودية القطاع العام على تخفيض‬
‫التكاليف‪ ،‬زيادة أرباح إلانتاجية و بالتالي تحقيق تنمية أكثر فاعلية و أقل كلفة‪.‬‬
‫في هذا الصدد‪ ،‬برزت عدة مشاريع لإلصالح في النظام الفيدرالي للواليات املتحدة‪ 22‬بغية تحسين فاعلية و نجاعة التسيير‬
‫الحكومي خاصة ما تعلق بتحسين عوائد الاستثمارات من خالل تحديد الشروط الالزم احترامها للوصول إلى هذه التحديات‪،‬‬
‫حيث تم إنشاء وكالة تقوم بتحفيز إلاصالحات من خالل وضع مجموعة من ميكانيزمات الحوكمة التي تحفز املسيرين و تمكن‬
‫من إدماج املكونات الداخلية بشكل مناسب في إطار منسق‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫الحوكمة في املطارات ‪ :‬دراسة حالة مطارات الجزائر‬

‫لقياس فاعلية املطارات‪ ،‬قام الكتاب باستعمال معايير لإلنتاجية من خالل مقارنة املخرجات(عدد املسافرين‪ ،‬حركة‬
‫الطائرات‪ ،‬و املداخيل الغير جوية مع املدخالت(عدد ألاجراء‪ ،‬النفقات خارج اليد العاملة و رأس مال)‪ ،‬أخدين بعين الاعتبار‬
‫خصائص املطارات كالحجم‪ ،‬معدل املسافرين و الطائرات‪ ،‬طبيعة حركة املرور(داخلي و دولي) و القدرات الاستيعابية‪ .‬من خالل‬
‫تحليل الانحدار تم الوصول إلى النتائج التالية‪:23‬‬
‫‪ ‬إن املطارات الخاصة التي تستغل بإدارة محلية خاصة لديهم هوامش ربح أكثر ارتفاعا من بقية أنواع املطارات‬
‫ألاخرى‪.‬‬
‫‪ ‬املطارات املستغلة من الشركات املختلطة أو تلك ذات ألاغلبية العامة تشكل ألاغلبية و هي أقل فاعلية من‬
‫تلك املستغلة ‪ %099‬من القطاع العام‪ ،‬مما يفتح النقاش حول الشراكة العام‪-‬الخاص)‪. (PPP‬‬
‫‪ ‬ال يوجد فارق في ألاداء بين املطارات املستغلة من طرف إلادارة املحلية الخاصة في مونتريال و تورونتو و تلك‬
‫املستغلة من قبل الوكاالت العامة في الواليات املتحدة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يوجد تأكيد على أن املطارات املستغلة من طرف القطاع الخاص أكثر فاعلية من تلك املستغلة من طرف‬
‫الوكاالت الحكومية أو تلك املستغلة ‪ %099‬من القطاع العام‪.‬‬
‫قام ‪ 2005 Steven Craig24‬بمقارنة أداء و فاعلية املطارات اململوكة و املستغلة من طرف الحكومة و تلك املستغلة من‬
‫طرف القطاع الخاص وفق عدة معايير(تكلفة الشحن حسب حركة الطائرات‪ ،‬التكلفة الوحدوية للمسافر‪ ،)...،‬حيث وجد أن‬
‫عدم فاعلية القطاع العمومي أمام القطاع الخاص يرجع بالساس إلى عدم فاعلية سيرورة اتخاذ القرار‪ ،‬سياسة التوظيف‬
‫واكتساب الكفاءات‪ ،‬و نقص ألافكار الخالقة لألعمال و الخدمات املبتكرة‪.‬‬
‫حاول كتاب آخرون قياس أثر هيكل الحوكمة على أداء املطارات‪ ،‬بحيث الحظ البعض أن املطارات الخاصة كانت أكثر‬
‫توجها نحو الزبائن و املوردين من خالل تقديم خدمات جيدة للمستعملين‪ ،‬في حين وضح البعض ألاخر أن املطارات املعتمدة على‬
‫التوجه نحو الزبون تحقق مستويات أعلى من ألاداء‪ .25‬بعض ألابحاث املعتمدة على مخرج واحد (حركة الطائرات)‪ ،‬أظهرت أن‬
‫املطارات ألامريكية املستغلة من طرف إلادارات املحلية أكثر نجاعة من تلك املستغلة من طرف الجماعات املحلية‪ .‬أوضح ‪2992‬‬
‫‪ Tae-Hoon Oum26‬أن املطارات الخاصة أكثر فعالية من املطارات العامة وأن املطارات العامة التي تتمتع باالستقاللية أكثر من‬
‫تلك ألاقل استقاللية اململوكة للقطاع العام‪.‬‬
‫قام‪ ManujOhri, 200927‬بمقارنة أداء املطارات الهندية مع املعايير الدولية مما سمح بتحديد القطاعات التي يجب‬
‫تحسينها كاملداخيل الغير جوية‪ ،‬عقلنة املوارد البشرية و وضع نظام يقظة لتوقع ألاخطار املحتملة‪ .‬يرجع‪Hsu-Hao Yang 28‬‬
‫)‪ (2010‬تراجع فعالية املطارات في منطقة أسيا‪-‬املحيط الهادي خالل ‪ 2990-0002‬إلى عدم الكفاءة التقنية الناتجة عن ضعف‬
‫الاستثمارات املطارية و ليس ضعف املوارد البشرية‪ .‬حاول ‪ Mohamed Laaroussi, 200929‬تقديم حلول إدارية و تطبيقية‬
‫للمطارات املغربية املسيرة على شكل سيطرة الخطوط امللكية املغربية‪ ،‬و ذلك من خالل تحليل العناصر القانونية‪ ،‬التقنية‬
‫والاقتصادية الناشئة عن تفاعل العديد من الهيئات العامة من جهة‪ ،‬و اثار التسيير املطاري في ضل الالمركزية الكلية‪.‬‬
‫حاول ‪ A. Assaf, 201030‬من خالل تحليل ألاثر املحتمل للعوامل كالخوصصة‪ ،‬النمو الاقتصادي‪ ،‬تنظيم تسقيف‬
‫ألاسعار‪ ،‬نوعية الخدمات و رأس مال الاستثمارات على مستوى الكفاءة الحالي للمطارات الاسترالية‪ ،،‬للفترة ‪2992 – 2992‬‬
‫أي فترة ما بعد الخوصصة‪ .‬خلصت نتائج البحث إلى أن الخوصصة أدت إلى زيادة فاعلية املطارات ألاسترالية لتصل إلى‬

‫‪73‬‬
‫زقاي وليد‬

‫‪ 09،92%‬سنة ‪ ،2992‬مما يدفع إلى تشجيع املؤسسات الخاصة على ضرورة تطوير تجاربها في تسيير مختلف املطارات‬
‫وتقديم خدمات أكثرنوعية و نجاعة‪.‬‬
‫وضح‪ Hans-Arthur Vogel (2011)31‬من خالل دراسة بيانات ‪ 09‬مطارات مسجلة في البورصة بين ‪ 2990‬و ‪ 2990‬أن‬
‫املطارات املخوصصة تحقق قيمة مضافة اقتصادية سلبية بسبب النفقات الاستثمارية الناجمة عن حركة املرور التي تعتبر‬
‫العامل ألاكثر تأثيرا‪ .‬إن تسيير املطار يمكن أن يحسن هامش القيمة املضافة بين معدل العائد الناتج عن رأس املال العامل بشكل‬
‫دائم ومتوسط التكلفة املرجحة من خالل التخطيط ألامثل للنشاط الاستثماري‪ ،‬لوضع امليزانيات وتمويل النفقات الرأسمالية‪.‬‬
‫وضع‪ Ming Hsin Lin (2013) 32‬مجموعة من السيناريوهات التي تركز على تعظيم املنفعة العامة لخوصصة املطار من‬
‫خالل تحديد سعر أكبر من تكلفة الاستغالل و تنسيق أكبر في تسيير املطارات‪ ،‬حيث توصل إلى أن‪ :‬أوال‪ :‬أن املطارات الخاصة‬
‫املحلية املتصلة باملحور تمثل بدائل إستراتيجية للمطار املحور عندما تكون تقييمات كلفة تأخير الازدحام و منافع ترددات‬
‫املسافرين صغيرة الحجم‪ ،‬ثانيا العجز في ميزانيات املطار يدفع إلى سيناريوهين مسموحين‪ :‬ألاول يتعلق بخصخصة املطار‬
‫"املحور" و الاحتفاظ باملطارات املحلية‪ ،‬و السيناريو الثاني املتعلق بالحفاظ على املطار املحور و خصخصة واحد أو عدة مطارات‬
‫محلية‪ ،‬ثالثا تقييمات املسافرين لخصخصة املطارات هي التي تحدد أولوية الخصخصة للمطار املحور أو املطارات املحلية‪.‬‬
‫حددت دراسة‪ Jia Yan, Clifford Winston (2014) 33‬على مستوى مطار ‪ San Francisco‬الشروط الالزمة التي تسمح‬
‫للخوصصة في املطارات بزيادة الفاعلية من خالل التحكم في النفقات‪ ،‬زيادة املنافسة‪ ،‬عدد املسافرين و شركات الطيران‪ ،‬و‬
‫رفاهية املسافرين من خالل تحسين النوعية و بالتالي زيادة مردودية املطار‪.‬‬
‫حاول‪ (2014) Nicole Adler34‬دراسة التأثير املشترك لشكل امللكية‪ ،‬التنظيم الاقتصادي واملنافسة على أداء املطار‬
‫وتحليلها باستخدام تحليل مغلف البيانات لقياس كفاءة التكاليف في املرحلة ألاولى‪ ،‬و تحليل الانحدار لقياس أثر البيئة في‬
‫املرحلة الثانية‪ .‬إن النتائج التجريبية في املطارات ألاوروبية والاسترالية على مدى فترة زمنية مدتها ‪ 09‬سنوات تكشف‪:‬‬
‫‪ ‬في ظل ظروف نسبيا غير تنافسية‪ ،‬فان املطارات العامة تعمل بكفاءة أقل من تكلفة املطارات الخاصة تماما‪.‬‬
‫‪ ‬بغض النظر عن شكل امللكية‪ ،‬فإن التنظيم ضروري ملحاكاة القوى التنافسية ألامر الذي يدفع بتسيير املطار نحو‬
‫كفاءة التكاليف‪ ،‬املردودية وسياسات التسعير املعقولة‪.‬‬
‫‪ ‬في ظل املنافسة إلاقليمية‪ ،‬فإن التنظيم الاقتصادي للمطارات يمنع أي شكل من أشكال امللكية من الاستغالل‬
‫والتسعير بكفاءة‪.‬‬
‫‪ ‬على الرغم من أن املطارات العامة والخاصة تعمل بكفاءة متساوية في بيئة تنافسية إال أن املطارات الخاصة تطبق‬
‫رسوم طيران أعلى‪.‬‬
‫‪ ‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن أشكال امللكية املشتركة مع عقود تضمن غالبية ألاسهم للطرف العام ال تضمن التحكم في‬
‫التكاليف وال أسعار منخفضة وذلك بغض النظر عن مستوى املنافسة‪.‬‬
‫حاول‪ Romero, J., et al.,(2016)35‬شرح العوامل ألاساسية لنجاح الخوصصة (الحوكمة‪ ،‬شركات الطيران‪ ،‬هيكل‬
‫املداخيل و الركاب‪ ،‬و الاستراتيجية) التي لها أثر على خلق القيمة و النجاح الاقتصادي للمطارات في اململكة املتحدة من خالل‬
‫تحليل العالقة بين نوع املطار وألاداء والتنويع‪ ،‬والنجاح الاقتصادي املحتمل‪ ،‬حيث خلص إلى أن التنويع ال يلعب دورا مهيمنا في‬
‫املطارات الكبيرة‪ ،‬بينما نوع املطار وألاداء(سواء الاقتصادي والتشغيلي) له أثره الكبير‪ .‬حاول‪)Catriona Cahill, et al , 2017( 36‬‬
‫‪74‬‬
‫الحوكمة في املطارات ‪ :‬دراسة حالة مطارات الجزائر‬

‫تحليل أداء هيئة مطار دبلن من خالل تحليل النموذج التسويقي الختبار التغييرات الداخلية و الخارجية‪ ،‬حيث بينت الدراسة‬
‫أن هذه التغييرات أدت الى تسجيل معدالت نمو إيجابية مع تراجع لإلنتاجية على املدى املتوسط و القصير بسبب البرنامج‬
‫الاستثماري الضخم‪.‬‬
‫مما سبق يمكن أن نستنتج أن خوصصة املطار على املدى القصير قد تؤدي إلى إضعاف الرأسملة و تراجع املردودية‬
‫‪ ،sous-capitalisation‬تراجع نوعية الخدمات‪ ،‬ارتفاع ألاسعار‪ ،‬مما يوجب وضع آليات للمراقبة و التنظيم فيما يخص الخدمات‬
‫وألاسعار‪ .‬إن أهم نقطة في إصالح منظومة حوكمة املطارات هي القرار املتخذ حول إخضاع املطارات من عدمه للتشريعات‬
‫الخاصة بأعباء استعمال املطارات واملمارسات التجارية‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬فان خوصصة املطارات‪ 37‬كثيرا ما تدفع إلى إقرار تشريعات‬
‫اقتصادية للحد من سلطات املالكيين واملسيرين الخواص على مستوى السوق (سلطة احتكارية)‪.‬‬
‫‪ .0‬الدراسة امليدانية‪ :‬حوكمة املطارات في الجزائر‬
‫انطالقا من برنامج الاتحاد ألاوروبي إلصالح وتنمية املطارات‪ ،‬فإننا نقوم بتحليل واقع حوكمة املطارات في الجزائر ‪ ،‬و كدا‬
‫الاليات املتاحة لتجسيد حوكمة رشيدة للمطارات‪.‬‬
‫‪ .1.3‬لاطارالتشريعي والتنظيمي في القطاع الجوي الجزائري‪:‬‬
‫إن الاتفاقية املتعلقة بالطيران املدني الدولي (شيكاغو ‪ )0011‬تعتبر إلاطار املرجعي لقطاع النقل الجوي في املجال التقني‬
‫والتشريعي‪ ،‬خاصة امللحق ‪ 02‬الذي صادقت عليه الجزائر في ‪ 02‬ماي ‪ ،0000‬مما يجعلها مسؤولة عن تطبيق املعايير و‬
‫توصيات ‪ l’OACI‬فيما يخص مراقبة العمليات الجوية‪ ،‬تصميم و استعمال املجال الجوي‪ ،‬نشاطات صيانة الطائرات‪ ،‬إجراء‬
‫التحقيقات حول الحوادث الجوية‪ ،‬ضمان السالمة للرحالت الجوية في ألارضيات املطارية‪.‬‬
‫‪ 1.1.3‬لاطاراملؤسسات و العماليات ‪:‬‬
‫يحكم قطاع النقل الجوي من قبل عدة وزارات مرتبطة بينها بلجان‪ :‬وزارة الداخلية والجماعات املحلية‪ ،‬وزارة الدفاع‬
‫الوطني‪ ،‬وزارة ألاشغال العمومية‪ ،‬ووزارة النقل علما أن قرارات الاستثمار تتخذ على مستوى وزارة ألاشغال بدال عن وزارة النقل‪.‬‬
‫رغم أن مهمة مديرية الطيران و املالحة الجوية‪ DACM 38‬هي املراقبة التقنية إال أنها تعتبر الجهة الوصية على مسيري املطارات و‬
‫نشاطات القطاع(مراقبة أداء السوق‪ ،‬املراقبة إلادارية و إلاشراف على الهياكل املطارية)‪ .‬رغم وجود هيئة مستقلة للتنظيم و‬
‫تقديم الخدمات إال أن الدولة تبقى منظما و مسيرا في نفس الوقت مما يجعل عمليات القطاع تعتمد على إلاعانات و إمكانية‬
‫خلق املوارد الاقتصادية محدودة جدا‪.‬‬
‫إن تسيير املطارات يكشف العديد من التناقضات كفصل الجانب الخاص بالطائرات(مسؤولية املؤسسة الوطنية‬
‫للمالحة الجوية ‪ ) ENNA‬عن ذلك الخاص باملسافرين(مؤسسة تسيير املصالح املطارية ‪.) EGSA‬في هذا الصدد‪ ،‬تم إنشاء ‪0‬‬
‫مؤسسات لتسيير املصالح املطارية ‪( EGSA‬الجزائر‪-‬وهران‪ -‬قسنطينة) كنتيجة إلعادة هيكلة قطاع املطارات في الجزائر‪ ،‬لترث‬
‫بعض مهام املطارات التي كانت بحوزة شركة الجوية الجزائرية و املؤسسة الوطنية لالستغالل و ألامن الطيراني (‪ .)ENESA‬تم‬
‫تحويل هذه املؤسسات الاقتصادية ‪ EGSA‬إلى مؤسسة ذات طابع صناعي و تجاري ‪ EPIC‬وفقا للمرسوم رقم ‪ 00.059‬املؤرخ في ‪02‬‬
‫ماي ‪ ،0000‬غير أنها تبقى تحت وصاية وزارة النقل‪ ،‬حيث يبقى دورها محدودا في قطاع املطارات مقتصرة على تسيير حركة‬
‫ألافراد و النشاط التجاري‪ ،‬بينما مسؤولية تسيير حركة الطيران تبقى ل ‪ .l’ENNA‬إن الهدف من وجود مؤسسة تسيير املطارات‬
‫يعود إلى الحاجة إلى ترشيد النفقات و اتخاذ القرار بطريقة مركزية بما يسمح بأمثلية املشاريع الاستثمارية بين املطارات املتقاربة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫زقاي وليد‬

‫تعتبر هياكل القرار و التخطيط ‪39‬غير فعالة لغياب أي سلطة أو دور لـ‪ EGSA‬في التخطيط املطاري خاصة التقني الذي‬
‫يعتبر مسؤولية ‪ ، l’ENNA‬حيث يتم التنسيق بينهما عن طريق لجنة غير فعالة نتيجة عدم وضوح املهام بينهما(خاصة السالمة‬
‫الجوية)‪ .‬تعتبر املؤسسة الوطنية للمالحة الجوية ‪ ENNA‬املسير الطيراني املسؤول عن مراقبة كل الاعتبارات التقنية لعمليات‬
‫الطائرات مقابل حصولها على إتاوات طيرانية و إعانات من ميزانية الدولة و يساعده في ذلك ‪ ONM‬الديوان الوطني لألرصاد‬
‫الجوية‪ .‬بما أن املطارات تعتبر ملكية عامة فإن وزارة ألاشغال العامة تلعب دورا أساسيا في تصميم و تطوير املطارات‪ ،‬و كذا‬
‫مراقبة تطبيق التشريعات التقنية و مراقبة نوعية الهياكل املطارية من أجل حماية املمتلكات املطارية املوجودة‪.‬‬
‫‪ .2.1.3‬قانون الطيران املدي ‪:‬‬
‫وضع القانون ‪ 90-02‬املتعلق بالطيران املدني و املعدل لقانون ‪ 0000‬إلاجراءات العامة لعمل قطاع النقل الجوي‪ ،‬حيث‬
‫جاء في ظرف طارئ لبدء تحرير القطاع‪ ،‬تشييد و استغالل املطارات‪ .‬تم تعديل هذا القانون بالتتابع خالل سنة ‪( 2999‬قانون‬
‫رقم ‪ 95-299‬ل ‪ 0‬ديسمبر ‪( 2990، )2999‬ألامر رقم ‪ )09-90‬و ‪( 2992‬رقم ‪ )92-92‬من أجل تشجيع التنمية املتوازنة للنقل‬
‫الجوي‪ ،‬الاستجابة لحاجات مستعملي املطارات في أحسن ظروف الكفاءة‪ ،‬الاقتصاد و الحماية‪ ،‬ضمان الاستغالل وتنمية‬
‫خدمات الطيران الجوي و املطارات‪ ،‬و مراقبة املجال الجوي‪ .40‬هناك مجموعة من النقائص و النقاط املهملة في هذا القانون‬
‫نذكر منها‪ :41‬غياب آلية و هيئة التنظيم القادرة على التحكيم في حالة النزاع بين الوكالء‪ ،‬املستعملين‪ ،‬الناقلين و املنظمين‪ ،‬غياب‬
‫سياسة للعالقة البينية بين وسائط النقل تنظم املنافسة و تنسق العمل بينها(قوة منافسة الطرق السريعة و السكك الحديدية‬
‫للنقل الجوي)‪ ،‬السياسة الحالية ‪ sujétion‬لتقديم الخدمة العامة ال تسمح باملنافسة لفائدة املستعملين و الجماعات املحلية‬
‫نتيجة التعيين ألاحادي للشركات(غياب آليات التنظيم) مما يعتبر مصدرا لغياب النجاعة‪ .‬أمام النقائص املسجلة في قانون‬
‫املالحة الجوية‪ ،‬فإن السلطات العليا أصدرت القانون‪ 01 -05 42‬املعدل و املكمل للقانون ‪ 90-02‬املتعلق بقواعد املالحة الجوية‪،‬‬
‫لتؤكد على دور الدولة في املراقبة و الاشراف على ألانشطة الجوية بهدف تعزيز الحماية و ألامن الجوي و التكيف مع املعايير‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ 2.3‬حوكمة املطارات في الجزائر‬
‫انطالقا من رؤية البرنامج ألاوروبي لدعم النقل في الجزائر‪ ،‬فإننا نستعرض أهم العناصر ألاساسية التي يحتويها هذا البرنامج‬
‫الهادف إلصالح نظام حوكمة املطارات في الجزائر‪:‬‬
‫‪ 1.2.3‬املحاورالكبرى لتنمية قطاع النقل الجوي‪:‬‬
‫إن تسيير املطارات يعتبر ميدانا جد مسيس ملا للمطارات من رمزية سيادية و الرتفاع القلق ألامني خاصة بعد العشرية‬
‫السوداء التي عاشتها البالد‪ .‬إن ارتباط الاقتصاد الجزائري بالريع املتأتي من عوائد املحروقات(حوالي ‪ %02‬من املداخيل سنة‬
‫‪ )2905‬يشكل خطرا على تمويل الاستثمارات خاصة تلك املرتبطة باملنفعة العامة‪ ،‬الش يء الذي تم تلمس أثاره مع انخفاض‬
‫أسعار النفط مع بداية السداس ي الثاني لسنة ‪(2901‬فقد سعر برميل النفط أكثر من ‪ %59‬من قيمته)‪.‬‬
‫لقد كان بحثي حول التنمية الاستراتيجية ملطار وهران فرصة لتلمس حقيقة مفادها غياب رؤية استراتيجية لدى مسيري‬
‫املطار‪ ،‬خاصة و أن كل القرارات الاستراتيجية تتخذ على املستوى املركزي دون ألاخذ بعين الاعتبار لخصوصية و طبيعة املطار و‬
‫املحيط‪ .‬لقد كان لزاما الاقتراب من مصدر صنع القرار لفهم عملية صياغة الاستراتيجية و تفسير التناقضات و عدم التنسيق‬
‫بين الجانب الاستراتيجي و الجانب العمالياتي‪ .‬لقد كانت مفاجأة كبيرة لي و أن أكتشف شح الوثائق و الدراسات حول املحاور‬

‫‪76‬‬
‫الحوكمة في املطارات ‪ :‬دراسة حالة مطارات الجزائر‬

‫الكبرى لتنمية قطاع النقل الجوي‪ ،‬الش يء الذي دفع سنة ‪ 2990‬إلى الاستنجاد ببرنامج الاتحاد ألاوروبي لوضع مخطط وطني‬
‫للنقل‪ ،‬و التي كانت محاوره الاستراتيجية كاالتي‪:43‬‬
‫‪ ‬تقلد الوظائف امللكية ‪ :Régaliennes‬من خالل إعادة النظر في قانون الطيران املدني‪ 90-02‬وفقا للمتطلبات الوطنية‬
‫و الاتفاقات الدولية‪ ،‬تعزيز دور و قدرة هيئة الطيران املدني في تحديث و بلورة التشريعات الاقتصادية و التقنية املناسبة‬
‫للسوق‪ ،‬الفصل بين وظائف الاستغالل و إلاشراف من خالل تنظيم مؤسساتي للقطاع‪ ،‬تعزيز التنظيم و إلاشراف على الحماية‬
‫الجوية من خالل تعديل املرسوم التنفيذي ‪02-09‬و تعزيز التفتيش و التكوين‪.‬‬

‫‪ ‬تطوير البنى و تحديث التجهيزات‪ :‬السهر على وضع مخططات لصيانة الهياكل و التجهيزات املطارية مع التنسيق مع‬
‫وزارة ألاشغال العمومية في محالت التطوير و التخطيط‪ ،‬الترقية و الاستغالل ألامثل لقدرات مطار الجزائر‪ ، hub‬وضع عملية و‬
‫أدوات ناجعة للتنبؤ بالحركة الجوية وفقا للحاجات الاستثمارية الخاصة بالهياكل لكل فئة مطارية على حدا‪ ،‬و مراجعة املخطط‬
‫العام املطاري خاصة املطارات الرئيسية‪ ،‬يحقق تخطيط و برمجة مثلى لتنمية الهياكل و البنى التحتية للمطارات الوطنية‪.‬‬

‫‪ ‬وضع إطار للتنظيم الاقتصادي و التقني‪ :‬تكملة البرنامج الوطني لتسيير الحماية و ألامن الجوي و الحصول على‬
‫شهادات املطابقة الدولية لكافة املطارات و املالحة الجوية في هذا املجال‪ ،‬وضع وظيفة التنظيم الاقتصادي للمطارات و خدمات‬
‫املالحة الجوية ‪ ،‬وضع آليات لضمان التمويل الكافي و املستقل لعملية إلاشراف و الحماية من طرف الدولة‪ ،‬و وضع تشريعات‬
‫مناسبة لحماية املحيط وفقا ملعايير املنظمة الدولية للطيران املدني‪.‬‬

‫‪ ‬وضع أسواق تنافسية‪ :‬إنشاء منافسة حرة في ميدان النقل الجوي و التحرير التدريجي لسوق النقل الجوي ابتداء من‬
‫‪ 2900‬مع وضع قواعد ضابطة للخدمة العمومية و متناسبة مع السوق التنافس ي‪ ،‬تحفيز دور التسويق في تنمية الشبكة الوطنية‬
‫للنقل الجوي مع إشراك القطاع الخاص في تسيير و استغالل املطارات‪ ،‬و فتح رأس مال شركات الطيران الوطنية‪.‬‬

‫‪ 2.2.3‬السياسة املطارية‪:‬‬
‫إن الجزائر في حاجة إلى إعادة هيكلة شبكة مطاراتها قصد الحصول على استقاللية مطاراتها و أمثلية أدائها العمالياتي و‬
‫املالي و السماح بمشاركة القطاع الخاص‪ .‬إن مطارات الجزائر يجب أن تتمتع بمعايير السالمة‪ ،‬ألامن‪ ،‬وتتبع قواعد تجارية‬
‫تضمن املردودية و تلبية حاجات املستعملين‪ ،‬حيث أتبث التجارب الدولية أن إشراك القطاع الخاص في التسيير يمكن من‬
‫الوصول إلى النتائج املتوخاة‪ .44‬إن السياسة املطارية املطروحة تقض ي بتحويل مؤسسات تسيير املطارات ‪ EGSA‬إلى سلطات‬
‫مطارية محلية ‪ ، Autorités Aéroportuaires Locales (AAL)45‬تتمتع باستقاللية تسييرية و مالية و أصول خاصة تحت‬
‫وصاية وزارة النقل (التسيير التقني و التجاري)تضمن خلق مداخيل جديدة للمطارات‪ ،‬نوعية الخدمات و ألاداء‪ ،‬و تفتح الباب‬
‫تحو إلاشراك التدريجي للمؤسسات العامة و الخاصة في تقديم الخدمات التجارية و مهام الاستغالل و الصيانة‪ .‬هذه السلطات‬
‫املطارية املحلية ‪ AAL‬تأخذ شكل مؤسسات شركات ذات أسهم ‪ EPE/SpA‬بالنسبة للمطارات التي تحقق مردودية مقابل دفع‬
‫أرباح ألاسهم للدولة‪ ،‬كما يمكن أن تجلب املستثمرين وتمهد نحو التمويل من خالل البورصة‪ .‬في نفس الوقت تبقى املؤسسات‬
‫العاجزة محافظة على الشكل القانوني للمؤسسات ذات الطابع التجاري و الصناعي ‪ EPIC‬و التي يمكن أن تطلب دعما للدولة‬
‫لالستغالل‪ ،‬الحماية و ألامن‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫زقاي وليد‬

‫‪ .3.3‬مشاركة القطاع الخاص في تسييراملطارات‪:‬‬


‫إن مشاركة القطاع الخاص في تسيير املطارات البد أن تراعي خصوصية كل مطار‪ ،‬لدى تم تقسيم املطارات إلى ‪ 2‬فئات‬
‫وفقا العتبارات تقنية‪ ،‬اقتصادية و مالية(الحالة املالية‪ ،‬الحركة الجوية‪ ،‬القدرات الاستيعابية‪ ،)...‬و من تم تحليل هذه الفئات‬
‫بالنسبة لخيارات مشاركة القطاع الخاص املطروحة‪ .‬إن مشاركة القطاع الخاص مرتبطة بتوافق والتقاء ثالث أهداف و مصالح‬
‫أساسية‪:46‬‬
‫‪ -‬ألاهداف الحكومية‪ :‬والتي تتمثل في دعم التنمية الاجتماعية و الاقتصادية للبالد (تهيئة إلاقليم‪ ،‬التنمية الاجتماعية و‬
‫السياحية)‪ ،‬تقلد الوظائف التقليدية للدولة ‪ ،‬مشاركة القطاع الخاص‪ ،‬دعم التسويق املطاري‪ ،‬تحفيز املنافسة بين املطارات و‬
‫تعزيز الحماية و ألامن‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان حاجات املطارات‪ :‬من خالل تحسين نوعية الخدمات و الهياكل املطارية‪ ،‬تنمية الحركة الجوية‪ ،‬تنمية الطاقات‬
‫التجارية‪ ،‬تعزيز الاستقاللية املالية و التسييرية‪ ،‬تحفيز املنافسة في الخدمات املطارية‪.‬‬

‫‪ -‬متطلبات الشركاء الخواص املحتملين‪ :‬سواء كانوا أجانب من خالل ضرورة ضمان الشفافية املالية للتبادل‪ ،‬وضوح‬
‫إلاطار التشريعي و القانوني‪ ،‬و املرونة في املفاوضات‪ ،‬أو سواء كانوا محليين(جمعية التجار‪ ،‬الفاعلين الاقتصاديين‪ )...،‬الدين‬
‫يجب أن يتوفر لهم الهياكل املناسبة‪ ،‬الدعم الحكومي في تنمية املطار و الحركة الجوية‪ ،‬املساعدة التقنية و التأطير في عملية‬
‫التسيير ‪ ،‬ضمان حرية املنافسة ومستويات النشاط القادرة على خلق مداخيل معتبرة و جاذبة‪.‬‬

‫في حالة املطارات في الجزائر‪ ،47‬فان خيار بيع ألاسهم غير قائم بسبب غياب البورصة و عدم البحث عن تعظيم مداخيل‬
‫الدولة و كذا البيع املباشر للمطارات بسبب العائق القانوني الذي ال يسمح ببيع أكثر من ‪ %10‬للقطاع الخاص‪ .‬في املقابل فان‬
‫خيار املقاولة من الباطن التي تعتبر شكال بسيطا و سهل التطبيق في ميدان املطارات‪ ،‬عقد التسيير(ايجابي أو سلبي)‪ ،‬و عقود‬
‫الامتياز( إلايجار‪ ،‬الامتياز دون أو مع استثمار خارجي‪ )CET/BOT ،‬يمكن أن تكون خيارات يمكن اعتمادها إلشراك القطاع‬
‫الخاص‪ .‬من الواضح أن فشل وضع آليات و قواعد واضحة لتحرير النقل الجوي أدى إلى فشل وضع تنظيم اقتصادي لقطاع‬
‫املالحة الجوية‪ ،‬و يوضح التكلفة الاقتصادية لغياب سلطة التنظيم و املنظم‪ ،‬كما أدى إلى إعاقة جهود إدماج القطاع الخاص في‬
‫تسيير املطارات بسبب غياب قواعد املنافسة و هيئات الرقابة و تزايد املخاطر‪.‬‬
‫‪ .3‬خاتمة‬
‫إن التغيير في نظم حوكمة و تسيير املطارات دفع الى ضرورة بناء نماذج أعمال موجهة نحو السوق تسمح بإعادة السلوك‬
‫التسييري ورسم استراتيجيات جديدة في قطاع يعرف منافسة شديدة‪ .‬إن الخوصصة واشراك القطاع الخاص يعتبر أداة فعالة‬
‫من أجل تقليص الدعم الحكومي و الرفع من املردودية املالية و الفعالية العمالياتية للمطارات‪.‬‬
‫تتعدد تقنيات و طرق الخوصصة بتعدد الاهداف املسطرة من قبل الحكومات‪ ،‬حيث يمكن التمييز بين تقنيتين‬
‫أساسيتين‪ :‬التنازل الكلي لصالح القطاع الخاص عن أصول و ممتلكات القطاع العام التابعة للدولة عن طريق املزايدات‪،‬‬
‫املناقصات‪ ،‬بالتراض ي‪ ،‬او اللجوء الى ألاسواق املالية‪ ،‬و تعزيز دور القطاع الخاص عن طريق تحويل املمتلكات العينية و املعنوية‬
‫التابعة للقطاع العام ملدة معينة لفائدة القطاع الخاص على شاكلة عقد التسيير‪ ،‬الكراء‪ ،‬التنازل الجزئي عن رأس املال‬

‫‪78‬‬
‫الحوكمة في املطارات ‪ :‬دراسة حالة مطارات الجزائر‬

‫لشركات املساهمة‪ .‬إن أهم اشكال يعترض الخوصصة هو طبيعة و محتوى العقد بين السلطات الحكومية و القطاع الخاص‪،‬‬
‫حيث من الصعب حصر كل العوائق و حاالت النزاع التي تنش ئ مع املستثمر الخاص‪.‬‬

‫ان إصال املنظومة القانونية في املطارات يفتح الباب أمام القطاع الخاص من أجل املساهمة في تحسين النوعية وألاداء‬
‫الكلي من خالل ضبط إلاطار التشريعي واملؤسساتي‪:‬‬

‫ألاهداف الاستراتيجية‪ :‬إن أهداف مطار تندرج في إطار السياسة العامة للنقل الجوي و استراتيجية تطوير‬ ‫‌أ‪.‬‬
‫املطارات‪ .‬إن هذه الاستراتيجية ترتكز أساسا على زيادة القدرات الاستيعابية والتكيف مع املعايير الدولية فيما يخص‬
‫السالمة‪ ،‬الحماية ونوعية الخدمات‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة املنافسة وتعزيز الكفاءة الاقتصادية و العمالياتية من خالل تحرير‬
‫السوق و تفعيل دور التسويق في توسيع شبكة النقل الجوي‪.‬‬

‫ب‪ .‬حوكمة املطار‪ :‬إن خلق سلطات مطارية جديدة على شكل شركة ذات أسهم أو أي شكل أخر للحوكمة يجب‬
‫‌‬
‫أن يضمن استقاللية القرار ملا لذالك من تأثير على بلورة الاستراتيجيات التجارية والبحث عن الفعالية الاقتصادية‪ .‬إن‬
‫النتائج املالية إلايجابية ملطارات الكبرى ال يجب أن تمول العجز في املطارات ألاخرى مع ضرورة وضع نظام رقابي ومحاسبي‬
‫قادر على ضمان الشفافية والحوكمة الرشيدة للموارد‪ .‬إن إلاصالح املؤسساتي املنشود يجب أن يرسم بطريقة واضحة‬
‫العالقة بين الدولة كمستثمر‪ ،‬ضابط للسوق و بين مسيري املطار في اطار تعزير قوة املطار التفاوضية مع ألاطراف املعنية‪.‬‬

‫ت‪ .‬إشراك القطاع الخاص‪ :‬في ضل املحيط املطاري الحالي‪ ،‬فإن الخوصصة الكاملة ملطارات غير قابلة للطرح‪،‬‬
‫‌‬
‫لدى فإن الخيارات املتاحة أمام اشراك القطاع الخاص تتلخص في عقود املقاولة من الباطن‪ ،‬عقد التسيير و عقود الامتياز‪.‬‬
‫يبدو أن هناك نزعة لتعميم تجربة مطار الجزائر ‪ ،‬إال أن هذا الخيار قد يكون عديم الفائدة إذا لم ترتبط جميع أشكال و‬
‫خيارات العقود املبرمة بمعايير النجاعة التي تضمن تنمية فعالة للمطار (التحسين الكلي ملؤشرات ألاداء)‪ ،‬احترام‬
‫التشريعات و املعايير املطلوبة و ضمان نقل الخبرات و الكفاءات في نهاية العقد‪.‬‬
‫ان إدارة املطار يجب أن تحتفظ باملهن املطارية ألاساسية كعمليات الصيانة (قلب املهن املطارية)‪ ،‬وتعزز دوره في‬
‫إلاشراف على عمليات املطار والتنسيق بين كافة املتداخلين‪.‬‬

‫قائمة املراجع‬

‫‪1‬‬
‫‪Edgar Jimeneza, JoãoClaroa, Jorge Pinho de Sousaa, The airport business in a competitive‬‬
‫‪environment, Edgar Jimenez et al. / Procedia - Social and Behavioral Sciences 111 ( 2014 ), P. 949.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Catharina Horn. Airports and territory : emergence of a new strategic actor in the air transport‬‬
‫‪system. Architecture, space management. Universit_e Paris-Est, 2010.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Lucie-Emmanuelle Drevet-Demettre, Quand l'aéroport devient ville : géographie d'une in-‬‬
‫‪frastructure paradoxale. Géographie, These de doctorat, Université de Michel de Montaigne -‬‬
‫‪Bordeaux III, 2015.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Nachida BOUZIDI, op.cit., P 109‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Dominique Lorrain, Administrer, Gouverner, Réguler, les annales de la recherche urbaine N° 80-‬‬
‫‪81, P85-86, http://www.annalesdelarechercheurbaine.fr/IMG/pdf/Lorrain_ARU_80-81.pdf ,‬‬
‫‪téléchargé le 15/12/2015.‬‬

‫‪79‬‬
‫زقاي وليد‬

6
Yvon PESQUEUX, Gouvernance, de quoi s’agit-il ?P 26, www.cnam.fr/lipsor. Consulté le
16/08/2014.
.111 ‫ ص‬، GOAL‫ ميثاق الحكم الراشد للمؤسسة في الجزائر‬،‫سليم عثماني‬7
8
Y. Allaire et M. E. Firsirotu, Stratégie et moteurs de performance : les défis et les rouages du
leadership
stratégique, Chenelière–McGraw-Hill, 2004; Changing the Nature of Governance to Create Value,
Institut C.D.
Howe, C.D. Howe Institute Commentary, n° 189, Novembre 2003.
9
Etienne Berthon, Politiques aéroportuaires : Quelle gouvernance en IDF? Etat des lieux et
références étrangères , Présentation pour Paris-Métropole IAU îIe-de-France (DUAT) - 9 février
2012
10
Conseil International des Aéroports, Genève, Manuel De Politiques Et Pratiques Recommandées
2009, septième édition / Novembre 2010, www.aci.aero, P 10.
11
R T. OUM (CANADA) et X. FU (CHINE), influence des aéroports sur la concurrence dans le
transport aérien : regard sur les performances des aéroports et les relations verticales entre aéroports
et compagnies aériennes, concurrence et interactions entre aéroports, services de transports aériens
et ferroviaires, 2009,P 62.
12
Laurence FRANK, la gestion des aéroports aux lendemains des reformes publiques : des business
models pour des aéroports en situation concurrentielle, Thèse de Doctorat en Sciences de Gestion,
Université de Strasbourg, soutenue publiquement le 20 octobre 2010, P168.
13
Manambahoaka Valéry Fitzgerald Ramonjavelo, les partenariats public-privé au canada : les
facteurs critiques de succès, les mécanismes de coordination utilisés et le choix des modes de
gouvernance , THÈSE présentée comme exigence partielle du programme conjoint de doctorat en
administration Université DU Québec À Montréal, Janvier 2007 , P 44
14
Idem, P 43.
15
Commission Européenne, micro étude sur le partenariat public privé dans le secteur du transport,
Projet EuroMed Transport, 2008 www.euromedtransport.org, P.17. consulté le 30/05/2015.
16
Carlos, Oliveira Cruz , Rui Cunha Marques, “Contribution to the study of PPP arrangements in
airport development, management and operation”, Elsevier Transport Policy18(2011), P.392
17
Laurence Franc, « Le partenariat public-privé dans un écosystème concilié. KEELY et la
modernisation des aéroports valisiens » Management international, International Management,
Gestion International, vol. 16, n° 2, 2012, p. 86.
18
Richard LANTHIER, « Cours de formation en commercialisation et participation du secteur privé
(PSP) aéroportuaire : module 8 La participation du secteur privé dans les aéroports », programme
européen d’appui au secteur des transports, cours de 5 jours du 24 au 28 octobre 2010.
‫ الى منح امتياز من‬BOT ‫ عن طريق القطاع الخاص باستعمال‬2002 ‫لقد أدى فشل تمويل انشاء مطار الجزائر العاصمة في‬19
.‫ سنوات‬4 ‫قبل وزارة النقل لمؤسسة لمطار باريس من خالل عقد تسيير لمدة‬
20
ManujOhri, “discussion paper: airport privatization in India”, Springer Science + Business Media,
279–297, LLC 2009.
21
Laurence FRANK, op.cit, P169.
22
Morris Robert Bosin, Government-Wide Management Reforms : Vision, Obstacles, Remedies,
International Journal of Applied Public Sector Management Volume 1 Issue 3, 1 19.
www.managementjournals.com, consulté le 19/10/2015.
23
Nicole Adler , Xiaowen Fu, Tae H. Oum, Chunyan Yu, “Air transport liberalization and airport
slot allocation: The case of the Northeast Asian transport market”, Transportation Research Part A
62 (2014), P.17.
24
Steven Craig, James Airola & Manzur Tipu, The Effect of Institutional Form on Airport
Governance Efficiency, Nov. 2005.
25
N. Halpern, et R. Pagliari, « Governance Structures and the Market Orientation of Airports in
Europe’s Peripheral Areas », Journal of Air Transport Management, Vol. 13, No 6, 2007, p. 376.
80
‫ دراسة حالة مطارات الجزائر‬: ‫الحوكمة في املطارات‬

26
R T. OUM op.cit., P51.
27
Manuj Ohri, op.cit., 280.
28
Hsu-Hao Yang, “Measuring the efficiencies of Asia–Pacific international airports – Parametric
and non-parametric evidence”, Elsevier Computers & Industrial Engineering 59 (2010) 697–702.
29
Mohamed Laaroussi, les aspects multidimensionnels de la complémentarité existant entre la
gestion des aéroports marocains et la RAM, université de Perpignan, 2009.
30
A. Assaf, The cost efficiency of Australian airports post privatization: A Bayesian methodology,
Elsevier: Tourism Management 31 (2010) 267–273
31 Hans-Arthur Vogel, “Do privatized airports add financial value? “, Elsevier Research in
Transportation Business & Management 1 (2011) 15–24.
32
Ming Hsin Lin, Airport privatization in congested hub–spoke networks, Transportation Research
Part B 54 (2013) 51–67
33
Jia Yan, Clifford Winston, “Can private airport competition improve runway pricing? The case of
San Francisco Bay area airports”, Journal of Public Economics 115 (2014) 146–157
34
Nicole Adler , Vanessa Liebert, Joint impact of competition, ownership form and economic
regulation on airport performance and pricing, Transportation Research Part A 64 (2014) 92–109
35
Javier Romero, Juan Lafont, Javier Tafur, Santos Eguren, Performance and value creation at
United Kingdom's airports using fsQCA, Journal of Business Research 69 (2016) 1442–1445.
36
Cahill Catriona, Palcic Donal, Reeves Eoin, commercialization and airport performance: the case
of Ireland’s DAA, Journal of Air Transport Management vol 59, 2017, p.155-163.
37
Allison Padova, Réformes de la gouvernance au Canada et à l’étranger, bibliothèque du
Parlement, septembre 2007, P.28.
38
Le Décret exécutif n° 89-165 du 29 août 1989 fixe les attributions du ministre des transports.
39
Mohamed AKACEM, Brahim HADADENE, Organisation du système aéroportuaire en Algérie,
Prévision de trafics et planification des infrastructures aéroportuaires: Expériences en Méditerranée
Occidentale, 2004, P1. www.cetmo.org/pdf/gtmo_planaer_algerie.pdf, téléchargé le 12/03/2011.
40
BENCHEMAM Messaoud, Législation Et Réglementation Algériennes, Euromed Aviation
Working Group, BRUXELLES, 25 Avril 2012, P21.
41
Eddy Declercq, Rapport 3 : Les Variables Stratégiques, actualisation du plan national du transport,
programme européen d’appui aux transport en Algérie, 11/04/2011., P48
42
Loi n° 15-14 du 28 Ramadhan 1436 correspondant au 15 juillet 2015 modifiant et complétant la
loi n° 98-06 du 3 Rabie El Aouel 1419 correspondant au 27 juin 1998 fixant les règles générales
relatives à l’aviation civile
43
Eddy Declercq, op.cit.,P18.
44
Idem, P76.
45
Richard Lanthier , projet de rapport de mission expert court terme plan sous-sectoriel :
coordination des activités, validation d’études récentes, actualisation du schéma directeur
aéroportuaire, feuille de route du secteur, programme d’appui au secteur des transports, 31 janvier
2009, P.19.
46
Idem, P.20.
47
Stéphane BRETON, « Cours de formation en commercialisation et participation du secteur privé
(PSP) aéroportuaire : module 10 Autres sources de revenus», programme européen d’appui au
secteur des transports, cours de 5 jours du 24 au 28 octobre 2010, P23.

81

You might also like