You are on page 1of 9

‫المقدمة‬

‫عاشت الجزائر خالل فترات متعاقبة من التاريخ‪ ،‬ظروف خاصة وأحداث ساهمت في‬
‫تشكيل خصوصيات ثقافية مشتركة بين المجموعات السكانية‪ ،‬تبرز فيه عناص((ر قوي((ة غالب((ة‬
‫تتمثل في دين اإلسالم‪ ،‬اللغة العربية‪ ،‬والثقافة الأمازيغية‪ ،‬إال أن هذا ال ينفي وجود اختالف((ات‬
‫ثقافية فرعية‪ ،‬تختلف من منطقة إلى أخرى ومن جماعة أثنية إلى أخرى كذلك‪ ،‬وهذا م((ا م((يز‬
‫المجتم((ع الجزائ((ري عش((ية االحتالل الفرنس((ي للجزائ((ر‪ .‬إال أن الس((لطات االس((تعمارية عن((د‬
‫دخولها للجزائر سعت إللحاقها بفرنسا أرضا وشعبا‪ ،‬ومح((و مقوم((ات الشخص((ية الجزائري((ة‪،‬‬
‫وقد استعانت بترسانة من القوانين واإلجراءات والسياسات‪ ،‬التي تميزت بقس((وتها وبش((اعتها‪،‬‬
‫مورست دون رحمة على الجزائريين الذين لم يدخروا جه(دا من اج(ل مقاوم(ة االس(تعمار في‬
‫شقه الثقافي واالستيطاني‪ ،‬من خالل مقاومات شعبية‪ ،‬وجهود فردية وجماعية إص((الحية‪ ،‬في‬
‫إطار الحركة الوطنية‪ ،‬من أج((ل ش((ق طري((ق االس((تقالل ال((ذي تحق((ق في األخ((ير‪ ،‬بتض((حيات‬
‫جبارة وكفاح مستميت قادته جبهة التحري((ر الوط((ني ال((تي جمعت مختل((ف أطي((اف ومكون((ات‬
‫الشعب الجزائري المقاوم‪.‬‬
‫إال أن تلك السياسات االستعمارية خاصة فيما يتعلق بالجانب الروحي والثقافي‪ ،‬تركت‬
‫بعض اآلثار و السلوكات واألنماط الثقافية الغريبة والدخيلة على المجتم((ع الجزائ((ري‪ ،‬وذل((ك‬
‫نتيجة للتأثر بالثقافة الفرنسية‪ ،‬احتكاكا ومعايشة أو تعلما وتلقينا‪ ،‬وقد زاد هذا من ح((دة التب((اين‬
‫الثقافي في المجتمع‪ ،‬بل أصبح يشكل تهدي(دا لألمن الهوي(اتي في الجزائ(ر‪ ،‬ب(ل أك(ثر من ذل(ك‬
‫فه((و ق((د يص((ل إلى ح((د تهدي((د وح((دة وأمن البالد‪ .‬وه((ذا يط((رح التس((اؤل إلى أي م((دى خلفت‬
‫السياس((ات الفرنس((ية اآلث((ار الكفيل((ة بتهدي((د األمن في الجزائ((ر؟ وم((ا هي أهم التح((ديات ال((تي‬
‫واجهتها الجزائر في هذا اإلطار ؟‬
‫قمنا بتقسيم البحث وهيكلته وفق الخطة التالية‪:‬‬
‫المقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬السياسة الفرنسية في الجزائر‬
‫المطلب األول‪ :‬السياسة االستعمارية الفرنسية في مواجهة الهوية الجزائرية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬السياسات الفرنسية المتبعة الموجهة لطمس الهوية الجزائرية‬
‫الفرع األول‪ :‬سياسة الفرنسة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سياسة التنصير‬
‫الفرع الثالث‪ :‬محاربة وتشويه الثقافة العربية واإلسالمية‬
‫الفرع الرابع‪ :‬سياسة التجنيس واإلدماج‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االنعكاسات السياسة الفرنسية على أوضاع الجزائريين‬
‫المطلب األول‪ :‬الحالة السوسيو‪ -‬ثقافية للمجتمع الجزائري‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انعكاساتها على الوضعية االقتصادية‬
‫الخاتمة‬
‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬السياسة الفرنسية في الجزائر‬

‫المطلب األول‪ :‬السياسة االستعمارية الفرنسية في مواجهة الهوية الجزائرية‬

‫كان سعي فرنسا الحتالل الجزائر قب((ل س((نة الجزائ((ر في ي((د االحتالل الفرنس((ي ال((ذي‬
‫أستعمل أبشع الط((رق واألس((اليب الوحش((ية االس((تعمارية للقض((اء على أي مقاوم((ة وإخض((اع‬
‫السكان وسلب األراضي( والممتلكات‪ ،‬مما أدى إلى إضعاف الجبه((ة االجتماعي((ة وتفق((ير ع((دد‬
‫هائ((ل من الجزائ((ريين مادي((ا ومعنوي((ا‪ ،‬زي((ادة على موج((ات المجاع((ة والمج((ازر الجماعي((ة‪،‬‬
‫والقوانين اإلستثنائية‪ ،‬وقمع الحريات‪ ،‬والتجهيل‪ ،‬نجم عن كل هذا القضاء على مئ((ات اآلالف‬
‫من الجزائ((ريين‪ 1‬بحيث رأى اغلب رج((ال االس((تعمار الفرنس((ي من الم((ؤرخين والب((احثين‬
‫والعسكريين‪ ،‬أن إخماد أشكال المقاومة ال تتم إال عبر القض((اء على الشخص((ية الجزائري((ة في‬
‫نفوس األف((راد‪ ،‬متمثل((ة في مختل((ف أش((كال الثقاف((ة‪ ،‬والت((اريخ‪ ،‬واللغ((ة العربي((ة ودين اإلس((الم‬
‫باعتباره((ا تمث((ل مقوم((ات الهوي((ة الجزائري((ة ال((تي تنمي اإلحس((اس بالوح((دة وتش((كيل ال((وعي‬
‫بوجود األمة الواحدة التي تشترك في هذه وما يقص((د هن((ا ه((و كم((ا أك((ده الهرماس((ي‪ ،‬بوج((ود‬
‫هويات فرعية ضمن الهوية ‪.21‬المقومات المشتركة لألمة الواحدة ال تمثل تهديدا على وحدتها‬
‫وانسجامها‪ ،‬بل أن ذلك يعتبر عاديا كإختالف خصوص((يات األف((راد ض((من الجماع((ة الواح((دة‬
‫التي تمثل اشتراكهم في سمات مشتركة‪ ،‬وعلي((ه ف((إن ه((ذه الهوي((ات الفرعي((ة هي ال((تي تمثله((ا‬
‫المجموعات الثقافية في المجتمع الواحد‪ ،‬تبرز فروق((ات ثقافي((ة بينهم ‪.‬فوج((ود هوي((ات فرعي((ة‬
‫ضمن هوية األمة ش((يء ط((بيعي وص((حي‪ ،‬إال إذا ت((دخلت ق((وى سياس((ية وأجنبي((ة في تحري((ك‬
‫وتغذية هذه الفروقات الثقافية‪ ،‬لتصبح تهدد تماسك المجتمع ووحدته‪ ،‬وتتطور مطالبها إلى حد‬
‫المطالبة باالنفصال عن فالحالة االس((تعمارية في المغ((رب الع((ربي تم((يزت عن نظيرته((ا في‬
‫المشرق‪ .3‬المجتمع والدول(ة الع(ربي باس(تهدافها تحدي(دا ألش(كال الهوي(ة ومكوناته(ا‪ ،‬وتمزي(ق‬
‫النسج وتحييد البنى التقليدية التي ك((انت أس((اس لحم((ة المجتم((ع‪ ،‬وأيض((ا تعم((د االس((تعمار إلى‬
‫إحداث عدة انقسامات في المجتمع ادى بدوره إلى إفراز انقساما فيما بع((د على مس((توى البني((ة‬
‫الهوياتية للمجتمع‪ 4 .‬لقد ساهمت السياسة االس(تعمارية ال(تي اتبعته(ا فرنس(ا الى ح(د كب(ير في‬
‫تشويه هوية الشعب الجزائري عبر سياسات وإجراءات وق((وانين‪ ،‬ك((ان اله((دف منه((ا القض((اء‬
‫على اللغة العربية وال(دين اإلس(المي‪ ،‬والفرنس(ة‪ ،‬أي اإللح(اق بالثقاف(ة الفرنس(ية‪ ،‬والتنص(ير‪،‬‬
‫والعمل على افتعال النعرات والفتن بين أفراد الشعب الواحد عمال بسياسة فرق تس((د‪ ،‬إض((افة‬
‫إلى تطبيق سياسات ثقافية متعددة األشكال أثرت في البنى الثقافية فيما يتعلق بالجوانب المادية‬
‫ك((العمران والفن((ون وطب((ائع العيش‪ ،‬وأيض((ا الج((وانب المعنوي((ة الالمادي((ة كاللغ((ة‪ ،‬وال((دين‬
‫والعادات والتقاليد ومختلف السلوكات واألنماط‪.‬‬

‫‪ 1‬صالح عوض‪ ،‬معركة اإلسالم والصليبية في الجزائر من سنة ‪ 1830‬الى سنة ‪( .1962‬الجزائر‪ :‬مطبعة دحلب ب‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫‪: 2‬بشير بالح‪ ،‬تاريخ الجزائر المعاصر‪،‬من ‪ 1830‬الى ‪( 1939‬الجزائر‪ -‬دار المعرفة‪ ،)2006 ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 3‬محمد صالح الهرماسي‪ ،‬مقاربة في إشكالية الهوية ‪:‬المغرب العربي المعاصر( ‪.‬دمشق ‪:‬دار الفكر‪ ،) 2001 ،‬ص‪25‬‬
‫‪ 4‬حامي حسان‪ ،‬األزمة الهوياتية في المجتمع الجزائري بين التنازع اإليديولوجي والتوظيف السياسي‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واإلجماعية العدد‪،) 29‬‬
‫(جامعة مسيلة‪ ،‬جوان ‪ ) 2017‬ص ‪.55‬‬
‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬السياسة الفرنسية في الجزائر‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السياسات الفرنسية المتبعة الموجهة لطمس الهوية الجزائرية‬

‫ومن أهم السياس((ات الفرنس(ية المتبع(ة الموجه((ة لطمس الهوي(ة الجزائري(ة‪ ،‬وتحقي((ق اإلدم((اج‬
‫الثقافي بمحو مقومات الشخصية الجزائرية‪:‬‬
‫‪ .1‬سياسة الفرنسة‪ :‬ويقصد بها نشر الثقافة الفرنسية وإحالل اللغة الفرنس((ية مح((ل اللغ((ة‬
‫العربية في جميع مناحي الحياة االجتماعية‪ ،‬من أج((ل قط((ع ص((لة المجتم((ع الجزائ((ري‬
‫بتاريخه وثقافته العربية اإلسالمية‪ ،‬والذوبان في بوتقة األمة الفرنس((ية‪ ،‬وإنت((اج أجي((ال‬
‫ممسوخة ال تعرف عن تاريخه((ا وثقافته((ا ش((يئا‪ ،‬وق((د فرض((ت الس((لطات االس((تعمارية‬
‫إجبارية التعليم في مؤسسات التعليم الفرنسية‪ ،‬وفق مناهج فرنسية ترك((ز على ت((دريس‬
‫تاريخ وجغرافية فرنسا وعدم الخوض في تاريخ الجزائر وجغرافيتها‪ ،‬وه((ذا من أج((ل‬
‫زرع القيم الفرنس((ية ل((دى الجزائ((ريين‪ ،‬وقط((ع ارتب((اط بماض((يهم وحض((ارتهم ‪.‬فق((د‬
‫أص((بحت اللغ((ة العربي((ة وف((ق ه((ذه السياس((ة لغ((ة أجنبية في الجزائ((ر‪ ،‬خاص((ة عن((دما‬
‫فرضت الفرنسية في المحيط االجتماعي وفي مختلف الهيئ((ات والمؤسس((ات واإلدارة‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ووسائل اإلعالم‪ ،‬ومختلف المعامالت‪.‬‬
‫‪ .2‬سياس ة التنص ير‪ :‬وهو محاول((ة إحالل الديان((ة المس((يحية مح((ل الديان((ة اإلس((المية في‬
‫الجزائر‪ ،‬لتمسيح الجزائريين كي يس((هل إدم((اجهم بفرنس((ا‪ ،‬عن طري((ق التض((ييق على‬
‫الدين اإلسالمي ومؤسساته‪ ،‬بالقوانين واإلجراءات التعسفية‪ ،‬ومصادرة األوقاف ال((تي‬
‫ك((ان يم((ول منه((ا‪ ،‬والتض((ييق على الش((يوﺥ واألئم((ة ورج((ال ال((دين وطلبتهم‪ ،‬وبغل((ق‬
‫المساجد والكتاتيب والمدارس( القرآنية ومصادرتها‪ ،‬إضافة الى ما هو أهم فتح المجال‬
‫أمام المبشرين من أجل تنصير اكبر عدد من الجزائريين وأبن((ائهم‪ ،‬واألطف((ال اليت((امى‬
‫مشردين‪ ،‬وهذا بإغرائهم بمساعدات اقتصادية للفقراء والمحت((اجين الذين انهكهم الفق((ر‬
‫والج((وع من ج((راء سياس((ة المس((تعمر‪ ،‬أو بمحاول((ة تض((ليلهم وتش((كيكهم في عقائ((دهم‬
‫وهويتهم‪ ،‬بالخصوص في المناطق التي يحمل سكانها ثقاف((ات بعي((دة نس((بيا عن الثقاف((ة‬
‫العربي((ة‪ ،‬مث((ل منطق((ة القبائ((ل ال((تي اري((د فيه((ا نشر أك((اذيب تاريخي((ة كي ليس((هل دمج‬
‫‪6‬‬
‫سكانه‪.‬‬
‫‪ .3‬محارب ة وتش ويه الثقاف ة العربي ة واإلس المية‪ :‬اس((تهدف االس((تعمار الفرنس((ي في‬
‫الجزائر ثقاف((ة الش((عب ولغت((ه ودين((ه نجم عن ذل((ك أض((رار بالغ((ة‪ ،‬أث((رت في األجي((ال‬
‫المتعاقبة وفي البنى الثقافية وأنماط الحياة االجتماعية وتركت أيض((ا بص((مات مش((وهة‬
‫في ثقافة المجموعات السكانية بشكل نسبي ومتب((اين‪ ،‬أص((بح يش((كل تهدي((دا على األمن‬
‫‪7‬‬
‫الهوياتي في الجزائر‪.‬‬

‫‪ 5‬بشير بالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪152‬‬


‫‪6‬‬
‫? عثمان سعدي‪ ،‬الجزائر في التاريخ( ‪.‬الجزائر ‪:‬دار األمة ‪ ،)2013‬ص ‪636‬‬
‫‪ 7‬صالح عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪212‬‬
‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬السياسة الفرنسية في الجزائر‬

‫فبالنسبة الى اللغة العربية ال يخفى على الجميع انها كانت مس((تهدفة من قب((ل الس((لطات‬
‫اإلس((تعمارية‪ ،‬و بحيث أرادت ه((ذه األخ((يرة اض((عافها والتخلص منه((ا‪ ،‬فحش((دت له((ا‬
‫ترس((انة من اإلج((راءات التعس((فية والق((وانين القاس((ية لتتخلص منه((ا ومن مؤسس((اتها‬
‫تعليمها‪ ،‬بحيث قال الشيخ الفضيل الورثيالني في هذا الص((دد "ب((أن فتح مدرس((ة لتعليم‬
‫اللغة العربي(ة في الجزائ(ر ك(ان وال ي(زال في نظ(ر الفرنس(يس أخط(ر من فتح مص(نع‬
‫إلنتاج األسلحة والذخائر استعدادا لثورة وأخط((ر من فتح محشش((ة ي((دار فيه((ا األفي((ون‬
‫والكوكايين وبقية السموم‪ ،‬فقد ش((هدت المح((اكم الفرنس((ية في الجزائ((ر من((اظر مخجل((ة‬
‫يس((اق فيه((ا معلم العربي((ة وق((د أدى ه((ذا بفرنس((ا‪ 8".‬في م((وكب اللص((وص والقتل((ة‬
‫والمج((رمين‪ ،‬لمح((اكمتهم على ص((عيد واح((د إلى فرنس((ة التعليم في مختل((ف أط((واره‪،‬‬
‫وعمدت على تشويه وتحطيم اللغة العربي((ة‪ ،‬ألنه((ا كم((ا اص((درت فرنس((ا ع((دة ق((وانين‬
‫لمحاربة لغة القرآن ولسان األمة العربي((ة واالس((المية اللغ((ة العربي((ة تع((ددت على م((ر‬
‫السنين‪ ،‬زيادة على اضطهاد مدرسي ومعلمي اللغة العربية واالستيالء على مؤسساتها‬
‫التعليمية وتسخيرها في خدمة االستعمار‪ ،‬واتالف المكتبات والمخطوطات والسجالت‬
‫العربية‪ ،‬وقد نجم عن هذا اضعاف اللغة العربي((ة على حس((اب اللغ((ة الفرنس((ية وبعض‬
‫اللهجات المحلية واللغة الدارجة ‪.‬أما بالنسبة الى دين االسالم فقد تم تش((ويهه من خالل‬
‫تحكم فرنسا في تعيين رجال الدين الذين يبدون والء وإخالصا له((ا من رج((ال الط((رق‬
‫واألئم((ة والخطب((اء والمف((تين والمدرس((ين‪ ،‬كم((ا اس((تمالت الى ص((فها رج((ال الط((رق‬
‫المنح((رفين عن طري((ق االس((الم‪ ،‬بع((د ان اخض((عتهم عس((كريا وأخ((ذت تغ((دق عليهم‬
‫األم((وال ليقيم((وا (ال(((والئم )وس((خرت لهم وس((ائل االعالم لنش((ر نش((اطات ه((ؤالء‬
‫(الموصولين( باهلل)‪ ،‬كما استعملتهم في محارب((ة جمعي((ة العلم((اء ودعوته((ا اإلص((الحية‬
‫وك((ل العلم((اء المص((لحين‪ ،‬وعلي((ه فق((د ادى ذل((ك كل((ه الى انتش((ار أفك((ار الش((رك باهلل‬
‫واالستالب والشعوذة‪ ،‬كما قامت بافتعال الصراعات المذهبية عمال بسياسة فرق تس((د‬
‫‪9‬‬
‫بين أفراد الشعب المسلمين‪.‬‬
‫‪ .4‬سياس ة التج نيس واإلدم اج‪ :‬من خالل ه((ذه السياس((ة س((عت فرنس((ا ادم((اج الش((عب‬
‫الجزائ(((ري بفرنس(((ا وس(((لخ شخص(((يته الجزائري(((ة وس(((لب مقوماته(((ا من لغ(((ة ودين‬
‫وجنس ‪.‬ويع((ني باالدم((اج هن((ا "رب((ط الجزائ((ر اجتماعي((ا وسياس((يا واداري((ا بفرنس((ا‪،‬‬
‫وهضمها ثقافيا وروحيا ولغويا في القومية الفرنسية ‪ ".‬فيص((بح الجزائري((ون( يتمتع((ون‬
‫بنفس الحقوق والواجبات مع الفرنس((يين‪ ،‬ب((ل يص((بحون مواط((نين فرنس((يين يكتس((بون‬
‫‪10‬‬
‫الجنسية الفرنسية شرط التخلي عن هويتهم االسالمية‪.‬‬

‫‪ 8‬عثمان أمقران‪ ،‬نظرات فاحصة في كتاب الجزائر الثائرة‪ ،‬جريدة البصائر‪ ،‬العدد ‪( ،893‬الجزائر ‪ 15‬جانفي ‪)2018‬‬
‫‪ . 9‬صالح عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪211‬‬
‫‪ 10‬عثمان سعدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪624‬‬
‫‪4‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االنعكاسات السياسة الفرنسية على أوضاع الجزائريين‬

‫المطلب األول‪ :‬الحالة السوسيو‪ -‬ثقافية للمجتمع الجزائري‬


‫لكل مجتمع خصوصيات ومميزات تميزه‪ ،‬وعرقيات تمثله‪ ،‬وعلي((ه ف((أهم المجموع((ات‬
‫السكانية والعرقية التي كانت تمثل المجتم((ع الجزائ((ري عش((ية االحتالل الفرنس((ي له((ا‪ ،‬تمثلت‬
‫في سكان المدن والريف‪ ،‬ض((من خصوص((يات ثقافي((ة وأنم((اط للمعيش((ة وأس((لوب في الحي((اة‪،‬‬
‫تلتقي عند بعضها وتختلف في البعض اآلخر‪ ،‬إال أنها كانت تشكل ذلك االنسجام الملحوظ‪.‬‬
‫فقد كان ذلك التنوع ملحوظا في المدن أك((ثر من غيره((ا من األم((اكن األخ((رى‪ ،‬كونه((ا‬
‫المكان الذي يتجمع فيه السكان من مختل((ف المجموع((ات الطائفيـة ومهني((ة‪ ،‬وال((تي تتم((يز كل‬
‫مجموعة منها بمميزات وخصوصيات ثقافية ‪ ،‬فهذه المجموعات يمكن أن نجملها في‪:‬‬
‫المجموعة العثمانية‪ ،‬مجموعة "الكراغلة"‪ (،‬مجموعة "الحض((ر"البلدية"‪ ،‬مجموع((ات‬
‫"البرانية‪ ،‬أما بالنسبة للجماعات األجنبية‪ ،‬فكانت هنالك الجالية اليهودية ومجموعة "الدخالء‬
‫"وتتألف من التجار األجانب وقناصل الدول األوروبي((ة ‪،‬اليهودي((ة‪ .‬وأفـراد البعثـات الدينيـة‬
‫‪11‬‬
‫واإلرساليات التبشيرية واألسرى المسيحيين‪.‬‬
‫أما بالنسبة الى الريف‪ ،‬فالسكان هناك يمثل((ون غالبي((ة س((كان البالد ‪ %80‬من مجم((وع‬
‫سكان الجزائ((ر‪ ،‬وتختل((ف ع((اداتهم وتقالي((دهم وخصوص((ياتهم اذا ك((انت نس((بتهم تف((وق ‪%90‬‬
‫الثقافية من منطقة الى اخرى‪ ،‬وتتمثل تركيبتهم البش((رية من األج((واد ال((ذين ك((انت لهم س((لطة‬
‫قوية في مناطقهم‪ ،‬إضافة إلى المرابطين الذي كانت لهـــم رمـــزية ديني((ة ترتب (ط بالطرقي((ة‪،‬‬
‫وهناك "قبائل المخزن" التي تقوم بمهـام وأعمـال فالحية وعسكرية وإدارية التي كانت تمث((ل‬
‫حلقة االتصـال بـين األريـاف والمـدن ‪.‬وهناك أيض((ا قبائـل "الرعي((ة وتعام((ل ع((ادة بأس((لوب‬
‫القسوة ‪ ،‬تخضع لسلطة "البايات "عن طريق "القياد "والشيوﺥ ه((ذا م((ا ي((بين التم (ايز الكب((ير‬
‫بين طبيع((ة االض((طهاد‪ ،‬خاص((ة في اس((تخالص الض((رائب الري((ف والمدين((ة ومكانته((ا ل((دى‬
‫السلطات التركية والحكام العثمانيين‪ ،‬وانعكاس ذلك بين سكان الجزائر من مختل((ف األطي((اف‬
‫‪12‬‬
‫واألجناس‪.‬‬
‫أما فيما يخص الحياة الثقافي((ة قب((ل االحتالل الفرنس((ي للجزائ((ر فك((انت تتم((يز ب((التنوع‬
‫الثق(افي ال((ذي يش((مل مختل(ف الطب(ائع والرم(وز والفن((ون والع(ادات والتقالي(د وأنم(اط العيش‪،‬‬
‫ويطبع كل هذا الطابع االسالمي‪ ،‬الذي يربط بين مختلف مكونات المجتمع الجزائ((ري ويعم((ل‬
‫على صهرهم‪ ،‬ويزرع فيهم الشعور باالنتماء إلى بلد واحد وأم((ة واح((دة ‪ .‬فالط((ابع اإلس((المي‬
‫للثقافة ال يقصد به المحتوى الديني فيها فقط‪ ،‬بل المقصود أيض((ا ه((و ‪2‬المحت((وى الحض((اري‬
‫بما فيه من تعليم وتنظيم ثقافي وقضائي وعالقات اجتماعية وفكرية‪ ،‬وهذا إلنتش((ار الم((دارس‬
‫والزوايا والمساجد والكتاتيب القرآنية‪ ،‬في كل ربوع الوطن وال((تي ك((انت عربي((ة‪ ،‬تتكف((ل به((ا‬
‫المؤسسات الخيرية والصدقات واألوقاف والنفقات الخاصة لألفراد‪ ،‬فك((ان نظ((ام األوق((اف ق((د‬

‫‪ ? 11‬بشير فايد‪ ،‬قضايا العرب والمسلمين في آثار الشيخ البشير اإلبراهيمي واألمير شكيب أرسالن‪ ،‬دراسة تاريخية‪ ،‬رسالة دكتوراه في التاريخ‬
‫المعاصر‪( ،‬جامعة قسنطينة‪ )2010 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 12‬بشير فايد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪43‬‬
‫‪5‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االنعكاسات السياسة الفرنسية على أوضاع الجزائريين‬

‫أوجد نوعا من الوحدة الثقافية في الجزائر‪ ،‬كونه المورد األساسي للمدارس( القرآني(ة والزواي(ا‬
‫والمعاهد والمساجد والمحاكم لق((د ك((انت اللغ((ة الرس((مية في الدول((ة هي اللغ((ة العثماني((ة بحيث‬
‫يعتمد عليها رجال االدارة والجيش العثماني‪ ،‬أما اللغ((ة العربي((ة الفص((حى فك((انت أيض((ا قوي((ة‬
‫تنتشر بين أوساط اهل العلم والمثقفين‪ ،‬أم((ا في األوس((اط الش((عبية خ((ارج الم((دن الك((برى نج((د‬
‫انتشار اللغة الدارجة واللغة األمازيغية التي يعتم((د عليه((ا في المن((اطق القبائلي((ة‪ ،‬ولغ((ة العم((ل‬
‫‪13‬‬
‫التي تدعى "فرانكو أو سابير "وهي خليط من العربية واالسبانية والتركية وااليطالية‪.‬‬
‫أما بالنسبة ألشكال وعناصر الثقافية األخرى‪ ،‬التي كانت س((ائدة ل((دى الس((كان في تل((ك‬
‫الفترة‪ ،‬فنجدها تتباين وتختلف باختالف المجموع((ات الس((كانية والمن((اطق والمناس((بات‪ ،‬فمثال‬
‫نجد أن اللباس والعادات والتقاليد وكل أشكال الفن والس(لوكيات‪ ،‬ق(د ت(أثرت بالثقاف(ة العثماني(ة‬
‫إلى حد كب(ير خصوص(ا في الم(دن‪ ،‬أم(ا في الري(ف فنج(د الثقاف(ات المحلي(ة هي الغالب(ة‪ ،‬وق(د‬
‫تأثرت في ذاتها وتشكلت بعوامل ثقافية أخرى تاريخية وبيئية ‪.‬وهذا ينطبق على كل االش((كال‬
‫والعناصر الثقافية األخ(رى بم(ا فيه(ا ثقاف(ة الم((رأة‪ ،‬وال(زواج واألعي((اد ومختل((ف المناس((بات‪،‬‬
‫وأنماط الس((لوط كاألك((ل والبن(اء والعم(ران‪ ،‬والعالق((ات بين األف(راد ض((من نط(اق األس((رة أو‬
‫المجتمع‪ .‬أما بخصوص الدين فإن مختلف مكونات الشعب الجزائري كانوا على دين االسالم‪،‬‬
‫أم((ا العثم((انيين والكراغل((ة وبعض الحض((ر الواف((دين من االن((دلس فك((انوا يعتنق((ون الم((ذهب‬
‫الحنفي‪ ،‬إضافة إلى وجود أقلية يهودية ال تتعدى ‪ %1‬من مجموع الس((كان‪ ،‬تم((ارس ش((عائرها‬
‫بكل حرية‪ ،‬بحيث لها معابدها ومدارسها الخاص((ة تعلم فيه((ا اللغ((ة العبري((ة والت((وراة‪ (،‬وتحتكم‬
‫الى قضاتها الخاص(ين وهم األحب(ار‪ ،‬ورغم الع(دد القلي(ل من المس(يحيين إال أن(ه ك(انت توج(د‬
‫كن(((ائس أيض(((ا ب(((الجزائر‪ ،‬وك(((انوا يتح(((اكمون الى القنص(((ليات المس(((يحية الموج(((ودة في‬
‫الجزائر ‪.‬فعند دخول اإلحتالل الفرنسي للجزائر كان يوج((د في مدين((ة الجزائ((ر لوح((دها ‪106‬‬
‫مس((جدا منه((ا ‪ 92‬مالكي((ة و ‪ 14‬حنفي((ة‪ ،‬إض((افة إلى م((دارس لتعليم الق((رآن وتلقين ال((دروس‬
‫الدينية ‪.‬فق((د ك(ان التض((امن اإلس((المي بين الس(كان س((ائدا في المجتم(ع‪ ،‬وك(انت ك((ل ال(ديانات‬
‫‪14‬‬
‫تمارس بكل حرية‪.‬‬

‫مبارك بن محمد الهاللي الميلي‪ ،‬تاريخ الجزائر القديم والحديث‪( ،‬الجزائر مكتبة النهضة الجزائرية ب ت)‪ ،‬ص ‪317‬‬ ‫‪13‬‬

‫عمورة عمار‪ ،‬موجز في تاريخ الجزائر( ‪.‬الجزائر ‪:‬دار ريحانة‪ )2002،‬ص ‪109‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االنعكاسات السياسة الفرنسية على أوضاع الجزائريين‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انعكاساتها على الوضعية االقتصادية‬


‫على ال((رغم من ان الوثيق((ة ال((تي أمض((اها ال((داي حس(ين ودي بورم(ون عش((ية احتالل‬
‫مدينة الجزائر نصت الى اح((ترام مقوم((ات الش((عب الجزائ((ري‪ ،‬وبم((ا فيه((ا الحري((ات الفردي((ة‬
‫والممتلكات الخاصة‪ ،‬إال ان سلطات االحتالل الفرنسي اقدمت منذ االشهر االولى على اتخ((اذ‬
‫مجموع((ة من المراس((يم والق((وانين ال((تي ت((بيح بموجبه((ا االس((تيالء على األراض((ي الجزائري((ة‬
‫الزراعي((ة‪ ،‬وك((ان اخط((ر ه((ذه الق((وانين‪ :‬ق((انون المص((ادرة ال((ذي بموجب((ه تم االس((تيالء على‬
‫الهكتارات من األراضي‪ ،‬سواء كانت فردية او جماعية‪.‬‬
‫عم‪PP‬ل االس‪PP‬تعمار الفرنسي على إيج‪PP‬اد ش‪PP‬عب فرنسي ب‪PP‬الجزائر من خالل تش‪PP‬جيعه‬
‫لحركة االستيطان بعد مصادرة األراضي التي س‪PP‬هلت عملية إقامة الق‪PP‬رى الجدي‪PP‬دة في ش‪PP‬كل‬
‫مس‪PPP‬توطنات س‪PPP‬اعدت على اس‪PPP‬تغالل واس‪PPP‬تثمار األرض بما يخ‪PPP‬دم المص‪PPP‬لحة الفرنس‪PPP‬ية‬
‫والمستوطنين‪ .‬أما الشعب الجزائري (السكان األص‪PP‬ليين للبالد)‪ ،‬فقد أخض‪PP‬عته لمجموعة من‬
‫القوانين االستثنائية شديدة القسوة واالضطهاد (قانون األهالي)‪ ،‬وتجريده من المقومات‬
‫شخصيته وأرزاقه وممتلكاته‪ .‬وهدف ه‪PP‬ذا لتض‪PP‬ييع الجزائ‪PP‬ري لهويته ألن الجزائر أص‪PP‬بحت‬
‫قطعة فرنسية وتجريده من كافة الحقوق التي يتمتع بها المواطن الفرنسي ألن الق‪PP‬وانين ال‪PP‬تي‬
‫صدرت في حقه التسمح له بحق المواطنة إال إذا تخلى عن أحواله الشخصية‪ 15.‬‬
‫وهكذا أصبح متشردو أوروبا وص‪PP‬عاليكها الواف‪PP‬دين على الجزائر يتمتع‪PP‬ون فيها بحق‬
‫المواطنة الفرنسية‪ ،‬وأدمجت معهم ثلة من اليهود المتجنس‪PP‬ين وفق ‪P‬ا لق‪PP‬رار كريميو ‪1870‬م‪،‬‬
‫ومعهم مجموعة التتجاوز ‪ 25000‬جزائري من الذين تبرعت عليهم بحق التصويت‪ P،‬ألنهم‬
‫متعلمون أومتعاونون مع أجهزة االحتالل وأطلقت عليهم صفة النخبة‪.‬‬
‫انتقلت العديد من األراضي إلى الفرنسيين تحت أسباب واهية‪ ،‬الجدول التالي يبين عدد ونسب األراضي الموزعة على المستوطنين‪:‬‬
‫األراضي الموزعة على المستوطنين‬ ‫الفترة الزمنية‬
‫‪ 42760‬هكتار‬ ‫‪1830-1850‬‬
‫‪ 184555‬هكتار‬ ‫‪1851-1860‬‬
‫‪ 73211‬هكتار‬ ‫‪1861-1870‬‬
‫‪300526‬‬ ‫المجموع‬
‫االستيطان الفرنسي في الجزائر‪( .‬المصدر‪) ar.m.wikipedia.org :‬‬

‫مرسوم ‪ 14‬جويلية ‪1865‬م‬ ‫‪15‬‬

‫‪7‬‬
‫الخاتمة‬
‫وفي األخ‪PP‬ير يمكن الق‪PP‬ول أن سياسة فرنسا االس‪PP‬تعمارية اس‪PP‬تهدفت طمس الشخص‪PP‬ية‬
‫الجزائرية وهوية الشعب وثقافته‪ ،‬وتفكيك تالحم مكوناته التي كانت منسجمة من قبل في اط‪PP‬ار‬
‫االمة الواح‪PP‬دة‪ ،‬من خالل تط‪PP‬بيق سياسة الفرنسة والتنص‪PP‬ير‪ P‬ومح‪PP‬اوالت التج‪PP‬نيس واإلدم‪PP‬اج‪،‬‬
‫وتش‪PP‬ويه الثقافة العربية االس‪PP‬المية ومحاولة خلق النع‪PP‬رات والفتن والتفريق بين أف‪PP‬راد الش‪PP‬عب‬
‫الواحد من خالل سياسة ف‪PP‬رق تس‪PP‬د‪ ،‬انعكس كل ه‪PP‬ذا بعد االس‪PP‬تقالل على المجتمع الجزائ‪PP‬ري‬
‫مخلفا آثار ثقافية سلبية وخطيرة تشكل تهدي‪PP‬دا لألمن الهوي‪PP‬اتي في الجزائ‪PP‬ر‪ ،‬خصوصا في ظل‬
‫وج‪PP‬ود تح‪PP‬ديات تعيق تحقيقه وتوف‪PP‬ير متطلب‪PP‬ات وح‪PP‬دة المجتمع وانس‪PP‬جامه ثقافيا والحف‪PP‬اظ على‬
‫ثقافته من االنحالل‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .1‬صالح عوض‪ ،‬معركة اإلسالم والصليبية في الجزائر من سنة ‪ 1830‬الى س نة ‪.1962‬‬
‫(الجزائر‪ P:‬مطبعة دحلب ب‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫‪ .2‬بشير بالح‪ ،‬تاريخ الجزائر المعاصر‪( ،‬الجزائر‪ -‬دار المعرفة‪ ،)2006 ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ .3‬محمد صالح الهرماس‪PP‬ي‪ ،‬مقاربة في إش كالية الهوية ‪:‬المغ رب الع ربي المعاصر(دمشق‪:‬‬
‫دار الفكر‪ ،) 2001 ،‬ص‪25‬‬
‫‪ .4‬ح‪PPP‬امي حس‪PPP‬ان‪ ،‬األزمة الهوياتية في المجتمع الجزائ ري بين التن ازع اإلي ديولوجي‬
‫والتوظيف السياسي‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واإلجماعية الع‪PP‬دد‪( ،) 29‬جامعة مس‪PP‬يلة‪ ،‬ج‪PP‬وان‬
‫‪ ) 2017‬ص ‪.55‬‬
‫‪ .5‬بشير بالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪152‬‬
‫‪ .6‬عثمان سعدي‪ ،‬الجزائر في التاريخ‪( .‬الجزائر ‪:‬دار األمة ‪ ،)2013‬ص ‪636‬‬
‫‪ .7‬صالح عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ .8‬عثمان أمقران‪ ،‬نظرات فاحصة في كتاب الجزائر الثائرة‪ ،‬جري‪PP‬دة البص‪PP‬ائر‪ ،‬الع‪PP‬دد ‪،893‬‬
‫(الجزائر ‪ 15‬جانفي ‪)2018‬‬
‫‪ .9‬صالح عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪211‬‬
‫‪ .10‬عثمان سعدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪624‬‬
‫‪ .11‬بشير فايد‪ ،‬قضايا العرب والمسلمين في آثار الشيخ البشير اإلب راهيمي واألم ير ش كيب‬
‫أرسالن‪ ،‬دراسة تاريخية‪ ،‬رسالة دكت‪PP‬وراه في الت‪PP‬اريخ المعاص‪PP‬ر‪( ،‬جامعة قس‪PP‬نطينة‪)2010 ،‬‬
‫ص ‪.37‬‬
‫‪ .12‬بشير فايد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪43‬‬
‫‪ .13‬مب‪PPP‬ارك بن محمد الهاللي الميلي‪ ،‬ت اريخ الجزائر الق ديم والح ديث‪( ،‬الجزائر مكتبة‬
‫النهضة الجزائرية ب ت)‪ ،‬ص ‪317‬‬
‫‪ .14‬عمورة عمار‪ ،‬موجز في تاريخ الجزائر( ‪.‬الجزائر ‪:‬دار ريحانة‪ )2002،‬ص ‪109‬‬
‫‪ .15‬مرسوم ‪ 14‬جويلية ‪1865‬م‬

‫‪9‬‬

You might also like