You are on page 1of 31

‫تعنى بشؤون التربية والتكوين واملجتمع تصدر بشراكة مع التضامن اجلامعي املغربي‬

‫> الثمن‪ 5 :‬دراهم‬ ‫> مدير النشر‪ :‬ابراهيم الباعمراني > العدد ‪ > 85‬دجنبر ‪2020‬‬

‫القانون اإلطار بني التجريد في املشروع وااللتباس في املفهوم‬

‫من أجل منوذج إرشادي للتوجيه يستجيب‬


‫ص ‪17‬‬
‫‪--------------‬‬
‫< تنويع صيغ وسياقات التعلم واحلاجة ملساءلة واقع‬
‫التكنوبيداغوجيا‪.‬‬

‫< دور املدرس «ة» في تدعيم حقوق اإلنسان‬

‫لتحديات األلفية الثالثة‬


‫ص ‪18‬‬
‫‪--------------‬‬
‫التعليم عن بعد على مشارف املستقبل‬
‫ص ‪19‬‬
‫‪--------------‬‬
‫التعليم عن بعد‪ :‬تأصيل للفهم أم ترويج للوهم؟!‬
‫ص ‪20‬‬
‫‪--------------‬‬
‫التعليم عن بعد‪ ،‬والتربية على القيم‬
‫ص ‪21‬‬
‫‪--------------‬‬
‫التعليم عن بعد وبعض متطلباته البيداغوجية والتربوية‬
‫ص ‪22‬‬
‫‪--------------‬‬
‫التعليم اإللكتروني املفتوح‪ ) :‬عن بعد( املاهية واألسس واألهداف و‬
‫األساليب‬
‫ص ‪23‬‬
‫‪--------------‬‬
‫مدرسة االمتحانات ورهان التعلم الذاتي في ظل منوذج التدريس‬
‫بالتناوب‬
‫ص ‪25‬‬
‫‪--------------‬‬
‫هل أعادت األزمة الوبائية ملؤسسة األسرة الوعي بدورها التربوي‬
‫والتعليمي؟‬
‫ص ‪26‬‬
‫‪--------------‬‬
‫»حتدي القراءة العربي « متيز املشروع‪ ،‬وطرق االشتغال‬
‫ص ‪27‬‬
‫‪--------------‬‬
‫القرارات التأديبية املدرسية آلية لتكريس أخالقيات املدرسة‬
‫ص ‪28‬‬
‫‪--------------‬‬
‫استشارات قانونية‬
‫ص ‪30‬‬
‫‪--------------‬‬

‫‪--------------‬‬
‫ألول مرة ‪ ،‬في مدارسنا أطر للدعم االجتماعي والنفسي‬
‫تصاحب التالميذ‬
‫< «إصالح منظومة التربية والتكوين التحوالت والرهانات»‬ ‫ص ‪10‬‬
‫موضوع إصدار جديد‬ ‫‪--------------‬‬
‫متطلبات إصالح شمولي وعميق ملنظومة التعليم‬ ‫اتفاقية شراكة بني مؤسسة محمد السادس للنهوض‬
‫باملغرب‬ ‫باألعمال االجتماعية للتربية والتكوين والتضامن‬
‫‪11‬‬ ‫اجلامعي املغربي‬ ‫رسالة التضامن اجلامعي املغربي مبناسبة اليوم العاملي‬
‫‪--------------‬‬ ‫ص‪4‬‬ ‫للمدرس» ة»‬
‫أهمية البحث العلمي بعد جائحة كوفيد‪19‬‬ ‫‪--------------‬‬ ‫ص‪2‬‬
‫ص ‪13‬‬ ‫تقييم بيداغوجي صحي للدخول املدرسي احلالي‬ ‫‪--------------‬‬
‫‪--------------‬‬ ‫ص‪5‬‬ ‫بيان التضامن اجلامعي املغربي حول الدخول املدرسي‬
‫< صدور «املرشد التضامني» للموسم الدراسي ‪2021/2020‬‬ ‫مرتكزات النهوض باملنظومة التربوية‬ ‫‪--------------‬‬ ‫احلالي‬
‫ص ‪31‬‬ ‫ص‪15‬‬ ‫الدخول املدرسي والبرتوكول الصحي‬ ‫ص‪3‬‬
‫‪--------------‬‬ ‫ص‪6‬‬ ‫‪--------------‬‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‬
‫أخبار‬

‫مبناسبة اليوم العاملي للمدرس (ة)‪ ،‬وجه التضامن اجلامعي املغربي رسالة إلى الهيئة التعليمية حتت شعار‪:‬‬
‫«إصالح منظومة التربية والتكوين ودعم البحث العلمي رهان وطني لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬ومواجهة التحديات املستقبلية»‬
‫يحل الدخول املدرسي ‪ 2020-2021‬في سياق أوضاع استثنائية يجتازها العالم‪ ،‬ومن ضمنه املغرب‪ ،‬جراء تفشي‬
‫فيروس كورونا املستجد وانعكاساته على جميع املستويات االقتصادية والسياسية واالجتماعية والتعليمية والنفسية‪،‬‬
‫وفي هذا السياق اصدر التضامن اجلامعي املغربي رسالته مبناسبة اليوم العاملي للمدرس»ة» ودعا أجهزته اإلقليمية‬
‫إلى اختيار الصيغ املناسبة لالحتفال كعادتها بهذا اليوم مع اعتماد االحترازات الصحية املعمول بها لضمان سالمة‬
‫الهيئة التعليمية ‪ ،‬ونورد فيما يلي نص الرسالة ‪:‬‬

‫على التكوين األساس واملستمر؛ لذا‪ ،‬أصبحا ضرورة‬ ‫اإلطار‪ ،‬العقد التربوي الذي يلزم الدولة بتفعيله‪ ،‬ويتطلب‬ ‫«يخلد التضامن اجلامعي املغربي اليوم العاملي للمدرس‪/‬‬
‫ملحة وليس ترفا‪ ،‬واحلاجة إليه ملحة‪ ،‬سواء في األوضاع‬ ‫تعبئة وطني ًة حقيقية مجتمعية ينخرط فيها جميع الفاعلني‬ ‫ة حتت شعار‪« :‬إصالح منظومة التربية والتكوين ودعم‬
‫العادية‪ ،‬أو في حاالت الظروف االستثنائية والقوة القاهرة‬ ‫ونقابات وأطر تربوية‬
‫ٍ‬ ‫وأحزاب‬
‫ٍ‬ ‫حكومة‬
‫ٍ‬ ‫بدون استثناء؛ من‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬رهان وطني لتحقيق التنمية املستدامة‬
‫التي متنع املتعلمني والطالب من التعليم احلضوري‪،‬‬ ‫ومجتمع‬
‫ٍ‬ ‫وقطاع خاص‪،‬‬‫ٍ‬ ‫وإدارية معنية بتنفيذ اإلصالح‪،‬‬ ‫ومواجهة التحديات املستقبلية» في ظرفية استثنائية مير‬
‫وحتول دون أداء اإلدارة التربوية الورقية مهامها ‪.‬‬ ‫ونسيج ُأ ِ‬
‫سري‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مدني‬ ‫منها العالم ومن ضمنه املغرب؛ بسبب جائحة كورونا‪،‬‬
‫• يدعو إلى إعادة النظر في املقاربات البيداغوجية‬ ‫• يعتبر أن إصالح منظومة التربية والتكوين رهان‬ ‫التي كانت لها تداعيات على منظومة التربية والتكوين‪،‬‬
‫وفلسفة التربية‪ ،‬باالجتاه نحو تنمية الوعي واالرتقاء‬ ‫وطني‪ ،‬ينبغي أن يوضع في صلب األمنوذج التنموي‬ ‫مما اضطرت معه الوزارة إلى توقيف الدراسة انطالقا من‬
‫بأفراد املجتمع‪ ،‬ببذل اجلهد الكلي في التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫اجلديد؛ إذ ال تنمية حقيقية بدون إصالح التعليم الذي هو‬ ‫يوم االثنني ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬بجميع املؤسسات التعليمية‪،‬‬
‫فأزمة «كورونا»‪ ،‬أبانت أن الشعوب الواعية واملجتمعات‬ ‫منطلق كل اإلصالحات في امليادين السياسية واالقتصادية‬ ‫ومؤسسات التكوين املهني واملؤسسات اجلامعية؛ سواء‬
‫املنضبطة قيميا هي القادرة على تخطي األزمات‪ ،‬وليس‬ ‫واالجتماعية والثقافية والبيئية‪.‬‬ ‫منها العمومية أو اخلصوصية‪ ،‬داعية األطر التربوية‬
‫املجتمعات املتقدمة اقتصاديا والفقيرة قيميا ‪.‬‬ ‫• يؤكد ضرورة الرهان على التربية والتعليم؛ باعتباره‬ ‫واإلدارية إلى اعتماد التعليم الرقمي عن بعد‪ ،‬من أجل‬
‫• يؤكد ضرورة تخويل إصالح التعليم بالوسط‬ ‫السبيل نحو تنمية احلس الوطني‪ ،‬وتقوية الوعي الفكري‬ ‫ضمان االستمرارية البيداغوجية؛ عن طريق كل ما‬
‫القروي واملناطق الهشة متييزا إيجابيا‪ ،‬واعتباره أولوية‬ ‫واألخالقي والبيئي لدى األجيال الناشئة؛إذ بدون ذلك‪،‬‬ ‫ميكن توفيره من موارد رقمية وسمعية بصرية وحقائب‬
‫وطنية تتطلب إصالحا جذريا‪ ،‬وتعبئة كافة القطاعات‬ ‫لن نستطيع بناء مجتمع متماسك‪ ،‬قادر على مواجهة‬ ‫بيداغوجية‪ ،‬بهدف متكني املتعلمات واملتعلمني والطلبة‪،‬‬
‫ملعاجلة اختالالته البنيوية‪ ،‬وتعزيز برامج للدعم املادي‬ ‫التحديات املتوقعة وغير املتوقعة‪ .‬فاجلهل بأشكاله‬ ‫من االستمرار في التحصيل الدراسي‪ .‬وقد واجهت األطر‬
‫واالجتماعي والنفسي لألسر في وضعية هشة وتعميمه؛‬ ‫وصيغه املجتمعية والسياسية (ال املعرفي وحده) أضحى‬ ‫التربوية واإلدارية هذا التحدي مبا لديهم من إمكانات‬
‫قصد متكني أبنائها وبناتها من االستمرار في متابعة‬ ‫العدو األول والعائق األساس ضد تكوين أبنائنا‪ ،‬وتأهيلهم‬ ‫ووسائل محدودة‪ ،‬باالنخراط مبسؤولية ووطنية في‬
‫الدراسة‪ ،‬وحتسني جودة التعلمات‪ ،‬حتقيقا ملدرسة‬ ‫نحو حسن العيش املشترك‪...‬‬ ‫التعليم الرقمي عن بعد‪ ،‬مركزيا وجهويا وإقليميا وعلى‬
‫اإلنصاف وتكافؤ الفرص‪.‬‬ ‫• يرى أن ال تنمية بدون إيالء البحث العلمي مكانة‬ ‫صعيد املؤسسات‪ ،‬وبذلت جهودا قيمة الستكمال املقررات‬
‫• يرى أن أزمة كورونا أنتجت خطابا حمائيا‪ ،‬وأبانت‬ ‫متييزية‪ ،‬وجعله أولوية حيوية للمجتمع؛ لكونه القاطرة‬ ‫الدراسية وإجناز أنشطة الدعم واملراجعة‪.‬‬
‫عن نزعات َت َو ُّحدِ ية لألمم‪ ،‬وهذا يعني التعويل على الذات‪،‬‬ ‫الفعلية للتنمية االقتصادية والصناعية واالجتماعية‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬واكب التضامن اجلامعي املغربي‬
‫ورفع اإلنتاجية واالكتفاء الذاتي؛ كما أبانت عن فاعلية‬ ‫والثقافية للمجتمع‪ ،‬وألن املستقبل‪ ،‬في بعده املرتبط‬ ‫بدوره عملية التعليم عن بعد حاثا األطر التربوية واإلدارية‬
‫الدول القادرة على اإلبداع واالبتكار والتكيف‪ ،‬وهو ما‬ ‫باألمن الوطني‪ ،‬مرتهن بسياسات تعليمية ناجعة؛ من‬ ‫على دعم الطلبة واملتعلمني‪ ،‬وتوجيههم إلى موارد التعلم‬
‫يعني التفكير في استراتيجيات للحفز‪ ،‬وسياسات لتشجيع‬ ‫خالل انخراط اجلامعة واملدرسة في القدرة على حتصني‬ ‫الرقمية‪ ،‬التي تعدها الوزارة الستدراك ما فاتهم‪ ،‬أو لتجاوز‬
‫االبتكار باالستثمار في العنصر البشري‪ ،‬واملدرسة‬ ‫املجتمع من التهديدات واملخاطر وحتقيق التنمية املنشودة‬ ‫تعثراتهم‪ ،‬ومنوها مبجهوداتهم في مجال إنتاج املوارد‬
‫العمومية‪ ،‬هي القادرة على خلق هذه القيم والنهوض‬ ‫‪.‬‬ ‫الرقمية لضمان استمرارية الدراسة عبر مواقع التواصل‬
‫بهذه املهمة‪.‬‬ ‫• يؤكد التضامن اجلامعي املغربي‪ ،‬أن املدرسة العمومية‬ ‫اإللكتروني والقنوات التلفزية‪.‬‬
‫أيتها املدرسات؛ أيها املدرسون‪ :‬‬ ‫وحها‬‫جتديد عميق وشامل في ُر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اليوم‪ ،‬لها حاجة في‬ ‫إال أن التضامن اجلامعي املغربي‪ ،‬يرى أن هذا التحول‬
‫إن التضامن اجلامعي املغربي‪ ،‬وهو يحتفي باليوم‬ ‫وأدائها ومناهجها وم َق َّرراتِ ها و َت َع ُّلماتِ ها‪ ،‬في ظل حتوالت‬ ‫املفاجئ في مجال توظيف التكنولوجيا احلديثة في‬
‫العاملي للمدرس‪/‬ة‪ ،‬يقدر جهود األطر التربوية واإلدارية‪،‬‬ ‫العصر‪ ،‬والتغيرات السوسيولوجية والثقافية والعلمية‬ ‫العملية التعليمية‪ ،‬لم تستفد منه فئة من متعلمي وطلبة‬
‫وتضحياتها حتت وطأة جائحة كورونا‪ ،‬إلى جانب األطر‬ ‫والتكنولوجية احلديثة؛ في أفق ِإرساء مدرسة مغربية‬ ‫املناطق الهشة‪ ،‬وساكنة البوادي واملناطق النائية‪ ،‬لعدم‬
‫الطبية والسلطات األمنية‪ ،‬من أجل أداء مهامها التربوية‬ ‫جديدة‪ ،‬مفتوحة أمام جميع املرتفقني‪ ،‬ومنفتحة على‬ ‫توفرهم على إمكانية التواصل في غياب الربط باألنترنيت‪،‬‬
‫والتكوينية‪ ،‬بالرغم من املخاطر احملدقة بها‪ ،‬كما يدعم‬ ‫العصر احلديث ومنجزاته العلمية والتقنية‪ ،‬ومس َت ْو ِعبة‬ ‫وأحيانا ضعف الصبيب واحلواسيب والهواتف الذكية‬
‫امللف املطلبي للهيأة التعليمية‪ ،‬الذي تدافع عنه النقابات‬ ‫للثقافة اإلنسانية وروح االبتكار وا ِإلبداع ‪.‬‬ ‫واللوحات اإللكترونية‪ ،‬مما يضرب في العمق مدرسة‬
‫التعليمية الشريكة؛ من خالل دعوة الدولة والوزارة‬ ‫• يرى ضرورة إعادة النظر في التصور احلالي للمدرسة‬ ‫اإلنصاف و تكافؤ الفرص‪.‬‬
‫الوصية إلى حتسني أوضاع الهيأة التعليمية املادية‬ ‫املغربية ‪ ،‬واستيعاب سيرورة التغيير الذي يعرفه العالم؛‬ ‫والتضامن اجلامعي املغربي‪ ،‬وهو يستحضر تداعيات‬
‫واالجتماعية باختالف فئاتها‪ ،‬وحفزها مبنظومة ترقية‬ ‫بالتوجه نحو مدرسة جديدة تدمج التعلم عن بعد‪ ،‬وتعتمد‬ ‫جائحة كورونا على املنظومة التربوية‪ ،‬ويستشرف‬
‫متميزة‪ ،‬وحتسني جودة تكوينها األساس‪ ،‬وإخضاعها‬ ‫وسائل ديداكتيكية جديدة‪ .‬فالتجديد البيداغوجي‪ ،‬بات‬ ‫املستقبل بتحدياته وحتوالته‪ ،‬فإنه يعلن للرأي العام‬
‫لتكوين مستمر خالل مزاولة عملها‪ ،‬ارتقاء مبهنة التدريس‬ ‫ضرورة حيوية‪ ،‬ورمبا يؤسس ملدرسة املستقبل التي‬ ‫الوطني وملنخرطيه ما يأتي‪:‬‬
‫وبجودة أداء املدرسة العمومية املؤهلة لإلسهام في حتقيق‬ ‫ستتجاوز مفهومي الفضاء الصفي وزمن التمدرس ‪.‬‬ ‫• يؤكد من جديد‪ ،‬ضرورة التعجيل بتقوية منظومتنا‬
‫التنمية املستدمية‪ ،‬وفق أمنوذج تنموي مغربي جديد‪.‬‬ ‫• أن واقع ممارسة التعليم عن بعد‪ ،‬يطرح على منظومة‬ ‫التربوية والتكوينية‪ ،‬من خالل إصالحها إصالحا جذريا‬
‫أيتها املدرسات؛ أيها املدرسون‪ :‬‬ ‫التربية والتكوين ببالدنا‪ ،‬ضرورة إدماج تكنولوجيا‬ ‫عميقا‪ ،‬يؤهل املغرب ملواجهة التحديات املستقبلية‬
‫مبناسبة اليوم العاملي للمدرس‪/‬ة‪ ،‬ندعوكم لاللتفاف‬ ‫املعلومات واالتصاالت للنهوض بجودة التعلمات وحتسني‬ ‫واالنخراط في التحوالت العاملية‪ ،‬واملساهمة في حتقيق‬
‫حول منظمتكم العتيدة إلعالء قيمة التضامن‪ ،‬والدفاع عن‬ ‫مردوديتها‪ ،‬وتنمية التعليم عن بعد وتطويره‪ ،‬ودعم التدبير‬ ‫التنمية املستدمية؛ انطالقا من الرؤية االستراتيجية‬
‫شرف املهنة وكرامة أسرة التعليم‪».‬‬ ‫اإلداري الرقمي‪ ،‬بتأهيل األطر التربوية اإلدارية اعتمادا‬ ‫لإلصالح التي ميتلكها املغرب‪ ،‬واملجسدة في القانون‬

‫مطبعة‪:‬‬ ‫ملف الصحافة‪:‬‬


‫ذ‪.‬عزيز التجيتي‬ ‫هيئة التحرير‪:‬‬ ‫@‪elbaamranibrahim‬‬
‫إيكوبرانت‬ ‫‪49‬ص‪06‬‬
‫‪ECOPRINT -‬‬ ‫‪menara.ma‬‬ ‫مدير النشر و التحرير‪:‬‬
‫ذ‪.‬محمد مكسي‬ ‫د‪.‬محمد عزيز الوكيلي‬
‫رقم اإليداع القانوني‪:‬‬ ‫الهاتف‪:‬‬ ‫إبراهيم الباعمراني‬
‫توزيع‪:‬‬ ‫ذ‪.‬امبارك مبركي‬
‫سابريس‬ ‫ذ‪.‬عبداجلليل باحدو‬ ‫‪0661195479‬‬
‫‪2007/0048‬‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‬
‫أخبار‬

‫التضامن اجلامعي املغربي يصدر بيانا حول الدخول املدرسي ‪2020-2021‬‬


‫ضرورة توفير ظروف السالمة وجودة التعليم وتكافؤ الفرص و توفير‬
‫كل مستلزمات البروتوكول الصحي في املؤسسات التعليمية‬
‫التعليمية في أكثر من جهة‪ ،‬والذي متثل في العنف‪،‬‬ ‫ووزارة التربية الوطنية إلى توفير كل مستلزمات‬ ‫«يحل الدخول املدرسي ‪ 2020-2021‬في سياق‬
‫بكل أنواعه‪ ،‬اللفظي واملادي والنفسي الذي تعرض‬ ‫البروتوكول الصحي في املؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫األوضاع االستثنائية التي يجتازها العالم‪ ،‬ومن‬
‫له أعضاء الهيأة التعليمية مبناسبة ممارسة‬ ‫وتوفير الظروف املالئمة للتكفل واستقبال املصابني‬ ‫ضمنه املغرب‪ ،‬جراء تفشي فيروس كورونا املستجد‬
‫مهامهم‪ ،‬ولذلك يدعو التضامن اجلامعي املغربي‬ ‫بتنسيق مع اجلهات املختصة‪ ،‬إلجراء التحاليل‬ ‫«كوفيد ‪ »19‬وانعكاساته على جميع املستويات‬
‫املسؤولني بالوزارة الوصية إلى اتخاذ كل التدابير‬ ‫املخبرية في ظروف تضمن كرامة أعضاء الهيأة‬ ‫االقتصادية والسياسية واالجتماعية والتعليمية‬
‫واالجراءات الكفيلة بالتصدي بحزم لهذه السلوكات‬ ‫التعليمية وحتترم مكانتهم االعتبارية‪.‬‬ ‫والنفسية‪ .‬لقد برهن أعضاء األسرة التعليمية‪ ،‬من‬
‫واعتماد اجراءات عملية حلماية كرامة نساء ورجال‬ ‫< يشجب اإلجراءات اإلدارية املتخذة في حق عدد‬ ‫أطر تربوية وإدارية‪ ،‬على مستوى عال من الوطنية‬
‫التعليم وشرفهم‪ ،‬كما يدعو أعضاء الهيأة التعليمية‬ ‫من املديرين بآسفي ومكناس واخلميسات‪ ،‬بدعوى‬ ‫والوفاء لرسالتهم النبيلة‪ ،‬وانخرطوا في مواجهة‬
‫إلى الوحدة ورص صفوفهم دفاعا عن حقوقهم‬ ‫عدم احترامهم للبروتوكول الصحي‪ .‬ويعتبر قرارات‬ ‫التحديات الطارئة على منظومة التربية والتكوين‬
‫وكرامتهم‪.‬‬ ‫التوقيف واإلعفاءات تعسفا وشططا في استعمال‬ ‫وفي مقدمتها التعليم عن بعد‪ ،‬رغم ضعف التجهيزات‬
‫< يحتفل التضامن‬ ‫اإللكترونية الالزمة لألساتذة‬
‫اجلامعي املغربي هذه السنة‬ ‫واملتعلمني من حواسيب‬
‫باليوم العاملي للمدرس في‬ ‫ولوحات وهواتف وصبيب‬
‫ظروف استثنائية بسبب‬ ‫األنترنيت الكافي وخاصة‬
‫جائحة فيروس كورونا التي‬ ‫في البوادي‪ .‬كما تعبؤوا في‬
‫ال تسمح بالقيام باحتفاالت‬ ‫آخر السنة الدراسية املاضية‬
‫حضوريا‪ ،‬كما جرت العادة‪،‬‬ ‫مبساهمة‬ ‫‪،2019-2020‬‬
‫وبالتالي مت االكتفاء بتعليق‬ ‫اجلميع‪ ،‬في إجناح محطات‬
‫الفتة االحتفال أمام مقرات‬ ‫امتحانات الباكالوريا‪.‬‬
‫اجلهوية‬ ‫األكادمييات‬ ‫بالنسبة للدخول التربوي‬
‫للتربية والتكوين واملديريات‬ ‫اجلديد (‪ )2020-2021‬كان‬
‫اإلقليمية لوزارة التربية‬ ‫األساتذة واإلداريون في‬
‫الوطنية ومقرات التضامن‬ ‫املوعد‪ ،‬بالرغم من الظروف‬
‫اجلامعي املغربي‪ ،‬ووضع‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‬
‫امللصق والبيان اخلاصني‬ ‫والنفسية املهيمنة على‬
‫باليوم العاملي للمدرس‬ ‫املجتمع بأسره‪ ،‬وعمل كل‬
‫داخل املؤسسات التعليمية‪،‬‬ ‫من موقعه ومسؤوليته‬
‫وتوجيه رسالة شكر وتقدير‬ ‫على الوفاء بالتزاماته‬
‫من قبل الكتاب اإلقليميني‬ ‫ورسالته‪ ،‬مع احترام‬
‫إلى السيدات والسادة‬ ‫للبروتوكول‬ ‫اجلميع‬
‫واملراسلني‬ ‫املراسالت‬ ‫وللمذكرات‬ ‫الصحي‬
‫احملالني على التقاعد ملا‬ ‫التوجيهية لوزارة التربية‬
‫بذلوه من تضحيات طيلة‬ ‫الوطنية والتكوين املهني‬
‫مسارهم املهني خدمة‬ ‫والبحث العلمي الصادرة‬
‫للمدرسة املغربية‪ ،‬وملا‬ ‫في هذا الشأن‪ ،‬إال أنه مع‬
‫أسدوه من خدمات جليلة‬ ‫ذلك مت تسجيل حاالت‬
‫للتضامن اجلامعي املغربي‬ ‫إصابة بالوباء‪ ،‬كان من بني‬
‫في حتملهم مسؤولية‬ ‫ضحاياها عدد من نساء‬
‫مراسل‪/‬ة‪ ،‬في انتظار توفر الظروف الصحية‬ ‫السلطة الستناد تلك القرارات على تأويل تعسفي‬ ‫ورجال التعليم مما ترتب عنه قلق وتوجس في‬
‫املناسبة للقيام باالحتفاالت بشكل حضوري كما‬ ‫لوثيقة البروتوكول‪ ،‬ويطالب بإيقاف هذه اإلجراءات‬ ‫وسط الهيأة التعليمية‪ .‬وباملناسبة يتقدم التضامن‬
‫جرت العادة وتبقى الصالحية للمكاتب اإلقليمية‬ ‫ورد االعتبار للمديرين املوقوفني ضمانا حلقوقهم‬ ‫اجلامعي املغربي بأصدق التعازي وأحر عبارات‬
‫في تدبير االحتفال باليوم العاملي للمدرس‪/‬ة حسب‬ ‫وخللق أجواء مساعدة على انخراط جميع مكونات‬ ‫املواساة ألسر املتوفني‪ ،‬ويتمنى الشفاء العاجل‬
‫ظروف كل إقليم‪.‬‬ ‫املنظومة التعليمية في أداء مهامها في ظروف‬ ‫للمصابني‪.‬‬
‫وفي األخير نحيي جهود وتضحيات أعضاء الهيأة‬ ‫مهنية ونفسية مستقرة‪ .‬ويؤكد دعمه ألعضاء الهيأة‬ ‫يعلن التضامن اجلامعي املغربي وهو يتابع‬
‫التعليمية وندعوهم إلى مزيد من البذل والعطاء في‬ ‫التعليمية ويعبر عن مواقفه املبدئية للدفاع عنهم‬ ‫مستجدات الدخول املدرسي احلالي وقضايا نساء‬
‫أداء رسالتهم النبيلة في تربية النشئ واإلسهام‬ ‫ومساندتهم السترجاع حقوقهم‪.‬‬ ‫ورجال التعليم في هذا الظرف االستثنائي ما يلي‪:‬‬
‫في بناء مجتمع دميقراطي حداثي تسوده العدالة‬ ‫< يسجل‪ ،‬بكل أسف‪ ،‬استمرار مظاهر السلوك‬ ‫< يؤكد على توفير ظروف السالمة وجودة‬
‫االقتصادية واالجتماعية وتكافؤ الفرص‪».‬‬ ‫الالمدني الذي عرفته العديد من املؤسسات‬ ‫التعليم وتكافؤ الفرص و يدعو السلطات احلكومية‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‬
‫أخبار‬

‫اتفاقية شراكة بني مؤسسة محمد السادس للنهوض‬


‫باألعمال االجتماعية للتربية والتكوين والتضامن اجلامعي املغربي‬
‫بعد لقاءات متهيدية بني التضامن اجلامعي املغربي‬
‫ومؤسسة محمد السادس للنهوض باألعمال االجتماعية‬
‫للتربية والتكوين‪ ،‬انعقد لقاء يوم األربعاء ‪ 22‬يوليو‬
‫‪ 2020‬مبقر املؤسسة بالرباط برئاسة السيد يوسف‬
‫البقالي رئيس املؤسسة والسيد عبد اجلليل باحدو‬
‫رئيس اجلمعية بحضور‪ :‬عن املؤسسة السيد عبد‬
‫اللطيف العبدالوي األمني العام والسيد هشام معروف‬
‫رئيس مصلحة الشؤون العامة وعن اجلميعة‪ :‬السيد عبد‬
‫العزيز ملسافري األمني والسيد ابراهيم الباعمراني عضو‬
‫اللجنة العلمية ومدير»اجلريدة التربوية» والسيد امبارك‬
‫مبركي املدير التنفيذي‪ .‬وانصب اللقاء على سبل التعاون‬
‫والشراكة بني املؤسسة واجلمعية خدمة لنساء ورجال‬
‫التعليم‪ .‬ومت خالل هذا اللقاء توقيع اتفاقية شراكة بني‬
‫املؤسسة واجلمعية‪.‬‬
‫وتهدف هذه الشراكة إلى ‪:‬‬
‫< النهوض بالعمل االجتماعي والثقافي في أوساط‬
‫نساء ورجال التربية والتكوين وكذا تطويره وفق منظور‬
‫تشاركي حداثي وهادف‪.‬‬
‫< تعزيز التعاون والتواصل بني مؤسسة محمد السادس‬
‫وجمعية التضامن والفروع التابعة لهما للقيام بأنشطة‬
‫تربوية‪ ،‬ترفيهية وسياحية لفائدة املنخرطني‪.‬‬
‫< تسخير اإلمكانيات املتوفرة لتطوير العمل االجتماعي‬
‫والقيام مبشاريع لفائدة نساء ورجال التعليم‪.‬‬
‫< استثمار خبرات الطرفني في مجال التكوين املستمر‬
‫للموارد البشرية‪.‬‬
‫السيد يوسف البقالي رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض باألعمال االجتماعية للتربية والتكوين (يسار) واألستاذ عبد اجلليل باحدو‬ ‫< تبادل وجهات النظر والتجارب حول األنشطة‬
‫رئيس التضامن اجلامعي املغربي خالل توقيع اتفاقية شراكة‬ ‫والبرامج االجتماعية املوجهة لفائدة املنخرطني‪.‬‬
‫وبخصوص الندوة التي كان مقررا تنظيمها خالل السنة‬
‫وأبنائهم وإخوانهم وأخواتهم‪ .‬توفر هذه االتفاقية‬ ‫للدى كل من املنعشني العقاريني فضاءات السعادة ‪ ‬و‪Palm‬‬ ‫الدراسية املاضية في موضوع‪« :‬اخلدمة االجتماعية‬
‫تخفيض بنسبة ‪ %5‬من ثمن البيع للعموم باإلضافة إلى‬ ‫‪” .meraie” Immobilier‬‬ ‫والعمل التضامني» فقد مت االتفاق على تأجيلها إلى حني‬
‫تخفيض من مبلغ التسبيق‪ %10 ،‬بدل ‪%15‬؛ وذلك في‬ ‫تهم هذه العروض عدة أصناف من املساكن‪ ،‬فيالت‪،‬‬ ‫توفر الظروف املواتية لذلك‪.‬‬
‫املشاريع السكنية التالية‪:‬‬ ‫شقق من طابقني‪ ،…”moyen standing“ ،‬وبقع‬
‫“‪ ” The Sand House‬و “‪”Blue Waters House‬‬ ‫أرضية متواجدة بكل من الدار البيضاء‪ ،‬فاس‪ ،‬طنجة‪،‬‬ ‫خدمات جديدة ملؤسسة محمد السادس للنهوض‬
‫بدار بوعزة؛‬
‫«‪ »Garden Bay‬بسيدي رحال؛‬
‫الصخيرات‪ ،‬بني مالل…وهي تخول تخفيضات إما على‬
‫مبلغ التسبيق‪ ،‬أو مبلغ البيع للعموم أو إعفاء من واجبات‬
‫باألعمال االجتماعية للتربية والتكوين‬
‫«‪ »Les perles de Bentriaa 2‬و «‪»Magic House‬‬ ‫امللكية املشتركة (‪ )Syndic‬ملدة عامني‪.‬‬
‫باملنصورية‪ .‬‬ ‫وملزيد من املعلومات ينبغي االتصال بــ‪ :‬‬ ‫برنامج امتالك‬
‫للتواصل‪ :‬الهاتف‪0802000037 / 0614989898 :‬‬ ‫فضاءات السعادة‬ ‫في إطار مخططها العشر (‪ ،)2028-2018‬شرعت‬
‫املوقع االلكتروني‪www.chaabaneimmobilier. :‬‬ ‫< مشاريع من صنف ” ‪ ” moyen standing‬والبقع‬ ‫املؤسسة‪ ،‬ابتداء من فاحت شتنبر‪ ،2019‬في تنفيذ برنامج‬
‫‪com‬‬ ‫األرضية؛‬ ‫جديد للمساعدة على السكن‪ ،‬يحمل اسم «امتالك»‪.‬‬
‫< مشاريع السكن االقتصادي‪Palmeraie Immobil .‬‬ ‫يهـــدف هــذا البـرنـامـج اجلــديــد‪ ،‬الـذي يحـل محـل‬
‫البـرنـامـج الســـابــق”‪ ،”FOGALEF ‬إلى مساعدة‬
‫تخفيض من ثمن البيع في إقامة النرجس بفاس‬ ‫‪lier‬‬
‫‪ 100.000‬منخرط جديد على اقتناء أو بناء سكنهم‬
‫أبرمت املؤسسة اتفاقية جديدة مع املنعش العقاري‬ ‫< مشروعا ‪ Océan Palm‬و ‪Palm Square‬‬
‫الرئيسي بحلول سنة ‪ ،2028‬وذلك من خالل عروض‬
‫علمي تغزوتي أحمد متكن املنخرطني من تخفيض‪،‬بنسبة‬ ‫متويلية متنوعة‪.‬‬
‫‪ %5‬من ثمن البيع للعموم‪ ،‬عند شراء بإقامة النرجس‬ ‫اتفاقية جديدة مع “البريد بنك”‬
‫في فاس‪ .‬ميكن ألزواج املنخرطني وأبنائهم إخوانهم‬ ‫أبرمت مؤسسة محمد السادس اتفاقية ‪ ‬شراكة جديدة‬
‫وإخواتهم االستفادة أيضا من هذا العرض التفضيلي‪.‬‬ ‫مع «البريد بنك» لتمكني املنخرطني‪ ،‬املزاولني للعمل أو‬
‫التخفيض على التنقل باحلافلة‬
‫أضحى بإمكان منخرطي مؤسسة محمد السادس‬
‫لالستفسار واملزيد من املعلومات االتصال ب ‪:‬‬ ‫املتقاعــدين‪ ،‬من القـــرض االستهــالكي «بريد سلف» بسعر‬
‫وأزواجهم وأبنائهم‪ ،‬املتراوحة أعمارهم ما بني ‪ 4‬و‪21‬‬
‫‪ 0651243397‬و ‪.0651243317‬‬ ‫فائدة تفضيلي محدد في ‪ 5.70‬في املائــة‪.‬‬
‫سنة‪ ،‬االستفادة من تخفيض بنسبة ‪ 25‬في املائة من‬
‫يستفيد املنخرطون أيضا‪ ،‬مبوجب هذه االتفاقية‪ ،‬من‬
‫ثمن التذكرة العمومي للسفر على منت حافالت شركة‬
‫عرض تفضيلي لدى مجموعة الضحى‪.‬‬ ‫اإلعفاء من مصاريف ملف القرض ومن إمكانية إعادة‬
‫سوبراتور؛ وذلك مبوجب اتفاقية شراكة أبرمتها املؤسسة‬
‫تقدم مجموعة الضحى وكذا فرعها ‪ Corola‬تخفيضا‬ ‫جدولة املبالغ املتبقية من قروض مت طلبها لدى شركات‬
‫مع الشركة املذكورة‪.‬‬
‫بنسبة ‪ %5‬من ثمن البيع يتم تطبيقه على السكن‬ ‫متويلية أخرى‪.‬‬
‫االقتصادي واملساكن املتوسطة وعالية اجلودة والفيالت‬
‫والبقع األرضية‪ .‬للمزيد من املعلومات حول هذا العرض‪،‬‬ ‫اتفاقية شراكة مع ‪Chaâbane Immoblie‬‬ ‫فضاءات السعادة و ‪:Palmeraie Immobilie‬‬
‫وباخلصوص في مدن العيون‪ ،‬وجدة‪ ،‬فاس‪ ،‬مكناس‪،‬‬ ‫وقعت مؤسسة محمد السادس اتفاقية شراكة جديدة مع‬ ‫عروض تفضيلية جديدة‬
‫بني مالل‪ ،‬مراكش‪ ،‬بوزنيقة وطنجة‪ ،‬اإلتصال بوكالت‬ ‫املنعش العقاري “‪ ”Chaâbane Immobilier‬تضم عدة‬ ‫يستفيد منخرطو املؤسسة‪ ،‬إلى غاية ‪ 31‬دجنبر ‪،2020‬‬
‫مجموعة الضحى بهذه املدن‪.‬‬ ‫عروض تفضيلية لفائدة املنخرطني وآبائهم وأزواجهم‬ ‫من عدة عروض تفضيلية لشراء مسكن أو بقعة أرضية‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‬
‫ملف‬

‫تقييم بيداغوجي صحي للدخول املدرسي احلالي‪-2021/2020-‬‬


‫كما يعرف اجلميع الدخول املدرسي لهذه السنة (‪ )2020/2012‬دخول استثنائي‪،‬يأتي في ظل ارتفاع وثيرة املؤشرات‬
‫اإلحصائية النتشار وباء كوفيد ‪( 19‬فيروس كورونا)‪..‬ومبا أن التربوي التعليمي ال ميكن فصله عن سياقه املوضوعي‬
‫السياسي واالقتصادي و االجتماعي عامة والصحي احلالي خاصة على مستوى لوحة قيادة متخذي القرار التربوي‬
‫في وزارة التربية الوطنية‪،‬فإن هذا الدخول املدرسي وتدبير هذه السنة الدراسية كان مطبوعا وخاضعا لهذه اخللفيات‬
‫السياقية‪،‬تنظيميا وبيداغوجيا عامة‪.‬‬ ‫ذ‪/‬محمد الصدوقي *‬

‫التعلمات ومدى استفادة املتعلمني من كل البرامج والكفايات املقررة‪:‬‬ ‫أخرى‪،‬احلصيلة ‪ 3030‬فردا من املجتمع املدرسي‪.‬‬ ‫فمن خالل قراءة نقدية تقييمية شمولية للمذكرات الوزارية املؤطرة‬
‫هل ‪ 50%‬من التعليم احلضوري قمني بتحقيق كل ذلك؟ناهيك عن غياب‬ ‫كما ان تطبيق البرتوكول الصحي مدرسيا طرح عدة حتديات و‬ ‫للدخول املدرسي والسنة الدراسية احلاليني ‪،‬وخاصة املذكرة‬
‫مسألة تكافؤ الفرص بني املتعلمني التي ستطرحها أمناط التعليم‬ ‫مشاكل تهم شكل العمل الديداكتيكي(فردي ‪/‬جماعي)‪،‬مسألة تصحيح‬ ‫‪ 39/20‬واملذكر‪ 41/20‬في عالقتها بالواقع املدرسي احلقيقي العيني‬
‫الثالث(حضوري‪،‬تناوب‪،‬عن بعد) على مستوى التقوميات اإلشهادية؟!‬ ‫دفاتر وأوراق املتعلمني‪ ،‬فرض التباعد وضبط التالميذ عند اخلروج‬ ‫اإلجرائي‪،‬استنتجنا ان هذا الدخول املدرسي على مستوى تدبير‬
‫األمر يقتضي إنتاج منهاج دراسي مؤسساتي وعلمي جديد مكيف‬ ‫والدخول من وإلى املدرسة واألقسام(احيانا جتمع آباء وأولياء التالميذ‬ ‫الوزارة الوصية مركزيا حتكم فيه ثالث خلفيات‪/‬نواظم أساسية على‬
‫ومالئم للوضعية الوبائية وحاالت الطوارئ عامة‪.‬الترقع واالكتفاء‬ ‫بأبواب املدارس دون احترام ألي من االحترازات الصحية)‪...‬ناهيك عن‬ ‫األقل‪:‬أمنية (على مستوى القرار السياسي املركزي احلكومي‪،‬وهذه‬
‫بعموميات نظرية توجيهية فقط غير مبنية على نتائج جتريبية إجرائية‬ ‫استهتلروغياب جدية تطبيق البروتوكول الصحي أحيانا من لدن األطر‬ ‫مهمة عادية ألي مدبر سياسي) حيث األمن املدرسي يساهم دائما إما‬
‫ذات مصداقية علمية؛ورمي الكرة لآلباء واالولياء واملدبيرين اجلهويني‬ ‫التربوية نفسها(وقد ورد ذلك في آخر تقرير للوزارة حول تتبع تطبيق‬ ‫سلبا او إيجابا في استقرار األمن املجتمعي العام خاصة في بعده‬
‫واإلقليمني وللمفتشني واألساتذة‪،‬سيكون له بالتأكيد آثار سلبية على‬ ‫املدارس للبرتوكول الصحي‪،‬واملفارقة ان الوزارة نفسها لم حتترمها‬ ‫االجتماعي واالقتصادي (مثال سوق النشر والكتاب املدرسي وغيرها‬
‫فعالية وجودة التعلمات والنتائج املدرسية للمتعلمني‪.‬‬ ‫كما أشرنا إلى ذلك سابقا)‪.‬‬ ‫من األنشطة االقتصادية املرتبطة باملدرسة‪.‬‬
‫‪ - 3‬تدبير اإليقاعات الزمنية‪:‬سنتطرق في هذه النقطة إلى عدد ساعات‬ ‫مع جائحة كورونا وما فرضته من احترام البروتوكول الصحي‪،‬برز‬ ‫وبدرجة ثانية تأتي مهمة تكييف وحتقيق أهداف التدبير السياسي‬
‫التعلم اليومي واألسبوعي وإلى صيغ استعماالت الزمن التي اقترحتها‬ ‫مشكل هندسة البنيات التحتية للمؤسسات املدارس(قاعات‪،‬ساحة‪،)...‬من‬ ‫املركزي احلكومي تنظيميا وإدرايا وبيداغوجيا على املستوى التدبير‬
‫الوزارة‪:‬كما هو معروف حددت الوزارة ‪ 5‬ساعات في اليوم وثالث‬ ‫حيث احترام الشروط الصحية(السعة‪،‬التهوية‪ )...،‬ناهيك عن غياب أي‬ ‫التعليمي من لدن الوزارة الوصية؛التي وجدت نفسها أمام حتدي‬
‫أيام في األسبوع بالنسبة للمتعلمني؛ولم متيز في ذلك بني املستويات‬ ‫شروط جمالية تربوية؛كما ان مسألة التفويج(احترام شرط ‪ 20‬تلميذا‬ ‫وضعية تدبيرية مستجدة ذات أهداف صحية وبيداغوجية في نفس‬
‫الدراسية من حيث السن والقدرة على التحمل والتركيز(إذ تساوى في‬ ‫في القسم) التي استحسنها املدرسني وذكرت اجلميع بأهمية الطرح‬ ‫الوقت ؛حاولت تأطيرها خاصة باملذكرتني الوزاريتني املشار إليهما‬
‫ذلك املستوى األول مع املستوى الدراسي السادس!)‪،‬حيث كان من املمكن‬ ‫اجلدي ملسألة تقليص عدد التالميذ في القسم لتجاوز املخلفات السلبية‬ ‫سابقا؛موضوع تقييمنا في هذه الورقة‪/‬املقال؛فإلى أي حد جنحت‬
‫تخصيص عدد ساعات التعلم مالئم لكل مستوى دراسي؛باإلضافة إلى‬ ‫لالكتظاظ‪،‬من حيث فعالية وجودة التعلملت‪.‬‬ ‫وستنجح الوزارة في تدبير الدخول املدرسي احلالي وبالتالي السنة‬

‫تقييم بيداغوجي‪...‬‬
‫املشاكل التي خلفها توقيت الدخول الصباحي واخلروج املسائي دون‬ ‫الدراسية ككل؟‬
‫مراعاة صعوبات التنقل خصوصا لدى متعلمي الوسط القروي‪...‬أظن‬ ‫كما يعرف اجلميع‪،‬وفي ظل االنتشار املتصاعد للوباء وعدم التحكم فيه‪،‬‬
‫انه مت التفكير رسميا(وتقنيا كذلك) فقط في عدد ساعات عمل املدرسني‬ ‫هذا التقييم سينصب فقط على السلك االبتدائي ‪،‬وعلى منط التعليم‬ ‫وتهاون وارتخاء تقريبا اجلميع(دولة ومقاوالت وشعبا) وعدم االلتزام‬
‫التي يجب ان تكون بالضبط ‪ 30‬ساعة أسبوعيا‪(.‬وحكاية عدد ساعات‬ ‫بالتناوب(بني احلضوري والتعلم الذاتي)من حيث تنظيم السنة‬ ‫بالبروتوكول الصحي للوقاية من الوباء واحلد من انتشاره ‪،‬في ظل‬
‫عمل مدرسي االبتدائي حكاية أخرى‪،‬على األقل فهي تكرس التمييز‬ ‫الدراسية واإليقاعات الزمنية والبرنامج واملناهج والكتب اجلديدة‬ ‫غياب أي دواء او لقاح له‪،‬اشتغلت الوزارة تدبيريا على ثالت فرضيات‬
‫الالدستوري بينهم وزمالئهم في اإلعدادي والتاهيلي‪،‬دون ان نتحدث‬ ‫ومبادرة مليون محفظة‪.‬‬ ‫منطقية نظريا يقابلها ثالث أنواع من منط التعليم‪:‬فرضية حتسن احلالة‬
‫عن مسألة الساعات التضامنية التي أصبحت خالدة)‪..‬مفهوم ان ساعات‬ ‫‪ - 1‬تنظيم السنة الدراسية احلالية‪:‬اعتمدت الوزارة لتاطيره على مبادئ‬ ‫الوبائية والعودة إلى الوضعية الصحية شبه الطبيعية يوازيها منط‬
‫العمل يقابلها ربح مالي على مستوى اقتصاد البنيات واملوارد البشرية‬ ‫ومرتكزات أساسية‪،‬منها‪ :‬تامني احلق في التعلم واحلق في احلماية‬ ‫التعليم احلضوري؛وضعية وبائية تستلزم التباعد اجلسدي بالفصول‬
‫على حساب استغالل وصحة املدرس‪/‬ة وجودة التعليم‪.‬على الوزارة ان‬ ‫الصحية؛اقتراح ثالثة أمناط من التعلم(حضوري او بالتناوب‪،‬أو عن‬ ‫الدراسية يتم فيها اعتماد منط التعليم بالتناوب (يزاوج بني التعليم‬
‫تفكر جديا في مسألة عدد ساعات العمل والتعلم في األسالك الثالث من‬ ‫بعد)حسب درجة تشي الوباء‪،‬بإعمال اجلهوية واملقاربة املجالية في‬ ‫احلضوري والتعلم الذاتي)؛فرضية استفحال احلالة الوبائية معها يتم‬
‫حيث حتقيق مبادئ ومعاييراملساواة و اإلنصاف والفعالية واجلودة‬ ‫اختيار منط التعليم املالئم‪.‬املالحظ ان الوزارة رغم ظروف الطوارئ‬ ‫تعليق التعليم احلضوري واللجوء إلى منط التعليم عن بعد‪.‬هنا نالحظ‬
‫التعلمية التعليمية‪.‬‬ ‫احتفظت بنفس تنظيم السنة العادية(‪ 34‬أسبوعا) فقط مددت فترة‬ ‫تالزم وتوازي الصحي والتنظيمي البيداغوجي‪.‬‬
‫‪ - 4‬الكتب اجلديدة ومبادرة مليون محفظة‪:‬الحظ بعد املدرسني(وقد‬ ‫التقومي التشخيص والدعم من أسبوع إلى ‪3‬أسابيع وثالث أيام تتضمن‬ ‫هذا ماحاولت املذكرة ‪ 39/20‬تأطيره كاختيارات تدبيرية وتنظيمية‬
‫وقفت على ذلك شخصيا كذلك) ان هناك ارتباك في إخراج بعض‬ ‫مراجعة واستدراك تعلمات فترة التعليم عن بعد(فترة احلجرالصحي‬ ‫لهذه السنة الدراسية ‪.‬‬
‫الكتب املدرسية التي مت جتديدها مؤخرا(الثالث الرابع واخلامس‬ ‫للسنة املنصرمة) والتي تغطي تقريبا الوحدتني األخيرتني من املقرر‬ ‫أما املذكرة ‪ 41/20‬فهي حاولت تأطير وتنظيم املرحلة األولى للدخول‬
‫والسادس)‪،‬حيث جند بعض الكتب حتمل نفس سنة الطبعة‪،‬لكن تختلف‬ ‫الدراسي(حوالي ‪ 10‬أسابيع)؛مما طرح مشاكل بيداغوجية كثيرة لتدبير‬ ‫املدرسي(تنظيم حصص املراجعة والتثبيت ‪،‬كما سمتها الوزارة)‬
‫من حيث انسجام وتوحيد الوحدات واملواضيع(النشاط العلمي للسنة‬ ‫هذه املرحلة‪،‬من حيث التخطيط والتهييء البداغوجي والتصحيح‬ ‫ومتتد زمنيا من ‪ 07‬شتنبر إلى ‪ 3‬أكتوبر؛يتم خاللها القيام بتقوميات‬
‫الرابعة ابتدائي منوذجا)‪،‬مما جعل املدرسني يعيشون حالة ارتباك‪،‬وجعل‬ ‫وإعداد الوثائق الختزال وتكثيف الزمن الضيق الستيعاب كل الدروس‬ ‫تشخيصية ملكتسبات للسنة الدراسية املنصرمة‪،‬ومراجعة وتثبيت‬
‫اآلباء واالولياء يشترون نفس الكتاب مرتني‪،‬وهناك من امتنع عن‬ ‫واملواد والكفايات املستهدفة في عمليات التشخيص والدعم واملراجعة‬ ‫واستدراك تعلمات فترة التعليم عن بعد‪.‬‬
‫ذلك‪،‬مما جعل بعض املتعلمني يدرسون بدون كتاب مدرسي(الذي أصبح‬ ‫واالستدراك‪،‬مما قد يجعل املتعلمني وجودة وفعالية التعلمات ضحية‬ ‫فإلى أي حد مت تنزيل محتويات ورهانات وأهداف املذكرتني في الواقع‬
‫ضروريا خاصة أصبحت جل الكتب عبارة عن كراسات يكتب فيها‬ ‫السرعة والتسرع واالرجتال والترقيع البيداغوجي أحيانا‪.‬‬ ‫العيني للمدرسة املغربية كبنيات وموارد بشرية ومنهاج تربوي مع‬
‫التالميذ)‪.‬ومما زاد الطني بلة‪،‬ارتباك تنزيل مبادرة مليون محفظة؛حيث‬ ‫‪ - 2‬البرامج واملناهج‪:‬املالحظ أيضا ان الوزارة حافظت على نفس‬ ‫احترام البرتوكول الصحيفي عالقة باملعوقات املوضوعية والبنيوية‬
‫ال يستفيد منها كل التالميذ املستهدفني(أصبحت املدارس تزود فقط‬ ‫البرامج الدراسية (املقررات) رغم تغيرالتنظيم الزمني للسنة‪،‬إذ مت‬ ‫للمدرسة املغربية؟‬
‫بـ‪ 30%‬من الكتب اجلديدة)‪،‬معتقدة أن ‪ 70%‬من التالميذ سيستفيدون‬ ‫«قضم» أكثر من ثالث أسابيع في بداية السنة‪،‬مع استفادة املتعلمني‬
‫من الكتب القدمية املسترجعة من التالميذ طرف اإلدارة‪،‬وما ال تعلمه‬ ‫فقط من ‪ 50%‬من احلصص والغالف الزمني حضوريا(‪50%‬تعلم ذاتي‬ ‫تقييم التدبير الصحي‪:‬‬
‫الوزارة(وهي تعلم رمبا) ان كل الكتب أصبحت كراسات ‪،‬وأغلبها غير‬ ‫والكل يعرف مدى فعالية هذا التعلم ألسباب بيبداغوجة وسوسيولوجية‬ ‫في بعض وثائق الوزارة وتصريحاتها اإلعالمية املركزية (وخاصة‬
‫صالح!كما ان مبادرة مليون محفظة أصبحت ال تغطي كل املستلزمات‬ ‫يكفي ان نستحضر نتائج التعليم عن بعد للسنة املنصرمة وبحضور‬ ‫وزير القطاع) هناك خطاب يطمئن الرأي العام واألسر ويخبره‬
‫الدراسية للمتعلمني‪،‬ناهيك عن مشكلة اجلودة والعدد!‬ ‫األستاذ‪/‬ة فيه وباعتراف الوزارة؟)!أظن ان الوزارة كان يحركها فقط‬ ‫بان الوزارة هيات كل األشكال التنظيمية واللوجيستيكية لضمان‬
‫في األخير‪،‬ال بد ان نعترف ان الوزارة‪،‬مركزيا وجهويا وإقليما‬ ‫التدبير التقني للسنة وغيبت او نست البعد البيداغوجي‪،‬حيث ألقت‬ ‫السالمة الصحية لكل املجتمع املدرسي(كما هو مؤطر ومعلن عنه‬
‫ومحليا‪،‬بذلت مجهودات وقامت باجتهادات لتدبير الدخول املدرسي‬ ‫بذلك‪،‬في آخر حلظة‪ ،‬للمفتشني بدون تأطير بيداغوجي موحد على‬ ‫في املذكرة الوزارية ‪،)39/20‬لكن الواقع واملتابعة العينية واإلعالمية‬
‫والسنة الدراسية احلالني في ظل انتشار وباء كرونا‪،‬تدبيريا‬ ‫األقل من مديرية املناهج بحكم التخصص الوظيفي‪،‬وذلك بإصداردليل‬ ‫غير الرسمني‪،‬يخبراننا ان الوزارة لم تلتزم بكل وعودها الصحية‬
‫وبيداغوجيا‪،‬لكن الواقع العيني واإلجرائي أظهر عدة سلبيات‬ ‫بيداغوجي خاص بهذه السنة‪،‬مت فقط االكتفاء بتوجيهات ترقيعية عامة‬ ‫وتنصلت منها بكيفية ال مسؤولة‪،‬ذلك بعدم توفير اللوجستيك الصحي‬
‫واختالالت‪،‬مرتبطة أساسا باملشاكل واإلشكاالت البنيوية التدبيرية‬ ‫وغيرإجرائية ودقيقية‪.‬والحظنا ان الكل كان تقريبا تائها في بداية‬ ‫لكل املؤسسات التعليمية كما فعلت ذلك بعض القطاعات الوزارية‬
‫والبيداغوجية والتجهيزية والبشرية للمدرسة وحمليطها السوسيو‬ ‫السنة‪،‬أساتذة ومديرين ومفتشني‪،‬غير دار بكيفية تدبير هذا الطارئ‬ ‫األخرى(القيام بالتحليالت األولية واملستمرة لكل رواد املدرسة ‪،‬توفير‬
‫ثقافي والسياسي واالقتصادي‪،‬وجب جتاوزها والقطع معها خصوصا‬ ‫البيداغوجي املستجد‪،‬خصوصا أمام عدم قيام بعض املؤطرين مبهامهم‬ ‫أجهزة قياس درجة احلرارة‪،‬ومواد التعقيم والكمامات‪،‬واملوارد البشرية‬
‫ونحن في خضم تنزيل إصالحات القانون اإلطار للرؤية االستراتيجية‬ ‫التاطيرية املواكبة في الوقت املناسب‪.‬لكن بفضل جدية ومسؤولية‬ ‫املكلفة بذلك‪، )...‬وتركت األمر لألسر والشركاء دون إصدار أي قانون‬
‫التي تتوخى رسميا الرقي باملدرسة املغربية وحتقيق قيم االنصاف‬ ‫البعض‪،‬أساتذة ومفتشني وإداريني‪،‬واجتهادهم مت اقتراح حلول‬ ‫إلزامي ونحن نعرف طبيعة صعوبة او عدم التزام وجدية أغلبية‬
‫واملساواة واجلودة‪.‬يجب اإلسراع في حتديث نظام التربية والتعليم‬ ‫بيداغوجية مالئمة إلى حد ما ‪ ،‬رغم تأخر بعضها ‪،‬لتكييف البرامج‬ ‫األسر والشركاء خاصة اجلماعات احمللية‪.‬النتيجة كحصيلة رسمية‬
‫املغربي‪،‬تاخرنا ونتاخر كثيرا في حتقيق ذلك ميدانيا وتطبيقيا‪.‬‬ ‫واملقاربات الديداكتيكية مع هذا الوضع‪(.‬كالتركيز حضوريا على املواد‬ ‫أولية (وهي واقعيا نسبية)‪،‬كما أعلنها الوزير بنفسه يوم االثنني ‪12‬‬
‫األداة وعلى حصص البناء وتخصيص حصص التطبيق والقومي‬ ‫أكتوبر ‪ 2020‬في البرملان‪،‬كانت إغالق ‪ 210‬مؤسسة تعليمية تستقبل‬
‫للتعلم الذاتي‪،)...‬واقتراح استعماالت الزمن املناسبة‪.‬‬ ‫اكثر من ‪ 100‬ألف تلميذ وتلميذة إثر اكتشاف حاالت إيجابية وسط‬
‫* باحث تربوي‬ ‫السؤال البيداغوجي الذي يطرح هنا على مستوى جودة وفعالية‬ ‫‪ 1400‬تلميذ و‪ 1500‬أستاذ و‪ 245‬إطارا إداريا‪،‬و‪ 158‬إطارا من هيئات‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‬
‫ملف‬

‫الدخول املدرسي والبرتوكول الصحي‬


‫(معاينة ميدانية ملختلف األسالك التعليمية)‬
‫إن املتتبع للشأن التربوي‪ ،‬ومواكبته للدخول املدرسي احلالي برسم سنة ‪ ،2020-2021‬يستخلص مجموعة مالحظات‪ ،‬في ظل‬
‫تداعيات جائحة كوفيد‪ ،‬كواقع‪ ،‬كان لزاما التعايش معه‪ ،‬وإعداد العدة لتكييف الدخول املدرسي‪ ،‬وبالتالي خلق فضاء مدرسي‬
‫مالئم على مختلف املستويات‪ ،‬من شأنه أن يؤمن سالمة الفاعلني التربويني واإلداريني‪ ،‬وكذا التالميذ والطلبة‪ ،‬مبختلف األسالك‪،‬‬
‫جلعل املنظومة التربوية وآلياتها التنظيمية في موضع‪ ،‬يسمح لها بتوطيد دعائم تعليم وتكوين‪ ،‬في ظروف استراتيجية هادفة‪،‬‬
‫تتماشى واحلالة الوبائية الصعبة‪ ،‬واملعقدة‪ .‬ولضمان هاته االستراتيجية‪ ،‬في تدبير الدخول املدرسي‪ ،‬أصدرت الوزارة الوصية‬
‫عن التعليم ببالدنا‪ ،‬مذكرة تفصيلية ومسهبة‪ ،‬تتوجه إلى تنظيم املوسم الدراسي احلالي‪ ،‬في ظل جائحة كوفيد ‪ .19‬والتي‬
‫توجهت إلى مختلف أصناف التعلم العمومي واخلصوصي والتقني واألولي‪ ،‬والتربية الغير النظامية‪.‬‬ ‫ذ‪ /‬خليل غول*‬

‫إن أية معاينة لتنزيل املذكرة السالفة الذكر‪ ،‬في شقها‬ ‫محمول ذكي‪ ،‬أو ملستواهم الثقافي واملعرفي احملدود‬ ‫في هذا الصدد أصدرت الوزارة ما سمي بالبروتوكول‬
‫التنزيلي اإلجرائي‪ ،‬داخل فضاء املؤسسة الواقعي‪ ،‬يكون‬ ‫أو املنعدم‪ ،‬أو ملعيقات أسرية أخرى تطرح نفسها‪ ،‬أمام‬ ‫الصحي‪ ،‬كعدة منهجية حتدد املبادئ والتوجيهات‬
‫تعسفا على واقع تعليمي‪ ،‬قد يعرف مفارقات بني ما هو‬ ‫جتاوبهم وتفاعلهم ومسايرتهم لهذا النهج التعليمي‪.‬‬ ‫الكبرى‪ ،‬والتدابير األساسية املؤطرة لألمناط التربوية‪،‬‬
‫نظري‪ ،‬على مستوى املذكرة‪ ،‬وبني واقع احلال الفعلي‪،‬‬ ‫نقول إذن‪ ،‬أنه في ظل استمرارية وتفشي الوباء‬ ‫وما يرتبط بها من مستلزمات أخرى‪ ،‬تربوية وصحية‬
‫الذي لم يتجاوب بالشكل الكافي مع ما هو تنظيري‬ ‫اجلائحة‪ ،‬وبشكل أكثر مما عرفته السنة الفارطة‪،‬‬ ‫مبوجبه‪ ،‬تتم عملية تنزيل وأجرأة مختلف األمناط‬
‫مذكراتي اعتبارا لعوائق كثيرة‪.‬‬ ‫تقرر الوزارة فتح أبواب املؤسسات‪ ،‬واعتماد الصيغة‬ ‫التربوية إلى األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‪،‬‬
‫ال ننكر منذ البدء أن املرحلة مقلقة‪ ،‬وتعرف خوفا غير‬ ‫التعليمية‪ ،‬التي ارتآها اآلباء‪ .‬وبالتالي‪ ،‬رفض تأجيل‬ ‫واملديريات اإلقليمية‪ ،‬واملؤسسات التعليمية» (املذكرة ‪:‬‬
‫مسبوق‪ ،‬وإكراهاتها في تزايد‪ ،‬وأن تنزيل البرتوكول‬ ‫الدخول املدرسي قطعا‪ ،‬وفق ما جاء على لسان الوزير ‪:‬‬ ‫‪ )039× 20‬املؤرخة في ‪.)2020 - 08 - 28‬‬
‫الصحي‪ ،‬واجهته صعوبات‪ .‬فعلى الرغم من إجناح‬ ‫«إن تأجيل الدخول املدرسي‪ ،‬قد يكون اخطر من اجلائحة‬ ‫البرتوكول الصحي الذي مت تنزيله‪ ،‬على مستوى‬
‫إمتحانات البكالوريا‪ ،‬فإن األمر أصبح يتطلب تعبئة‬ ‫نفسها»‪ .‬لذلك كان ب ّد ًا من السلطة التعليمية املركزية‪،‬‬ ‫املؤسسات التعليمية كمرمى أساس‪ ،‬املطلوب منها‬
‫وازنة إلجناح الدخول املدرسي‪ ،‬دون تأجيله أو إقرار‬ ‫اعتماد اإلجراءات الوقائية الالزمة‪ ،‬درء ًا حللول إصابات‬ ‫حسن تفعيله وإجناحه‪ .‬وفي عالقة معه‪ ،‬ميكن مالحظة‬
‫سنة بيضاء ‪.‬‬ ‫أو انتشارها داخل املؤسسات‪ .‬مع العمل على توفير‬ ‫ما سمي بالنمط التربوي بالتناوب وجتديد األساليب‬
‫لقد عملنا على تأطير مقاربة واقعية‪ ،‬متوجيهن إلى‬ ‫التدابير الوقائية الالزمة من تعقيم للمؤسسات‪ ،‬ونهج‬ ‫في التسيير اإلداري والتربوي‪ ،‬مع تسخير كل الطاقات‬
‫مجموعة من املؤسسات التعليمية‪ :‬ابتدائية‪ ،‬ثانوية‬ ‫أسلوب التباعد االجتماعي‪ ،‬وقياس درجات احلرارة‪،‬‬ ‫واإلمكانات إلجناح املوسم الدراسي‪ ،‬الذي يتطلب إلزاما‪،‬‬
‫تأهيلية‪ ،‬ملعاينة معوقات الدخول املدرسي قبل بداية‬ ‫دخوال إلى املؤسسات‪ ،‬أو قبلها‪ ،‬مع اعتماد ممرين‬ ‫تضافر جهود اجلهاز اإلداري والتربوي‪ ،‬ومجالس‬
‫أكتوبر‪ ،‬ملعرفة مدى جاهزيتها‪ ،‬لتفادي اإلشكاالت‬ ‫على األقل ‪ .‬ومسافة ال يجب أن تقل عن متر‪ ،‬وتعقيم‬ ‫املؤسسة والهيئات التشاركية‪ ،‬وجمعيات آباء وأمهات‬
‫والسيناريوهات القائمة‪ ،‬خصوصا في ظل وضع وبائي‬ ‫اليدين‪ ،‬باملطهرات الكحولية وتخصيص أحواض للنعل‬ ‫وأولياء التالميذ ‪...‬‬
‫ظل يتفاقم‪ ،‬بشكل ال يبعث عن االرتياح‪!.‬‬ ‫أو األحذية‪ ،‬مع إجبارية استعمال الكمامات‪ ،‬بالشكل‬ ‫في هذا اإلطار اعتمدت الوزارة إطارا مرجعيا كنمط‬
‫< على مستوى سلك االبتدائي‪:‬‬ ‫املطلوب‪ ،‬إلى جانب التهوية الكافية في األقسام مع‬ ‫تربوي‪ ،‬ال سباق له في منظومة التربية والتكوين‪ .‬منط‬
‫إن تنزيل هذا اإلطار املرجعي‪ ،‬اعترضته إكراهات جمة‬ ‫تنظيف وتعقيم مرافق املؤسسة‪.‬‬ ‫يزاوج بني التعلم احلضوري والتعلم الذاتي‪ ،‬في منظومة‬
‫في املؤسسة االبتدائية‪ ،‬حضرية كانت أو قروية‪ .‬وعلى‬ ‫إذا كان هذا البروتكول الصحي إجراء‪ ،‬فرضته الوضعية‬ ‫توافقية تكاملية‪ ،‬تروم التناسق‪ .‬هذا اإلجراء‪ ،‬مينح لكل‬
‫سبيل الذكر وال احلصر مت تسجيل املالحظات التالية‪:‬‬ ‫أو املرحلة‪ ،‬فهل وجد األرضية لتفعيله وأجرأته‪ ،‬داخل‬ ‫جهة أو إقليم‪ ،‬بل وللمؤسسة التعليمية‪ ،‬إمكانية اختيار‬
‫‪ -‬الزال مديرو هاته املؤسسات يشتكون من غياب‬ ‫املؤسسة؟ أو بعبارة أخرى هل املؤسسات التعليمية‬ ‫الصيغ التي تراها تتماشى ووضعية املنطقة أو اجلهة‪.‬‬
‫حراس األمن واملنظفات‪ ،‬األمر يطرح بحدة‪ ،‬خصوصا‬ ‫جتاوبت معه بالشكل الذي ال تعوزها فيه أية اتصاالت‬ ‫في ذات اآلن مع مراعاتها ملستجدات الوباء ومتغيراته‪،‬‬
‫أمام العمل على تطبيق البروتوكول الصحي‪ .‬فاملدير‬ ‫أو عوائق؟‬ ‫وإمكانياتها املادية والبشرية واللوجيستيكية‪.‬‬
‫يشتغل لوحدة‪ ،‬خصوصا في البوادي‪ ،‬مما يزكي‬ ‫هو تساؤل ال ميكن فصله عن الدخول املدرسي في‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬فقد طرحت الوزارة على اآلباء ‪ -‬مع بداية‬
‫الوضعية الصعبة‪ ،‬في تدبير كل شؤون املؤسسة‪.‬‬ ‫كليته ولدى مختلف األسالك التعليمية‪ ،‬علما بانه‬ ‫السنة الدراسية ‪ -‬اختيار أي منط تعليمي يرغبونه‬
‫‪ -‬قلة املقاعد‪ ،‬عند تطبيق مقعد لتلميذ واحد‪ ،‬مما‬ ‫اإلجراء األساسي الذي وجب تفعيله وإقراره‪ ،‬كأولوية‬ ‫ألبنائهم‪ .‬هل التعليم التعليم احلضوري باملؤسسة‪ ،‬أو‬
‫يدفع إلى استعمال املقاعد املهترئة‪ ،‬أو املوجودة مع‬ ‫استراتيجية‪ ،‬صحية وتربوية‪ ،‬كفيلة للتصدي ما أمكن‬ ‫التعليم عن بعد؟ وهذا األخير هو االختيار الذي جعل‬
‫املتالشيات‪ ،‬أو االستعانة باملقاعد الصغيرة‪ ،‬التي‬ ‫للوباء‪ ،‬بني صفوف كل الفاعلني التربويني باملؤسسات‬ ‫األغلبية الساحقة من اآلباء تفضله (ما يفوق ‪.)80%‬‬
‫خصصت أصال‪ ،‬للتعليم األولي ‪.‬‬ ‫التعليمية (إداريني‪ ،‬أساتذة‪ ،‬تالميذ)‪.‬‬ ‫هذا النمط التدبيري‪ ،‬العادي‪ ،‬راعى في ديباجته شروط‬
‫‪ -‬إلى حدود آخر شتنبر‪ ،‬لم تصرف فيه ميزانية‬ ‫كل اإلجراءات التدبيرية ملرحلة اجلائحة على املستوى‬ ‫البرتوكول الصحي‪ ،‬من تفويج التالميذ‪ ،‬وإقرار التباعد‬
‫الصيانة الوقائية لتتبع مقتضيات البروتوكول الصحي‬ ‫الدراسي‪ ،‬من الناحية النظرية‪ ،‬والرهانات املنتظرة‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬إلى جانب التناوب‪ .‬وهو األمر الذي أربك‬
‫داخل املؤسسات‪.‬‬ ‫منها تبدو عملية‪ ،‬وذات فعالية‪ ،‬ال ميكن إنكارها ‪ .‬وعليه‬ ‫إلى حد ما‪ ،‬مجموعة من املؤسسات‪ ،‬التي لم تتجاوب مع‬
‫‪ -‬توقيف عملية الربط باألنترنيت لدى مجموعة من‬ ‫فإن الدخول املدرسي‪ ،‬يكون قد عرف مستجدات كثيرة‪،‬‬ ‫اإلجراء إال بصعوبات بليغة!‬
‫مي الذي‬
‫املؤسسات التعليمية‪ ،‬واللجوء إلى اعتماد «املود ّ‬ ‫وتغيرات على املستوى اإلداري والتربوي‪ ،‬بغية التكيف‬ ‫التعليم عن بعد‪ ،‬إجراء متت جتربته منذ مارس‬
‫تتعثر فيه عملية الربط بني الفينة واألخرى‪.‬‬ ‫مع الوضع‪ ،‬وجتنب أي طارئ سلبي‪ ،‬من شأنه أن يعكر‬ ‫املاضي‪ ،‬وإلى حلول نهايته السنة الدراسية‪ ،‬والذي‬
‫‪ -‬تغيير استعماالت الزمن‪ ،‬لم يراع خصوصيات‬ ‫صفوة األداء التربوي املنشود‪ ،‬وملعاينة واقعية‪ ،‬لتفعيل‬ ‫لم يلق التجاوب الكبير من التالميذ‪ ،‬وال من آبائهم‪،‬‬
‫العالم القروي وتوحيده‪.‬‬ ‫إجراءات املذكرة ‪ ،039 ×20‬التي عملت على تنظيم‬ ‫إن لم نقل من األساتذة واملؤسسات التعليمية عموما‪،‬‬
‫‪ -‬إعادة االشتغال يوم السبت‪ ،‬الذي كان يوم راحة‬ ‫املوسم الدراسي لسنة ‪ 2021 - 2020‬في ظل جائحة‬ ‫وذلك لنقص أو افتقاد العدة الالزمة إليه‪ ،‬من تكوين‬
‫لألطر اإلدارية والتربوية‪ ،‬قياسا إلى استعمال الزمن‬ ‫كوفيد ‪ ،19‬مبرافقها األربعة‪ ،‬تستوقفنا هاته اخلطوط‬ ‫األساتذة ومنصات رقمية داخل املؤسسات‪ ،‬وصبيب‬
‫السابق‪.‬‬ ‫الكبرى األساسية في ديباجيتها‪:‬‬ ‫قوي‪ ،‬ووسائل االستقبال بالنسبة للتلميذ‪ ،‬الذين أعوزت‬
‫‪ -‬هذا التنظيم للزمن التربوي‪ ،‬لم يلق الترحاب‬ ‫‪ - 1‬اإلطار الوطني املرجعي للنمط التربوي القائم على‬ ‫الهشاشة‪ ،‬الكثير منهم‪ .‬لذلك فاستثمار الدروس املوجهة‬
‫ال من طرف اإلدارة‪ ،‬وال الهيئة التربوية‪ ،‬وال اآلباء‬ ‫التناوب بني التعليم احلضوري والتعلم الذاتي‪.‬‬ ‫للتلميذ عبر الشاشات التلفزية واملنصات‪ ،‬غالبا ما كانت‬
‫وأبنائهم‪ ،‬خاصة وأنه مت فرضه من املديريات اإلقليمية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اإلطار الوطني املرجعي للنمط التربوي‪ ،‬القائم على‬ ‫تولد عقيمة‪ ،‬من حيث جلب التلميذ إلى املتابعة الناجعة‪،‬‬
‫في حني‪ ،‬وحسب ما صرح لنا به بعض املديرين‪ ،‬أنه‬ ‫التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫ملفاصل الدرس ومتفصالته‪ ،‬بشيء من التركيز واالنتباه‪،‬‬
‫بإمكان اإلدارة أن تشتغل باستعماالت زمن بديلة‪ ،‬وأكثر‬ ‫‪ - 3‬البرتوكول الصحي للمؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫ناهيك عن الدور السلبي لدى كثير من األسر‪ ،‬في حتفيز‬
‫مردودية وجناعة وقبوال‪ ،‬من طرف اجلميع مع مراعاتها‬ ‫‪ - 4‬كيفية استقبال املتعلمات واملتعلمني باملؤسسات‬ ‫ومساعده أبنائهم‪ ،‬داخل البيت‪ ،‬على هذا النوع من‬
‫لبنية الزمن املدرسي‪.‬‬ ‫التعليمية‪ ،‬في إطار لقاءات التواصل خالل بداية السنة‬ ‫التعليم‪ .‬وذلك إما الغياب الوقت الكافي لديهم‪ ،‬أو غياب‬
‫‪ -‬التسجيل عن بعد‪ ،‬طرح مجموعة مشاكل‪ ،‬ال بالنسبة‬ ‫الدراسية‪.‬‬ ‫مستلزمات التلقي بالبيت من تلفزة‪ ،‬أو حاسوب أو‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‬
‫ملف‬

‫التشوير‪ ،‬امللصقات التوجيهية وعملية التعقيم التي‬ ‫للمستوى األول ابتدائي‪ ،‬بالتعليم األولي ‪ :‬حيث هناك‬
‫< على مستوى سلك الثانوي التأهيلي‪:‬‬ ‫تتم مرتني في اليوم‪...‬‬ ‫من سجل أكثر من عشر مرات‪ ،‬دون أن يتلقى رسالة‬
‫‪ -‬اعتبر احد املديرين ان االرتباك الذي عرفته‬ ‫‪ -‬إكراهات أمام األساتذة لتوزيع ثالثة منهم على‬ ‫القبول!‬
‫املؤسسات التأهيلية‪ ،‬خالل الدخول املدرسي مرده‬ ‫حجريتني‪ ،‬األمر الذي لم يلق التجاوب املنشود‪ ،‬خاصة‬ ‫‪ -‬عدم احترام روافد املؤسسة (األحياء املجاورة)‪ ،‬مما‬
‫باألساس إلى الوباء الذي ال زال يضرب وبقوة من أي‬ ‫مع اشتغالهم ليومني‪ ،‬صباحا ومساء‪ ،‬ودون انقطاع (‪7‬‬ ‫خلق اكتظاظا بالنسبة لبعض املؤسسات‪.‬‬
‫وقت مضى‬ ‫ساعات في اليوم)‪.‬‬ ‫‪ -‬مت التركيز على البروتوكول الصحي‪ ،‬دون العمل‬
‫‪ -‬االمتحان اجلهوي اعتبره بعضهم أنه خطأ قاتل‪،‬‬ ‫‪ -‬هناك بعض األسر يعوزها توفير الكمامات ألبنائها‪،‬‬ ‫على توفير أية سيولة مالية أو عتاد‪ ،‬رغم مجهودات‬
‫ألنه لم ينجز في وقته‪ ،‬خاصة وان املؤسسات كانت‬ ‫مما يجعل اإلدارة تعمل جاهدة لتوفيرها رغم الضائقة‬ ‫املؤسسات ‪.‬‬
‫في جاهزية تامة‪ ،‬منذ شهر يوليوز‪ .‬حيث االستعداد‬ ‫املالية التي تعرفها!‬ ‫‪ -‬لم يعط االهتمام الكافي للجانب التربوي‪ ،‬إذ مت‬
‫اللوجيستيكي والبشري كان قائما‪ ،‬ومت اجتيازه من طرف‬ ‫‪ -‬تدخل جمعيات اآلباء وبعض فاعليات املجتمع‬ ‫التركيز أساسا على البروتكول الصحي دون غيره‪ ،‬علما‬
‫املترشحني األحرار‪ .‬يضاف إلى ذلك‪ ،‬العمل على تأخيره‬ ‫املدني لتوفير مستلزمات التعقيم والكمامات‪ ،‬لكن تبقى‬ ‫بان هناك استمارة تتضمن اجلانب الصحي والتربوي‬
‫وملرتني مما طرح مجموعة إشكاالت‪ ،‬وخلل في الدخول‬ ‫مساهماتهم محدودة‪ ،‬إلى جانب مساهمات جمعية‬ ‫معا‪.‬‬
‫املدرسي‪ ،‬متثلت في عملية التسجيل وإعادة التسجيل‬ ‫مدرسة النجاح‪ ،‬التي ظل رصيدها مرهونا أيضا‬ ‫‪ -‬عدم توفر أساتذة في مجموعة في املؤسسات‪ ،‬على‬
‫األمر الذي أثر على باقي العمليات التعليمية التعلمية‬ ‫مبا ستلتزمه املؤسسة من خدمات ملدة أطول‪ ،‬وعلى‬ ‫الرغم من وجود فائض داخل املديريات اإلقليمية‪ ،‬أو‬
‫مبا في ذلك استئناف الدراسة‪ .‬ناهيك عن انقطاع تالميذ‬ ‫مدار السنة‪ .‬مما قد يحول دون إجنار أشغال وازنة‬ ‫في بعض املؤسسات‪ .‬هاته العملية‪ ،‬بدأت تعرف تدبيرا‬
‫املستوى الثاني بكالوريا‪ ،‬بحجة التحضير لالمتحان‬ ‫باملؤسسة!‬ ‫معينا‪ .‬لكن يالحظ عليها البطء وعدم تسديد اخلصائص‬
‫اجلهوي‪.‬‬ ‫‪ -‬هل األستاذ مطلوب بان يقوم بعملية الدعم‪ ،‬أو‬ ‫بالشكل الكافي‪.‬‬
‫‪ -‬التعليم عن بعد أو التعليم احلضوري‪ ،‬من حيث‬ ‫الدخول في تلقني مقرر السنة اجلديدة؟! وكيف له أن‬ ‫‪ -‬غياب التوصل بجميع الكتب‪ ،‬خاصة مستويات الرابع‬
‫االختيار بينهما لم يطرح بالشكل املنطقي‪ ،‬إذ كان من‬ ‫يقوم بعملية تقومي وتقدمي دروس الدعم‪ ،‬أمام اكراهات‬ ‫واخلامس والسادس‪ ،‬علما بأن تالميذ السنة املاضية‪،‬‬
‫األجدر اعتماد طلبات خاصة باالستفادة‬ ‫واعتبارا النقطاعهم عن التعليم احلضوري منذ ‪16‬‬
‫من التعليم عن بعد‪ ،‬بدل طلب االستفادة‬ ‫مارس‪ ،‬لم يعملوا على استرجاعها للمؤسسات‪.‬‬
‫من التعليم احلضوري‪ ،‬باعتبار هذا األخير‬ ‫‪ -‬التعليم عن بعد‪ ،‬يتعذر‪ ،‬ويطرح صعوبات‬
‫التعليم األساس واملعتمد رسميا وبديهيا‪.‬‬ ‫خاصة في السنوات األولى والثانية والثالثة‬
‫‪ -‬غياب شبه تام‪ ،‬إن لم نقل تاما‬ ‫والرابعة‪ ،‬خصوصا في العالم القروي‪ ،‬حيث‬
‫وكامال للوسائل املالية‪ ،‬لتنزيل البرتوكول‬ ‫الهشاشة‪ ،‬غياب تكافؤ الفرص‪ ،‬واضطرابات‬
‫الصحي‪ ،‬حيث عملت املؤسسات االعتماد‬ ‫الصبيب‪...‬‬
‫على إمكانياتها الذاتية احملدودة ماليا‬ ‫‪ -‬بعض اجلماعات احمللية لم تنخرط في هذا‬
‫وبشريا‪..‬‬ ‫البروتكول!‬
‫ال ننكر بأن الصعوبات التي تركها‬ ‫‪ -‬التالميذ بدورهم أصبحوا يعيشون معاناة‬
‫والبرتوكول الصحي وال زالت‪ ،‬أمام تنظيم‬ ‫التفويج‪ ،‬الذي ال يناسب أغلبيتهم‪ ،‬وال آبائهم‪،‬‬
‫الدخول املدرسي كانت بنيوية‪ ،‬مست‬ ‫على اعتبار أن التلميذ أصبح يدرس نصف حصة‬
‫جل املؤسسات التعليمية‪ ،‬على اختالف‬ ‫أسبوعية (‪ 15‬ساعة)‪ ،‬وقد ال يجد من يستقبله في‬
‫مستوياتها‪.‬‬ ‫البيت‪.‬‬
‫فالظرفية الوبائية كانت قاسية جدا‪،‬‬ ‫‪ -‬أمام هذا اإلكراه‪ ،‬اصبح التلميذ إذن‪ ،‬يحرم‬
‫وخلفت مخاطر على الصحة العامة‬ ‫من نصف احلصص التي كان يستفيد منها سابقا‪.‬‬
‫للمواطنني عموما‪ ،‬لذلك فمستجدات تنظيم الدخول‬ ‫الدروس عن بعد للسنة املاضية‪ ،‬والتي لم يتلقاها‬ ‫وبالتالي ال ميكن املراهنة على التعلم الذاتي‪ ،‬الفتقاد‬
‫املدرسي‪ ،‬كان طبيعيا أن تعرف ارتباكات كثيرة‪ ،‬عملت‬ ‫التلميذ أصال؟!‬ ‫الكفايات الذاتية‪ ،‬خصوصا لدى األسر الهشة‪.‬‬
‫مبوجبها كل أكادميية ومديرية ومؤسسة تعليمية‪،‬‬ ‫‪ -‬غياب الشراكات في مجموعة من املؤسسات‬ ‫‪ -‬تعثر الهاتف املقعر املرتبط بالساتيليت‪ ،‬واملستعمل‬
‫لضمان التأطير السليم للدخول املدرسي وفق ما أتيح‬ ‫االبتدائية‪ ،‬مما انعكس سلبا على املربيات في توصلهم‬ ‫خصوصا في العالم القروي‪.‬‬
‫من إمكانات‪ ،‬ألجرأة الفعل التربوي وأمناطه املعتمدة‪،‬‬ ‫برواتبهم بشكل قار‪ .‬خاصة وان هذا النوع من التعليم‬ ‫‪ -‬اآلباء ‪ :‬أضيف اليهم عبء كبير‪ ،‬خصوصا الذين‬
‫عبر عدة منهجية ‪ -‬كأطر مرجعية ‪ -‬وجب تنزيلها‬ ‫اصبح‪ ،‬وانطالقا من هاته السنة‪ ،‬يقدم باملجان‪ .‬علما‬ ‫يشتغلون‪ ،‬مما جعل أبناءهم عرضة للضياع والقلق‬
‫بإرادة فاعلة وتظافر كل اجلهود‪ ،‬بشريا وتنظيميا‬ ‫متوله‪ ،‬لم حتترم هاته‬
‫بان بعض اجلمعيات التي ظلت ّ‬ ‫والتوجس نحوهم‪...‬‬
‫وماديا وتربويا‪ .‬تلعب فيه املؤسسة التعليمية احلجر‬ ‫املجانية‪ ،‬والوزارة تتملص من واجباتها‪ ،‬من حيث‬ ‫‪ -‬األستاذ بدوره لم يعد يكتفي مبهامه التربوية‬
‫األساس‪ ،‬إلجناح عملية التنزيل‪ ،‬من إدارة تربوية‪،‬‬ ‫الدعم املالي للمربيات!‬ ‫الرسمية فقط‪ ،‬بل أصبح في ظل اجلائحة هاته‪ ،‬يقوم‬
‫ومجالس املؤسسة (مجالس األقسام‪ ،‬مجالس التدبير‪،‬‬ ‫< على مستوى سلك الثانوي اإلعدادي‬ ‫بعمل العون ورجل الصحة‪ ،‬بل واملنظف أحيانا‪...‬‬
‫مجالس تربوية‪ )...‬وكل األطر التربوية واإلدارية بها‪.‬‬ ‫في زيارتنا لبعض مؤسسات التعليم الثانوي اإلعدادي‪،‬‬ ‫‪ -‬اعتبر أحد املدراء أن دور السلطة سلبي إلى حد ما‪،‬‬
‫األمر الذي استدعى االستعداد‪ ،‬ألي حتول أو جتديد‬ ‫وبعد معاينات لوضعياتها‪ ،‬أمام الدخول املدرسي‬ ‫على اعتبار أنها ال تقدم خدمات مباشرة للمؤسسات‪،‬‬
‫لصيغ وأساليب التسيير اإلداري والتربوي‪ ،‬على حد‬ ‫احلالي‪ ،‬استقينا مجموعة مالحظات وتصريحات من‬ ‫بقدر ما تتدخل باألوامر والنهي فقط‪ ،‬وعن بعد (عن‬
‫سواء‪ ،‬في مراعاة خلصوصيات املؤسسات التعليمية‬ ‫أطقمها اإلدارية والتربوية نوجزها فيما يلي‪:‬‬ ‫طريق املقدم)‪.‬‬
‫ومحيطها‪ ،‬وما قد يتطلبه الوضع من استجابة‪ ،‬تتالئم‬ ‫‪ -‬دعم مدرسة النجاح وإلى حدود نهاية شتنبر‪ ،‬هو‬ ‫‪ -‬تأخر مجموعة من األشغال‪ ،‬في عدد من املؤسسات‬
‫واالنسجام السريع‪ ،‬واألجراة الناجعة‪ ،‬ملا مت تنزيله من‬ ‫صفر درهم‪ .‬وأمام هذا الوضع‪ ،‬تكون الوزارة قد تركت‬ ‫على مستوى البنايات‪ ،‬والتي لم تنطلق في العطلة‬
‫أمناط تربوية‪ ،‬تتماشى والكفايات املطلوبة‪ ،‬وهو رهان‬ ‫املؤسسات تتخبط في مشاكل‪ ،‬طرحها الوضع الوبائي‪،‬‬ ‫الصيفية‪ ،‬لذلك فهي حاليا محل إزعاج ألطقم املؤسسة‪.‬‬
‫لم يكن بالسهل‪ ،‬أمام إمكانات املؤسسات اجلد محدودة‪.‬‬ ‫والتي لم جتد بدا من إعداد العدة الالزمة لتجاوزها‬ ‫‪ -‬عدم جاهزية املطاعم املدرسية في تقدمي خدماتها‬
‫لكن إرادة فاعليها كانت أقوى‪ ،‬وسجلت بالفعل جتاوبا‬ ‫‪ -‬الغياب التام لوزارة الصحة والداخلية في‬ ‫للتالميذ الفقراء‪ ،‬األمر الذي ظل يعتبر حافزا على‬
‫يشهد له بالتفاني والتضحيات اجلسام‪ .‬وسيبصم في‬ ‫البرتوكول الصحي‪ .‬مبعنى أنها لم تقدم أي شيء يذكر‬ ‫استمرارية التمدرس‪ ،‬ومحاربة الهدر املدرسي‪...‬‬
‫التاريخ التربوي للمرحلة‪ ،‬أمام صاعقة الوباء‪ ،‬التي‬ ‫للمؤسسات‪!.‬‬ ‫‪ -‬االنتقال من التعليم اخلصوصي إلى العمومي‪،‬‬
‫كانت قاسية من حيث تفشي اإلصابات‪ ،‬أو لطول مدتها‬ ‫‪ -‬املؤسسات الهامشية لم يتفاعل معها املجتمع‬ ‫دون اإلعداد لذلك‪ ،‬جعل املديرين ومؤسساتهم يعيشون‬
‫ومباغتها‪ .‬فالتنويه إذن واجب بكل مكونات املنظومة‬ ‫املدني‪ ،‬وبالتالي فمشاكلها اعوص‪ ،‬باستثناء‪ ،‬ما ميكن‬ ‫ضائقة‪ ،‬ووضعا صعبا في تدبير الدخول أمام محاولة‬
‫التربوية‪ ،‬على مختلف هرميتها ومسؤولياتها‪ ،‬التي‬ ‫أن تقدمه جمعية اآلباء‪ ،‬اذا تواجدت بها‪ ،‬ومتكنت من‬ ‫إرضاء كل آباء وأولياء التالميذ الوافدين‪ ،‬علما بأنه مت‬
‫تفاعلت مع احلدث الوبائي وسجلت بشموخ مهني‬ ‫استخالص واجبات االنخراط فيها‪.‬‬ ‫قبولهم بنسبة تقترب من ‪ . 100%‬مما خلق عددا زائدا‬
‫تدخالت كانت في مستوى التجاوب مع املرحلة بجدية‬ ‫‪ -‬املديريات وإلى حدود التاريخ املذكور سلفا‪ ،‬لم تقدم‬ ‫قياسا مع املواسم السابقة‪.‬‬
‫ال تنكر‪.‬‬ ‫أي شيء للمؤسسات‪ ،‬ال معقمات وال أي شيء‪ ،‬ما عدا‬ ‫‪ -‬أحيانا جند تلميذين أو ثالثة‪ ،‬اختاروا التعليم عن‬
‫خالل أيام االمتحانات بالنسبة للمؤسسات التي كانت‬ ‫بعد‪ ،‬مما يطرح صعوبات في تطبيقه‪ ،‬لذلك كان‪ ،‬لزاما‬
‫*باحث تربوي‬ ‫مراكز لها‪.‬‬ ‫توجيههم نحو متابعة دروس التلفزة‪ ،‬كحل أمام عدم‬
‫عضو المجلس الوطني للتضامن‬ ‫‪ -‬لقد عمل مجموعة من املدراء على االتصال مبحسنني‪،‬‬ ‫توفر األساتذة‪ ،‬والوسائل الرقمية في املؤسسات ‪.‬‬
‫الجامعي المغربي‬ ‫وبعض جمعيات املجتمع املدني لدعم الوضعية احلالية‬ ‫‪ -‬النقص في املوارد البشرية في موازاة مع األعباء‬
‫وما تتطلبه من عدة‪.‬‬ ‫اجلديدة‪ ،‬التي أضيفت في املذكرة ‪ ،039 ×20‬من حيث‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‬
‫إصالح‬

‫من أجل منوذج إرشادي للتوجيه يستجيب لتحديات األلفية الثالثة‬

‫في سياق التنظيم اجلديد للتربية والتكوين والعمل‪ ،‬وانسجاما مع التحوالت السوسيو اقتصادية والتكنولوجية‬
‫الناجتة عن عوملة االقتصاد والتقدم املتسارع في اقتصاد املعرفة وتكنولوجيات املعلومات‪ ،‬أصبحت االستشارة تكتسي‬
‫مطلبا اجتماعيا وتأخذ بعدا عامليا‪ ،‬وبدأ أخصائيو مجال التوجيه املدرسي واملهني ينظرون بكثير من الريبة والشك‬
‫للنظريات واملقاربات والتقنيات املعتمدة في مجال التوجيه املدرسي واملهني واجلامعي‪.‬‬
‫ذ‪ /‬عبد العزيز سنهجي*‬

‫ينخرطون في بناء حياتهم‪ ،‬وذلك‬ ‫من االنتقاالت واالنعطافات املهنية‬ ‫لذا مهما كانت اخلصائص الفردية‬ ‫أدى التشكيك في النماذج واألساليب‬
‫بالتوفيق بني احتياجاتهم ومتطلبات‬ ‫والتحوالت الرئيسية في مجاالت‬ ‫مستقرة‪ ،‬فإن البيئة تتغير بسرعة‪ .‬وهذا‬ ‫املستخدمة إلى بروز حقيقة تتعلق‬
‫السياقات‪ ،‬وال سيما احتياجات الدراسة‬ ‫حياتهم‪ ،‬سواء كانت تغييرات في‬ ‫هو السبب الذي يجعلنا في حاجة إلى‬ ‫باحلاجة إلى منظور جديد لتلبية‬
‫والتكوين والعمل‪ .‬إن مشاكل التوجيه‬ ‫الصحة أو العمل أو العالقات االجتماعية‬ ‫مناذج نظرية تؤكد على املرونة الفكرية‬ ‫تطلعات واحتياجات الناس الذين‬
‫املعاصر‪ ،‬املتعلقة بالطريقة التي يبني‬ ‫أوالعائلية أو احلميمية‪ .‬إن االختيار هنا‬ ‫واللياقة السلوكية والقدرة على التكيف‬ ‫يعيشون في مجتمعات الرقمنة واملعرفة‪.‬‬
‫بها األفراد حياتهم‪ ،‬تؤدي إلى سؤال‬ ‫ليس مسألة رغبة واهتمام فقط‪ ،‬وإمنا‬ ‫والتعلم والتكوين مدى احلياة‪ .‬باإلضافة‬ ‫غير أنه‪ ،‬وحلل هذه املعضلة‪ ،‬يبدو من‬
‫بحثي مختلف عن تلك التي صيغت سابق ًا‬ ‫مالءمة بني معايير وأوليات حتددها‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬ينبغي أن نتبع أساليب جديدة‬ ‫غير املرجح تعميم مناذج وأساليب‬
‫بشأن املطابقة بني الفرد واحمليط املهني‪:‬‬ ‫جتربة وتطلعات الفرد‪ ،‬إنها املفاتيح‬ ‫ملواكبة توجيه األفراد وفق مقاربات‬ ‫جاهزة انتجت في سياقات مغايرة دون‬
‫ما هي عوامل وعمليات بناء الشخص‬ ‫الرئيسية التي تقود وتشكل خيارات‬ ‫دينامية حتفز التفكير اإلبداعي املمكن‬ ‫تكييفها وتبيئتها من أجل استخدامها‪.‬‬
‫دائما فهم‬
‫ً‬ ‫لنفسه؟ في حني أنه من املهم‬ ‫الفرد ومدلوالته األخالقية‪ .‬وقد تشمل‬ ‫لدى الفرد‪ ،‬وتساعده على استكشاف‬ ‫فالدراسات املقارنة والرؤى املتقاطعة‬
‫كيفية اختيار الناس ملهنتهم وكيفية‬ ‫هذه املثل العليا حتقيق الذات‪ ،‬وحتقيق‬ ‫إمكاناته الذاتية‪ .‬كل هذا‪ ،‬أصبح يحتم‬ ‫والنقاشات املهنية ميكن أن يفضوا‬
‫تطور املسارات املهنية مبرور الوقت‪ ،‬إال‬ ‫اإلنصاف والعدالة االجتماعية‪ ،‬واالحترام‬ ‫إعادة صياغة جل املفاهيم املركزية‬ ‫حللول مبتكرة‪ ،‬تساهم في تشكيل‬
‫أننا نحتاج اآلن إلى فهم أفضل لكيفية‬ ‫املتبادل‪ ،‬أو االهتمام باآلخرين‪ ...‬وهذه‬ ‫فينظريات وتقنيات التوجيه في القرن‬ ‫قاعدة أساسية للمعرفة في أبعادها‬
‫بناء األفراد حلياتهم من خالل أعمالهم‬ ‫العناصر هي التي تعتمل في تفكير الفرد‪،‬‬ ‫العشرين‪ ،‬من أجل تكييفها مع اقتصاد‬ ‫النظرية والعملية والسلوكية واملآلية‪،‬‬
‫ووظائفهم‪ .‬ويجب أن نسعى إلى اإلجابة‬ ‫وتشكل حتم ًا مرجعا للفرد لالنخراط‬ ‫ما بعد احلداثة‪ .‬أوال‪ ،‬ألنها تقوم على‬ ‫الكفيلة بتغذية مدخالت وسيرورات‬
‫على السؤال التالي‪ :‬كيف ميكن لألفراد‬ ‫في املستقبل أوترصيد املاضي أو بناء‬ ‫افتراض االستقرار والثبات‪ ،‬باملميزات‬ ‫ومخرجات النموذج اإلرشادي املأمول‪.‬‬
‫أن يبنوا حياتهم على أفضل وجه في‬ ‫احلاضر‪ .‬كل هذه االعتبارات األخالقية‬ ‫الشخصية للفرد وخصائص املسارات‬ ‫وبغية االنخراط في هذا التمرين‬
‫املجتمع البشري الذي يعيشون فيه؟‬ ‫ليست جديدة في نشاط التفكير في حياة‬ ‫املهنية‪ ،‬وتنظر إلى املسارات الوظيفية‬ ‫واملساهمة في هذه العملية احليوية‬
‫وتبرز هذه املسألة البحثية على الفور‬ ‫املرء‪ .‬وإمنا كانت حاضرة دائما في‬ ‫على أنها سلسلة ثابتة من اخلطوات‬ ‫والضرورية‪ ،‬واستنادا إلى مجموعة‬
‫احلاجة إلى مراعاة األنشطة في مختلف‬ ‫تأمالت الشباب الذين كانوا قلقني بشأن‬ ‫واملراحل‪ ،‬بد ًال من النظر إليها عبر‬ ‫من النتائج واملقاربات العلمية املنشورة‬
‫مجاالت احلياة‪ ،‬بدال من مجرد مجال‬ ‫اختيارهم للتوجيه‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في مجتمع‬ ‫منظور ملتو نسقي يوصف اخلطوات‬ ‫في مجموعة من الدراسات األكادميية‬
‫العمل‪ .‬ومن خالل املشاركة في أنشطة‬ ‫اليوم‪ ،‬االعتبارات األخالقية لها أهمية‬ ‫واإلجراءات‪،‬مما يحتم النظر ملراحل‬ ‫واألبحاث العلمية(*)‪ ،‬ميكن تقدمي‬
‫تتوافق مع أدوار مختلفة‪ ،‬يحدد األفراد‬ ‫نفسية أكبر لالعتبارات التالية‪ :‬أو ًال‪،‬‬ ‫املسارات الوظيفية كسيناريوهات تعاش‬ ‫بعض التأمالت واخلالصات املؤطرة‬
‫تلك التي يتردد صداها مع ما هو محوري‬ ‫يضطر األفراد اآلن إلى التفكير في أكثر‬ ‫بشكل فردي‪.‬‬ ‫لوضع لبنات جديدة لنموذج إرشادي‬
‫وأساسي بالنسبة لهم‪ .‬ومن خالل‬ ‫ما يهمهم‪ ،‬ألن الفرد يشعر بأنه محروم‬ ‫يليق بتحديات ورهانات األلفية الثالثة‪:‬‬

‫على مستوى سيرورة بناء‬


‫أنشطتهم‪ ،‬فيما يتعلق بخطاباتهم حول‬ ‫ومعزول في عالم يفتقر فيه للدعم النفسي‬

‫على مستوى محدودية وحدود‬


‫جتاربهم‪ ،‬يبني الناس أنفسهم‪ ،‬ومن مت‬ ‫والشعور باألمن واألمان الذي توفره‬
‫يتم بناء مسارات احلياة‪ ،‬خاصة عندما‬ ‫البيئات األكثر “تقليدانية”؛ ثاني ًا‪ ،‬يدرك‬
‫وتدبير مسار األفراد‬
‫يتخذون خيارات تعبر عن مفاهيمهم‬
‫أيضا‪،‬من‬‫الذاتية‪ .‬ويتم بناء مفهوم الذات ً‬
‫الناس على نحو متزايد املخاطر اجلديدة‬
‫التي تشكلها طريقة حياتهم احلالية‪.‬‬ ‫إن تفكير األفراد يتجه اليوم أكثر إلحداث‬ ‫مناذج ومنهجيات التوجيه‬
‫خالل جتارب محددة يعيشها األشخاص‬ ‫وبالنظر إلى هاتني الظاهرتني‪ ،‬يبدو‬ ‫التوازن بني األنشطة املهنية واحلياة‬ ‫إن بناء املسار الدراسي واملهني‬
‫في مختلف البيئات التي يتواجدون‬ ‫من األهمية مبكان أن يحاول أخصائيو‬ ‫األسرية وتفاعالت العمل واحلياة‪.‬‬ ‫واحلياتي للفرد‪ ،‬هو عمل يهم الفرد‪،‬‬
‫بها‪ ،‬ويستند اإلرشاد في التوجيه على‬ ‫التوجيه بناء مناذج تأخذ بعني االعتبار‬ ‫ولهذا سنالحظ أن العمال الذين تكون‬ ‫وال يتوقف على تلك اخلبرة اخلارجية‬
‫هذه اخلبرات كموارد مهمة ملشاريع‬ ‫احلاالت وخصائص السياقات‪ ،‬وينبغي‬ ‫وظائفهم هامشية‪،‬أو عشوائية‪ ،‬أو مؤقتة‬ ‫للمستشار كما كان سابقا‪ ،‬وإمنا أصبح‬
‫بناء احلياة‪ .‬وميكن تغيير مفهوم الذات‬ ‫أن يتيح لهم استخدامها مساعدة األفراد‬ ‫أو يشتغلون حلسابهم اخلاص يعيشون‬ ‫دور املستشار يتعلق مبساعدة املتعلم‬
‫للناس عن طريق جتارب جديدة أو حتى‬ ‫املشاركني في بناء مشروع حياتهم فهم‬ ‫قلق ًا كبير ًا على نحو متزايد‪ ،‬وهو‬ ‫على إيجاد طريقة في التفكير والفعل‪،‬‬
‫في بعض األحيان عن طريق مراقبة‬ ‫سياقهم اخلاص والتعامل معه‪.‬‬ ‫مؤشر عن الرغبة في إحداث التمفصل‬ ‫ومنهجية لالستفادة من إمكاناته الذاتية‬
‫سلوك اآلخرين‪ ،‬فمصاحلهم ليست مغلقة‬ ‫واالنسجام بني حياتهم املختلفة بحثا‬ ‫ومصادر محيطه املتنوعة واملختلفة‪.‬‬
‫عن األمان واالستقرار‪ .‬ولعل من أهم‬ ‫ولعل من بني األسئلة والتحديات التي‬
‫على مستوى إعادة صياغة‬
‫ونهائية متاما‪ ،‬وذواتهم ليست جامدة‬
‫وإمنا في بناء وإعادة بناء دائمني‪.‬‬ ‫النتائج الرئيسية للتفاعالت املتبادلة‬ ‫يواجهها أخصائيو التوجيه املدرسي‬
‫بني الفرد ومختلف مجاالت احلياة‪،‬‬ ‫واملهني في سياق العوملة والتقدم‬
‫أهداف مواكبة مسارات األفراد‬ ‫هو أنه لم يعد في اإلمكان التحدث بثقة‬ ‫السريع في تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬هي‬
‫متغيرات النموذج اإلرشادي‬ ‫إن العالقة اجلديدة بني الفرد وعوالم‬ ‫كبيرة عن التوجيه املهني أو املشورة‬ ‫تلك املتعلقة بفرص العمل والشغل‪ ،‬حيث‬
‫الدراسة والتكوين والشغل تقتضي وضع‬ ‫في املدرسة‪ .‬بل نحن بحاجة إلى النظر‬ ‫أصبحت أقل قابلية للتنبؤ‪ ،‬في ظل انتقال‬
‫الداعم لألفراد في بناء وتدبير‬ ‫عُ دد جديدة وتنفيذ مخططات مواكبة‬ ‫في “سيرورات بناء وتدبير مسار‬ ‫وظيفي أكثر قلقا وصعوبة وتقطعا‪ .‬ومن‬

‫مسارات حياتهم‬
‫لتنمية كفايات وقدرات األفراد‪ ،‬وينبغي‬ ‫حياة األفراد” التي يخطط من خاللها‬ ‫هنا‪ ،‬أضحت أغلب نظريات وتقنيات‬
‫أن تساعد هذه التدخالت التوجيهية‬ ‫األفراد تدريجيا ويبنون حياتهم من‬ ‫التوجيه‪ ،‬تتعرض اليوم النتقادات كبيرة‬
‫يجب أن نؤكد أن هذا النموذج اإلرشادي‬ ‫األفراد على التفكير في جودة حياتهم‬ ‫خالل مسارهم الوظيفي‪ .‬حيث لم يعد‬ ‫لكونها تنطلق من فرضية إمكانية التنبؤ‪.‬‬
‫يتأسس على التطور والنماء الدائمني‬ ‫ضمن السياقات التي يعيشون فيها‪.‬‬ ‫املراهقون فقط الذين يواجهون السؤال‬ ‫والواقع أن السلوك البشري ليس من‬
‫لألفراد واالقتصاد واملجتمع‪ .‬ويحتاج‬ ‫والهدف من هذا التفكير هو مساعدتهم‬ ‫الرئيسي‪“ :‬ماذا سأفعل بحياتي؟”‬ ‫مسؤولية الفرد فحسب‪ ،‬بل أيضا هو نتاج‬
‫لتوفير البيانات واملعرفة واملهارات‬ ‫على حل املشاكل التي قد تنشأ عندما‬ ‫وإمنا جميع األفراد يواجهون سلسلة‬ ‫للتفاعل مع البيئة مبكوناتها املختلفة‪.‬‬
‫املطلوبة حملللي السياقات البيئية‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‬
‫إصالح‬
‫أصولها وف ًقا للشخص‪ ،‬وتتعدد أسبابها‬ ‫األقل في املجتمعات الغربية‪ ،‬نشهد‬ ‫بناء مسارهم الوظيفي وتكوين هويتهم‪.‬‬ ‫واملعطيات غير اخلطية واحلقائق‬
‫غير اخلطية‪ ،‬مع مراعاة التغييرات في‬ ‫تنوعً ا متزايدًا في احلقائق الفردية‪،‬‬ ‫لذا من األفضل التركيز على استراتيجيات‬ ‫الذاتية املتعددة والنمذجة الدينامية‬
‫االفتراضات املسبقة وتعاريف املشاكل‬ ‫بعيدًا عن املسارات التقليدية‪ .‬قد يعود‬ ‫فعالة حلل املشاكل والبقاء على قيد احلياة‬ ‫والعمل وف ًقا لذلك‪ .‬إن التأسيس لهذا‬
‫أثناء التفاعل‪.‬‬ ‫األشخاص إلى املدرسة في أي عمر‪،‬‬ ‫وديناميات التكيف والتخطيط لبناء احلياة‬ ‫املنظور اجلديد لتطوير منوذج إرشادي‬
‫وهناك من تدربوا ولم يحصلوا على‬ ‫عبر مناقشة مع أولئك الذين يستشيرونهم‬ ‫داعم ملشروع تدبير املسار احلياتي في‬
‫الوظيفة‪ ،‬وهناك من فقدوا وظائفهم‪،‬‬ ‫«كيف يفعلون؟» وليس «ماذا يفعلون؟»‬
‫متغير املشروع الشخصي للفرد‬
‫ظل حتديات القرن احلادي والعشرين‪،‬‬
‫وفقدوا أسرهم عبر الطالق‪ ،‬دون أن‬ ‫يتطلب االنتباه للمتغيرات التالية‪:‬‬
‫عوض االختيار القار‬ ‫متغير الدينامية النسقية‬
‫يفقدوا اعترافهم االجتماعي‪ ،‬ويبدو‬
‫أن هذه التطورات املجتمعية كنتيجة‬
‫سيصبح املشروع الشخصي للفرد‬ ‫طبيعية تبرز أهمية التعايش بني هويات‬
‫عوض السببية اخلطية‬ ‫متغير السياقات واحلاالت واملميزات‬
‫ضمن الرؤية اجلديدة لالستشارة ذلك‬ ‫متعددة وحقائق ذاتية‪ .‬حتى اللجوء‬ ‫لقد تأثر علماء النفس في القرن العشرين‬
‫اجلواب املنهجي الذي سيساعد الفرد‬ ‫إلى االختبارات املوحدة واملقننة‪،‬‬ ‫إن التفكير العلمي التقليدي املؤسس‬ ‫بالعلوم الدقيقة‪ ،‬واعتبروا أن هناك قوانني‬
‫على هيكلة تفكيره وسلوكه وأدائه‬ ‫املؤسسة على احلسابات اإلحصائية‪،‬‬ ‫للنماذج اإلرشادية خطي واستنتاجي‪ .‬ميكن‬ ‫علمية عاملية قادرة على التحكم في السلوك‬
‫ومنتوجه‪ ،‬وسيقود إلى توفير عناصر‬ ‫تعطي اليوم انطباعً ا خاط ًئا‪ ،‬وتؤدي‬ ‫أن يكون مفيدًا وفعالاً ح ًقا عندما يتعلق‬ ‫البشري‪ .‬لذلك يركز البحث على سمات‬
‫إجابة عن ثالثة أسئلة مركزية‪ :‬من‬ ‫إلى نبوءات قد تتحقق تلقائيا‬ ‫األمر بتطبيق قانون عام‪ ،‬فالعديد من خبراء‬ ‫الشخصية وعوامل االستعداد من أجل‬
‫أنا؟ وماذا أريد؟ وكيف ميكن حتقيق‬ ‫وذاتيا ويصعب التحقق من صحتها‬ ‫االستشارة في التوجيه التقليديني يقومون‬ ‫وصف كل من األفراد واملهن‪ .‬ثم‪ ،‬بعد‬
‫ما أريد؟‪ ،‬هذه هي األسئلة املؤطرة لكل‬ ‫وموثوقيتها‪ .‬من املفارقات أيضا‪ ،‬أن‬ ‫مبمارسات عامة ومبنية على أساس فرضية‬ ‫ذلك‪ ،‬استخدموا ملفات توصيف جانبيات‬
‫تفكير او فعل يستند الى مقتضيات‬ ‫املستشارين يحاولون فهم األفراد عبر‬ ‫أن مهارات الشخص ومصاحله قد تسمح‬ ‫األشخاص لتشخيص أفضل تطابق بني‬
‫املشروع الشخصي للفرد‪ ،‬إنها أسئلة‬ ‫لغة التواصل التي قد تتم مبصطلحات‬ ‫لهم بالتنبؤ بالتطورات املستقبلية في‬ ‫الشخص والبيئة‪،‬ومن مت تقدمي خطة‬
‫تستحضر ذلك التفاعل اخلالق بني الفرد‬ ‫ومفاهيم ال تنتمي بالضرورة إلى‬ ‫حياتهم املهنية‪ .‬ومن املفارقات أيضا أن‬ ‫خاصة لطالبي االستشارة‪ .‬ولتحسني هذه‬
‫وما يطرحه من أهداف مستقبلية‪ .‬مما‬ ‫إطارهم املرجعي اللغوي‪ .‬مما يفضي‬ ‫املستشارين ال يزالون يؤمنون بالتفسيرات‬ ‫التشخيصات والقرارات من حيث التوجه‬
‫سيدفع خبراء االستشارة إلى التركيز‬ ‫لنتائج غير منسجمة مع حالة األفراد‪،‬‬ ‫السببية اخلطية‪ .‬إن االفتراض القائل بأن‬ ‫أو القابلية للتوظيف‪ ،‬أدخلوا املهارات‬
‫حول الكيفية املساعدة والداعمة للفرد‬ ‫وهذا يطرح سؤاال كبيرا حول مصداقية‬ ‫املهارات واالهتمامات كافية للنجاح في عمل‬ ‫الفنية واملهارات االجتماعية‪ ،‬سواء كانت‬
‫ليجد طريقة لالستثمار اجليد في ذاته‬ ‫مخرجات هذه العملية‪.‬إذا كانت‬ ‫صحيحا‪ .‬وينطبق‬ ‫ً‬ ‫أو تدريب معني لم يعد‬ ‫مهارات أساسية أو قابلة للتحويل أو‬
‫هناك طرق متعددة لتفسير جتارب‬ ‫الشيء نفسه على االعتقاد بأن مثل هذه‬ ‫محددة‪ .‬وتتمثل املفارقة األساسية في‬
‫ومحيطه‪ .‬وبالتالي‪ ،‬مساعدتنا لهذا‬
‫احلياة املختلفة لألفراد‪ ،‬فمن املمكن‬ ‫املطالب مستقرة وميكن التنبؤ بها‪ .‬صحيح‬ ‫كون هذه األساليب تقود املستشارين إلى‬
‫الفرد ستكون من أجل إقداره على‬
‫أيضا تصور وجهات نظر ومشاريع‬ ‫ً‬ ‫أن بعض املهارات مثل الذكاء العام أو بعض‬ ‫البحث عن أفضل املطابقات املمكنة بني‬
‫متك منظورا منهجيا العتماده في‬
‫مختلفة لبناء حياة الفرد‪ .‬ويتمثل دور‬ ‫القيم األساسية لألشخاص مستقرة نسبيا‪.‬‬ ‫خطط حياة من يستشيرونهم وظروف‬
‫حتقيق طموحاته وأهدافه‪ ،‬عن طريق‬
‫مستشاري التوجيه في تعزيز ومتكني‬ ‫لكن النقطة األساسية هنا هي أنه عندما‬ ‫البيئة‪ ،‬باستخدام األدوات والطرق التي‬
‫توقعها وتوفير ما يلزم من وسائل‬
‫الفرد من التكيف املرن مع النظام البيئي‬ ‫يبني الناس حياتهم ويعيشون في كنفها‪،‬‬ ‫حتد من تأثير املعلومات السياقية‪ .‬غال ًبا‬
‫وشروط ومستلزمات لتحقيقها‪ .‬هكذا‬
‫اخلاص به‪ ،‬وبالتالي فتح آفاق جديدة‬ ‫فإنهم ال يعتبرون مهاراتهم واهتماماتهم‬ ‫ما يعتمد خبراء االستشارة التدابير‬
‫سيصبح املشروع الشخصي للفرد‬
‫للتنظيم الذاتي أو التعاون املشترك‪.‬‬ ‫غير قابلة للتغيير والتحويل‪ .‬عالوة على‬ ‫املوضوعية واملالمح املوحدة في تقدمي‬
‫تلك اآللية التي ستحيل على مجموع‬ ‫ذلك‪ ،‬حتى في مواقف التفاعل مثل اإلرشاد‬ ‫استشاراتهم‪ .‬هذه األساليب ال تزال غير‬
‫السيرورات واملراحل واملنعطفات التي‬ ‫ويفترض أن تساعد املشورة اإلرشادية‬
‫الفرد في عمليات بناء حقائقه الذاتية‬ ‫التوجيهي‪ ،‬ال يستطيع أي أحد التأكد من‬ ‫كافية لوصف األشخاص الذين يتفاعلون‬
‫يقطعها الفرد في إطار منوه اجلسمي‬ ‫سلوك اآلخر بطريقة عقالنية‪ ،‬حتى أثناء‬ ‫في سياقات متعددة وكيف يتكيفون معها‪.‬‬
‫ال من االعتماد على معايير‬‫املتعددة‪ ،‬بد ً‬
‫والفكري والنفسي واالجتماعي‪ ،‬وفي‬ ‫التفاعل البسيط في حل املشكالت‪ ،‬تتغير‬ ‫يجب أن ُينظر إلى الهويات املهنية على‬
‫عالقاته املتعددة واملتشعبة مبختلف‬ ‫موحدة‪ ،‬حيث يظل املهم هو مساعدة‬
‫الفرد على التفاعل مع محيطه ليجدله‬ ‫املواضيع والتعاريف بشكل مستمر‪ ،‬وغال ًبا‬ ‫أنها تغيير في أمناط حياة الشخص‪ ،‬بد ًال‬
‫الفاعلني التربويني واالجتماعيني‬ ‫ما تكون غير خطية‪ .‬إن التغيير املأمول في‬ ‫من االقتصار على نتائج اختبارات يفترض‬
‫واالقتصاديني‪ ،‬املكونني لبيئة مؤسسات‬ ‫معنى وداللة في رؤية نفسه عبر زوايا‬
‫مناذج ومنهجيات اإلرشاد التوجيهي هو‬ ‫أنها ثابتة ومجردة ومبسطة‪ .‬فالفرد ونظامه‬
‫جديدة‪.‬‬
‫التربية والتكوين والشغل والتنشئة‬ ‫توسيع املنظور من نصيحة بسيطة تتعلق‬ ‫اإليكولوجي يشكالن كيا ًنا معقدًا وديناميا‬
‫االجتماعية التي مير بها الفرد ويتفاعل‬ ‫بقرار توجيه إلى خبرة في البناء املشترك‬ ‫ينتج عن التنظيم الذاتي للتكيف املتبادل مع‬
‫معها‪ ،‬وينمو ويتطور أيضا في مناخ‬
‫اجتماعي وثقافي وسياسي له محدداته‬
‫متغير النمذجة عوض التوصيف‬ ‫ودعم األفراد في بناء كلي ملسار حياتهم‪،‬‬ ‫مرور الوقت‪.‬‬
‫قد نحتاج إلى معاجلة تقييم النتائج‬ ‫وحلل املشكالت واكتساب خبرة متعددة‬
‫متغير السيرورة عوض الوصف اجلاهز‬
‫وإكراهاته وخاصياته النوعية‪.‬‬ ‫وكيفية ضمان جودة التفاعل في‬ ‫التوظيفات واالستعماالت‪ ،‬يجب على‬
‫إن إحداث القطعية مع املمارسات‬ ‫توجيه املشورة‪ .‬إن املنهج التجريبي‬ ‫أخصائيي االستشارة اعتماد استراتيجيات‬
‫التقليدية في سياق حتديات األلفية‬ ‫متنوعة واستخدام أدوات وأساليب عديدة‬ ‫أظهرت دراسة طولية أجراها مكتب‬
‫الذي يقارن نتائج مجموعتني(مجموعة‬
‫الثالثة‪ ،‬لن يتأتى إال بتغيير النماذج‬ ‫ومختلفة‪ .‬وملرافقة هذه املهمة املعقدة‬ ‫إحصاءات العمل في الواليات املتحدة‬
‫جتريبية ومجموعة ضابطة) نادر ًا ما‬ ‫(‪ )2002‬أن الشباب دون سن ‪ 36‬يغيرون‬
‫اإلرشادية وطرق تقدمي املشورة ملساعدة‬ ‫يكون مناس ًبا للبحث في مجال اإلرشاد‬ ‫املتمثلة في بناء مسار حياة الفرد‪ ،‬سيتطلب‬
‫األفراد على تدبير وقيادة مشاريعهم‬ ‫األمر العديد من اجللسات والكثير من‬ ‫وظائفهم في املتوسط كل عامني تقري ًبا‪.‬‬
‫التوجيهي‪ .‬حيث إن املشاريع الشخصية‬ ‫في حني أكدت دراسات أخرى‪،‬أن األفراد‬
‫الدراسية واملهنية واحلياتية‪ .‬سيكون‬ ‫لألفراد تكون متفردة‪ ،‬وبالتالي مختلفة‪.‬‬ ‫املواكبة بالتعاون مع طالب االستشارة ومع‬
‫من املفيدبناء ومنذجة هياكل تقييمية‬ ‫من يهمه األمر‪ ،‬وصياغة وتدقيق فرضيات‬ ‫أصبحوا يزاولون أكثر من مهنة‪ ،‬ومعظم‬
‫هذا هو السبب في أن تفاعل املشورة‬ ‫املهن غير مستقرة‪ ،‬و‪ 70‬في املئة من‬
‫تستحضر املتغيرات السالفة‪ ،‬قصدتقييم‬ ‫الفعالة ميكن أن يتكيف مع املستفيد‬ ‫العمل الختبارها وتقييمها‪،‬كما يجب تكرار‬
‫جناعة وفعالية وأثر هذه التدخالت‪،‬‬ ‫هذه العملية بشكل دوري للوصول إلى حلول‬ ‫مواليد اليوم سيمارسون مهن غير موجودة‬
‫فقط‪ ،‬فإن مت حتويله إلى عالج منطي‬ ‫أصال‪ ،...‬لذا فإن االختيار الوحيد لوظيفة‬
‫بهدف التنبؤ بالتمظهرات املستقرة‬ ‫مرضية وقابلة للتطبيق في احلياة‪.‬‬
‫موحد سيقلل من فائدته ومفعوله‪ .‬جند‬ ‫واحدة مدى احلياة هو أسطورة أكثر منه‬
‫ال من النظر في النتائج‬‫للمتغيرات‪ ،‬بد ً‬
‫أنفسنا‪ ،‬اليوم‪ ،‬نواجه صعوبات مماثلة‬ ‫حقيقة‪ .‬ومن املؤكد أنه في القرن العشرين‬
‫من زاوية املتغير الواحد‪ .‬هذا من شأنه‬
‫أن يعطي األمل في أن تنتهي وإلى األبد‬
‫عندما نحاول حتديد نتائج تفاعل‬
‫املشورة من خالل متغير تابع واحد‪،‬‬
‫متغير احلقائق السردية عوض‬ ‫مت توظيف العديد من الناس لعقود عمل‬
‫طويلة األمد على أساس تكريس الوالء‬
‫واحدة من أهم االنتقادات لالستشارات‬
‫في مجاالت الدراسة والعمل واحلياة‪،‬‬
‫حتى عندما نستخدم متغيرات جديدة‬ ‫احلقائق العلمية‪:‬‬ ‫واألمن‪ .‬واملفارقة احلالية هي أن خبراء‬
‫مثل الرضا واالرتياح فيما يتعلق‬ ‫خالل القرن العشرين‪ ،‬مت ترتيب‬ ‫االستشارة يواصلون حتليل الوضع بنفس‬
‫وهي عدم وجود أدلة جتريبية كافية‬ ‫بالقرار‪ ،‬والتكيف مع املواقف اجلديدة‪،‬‬ ‫املسارات التي يتبعها األفراد وف ًقا‬ ‫الطريقة واملقاربة من حيث احلياة الوظيفية‪،‬‬
‫حول موثوقيتها وفعاليتها‪.‬‬ ‫وقبول وضعه الشخصي‪ .‬كما ميكن‬ ‫للمعايير املجتمعية املعمول بها‪:‬‬ ‫في حني أن الناس يغيرون وظائفهم‬
‫أن يؤدي االعتماد على اإلحصاءات‬ ‫التدريب أوال‪ ،‬ثم العمل‪ ،‬وأخيرا‬ ‫باستمرار‪ .‬وبالنسبة لغالبية الناس الذين‬
‫* مفتش منسق جهوي‬ ‫الوصفية البسيطة إلى جناح محدود‬ ‫األسرة‪ .‬حيث كان التكامل واالعتراف‬ ‫يلجؤون إلى خبرة مستشاري التوجيه‪ ،‬لم‬
‫بأكاديمية الرباط سال القنيطرة‬ ‫فقط‪ ،‬ألن الدعم النفسي يعالج العديد‬ ‫االجتماعي يعتمدان بشكل أساسي‬ ‫يعد التحدي يتمثل في اتخاذ خيار مهني‬
‫من احلقائق الذاتية‪ ،‬والتي تختلف‬ ‫على هذه النظم املرجعية‪ .‬اليوم‪ ،‬على‬ ‫واحد‪ ،‬بل حتمل املسؤولية في سيرورة‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪10‬‬
‫إصالح‬

‫ألول مرة ‪ ،‬في مدارسنا أطر للدعم االجتماعي والنفسي تصاحب التالميذ‬
‫سيصبح في مدارسنا أطر يستمعون ملشاكل تالمذتنا يساعدونهم على تعثراتهم في الدراسة ويدعمون‬
‫مواهبهم ويساهمون في إرساء مبادئ املساواة واالنصاف وتكافؤ الفرص ونشرها في صفوف املتمدرسني…‪..‬‬
‫مطلب لم يكن يتحقق اال من خالل بعض جمعيات املجتمع املدني التي كانت تلعب هذا الدور داخل بعض املؤسسات‬
‫‪ ،‬ملساعدة التالميذ في وضعيات صعبة ‪،‬والتي كانت جتابه بالرفض أحيانا من قبل اإلدارة التربوية في العديد من‬
‫احلاالت‪.‬‬ ‫ذ‪/‬فاطمة الطويل‬

‫الصحي باملؤسسة التعليمية‪.‬‬ ‫تنظيم وتتبع أنشطة احلياة املدرسية وإعداد‬ ‫وحركيتهم باإلضافة إلى املساهمة في إعداد‬ ‫‪ ‬اليوم أصبح وبقرار وزاري‪ ،‬توظيف اطر‬
‫– إخبار االدارة واالساتذة بوضعية التالميذ‬ ‫وتنفيذ وتتبع مشروع املؤسسة واملشاركة في‬ ‫وتنفيذ وتتبع مشروع املؤسسة وتنظيم و‬ ‫في الدعم االجتماعي من خالل مباراة مفتوحة‬
‫الصحية واالجتماعية‪.‬‬ ‫األنشطة الثقافية والفنية العامة ‪،‬كما يقوم‬ ‫تتبع أنشطة احلياة املدرسية‪ ،‬أما في مجال‬ ‫امام حاملي الشهادات اجلامعية في الفلسفة‬
‫– التواصل مع اسر التالميذ املتعثرين في‬ ‫بأشغال املكتبة املدرسية وتسييرها وتنشيطها‬ ‫التدبير التربوي والتواصل فتعمل هذه الفئة‬ ‫وعلم االجتماع وعلم النفس ‪ ،‬قصد االستماع‬
‫الدراسة آو املنقطعني عنها‪.‬‬ ‫واحملافظة على الكتب والسهر على صيانتها‬ ‫على املساهمة في تنظيم حمالت اإلعالم‬ ‫وتقدمي املشورة والدعم للتالميذ واوليائهم‬
‫– القيام بدور الوساطة والدعم السمعي‬ ‫أما بخصوص فئة امللحقني االجتماعيني‪،‬‬ ‫والتوجيه واألنشطة املرتبطة بها واملساهمة‬ ‫لتعزيز االندماج االجتماعي ومصاحبة‬
‫والعمل على محاربة الظواهر والسلوكات‬ ‫فيعملون حتت إشراف اإلدارة التربوية‬ ‫في إعداد وتنظيم وتنسيق األنشطة التربوية‬ ‫التالميذ ومالمسة كل ابعاد شخصيتهم‬
‫املشينة في الوسط املدرسي‪.‬‬ ‫للمؤسسة مبهام الدعم النفسي واالجتماعي‬ ‫و الثقافية و الرياضية باملؤسسة التعليمية‬ ‫املعرفية واالجتماعية والسلوكية وغيرها…‪.‬‬
‫– إعداد دفاتر خاصة للتالميذ املتعثرين‬ ‫والصحي للمتعلمات واملتعلمني وفق املجاالت‬ ‫واحلرص على احترام املتعليمن للنظام‬ ‫وهي مبادرة الميكن إال تثمينها ألنها سوف‬
‫وذوي االحتياجات اخلاصة حسب احلاالت‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫الداخلي للمؤسسة واملساهمة في عمليات‬ ‫تساعد ال محالة في حتسني جودة التعلمات‬
‫لإلحصاء واملصاحبة والتتبع‪.‬‬ ‫– االستماع وتقدمي املشورة والدعم للتالميذ‬ ‫التعبئة و التواصل حول املؤسسة التعليمية‬ ‫واالرتقاء باحلياة املدرسية ‪.‬‬
‫– تنظيم عروض ولقاءات مع املختصني حول‬ ‫واوليائهم لتعزيز االندماج االجتماعي‬ ‫واملساهمة في املداومة خالل العطل املدرسية‪.‬‬ ‫مبادرة التوظيف شملت أيضا وألول مرة‬
‫قضايا االسرة والتالميذ‪.‬‬ ‫– مصاحبة التالميذ ومالمسة كل أبعاد‬ ‫أما فيما يتعلق مبهام احمللقني التربويني‬ ‫‪،‬مناصب اطر الدعم اإلداري والتربوي ‪ ،‬التي‬
‫– املساهمة في عمليات التعبئة والتواصل‬ ‫شخصيتهم (البعد املعرفي واالجتماعي‬ ‫فتتجلى في املساهمة في األعمال االدراية‬ ‫فتحت في وجه حاملي الشهادات في شعب‬
‫حول املؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫والسلوكي والوجداني)‬ ‫املتصلة بتسجيل التالميذ و مسك نقط املراقبة‬ ‫وتخصصات مختلفة لتعزيز اإلدارة التربوية‬
‫– املساهمة في املداومة خالل العطل‬ ‫– محاربة الظواهر والسلوكات السلبية‬ ‫املستمرة و االمتحانات املدرسية ومرافقة‬ ‫بجيل من الشباب ينعش فضاءات مؤسساتنا‬
‫املدرسية‬ ‫التعليمية ‪.‬‬
‫‪-‬املساهمة في إعداد وتنفيذ‬ ‫القرار كانت قد أصدرته وزارة‬
‫وتتبع مشروع املؤسسة‪.‬‬ ‫التربية الوطنية والتكوين‬
‫– املساهمة في ترسيخ قيم‬ ‫املهني والتعليم العالي والبحث‬
‫املواطنة والسلوك املدني بالوسط‬ ‫العلمي في ‪ 4‬نونبر‪ 2020‬حددت‬
‫املدرسي وفي تأسيس األندية‬ ‫فيه مجاالت مهام اطر الدعم‬
‫وتتبع ومواكبة أنشطتها‪.‬‬ ‫اإلداري والتربوي واالجتماعي‪،‬‬
‫– املساهمة في تنمية الشراكات‬ ‫والذي جاء مبنيا على املرسوم‬
‫واالتصال باإلدارات واجلماعات‬ ‫رقم ‪2.02.854‬الصادر في ‪10‬‬
‫واجلمعيات لدعم فئات التالميذ‬ ‫النظام‬ ‫فبراير ‪2003‬بشأن‬
‫من املعوزين وذوي االحتياجات‬ ‫األساسي اخلاص مبوظفي وزارة‬
‫اخلاصة‪.‬‬ ‫التربية الوطنية كما مت تغييره‬
‫– املساهمة في إرساء مبادئ‬ ‫وتتميمه‪ .‬وأيضا االطالع على‬
‫املساواة واإلنصاف وتكافؤ‬ ‫األنظمة األساسية اخلاصة بأطر‬
‫الفرص ونشرها في صفوف‬ ‫األكادمييات اجلهوية للتربية‬
‫املتمدرسني‪.‬‬ ‫والتكوين املؤرخة بتاريخ ‪15‬‬
‫أطر الدعم اإلداري و التربوي‬ ‫مارس ‪.2019‬‬
‫و االجتماعي‪ ،‬يقومون مبهام‬ ‫قرار سعيد امزازي‪ ،‬وزير‬
‫أخرى مرتبطة مبستجدات‬ ‫التربية الوطنية‪ ،‬بضخ دماء‬
‫املنظومة التربوية التي حتددها‬ ‫شابة جديدة في شرايني اإلدارة‬
‫اإلدارة‪،‬حسب ما جاء به القرار‬ ‫التربوية أعطى االنطباع بالرغبة‬
‫الوزاري‪.‬‬ ‫في التغيير وتخفيف املشاكل على‬
‫وهي القرارات التي لقيت‬ ‫األطر التربوية التي ظلت تعاني‬
‫استحسانا من طرف اغلب املهتمني بالشأن‬ ‫باملؤسسة التعليمية‪.‬‬ ‫التالميذ ذوي اإلعاقة ومساعدة األساتذة على‬ ‫من تراكم املهام مع النقص الكبير في األطر‬
‫التربوي الذين يخبرون واقع اإلدارة التربوية‬ ‫– محاربة الهدر املدرسي وتقدمي الدعم‬ ‫إجناز دروس الدعم التربوي وحراسة الفروض‬ ‫اإلدارية التربوية وعدم حتديد املهام املوكولة‬
‫في املدارس العمومية‪ ،‬وأيضا على اإلداريني‬ ‫للتالميذ املتعثرين وذوي االحتياجات‬ ‫ودروس التعليم عن بعد واملساهمة في تنظيم‬ ‫اليها‪،.‬حيث حدد القرار الوزاري اجلديد‬
‫الذين يعانون األمرين بسبب النقص الكبير في‬ ‫اخلاصة‪.‬‬ ‫املباريات واالمتحانات املدرسية وامتحانات‬ ‫مجاالت مهام ملحقي االقتصاد واالدارة‬
‫األطر اإلدارية مما يؤدي بهم في اغلب احلاالت‬ ‫– دراسة أسباب االنقطاع الدراسي وتقدمي‬ ‫الكفاءة التربوية والكفاءة املهنية واملشاركة‬ ‫ومجاالت مهام امللحقني التربويني ومجاالت‬
‫ملزاولة أكثر من مهمة لسد هذا الفراغ‪.‬‬ ‫التوصيات الضرورية ملجالس املؤسسة‬ ‫في جلن احلراسة واملساهمة في عمليات‬ ‫مهام امللحقني االجتماعيني‪.‬‬
‫جتدر االشارة إلى ان اختبارات مباريات‬ ‫واقتراح صيغ معاجلتها‪.‬‬ ‫التعبئة و التواصل حول املؤسسة التعليمية‬ ‫و تتجلى مهام ملحقي االقتصاد واإلدارة‬
‫توظيف امللحقني التربويني وامللحقني‬ ‫– إدماج مقاربة النوع في الوسط املدرسي‪.‬‬ ‫واملداومة خالل العطل املدرسية والعمل على‬ ‫في العمل‪ ،‬حتت إشراف اإلدارة التربوية و‬
‫االجتماعيني وملحقي االقتصاد واإلدارة‬ ‫– املساهمة في اجناح العملية التعلمية‬ ‫احترام املتعلمني للنظام الداخلي للمؤسسة‬ ‫أطر التوجيه والتخطيط التربوي وأطر هيئة‬
‫قد جرت‪ ،‬والول مرة ‪،‬يوم‪ 25‬نونبر‬ ‫التعليمية من خالل مساعدة األساتذة على‬ ‫ومراقبتهم أثناء االستراحة أو بالقسم‬ ‫التسيير واملراقبة املادية واملالية ‪،‬على التسيير‬
‫‪  2020‬وسيخضع الناجحون في هذه‬ ‫القيام بواجباتهم التربوية‪.‬‬ ‫الداخلي واملطعم املدرسي وضبط الدخول‬ ‫املادي واملالي واحملاسباتي للمؤسسات‬
‫املباريات للتكوين التأهيلي ابتداء من شهر‬ ‫– إعداد وتنفيذ برامج العمل املرتبطة‬ ‫واخلروج وتسجيل و توثيق الغياب وضمان‬ ‫التعليمية وا لداخليات واملطاعم املدرسية‬
‫دجنبر‪ 2020‬وذلك استعدادا للدخول التربوي‬ ‫بالوقاية الصحية واالجتماعية في الوسط‬ ‫األمن داخل املؤسسة التعليمية وحماية صحة‬ ‫واألعمال اإلدارية املتصلة بتسيير املؤسسة‬
‫‪.2022-2021‬‬ ‫املدرسي‪.‬‬ ‫التالميذ‬ ‫وإجناز مختلف عمليات اإلحصاء والقيام‬
‫– احلرص على ممارسات النظافة واألمن‬ ‫كما يعمل امللحق التربوي على املساهمة في‬ ‫باألعمال اإلدارية املتعلقة بتسجيل التالميذ‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪11‬‬
‫إصالح‬

‫متطلبات إصالح شمولي وعميق ملنظومة التعليم باملغرب‬


‫إن حتقيق منظومة تعليمية حديثة متناسبة مع متطلبات التنمية باملغرب‪ .‬يتطلب عملية إصالح شمولي وعميق‬
‫لعناصرها ومكوناتها‪ .‬يفرض نفسه في ظل سياق دولي ووطني دائم التغيير‪ .‬مع بروز أحداث عاملية متسارعة ‪،‬‬
‫كجائحة كورونا ‪ ،‬وما تطرحه من حتديات ‪ ،‬أرغمت الدول واحلكومات على التأقلم مع تداعياتها‪ .‬ومنحتها فرصة‬
‫إلعادة ترتيب اولوياتها عند صياغة سياساتها التعليمية‪ .‬وفق رؤية مستقبلية‪.‬‬
‫د‪/‬عبد العزيز امعاشو‬

‫طبقاتهم ومكانتهم االجتماعية‪ ،‬بشكل‬ ‫االصالح الكلي‪ .‬إال أن الواقع يبني‬ ‫واملساواة‪.‬‬ ‫ان فرض صيغ جديدة للعمل عن بعد‬
‫سهل ‪،‬ومبواصفات اجلودة ويؤكد ذلك‬ ‫بامللوس أن هده العمليات مجرد‬ ‫فمنذ بداية االستقالل حتى اآلن‪،‬‬ ‫في ميادين متعددة وباألخص التعليم‬
‫الفصل‪ ....(31‬احلصول على تعليم‬ ‫ترميم لإلجزاءاملكونة للمنظومة‬ ‫عرفت املنظومة التربوية مجموعة‬ ‫أضحى لزاما على الدول واحلكومات‬
‫عصري‪ ،‬ميسر الولوج وذي جودة )‪.‬بل‬ ‫التعليمية يتم من خاللها احتواء‬ ‫من اإلصالحات‪ ،‬شكلت لها لقاءات‬ ‫التأقلم مع الوضع اجلديد‪ ،‬والتفكير‬
‫أنشأت الدولة هيئة استشارية ملتابعة‬ ‫االنتقادات واالحتجاجات االجتماعية‬ ‫ومناظرات‪ ،‬وجلان من بينها‪:‬‬ ‫في تطويره بل حتى تقنينه‪.‬‬
‫تنفيذ األهداف التربوية والتعليمية‪.‬‬ ‫والسياسية‪.‬باصالح جاهز يقدم‬ ‫> اللجنة الرسمية إلصالح التعليم‬ ‫من جهة ثانية برزت اكراهات وطنية‬
‫وتقييم مخرجات املنظومة التعليمية‪.‬‬ ‫وصفة تناسب اجلميع دون مراعاة‬ ‫‪ ،1957‬اللجنة العليا للتعليم ‪، 1958‬‬ ‫ومحلية تفرض صياغة منوذج‬
‫حيث اعتبرالفصل‪(168‬أن إحداث‬ ‫لالولويات واالحتياجات االجتماعية‪.‬‬ ‫مناظرة املعمورة‪1964‬‬ ‫تنموي جديد‪ ،‬والذي يجب أن يتموقع‬
‫مجلس التربية والتكوين كهيئة تعنى‬ ‫ودون أن حتقق أهدافها املعلنة‪ .‬بل‬ ‫> مشروع إصالح التعليم بأفران‬ ‫فيه موضوع إصالح التعليم كأحد‬
‫باالستشارة وتقدمي الرأي وتقييم‬ ‫ساهمت كثيرا في فشل اجلهود‬ ‫‪.1980‬‬ ‫املداخل الرئيسية لعمل اللجنة املكلفة‬
‫السياسات والبرامج التي تخص‬ ‫املبذولة إلصالح التعليم‪.‬‬ ‫> اللجنة الوطنية املختصة بقضايا‬ ‫بصياغته‪ .‬وركنا أساسيا للتنمية‬
‫التربية والتكوين‪ .‬إلرساء تعليم‬ ‫إن غاية الدول من إصالح وتطوير‬ ‫التعليم ‪.1994‬‬ ‫الشاملة‪.‬‬
‫منوذجي‪ ،‬قوامه اجلودة واإلنصاف‬ ‫منظومة التعليم هو حتقيق تنمية‬ ‫> امليثاق الوطني للتربية والتكوين‬ ‫تبعا لذلك ميكن التفكير والتأمل‬
‫وميكن من اإلسهام في تنمية البالد‬ ‫شاملة‪ ،‬في أبعادها املختلفة ‪.‬األمر‬ ‫(‪.) 1999/2000‬‬ ‫في صياغة إصالح شمولي‪ ،‬سيرا‬
‫وانخراطها الفاعل في مجتمع املعرفة‬ ‫الذي يقتضي إصالح منظومة‬ ‫االستعجالي‬ ‫البرنامج‬ ‫>‬ ‫على نهج بعض دول العالم الثالث‬
‫والثقافة وفي ترسيخ القيم اإلنسانية‬ ‫التعليم كوحدة متكاملة ال ميكن‬ ‫(‪ ، ) 2009/2012‬الرؤية االستراتيجية‬ ‫التي انكبت على مراجعة أنظمتها‬
‫وفضاءللسلوك املدني‪) .‬‬ ‫جتزئتها ومبنهجية شاملة جلميع‬ ‫(‪.) 2015/2030‬‬ ‫التعليمية مراجعة شاملة وجدرية‪.‬‬
‫أن هده األهداف املرجوة لتحقيق‬ ‫مكوناتها األفقية و العمودية‪ ،‬من‬ ‫ان اإلصالحات التي عرفتها املنظومة‬ ‫بهدف إعداد مواطنيها ومجتمعاتها‬
‫منوذج للتعليم متميز باملغرب‪ ،‬يبقى‬ ‫برامج وسياسات‪ ،‬ومناهج وبنيات‬ ‫التعليمية قبل صدور امليثاق الوطني‬ ‫للقرن احلالي وللمستقبل‪.‬‬
‫طموحا بعيد املنال‪ ،‬فالواقع يبني‬ ‫مالية ومادية‪ ،‬وعناصربشرية‪....،‬‬ ‫للتربية والتكوين‪ ،‬صنفت كإصالحات‬ ‫ولربح هدا الرهان باملغرب أكد‬
‫ضعف السياسات التعليمية املتعاقبة‬ ‫جلعلها قادرة على التنافس بني الدول‬ ‫جزئية‪ ،‬بحيث مست مجاالت محدودة‬ ‫املجلس األعلى للتربية والتكوين خالل‬
‫في حتقيق أهدافها‪ .‬وقد أورد املجلس‬ ‫بأساليب اإلبداع واالبتكار والبحث‬ ‫في معاجلة اإلشكاالت التعليمية‪ ،‬على‬ ‫انعقاد دورته‪17‬على ترسيخ مبدأ‬
‫األعلى للتربية والتكوين في تقريره أن‬ ‫العلمي‪.‬وجزءا من استراتيجية شاملة‬ ‫مستوى الهيكلة والتنظيم‪ ،‬أوالتشريع‪،‬‬ ‫حتمية اإلصالح العميق للمنظومة‬
‫حتليل املؤشر الوطني لتنمية التربية‬ ‫إلصالح املجتمع ‪..‬‬ ‫ونظام االمتحانات والتقييم‪.. .‬‬ ‫التعليمية‪ .‬باعتباره مطلبا عاما ال‬
‫الذي يضم ‪ 157‬مؤشرا يبني أن بعد‬ ‫ان ترسيخ إصالح شامل وعميق‬ ‫بعد صدور امليثاق الوطني للتربية‬ ‫يقبل أي تأخير وسيكون له أثر على‬
‫اإلنصاف هو الذي يحتل أحسن موقع‬ ‫للتعليم يحدث أثره على األوضاع‬ ‫والتكوين كوثيقة عملية مختلفة في‬ ‫مستويات عدة اقتصادية واجتماعية‬
‫بنسبة ‪ 62‬في املائة سنة ‪ .2018‬أما‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬ ‫منهجية إعدادها ورهاناتها عن ما‬ ‫وثقافية وأخالقية ودينية‪.‬‬
‫بعد اجلودة واالرتقاء فلم يحقق بعد‬ ‫‪ ..‬يبتغي جعل املجتمع أولويته‪،‬‬ ‫سبقها من إصالحات ‪.‬بدأت عملية‬ ‫من هدا املنطلق ميكن رصد مرتكزين‬
‫نصف األهداف احملددة لهما‪/48،7( .‬‬ ‫بتبني حاجيات أفراده‪،‬وإعادة الثقة‬ ‫اصطفاف سياسي ملحوظ بني مؤيد‬ ‫أساسيني لبلورة إصالح شمولي‬
‫و‪ )/49،3‬على التوالي‪.‬‬ ‫للمواطنني في عمل مؤسساتهم‬ ‫ومعارض‪.‬انعكست على اإلصالحات‬ ‫وعميق ملنظومة التعليم باملغرب‪،‬‬
‫ان التجاوب مع احتياجات املجتمع‬ ‫‪.‬وميكن أن يتحقق دلك من خالل‬ ‫التي تلتها‪ ،‬والتي اتسمت بضعف‬ ‫يتأسسان على ‪:‬‬
‫تفرض تبني خياراته‪ ،‬بإدخال أمناط‬ ‫حتسني اخلدمات العامة وتقريبها‪.‬‬ ‫تنزيل مقتضياتها‪ .‬وبالرغم من‬ ‫مقاربة جتعل من املجتمع محور اية‬
‫جديدة من التعليم في املستقبل‪،‬تتوجه‬ ‫وأهمها التعليم اجليد‪،‬القائم على‬ ‫التأكيد على ضرورة االلتزام بالتدرج‬ ‫عملية إصالحية وفي قلبها ‪.‬وايضا‪.‬‬
‫إلى تفضيل احتياجات املواطن‬ ‫وتكافؤالفرص‪.‬وتعزيز‬ ‫اإلنصاف‪،‬‬ ‫في تفعيل مقتضياتها‪ ،‬االانهااقتصرت‬ ‫حتديث آليات واساليب عمل‬
‫املستقبلية واملتوقعة‪.‬‬ ‫فرص التعلم مدى احلياة ‪.‬في تناغم‬ ‫في غالبيتها على جوانب شكلية‪:‬‬ ‫املنظومة بالشكل الذي يحقق جميع‬
‫تام مع منظور (اليونسكو) عند‬ ‫تقنياتوأدوات‪-‬استعمال‬ ‫بإدخال‬ ‫أهدافها‪.‬‬
‫املجتمع القادم مجتمع معلوماتي‪،‬‬ ‫حتديدها للهدف الرابع من اهداف‬ ‫احلاسوب‪-‬االعتناء باللغة اإلجنليزية‬
‫في حاجة إلى عقليات قادرة على‬ ‫التنمية املستدامة‪.‬‬ ‫‪-‬الربط بشبكة اإلنترنت‪ .‬وهو ما ذهب‬
‫أولوية املجتمع في اإلصالح الشمولي‬
‫التعامل مع الكم الهائل من املعلومات‬ ‫‪ .‬ويتضح انه على الرغم من املكانة‬ ‫إليه املجلس األعلى للتربية والتكوين‬ ‫والعميق ملنظومة التعليم‪....... .‬‬
‫والبيانات وتوظيفها‪ .‬وابتكار احللول‬ ‫املتميزة التي يحتلها احلق في‬ ‫عند تقييمه لهده اإلصالحات بحيث‬ ‫يتم النظر للتعليم كأساس لتقدم‬
‫والبدائل العلمية ملا يصادفها من‬ ‫التعليم دستوريا‪ ،‬من خالل فصوله‬ ‫اعتبرها بدون فعالية وال تنعكس‬ ‫املجتمع‪ .‬لذلك ينصح بسلك املنهج‬
‫مشكالت‪.‬‬ ‫كخدمة عمومية‪ ،‬مجانية بحسب‬ ‫إيجابا على حتديث املنظومة‪.‬‬ ‫الشمولي عند إصالحه‪ .‬الذي بإمكانه‬
‫ستقتحم تكنولوجيا االتصاالت جميع‬ ‫الفصل ‪32‬من الدستور املغربي لسنة‬ ‫وعلى الرغم من تشبث احلكومة‬ ‫أن يعكس رغبة املجتمع وتوجهاته‬
‫مفاصل احلياة ومنها التعليم‪( .‬مثل‬ ‫‪(2011‬التعليم االساسي حق للطفل‬ ‫والوزارة الوصية على القطاع‪،‬‬ ‫وغاياته من التعليم‪ ،‬وأسس تنظيمه‬
‫التعليم عن بعد‪-‬التعليم اإللكتروني‬ ‫وواجب على الدولة واالسرة)‪.‬ومفتوح‬ ‫واعتقادهما بأن منهجية اإلصالح‬ ‫وتوجيهه‪ .‬بالشكل الذي يساهم في‬
‫‪-‬التعليم املبرمج )‪.‬وسيصبح التعليم‬ ‫الولوج أمام املواطنني على اختالف‬ ‫تقتضي التدرج عبر مراحل لبلوغ‬ ‫محاربة اإلقصاء والفوارق‪ .‬ويحقق‬
‫اإلدماج االجتماعي واإلنصاف‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪12‬‬
‫إصالح‬
‫يساعد كثيرا على قياس مدى حتقيق‬ ‫تدبيره من خالل توظيفه السليم‬ ‫التربوية‪.‬‬ ‫التقليدي متجاوزا عاجزا عن مسايرة‬
‫األهداف املراد بلوغها‪ .‬مبعايير‬ ‫للموارد البشرية‪ ،‬وايضا املادية‬ ‫وميكن اعتبار ذلك طبيعيا بالنظر‬ ‫التغيرات‪ .‬كما سيتموقع التعليم‬
‫ومؤشرات علمية دقيقة‪ .‬وميكن‬ ‫واملالية املتاحة‪ .‬قيادة جادة ومبدعة‪،‬‬ ‫على‬ ‫املستمرللحاصلني‬ ‫للدمج‬ ‫اإللكتروني كخيار له األولوية بوسائله‬
‫تعميمه على املؤسسات التعليمية‬ ‫قادرة على صنع القرار التشاركي‬ ‫الشهادات اجلامعية في التدريس‪.‬‬ ‫وتقنياته‪ ،‬وتطبيقاته‪ ،‬احململة على‬
‫(االبتداءية واالعدادية والثانوية‬ ‫واالستراتيجي‪.‬‬ ‫وبتكوين ضعيف وغير مالئم وفي‬ ‫أجهزة احلاسوب‪ .‬بدورها املادة‬
‫وايضا اجلامعية وحتى املعاهد‬ ‫كما أن أساليب العمل مبختلف‬ ‫غياب تام للتكوين املستمر‪ .‬يتشابهون‬ ‫التعليمية تصيرمبرمجةومحملة‪.‬‬
‫العليا ) كتنظيم ذاتي مستقل يساعد‬ ‫اإلدارات التربوية والتعليمية‪ ،‬يجب‬ ‫في هدا التصنيف مع باقي املوظفني‬ ‫سيعتمد املستقبل القادم على‬
‫في تشخيص مكامن القوة والضعف‬ ‫أن تعتمد املرونة‪ ،‬في حل اإلشكاالت‬ ‫العموميني‪ .‬في مختلف القطاعات‪.‬‬ ‫البحث العلمي التكنولوجي فائق‬
‫لتحسني األداء‪ .‬وتطويره‪ .‬لكن‬ ‫وبدورها‬ ‫التعليميةاملطروحة‪.‬‬ ‫إن بلوغ أهداف املنظومة التربوية‬ ‫التقدم‪ ،‬مما يكون له الوقع الكبير‬
‫االعتقاد السائد هو أن السياسات‬ ‫الوصية‪،‬‬ ‫والوزارة‬ ‫احلكومة‪،‬‬ ‫باملغرب يقتضي حتديث آليات عملها‬ ‫على مختلف البنى االقتصادية‬
‫والهياكل التعليمية ليست خاضعة‬ ‫مدعوة إلى تقليص سلطويتها‬ ‫والرفع من كفاءة مواردها البشرية‬ ‫واالجتماعية والثقافية والصناعية‪.‬‬
‫للتقومي الذاتي‪ .‬ويصعب تغييرها‪.‬‬ ‫وبيروقراطيتها وتخفيف رقابتها‬ ‫مع ما تطرحه التحديات املعاصرة‪.‬‬ ‫وستتوالى الضغوط على الدول‬
‫املالية واإلدارية ومنح مزيد من‬ ‫ومن هنا تأتي احلاجة لالستفادة من‬ ‫واحلكومات لتلبية االحتياجات‬
‫املتزايدة للمواطنني للحصول على‬
‫خدمات عمومية تتميز باجلودة‪.‬‬
‫حتديث آليات واساليب عمل املنظومة‬
‫التعليمية‪. .‬‬
‫إن مخرجات املنظومة التعليمية‬
‫باملغرب تبدو ضعيفة‪ ،‬وفق قياس‬
‫أداءها وتقييمه‪ .‬و بشكل معلن‬
‫وواضح‪ .‬يجعل الرهان على بلوغ‬
‫األهداف املسطرة مسألة صعبة‪.‬‬
‫بالنظرللبطء في تنزيل السياسات‬
‫احلقيقة‬ ‫بهذه‬ ‫والبرامج‪.‬ويقر‬
‫املجلس االعلى للتربية والتكوين‪:‬‬
‫«أن التقدم احملرز حاليا في اصالح‬
‫منظومة التربية يبقى خجوال‪ ،‬وال‬
‫يكفي لتحقيق األهداف املتوخاة‬
‫ضمن الرؤية االستراتيجية إلصالح‬
‫املنظومة‪ « .-2030 -2015‬وأكد دلك‬
‫في التقرير األول للهيئة الوطنية‬
‫للتقييم‪« :‬فاإليقاع الذي تتقدم به‬
‫التربية لن يحقق به املغرب أهداف‬
‫الرؤية االستراتيجية في سنة ‪.2030‬‬
‫وأن أقصى ما ميكن حتقيقه سنة‬
‫‪ 2030‬في مجال التربية هو‪/63،5‬‬
‫اي أقل من ثلثي األهداف املدرجة في‬
‫الرؤية االستراتيجية»‪.‬‬
‫كما ان ضعف املردودية يتم تكريسه‬
‫في تدفق الكم الهائل من اخلريجني‬
‫وختاما فإن حتقيق إصالح‬ ‫الصالحيات واملسؤوليات للعاملني‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬ ‫على اجلامعات بنتائج ال تعكس مطلقا‬
‫شمولي وعميق ملنظومة التعليم‬ ‫في املستويات الدنيا‪.‬‬ ‫لتحسني الكفاءة‪.‬‬ ‫التقييم احلقيقي ملستوى التالميذ‪.‬‬
‫ميكن حتقيقه إذا ما توجهت جهود‬ ‫إن السلطة اإلدارية القائمة على‬ ‫كما أن حتسني أداء اإلدارة التربوية‬ ‫مما ينعكس كثيرا في البطالة‪.‬‬
‫اإلصالح لكي تكون منظومة التعليم‬ ‫الطاعة والوالء ال تبعث على االبتكار‪.‬‬ ‫على صعيد كافة مستوياتها ‪-‬املركزية‬ ‫ويتم أيضا تقييم أداء عمل‬
‫عاكسة خليارات وتفضيالت االفراد‬ ‫كما أن احتكار القرار التعليمي على‬ ‫واجلهوية واإلقليمية واحمللية‪-‬‬ ‫املنظومة بقياس كفاءة العاملني‬
‫واملجتمع‪ .‬هذا األخير عليه أن يحدد‬ ‫املستوى املركزي‪ ،‬يضعف دور باقي‬ ‫ضروري لتحسني املناخ والظروف‬ ‫بها‪ .‬فاملوارد البشرية مبختلف‬
‫أهدافه ونوع التعليم الذي يريده‪ .‬وان‬ ‫اإلدارات وتتحول إلى مجرد آليات‬ ‫التي تعزز التغيير الناجح وااليجابي‪.‬‬ ‫هيئاتها تنقصها الكفاءة والفعالية‪،‬‬
‫تنصب اإلصالحات على حتديث آليات‬ ‫لتنفيذ ما تقره السلطات العليا‪.‬‬ ‫قادة تربويون يتمسكون بالتفكير‬ ‫سواء العاملني باإلدارة التربوية‬
‫وأساليب عمل املنظومة بالشكل الذي‬ ‫ان التوجه اجلديد لإلدارة التربوية‬ ‫اإلبداعي واالبتكاري‪ .‬يتبنون التغيير‬ ‫على صعيد املركز‪،‬أوجهويا على‬
‫يجعلها متميزة ورائعة‪.‬‬ ‫يفرض هامشا من احلرية عند‬ ‫كنموذج قيادي ملتزم‪ ،‬يخلق احلماس‬ ‫مستوى األكادميية‪ ،‬وحتى اقليميا‬
‫اتخاد القرار على املستوى اجلهوي‬ ‫والدافعية لدى العاملني في املؤسسة‪.‬‬ ‫باملديرية اإلقليمية‪،‬وايضا محليا في‬
‫*استاذ باحث‪.‬‬ ‫واإلقليمي وحتى احمللي‪.‬ليرفع من‬ ‫بشكل منظم ومخطط له‪ .‬لتحقيق‬
‫تخصص القانون واإلدارة‪.‬‬
‫املؤسسات والتعليمية‪ .‬تنضاف إلى‬
‫فعاليتها‪ .‬وتصدر قرارات واقعية‬ ‫جميع األهداف املنشودة للتغيير‪.‬‬ ‫دلك الرؤية السلبية لعمل املدرسني‬
‫المركز الجهوي لمهن التربية‬ ‫بسرعة ومرونة‪.‬‬ ‫فتوظيف أسلوب قيادة التغيير‬
‫والتكوين الدار البيضاء‪.‬‬ ‫عبر عنها تقرير املجلس االقتصادي‬
‫ويبقى التقومي املؤسساتي اآللية‬ ‫وباألخص على مستوى املؤسسة‬ ‫واالجتماعي عندما ربط بني تدني‬
‫املغيبة في منظومتنا التعليمية‪ ،‬الذي‬ ‫التعليمية له مزايا تنعكس في‬ ‫مستوى املدرسني وضعف املنظومة‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪13‬‬
‫إصالح‬

‫أهمية البحث العلمي بعد جائحة كوفيد ‪19‬‬


‫من املمكن اجلزم بالقول من اآلن فصاعدا بأن نظرة العديد من املجتمعات عبر القارات بأكملها سوف تتغير فيما‬
‫يخص «البحث العلمي» وأهميته‪ .‬ولعل الظروف احلالية وما ستخلفه جائحة ‪ Covid19‬من خسائر فادحة في األرواح‬
‫واألبدان وفي االقتصاد العاملي‪ ،‬سوف تزيد من عزم الشعوب والدول في دعم هذا القطاع احليوي والضروري‪ ،‬كما‬
‫سوف يرسخ املسئولون في كل تلك البقاع هذا املعتقد في ضمائر األجيال القادمة‪.‬‬
‫ذ‪/‬عبد اهلل بن اهنية*‬

‫كنا في زمن مضى نحن السباقين في العلوم‬ ‫عملية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومناهج‬ ‫والفكري للمجتمعات‪ .‬واهتم العالم اإلسالمي‬ ‫أظهر الواقع المر هذه األيام بأن أهمية البحث‬
‫التجريبية وترجمنا عن الفالسفة اليونانيين‬ ‫علمية محددة للحقائق العلمية بغرض التأكد‬ ‫منذ صدر اإلسالم بالبحث والتأليف وكانت‬ ‫العلمي تكمن‪ ،‬وبدون شك‪ ،‬في كونه المدخل‬
‫وغيرهم كل دروب الفلسفة والفكر واستطعنا‬ ‫من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد‬ ‫تشد الرحال لطلب العلم والخوض في أبحاث‬ ‫الصحيح والسليم لإلصالح الحقيقي المنشود‬
‫إيصالها إلى غيرنا من األمم األخرى‪ ،‬غير‬ ‫لها(عن أمجد قاسم‪ ،2012:‬التربية والثقافة‪،‬‬ ‫أفادت اإلنسانية جمعاء‪ ،‬كما ساهم علماء‬ ‫لقطاع الصحة‪ .‬كما أبانت الدراسات الحالية‬
‫أننا شغلتنا الحروب والطائفية والفتن «ما‬ ‫بتصرف)‪ .‬أما الدكتور جون ديكنسون – خبير‬ ‫المسلمين والمخترعين في نشر حقائق علمية‬ ‫والواقع الحالي الصعب أيضا أن مشاكل هذا‬
‫ظهر منها وما بطن»‪ ،‬فوقفنا مندهشين لسرعة‬ ‫اليونسكو – فيع ّرف البحث العلمي بأنه‬ ‫ومفاهيم جديدة أخرجت أوروبا وباقي دول‬ ‫القطاع ومردوديته مرتبطة بمدى تطور البحث‬
‫التقدم التقني والعلمي الحاصل في بعض‬ ‫«استقصاء دقيق‪ ،‬نافذ وشامل‪ ،‬يهدف إلى‬ ‫العالم من عصر الظلمات إلى النور‪ ،‬وهكذا‬ ‫العلمي لدى المستشفيات الجامعية وكذلك‬
‫دول الغرب‪ ،‬والذي تحقق بسرعة فائقة خالل‬ ‫الوصول إلى حقائق جديدة‪ ،‬تساعد على وضع‬ ‫بدأت المجتمعات في البحث نحو فك األلغاز‬ ‫مراكز األبحاث الوطنية‪ .‬وبدون شك أن عالقة‬
‫العقود القليلة الماضية‪ ،‬بيد أننا نحن مازلنا‬ ‫فرضيات جديدة موضع االختبار‪ ،‬أو مراجعة‬ ‫العلمية المتعلقة بالهندسة والطب والفلسفة‬ ‫قطاع الصحة له صلة مباشرة بقطاع التربية‬
‫مكتفين باستهالك ما تنتجه المكينة والعقول‬ ‫نتائج مس ّلم بها»(ذكر عن أمجد قاسم‪.)2010 :‬‬ ‫والعلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬مما ساهم‬ ‫والتعليم‪ ،‬إذ أن هذا األخير هو الذي بمده‬
‫الغربية وما يقدَّم إلينا من منجزات علمية‬ ‫كما يرى ماكميالن وشوماخر‪ ،‬كما ورد عن‬ ‫في اختراعات غيرت مسارات البشرية في‬ ‫باألطر المهيأة والمؤهلة لكي تقوم باألبحاث‬
‫ومعرفية‪ ،‬بعد أن أفل نجم علمائنا ومخترعينا‬ ‫العلمي هو «عمل َّية‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫البحث‬ ‫أمجد قاسم‪ ،‬بأن‬ ‫الحياة وكان لها وقع مدو الزال بعضه ساري‬ ‫الالزمة وتكون مسئولة عنها‪.‬‬
‫األجالء األوائل‪ ،‬وو ّلت حقبة زمنية زاهرة من‬
‫تاريخنا العربي واإلسالمي‪ ،‬الزالت بعض األمم‬
‫منظمة لجمع البيانات أو المعلومات وتحليلها‬
‫لغرض مع َّين»‪ ،‬فيما يرى توكمان بأن مفهوم‬
‫َّ‬ ‫المفعول إلى يومنا هذا‪ ،‬ويكفي أن نشير‬
‫إلى ما نطق به ابن سينا والرازي في مجال‬
‫تطوير البحث العلمي رهني‬
‫بتطوير قطاع التعليم‬
‫ٍ‬
‫الغربية تستشهد بها‪ ،‬بينما تحاول أمم أخرى‬ ‫منظمة للوصول‬ ‫العلمي هو «محاول ٌة َّ‬
‫ِّ‬ ‫البحث‬ ‫الطب‪ ،‬وما حققه الفرنجة في منن الشفاء‪.‬‬
‫كتمانها أو طمسها بالمرة‪ ،‬بينما اكتفينا نحن‬ ‫إلى إجابات أو حلول لألسئلة أو المشكالت‬ ‫وتبع ًا لذلك شهدت بلدان كثيرة في القرون‬ ‫ال يمكن الحديث عن تطوير قطاع البحث‬
‫فقط بالبكاء على األطالل وبالتغني بما أنتجه‬ ‫التي تواجه األفراد أو الجماعات في مواقعهم‬ ‫األخيرة ثورات اقتصادية وثقافية واجتماعية‬ ‫العلمي دون ربطه بتطوير منظومة التربية‬
‫أجدادنا وبأمجادهم‪ .‬أما التاريخ فال زال‬ ‫ومناحي حياتهم»‪ .‬أما الباحث الدكتور سيدي‬ ‫وصناعية أسست لعهد «المكننة» الجديد‬ ‫والتعليم وبعد إصالح جذري للمدرسة‬
‫لحسن الحظ منصف ًا ويشهد على عظمة أولئك‬ ‫محمود ولد محمد – من موريتانيا – فيعرف‬ ‫والتكنولوجيا المضطردة الحديثة‪ .‬وهكذا عزز‬ ‫العمومية وتحديث جميع مناهجها ومقرراتها‬
‫العلماء والمخترعين العرب والمسلمين وعن‬ ‫البحث العلمي على أنه «وسيلة للوصول إلى‬ ‫مفهوم الرأسمالية واالشتراكية واالمبريالية‬ ‫الدراسية ومرافقها وفضائها الداخلي‬
‫إنجازاتهم الكبيرة في ميادين العلوم والمعرفة‬ ‫الحقيقة النسبية‪ ،‬واكتشاف الظواهر ودرجة‬ ‫والبروليتارية العمالية حركية البحث الدؤوبة‬ ‫والخارجي‪ ،‬وذلك ألن البحث العلمي يعتبر‬
‫والتي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬دونت جزء ًا منها‬ ‫االرتباط فيما بينها‪ ،‬وذلك في مختلف مجاالت‬ ‫والمتعطشة لفتح مشارب وآفاق جديدة لكسب‬ ‫الغاية القصوى لإلنتاج الفكري واالبتكار‬
‫المستشرقة األلمانية (سيغريد هونكه ‪Sigrid‬‬ ‫المعرفة‪ ،‬وأن البحث العلمي ليس مقتصرا‬ ‫المال‪ .‬غير أن المتأمل في مفهوم البحث‬ ‫الذي تتجه إليه أنظار مؤسسات التعليم‬
‫‪ )Hunke‬بكل أمانة وعنونتها في كتابها بـــ»‬ ‫على أسرار المادة والكون المحيط بنا‪ ،‬بل‬ ‫العلمي سوف يرى بأن هذا األخير ليس له‬ ‫العالي والجامعات كونه القاطرة الفعلية‬
‫شمس العرب تسطع على الغرب»‪.‬‬ ‫يشمل األحداث اليومية لحياة اإلنسان» (ذكر‬ ‫تعريف واحد موحد يشمل كل جوانب مفهوم‬ ‫للتنمية االقتصادية والصناعية واالجتماعية‬
‫وفي هذا الصدد يمكن أن نضرب المثال بما‬ ‫في أمجد قاسم‪.)2010 :‬‬ ‫«البحث العلمي»‪ ،‬بل هنالك تتباين اآلراء في‬ ‫والثقافية للمجتمع‪ .‬وفي هذا الصدد يرى‬
‫يجري في دول الخليج على سبيل المثال ال‬
‫الحصر‪ ،‬إذ يقول الدكتور نجيب أحمد الجامح‬
‫مستقبل البحث العلمي بعد‬ ‫التعريف الدقيق للبحث العلمي‪ ،‬وقد ارتأينا‬
‫ادراج ما هو متعارف عليه كتعاريف لمفهوم‬
‫الباحث أمجد قاسم نقال عن «مجلة الفيصل‬
‫العلمية»‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬بأن البحث‬
‫في مقال له نشر في صحيفة االقتصادية‬ ‫هذه اجلائحة‬ ‫البحث العلمي وتلخيصها في النقاط التالية‪:‬‬ ‫العلمي يعد «المحرك الفاعل واألساسي للتقدم‬
‫اإللكترونية بعنوان (البحث العلمي والتقني في‬ ‫< يعرف مفهوم البحث العلمي بأ ّنه المحاولة‬ ‫والتطور في كل المجتمعات ولجميع قطاعات‬
‫دول مجلس التعاون العربي ترف أم ضرورة؟)‪:‬‬ ‫غامض ًا بعد اليوم!‪ ،‬وهذا ما يبدو في األفق‬ ‫لحل مشكلة‬ ‫ّ‬ ‫ال ّناقدة ا ّلتي تحاول الوصول‬ ‫الدولة (االقتصادية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والعسكرية‪،‬‬
‫«إن مشاركتنا في الحضارة اإلنسانية القائمة‬ ‫بعد أن تلملم المجتمعات والدول جراحها‬ ‫إنسان ّية مع ّينة‪.‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬والتربوية‪ ،‬والثقافية)‪ ،‬وال يمكن‬
‫حاليا تقتصر في أحسن األحوال على تزويد‬ ‫وتتصدى للصدمات االقتصادية االرتدادية‬ ‫< البحث العلمي هو تفسير لحقيقة ما‬ ‫أن تزدهر العلوم والتقنية في أي مجتمع‬
‫العالم من حولنا بمصدر للطاقة المح ّركة‬ ‫لهذه الجائحة‪ ،‬كما أن هذا القطاع قد يكون‬ ‫عامة‬‫عبارات واقع ّية تط ّبق بقوانين ّ‬
‫ٍ‬ ‫باستخدام‬ ‫من دون بناء قاعدة أساسية وفاعلة ألنشطة‬
‫له‪ ،‬وتوفير سوق استهالكية لمنتجات هذا‬ ‫من األولويات على أجندتها للحيلولة دون‬ ‫توجد في المجتمع‪.‬‬ ‫البحث العلمي الهادف لدفع عجلة التنمية‬
‫العالم‪ ،‬إننا إذا أردنا فعال أن ننتقل من‬ ‫السقوط في نفس الخطأ‪ ،‬أي عدم االهتمام‬ ‫< البحث العلمي هو مجموعة من الخطوات‬ ‫والتطور»‪ .‬وبما أن األمر كذلك‪ ،‬فيمكن القول‬
‫واقع االستهالك الهامشي لمخرجات الحضارة‬ ‫البالغ بهذا القطاع وبجميع مقوماته‪.‬وتبعا‬ ‫المنتظمة والمدروسة‪ ،‬تبنى على معلومات‬ ‫بأن البحث العلمي يعتبر المعيار الحقيقي أو‬
‫اإلنسانية الحديثة إلى المشاركة الفعالة في‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن تسابق األمم في ميادين المعرفة‪،‬‬ ‫تجمع حول مشكلة مع ّينة‪ ،‬وخضعت للفحص‬ ‫الفيصل بين الدول المتقدمة والدول النامية‬
‫صنع هذه الحضارة فإن الطريق الوحيد لذلك‬ ‫واستثمارها األموال الطائلة وتسخيرها في‬ ‫وال ّتدقيق‪ ،‬وذلك ّ‬
‫لحل المشكلة‪.‬‬ ‫والدول المتخلفة‪ ،‬إذ يمكن اعتباره أيض ًا‬
‫ال بد أن يمر عبر البحث العلمي والتقني‪ ،‬وال‬ ‫بناء منظومتها الخاصة بالبحث العلمي‬ ‫منظم يقوم به‬ ‫ّ‬ ‫< البحث العلمي هو فكر‬ ‫الفارق الجوهري بين الدول التي أخذت‬
‫يوجد طريق آخر مختصر مهما اعتقدنا خالف‬ ‫والمعرفة والتقنية‪ ،‬والتنافس والتباري في‬ ‫شخص يدعى (الباحث)؛ للوصول إلى الحقائق‬ ‫البادرة وهيأت نفسها لولوج القرن الحادي‬
‫ذلك» (ذكر في أمجد قاسم‪.)2010 :‬‬ ‫اإلنجازات العلمية الحديثة وخلق جوائز‬ ‫تسمى (موضوع البحث)؛ إذ ي ّتبع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لحل قض ّية‬ ‫والعشرين ودول أخرى ما زالت على أعتاب‬
‫ولذلك حرص المغرب منذ مطلع القرن الماضي‬ ‫محلية وعالمية للمتفوقين في ذلك‪ ،‬لخير دليل‬ ‫تسمى (منهج البحث)؛ ليصل إلى‬ ‫ّ‬ ‫طريقة علم ّية‬ ‫القرن التاسع عشر أو حتى ما قبله‪ .‬وقبل‬
‫على أن تكون له سياسة وطنية للنهوض‬ ‫على إدراك بعض األمم للحقيقة الدامغة أال‬ ‫تسمى (نتائج البحث)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حلول‬ ‫الخوض في موضوع مستقبل البحث العلمي‬
‫بالعلم والتقنية من خالل منظومة التربية‬ ‫وهي أنه ال سبيل للتقدم والنمو واالزدهار‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يرى الباحث أمجد قاسم‬ ‫في بلدنا الحبيب‪ ،‬البد من إعطاء نبذة عن‬
‫والتعليم‪ ،‬وقد س ّنت الجهات المختصة في هذا‬ ‫إال من خالل بوابة التقدم في البحث العلمي‬ ‫بأننا إذا حاولنا تحليل مصطلح «البحث‬ ‫تعريف مفهوم البحث العلمي وما المراد به‪.‬‬
‫البلد مجموعة كبيرة من اإلجراءات التشريعية‬
‫والتنفيذية بهدف تنشيط الطاقات العلمية‬
‫وتيسير طريقه لألجيال الحالية والقادمة‪.‬‬ ‫العلمي» نجد أنه يتكون من كلمتين «البحث»‬
‫و «العلمي»‪ ،‬يقصد بالبحث لغوي ًا «الطلب» أو‬
‫مفهوم البحث العلمي قدمي ًا‬
‫وحديث ًا‬
‫وهكذا بدأت بعض األمم تدرك بأن تفاخرها‬
‫الوطنية وتعبئتها لتحقيق خطط التنمية‬ ‫بثرواتها الطبيعية ما هو إال شيء عارض‬ ‫«التفتيش» أو التقصي عن حقيقة من الحقائق‬
‫اإلستراتيجية في ربوع المغرب وكل أقاليمه‬ ‫وأن االستمرارية والبقاء لألقوى‪ ،‬أي للمتقدم‬ ‫أو أمر من األمور‪ .‬أما كلمة «العلمي» فهي‬ ‫اهتم العلماء والباحثون بقطاع البحث‬
‫بدون استثناء‪ ،‬ومن أجل ذلك رصدت األموال‬ ‫في ميادين العلم والمعرفة والتقنية‪ .‬ومع‬ ‫كلمة تنسب إلى العلم‪ ،‬والعلم معناه المعرفة‬ ‫العلمي منذ القدم لما فيه من خير ومصلحة‬
‫الطائلة لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬والزال المغرب‬ ‫كامل األسف يالحظ بأننا– نحن العرب‬ ‫والدراية وإدراك الحقائق‪ ،‬والعلم يعني أيض ًا‬ ‫لألمة‪ .‬فمنذ عهد اليونان واإلغريق وحتى‬
‫يواكب مجموعة من اإلصالحات واألوراش‬ ‫– الزلنا نقف عاجزين عن المشاركة الفاعلة‬ ‫اإلحاطة واإللمام بالحقائق‪ ،‬وكل ما يتصل بها‪،‬‬ ‫الحضارات التي مرت قبلهم‪ ،‬كان للبحث‬
‫الكبرى بكل قوة مما جعل بلدان ًا كثيرة تتطلع‬ ‫في تلك اإلنجازات المعرفية والتقنية بعدما‬ ‫ووفق ًا لهذا التحليل‪ ،‬فإن «البحث العلمي» هو‬ ‫العلمي دور في الرفع من المستوى المعرفي‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪14‬‬
‫إصالح‬
‫أن ما يعادل ‪ 80%‬مما ُينتج من البحوث حالي ًا‬ ‫العلمي ُينظر إليه من زاوية ضيقة ال تفي‬ ‫‪ -‬خلق مسابقات تنافسية محلية مشجعة‬ ‫إلى نموذجه السياسي واالقتصادي‪ .‬كما‬
‫هو باللغة االنجليزية‪ ،‬بينما الـ‪ 20%‬تتقاسمها‬ ‫حصيلته بالغرض‪.‬‬ ‫للنهوض بقيمة البحث العلمي؛‬ ‫يتطلع المغرب أن تكون مخرجات المدرسة‬
‫باقي دول العالم وبلغات مختلفة بما فيها اللغة‬ ‫ووفقا للبيانات الصادرة عن البنك الدولي‬ ‫‪ -‬تسهيل عملية البحث من خالل إحداث مقاعد‬ ‫العمومية والجامعات والمدارس العليا في‬
‫العربية والفرنسية وغيرها‪ ،‬لذلك يتوجب علينا‬ ‫حول مؤشرات التنمية في عام ‪2003‬م‪ ،‬على‬ ‫للبحث في الجامعات والمعاهد والمدارس‬ ‫المستوى المطلوب وأن تتقوى بمخططاتها‬
‫النظر في برامج اللغة االنجليزية بمؤسساتنا‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬وحسب ما ذكره الباحث أمجد‬ ‫العليا وتحديث المختبرات والمكتبات؛‬ ‫اإلستراتيجية فيما يخص البحث العلمي‪ ،‬ألن‬
‫التعليمية والحرص على مراجعة مناهجها‬ ‫قاسم‪ ،‬فإن «مجمل ما تنفقه الدول العربية على‬ ‫‪ -‬تسهيل عملية الحصول على وظيفة‬ ‫هذا األخير يعتبر في المقام األول استثمارا‬
‫وطرق تدريسها وبمواصفات عالمية‪ ،‬والرفع‬ ‫دعم البحث العلمي ال يكاد يذكر‪ ،‬فقد بلغت‬ ‫للباحثين؛‬ ‫وخيارا اقتصاديا ناجحا‪ ،‬يع ّبر عن رؤية‬
‫من وتيرة البحث العلمي وتشجيع العلماء‬ ‫حصة اإلنفاق على البحث والتطوير من الناتج‬ ‫‪ -‬تشجيع عملية البحث العلمي بين أطر‬ ‫مستقبلية اقتصادية واعية وواعدة‪ .‬ومن‬
‫في بلدنا‪ ،‬ففي اإلحصائيات غير الرسمية‬ ‫القومي اإلجمالي في كل من الكويت واألردن‬ ‫التدريس وكوادر الجامعات وغيرهم وعدم‬ ‫ناحية أخرى‪ ،‬فإن البحث العلمي جزء ال يتجزأ‬
‫ذات الصلة ُوجد أن لكل ‪ 10‬آالف مواطن‬ ‫ومصر وسورية واإلمارات العربية المتحدة‬ ‫التوقف عن البحث حتى بعد سن التقاعد؛‬ ‫من األمن العام للبلد‪ ،‬واألمن‪ ،‬كما يقول أحد‬
‫عربي ‪ 3,4‬علماء‪ ،‬بينما في اليابان لكل ‪10‬‬ ‫على الترتيب النحو اآلتي‪% 0,26 ، 0,3% :‬‬ ‫‪ -‬تعزيز مكانة اللغات وإتقانها بما في‬ ‫الباحثين في هذا الميدان‪ٌّ ،‬‬
‫كل ال يتجزأ‪ ،‬فاألمن‬
‫آالف مواطن ياباني ‪ 35,4‬عالم ًا‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫‪ ، 0,45% ، 0,18% ، 0,2% ،‬بينما أنفقت‬ ‫ذلك اللغة العربية والفرنسية واالنجليزية‬ ‫العسكري‪ ،‬واألمن السياسي‪ ،‬واألمن الغذائي‪،‬‬
‫أن مؤشر ومفهوم العلوم والبحث العلمي ال‬ ‫السويد ‪ 3,02%‬من ناتجها القومي‪ ،‬واليابان‬ ‫وغيرها؛‬ ‫واألمن الثقافي‪ ،‬واألمن المائي‪ ،‬وغيرها من‬
‫زال متعثرا في بالدنا ولم يأخذ بعد مساره‬ ‫‪ ، 2,84%‬وسويسرا ‪ ، 2,68%‬وكوريا الجنوبية‬ ‫‪ -‬تكتيف الجهود لتعلم اللغة االنجليزية‬ ‫نواحي األمن‪ ،‬ما هي إال حلقات لسلسلة‬
‫الصحيح ولم يخرج بعد من النظرة إليه على‬ ‫‪ ، 2,47%‬والواليات المتحدة األمريكية ‪، 2,8%‬‬ ‫كونها لغة البحث في الوقت الحالي؛‬ ‫مترابطة بعضها مع بعض‪ ،‬وأن قوة أي سلسلة‬
‫أنه شيء ترفيهي بد ًال من أن يصبح شيء‬ ‫وفرنسا ‪( »2,34%‬نفس المرجع)‪.‬‬ ‫‪ -‬ربط نظام الترقية باإلنتاج العلمي والفكري‬ ‫تحددها الحلقة األضعف‪ .‬هذه الرؤية الشاملة‬
‫أساسي في جامعاتنا ومؤسساتنا التربوية‬ ‫وحسب ما ورد عن نفس الباحث فإن تلك‬ ‫والمساهمة في أوراش التدريب والمؤتمرات‬ ‫هي التي يسعى المغرب لتحقيقها من خالل‬
‫والتعليمية‪ .‬ومن المالحظ أيض ًا أن العالم من‬ ‫الفجوة الكبيرة‪ ،‬كما يقول‪ ،‬التي يعانيها وطننا‬ ‫العلمية وغيرها‪.‬‬ ‫مشاريع اإلصالح التي تبناها مؤخرا والتي‬
‫حولنا قد خطى خطوات جبارة وسريعة في‬ ‫العربي على مستوى إنتاج أبحاث علمية‬ ‫‪ -‬جلب العقول المهاجرة من مغاربة العالم‬ ‫بوأته الصدارة في أخذ المبادرة في ميادين‬
‫عالم البحث العلمي والتكنولوجيا وأصبحت‬ ‫وتقنية عالمية‪ ،‬وقلة عدد العلماء والباحثين‬ ‫من المفكرين والباحثين في جميع المجاالت‬ ‫وقطاعات مختلفة‪ .‬غير أن الركن األصعب في‬
‫الشعوب الشغوفة بهذا القطاع تتسابق نحو‬ ‫في العالم العربي‪ ،‬تدل على وجود خلل واضح‬ ‫وإدماجهم في الناتج الفكري المحلي‪.‬‬ ‫تلك األوراش اإلصالحية هو إصالح منظومة‬
‫النانو تكنولوجيا‪ ،‬والهندسة الوراثية‪ ،‬وعلوم‬
‫الفضاء‪ ،‬وكيف تستغل الموارد الطبيعة وكيف‬
‫في السياسات التعليمية والتنموية في بالدنا‪،‬‬
‫وقصور مريع في مؤسسات البحث العلمي‬
‫تطلعات نحو دعم البحث‬ ‫التربية والتعليم والتي يعتبر البحث العلمي‬
‫جزء َا أساسي ًا منها‪ .‬وفي هذا اإلطار البد من‬
‫ُتخفف عبء تكاليف الطاقة والحياة عن سكان‬ ‫العربي‪ ،‬وافتقارها إلى الحسابات الدقيقة‬ ‫العلمي بعد هذه اجلائحة‬ ‫أخذ النقاط التالية في عين االعتبار ما دامت‬
‫مدنها وقراها وكيف ُتطور طرق التدريس‬ ‫لعوائد بعض األنشطة العلمية التي يتم‬ ‫يمكن القول أنه في عقد السبعينيات من‬ ‫هنالك فرص لنقل الخبرة المغربية إلى القارة‬
‫بمدارسها العمومية كي ُتخ ِّرج أجيا ًال ذات‬ ‫تنفيذها في مؤسساتهم‪ .‬ويمكن مالحظة ذلك‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬بدأ العمل العربي المشترك‬ ‫السمراء‪ ،‬ولما ال نشاطر تلك البلدان تجربتنا‬
‫كفاءات عالية وآفاق فكرية خالقة قادرة على‬ ‫القصور من خالل لمحة سريعة على ما تنفقه‬ ‫للنهوض بالسياسة العلمية العربية‪ ،‬وعُ قدت‬ ‫في ميدان البحث العلمي بعد تطويره وإصالح‬
‫ولوج البحث العلمي وسوق العمل بكل ثقة‪،‬‬ ‫الدول العربية من عائدها الوطني على البحث‬ ‫عدة مؤتمرات في جهات مختلفة وعلى الرغم‬ ‫ال على النحو التالي‪:‬‬ ‫منظومته مستقب ً‬
‫بينما نحن الزلنا نغوص ونضيع جهدنا‬ ‫العلمي‪ :‬فعلى سبيل المثال هنالك دول تنفق‬ ‫من تلك الجهود الرامية إلى بلورة سياسات‬ ‫‪ -‬وضع خطط إستراتيجية خاصة بالبحث‬
‫ووقتنا في مناقشات صاخبة في مواضيع‬ ‫أقل من ‪ 0,3%‬من ناتجها القومي على البحث‬ ‫ووضع خطط إستراتيجية وأخرى تعزز‬ ‫العلمي‪ ،‬بعد هذه الجائحة‪ ،‬تكون ذات بعد‬
‫مثل «إلغاء مجانية التعليم العمومي مث ً‬
‫ال»!!!‪،‬‬ ‫والتطوير‪ ،‬وتشمل هذه المجموعة‪ :‬جميع‬ ‫أواصر التعاون بين البلدان العربية وتهدف‬ ‫وطني وإقليمي ودولي؛‬
‫وكأننا اكتفينا بعدد العلماء والباحثين الكافي‬ ‫الدول العربية وأمريكا الجنوبية‪.‬‬ ‫إلى رفع شأن البحث العلمي في بالدنا العربية‬ ‫‪ -‬رد االعتبار للمسالك العلمية التي تفضي‬
‫لبلدنا‪ ،‬بد ًال من أن ينصب النقاش حول‬
‫كيفية تطوير وإصالح هذا القطاع الحيوي‬
‫خالصة‬ ‫واالعتماد عليه كرافعة لالقتصاد والنمو في‬
‫تلك البلدان‪ ،‬إال أن تلك السياسات أدّت غالبا‬
‫إلى التخصص في المختبرات والبحث مثل‬
‫البيولوجيا وعلم األحياء وغيرها؛‬
‫وخالصة لهذا الموضوع يمكن القول بأن‬
‫وإمكانية تبني مقاربة تشاركية لتمويل‬ ‫إلى نشوء وظائف هامشية ال تغطي متطلبات‬ ‫‪ -‬بناء وتجهيز مختبرات حديثة وكافية في‬
‫العهد الجديد بعد هذه الجائحة سيحتم على‬
‫األبحاث العلمية ومكافأة العلماء والباحثين‬ ‫سوق العمل وال تل ّبي األهداف المنشودة وال‬ ‫كل الجامعات والمؤسسات التعليمية؛‬
‫معظم دول العالم إعادة النظر في مفهوم‬
‫والرفع من مكانتهم‪ .‬وبما أننا مقبلين على‬ ‫تحققها‪ ،‬ولمعالجة ذلك يتم عقد مزيد من‬ ‫‪ -‬إعادة النظر في جميع القوانين واإلجراءات‬
‫وإجراءات البحث العلمي واعتباره بالقول‬
‫عهد جديد بعد هذه الجائحة‪ ،‬ومقبلين على‬ ‫االجتماعات والمؤتمرات‪ ،‬كمؤتمر الوزراء‬ ‫المتعلقة بهذا الميدان؛‬
‫والفعل قاطرة للنمو االقتصادي واالجتماعي‬
‫عهد االنفتاح على القارة السمراء وغيرها‪،‬‬ ‫العرب المسئولين عن البحث العلمي ورؤساء‬ ‫‪ -‬ربط البحث العلمي بشكل وثيق بالخطط‬
‫والثقافي‪ ،‬كما سوف يكون إلزام ًا عليها‬
‫وتتطلع إلينا البلدان العربية األخرى على أننا‬ ‫المجالس العلمية العربية الذي انعقد في‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والتنموية والتعليمية‬
‫مراجعة قوانين وإجراءات أنشطة البحث‬
‫البلد العربي القادر على أن يكون قاطرة النمو‬ ‫بغداد عام ‪1974‬م ‪ ،‬و مؤتمر الوزراء العرب‬ ‫والثقافية للبلد؛‬
‫والتطوير التي يتم إنشاؤها وتنظيمها تحت‬
‫الفكري واالقتصادي واالجتماعي والثقافي‪،‬‬ ‫المسئولين عن تطوير العلم والتقنية في‬ ‫‪ -‬الحد من تأثير سيطرة الشركات العابرة‬
‫مظلة أجهزة ومؤسسات صناعية وتسوغ لها‬
‫ونموذج ًا سياسي ًا ُيحتذى به‪ ،‬فالبد أن نكون‬ ‫الرباط عام ‪1976‬م‪ ،‬وقد دعا الحاضرون في كال‬ ‫للقارات‪ ،‬وسطوة مراكز األبحاث العالمية على‬
‫سياسات العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬ألن ذلك يقلص‬
‫على قدر هذا المستوى وتلك التطلعات أيض ًا‪،‬‬ ‫المؤتمرين إلى ضرورة العمل العربي المشترك‪،‬‬ ‫المنتوج العلمي المحلي؛‬
‫حجم تلك األنشطة ويجعل دورها محدودا‬
‫وقد أبانت الظرفية الحالية على أننا أحوج‬ ‫وإنشاء مراكز نوعية متخصصة على مستوى‬ ‫‪ -‬الحد من هجرة العقول واألدمغة الوطنية‬
‫للغاية‪ ،‬ونتيجة لذلك ال يتم إيالء االهتمام‬
‫مما كنا نتصور إلى تطوير البحث العلمي‬ ‫الوطن العربي‪ ،‬كما أسفرت تلك التجمعات عن‬ ‫وتصديرها إلى الخارج وذلك بوضع آلية‬
‫الكافي بمخرجات ونتائج البحث العلمي‬
‫ورد االعتبار لمؤسسات الدولة وبناء وتجهيز‬ ‫جملة من التوصيات الموجهة إلى الحكومات‬ ‫تحفيز ومكافأة عالية وترقى إلى مستوى‬
‫والتطوير في المؤسسات التعليمية العليا‪.‬‬
‫المزيد من المدارس العمومية والمختبرات‬ ‫العربية‪ ،‬وتوصيات أخرى للمنظمات العربية‬ ‫الباحثين والمستوى الدولي؛‬
‫كما يجب التنقيب عن سياسات وقوانين‬
‫الحديثة والمستشفيات والمستوصفات‬ ‫المعنية بدعم الثقافة والعلوم‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫‪ -‬ضرورة اإليمان واالقتناع بفكرة أنه ال يمكن‬
‫تضبط كل ما يتعلق بالبحث العلمي والموارد‬
‫(بمقاييس ومعايير دولية) والتي تكون تابعة‬ ‫كل تلك التجمعات األولية واألخرى التي تلتها‬ ‫أن يتم النهوض بقطاع البحث العلمي بمعزل‬
‫المادية الداعمة وتحفيز كل الساهرين على‬
‫للدولة وليس للخواص‪ ،‬ألن هذه الجائحة‬ ‫عبر العقود األخيرة ورغم تلك الجهود الرامية‬ ‫عن بقية قطاعات الدولة؛‬
‫هذا القطاع في كل المجتمعات (وخاصة تلك‬
‫أبانت عن حقيقة ودور مؤسسات الدولة عند‬ ‫إلى وحدة الصف وتعزيز التعاون وبلورة‬ ‫‪ -‬وضع آلية للتحفيز ومكافأة األطر اإلدارية‬
‫التي اكتوت بنار هذه الجائحة) وفق المقاييس‬
‫مثل هذه النكبات‪ ،‬مع الحرص على تكوين‬ ‫سياسات تهدف إلى رفع شأن البحث العلمي‬ ‫المساندة للباحثين وإعطاء كل ذي حق حقه؛‬
‫والمعايير الدولية‪ .‬وعلى المسئولين عن‬
‫وإعداد الفرد الصالح في هذا المجتمع والعمل‬ ‫في بالدنا العربية إال أن تلك السياسات أدّت‬ ‫‪ -‬احترام الملكية الفكرية وبراءة االختراع؛‬
‫مشروع إصالح منظومة التربية والتعليم في‬
‫على ترسيخ األخالق الحميدة والسلوك السوي‬ ‫غالبا إلى نشوء وظائف هامشية ال ترقى‬ ‫‪ -‬تشجيع البحث العلمي منذ المراحل األولى‬
‫كافة البلدان‪ ،‬وفي بلدنا خاصة‪ ،‬أن يأخذوا‬
‫لدى األفراد ومن خالل األسرة أوال ثم من خالل‬ ‫إلى طموحات الشعوب العربية بل وال تل ّبي‬ ‫للتعليم وبشكل مبسط كي يتعود الطالب على‬
‫موضوع البحث العلمي بكل جدية كونه‬
‫البيئة السليمة النقية‪ ،‬وضمان حقوق المربين‬ ‫األهداف المنشودة والمنصوص عليها في تلك‬ ‫ذلك؛‬
‫المدخل الرئيسي للتقدم والنمو االقتصادي‬
‫واألساتذة والمعلمين واألطباء والممرضين‬ ‫المؤتمرات والتوصيات وال تحققها‪ .‬والغريب‬ ‫‪ -‬الرفع من مستوى البحث العلمي باتخاذ‬
‫واالجتماعي والثقافي‪ ،‬وعلينا أن نتذكر بأن‬
‫واالهتمام البالغ بكل ما يتعلق برفاهية كافة‬ ‫في األمر أن تلك الدول لم تتعظ ولم تستفد‬ ‫مقاربة تشاركية تساهم في تمويلها شركات‬
‫التجربة العلمية في الدول المتقدمة صناعيا‬
‫شرائح المجتمع وضمان سبل العيش الكريم‬ ‫من ذلك الفشل والتعثر المتكرر ولم تستوعب‬ ‫كبرى وجهات مختلفة؛‬
‫تنظر إلى البحث العلمي والتطوير على‬
‫لكل الفئات من أجل العيش والتعايش في‬ ‫الدرس لمعالجة تلك الهفوات‪ .‬ويالحظ أن‬ ‫‪ -‬تخصيص كراسي علمية تمولها الشركات‬
‫أنه‪ ،‬كما يقول الباحث أمجد قاسم‪« ،‬سلسلة‬
‫طمأنينة وسلم وسالم‪.‬‬ ‫أموا ًال طائلة صرفت في دراسات وأدت إلى‬ ‫الكبرى والمحسنين وكل من يريد الخير لهذا‬
‫متصلة ومستمرة من العمليات التي تتراوح‬
‫مزيد من االجتماعات اإلضافية المكلفة أدت‬ ‫البلد؛‬
‫بين مراقبة الجودة الشاملة بكل أبعادها‬
‫إلى تكدس نتائج وآراء وأكوام من األوراق‬ ‫‪ -‬القيام بتغطية إعالمية وندوات وورش عمل‬
‫*باحث في مجال التربية‬ ‫والخدمات العامة على أدنى حد إلى الدراسات‬
‫والوثائق والمستندات لم تتم االستفادة منها‬ ‫مجدية تعرف باألبحاث الهامة؛‬
‫والتعليم‬ ‫واألبحاث االستكشافية بالحد األعلى»‪ .‬وبما‬
‫بالشكل الصحيح والسليم مما يأدي إلى‬ ‫‪ -‬تحفيز الباحثين ماديا ومعنوي ًا وعدم‬
‫أن الواقع يبين جلي ًا أنه ال مناص من تعلم‬
‫ضياع الجهد والمال والوقت ليظل البحث‬ ‫إجحافهم في حقوقهم؛‬
‫اللغة اإلنجليزية (لغة البحث العلمي)‪ ،‬بحيث‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪15‬‬
‫إصالح‬

‫مرتكزات النهوض باملنظومة التربوية‬


‫أضحى لزاما ‪-‬من اآلن‪ -‬أن تنصب جهود احلكومات املتعاقبة على بناء املزيد من املؤسسات التعليمية وخاصة‬
‫بالعالم القروي‪ ،‬حتى نتمكن في النهاية ليس فحسب من رفع معدل التمدرس ألبناء الوطن فحسب ولكن إلعادة االعتبار‬
‫إلى البادية املغربية‪.‬‬ ‫ذ‪:‬الحسين وبا *‬

‫تعتبر بناية المدرسة الخلية األولى‬ ‫لإلجابة على هذه األسئلة‪ ،‬سأعتمد‬ ‫رأسها إعالن حقوق الطفل ‪1952‬م في‬ ‫األسئلة المركزية التي لم يتطرق‬
‫لمنح الطفل نسب المتعلم ثم التلميذ ‪،‬‬ ‫المرتكزات التالية‪:‬‬ ‫المبدأ األول و الخامس و السابع و‬ ‫لها ال الشركاء االجتماعيون وال‬
‫بعد ولوجه لها‪ ،‬و هي الجهة التي توكل‬ ‫التاسع ‪،‬واالتفاقية األممية لحقوق‬ ‫االقتصاديون و ال الفاعلون السياسيون‬
‫لها وظيفة تعليم القراءة و الكتابة و‬
‫تمرير المعارف ‪.‬من تم وجب التفكير‬
‫منوذج املدرسة التعليمية‬ ‫الطفل ‪ 1989‬م ضمن مبادئها الستة‬
‫األساسية ثم العهد الدولي للحقوق‬
‫وال الجمعويون وال المهتمون بالشأن‬
‫التربوي لحد الساعة‪ ،‬و التي أضحى‬
‫لعل العديد من الفعاليات المهتمة‬
‫مليا في هندسة بنائها ( إدارة‪ -‬حجرات‬ ‫االقتصادية و االجتماعية و الثقافية‪..‬‬ ‫تداولها والخوض فيها ضرورة تمليها‬
‫بحقل التربية والتعليم ‪،‬ال يخطر ببالها‬
‫دراسية‪ -‬فضاءات تنشيطية‪ -‬ساحة‪-‬‬ ‫وبما أن بالدنا تنعم بدستور جديد وعهد‬ ‫مجموعة من المتطلبات و العوامل و‬
‫إشكاالت المدرسة من حيث الشكل‪-‬‬
‫مرافق صحية…‪..‬الخ وذلك وفق المعايير‬ ‫سياسي معاصر‪ -‬اعتبر استراتيجية‬ ‫على رأسها‪:‬‬
‫كبناية تحتوي على حجرات دراسية‬
‫المنشودة ‪.‬‬ ‫إصالح المنظومة التربوية ثاني أولوية‬ ‫‪ -‬إن األزمة التعليمية عمرت طويال‬
‫وفضاءات للتنشيط الثقافي و التربوي‪،‬‬
‫وقبل أن أتطرق إلى نموذج المدرسة‬ ‫بعد الوحدة الترابية‪ ،‬معتمدا في ذلك‬ ‫ببالدنا‪.‬‬
‫و مرافق صحية واسعة تستجيب لشروط‬
‫التي ينبغي تحقيقها‪ ،‬البد أن أشير إلى‬ ‫على نظام األكاديميات الجهوية في‬ ‫‪ -‬إن هذه األزمة كلفت الدولة أوعية‬
‫التهوية و الكم العددي من المتعلمين و‬
‫أن حديثي هنا عن المدرسة المغربية‪ ،‬ال‬ ‫إطار الالمركزية و الالتمركز ونهج‬ ‫مالية كبيرة‪.‬‬
‫يعني االكتفاء بنموذج واحد‬ ‫خذ مثال المخطط‬
‫أو اثنين بكل إقليم على األقل‬ ‫أالستعجالي على سبيل‬
‫‪ ،‬وإنما يعني‪ :‬بقدر ما بالدنا‬ ‫المثال ‪.‬‬
‫تعمل على إحداث مؤسسات‬ ‫‪ -‬إصالح المنظومة مثلما‬
‫تعليمية جديدة بقدر ما تعمل‬ ‫هو رهان الدولة هو حلم‬
‫على خلق النموذج المغربي‬ ‫األمة المغربية بكاملها‪.‬‬
‫في نظام التربية و التكوين‬ ‫‪ -‬النهوض بالمدرسة‬
‫‪ ،‬إذ ال يعقل أن تتكدس‬ ‫الوطنية هو مرهون بمدى‬
‫حجرات مدارسنا و نحن‬ ‫نجاح المنظومة التعليمية‪.‬‬
‫نسعى إلى تحقيق الجودة‬ ‫‪ -‬مستقبل المتعلم المغربي‬
‫التعليمية على مستوى‬ ‫هو مرهون بمدى التقدم‬
‫األسالك التعليمية الثالثة‪،‬‬ ‫و النجاح الذي ستحققه‬
‫و بالتالي تحقيق التنمية‬ ‫المدرسة الوطنية‪.‬‬
‫المستديمة للقطاع‪.‬‬ ‫نوجزها على الشكل‬
‫لذلك أضحى لزاما ‪-‬من‬ ‫التالي‪:‬‬
‫اآلن‪ -‬أن تنصب جهود‬ ‫ألية مدرسة نسعى و نخطط‬
‫الحكومات المتعاقبة على‬ ‫؟ وألي مدرس نحتاج ؟ و‬
‫بناء المزيد من المؤسسات‬ ‫على أي متعلم نعلق رهاننا؟‬
‫التعليمية وخاصة بالعالم‬ ‫وبأية برامج و اليات سنركب‬
‫نتمكن‬ ‫حتى‬ ‫القروي‪،‬‬ ‫عجلة التطور؟‬
‫في النهاية ليس فحسب‬ ‫إنها جملة من األسئلة التي‬
‫من رفع معدل التمدرس‬ ‫تتوق تدبير المرحلة القادمة‬
‫ألبناء الوطن فحسب ولكن‬ ‫‪ ،‬خاصة بعد انتهاء عشرية‬
‫إلعادة االعتبار إلى البادية‬ ‫إصالح المنظومة التربوية‬
‫المغربية‪ ،‬و لمقاومة نزيف‬ ‫‪،‬و نفاد الوعاء الزمني‬
‫المتعلمات‪ .‬اذ لم يعد الفعل ألتعلمي‬
‫الهدر المدرسي من جهة و محاربة‬ ‫سياسة القرب الناجعة ‪ ،‬القائمة على‬ ‫الذي خصص للمخطط أالستعجالي‬
‫يتكيف مع أي مكان وفي أي زمان ‪،‬نظرا‬
‫ظاهرة االكتظاظ التي تعتبر إحدى‬ ‫تقريب اإلدارة من المواطن و معالجة‬ ‫(‪.. )2009/2012‬‬
‫لما تمليه النفس البشرية و الظروف‬
‫االختالالت الكبيرة التي تسببت في‬ ‫كل المشاكل والتناقضات الحاصلة في‬ ‫وبعيدا عن أية مزايدة أو ديماغوجية‪،‬‬
‫المناخية من متطلبات و شروط ‪ ،‬ال‬
‫تراجع منظومتنا التربوية‪..‬‬ ‫المجال بشكل فوري‪ .‬نتساءل عن‪:‬‬ ‫أعتقد أن الوقت قد حان للسهر على‬
‫سيما لما يتعلق األمر بفئة هشة من‬
‫و مؤسسة النموذج‪ -‬في نظري ‪ -‬يجب‬ ‫* األسباب الذاتية و الموضوعية‬ ‫صحة وسالمة حياة نظامنا التعليمي‬
‫المجتمع ‪ .‬فكما ال يمكننا تصور إجراء‬
‫أن تكون شبيهة بالبيت النموذجي التي‬ ‫التي وقفت حجرة عثرة في إصالح‬ ‫‪ (،‬خصوصا وان العالم يمر اليوم‬
‫عملية جراحية لمريض خارج قاعة‬
‫شرعت عدة مقاوالت و شركات عقارية‬ ‫منظومتنا التعليمية؟‬ ‫بتحوالت سريعة ‪ :‬بدءا باحترام الحقوق‬
‫العمليات‪ ،‬كذلك االمر بالنسبة لتقديم‬
‫تروج له ‪ ،‬كي تتمكن من تسويقه في‬ ‫ثم ماهي الركائز و اآلليات األساسية‬ ‫الطبيعية للتلميذ و مرورا بحماية‬
‫حصة دراسية تحت زخات مطرية أوفي‬
‫أسرع وقت‪ ،‬مادام الميدان التجاري‬ ‫التي بإمكانها ضمان وصول منظومتنا‬ ‫كرامته اإلنسانية التي تضمنتها‬
‫أيام الحر الالفح و تحت أشعة الشمس‬
‫يؤسس أهدافه الكبرى على السرعة و‬ ‫التربوية إلى بر األمان ؟‬ ‫المواثيق و المعاهدات الدولية و على‬
‫الحارقة‪.‬‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪16‬‬
‫إصالح‬

‫المدني و المواطنة الحقة و الترفيه‬ ‫المطاف‪ .‬لقد أصبح دور المدرس مع‬ ‫االستغالل‪ ،‬و يحظر االتجاربه ‪ ،‬وال‬ ‫االئتمان‪..‬‬
‫و التنشيط الثقافي و التربوي و‬ ‫النظريات التربوية الحديثة ال يعدو أن‬ ‫يجوز استخدامه قبل بلوغه السن‬ ‫و النموذج ال يقف عند حد اإلشهار‬
‫التكوين العلمي و التكنولوجي و‬ ‫يلعب دور المدرب وموزع األدوار تارة‬ ‫األدنى المالئم‪ ،‬و يحظر في جميع‬ ‫و التميز‪ ،‬وإنما يستهدف الجودة و‬
‫الحرفي واألندية الفنية و الرياضية‪،‬‬ ‫ودور الوسيط في العملية و المتفرج‬ ‫األحول حمله على العمل أو تركه يعمل‬ ‫االستمرارية في البناء و االنتاج‪ .‬وبما‬
‫ألنه حتما‪،‬سينقطع بعض التالميذ‬ ‫االيجابي تارة أخرى‪.‬وهذا األخير هو‬ ‫في أية مهنة أو صعبة تؤذي صحته‬ ‫أن مفاهيم عديدة تسربت من عالم‬
‫عن مسايرة دراستهم ألسباب معينة‪-‬‬ ‫المرغوب فيه اليوم لقيادة فريق الفصل‬ ‫او تعليمه او تعرقل نموه البدني أو‬ ‫االقتصاد‪-‬كمفهوم الجودة و اإلنتاجية‪-‬‬
‫ذاتية او خارجية‪ -‬لكن األهم الذي‬ ‫الدراسي إلى تأسيس التعلمات الجديدة‬ ‫العقلي أو الخلقي”‬ ‫إلى ميدان التربية و التعليم و بالتالي‬
‫يبقى مفعوله و أهدافه منتجة هو‬ ‫و خلق المعارف الواضحة و المفيدة‪..‬‬ ‫ثم اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬ ‫شئنا أم أبينا أمسى تعليمنا مرتبطا‬
‫هذه المؤسسات التي ستحضن هذا‬ ‫‪ -‬تنشيط العملية التعليمية‪،‬و ضمان‬ ‫الصادر عن الجمعية العامة لألمم‬ ‫بالمقاولة‪ ،‬فأكيد يجب إعادة النظر في‬
‫المتعلم بعد انقطاعه عن الدراسة‪ ،‬و‬ ‫سهولة تمرير مضامينها للمتعلمين‬ ‫المتحدة في ‪ 10‬دجنبر ‪1948‬م ‪،‬و الذي‬ ‫هندسة خلق مؤسساتنا التعليمية و‬
‫تتولى من جديد إعادة تربيته و تكوينه‬ ‫قصد امتالكها و تحصيلها عن حب‬ ‫اعتبر بحق المثل األعلى المشترك الذي‬ ‫تجهيزاتها‬
‫و صقل مواهبه التي ربما لم يكتشفها‬ ‫واختيار و اقتناع‪.‬‬ ‫ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب و األمم‪.‬‬ ‫سواء على المستوى اإلداري أو‬
‫المدرسون بمدرسته األولى ‪..‬‬ ‫وبما أن الفاعل التربوي يعتبر جزءا‬ ‫ثم العهدين الدوليين الصادرين عام‬ ‫البيداغوجي أو الرياضي او الثقافي ‪،‬‬
‫– خلق األقسام الداخلية ببعض‬ ‫ال يتجزأ من العملية التدريسية‪ ،‬و أحد‬ ‫‪1966‬م‪.‬‬ ‫من حيث الشكل‪،‬‬
‫المدارس االبتدائية وتزويدها بمكتبات‬ ‫أركانها أو زواياها الرئيسية‪ ،‬فقد حان‬ ‫وفي األخير ال يسعني إال أن أتساءل‪:‬‬ ‫‪ .‬أما من حيث الموضوع‪ ،‬فإننا نطالب‬
‫ووسائل االستئناس و الترفيه كالعقول‬ ‫الوقت لالرتقاء به هو األخر‪ :‬ماديا‬ ‫ألية مدرسة يمكننا أن ننتمي؟ ومع‬ ‫باستحضار مضامين المواثيق الدولية‬
‫االلكترونية و أجهزة التلفاز‪ ،‬حتى‬ ‫واجتماعيا ‪ ،‬معرفيا و تكوينا‪ .‬ولسنا‬ ‫أية مدرسة يمكننا أن نتعامل؟ هل‬ ‫سواء في برامج و مقررات نظامنا‬
‫يتسنى لهذه القوة التي تنمو إلى األمام‬ ‫هي حاجة إلى التذكير بالصورة التي‬ ‫مع المدرسة البياجوية؟ أو مع‬ ‫التعليمي أو في القوانين الداخلية‬
‫على حد تعبير – العالم جون شاطو‪-‬‬ ‫يوجد عليها المدرس في السعودية و‬ ‫المدرسة المونتسورية؟ أو المدرسة‬ ‫للمؤسسات التعليمية آو في األساليب‬
‫مواكبة المستجدات العلمية و األدبية‬ ‫الكويت و اإلمارات العربية المتحدة أو‬ ‫الدوركهايمية؟ أو مع المدرسة الواقعية‪/‬‬ ‫و الطرائق التي تمارس بها العملية‬
‫و الفنية و من جهة‪ ،‬و مقاومة الملل‬ ‫باسبانيا أو فرنسا أو هولندا…‪..‬الخ‪.‬‬ ‫االشتراكية‪:‬أي مع الرائدين مكارينكو و‬ ‫التدريسية ‪ ،‬و على رأسها االتفاقية‬
‫وضغوطات البحث و االمتحانات من‬ ‫إن االنكباب على خلق مدرسين‬ ‫بلونسكي؟‬ ‫الدولية لحقوق الطفل‪ ،‬ضمن ما يعرف‬
‫جهة أخرى‪ .‬إذن بقدر ما سنهتم بهذه‬ ‫نموذجيين للنهوض بالعملية التعليمية‬ ‫أو مع التوفيق بين نظريات وأفكار‬ ‫بمبادئها األساسية‪ :‬كمبدأ النمو الذي‬
‫القوة العجيبة‪ ،‬ونحيطها بالرعاية‬ ‫‪ ،‬أضحى ضرورة من ضرورات التغيرات‬ ‫هذه المدارس كلها؟‬ ‫يرتبط بحق الطفل في التربية و الترفيه‬
‫و الحماية الكبيرة و األكيدة‪ ،‬بقد ر‬ ‫التي يشهدها العالم ‪ ،‬حيث لم يعد األمر‬ ‫و مبدأ الحماية الذي يجسد حق الطفل‬
‫ما سننتج في المستقبل القريب أو‬
‫المتوسطي أوالبعيد أطفال و متعلمين‬
‫يتوقف عند تعليم المتعلم القراءة و‬
‫الكتابة كما أسلف الذكر ‪ ،‬و إنما أخذت‬
‫منوذج الفاعل التربوي‬ ‫في اسم و جنسية و هوية و مبدأ‬
‫المشاركة الذي يرتبط بحق الطفل في‬
‫في كل ديباجات العلوم سواء منها‬
‫متميزين قادرين على التواصل و‬ ‫التحديات العلمية المعرفية تتوق‬ ‫التفكير و التمييز و االعتقاد ومبدأ‬
‫القانونية أو االجتماعية أو االقتصادية‬
‫االندماج الفعال في معالجة المشاكل‬ ‫الى خلق متعلمين مزودين بالكفايات‬ ‫البقاء الذي يرتبط بحق الطفل في‬
‫أو النفسانية‪ ،‬يتبوأ اإلنسان المكانة‬
‫الحاصلة سواء في محيطهم البيئي‬ ‫األساسية و المهارات و الخبرات‬ ‫الحياة الرعاية الصحية والتغذية‬
‫المركزية‪ ،‬كما تعتبر الثروة البشرية‪،‬‬
‫أ و االسروي أ و التعليمي‪.‬ولست‬ ‫العلمية الضرورية‪ ،.‬كما غدا هذا‬ ‫والسكن‪.‬‬
‫أكبر مورد لضمان نجاح العمل‬
‫في حاجة إلى التذكير باألطفال الذين‬ ‫الموضوع –أي السهر على خلق مدرسين‬ ‫هذه االتفاقية التي أضحت تشكل‬
‫واستمراريته‪ .‬و بما أن لكل عمل‬
‫يحفظون ‪ 60‬حزبا من القران الكريم و‬ ‫متميزين‪ -‬من االستراتيجيات الحيوية‬ ‫اإلطار القانوني العالمي الذي يهدف‬
‫متطلباته ‪ :‬من التكوين و التخصص‬
‫يتفننون في تالوته و تجويده‪ ،‬الشيء‬ ‫التي ينبغي للسياسات الحكومية أن‬ ‫إلى توفير حماية المصلحة الفضلى‬
‫و الكفاءات و الحيز الزمني … وبما أن‬
‫الذي ال يقدر عليه البالغ تماما‪ ،‬فضال‬ ‫تتضمنها أجندتها السياسية‪..‬‬ ‫لألطفال‪ ،‬و التي صادقت بالدنا عليها‬
‫رسالة التربية و التكوين رسالة مقدسة‬
‫عن ذلك المواهب و المهارات الخارقة‬ ‫في يوليوز‪ ،1993‬تليها مبادئ إعالن‬
‫و صعبة إن لم أقل معقدة‪ ،‬مادامت‬
‫التي نتفاجأ بها من حين ألخر ‪،‬‬
‫منوذج املتعلم املغربي‬ ‫تمارس مع الكائن البشري الذي تتغير‬
‫حقوق الطفل العشرة الذي أقرته» اللجنة‬

‫الفاعل‬
‫سواء في المسرح أو في الخط أو في‬ ‫االجتماعية و اإلنسانية و التعاونية‬
‫نفسيته باستمرار كما يتغير الطقس‬
‫التعبير أو في الرسم أو في الموسيقى‬ ‫للجمعية العامة لألمم المتحدة» في ‪20‬‬
‫اليومي داخل ‪ 24‬ساعة‪.‬‬
‫‪ ،‬و ما البرامج الدولية و العربية‬ ‫بناء على ما جاء في مضامين‬ ‫نونبر ‪ 1959‬وسأخص بالذكر المبادئ‬
‫‪ .‬فعلى الجهات المسئولة أن تخصص‪-‬‬
‫التي شرعت مؤخرا في التنقيب على”‬ ‫المواثيق الدولية الملزمة منها و غير‬ ‫التالية‪:‬‬
‫إن صح التعبير‪ -‬اهتمامها لهذا الحقل‬
‫الطفل الموهبة”‪ ،‬ما هي إال دليل فاحم‬ ‫الملزمة‪ ،‬وتأسيسا على على إحدى‬ ‫المبدأ(‪ ”)1‬يجب أن يتمتع الطفل‬
‫و للعاملين فيه على وجه التحديد‪.‬‬
‫أننا في األوطان العربية نمتلك طاقات‬ ‫مواد مؤتمر بيكن التي تقول بالحرف”‬ ‫بجميع الحقوق المقررة في هذا‬
‫وذلك بإعداد برامج مفيدة و هادفة‬
‫و مواهب مدهشة للغاية‪.‬‬ ‫على دول أعضاء المؤتمر أن تعتبر‬ ‫اإلعالن‪ ،‬و لكل طفل بال استثناء أن‬
‫وبالسهر على مواصلة تكوين المدرسين‬
‫و الجدير باإلشارة أن مؤسساتنا‬ ‫قضية الطفل جزء ال يتجزأ من التنمية‬ ‫يتمتع بهذه الحقوق دون تفرقة أو‬
‫باستمرار وليس حسب ما تقتضيه‬
‫التعليمية اليوم في حاجة إلى صناعة‬ ‫الوطنية” فقد أصبح االلتفاف و‬ ‫تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس‬
‫المناسبات أو الظرفية التاريخية‪ ،‬وذلك‬
‫متعلمين فاعلين و قادرين على االندماج‬ ‫االهتمام بالطفولة عموما و المتعلمين‬ ‫أو اللغة…‪”..‬‬
‫لهدفين ساميين هما‪::‬‬
‫في قضايا محيطهم محليا ‪ ،‬اقليميا و‬ ‫خصوصا من صميم التشريعات و‬ ‫المبدأ (‪ ”:)5‬يجب أن يحاط الطفل‬
‫إذ لم‪-‬خلق مدرس نموذجي يتحلى‬
‫جهويا‪..‬‬ ‫القوانين الوطنية منها و الدولية‪،‬‬ ‫المعاق بدنيا أو عقليا أو اجتماعيا‬
‫بروح الدينامية و محيط بكل‬
‫ترى متى سيغدو موضوع الطفل‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬و حتى تركب بالدنا عجلة‬ ‫بالمعالجة و التربية و العناية الخاصة‬
‫المستجدات التربوية‬
‫إستراتيجية تنموية في أجندة‬ ‫الحضارة و تحقق لمدرستنا الوطنية‬ ‫التي تقتضيها حالته‪”..‬‬
‫يعد مقبوال أن يحتكر الكالم و يأمر‬
‫السياسات الحكومية و ملفا خصبا‬ ‫اإلقالع التنموي‪ ،‬بات لزاما عليها ما‬ ‫المبدأ ‪ 7″‬للطفل الحق في تلقي التعليم‪،‬‬
‫في النهاية المتعلمين نقل ماهو مكتوب‬
‫في اهتمامات جمعيات المجتمع‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫الذي يجب أن يكون مجانا وإلزاميا في‬
‫على السبورة‪ .‬الن مثل هذه األساليب‬
‫المدني ؟‬ ‫– إحداث العديد من المؤسسات و‬ ‫مراحله االبتدائية على األقل…‪”..‬‬
‫العتيقة التي قتلت في المتعلمين روح‬
‫المراكز و المعاهد و الدور التي لها‬ ‫المبدأ (‪ ”)9‬يجب أن يتمتع الطفل‬
‫التواصل و المشاركة وإبداء الرأي‬
‫* فاعل تربوي‬ ‫ارتباط وثيق بالتريية على السلوك‬ ‫بالحماية من جميع صور القسوة و‬
‫قصد بناء قاعدة الدرس في نهاية‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪17‬‬
‫إصالح‬

‫القانون اإلطار بني التجريد في املشروع وااللتباس في املفهوم‬


‫منذ فجر االستقالل تتعالى أصوات كثيرة إلصالح منظومة التربية والتكوين باملغرب‪ ،‬حيث عرفت املنظومة سلسلة‬
‫من اإلصالحات واملشاريع البيداغوجية املتسمة بالتذبذب بني الصعوبة في التنزيل والتعمق في التجريد‪ ،‬اختتمت‬
‫هذه السلسلة باملخطط االستعجالي‪،‬الذي تكبد خالله املشهد التعليمي اخلسائر الفادحة على مستوى املوارد املالية‪،‬‬
‫دون حتقيق النتائج املرجوة املتمثلة في إعادة التوهج للجسد التعليمي واجلسم التربوي‪ ،‬العامل الذي أسهم في‬
‫تغيير استراتيجيات العمل بإصدار املجلس األعلى للتربية والتكوين الرؤية االستراتيجية ‪.2030 ‑2015‬‬ ‫ذ‪ :‬إخلف وسعيد*‬

‫جسدي للمدرسني واستنزاف مادي للتنقل صوب مراكز‬ ‫مستندة إلى ركيزتي املساواة وتكافؤ الفرص من جهة‪،‬‬ ‫جاء القانون اإلطار مبشاريع مهمة وشعارات حتمل‬
‫التكوين‪ ،‬لذلك على الوزارة الوصية على التعليم؛ أن‬ ‫واجلودة للجميع من جهة أخرى‪ ،‬بغية حتقيق الهدف‬ ‫رموزا ودالالت الرغبة في بناء مدرسة جديدة‪ .‬ومن‬
‫متنح تعويضات التنقل لألطر التربوية قصد متابعة‬ ‫األسمى املتمثل في االرتقاء بالفرد وتقدم املجتمع‪(».‬‬ ‫بني هذه الشعارات على سبيل املثال ال للحصر‪ :‬شعار‬
‫هذا التكوين‪ ،‬ألنه قد جربنا تكوين بيداغوجية اإلدماج‬ ‫قانون اإلطار‪ 51.17‬مبنظومة التربية والتكوين والبحث‬ ‫«من أجل مدرسة اإلنصاف وتكافؤ الفرص»‪ ،‬و»من أجل‬
‫وما حصل فيه من محن السفر والتنقل خارج مقر العمل‬ ‫العلمي ‪ ،2019‬ص‪ ،)3‬كما أنه يتجه إلى حتقيق اجلودة‬ ‫مدرسة اجلودة للجميع»‪ ،‬و»من أجل مدرسة االرتقاء‬
‫ومكان املبيت في فترات التكوين خاصة في املناطق‬ ‫املفقودة في املشاريع السابقة‪ ،‬ويتبني هذا من خالل‬ ‫بالفرد واملجتمع»‪.‬هي شعارات حتمل معاني التجديد‬
‫القروية وشبه القروية‪.‬‬ ‫الرافعات التي يحتويها مثل‪ «:‬تعميم تعليم دامج‬ ‫ودالالت اإلصالح والرغبة في التطوير في املدرسة‬
‫‑ إن مفهوم التقييم في هذا القانون يحمل معه لبسا‬ ‫وتضامني لفائدة جميع األطفال دون متييز‪ ،‬جعل التعليم‬ ‫املغربية والرقي بها‪ ،‬وجتاوز حاالت اإلخفاق وكبوة‬
‫وغموضا‪ ،‬على مستوى الداللة واملضمون‪ ،‬ألن القانون‬ ‫إلزاميا بالنسبة للدولة واألسر‪ ،‬تخويل متييز إيجابي‬ ‫اإلصالح‪ .‬وفي ظل هذه الرؤية االستراتيجية‪ ،‬أصدرت‬
‫اإلطار لم يضع معالم وشروط التقييم ومواطن إجرائه‪،‬‬ ‫لفائدة األطفال في املناطق القروية وشبه احلضرية‪(». ».‬‬ ‫الوزارة الوصية على التعليم مؤخرا ما يسمى بقانون‬
‫كما أنه عام وفضفاض‪ ،‬كما جاء في املادة ‪ 53‬واملادة‬ ‫قانون اإلطار‪ 51.17‬مبنظومة التربية والتكوين والبحث‬ ‫اإلطار‪.‬‬
‫‪ ،55‬منها « تقدير مستوى تطور املردودية الداخلية‬ ‫العلمي ‪ ،2019‬ص‪.)3‬‬ ‫إن كثيرا من النقاد في كل علوم املعرفة اإلنسانية‬
‫كما تضمن هذا املشروع عددا من مباديء منظومة‬ ‫واالجتماعية يرون أن السبيل األمثل هو؛ ضرورة‬
‫واخلارجية ملنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‬
‫التربية والتكوين وأهدافها ووظائفها‪ ،‬وهي من األصول‬ ‫االنطالق من تصحيح مرحلة األزمة‪ ،‬وفترة التراجع‬
‫ومدى جودة اخلدمات املقدمة للمتعلمني في إطارها‪،‬‬
‫واملرتكزات التي يستند إليها قصد توجيه أغراضه‪،‬‬ ‫الستخالص أسبابها وعواملها‪ ،‬ولتقدمي البديل‬
‫تقييم مختلف عناصر الهندسة البيداغوجية املطبقة‬
‫ومن بني ذلك ترسيخ الثوابت الدستورية‪ ،‬و الدين‬ ‫الصحيح؛ ألنه ال ميكن ألي حضارة أن تنمو دون أن تعيد‬
‫في كل مستوى من مستويات املنظومة‪ ،‬منها البرامج‬
‫اإلسالمي والوحدة الوطنية والنظام امللكي واالختيارات‬ ‫النظر في مواطن النقص والتعثر‪ ،‬الشيء احلاصل في‬
‫واملناهج والتعلمات والتكوينات‪ ،‬واملعينات والوسائط‬ ‫منظومة التربية والتكوين باملغرب‪ ،‬لذلك البد أن نربط‬
‫الدميقراطية كما جاء ذلك في املادة ‪ 4‬من هذا القانون‪،‬‬
‫التربوية‪ ،‬اجناز تقييمات كمية وكيفية للمؤهالت‬ ‫بني قانون اإلطار واملراحل التي سبقتها من امليثاق‬
‫والهوية الوطنية لألمة املغربية ومكوناتها األساسية‬
‫واملعارف والكفايات املكتسبة»‪ ،‬كما تتجلى خطورة هذا‬ ‫الوطني للتربية والتكوين واملخطط االستعجالي‪،‬‬
‫اللغوية والقيمية كاللغة العربية واالمازيغية‪ ،‬وأسس‬
‫املفهوم في كونه يزيد تعبا وإرهاقا للفاعلني التربويني‬ ‫والرؤية االستراتيجية؛ لنتأكد أن هذا القانون يستمد‬
‫احلوار والتفاهم والتسامح‪ ،‬وكل ما يتعلق مبعاني‬
‫ملا يحمله من شمولية العمل داخليا مع املتعلمني‬ ‫اجلودة واالبتكار في املدرسة املغربية‪ ،‬ومن أجل حتقيق‬ ‫شرعيته مما تقدمه من هذه البرامج‪ .‬ما هو قانون‬
‫ضمن املمارسات الصفية في الوضعيات الديداكتيكية‪،‬‬ ‫أهداف اإلصالح في منظومة التربية والتكوين‪ .‬كما ركز‬ ‫اإلطار؟ وما اجلديد التي أتى به؟ وما مواطن اخللل فيه؟‪.‬‬
‫وخارجيا في مشاريع أخرى‪ .‬كما جاء في العبارة ضمن‬ ‫على مبدأ التعميم وااللزامية في التعليم واإلنصاف‬ ‫هي جزء من األسئلة التي نسعى أن نقربها بالتحليل في‬
‫املادة ‪ ،55‬من « تقدير مستوى تطور املردودية الداخلية‬ ‫وتكافؤ الفرص بني أبناء الوطن‪.‬‬ ‫هذه الورقة‪.‬‬
‫واخلارجية ملنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‬
‫ومدى جودة اخلدمات املقدمة للمتعلمني في إطارها‪(».‬‬ ‫محاولة نقدية ملفاهيم قانون اإلطار‬ ‫التعريف بالقانون اإلطار‪51 ‑17‬‬
‫القانون اإلطار‪ 51.17‬مبنظومة التربية والتكوين‬ ‫على الرغم من املفاهيم واملشاريع اجلديدة التي جاء بها‬ ‫هو مشرع حكومي يستمد شرعيته من املشاريع‬
‫ةالبحث العلمي ‪ ،2019‬ص‪ .)27‬حتى على مستوى‬ ‫قانون اإلطار من اجلدية في الطرح من خالل الرافعات‬ ‫والبرامج اإلصالحية السابقة قصد استئناف ما يتم‬
‫املفاهيم املشار إليها في املادة ‪ 2‬لم يقدم له التعريف‬ ‫التي جاء بها واملواد التي تشكل مضمونه منها‪ ،‬فإن‬ ‫التداول فيه‪ ،‬وفي ظل رؤية اإلصالح‪ ،‬وآخر مرجع لقانون‬
‫مثل غيره من املفاهيم‪.‬‬ ‫ذلك ال يخلو من إختالالت قد متنع من تنزيله أو تقلل من‬ ‫اإلطار هو برنامج الرؤية االستراتيجية ‪،2015/2030‬‬
‫‑ إغفال اإلشارة إلى األساليب البيداغوجية في تنفيذه‬ ‫فعاليته‪ ،‬التي تطمح إليها احلكومة‪ ،‬العتبارات متعددة‬ ‫فمن حيث املضون يتكون من ديباجة كمقدمة حتدد‬
‫منها‪:‬‬ ‫السياق العام‪ ،‬وعشرة أبواب حتت كل باب مواده‪ ،‬وعدد‬
‫من مثل الوسائل التكنولوجيا وجلن العمل في املؤسسات‬
‫‑ إغفال وضعية الفاعل التربوي من هيئة التدريس‬ ‫هذه املواد هي تسع وخمسني مادة‪.‬‬
‫املكلفة به‪ ،‬ووسائل الدعم ومواردها املادية‪ ،‬التي ميكن‬
‫أن تساهم في تنزيله وأجرأته‪ ،‬إال ما متت اإلشارة إليه‬
‫من خلق جلنة دائمة تعني بالتقييم‪ ،‬واملجلس الوطني‬
‫وأطر االدارة‪ ،‬باعتبار هذه الفئة هي احملرك األساس‬
‫ألي عملية تربوية‪ ،‬فليس في مضمون هذا القانون‬
‫معالم اإلصالح وجتلياته في القانون اإلطار‬
‫ال يقف التجديد في القانون اإلطار عند املواد التي‬
‫للبحث جهويا ووظنيا‪.‬‬ ‫ما يدل على الرغبة في حتسني وضعية املدرس الذي‬ ‫جاء بها وال في املعاني التي يحملها‪ ،‬وإمنا يتجاوز‬
‫أختم القول في هذه الورقات إلى أن تنفيذ مقتضيات‬ ‫متر عليه جميع العمليات واالجراءات البيداغوجية‬ ‫األمر ذلك إلى كون هذا القانون جاء بجملة من املفاهيم‬
‫هذا القانون االطار وتنزيل مواده على الواقع التربوي‬ ‫والديداكتيكية‪،‬حيث تنعدم شروط ومالمح التشجيع‬ ‫اجلديدة وغير املعهودة على املشهد التربوي‪ ،‬والتي قد‬
‫يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية تعيد املجد للمؤسسة‬ ‫على االجتهاد واالبتكار‪ ،‬والتحفيز على العطاء وبذل‬ ‫تفرض على القائمني به أثناء صياغة مشاريع قوانني‬
‫التربوية والتعليمية بجميع مكوناتها بدا من األستاذ‬ ‫اجلهد‪ ،‬فاالستاذ هو قطب الرحى وعمود العملية‬ ‫وعند تنزيله التوضيح والتفسير و بيان النوايا من‬
‫املمرر للبرامج واملنفذ للمقتضيات التي جاءت بها‬ ‫التعليمية التعلمية داخل أسوار املؤسسة‪ ،‬فإذا لم يكن‬ ‫هذه املفاهيم‪ ،‬وميكن التمثيل لهذه املفاهيم التي يضمها‬
‫الرؤية االستراتيجية والقانون اإلطار‪ ،‬ألن أي إصالح‬ ‫االهتمام به ال ميكن لعجلة اإلصالح أن تتحرك إلى األمام‬ ‫هذا القانون بجملة منها‪ :‬التقييم‪ ،‬ومبدأ التضامن‬
‫حقيقي رهني بوضعية املدرس اإلجتماعية واإلقتصادية‬ ‫لتنفيذ أي مخطط إصالحي‪ ،‬إال ما جاء فيه من إشارة‬ ‫الوطني والقطاعي‪ ،‬واإلطار الوطني املرجعي لإلشهاد‪،‬‬
‫والنفسية‪ ،‬وألن األستاذ حاضر في كل املناسبات‬ ‫إلى التكوين لفائدة األطر العاملة حيث متت اإلشارة‬ ‫واإللزامية‪ ،‬وتعميم التعليم واستدامة التعلم‪ ،‬والتمدرس‬
‫واحملطات األساسية في أي عملية إصالحية|؛ ألن هذا‬ ‫في املادة ‪ 39‬إلى هذا العنصر‪ « :‬بقصد تأهيلهم وتنمية‬ ‫االستدراكي‪ ،‬وميثاق املتعلم‪ ،‬والتناوب اللغوي‪،‬‬
‫القانون اإلطار‪ ،‬جاف وخال من ذكر املدرس وحقوقه‬ ‫قدراتهم‪ ،‬والرفع من أدائهم وكفاءتهم املهنية‪ ،‬وذلك من‬ ‫والهندسة اللغوية‪...‬؛ ولعل سبب االنفتاح على هذه‬
‫املادية واملعنوية‪ ،‬وألن هيئة التدريس واألسر هم الذين‬ ‫خالل مالءمة أنظمة التكوين مع املستجدات التربوية‬ ‫املفاهيم‪ ،‬هو مواصلة العمل على إرساء مدرسة جديدة‬
‫يشكلون تعبئة وطنية حول أي مشروع لذلك وجب إعادة‬ ‫والبيداغوجية والعلمية والتكنولوجية‪ ،‬مع مراعاة‬ ‫يتمتع فيها كل فرد بحقه الذي يخوله له الدستور؛‬
‫اإلعتبار لهم عبر التحفيز على اإلبتكار والعمل‪.‬‬ ‫خصوصيات كل صنف من أصناف التكوين‪ ( ».‬القانون‬ ‫حتقيقا ملبدأ اإلنصاف و تكافؤ الفرص‪ « ،‬وحيث إن‬
‫اإلطار‪ 51.17‬مبنظومة التربية والتكوين ةالبحث‬ ‫جوهر هذا القانون اإلطار يكمن في إرساء مدرسة جديدة‬
‫*أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي‪ ،‬المديرية‬ ‫مفتوحة أمام اجلميع‪ ،‬تتوخى تأهيل الرأسمال البشري‪،‬‬
‫العلمي ‪ ،2019‬املادة ‪ 39‬ص ‪ .)22‬فالتكوين فيه إرهاق‬
‫اإلقليمية بني مالل‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪18‬‬
‫إصالح‬

‫تنويع صيغ وسياقات التعلم واحلاجة ملساءلة واقع التكنوبيداغوجيا‪.‬‬


‫فإن أردنا سياقا تاما لالكتساب والتعلم كيفما‬ ‫استرسال وتتابع ألنشطة أصبحت مألوفة لديه‬ ‫ذ‪ .‬أحمد البوعزاوي* إن األجيال احلالية‬
‫كانت صيغته “خالل أو ما بعد املدرسة” فال‬ ‫وال يجد فيها طعم اإلثارة والتشويق‪ ،‬خصوصا إذا‬ ‫ظهرت وهي متتلك خبرة ال‬
‫بد لنا أن نساعد الفرد على أن “يتعلم ليعرف”‪،‬‬ ‫ما غاب عن السياق املدرسي أي نشاط مواز أو ما‬ ‫تبدو قط بالهينة في سياق‬
‫“يتعلم ليعمل”‪“ ،‬يتعلم ليعيش”‪ ،‬وأن “يتعلم‬ ‫بات يعرف حاليا بأنشطة احلياة املدرسية‪ .‬ملا لها‬ ‫تعاملها اليومي مع هواتف ذكية أو لوحات ملسية‬
‫ليكون”‪ .‬محددات قد تترجم رهان مسار طويل‬ ‫بال شك من قدر عال من األهمية‪ ،‬بحيث بإمكانها‬ ‫متتاز بثراء في العرض ليواجهببريق أعني وشغف‬
‫للبيداغوجيايشير إليه تعاقب العديد من الطرائق‬ ‫أن تعود باملتعلم لوضع السائق املنتبه من خالل‬ ‫متابعة؛ فال تكاد تشهد وأنت تتبعهم إال حركة‬
‫والتصورات النظرية‪.‬فمن منظور طبيعي كما‬ ‫ما سيبديه من مشاركة وتفاعل بشكل يترجم‬ ‫“اإلبهامة الصغيرة‪ ”Petite poucette‬كما سماها‬
‫جاء به روسو باعتباره ترجيحا ألهمية احلس‬ ‫فهمه للحياة وانخراطه في خضمها‪ .‬وكم من‬ ‫ميشيل سير ‪Michel Serres‬فمن خالل كتابه هذا‬
‫والعواطف على حساب العقل واملنطق واحلفظ‬ ‫املرات سيحدث‪ ،‬جراء مشاركة متعلم ما في نشاط‬ ‫والذي يعد تأمال في واقع حلول العصر الرقمي وما‬
‫والتلقني‪ ،‬جاء بعده النسق االجتماعي كما حدده‬ ‫مسرحي أو غيره‪ ،‬أن ينتبه له مدرسه باستغراب‬ ‫صاحبه من تأثير على اجليل الناشئ‪ ،‬فقد أبانهؤالء‬
‫دوركامي من زاوية أن التربية ال تنظر لإلنسان كما‬ ‫وهو يتابع عرضه‪ ،‬نتيجة تباين بني حكم قيمة‬ ‫عن سرعة جتول متصفحني ومتابعني بإبهام حدق‬
‫خلقته الطبيعة ولكن كما يريده املجتمع‪ ،‬إلى تصور‬ ‫سبق وبني على نتائج حتصيل اعتبر متدن وواقع‬ ‫مبا تعرضه شاشات هواتفهم أو حواسيبهم‪ .‬وهو‬
‫جتريبي كما ساقته ماريا منتسوري وآخرون‪،‬‬ ‫مشاركة ينضح بإشارات وخالصات مغايرة متاما‬ ‫شبيه في حالته هاته بسائق منتبه‪ ،‬نشيط ومتحكم‬
‫ومنه إلى التصور البنيوي والسوسيوبنيويكما‬ ‫للسحنات املسجلة‪.‬‬ ‫في قيادته‪ ،‬لكن سرعان ما يتحول إلى شارد‪ ،‬متراخ‬
‫حددهبياجي ثم فيكوتسكي‪ .‬ليأتي احلديث كذلك‬ ‫“التعلم عن بعد” كان جتربة مهمة ميكننا أن‬ ‫وبدون وجهة محددة أحيانا حينما يصير راكبا‪،‬‬
‫عن التعلم اإللكتروني‪ ،‬والتعلماملبرمج وحاليا‬ ‫نستقي منها الشيء الكثير‪ ،‬وال ميكننا أن ننكر‬ ‫أي عندما ينتقل إلى وضع متلق ومتابع مبقاعد‬
‫التعلم الرقمي‪...‬‬ ‫كونها ساهمت في إمداد املتعلم مبا يلزمه بغاية‬ ‫الدراسة‪.‬كما أن املعرفة بدورها غدت بالنسبة‬
‫سؤال اعتماد مقاربة تقوم على دور وأهمية‬ ‫استكمال تنزيل مضامني البرامج السنوية‪ .‬كما أنه‬ ‫إليه متاحة ومتناسلة مبجرد حتريكه “إلبهامته‬
‫التكنولوجيا وسمو غايات البيداغوجيا الفارقية‬ ‫مكن الفاعل التربوي من تفريد التعلمات بعيدا عن‬ ‫الصغيرة”والتي ستكلف محركات بحث لتقوم‬
‫في سياق وظيفي مبرجعيات تواصلية واجتماعية‪.‬‬ ‫ضغط الزمن ووتيرة تنزيل البرنامج‪ ،‬وأتاح للمتعلم‬ ‫باملتعني بدل ما كان سيخوضه من عناء‪.‬‬
‫هو مسعى من شأنه جتويد عملية التدريس‬ ‫فرصة اكتشافه لواقع حتصيله ومعاينته إلمكانياته‬ ‫وبرجوعه لسياق الدراسة بالفصل‪ ،‬يجد ذاك‬
‫وتيسير فعل التعلم‪ .‬فالتكنوبيداغوجيا تقتضي‬ ‫ونقاط حتسينه‪ .‬لكنها كانت تقييما حقيقيا من أجل‬ ‫املتعلم نفسه مدعوا لتحصيل محتوى تلقيني‬
‫التدريس والتوجيه استعانة بوسائل وأدوات‬ ‫الوقوف على كفاياته التكنوبيداغوجية‪ .‬فما راكمه‬ ‫من خالل مضامني مقررات متنوعة ومتباينة؛عليه‬
‫األجيال احلالية مع ضرورة جعل التكنولوجيا‬ ‫رمبامتعلم املرحلة االبتدائيةمن خبرة رقميةمازال‬ ‫أن يعمل على تخزينها بغاية استرجاعها الحقا‪،‬‬
‫وإمكانياتها في خدمة التعلم‪.‬‬ ‫في مزيد حاجة للتجويد والتمهيرحتى يسعفه في‬ ‫وذلك من منطلق “التعليم البنكي” كما نعته‬
‫التحصيل والتعلم واالكتساب‪...‬لذا وجب توطني‬ ‫(باولو فريري)‪ .‬فيظهر عليه حينهاالفتور وانطفاء‬
‫* مفتش تربوي‬ ‫تلك اخلبرات الرقمية إذا ما تأتت الظروف في‬ ‫احلماس الذي سرعان ماسيبديه ويستعيده حني‬
‫سياقات تعلمية من منظور بيداغوجي‪.‬‬ ‫عودته لشاشته‪.‬‬

‫دور املدرس«ة» في تدعيم حقوق اإلنسان‬


‫احترام املدرسة لديهم وتنمية احملبة والتقدير بينهم‬ ‫حقوق اإلنسان وتعليمها وممارستها واحترامها‬ ‫يحتفل املنتظم الدولي في ‪ 10‬دجنبر من كل سنة‪ ‬‬
‫وبني ادارة املدرسة واالساتذة اضافة الى تنمية روح‬ ‫والدفاع عنها وحمايتها‪..‬فاملدرسة الصديقة حلقوق‬ ‫باليوم العاملي حلقوق اإلنسان حيث مت‪  ‬اختيار هذا‬
‫التسامح في صفوف التالميذ‪ .‬‬ ‫اإلنسان هي التي تتيح مناخا عاما من املساواة‬ ‫اليوم‬
‫ان تدريس حقوق اإلنسان مبوضوعاتهااملتعددة‬ ‫والكرامة‪  ‬وعدم التمييز ‪،‬وتقدم منهجا تشاركيا كامال‬ ‫من اجل تكرمي قرار اجلمعية العامة الصادر عام‬
‫‪،‬له اهمية كبرى في بناء شخصية قادرة على‬ ‫للقيادة املدرسية حيث يشارك املجتمع املدرسي في كل‬ ‫‪ 1948‬حول اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪،‬لكونه‬
‫التعامل االيجابي مع املجتمع املدرسي واحمللي‪.‬‬ ‫القرارات التي تؤثر عليه‪.‬ومتكن التالميذ واألساتذة‬ ‫اول إعالن إعالمي في هذا املجال‪.‬ففي هذا اليوم تقوم‬
‫وتبقى مرحلة التعليم االساسي هي البيئة اخلصبة‬ ‫واإلداريني من املشاركة في وضع وتطبيق السياسات‬ ‫األمم املتحدة‪  ‬وكذا منظمات حكومية وغير حكومية‪ ‬‬
‫واملناسبة لنمو بذور ثقافة حقوق اإلنسان‪  ‬وتنميتها‬ ‫املدرسية على قدم املساواة‪ .‬‬ ‫بتنظيم معارض ثقافية‪  ‬متعلقة بقضايا‪  ‬حقوق‬
‫في عقول التالميذ‪ .‬ويجب مواصلة تطعيمها مبعارف‬ ‫ولتوصيل مبادئ وقيم حقوق اإلنسان داخل املجتمع‬ ‫اإلنسان‪..‬ومن هنا ال بد من دعوة اجلميع من اجل‬
‫ومهارات ومواقف في املراحل التعليمية التالية حتى‬ ‫املدرسي‪.‬ال بد من وجود مدرس على قدر من املسؤولية‬ ‫الدفاع عن حقوق اإلنسان واحترام تلك احلقوق وعدم‬
‫تكتمل الشخصية االيحابية والفاعلة التي تعرف‬ ‫والفاعلية‪  ‬واخلبرة في مجال حقوق اإلنسان‪ .‬‬ ‫انتهاكها‪ .‬وهو واجب يقع على عاتق جميع الناس‪.‬‬
‫حقوقها وواجباتها وتسعى الى بذل املزيد من اجلهد‬ ‫إن األستاذ الناجح هو ذلك الذي يستطيع دعم‬ ‫ويجب على كل فرد في املجتمع القيام بعمل ما أو‬
‫لتطبيقها على ارض الواقع‪.‬‬ ‫واغناء املهارات واملعارف واملواقف املتعلقة بحقوق‬ ‫خطوة إلى األمام بهدف الدفاع عن حقوق الالجئني‬
‫وخالصة القول‪،  ‬فاملنتظم الدولي يحتفل هذه السنة‬ ‫اإلنسان في عقول التالميذ‪  .‬ومن أمثلة هذه املهارات‪:‬‬ ‫املستضعفني‪  ‬واملهاجرين‪  ‬من ذوي اإلعاقة‪  .‬‬
‫‪ 2020‬باليوم العاملي حلقوق اإلنسان حتت شعار‪:‬‬ ‫اإلصغاء إلى اآلخرين ‪،‬التعاون‪،‬االتصال وحل‬ ‫على املدرس االهتمام أكثر بتدريس حقوق اإلنسان‬
‫نبني بشكل أفضل‪،‬دعونا ندافع عن حقوق االنسان‪ .‬‬ ‫املشكالت‪ ..‬ومن األمور‪  ‬الواجب‪  ‬أخذها بعني االعتبار‬ ‫داخل املؤسسات التعليمية‪ .‬فاملدرسة املأمولة‬
‫وبهده املناسبة نتمنى أن تتحقق مبادئ وقيم حقوق‬ ‫كمدخل‪  ‬رئيس لغرس قيم ومهارات ومعارف‪  ‬حقوق‬ ‫والدميقراطية هي التي يدرك فيها التالميذ حقوقهم‬
‫اإلنسان على أرضية الواقع وان تصبح مؤسساتنا‬ ‫اإلنسان لدى تالمذتنا‪،  ‬التطبيق الفعلي ملنظومة‬ ‫وواجباتهم ويلتزمون بها وميارسون احلرية‬
‫التعليمية فضاءات متارس فيها الدميقراطية وتعطى‬ ‫االنضباط املدرسي التي تستهدف إزالة عقبات قد‬ ‫املسؤولة ‪ .‬ويظل األستاذ‪  ‬باعتباره املؤثر واألقرب‬
‫فيها األهمية القصوى للتلميذ‪  ‬باعتباره محور رئيس‪ ‬‬ ‫تقف أمام بلوغ األهداف‪..‬وميكن الوصول إلى أهداف‬ ‫لتالمذته‪  ‬العبا أساسيا ومحوريا في حتقيق ذلك‬
‫في منظومة التربية و التكوين وذلك ما ننشده ‪.‬‬ ‫االنضباط املدرسي من خالل تعريف التالميذ بأنظمة‬ ‫على ا رضية الواقع‪.‬‬
‫املدرسة وااللتزام بها ومشاركة التالميذ في األنظمة‬ ‫إن املدرسة الصديقة‪  ‬حلقوق اإلنسان هي التي‬
‫ذ‪/‬خليل البخاري باحث تربوي‬ ‫سواء داخل املدرسة أو خارجها و تعميق مفاهيم‬ ‫تقبل بحقوق اإلنسان‪  ‬كمبادئ وعمل وتنظيم‪..‬وهي‬
‫االنتماء للمدرسة‪  ‬في نفوس التالميذ وغرس قيمة‬ ‫املدرسة التي تنمي بيئة ومجتمعا يتم فيهما تعلم‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪19‬‬
‫تعليم عن بعد‬

‫التعليم عن بعد على مشارف املستقبل‬


‫كان لزاما على العالم ليتجنب الصدع الذي قد حتدثه جائحة كورونا باملجتمعات‪ ،‬اللجوء للتعليم عن ُبعد‪ ،‬بعدما لم‬
‫يعد خيارا‪ ،‬بل ضرورة ملحة يتم بها إنقاذ املوسم الدراسي‪ ،‬و متكني التالميذ والطالب من مسايرة دروسهم‪ .‬فبالرغم‬
‫من التطور التكنولوجي الذي وصل إليه العالم‪ ،‬ورغم توفر التقنيات لسنوات عديدة واستعمالها بشكل يومي في جل‬
‫املجاالت األساسية‪ ،‬فقد استمر العمل بتقنيات التعليم عن بعد‪ ،‬خاصة في العالم العربي‪ ،‬بشكل غير جدي في الكثير‬
‫من األحيان‪ ،‬وبشكل جد محدود في أفضل األحوال‪.‬‬ ‫ذ‪ /‬المهدي البوزكري‬

‫مباشرا‪ .‬ويتميز هذا النوع من التعلم بالتفاعل اآلني‬ ‫الوقت الذي يناسبه لإلطالع على محتوى املوارد الرقمية‬ ‫يدفعنا هذا كله إلى محاولة إيجاد مفهوم واضح للتعليم‬
‫للمتعلمني‪ ،‬إذ يستطيع املتعلم طرح األسئلة واالستفسار‬ ‫املقدمة‪ .‬يتميز هذا النوع من التعليم عن بعد بحرية املتعلم‬ ‫عن بعد‪ ،‬باحثني عن مميزاته وأنواعه‪ ،‬باإلضافة إلى تقدمي‬
‫عن مكونات الدرس املقدم‪ ،‬والتوصل باألجوبة والشروحات‬ ‫في اختيار الوقت الذي يناسبه‪ ،‬والقدرة على التحكم في‬ ‫بعض األمثلة عن املنصات التي ميكن استعمالها لهذا‬
‫في نفس الوقت‪ .‬باإلضافة إلى العمل على شكل مجموعات‬ ‫نسق وإيقاع الدرس‪ ،‬من خالل إمكانية إيقاف احملتوى‬ ‫الغرض مع ذكر خصائص ومميزات كل واحدة منها‪ .‬‬
‫وثنائيات تخول للمتعلمات واملتعلمني تبادل األفكار‪،‬‬ ‫وإعادته كلما استوجب األمر ذلك‪ ،‬بيد أن من سلبياته‬ ‫ميكن تعريف التعليم عن بعد على أنه أي منط تعلم ال يعتمد‬
‫ووجهات النظر‪ ،‬واالستفادة من بعضهم البعض‪ .‬غير أن‬ ‫غياب التواصل اآلني‪ ،‬الشيء الذي قد يعيق تعلم بعض‬ ‫على احلضور اجلسدي للمعلم واملتعلم في مكان واحد‪ ،‬بيد‬
‫هذا التفاعل اآلني املثمر‪ ،‬قد تعقيه مجموعة من العراقيل‪،‬‬ ‫التلميذات والتالميذ‪ ،‬خصوصا إذا استعصى عليهم فهم‬ ‫أنه اقترن حديثا باألنترنت باعتبارها الوسيلة الرئيسية‬
‫كضعف صبيب األنترنت‪ ،‬أو تدني جودة األجهزة السمعية‪/‬‬ ‫جوانب أساسية من الدرس‪ .‬كما يفتقر هذا النوع األول كذلك‬ ‫لهذا النوع من التحصيل‪ ،‬وعليه فإنه باألساس تعلم‬
‫البصرية املستعملة‪ ،‬والتي قد تفصل املتعلم عن الدرس أو‬ ‫إلى التفاعل في كافة مراحل تكوين الدرس‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫تغيب فيه األدوات التقليدية للتعلم‪ ،‬وحتضر فيه الوسائل‬
‫حتول دون توصله مبكونات أساسية للدرس‪ ،‬مما قد يعيق‬ ‫غياب طرائق التعليم الناشط‪ ،‬كالعمل على شكل ثنائيات أو‬ ‫التكنولوجية احلديثة مبا فيها احلواسيب‪ ،‬والهواتف‬
‫العملية التعليمية التعلمية‪.‬‬ ‫مجموعات صغيرة تنمي لدى املتعلم روح التعاون وتطور‬ ‫الذكية‪ ،‬واللوحات اإللكترونية‪ ،‬وتستعمل فيه دروس رقمية‬
‫تعتبر منصات التواصل االجتماعي إحدى الوسائط التي‬ ‫لديه مهارة العمل في الفريق‪.‬‬ ‫مرئية‪ ،‬أو مسموعة‪ ،‬أو مكتوبة مرقونة‪ ،...‬حتى أصبح يطلق‬
‫ميكن استعمالها للتعليم عن بعد املتزامن‪ ،‬غير أن خصائصها‬ ‫ميكن احلديث عن العديد من املنصات والوسائط التي يتم‬ ‫عليه التعليم اإللكتروني‪.‬‬
‫تبقى محدودة‪ ،‬وال توفر العديد من اإلمكانيات واآلليات التي‬ ‫استخدامها لها النوع‬ ‫يفتح هذا النمط من التعليم الباب أمام املتعلمني‬
‫قد ُت ّسهل وحتقق العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬كالتي تيسرها‬ ‫من التعليم عن‬ ‫لالستفادة بشكل كبير من مصادر متعددة ومتنوعة‬
‫مسطحات أخرى‪ ،‬وعلى سبيل الذكر ‪google meet, zoom,‬‬ ‫بدءا‬ ‫بعد‪،‬‬ ‫للمعلومة‪ ،‬إذا تتالشى معه الفروقات املتباينة بني الطالب‪،‬‬
‫‪ Microsoft teams, webex meet‬وغيرها‪ ،‬حيث أن هذه‬ ‫من مواقع‬ ‫والتي يخلقها االختالف بني مدرس وآخر‪ .‬كذلك مع غياب‬
‫املنصات وبفضل احترافيتها ومميزاتها‪ ،‬استطاعت أن حتقق‬ ‫االعتبارات اجلغرافية يفتح التعليم عن بعد آفاق كثيرة‬
‫نسبة جناح عالية من حيث عدد املستخدمني واالشتراكات‬ ‫للطالب الذين يعيشون في مناطق نائية أو بعيدة عن‬
‫التي توافدت عليها خاصة في الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫املؤسسات واجلامعات التي يرغبون في االنضمام‬
‫إذ من خالل هذه املنصات ميكن خلق‬ ‫إليها إلمتام دراستهم وحتقيق أحالمهم‪ ،‬كما أنه‬
‫أقسام افتراضية يتم فيها التواصل‬ ‫باألساس يساير التطور الذي يعرفه منط احلياة‬
‫اآلني بني التلميذات‪/‬التالميذ‬ ‫السريع‪ ،‬والذي يتميز باستعمال‬
‫واملدرسني‪ ،‬ومتكن من استعمال‬ ‫وسائل تكنولوجية بشكل مفرط‪،‬‬
‫سبورة افتراضية‪ ،‬ومشاركة محتوى‬ ‫مما سيقلل من اآلثار السلبية لهذه‬
‫الدروس‪ ،‬ومشاركة امللفات واملوارد الرقمية‬ ‫األجهزة على مستقبل الناشئة‪.‬‬
‫املكتوبة واملرقونة‪ ،‬مع إمكانية التعديل والتصرف‬ ‫حسب موقع ‪،Statista.com‬‬
‫في احملتوى املشارك بشكل مباشر وجماعي‪ .‬كما تتيح‬ ‫اخلاص باإلحصائيات‪ ،‬وبيانات‬
‫اللجوء إلى تفعيل العمل الثنائي أو مجموعات العمل عن‬ ‫السوق واملستهلك‪ ،‬فإن عدد مستعملي‬
‫طريق غرف خاصة يتم فيها ذلك افتراضيا‪ ،‬مما يسهم في‬ ‫الهواتف الذكية اليوم (يونيو ‪ )2020‬حول‬
‫حتقيق أهداف التعلم بجوانبها املتعددة‪ ،‬وجعل املتعلم في‬ ‫العالم قد وصل إلى ‪ 3.5‬بليون مستخدم‪ ،‬ومن‬
‫مركز العملية التعليمية التعلمية باعتباره فاعال أساسيا في‬ ‫متخصصة‬ ‫املتوقع أن يصل إلى ‪ 4‬بليون مع حلول العام القادم‬
‫تكوين الدرس وليس كمتلق فقط‪.‬‬ ‫من قبيل‪ ،coursera, Udemy, edx, coursat :‬التي‬ ‫(‪ ،)2021‬وإلى ما يفوق ‪ 3.80‬بليون حساب نشيط مبواقع‬
‫مما ال جدال فيه أن العالم يتجه اليوم نحو مرحلة جديدة‪،‬‬ ‫توفر دروس مقدمة من طرف متخصصني وأساتذة جامعني‬ ‫التواصل االجتماعي‪ .‬الشيء الذي يدعو إلى ضرورة جعل‬
‫يتم فيها االعتماد على التكنولوجيا في كل مجاالت احلياة‬ ‫في مختلق املجاالت ومن مختلف دول العالم‪ .‬ثم وسائط‬ ‫هذه الوسائط أداة للتعلم والتحصيل الدراسي‪ ،‬عوض‬
‫بشكل أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬وخاصة في ميدان التعليم‪.‬‬ ‫التواصل االجتماعي كالفايسبوك‪ ،‬واليوتيوب‪ ،‬والواتساب‪،‬‬ ‫تضييع الوقت بني مواقع وتطبيقات التواصل االجتماعي‪،‬‬
‫وعليه فإن كل فعاليات املجتمع التربوي حكومة‪ ،‬أستاذات‬ ‫وتلغرام‪ ،‬باإلضافة إلى مواقع املؤسسات التعليمية‪ ،‬أو‬ ‫واأللعاب اإللكترونية‪ ،‬ومنصات الدردشة والتعارف‪.‬‬
‫وأساتذة‪ ،‬تلميذات وتالميذ‪ ،‬أباء وأمهات التلميذات‬ ‫مواقع تصممها املؤسسات نفسها لهذا الغرض‪ ،‬وكذلك‬ ‫احلديث عن التعليم عن بعد يقتضي احلديث عن نوعني‬
‫والتالميذ‪ ،‬األطر اإلدارية‪ ،‬املعنيون واملسؤولون‪ ،‬مطالبون‬ ‫املواقع واملدونات واملنتديات اخلاصة باألستاذات واألساتذة‬ ‫أساسيني‪ :‬تعليم متزامن‪ ، Synchronous‬أو تعليم غير‬
‫بالعمل بشكل يتيح وضع التعليم عن بعد كخيار أساسي‬ ‫على شبكة األنترنت‪ .‬متتاز العديد من هذه الوسائط بنفس‬ ‫متزامن‪ ، Asynchronous‬يتسم كل منط منهما بخصائص‬
‫في املنظومة التعليمية في العالم العربي‪ ،‬وذلك ملا تقتضيه‬ ‫اخلصائص‪ ،‬إذ متكن من متابعة الدروس املقدمة في أوقات‬ ‫معينة‪ ،‬ويستعمل آليات محددة لتحقيق الهدف املنشود‪،‬‬
‫الظرفية وما تستوجبه املرحلة‪ .‬حيث أنه أصبح لزاما‬ ‫مختلفة من اليوم‪ ،‬ووضع تعليقات واستفسارات مكتوبة‬ ‫وهو حدوث العملية التعليمية التعلمية‪ .‬فاألول‪ ،‬التعليم‬
‫إعادة هيكلة البرامج التعليمية‪ ،‬وبرامج تكوين األستاذات‬ ‫أو صوتية يجيب عنها األساتذة‪ .‬ويشكل موقعا ‪coursera‬‬ ‫غير متزامن‪ ،‬وهو النمط األكثر استعماال عبر األنترنت‪ ،‬وهو‬
‫واألساتذة واإلداريني‪ ،‬باإلضافة إلى تعديل امليزانيات‬ ‫و ‪ Edx‬االستثناء حيث أنهما الوحيدان اللذان يوفران‬ ‫أي تعليم عن بعد غير مقترن بوقت ومنصة معينتني‪ ،‬مبعنى‬
‫املرصودة لقطاع التربية والتكوين حتى تستجيب لهذا‬ ‫شواهد جامعية معترف بها من طرف اجلامعات التي تقدم‬ ‫أن املعلم يقوم بإعداد فيديوهات‪ ،‬وكبسوالت‪ ،‬وموارد رقمية‬
‫املعطى‪ ،‬وحتى نكون قادرين على االستفادة بشكل أكبر من‬ ‫الكورسات فيها‪.‬‬ ‫مكتوبة‪ ،‬وتسجيالت صوتية‪ ،‬ثم يقوم بتنزيلها على أحد‬
‫املميزات واخليارات التي تخلقها لنا التكنولوجيا وحتى‬ ‫أما النوع الثاني‪ ،‬والذي يطلق عليه بالتعليم عن بعد‬ ‫املنصات اإللكترونية‪ ،‬أو يتم إرسالها للمتعلمني عن طريق‬
‫نكون أكثر استعدادا ملواجهة املستقبل‪.‬‬ ‫املتزامن‪ ،‬وهو تعليم ينبني على الوجود املتزامن للمعلم‬ ‫البريد اإللكتروني أو عبر مجموعات وسائل التواصل‬
‫واملتعلم في وقت محدد ومنصة محددة‪ ،‬فيكون التواصل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬ويكون بذلك للمتعلم احلرية التامة في اختيار‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪20‬‬
‫تعليم عن بعد‬

‫التعليم عن بعد‪ :‬تأصيل للفهم أم ترويج للوهم؟!‬


‫يواجه التعليم في عصر العوملة حتديات ومعضالت كبرى تتسم باحلدة والشرسة‪ .‬ففي ظل ثورة االتصاالت‬
‫والتدفق املعلوماتي‪ ،‬وسيادة ثقافة الصورة عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬أصبح التعليم املدرسي مطالبا بالدفاع عن وجوده‬
‫الشرعي‪ ،‬وبخاصة بعد أن تعالت الصيحات والدعوات العتماد التعليم خارج أسوار املدارس‪ .‬وال يقف األمر عند‬
‫حدود دفاع التعليم عن كيانه التربوي املؤسساتي‪ ،‬وإمنا يجب أن يسهم التعليم في تأكيد الشخصية والهوية‬
‫الوطنية‪ ،‬وأن يدعم مفهوم االنتماء في عصر االختراق الثقافي‪ ،‬وأن يطور قدرات املتعلمني وينمي مهاراتهم‪،‬‬
‫ويزودهم بأفضل األساليب لتلقي املعلومات وتنظيمها واستغاللها االستغالل األمثل‪ ،‬مبا يفيد في تقدم ورفاهية‬ ‫د‪ .‬موالي المصطفى‬
‫الفرد واملجتمع على السواء‪.‬‬ ‫البرجاوي*‬

‫ملغوم لكثرة المتدخلين في معالجته‪ ،‬من هنا صعوبة‬ ‫‪ )nopédagogie‬في التعليم عن بعد‪ ،‬إلى تغيير‬ ‫أفضل في التعليم‪ .‬هاهنا‪ ،‬ال يتعلق األمر بالنظر‬ ‫إن مستقبل التعليم‪ ،‬في عالم متغير‪ ،‬يتأثر بشكل‬
‫تحليله ووصفه‪ ،‬وقد كان يشكل دائما ممارسة مزعجة‬ ‫في أدوار المدرسين‪.‬في هذا العصر الرقمي‪ ،‬يمكن‬ ‫إإلى الرقمنة من زاوية محبي التكنولوجيا (‪techn‬‬ ‫كبير بتكنولوجيا المعلومات‪ .‬وبالقدر نفسه‪ ،‬سيتأثر‬
‫للنسق التعليمي الذي يتغيا التجديد‪ .‬هذه األفكار‬ ‫الوصول بسهولة إلى المعلومات والمعرفة‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫‪ )nophile‬وال معادية للتكنولوجيا(‪technopho‬‬ ‫بطرائق توظيف التكنولوجيا من لدن المدرسين‬
‫التي انبثقت عن الممارسات االجتماعية اليومية‬ ‫تغير دور المدرسين وسيستمر في التطور‪ .‬يجب‬ ‫‪ ،)be‬ولكن النظر إلى «التقنية برؤية نقدية» («‬ ‫والمتعلمين أنفسهم‪ ،‬لإلعداد لتعلم مستديم ومستمر‬
‫حاولت في غير ما مرة نسف كل مجهود ومبادرة‪.‬‬ ‫أن يعمل المدرسون والمكونون من اآلن فصاعدا‬ ‫‪ ،)» techno - critique‬من أجل تحديد االنحرافات‬ ‫لمواجهة التغير المستمر المتسارع‪ .‬فنحن نعيش‬
‫وكلنا يتذكر ما قامت به األطر التربوية إبان الحجر‬ ‫باعتبارهم مدربين ومحفزين وموجهين في رحلة‬ ‫المحتملة والمرتبطة بالضغط المفرط على التوظيف‬ ‫في عالم متغير في جميع مناحي الحياة‪ ،‬وخصوصا‬
‫الصحي لضمان االستمرارية البيداغوجية‪ ،‬من‬ ‫المتعلمين»‪.‬‬ ‫البيداغوجي والديداكتيكي للتكنولوجيا في‬ ‫من ناحية تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت (‪،)TIC‬‬
‫مساهمات وإنتاجات رقمية ‪ -‬رغم ضعف استفادتهم‬ ‫هذه المقاربة التي تقدّر في كثير من األحيان علم‬ ‫التعليم‪ .‬والتفكير في وضع تصور يناسب تجويد‬ ‫حيث يعتقد أن المعلومات تتضاعف كل سنتين على‬
‫من التكوينات ‪ -‬إال أنها كللت بالسخرية في مواقع‬ ‫البيداغوجيا على حساب المادة الدراسية‪ ،‬تؤدي إلى‬ ‫الفعل التعليمي ‪ -‬التعلمي في ضوء المستجدات‬ ‫األقل في العالم بأسره‪.‬‬
‫التواصل االجتماعي‪ .‬وطبيعي والحالة هاته أن « كل‬ ‫تراجع الدور األساس لنقل المعرفة‪ .‬وفي اآلن نفسه‪،‬‬ ‫التكنولوجية‪:‬‬ ‫التعليم عن بعد في مقابل التعليم‬ ‫‪ - 1‬‬
‫تجديد يثير ضده الذين ال يريدون إدخال أي تعديل‬ ‫تراجع السلطة الرمزية للمدرس‪ ،‬بل األدهى واألمر‪،‬‬ ‫‪ - 1 - 3‬أسطورةالتكنولوجيا(‪Mythe de la‬‬ ‫الحضوري‪:‬انفصال أم اتصال؟!‬
‫على ما هو مألوف لديهم»‪ .‬والسؤال الذي حان الوقت‬ ‫يتم تحويل غالبية المدرسين إلى مستهلكين لموارد‬ ‫‪)technologie‬‬ ‫يشير «التعليم عن بعد» إلى صيغة من العالقة‬
‫لطرحه‪ :‬هل يمكن النظر إلى العامل االجتماعي‬ ‫رقمية جاهزة ينتجها بعض المدرسين لهم خبرة‬ ‫تبين التجارب في المجال السمعي البصري أو‬ ‫التربوية بين المدرس والمتعلم أو بين المتعلم‬
‫باعتباره عامال حاسما في تغيير نمط التعليمي من‬ ‫ودراية واسعة بعالم الرقمنة‪.‬‬ ‫المعلوماتي‪ ،‬أن طرق العودة إلى التكنولوجيا ضمن‬ ‫والمؤسسة‪ ،‬وهي الصيغة غير المباشرة؛ إذ يكون‬
‫التعليم الحضوري إلى التعليم التناوبي الذي يدمج‬ ‫‪ - 4 - 3‬خرافة تكافؤ الفرص (دمقرطة التعليم)‬ ‫سياق محدد‪ ،‬خصوصا إذا كان تربويا‪ ،‬ال يمكنها أن‬ ‫المتعلم في ظل التعليم عن بعد منفصال جسديا‬
‫هذا النمط األخير مع التعليم عن بعد أم أن هناك من‬ ‫وف ًقا لدراسة أجراها ‪ )Andersen (2017‬على‬ ‫تكون ال مبالية‪ .‬فتدخل وسائل التكنولوجيا بالمدرسة‬ ‫ومكانيا عن المدرس في كل صيغه؛ ولكنه من جهة‬
‫هو أقوى تأثيرا سواء تعلق األمربالضغطاالقتصادي‬ ‫‪ 56000‬طالب في ‪ 825‬مدرسة‪ ،‬فإن طرائق التدريس‬ ‫(أدوات العرض‪ ،‬وسائل سمعية بصرية‪ ،‬حاسوب)‪ ،‬لم‬ ‫أخرى‪ ،‬فهو في اتصال ثنائي (المؤسسة ‪ -‬المتعلم)‬
‫أو اإلمالءات السياسية‪ ...‬؟ ما الداعي إلى االنتقال‬ ‫المتمحورة حول الطالب تزيد من التفاوتات‬ ‫يحقق دائما وعود االنفتاح والفعالية‪ .‬فاألمر يتعلق‬ ‫غير مباشر؛ كما يشير المصطلح من جهة أخرى إلى‬
‫من منهاج دراسي مبني على البيداغوجيا التقليدية‬ ‫االجتماعية‪ .‬وقد أظهرت العديد من الدراسات‬ ‫غالبا بمحتوى ينضاف إلى مقرر مكثف أصال (كيف‬ ‫تحديد دور المدرس أو المؤسسة إلى تصميم وإعداد‬
‫الصفية إلى منهاج رقمي يقوم على البيداغوجيا‬ ‫األخرى أن ما يسمى بالطرق «التقليدية» هي األقل‬ ‫نستخدم الوسيلة؟ وماهي وظيفتها؟)‪ ...‬وعن دور‬ ‫مواد التعلم الذاتي‪ ،‬وتهيئة الظروف والوسائط‬
‫المفتوحة والمحركة عن بعد؟‬ ‫إعادة إنتاج (‪ )les moins reproductrices‬لعدم‬ ‫الحاسوب في التعليم‪ ،‬هناك خطاب تشاؤمي يرى»‬ ‫التربوية التقليدية منها والتكنولوجية عن بعد‪.‬‬
‫في محاولة التركيب‬ ‫المساواة االجتماعية‪ ،‬و»تظهر األبحاث مرة أخرى‬ ‫أن الحواسيب ال تقدم للتعلم الشيء الكثير‪ ،‬مثلما ال‬ ‫يقوم التعليم عن بعد على مرونة كل من المكان‪،‬‬
‫أصبحت التربية مضطرة إلى االنفتاح على توظيف‬ ‫أن بعض الطرائق المتطورة والحديثة‪ ،‬كانت لها‬ ‫يمكن للشاحنة التي تزود البقالة بالمواد الغذائية أن‬ ‫والتوقيت‪ ،‬والمنهج الجيد المشترك بين المدرسين‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬ليس فقط ألن‬ ‫تأثيرات كارثية بل أكثر حرما ًنا ‪ -‬وعلى وجه‬ ‫تعمل على تحسين تغذية جماعة ما‪ .‬فشراء شاحنة‬ ‫والمتعلمين‪ ،‬من أجل رسم األهداف واألنشطة‬
‫ذلك حتمية تاريخية‪ ،‬وإنما لما توفره من قدرات‬ ‫الخصوص تعلم المهارات األساسية‪ :‬القراءة‬ ‫ال يعمل على تحسين جودة التغذية‪ ،‬مثلما أن شراء‬ ‫التعليمية ‪ -‬التعلمية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فنظام « التعليم‬
‫على التأهيل الفكري والعلمي لإلنسان‪ ،‬ولما تقدمه‬ ‫والكتابة‪ ،‬الرياضيات»‪.‬‬ ‫حاسوب ال يعمل على تحسين إنجاز الطالب‪ .‬فجودة‬ ‫عن بعد»‪ ،‬ال يختلف عن النظام المدرسي الحضوري‬
‫من فرص للتعلم المشترك والمتبادل‪ ،‬أي من فرص‬ ‫وهكذا‪ ،‬فإن مفهوم «المتعلم»‪ ،‬الذي قدم نفسه‬ ‫التغذية تنبثق من التالؤم الجيد بين المواد الغذائية‬ ‫في محتوى المنهاج الدراسي‪ ،‬أو في مضمون‬
‫لالنفتاح على الغير‪.‬‬ ‫على أنه أكثر ديمقراطية ومعاداة للنخبوية‪ ،‬يحافظ‪،‬‬ ‫المقدمة وحاجيات األشخاص‪ .‬وبطريقة مقارنة‪ ،‬فإن‬ ‫المهارات ومقاصد التربية‪ ،‬وإنما يختلف في توظيف‬
‫هكذا نستيطع القول‪ ،‬أن أهم ما يعد به التعلم عن‬ ‫على العكس من ذلك‪ ،‬على نخبوية مموهة تعيد إنتاج‬ ‫جودة التعلم تنبثق من توازن سليم بين مناهج‬ ‫التكنولوجيات الحديثة في مساعدة المتعلم على‬
‫بعد هو انبثاق مدرسة بال جدران كما يقول (إيفان‬ ‫أو حتى تزيد من عدم المساواة االجتماعية وتضر‬ ‫التعليم وحاجيات الطلبة»‪.‬‬ ‫التعلم الذاتي‪.‬‬
‫إليتش)‪ ،‬التي ستدفع مختلف الفاعلين التربويين‬ ‫بالوصول إلى الدراسات‪.‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الزيادة في‬ ‫‪ - 2 - 3‬أسطورة متعلم يتمتع باستقاللية التعلم‬ ‫ويمكن تعريف « التعليم عن بعد» بأنه ذلك النوع‬
‫إلى تحمل مسؤولياتهم‪ ،‬وتغيير أدوارهم فالمدرس‬ ‫التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬يمكن أن تزيد من اتساع هذه‬ ‫(‪)Mythe de l’étudiant autonome‬‬ ‫من التعليم الذي يكون فيه المدرس (أو المؤسسة‬
‫سيتأكد دوره كموجه ومنظم للعملية التعليمية‬ ‫الفجوة‪ ،‬ألنها‪ ،‬كما يشير الخبير االقتصادي األمريكي‬ ‫عموما درجة أعلى من‬ ‫ً‬ ‫يتطلب التعليم عن بعد‬ ‫التعليمية التي تقدم التعليم) بعيدا عن المتعلم‬
‫‪ -‬التعلمية‪ ،‬أما المتعلم سيرتقي إلى تعلم مناهج‬ ‫«تايلر كوين» (‪( )Tyler Cowen‬تؤدي إلى «الجدارة‬ ‫استقاللية المتعلم‪ /‬الطالب مقارنة بالتعليم‬ ‫مكانيا أو زمانيا أو هما معا‪ .‬ويستتبع ذلك‪ ،‬أنه‬
‫التعلم الذاتي أو ما يعرف تعلم التعلم (‪Apprendre‬‬ ‫واالستحقاق المفرط» « ‪» hyper - méritocratie‬؛‬ ‫الحضوري‪ .‬فالبيداغوجيا «الحديثة» (« ‪néo -‬‬ ‫يكون من الضروري استخدام وسائط اتصال متعددة‬
‫‪ .)à apprendre‬آنذاك حين يمتلك الفرد طرائق‬ ‫أي أن تعمل التكنولوجيا الرقمية على تعزيز الوصول‬ ‫‪ )» progressiste‬تذهب إلى أن تمركز التعليم لم يعد‬ ‫من مواد مطبوعة‪ ،‬ومسموعة‪ ،‬ومرئية‪ ،‬وغيرها من‬
‫مختلفة في التعلم يسهل عليه أن يستوعب أي‬ ‫إلى المعرفة بالنسبة لألشخاص األكثر تحفي ًزا‬ ‫منصبا على نقل المعرفة‪ ،‬ولكن على المتعلم الذي‬ ‫الوسائط اإللكترونية‪...‬‬
‫محتوى من المحتويات وما يستتبع ذلك من مهارات‬ ‫وموهبة‪ ،‬وخاصة أولئك الذين لديهم بالفعل رأس مال‬ ‫يبني تعلماته بنفسه؛ الذي نتخيله على أنه « مدرس‬ ‫وفيالسياق نفسه‪ ،‬يرى أحد الباحثينأنه إذا كان‬
‫ومنهجية‪...‬‬ ‫ثقافي قوي(‪.»)un fort capital culturel‬‬ ‫« في حياته المدرسية ‪ ،‬والذي ُيحكم عليه على أنه‬ ‫التعليم اإللكتروني(‪)Enseignement en ligne‬‬
‫لهذافإن تطوير المنهاج الدراسي اليعني بالضرورة‬ ‫وحسب «فيليب ميريو» (‪،)Philippe Meirieu‬‬ ‫مستقل وقادر على التجربة والتعبير المنطقي عن‬ ‫نوعا من أنواع التعليم عن بعد‪ ،‬فهو يختلف عنه‬
‫تغييرا أو تجديدا في أجهزة وأدوات العمل‬ ‫فإن أهم شيء هو «إدماج هذه األدوات [الرقمية]‬ ‫اهتماماته وحاجاته‪ .‬هذه المقاربة البيداغوجية‬ ‫من حيث طبيعة العملية التربوية‪ ،‬والمضمون‪،‬‬
‫الديداكتيكي وأداوته باللجوء إلى التكنولوجيات‬ ‫ينبغي أن يتماهى مع الغايات المدرسية من أجل‬ ‫المبنية على استقاللية المتعلم‪ ،‬تصطدم بمجموعة‬ ‫والمنهجية‪ ،‬والتقييم‪ .‬فالفرق األساس بين التعليم‬
‫الحديثة‪.‬فإدماج هذه األخيرة في التعليم ينبغي‬ ‫معرفة كيف يمكن أن تساهم في مشاركة جميع‬ ‫من الصعوبات‪ ،‬منها تنوع وثائر التعلم واإلدراك‬ ‫عن بعد والتعليم اإللكتروني يكمن في أن دور المتعلم‬
‫أن يتم بشكل مالئم ومتناسق‪ ،‬وفي استحضار‬ ‫المتعلمين ونجاحهم»‪.‬‬ ‫عند المتعلمين‪ ،‬كما أن فرضية استقاللية المتعلم‬ ‫في األول – يبقى سلبيا‪ ،‬إذ يتلقى المعلومات دون أن‬
‫تاملإلمكانات المتاحة‪ ،‬لتقديم أفضل لألنشطة‬ ‫إيجابيات التعليم عن بعد‬ ‫‪ - 3‬‬ ‫(‪ ،),l’autonomie de l’apprenant‬ال تستحضر‬ ‫يشارك في الدرس أو يتفاعل مع المادة التعليمية‪ .‬أما‬
‫التعليمية التعلمية‪ ،‬وللمساعدة على إنماء الكفايات‬ ‫في مقابل هذه االنتقادات الموجهة للتعليم عن بعد‪،‬‬ ‫الفرد باعتباره سيرورة بناء تاريخي واجتماعي‪،‬‬ ‫في التعليم اإللكتروني فإنه يشارك ويتفاعل ويساهم‬
‫األساسية للمتعلم وتحقيق األهداف المرجوة من‬ ‫يتميز بمجموعة من السمات والمميزات اإليجابية‪:‬‬ ‫ويريد أن يكون المشروع الحديث العظيم للتعليم‪،‬‬ ‫انطالقا من المادة الدراسية‪.‬‬
‫تحديث المنهاج الدراسي وفق المتطلبات الرقمية‪.‬‬ ‫ميزة التنوع‪:‬‬ ‫‪ - 1‬‬ ‫فهو يرفض أهمية تركيب المعرفة في التعلم ويفتح‬ ‫فنحن أمام نسق تعليمي يقر عالقات جديدة بين‬
‫واليفوتنا في األخير‪ ،‬أن نستحضر بعض المخاطر‬ ‫يحرص التعليم عن بعد على توفير بيئة تعلم‬ ‫الباب على مصراعيه المقاربة الزبائنية إلنفاق‬ ‫التعليم والتعلم‪ ،‬وهذا ما عبر عنه «هنري» (‪)Henri‬‬
‫التي يمكن أن تحدث في التعليم التكنوقراطي‪ ،‬من‬ ‫متنوعة وخيارات بيداغوجية مختلفة للمتعلم‪،‬‬ ‫المستهلك على ‘التربية»‪.‬‬ ‫حينما ذهب إلى أن التعليم والتدريس عن بعد يفرضان‬
‫نكوص وتراجع القيم اإلنسانية النبيلة لصالح‬ ‫إضافة إلى اعتماد المدرس على طرائق ديداكتيكية‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فرغم أهمية التفكير في‬ ‫تحوال جذريا للممارسات والطرائق البيداغوجية‬
‫التعلم التكنولوجي‪ ،‬وتوحيد أنماط التعليم‪ .‬وينتج‬ ‫رقمية متنوعة في عرض المحتوى وأساليب التعليم‬ ‫استقاللية المتعلم في بناء تعلماته بنفسه وتطوير‬ ‫الديداكتيكية من أجل تجاوز بعد الطالب‪ /‬المتعلم‬
‫– على حد تعبير «‪ ”Tibor Vamos‬متعلمين‬ ‫وآليات التقويم‪ ،‬مما يساعد على مراعاة الفروق‬ ‫مهاراته المعرفية والتكنولوجية‪ ،‬إال أن هذا المفهوم‬ ‫وعزلته‪ ،‬الشيء الذي ترتب عنه تحول عميق في‬
‫شبيهين من حيث بنياتهم العقلية بالبيوت الزجاجية‬ ‫الفردية بين المتعلمين‪.‬‬ ‫يتجاهل تلقائ ًيا التفاوتات االجتماعية واالقتصادية؛‬ ‫األدوار والمهام المخصصة للمدرسين كما هي الحال‬
‫أو بالحيوانات المولودة في األسر المروضة على‬ ‫ميزة الجودة‪:‬‬ ‫‪ - 2‬‬ ‫إذ إن الطفل الذي لديه خلفية أكثر ثرا ًء‪ ،‬والذي كان‬ ‫في المقاربة البيداغوجية التي وجهت نحو التعليم‬
‫األعمال التي تناسب صاحبها فقط‪ ،‬والتستطيع أن‬ ‫يسهم التعليم اإللكتروني في تحقيق معايير‬ ‫لديه إمكانية الوصول إلى موارد متنوعة و يستفيد‬ ‫الذاتي (‪.)Autoapprentissage‬‬
‫تعيش الحياة الطبيعية الخاصة بها‪.‬‬ ‫الجودة في العملية التعليمية ‪ -‬التعلمية‪ ،‬من‬ ‫من الدعم البيداغوجي‪ ،‬و في اآلن نفسه‪ ،‬نشأ في‬ ‫االنتقادات الموجهة للتعليم عن بعد‬ ‫‪ - 2‬‬
‫خالل تمكين المدرس وإكساب المتعلم مجموعة من‬ ‫بيئة محفزة تقدر المدرسة والفضول العلمي‪ ،‬يكون‬ ‫والرقمي‪ :‬تشاؤما وتفاؤال‬
‫*المدرسة العليا للتربية‬ ‫المهارات التي تساهم في تجويد عمله بإتقان‪.‬‬ ‫أكثر تجاوبا مع استقاللية المتعلم‪ ،‬مقارنة مع الطفل‬ ‫ما من شك هنا‪ ،‬أننا لسنا في سياق رفض‬
‫المرونة‪:‬‬ ‫‪ - 3‬‬ ‫الذي يفتقد إلى خلفية التعلم ومترعرع في بيئة هشة‬ ‫التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬بل إننا في سعي إلى دمجها‬
‫والتكوين ‪ -‬جامعة الحسن‬ ‫توفر بيئة التعليم على مرونة كبيرة عن طريق‬ ‫اجتماعيا‪.‬‬ ‫بطريقة مسؤولة ومتوازنة في التعليم والتعلم‪ .‬إذ‬
‫األول ‪ -‬سطات‬ ‫توفير تعليم مرن ومفتوح جغرافيا ومكانيا‪.‬‬ ‫‪ - 3 - 3‬أسطورة المدرس المواكب (‪Mythe de‬‬ ‫سيسمح لنا تحليل بعض المبادئ التي تتغياها‬
‫التعليم عن بعد‪:‬الرهان االجتماعي‪:‬‬ ‫‪ - 4‬‬ ‫‪)l’enseignant « accompagnateur‬‬ ‫المقاربات البيداغوجية الحديثة في إدماج استخدام‬
‫البد من اإلقرار هنا أن التعليم عن بعد موضوع‬ ‫أدى توظيف البيداغوجية الرقمية (‪La techn‬‬ ‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت (‪ )ICT‬بشكل‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪21‬‬
‫تعليم عن بعد‬

‫التعليم عن بعد‪ ،‬والتربية على القيم‪ ‬‬

‫لقد أجبر “ فيروس كورونا املستجد ‪-‬كوفيد‪ ،”19-‬الذي اجتاح العالم مطلع العام اجلاري‪ ،‬الدّول التي أصابها‪ ،‬على‬
‫اتخاذ تدابير احترازية رامية إلى محاصرته‪ ،‬واحلد من انتشاره‪ ،‬وجعلها ُت ْقدم على سلسلة من التغيرات ا ّلتي ّ‬
‫مست‬
‫جميع هياكل الدّولة (اقتصاد – سياسة – صحة –تعليم‪.)...‬‬ ‫ذ‪ /‬عبد المجيد تنداوي‬

‫تشكلها املدرسة لوحدها‪ ،‬وإنمّ ا‬ ‫الطفل (املتع ّلم)‪ ،‬ال ّ‬


‫إنّ هوية ّ‬ ‫الذي يحافظ على القيم‪ ،‬ويضمن استمرار وجودها وبقائها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫اختراق الوباءِ‬ ‫وقد كان املغرب من الدول التي فرض عليها‬
‫تضع لبنتها األساس األسرة؛ باعتبارها احلضن األول‬ ‫من خالل مناهجها التربوية الدّراسية املختلفة‪ ،‬الهادفة‬ ‫جديدة في العيش والعمل بشكل لم‬ ‫ٍ‬ ‫طرق‬
‫ٍ‬ ‫حدو َدها اتخا َذ‬
‫الطفل وينشأ فيه النشأة األولى‪ ،‬فيرضع‬ ‫الذي يولد فيه ّ‬ ‫إلى إعداد مواطن صالح؛ متش ّبع بقيم املواطنة‪ ،‬واحترام‬ ‫يكن معهودا من قبل‪ ،‬السيما في قطاع التربية والتعليم‬
‫أمه قيما كثيرة‪ ،‬واملدرسة تضمن استمرار تشكل‬ ‫مع حليب ّ‬ ‫اآلخر‪ “ ،..‬ذلك أنّ املنظور ّ‬
‫الشامل لل ّرسالة ال ّتعليمية يقصد‬ ‫الذي سأخص به مقالي هذا‪ ،‬والذي انتقل فيه التعليم من‬
‫هذه الهوية من خالل القيم التي يت ّم زرعها فيه‪ ،‬لتكون‬ ‫به تكوين شخص ّية املتع ّلم في مختلف أبعادها‪ ،‬واملتعلمّ‬ ‫احلضور إلى “تعليم عن بعد”‪.‬‬
‫بذلك قد أضافت إلى اللبنة األساس لبنة أخرى‪ ،‬وتترك‬ ‫اليوم محتاج أكثر من أي وقت مضى – إضافة إلى املعارف‬ ‫إنّ االنتقال من منط التعليم احلضوري إلى منط التعليم‬
‫مؤسسات الدّولة االجتماعية (املجتمع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الفرصةلباقي‬ ‫متكنه من استيعاب ثقافته‬ ‫واملهارات – إلى منظومة قيم ّ‬ ‫عن بعد‪ ،‬يجعلنا نتساءل عن مصير جانب هام في التربية‬
‫املسجد‪ ،‬قنوات اإلعالم‪ ،‬الوسائل التكنولوجية‪ ،)...‬إضافة‬ ‫ّ‬
‫وحضارته واالنفتاح الواعي على الثقافات واحلضارات‬ ‫والتعليم‪ ،‬أال وهو اجلانب القيمي (القيم)؛ هذا اجلانب‬
‫ليتشكل بذلك البناء الكامل لهوية الطفل‪(،‬املتع ّلم)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لبناتها‬ ‫األخرى‪ ،‬كما أ ّنه محتاج إلى معايير يزن بها ما يفيد‬ ‫الذي يحظى بشأن كبير في البرامج والتوجيهات التربوية‬
‫ث ّم إنّ ما تتع ّرض له املدرسة املغربية نفسها‪ ،‬من مشاهد‬ ‫من مبادئ وسلوكات‪ ،‬وأفكار ليميز اخلبيث من ّ‬
‫الطيب‪،‬‬ ‫الرسمية‪ ،‬بل وفي الدستور وامليثاق والرؤية االستراتيجية‬
‫العنف بش ّتى أنواعه (لفظي‪ ،‬جسدي‪ ،‬املعنوي‪ُ ،)...‬يعيد‬ ‫ومحتاج أيضا إلى أن يعرف غيره في إطار ال ّتواصل‬ ‫مؤخرا‪.‬‬
‫سؤال القيم‪ ،‬والتربية عليها‪ ،‬وال ّتح ّلي بأخالقها ال ّنبيلة‪،‬‬ ‫املفتوح مبنظومته القيمية ال ّنابعة من دينه وحضارته”‪.‬‬ ‫لقد حظيت مسألة القيم باهتمام خاص من قبل املفكرين‬
‫إلى الواجهة‪ ،‬ويجعلنا ُنسائل ذواتنا عن اخللل الكامن‬ ‫وهذا ما ال ميكن حت ّققه في إطار “التع ّلم عن بعد”‪،‬‬ ‫والباحثني في مجاالت احلياة املختلفة‪ ،‬إال أن اهتمام‬
‫وراء ظهور هذه السلوكات في الوسط املدرسي‪ ،‬ونحدّد‬ ‫ح ّتى وإن س ّلمنا بنجاح املنظومة التربوية‪ ،‬والتعليمية‪،‬‬ ‫علماء التربية وخبرائها بها كان أكبر‪ ،‬ذلك أن القيم عندهم‬
‫القيم التي يجب غرسها في نشئنا‬ ‫أصبحت غاية في حد ذاتها‪ ،‬ومن‬
‫وتعزيزيها لديهم ودعمها‪ ،‬من التي‬ ‫ثم كان بحثهم فيها بحثا عن كيفية‬
‫يجب تقوميها وتغيرها بشكل نهائي‪،‬‬ ‫حتقيق تلك القيم وبلوغها‪.‬‬
‫وأي القيم أكثر جناعة ملواجهة‬ ‫إن سعي علماء التربية وخبرائها‬
‫حتدّيات املستقبل في ظل هذا الغزو‬ ‫إلى حتقيق القيم؛ أي استضمارها‬
‫ال ّثقافي‪.‬‬ ‫لدى الفرد واملتعلم بشكل خاص‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كما أنّ الطفل (املتعلم) ال يأتي‬ ‫جعلهم يبدعون في النظريات‪،‬‬
‫إلى املدرسة صفحة بيضاء‪ ،‬خاصة‬ ‫والبيداغوجيات‪ ،‬واملقاربات‪ ،‬والطرق‪،‬‬
‫ما يتع ّلق بالقيم‪ ،‬فقد يأتي صفحة‬ ‫والوسائل‪ ،‬واألساليب وغيرها‪ ،‬وذلك‬
‫بيضاء من حيث املعارف‪ ،..‬غير أ ّنه‬ ‫لتيسير مترير هذه القيم وزيادة تشبث‬
‫يأتي حامال لقيم تر ّبى عليها في‬ ‫شء (املتعلم) بها‪.‬‬ ‫ال ّن ْ‬
‫منزله‪ ،‬فتصبح املدرسة فضا ًء لترسيخ‬ ‫ّ‬
‫ال شك أنّ غياب املتعلمني عن‬ ‫ّ‬
‫هذه القيم وتعزيزها‪ ،‬إن كانت نبيلة‪،‬‬ ‫مدارسهم‪ ،‬هذه املدّة (خمسة أشهر أو‬
‫املعوجة منها‪ ،‬وتغ ّير الرديئة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وتقوم‬
‫ّ‬ ‫أكثر)‪ ،‬سيكون له أثر بالغ‪،‬وال سيما‬
‫وتستبدلها بقيم جيدة حسنة‪ ،‬تتوافق‬ ‫ما يتع ّلق باجلانب السيكولوجي‪،‬‬
‫وثوابت منظومتنا التربوية‪.‬‬ ‫والتربوي (السلوك)‪ ،‬ويعيد سؤال‬
‫لقد حان الوقت لتحديد القيم‬ ‫التربية على القيم‪ ،‬إلى الواجهة‬
‫املنشودة لتربية أبنائنا وإبراز معاملها‪،‬‬ ‫من جديد‪ ،‬ملا للفضاء املدرسي من‬
‫وتتبع أصولها مبا يضمن انسجامها‬ ‫خصوصية‪ ،‬في تربية النشء على‬
‫مقوماتها اإلسالمية واحلضارية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مع‬ ‫القيم األخالقية‪ ،‬واإلنسانية ال ّنبيلة‪.‬‬
‫ح ّتى يكون ال ّتخطيط حلياة أبنائنا‪،‬‬ ‫وقد اقترنت القيم‪ ،‬و ّتربية النشء‬
‫وما نضع لهم من مناهج تربوية‬ ‫على ال ّتش ّبع بها ‪ -‬على األقل في‬
‫وتعليمية لتربيتهم وتنمية مواهبهم‪،‬‬ ‫توجه‬
‫ّ‬ ‫بلدنا ‪ ،-‬باملدرسة‪ ،‬إذ سرعان ما‬
‫وصقل قدراتهم وإعدادهم للحياة‪ ،‬يساير املنظور احلقيقي‬ ‫في ش ّقها ال ّثاني وهو التعليم (تلقني املتع ّلم مجموعة من‬ ‫أصابع االتهام‪ ،‬فور صدور سلوك غير مدني عن أحد أفراد‬
‫لوجودهم ويستهدف حتقيق الغايات التي خلقوا من‬ ‫املعارف واملهارات‪ ،)...‬فإ ّنها ستفشل ال محالة في ّ‬
‫الشق‬ ‫املجتمع‪ ،‬ح ّتى وإن كان ال ينتمي إلى إحدى مؤسسات‬
‫أجلها”‪.‬‬ ‫األول (تربية املتع ّلم على القيم األخالقية ال ّنبيلة‪ ،‬وال ّتشبع‬ ‫التربية وال ّتعليم‪ ،‬إلى املر ّبني(األساتذة)‪ ،‬فينعتونبالفشل‬
‫وختاما‪ ،‬ال يسعني سوى تأكيد كون تربية النشء على‬ ‫بها‪ ،)...‬ذلك أنّ مسألة التربية على القيم حتتاج إلى فضاء‬ ‫في إعداد إنسان(املتعلم) سوي‪ ،‬متش ّبع بالقيم األخالقية‬
‫القيم األخالقية‪ ،‬واإلنسانية النبيلة‪ ،‬ال يتأ ّتى إال بالعودة‬ ‫مفتوح يتواصل فيه املتعلم مع أقرانه‪ ،‬والفضاء الذي يتيح‬ ‫ممن ال عالقة لهم بالتعليم على‬ ‫ال ّنبيلة‪،‬وتنهال الشتائم ّ‬
‫إلى األصل (الدين اإلسالمي) الذي تستقي منه املنظومة‬ ‫هذا هو املدرسة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ويستغل كل‬ ‫املنظومة التربوية والعاملني حتت قيادتها‪،‬‬
‫التربوية والتعليمية قيمها‪ ،‬وجتسيد قيمه دون تفريغها‬ ‫الصدد هو‪ :‬هل‬ ‫ولعل السؤال الذي يطرح نفسه في هذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫حاقد على رجال ال ّتربية وال ّتعليم فرصته لل ّنيل منهم‪،‬‬
‫من حمولتها اإلميانية‪ ،‬واألخالقية‪ ،‬والسلوكية‪ ،‬والعملية‪،‬‬ ‫املدرسة هي املؤسسة االجتماعية الوحيدة املسؤولة عن‬ ‫فتراه قد أطلق العنان للسانه‪ ،‬فيصفهم مبا ال ي ّتصفون‬
‫والتي تع ّد مرجعا أساسا في تكوين الشخصية امل ّتزنة‪،‬‬ ‫زرع بذور القيم في الفرد؟‪ ،‬أم أ ّنها مسؤولية مشتركة بني‬ ‫الصفات الدنيئة‪ ،‬التي متليها عليه نفسه الدّنيئة‪،‬‬ ‫به من ّ‬
‫السمح‪،‬‬‫واملواطن الصالح املتش ّبع بقيم دينه اإلسالمي ّ‬ ‫املؤسسات االجتماعية الرسمية وغير ال ّرسمية‬ ‫ّ‬ ‫جميع‬ ‫وحقده الدفني على رجال التربية وال ّتعليم ونسائه‪ ،‬بل‬
‫املعت ّز بوطنه‪ ،‬ولغته‪ ،‬خاصة ونحن نعيش في عالم العوملة‬ ‫ّ‬
‫للدّولة؟وهل الطفل (املتعلم)‪ ،‬يلج املدرسة وهو صفحة‬ ‫ويصل احلقد ببعضهم إلى جعل األستاذ هو سبب تدهور‬
‫والغزو ال ّثقافي‪.‬‬ ‫محمال بقيم ُزرعت فيه من قبل أسرته‬ ‫ّ‬ ‫بيضاء‪ ،‬أم أ ّنه يأتي‬ ‫املنظومة األخالقية في البالد‪.‬‬
‫ووسطه‪...‬؟‬ ‫الصامد‬ ‫حصنَ املجتمع ّ‬
‫اليختلف عاقالن في كون املدرسة ْ‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪22‬‬
‫تعليم عن بعد‬

‫التعليم عن بعد وبعض متطلباته البيداغوجيةوالتربوية‬


‫خاصة في بلدان أوربا وأمريكا وكندا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫شهدت األعوام املاضية األخيرة أشكاال مختلفة من برامج التعليم عن بعد‬
‫مت استخدام تقنيات االتصال والتواصل اجلماهيري‬ ‫أثارت حماس ودعم البعض‪ ،‬كما انتقدها البعض اآلخر‪ .‬وقد ّ‬
‫املتطورة حال ًيا‪ ،‬وذلك لنقل التع ّلمات‬
‫ّ‬ ‫املعروفة‪ ،‬كالسينما واإلذاعة والتلفزيون في البداية‪ ،‬ث ّم اإلنترنت والبرمجيات‬
‫جمة في العثور على أدلة تؤكد أنّ‬‫وبتّ التعليم عن بعد‪ .‬ومن أجل هذه الوسائط «اجلديدة»‪ ،‬واجه الباحثون صعوبات ّ‬
‫هذه األساليب اجلديدة حت ّقق معدالت جناح مرتفعة (‪.)Clark، 1995‬‬ ‫ذ‪/‬الحسين أخدوش *‬

‫‪ .)Heinrich، 1984‬غير أنّ العائق الرئيسي الذي مينعنا‬ ‫ومختلف الطرائق البيداغوجية التي تراعي هذه الوضعية‬ ‫ان الفاصل الزمني بني بروز التقنيتني مييل إلى أن يكون‬
‫حتى اآلن من الفهم الواضح لكيفية مساهمة التقنيات‬ ‫البيداغوجية اجلديدة‪.‬‬ ‫مشابهً ا لذلك الفاصل الذي يوجد بني جيلني (جيل التقنيات‬
‫اجلديدة في التعليم عن بعد هو هذا االرتباك الناجت عن‬ ‫هكذا‪ ،‬ميكن اعتماد طرائق تدريسيةجديدةوبيدغوجيامت‬ ‫التقليدية وجيل التكنولوجيا الرقمية)‪ ،‬فقد مت إغراء‬
‫مساهمات هاتني التقنيتني املتميزتني (طرائق التدريس‬ ‫ستحدثة للمتع ّلمني املتواجدين خارج أسوار املدرسة‪ ،‬كما‬ ‫املدافعني عن التقنيات املعاصرة لتجاهل املاضي واالعتراف‬
‫وطرائق نشر التع ّلمات وبث املعلومات)‪ .‬واحدة من هذه‬ ‫املتطورة لنشر التع ّلمات‬
‫ّ‬ ‫ميكن التعويل على األجهزة التقنية‬ ‫بأن «التكنولوجيا اجلديدة» فريدة من نوعها وناجعة في‬
‫التقنيات‪ ،‬أي طرق نشر املعلومات‪ ،‬متأ ّتية عن تطبيق املبادئ‬ ‫املدرسية املختلفة وإذاعتها‪ ،‬وإتاحة املعلومات واألمثلة‬ ‫التعليم عن بعد (كالرك وسليمان‪.)1986 ،‬‬
‫العلمية والهندسية املختلفة في تطوير واستخدام املوارد‬ ‫واملمارسات واالختبارات للمتعلمني‪ ،‬وذلكفقط باعتماد‬ ‫ومبا أنّ الفشل في التع ّلم من األخطاء املاضية غالبا ما‬
‫تسجل املعلومات‬ ‫ّ‬ ‫الرقمية التعليمية‪ ،‬وكذا اإلجراءات التي‬ ‫برامج مدرسية معدّة بد ّقة حسب املواصفات التربوية‬ ‫يؤدّي إلى عواقب وخيمة‪ ،‬إ ّال أنّ تكرار الفشل يعد كارثة‬
‫وتنشرها‪.‬‬ ‫املالئمة لنمط التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫لألنظمة التعليمية الفاقدة آلليات التقومي واملراجعة‬
‫لقد مت تطوير تقنيات وسائطية تعليمية مختلفة من‬ ‫باملقابل‪ ،‬ينبغي االنتباه إلى عدم اخللط بني طرق التدريس‬ ‫معمق حديث‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الناجعة‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬أظهر حتليل‬
‫مكنت فعال من‬ ‫خالل تطبيقات العلوم الفيزيائية التي ّ‬ ‫خاصة‬
‫ّ‬ ‫عن بعد وكيفية نشر التع ّلمات وتقاسمها مع املتع ّلمني‪،‬‬ ‫خاص ببحوث وتقومي دراسات الوسائط الرقمية في التعليم‬
‫إنشاء وسائط متعدّدة جديدة تعتمد اإللكترونيات (األلياف‬ ‫عند تقومي التعليم عن بعد‪ .‬وقد تعود الزيادة أو النقصان في‬ ‫عن بعد (‪ )Dillon and Gabbard، 1998‬كيف أ ّنه من‬
‫البصرية‪ ،‬أقراص الفيديو التفاعلية‪ ،‬وأجهزة الكمبيوتر)‪.‬‬ ‫معدالت جناح املتعلمني املستهدفني بهذا النمط من التعليم‬ ‫الصعب احلصول على أدلة صحيحة على تأثير هذا النمط‬
‫وكنتيجة لذلك‪ ،‬أصبحت‬ ‫من التعليم في أمريكا أواخر‬
‫تقنية نشر التع ّلمات تزيد‬ ‫القرن املاضي‪.‬‬
‫من ولوج املتع ّلم إلى املعرفة‬ ‫من هنا تبقى األسئلة التي‬
‫وتع ّلمها‪ ،‬وهذه هي الغاية‬ ‫تطرح حول التعليم عن بعد‪،‬‬
‫األكثر أهمية في سياق‬ ‫وكذا أدوات تقوميه‪ ،‬هامة‬
‫التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫وضرورية لفرز معايير‬
‫أما طرائق التدريس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫معينة صاحلة لتقوميه‬
‫بالنماذج‬ ‫ّ‬
‫فتتصل‬ ‫باستمرار‪ .‬تنقل أسئلة‬
‫املمكنة‬ ‫البيداغوجية‬ ‫تقومي التعلم عن بعد ضمنيا‬
‫واملالئمة لنمط التعليم‬ ‫واملعتقدات‬ ‫االفتراضات‬
‫عن بعد‪ ،‬وهي تتأ ّلف من‬ ‫حول قيمة التع ّلمات‬
‫مبادئ العلوم االجتماعية‬ ‫املختلفة‪ ،‬وتأثيرها على‬
‫والتربوية‬ ‫والنفسية‬ ‫النتائج املرجوة‪ .‬على سبيل‬
‫والديداكتيكية‪ ،‬التي ترتبط‬ ‫املثال‪ ،‬من خالل مساءلة‬
‫بتطوير أساليب الهندسة‬ ‫عما إذا كانت وسيلة‬‫أنفسنا ّ‬
‫(‪Reigeluth،‬‬ ‫التعليمية‬ ‫التدريس اجلديدة تؤدي إلى‬
‫‪ .)1983/ 1987‬تقوم هذه‬ ‫جناح املتعلمني أكثر من‬
‫الطرائق البيداغوجية على‬ ‫الوسائط التقليدية‪ ،‬سوف‬
‫البحوث التي يتم إجراؤها‬ ‫نعترف بأنّ الوسيلة قادرة‬
‫التدريس‬ ‫بخصوص‬ ‫على التأثير على تع ّلماتهم‪.‬‬
‫والتعليم‪ ،‬وكذا طرق‬ ‫غير أن هذا االفتراض نوقش‬
‫حتسني جناح املتع ّلمني‬ ‫بجدّية من طرف مجموعة‬
‫عن بعد‪ .‬وك ّلما أمكن دمج‬ ‫من الباحثني‪»Clark« :‬‬
‫هذه املنتوجات في مواد‬ ‫«‪Salomon»(1998/‬‬ ‫و‬
‫وبرامج الدورات التدريبية (أدوات الدورة التدريبية) التي‬ ‫إلى كيفية التأثير بهذه الطرائق البيداغوجية‪ ،‬كما ُتنسب‬ ‫‪)1999‬؛ «‪ »Clark‬و «‪)Estes»(1992/1994‬؛ «‪»Gardner‬‬
‫يتم اإلعالن عنها في إطار التعليم عن بعد لفائدة املر ّبني‬ ‫التخفيضات في التكلفة أو الوقت الذي يتط ّلبه هذا النمط‬ ‫و«‪.)Salomon»(1968‬‬
‫واملتعلمني معا‪ ،‬ك ّلما كان ذلك أحسن لنمط التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫في الوصول إلى مجموعات معينة من املتعلمني (على سبيل‬ ‫يقوم التعليم عن بعد على مبدأ نشر املعلومة املدرسية‬
‫يبقى الهدف الرئيسي من هذه املناقشة هو إبراز كيف أنّ‬ ‫املثال لدى املنتسبني للعالم القروي أو احملرومني) إلى سوء‬ ‫(التع ّلمات) وذلك بتوظيف املعدات واآلالت والوسائط التي‬
‫جناح برامج التعليم عن بعد يجب أن يكون مسنودا بحسن‬ ‫التدبير التربوي واملادي‪ .‬وميكن أن يؤدي هذا االرتباك فيما‬ ‫تسمح بالوصول إلى تلك بيسر وسهولة املعلومات‪ ،‬بحيث‬
‫التكوين وجودة الظروف وتوفير الوسائل والبرامج الكفيلة‬ ‫يخص الفوائد التي ميكن أن جتنى من التكنولوجيات إلى‬ ‫ّ‬ ‫تكون في متناول املتع ّلمني‪ .‬وتعتبر الكتب وأجهزة الكمبيوتر‬
‫باستخالص النتائج اجلد ّيدة‪ .‬هذا االمر من شأنه تسليط‬ ‫أخطاء سياسية مكلفة‪ ،‬وغير متوقعة؛ وبال ّ‬
‫شك أنّ العديد‬ ‫والبرامج الرقمية أمثلة مألوفة عن وسائل نشر املعلومات‬
‫الضوء‪ ،‬بطريقة صحيحة وموثوقة‪ ،‬على مختلف التأثيرات‬ ‫من حتديدات مفهوم «التكنولوجيا» هي بسبب هذا اخللط‬ ‫املدرسية (التع ّلمات)‪ .‬بينما تهدف طرق التدريس املعتمدة‬
‫التي تساهم في اجناح منط التدريس عن بعد‪.‬‬ ‫وألي شيء‬
‫ّ‬ ‫(‪.)Clark، 1992d‬فما هي هذه التكنولوجيات؟‬ ‫لنمط التعليم عن بعد إلى إحداث التأثير اإليجابي على تع ّلم‬
‫ّ‬
‫مؤطر تربوي‬ ‫*‬ ‫تصلح؟‬ ‫املتع ّلمني رغم كونهم متلقني عن بعد‪ .‬ومن األمثلة الدالة‬
‫يشير مصطلح «التكنولوجيا» إلى تطبيق العلم كخبرة‬ ‫على هذه الطرائق هناك طرق إلعداد الدروس وتنظيمها‪،‬‬
‫قادرة على حل املشكالت (‪Clark and Estes، 1998، 1999‬؛‬ ‫واستخدام األمثلة‪ ،‬وطرق تشجيع املمارسة واالختيار‪،‬‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪23‬‬
‫تعليم عن بعد‬

‫التعليم اإللكتروني املفتوح‪ ( :‬عن بعد)‬


‫املاهية واألسس واألهداف و األساليب‬
‫مبا أن التعليم الفتوح (عن بعد) قضية بحثية أكادميية قبل أن يكون مجرد قضية تكنولوجية‪ ،‬ينقل أجواء التعلم‬
‫من الفصول الدراسية إلى البيوت‪ ،‬أو إلى أي مكان آخر‪ ،‬فإن اإلغالق الكلي أو اجلزئي للمدارس واجلامعات واملعاهد‬
‫واملؤسسات نتيجة داء (كورونا = كوفيد ‪ ،)19‬فرض علينا التفكير في هذا النوع من التعليم‬ ‫ذ‪/‬عبد اهلل ايت االعشير*‬

‫البرامج واملناهج والطرق واألساليب املعتمدة في‬ ‫العليا واجلامعات ومراكز البحث‪ ،‬ال تترك صغيرة‬ ‫أو املسموعة أو املرئية التي تنطوي على املتعة‬ ‫إن البلدان املتقدمة قد شهدت ممارسات‬
‫توصيل املعرفة‪ ،‬والتدريب على اكتساب املهارات‬ ‫حل ُم ْحصدا‪ ،‬رغبة في‬ ‫وال كبيرة إال أوجدت لها ّاً‬ ‫متلق غير حاضر في‬ ‫ٍّ‬ ‫والتسلية‪ ،‬واملرسلة إلى‬ ‫ناجحة‪ ،‬وجتارب تبشر بإمكانية تعويض التعليم‬
‫الفنية والتقنية التي يتطلبها مجتمع املعرفة‪،‬‬ ‫حتقيق التنمية املجتمعية‪ ،‬وزيادة التحكم في‬ ‫الزمان واملكان‪ ،‬ولكنه قادر على اختيار الوقت‬ ‫احلضوري‪ ،‬والسيما في ظل تعميم الشابكة‬
‫فإن التعليم اإللكتروني املفتوح الناجع قد ارتبط‬ ‫إتقان املهارات اجلديدة التي يتطلبها مجتمع‬ ‫واملكان والكيفية التي يتلقى بها املعرفة التي‬ ‫(اإلنترنت) التي تعد عصب وكهرباءة هذا العصر‬
‫بفلسفة التعليم املستمر مدى احلياة الذي متيزه‬ ‫املعرفة‪ .‬تأسيسا على هذه اليقينيات فإن التعليم‬ ‫تنقلها تلك الوسائل التكنولوجية التي تخلو من‬ ‫الرقمي الذي زادت فيه احلاجة إلى التكوين‬
‫اخلصائص اآلتية‪:‬‬ ‫اإللكتروني املفتوح يسعى إلى حتقيق األهداف‬ ‫التفاعل املباشر واملواجهة احلقيقية بني املعلم‬ ‫والتدريب والتمهير‪ ،‬رغبة في السيطرة والتحكم‬
‫أ ـــــ النجاعة والفعالية في توصيل املعرفة ِل َّلذين‬ ‫اآلتية‪:‬‬ ‫والشادي‪ ،‬ولكنها توظف صورا ورسومات وأشكاال‬ ‫على املتغيرات املتسارعة من حولنا‪ ،‬ناهيك عن‬
‫يطلبونها‪ ،‬ألجل تنمية معارفهم وحتسني قدراتهم‬ ‫‪ 1‬ـــ الدميوقراطية واملساواة واإلنصاف في‬ ‫وألوانا تولد لديه الرغبة والدافعية ملزيد من التلقي‬ ‫سعي األفراد واجلماعات إلى حتسني ظروفهم‬
‫ومهارتهم الفنية واإلدارية التي كانوا محرومني‬ ‫االستفادة من فرص التعليم والتكوين والتثقيف‬ ‫والقدرة على حل املشكالت‪ .‬إنه»نظام تفاعلي‬ ‫املعيشية التي يضمنها هذا التعليم الراقي‬
‫منها في ظل التعليم احلضوري لسبب من األسباب‬ ‫والتمهير ملواجهة أعباء احلياة املعاصرة‪ ،‬دون أي‬ ‫للتعليم عن بعد‪ ،‬يقدم للمتعلم َو ْف ًقا للطلب‪ ،‬ويعتمد‬ ‫املساهم في حتقيق التنمية‪ ،‬عبر توفير فرص‬
‫االجتماعية واجلسدية والنفسية واجلغرافية‬ ‫متييز يخص اجلنس والسن واملكانة االجتماعية‬ ‫على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة‪ ،‬تستهدف بناء‬ ‫استثنائية في احلياة لألفراد واجلماعات‪ .‬وقبل‬
‫والعمرية‪ .‬وتتجلى جناعة وفعالية التعليم‬ ‫واالنتماء اجلغرافي والديني والسياسي‬ ‫املقررات وتوصيلها بواسطة الشبكات اإللكترونية‬ ‫الشروع في حتديد ماهية هذا التعليم اإللكتروني‬
‫اإللكتروني املفتوح في أنه وسيلة لنمذجة أساليب‬ ‫والطبقي‪.‬‬ ‫واإلرشاد والتوجيه‪ ،‬وتنظيم االختبارات وإدارة‬ ‫املفتوح‪ ،‬يحسن بنا التفكير في كيفية االنتقال‬
‫التعليم‪ ،‬وتقدميها في صورة متكاملة من حيث‬ ‫‪ 2‬ـــ توسيع اخليارات وفرص االرتقاء االجتماعي‬ ‫املصادر والعمليات وتقوميها‪ ».‬كما يتضمن‬ ‫من ثقافة اإلجابة الصحيحة الوحيدة ملشكالتنا‬
‫التصميم الدقيق‪ ،‬مما يجعلها دروسا منوذجية‬ ‫والثقافي‪ ،‬اعتمادا على توسيع فرص التعليم‬ ‫التعليم اإللكتروني عن بعد تطبيقات ال تعتمد على‬ ‫احليوية‪ ،‬إلى ثقافة إبداع األسئلة احملرجة التي‬
‫موحدة قابلة للتعميم والتكرار واحملاكاة‪.‬‬ ‫العالي والتقني للمواكب البشرية الراغبة في‬ ‫الشابكة( اإلنترنت)‪« ،‬وتسمى بالتعلم باالتصال‬ ‫تفتح األعني والعقول على احلقائق كاملة‪ ،‬ألجل‬
‫ب ـــ السهولة واليسر في تلقي املعرفة‪ ،‬وبأقل‬ ‫االرتقاء مبهاراتها وكفاياتها ملواجهة حتديات‬ ‫غير املباشر خارج اخلطط‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬ ‫إدراك الصعوبات‪ ،‬وملء الفجوات‪ ،‬واقتراح‬
‫تكلفة مادية‪ ،‬حيث إن هناك فيضا من املصادر‬ ‫العوملة‪.‬‬ ‫< استخدام برنامج معالج الكلمات والنصوص‬ ‫اخلطط‪ ،‬وإجراء التقييمات‪ ،‬واالستعداد للطوارئ‬
‫والتطبيقات على الشابكة تسمح بسهولة الوصول‬ ‫‪ 3‬ــــ تدريب املعلمني واألساتيذ وتأهيلهم لتطوير‬ ‫في كتابة املستندات التعليمية‪.‬‬ ‫والتحديات ‪.‬‬
‫إلى املعلومات وحتديثها باستمرار‪ ،‬مع التحرر من‬ ‫خبراتهم ومهاراتهم ألجل الرفع من أدائهم في أثناء‬ ‫< استخدام برنامج العروض في عرض الشرائح‬
‫عوائق الزمان واملكان‪ ،‬ناهيك عن اليسر في توفير‬ ‫مزاولة مهمة التعليم والتكوين‪.‬‬ ‫اخلاصة باملواد الدراسية‪.‬‬ ‫واف للتعليم‬
‫من أجل تعريف ٍ‬
‫الفرص الثمينة ملتابعة الدراسات العليا بالنسبة‬
‫للذين فاتهم استكمال دراساتهم اجلامعية في‬
‫‪ 4‬ـــــ مواكبة التطورات املعرفية والتقنية التي‬
‫تتفتق عنها حضارة العوملة القائمة على املعرفة‬
‫< عرض احملتوى التعليمي باستخدام األسطوانة‬
‫املدمجة‪ ،‬وأسطوانات الفيديو الرقمية‪.‬‬ ‫اإللكتروني املفتوح‪( :‬عن بعد)‬
‫التعليم احلضوري لسبب من األسباب‪.‬‬ ‫الدقيقة التي تتطلب التدريب الفني والتقني‪،‬‬ ‫< التعلم باستخدام األسطوانات املدمجة‪ ،‬وهو‬ ‫يجب التذكير في هذه البداءة أنه ليس هناك‬
‫ج ـــــ االعتماد على الوسائل التكنولوجية في‬ ‫وحتسني املستوى العلمي واملهني الذي ينتقل‬ ‫ما يتم بصورة أكثر شيوعا من الويب‪.‬‬ ‫تعريف جامع مانع وحيد لهذا النوع من التعليم‪،‬‬
‫توصيل املعرفة‪ ،‬بدل التعليم احلضوري في‬ ‫بالفرد من التحكم إلى اإلرهاف والتفكير الناقد‬ ‫< استخدام برنامج الفيديو واملواد السمعية‬ ‫لكن التعريفات املختلفة تتفق في أنه أسلوب تربوي‬
‫املؤسسات التقليدية‪ .‬إن الشادي في التعليم‬ ‫والتمييز وزيادة التحكم في الثقافة الرقمية‪.‬‬ ‫املعروضة على األسطوانات املدمجة‪».‬‬ ‫َم ِرنٌ وحديث للتعلم‪ ،‬ما يزال في بلداننا العربية‬
‫اإللكتروني املفتوح يختار الوسيلة التكنولوجية‬ ‫‪ 5‬ــــ استدراك فرص التعلم بالنسبة إلى الذين‬ ‫أما تصميم بيئة التعلم اإللكتروني املفتوح‬ ‫في طور اإلنبات والتجريب؛ إنه ليس بديال عن‬
‫املناسبة من بني الوسائل اآلتية‪ :‬احلاسوب‪ ،‬أو‬ ‫جتاوزهم قطار التعليم احلضوري‪ ،‬سواء‬ ‫فتنهض على املرتكزات اآلتية‪:‬‬ ‫التعليم احلضوري‪ ،‬ولكنه داعم له ومتمم ألساليبه‪،‬‬
‫الهاتف النقال‪ ،‬أو شريط فيديو‪ ،‬أو كتاب رقمي‪،‬‬ ‫بالنسبة إلى النساء اللواتي ُح ِر ْمنَ من التعليم‬ ‫اإلدراك اجليد لتفاصيل البرنامج‪.‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫وموسع لفرص التعلم اجليد؛ وهو نسخة متطورة‬
‫أو إذاعة‪ ،‬أو تلفزة‪ ،‬أو حقيبة تعليمية‪ ،‬أو أقراص‬ ‫في املجتمعات التقليدية املغلقة‪ ،‬أو بالنسبة إلى‬ ‫املعرفة العاملة لتخطيط وتطبيق أساليب‬ ‫‪ -‬‬ ‫عن أسلوب التعليم باملراسلة املستند إلى خدمات‬
‫مدمجة‪ ،‬أو بريد إلكتروني‪ ،‬أو حوار مباشر عبر‬ ‫ذوي احلاجات اخلاصة التي حالت دون تعليمهم‪،‬‬ ‫وطرق التدريس املاتعة‪.‬‬ ‫البريد في نقل املطبوعات‪ ،‬يقوم على االستخدام‬
‫الشابكة‪ ،‬أو جهاز لوحي‪ ،‬وهلم على ذلك جرا‬ ‫ناهيك عن سكان املناطق النائية احملرومني من‬ ‫تصور املتعلم املستهدف‪ ،‬وإدراك‬ ‫‪ -‬‬ ‫اجليد لألدوات التكنولوجية‪ ،‬وجتهيزات الشبكة‬
‫وسحبا‪.‬‬ ‫التعليم التقليدي ِبس َب ِب الفقر وتكلفة االنتقال إلى‬ ‫طبيعته وحاجاته واهتماماته‪.‬‬ ‫العاملية للمعلومات‪ ،‬ووسائطها العديدة التي‬
‫د ــــ احلرية والفردانية‪ .‬املتعلم في التعليم‬ ‫مراكز التعليم احلضوري‪.‬‬ ‫التوظيف األمثل للوسائط املتعددة‪.‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫تضمن االتصال والتواصل الفعال بني طرفي‬
‫اإللكتروني املفتوح ح ٌّر في انتقار املادة أو املهنة‬ ‫‪ 6‬ــــ حتقيق ال ِّرضا وإشباع الغرائز وامليول‬ ‫مكونات التعليم اإللكتروني املفتوح‪ ( :‬عن بعد)‬ ‫العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬ألجل عرض املادة‬
‫التي يرغب في تعلمها‪ ،‬وفي اكتساب مهاراتها‪،‬‬ ‫لدى الشداة املستفيدين من اخلدمة التعليمية‬ ‫تنهض منظومة التعليم اإللكتروني املفتوح على‬ ‫عرضا يضمن بيئة تعليمية شائقة أثناء التفاعل‬
‫كما أنه حر في اختيار وقت التعلم‪ ،‬وحر في تكرار‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬انطالقا من االستغالل اإليجابي‬ ‫العناصر اآلتية‪:‬‬ ‫بني املعلم والشادي‪ ،‬وبكيفية متزامنة أو غير‬
‫املادة واملهارة حسب وتيرة تعلمه‪ ،‬وهو حر كذلك‬ ‫لتقنيات املعلومات التي ُت ِشيع أجواء احلبور‬ ‫‪ 1‬ــــ املكون ا ِّللقاني( البيداغوجي) والتقوميي‪:‬‬ ‫متزامنة لتحقيق أهداف محددة‪ ،‬وصقل مهارات‬
‫في التوقف عن التعلم عندما يحس التعب وامللل‪.‬‬ ‫واملتعة في أثناء التعلم‪.‬‬ ‫ويعنى باملادة وبكيفية انتقائها وأساليب عرضها‬ ‫بأسرع وقت‪ ،‬وأقل تكلفة‪ ،‬مع احلرص على ضبط‬
‫‪ 7‬ــــ محو األمية الوظيفية استجابة ملطالب األيدي‬ ‫وتسهيلها‪ ،‬ناهيك عن استراتيجيات تقومي‬ ‫وتقييم أداء الشداة‪ .‬ويقتصر دور املعلم في هذا‬
‫هـ ــــ إشباع الرغبة‪ .‬الشادي في التعليم‬ ‫العاملة في الشركات واملصانع‪ ،‬رغبة في حتقيق‬ ‫حتصيل التالميذ‬ ‫التعليم على تقدمي النصح واإلرشاد واملساعدة‬
‫اإللكتروني املفتوح‪ ،‬ال ينفتح وال يقبل إال على‬ ‫خطط التنمية املستندة على التمهير والتدريب‪،‬‬ ‫‪ 2‬ـــ املكون التكنولوجي‪ :‬ويخص البنية التحتية‬ ‫للشداة الذين يتعلمون ذاتيا‪ ،‬وبأقل جهد لتحقيق‬
‫ما يرغب في معرفته وتعلمه دون تدخل من أي‬ ‫لضمان اجلودة والفعالية في أثناء ممارسة املهنة‪،‬‬ ‫التي تضمن تعليما إلكترونيا ناجعا يختص‬ ‫أشياء يصعب حتقيقها في ظل التعليم التقليدي‬
‫عنصر أجنبي‪ ،‬ومن دون االضطرار للتواجد ضمن‬ ‫وتنمية املعارف في مجال التخصص‪.‬‬ ‫بتصميم برمجيات ومواقع عبر أدوات تقنية مثل‪:‬‬ ‫احلضوري‪ .‬وال ريب أن هذا النوع من التعليم يعد‬
‫مجموعات تفرض عليه وتيرة تعلمها‪ .‬إنه يتعلم‬ ‫‪ 8‬ــــ االستثمار األمثل للوقت الذي توفره الوسائل‬ ‫احلاسوب‪ ،‬والهاتف النقال‪ ،‬والشابكة‪ ،‬واألجهزة‬ ‫استجابة للثورة التكنولوجية والرقمية احلديثة‬
‫باللذة في متابعة الصور الثابتة واملتحركة التي‬ ‫التكنولوجية‪ ،‬بالرجوع إلى الدراسة ألجل ملء‬ ‫اللوحية‪ ،‬والبطاقات الذكية‪ ،‬والساعات الذكية‪،‬‬ ‫التي اجتاحت العالم‪ ،‬ممثلة في األجهزة ووسائل‬
‫تلهب حماسته في أثناء التعلم‪.‬‬ ‫الفراغ‪ ،‬وإشباع احلاجة إلى التدريب والتثقيف‪،‬‬ ‫والسبورة الذكية‪ ،‬والتلفزة‪ ،‬واألقراص‪ ،‬والفيديو‪،‬‬ ‫االتصال املعتمدة على الشابكة ( اإلنترنت) ألجل‬
‫و ــــ االنتقال بدور املعلم من لعب دور البطولة‬ ‫وممارسة هواية القراءة عبر الوسائط االجتماعية‬ ‫والكتاب الرقمي‪...‬‬ ‫حتقيق اجلودة واالستمتاع باملرونة التي يوفرها‬
‫على املنصة في أثناء تلقني املعارف‪ ،‬إلى دور‬ ‫والكتب الرقمية املسموعة واملرئية‪ ،‬والتنمية‬ ‫‪ 3‬ـــــ املكون العالئقي واإلداري‪ :‬يتم فيه التفاعل‬ ‫في الزمان واملكان‪ ،‬واجلهد والقابلية‪ ،‬ونقل‬
‫اإلرشاد والتوجيه والتنظيم والتقييم وتيسير‬ ‫الذاتية‪.‬‬ ‫عن بعد‪ ،‬وعبر األجهزة التكنولوجية؛ وهو تفاعل‬ ‫اخلبرة وصقل املهارات‪ .‬إنه اجتاه جديد أوجدته‬
‫حل املشكالت‪ ،‬أما املعارف فهي مطروحة على‬ ‫‪ 9‬ــــ التخفيف من هجرة العقول النيرة والكفاءات‬ ‫يقوم على تقدمي اخلِ ْدمات اإلدارية‪ ،‬والتوجيه‬ ‫احلكومات واملعاهد واجلامعات ومراكز البحث‬
‫األجهزة‪.‬‬ ‫املتميزة التي يدفعها البحث عن الفرص اجلديدة‬ ‫واإلرشاد‪ ،‬وااللتزام باملبادئ واألخالق‪.‬‬ ‫لتنفيذ التعليم الناجع العالي اجلودة القائم على‬
‫ز ــــ تنظيم مناظرات وندوات ومحاضرات عن‬ ‫ضات إلى دول الشمال‬ ‫ور ْب ٍ‬‫زات ِ‬ ‫إلى الهجرة ُث ٍ‬
‫بات وعِ ٍ‬ ‫رابعا‪ :‬أهداف التعليم اإللكتروني املفتوح‪:‬‬ ‫االرتباط والتفاعل عن بعد مع الشداة والباحثني‬
‫بعد حول موضوع محدد‪ ،‬كل فرد يدلي برأيه عن‬ ‫التي تستغل تبرعمهم في بلدانهم األصلية‪.‬‬ ‫التعليم اإللكتروني املفتوح أسلوب جديد‪ ،‬غايته‬ ‫والعمال والراغبني في املعرفة من مختلف األعمار‬
‫طريق العصف الذهني‪ ،‬وفي األخير جتمع اآلراء‬ ‫خصائص التعليم اإللكتروني املفتوح‪( :‬عن بعد)‬ ‫جتاوز عوائق التعليم احلضوري في املدارس‬ ‫مكون من‬
‫في مناطق مختلفة‪ ،‬وفي إطار تنظيمي َّ‬
‫في خالصات يستفيد منها املتتبعون للظاهرة‬ ‫نظرا لطبيعة التعليم اإللكتروني املفتوح الذي‬ ‫واملؤسسات‪ ،‬انطالقا من التدبير اجليد ملكونات‬ ‫دروس وبرامج ومحاضرات ومؤمترات وتكوينات‪،‬‬
‫املدروسة‪ ،‬وهي طريقة غير متاحة للجميع في‬ ‫حترك عجلته خبرات عالية تضمن اجلودة في‬ ‫هذا النوع من التعليم الذي تضطلع به املعاهد‬ ‫عبر وسائط عديدة تتمثل في املواد املطبوعة‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪24‬‬
‫تعليم عن بعد‬
‫مهارة اخلط‪ .‬ولقد أكدت الباحثة األمريكية (كارين‬ ‫الوافد اإللكتروني اجلديد الذي سيغير طرائقنا‬ ‫على مستويات متعددة‪ ،‬ومن خالل أمناط متعددة‬ ‫التعليم احلضوري‪.‬‬
‫جيمس) أن»عدم تعلم الكتابة بالقلم مينع تطور‬ ‫أض َّر هذا اإلعراض‬ ‫وأساليبنا في التعليم‪ ،‬ولقد َ‬ ‫من الوسائط‪ ،‬ويتطلب انتباها وتركيزا أعمق‬ ‫ح ــــ املساعدة على توفير األجواء املالئمة للتعاون‬
‫دورة القراءة في دماغ الطفل‪ ».‬لهذا مت التأكيد أن‬ ‫واإلنكار بتحصيل الكثير من زائنات ومنافع‬ ‫مما يتطلبه النص التقليدي‪ ».‬غير أن هذا النوع‬ ‫بني الهيئات واملنظمات البحثية في بلدان العالم‪،‬‬
‫ريت من حقوق الطفل‪،‬‬ ‫تعلم اخلط بالقلم حق َح ْن َب ٌ‬ ‫هذا التعليم اإللكتروني املفتوح التي جت ِّنبنا‬ ‫عمق النزعة االنطوائية لدى الشداة‪،‬‬
‫اإللكتروني قد َّ‬ ‫ناهيك عن التقليل من هجرة العقول املفكرة التي‬
‫البد من ممارسته ومكابدة صعوباته لدوام التعرف‬ ‫سبل التقصير في إدراك آ َف ِق املعارف املنتجاة‬ ‫كما ق َّلل لديهم التفاعل الواقعي احلميمي‪ ،‬لصالح‬ ‫تبحث عن مراكز البحث والتدريب املوجودة في‬
‫على احلروف والتمييز بينها‪.‬‬ ‫ص َّح‬‫املجتباة في أثناء جتاربنا التدريسية‪ .‬كما َ‬ ‫تفاعل افتراضي خال من املشاعر واألحاسيس‬ ‫البلدان املتقدمة‪.‬‬
‫هذه احلقائق التجريبية تؤكد بال ريب أن «العصا‬ ‫الـــم ْب َرم‪،‬‬
‫أن االستجابة ألمر التعليم عن بعد بالرأي ُ‬ ‫الصادقة والواقعية التي تنمي الوجدان‪ ،‬ناهيك‬ ‫ط ـــ إتاحة التعليم سجيس امللوان ملن يرغب في‬
‫ُق ِرعتْ لِذي ِح ْلم» وأن اعتماد التعليم عن بعد في‬ ‫وباالنتقار واالعتيام والتوقي والتحرز الذي ُيظهر‬ ‫أنه قد يتحول لدى الشداة الصغار إلى أداة ملهية‬ ‫ذلك‪ ،‬وفي أي زمان ومكان بواسطة هذه األدوات‬
‫سلكي التعليم االبتدائي يضر بالطفل أكثر مما‬ ‫ما أشكل‪ ،‬ويكشف ما َغمض‪ ،‬و ُيبينِّ ما ا ْل َت َبس‪ ،‬أولى‬ ‫تقتصر على النسخ والسلخ واللصق وانتحال‬ ‫التكنولوجية التي تنقل املعرفة مكتوبة ومنطوقة‪،‬‬
‫ينفعه‪ ،‬والسيما أن الغالبية العظمى من األطفال‬ ‫السحيل وباحلسرة والندامة‬ ‫من استدباره بالرأي َّ‬ ‫املادة من دون بذل أي جهد‪ ،‬األمر الذي دفع‬ ‫ثابتة ومتحركة‪ ،‬سمعية وبصرية‪ ،‬بأعلى كفاءة‪،‬‬
‫في هذه املرحلة بحاجة إلى االحتكاك والتفاعل‬ ‫على التقصير وال َف ْوت في اشتيار عسل هذه األدوات‬ ‫الباحثني إلى احلديث عن شائنات عديدة ينطوي‬ ‫وبأقل جهد‪ ،‬وفي أسرع وقت‪.‬‬
‫فيما بينهم‪ ،‬مبا يضمن منوهم النفسي واجلسدي‬ ‫التكنولوجية‪ ،‬وفي إرساء مشروع التدريس عن‬ ‫عليها هذا التعليم اإللكتروني املفتوح‪ .‬فماذا إذا‬ ‫وعلى اجلملة فإن التعليم اإللكتروني املفتوح‬
‫واالجتماعي والقيمي واملهاري‪ .‬ومبا أن هذا النمط‬ ‫بعد على طريق م ْه َيع لاَ ِح َب ٍة‪ ،‬وعلى أسس واضحة‪،‬‬ ‫عن هذه الشائنات؟‬ ‫يلبي احلاجات»االجتماعية والوظيفية واملهنية‬
‫التقني ال يحقق هذا املطلب في العاجل واآلجل‪،‬‬ ‫كما سبقت إلى ذلك كثير من املعاهد واملؤسسات‬ ‫لألفراد‪ ،‬مبا يتمتع به من مرونة وحداثة‪ ،‬وتوفير‬
‫فإن املصلحة تقتضي اإلعراض عنه ــــــــ إال ملاما‬ ‫األكادميية واجلامعات العربية مثل‪ :‬جامعة القدس‬ ‫شائنات التعليم اإللكتروني املفتوح‪:‬‬ ‫البدائل التعليمية من جهة‪ ،‬وأيضا انخفاض الكلفة‬
‫وفي أثناء شحذ مهارة السماع ـــــ في مثل هذه‬
‫املستويات التدريسية‪.‬‬
‫بفلسطني‪ ،‬وكثير من اجلامعات املفتوحة باألردن‬
‫والسودان ومصر والسعودية وقطر وليبيا وغيرها‬ ‫(عن بعد)‬ ‫التعليمية مع منط التعليم التقليدي‪ ،‬وأيضا جتاوز‬
‫الكثير من العوائق ‪ ...‬مثل‪ :‬االنتظام‪ ،‬والتوقيت‬
‫ولقد أظهرت عينات من الدروس التي بثتها‬ ‫التي وسعت من دائرة التعليم اإللكتروني املفتوح‪،‬‬ ‫لقد أمكنني الوصف والرصد أن أدرك أن هذا‬ ‫احملدد للدراسة‪ ،‬ومكان الدراسة‪ ،‬وظروف العمل‪،‬‬
‫اجلامعات واألكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين‬ ‫الذي يفتح األبواب أمام التزود باملهارات واملعارف‬ ‫التعليم اإللكتروني الذي ما يزال في طور التبرعم‪،‬‬ ‫ومتطلبات ال َقبول والعمر‪ ،‬وأنظمة التقومي‬
‫شائنات عديدة‪ ،‬أ ْن ُب ُذ مِ نها هذه ال ُّن َبذ‪َ ،‬أ ْستدِ ُّل بها‬ ‫التي يتطلبها مجتمع املعرفة‪.‬‬ ‫قد أبان عن مجموعة من الشائنات‪ ،‬منها ما هو‬ ‫والشهادات؛ هذا باإلضافة إلى استخدام الوسائط‬
‫أو َج ْز ُت على هذه الشاكلة‪:‬‬ ‫على ما ْ‬ ‫ولقد عرف املغرب بعض التجارب اجلنينية ممثلة‬ ‫مادي‪ ،‬ومنها مايرتبط بالتقنية‪ ،‬ومنها ماهو‬ ‫التكنولوجية احلديثة املتعددة في توصيل العلم‬
‫أ ــــ التسرع في اإلعداد ا ِّللقاني للمواد التعليمية‪،‬‬ ‫في التلفزة املدرسية‪ ،‬وفي جتربة فرصة للنجاح‬ ‫بشري‪ .‬وها أنا أذكر ما تقام به احلجة على‬ ‫واملعرفة‪ ،‬وتشمل‪ :‬الوسائط املكتوبة والبصرية‬
‫حيث تفتقر أغلب األكادمييات إلى استديوهات للبث‬ ‫التي َبث ْتها القناة الثقافية‪ ،‬وفي بعض برامج‬ ‫التحديات التي تواجه تطبيق التعليم اإللكتروني‬ ‫والسمعية‪».‬‬
‫مع جتهيزها باألدوات واملعدات الضرورية‪ ،‬ناهيك‬ ‫محو األمية‪ ،‬غير أنها ظلت محتشمة‪ ،‬لم تغادر‬ ‫عن بعد في البلدان النامية‪ ،‬وما يتضح به جوهر‬ ‫أساليب التعليم اإللكتروني املفتوح‪( :‬عن بعد)‬
‫عن ضعف التأطير‪ ،‬وقلة اخلبرة الفنية والتقنية‬ ‫حلظة البذر ألجل اإلنبات؛ لكن في أثناء اجتياح‬ ‫العوائق التي توقع في اإلرتاج واإلجبال على هذه‬ ‫في ظل هذا التكاثر النوعي لألدوات التكنولوجية‬
‫التي تستخدم تلك األجهزة استخداما مفيدا ال‬ ‫أض َّر بالتعليم‬ ‫وباء كورونا (كوفيد ‪ )19‬الذي َ‬ ‫الشاكلة‪:‬‬ ‫التي نستمتع باالنغماس في نوفلها الذي ال‬
‫يقتصر على املادة التعليمية‪ ،‬ولكن يتطلب معرفة‬ ‫احلضوري من جراء إغالق املدارس واملؤسسات‬ ‫< صعوبة التأسيس لبيئة إلكترونية حقيقية‬ ‫ينكش‪ ،‬يجب اإلقرار أنه ليس هناك أسلوب واحد‬
‫دقيقة مبعايير تشمل كيفيات وضع التصورات‪،‬‬ ‫واملعاهد واجلامعات‪ ،‬ظهرت احلاجة ملحة العتماد‬ ‫مشبعة بثقافة تقنية تتحكم في جزئيات التشغيل‬ ‫ووحيد‪ ،‬ولكن هناك أساليب تنتهج في هذا النوع‬
‫والتصميم‪ ،‬واإلخراج‪ ،‬واحللول الناجعة‪ ،‬ناهيك‬ ‫منط التدريس عن بعد‪ .‬ولقد حتملت األكادمييات‬ ‫والصيانة والتطوير‪ ،‬ناهيك عن عدم الكفاءة في‬ ‫من التعليم‪ ،‬لكنها» تتفق جميعا في الهدف الذي‬
‫عما يجب أن يتضمنه الدرس من رسوم وأشكال‬ ‫اجلهوية للتربية والتكوين‪ ،‬وكلية علوم التربية‪،‬‬ ‫إبداع رؤية حصيفة محصدة للتدريب والتمهير‬ ‫تسعى إلى حتقيقه‪ ،‬وهو حتقيق تعليم يراعي‬
‫وبيانات‪ ،‬وأنشطة‪ ،‬وتقييمات‪ ،‬وتغذيات راجعة‪،‬‬ ‫وغيرها من اجلامعات و ْز َر توصيل املعارف عن‬ ‫على االستخدام األمثل الذي يشتار عسل تلك‬ ‫الفروق الفردية‪ ...‬ويكون أكثر وفاء بحاجات‬
‫وتعديالت ألدوار كل من املع ِّلم والشادي‪.‬‬ ‫بعد إلى الشداة بواسطة اإلذاعة والتلفزة‪ ،‬وغيرها‬ ‫األجهزة‪ ،‬دون الوقوع في َشركِ ها وحبائِ لها‬ ‫املتعلم ومراعاة خصائصه ومميزاته‪ ».‬ناهيك‬
‫ب ـــــ غياب التشويق وجلب االهتمام ملادة‬ ‫من الوسائط التكنولوجية‪ ،‬إال أن التواني في‬ ‫الشيطانية ا َّلل ْيطانِ َّية‪ .‬والسيما أن كثيرا من‬ ‫عن مراعاة التطورات التكنولوجية والثقافية‬
‫التدريس‪ ،‬وذلك باستعمال الصور والفيديوهات‬ ‫الش ْد ِو ألسباب عديدة؛ يرتبط بعضها‬ ‫اإلقبال على َّ‬ ‫الشكوك واملخاوف تساور اآلباء واألمهات‪ ،‬وبعض‬ ‫واالجتماعية التي فجرتها حضارة العوملة السائلة‬
‫والرسوم الثابتة واملتحركة‪ ،‬والسيناريوهات‬ ‫بعدم التوفر على أجهزة التوصيل‪ ،‬وبعضها اآلخر‬ ‫املدرسني الذي يقللون من مردودية وفاعلية‬ ‫التي أوجدت تعددا في أساليب ال تقتصر على‬
‫ا ِّللقانية‪( :‬البيداغوجية) وجماليات التقدمي‬ ‫باجلهل بكيفيات التحكم في توظيف تلك األجهزة‪،‬‬ ‫التحصيل الدراسي الذي يجنيه أبناؤهم من هذا‬ ‫املراسلة واحملاضرات والندوات والورش‪ ،‬ولكنها‬
‫والعرض‪ ،‬مثل العناية باخلط ـــــــ باعتباره أحد‬ ‫وغيرها من العوائق الكثيرة البثيرة‪ ،‬أظهَ َر أن‬ ‫التعليم التكنولوجي األجوف الذي يشجع املتعلم‬ ‫جعلت اكتساب املهارات والتدريبات ألجل بلوغ‬
‫ا ِّللسانني ـــــ ترقيقا وتغليظا وتلوينا‪َ ،‬ب ْل َه إغفال‬ ‫الش ْوط مازال َبطي ًنا في االستفادة املثلى من‬ ‫َّ‬ ‫على اجلانب الذاتي االنعزالي‪ ،‬ويقلل من اجلوانب‬ ‫التنمية احلقيقية َو ْك َدهَ ا َو َسد ََمهَ ا‪ ،‬انطالقا من‬
‫أهمية الدمج بني تلك الوسائل التي تضمن أن‬ ‫التعليم اإللكتروني املفتوح الذي حتدَّر إلينا من‬ ‫العاطفية والدينية‪ ،‬ومن روح التعاون اجلماعي‬ ‫األساليب اآلتية‪:‬‬
‫يكون التعليم عن بعد تارة متزامنا تفاعليا‪ ،‬وأخرى‬ ‫أصالب العوملة التي لم نبذل النكيثة بعد في بلوغ‬ ‫الذي تؤسس عليه األمم‪.‬‬ ‫أ ــــ أسلوب التعليم بواسطة املراسلة‪.‬‬
‫غير متزامن وغير تفاعلي‪.‬‬ ‫األرب من استوالد أجهزتها اإللكترونية‪ .‬ويجب‬ ‫< صعوبة إنتاج املواد التعليمية املتكاملة‬ ‫ب ــــ أسلوب التعليم املبرمج القائم على‪ :‬املثير‪،‬‬
‫ج ــــــ كثرة األخطاء اللغوية واملعرفية التي تشوب‬ ‫التأكيد ــــ مبا ال يدع رسيسا من الريب ــــــ عدم‬ ‫النموذجية التي تصلح للبث عبر تلك األجهزة‪ ،‬كما‬ ‫فاالستجابة‪ ،‬ثم التعزيز‪.‬‬
‫تلك الدروس‪ ،‬مما يبعدها من صفة‪ :‬النموذجية‬ ‫صالحية هذا النمط التعليمي بالنسبة إلى سلكي‬ ‫تصلح للتعميم واحملاكاة‪.‬‬ ‫ج ـــــ أسلوب التعليم بواسطة اإلذاعة املدرسية‪.‬‬
‫التي حتوز سمة التعميم واحملاكاة والتكرار‪.‬‬ ‫التعليم االبتدائي‪ ،‬ألن الطفل في مثل هذا املستوى‬ ‫< قلة األطر املختصة في اإلدارة والتحكم في‬ ‫د ـــــ أسلوب التعليم بواسطة التلفزة املدرسية‪.‬‬
‫د ـــــ الشوب اللغوي الذي تخلل تلك الدروس‪،‬‬ ‫النشوئي بحاجة إلى أجواء املجموعة‪ ،‬ال تتفتح‬ ‫تلك األجهزة‪.‬‬ ‫ه ـــــ أسلوب التعليم املعتمد على احلقيبة‬
‫حيث لم ي ْن ُج من اخللط بني العامية والفصحى‪،‬‬ ‫مواهبه‪ ،‬وال تنمو مهاراته احلسية ــــ احلركية إال‬ ‫< نقص املهارات عند ثلة من األساتيذ على‬ ‫التعليمية‪ .‬وهو برنامج محكم يتضمن أنشطة‬
‫لغات ُأ َخ َر إال مدرسو‬ ‫ٍ‬ ‫أو بني لغة التدريس وبني‬ ‫ضمن املجموعة‪ ،‬ولذلك ترى الطفل على الدوام ال‬ ‫استخدام األجهزة اإللكترونية‪ ،‬وضيق الوقت‬ ‫يتوزعها التقدمي والعرض‪ ،‬ثم التقومي القبلي‬
‫اللغات األجنبية‪ ،‬والسيما مادة اإلجنليزية التي‬ ‫يقبل إقبال الصادي إال على املشروعات اجلماعية‬ ‫املخصص لهم ألجل تصميم الدروس‪ ،‬باإلضافة‬ ‫والتكويني والبعدي‪.‬‬
‫تن َّبه مد ٍّرسوها إلى القاعدة الذهبية القائلة‪ :‬إنَّ‬ ‫التي تشعل وقوده للمشاركة‪ ،‬لكنه يظهر إحجاما‪،‬‬ ‫إلى ضعف استجابة شداة البيئات القروية‬ ‫و ــــــ أسلوب التعليم بواسطة شريط فيديو‪.‬‬
‫اللغة ال ُت َد َّرس إال باللغة‪.‬‬ ‫وينطفئ اشتعاله عندما نطالبه مبشروع فردي‬ ‫واألماكن النائية‪ ،‬وعدم قدرتهم على التفاعل‬ ‫ز ـــــ أسلوب التعليم اإللكتروني الذي يعد في‬
‫ه ــــ االستغناء عن بعض مراقي تدريسية املادة‪،‬‬ ‫يضع على وقوده قطعا من الثلج املجمِّ د للمشاعر‬ ‫اإليجابي مع هذا النمط التعليمي اجلديد‪ ،‬ناهيك‬ ‫الوقت احلالي من أجنع أساليب التعليم املفتوح‪،‬‬
‫مثل غياب القراءة النموذجية للنصوص في أثناء‬ ‫واألحاسيس‪ .‬لِذا يجب مراعاة حاجات هذه الفئة‬ ‫عن القصور اإلداري في أثناء التخطيط ملراحل‬ ‫تتاح فيه الفرصة للمتعلم بتلقي دروس من فرق‬
‫حصص التدريس‪.‬‬ ‫العمرية‪ ،‬فال نوظف هذه البرامج اإللكترونية إال‬ ‫التعلم اإللكتروني‪.‬‬ ‫مختصة‪ ،‬عبر وسائل االتصال احلديثة التي توظف‬
‫و ــــ غياب التفاعل بني طرفي العملية التعليمية‬ ‫في أثناء تعريفهم َمثلاً على األشياء املادية‪ ،‬وعلى‬ ‫هذا غيض من فيض العوائق التي تقتضي أن‬ ‫الصورة الثابتة واملتحركة مع الصوت واألشكال‬
‫ــــ التعلمية‪ ،‬حيث إن منوذج التدريس األفقي هو‬ ‫احليوانات وتصنيفها إلى أليفة وغير أليفة‪ ،‬مع‬ ‫يخطط لهذا النوع اإللكتروني «تخطيطا شامال‬ ‫والرسوم واخلرائط‪ ،‬بأقل جهد وأكثر فائدة وأسرع‬
‫السائد في هذا النمط عن بعد؛ ليس هناك تأثير‬ ‫التمييز بني أصواتها‪ ،‬ناهيك عن بعض القصص‬ ‫واستراتيجيا يأخذ في االعتبار كافة مكونات‬ ‫وقت‪ ،‬وفي أي زمان ومكان‪ ،‬كما يتيح هذا األسلوب‬
‫وتأثر‪ ،‬كما أن املشاعر واألحاسيس اإلنسانية‬ ‫اإللكترونية التي تساعدهم على التعلم بواسطة‬ ‫منظومة التعليم اإللكتروني‪ ،‬وال يقف هذا التخطيط‬ ‫التعلم َو ْف َق سرعة الشادي الذاتية‪ .‬إنه تعليم ذاتي‬
‫والعالقات الدافئة غائبة كليا‪ ،‬ناهيك عن غياب‬ ‫عَ ينْ ِ اليقني (املشاهدة)‪ ،‬بله شحذ مهارة السماع‪،‬‬ ‫عند مجرد توفير التكنولوجيا املادية‪ ،‬أي‪ :‬توفير‬ ‫يعتمد تطبيقات احلاسوب والهاتف الذكي اللذ ْين‬
‫القدوة‪ ،‬وضيق الوقت املخصص لالستجابة‬ ‫وذلك بتسميعهم بعض األناشيد ومجموعة من‬ ‫الكمبيوتر والشبكات والبرمجيات‪ ،‬بل يخطط‬ ‫يضمنان التفاعل الناجع مع املادة‪ ،‬سواء أكان ذلك‬
‫الستفسارات الشداة نتيجة االتصال غير املباشر‪،‬‬ ‫السور القرآنية القصيرة التي تعودهم الفصاحة‪.‬‬ ‫للمكونات األخرى‪ :‬التدريس وأهدافه ومحتواه‪،‬‬ ‫التفاعل مباشرا بني املعلم والشادي تزامنيا عبر‬
‫األمر الذي نزل مبعيار اجلودة إلى ال َّد َركات‬ ‫أما بالنسبة إلى باقي التعلمات‪ ،‬فإن احلاجة تدعو‬ ‫واستراتيجيات التعليم والتعلم‪ ،‬وتقوميه‪،‬‬ ‫تطبيق (زوم)‪ ،‬أم كان غير مباشر‪ ،‬وغير تزامني‬
‫السفلى‪.‬‬ ‫إلى الكف عن طوطمة األجهزة الرقمية التي ال تصلح‬ ‫وتصميمه‪ ،‬وإدارته‪ ،‬وأساليب التوجيه واإلشراف‬ ‫بواسطة الفيديو والبريد اإللكتروني الذي يضمن‬
‫ز ـــــ غياب حصص التطبيق في املختبرات‪ ،‬األمر‬ ‫في تعليم مهارتي القراءة والكتابة‪ ،‬إذ»الطفل إذا لم‬ ‫واإلرشاد‪ ».‬إن أي فشل للتعليم اإللكتروني أساسه‬ ‫التغذية الراجعة‪.‬‬
‫الذي يفوت فرص التدريب والتطبيق القائمة على‬ ‫يتعلم الكتابة بالقلم‪ ،‬فإنه لن يستطيع استعمال‬ ‫ضعف التخطيط الستعمال تلك األدوات‪ ،‬وضعف‬ ‫وال ريب أن التعليم اإللكتروني عن بعد يعمل على‬
‫مبدإ التعلم بالعمل على شداة بعض التخصصات‬ ‫ذاكرته احلسية ـــ احلركية للتعرف على احلروف‪،‬‬ ‫األطر املختصة في تصميم النظم التعليمية‬ ‫إشاعة أجواء احلبور في أثناء التعلم‪،‬حيث ُتقدَّم‬
‫وهذا يعني بطء مقدرته على القراءة؛ فإذا كان األمر‬ ‫والبرمجيات وأساليب وطرق التدريس‪.‬‬ ‫املادة في ُأ ُطر فنية مغرية تزيد الشادي اشتعاال‬
‫العلمية والتقنية‪.....‬‬
‫*مفتش التعليم الثانوي‪،‬‬
‫كذلك بحروف‪ ،‬فاألحرى أن تزداد هذه الصعوبة‬
‫عند قراءة أسطر وصفحات كاملة‪ ».‬ألن تعلم اخلط‬
‫جتربة التعليم اإللكتروني املفتوح‬ ‫وحماسة‪ ،‬عبر السيناريو ا ِّللقاني ( البيداغوجي)‪،‬‬
‫ناهيك عن كثير من اخليارات املرتبطة بالتلوين‬
‫منسق جهوي تخصصي لمادة‬ ‫بالنقر على األزرار‪ ،‬دون الكتابة باليد والقلم‬
‫يع ِّرض قدرة الطفل على الكتابة والقراءة للخطر‪.‬‬
‫(عن بعد) في املغرب‬ ‫والتغليظ والترقيق والتكبير‪ ،‬بله القدرة عل‬
‫تناص وتعوم في محيط‬ ‫ُّ‬ ‫استحضار مادة أخرى َت‬
‫اللغة العربية ‪/‬بني مالل‬ ‫احلقيقة الثابتة كما ثبتت في الراحتني األصابع‬
‫ولقد تنبه الفرنسيون إلى هذا اخلطر‪ ،‬حيث أجروا‬ ‫املادة األصل مبا يغري مبزيد من االطالع واإلثراء‪.‬‬
‫التحرير(حذفت اإلحاالت‬ ‫العديد من الدراسات واالختبارات على الطفل داعني‬
‫أن احلاجة تفتق احليلة‪ ،‬وأن فواحت املعارف بهذا‬
‫«ومن الواضح أن هذه العمليات تتجاوز مجرد قراءة‬
‫ألسباب تقنية)‬ ‫النمط التعليمي املفتوح (عن بعد)‪ ،‬أضحت جهاالت‬
‫إلى اإلعراض عن أزرار احلاسوب في أثناء تعليم‬ ‫أفضت إلى إعراض كثير من القدَّاحني عن هذا‬ ‫نص‪ ،‬فالنص ُيعا َين في القرن احلادي والعشرين‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪25‬‬
‫تقومي‬

‫مدرسة االمتحانات ورهان التعلم الذاتي في ظل منوذج التدريس بالتناوب‬


‫يحتل التقومي‪،‬بأشكاله ومستوياته املختلفة‪،‬في السياق التربوي وفعل التعليم والتعلم موقعا مهما‪ ،‬إذ ال تخلو مرحلة‬
‫من مراحل تدبير الوضعيات التعليمية التعلمية من هذا الفعل؛ فانطالقا منه تشخص التمثالت وتستثار لتكشف عن‬
‫نفسها وتتخذ منطلقا لبناء وضعيات تعلمية‪ ،‬وبه يتم مصاحبة فعل التعلم ذاته؛ يكشف مدى حتكم املتعلمني في‬
‫سيرورات التعلم ودرجة ذلك التحكم؛ تعديال أو تثمينا أو إعادة تأسيس‪ .‬كما يلجأ إليه في سياق التأكد من حتقق‬
‫األهداف العامة والكفايات‪ ،‬وأثناء التصديق واإلشهاد‪ .‬بل ويتجاوزفعل التعلم والتعليم إلى تقومي البرامج واملنهاج‬
‫والنظام التربوي ككل‪.‬‬ ‫ذ‪/‬صوضان محمدا*‬

‫اختزال التقومي في مجرداختبارات تركز‬ ‫جائحة كوفيد‪ 19 -‬التي التجئ فيها‪ ،‬على‬ ‫األحيان مناسبة الستقواء بعض اجلهات‬ ‫إذا كان التقومي بهاته األهمية‪ ،‬فإنه في‬
‫على اجلانب املعرفي أكثر من تركيزها على‬ ‫عجل‪ ،‬إلى التعلم عن بعد بصيغه البسيطة‬ ‫ومكابرة البعض وتسويق اجلودة الوهمية‪،‬‬ ‫بعض السلوكات التربويةيتم تقليص دوره‬
‫وضعيات‪ -‬مشكالت تدفع املتعلم إلى حشد‬ ‫والبدائية أحيانا عن ضرورة التعلم الذاتي‬ ‫سعيا إلى التغطية على املشاكل احلقيقية‬ ‫واختزاله إلى مجرد التصديق واإلشهاد؛‬
‫مهاراته ومواقفه واستراتيجياته املعرفية‬ ‫ومحوريته في هكذا منط من التعليم والتعلم‪.‬‬ ‫التي تنخر جسم وبنية هذا النظام‪ ،‬ولك أن‬ ‫التصديق على االنتقال من مستوى إلى آخر‪،‬‬
‫والذهنية حللحلتها‪ .‬فال أهمية للمعارف التي‬ ‫وقد كانت نتائج التعلم في هذه الفترة‬ ‫تتخيل مآل نظام تربوي يحتفل بالدرجة‬ ‫أو من سلك إلى آخر‪ ،‬واإلشهاد مبنح املختبر‬
‫ال تكون ذات جدوى إال في سياق االختبار‪،‬‬ ‫بسيطة ومتواضعة جدا‪ ،‬لذلك مت االقتصار‬ ‫املمنوحة والنقطة أكثر من احتفاله مبا‬ ‫أو املمتحن شهادة أو ديبلوما‪ .‬وفي ظل واقع‬
‫إن قيمتهارهينةبجدوى اللجوء إليها حلللة‬ ‫في االختبارات اإلشهادية‪ ،‬خاصة في السلك‬ ‫حتقق من اكتساب للكفايات وآليات التعلم‬ ‫يؤمن بالشهادة والنجاح‪ ،‬ويعتقد في النقط‬
‫مشكالتأواتخاذ قرارات أو قابليتها ألن‬ ‫التأهيلي واالمتحانات اجلامعية‪ ،‬على ما مت‬ ‫الذاتي؛ اآلليات األساسية ملواجهات حتديات‬ ‫واملعامالت‪ ،‬يتم تدريجيا تفريغ بقية أشكال‬
‫تؤسس عليها تعلمات جديدة‪.‬‬ ‫إجنازه حضوريا‪ .‬وفي ذلك اعتراف واضح‬ ‫القرن احلادي والعشرين؛املهنية واملعرفية‬ ‫التقومي من معناها وإفقادها جدواها‪ .‬وهو‬
‫وثانيا إعادة النظر في مفردات البرامج‬ ‫بفشل هذا الشكل من التعليم‪ .‬ورغم أنه كان‬ ‫والتكنولوجية‪.‬‬ ‫ما يؤثر على التعلم والتعليم بشكل أساسي‪،‬‬
‫الدراسية وتقليصها ما أمكن لتوفير حرية‬ ‫من املمكن أن يحل محل التعليم احلضوري‬ ‫هذا االرتكاز على االختبار أدى إلى بعض‬ ‫إذ تتحول مبقتضى ذلك إلى أنشطة تالحق‬
‫أكبر للتكوين على التعلم الذاتي‪ ،‬والتركيز‬ ‫فيما لو مت التخطيط له بشكل دقيق على‬ ‫املمارسات الغريبة والعجيبة؛ ولعل أبرزها‬ ‫النجاح املرحلي واحلصول على شهادة أو‬
‫على استراتيجيات التعلم املعرفية بدل‬ ‫املدى البعيد‪،‬مع توفير الوسائل واآلليات‬ ‫استغالل البعض ثغرة متحور االختبارات‬ ‫دبلوم‪ ،‬وتتجاهل الغاية من األنظمة التربوية‪،‬‬
‫حشو العقول باملعارف والتسابق إلى إنهاء‬ ‫البيداغوجية والتقنية‪،‬إال أن سياق املفاجأة‬ ‫الوطنية واجلهوية على اجلانب املعرفي‬ ‫وهي إكساب املتعلمني جملة من القيم‬
‫البرنامج وتغليب معيار الكم على معيار‬ ‫الذي فرضه‪ ،‬وبالصيغ املختلفة التي اعتمدها‬ ‫بدل الكفايات والوضعيات املركبة وبشكل‬ ‫والكفايات التي تؤهلهم للحياة الواقعية‪.‬‬
‫الكيف‪.‬وملا ال تعليم املتعلمني‪ ،‬بتخصيص‬ ‫حال دون مقاربته للنجاح والقبول‪.‬‬ ‫منطي ثابت لتسويق الوهم واألستاذية؛‬ ‫“ليس من وظائف املدرسة ‪-‬كما يقول فيليب‬
‫حصص معينة‪ ،‬كيفية حصول التعلم‪،‬وإيقافهم‬ ‫ولعل أهم عنصر ساهم في فشل التعلم عن‬ ‫النجوم”ومحترفو‬ ‫“األساتذة‬ ‫ظاهرة‬ ‫بيرنو( ‪-)Philippe Perrenoud‬اإلعداد‬
‫واإلنتاج‬ ‫الفهم‬ ‫استراتيجيات‬ ‫على‬ ‫بعد‪ ،‬باإلضافة إلى غياب الوسائل التقنية‬ ‫الدروس اخلصوصية املسائية‪ .‬فصاروا‬ ‫لالمتحان إطالقا” (تقومي الكفايات‪ ،‬تر‪ :‬محمد‬
‫واإلبداع‪،‬باالستفادة من نتائج علم النفس‬ ‫واآلليات البيداغوجية وعنصر املفاجأة‪ ،‬هو‬ ‫ميهرون التالميذ على اخلطوات التقنية‬ ‫صادقي‪ ،‬مجلة علوم التربية‪ ،‬ع‪ ،29 :‬ص‪:‬‬
‫املعرفي‪ ،‬وما حتقق في الذكاء الصناعي؛‬ ‫افتقار املتعلمني إلى آليات التعلم الذاتي‬ ‫الالزمة للجواب على تلك األسئلة املعرفية‬ ‫‪ . )154‬بل كل همها ومدار أهدافها وغاياتها‬
‫هذا املجال الذي انغمسوا فيه واستغرق جل‬ ‫املعتمد على اجلهد الشخصي‪ ،‬الذي كان من‬ ‫التي منطتها االمتحانات اإلشهادية‪ ،‬ولم‬ ‫تكوين الناشئة على تعلم التعلم الذاتي‪،‬‬
‫أوقاتهم‪.‬‬ ‫املفروض أن يتملكوها‪ ،‬وخاصةفي املستويات‬ ‫ال حتفيظهم بعض املسكوكات‪ ،‬وتزويدهم‬ ‫وجعلهم يعتمدون على أنفسهم في تدبيرهم‬
‫وثالثا‪ ،‬إدارة الوضعيات التدريسية على‬ ‫املتقدمة‪ ،‬بعد أن عايشوا وضعيات تعلم‬ ‫ببعض اإلطارات اجلاهزة واملرنة الصاحلة‬ ‫لتعلم‪ ،‬ومتكينهم من آليات االستمرارية‬
‫الطرق التي توفر للمتعلم االستقالل الذاتي‬ ‫متنوعة طالت مستويات وأسالكا دراسية‬ ‫لكل سؤال‪ ،‬ويكفي املمتحنني أن يعدلوا تلك‬ ‫في التعلم سواء اختاروا احلياة املهنية أو‬
‫في التعلم‪ ،‬كالتعلم القائم على املشروع أو‬ ‫وبرامج ومواد دراسية مختلفة‪ .‬وفيما يخص‬ ‫األطر تعديال بسيطا ويضعوها في مكانها‬ ‫املسارات التكوينية العليا‪ ،‬جاء في الفقرة ‪9‬‬
‫املشكالت أو التصميم‪ ،‬نظرا ملا تتميز به هاته‬ ‫الشكل اجلديد للتعليم القائم على التناوب بني‬ ‫“الالئق بها”في ورقة التحرير حتى ينالوا‬ ‫من امليثاق الوطني للتربية والتكوين “تسعى‬
‫الطرائق من توريط للمتعلم في فعل التعلم‬ ‫التعليم احلضوري والتعلم الذاتي‪ ،‬يعود هذا‬ ‫املرغوب ويحققوا الهدف‪ .‬ثم جند كذلك ظاهرة‬ ‫املدرسة املغربية اجلديدة إلى أن تكون مفعمة‬
‫وحتميله مسؤولية التعلم‪ ،‬فضال عما حتققه‬ ‫األخير مرة أخرى إلى الواجهة وبشكل رسمي‪.‬‬ ‫العزوف واالنصراف النسبي أو الكلي لدى‬ ‫باحلياة‪ ،‬بفضل نهج تربوي نشط‪ ،‬يتجاوز‬
‫من تفاعل وتواصل ومرونة وتكيف في سياق‬ ‫وهو ما يفرض شكال جديدا من التعليم يقوم‬ ‫املتعلمني في املؤسسات العمومية عن املواد‬ ‫التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد‬
‫التعلم وسيرورته‪ .‬وجت ُّن ِب ما أمكن الطرائق‬ ‫على تقاسم مسؤولية التعلم والتعليم بني‬ ‫اخلارجة عن نطاق االمتحانات اإلشهادية‬ ‫التعلم الذاتي”‪ .‬إن وظيفة املدرسة تكمن في‬
‫التي يستحوذ فيها املدرس على الفعل‬ ‫املدرس والتلميذ‪ ،‬وهي وإن كانت شكال‬ ‫وكأنها ال تشكل جزءا من برنامج املستوى‬ ‫تأهيل املتعلمني للحياة ومتكينهم من آليات‬
‫التعليمي‪ ،‬ألنها تخلق في صفوف املتعلمني‬ ‫قدميا من تدبير التعلم‪ /‬التعلم ارتبطتفي‬ ‫وال متثل جزءا من منهاج كامل متكامل له‬ ‫استيعاب الواقع املتحرك واملتطور ومواجهة‬
‫االتكالية واالنتهازية والتهرب من التعلم كلما‬ ‫شكلها املتقدم باعتماد املقاربة بالكفايات‪ ،‬إال‬ ‫أهداف وغايات‪ .‬وتزداد هذه الظاهرة حدة في‬ ‫املستقبل وما يخفيه معرفيا ومهاريا وتقنيا‬
‫واجهتهم صعوبات تعلمية‪.‬‬ ‫أنها لم تبلغ هذا املبلغ من التقاسم وااللتزام‬ ‫بعض املدارس اخلصوصية التي تلغي تلك‬ ‫ومهنيا‪ .‬فال معنى ألن نركز في مدارسنا على‬
‫خالصة‬ ‫املفترض‪.‬‬ ‫املواد لصالح املواد املعنية في االمتحانات‬ ‫اإلعداد لالمتحان ونحول مدرستنا إلى مدرسة‬
‫يقتضي التعلم الذاتي جتاوز منطق‬ ‫يفترض هذا النموذج التزاما من املتعلم‪،‬‬ ‫اإلشهادية واستغالل حصتها الزمنية للتمرن‬ ‫تدور حول فلك االختبارات واالمتحانات‬
‫مدرسة االختبارات واالمتحانات‪ ،‬وإعادة‬ ‫وإن لم يتم التصريح بذلك رسميا‪ ،‬بإجناز‬ ‫على مناذج امتحانات إشهادية‪ .‬بل إن تأثير‬ ‫و ُي َتجاهل القصد األسمى واألساسي‪ .‬ومن‬
‫النظر في وظيفة التقومي ككل واالمتحانات‬ ‫جزء من البرنامج الدراسي في إطار التعلم‬ ‫هذه املركزية يلقي بظالله على طريقة التدريس‬ ‫غير املعقول أن يتم التركيز في تعليمنا‬
‫اإلشهادية بصفة خاصة لتخدم التعلم‪ ،‬ال أن‬ ‫الذاتي وحتت توجيهات املدرس وتقوميه‪.‬‬ ‫نفسها‪ ،‬حيث يتحكم التقومي اإلشهادي في‬ ‫وتعلمنا وتقومياتنا على مراكمة املعارف‬
‫تقود جميع العمليات التربوية جريا وراء‬ ‫وهنا نتساءل‪ :‬عن أي تعلم ذاتي نتحدث؟ وهل‬ ‫ديداكتيك وبرنامج املادة ذاتها‪،‬فيلغى كل ما‬ ‫وإعادة إنتاجها في عصر يعج باملعرفة؛ تكفي‬
‫جناح وهمي يقيس مخرجات املدرسة بنسب‬ ‫برامجنا ومناهجنا اشتغلت فعال على هذا‬ ‫ال يخدم “االمتحان” وتخضع أنشطة التعلم‬ ‫ضغطة زر واحدة لتنهال عليك املعارف بكل‬
‫النجاح‪ ،‬ال بتحقق الكفايات ومواصفات‬ ‫اجلانب قبل أن يفرض بهذا الشكل؟ وهل فعال‬ ‫ذاتها ملطالب “االمتحان”‪ ،‬من منطلق أنْ ال‬ ‫لغات العالم‪ .‬بينما نتجاهل تعليم وتعلم‬
‫التخرج واالنتقال عبر أسالك ومستويات‬ ‫يتم التركيز على إكساب آليات التعلم الذاتي‬ ‫ضرورة إلثقال كاهل املتعلم مبا لن “ميتحن‬ ‫طريقة إدارة هذه املعارف واالستفادة منها‬
‫التعليم‪ ،‬والقطع مع االختبارات املعرفية التي‬ ‫في ظل برامج دراسية ضخمة‪ ،‬وتوجيهات‬ ‫فيه”‪ .‬فيصير “اإلطار املرجعي لالمتحان”‬ ‫في بناء كفايات حقيقية تهيئ املتعلم حلل‬
‫منطتأشكال التقوميات اإلشهادية إلى أن‬ ‫رسمية ال تترك مجاال لإلبداعية واحلرية‪،‬‬ ‫هو الوثيقة املرجعية املؤطرة ألهداف التعلم‬ ‫املشكالت الواقعية والشبه الواقعية وتعويده‬
‫صارت نسخا تكرر نفسها كل سنة استجابة‬ ‫تضطر املدرسني إلى اللهث وراء إمتامها حتت‬ ‫وغاياته وطرق التدريس والتقومي‪ ،‬وليس‬ ‫النظرة الشمولية والتفكير املعقد‪.‬‬
‫لداعي املوضوعية واملصداقية والدقة وتكافؤ‬ ‫طائلة املساءلة واحملاسبة اإلدارية؟‬ ‫االمتحان فقط‪ ،‬مع جتاوز كلي للمنهاج وغايات‬ ‫إن نظرة سريعة إلى تعليمنا تبني بوضوح‬
‫الفرص‪ .‬وفي نفس الوقت التركيز على أشكال‬ ‫ال مجال للشك في أن التكوين على التعلم‬ ‫النظام التربوي وأهدافه‪ ،‬وضرب عرض‬ ‫ارتكازه ومتحور جميع عملياتهعلى‬
‫التربية التي تنمي حتمل املسؤولية في التعلم‪،‬‬ ‫الذاتي رهني بإعادة النظر في التقومي في‬ ‫احلائط بالكفايات ومببدأ التعلم الذاتي‪.‬‬ ‫االختبارات اإلشهادية‪ ،‬وتكريس واقع أن‬
‫سواء في الطرائق أو في مفردات البرامج‪.‬‬ ‫املنظومة التربوية أوال‪ ،‬وإعادة حتديد أدواره‬ ‫إذا كان مطلب تكوين املتعلم على التعلم‬ ‫أرقام ونسب النجاح أهم من الكفايات‬
‫فيما يخدم التعلم الذاتي أساسا‪ ،‬ال النجاح‬ ‫الذاتي في كل األنظمة التربوية العاملية‬ ‫املتحققة‪.‬وما الضجة التي تالزم االستحقاقات‬
‫*أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي‬
‫مطلقا‪ .‬فمن غير املقبول من نظام تعليم يفترض‬ ‫أمرا أساسيا‪ ،‬فإنه في السياق احلالي‬ ‫اإلشهادية في كل سنة دراسية إال تعبير عن‬
‫منه إعداد اإلنسان للحياة احلقيقية املعقدة‬ ‫صارا ملحاحا ومستعجال‪.‬فقد كشف سياق‬ ‫هذا الوضع املكرس‪ ،‬والذي صار في بعض‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪26‬‬
‫تربية‬

‫هل أعادت األزمة الوبائية ملؤسسة األسرة الوعي بدورها التربوي والتعليمي؟‬
‫يالحظ كل متتبع للشأن التعليمي والتربوي باملغرب خالل السنوات األخيرة حجم التباعد الذي صار بني األطفال أو‬
‫املتعلمات واملتعلمني وأولياء أمورهم‪ ،‬سواء من حيث التحصيل املعرفي‪ ،‬أو من جانب السلوكيات االجتماعية املنتظرة‬
‫ألقي على كاهل املدرسني واملربيني‪ ،‬وكأنه متلص كامل من املسؤولية‬
‫فيهم‪ .‬واجلدير باملالحظة أيضا حجم الثقل الذي َ‬
‫جتاه املتعلمات واملتعلمني‪.‬هذه املالحظات السابقة والتي جندها تأخذ حجما مهما من النقاش املتداول بني الفاعلني‬
‫التربويني‪ ،‬وغالبا ما يكون حول إشكالية‪ ،‬أي دور تلعبه األسرة اليوم في شأن تعليم وتربية أبنائها؟‬ ‫ذ ‪/‬يوسف الكــطابي*‬

‫التعلم‪ ،‬ففي ظل انعدامه قد يفضي بنا إلى‪ ‬عدم حتقيق‬ ‫الفعال املتجلي في‬‫ّ‬ ‫البالد إلى األسر املغربية دورها‬ ‫يبدو أن لهذا املوضوع ارتباطات بإشكاالت أخرى‬
‫االستقرار والدافعية اإليجابية لدى املتعلمني‪ ،‬وألن‬ ‫التربية والتعليم في بعدهما املتواضع‪ ،‬لكن هذا أيضا ال‬ ‫يكون الطرف فيها هو األسرة كمؤسسة داعمة للتحصيل‬
‫األسرة التي يجب أن حتترم قيمة التعليم وتشجع عليه‪،‬‬ ‫يغنينا عن الفوارق االجتماعية والثقافية لدى الطبقات‬ ‫املعرفي واألنشطة التعلمية من جهة‪ ،‬واملساعدة التربوية‬
‫ال تساهم في جعل املتعلم أو املتعلمة يقبالن على التعليم‬ ‫االجتماعية لألسر املغربية‪ ،‬وسيظل معها أيضا دور‬ ‫من جهة أخرى‪.‬وبالرغم من التغييرات التي حتدث في‬
‫بدافعية عالية‪ ،‬وال تهيئ الظروف املالئمة للتعلم‪ ،‬بتوفير‬ ‫األسرة متغيبا أو مقصيا منذ القدم ‪ ،‬وهذا يتركز غالبا‬ ‫األسرة املغربية مثال واملجتمعات احلديثة‪ ،‬فإن األسرة‬
‫ذلك املناخ األسري املناسب للتعليم‪ ،‬وال تراقب سلوكيات‬ ‫في األسر املنحدرة من املجال القروي‪ ،‬التي يصعب‬ ‫تبقى دائما إحدى أهم مؤسسات التنشئة االجتماعية‬
‫املتعلم بصفة متميزة ومالحظة ما يطرأ علي ذلك من‬ ‫معها احلديث عن أي دور لألسرة في التعليم عموما‪ ،‬أو‬ ‫ذات األثر البعيد في املجتمع‪ ،‬حيث جند الطفل داخل‬
‫تغيرات‏‪ ،‬فإن عدم االستقرار هذا‪ ،‬من شأنه أن يكون عامال‬ ‫التعليم عن بعد بشكل خاص‪.‬‬ ‫املنزل يتعلم اللغة‪ ،‬وبعض األدوار االجتماعية املرتبطة‬
‫سلبيا ملؤسسة األسرة في التحصيل املعرفي ألبنائها‪.‬‬ ‫قد يكون اتضح معنا إمكانية التفكير من جديد حول‬ ‫ويكون‬
‫ّ‬ ‫بثقافة مجتمعه‪ ،‬ويكتسب بعض االجتهادات‪،‬‬
‫هذه املفارقة السوسيوثقافية واالقتصادية التي تعطينا‬ ‫تزكية وإحياء دور مؤسسة األسرة في التعلم وتثمني‬ ‫ويشكل رأيه جتاه املواقف البسيطة أحيانا‪.‬غير أن‬ ‫ّ‬
‫أكثر من مؤشر للداللة على دور األسرة في التحصيل‬ ‫التعليم الذي يتلقاه املتعلمون داخل فضاء املدرسة‪،‬‬ ‫منحنى التغيرات التي شهدها العالم واملغرب مؤخرا‪،‬‬
‫املعرفي والتعليمي ألبنائها‪ ،‬ال تنفي معها أن معظم‬ ‫وهذا يحمل في ثناياه وبشكل ضمني إمكانات املساهمة‬ ‫وبفعل اجلائحة الوبائية ‪ -‬كوفيد ‪ 19-‬قد أعادنا لطرح‬
‫األسر قد أعادت النظر في طريقة تعاملها مع تعليم‬ ‫في إصالح املنظومة التعليمية‪ ،‬ومعها إصالح املجتمع‬ ‫هذا املوضوع من جديد‪ ،‬وهو دور األسرة كمؤسسة‬
‫أبناءها‪ ،‬وقد اتضح معها أن املهمة التعليمية ليست‬ ‫بشكل عام‪.‬لكن ما الذي يقف حاجزا أمام هذا التكامل‬ ‫اجتماعية في املساعدة التعليمية‪،‬أو اختيار التعليم‬
‫مسؤولية املدرسة وحدها‪ ،‬وإمنا التدخل اإليجابي‬ ‫بني مؤسستني كبيرتني همهما هو تربية وتعليم أو‬ ‫عن بعد والدفع باملتعلم نحو التحصيل املعرفي في ظل‬
‫والفعال ملساعدة املتعلمني في توفير ظروف االشتغال‬ ‫باألساس تكوين الفرد الناجح واملندمج اجتماعيا‬ ‫غياب التعليم احلضوري‪.‬‬
‫والتعلم داخل البيت أيضا‪ ،‬كل هذا كفيل باحلديث عن‬ ‫ومواطنا فاعال ومتدخال في الفعل االجتماعي كما يقول‬ ‫ميكن القول أن املدرسة واألسرة باعتبارهما مؤسستني‬
‫حتصيل معرفي علمي جيد وذو جودة مستحسنة‪،‬هذه‬ ‫بذلك ماكس فيبر؟‬ ‫للتنشئة االجتماعية لألطفال واملتعلمات واملتعلمني‪،‬‬
‫املساهمة الفعالة ملؤسسة األسرة تعود بشكل إيجابي‬ ‫إن اإلجابة عن هذا السؤال جترنا بشكل واضح إلى‬ ‫يوجدان في وضعية املنافسة اإليجابية ‪ -‬أو السلبية‬
‫على املتعلمني سواء في السنوات األولى من التعليم‬ ‫إشكال آخر أكثر دقة‪،‬وهو ما نؤسس له في سؤال مركب؛‬ ‫أحيانا أخرى ‪ -‬مع بقية مؤسسات التنشئة االجتماعية‬
‫األولي‪ ،‬أو حتى في السنوات األخيرة لسلك الثانوي‬ ‫أين تختفي مؤسسة األسرة في الظروف العادية التي‬ ‫التي يقبل عليها األطفال أو املتعلمات واملتعلمني‬
‫التأهيلي‪ ،‬إنها تخلق فضاء البحث والتعلم الذاتي‬ ‫تتحمل فيها املدرسة كل مشكالت التربية والتعليم‬ ‫مبختلف الفئات العمرية‪ ،‬مثل وسائل اإلعالم‪ ،‬وشبكة‬
‫وتنميه‪،‬وتقوم بطريقة غير مباشرة على حتفيز الفضول‬ ‫ّ‬ ‫ألبنائنا ؟ أو ملاذا تغيب األسرة كمؤسسة اجتماعية‬ ‫االنترنيت‪ ،‬والشارع وغيرها‪ ،‬وبالتالي وجب تضافر‬
‫املعرفي للمتعلمات واملتعلمني‪ ،‬إذ معها ال يخلق لديهم(ن)‬ ‫داعمة للفعل التربوي والتعليمي‪ -‬بشكل متدبذب ‪ -‬في‬ ‫اجلهود والتنسيق بشكل معقلن ملواجهة تلك املنافسة‬
‫تلك النظرة التي جتعل من التعليم والتعلم داخل فضاء‬ ‫عملية التنشئة االجتماعية؟‬ ‫الشرسة‪ ،‬وهذا التعاون التام بني األسرة واملدرسة هو‬
‫املدرسة فقط‪ ،‬والفضاءات األخرى املشابهة‪ ،‬وأن املنزل‬ ‫طبعا‪ ،‬لهذا املوقف أسباب متعددة ومتنوعة قد تظهر لنا‬ ‫في األصل أساس التربية والتعليم لألطفال وللمتعلمات‬
‫مثال هو فضاء لالستراحة والقطع مع أوامر الواجبات‪.‬‬ ‫فيها بعض األجوبة املمكنة عن أسئلتنا السابقة‪ ،‬وهذه‬ ‫واملتعلمني‪.‬وألن الدور االجتماعي لكل من املدرسة واألسرة‬
‫إن الوعي باملشكل هو باألساس بداية حل املشكلة‪ ،‬وهذا‬ ‫األسباب مرتبطة مبجموعة من احملددات االجتماعية‪،‬‬ ‫يتجلى في التنشئة االجتماعية لألفراد عن طريق التربية‬
‫ما ينطبق على مؤسسة األسرة التي تشكل لها الوعي‬ ‫والثقافية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واألسرية‪ ،‬وأيضا النفسية‪،‬‬ ‫والتعليم فإن عالقتهما يجب أن تنطلق من هذا املنظور‬
‫من جديد حول دورها الذي يتجلى في مصاحبة أبنائها‬ ‫وجنمل بعض هذه األسباب في النقط التالية؛‬ ‫التفاعلي بينهما‪.‬فعالقة األسرة باملتعلم(ة) ال يجب أن‬
‫للتعلم داخل فضاء املنزل‪ ،‬لكن بشكل واقعي فقد أضحى‬ ‫من الناحية االجتماعية والثقافية؛إننا جند انخفاض‬ ‫تبقى عالقة سطحية تتجلى فقط في أن األسرة هي التي‬
‫دور األسرة حاسما في التعليم شأنها شأن املدرسة‬ ‫املستوى التعليمي لبعض‪  ‬أولياء األمور ‪ -‬إن لم نقل‬ ‫تزود املدرسة باملادة األولية ‪ -‬أي املتعلم(ة)‪  -‬وبالتالي‬
‫مع وجود اختالفات بسيطة فقط‪ ،‬إن املدرسة لها دور‬ ‫أغلبهم‪ -‬داخل مؤسسة األسرة‪ ،‬وخاصة باملناطق‬ ‫فعملية‪  ‬التربية والتعليم كلها على عاتق املدرسة‪ ،‬بل‬
‫تكميلي مهم ولكن أساسه ينطلق من مؤسسة األسرة‬ ‫التي تشهد انقطاعا عن التمدرس‪،‬أو ما يسمى بالهدر‬ ‫يجب أن تكون عالقة شاملة تنبني على أنهما شريكان‬
‫كمورد رئيسي للتربية والتعليم بكل املجتمعات‪.‬‬ ‫املدرسي‪ ،‬وبالتالي تدني مستوى الوعي التربوي‪ ،‬وعدم‬ ‫في هذه العملية‪.‬‬
‫نخلص مما تقدم إلى أن التعاون بني مؤسستي األسرة‬ ‫إدراك الدور احلقيقي لألسرة في التربية والتعليم‪.‬زد‬ ‫إننا ال جنزم إطالقا محو أو تقزمي الدور الذي تلعبه‬
‫واملدرسة أمر ال محيد عنه لتحقيق التحصيل العلمي‬ ‫على ذلك ضعف آلية الضبط االجتماعي داخل بعض‬ ‫مؤسسة األسرة في عملية التنشئة االجتماعية‪ ،‬وخاصة‬
‫اجليد ولتجويد العملية التربوية والتعليمية‪ .‬ومن أجل‬ ‫األسر‪ ،‬وهذا السبب مرتبط باملستوى التعليمي ألولياء‬ ‫في بعدها التربوي‪ ،‬بل إن هذا الدور زاد بشكل أكبر‬
‫استكمال حتقيق هذه األهداف التعليمية والتربوية‪،‬‬ ‫األمور‪ ،‬والتي يفقدها القدرة على التوجيه الصحيح‬ ‫مقارنة بسابقه‪ ،‬وهو ما يناسب عملية التعليم عن بعد‬
‫البد أن تساهم مؤسسات التنشئة االجتماعية املوجودة‬ ‫الذي يحقق أهداف التربية والتعليم اجليدين للمتعلمات‬ ‫كوسيلة مساعدة في التعليم والتربية خالل الوقت‬
‫ببالدنا بجهودها من أجل مشاركة املدرسة ومساندتها‬ ‫واملتعلمني‪.‬‬ ‫احلالي ومستقبال‪.‬‬
‫لبلوغ الغايات املرجوة‪ ،‬وذلك باالستناد على وسائل‬ ‫من الناحية االقتصادية؛ فمعاناة األسرة من مشكالت‬ ‫تلعب األسرة دورا بالغ األهمية في تنمية الطفل وبناء‬
‫اإلعالم املقروءة واملرئية واملسموعة‪ ،‬وتوجيهها لصالح‬ ‫اقتصادية مرتبطة بالضغط اليومي للعمل‪ ،‬واملرتبط‬ ‫شخصيته‪ ،‬فهي املؤسسة التي ُتعلم وتهذب‪ ،‬وتنقل‬
‫التعليم والتربية‪،‬ومعرفة كيفية التعامل معها كوسائط‬ ‫بكثرة ساعات العمل‪ ،‬والتي تشغلها عن أداء دورها‪ ،‬وعن‬ ‫خبرات احلياة ومهارتها للطفل والتعلم عموما‪ ،‬وهي‬
‫داعمة للتعليم عن بعد‪.‬إنّ جناح العملية التعليمية إذن‪،‬‬ ‫متابعة األبناء في املنزل أيضا‪ ،‬وبالتالي اقتصار دورها‬ ‫وتقوم‬
‫ّ‬ ‫التي تلعب دورا أساسيا في تكوينه النفسي‬
‫عمل مشترك بني املدرسة واألسرة‪ ،‬إضافة إلى املؤسسات‬ ‫في أدوار أخرى بعيدة عن تطلعات األبناء وقدراتهم‬ ‫سلوكه الفردي‪ ،‬وتبث الطمأنينة في نفسه‪ ،‬وإليها‬
‫االجتماعية األخرى‪ ،‬إذا ما أردنا خلق نهضة تعليمية‬ ‫النفسية ومهاراتهم‪.‬‬ ‫يعود الفضل في تشكيل شخصيته ومناءها‪ ،‬وإكسابه‪ ‬‬
‫وتربوية تعم بالنفع على املجتمع والدولة بشكل عام‪.‬‬ ‫من الناحية األسرية‪ ،‬جند غياب االستقرار األسري‬ ‫العادات والسلوكات التي تبقى مالزمة له طول حياته‪.‬‬
‫أستاذ الثانوي التأهيلي*‬ ‫الذي ينبغي أن مينح للمتعلم واملتعلمة الدافعية إلى‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬أعادت الظروف الراهنة التي تعيشها‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪27‬‬
‫قراءة‬

‫«حتدي القراءة العربي» متيز املشروع‪ ،‬وطرق االشتغال‬


‫عرف العالم العربي في اآلونة األخيرة‪ ،‬نشاطا ثقافيا مشتركا‪ ،‬ميكن وصفه باملتميز‪ ،‬وبنقطة الضوء املنيرة في ظل‬
‫الصور السلبية التي نشاهدها اليوم في مجتمعاتنا‪ .‬نشاط مثل حتدي القراءة العربي‪ ،‬ما عليه وبدون شك‪ ،‬إال أن يرفع‬
‫من طموحات العالم العربي‪ ،‬في املدى البعيد واملتوسط‪ ،‬نحو تسلق درجات الرقي والتميز في بحر العلم واملعرفة‪.‬‬
‫وقد جاءت هذه البادرة الطيبة في إطار مشروع عربي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم‪ ،‬وذلك لتشجيع القراءة‬
‫لدى الطالب في العالم العربي‪ ،‬مادامت املؤشرات واإلحصائيات العاملية تنذر بتفشي ظاهرة العزوف عن القراءة‬
‫مبجتمعاتنا العربية‪ ،‬مما جعل هذا املشروع‪ ،‬وسيلة عالجية لهذا املرض الذي لم تعهده احلضارات العربية على مر‬
‫التاريخ‪.‬‬ ‫ذ‪/‬ياسين اعطية*‬

‫احلركات واإلشارات‪ ،‬باستعمال لغة‬ ‫أفكار الكتب في حيز ضيق في جواز السفر‬ ‫> ورشة التعريف اخلاصة باملسابقة‪،‬‬ ‫إنها بادرة تذكرنا بعصور االزدهار‬
‫اجلسد‪ ،‬والتعبير باليدين واالبتسامة‪،‬‬ ‫اخلاص بالتحدي العربي‪.‬‬ ‫لكل من املشرفني اجلدد‪ ،‬وكذلك التلميذات‬ ‫والعلم واملعرفة‪ ،‬في العصرين العباسي‬
‫والتعبير عن املشاعر عن طريق املالمح‪،‬‬ ‫> ورشة التتبع واملواكبة‪ ،‬وهي‬ ‫والتالميذ‪ ،‬حيث يتم فيها التعريف‬ ‫واألندلسي‪ ،‬وعصور النهضة العربية‪،‬‬
‫وكذلك التنفس اجليد واالسترخاء‪ ،‬ثم‬ ‫ورشة مهمة وأساسية يتم فيها التركيز‬ ‫باألهداف والشروط‪ ،‬وطريقة املشاركة‪،‬‬ ‫واألكيد أن قراءة أكثر من مليون طالب‬
‫الهيئة‪،‬بحسن املظهر‪ ،‬وبارتداء ألبسة‬ ‫باخلصوص على القدرة النفسية للمشاركني‪،‬‬ ‫وجوازات السفر‪ ،‬وأنواع الكتب الواجب‬ ‫ملجموعة من الكتب املتنوعة‪ ،‬قد تصل إلى‬
‫مريحة‪ ،‬ونظافة اللباس والوجه والشعر‬ ‫وذلك عبر االشتغال بشكل جماعي‪،‬‬ ‫قراءتها‪ ،‬وعدد صفحاتها‪ ،‬وتنوع مجاالتها‪،‬‬ ‫اخلمسني مليون كتابا كل عام دراسي‪،‬‬
‫واألظافر‪ ،‬واالعتناء باملظهر وطريقة الكالم‬ ‫ووضع املشاركني في وضعيات مماثلة‬ ‫وتاريخ البدء‪ ،‬وتاريخ االنتهاء‪ ،‬كما يتام‬ ‫ينبئ بجيل أوأجيال عربية صاعدة‪ ،‬مثقفة‬
‫واإلنصات واحلركات‪.‬‬ ‫ليوم اجتياز املسابقة‪ ،‬وإتاحة الفرصة‬ ‫وضع اجلدولة الزمنية اخلاصة باللقاءات‬ ‫وفذة‪.‬‬
‫وفي األخير وجب التنويه بالدور الذي‬ ‫أمامهم من أجل جتريب ذواتهم‪ ،‬وطرد‬ ‫والورشات املوازية‪ ،‬مع تسجيل املنخرطني‬ ‫تسعى مسابقة حتدي القراءة العربي‪ ،‬في‬
‫يقوم به هذا املشروع اجلليل مبعية‬ ‫املعيقات السيكولوجية والفيزيولوجية‪.‬‬ ‫بالئحة معلوماتهم للتمكن من تعبئتها في‬ ‫أهدافها‪ ،‬إلى خلق روح املنافسة الشريفة‬
‫األندية الثقافية والفنية‪ ،‬في تفعيل احلياة‬ ‫ثم استعراض ملخصات الكتب التي مت‬ ‫موقع التحدي‪ ،‬كما ميكن أن تتخلل هذه‬ ‫بني طالب العالم العربي أوال‪ ،‬وجعلهم في‬
‫املدرسية باملؤسسات التربوية والتعليمية‬ ‫قراءتها بشكل فردي أمام املشاركني‪ ،‬الذين‬ ‫الورشة‪ ،‬بعض اآلراء حول املسابقة‪،‬‬ ‫مستوى ثاني‪ ،‬يحتكون بالكتب املتنوعة‪،‬‬
‫بالعالم العربي‪ ،‬وذلك في تشجيع التلميذات‬ ‫بدورهم يساهمون في تقدمي املالحظات‬ ‫للتالميذ الذين شاركوا في النسخ السابقة‪،‬‬ ‫سواء العلمية أو األدبية أو الفكرية‬
‫والتالميذ املشاركني‪ ،‬على االنخراط الفعال‬ ‫بشكل جماعي‪ ،‬بتأطير من املشرف‪ ،‬حول‬ ‫لتشجيع املشاركني اجلدد وحتفيزيهم‪.‬‬ ‫وغيرها‪ ،...‬والتي قد تنمي احلس اجلمالي‬
‫واملكثف في جميع األنشطة الثقافية‪ .‬كما‬ ‫كل مشاركة فردية إلدراك األخطاء التي يتم‬ ‫> ورشة معايير التحكيم‪ ،‬ومصفوفة‬ ‫والفكري‪ ،‬وتغرس القيم االجتماعية‬
‫وجب التنويه أيضامبا له من دور كذلك في‬ ‫ارتكابها ومحاولة جتاوزها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫العالمات‪ ،‬ويتم فيها تأطير املتعلمني‬ ‫والوطنية‪ ،‬وتصقل ملكة اإلبداع والنقد‪،‬‬
‫خلق إشعاعات إقليمية وجهوية ووطنية‪،‬‬ ‫إلى مواجهة كل مشارك ألسئلة املشرف‬ ‫واملتعلمات على مواجهة بعض األسئلة‬ ‫كما قد متكن من امتالك مهارة اللغة‬
‫وما يحدثه أيضامن صقل ملواهب املتعلمني‬ ‫واملشاركني‪ ،‬ومحاولة اإلجابة عنها‪.‬‬ ‫والتركيز على جني النقاط املهمة أثناء‬ ‫العربية‪ ،‬والقدرة على التعبير بها بشكل‬
‫واملتعلمات‪ ،‬والرفع من جودة التعلمات‬ ‫وتتميز هذه الورشة اجلماعية باحتوائها‬ ‫اجتياز املقابالت الشفوية في التحدي‪،‬‬ ‫كتابي وشفهي‪ .‬إن هذا املشروع حقا‪،‬‬
‫وترسيخ القيم‪ ،‬باالستفادة من أهداف هذه‬ ‫على مجموعة من األهداف من بينها‪:‬‬ ‫وذلك بتعريفهم على طبيعة األسئلة التي‬ ‫لبناء متوازن لشخصية عربية في القريب‬
‫املسابقة وأهميتها لدى املتعلمني‪ ،‬سواء‬ ‫تنمية القدرة النفسية‪ ،‬مبواجهة‬ ‫‪ -‬‬ ‫يتم التركيز عليها في كتبهم املقروءة‪.‬‬ ‫العاجل‪ ،‬تنهل مكوناته من سلم القيم‬
‫على مستوى تفعيل وبث روح املنافسة‬ ‫التردد واخلوف واخلجل‪ ،‬والقدرة على‬ ‫وكذلك املشرفني اجلدد‪ ،‬من أجل صياغة‬ ‫املتعارف عليه عامليا‪ ،‬والتي تعد القراءة‬
‫الشريفة بينهم‪ ،‬أو على مستوى صقل‬ ‫مواجهة جلنة التحكيم في جميع مراحلها‬ ‫بعض األسئلة في اإلقصائيات احمللية‪،‬‬ ‫والكتاب أساسني مرجعيني لذلك‪.‬‬
‫أفكارهم‪ ،‬وترسيخ مجموعة من القيم‬ ‫اإلقصائية واالستعداد النفسي ملقابلتها‪،‬‬ ‫ودراسة طريقة اإلجابات املختلفة‪ ،‬وفق ما‬ ‫انخرط املغرب ‪ -‬كنموذج ‪ -‬بدوره في هذا‬
‫الثقافية واجلمالية لديهم‪ .‬أو على مستوى‬ ‫بالتدرب على دخول القاعة دون ارتباك‬ ‫متليه مصفوفة عالمات التحكيم والتنقيط‬ ‫النشاط الهادف‪ ،‬عبر مؤسساته التعليمية‪،‬‬
‫تنمية حب القراءة لدى جيل األطفال‬ ‫أو استعالء مع التقيد بآداب الدخول‬ ‫والعالمات‪.‬‬ ‫كما حرصت اجلهات املسؤولة في املواسم‬
‫والشباب في العالم العربي‪ ،‬وغرسها كعادة‬ ‫واجللوس في املكان املخصص بعد‬ ‫> التمكن من مهارة التلخيص‪ ،‬وفيها‬ ‫األربعة للمسابقة‪ ،‬احلضور بقوة من خالل‬
‫متأصلة في حياتهم تعزز ملكة الفضول‬ ‫االستئذان‪ ،‬باإلضافة أيضا إلى التدرب‬ ‫يتم التعرف على طريقة تلخيص الكتب‬ ‫مجموعة من املتعلمني والطالب الذين‬
‫وشغف املعرفة لديهم‪ ،‬وتوسع مداركهم‪.‬‬ ‫على التعريف بالسيرة الذاتية‪ ،‬والتدرب‬ ‫حسب عدد محاورها وصفحاتها‪ ،‬وحسب‬ ‫شرفوا املؤسسات التربوية املغربية‪ ،‬ورغم‬
‫كما أن القراءة تؤدي إلى تنمية مهارات‬ ‫على اإلجابة دون اختصار مقل أو إسهاب‬ ‫عدد التأشيرات املوجودة داخل اجلوازات‬ ‫أن املشاركات في البداية كانت متوسطة‬
‫الطالب في التفكير التحليلي والنقد‬ ‫ممل‪ .‬كما يتم أيضا السعي إلى حتقيق‬ ‫اخلمس‪ ،‬وبالتالي وجب تأطير التالميذ‬ ‫في العدد‪ ،‬إال أن فوز التلميذة املغربية‬
‫والتعبير‪ ،‬وتعزيز قيم التسامح واالنفتاح‬ ‫استعداد كاف ملواجهة أسئلة أو وضعيات‬ ‫املشاركني حتى يتمكنوا من القدرة‬ ‫مرمي أمجون بالتحدي العربي للقراءة في‬
‫الفكري والثقافي لديهم‪ ،‬من خالل تعريفهم‬ ‫مفاجئة‪ ،‬واستعراض توقعات معينة‪،‬‬ ‫األدبية‪ ،‬و معرفة أن مهارة التلخيص‬ ‫نسخته الثالثة‪ ،‬جعل هذه النسخ املوالية‪،‬‬
‫بأفكار الكتاب واملفكرين والفالسفة‬ ‫وذلك باالعتماد على معايير التحكيم‪،‬‬ ‫هي تقنية تقليص الكتب واختزالها في‬ ‫تعرف مشاركة كثيفة‪ ،‬ملجموعة من‬
‫بخلفياتهم املتنوعة وجتاربهم الواسعة‬ ‫واستحضار طبيعة األسئلة املوجهة في‬ ‫نصوص قصيرة بأسلوب شخصي يراعي‬ ‫املؤسسات التي انخرطت محليا‪ ،‬وجهويا‪،‬‬
‫في نطاقات ثقافية متعددة‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫املسابقة‪ ،‬والتدرب على طرق اإلجابات‬ ‫مضمونها العام‪ ،‬ويزيل احلشو فيها‪ ،‬مع‬ ‫ووطنيا‪ ،‬في التعبئة‪ ،‬وحتفيز التلميذات‬
‫زيادة الوعي بأهمية القراءة لدى الطلبة‬ ‫املختلفة‪ ،‬ثم التمرن على احلفاظ على‬ ‫جتنب اإلضافاتغير الضرورية‪ .‬والتمكن‬ ‫والتالميذ‪ ،‬من أجل اإلقبال على القراءة‪.‬‬
‫في العالم العربي عامة‪ ،‬واملغرب خاصة‪،‬‬ ‫الهدوء والتركيز‪.‬‬ ‫من اخلطوات األساسية في‪ :‬قراءة الكتاب‬ ‫إن جتربتنا كأحد مشرفي املتعلمات‬
‫لن يتأتى هذا كله إلى بتقدمي آليات‬ ‫قراءة متأنية‪ ،‬للتعرف على مضمونه العام‬ ‫واملتعلمني في مسابقة حتدي القراءة‬
‫املسابقة وشروطها‪ ،‬والتركيز على‬ ‫تنمية القدرة اجلسدية‪ ،‬والتي‬ ‫‪ -‬‬ ‫وموضوعه‪ ،‬مع تدوين بعض املالحظات‬ ‫كون لدينا‬ ‫العربي‪ ،‬ملوسمني متتابعني‪ّ ،‬‬
‫تطوير الورشات التي تهم مجموعة من‬ ‫تتطلب التوظيف اجليد والفعال للحواس‬ ‫أثناء القراءة‪ ،‬والسيما تثبيت الفكرة‬ ‫رؤية واضحة‪ ،‬حول الطريقة الفعالة‬
‫التقنيات والوسائل التجريبية‪ ،‬في القراءة‬ ‫واحلركات والتصرفات الذهنية‪ ،‬بتوزيع‬ ‫العامة واألفكار الفرعية املرتبطة بها‪ ،‬ثم‬ ‫لالشتغال‪ .‬فاملسابقة ال تخضع فقط‬
‫والتلخيص‪ ،‬وجوازات السفر‪ ،‬والتعبير‬ ‫النظرات بني أعضاء جلنة التحكيم عند‬ ‫مراجعة النص ووضع إشارات أو خطوط‬ ‫لشروط القراءة‪ ،‬بل متس مجموعة من‬
‫واإلجابة‪ ،‬واملواكبة‪ ،‬مع احلرص على‬ ‫اإلجابة‪ ،‬واإلنصات وحسن االستماع‬ ‫حتت اجلمل الوصفية‪ ،‬أو التفصيلية‬ ‫اجلوانب األخرى‪ ،‬حول الشروط وطريقة‬
‫تبادل األفكار واآلراء‪ ،‬واألدوار املختلفة‬ ‫لألسئلة واملالحظات‪ ،‬مع إبداء االهتمام‬ ‫والتعبيرات الفنية‪ ،‬وحذف حشو الكالم‬ ‫االشتغال‪ ،‬ومهارات التقدمي‪ ،‬وبالتالي البد‬
‫بني اجلهات املعنية‪ ،‬واملشرفني واملؤطرين‪،‬‬ ‫ملا يقال‪ ،‬وإجادة احلوار بحسن االستماع‪،‬‬ ‫الذي ال يؤثر حذفه على مضمون النص‪.‬‬ ‫من وضع خطة واضحة املعالم حول طريقة‬
‫والتشارك الفعال بني مجموعة األساتذة‬ ‫ثم التقاط األفكار املهمة واملعلومات‬ ‫وأخيرا صياغة امللخص بألفاظ تعبيرية‬ ‫العمل مع املتعلمني واملتعلمات في هذا‬
‫والتالميذ‪.‬‬ ‫األساسية‪ ،‬ومعرفة ما تريده جلنة‬ ‫خاصة وبأسلوب خاص‪ ،‬باعتبار أن هذه‬ ‫التحدي‪ ،‬والتي ميكن تقسيمها في نظرنا‬
‫* أستاذ الثانوي التأهيلي‬ ‫التحكيم من إجابات‪ ،‬أضف إلى ذلك‬ ‫املهارة مهمة في جعل املتعلم يتقن تلخيص‬ ‫إلى مجموعة من الورشات األساسية‪:‬‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪28‬‬
‫تربية‬

‫القرارات التأديبية املدرسية آلية لتكريس أخالقيات املدرسة‬


‫التأديب املدرسي آلية تربوية وقانونية شرعية‪ ،‬غايتها تكريس «أخالقيات املدرسة»‪ ،‬ونبذ السلوكات الالمدنية‪،‬‬
‫واملمارسات املشينة التي ميكن أن تصدر عن املتعلمني داخل املؤسسة التعليمية‪ ،‬وتؤثر سلبا على وضعيتها‬
‫االعتبارية والرمزية في محيطها؛ وحتول دون حتقيق وظائفها في تأمني ظروف جيدة للتعلم‪ ،‬وممارسة أنشطة‬
‫احلياة املدرسية داخل الفصول الدراسية‪ ،‬وفضاءات املؤسسة التعليمية؛ وكذا‪« ،‬التنشئة االجتماعية على قيم املواطنة‬
‫واالنفتاح والتواصل والسلوك املدني»‪ ،‬و «حتقيق االندماج الثقافي للمتعلم‪ ،‬وتيسير اندماجه وتفاعله اإليجابي مع‬
‫محيطه»‪ ،‬كما نصت على ذلك املادة اخلامسة من القانون اإلطار‪.‬‬ ‫ذ‪/‬فتح اهلل بوعزة (×)‬

‫اإلدارية التي ميكنها إصدار قرار نهائي‬ ‫دون اإلناث الالئي يتعرضن للفصل‬ ‫‪ 72.142‬بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ ،1972‬املتعلق‬ ‫إن التأديب ـ بهذا املعنى ـ واحد من‬
‫في املخالفة املعروضة‪ ،‬أو التصديق على‬ ‫النهائي عن الداخلية مبجرد ما يغادرن‬ ‫«بتعيني ممثلي رجال التعليم وموظفي‬ ‫املداخل التربوية األساس إلرساء مبادئ‬
‫مقترحات مجلس القسم التأديبية‪ ،‬على‬ ‫الداخلية دون إذن اإلدارة‪ .‬ومعلوم أن‬ ‫احلراسة في حظيرة املجالس الداخلية‬ ‫احترام قيم املؤسسة‪ ،‬ورعاية حرمتها‪،‬‬
‫غرار املجالس التأديبية للموظفني‪ ،‬ال‬ ‫إجراءات من هذا النوع واحلجم‪ ،‬ال تؤدي‬ ‫ملؤسسات التعليم الثانوي‪ ،‬وبكيفيات‬ ‫وااللتزام بالقواعد الضابطة لعالقات‬
‫مينح مجالس األقسام الصفة التقريرية‬ ‫إلى احلرمان من خدمات الداخلية فحسب‪،‬‬ ‫تسيير هذه املجالس»‪ ،‬من خالل إقرار‬ ‫املتعلمني باملؤسسة‪ ،‬وممتلكاتها‪،‬‬
‫النهائية بصفة مطلقة‪ ،‬ويتيح ـ في الوقت‬ ‫بل إلى اإلقصاء املؤقت‪ ،‬أو النهائي من‬ ‫«مشاركة املجلس الداخلي في احملافظة‬ ‫وجتهيزاتها؛ والتوقير واالحترام‬
‫نفسه ـ إمكان توجيه «رسائل التظلم‪،‬‬ ‫الدراسة أيضا‪ ،‬بسبب ظروف األسر‬ ‫على النظام في شكل مجلس تأديبي»‪،‬‬ ‫الواجبني للفاعلني التربويني واإلداريني‬
‫والطعون القانونية»‪ ،‬في املقترحات‬ ‫املغربية‪ ،‬وصعوبة إنفاقها على متدرس‬ ‫عبر ثالث اجتماعات دورية خالل السنة‪،‬‬ ‫بها‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬على أساس تعاقد‬
‫الصادرة في حق التالميذ املخالفني‪ ،‬إلى‬ ‫أبنائها خارج القسم الداخلي‪ ،‬يومئذ؛‬ ‫مخصصة لالطالع على «احلالة األدبية‬ ‫ُمص ّرح‪ ،‬و ُملت َزم به مسبقا‪ ،‬يوجب‬
‫اجلهات اإلدارية‪ ،‬والقضائية املختصة؛‬ ‫وبعد املؤسسة اإلعدادية‪ ،‬والثانوية‬ ‫للمؤسسة»؛ مع إمكانية استدعائه من‬ ‫مساءلة ومحاسبة املُ ِخ ّل مبقتضياته‪.‬‬
‫وهو أمر مشروع في سياق إرساء «سيادة‬ ‫عن ُس ْك ِ‬
‫نيات التالميذ املعنيني بالقرار‪،‬‬ ‫لدن رئيس املؤسسة «إلبداء رأيه في‬ ‫غير أن جل الفاعلني التربويني ال‬
‫القانون»‪ ،‬وتعليل القرارات السلبية‪.‬‬ ‫بوصفهم موجهني من مدارس قروية‪ ،‬إلى‬ ‫مسألة تأديبية خاصة» والتنصيص على‬ ‫ينظرون‪ ،‬اآلن‪ ،‬بعني الرضا إلى أهمية‬
‫مؤسسات ثانوية باملجالني احلضري‪ ،‬أو‬ ‫عدم جواز «طرد تلميذ بصفة نهائية»‪ ،‬من‬ ‫التأديب في إحداث األثر اإليجابي‬
‫شبه احلضري‪.‬‬ ‫لدن مدير املؤسسة‪ ،‬دون موافقة املجلس‬ ‫املنشود على العالقات التربوية داخل‬
‫أصناف العقوبات‬ ‫وال شك في أن «النظام الداخلي» املشار‬ ‫الداخلي‪ ،‬طبقا للفصل العاشر من القرار‬ ‫املؤسسة التعليمية‪ ،‬بسبب ما أقرته‬
‫التأديبية املدرسية‬ ‫إلى تاريخه سابقا أصبح متجاوزا بفعل‬
‫تراكم املكتسبات احلقوقية العاملية‪،‬‬
‫املذكور‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إلى أن مذكرة وزارية‬
‫املذكرة الوزارية رقم ‪ 867‬ـ ‪ 14‬بتاريخ ‪17‬‬
‫أكتوبر ‪« 2014‬بشأن القرارات التأديبية‬
‫أقر املشرع ـ منذ إرساء آلية التأديب‬
‫واحمللية‪ ،‬لفائدة الطفولة املغربية‪،‬‬ ‫سابقة في املوضوع‪ ،‬حتمل رقم ‪19‬‬ ‫املتخذة من طرف مجالس األقسام»‪ ،‬من‬
‫املدرسي ـ ثالثة أصناف من القرارات‬
‫وإصدار وزارة التربية الوطنية ثالثة‬ ‫بتاريخ ‪ 4‬يناير ‪ ،1969‬دعت إلى عدم‬ ‫«عقوبات بديلة للتوقيف املؤقت» في‬
‫التأديبية ميكن توظيف أحدها في‬
‫أنظمة داخلية‪ ،‬على التوالي‪ ،‬خالل‬ ‫تسجيل قرارات «املجلس التأديبي» على‬ ‫تدبير مخالفات املتعلمني ملقتضيات‬
‫تهذيب سلوك اليافعني غير املنضبطني‬
‫سنوات ‪ ،2003‬و‪ ،2008‬و‪ ،2020‬تخلو‬ ‫الوثائق املدرسية (امللفات‪ ،‬والسجالت‪،‬‬ ‫األنظمة الداخلية مبؤسساتهم‪ .‬وهو ما‬
‫لألنظمة الداخلية مبؤسساتهم‪ ،‬حسب‬
‫من العقوبات سالفة الذكر؛ أو من خالل‬ ‫والشهادات املدرسية) إال في حالة «الطرد‬ ‫يدعو إلى إثارة املوضوع من جديد‪ ،‬قصد‬
‫جسامة األفعال املنسوبة إلى كل واحد‬
‫الدعوة إلى استبدال عقوبة «التوقيف‬ ‫النهائي» للتلميذ من مؤسسته‪ ،‬وتدوين‬ ‫جتنيب املؤسسات التعليمية‪ ،‬والفاعلني‬
‫منهم على حدة؛ وهي‪:‬‬
‫املؤقت» بالعقوبات البديلة املنصوص‬ ‫عبارة «يطرد من املؤسسة ألسباب‬ ‫التربويني إقرار «تصرفات إدارية‬
‫‪ 1‬ـ التوقيف النهائي عن الدراسة‪ ،‬أو‬
‫عليها في املذكرة الوزارية رقم ‪ 867‬ـ ‪14‬‬ ‫تأديبية»‪ .‬وقد نحت املذكرة الوزارية‬ ‫بديلة» قد يشوبها «جتاوز في استعمال‬
‫«الطرد النهائي من املؤسسة»‪ ،‬و الطرد‬
‫بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪»2014‬غير املُ ْستحبة»‬ ‫رقم ‪ 166‬بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ 1983‬في‬ ‫السلطة»‪ ،‬أو اخلروج عن النصوص‬
‫النهائي من القسم الداخلي كما كان‬
‫من لدن الفاعلني التربويني واإلداريني‬ ‫موضوع «النظام الداخلي للمؤسسات‬ ‫واملرجعيات الكبرى املنظمة للحق في‬
‫يسمى في املراجع التي أشرنا إليها‬
‫باملؤسسات التعليمية؛ وكذا التنصيص‬ ‫اإلعدادية والثانوية» بتأكيدها ـ في‬ ‫التمدرس‪ ،‬وإعمال مبادئ «سيادة القانون‪،‬‬
‫سابقا؛ وأحالت عليه املذكرة الوزارية‬
‫على اختصاص «مجلس القسم» وحده‬ ‫باب «املكافآت والتأديب» على تعريض‬ ‫واملساواة أمامه‪ ،‬وضرورة االمتثال له»‬
‫رقم ‪ 867‬ـ ‪ 14‬بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪2014‬‬
‫(املادة ‪ 29‬من املرسوم رقم ‪1.2.376‬‬ ‫التلميذ «لإلجراءات املنصوص عليها»‬ ‫املنصوص عليها دستوريا‪ ،‬من جهة؛‬
‫«بشأن القرارات التأديبية املتخذة من‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 17‬يوليوز ‪ 2002‬بشأن‬ ‫من لدن املجلس التأديبي حتت مسمى»‬ ‫وإرساء واجب احترام املؤسسة بكل‬
‫طرف مجالس األقسام «في الفقرة الثانية‬
‫النظام األساسي ملؤسسات التربية‬ ‫مجلس االنضباط» الذي ظل متداوال في‬ ‫مكوناتها‪ ،‬وحتصني قراراتها التربوية‬
‫منها‪ ،‬دون أن تنص ـ تصريحا أو تلميحا‬
‫والتعليم العمومي) باقتراح العقوبات‬ ‫األوساط التربوية واإلدارية ردحا غير‬ ‫واإلدارية ومصداقيتها‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫ـ على إلغائها‪ ،‬أو نسخ أصولها؛ كما‬
‫التأديبية في حق التالميذ غير املنضبطني‬ ‫يسير من الزمن‪.‬‬
‫يعتقد عدد كبير من الفاعلني التربويني‪.‬‬
‫وفق النظام الداخلي للمؤسسة»؛ في‬ ‫غير أن املذكرة املشار إليها آنفا‪ ،‬أقرت‬
‫‪ .‬وقد جلأت إليه ـ في السنوات األخيرة‬
‫ـ إحدى املؤسسات الثانوية التأهيلية‬
‫الوقت الذي خص فيه مجلس التدبير‬ ‫بعض املخالفات‪ ،‬واإلجراءات التأديبية‬ ‫مصدر القرار التأديبي‬
‫حتت مسمى «الفصل عن الدراسة»‪ ،‬في‬
‫باقتراح «النظام الداخلي للمؤسسة‬
‫في إطار احترام النصوص التشريعية‬
‫املقابلة لها‪ ،‬والشروع في تنفيذها من‬
‫لدن اإلدارة التربوية‪ ،‬ب»شكل انفرادي»‬
‫املدرسي‬
‫نازلة اعتداء «مقرون بالضرب واجلرح»‬ ‫خص املشرع «املجلس التأديبي» ـ منذ‬
‫والتنظيمية اجلاري بها العمل‪ ،‬وعرضه‬ ‫فور ضبطها‪ ،‬دون الرجوع إلى «املجلس‬
‫حسب بالغ اصدرته املديرية اإلقليمية‬ ‫خمسني سنة ونيف ـ بسلطة إصدار القرار‬
‫على مصادقة مجلس األكادميية اجلهوية‬ ‫الداخلي» الذي يجتمع في شكل «هيئة‬
‫التي وقع االعتداء على أستاذ عامل‬ ‫التأديبي ‪ ،‬من خالل إسناد مجموعة من‬
‫للتربية والتكوين املعنية» طبقا للمادة‬ ‫تأديبية»؛ ويتعلق األمر مبغادرة التلميذ‬
‫بإحدى املؤسسات التابعة لها‪ ،‬بتاريخ ‪7‬‬ ‫املهام إلى املجلس الداخلي سابقا‪ ،‬من‬
‫الثامنة عشر من املرسوم نفسه‪.‬‬ ‫القسم الداخلي دون إذن اإلدارة‪ ،‬فيفصل‬
‫نونبر ‪.2017‬‬ ‫بينها» وضع النظام الداخلي للمؤسسة‪،‬‬
‫ولعل التركيز على صيغة «اقتراح‬ ‫عن الداخلية مدة ثالثة أيام دراسية ‪،‬‬
‫‪ 2‬ـ التوقيف املؤقت عن الدراسة‪ :‬يقصد‬ ‫واالجتماع «في شكل هيئة تأديبية» طبقا‬
‫العقوبات التأديبية» السابقة‪ ،‬أو‬ ‫و ُي ْبع ُد عنها ـ في حالة العود ـ ثمانية‬
‫بالعبارة حرمان املتعلم وإقصاؤه مؤقتا‬ ‫للفصل الثالث عشر من املرسوم رقم‬
‫«صالحية اقتراح العقوبات التأديبية»‬ ‫أيام دراسية‪ ،‬قبل فصله نهائيا في املرة‬
‫من اخلدمات التربوية والتكوينية‪،‬‬ ‫‪ 2.72.113‬بتاريخ ‪ 11‬فبراير ‪،1972‬‬
‫حسب منطوق املذكرة الوزارية رقم ‪867‬‬ ‫الثالثة‪.‬‬
‫وخدمات اإليواء واإلطعام‪ ،‬التي تقدمها‬ ‫مبثابة النظام األساسي مبؤسسات‬
‫ـ ‪ 14‬بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪« 2014‬بشأن‬ ‫وينطبق هذا التدرج الذي يأخذ فيه‬
‫املؤسسة بالقسمني اخلارجي أو الداخلي‪،‬‬ ‫التعليم الثانوي»؛ وهو األمر الذي أثبته‬
‫القرارات التأديبية املتخذة من طرف‬ ‫رئيس املؤسسة «بعني االعتبار ظروف‬
‫خالل فترة محددة ال تقل عن ثالثة أيام‪،‬‬ ‫ـ بشكل واضح ـ القرار الوزيري رقم‬
‫مجالس األقسام «‪ ،‬دون بيان اجلهة‬ ‫التلميذ العائلية»‪ ،‬على التالميذ الذكور‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪29‬‬
‫تربية‬
‫يضاف إليهم « ممثل عن تالميذ القسم‬ ‫املدرسة جميعها‪ ،‬باعتبارها وثيقة مرجعية‬ ‫الداخلية السابقة للمؤسسات الثانوية‬ ‫وال تتجاوز شهرا واحدا‪ ،‬حسب جسامة‬
‫املعنى يختار من بني زمالئه» في حالة‬ ‫مشتركة بني كافة املتدخلني؛ إجراءات أولى‬ ‫في باب «املكافآت والتأديب»‪ ،‬والتي لم‬ ‫املخالفة املرتكبة من لدنه‪ .‬وميكن لإلدارة‬
‫اجتماعه كهيئة تأديبية‪ ،‬طبقا للمادة ‪30‬‬ ‫من شأنها تيسير اقتراح‪ ،‬واستصدار‬ ‫يأت على ذكرها «مشروع النظام الداخلي‬ ‫التربوية أن تتخذ هذا القرار بشكل‬
‫من املرسوم سالف الذكر‪.‬‬ ‫قرار تأديبي سليم من املنظورين التربوي‬ ‫النموذجي ملؤسسات التربية والتعليم‬ ‫«انفرادي»‪ ،‬و داخل «املجلس التأديبي»‪،‬‬
‫ومن املعلوم أيضا‪ ،‬أن اإلدارة التربوية‬ ‫والقانوني‪ ،‬غايته تكريس «أخالقيات‬ ‫العمومي‪ ،‬املتضمن مليثاق التالميذ»‪،‬‬ ‫أيضا‪ ،‬بناء على تراتبية املخالفات املثبتة‪،‬‬
‫تقوم مبجموعة من اإلجراءات التحضيرية‬ ‫املدرسة»‪ ،‬وحماية وضعيتها االعتبارية‬ ‫املرفق باملراسلة الوزارية رقم ‪ 20‬ـ ‪،0346‬‬ ‫والعقوبات التي تقابلها‪ .‬فالتدبير اليومي‬
‫لعقد مجلس القسم املجتمع ألسباب‬ ‫والرمزية داخل محيطها؛ واملساواة في‬ ‫بتاريخ ‪ 5‬يونيو ‪.2020‬‬ ‫للتغيبات الفردية ‪ ،‬مثال‪ ،‬ال يتطلب عقد‬
‫تأديبية‪ ،‬ميكن اعتبارها شروطا الزمة‬ ‫العقاب بني املتعلمني‪ ،‬وحمايتهم ‪ ،‬أيضا‪،‬‬ ‫يضاف إلى ذلك أن «تغيير املؤسسة»‬ ‫اجتماع «املجلس التأديبي» بشكل يومي؛‬
‫لتحقق شرعية القرار التأديبي؛ من بينها‬ ‫من الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬واحتمال‬ ‫الذي تلجأ إليه بعض املؤسسات الثانوية‪،‬‬ ‫بينما تستدعي معاجلة التصرفات‪،‬‬
‫إعداد تقرير عن الوقائع املادية امللموسة‬ ‫عدم اإلنصاف‪.‬‬ ‫ويقبل به بعض اآلباء؛ مع إثباته في وثيقة‬ ‫والسلوكات املشينة تدخل املجلس املذكور‬
‫موضوع التأديب‪ ،‬وظروفها‪ ،‬ومكانها‪،‬‬ ‫وما من شك‪ ،‬أيضا‪ ،‬في أن «مجلس‬ ‫رسمية (السجل العام‪ ،‬أو شهادة املغادرة‬ ‫في اقتراح مدة التوقيف املؤقت التي يراها‬
‫واألسباب املؤدية إلى حدوثها‪ ،‬ومطابقتها‬ ‫القسم املنعقد ألسباب تأديبية» هو اجلهاز‬ ‫مثال) ال أثر له في النصوص التنظيمية‬ ‫مناسبة لألفعال الصادرة عن املتعلمني‬
‫للمخالفات املنصوص عليها في النظام‬ ‫الوحيد الذي أوكل إليه املشرع مهمة‬ ‫السابقة؛ ومن ثم ميكن اعتباره «تصحيفا»‬ ‫(التالميذ)‪.‬‬
‫الداخلي للمؤسسة؛ وكذا‬ ‫‪ 3‬ـ العقوبات البديلة للتوقيف‬
‫استدعاء املتعلم‪ ،‬وولي أمره‬ ‫وصفها‬ ‫وميكن‬ ‫املؤقت‪:‬‬
‫كتابة‪ ،‬واالستماع إلى روايته‬ ‫ب»اجليل الثاني» من العقوبات‪،‬‬
‫عن األفعال املنسوبة إليه‪،‬‬ ‫التي مت الشروع في تنفيذها‬
‫ومتكينه من الوسائل القانونية‬ ‫ابتداء من سنة ‪ ،2014‬والتي‬
‫للدفاع عن نفسه؛ خاصة أنه ال‬ ‫الوزارية‬ ‫أجملتها املذكرة‬
‫يوجد مانع قانوني‪ ،‬أو تربوي‬ ‫رقم ‪ 867‬ـ ‪ 14‬بتاريخ ‪17‬‬
‫من االستماع إليه‪ ،‬واستفساره‬ ‫أكتوبر ‪« 2014‬بشأن القرارات‬
‫عن املنسوب إليه ـ بحضور‬ ‫التأديبية املتخذة من طرف‬
‫ولي أمره ـ من لدن أعضاء‬ ‫مجالس األقسام» في‪« :‬تنظيف‬
‫مجلس القسم‪ ،‬الذين يقوم‬ ‫ساحة ومرافق املؤسسة‪،‬‬
‫السواد األعظم منهم بتدريسه‪،‬‬ ‫وإجناز أشغال البستنة‪،‬‬
‫ورعايته طيلة أيام األسبوع‬ ‫والقيام بأشغال داخل املكتبة‬
‫التربوي‪.‬‬ ‫املدرسية كالتنظيف وترتيب‬
‫ثم َة‪ ،‬فإن اإلخالل بإحدى‬ ‫ومن ّ‬ ‫الكتب واملراجع‪ ،‬واملساعدة في‬
‫القواعد السابقة‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫األشغال املرتبطة بتقدمي خدمات‬
‫مبدأ «ال عقوبة إال بنص»‪،‬‬ ‫املطاعم والداخليات املدرسية‪،‬‬
‫أو إقصاء فئة ممُ ّث َلة بقوة‬ ‫واملساعدة في حتضير األنشطة‬
‫القانون؛ أو اقتراح العقوبة‬ ‫الرياضية» واعتبرتها قرارات‬
‫التأديبية من جهة أخرى غير‬ ‫تأديبية‪ ،‬و»خدمات ذات نفع‬
‫مجلس القسم؛ و عدم مراعاة‬ ‫عام للمؤسسة» في اآلن نفسه؛‬
‫مقتضيات النصوص املؤسسة‬ ‫داعية إلى «حفظ كرامة املتعلم‪،‬‬
‫إللزامية التعليم‪ ،‬وانعدام‬ ‫وسالمته اجلسدية‪ ،‬ومالءمة‬
‫تعليل القرارات السلبية‬ ‫العقوبات لسن املتعلم» أثناء‬
‫الذي يعني قيام اإلدارة «‬ ‫تنفيذ العقوبة املقترحة‪.‬‬
‫باإلفصاح كتابة في صلب‬ ‫وبصرف النظر عن إمكان‬
‫هذه القرارات عن األسباب‬ ‫اعتبار العقوبة التأديبية‬
‫القانونية والواقعية الداعية‬ ‫«خدمة ذات نفع عام»‪ ،‬والتسليم‬
‫إلى اتخاذها» (املادة األولى من‬ ‫بذلك‪ ،‬وصعوبة مالءمتها‬
‫القانون رقم‪ 03.01 ‬بشأن إلزام‬ ‫ملعايير السالمة اجلسدية‬
‫اإلدارات العمومية واجلماعات‬ ‫والنفسية للمتعلم أثناء القيام‬
‫احمللية واملؤسسات العمومية‬ ‫بها‪ ،‬وبعده؛ ومدى قابليتها‬
‫بتعليل قراراتها اإلدارية)‪،‬‬ ‫للتنفيذ؛ فإن عددا من الفاعلني‬
‫«معيبا من حيث‬ ‫يجعل القرار َ‬ ‫التربويني واإلداريني يعتبرون‬
‫الشكل»‪ ،‬وميكن أن يؤدي إلى بطالن أث َر ْيهِ‬ ‫التأديب املدرسي؛ ولم يشترط تفويض‬ ‫لقرار الطرد النهائي املصحوب بإمكان‬ ‫«اجليل الثاني» من العقوبات عدمي‬
‫التربوي واإلداري‪.‬‬ ‫قراراته إلى املجالس األخرى‪ ،‬أو التصديق‬ ‫قبول مدير مؤسسة ثانية إعادة تسجيل‬ ‫األثر على احلد من السلوكات الالمدنية‬
‫من املؤكد‪ ،‬إذن‪ ،‬أن الغاية من «التأديب‬ ‫عليها من لدن مجلس التدبير‪ ،‬كما هو‬ ‫التلميذ املطرود ألسباب تأديبية بها‪ ،‬كما‬ ‫للمتعلمني‪ ،‬مستدلني على ذلك بحاالت‬
‫املدرسي» تتحقق باحترام القواعد‪،‬‬ ‫الشأن بالنسبة إلى املجالس التربوية‬ ‫أشرنا إلى ذلك سابقا‪ ،‬بإحالل «تغيير‬ ‫االعتداء‪ ،‬والعنف اللذين تعرض لهما‬
‫والضمانات القانونية املؤطرة للعالقة‬ ‫والتعليمية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 18‬من املرسوم‬ ‫املؤسسة» محل قرار «الطرد النهائي»‪.‬‬ ‫عدد من املدرسني واإلداريني خالل الفترة‬
‫التربوية بني مختلف املتدخلني؛ لكن‬ ‫‪ 2.02.376‬بتاريخ ‪ 17‬يوليوز ‪ ،2002‬التي‬ ‫األخيرة‪.‬‬
‫املؤكد أيضا‪ ،‬أن تبني اخليار التربوي‬
‫في معاجلة الوقائع احلادثة‪ ،‬والوقاية من‬
‫أكدت ـ في الوقت نفسه ـ إطالع مجلس‬
‫التدبير «على قرارات املجالس األخرى‪،‬‬ ‫القواعد الضابطة للقرار‬ ‫وجدير بالذكر أن «عقوبات التنبيه‪،‬‬
‫واإلنذار‪ ،‬والتوبيخ» التي يتم توثيقها‬
‫احملتمل منها‪ ،‬ذو تأثير هام على تعديل‬
‫سلوك اليافعني‪ ،‬وتيسير اندماجهم في‬
‫ونتائج أعمالها‪ ،‬واستغالل معطياتها‬
‫للرفع من مستوى التدبير التربوي و‬
‫املدرسي التأديبي‬ ‫في بيانات النتائج الدراسية للمتعلمني‬
‫ليست تأديبية‪ ،‬الرتباطها مبدى متلك‬
‫ما من شك في أن إعداد قائمة ب»املمنوع‪،‬‬
‫الوسط املدرسي‪.‬‬ ‫اإلداري واملالي للمؤسسة»‪.‬‬ ‫واملرفوض» من التصرفات‪ ،‬واألفعال ـ‬ ‫املهارات واملعارف‪ ،‬والكفايات الالزمة‬
‫ومن املعلوم أن مجلس القسم يتكون‬ ‫بشكل سابق عن هذه التصرفات واألفعال‬ ‫لالنتقال إلى مستوى دراسي أعلى؛‬
‫(×) فاعل في المجال التربوي‬ ‫ـ وجوبا ـ من اإلدارة التربوية‪ ،‬وجميع‬ ‫ـ وتدقيق ما يناسبهما من عقوبات؛‬ ‫باستثناء التنبيه الذي ميكن إصداره‬
‫رئيس مصلحة بمديرية خنيفرة‬ ‫مدرسي القسم الواحد‪ ،‬واملستشار في‬ ‫والتصديق عليها من لدن السلطة التربوية‬ ‫في وضعيتي التأديب‪ ،‬وتقومي املردودية‬
‫التوجيه التربوي‪ ،‬وممثل جمعية اآلباء؛‬ ‫املختصة؛ والتعاقد بشأنها بني مكونات‬ ‫التربوية معا‪ ،‬كما نصت على ذلك األنظمة‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪30‬‬
‫إستشارة‬

‫االستشارة القانونية‬
‫من الخدمات التي تقدمها التضامن الجامعي المغربي لمنخرطيها ومنخرطاتها المشورة القانونية واإلدارية وتقديم الدعم والمساندة عندما يتعرض المعنيون‬
‫باألمر للحيف أو الشطط ومؤازرتهم أمام المحاكم والقضاء اإلداري فضال عن دورها في التوعية والتنوير وتعميم ثقافة الحق والواجب‪ ،‬وتفتح «الجريدة التربوية»‬
‫هذا الباب لتوفير مجال أوسع من «المرشد التضامني» لنشرها وتعميم فائدتها على أعضاء األسرة التعليمية‪.‬‬
‫بالشطط في استعمال السلطة‪ ،‬غير أن القضاء‬ ‫مكفوفو البصر وال فرق بني من ولد كفيفا أو من‬ ‫ذات الطابع الشخصي‪.‬‬ ‫أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي من‬
‫اعتمد في معظم األحكام التي أصدرها على مبدأ‬ ‫عرضت له هذه العاهة بعد ذلك‪ ،‬ويدخل في حكم‬ ‫ويحق لكل شخص نشرت صورته بغير إذنه‪،‬‬
‫األجر يكون مقابل العمل وعلى القانون رقم ‪12-81‬‬ ‫الكفيف‪ ،‬تطبيقا لهذا القانون‪ ،‬من ال يتجاوز درجة‬ ‫بشكل أساء بحياته وبسمعته‪ ،‬أن يتقدم بشكاية‬ ‫الدرجة املمتازة‬
‫بشأن االقتطاعات من رواتب موظفي وأعوان الدولة‬ ‫إبصاره نصف عشر البصر العادي‪ ،‬أوال يستطيع‬ ‫في املوضوع أمام النيابة العامة املختصة‪ ،‬إعماال‬ ‫واجتياز مباراة التفتيش‬
‫واجلماعات احمللية املتغيبني عن العمل بصفة غير‬ ‫متييز األصابع على بعد متر ونصف‪ ،‬أو يكون مجال‬ ‫ملقتضيات الفصل ‪ 51‬مكرر من قانون الصحافة‬ ‫< أسأل عن سبب حرمان أساتذة التعليم الثانوي‬
‫مشروعة‪ ،‬وهكذا ورد في احلكم رقم ‪ 3772‬بتاريخ‬ ‫بصره ال يفوق عشر دقائق من كل جهة‪ ،‬بالنسبة إلى‬ ‫املغربية‪ .‬وفي حالة قيام العناصر التكوينية‬ ‫التأهيلي أصحاب الدرجة املمتازة من اجتياز مباراة‬
‫‪ 23/11/2013‬في موضوع الطعن في االقتطاع من‬ ‫النقطة املركز‪ ،‬على أن ال يتعدى درجة إبصاره ثالثة‬ ‫للجرمية‪ ،‬فإنه تتم متابعة اجلاني‪ ،‬وإدانته من أجل‬ ‫التفتيش وما رأيكم في هذا املوضوع؟ وهل ميكن أن‬
‫األجر بسبب اإلضراب‪ ،‬والذي جاء فيه « وحيث إنه‬ ‫أعشار البصر العادي»‪.‬‬ ‫نشر صور متس باحلياة اخلاصة بغيره‪ .‬وفي هذه‬ ‫تتراجع عن هذا األمر في آخر حلظة ؟‬
‫لئن كان حق اإلضراب مضمونا دستوريا‪ ،‬فإن من‬ ‫ولكي يتم إعفاؤكم من مهام التدريس‪ ،‬وجب إثبات‬ ‫احلالة‪ ،‬يجوز للمتضرر أن يتقدم مبطالبه املدنية‬ ‫> بعد‪ ،‬فجوابا على مراسلتكم التي تستفسرون‬
‫حق رئيس اإلدارة اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بضمان‬ ‫إصابتهم بإعاقة بصرية‪ ،‬وهذه اإلعاقة هي‪ ،‬في حد‬ ‫للبت فيها إلى جانب الدعوى العمومية‪ ،‬وله أن‬ ‫فيها حول حرمان األساتذة املرتبني في الدرجة‬
‫استمرارية نشاط املرفق العام‪ ،‬وفرض ضوابط‬ ‫ذاتها‪ ،‬مبثابة عجز مؤقت عن العمل‪ ،‬وقد تصبح في‬ ‫يتقدم بصفة مستقلة‪ ،‬بطلب التعويض املستحق عن‬ ‫املمتازة من الترشيح ملباراة الدخول إلى مسلك‬
‫قانونية وإجرائية تضمن عدم إساءة استعمال حق‬ ‫ما بعد عجزا دائما‪ ،‬وغالبا ما يرتبط هذا العجز بنوع‬ ‫الضرر‪ ،‬بشقيه املادي واملعنوي‪ ،‬الذي حلق به من‬ ‫تكوين املفتشني التربويني للتعليم الثانوي‬
‫اإلضراب‪.‬‬ ‫العمل‪ ،‬املنوط بهيأة التدريس‪ .‬ويكون هذا العجز‬ ‫جراء اخلطإ التقصيري املوجب للمسؤولية املدنية‪،‬‬ ‫التأهيلي من الدرجة األولى‪ ،‬يشرفني إخباركم‬
‫وجدير بالتذكير بأن النقابات تعتبر حق اإلضراب‬ ‫مسوغا في إعفائكم من املهام‪ ،‬وتكليفهم بعمل آخر‬ ‫في إطار القواعد العامة املنصوص عليها في‬ ‫أن املذكرة ‪ 071x20‬الصادرة بتاريخ ‪ 27‬أكتوبر‬
‫حقا مطلقا يضمنه الدستور‪ ،‬وال يطوله أي تقييد‪،‬‬ ‫يتالءم واإلعاقة التي حدثت لكم‪ ،‬وسببت لكم عجزا‬ ‫الفصلني ‪ 77‬و ‪ 78‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬ ‫‪ 2020‬اخلاصة مبباراة الدخول إلى سلك تكوين‬
‫في حني أن اإلدارة تعتمد على الفصل اخلامس‬ ‫دائما أو عجزا مؤقتا عن القيام بهذه املهام‪.‬‬ ‫‪----------------‬‬ ‫املفتشني التربويني للتعليم الثانوي التأهيلي من‬
‫من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ ،1958‬املتعلق مبباشرة‬ ‫‪----------------‬‬ ‫التغيب الجتياز االمتحانات اجلامعية‬ ‫الدرجة األولى دورة ‪ 2020‬اعتمدت نفس الشروط‬
‫املوظفني للحق النقابي والذي جاء فيه «كل توقف‬ ‫الواردة في املرسوم رقم ‪ 2.08.521‬الصادر بتاريخ‬
‫عن العمل بصفة مدبرة‪ ،‬وكل عمل جماعي أدى‬ ‫مشاركة املوظف في املباريات‬ ‫واالقتطاع من األجرة‬ ‫‪ 18‬دجنبر ‪ ،2008‬والتي تشير املادة ‪ 20‬منه إلى‬
‫إلى عدم االنقياد بصفة بينة‪ ،‬ميكن املعاقبة عليه‪،‬‬ ‫< رفضت بعض األكادميات اجلهوية الترخيص‬
‫< تسجلت هذه السنة في الكلية إلمتام دراستي‬ ‫أن الدبلوم املمنوح للمتخرج من املركز وهو دبلوم‬
‫عالوة على الضمانات التأديبية‪ ،‬ويعم هذا جميع‬ ‫ألطرها باجتياز مباريات التعليم العالي مساعدين‬
‫اجلامعية‪ ،‬ولقد تغيبت عن العمل الجتياز االمتحانات‬ ‫مفتش تربوي للتعليم الثانوي التأهيلي من الدرجة‬
‫املوظفني‪ ،‬مبا فيها حق اللجوء إلى االقتطاع من‬ ‫باعتذار دون تعليل أسباب الرفض وال ذكر احلجج‬
‫اجلامعية وتوصلت باستفسار كتابي أجبت عنه في‬ ‫األولى وليس من الدرجة املمتازة‪.‬‬
‫األجر»‪ .‬وبخصوص محو العقوبة التأديبية من‬ ‫القانونية‪ ،‬فما حدود السلطة التقديرية للمصالح‬
‫حينه وأرفقت اجلواب بشهادة احلضور‪ .‬أتساءل‬ ‫إن السماح ألساتذة التعليم الثانوي التأهيلي من‬
‫امللف اإلداري للموظف‪ ،‬وطبقا للفصل ‪ 75‬من‬ ‫اخلارجية للوزارة؟ وهل ميكن الطعن فيها سيما‬
‫هل من حق اإلدارة أن تقتطع من أجرتي مدة أيام‬ ‫الدرجة املمتازة باجتياز مباراة ولوج املركز سيطرح‬
‫النظام األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬فإنه‬ ‫وأنها غير معللة؟‬
‫تغيبي عن العمل رغم أنني بررت غيابي بشهادة‬ ‫مشكال إداريا وماليا عند النجاح في امتحان التخرج‬
‫ينبغي للمعني بهذا األمر أن يتقدم بطلب كتابي‬ ‫> يشرفني إخباركم أنه يحق لكل موظف أن‬
‫احلضور في هذه االمتحانات ؟‬ ‫وإعادة الترتيب في الدرجة‪.‬‬
‫إلى األكادميية عبر السلم اإلداري يلتمس فيه أن‬ ‫يشارك في املباريات التي تنظمها قطاعات وزارية‬
‫> يشرفني إخباركم أن املشرع املغربي أجاز لإلدارة‬ ‫كما أن التسمية في الدرجة املمتازة بالنسبة‬
‫ال تبقى في ملفه اإلداري أي أثر للعقوبة الصادرة‬ ‫أخرى شريطة احلصول على موافقة مبدئية من‬
‫بأن متنح للموظف إذنا بالتغيب مع التمتع بكامل‬ ‫ملفتشي التعليم الثانوي التأهيلي تتم عن طريق‬
‫عليه وذلك بعد مرور خمس سنوات إذا كان األمر‬ ‫إدارة القطاع الذي ينتمي إليه مع استيفاء شرط‬
‫املرتب شريطة اإلدالء مببرر أو سبب معقول للتغيب‬ ‫االختيار بعد التقييد في جدول الترقية من بني‬
‫يتعلق بإنذار أو توبيخ وعشر سنوات في غير هذه‬ ‫األقدمية احملددة في ثمان سنوات باإلضافة إلى‬
‫واحلصول مسبقا على موافقة اإلدارة املسؤولة إذ‬ ‫املفتشني التربويني للتعليم الثانوي التأهيلي من‬
‫العقوبات ويتعني أن يتضمن الطلب رأي الرئيس‬ ‫الشروط األخرى املطلوبة الجتياز املباراة‪ .‬بحيث‬
‫ينبغي للموظف املعني أن يتقدم بطلب كتابي إلى‬ ‫الدرجة األولى البالغني الرتبة ‪ 7‬على األقل من‬
‫املباشر ونسخة من قرار العقوبة املراد سحبها‪.‬‬ ‫يستوجب على املوظف املعني توجيه طلب املوافقة‬
‫اإلدارة وإرفاقه مببرر وانتظار موافقة اإلدارة‪ ،‬وال‬ ‫درجتهم واملتوفرين على خمس سنوات من اخلدمة‬
‫على املشاركة في املباراة إلى األكادميية اجلهوية‬
‫‪----------------‬‬ ‫عن طريق السلم اإلداري في الوقت املناسب‪ ،‬علما‬
‫يحق له مغادرة مقر العمل دون احلصول على اإلذن‬ ‫الفعلية في الدرجة األولى‪ .‬وبالتالي ال ميكن لوزارة‬
‫بالتغيب‪.‬‬ ‫التربية الوطنية أن تسمح ألساتذة التعليم الثانوي‬
‫االستفادة من رخصة الرضاعة‬ ‫أن هذه األخيرة غير ملزمة بإعطاء املوافقة‪ ،‬ألنه في‬
‫بالنسبة حلالتكم يتضح أنكم لم تتقدموا بطلب‬ ‫التأهيلي من الدرجة املمتازة من اجتياز مباراة‬
‫< مدرسة مرضع تعمل بالسلك اإلعدادي ‪ 24‬ساعة‬ ‫حالة جناح األستاذ املعني في املباراة قد يسبب لها‬
‫كتابي مرفوق باالستدعاء في الوقت املنسوب إلى‬ ‫ولوج مركز مفتشي التعليم لألسباب املذكورة‪.‬‬
‫أسبوعيا‪ ،‬طالبت برخصة الرضاعة املنصوص‬ ‫خصاصا في عدد أساتذة املادة نفسها على املستوى‬
‫عليها قانونيا لكن املديرية لم ترخص لها بدعوى‬ ‫اجلهوي‪ ،‬وبالتالي ال يحق لألستاذ أن يحتج على‬
‫اإلدارة للحصول على موافقة كتابية من لدن اإلدارة‬ ‫‪----------------‬‬
‫وبالتالي فإنه من حق اإلدارة أن تعتبر تغيبكم غير‬
‫أنها تعمل أنصاف األيام فقط‪ ،‬وأنها ترخص فقط‬ ‫إدارة األكادميية في حالة عدم حصوله على املوافقة‬
‫مشروع رغم إدالئكم بشهادة حضور االمتحانات‬ ‫احلماية اجلنائية واملدنية للحق في‬
‫ألستاذات االبتدائي بالوسط احلضري واملوظفات‬ ‫الجتياز املباراة وكأنه حق مضمون‪ ،‬كما أنه ال جدوى‬
‫اللواتي يعملن بالتوقيت املستمر أو املوظفات‬ ‫في اللجوء إلى القضاء اإلداري ملواجهة األكادميية‬
‫اجلامعية‪ .‬وبذلك يحق لإلدارة أن تطبق القانون‬ ‫الصورة‬
‫باإلدارة التربوية‪ ،‬فما رأيكم في هذا التأويل للقانون‬ ‫وتقتطع من أجرتكم‪ .‬وال يسمح لكم بالطعن في قرار‬ ‫< أتساءل هل التقاط صور لشخص ونشرها‬
‫في هذا الشأن ألن اإلدارة متلك السلطة التقديرية في‬
‫الصريح والعام والشامل لكل املوظفات؟‬ ‫االقتطاع من أجرتكم وباللجوء إلى القضاء اإلداري‬ ‫في موقع التواصل االجتماعي بدون موافقته يعد‬
‫تدبير مواردها البشرية‪.‬‬
‫> يشرفني إخباركم أن املنشور رقم ‪ 01‬الصادر‬ ‫في مواجهة اإلدارة ألن ذلك سيكون بدون جدوى‪.‬‬ ‫جرمية يعاقب عليها القانون ؟‬
‫بتاريخ ‪ 7‬غشت ‪ 2018‬نص على ضرورة تخويل‬ ‫‪----------------‬‬ ‫‪----------------‬‬ ‫> اعتبر املشرع املغربي الصورة من املعطيات‬
‫املوظفات واملتعاقدات واملستخدمات احلق في‬ ‫اجتياز مباراة التفتيش والعقوبة‬ ‫اإلعاقة البصرية واإلعفاء من مهام‬ ‫ذات الطابع الشخصي‪ ،‬التي متكن من معرفة‬
‫االستفادة من رخصة للرضاعة مؤدى عنها محددة‬ ‫«الشخص املعني» بأي شكل من أشكال إثاحة‬
‫في ساعة واحدة في اليوم ملدة ثمانية عشر شهرا‬
‫التأديبية‬ ‫التدريس‬ ‫املعلومة‪ ،‬وأحاطها بحماية القانون رقم ‪09.08‬‬
‫ابتداء من تاريخ استنفاذ رخصة الوالدة احملددة‬ ‫< تفاجأ بعض األساتذة من وجود عقوبات مبلفهم‬
‫< أنا أستاذ التعليم االبتدائي‪ ،‬منذ السنة الفارطة‬ ‫املتعلق بحماية األشخاص الذاتيني جتاه معاجلة‬
‫في أربعة عشر أسبوعا بالنسبة للمرأة املوظفة‬ ‫اإلداري جراء عرضهم على املجلس التأديبي بسبب‬
‫وبصري يضعف بشكل كبير ولم أعد قادرا على‬ ‫املعطيات ذات الطابع الشخصي‪.‬‬
‫مع مراعاة خصوصية كل قطاع فيما يخص‬ ‫دخولهم في إضرابات مفتوحة مما حال بينهم وبني‬
‫القراءة والكتابة بالشكل املطلوب رغم زيارتي لعدة‬ ‫يجوز لكل شخص ذاتي‪ ،‬نشرت صورته بدون إذنه‪،‬‬
‫مواقيت العمل‪ ،‬وبذلك تبقى الصالحية في تطبيق‬ ‫مباراة التفتيش‪ ،‬ما مدى قانونية هذه العقوبة؟‬
‫أطباء مختصني في طب العيون‪ .‬وأصبحت أشعر‬ ‫بشكل أساء حلرمته وحلقوقه الذاتية‪ ،‬أن يتعرض‪،‬‬
‫هذا املنشور إلدارة كل قطاع حسب توقيت العمل‬ ‫> يشرفني إخباركم أنه طبقا للقانون فإن كل‬
‫باحلرج أمام تالمذتي‪ ،‬أستفسركم عن الشروط‬ ‫سواء أمام قاضي املستعجالت‪ ،‬أو قاضي املوضوع‪،‬‬
‫اخلاص باملوظفة املعنية‪ ،‬وبالتالي فإن جواب‬ ‫موظف ارتكب هفوة ميكن أن يتعرض لعقوبة‬
‫واخلطوات التي ينبغي اتباعها للحصول على‬ ‫أو أمام اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات‬
‫املديرية اإلقليمية صحيح وسليم وال يعتريه أي‬ ‫تأديبية ترتب نسخة منها في امللف اإلداري للموظف‬
‫اإلعفاء من مهام التدريس ؟‬ ‫ذات الطابع الشخصي‪ ،‬على استعمال صورته‬
‫شطط أو جتاوز في استعمال السلطة ألن اإلدارة‬ ‫املعني‪ ،‬يعد امللف اإلداري مرجعا أساسيا لإلدارة في‬
‫> يتطلب اإلعفاء من مهام التدريس حصول صفة‬ ‫الشخصية‪ ،‬بغية استصدار مقرر قضائي أو إداري‪،‬‬
‫استحضرت مصلحة تالمذتها وتفادي حرمانهم من‬ ‫عدة مجاالت أهمها تقومي املوظف‪ .‬وجتدر اإلشارة‬
‫معاق وهي التي حددها الفصل األول من القانون رقم‬ ‫لوقف االعتداء على احلق في الصورة‪ ،‬وذلك طبقا‬
‫حصصهم األسبوعية كاملة وغير منقوصة خاصة‬ ‫إلى أنه قد سبق للتضامن اجلامعي املغربي أن جلأ‬
‫‪ ،05-81‬الذي نص على اآلتي‪« :‬يستفيد من الرعاية‬ ‫ملقتضيات املادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 09.08‬املتعلق‬
‫أن األستاذة تشتغل فقط نصف يوم‪.‬‬ ‫إلى إقامة دعاوى إدارية ضد قرارات االقتطاع من‬
‫االجتماعية املنصوص عليها في هذا القانون‪،‬‬ ‫بحماية األشخاص الذاتيني جتاه معاجلة املعطيات‬
‫األجر بسبب اإلضراب‪ ،‬باعتبارها قرارات تتسم‬
‫العدد ‪ 85‬دجنبر ‪2020‬‬ ‫‪31‬‬
‫إصدارات‬

‫«إصالح منظومة التربية والتكوين ‪ :‬التحوالت والرهانات»‬


‫موضوع إصدار جديد‬
‫منظومة التربية والتكوين من خالل‬ ‫عدد من املهتمني واملسؤولني والباحثني‬ ‫ذ‪ .‬عبد الرحيم الضاقية‬
‫‪ 18‬مقالة تستشرف مستقبل اإلصالح‬ ‫وأساتذة‪/‬ات املواد الدراسية تقعيد‬
‫شهدت الساحة التربوية مؤخرا‬
‫على ضوء املدرسة اجلديدة التي تضع‬ ‫اخليار البيداغوجي والتدبير اليومي‬
‫نشر كتاب «‪ ‬إصالح منظومة التربية‬
‫التعليم الرقمي كخيار استراتيجي‬ ‫للفصل و العالقات البيداغوجية‬
‫والتكوين ‪ :‬التجوالت والرهانات‪» ‬‬
‫يجعل من زمن اجلائحة وتداعياتها‬ ‫االفتراضية واحلقيقية التي أفرزها‬
‫ضمن منشورات اجلريدة التربوية‬
‫رافعة لتجاوز مختلف العوائق التي‬ ‫اخليار البيداغوجي اجلديد ‪ .‬كما‬
‫وبشراكة مع التضامن اجلامعي‬
‫اعترضت اإلصالح إلى اليوم ‪ .‬وقد‬ ‫لم تفت املساهمني‪/‬ات الوقوف على‬
‫املغربي ‪.‬‬
‫طرح املساهمون‪/‬ات والباحثون بدائل‬ ‫محدودية اخليار وصعوباته اإلجرائية‬
‫ويأتي هذا املؤلف اجلماعي في ظل‬
‫متطورة جتعل من الفصل الدراسي‬ ‫والتربوية‪ ،‬ثم ما ميكن أن يخلقه من‬
‫تفشي اجلائحة التي أرخت بضاللها‬
‫بؤرة ينطلق مها التغيير بدل االنطالق‬ ‫هوة رقمية بني التالميذ‪/‬ات بحكم ولوج‬
‫على املنظومة التربوية الوطنية في‬
‫من بنيات كبرى حتيل على اخليارات‬ ‫أو عدم الولوج للعالم االفتراضي الذي‬
‫وقت تعرف فتح العديد من واألوراش‬
‫العامة التي التؤثر في الفعل التربوي‬ ‫يحيل عليه التعلم عن بعد‪ ،‬مما يعري‬
‫اإلصالحية املهيكلة وخاصة منها تنزيل‬
‫في امليدان ‪ .‬وقد عرضت العديد من‬ ‫شعارات تكافؤ الفرص بني مختلف‬
‫مقتضيات القانون اإلطار الذي سوف‬
‫النماذج البيداغوجية الناجحة على‬ ‫املتدخلني‪/‬ات‪ .‬وقد أفضت‪  ‬بعض‬
‫يخرج املنظومة من املزاجية السياسية‬
‫مستوى التعليم املهني و واملهارات‬ ‫املقاالت إلى ضرورة تقومي التجربة‬
‫ويعطيها سندا قانونيا وتشريعيا‬
‫احلياتية وتدبير احلياة املدرسية‬ ‫بكل موضوعية وجترد من أجل فتح‬
‫يسمو على اللحظة السياسية املتغيرة‬
‫وتدريس املسرح وطرق مجددة في‬ ‫املنظومة على املستقبل التي قال فيها‬
‫‪ .‬وقد انقسم املؤلف إلى فصلني تناول‬
‫العامل وع النصوص في السلك‬ ‫ذ‪ .‬الباعمراني في مقدمة الكتاب أنها‬
‫األول موضوعة التعليم عن بعد ‪:‬‬
‫اإلعدادي ‪ .‬وكلها مقاالت وبدائل تنطلق‬ ‫مدعوة إلى التفكير في االختيارات‬
‫التحديات والرهانات‪ ،‬وشمل ‪ 24‬مقالة‬
‫من الواقع القريب للممارسة الصفية‬ ‫اإلستراتيجية املستقبلية إلصالح‬
‫تناولت املوضوع من عدة جوانب حيث‬
‫‪ .‬ويذكر أن املؤلف اجلديد يوجد رهن‬ ‫التعليم في سياق هذه التحوالت واملضي‬
‫تطرقت بعض املقاالت للجانب اإلجرائي‬
‫إشارة عموم املنخرطني‪/‬ات في منظمة‬ ‫نحو معاجلة جذرية لنظامنا التعليمي‪،‬‬
‫والتنظيمي للتعليم عن بعد كردة فعل‬
‫التضامن اجلامعي ويقع في ‪215‬‬ ‫وتأهيله ملواجهة مختلف التحديات‬
‫ضد الوضع الذي عاشته املنظومة‬
‫صفحة من القطع املتوسط‪،‬وقد نسقه‬ ‫انطالقا من الرؤية اإلستراتيجية‬
‫بعد إغالق املدارس والبحث عن بدائل‬
‫وأعده للطبع ‪ ‬مبهنية عالية ذ‪.‬ابراهيم‬ ‫لإلصالح التي ميتلكها املغرب ‪.‬وجاء‬
‫للحفاظ على االستمرارية البيداغوجية‬
‫الباعمراني وقدم له ذ‪ .‬عبد اجلليل‬ ‫الفصل الثاني منسجما مع التوجه‬
‫‪ .‬وشملت التحليالت التي ساهم بها‬
‫باحدو رئيس التضامن اجلامعي ‪  .‬‬ ‫العام للكتاب حيث تطرق إلصالح‬

‫صدور «املرشد التضامني» للموسم الدراسي ‪2021/2020‬‬


‫على التقاعد‪  ،‬ومسؤوليات احلوادث‬ ‫املستجدات أصدرت منظمة التضامن‬ ‫في ظل الظروف االستثنائية التي‬
‫املدرسية والتعويضات وغيرها من‬ ‫اجلامعي وثيقة ” املرشد التضامني”‬ ‫تعيشها أسرة التربية والتكوين خالل‬
‫القضايا التي راجت أمام احملاكم ‪.‬‬ ‫حتت شعار « إصالح منظومة التربية‬ ‫املوسم الدراسي احلالي ‪2020-2021‬‬
‫وبقي املرشد وفيا للمنخرطني‪/‬ات‬ ‫والتكوين ودعم البحث العلمي رهان‬ ‫وما تبعها من تغييرات على مستوى‬
‫من خالل التواصل واجلواب على‬ ‫وطني لتحقيق التنمية املستدامة‬ ‫تنظيمي وتربوي والبيداغوجي حيث‬
‫األسئلة واالستفسارات الواردة والتي‬ ‫ومواجهة التحديات املستقبلية »‬ ‫دخلت أمناط جديدة من التعلم ومتت‬
‫تعرض على اجلهات املختصة وذات‬ ‫‪ .‬وضم اإلصدار دراسات تربوية‬ ‫إعادة النظر في البنية الزمانية‬
‫اخلبرة في تدبير املوارد البشرية‬ ‫افتتاحية متحورت حول إصالح‬ ‫واملكانية ضمن املؤسسات التعليمية‬
‫وامللفات اإلدارية اخلاصة برجال‬ ‫املنظومة التربوية في ظل البحث‬ ‫‪ .‬وقد وجدت أسرة التعليم نفسها في‬
‫ونساء التعليم ‪.‬واختتم املرشد كما‬ ‫عن منوذج تنموي مستقبلي ‪ ،‬كما‬ ‫مواجهة اجلائحة بكل تداعياتها حيث‬
‫جرت العادة مبلخص وجرد ملختلف‬ ‫شملت الدراسات املخطط التشريعي‬ ‫أن العديد من املؤسسات التعليمية‬
‫القضايا التي ساند فيها التضامن‬ ‫والتنظيمي لتنزيل القانون اإلطار‬ ‫شكلت بؤرا وبائية أدت إلى فقدان‬
‫اجلامعي منخرطاته و منخرطيه‪ ‬‬ ‫وموجهات اخلطب امللكية إلصالح‬ ‫العديد من شهداء الواجب بحكم‬
‫ضمن القضايا املعروضة على احملاكم‬ ‫املنظومة منذ ‪ 1999‬إلى غاية‬ ‫تواجدهم‪/‬ن في الصفوف األمامية‬
‫وقد توزعت على ‪ 24‬مديرية إقليمية‬ ‫‪ . 2015‬أما الدراسات القانونية‬ ‫في ظل شح املوارد واحلالة املزرية‬
‫وبلغ عددها خالل موسم ‪- 2019‬‬ ‫فعاجلت مواضيع الساعة كاجلرمية‬ ‫التي تعرفها املؤسسات التعليمية‬
‫‪ 2020‬وحده ‪ 37‬قضية إضافة إلى‬ ‫اإللكترونية وطرق احلماية منها‬ ‫العمومية مما فاقم الوضعية الوبائية‬
‫القضايا الرائجة فيل هذا املوسم ليبلغ‬ ‫والعقوبات التأديبية ضمن القضاء‬ ‫بها ‪ .‬ووسط هذا اخلضم جتد األسرة‬
‫عدد القضايا التي آزر فيها التضامن‬ ‫اإلداري ‪ .‬وشمل ملف النصوص‬ ‫التعليمية نفسها في أمس احلاجة‬
‫اجلامعي مختلف األطراف ‪ 72‬ملفا‬ ‫التشريعية حماية املعطيات ذات‬ ‫إلى احلماية القانونية من أخطار‬
‫قضائيا ‪.‬للتذكير يقع املرشد احلالي‬ ‫الطابع الشخصي لنساء ورجال‬ ‫املهنة ‪ ،‬واملؤازرة القانونية في ظل‬
‫في ‪ 144‬صفحة من القطع املتوسط‬ ‫التعليم واألساس القانوني إلعفاء‬ ‫قوانني الطوارئ الصحية التي‬
‫ويوزع مجانا من طرف املنظمة على‬ ‫معاشات املتقاعدين من الضريبة‬ ‫وضعها املشرع حلماية املجتمع‬
‫مجموع املنخرطات واملنخرطني حيث‬ ‫على الدخل ‪ .‬وعالج اجلزء اخلاص‬ ‫‪.‬يحدث هذا وقد وجلت املهنة أفواج‬
‫يعمل املراسلون‪/‬ات على متكينهم‪/‬ن‬ ‫مبخاطر املهنة قضايا شغلت الرأي‬ ‫من أطر التدريس اجلدد التي حتتاج‪ ‬‬
‫منه في مجموع املؤسسات التعليمية‬ ‫ألعام الوطني خالل موسم ‪- 2019‬‬ ‫إلى الدفاع عن حقوقهما ووضع‬
‫على الصعيد الوطني ‪.‬‬ ‫‪ … 2020‬أما االجتهادات القضائية‬ ‫الترسانة القانونية والتنظيمية رهن‬
‫فضمنت مواضيع تتعلق بالكفاءة‬ ‫إشارتها إسوة بباقي رجال ونساء‬
‫التربوية والعزل من الوظيفة واإلحالة‬ ‫التعليم القدماء ‪.‬ومن أجل تأطير هذه‬

You might also like