Professional Documents
Culture Documents
> الثمن 5 :دراهم > مدير النشر :ابراهيم الباعمراني > العدد > 85دجنبر 2020
--------------
ألول مرة ،في مدارسنا أطر للدعم االجتماعي والنفسي
تصاحب التالميذ
< «إصالح منظومة التربية والتكوين التحوالت والرهانات» ص 10
موضوع إصدار جديد --------------
متطلبات إصالح شمولي وعميق ملنظومة التعليم اتفاقية شراكة بني مؤسسة محمد السادس للنهوض
باملغرب باألعمال االجتماعية للتربية والتكوين والتضامن
11 اجلامعي املغربي رسالة التضامن اجلامعي املغربي مبناسبة اليوم العاملي
-------------- ص4 للمدرس» ة»
أهمية البحث العلمي بعد جائحة كوفيد19 -------------- ص2
ص 13 تقييم بيداغوجي صحي للدخول املدرسي احلالي --------------
-------------- ص5 بيان التضامن اجلامعي املغربي حول الدخول املدرسي
< صدور «املرشد التضامني» للموسم الدراسي 2021/2020 مرتكزات النهوض باملنظومة التربوية -------------- احلالي
ص 31 ص15 الدخول املدرسي والبرتوكول الصحي ص3
-------------- ص6 --------------
العدد 85دجنبر 2020
أخبار
مبناسبة اليوم العاملي للمدرس (ة) ،وجه التضامن اجلامعي املغربي رسالة إلى الهيئة التعليمية حتت شعار:
«إصالح منظومة التربية والتكوين ودعم البحث العلمي رهان وطني لتحقيق التنمية املستدامة ،ومواجهة التحديات املستقبلية»
يحل الدخول املدرسي 2020-2021في سياق أوضاع استثنائية يجتازها العالم ،ومن ضمنه املغرب ،جراء تفشي
فيروس كورونا املستجد وانعكاساته على جميع املستويات االقتصادية والسياسية واالجتماعية والتعليمية والنفسية،
وفي هذا السياق اصدر التضامن اجلامعي املغربي رسالته مبناسبة اليوم العاملي للمدرس»ة» ودعا أجهزته اإلقليمية
إلى اختيار الصيغ املناسبة لالحتفال كعادتها بهذا اليوم مع اعتماد االحترازات الصحية املعمول بها لضمان سالمة
الهيئة التعليمية ،ونورد فيما يلي نص الرسالة :
على التكوين األساس واملستمر؛ لذا ،أصبحا ضرورة اإلطار ،العقد التربوي الذي يلزم الدولة بتفعيله ،ويتطلب «يخلد التضامن اجلامعي املغربي اليوم العاملي للمدرس/
ملحة وليس ترفا ،واحلاجة إليه ملحة ،سواء في األوضاع تعبئة وطني ًة حقيقية مجتمعية ينخرط فيها جميع الفاعلني ة حتت شعار« :إصالح منظومة التربية والتكوين ودعم
العادية ،أو في حاالت الظروف االستثنائية والقوة القاهرة ونقابات وأطر تربوية
ٍ وأحزاب
ٍ حكومة
ٍ بدون استثناء؛ من البحث العلمي ،رهان وطني لتحقيق التنمية املستدامة
التي متنع املتعلمني والطالب من التعليم احلضوري، ومجتمع
ٍ وقطاع خاص،ٍ وإدارية معنية بتنفيذ اإلصالح، ومواجهة التحديات املستقبلية» في ظرفية استثنائية مير
وحتول دون أداء اإلدارة التربوية الورقية مهامها . ونسيج ُأ ِ
سري. ٍ مدني منها العالم ومن ضمنه املغرب؛ بسبب جائحة كورونا،
• يدعو إلى إعادة النظر في املقاربات البيداغوجية • يعتبر أن إصالح منظومة التربية والتكوين رهان التي كانت لها تداعيات على منظومة التربية والتكوين،
وفلسفة التربية ،باالجتاه نحو تنمية الوعي واالرتقاء وطني ،ينبغي أن يوضع في صلب األمنوذج التنموي مما اضطرت معه الوزارة إلى توقيف الدراسة انطالقا من
بأفراد املجتمع ،ببذل اجلهد الكلي في التنمية االقتصادية. اجلديد؛ إذ ال تنمية حقيقية بدون إصالح التعليم الذي هو يوم االثنني 16مارس 2020بجميع املؤسسات التعليمية،
فأزمة «كورونا» ،أبانت أن الشعوب الواعية واملجتمعات منطلق كل اإلصالحات في امليادين السياسية واالقتصادية ومؤسسات التكوين املهني واملؤسسات اجلامعية؛ سواء
املنضبطة قيميا هي القادرة على تخطي األزمات ،وليس واالجتماعية والثقافية والبيئية. منها العمومية أو اخلصوصية ،داعية األطر التربوية
املجتمعات املتقدمة اقتصاديا والفقيرة قيميا . • يؤكد ضرورة الرهان على التربية والتعليم؛ باعتباره واإلدارية إلى اعتماد التعليم الرقمي عن بعد ،من أجل
• يؤكد ضرورة تخويل إصالح التعليم بالوسط السبيل نحو تنمية احلس الوطني ،وتقوية الوعي الفكري ضمان االستمرارية البيداغوجية؛ عن طريق كل ما
القروي واملناطق الهشة متييزا إيجابيا ،واعتباره أولوية واألخالقي والبيئي لدى األجيال الناشئة؛إذ بدون ذلك، ميكن توفيره من موارد رقمية وسمعية بصرية وحقائب
وطنية تتطلب إصالحا جذريا ،وتعبئة كافة القطاعات لن نستطيع بناء مجتمع متماسك ،قادر على مواجهة بيداغوجية ،بهدف متكني املتعلمات واملتعلمني والطلبة،
ملعاجلة اختالالته البنيوية ،وتعزيز برامج للدعم املادي التحديات املتوقعة وغير املتوقعة .فاجلهل بأشكاله من االستمرار في التحصيل الدراسي .وقد واجهت األطر
واالجتماعي والنفسي لألسر في وضعية هشة وتعميمه؛ وصيغه املجتمعية والسياسية (ال املعرفي وحده) أضحى التربوية واإلدارية هذا التحدي مبا لديهم من إمكانات
قصد متكني أبنائها وبناتها من االستمرار في متابعة العدو األول والعائق األساس ضد تكوين أبنائنا ،وتأهيلهم ووسائل محدودة ،باالنخراط مبسؤولية ووطنية في
الدراسة ،وحتسني جودة التعلمات ،حتقيقا ملدرسة نحو حسن العيش املشترك... التعليم الرقمي عن بعد ،مركزيا وجهويا وإقليميا وعلى
اإلنصاف وتكافؤ الفرص. • يرى أن ال تنمية بدون إيالء البحث العلمي مكانة صعيد املؤسسات ،وبذلت جهودا قيمة الستكمال املقررات
• يرى أن أزمة كورونا أنتجت خطابا حمائيا ،وأبانت متييزية ،وجعله أولوية حيوية للمجتمع؛ لكونه القاطرة الدراسية وإجناز أنشطة الدعم واملراجعة.
عن نزعات َت َو ُّحدِ ية لألمم ،وهذا يعني التعويل على الذات، الفعلية للتنمية االقتصادية والصناعية واالجتماعية وفي هذا السياق ،واكب التضامن اجلامعي املغربي
ورفع اإلنتاجية واالكتفاء الذاتي؛ كما أبانت عن فاعلية والثقافية للمجتمع ،وألن املستقبل ،في بعده املرتبط بدوره عملية التعليم عن بعد حاثا األطر التربوية واإلدارية
الدول القادرة على اإلبداع واالبتكار والتكيف ،وهو ما باألمن الوطني ،مرتهن بسياسات تعليمية ناجعة؛ من على دعم الطلبة واملتعلمني ،وتوجيههم إلى موارد التعلم
يعني التفكير في استراتيجيات للحفز ،وسياسات لتشجيع خالل انخراط اجلامعة واملدرسة في القدرة على حتصني الرقمية ،التي تعدها الوزارة الستدراك ما فاتهم ،أو لتجاوز
االبتكار باالستثمار في العنصر البشري ،واملدرسة املجتمع من التهديدات واملخاطر وحتقيق التنمية املنشودة تعثراتهم ،ومنوها مبجهوداتهم في مجال إنتاج املوارد
العمومية ،هي القادرة على خلق هذه القيم والنهوض . الرقمية لضمان استمرارية الدراسة عبر مواقع التواصل
بهذه املهمة. • يؤكد التضامن اجلامعي املغربي ،أن املدرسة العمومية اإللكتروني والقنوات التلفزية.
أيتها املدرسات؛ أيها املدرسون : وحهاجتديد عميق وشامل في ُر ِ ٍ اليوم ،لها حاجة في إال أن التضامن اجلامعي املغربي ،يرى أن هذا التحول
إن التضامن اجلامعي املغربي ،وهو يحتفي باليوم وأدائها ومناهجها وم َق َّرراتِ ها و َت َع ُّلماتِ ها ،في ظل حتوالت املفاجئ في مجال توظيف التكنولوجيا احلديثة في
العاملي للمدرس/ة ،يقدر جهود األطر التربوية واإلدارية، العصر ،والتغيرات السوسيولوجية والثقافية والعلمية العملية التعليمية ،لم تستفد منه فئة من متعلمي وطلبة
وتضحياتها حتت وطأة جائحة كورونا ،إلى جانب األطر والتكنولوجية احلديثة؛ في أفق ِإرساء مدرسة مغربية املناطق الهشة ،وساكنة البوادي واملناطق النائية ،لعدم
الطبية والسلطات األمنية ،من أجل أداء مهامها التربوية جديدة ،مفتوحة أمام جميع املرتفقني ،ومنفتحة على توفرهم على إمكانية التواصل في غياب الربط باألنترنيت،
والتكوينية ،بالرغم من املخاطر احملدقة بها ،كما يدعم العصر احلديث ومنجزاته العلمية والتقنية ،ومس َت ْو ِعبة وأحيانا ضعف الصبيب واحلواسيب والهواتف الذكية
امللف املطلبي للهيأة التعليمية ،الذي تدافع عنه النقابات للثقافة اإلنسانية وروح االبتكار وا ِإلبداع . واللوحات اإللكترونية ،مما يضرب في العمق مدرسة
التعليمية الشريكة؛ من خالل دعوة الدولة والوزارة • يرى ضرورة إعادة النظر في التصور احلالي للمدرسة اإلنصاف و تكافؤ الفرص.
الوصية إلى حتسني أوضاع الهيأة التعليمية املادية املغربية ،واستيعاب سيرورة التغيير الذي يعرفه العالم؛ والتضامن اجلامعي املغربي ،وهو يستحضر تداعيات
واالجتماعية باختالف فئاتها ،وحفزها مبنظومة ترقية بالتوجه نحو مدرسة جديدة تدمج التعلم عن بعد ،وتعتمد جائحة كورونا على املنظومة التربوية ،ويستشرف
متميزة ،وحتسني جودة تكوينها األساس ،وإخضاعها وسائل ديداكتيكية جديدة .فالتجديد البيداغوجي ،بات املستقبل بتحدياته وحتوالته ،فإنه يعلن للرأي العام
لتكوين مستمر خالل مزاولة عملها ،ارتقاء مبهنة التدريس ضرورة حيوية ،ورمبا يؤسس ملدرسة املستقبل التي الوطني وملنخرطيه ما يأتي:
وبجودة أداء املدرسة العمومية املؤهلة لإلسهام في حتقيق ستتجاوز مفهومي الفضاء الصفي وزمن التمدرس . • يؤكد من جديد ،ضرورة التعجيل بتقوية منظومتنا
التنمية املستدمية ،وفق أمنوذج تنموي مغربي جديد. • أن واقع ممارسة التعليم عن بعد ،يطرح على منظومة التربوية والتكوينية ،من خالل إصالحها إصالحا جذريا
أيتها املدرسات؛ أيها املدرسون : التربية والتكوين ببالدنا ،ضرورة إدماج تكنولوجيا عميقا ،يؤهل املغرب ملواجهة التحديات املستقبلية
مبناسبة اليوم العاملي للمدرس/ة ،ندعوكم لاللتفاف املعلومات واالتصاالت للنهوض بجودة التعلمات وحتسني واالنخراط في التحوالت العاملية ،واملساهمة في حتقيق
حول منظمتكم العتيدة إلعالء قيمة التضامن ،والدفاع عن مردوديتها ،وتنمية التعليم عن بعد وتطويره ،ودعم التدبير التنمية املستدمية؛ انطالقا من الرؤية االستراتيجية
شرف املهنة وكرامة أسرة التعليم». اإلداري الرقمي ،بتأهيل األطر التربوية اإلدارية اعتمادا لإلصالح التي ميتلكها املغرب ،واملجسدة في القانون
التعلمات ومدى استفادة املتعلمني من كل البرامج والكفايات املقررة: أخرى،احلصيلة 3030فردا من املجتمع املدرسي. فمن خالل قراءة نقدية تقييمية شمولية للمذكرات الوزارية املؤطرة
هل 50%من التعليم احلضوري قمني بتحقيق كل ذلك؟ناهيك عن غياب كما ان تطبيق البرتوكول الصحي مدرسيا طرح عدة حتديات و للدخول املدرسي والسنة الدراسية احلاليني ،وخاصة املذكرة
مسألة تكافؤ الفرص بني املتعلمني التي ستطرحها أمناط التعليم مشاكل تهم شكل العمل الديداكتيكي(فردي /جماعي)،مسألة تصحيح 39/20واملذكر 41/20في عالقتها بالواقع املدرسي احلقيقي العيني
الثالث(حضوري،تناوب،عن بعد) على مستوى التقوميات اإلشهادية؟! دفاتر وأوراق املتعلمني ،فرض التباعد وضبط التالميذ عند اخلروج اإلجرائي،استنتجنا ان هذا الدخول املدرسي على مستوى تدبير
األمر يقتضي إنتاج منهاج دراسي مؤسساتي وعلمي جديد مكيف والدخول من وإلى املدرسة واألقسام(احيانا جتمع آباء وأولياء التالميذ الوزارة الوصية مركزيا حتكم فيه ثالث خلفيات/نواظم أساسية على
ومالئم للوضعية الوبائية وحاالت الطوارئ عامة.الترقع واالكتفاء بأبواب املدارس دون احترام ألي من االحترازات الصحية)...ناهيك عن األقل:أمنية (على مستوى القرار السياسي املركزي احلكومي،وهذه
بعموميات نظرية توجيهية فقط غير مبنية على نتائج جتريبية إجرائية استهتلروغياب جدية تطبيق البروتوكول الصحي أحيانا من لدن األطر مهمة عادية ألي مدبر سياسي) حيث األمن املدرسي يساهم دائما إما
ذات مصداقية علمية؛ورمي الكرة لآلباء واالولياء واملدبيرين اجلهويني التربوية نفسها(وقد ورد ذلك في آخر تقرير للوزارة حول تتبع تطبيق سلبا او إيجابا في استقرار األمن املجتمعي العام خاصة في بعده
واإلقليمني وللمفتشني واألساتذة،سيكون له بالتأكيد آثار سلبية على املدارس للبرتوكول الصحي،واملفارقة ان الوزارة نفسها لم حتترمها االجتماعي واالقتصادي (مثال سوق النشر والكتاب املدرسي وغيرها
فعالية وجودة التعلمات والنتائج املدرسية للمتعلمني. كما أشرنا إلى ذلك سابقا). من األنشطة االقتصادية املرتبطة باملدرسة.
- 3تدبير اإليقاعات الزمنية:سنتطرق في هذه النقطة إلى عدد ساعات مع جائحة كورونا وما فرضته من احترام البروتوكول الصحي،برز وبدرجة ثانية تأتي مهمة تكييف وحتقيق أهداف التدبير السياسي
التعلم اليومي واألسبوعي وإلى صيغ استعماالت الزمن التي اقترحتها مشكل هندسة البنيات التحتية للمؤسسات املدارس(قاعات،ساحة،)...من املركزي احلكومي تنظيميا وإدرايا وبيداغوجيا على املستوى التدبير
الوزارة:كما هو معروف حددت الوزارة 5ساعات في اليوم وثالث حيث احترام الشروط الصحية(السعة،التهوية )...،ناهيك عن غياب أي التعليمي من لدن الوزارة الوصية؛التي وجدت نفسها أمام حتدي
أيام في األسبوع بالنسبة للمتعلمني؛ولم متيز في ذلك بني املستويات شروط جمالية تربوية؛كما ان مسألة التفويج(احترام شرط 20تلميذا وضعية تدبيرية مستجدة ذات أهداف صحية وبيداغوجية في نفس
الدراسية من حيث السن والقدرة على التحمل والتركيز(إذ تساوى في في القسم) التي استحسنها املدرسني وذكرت اجلميع بأهمية الطرح الوقت ؛حاولت تأطيرها خاصة باملذكرتني الوزاريتني املشار إليهما
ذلك املستوى األول مع املستوى الدراسي السادس!)،حيث كان من املمكن اجلدي ملسألة تقليص عدد التالميذ في القسم لتجاوز املخلفات السلبية سابقا؛موضوع تقييمنا في هذه الورقة/املقال؛فإلى أي حد جنحت
تخصيص عدد ساعات التعلم مالئم لكل مستوى دراسي؛باإلضافة إلى لالكتظاظ،من حيث فعالية وجودة التعلملت. وستنجح الوزارة في تدبير الدخول املدرسي احلالي وبالتالي السنة
تقييم بيداغوجي...
املشاكل التي خلفها توقيت الدخول الصباحي واخلروج املسائي دون الدراسية ككل؟
مراعاة صعوبات التنقل خصوصا لدى متعلمي الوسط القروي...أظن كما يعرف اجلميع،وفي ظل االنتشار املتصاعد للوباء وعدم التحكم فيه،
انه مت التفكير رسميا(وتقنيا كذلك) فقط في عدد ساعات عمل املدرسني هذا التقييم سينصب فقط على السلك االبتدائي ،وعلى منط التعليم وتهاون وارتخاء تقريبا اجلميع(دولة ومقاوالت وشعبا) وعدم االلتزام
التي يجب ان تكون بالضبط 30ساعة أسبوعيا(.وحكاية عدد ساعات بالتناوب(بني احلضوري والتعلم الذاتي)من حيث تنظيم السنة بالبروتوكول الصحي للوقاية من الوباء واحلد من انتشاره ،في ظل
عمل مدرسي االبتدائي حكاية أخرى،على األقل فهي تكرس التمييز الدراسية واإليقاعات الزمنية والبرنامج واملناهج والكتب اجلديدة غياب أي دواء او لقاح له،اشتغلت الوزارة تدبيريا على ثالت فرضيات
الالدستوري بينهم وزمالئهم في اإلعدادي والتاهيلي،دون ان نتحدث ومبادرة مليون محفظة. منطقية نظريا يقابلها ثالث أنواع من منط التعليم:فرضية حتسن احلالة
عن مسألة الساعات التضامنية التي أصبحت خالدة)..مفهوم ان ساعات - 1تنظيم السنة الدراسية احلالية:اعتمدت الوزارة لتاطيره على مبادئ الوبائية والعودة إلى الوضعية الصحية شبه الطبيعية يوازيها منط
العمل يقابلها ربح مالي على مستوى اقتصاد البنيات واملوارد البشرية ومرتكزات أساسية،منها :تامني احلق في التعلم واحلق في احلماية التعليم احلضوري؛وضعية وبائية تستلزم التباعد اجلسدي بالفصول
على حساب استغالل وصحة املدرس/ة وجودة التعليم.على الوزارة ان الصحية؛اقتراح ثالثة أمناط من التعلم(حضوري او بالتناوب،أو عن الدراسية يتم فيها اعتماد منط التعليم بالتناوب (يزاوج بني التعليم
تفكر جديا في مسألة عدد ساعات العمل والتعلم في األسالك الثالث من بعد)حسب درجة تشي الوباء،بإعمال اجلهوية واملقاربة املجالية في احلضوري والتعلم الذاتي)؛فرضية استفحال احلالة الوبائية معها يتم
حيث حتقيق مبادئ ومعاييراملساواة و اإلنصاف والفعالية واجلودة اختيار منط التعليم املالئم.املالحظ ان الوزارة رغم ظروف الطوارئ تعليق التعليم احلضوري واللجوء إلى منط التعليم عن بعد.هنا نالحظ
التعلمية التعليمية. احتفظت بنفس تنظيم السنة العادية( 34أسبوعا) فقط مددت فترة تالزم وتوازي الصحي والتنظيمي البيداغوجي.
- 4الكتب اجلديدة ومبادرة مليون محفظة:الحظ بعد املدرسني(وقد التقومي التشخيص والدعم من أسبوع إلى 3أسابيع وثالث أيام تتضمن هذا ماحاولت املذكرة 39/20تأطيره كاختيارات تدبيرية وتنظيمية
وقفت على ذلك شخصيا كذلك) ان هناك ارتباك في إخراج بعض مراجعة واستدراك تعلمات فترة التعليم عن بعد(فترة احلجرالصحي لهذه السنة الدراسية .
الكتب املدرسية التي مت جتديدها مؤخرا(الثالث الرابع واخلامس للسنة املنصرمة) والتي تغطي تقريبا الوحدتني األخيرتني من املقرر أما املذكرة 41/20فهي حاولت تأطير وتنظيم املرحلة األولى للدخول
والسادس)،حيث جند بعض الكتب حتمل نفس سنة الطبعة،لكن تختلف الدراسي(حوالي 10أسابيع)؛مما طرح مشاكل بيداغوجية كثيرة لتدبير املدرسي(تنظيم حصص املراجعة والتثبيت ،كما سمتها الوزارة)
من حيث انسجام وتوحيد الوحدات واملواضيع(النشاط العلمي للسنة هذه املرحلة،من حيث التخطيط والتهييء البداغوجي والتصحيح ومتتد زمنيا من 07شتنبر إلى 3أكتوبر؛يتم خاللها القيام بتقوميات
الرابعة ابتدائي منوذجا)،مما جعل املدرسني يعيشون حالة ارتباك،وجعل وإعداد الوثائق الختزال وتكثيف الزمن الضيق الستيعاب كل الدروس تشخيصية ملكتسبات للسنة الدراسية املنصرمة،ومراجعة وتثبيت
اآلباء واالولياء يشترون نفس الكتاب مرتني،وهناك من امتنع عن واملواد والكفايات املستهدفة في عمليات التشخيص والدعم واملراجعة واستدراك تعلمات فترة التعليم عن بعد.
ذلك،مما جعل بعض املتعلمني يدرسون بدون كتاب مدرسي(الذي أصبح واالستدراك،مما قد يجعل املتعلمني وجودة وفعالية التعلمات ضحية فإلى أي حد مت تنزيل محتويات ورهانات وأهداف املذكرتني في الواقع
ضروريا خاصة أصبحت جل الكتب عبارة عن كراسات يكتب فيها السرعة والتسرع واالرجتال والترقيع البيداغوجي أحيانا. العيني للمدرسة املغربية كبنيات وموارد بشرية ومنهاج تربوي مع
التالميذ).ومما زاد الطني بلة،ارتباك تنزيل مبادرة مليون محفظة؛حيث - 2البرامج واملناهج:املالحظ أيضا ان الوزارة حافظت على نفس احترام البرتوكول الصحيفي عالقة باملعوقات املوضوعية والبنيوية
ال يستفيد منها كل التالميذ املستهدفني(أصبحت املدارس تزود فقط البرامج الدراسية (املقررات) رغم تغيرالتنظيم الزمني للسنة،إذ مت للمدرسة املغربية؟
بـ 30%من الكتب اجلديدة)،معتقدة أن 70%من التالميذ سيستفيدون «قضم» أكثر من ثالث أسابيع في بداية السنة،مع استفادة املتعلمني
من الكتب القدمية املسترجعة من التالميذ طرف اإلدارة،وما ال تعلمه فقط من 50%من احلصص والغالف الزمني حضوريا(50%تعلم ذاتي تقييم التدبير الصحي:
الوزارة(وهي تعلم رمبا) ان كل الكتب أصبحت كراسات ،وأغلبها غير والكل يعرف مدى فعالية هذا التعلم ألسباب بيبداغوجة وسوسيولوجية في بعض وثائق الوزارة وتصريحاتها اإلعالمية املركزية (وخاصة
صالح!كما ان مبادرة مليون محفظة أصبحت ال تغطي كل املستلزمات يكفي ان نستحضر نتائج التعليم عن بعد للسنة املنصرمة وبحضور وزير القطاع) هناك خطاب يطمئن الرأي العام واألسر ويخبره
الدراسية للمتعلمني،ناهيك عن مشكلة اجلودة والعدد! األستاذ/ة فيه وباعتراف الوزارة؟)!أظن ان الوزارة كان يحركها فقط بان الوزارة هيات كل األشكال التنظيمية واللوجيستيكية لضمان
في األخير،ال بد ان نعترف ان الوزارة،مركزيا وجهويا وإقليما التدبير التقني للسنة وغيبت او نست البعد البيداغوجي،حيث ألقت السالمة الصحية لكل املجتمع املدرسي(كما هو مؤطر ومعلن عنه
ومحليا،بذلت مجهودات وقامت باجتهادات لتدبير الدخول املدرسي بذلك،في آخر حلظة ،للمفتشني بدون تأطير بيداغوجي موحد على في املذكرة الوزارية ،)39/20لكن الواقع واملتابعة العينية واإلعالمية
والسنة الدراسية احلالني في ظل انتشار وباء كرونا،تدبيريا األقل من مديرية املناهج بحكم التخصص الوظيفي،وذلك بإصداردليل غير الرسمني،يخبراننا ان الوزارة لم تلتزم بكل وعودها الصحية
وبيداغوجيا،لكن الواقع العيني واإلجرائي أظهر عدة سلبيات بيداغوجي خاص بهذه السنة،مت فقط االكتفاء بتوجيهات ترقيعية عامة وتنصلت منها بكيفية ال مسؤولة،ذلك بعدم توفير اللوجستيك الصحي
واختالالت،مرتبطة أساسا باملشاكل واإلشكاالت البنيوية التدبيرية وغيرإجرائية ودقيقية.والحظنا ان الكل كان تقريبا تائها في بداية لكل املؤسسات التعليمية كما فعلت ذلك بعض القطاعات الوزارية
والبيداغوجية والتجهيزية والبشرية للمدرسة وحمليطها السوسيو السنة،أساتذة ومديرين ومفتشني،غير دار بكيفية تدبير هذا الطارئ األخرى(القيام بالتحليالت األولية واملستمرة لكل رواد املدرسة ،توفير
ثقافي والسياسي واالقتصادي،وجب جتاوزها والقطع معها خصوصا البيداغوجي املستجد،خصوصا أمام عدم قيام بعض املؤطرين مبهامهم أجهزة قياس درجة احلرارة،ومواد التعقيم والكمامات،واملوارد البشرية
ونحن في خضم تنزيل إصالحات القانون اإلطار للرؤية االستراتيجية التاطيرية املواكبة في الوقت املناسب.لكن بفضل جدية ومسؤولية املكلفة بذلك، )...وتركت األمر لألسر والشركاء دون إصدار أي قانون
التي تتوخى رسميا الرقي باملدرسة املغربية وحتقيق قيم االنصاف البعض،أساتذة ومفتشني وإداريني،واجتهادهم مت اقتراح حلول إلزامي ونحن نعرف طبيعة صعوبة او عدم التزام وجدية أغلبية
واملساواة واجلودة.يجب اإلسراع في حتديث نظام التربية والتعليم بيداغوجية مالئمة إلى حد ما ،رغم تأخر بعضها ،لتكييف البرامج األسر والشركاء خاصة اجلماعات احمللية.النتيجة كحصيلة رسمية
املغربي،تاخرنا ونتاخر كثيرا في حتقيق ذلك ميدانيا وتطبيقيا. واملقاربات الديداكتيكية مع هذا الوضع(.كالتركيز حضوريا على املواد أولية (وهي واقعيا نسبية)،كما أعلنها الوزير بنفسه يوم االثنني 12
األداة وعلى حصص البناء وتخصيص حصص التطبيق والقومي أكتوبر 2020في البرملان،كانت إغالق 210مؤسسة تعليمية تستقبل
للتعلم الذاتي،)...واقتراح استعماالت الزمن املناسبة. اكثر من 100ألف تلميذ وتلميذة إثر اكتشاف حاالت إيجابية وسط
* باحث تربوي السؤال البيداغوجي الذي يطرح هنا على مستوى جودة وفعالية 1400تلميذ و 1500أستاذ و 245إطارا إداريا،و 158إطارا من هيئات
العدد 85دجنبر 2020
ملف
إن أية معاينة لتنزيل املذكرة السالفة الذكر ،في شقها محمول ذكي ،أو ملستواهم الثقافي واملعرفي احملدود في هذا الصدد أصدرت الوزارة ما سمي بالبروتوكول
التنزيلي اإلجرائي ،داخل فضاء املؤسسة الواقعي ،يكون أو املنعدم ،أو ملعيقات أسرية أخرى تطرح نفسها ،أمام الصحي ،كعدة منهجية حتدد املبادئ والتوجيهات
تعسفا على واقع تعليمي ،قد يعرف مفارقات بني ما هو جتاوبهم وتفاعلهم ومسايرتهم لهذا النهج التعليمي. الكبرى ،والتدابير األساسية املؤطرة لألمناط التربوية،
نظري ،على مستوى املذكرة ،وبني واقع احلال الفعلي، نقول إذن ،أنه في ظل استمرارية وتفشي الوباء وما يرتبط بها من مستلزمات أخرى ،تربوية وصحية
الذي لم يتجاوب بالشكل الكافي مع ما هو تنظيري اجلائحة ،وبشكل أكثر مما عرفته السنة الفارطة، مبوجبه ،تتم عملية تنزيل وأجرأة مختلف األمناط
مذكراتي اعتبارا لعوائق كثيرة. تقرر الوزارة فتح أبواب املؤسسات ،واعتماد الصيغة التربوية إلى األكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين،
ال ننكر منذ البدء أن املرحلة مقلقة ،وتعرف خوفا غير التعليمية ،التي ارتآها اآلباء .وبالتالي ،رفض تأجيل واملديريات اإلقليمية ،واملؤسسات التعليمية» (املذكرة :
مسبوق ،وإكراهاتها في تزايد ،وأن تنزيل البرتوكول الدخول املدرسي قطعا ،وفق ما جاء على لسان الوزير : )039× 20املؤرخة في .)2020 - 08 - 28
الصحي ،واجهته صعوبات .فعلى الرغم من إجناح «إن تأجيل الدخول املدرسي ،قد يكون اخطر من اجلائحة البرتوكول الصحي الذي مت تنزيله ،على مستوى
إمتحانات البكالوريا ،فإن األمر أصبح يتطلب تعبئة نفسها» .لذلك كان ب ّد ًا من السلطة التعليمية املركزية، املؤسسات التعليمية كمرمى أساس ،املطلوب منها
وازنة إلجناح الدخول املدرسي ،دون تأجيله أو إقرار اعتماد اإلجراءات الوقائية الالزمة ،درء ًا حللول إصابات حسن تفعيله وإجناحه .وفي عالقة معه ،ميكن مالحظة
سنة بيضاء . أو انتشارها داخل املؤسسات .مع العمل على توفير ما سمي بالنمط التربوي بالتناوب وجتديد األساليب
لقد عملنا على تأطير مقاربة واقعية ،متوجيهن إلى التدابير الوقائية الالزمة من تعقيم للمؤسسات ،ونهج في التسيير اإلداري والتربوي ،مع تسخير كل الطاقات
مجموعة من املؤسسات التعليمية :ابتدائية ،ثانوية أسلوب التباعد االجتماعي ،وقياس درجات احلرارة، واإلمكانات إلجناح املوسم الدراسي ،الذي يتطلب إلزاما،
تأهيلية ،ملعاينة معوقات الدخول املدرسي قبل بداية دخوال إلى املؤسسات ،أو قبلها ،مع اعتماد ممرين تضافر جهود اجلهاز اإلداري والتربوي ،ومجالس
أكتوبر ،ملعرفة مدى جاهزيتها ،لتفادي اإلشكاالت على األقل .ومسافة ال يجب أن تقل عن متر ،وتعقيم املؤسسة والهيئات التشاركية ،وجمعيات آباء وأمهات
والسيناريوهات القائمة ،خصوصا في ظل وضع وبائي اليدين ،باملطهرات الكحولية وتخصيص أحواض للنعل وأولياء التالميذ ...
ظل يتفاقم ،بشكل ال يبعث عن االرتياح!. أو األحذية ،مع إجبارية استعمال الكمامات ،بالشكل في هذا اإلطار اعتمدت الوزارة إطارا مرجعيا كنمط
< على مستوى سلك االبتدائي: املطلوب ،إلى جانب التهوية الكافية في األقسام مع تربوي ،ال سباق له في منظومة التربية والتكوين .منط
إن تنزيل هذا اإلطار املرجعي ،اعترضته إكراهات جمة تنظيف وتعقيم مرافق املؤسسة. يزاوج بني التعلم احلضوري والتعلم الذاتي ،في منظومة
في املؤسسة االبتدائية ،حضرية كانت أو قروية .وعلى إذا كان هذا البروتكول الصحي إجراء ،فرضته الوضعية توافقية تكاملية ،تروم التناسق .هذا اإلجراء ،مينح لكل
سبيل الذكر وال احلصر مت تسجيل املالحظات التالية: أو املرحلة ،فهل وجد األرضية لتفعيله وأجرأته ،داخل جهة أو إقليم ،بل وللمؤسسة التعليمية ،إمكانية اختيار
-الزال مديرو هاته املؤسسات يشتكون من غياب املؤسسة؟ أو بعبارة أخرى هل املؤسسات التعليمية الصيغ التي تراها تتماشى ووضعية املنطقة أو اجلهة.
حراس األمن واملنظفات ،األمر يطرح بحدة ،خصوصا جتاوبت معه بالشكل الذي ال تعوزها فيه أية اتصاالت في ذات اآلن مع مراعاتها ملستجدات الوباء ومتغيراته،
أمام العمل على تطبيق البروتوكول الصحي .فاملدير أو عوائق؟ وإمكانياتها املادية والبشرية واللوجيستيكية.
يشتغل لوحدة ،خصوصا في البوادي ،مما يزكي هو تساؤل ال ميكن فصله عن الدخول املدرسي في ولإلشارة ،فقد طرحت الوزارة على اآلباء -مع بداية
الوضعية الصعبة ،في تدبير كل شؤون املؤسسة. كليته ولدى مختلف األسالك التعليمية ،علما بانه السنة الدراسية -اختيار أي منط تعليمي يرغبونه
-قلة املقاعد ،عند تطبيق مقعد لتلميذ واحد ،مما اإلجراء األساسي الذي وجب تفعيله وإقراره ،كأولوية ألبنائهم .هل التعليم التعليم احلضوري باملؤسسة ،أو
يدفع إلى استعمال املقاعد املهترئة ،أو املوجودة مع استراتيجية ،صحية وتربوية ،كفيلة للتصدي ما أمكن التعليم عن بعد؟ وهذا األخير هو االختيار الذي جعل
املتالشيات ،أو االستعانة باملقاعد الصغيرة ،التي للوباء ،بني صفوف كل الفاعلني التربويني باملؤسسات األغلبية الساحقة من اآلباء تفضله (ما يفوق .)80%
خصصت أصال ،للتعليم األولي . التعليمية (إداريني ،أساتذة ،تالميذ). هذا النمط التدبيري ،العادي ،راعى في ديباجته شروط
-إلى حدود آخر شتنبر ،لم تصرف فيه ميزانية كل اإلجراءات التدبيرية ملرحلة اجلائحة على املستوى البرتوكول الصحي ،من تفويج التالميذ ،وإقرار التباعد
الصيانة الوقائية لتتبع مقتضيات البروتوكول الصحي الدراسي ،من الناحية النظرية ،والرهانات املنتظرة فيما بينهم ،إلى جانب التناوب .وهو األمر الذي أربك
داخل املؤسسات. منها تبدو عملية ،وذات فعالية ،ال ميكن إنكارها .وعليه إلى حد ما ،مجموعة من املؤسسات ،التي لم تتجاوب مع
-توقيف عملية الربط باألنترنيت لدى مجموعة من فإن الدخول املدرسي ،يكون قد عرف مستجدات كثيرة، اإلجراء إال بصعوبات بليغة!
مي الذي
املؤسسات التعليمية ،واللجوء إلى اعتماد «املود ّ وتغيرات على املستوى اإلداري والتربوي ،بغية التكيف التعليم عن بعد ،إجراء متت جتربته منذ مارس
تتعثر فيه عملية الربط بني الفينة واألخرى. مع الوضع ،وجتنب أي طارئ سلبي ،من شأنه أن يعكر املاضي ،وإلى حلول نهايته السنة الدراسية ،والذي
-تغيير استعماالت الزمن ،لم يراع خصوصيات صفوة األداء التربوي املنشود ،وملعاينة واقعية ،لتفعيل لم يلق التجاوب الكبير من التالميذ ،وال من آبائهم،
العالم القروي وتوحيده. إجراءات املذكرة ،039 ×20التي عملت على تنظيم إن لم نقل من األساتذة واملؤسسات التعليمية عموما،
-إعادة االشتغال يوم السبت ،الذي كان يوم راحة املوسم الدراسي لسنة 2021 - 2020في ظل جائحة وذلك لنقص أو افتقاد العدة الالزمة إليه ،من تكوين
لألطر اإلدارية والتربوية ،قياسا إلى استعمال الزمن كوفيد ،19مبرافقها األربعة ،تستوقفنا هاته اخلطوط األساتذة ومنصات رقمية داخل املؤسسات ،وصبيب
السابق. الكبرى األساسية في ديباجيتها: قوي ،ووسائل االستقبال بالنسبة للتلميذ ،الذين أعوزت
-هذا التنظيم للزمن التربوي ،لم يلق الترحاب - 1اإلطار الوطني املرجعي للنمط التربوي القائم على الهشاشة ،الكثير منهم .لذلك فاستثمار الدروس املوجهة
ال من طرف اإلدارة ،وال الهيئة التربوية ،وال اآلباء التناوب بني التعليم احلضوري والتعلم الذاتي. للتلميذ عبر الشاشات التلفزية واملنصات ،غالبا ما كانت
وأبنائهم ،خاصة وأنه مت فرضه من املديريات اإلقليمية. - 2اإلطار الوطني املرجعي للنمط التربوي ،القائم على تولد عقيمة ،من حيث جلب التلميذ إلى املتابعة الناجعة،
في حني ،وحسب ما صرح لنا به بعض املديرين ،أنه التعليم عن بعد. ملفاصل الدرس ومتفصالته ،بشيء من التركيز واالنتباه،
بإمكان اإلدارة أن تشتغل باستعماالت زمن بديلة ،وأكثر - 3البرتوكول الصحي للمؤسسات التعليمية. ناهيك عن الدور السلبي لدى كثير من األسر ،في حتفيز
مردودية وجناعة وقبوال ،من طرف اجلميع مع مراعاتها - 4كيفية استقبال املتعلمات واملتعلمني باملؤسسات ومساعده أبنائهم ،داخل البيت ،على هذا النوع من
لبنية الزمن املدرسي. التعليمية ،في إطار لقاءات التواصل خالل بداية السنة التعليم .وذلك إما الغياب الوقت الكافي لديهم ،أو غياب
-التسجيل عن بعد ،طرح مجموعة مشاكل ،ال بالنسبة الدراسية. مستلزمات التلقي بالبيت من تلفزة ،أو حاسوب أو
العدد 85دجنبر 2020
ملف
التشوير ،امللصقات التوجيهية وعملية التعقيم التي للمستوى األول ابتدائي ،بالتعليم األولي :حيث هناك
< على مستوى سلك الثانوي التأهيلي: تتم مرتني في اليوم... من سجل أكثر من عشر مرات ،دون أن يتلقى رسالة
-اعتبر احد املديرين ان االرتباك الذي عرفته -إكراهات أمام األساتذة لتوزيع ثالثة منهم على القبول!
املؤسسات التأهيلية ،خالل الدخول املدرسي مرده حجريتني ،األمر الذي لم يلق التجاوب املنشود ،خاصة -عدم احترام روافد املؤسسة (األحياء املجاورة) ،مما
باألساس إلى الوباء الذي ال زال يضرب وبقوة من أي مع اشتغالهم ليومني ،صباحا ومساء ،ودون انقطاع (7 خلق اكتظاظا بالنسبة لبعض املؤسسات.
وقت مضى ساعات في اليوم). -مت التركيز على البروتوكول الصحي ،دون العمل
-االمتحان اجلهوي اعتبره بعضهم أنه خطأ قاتل، -هناك بعض األسر يعوزها توفير الكمامات ألبنائها، على توفير أية سيولة مالية أو عتاد ،رغم مجهودات
ألنه لم ينجز في وقته ،خاصة وان املؤسسات كانت مما يجعل اإلدارة تعمل جاهدة لتوفيرها رغم الضائقة املؤسسات .
في جاهزية تامة ،منذ شهر يوليوز .حيث االستعداد املالية التي تعرفها! -لم يعط االهتمام الكافي للجانب التربوي ،إذ مت
اللوجيستيكي والبشري كان قائما ،ومت اجتيازه من طرف -تدخل جمعيات اآلباء وبعض فاعليات املجتمع التركيز أساسا على البروتكول الصحي دون غيره ،علما
املترشحني األحرار .يضاف إلى ذلك ،العمل على تأخيره املدني لتوفير مستلزمات التعقيم والكمامات ،لكن تبقى بان هناك استمارة تتضمن اجلانب الصحي والتربوي
وملرتني مما طرح مجموعة إشكاالت ،وخلل في الدخول مساهماتهم محدودة ،إلى جانب مساهمات جمعية معا.
املدرسي ،متثلت في عملية التسجيل وإعادة التسجيل مدرسة النجاح ،التي ظل رصيدها مرهونا أيضا -عدم توفر أساتذة في مجموعة في املؤسسات ،على
األمر الذي أثر على باقي العمليات التعليمية التعلمية مبا ستلتزمه املؤسسة من خدمات ملدة أطول ،وعلى الرغم من وجود فائض داخل املديريات اإلقليمية ،أو
مبا في ذلك استئناف الدراسة .ناهيك عن انقطاع تالميذ مدار السنة .مما قد يحول دون إجنار أشغال وازنة في بعض املؤسسات .هاته العملية ،بدأت تعرف تدبيرا
املستوى الثاني بكالوريا ،بحجة التحضير لالمتحان باملؤسسة! معينا .لكن يالحظ عليها البطء وعدم تسديد اخلصائص
اجلهوي. -هل األستاذ مطلوب بان يقوم بعملية الدعم ،أو بالشكل الكافي.
-التعليم عن بعد أو التعليم احلضوري ،من حيث الدخول في تلقني مقرر السنة اجلديدة؟! وكيف له أن -غياب التوصل بجميع الكتب ،خاصة مستويات الرابع
االختيار بينهما لم يطرح بالشكل املنطقي ،إذ كان من يقوم بعملية تقومي وتقدمي دروس الدعم ،أمام اكراهات واخلامس والسادس ،علما بأن تالميذ السنة املاضية،
األجدر اعتماد طلبات خاصة باالستفادة واعتبارا النقطاعهم عن التعليم احلضوري منذ 16
من التعليم عن بعد ،بدل طلب االستفادة مارس ،لم يعملوا على استرجاعها للمؤسسات.
من التعليم احلضوري ،باعتبار هذا األخير -التعليم عن بعد ،يتعذر ،ويطرح صعوبات
التعليم األساس واملعتمد رسميا وبديهيا. خاصة في السنوات األولى والثانية والثالثة
-غياب شبه تام ،إن لم نقل تاما والرابعة ،خصوصا في العالم القروي ،حيث
وكامال للوسائل املالية ،لتنزيل البرتوكول الهشاشة ،غياب تكافؤ الفرص ،واضطرابات
الصحي ،حيث عملت املؤسسات االعتماد الصبيب...
على إمكانياتها الذاتية احملدودة ماليا -بعض اجلماعات احمللية لم تنخرط في هذا
وبشريا.. البروتكول!
ال ننكر بأن الصعوبات التي تركها -التالميذ بدورهم أصبحوا يعيشون معاناة
والبرتوكول الصحي وال زالت ،أمام تنظيم التفويج ،الذي ال يناسب أغلبيتهم ،وال آبائهم،
الدخول املدرسي كانت بنيوية ،مست على اعتبار أن التلميذ أصبح يدرس نصف حصة
جل املؤسسات التعليمية ،على اختالف أسبوعية ( 15ساعة) ،وقد ال يجد من يستقبله في
مستوياتها. البيت.
فالظرفية الوبائية كانت قاسية جدا، -أمام هذا اإلكراه ،اصبح التلميذ إذن ،يحرم
وخلفت مخاطر على الصحة العامة من نصف احلصص التي كان يستفيد منها سابقا.
للمواطنني عموما ،لذلك فمستجدات تنظيم الدخول الدروس عن بعد للسنة املاضية ،والتي لم يتلقاها وبالتالي ال ميكن املراهنة على التعلم الذاتي ،الفتقاد
املدرسي ،كان طبيعيا أن تعرف ارتباكات كثيرة ،عملت التلميذ أصال؟! الكفايات الذاتية ،خصوصا لدى األسر الهشة.
مبوجبها كل أكادميية ومديرية ومؤسسة تعليمية، -غياب الشراكات في مجموعة من املؤسسات -تعثر الهاتف املقعر املرتبط بالساتيليت ،واملستعمل
لضمان التأطير السليم للدخول املدرسي وفق ما أتيح االبتدائية ،مما انعكس سلبا على املربيات في توصلهم خصوصا في العالم القروي.
من إمكانات ،ألجرأة الفعل التربوي وأمناطه املعتمدة، برواتبهم بشكل قار .خاصة وان هذا النوع من التعليم -اآلباء :أضيف اليهم عبء كبير ،خصوصا الذين
عبر عدة منهجية -كأطر مرجعية -وجب تنزيلها اصبح ،وانطالقا من هاته السنة ،يقدم باملجان .علما يشتغلون ،مما جعل أبناءهم عرضة للضياع والقلق
بإرادة فاعلة وتظافر كل اجلهود ،بشريا وتنظيميا متوله ،لم حتترم هاته
بان بعض اجلمعيات التي ظلت ّ والتوجس نحوهم...
وماديا وتربويا .تلعب فيه املؤسسة التعليمية احلجر املجانية ،والوزارة تتملص من واجباتها ،من حيث -األستاذ بدوره لم يعد يكتفي مبهامه التربوية
األساس ،إلجناح عملية التنزيل ،من إدارة تربوية، الدعم املالي للمربيات! الرسمية فقط ،بل أصبح في ظل اجلائحة هاته ،يقوم
ومجالس املؤسسة (مجالس األقسام ،مجالس التدبير، < على مستوى سلك الثانوي اإلعدادي بعمل العون ورجل الصحة ،بل واملنظف أحيانا...
مجالس تربوية )...وكل األطر التربوية واإلدارية بها. في زيارتنا لبعض مؤسسات التعليم الثانوي اإلعدادي، -اعتبر أحد املدراء أن دور السلطة سلبي إلى حد ما،
األمر الذي استدعى االستعداد ،ألي حتول أو جتديد وبعد معاينات لوضعياتها ،أمام الدخول املدرسي على اعتبار أنها ال تقدم خدمات مباشرة للمؤسسات،
لصيغ وأساليب التسيير اإلداري والتربوي ،على حد احلالي ،استقينا مجموعة مالحظات وتصريحات من بقدر ما تتدخل باألوامر والنهي فقط ،وعن بعد (عن
سواء ،في مراعاة خلصوصيات املؤسسات التعليمية أطقمها اإلدارية والتربوية نوجزها فيما يلي: طريق املقدم).
ومحيطها ،وما قد يتطلبه الوضع من استجابة ،تتالئم -دعم مدرسة النجاح وإلى حدود نهاية شتنبر ،هو -تأخر مجموعة من األشغال ،في عدد من املؤسسات
واالنسجام السريع ،واألجراة الناجعة ،ملا مت تنزيله من صفر درهم .وأمام هذا الوضع ،تكون الوزارة قد تركت على مستوى البنايات ،والتي لم تنطلق في العطلة
أمناط تربوية ،تتماشى والكفايات املطلوبة ،وهو رهان املؤسسات تتخبط في مشاكل ،طرحها الوضع الوبائي، الصيفية ،لذلك فهي حاليا محل إزعاج ألطقم املؤسسة.
لم يكن بالسهل ،أمام إمكانات املؤسسات اجلد محدودة. والتي لم جتد بدا من إعداد العدة الالزمة لتجاوزها -عدم جاهزية املطاعم املدرسية في تقدمي خدماتها
لكن إرادة فاعليها كانت أقوى ،وسجلت بالفعل جتاوبا -الغياب التام لوزارة الصحة والداخلية في للتالميذ الفقراء ،األمر الذي ظل يعتبر حافزا على
يشهد له بالتفاني والتضحيات اجلسام .وسيبصم في البرتوكول الصحي .مبعنى أنها لم تقدم أي شيء يذكر استمرارية التمدرس ،ومحاربة الهدر املدرسي...
التاريخ التربوي للمرحلة ،أمام صاعقة الوباء ،التي للمؤسسات!. -االنتقال من التعليم اخلصوصي إلى العمومي،
كانت قاسية من حيث تفشي اإلصابات ،أو لطول مدتها -املؤسسات الهامشية لم يتفاعل معها املجتمع دون اإلعداد لذلك ،جعل املديرين ومؤسساتهم يعيشون
ومباغتها .فالتنويه إذن واجب بكل مكونات املنظومة املدني ،وبالتالي فمشاكلها اعوص ،باستثناء ،ما ميكن ضائقة ،ووضعا صعبا في تدبير الدخول أمام محاولة
التربوية ،على مختلف هرميتها ومسؤولياتها ،التي أن تقدمه جمعية اآلباء ،اذا تواجدت بها ،ومتكنت من إرضاء كل آباء وأولياء التالميذ الوافدين ،علما بأنه مت
تفاعلت مع احلدث الوبائي وسجلت بشموخ مهني استخالص واجبات االنخراط فيها. قبولهم بنسبة تقترب من . 100%مما خلق عددا زائدا
تدخالت كانت في مستوى التجاوب مع املرحلة بجدية -املديريات وإلى حدود التاريخ املذكور سلفا ،لم تقدم قياسا مع املواسم السابقة.
ال تنكر. أي شيء للمؤسسات ،ال معقمات وال أي شيء ،ما عدا -أحيانا جند تلميذين أو ثالثة ،اختاروا التعليم عن
خالل أيام االمتحانات بالنسبة للمؤسسات التي كانت بعد ،مما يطرح صعوبات في تطبيقه ،لذلك كان ،لزاما
*باحث تربوي مراكز لها. توجيههم نحو متابعة دروس التلفزة ،كحل أمام عدم
عضو المجلس الوطني للتضامن -لقد عمل مجموعة من املدراء على االتصال مبحسنني، توفر األساتذة ،والوسائل الرقمية في املؤسسات .
الجامعي المغربي وبعض جمعيات املجتمع املدني لدعم الوضعية احلالية -النقص في املوارد البشرية في موازاة مع األعباء
وما تتطلبه من عدة. اجلديدة ،التي أضيفت في املذكرة ،039 ×20من حيث
العدد 85دجنبر 2020
إصالح
في سياق التنظيم اجلديد للتربية والتكوين والعمل ،وانسجاما مع التحوالت السوسيو اقتصادية والتكنولوجية
الناجتة عن عوملة االقتصاد والتقدم املتسارع في اقتصاد املعرفة وتكنولوجيات املعلومات ،أصبحت االستشارة تكتسي
مطلبا اجتماعيا وتأخذ بعدا عامليا ،وبدأ أخصائيو مجال التوجيه املدرسي واملهني ينظرون بكثير من الريبة والشك
للنظريات واملقاربات والتقنيات املعتمدة في مجال التوجيه املدرسي واملهني واجلامعي.
ذ /عبد العزيز سنهجي*
ينخرطون في بناء حياتهم ،وذلك من االنتقاالت واالنعطافات املهنية لذا مهما كانت اخلصائص الفردية أدى التشكيك في النماذج واألساليب
بالتوفيق بني احتياجاتهم ومتطلبات والتحوالت الرئيسية في مجاالت مستقرة ،فإن البيئة تتغير بسرعة .وهذا املستخدمة إلى بروز حقيقة تتعلق
السياقات ،وال سيما احتياجات الدراسة حياتهم ،سواء كانت تغييرات في هو السبب الذي يجعلنا في حاجة إلى باحلاجة إلى منظور جديد لتلبية
والتكوين والعمل .إن مشاكل التوجيه الصحة أو العمل أو العالقات االجتماعية مناذج نظرية تؤكد على املرونة الفكرية تطلعات واحتياجات الناس الذين
املعاصر ،املتعلقة بالطريقة التي يبني أوالعائلية أو احلميمية .إن االختيار هنا واللياقة السلوكية والقدرة على التكيف يعيشون في مجتمعات الرقمنة واملعرفة.
بها األفراد حياتهم ،تؤدي إلى سؤال ليس مسألة رغبة واهتمام فقط ،وإمنا والتعلم والتكوين مدى احلياة .باإلضافة غير أنه ،وحلل هذه املعضلة ،يبدو من
بحثي مختلف عن تلك التي صيغت سابق ًا مالءمة بني معايير وأوليات حتددها إلى ذلك ،ينبغي أن نتبع أساليب جديدة غير املرجح تعميم مناذج وأساليب
بشأن املطابقة بني الفرد واحمليط املهني: جتربة وتطلعات الفرد ،إنها املفاتيح ملواكبة توجيه األفراد وفق مقاربات جاهزة انتجت في سياقات مغايرة دون
ما هي عوامل وعمليات بناء الشخص الرئيسية التي تقود وتشكل خيارات دينامية حتفز التفكير اإلبداعي املمكن تكييفها وتبيئتها من أجل استخدامها.
دائما فهم
ً لنفسه؟ في حني أنه من املهم الفرد ومدلوالته األخالقية .وقد تشمل لدى الفرد ،وتساعده على استكشاف فالدراسات املقارنة والرؤى املتقاطعة
كيفية اختيار الناس ملهنتهم وكيفية هذه املثل العليا حتقيق الذات ،وحتقيق إمكاناته الذاتية .كل هذا ،أصبح يحتم والنقاشات املهنية ميكن أن يفضوا
تطور املسارات املهنية مبرور الوقت ،إال اإلنصاف والعدالة االجتماعية ،واالحترام إعادة صياغة جل املفاهيم املركزية حللول مبتكرة ،تساهم في تشكيل
أننا نحتاج اآلن إلى فهم أفضل لكيفية املتبادل ،أو االهتمام باآلخرين ...وهذه فينظريات وتقنيات التوجيه في القرن قاعدة أساسية للمعرفة في أبعادها
بناء األفراد حلياتهم من خالل أعمالهم العناصر هي التي تعتمل في تفكير الفرد، العشرين ،من أجل تكييفها مع اقتصاد النظرية والعملية والسلوكية واملآلية،
ووظائفهم .ويجب أن نسعى إلى اإلجابة وتشكل حتم ًا مرجعا للفرد لالنخراط ما بعد احلداثة .أوال ،ألنها تقوم على الكفيلة بتغذية مدخالت وسيرورات
على السؤال التالي :كيف ميكن لألفراد في املستقبل أوترصيد املاضي أو بناء افتراض االستقرار والثبات ،باملميزات ومخرجات النموذج اإلرشادي املأمول.
أن يبنوا حياتهم على أفضل وجه في احلاضر .كل هذه االعتبارات األخالقية الشخصية للفرد وخصائص املسارات وبغية االنخراط في هذا التمرين
املجتمع البشري الذي يعيشون فيه؟ ليست جديدة في نشاط التفكير في حياة املهنية ،وتنظر إلى املسارات الوظيفية واملساهمة في هذه العملية احليوية
وتبرز هذه املسألة البحثية على الفور املرء .وإمنا كانت حاضرة دائما في على أنها سلسلة ثابتة من اخلطوات والضرورية ،واستنادا إلى مجموعة
احلاجة إلى مراعاة األنشطة في مختلف تأمالت الشباب الذين كانوا قلقني بشأن واملراحل ،بد ًال من النظر إليها عبر من النتائج واملقاربات العلمية املنشورة
مجاالت احلياة ،بدال من مجرد مجال اختيارهم للتوجيه .ومع ذلك ،في مجتمع منظور ملتو نسقي يوصف اخلطوات في مجموعة من الدراسات األكادميية
العمل .ومن خالل املشاركة في أنشطة اليوم ،االعتبارات األخالقية لها أهمية واإلجراءات،مما يحتم النظر ملراحل واألبحاث العلمية(*) ،ميكن تقدمي
تتوافق مع أدوار مختلفة ،يحدد األفراد نفسية أكبر لالعتبارات التالية :أو ًال، املسارات الوظيفية كسيناريوهات تعاش بعض التأمالت واخلالصات املؤطرة
تلك التي يتردد صداها مع ما هو محوري يضطر األفراد اآلن إلى التفكير في أكثر بشكل فردي. لوضع لبنات جديدة لنموذج إرشادي
وأساسي بالنسبة لهم .ومن خالل ما يهمهم ،ألن الفرد يشعر بأنه محروم يليق بتحديات ورهانات األلفية الثالثة:
مسارات حياتهم
لتنمية كفايات وقدرات األفراد ،وينبغي حياة األفراد” التي يخطط من خاللها هنا ،أضحت أغلب نظريات وتقنيات
أن تساعد هذه التدخالت التوجيهية األفراد تدريجيا ويبنون حياتهم من التوجيه ،تتعرض اليوم النتقادات كبيرة
يجب أن نؤكد أن هذا النموذج اإلرشادي األفراد على التفكير في جودة حياتهم خالل مسارهم الوظيفي .حيث لم يعد لكونها تنطلق من فرضية إمكانية التنبؤ.
يتأسس على التطور والنماء الدائمني ضمن السياقات التي يعيشون فيها. املراهقون فقط الذين يواجهون السؤال والواقع أن السلوك البشري ليس من
لألفراد واالقتصاد واملجتمع .ويحتاج والهدف من هذا التفكير هو مساعدتهم الرئيسي“ :ماذا سأفعل بحياتي؟” مسؤولية الفرد فحسب ،بل أيضا هو نتاج
لتوفير البيانات واملعرفة واملهارات على حل املشاكل التي قد تنشأ عندما وإمنا جميع األفراد يواجهون سلسلة للتفاعل مع البيئة مبكوناتها املختلفة.
املطلوبة حملللي السياقات البيئية
العدد 85دجنبر 2020
إصالح
أصولها وف ًقا للشخص ،وتتعدد أسبابها األقل في املجتمعات الغربية ،نشهد بناء مسارهم الوظيفي وتكوين هويتهم. واملعطيات غير اخلطية واحلقائق
غير اخلطية ،مع مراعاة التغييرات في تنوعً ا متزايدًا في احلقائق الفردية، لذا من األفضل التركيز على استراتيجيات الذاتية املتعددة والنمذجة الدينامية
االفتراضات املسبقة وتعاريف املشاكل بعيدًا عن املسارات التقليدية .قد يعود فعالة حلل املشاكل والبقاء على قيد احلياة والعمل وف ًقا لذلك .إن التأسيس لهذا
أثناء التفاعل. األشخاص إلى املدرسة في أي عمر، وديناميات التكيف والتخطيط لبناء احلياة املنظور اجلديد لتطوير منوذج إرشادي
وهناك من تدربوا ولم يحصلوا على عبر مناقشة مع أولئك الذين يستشيرونهم داعم ملشروع تدبير املسار احلياتي في
الوظيفة ،وهناك من فقدوا وظائفهم، «كيف يفعلون؟» وليس «ماذا يفعلون؟»
متغير املشروع الشخصي للفرد
ظل حتديات القرن احلادي والعشرين،
وفقدوا أسرهم عبر الطالق ،دون أن يتطلب االنتباه للمتغيرات التالية:
عوض االختيار القار متغير الدينامية النسقية
يفقدوا اعترافهم االجتماعي ،ويبدو
أن هذه التطورات املجتمعية كنتيجة
سيصبح املشروع الشخصي للفرد طبيعية تبرز أهمية التعايش بني هويات
عوض السببية اخلطية متغير السياقات واحلاالت واملميزات
ضمن الرؤية اجلديدة لالستشارة ذلك متعددة وحقائق ذاتية .حتى اللجوء لقد تأثر علماء النفس في القرن العشرين
اجلواب املنهجي الذي سيساعد الفرد إلى االختبارات املوحدة واملقننة، إن التفكير العلمي التقليدي املؤسس بالعلوم الدقيقة ،واعتبروا أن هناك قوانني
على هيكلة تفكيره وسلوكه وأدائه املؤسسة على احلسابات اإلحصائية، للنماذج اإلرشادية خطي واستنتاجي .ميكن علمية عاملية قادرة على التحكم في السلوك
ومنتوجه ،وسيقود إلى توفير عناصر تعطي اليوم انطباعً ا خاط ًئا ،وتؤدي أن يكون مفيدًا وفعالاً ح ًقا عندما يتعلق البشري .لذلك يركز البحث على سمات
إجابة عن ثالثة أسئلة مركزية :من إلى نبوءات قد تتحقق تلقائيا األمر بتطبيق قانون عام ،فالعديد من خبراء الشخصية وعوامل االستعداد من أجل
أنا؟ وماذا أريد؟ وكيف ميكن حتقيق وذاتيا ويصعب التحقق من صحتها االستشارة في التوجيه التقليديني يقومون وصف كل من األفراد واملهن .ثم ،بعد
ما أريد؟ ،هذه هي األسئلة املؤطرة لكل وموثوقيتها .من املفارقات أيضا ،أن مبمارسات عامة ومبنية على أساس فرضية ذلك ،استخدموا ملفات توصيف جانبيات
تفكير او فعل يستند الى مقتضيات املستشارين يحاولون فهم األفراد عبر أن مهارات الشخص ومصاحله قد تسمح األشخاص لتشخيص أفضل تطابق بني
املشروع الشخصي للفرد ،إنها أسئلة لغة التواصل التي قد تتم مبصطلحات لهم بالتنبؤ بالتطورات املستقبلية في الشخص والبيئة،ومن مت تقدمي خطة
تستحضر ذلك التفاعل اخلالق بني الفرد ومفاهيم ال تنتمي بالضرورة إلى حياتهم املهنية .ومن املفارقات أيضا أن خاصة لطالبي االستشارة .ولتحسني هذه
وما يطرحه من أهداف مستقبلية .مما إطارهم املرجعي اللغوي .مما يفضي املستشارين ال يزالون يؤمنون بالتفسيرات التشخيصات والقرارات من حيث التوجه
سيدفع خبراء االستشارة إلى التركيز لنتائج غير منسجمة مع حالة األفراد، السببية اخلطية .إن االفتراض القائل بأن أو القابلية للتوظيف ،أدخلوا املهارات
حول الكيفية املساعدة والداعمة للفرد وهذا يطرح سؤاال كبيرا حول مصداقية املهارات واالهتمامات كافية للنجاح في عمل الفنية واملهارات االجتماعية ،سواء كانت
ليجد طريقة لالستثمار اجليد في ذاته مخرجات هذه العملية.إذا كانت صحيحا .وينطبق ً أو تدريب معني لم يعد مهارات أساسية أو قابلة للتحويل أو
هناك طرق متعددة لتفسير جتارب الشيء نفسه على االعتقاد بأن مثل هذه محددة .وتتمثل املفارقة األساسية في
ومحيطه .وبالتالي ،مساعدتنا لهذا
احلياة املختلفة لألفراد ،فمن املمكن املطالب مستقرة وميكن التنبؤ بها .صحيح كون هذه األساليب تقود املستشارين إلى
الفرد ستكون من أجل إقداره على
أيضا تصور وجهات نظر ومشاريع ً أن بعض املهارات مثل الذكاء العام أو بعض البحث عن أفضل املطابقات املمكنة بني
متك منظورا منهجيا العتماده في
مختلفة لبناء حياة الفرد .ويتمثل دور القيم األساسية لألشخاص مستقرة نسبيا. خطط حياة من يستشيرونهم وظروف
حتقيق طموحاته وأهدافه ،عن طريق
مستشاري التوجيه في تعزيز ومتكني لكن النقطة األساسية هنا هي أنه عندما البيئة ،باستخدام األدوات والطرق التي
توقعها وتوفير ما يلزم من وسائل
الفرد من التكيف املرن مع النظام البيئي يبني الناس حياتهم ويعيشون في كنفها، حتد من تأثير املعلومات السياقية .غال ًبا
وشروط ومستلزمات لتحقيقها .هكذا
اخلاص به ،وبالتالي فتح آفاق جديدة فإنهم ال يعتبرون مهاراتهم واهتماماتهم ما يعتمد خبراء االستشارة التدابير
سيصبح املشروع الشخصي للفرد
للتنظيم الذاتي أو التعاون املشترك. غير قابلة للتغيير والتحويل .عالوة على املوضوعية واملالمح املوحدة في تقدمي
تلك اآللية التي ستحيل على مجموع ذلك ،حتى في مواقف التفاعل مثل اإلرشاد استشاراتهم .هذه األساليب ال تزال غير
السيرورات واملراحل واملنعطفات التي ويفترض أن تساعد املشورة اإلرشادية
الفرد في عمليات بناء حقائقه الذاتية التوجيهي ،ال يستطيع أي أحد التأكد من كافية لوصف األشخاص الذين يتفاعلون
يقطعها الفرد في إطار منوه اجلسمي سلوك اآلخر بطريقة عقالنية ،حتى أثناء في سياقات متعددة وكيف يتكيفون معها.
ال من االعتماد على معاييراملتعددة ،بد ً
والفكري والنفسي واالجتماعي ،وفي التفاعل البسيط في حل املشكالت ،تتغير يجب أن ُينظر إلى الهويات املهنية على
عالقاته املتعددة واملتشعبة مبختلف موحدة ،حيث يظل املهم هو مساعدة
الفرد على التفاعل مع محيطه ليجدله املواضيع والتعاريف بشكل مستمر ،وغال ًبا أنها تغيير في أمناط حياة الشخص ،بد ًال
الفاعلني التربويني واالجتماعيني ما تكون غير خطية .إن التغيير املأمول في من االقتصار على نتائج اختبارات يفترض
واالقتصاديني ،املكونني لبيئة مؤسسات معنى وداللة في رؤية نفسه عبر زوايا
مناذج ومنهجيات اإلرشاد التوجيهي هو أنها ثابتة ومجردة ومبسطة .فالفرد ونظامه
جديدة.
التربية والتكوين والشغل والتنشئة توسيع املنظور من نصيحة بسيطة تتعلق اإليكولوجي يشكالن كيا ًنا معقدًا وديناميا
االجتماعية التي مير بها الفرد ويتفاعل بقرار توجيه إلى خبرة في البناء املشترك ينتج عن التنظيم الذاتي للتكيف املتبادل مع
معها ،وينمو ويتطور أيضا في مناخ
اجتماعي وثقافي وسياسي له محدداته
متغير النمذجة عوض التوصيف ودعم األفراد في بناء كلي ملسار حياتهم، مرور الوقت.
قد نحتاج إلى معاجلة تقييم النتائج وحلل املشكالت واكتساب خبرة متعددة
متغير السيرورة عوض الوصف اجلاهز
وإكراهاته وخاصياته النوعية. وكيفية ضمان جودة التفاعل في التوظيفات واالستعماالت ،يجب على
إن إحداث القطعية مع املمارسات توجيه املشورة .إن املنهج التجريبي أخصائيي االستشارة اعتماد استراتيجيات
التقليدية في سياق حتديات األلفية متنوعة واستخدام أدوات وأساليب عديدة أظهرت دراسة طولية أجراها مكتب
الذي يقارن نتائج مجموعتني(مجموعة
الثالثة ،لن يتأتى إال بتغيير النماذج ومختلفة .وملرافقة هذه املهمة املعقدة إحصاءات العمل في الواليات املتحدة
جتريبية ومجموعة ضابطة) نادر ًا ما ( )2002أن الشباب دون سن 36يغيرون
اإلرشادية وطرق تقدمي املشورة ملساعدة يكون مناس ًبا للبحث في مجال اإلرشاد املتمثلة في بناء مسار حياة الفرد ،سيتطلب
األفراد على تدبير وقيادة مشاريعهم األمر العديد من اجللسات والكثير من وظائفهم في املتوسط كل عامني تقري ًبا.
التوجيهي .حيث إن املشاريع الشخصية في حني أكدت دراسات أخرى،أن األفراد
الدراسية واملهنية واحلياتية .سيكون لألفراد تكون متفردة ،وبالتالي مختلفة. املواكبة بالتعاون مع طالب االستشارة ومع
من املفيدبناء ومنذجة هياكل تقييمية من يهمه األمر ،وصياغة وتدقيق فرضيات أصبحوا يزاولون أكثر من مهنة ،ومعظم
هذا هو السبب في أن تفاعل املشورة املهن غير مستقرة ،و 70في املئة من
تستحضر املتغيرات السالفة ،قصدتقييم الفعالة ميكن أن يتكيف مع املستفيد العمل الختبارها وتقييمها،كما يجب تكرار
جناعة وفعالية وأثر هذه التدخالت، هذه العملية بشكل دوري للوصول إلى حلول مواليد اليوم سيمارسون مهن غير موجودة
فقط ،فإن مت حتويله إلى عالج منطي أصال ،...لذا فإن االختيار الوحيد لوظيفة
بهدف التنبؤ بالتمظهرات املستقرة مرضية وقابلة للتطبيق في احلياة.
موحد سيقلل من فائدته ومفعوله .جند واحدة مدى احلياة هو أسطورة أكثر منه
ال من النظر في النتائجللمتغيرات ،بد ً
أنفسنا ،اليوم ،نواجه صعوبات مماثلة حقيقة .ومن املؤكد أنه في القرن العشرين
من زاوية املتغير الواحد .هذا من شأنه
أن يعطي األمل في أن تنتهي وإلى األبد
عندما نحاول حتديد نتائج تفاعل
املشورة من خالل متغير تابع واحد،
متغير احلقائق السردية عوض مت توظيف العديد من الناس لعقود عمل
طويلة األمد على أساس تكريس الوالء
واحدة من أهم االنتقادات لالستشارات
في مجاالت الدراسة والعمل واحلياة،
حتى عندما نستخدم متغيرات جديدة احلقائق العلمية: واألمن .واملفارقة احلالية هي أن خبراء
مثل الرضا واالرتياح فيما يتعلق خالل القرن العشرين ،مت ترتيب االستشارة يواصلون حتليل الوضع بنفس
وهي عدم وجود أدلة جتريبية كافية بالقرار ،والتكيف مع املواقف اجلديدة، املسارات التي يتبعها األفراد وف ًقا الطريقة واملقاربة من حيث احلياة الوظيفية،
حول موثوقيتها وفعاليتها. وقبول وضعه الشخصي .كما ميكن للمعايير املجتمعية املعمول بها: في حني أن الناس يغيرون وظائفهم
أن يؤدي االعتماد على اإلحصاءات التدريب أوال ،ثم العمل ،وأخيرا باستمرار .وبالنسبة لغالبية الناس الذين
* مفتش منسق جهوي الوصفية البسيطة إلى جناح محدود األسرة .حيث كان التكامل واالعتراف يلجؤون إلى خبرة مستشاري التوجيه ،لم
بأكاديمية الرباط سال القنيطرة فقط ،ألن الدعم النفسي يعالج العديد االجتماعي يعتمدان بشكل أساسي يعد التحدي يتمثل في اتخاذ خيار مهني
من احلقائق الذاتية ،والتي تختلف على هذه النظم املرجعية .اليوم ،على واحد ،بل حتمل املسؤولية في سيرورة
العدد 85دجنبر 2020 10
إصالح
ألول مرة ،في مدارسنا أطر للدعم االجتماعي والنفسي تصاحب التالميذ
سيصبح في مدارسنا أطر يستمعون ملشاكل تالمذتنا يساعدونهم على تعثراتهم في الدراسة ويدعمون
مواهبهم ويساهمون في إرساء مبادئ املساواة واالنصاف وتكافؤ الفرص ونشرها في صفوف املتمدرسني…..
مطلب لم يكن يتحقق اال من خالل بعض جمعيات املجتمع املدني التي كانت تلعب هذا الدور داخل بعض املؤسسات
،ملساعدة التالميذ في وضعيات صعبة ،والتي كانت جتابه بالرفض أحيانا من قبل اإلدارة التربوية في العديد من
احلاالت. ذ/فاطمة الطويل
الصحي باملؤسسة التعليمية. تنظيم وتتبع أنشطة احلياة املدرسية وإعداد وحركيتهم باإلضافة إلى املساهمة في إعداد اليوم أصبح وبقرار وزاري ،توظيف اطر
– إخبار االدارة واالساتذة بوضعية التالميذ وتنفيذ وتتبع مشروع املؤسسة واملشاركة في وتنفيذ وتتبع مشروع املؤسسة وتنظيم و في الدعم االجتماعي من خالل مباراة مفتوحة
الصحية واالجتماعية. األنشطة الثقافية والفنية العامة ،كما يقوم تتبع أنشطة احلياة املدرسية ،أما في مجال امام حاملي الشهادات اجلامعية في الفلسفة
– التواصل مع اسر التالميذ املتعثرين في بأشغال املكتبة املدرسية وتسييرها وتنشيطها التدبير التربوي والتواصل فتعمل هذه الفئة وعلم االجتماع وعلم النفس ،قصد االستماع
الدراسة آو املنقطعني عنها. واحملافظة على الكتب والسهر على صيانتها على املساهمة في تنظيم حمالت اإلعالم وتقدمي املشورة والدعم للتالميذ واوليائهم
– القيام بدور الوساطة والدعم السمعي أما بخصوص فئة امللحقني االجتماعيني، والتوجيه واألنشطة املرتبطة بها واملساهمة لتعزيز االندماج االجتماعي ومصاحبة
والعمل على محاربة الظواهر والسلوكات فيعملون حتت إشراف اإلدارة التربوية في إعداد وتنظيم وتنسيق األنشطة التربوية التالميذ ومالمسة كل ابعاد شخصيتهم
املشينة في الوسط املدرسي. للمؤسسة مبهام الدعم النفسي واالجتماعي و الثقافية و الرياضية باملؤسسة التعليمية املعرفية واالجتماعية والسلوكية وغيرها….
– إعداد دفاتر خاصة للتالميذ املتعثرين والصحي للمتعلمات واملتعلمني وفق املجاالت واحلرص على احترام املتعليمن للنظام وهي مبادرة الميكن إال تثمينها ألنها سوف
وذوي االحتياجات اخلاصة حسب احلاالت التالية: الداخلي للمؤسسة واملساهمة في عمليات تساعد ال محالة في حتسني جودة التعلمات
لإلحصاء واملصاحبة والتتبع. – االستماع وتقدمي املشورة والدعم للتالميذ التعبئة و التواصل حول املؤسسة التعليمية واالرتقاء باحلياة املدرسية .
– تنظيم عروض ولقاءات مع املختصني حول واوليائهم لتعزيز االندماج االجتماعي واملساهمة في املداومة خالل العطل املدرسية. مبادرة التوظيف شملت أيضا وألول مرة
قضايا االسرة والتالميذ. – مصاحبة التالميذ ومالمسة كل أبعاد أما فيما يتعلق مبهام احمللقني التربويني ،مناصب اطر الدعم اإلداري والتربوي ،التي
– املساهمة في عمليات التعبئة والتواصل شخصيتهم (البعد املعرفي واالجتماعي فتتجلى في املساهمة في األعمال االدراية فتحت في وجه حاملي الشهادات في شعب
حول املؤسسات التعليمية. والسلوكي والوجداني) املتصلة بتسجيل التالميذ و مسك نقط املراقبة وتخصصات مختلفة لتعزيز اإلدارة التربوية
– املساهمة في املداومة خالل العطل – محاربة الظواهر والسلوكات السلبية املستمرة و االمتحانات املدرسية ومرافقة بجيل من الشباب ينعش فضاءات مؤسساتنا
املدرسية التعليمية .
-املساهمة في إعداد وتنفيذ القرار كانت قد أصدرته وزارة
وتتبع مشروع املؤسسة. التربية الوطنية والتكوين
– املساهمة في ترسيخ قيم املهني والتعليم العالي والبحث
املواطنة والسلوك املدني بالوسط العلمي في 4نونبر 2020حددت
املدرسي وفي تأسيس األندية فيه مجاالت مهام اطر الدعم
وتتبع ومواكبة أنشطتها. اإلداري والتربوي واالجتماعي،
– املساهمة في تنمية الشراكات والذي جاء مبنيا على املرسوم
واالتصال باإلدارات واجلماعات رقم 2.02.854الصادر في 10
واجلمعيات لدعم فئات التالميذ النظام فبراير 2003بشأن
من املعوزين وذوي االحتياجات األساسي اخلاص مبوظفي وزارة
اخلاصة. التربية الوطنية كما مت تغييره
– املساهمة في إرساء مبادئ وتتميمه .وأيضا االطالع على
املساواة واإلنصاف وتكافؤ األنظمة األساسية اخلاصة بأطر
الفرص ونشرها في صفوف األكادمييات اجلهوية للتربية
املتمدرسني. والتكوين املؤرخة بتاريخ 15
أطر الدعم اإلداري و التربوي مارس .2019
و االجتماعي ،يقومون مبهام قرار سعيد امزازي ،وزير
أخرى مرتبطة مبستجدات التربية الوطنية ،بضخ دماء
املنظومة التربوية التي حتددها شابة جديدة في شرايني اإلدارة
اإلدارة،حسب ما جاء به القرار التربوية أعطى االنطباع بالرغبة
الوزاري. في التغيير وتخفيف املشاكل على
وهي القرارات التي لقيت األطر التربوية التي ظلت تعاني
استحسانا من طرف اغلب املهتمني بالشأن باملؤسسة التعليمية. التالميذ ذوي اإلعاقة ومساعدة األساتذة على من تراكم املهام مع النقص الكبير في األطر
التربوي الذين يخبرون واقع اإلدارة التربوية – محاربة الهدر املدرسي وتقدمي الدعم إجناز دروس الدعم التربوي وحراسة الفروض اإلدارية التربوية وعدم حتديد املهام املوكولة
في املدارس العمومية ،وأيضا على اإلداريني للتالميذ املتعثرين وذوي االحتياجات ودروس التعليم عن بعد واملساهمة في تنظيم اليها،.حيث حدد القرار الوزاري اجلديد
الذين يعانون األمرين بسبب النقص الكبير في اخلاصة. املباريات واالمتحانات املدرسية وامتحانات مجاالت مهام ملحقي االقتصاد واالدارة
األطر اإلدارية مما يؤدي بهم في اغلب احلاالت – دراسة أسباب االنقطاع الدراسي وتقدمي الكفاءة التربوية والكفاءة املهنية واملشاركة ومجاالت مهام امللحقني التربويني ومجاالت
ملزاولة أكثر من مهمة لسد هذا الفراغ. التوصيات الضرورية ملجالس املؤسسة في جلن احلراسة واملساهمة في عمليات مهام امللحقني االجتماعيني.
جتدر االشارة إلى ان اختبارات مباريات واقتراح صيغ معاجلتها. التعبئة و التواصل حول املؤسسة التعليمية و تتجلى مهام ملحقي االقتصاد واإلدارة
توظيف امللحقني التربويني وامللحقني – إدماج مقاربة النوع في الوسط املدرسي. واملداومة خالل العطل املدرسية والعمل على في العمل ،حتت إشراف اإلدارة التربوية و
االجتماعيني وملحقي االقتصاد واإلدارة – املساهمة في اجناح العملية التعلمية احترام املتعلمني للنظام الداخلي للمؤسسة أطر التوجيه والتخطيط التربوي وأطر هيئة
قد جرت ،والول مرة ،يوم 25نونبر التعليمية من خالل مساعدة األساتذة على ومراقبتهم أثناء االستراحة أو بالقسم التسيير واملراقبة املادية واملالية ،على التسيير
2020وسيخضع الناجحون في هذه القيام بواجباتهم التربوية. الداخلي واملطعم املدرسي وضبط الدخول املادي واملالي واحملاسباتي للمؤسسات
املباريات للتكوين التأهيلي ابتداء من شهر – إعداد وتنفيذ برامج العمل املرتبطة واخلروج وتسجيل و توثيق الغياب وضمان التعليمية وا لداخليات واملطاعم املدرسية
دجنبر 2020وذلك استعدادا للدخول التربوي بالوقاية الصحية واالجتماعية في الوسط األمن داخل املؤسسة التعليمية وحماية صحة واألعمال اإلدارية املتصلة بتسيير املؤسسة
.2022-2021 املدرسي. التالميذ وإجناز مختلف عمليات اإلحصاء والقيام
– احلرص على ممارسات النظافة واألمن كما يعمل امللحق التربوي على املساهمة في باألعمال اإلدارية املتعلقة بتسجيل التالميذ
العدد 85دجنبر 2020 11
إصالح
طبقاتهم ومكانتهم االجتماعية ،بشكل االصالح الكلي .إال أن الواقع يبني واملساواة. ان فرض صيغ جديدة للعمل عن بعد
سهل ،ومبواصفات اجلودة ويؤكد ذلك بامللوس أن هده العمليات مجرد فمنذ بداية االستقالل حتى اآلن، في ميادين متعددة وباألخص التعليم
الفصل ....(31احلصول على تعليم ترميم لإلجزاءاملكونة للمنظومة عرفت املنظومة التربوية مجموعة أضحى لزاما على الدول واحلكومات
عصري ،ميسر الولوج وذي جودة ).بل التعليمية يتم من خاللها احتواء من اإلصالحات ،شكلت لها لقاءات التأقلم مع الوضع اجلديد ،والتفكير
أنشأت الدولة هيئة استشارية ملتابعة االنتقادات واالحتجاجات االجتماعية ومناظرات ،وجلان من بينها: في تطويره بل حتى تقنينه.
تنفيذ األهداف التربوية والتعليمية. والسياسية.باصالح جاهز يقدم > اللجنة الرسمية إلصالح التعليم من جهة ثانية برزت اكراهات وطنية
وتقييم مخرجات املنظومة التعليمية. وصفة تناسب اجلميع دون مراعاة ،1957اللجنة العليا للتعليم ، 1958 ومحلية تفرض صياغة منوذج
حيث اعتبرالفصل(168أن إحداث لالولويات واالحتياجات االجتماعية. مناظرة املعمورة1964 تنموي جديد ،والذي يجب أن يتموقع
مجلس التربية والتكوين كهيئة تعنى ودون أن حتقق أهدافها املعلنة .بل > مشروع إصالح التعليم بأفران فيه موضوع إصالح التعليم كأحد
باالستشارة وتقدمي الرأي وتقييم ساهمت كثيرا في فشل اجلهود .1980 املداخل الرئيسية لعمل اللجنة املكلفة
السياسات والبرامج التي تخص املبذولة إلصالح التعليم. > اللجنة الوطنية املختصة بقضايا بصياغته .وركنا أساسيا للتنمية
التربية والتكوين .إلرساء تعليم إن غاية الدول من إصالح وتطوير التعليم .1994 الشاملة.
منوذجي ،قوامه اجلودة واإلنصاف منظومة التعليم هو حتقيق تنمية > امليثاق الوطني للتربية والتكوين تبعا لذلك ميكن التفكير والتأمل
وميكن من اإلسهام في تنمية البالد شاملة ،في أبعادها املختلفة .األمر (.) 1999/2000 في صياغة إصالح شمولي ،سيرا
وانخراطها الفاعل في مجتمع املعرفة الذي يقتضي إصالح منظومة االستعجالي البرنامج > على نهج بعض دول العالم الثالث
والثقافة وفي ترسيخ القيم اإلنسانية التعليم كوحدة متكاملة ال ميكن ( ، ) 2009/2012الرؤية االستراتيجية التي انكبت على مراجعة أنظمتها
وفضاءللسلوك املدني) . جتزئتها ومبنهجية شاملة جلميع (.) 2015/2030 التعليمية مراجعة شاملة وجدرية.
أن هده األهداف املرجوة لتحقيق مكوناتها األفقية و العمودية ،من ان اإلصالحات التي عرفتها املنظومة بهدف إعداد مواطنيها ومجتمعاتها
منوذج للتعليم متميز باملغرب ،يبقى برامج وسياسات ،ومناهج وبنيات التعليمية قبل صدور امليثاق الوطني للقرن احلالي وللمستقبل.
طموحا بعيد املنال ،فالواقع يبني مالية ومادية ،وعناصربشرية....، للتربية والتكوين ،صنفت كإصالحات ولربح هدا الرهان باملغرب أكد
ضعف السياسات التعليمية املتعاقبة جلعلها قادرة على التنافس بني الدول جزئية ،بحيث مست مجاالت محدودة املجلس األعلى للتربية والتكوين خالل
في حتقيق أهدافها .وقد أورد املجلس بأساليب اإلبداع واالبتكار والبحث في معاجلة اإلشكاالت التعليمية ،على انعقاد دورته17على ترسيخ مبدأ
األعلى للتربية والتكوين في تقريره أن العلمي.وجزءا من استراتيجية شاملة مستوى الهيكلة والتنظيم ،أوالتشريع، حتمية اإلصالح العميق للمنظومة
حتليل املؤشر الوطني لتنمية التربية إلصالح املجتمع .. ونظام االمتحانات والتقييم.. . التعليمية .باعتباره مطلبا عاما ال
الذي يضم 157مؤشرا يبني أن بعد ان ترسيخ إصالح شامل وعميق بعد صدور امليثاق الوطني للتربية يقبل أي تأخير وسيكون له أثر على
اإلنصاف هو الذي يحتل أحسن موقع للتعليم يحدث أثره على األوضاع والتكوين كوثيقة عملية مختلفة في مستويات عدة اقتصادية واجتماعية
بنسبة 62في املائة سنة .2018أما االقتصادية واالجتماعية والسياسية. منهجية إعدادها ورهاناتها عن ما وثقافية وأخالقية ودينية.
بعد اجلودة واالرتقاء فلم يحقق بعد ..يبتغي جعل املجتمع أولويته، سبقها من إصالحات .بدأت عملية من هدا املنطلق ميكن رصد مرتكزين
نصف األهداف احملددة لهما/48،7( . بتبني حاجيات أفراده،وإعادة الثقة اصطفاف سياسي ملحوظ بني مؤيد أساسيني لبلورة إصالح شمولي
و )/49،3على التوالي. للمواطنني في عمل مؤسساتهم ومعارض.انعكست على اإلصالحات وعميق ملنظومة التعليم باملغرب،
ان التجاوب مع احتياجات املجتمع .وميكن أن يتحقق دلك من خالل التي تلتها ،والتي اتسمت بضعف يتأسسان على :
تفرض تبني خياراته ،بإدخال أمناط حتسني اخلدمات العامة وتقريبها. تنزيل مقتضياتها .وبالرغم من مقاربة جتعل من املجتمع محور اية
جديدة من التعليم في املستقبل،تتوجه وأهمها التعليم اجليد،القائم على التأكيد على ضرورة االلتزام بالتدرج عملية إصالحية وفي قلبها .وايضا.
إلى تفضيل احتياجات املواطن وتكافؤالفرص.وتعزيز اإلنصاف، في تفعيل مقتضياتها ،االانهااقتصرت حتديث آليات واساليب عمل
املستقبلية واملتوقعة. فرص التعلم مدى احلياة .في تناغم في غالبيتها على جوانب شكلية: املنظومة بالشكل الذي يحقق جميع
تام مع منظور (اليونسكو) عند تقنياتوأدوات-استعمال بإدخال أهدافها.
املجتمع القادم مجتمع معلوماتي، حتديدها للهدف الرابع من اهداف احلاسوب-االعتناء باللغة اإلجنليزية
في حاجة إلى عقليات قادرة على التنمية املستدامة. -الربط بشبكة اإلنترنت .وهو ما ذهب
أولوية املجتمع في اإلصالح الشمولي
التعامل مع الكم الهائل من املعلومات .ويتضح انه على الرغم من املكانة إليه املجلس األعلى للتربية والتكوين والعميق ملنظومة التعليم....... .
والبيانات وتوظيفها .وابتكار احللول املتميزة التي يحتلها احلق في عند تقييمه لهده اإلصالحات بحيث يتم النظر للتعليم كأساس لتقدم
والبدائل العلمية ملا يصادفها من التعليم دستوريا ،من خالل فصوله اعتبرها بدون فعالية وال تنعكس املجتمع .لذلك ينصح بسلك املنهج
مشكالت. كخدمة عمومية ،مجانية بحسب إيجابا على حتديث املنظومة. الشمولي عند إصالحه .الذي بإمكانه
ستقتحم تكنولوجيا االتصاالت جميع الفصل 32من الدستور املغربي لسنة وعلى الرغم من تشبث احلكومة أن يعكس رغبة املجتمع وتوجهاته
مفاصل احلياة ومنها التعليم( .مثل (2011التعليم االساسي حق للطفل والوزارة الوصية على القطاع، وغاياته من التعليم ،وأسس تنظيمه
التعليم عن بعد-التعليم اإللكتروني وواجب على الدولة واالسرة).ومفتوح واعتقادهما بأن منهجية اإلصالح وتوجيهه .بالشكل الذي يساهم في
-التعليم املبرمج ).وسيصبح التعليم الولوج أمام املواطنني على اختالف تقتضي التدرج عبر مراحل لبلوغ محاربة اإلقصاء والفوارق .ويحقق
اإلدماج االجتماعي واإلنصاف
العدد 85دجنبر 2020 12
إصالح
يساعد كثيرا على قياس مدى حتقيق تدبيره من خالل توظيفه السليم التربوية. التقليدي متجاوزا عاجزا عن مسايرة
األهداف املراد بلوغها .مبعايير للموارد البشرية ،وايضا املادية وميكن اعتبار ذلك طبيعيا بالنظر التغيرات .كما سيتموقع التعليم
ومؤشرات علمية دقيقة .وميكن واملالية املتاحة .قيادة جادة ومبدعة، على املستمرللحاصلني للدمج اإللكتروني كخيار له األولوية بوسائله
تعميمه على املؤسسات التعليمية قادرة على صنع القرار التشاركي الشهادات اجلامعية في التدريس. وتقنياته ،وتطبيقاته ،احململة على
(االبتداءية واالعدادية والثانوية واالستراتيجي. وبتكوين ضعيف وغير مالئم وفي أجهزة احلاسوب .بدورها املادة
وايضا اجلامعية وحتى املعاهد كما أن أساليب العمل مبختلف غياب تام للتكوين املستمر .يتشابهون التعليمية تصيرمبرمجةومحملة.
العليا ) كتنظيم ذاتي مستقل يساعد اإلدارات التربوية والتعليمية ،يجب في هدا التصنيف مع باقي املوظفني سيعتمد املستقبل القادم على
في تشخيص مكامن القوة والضعف أن تعتمد املرونة ،في حل اإلشكاالت العموميني .في مختلف القطاعات. البحث العلمي التكنولوجي فائق
لتحسني األداء .وتطويره .لكن وبدورها التعليميةاملطروحة. إن بلوغ أهداف املنظومة التربوية التقدم ،مما يكون له الوقع الكبير
االعتقاد السائد هو أن السياسات الوصية، والوزارة احلكومة، باملغرب يقتضي حتديث آليات عملها على مختلف البنى االقتصادية
والهياكل التعليمية ليست خاضعة مدعوة إلى تقليص سلطويتها والرفع من كفاءة مواردها البشرية واالجتماعية والثقافية والصناعية.
للتقومي الذاتي .ويصعب تغييرها. وبيروقراطيتها وتخفيف رقابتها مع ما تطرحه التحديات املعاصرة. وستتوالى الضغوط على الدول
املالية واإلدارية ومنح مزيد من ومن هنا تأتي احلاجة لالستفادة من واحلكومات لتلبية االحتياجات
املتزايدة للمواطنني للحصول على
خدمات عمومية تتميز باجلودة.
حتديث آليات واساليب عمل املنظومة
التعليمية. .
إن مخرجات املنظومة التعليمية
باملغرب تبدو ضعيفة ،وفق قياس
أداءها وتقييمه .و بشكل معلن
وواضح .يجعل الرهان على بلوغ
األهداف املسطرة مسألة صعبة.
بالنظرللبطء في تنزيل السياسات
احلقيقة بهذه والبرامج.ويقر
املجلس االعلى للتربية والتكوين:
«أن التقدم احملرز حاليا في اصالح
منظومة التربية يبقى خجوال ،وال
يكفي لتحقيق األهداف املتوخاة
ضمن الرؤية االستراتيجية إلصالح
املنظومة « .-2030 -2015وأكد دلك
في التقرير األول للهيئة الوطنية
للتقييم« :فاإليقاع الذي تتقدم به
التربية لن يحقق به املغرب أهداف
الرؤية االستراتيجية في سنة .2030
وأن أقصى ما ميكن حتقيقه سنة
2030في مجال التربية هو/63،5
اي أقل من ثلثي األهداف املدرجة في
الرؤية االستراتيجية».
كما ان ضعف املردودية يتم تكريسه
في تدفق الكم الهائل من اخلريجني
وختاما فإن حتقيق إصالح الصالحيات واملسؤوليات للعاملني تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت على اجلامعات بنتائج ال تعكس مطلقا
شمولي وعميق ملنظومة التعليم في املستويات الدنيا. لتحسني الكفاءة. التقييم احلقيقي ملستوى التالميذ.
ميكن حتقيقه إذا ما توجهت جهود إن السلطة اإلدارية القائمة على كما أن حتسني أداء اإلدارة التربوية مما ينعكس كثيرا في البطالة.
اإلصالح لكي تكون منظومة التعليم الطاعة والوالء ال تبعث على االبتكار. على صعيد كافة مستوياتها -املركزية ويتم أيضا تقييم أداء عمل
عاكسة خليارات وتفضيالت االفراد كما أن احتكار القرار التعليمي على واجلهوية واإلقليمية واحمللية- املنظومة بقياس كفاءة العاملني
واملجتمع .هذا األخير عليه أن يحدد املستوى املركزي ،يضعف دور باقي ضروري لتحسني املناخ والظروف بها .فاملوارد البشرية مبختلف
أهدافه ونوع التعليم الذي يريده .وان اإلدارات وتتحول إلى مجرد آليات التي تعزز التغيير الناجح وااليجابي. هيئاتها تنقصها الكفاءة والفعالية،
تنصب اإلصالحات على حتديث آليات لتنفيذ ما تقره السلطات العليا. قادة تربويون يتمسكون بالتفكير سواء العاملني باإلدارة التربوية
وأساليب عمل املنظومة بالشكل الذي ان التوجه اجلديد لإلدارة التربوية اإلبداعي واالبتكاري .يتبنون التغيير على صعيد املركز،أوجهويا على
يجعلها متميزة ورائعة. يفرض هامشا من احلرية عند كنموذج قيادي ملتزم ،يخلق احلماس مستوى األكادميية ،وحتى اقليميا
اتخاد القرار على املستوى اجلهوي والدافعية لدى العاملني في املؤسسة. باملديرية اإلقليمية،وايضا محليا في
*استاذ باحث. واإلقليمي وحتى احمللي.ليرفع من بشكل منظم ومخطط له .لتحقيق
تخصص القانون واإلدارة.
املؤسسات والتعليمية .تنضاف إلى
فعاليتها .وتصدر قرارات واقعية جميع األهداف املنشودة للتغيير. دلك الرؤية السلبية لعمل املدرسني
المركز الجهوي لمهن التربية بسرعة ومرونة. فتوظيف أسلوب قيادة التغيير
والتكوين الدار البيضاء. عبر عنها تقرير املجلس االقتصادي
ويبقى التقومي املؤسساتي اآللية وباألخص على مستوى املؤسسة واالجتماعي عندما ربط بني تدني
املغيبة في منظومتنا التعليمية ،الذي التعليمية له مزايا تنعكس في مستوى املدرسني وضعف املنظومة
العدد 85دجنبر 2020 13
إصالح
كنا في زمن مضى نحن السباقين في العلوم عملية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومناهج والفكري للمجتمعات .واهتم العالم اإلسالمي أظهر الواقع المر هذه األيام بأن أهمية البحث
التجريبية وترجمنا عن الفالسفة اليونانيين علمية محددة للحقائق العلمية بغرض التأكد منذ صدر اإلسالم بالبحث والتأليف وكانت العلمي تكمن ،وبدون شك ،في كونه المدخل
وغيرهم كل دروب الفلسفة والفكر واستطعنا من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد تشد الرحال لطلب العلم والخوض في أبحاث الصحيح والسليم لإلصالح الحقيقي المنشود
إيصالها إلى غيرنا من األمم األخرى ،غير لها(عن أمجد قاسم ،2012:التربية والثقافة، أفادت اإلنسانية جمعاء ،كما ساهم علماء لقطاع الصحة .كما أبانت الدراسات الحالية
أننا شغلتنا الحروب والطائفية والفتن «ما بتصرف) .أما الدكتور جون ديكنسون – خبير المسلمين والمخترعين في نشر حقائق علمية والواقع الحالي الصعب أيضا أن مشاكل هذا
ظهر منها وما بطن» ،فوقفنا مندهشين لسرعة اليونسكو – فيع ّرف البحث العلمي بأنه ومفاهيم جديدة أخرجت أوروبا وباقي دول القطاع ومردوديته مرتبطة بمدى تطور البحث
التقدم التقني والعلمي الحاصل في بعض «استقصاء دقيق ،نافذ وشامل ،يهدف إلى العالم من عصر الظلمات إلى النور ،وهكذا العلمي لدى المستشفيات الجامعية وكذلك
دول الغرب ،والذي تحقق بسرعة فائقة خالل الوصول إلى حقائق جديدة ،تساعد على وضع بدأت المجتمعات في البحث نحو فك األلغاز مراكز األبحاث الوطنية .وبدون شك أن عالقة
العقود القليلة الماضية ،بيد أننا نحن مازلنا فرضيات جديدة موضع االختبار ،أو مراجعة العلمية المتعلقة بالهندسة والطب والفلسفة قطاع الصحة له صلة مباشرة بقطاع التربية
مكتفين باستهالك ما تنتجه المكينة والعقول نتائج مس ّلم بها»(ذكر عن أمجد قاسم.)2010 : والعلوم اإلنسانية واالجتماعية ،مما ساهم والتعليم ،إذ أن هذا األخير هو الذي بمده
الغربية وما يقدَّم إلينا من منجزات علمية كما يرى ماكميالن وشوماخر ،كما ورد عن في اختراعات غيرت مسارات البشرية في باألطر المهيأة والمؤهلة لكي تقوم باألبحاث
ومعرفية ،بعد أن أفل نجم علمائنا ومخترعينا العلمي هو «عمل َّية
َّ َ
البحث أمجد قاسم ،بأن الحياة وكان لها وقع مدو الزال بعضه ساري الالزمة وتكون مسئولة عنها.
األجالء األوائل ،وو ّلت حقبة زمنية زاهرة من
تاريخنا العربي واإلسالمي ،الزالت بعض األمم
منظمة لجمع البيانات أو المعلومات وتحليلها
لغرض مع َّين» ،فيما يرى توكمان بأن مفهوم
َّ المفعول إلى يومنا هذا ،ويكفي أن نشير
إلى ما نطق به ابن سينا والرازي في مجال
تطوير البحث العلمي رهني
بتطوير قطاع التعليم
ٍ
الغربية تستشهد بها ،بينما تحاول أمم أخرى منظمة للوصول العلمي هو «محاول ٌة َّ
ِّ البحث الطب ،وما حققه الفرنجة في منن الشفاء.
كتمانها أو طمسها بالمرة ،بينما اكتفينا نحن إلى إجابات أو حلول لألسئلة أو المشكالت وتبع ًا لذلك شهدت بلدان كثيرة في القرون ال يمكن الحديث عن تطوير قطاع البحث
فقط بالبكاء على األطالل وبالتغني بما أنتجه التي تواجه األفراد أو الجماعات في مواقعهم األخيرة ثورات اقتصادية وثقافية واجتماعية العلمي دون ربطه بتطوير منظومة التربية
أجدادنا وبأمجادهم .أما التاريخ فال زال ومناحي حياتهم» .أما الباحث الدكتور سيدي وصناعية أسست لعهد «المكننة» الجديد والتعليم وبعد إصالح جذري للمدرسة
لحسن الحظ منصف ًا ويشهد على عظمة أولئك محمود ولد محمد – من موريتانيا – فيعرف والتكنولوجيا المضطردة الحديثة .وهكذا عزز العمومية وتحديث جميع مناهجها ومقرراتها
العلماء والمخترعين العرب والمسلمين وعن البحث العلمي على أنه «وسيلة للوصول إلى مفهوم الرأسمالية واالشتراكية واالمبريالية الدراسية ومرافقها وفضائها الداخلي
إنجازاتهم الكبيرة في ميادين العلوم والمعرفة الحقيقة النسبية ،واكتشاف الظواهر ودرجة والبروليتارية العمالية حركية البحث الدؤوبة والخارجي ،وذلك ألن البحث العلمي يعتبر
والتي ،على سبيل المثال ،دونت جزء ًا منها االرتباط فيما بينها ،وذلك في مختلف مجاالت والمتعطشة لفتح مشارب وآفاق جديدة لكسب الغاية القصوى لإلنتاج الفكري واالبتكار
المستشرقة األلمانية (سيغريد هونكه Sigrid المعرفة ،وأن البحث العلمي ليس مقتصرا المال .غير أن المتأمل في مفهوم البحث الذي تتجه إليه أنظار مؤسسات التعليم
)Hunkeبكل أمانة وعنونتها في كتابها بـــ» على أسرار المادة والكون المحيط بنا ،بل العلمي سوف يرى بأن هذا األخير ليس له العالي والجامعات كونه القاطرة الفعلية
شمس العرب تسطع على الغرب». يشمل األحداث اليومية لحياة اإلنسان» (ذكر تعريف واحد موحد يشمل كل جوانب مفهوم للتنمية االقتصادية والصناعية واالجتماعية
وفي هذا الصدد يمكن أن نضرب المثال بما في أمجد قاسم.)2010 : «البحث العلمي» ،بل هنالك تتباين اآلراء في والثقافية للمجتمع .وفي هذا الصدد يرى
يجري في دول الخليج على سبيل المثال ال
الحصر ،إذ يقول الدكتور نجيب أحمد الجامح
مستقبل البحث العلمي بعد التعريف الدقيق للبحث العلمي ،وقد ارتأينا
ادراج ما هو متعارف عليه كتعاريف لمفهوم
الباحث أمجد قاسم نقال عن «مجلة الفيصل
العلمية» ،على سبيل المثال ،بأن البحث
في مقال له نشر في صحيفة االقتصادية هذه اجلائحة البحث العلمي وتلخيصها في النقاط التالية: العلمي يعد «المحرك الفاعل واألساسي للتقدم
اإللكترونية بعنوان (البحث العلمي والتقني في < يعرف مفهوم البحث العلمي بأ ّنه المحاولة والتطور في كل المجتمعات ولجميع قطاعات
دول مجلس التعاون العربي ترف أم ضرورة؟): غامض ًا بعد اليوم! ،وهذا ما يبدو في األفق لحل مشكلة ّ ال ّناقدة ا ّلتي تحاول الوصول الدولة (االقتصادية ،والسياسية ،والعسكرية،
«إن مشاركتنا في الحضارة اإلنسانية القائمة بعد أن تلملم المجتمعات والدول جراحها إنسان ّية مع ّينة. واالجتماعية ،والتربوية ،والثقافية) ،وال يمكن
حاليا تقتصر في أحسن األحوال على تزويد وتتصدى للصدمات االقتصادية االرتدادية < البحث العلمي هو تفسير لحقيقة ما أن تزدهر العلوم والتقنية في أي مجتمع
العالم من حولنا بمصدر للطاقة المح ّركة لهذه الجائحة ،كما أن هذا القطاع قد يكون عامةعبارات واقع ّية تط ّبق بقوانين ّ
ٍ باستخدام من دون بناء قاعدة أساسية وفاعلة ألنشطة
له ،وتوفير سوق استهالكية لمنتجات هذا من األولويات على أجندتها للحيلولة دون توجد في المجتمع. البحث العلمي الهادف لدفع عجلة التنمية
العالم ،إننا إذا أردنا فعال أن ننتقل من السقوط في نفس الخطأ ،أي عدم االهتمام < البحث العلمي هو مجموعة من الخطوات والتطور» .وبما أن األمر كذلك ،فيمكن القول
واقع االستهالك الهامشي لمخرجات الحضارة البالغ بهذا القطاع وبجميع مقوماته.وتبعا المنتظمة والمدروسة ،تبنى على معلومات بأن البحث العلمي يعتبر المعيار الحقيقي أو
اإلنسانية الحديثة إلى المشاركة الفعالة في لذلك ،فإن تسابق األمم في ميادين المعرفة، تجمع حول مشكلة مع ّينة ،وخضعت للفحص الفيصل بين الدول المتقدمة والدول النامية
صنع هذه الحضارة فإن الطريق الوحيد لذلك واستثمارها األموال الطائلة وتسخيرها في وال ّتدقيق ،وذلك ّ
لحل المشكلة. والدول المتخلفة ،إذ يمكن اعتباره أيض ًا
ال بد أن يمر عبر البحث العلمي والتقني ،وال بناء منظومتها الخاصة بالبحث العلمي منظم يقوم به ّ < البحث العلمي هو فكر الفارق الجوهري بين الدول التي أخذت
يوجد طريق آخر مختصر مهما اعتقدنا خالف والمعرفة والتقنية ،والتنافس والتباري في شخص يدعى (الباحث)؛ للوصول إلى الحقائق البادرة وهيأت نفسها لولوج القرن الحادي
ذلك» (ذكر في أمجد قاسم.)2010 : اإلنجازات العلمية الحديثة وخلق جوائز تسمى (موضوع البحث)؛ إذ ي ّتبع ّ ّ
لحل قض ّية والعشرين ودول أخرى ما زالت على أعتاب
ولذلك حرص المغرب منذ مطلع القرن الماضي محلية وعالمية للمتفوقين في ذلك ،لخير دليل تسمى (منهج البحث)؛ ليصل إلى ّ طريقة علم ّية القرن التاسع عشر أو حتى ما قبله .وقبل
على أن تكون له سياسة وطنية للنهوض على إدراك بعض األمم للحقيقة الدامغة أال تسمى (نتائج البحث). ّ حلول الخوض في موضوع مستقبل البحث العلمي
بالعلم والتقنية من خالل منظومة التربية وهي أنه ال سبيل للتقدم والنمو واالزدهار ومن جهة أخرى ،يرى الباحث أمجد قاسم في بلدنا الحبيب ،البد من إعطاء نبذة عن
والتعليم ،وقد س ّنت الجهات المختصة في هذا إال من خالل بوابة التقدم في البحث العلمي بأننا إذا حاولنا تحليل مصطلح «البحث تعريف مفهوم البحث العلمي وما المراد به.
البلد مجموعة كبيرة من اإلجراءات التشريعية
والتنفيذية بهدف تنشيط الطاقات العلمية
وتيسير طريقه لألجيال الحالية والقادمة. العلمي» نجد أنه يتكون من كلمتين «البحث»
و «العلمي» ،يقصد بالبحث لغوي ًا «الطلب» أو
مفهوم البحث العلمي قدمي ًا
وحديث ًا
وهكذا بدأت بعض األمم تدرك بأن تفاخرها
الوطنية وتعبئتها لتحقيق خطط التنمية بثرواتها الطبيعية ما هو إال شيء عارض «التفتيش» أو التقصي عن حقيقة من الحقائق
اإلستراتيجية في ربوع المغرب وكل أقاليمه وأن االستمرارية والبقاء لألقوى ،أي للمتقدم أو أمر من األمور .أما كلمة «العلمي» فهي اهتم العلماء والباحثون بقطاع البحث
بدون استثناء ،ومن أجل ذلك رصدت األموال في ميادين العلم والمعرفة والتقنية .ومع كلمة تنسب إلى العلم ،والعلم معناه المعرفة العلمي منذ القدم لما فيه من خير ومصلحة
الطائلة لتحقيق هذا الهدف ،والزال المغرب كامل األسف يالحظ بأننا– نحن العرب والدراية وإدراك الحقائق ،والعلم يعني أيض ًا لألمة .فمنذ عهد اليونان واإلغريق وحتى
يواكب مجموعة من اإلصالحات واألوراش – الزلنا نقف عاجزين عن المشاركة الفاعلة اإلحاطة واإللمام بالحقائق ،وكل ما يتصل بها، الحضارات التي مرت قبلهم ،كان للبحث
الكبرى بكل قوة مما جعل بلدان ًا كثيرة تتطلع في تلك اإلنجازات المعرفية والتقنية بعدما ووفق ًا لهذا التحليل ،فإن «البحث العلمي» هو العلمي دور في الرفع من المستوى المعرفي
العدد 85دجنبر 2020 14
إصالح
أن ما يعادل 80%مما ُينتج من البحوث حالي ًا العلمي ُينظر إليه من زاوية ضيقة ال تفي -خلق مسابقات تنافسية محلية مشجعة إلى نموذجه السياسي واالقتصادي .كما
هو باللغة االنجليزية ،بينما الـ 20%تتقاسمها حصيلته بالغرض. للنهوض بقيمة البحث العلمي؛ يتطلع المغرب أن تكون مخرجات المدرسة
باقي دول العالم وبلغات مختلفة بما فيها اللغة ووفقا للبيانات الصادرة عن البنك الدولي -تسهيل عملية البحث من خالل إحداث مقاعد العمومية والجامعات والمدارس العليا في
العربية والفرنسية وغيرها ،لذلك يتوجب علينا حول مؤشرات التنمية في عام 2003م ،على للبحث في الجامعات والمعاهد والمدارس المستوى المطلوب وأن تتقوى بمخططاتها
النظر في برامج اللغة االنجليزية بمؤسساتنا سبيل المثال ،وحسب ما ذكره الباحث أمجد العليا وتحديث المختبرات والمكتبات؛ اإلستراتيجية فيما يخص البحث العلمي ،ألن
التعليمية والحرص على مراجعة مناهجها قاسم ،فإن «مجمل ما تنفقه الدول العربية على -تسهيل عملية الحصول على وظيفة هذا األخير يعتبر في المقام األول استثمارا
وطرق تدريسها وبمواصفات عالمية ،والرفع دعم البحث العلمي ال يكاد يذكر ،فقد بلغت للباحثين؛ وخيارا اقتصاديا ناجحا ،يع ّبر عن رؤية
من وتيرة البحث العلمي وتشجيع العلماء حصة اإلنفاق على البحث والتطوير من الناتج -تشجيع عملية البحث العلمي بين أطر مستقبلية اقتصادية واعية وواعدة .ومن
في بلدنا ،ففي اإلحصائيات غير الرسمية القومي اإلجمالي في كل من الكويت واألردن التدريس وكوادر الجامعات وغيرهم وعدم ناحية أخرى ،فإن البحث العلمي جزء ال يتجزأ
ذات الصلة ُوجد أن لكل 10آالف مواطن ومصر وسورية واإلمارات العربية المتحدة التوقف عن البحث حتى بعد سن التقاعد؛ من األمن العام للبلد ،واألمن ،كما يقول أحد
عربي 3,4علماء ،بينما في اليابان لكل 10 على الترتيب النحو اآلتي% 0,26 ، 0,3% : -تعزيز مكانة اللغات وإتقانها بما في الباحثين في هذا الميدانٌّ ،
كل ال يتجزأ ،فاألمن
آالف مواطن ياباني 35,4عالم ًا ،وهذا يعني ، 0,45% ، 0,18% ، 0,2% ،بينما أنفقت ذلك اللغة العربية والفرنسية واالنجليزية العسكري ،واألمن السياسي ،واألمن الغذائي،
أن مؤشر ومفهوم العلوم والبحث العلمي ال السويد 3,02%من ناتجها القومي ،واليابان وغيرها؛ واألمن الثقافي ،واألمن المائي ،وغيرها من
زال متعثرا في بالدنا ولم يأخذ بعد مساره ، 2,84%وسويسرا ، 2,68%وكوريا الجنوبية -تكتيف الجهود لتعلم اللغة االنجليزية نواحي األمن ،ما هي إال حلقات لسلسلة
الصحيح ولم يخرج بعد من النظرة إليه على ، 2,47%والواليات المتحدة األمريكية ، 2,8% كونها لغة البحث في الوقت الحالي؛ مترابطة بعضها مع بعض ،وأن قوة أي سلسلة
أنه شيء ترفيهي بد ًال من أن يصبح شيء وفرنسا ( »2,34%نفس المرجع). -ربط نظام الترقية باإلنتاج العلمي والفكري تحددها الحلقة األضعف .هذه الرؤية الشاملة
أساسي في جامعاتنا ومؤسساتنا التربوية وحسب ما ورد عن نفس الباحث فإن تلك والمساهمة في أوراش التدريب والمؤتمرات هي التي يسعى المغرب لتحقيقها من خالل
والتعليمية .ومن المالحظ أيض ًا أن العالم من الفجوة الكبيرة ،كما يقول ،التي يعانيها وطننا العلمية وغيرها. مشاريع اإلصالح التي تبناها مؤخرا والتي
حولنا قد خطى خطوات جبارة وسريعة في العربي على مستوى إنتاج أبحاث علمية -جلب العقول المهاجرة من مغاربة العالم بوأته الصدارة في أخذ المبادرة في ميادين
عالم البحث العلمي والتكنولوجيا وأصبحت وتقنية عالمية ،وقلة عدد العلماء والباحثين من المفكرين والباحثين في جميع المجاالت وقطاعات مختلفة .غير أن الركن األصعب في
الشعوب الشغوفة بهذا القطاع تتسابق نحو في العالم العربي ،تدل على وجود خلل واضح وإدماجهم في الناتج الفكري المحلي. تلك األوراش اإلصالحية هو إصالح منظومة
النانو تكنولوجيا ،والهندسة الوراثية ،وعلوم
الفضاء ،وكيف تستغل الموارد الطبيعة وكيف
في السياسات التعليمية والتنموية في بالدنا،
وقصور مريع في مؤسسات البحث العلمي
تطلعات نحو دعم البحث التربية والتعليم والتي يعتبر البحث العلمي
جزء َا أساسي ًا منها .وفي هذا اإلطار البد من
ُتخفف عبء تكاليف الطاقة والحياة عن سكان العربي ،وافتقارها إلى الحسابات الدقيقة العلمي بعد هذه اجلائحة أخذ النقاط التالية في عين االعتبار ما دامت
مدنها وقراها وكيف ُتطور طرق التدريس لعوائد بعض األنشطة العلمية التي يتم يمكن القول أنه في عقد السبعينيات من هنالك فرص لنقل الخبرة المغربية إلى القارة
بمدارسها العمومية كي ُتخ ِّرج أجيا ًال ذات تنفيذها في مؤسساتهم .ويمكن مالحظة ذلك القرن الماضي ،بدأ العمل العربي المشترك السمراء ،ولما ال نشاطر تلك البلدان تجربتنا
كفاءات عالية وآفاق فكرية خالقة قادرة على القصور من خالل لمحة سريعة على ما تنفقه للنهوض بالسياسة العلمية العربية ،وعُ قدت في ميدان البحث العلمي بعد تطويره وإصالح
ولوج البحث العلمي وسوق العمل بكل ثقة، الدول العربية من عائدها الوطني على البحث عدة مؤتمرات في جهات مختلفة وعلى الرغم ال على النحو التالي: منظومته مستقب ً
بينما نحن الزلنا نغوص ونضيع جهدنا العلمي :فعلى سبيل المثال هنالك دول تنفق من تلك الجهود الرامية إلى بلورة سياسات -وضع خطط إستراتيجية خاصة بالبحث
ووقتنا في مناقشات صاخبة في مواضيع أقل من 0,3%من ناتجها القومي على البحث ووضع خطط إستراتيجية وأخرى تعزز العلمي ،بعد هذه الجائحة ،تكون ذات بعد
مثل «إلغاء مجانية التعليم العمومي مث ً
ال»!!!، والتطوير ،وتشمل هذه المجموعة :جميع أواصر التعاون بين البلدان العربية وتهدف وطني وإقليمي ودولي؛
وكأننا اكتفينا بعدد العلماء والباحثين الكافي الدول العربية وأمريكا الجنوبية. إلى رفع شأن البحث العلمي في بالدنا العربية -رد االعتبار للمسالك العلمية التي تفضي
لبلدنا ،بد ًال من أن ينصب النقاش حول
كيفية تطوير وإصالح هذا القطاع الحيوي
خالصة واالعتماد عليه كرافعة لالقتصاد والنمو في
تلك البلدان ،إال أن تلك السياسات أدّت غالبا
إلى التخصص في المختبرات والبحث مثل
البيولوجيا وعلم األحياء وغيرها؛
وخالصة لهذا الموضوع يمكن القول بأن
وإمكانية تبني مقاربة تشاركية لتمويل إلى نشوء وظائف هامشية ال تغطي متطلبات -بناء وتجهيز مختبرات حديثة وكافية في
العهد الجديد بعد هذه الجائحة سيحتم على
األبحاث العلمية ومكافأة العلماء والباحثين سوق العمل وال تل ّبي األهداف المنشودة وال كل الجامعات والمؤسسات التعليمية؛
معظم دول العالم إعادة النظر في مفهوم
والرفع من مكانتهم .وبما أننا مقبلين على تحققها ،ولمعالجة ذلك يتم عقد مزيد من -إعادة النظر في جميع القوانين واإلجراءات
وإجراءات البحث العلمي واعتباره بالقول
عهد جديد بعد هذه الجائحة ،ومقبلين على االجتماعات والمؤتمرات ،كمؤتمر الوزراء المتعلقة بهذا الميدان؛
والفعل قاطرة للنمو االقتصادي واالجتماعي
عهد االنفتاح على القارة السمراء وغيرها، العرب المسئولين عن البحث العلمي ورؤساء -ربط البحث العلمي بشكل وثيق بالخطط
والثقافي ،كما سوف يكون إلزام ًا عليها
وتتطلع إلينا البلدان العربية األخرى على أننا المجالس العلمية العربية الذي انعقد في االقتصادية واالجتماعية والتنموية والتعليمية
مراجعة قوانين وإجراءات أنشطة البحث
البلد العربي القادر على أن يكون قاطرة النمو بغداد عام 1974م ،و مؤتمر الوزراء العرب والثقافية للبلد؛
والتطوير التي يتم إنشاؤها وتنظيمها تحت
الفكري واالقتصادي واالجتماعي والثقافي، المسئولين عن تطوير العلم والتقنية في -الحد من تأثير سيطرة الشركات العابرة
مظلة أجهزة ومؤسسات صناعية وتسوغ لها
ونموذج ًا سياسي ًا ُيحتذى به ،فالبد أن نكون الرباط عام 1976م ،وقد دعا الحاضرون في كال للقارات ،وسطوة مراكز األبحاث العالمية على
سياسات العلوم والتكنولوجيا ،ألن ذلك يقلص
على قدر هذا المستوى وتلك التطلعات أيض ًا، المؤتمرين إلى ضرورة العمل العربي المشترك، المنتوج العلمي المحلي؛
حجم تلك األنشطة ويجعل دورها محدودا
وقد أبانت الظرفية الحالية على أننا أحوج وإنشاء مراكز نوعية متخصصة على مستوى -الحد من هجرة العقول واألدمغة الوطنية
للغاية ،ونتيجة لذلك ال يتم إيالء االهتمام
مما كنا نتصور إلى تطوير البحث العلمي الوطن العربي ،كما أسفرت تلك التجمعات عن وتصديرها إلى الخارج وذلك بوضع آلية
الكافي بمخرجات ونتائج البحث العلمي
ورد االعتبار لمؤسسات الدولة وبناء وتجهيز جملة من التوصيات الموجهة إلى الحكومات تحفيز ومكافأة عالية وترقى إلى مستوى
والتطوير في المؤسسات التعليمية العليا.
المزيد من المدارس العمومية والمختبرات العربية ،وتوصيات أخرى للمنظمات العربية الباحثين والمستوى الدولي؛
كما يجب التنقيب عن سياسات وقوانين
الحديثة والمستشفيات والمستوصفات المعنية بدعم الثقافة والعلوم .وعلى الرغم من -ضرورة اإليمان واالقتناع بفكرة أنه ال يمكن
تضبط كل ما يتعلق بالبحث العلمي والموارد
(بمقاييس ومعايير دولية) والتي تكون تابعة كل تلك التجمعات األولية واألخرى التي تلتها أن يتم النهوض بقطاع البحث العلمي بمعزل
المادية الداعمة وتحفيز كل الساهرين على
للدولة وليس للخواص ،ألن هذه الجائحة عبر العقود األخيرة ورغم تلك الجهود الرامية عن بقية قطاعات الدولة؛
هذا القطاع في كل المجتمعات (وخاصة تلك
أبانت عن حقيقة ودور مؤسسات الدولة عند إلى وحدة الصف وتعزيز التعاون وبلورة -وضع آلية للتحفيز ومكافأة األطر اإلدارية
التي اكتوت بنار هذه الجائحة) وفق المقاييس
مثل هذه النكبات ،مع الحرص على تكوين سياسات تهدف إلى رفع شأن البحث العلمي المساندة للباحثين وإعطاء كل ذي حق حقه؛
والمعايير الدولية .وعلى المسئولين عن
وإعداد الفرد الصالح في هذا المجتمع والعمل في بالدنا العربية إال أن تلك السياسات أدّت -احترام الملكية الفكرية وبراءة االختراع؛
مشروع إصالح منظومة التربية والتعليم في
على ترسيخ األخالق الحميدة والسلوك السوي غالبا إلى نشوء وظائف هامشية ال ترقى -تشجيع البحث العلمي منذ المراحل األولى
كافة البلدان ،وفي بلدنا خاصة ،أن يأخذوا
لدى األفراد ومن خالل األسرة أوال ثم من خالل إلى طموحات الشعوب العربية بل وال تل ّبي للتعليم وبشكل مبسط كي يتعود الطالب على
موضوع البحث العلمي بكل جدية كونه
البيئة السليمة النقية ،وضمان حقوق المربين األهداف المنشودة والمنصوص عليها في تلك ذلك؛
المدخل الرئيسي للتقدم والنمو االقتصادي
واألساتذة والمعلمين واألطباء والممرضين المؤتمرات والتوصيات وال تحققها .والغريب -الرفع من مستوى البحث العلمي باتخاذ
واالجتماعي والثقافي ،وعلينا أن نتذكر بأن
واالهتمام البالغ بكل ما يتعلق برفاهية كافة في األمر أن تلك الدول لم تتعظ ولم تستفد مقاربة تشاركية تساهم في تمويلها شركات
التجربة العلمية في الدول المتقدمة صناعيا
شرائح المجتمع وضمان سبل العيش الكريم من ذلك الفشل والتعثر المتكرر ولم تستوعب كبرى وجهات مختلفة؛
تنظر إلى البحث العلمي والتطوير على
لكل الفئات من أجل العيش والتعايش في الدرس لمعالجة تلك الهفوات .ويالحظ أن -تخصيص كراسي علمية تمولها الشركات
أنه ،كما يقول الباحث أمجد قاسم« ،سلسلة
طمأنينة وسلم وسالم. أموا ًال طائلة صرفت في دراسات وأدت إلى الكبرى والمحسنين وكل من يريد الخير لهذا
متصلة ومستمرة من العمليات التي تتراوح
مزيد من االجتماعات اإلضافية المكلفة أدت البلد؛
بين مراقبة الجودة الشاملة بكل أبعادها
إلى تكدس نتائج وآراء وأكوام من األوراق -القيام بتغطية إعالمية وندوات وورش عمل
*باحث في مجال التربية والخدمات العامة على أدنى حد إلى الدراسات
والوثائق والمستندات لم تتم االستفادة منها مجدية تعرف باألبحاث الهامة؛
والتعليم واألبحاث االستكشافية بالحد األعلى» .وبما
بالشكل الصحيح والسليم مما يأدي إلى -تحفيز الباحثين ماديا ومعنوي ًا وعدم
أن الواقع يبين جلي ًا أنه ال مناص من تعلم
ضياع الجهد والمال والوقت ليظل البحث إجحافهم في حقوقهم؛
اللغة اإلنجليزية (لغة البحث العلمي) ،بحيث
العدد 85دجنبر 2020 15
إصالح
تعتبر بناية المدرسة الخلية األولى لإلجابة على هذه األسئلة ،سأعتمد رأسها إعالن حقوق الطفل 1952م في األسئلة المركزية التي لم يتطرق
لمنح الطفل نسب المتعلم ثم التلميذ ، المرتكزات التالية: المبدأ األول و الخامس و السابع و لها ال الشركاء االجتماعيون وال
بعد ولوجه لها ،و هي الجهة التي توكل التاسع ،واالتفاقية األممية لحقوق االقتصاديون و ال الفاعلون السياسيون
لها وظيفة تعليم القراءة و الكتابة و
تمرير المعارف .من تم وجب التفكير
منوذج املدرسة التعليمية الطفل 1989م ضمن مبادئها الستة
األساسية ثم العهد الدولي للحقوق
وال الجمعويون وال المهتمون بالشأن
التربوي لحد الساعة ،و التي أضحى
لعل العديد من الفعاليات المهتمة
مليا في هندسة بنائها ( إدارة -حجرات االقتصادية و االجتماعية و الثقافية.. تداولها والخوض فيها ضرورة تمليها
بحقل التربية والتعليم ،ال يخطر ببالها
دراسية -فضاءات تنشيطية -ساحة- وبما أن بالدنا تنعم بدستور جديد وعهد مجموعة من المتطلبات و العوامل و
إشكاالت المدرسة من حيث الشكل-
مرافق صحية…..الخ وذلك وفق المعايير سياسي معاصر -اعتبر استراتيجية على رأسها:
كبناية تحتوي على حجرات دراسية
المنشودة . إصالح المنظومة التربوية ثاني أولوية -إن األزمة التعليمية عمرت طويال
وفضاءات للتنشيط الثقافي و التربوي،
وقبل أن أتطرق إلى نموذج المدرسة بعد الوحدة الترابية ،معتمدا في ذلك ببالدنا.
و مرافق صحية واسعة تستجيب لشروط
التي ينبغي تحقيقها ،البد أن أشير إلى على نظام األكاديميات الجهوية في -إن هذه األزمة كلفت الدولة أوعية
التهوية و الكم العددي من المتعلمين و
أن حديثي هنا عن المدرسة المغربية ،ال إطار الالمركزية و الالتمركز ونهج مالية كبيرة.
يعني االكتفاء بنموذج واحد خذ مثال المخطط
أو اثنين بكل إقليم على األقل أالستعجالي على سبيل
،وإنما يعني :بقدر ما بالدنا المثال .
تعمل على إحداث مؤسسات -إصالح المنظومة مثلما
تعليمية جديدة بقدر ما تعمل هو رهان الدولة هو حلم
على خلق النموذج المغربي األمة المغربية بكاملها.
في نظام التربية و التكوين -النهوض بالمدرسة
،إذ ال يعقل أن تتكدس الوطنية هو مرهون بمدى
حجرات مدارسنا و نحن نجاح المنظومة التعليمية.
نسعى إلى تحقيق الجودة -مستقبل المتعلم المغربي
التعليمية على مستوى هو مرهون بمدى التقدم
األسالك التعليمية الثالثة، و النجاح الذي ستحققه
و بالتالي تحقيق التنمية المدرسة الوطنية.
المستديمة للقطاع. نوجزها على الشكل
لذلك أضحى لزاما -من التالي:
اآلن -أن تنصب جهود ألية مدرسة نسعى و نخطط
الحكومات المتعاقبة على ؟ وألي مدرس نحتاج ؟ و
بناء المزيد من المؤسسات على أي متعلم نعلق رهاننا؟
التعليمية وخاصة بالعالم وبأية برامج و اليات سنركب
نتمكن حتى القروي، عجلة التطور؟
في النهاية ليس فحسب إنها جملة من األسئلة التي
من رفع معدل التمدرس تتوق تدبير المرحلة القادمة
ألبناء الوطن فحسب ولكن ،خاصة بعد انتهاء عشرية
إلعادة االعتبار إلى البادية إصالح المنظومة التربوية
المغربية ،و لمقاومة نزيف ،و نفاد الوعاء الزمني
المتعلمات .اذ لم يعد الفعل ألتعلمي
الهدر المدرسي من جهة و محاربة سياسة القرب الناجعة ،القائمة على الذي خصص للمخطط أالستعجالي
يتكيف مع أي مكان وفي أي زمان ،نظرا
ظاهرة االكتظاظ التي تعتبر إحدى تقريب اإلدارة من المواطن و معالجة (.. )2009/2012
لما تمليه النفس البشرية و الظروف
االختالالت الكبيرة التي تسببت في كل المشاكل والتناقضات الحاصلة في وبعيدا عن أية مزايدة أو ديماغوجية،
المناخية من متطلبات و شروط ،ال
تراجع منظومتنا التربوية.. المجال بشكل فوري .نتساءل عن: أعتقد أن الوقت قد حان للسهر على
سيما لما يتعلق األمر بفئة هشة من
و مؤسسة النموذج -في نظري -يجب * األسباب الذاتية و الموضوعية صحة وسالمة حياة نظامنا التعليمي
المجتمع .فكما ال يمكننا تصور إجراء
أن تكون شبيهة بالبيت النموذجي التي التي وقفت حجرة عثرة في إصالح (،خصوصا وان العالم يمر اليوم
عملية جراحية لمريض خارج قاعة
شرعت عدة مقاوالت و شركات عقارية منظومتنا التعليمية؟ بتحوالت سريعة :بدءا باحترام الحقوق
العمليات ،كذلك االمر بالنسبة لتقديم
تروج له ،كي تتمكن من تسويقه في ثم ماهي الركائز و اآلليات األساسية الطبيعية للتلميذ و مرورا بحماية
حصة دراسية تحت زخات مطرية أوفي
أسرع وقت ،مادام الميدان التجاري التي بإمكانها ضمان وصول منظومتنا كرامته اإلنسانية التي تضمنتها
أيام الحر الالفح و تحت أشعة الشمس
يؤسس أهدافه الكبرى على السرعة و التربوية إلى بر األمان ؟ المواثيق و المعاهدات الدولية و على
الحارقة.
العدد 85دجنبر 2020 16
إصالح
المدني و المواطنة الحقة و الترفيه المطاف .لقد أصبح دور المدرس مع االستغالل ،و يحظر االتجاربه ،وال االئتمان..
و التنشيط الثقافي و التربوي و النظريات التربوية الحديثة ال يعدو أن يجوز استخدامه قبل بلوغه السن و النموذج ال يقف عند حد اإلشهار
التكوين العلمي و التكنولوجي و يلعب دور المدرب وموزع األدوار تارة األدنى المالئم ،و يحظر في جميع و التميز ،وإنما يستهدف الجودة و
الحرفي واألندية الفنية و الرياضية، ودور الوسيط في العملية و المتفرج األحول حمله على العمل أو تركه يعمل االستمرارية في البناء و االنتاج .وبما
ألنه حتما،سينقطع بعض التالميذ االيجابي تارة أخرى.وهذا األخير هو في أية مهنة أو صعبة تؤذي صحته أن مفاهيم عديدة تسربت من عالم
عن مسايرة دراستهم ألسباب معينة- المرغوب فيه اليوم لقيادة فريق الفصل او تعليمه او تعرقل نموه البدني أو االقتصاد-كمفهوم الجودة و اإلنتاجية-
ذاتية او خارجية -لكن األهم الذي الدراسي إلى تأسيس التعلمات الجديدة العقلي أو الخلقي” إلى ميدان التربية و التعليم و بالتالي
يبقى مفعوله و أهدافه منتجة هو و خلق المعارف الواضحة و المفيدة.. ثم اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان شئنا أم أبينا أمسى تعليمنا مرتبطا
هذه المؤسسات التي ستحضن هذا -تنشيط العملية التعليمية،و ضمان الصادر عن الجمعية العامة لألمم بالمقاولة ،فأكيد يجب إعادة النظر في
المتعلم بعد انقطاعه عن الدراسة ،و سهولة تمرير مضامينها للمتعلمين المتحدة في 10دجنبر 1948م ،و الذي هندسة خلق مؤسساتنا التعليمية و
تتولى من جديد إعادة تربيته و تكوينه قصد امتالكها و تحصيلها عن حب اعتبر بحق المثل األعلى المشترك الذي تجهيزاتها
و صقل مواهبه التي ربما لم يكتشفها واختيار و اقتناع. ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب و األمم. سواء على المستوى اإلداري أو
المدرسون بمدرسته األولى .. وبما أن الفاعل التربوي يعتبر جزءا ثم العهدين الدوليين الصادرين عام البيداغوجي أو الرياضي او الثقافي ،
– خلق األقسام الداخلية ببعض ال يتجزأ من العملية التدريسية ،و أحد 1966م. من حيث الشكل،
المدارس االبتدائية وتزويدها بمكتبات أركانها أو زواياها الرئيسية ،فقد حان وفي األخير ال يسعني إال أن أتساءل: .أما من حيث الموضوع ،فإننا نطالب
ووسائل االستئناس و الترفيه كالعقول الوقت لالرتقاء به هو األخر :ماديا ألية مدرسة يمكننا أن ننتمي؟ ومع باستحضار مضامين المواثيق الدولية
االلكترونية و أجهزة التلفاز ،حتى واجتماعيا ،معرفيا و تكوينا .ولسنا أية مدرسة يمكننا أن نتعامل؟ هل سواء في برامج و مقررات نظامنا
يتسنى لهذه القوة التي تنمو إلى األمام هي حاجة إلى التذكير بالصورة التي مع المدرسة البياجوية؟ أو مع التعليمي أو في القوانين الداخلية
على حد تعبير – العالم جون شاطو- يوجد عليها المدرس في السعودية و المدرسة المونتسورية؟ أو المدرسة للمؤسسات التعليمية آو في األساليب
مواكبة المستجدات العلمية و األدبية الكويت و اإلمارات العربية المتحدة أو الدوركهايمية؟ أو مع المدرسة الواقعية/ و الطرائق التي تمارس بها العملية
و الفنية و من جهة ،و مقاومة الملل باسبانيا أو فرنسا أو هولندا…..الخ. االشتراكية:أي مع الرائدين مكارينكو و التدريسية ،و على رأسها االتفاقية
وضغوطات البحث و االمتحانات من إن االنكباب على خلق مدرسين بلونسكي؟ الدولية لحقوق الطفل ،ضمن ما يعرف
جهة أخرى .إذن بقدر ما سنهتم بهذه نموذجيين للنهوض بالعملية التعليمية أو مع التوفيق بين نظريات وأفكار بمبادئها األساسية :كمبدأ النمو الذي
القوة العجيبة ،ونحيطها بالرعاية ،أضحى ضرورة من ضرورات التغيرات هذه المدارس كلها؟ يرتبط بحق الطفل في التربية و الترفيه
و الحماية الكبيرة و األكيدة ،بقد ر التي يشهدها العالم ،حيث لم يعد األمر و مبدأ الحماية الذي يجسد حق الطفل
ما سننتج في المستقبل القريب أو
المتوسطي أوالبعيد أطفال و متعلمين
يتوقف عند تعليم المتعلم القراءة و
الكتابة كما أسلف الذكر ،و إنما أخذت
منوذج الفاعل التربوي في اسم و جنسية و هوية و مبدأ
المشاركة الذي يرتبط بحق الطفل في
في كل ديباجات العلوم سواء منها
متميزين قادرين على التواصل و التحديات العلمية المعرفية تتوق التفكير و التمييز و االعتقاد ومبدأ
القانونية أو االجتماعية أو االقتصادية
االندماج الفعال في معالجة المشاكل الى خلق متعلمين مزودين بالكفايات البقاء الذي يرتبط بحق الطفل في
أو النفسانية ،يتبوأ اإلنسان المكانة
الحاصلة سواء في محيطهم البيئي األساسية و المهارات و الخبرات الحياة الرعاية الصحية والتغذية
المركزية ،كما تعتبر الثروة البشرية،
أ و االسروي أ و التعليمي.ولست العلمية الضرورية ،.كما غدا هذا والسكن.
أكبر مورد لضمان نجاح العمل
في حاجة إلى التذكير باألطفال الذين الموضوع –أي السهر على خلق مدرسين هذه االتفاقية التي أضحت تشكل
واستمراريته .و بما أن لكل عمل
يحفظون 60حزبا من القران الكريم و متميزين -من االستراتيجيات الحيوية اإلطار القانوني العالمي الذي يهدف
متطلباته :من التكوين و التخصص
يتفننون في تالوته و تجويده ،الشيء التي ينبغي للسياسات الحكومية أن إلى توفير حماية المصلحة الفضلى
و الكفاءات و الحيز الزمني … وبما أن
الذي ال يقدر عليه البالغ تماما ،فضال تتضمنها أجندتها السياسية.. لألطفال ،و التي صادقت بالدنا عليها
رسالة التربية و التكوين رسالة مقدسة
عن ذلك المواهب و المهارات الخارقة في يوليوز ،1993تليها مبادئ إعالن
و صعبة إن لم أقل معقدة ،مادامت
التي نتفاجأ بها من حين ألخر ،
منوذج املتعلم املغربي تمارس مع الكائن البشري الذي تتغير
حقوق الطفل العشرة الذي أقرته» اللجنة
الفاعل
سواء في المسرح أو في الخط أو في االجتماعية و اإلنسانية و التعاونية
نفسيته باستمرار كما يتغير الطقس
التعبير أو في الرسم أو في الموسيقى للجمعية العامة لألمم المتحدة» في 20
اليومي داخل 24ساعة.
،و ما البرامج الدولية و العربية بناء على ما جاء في مضامين نونبر 1959وسأخص بالذكر المبادئ
.فعلى الجهات المسئولة أن تخصص-
التي شرعت مؤخرا في التنقيب على” المواثيق الدولية الملزمة منها و غير التالية:
إن صح التعبير -اهتمامها لهذا الحقل
الطفل الموهبة” ،ما هي إال دليل فاحم الملزمة ،وتأسيسا على على إحدى المبدأ( ”)1يجب أن يتمتع الطفل
و للعاملين فيه على وجه التحديد.
أننا في األوطان العربية نمتلك طاقات مواد مؤتمر بيكن التي تقول بالحرف” بجميع الحقوق المقررة في هذا
وذلك بإعداد برامج مفيدة و هادفة
و مواهب مدهشة للغاية. على دول أعضاء المؤتمر أن تعتبر اإلعالن ،و لكل طفل بال استثناء أن
وبالسهر على مواصلة تكوين المدرسين
و الجدير باإلشارة أن مؤسساتنا قضية الطفل جزء ال يتجزأ من التنمية يتمتع بهذه الحقوق دون تفرقة أو
باستمرار وليس حسب ما تقتضيه
التعليمية اليوم في حاجة إلى صناعة الوطنية” فقد أصبح االلتفاف و تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس
المناسبات أو الظرفية التاريخية ،وذلك
متعلمين فاعلين و قادرين على االندماج االهتمام بالطفولة عموما و المتعلمين أو اللغة…”..
لهدفين ساميين هما::
في قضايا محيطهم محليا ،اقليميا و خصوصا من صميم التشريعات و المبدأ ( ”:)5يجب أن يحاط الطفل
إذ لم-خلق مدرس نموذجي يتحلى
جهويا.. القوانين الوطنية منها و الدولية، المعاق بدنيا أو عقليا أو اجتماعيا
بروح الدينامية و محيط بكل
ترى متى سيغدو موضوع الطفل وبناء عليه ،و حتى تركب بالدنا عجلة بالمعالجة و التربية و العناية الخاصة
المستجدات التربوية
إستراتيجية تنموية في أجندة الحضارة و تحقق لمدرستنا الوطنية التي تقتضيها حالته”..
يعد مقبوال أن يحتكر الكالم و يأمر
السياسات الحكومية و ملفا خصبا اإلقالع التنموي ،بات لزاما عليها ما المبدأ 7″للطفل الحق في تلقي التعليم،
في النهاية المتعلمين نقل ماهو مكتوب
في اهتمامات جمعيات المجتمع يلي: الذي يجب أن يكون مجانا وإلزاميا في
على السبورة .الن مثل هذه األساليب
المدني ؟ – إحداث العديد من المؤسسات و مراحله االبتدائية على األقل…”..
العتيقة التي قتلت في المتعلمين روح
المراكز و المعاهد و الدور التي لها المبدأ ( ”)9يجب أن يتمتع الطفل
التواصل و المشاركة وإبداء الرأي
* فاعل تربوي ارتباط وثيق بالتريية على السلوك بالحماية من جميع صور القسوة و
قصد بناء قاعدة الدرس في نهاية
العدد 85دجنبر 2020 17
إصالح
جسدي للمدرسني واستنزاف مادي للتنقل صوب مراكز مستندة إلى ركيزتي املساواة وتكافؤ الفرص من جهة، جاء القانون اإلطار مبشاريع مهمة وشعارات حتمل
التكوين ،لذلك على الوزارة الوصية على التعليم؛ أن واجلودة للجميع من جهة أخرى ،بغية حتقيق الهدف رموزا ودالالت الرغبة في بناء مدرسة جديدة .ومن
متنح تعويضات التنقل لألطر التربوية قصد متابعة األسمى املتمثل في االرتقاء بالفرد وتقدم املجتمع(». بني هذه الشعارات على سبيل املثال ال للحصر :شعار
هذا التكوين ،ألنه قد جربنا تكوين بيداغوجية اإلدماج قانون اإلطار 51.17مبنظومة التربية والتكوين والبحث «من أجل مدرسة اإلنصاف وتكافؤ الفرص» ،و»من أجل
وما حصل فيه من محن السفر والتنقل خارج مقر العمل العلمي ،2019ص ،)3كما أنه يتجه إلى حتقيق اجلودة مدرسة اجلودة للجميع» ،و»من أجل مدرسة االرتقاء
ومكان املبيت في فترات التكوين خاصة في املناطق املفقودة في املشاريع السابقة ،ويتبني هذا من خالل بالفرد واملجتمع».هي شعارات حتمل معاني التجديد
القروية وشبه القروية. الرافعات التي يحتويها مثل «:تعميم تعليم دامج ودالالت اإلصالح والرغبة في التطوير في املدرسة
‑ إن مفهوم التقييم في هذا القانون يحمل معه لبسا وتضامني لفائدة جميع األطفال دون متييز ،جعل التعليم املغربية والرقي بها ،وجتاوز حاالت اإلخفاق وكبوة
وغموضا ،على مستوى الداللة واملضمون ،ألن القانون إلزاميا بالنسبة للدولة واألسر ،تخويل متييز إيجابي اإلصالح .وفي ظل هذه الرؤية االستراتيجية ،أصدرت
اإلطار لم يضع معالم وشروط التقييم ومواطن إجرائه، لفائدة األطفال في املناطق القروية وشبه احلضرية(». ». الوزارة الوصية على التعليم مؤخرا ما يسمى بقانون
كما أنه عام وفضفاض ،كما جاء في املادة 53واملادة قانون اإلطار 51.17مبنظومة التربية والتكوين والبحث اإلطار.
،55منها « تقدير مستوى تطور املردودية الداخلية العلمي ،2019ص.)3 إن كثيرا من النقاد في كل علوم املعرفة اإلنسانية
كما تضمن هذا املشروع عددا من مباديء منظومة واالجتماعية يرون أن السبيل األمثل هو؛ ضرورة
واخلارجية ملنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي
التربية والتكوين وأهدافها ووظائفها ،وهي من األصول االنطالق من تصحيح مرحلة األزمة ،وفترة التراجع
ومدى جودة اخلدمات املقدمة للمتعلمني في إطارها،
واملرتكزات التي يستند إليها قصد توجيه أغراضه، الستخالص أسبابها وعواملها ،ولتقدمي البديل
تقييم مختلف عناصر الهندسة البيداغوجية املطبقة
ومن بني ذلك ترسيخ الثوابت الدستورية ،و الدين الصحيح؛ ألنه ال ميكن ألي حضارة أن تنمو دون أن تعيد
في كل مستوى من مستويات املنظومة ،منها البرامج
اإلسالمي والوحدة الوطنية والنظام امللكي واالختيارات النظر في مواطن النقص والتعثر ،الشيء احلاصل في
واملناهج والتعلمات والتكوينات ،واملعينات والوسائط منظومة التربية والتكوين باملغرب ،لذلك البد أن نربط
الدميقراطية كما جاء ذلك في املادة 4من هذا القانون،
التربوية ،اجناز تقييمات كمية وكيفية للمؤهالت بني قانون اإلطار واملراحل التي سبقتها من امليثاق
والهوية الوطنية لألمة املغربية ومكوناتها األساسية
واملعارف والكفايات املكتسبة» ،كما تتجلى خطورة هذا الوطني للتربية والتكوين واملخطط االستعجالي،
اللغوية والقيمية كاللغة العربية واالمازيغية ،وأسس
املفهوم في كونه يزيد تعبا وإرهاقا للفاعلني التربويني والرؤية االستراتيجية؛ لنتأكد أن هذا القانون يستمد
احلوار والتفاهم والتسامح ،وكل ما يتعلق مبعاني
ملا يحمله من شمولية العمل داخليا مع املتعلمني اجلودة واالبتكار في املدرسة املغربية ،ومن أجل حتقيق شرعيته مما تقدمه من هذه البرامج .ما هو قانون
ضمن املمارسات الصفية في الوضعيات الديداكتيكية، أهداف اإلصالح في منظومة التربية والتكوين .كما ركز اإلطار؟ وما اجلديد التي أتى به؟ وما مواطن اخللل فيه؟.
وخارجيا في مشاريع أخرى .كما جاء في العبارة ضمن على مبدأ التعميم وااللزامية في التعليم واإلنصاف هي جزء من األسئلة التي نسعى أن نقربها بالتحليل في
املادة ،55من « تقدير مستوى تطور املردودية الداخلية وتكافؤ الفرص بني أبناء الوطن. هذه الورقة.
واخلارجية ملنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي
ومدى جودة اخلدمات املقدمة للمتعلمني في إطارها(». محاولة نقدية ملفاهيم قانون اإلطار التعريف بالقانون اإلطار51 ‑17
القانون اإلطار 51.17مبنظومة التربية والتكوين على الرغم من املفاهيم واملشاريع اجلديدة التي جاء بها هو مشرع حكومي يستمد شرعيته من املشاريع
ةالبحث العلمي ،2019ص .)27حتى على مستوى قانون اإلطار من اجلدية في الطرح من خالل الرافعات والبرامج اإلصالحية السابقة قصد استئناف ما يتم
املفاهيم املشار إليها في املادة 2لم يقدم له التعريف التي جاء بها واملواد التي تشكل مضمونه منها ،فإن التداول فيه ،وفي ظل رؤية اإلصالح ،وآخر مرجع لقانون
مثل غيره من املفاهيم. ذلك ال يخلو من إختالالت قد متنع من تنزيله أو تقلل من اإلطار هو برنامج الرؤية االستراتيجية ،2015/2030
‑ إغفال اإلشارة إلى األساليب البيداغوجية في تنفيذه فعاليته ،التي تطمح إليها احلكومة ،العتبارات متعددة فمن حيث املضون يتكون من ديباجة كمقدمة حتدد
منها: السياق العام ،وعشرة أبواب حتت كل باب مواده ،وعدد
من مثل الوسائل التكنولوجيا وجلن العمل في املؤسسات
‑ إغفال وضعية الفاعل التربوي من هيئة التدريس هذه املواد هي تسع وخمسني مادة.
املكلفة به ،ووسائل الدعم ومواردها املادية ،التي ميكن
أن تساهم في تنزيله وأجرأته ،إال ما متت اإلشارة إليه
من خلق جلنة دائمة تعني بالتقييم ،واملجلس الوطني
وأطر االدارة ،باعتبار هذه الفئة هي احملرك األساس
ألي عملية تربوية ،فليس في مضمون هذا القانون
معالم اإلصالح وجتلياته في القانون اإلطار
ال يقف التجديد في القانون اإلطار عند املواد التي
للبحث جهويا ووظنيا. ما يدل على الرغبة في حتسني وضعية املدرس الذي جاء بها وال في املعاني التي يحملها ،وإمنا يتجاوز
أختم القول في هذه الورقات إلى أن تنفيذ مقتضيات متر عليه جميع العمليات واالجراءات البيداغوجية األمر ذلك إلى كون هذا القانون جاء بجملة من املفاهيم
هذا القانون االطار وتنزيل مواده على الواقع التربوي والديداكتيكية،حيث تنعدم شروط ومالمح التشجيع اجلديدة وغير املعهودة على املشهد التربوي ،والتي قد
يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية تعيد املجد للمؤسسة على االجتهاد واالبتكار ،والتحفيز على العطاء وبذل تفرض على القائمني به أثناء صياغة مشاريع قوانني
التربوية والتعليمية بجميع مكوناتها بدا من األستاذ اجلهد ،فاالستاذ هو قطب الرحى وعمود العملية وعند تنزيله التوضيح والتفسير و بيان النوايا من
املمرر للبرامج واملنفذ للمقتضيات التي جاءت بها التعليمية التعلمية داخل أسوار املؤسسة ،فإذا لم يكن هذه املفاهيم ،وميكن التمثيل لهذه املفاهيم التي يضمها
الرؤية االستراتيجية والقانون اإلطار ،ألن أي إصالح االهتمام به ال ميكن لعجلة اإلصالح أن تتحرك إلى األمام هذا القانون بجملة منها :التقييم ،ومبدأ التضامن
حقيقي رهني بوضعية املدرس اإلجتماعية واإلقتصادية لتنفيذ أي مخطط إصالحي ،إال ما جاء فيه من إشارة الوطني والقطاعي ،واإلطار الوطني املرجعي لإلشهاد،
والنفسية ،وألن األستاذ حاضر في كل املناسبات إلى التكوين لفائدة األطر العاملة حيث متت اإلشارة واإللزامية ،وتعميم التعليم واستدامة التعلم ،والتمدرس
واحملطات األساسية في أي عملية إصالحية|؛ ألن هذا في املادة 39إلى هذا العنصر « :بقصد تأهيلهم وتنمية االستدراكي ،وميثاق املتعلم ،والتناوب اللغوي،
القانون اإلطار ،جاف وخال من ذكر املدرس وحقوقه قدراتهم ،والرفع من أدائهم وكفاءتهم املهنية ،وذلك من والهندسة اللغوية...؛ ولعل سبب االنفتاح على هذه
املادية واملعنوية ،وألن هيئة التدريس واألسر هم الذين خالل مالءمة أنظمة التكوين مع املستجدات التربوية املفاهيم ،هو مواصلة العمل على إرساء مدرسة جديدة
يشكلون تعبئة وطنية حول أي مشروع لذلك وجب إعادة والبيداغوجية والعلمية والتكنولوجية ،مع مراعاة يتمتع فيها كل فرد بحقه الذي يخوله له الدستور؛
اإلعتبار لهم عبر التحفيز على اإلبتكار والعمل. خصوصيات كل صنف من أصناف التكوين ( ».القانون حتقيقا ملبدأ اإلنصاف و تكافؤ الفرص « ،وحيث إن
اإلطار 51.17مبنظومة التربية والتكوين ةالبحث جوهر هذا القانون اإلطار يكمن في إرساء مدرسة جديدة
*أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي ،المديرية مفتوحة أمام اجلميع ،تتوخى تأهيل الرأسمال البشري،
العلمي ،2019املادة 39ص .)22فالتكوين فيه إرهاق
اإلقليمية بني مالل
العدد 85دجنبر 2020 18
إصالح
مباشرا .ويتميز هذا النوع من التعلم بالتفاعل اآلني الوقت الذي يناسبه لإلطالع على محتوى املوارد الرقمية يدفعنا هذا كله إلى محاولة إيجاد مفهوم واضح للتعليم
للمتعلمني ،إذ يستطيع املتعلم طرح األسئلة واالستفسار املقدمة .يتميز هذا النوع من التعليم عن بعد بحرية املتعلم عن بعد ،باحثني عن مميزاته وأنواعه ،باإلضافة إلى تقدمي
عن مكونات الدرس املقدم ،والتوصل باألجوبة والشروحات في اختيار الوقت الذي يناسبه ،والقدرة على التحكم في بعض األمثلة عن املنصات التي ميكن استعمالها لهذا
في نفس الوقت .باإلضافة إلى العمل على شكل مجموعات نسق وإيقاع الدرس ،من خالل إمكانية إيقاف احملتوى الغرض مع ذكر خصائص ومميزات كل واحدة منها .
وثنائيات تخول للمتعلمات واملتعلمني تبادل األفكار، وإعادته كلما استوجب األمر ذلك ،بيد أن من سلبياته ميكن تعريف التعليم عن بعد على أنه أي منط تعلم ال يعتمد
ووجهات النظر ،واالستفادة من بعضهم البعض .غير أن غياب التواصل اآلني ،الشيء الذي قد يعيق تعلم بعض على احلضور اجلسدي للمعلم واملتعلم في مكان واحد ،بيد
هذا التفاعل اآلني املثمر ،قد تعقيه مجموعة من العراقيل، التلميذات والتالميذ ،خصوصا إذا استعصى عليهم فهم أنه اقترن حديثا باألنترنت باعتبارها الوسيلة الرئيسية
كضعف صبيب األنترنت ،أو تدني جودة األجهزة السمعية/ جوانب أساسية من الدرس .كما يفتقر هذا النوع األول كذلك لهذا النوع من التحصيل ،وعليه فإنه باألساس تعلم
البصرية املستعملة ،والتي قد تفصل املتعلم عن الدرس أو إلى التفاعل في كافة مراحل تكوين الدرس ،باإلضافة إلى تغيب فيه األدوات التقليدية للتعلم ،وحتضر فيه الوسائل
حتول دون توصله مبكونات أساسية للدرس ،مما قد يعيق غياب طرائق التعليم الناشط ،كالعمل على شكل ثنائيات أو التكنولوجية احلديثة مبا فيها احلواسيب ،والهواتف
العملية التعليمية التعلمية. مجموعات صغيرة تنمي لدى املتعلم روح التعاون وتطور الذكية ،واللوحات اإللكترونية ،وتستعمل فيه دروس رقمية
تعتبر منصات التواصل االجتماعي إحدى الوسائط التي لديه مهارة العمل في الفريق. مرئية ،أو مسموعة ،أو مكتوبة مرقونة ،...حتى أصبح يطلق
ميكن استعمالها للتعليم عن بعد املتزامن ،غير أن خصائصها ميكن احلديث عن العديد من املنصات والوسائط التي يتم عليه التعليم اإللكتروني.
تبقى محدودة ،وال توفر العديد من اإلمكانيات واآلليات التي استخدامها لها النوع يفتح هذا النمط من التعليم الباب أمام املتعلمني
قد ُت ّسهل وحتقق العملية التعليمية التعلمية ،كالتي تيسرها من التعليم عن لالستفادة بشكل كبير من مصادر متعددة ومتنوعة
مسطحات أخرى ،وعلى سبيل الذكر google meet, zoom, بدءا بعد، للمعلومة ،إذا تتالشى معه الفروقات املتباينة بني الطالب،
Microsoft teams, webex meetوغيرها ،حيث أن هذه من مواقع والتي يخلقها االختالف بني مدرس وآخر .كذلك مع غياب
املنصات وبفضل احترافيتها ومميزاتها ،استطاعت أن حتقق االعتبارات اجلغرافية يفتح التعليم عن بعد آفاق كثيرة
نسبة جناح عالية من حيث عدد املستخدمني واالشتراكات للطالب الذين يعيشون في مناطق نائية أو بعيدة عن
التي توافدت عليها خاصة في الفترة األخيرة، املؤسسات واجلامعات التي يرغبون في االنضمام
إذ من خالل هذه املنصات ميكن خلق إليها إلمتام دراستهم وحتقيق أحالمهم ،كما أنه
أقسام افتراضية يتم فيها التواصل باألساس يساير التطور الذي يعرفه منط احلياة
اآلني بني التلميذات/التالميذ السريع ،والذي يتميز باستعمال
واملدرسني ،ومتكن من استعمال وسائل تكنولوجية بشكل مفرط،
سبورة افتراضية ،ومشاركة محتوى مما سيقلل من اآلثار السلبية لهذه
الدروس ،ومشاركة امللفات واملوارد الرقمية األجهزة على مستقبل الناشئة.
املكتوبة واملرقونة ،مع إمكانية التعديل والتصرف حسب موقع ،Statista.com
في احملتوى املشارك بشكل مباشر وجماعي .كما تتيح اخلاص باإلحصائيات ،وبيانات
اللجوء إلى تفعيل العمل الثنائي أو مجموعات العمل عن السوق واملستهلك ،فإن عدد مستعملي
طريق غرف خاصة يتم فيها ذلك افتراضيا ،مما يسهم في الهواتف الذكية اليوم (يونيو )2020حول
حتقيق أهداف التعلم بجوانبها املتعددة ،وجعل املتعلم في العالم قد وصل إلى 3.5بليون مستخدم ،ومن
مركز العملية التعليمية التعلمية باعتباره فاعال أساسيا في متخصصة املتوقع أن يصل إلى 4بليون مع حلول العام القادم
تكوين الدرس وليس كمتلق فقط. من قبيل ،coursera, Udemy, edx, coursat :التي ( ،)2021وإلى ما يفوق 3.80بليون حساب نشيط مبواقع
مما ال جدال فيه أن العالم يتجه اليوم نحو مرحلة جديدة، توفر دروس مقدمة من طرف متخصصني وأساتذة جامعني التواصل االجتماعي .الشيء الذي يدعو إلى ضرورة جعل
يتم فيها االعتماد على التكنولوجيا في كل مجاالت احلياة في مختلق املجاالت ومن مختلف دول العالم .ثم وسائط هذه الوسائط أداة للتعلم والتحصيل الدراسي ،عوض
بشكل أكثر من أي وقت مضى ،وخاصة في ميدان التعليم. التواصل االجتماعي كالفايسبوك ،واليوتيوب ،والواتساب، تضييع الوقت بني مواقع وتطبيقات التواصل االجتماعي،
وعليه فإن كل فعاليات املجتمع التربوي حكومة ،أستاذات وتلغرام ،باإلضافة إلى مواقع املؤسسات التعليمية ،أو واأللعاب اإللكترونية ،ومنصات الدردشة والتعارف.
وأساتذة ،تلميذات وتالميذ ،أباء وأمهات التلميذات مواقع تصممها املؤسسات نفسها لهذا الغرض ،وكذلك احلديث عن التعليم عن بعد يقتضي احلديث عن نوعني
والتالميذ ،األطر اإلدارية ،املعنيون واملسؤولون ،مطالبون املواقع واملدونات واملنتديات اخلاصة باألستاذات واألساتذة أساسيني :تعليم متزامن ، Synchronousأو تعليم غير
بالعمل بشكل يتيح وضع التعليم عن بعد كخيار أساسي على شبكة األنترنت .متتاز العديد من هذه الوسائط بنفس متزامن ، Asynchronousيتسم كل منط منهما بخصائص
في املنظومة التعليمية في العالم العربي ،وذلك ملا تقتضيه اخلصائص ،إذ متكن من متابعة الدروس املقدمة في أوقات معينة ،ويستعمل آليات محددة لتحقيق الهدف املنشود،
الظرفية وما تستوجبه املرحلة .حيث أنه أصبح لزاما مختلفة من اليوم ،ووضع تعليقات واستفسارات مكتوبة وهو حدوث العملية التعليمية التعلمية .فاألول ،التعليم
إعادة هيكلة البرامج التعليمية ،وبرامج تكوين األستاذات أو صوتية يجيب عنها األساتذة .ويشكل موقعا coursera غير متزامن ،وهو النمط األكثر استعماال عبر األنترنت ،وهو
واألساتذة واإلداريني ،باإلضافة إلى تعديل امليزانيات و Edxاالستثناء حيث أنهما الوحيدان اللذان يوفران أي تعليم عن بعد غير مقترن بوقت ومنصة معينتني ،مبعنى
املرصودة لقطاع التربية والتكوين حتى تستجيب لهذا شواهد جامعية معترف بها من طرف اجلامعات التي تقدم أن املعلم يقوم بإعداد فيديوهات ،وكبسوالت ،وموارد رقمية
املعطى ،وحتى نكون قادرين على االستفادة بشكل أكبر من الكورسات فيها. مكتوبة ،وتسجيالت صوتية ،ثم يقوم بتنزيلها على أحد
املميزات واخليارات التي تخلقها لنا التكنولوجيا وحتى أما النوع الثاني ،والذي يطلق عليه بالتعليم عن بعد املنصات اإللكترونية ،أو يتم إرسالها للمتعلمني عن طريق
نكون أكثر استعدادا ملواجهة املستقبل. املتزامن ،وهو تعليم ينبني على الوجود املتزامن للمعلم البريد اإللكتروني أو عبر مجموعات وسائل التواصل
واملتعلم في وقت محدد ومنصة محددة ،فيكون التواصل االجتماعي ،ويكون بذلك للمتعلم احلرية التامة في اختيار
العدد 85دجنبر 2020 20
تعليم عن بعد
ملغوم لكثرة المتدخلين في معالجته ،من هنا صعوبة )nopédagogieفي التعليم عن بعد ،إلى تغيير أفضل في التعليم .هاهنا ،ال يتعلق األمر بالنظر إن مستقبل التعليم ،في عالم متغير ،يتأثر بشكل
تحليله ووصفه ،وقد كان يشكل دائما ممارسة مزعجة في أدوار المدرسين.في هذا العصر الرقمي ،يمكن إإلى الرقمنة من زاوية محبي التكنولوجيا (techn كبير بتكنولوجيا المعلومات .وبالقدر نفسه ،سيتأثر
للنسق التعليمي الذي يتغيا التجديد .هذه األفكار الوصول بسهولة إلى المعلومات والمعرفة .وهكذا، )nophileوال معادية للتكنولوجيا(technopho بطرائق توظيف التكنولوجيا من لدن المدرسين
التي انبثقت عن الممارسات االجتماعية اليومية تغير دور المدرسين وسيستمر في التطور .يجب ،)beولكن النظر إلى «التقنية برؤية نقدية» (« والمتعلمين أنفسهم ،لإلعداد لتعلم مستديم ومستمر
حاولت في غير ما مرة نسف كل مجهود ومبادرة. أن يعمل المدرسون والمكونون من اآلن فصاعدا ،)» techno - critiqueمن أجل تحديد االنحرافات لمواجهة التغير المستمر المتسارع .فنحن نعيش
وكلنا يتذكر ما قامت به األطر التربوية إبان الحجر باعتبارهم مدربين ومحفزين وموجهين في رحلة المحتملة والمرتبطة بالضغط المفرط على التوظيف في عالم متغير في جميع مناحي الحياة ،وخصوصا
الصحي لضمان االستمرارية البيداغوجية ،من المتعلمين». البيداغوجي والديداكتيكي للتكنولوجيا في من ناحية تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت (،)TIC
مساهمات وإنتاجات رقمية -رغم ضعف استفادتهم هذه المقاربة التي تقدّر في كثير من األحيان علم التعليم .والتفكير في وضع تصور يناسب تجويد حيث يعتقد أن المعلومات تتضاعف كل سنتين على
من التكوينات -إال أنها كللت بالسخرية في مواقع البيداغوجيا على حساب المادة الدراسية ،تؤدي إلى الفعل التعليمي -التعلمي في ضوء المستجدات األقل في العالم بأسره.
التواصل االجتماعي .وطبيعي والحالة هاته أن « كل تراجع الدور األساس لنقل المعرفة .وفي اآلن نفسه، التكنولوجية: التعليم عن بعد في مقابل التعليم - 1
تجديد يثير ضده الذين ال يريدون إدخال أي تعديل تراجع السلطة الرمزية للمدرس ،بل األدهى واألمر، - 1 - 3أسطورةالتكنولوجيا(Mythe de la الحضوري:انفصال أم اتصال؟!
على ما هو مألوف لديهم» .والسؤال الذي حان الوقت يتم تحويل غالبية المدرسين إلى مستهلكين لموارد )technologie يشير «التعليم عن بعد» إلى صيغة من العالقة
لطرحه :هل يمكن النظر إلى العامل االجتماعي رقمية جاهزة ينتجها بعض المدرسين لهم خبرة تبين التجارب في المجال السمعي البصري أو التربوية بين المدرس والمتعلم أو بين المتعلم
باعتباره عامال حاسما في تغيير نمط التعليمي من ودراية واسعة بعالم الرقمنة. المعلوماتي ،أن طرق العودة إلى التكنولوجيا ضمن والمؤسسة ،وهي الصيغة غير المباشرة؛ إذ يكون
التعليم الحضوري إلى التعليم التناوبي الذي يدمج - 4 - 3خرافة تكافؤ الفرص (دمقرطة التعليم) سياق محدد ،خصوصا إذا كان تربويا ،ال يمكنها أن المتعلم في ظل التعليم عن بعد منفصال جسديا
هذا النمط األخير مع التعليم عن بعد أم أن هناك من وف ًقا لدراسة أجراها )Andersen (2017على تكون ال مبالية .فتدخل وسائل التكنولوجيا بالمدرسة ومكانيا عن المدرس في كل صيغه؛ ولكنه من جهة
هو أقوى تأثيرا سواء تعلق األمربالضغطاالقتصادي 56000طالب في 825مدرسة ،فإن طرائق التدريس (أدوات العرض ،وسائل سمعية بصرية ،حاسوب) ،لم أخرى ،فهو في اتصال ثنائي (المؤسسة -المتعلم)
أو اإلمالءات السياسية ...؟ ما الداعي إلى االنتقال المتمحورة حول الطالب تزيد من التفاوتات يحقق دائما وعود االنفتاح والفعالية .فاألمر يتعلق غير مباشر؛ كما يشير المصطلح من جهة أخرى إلى
من منهاج دراسي مبني على البيداغوجيا التقليدية االجتماعية .وقد أظهرت العديد من الدراسات غالبا بمحتوى ينضاف إلى مقرر مكثف أصال (كيف تحديد دور المدرس أو المؤسسة إلى تصميم وإعداد
الصفية إلى منهاج رقمي يقوم على البيداغوجيا األخرى أن ما يسمى بالطرق «التقليدية» هي األقل نستخدم الوسيلة؟ وماهي وظيفتها؟) ...وعن دور مواد التعلم الذاتي ،وتهيئة الظروف والوسائط
المفتوحة والمحركة عن بعد؟ إعادة إنتاج ( )les moins reproductricesلعدم الحاسوب في التعليم ،هناك خطاب تشاؤمي يرى» التربوية التقليدية منها والتكنولوجية عن بعد.
في محاولة التركيب المساواة االجتماعية ،و»تظهر األبحاث مرة أخرى أن الحواسيب ال تقدم للتعلم الشيء الكثير ،مثلما ال يقوم التعليم عن بعد على مرونة كل من المكان،
أصبحت التربية مضطرة إلى االنفتاح على توظيف أن بعض الطرائق المتطورة والحديثة ،كانت لها يمكن للشاحنة التي تزود البقالة بالمواد الغذائية أن والتوقيت ،والمنهج الجيد المشترك بين المدرسين
تكنولوجيا المعلومات واالتصال ،ليس فقط ألن تأثيرات كارثية بل أكثر حرما ًنا -وعلى وجه تعمل على تحسين تغذية جماعة ما .فشراء شاحنة والمتعلمين ،من أجل رسم األهداف واألنشطة
ذلك حتمية تاريخية ،وإنما لما توفره من قدرات الخصوص تعلم المهارات األساسية :القراءة ال يعمل على تحسين جودة التغذية ،مثلما أن شراء التعليمية -التعلمية .ومع ذلك ،فنظام « التعليم
على التأهيل الفكري والعلمي لإلنسان ،ولما تقدمه والكتابة ،الرياضيات». حاسوب ال يعمل على تحسين إنجاز الطالب .فجودة عن بعد» ،ال يختلف عن النظام المدرسي الحضوري
من فرص للتعلم المشترك والمتبادل ،أي من فرص وهكذا ،فإن مفهوم «المتعلم» ،الذي قدم نفسه التغذية تنبثق من التالؤم الجيد بين المواد الغذائية في محتوى المنهاج الدراسي ،أو في مضمون
لالنفتاح على الغير. على أنه أكثر ديمقراطية ومعاداة للنخبوية ،يحافظ، المقدمة وحاجيات األشخاص .وبطريقة مقارنة ،فإن المهارات ومقاصد التربية ،وإنما يختلف في توظيف
هكذا نستيطع القول ،أن أهم ما يعد به التعلم عن على العكس من ذلك ،على نخبوية مموهة تعيد إنتاج جودة التعلم تنبثق من توازن سليم بين مناهج التكنولوجيات الحديثة في مساعدة المتعلم على
بعد هو انبثاق مدرسة بال جدران كما يقول (إيفان أو حتى تزيد من عدم المساواة االجتماعية وتضر التعليم وحاجيات الطلبة». التعلم الذاتي.
إليتش) ،التي ستدفع مختلف الفاعلين التربويين بالوصول إلى الدراسات.ومع ذلك ،فإن الزيادة في - 2 - 3أسطورة متعلم يتمتع باستقاللية التعلم ويمكن تعريف « التعليم عن بعد» بأنه ذلك النوع
إلى تحمل مسؤولياتهم ،وتغيير أدوارهم فالمدرس التكنولوجيا الرقمية ،يمكن أن تزيد من اتساع هذه ()Mythe de l’étudiant autonome من التعليم الذي يكون فيه المدرس (أو المؤسسة
سيتأكد دوره كموجه ومنظم للعملية التعليمية الفجوة ،ألنها ،كما يشير الخبير االقتصادي األمريكي عموما درجة أعلى من ً يتطلب التعليم عن بعد التعليمية التي تقدم التعليم) بعيدا عن المتعلم
-التعلمية ،أما المتعلم سيرتقي إلى تعلم مناهج «تايلر كوين» (( )Tyler Cowenتؤدي إلى «الجدارة استقاللية المتعلم /الطالب مقارنة بالتعليم مكانيا أو زمانيا أو هما معا .ويستتبع ذلك ،أنه
التعلم الذاتي أو ما يعرف تعلم التعلم (Apprendre واالستحقاق المفرط» « » hyper - méritocratie؛ الحضوري .فالبيداغوجيا «الحديثة» (« néo - يكون من الضروري استخدام وسائط اتصال متعددة
.)à apprendreآنذاك حين يمتلك الفرد طرائق أي أن تعمل التكنولوجيا الرقمية على تعزيز الوصول )» progressisteتذهب إلى أن تمركز التعليم لم يعد من مواد مطبوعة ،ومسموعة ،ومرئية ،وغيرها من
مختلفة في التعلم يسهل عليه أن يستوعب أي إلى المعرفة بالنسبة لألشخاص األكثر تحفي ًزا منصبا على نقل المعرفة ،ولكن على المتعلم الذي الوسائط اإللكترونية...
محتوى من المحتويات وما يستتبع ذلك من مهارات وموهبة ،وخاصة أولئك الذين لديهم بالفعل رأس مال يبني تعلماته بنفسه؛ الذي نتخيله على أنه « مدرس وفيالسياق نفسه ،يرى أحد الباحثينأنه إذا كان
ومنهجية... ثقافي قوي(.»)un fort capital culturel « في حياته المدرسية ،والذي ُيحكم عليه على أنه التعليم اإللكتروني()Enseignement en ligne
لهذافإن تطوير المنهاج الدراسي اليعني بالضرورة وحسب «فيليب ميريو» (،)Philippe Meirieu مستقل وقادر على التجربة والتعبير المنطقي عن نوعا من أنواع التعليم عن بعد ،فهو يختلف عنه
تغييرا أو تجديدا في أجهزة وأدوات العمل فإن أهم شيء هو «إدماج هذه األدوات [الرقمية] اهتماماته وحاجاته .هذه المقاربة البيداغوجية من حيث طبيعة العملية التربوية ،والمضمون،
الديداكتيكي وأداوته باللجوء إلى التكنولوجيات ينبغي أن يتماهى مع الغايات المدرسية من أجل المبنية على استقاللية المتعلم ،تصطدم بمجموعة والمنهجية ،والتقييم .فالفرق األساس بين التعليم
الحديثة.فإدماج هذه األخيرة في التعليم ينبغي معرفة كيف يمكن أن تساهم في مشاركة جميع من الصعوبات ،منها تنوع وثائر التعلم واإلدراك عن بعد والتعليم اإللكتروني يكمن في أن دور المتعلم
أن يتم بشكل مالئم ومتناسق ،وفي استحضار المتعلمين ونجاحهم». عند المتعلمين ،كما أن فرضية استقاللية المتعلم في األول – يبقى سلبيا ،إذ يتلقى المعلومات دون أن
تاملإلمكانات المتاحة ،لتقديم أفضل لألنشطة إيجابيات التعليم عن بعد - 3 ( ،),l’autonomie de l’apprenantال تستحضر يشارك في الدرس أو يتفاعل مع المادة التعليمية .أما
التعليمية التعلمية ،وللمساعدة على إنماء الكفايات في مقابل هذه االنتقادات الموجهة للتعليم عن بعد، الفرد باعتباره سيرورة بناء تاريخي واجتماعي، في التعليم اإللكتروني فإنه يشارك ويتفاعل ويساهم
األساسية للمتعلم وتحقيق األهداف المرجوة من يتميز بمجموعة من السمات والمميزات اإليجابية: ويريد أن يكون المشروع الحديث العظيم للتعليم، انطالقا من المادة الدراسية.
تحديث المنهاج الدراسي وفق المتطلبات الرقمية. ميزة التنوع: - 1 فهو يرفض أهمية تركيب المعرفة في التعلم ويفتح فنحن أمام نسق تعليمي يقر عالقات جديدة بين
واليفوتنا في األخير ،أن نستحضر بعض المخاطر يحرص التعليم عن بعد على توفير بيئة تعلم الباب على مصراعيه المقاربة الزبائنية إلنفاق التعليم والتعلم ،وهذا ما عبر عنه «هنري» ()Henri
التي يمكن أن تحدث في التعليم التكنوقراطي ،من متنوعة وخيارات بيداغوجية مختلفة للمتعلم، المستهلك على ‘التربية». حينما ذهب إلى أن التعليم والتدريس عن بعد يفرضان
نكوص وتراجع القيم اإلنسانية النبيلة لصالح إضافة إلى اعتماد المدرس على طرائق ديداكتيكية عالوة على ذلك ،فرغم أهمية التفكير في تحوال جذريا للممارسات والطرائق البيداغوجية
التعلم التكنولوجي ،وتوحيد أنماط التعليم .وينتج رقمية متنوعة في عرض المحتوى وأساليب التعليم استقاللية المتعلم في بناء تعلماته بنفسه وتطوير الديداكتيكية من أجل تجاوز بعد الطالب /المتعلم
– على حد تعبير « ”Tibor Vamosمتعلمين وآليات التقويم ،مما يساعد على مراعاة الفروق مهاراته المعرفية والتكنولوجية ،إال أن هذا المفهوم وعزلته ،الشيء الذي ترتب عنه تحول عميق في
شبيهين من حيث بنياتهم العقلية بالبيوت الزجاجية الفردية بين المتعلمين. يتجاهل تلقائ ًيا التفاوتات االجتماعية واالقتصادية؛ األدوار والمهام المخصصة للمدرسين كما هي الحال
أو بالحيوانات المولودة في األسر المروضة على ميزة الجودة: - 2 إذ إن الطفل الذي لديه خلفية أكثر ثرا ًء ،والذي كان في المقاربة البيداغوجية التي وجهت نحو التعليم
األعمال التي تناسب صاحبها فقط ،والتستطيع أن يسهم التعليم اإللكتروني في تحقيق معايير لديه إمكانية الوصول إلى موارد متنوعة و يستفيد الذاتي (.)Autoapprentissage
تعيش الحياة الطبيعية الخاصة بها. الجودة في العملية التعليمية -التعلمية ،من من الدعم البيداغوجي ،و في اآلن نفسه ،نشأ في االنتقادات الموجهة للتعليم عن بعد - 2
خالل تمكين المدرس وإكساب المتعلم مجموعة من بيئة محفزة تقدر المدرسة والفضول العلمي ،يكون والرقمي :تشاؤما وتفاؤال
*المدرسة العليا للتربية المهارات التي تساهم في تجويد عمله بإتقان. أكثر تجاوبا مع استقاللية المتعلم ،مقارنة مع الطفل ما من شك هنا ،أننا لسنا في سياق رفض
المرونة: - 3 الذي يفتقد إلى خلفية التعلم ومترعرع في بيئة هشة التكنولوجيا الرقمية ،بل إننا في سعي إلى دمجها
والتكوين -جامعة الحسن توفر بيئة التعليم على مرونة كبيرة عن طريق اجتماعيا. بطريقة مسؤولة ومتوازنة في التعليم والتعلم .إذ
األول -سطات توفير تعليم مرن ومفتوح جغرافيا ومكانيا. - 3 - 3أسطورة المدرس المواكب (Mythe de سيسمح لنا تحليل بعض المبادئ التي تتغياها
التعليم عن بعد:الرهان االجتماعي: - 4 )l’enseignant « accompagnateur المقاربات البيداغوجية الحديثة في إدماج استخدام
البد من اإلقرار هنا أن التعليم عن بعد موضوع أدى توظيف البيداغوجية الرقمية (La techn تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ( )ICTبشكل
العدد 85دجنبر 2020 21
تعليم عن بعد
لقد أجبر “ فيروس كورونا املستجد -كوفيد ،”19-الذي اجتاح العالم مطلع العام اجلاري ،الدّول التي أصابها ،على
اتخاذ تدابير احترازية رامية إلى محاصرته ،واحلد من انتشاره ،وجعلها ُت ْقدم على سلسلة من التغيرات ا ّلتي ّ
مست
جميع هياكل الدّولة (اقتصاد – سياسة – صحة –تعليم.)... ذ /عبد المجيد تنداوي
.)Heinrich، 1984غير أنّ العائق الرئيسي الذي مينعنا ومختلف الطرائق البيداغوجية التي تراعي هذه الوضعية ان الفاصل الزمني بني بروز التقنيتني مييل إلى أن يكون
حتى اآلن من الفهم الواضح لكيفية مساهمة التقنيات البيداغوجية اجلديدة. مشابهً ا لذلك الفاصل الذي يوجد بني جيلني (جيل التقنيات
اجلديدة في التعليم عن بعد هو هذا االرتباك الناجت عن هكذا ،ميكن اعتماد طرائق تدريسيةجديدةوبيدغوجيامت التقليدية وجيل التكنولوجيا الرقمية) ،فقد مت إغراء
مساهمات هاتني التقنيتني املتميزتني (طرائق التدريس ستحدثة للمتع ّلمني املتواجدين خارج أسوار املدرسة ،كما املدافعني عن التقنيات املعاصرة لتجاهل املاضي واالعتراف
وطرائق نشر التع ّلمات وبث املعلومات) .واحدة من هذه املتطورة لنشر التع ّلمات
ّ ميكن التعويل على األجهزة التقنية بأن «التكنولوجيا اجلديدة» فريدة من نوعها وناجعة في
التقنيات ،أي طرق نشر املعلومات ،متأ ّتية عن تطبيق املبادئ املدرسية املختلفة وإذاعتها ،وإتاحة املعلومات واألمثلة التعليم عن بعد (كالرك وسليمان.)1986 ،
العلمية والهندسية املختلفة في تطوير واستخدام املوارد واملمارسات واالختبارات للمتعلمني ،وذلكفقط باعتماد ومبا أنّ الفشل في التع ّلم من األخطاء املاضية غالبا ما
تسجل املعلومات ّ الرقمية التعليمية ،وكذا اإلجراءات التي برامج مدرسية معدّة بد ّقة حسب املواصفات التربوية يؤدّي إلى عواقب وخيمة ،إ ّال أنّ تكرار الفشل يعد كارثة
وتنشرها. املالئمة لنمط التعليم عن بعد. لألنظمة التعليمية الفاقدة آلليات التقومي واملراجعة
لقد مت تطوير تقنيات وسائطية تعليمية مختلفة من باملقابل ،ينبغي االنتباه إلى عدم اخللط بني طرق التدريس معمق حديث، ّ الناجعة .وعلى سبيل املثال ،أظهر حتليل
مكنت فعال من خالل تطبيقات العلوم الفيزيائية التي ّ خاصة
ّ عن بعد وكيفية نشر التع ّلمات وتقاسمها مع املتع ّلمني، خاص ببحوث وتقومي دراسات الوسائط الرقمية في التعليم
إنشاء وسائط متعدّدة جديدة تعتمد اإللكترونيات (األلياف عند تقومي التعليم عن بعد .وقد تعود الزيادة أو النقصان في عن بعد ( )Dillon and Gabbard، 1998كيف أ ّنه من
البصرية ،أقراص الفيديو التفاعلية ،وأجهزة الكمبيوتر). معدالت جناح املتعلمني املستهدفني بهذا النمط من التعليم الصعب احلصول على أدلة صحيحة على تأثير هذا النمط
وكنتيجة لذلك ،أصبحت من التعليم في أمريكا أواخر
تقنية نشر التع ّلمات تزيد القرن املاضي.
من ولوج املتع ّلم إلى املعرفة من هنا تبقى األسئلة التي
وتع ّلمها ،وهذه هي الغاية تطرح حول التعليم عن بعد،
األكثر أهمية في سياق وكذا أدوات تقوميه ،هامة
التعليم عن بعد. وضرورية لفرز معايير
أما طرائق التدريس، ّ معينة صاحلة لتقوميه
بالنماذج ّ
فتتصل باستمرار .تنقل أسئلة
املمكنة البيداغوجية تقومي التعلم عن بعد ضمنيا
واملالئمة لنمط التعليم واملعتقدات االفتراضات
عن بعد ،وهي تتأ ّلف من حول قيمة التع ّلمات
مبادئ العلوم االجتماعية املختلفة ،وتأثيرها على
والتربوية والنفسية النتائج املرجوة .على سبيل
والديداكتيكية ،التي ترتبط املثال ،من خالل مساءلة
بتطوير أساليب الهندسة عما إذا كانت وسيلةأنفسنا ّ
(Reigeluth، التعليمية التدريس اجلديدة تؤدي إلى
.)1983/ 1987تقوم هذه جناح املتعلمني أكثر من
الطرائق البيداغوجية على الوسائط التقليدية ،سوف
البحوث التي يتم إجراؤها نعترف بأنّ الوسيلة قادرة
التدريس بخصوص على التأثير على تع ّلماتهم.
والتعليم ،وكذا طرق غير أن هذا االفتراض نوقش
حتسني جناح املتع ّلمني بجدّية من طرف مجموعة
عن بعد .وك ّلما أمكن دمج من الباحثني»Clark« :
هذه املنتوجات في مواد «Salomon»(1998/ و
وبرامج الدورات التدريبية (أدوات الدورة التدريبية) التي إلى كيفية التأثير بهذه الطرائق البيداغوجية ،كما ُتنسب )1999؛ « »Clarkو «)Estes»(1992/1994؛ «»Gardner
يتم اإلعالن عنها في إطار التعليم عن بعد لفائدة املر ّبني التخفيضات في التكلفة أو الوقت الذي يتط ّلبه هذا النمط و«.)Salomon»(1968
واملتعلمني معا ،ك ّلما كان ذلك أحسن لنمط التعليم عن بعد. في الوصول إلى مجموعات معينة من املتعلمني (على سبيل يقوم التعليم عن بعد على مبدأ نشر املعلومة املدرسية
يبقى الهدف الرئيسي من هذه املناقشة هو إبراز كيف أنّ املثال لدى املنتسبني للعالم القروي أو احملرومني) إلى سوء (التع ّلمات) وذلك بتوظيف املعدات واآلالت والوسائط التي
جناح برامج التعليم عن بعد يجب أن يكون مسنودا بحسن التدبير التربوي واملادي .وميكن أن يؤدي هذا االرتباك فيما تسمح بالوصول إلى تلك بيسر وسهولة املعلومات ،بحيث
التكوين وجودة الظروف وتوفير الوسائل والبرامج الكفيلة يخص الفوائد التي ميكن أن جتنى من التكنولوجيات إلى ّ تكون في متناول املتع ّلمني .وتعتبر الكتب وأجهزة الكمبيوتر
باستخالص النتائج اجلد ّيدة .هذا االمر من شأنه تسليط أخطاء سياسية مكلفة ،وغير متوقعة؛ وبال ّ
شك أنّ العديد والبرامج الرقمية أمثلة مألوفة عن وسائل نشر املعلومات
الضوء ،بطريقة صحيحة وموثوقة ،على مختلف التأثيرات من حتديدات مفهوم «التكنولوجيا» هي بسبب هذا اخللط املدرسية (التع ّلمات) .بينما تهدف طرق التدريس املعتمدة
التي تساهم في اجناح منط التدريس عن بعد. وألي شيء
ّ (.)Clark، 1992dفما هي هذه التكنولوجيات؟ لنمط التعليم عن بعد إلى إحداث التأثير اإليجابي على تع ّلم
ّ
مؤطر تربوي * تصلح؟ املتع ّلمني رغم كونهم متلقني عن بعد .ومن األمثلة الدالة
يشير مصطلح «التكنولوجيا» إلى تطبيق العلم كخبرة على هذه الطرائق هناك طرق إلعداد الدروس وتنظيمها،
قادرة على حل املشكالت (Clark and Estes، 1998، 1999؛ واستخدام األمثلة ،وطرق تشجيع املمارسة واالختيار،
العدد 85دجنبر 2020 23
تعليم عن بعد
البرامج واملناهج والطرق واألساليب املعتمدة في العليا واجلامعات ومراكز البحث ،ال تترك صغيرة أو املسموعة أو املرئية التي تنطوي على املتعة إن البلدان املتقدمة قد شهدت ممارسات
توصيل املعرفة ،والتدريب على اكتساب املهارات حل ُم ْحصدا ،رغبة في وال كبيرة إال أوجدت لها ّاً متلق غير حاضر في ٍّ والتسلية ،واملرسلة إلى ناجحة ،وجتارب تبشر بإمكانية تعويض التعليم
الفنية والتقنية التي يتطلبها مجتمع املعرفة، حتقيق التنمية املجتمعية ،وزيادة التحكم في الزمان واملكان ،ولكنه قادر على اختيار الوقت احلضوري ،والسيما في ظل تعميم الشابكة
فإن التعليم اإللكتروني املفتوح الناجع قد ارتبط إتقان املهارات اجلديدة التي يتطلبها مجتمع واملكان والكيفية التي يتلقى بها املعرفة التي (اإلنترنت) التي تعد عصب وكهرباءة هذا العصر
بفلسفة التعليم املستمر مدى احلياة الذي متيزه املعرفة .تأسيسا على هذه اليقينيات فإن التعليم تنقلها تلك الوسائل التكنولوجية التي تخلو من الرقمي الذي زادت فيه احلاجة إلى التكوين
اخلصائص اآلتية: اإللكتروني املفتوح يسعى إلى حتقيق األهداف التفاعل املباشر واملواجهة احلقيقية بني املعلم والتدريب والتمهير ،رغبة في السيطرة والتحكم
أ ـــــ النجاعة والفعالية في توصيل املعرفة ِل َّلذين اآلتية: والشادي ،ولكنها توظف صورا ورسومات وأشكاال على املتغيرات املتسارعة من حولنا ،ناهيك عن
يطلبونها ،ألجل تنمية معارفهم وحتسني قدراتهم 1ـــ الدميوقراطية واملساواة واإلنصاف في وألوانا تولد لديه الرغبة والدافعية ملزيد من التلقي سعي األفراد واجلماعات إلى حتسني ظروفهم
ومهارتهم الفنية واإلدارية التي كانوا محرومني االستفادة من فرص التعليم والتكوين والتثقيف والقدرة على حل املشكالت .إنه»نظام تفاعلي املعيشية التي يضمنها هذا التعليم الراقي
منها في ظل التعليم احلضوري لسبب من األسباب والتمهير ملواجهة أعباء احلياة املعاصرة ،دون أي للتعليم عن بعد ،يقدم للمتعلم َو ْف ًقا للطلب ،ويعتمد املساهم في حتقيق التنمية ،عبر توفير فرص
االجتماعية واجلسدية والنفسية واجلغرافية متييز يخص اجلنس والسن واملكانة االجتماعية على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة ،تستهدف بناء استثنائية في احلياة لألفراد واجلماعات .وقبل
والعمرية .وتتجلى جناعة وفعالية التعليم واالنتماء اجلغرافي والديني والسياسي املقررات وتوصيلها بواسطة الشبكات اإللكترونية الشروع في حتديد ماهية هذا التعليم اإللكتروني
اإللكتروني املفتوح في أنه وسيلة لنمذجة أساليب والطبقي. واإلرشاد والتوجيه ،وتنظيم االختبارات وإدارة املفتوح ،يحسن بنا التفكير في كيفية االنتقال
التعليم ،وتقدميها في صورة متكاملة من حيث 2ـــ توسيع اخليارات وفرص االرتقاء االجتماعي املصادر والعمليات وتقوميها ».كما يتضمن من ثقافة اإلجابة الصحيحة الوحيدة ملشكالتنا
التصميم الدقيق ،مما يجعلها دروسا منوذجية والثقافي ،اعتمادا على توسيع فرص التعليم التعليم اإللكتروني عن بعد تطبيقات ال تعتمد على احليوية ،إلى ثقافة إبداع األسئلة احملرجة التي
موحدة قابلة للتعميم والتكرار واحملاكاة. العالي والتقني للمواكب البشرية الراغبة في الشابكة( اإلنترنت)« ،وتسمى بالتعلم باالتصال تفتح األعني والعقول على احلقائق كاملة ،ألجل
ب ـــ السهولة واليسر في تلقي املعرفة ،وبأقل االرتقاء مبهاراتها وكفاياتها ملواجهة حتديات غير املباشر خارج اخلطط ،ومن بينها: إدراك الصعوبات ،وملء الفجوات ،واقتراح
تكلفة مادية ،حيث إن هناك فيضا من املصادر العوملة. < استخدام برنامج معالج الكلمات والنصوص اخلطط ،وإجراء التقييمات ،واالستعداد للطوارئ
والتطبيقات على الشابكة تسمح بسهولة الوصول 3ــــ تدريب املعلمني واألساتيذ وتأهيلهم لتطوير في كتابة املستندات التعليمية. والتحديات .
إلى املعلومات وحتديثها باستمرار ،مع التحرر من خبراتهم ومهاراتهم ألجل الرفع من أدائهم في أثناء < استخدام برنامج العروض في عرض الشرائح
عوائق الزمان واملكان ،ناهيك عن اليسر في توفير مزاولة مهمة التعليم والتكوين. اخلاصة باملواد الدراسية. واف للتعليم
من أجل تعريف ٍ
الفرص الثمينة ملتابعة الدراسات العليا بالنسبة
للذين فاتهم استكمال دراساتهم اجلامعية في
4ـــــ مواكبة التطورات املعرفية والتقنية التي
تتفتق عنها حضارة العوملة القائمة على املعرفة
< عرض احملتوى التعليمي باستخدام األسطوانة
املدمجة ،وأسطوانات الفيديو الرقمية. اإللكتروني املفتوح( :عن بعد)
التعليم احلضوري لسبب من األسباب. الدقيقة التي تتطلب التدريب الفني والتقني، < التعلم باستخدام األسطوانات املدمجة ،وهو يجب التذكير في هذه البداءة أنه ليس هناك
ج ـــــ االعتماد على الوسائل التكنولوجية في وحتسني املستوى العلمي واملهني الذي ينتقل ما يتم بصورة أكثر شيوعا من الويب. تعريف جامع مانع وحيد لهذا النوع من التعليم،
توصيل املعرفة ،بدل التعليم احلضوري في بالفرد من التحكم إلى اإلرهاف والتفكير الناقد < استخدام برنامج الفيديو واملواد السمعية لكن التعريفات املختلفة تتفق في أنه أسلوب تربوي
املؤسسات التقليدية .إن الشادي في التعليم والتمييز وزيادة التحكم في الثقافة الرقمية. املعروضة على األسطوانات املدمجة». َم ِرنٌ وحديث للتعلم ،ما يزال في بلداننا العربية
اإللكتروني املفتوح يختار الوسيلة التكنولوجية 5ــــ استدراك فرص التعلم بالنسبة إلى الذين أما تصميم بيئة التعلم اإللكتروني املفتوح في طور اإلنبات والتجريب؛ إنه ليس بديال عن
املناسبة من بني الوسائل اآلتية :احلاسوب ،أو جتاوزهم قطار التعليم احلضوري ،سواء فتنهض على املرتكزات اآلتية: التعليم احلضوري ،ولكنه داعم له ومتمم ألساليبه،
الهاتف النقال ،أو شريط فيديو ،أو كتاب رقمي، بالنسبة إلى النساء اللواتي ُح ِر ْمنَ من التعليم اإلدراك اجليد لتفاصيل البرنامج. - وموسع لفرص التعلم اجليد؛ وهو نسخة متطورة
أو إذاعة ،أو تلفزة ،أو حقيبة تعليمية ،أو أقراص في املجتمعات التقليدية املغلقة ،أو بالنسبة إلى املعرفة العاملة لتخطيط وتطبيق أساليب - عن أسلوب التعليم باملراسلة املستند إلى خدمات
مدمجة ،أو بريد إلكتروني ،أو حوار مباشر عبر ذوي احلاجات اخلاصة التي حالت دون تعليمهم، وطرق التدريس املاتعة. البريد في نقل املطبوعات ،يقوم على االستخدام
الشابكة ،أو جهاز لوحي ،وهلم على ذلك جرا ناهيك عن سكان املناطق النائية احملرومني من تصور املتعلم املستهدف ،وإدراك - اجليد لألدوات التكنولوجية ،وجتهيزات الشبكة
وسحبا. التعليم التقليدي ِبس َب ِب الفقر وتكلفة االنتقال إلى طبيعته وحاجاته واهتماماته. العاملية للمعلومات ،ووسائطها العديدة التي
د ــــ احلرية والفردانية .املتعلم في التعليم مراكز التعليم احلضوري. التوظيف األمثل للوسائط املتعددة. - تضمن االتصال والتواصل الفعال بني طرفي
اإللكتروني املفتوح ح ٌّر في انتقار املادة أو املهنة 6ــــ حتقيق ال ِّرضا وإشباع الغرائز وامليول مكونات التعليم اإللكتروني املفتوح ( :عن بعد) العملية التعليمية التعلمية ،ألجل عرض املادة
التي يرغب في تعلمها ،وفي اكتساب مهاراتها، لدى الشداة املستفيدين من اخلدمة التعليمية تنهض منظومة التعليم اإللكتروني املفتوح على عرضا يضمن بيئة تعليمية شائقة أثناء التفاعل
كما أنه حر في اختيار وقت التعلم ،وحر في تكرار اإللكترونية ،انطالقا من االستغالل اإليجابي العناصر اآلتية: بني املعلم والشادي ،وبكيفية متزامنة أو غير
املادة واملهارة حسب وتيرة تعلمه ،وهو حر كذلك لتقنيات املعلومات التي ُت ِشيع أجواء احلبور 1ــــ املكون ا ِّللقاني( البيداغوجي) والتقوميي: متزامنة لتحقيق أهداف محددة ،وصقل مهارات
في التوقف عن التعلم عندما يحس التعب وامللل. واملتعة في أثناء التعلم. ويعنى باملادة وبكيفية انتقائها وأساليب عرضها بأسرع وقت ،وأقل تكلفة ،مع احلرص على ضبط
7ــــ محو األمية الوظيفية استجابة ملطالب األيدي وتسهيلها ،ناهيك عن استراتيجيات تقومي وتقييم أداء الشداة .ويقتصر دور املعلم في هذا
هـ ــــ إشباع الرغبة .الشادي في التعليم العاملة في الشركات واملصانع ،رغبة في حتقيق حتصيل التالميذ التعليم على تقدمي النصح واإلرشاد واملساعدة
اإللكتروني املفتوح ،ال ينفتح وال يقبل إال على خطط التنمية املستندة على التمهير والتدريب، 2ـــ املكون التكنولوجي :ويخص البنية التحتية للشداة الذين يتعلمون ذاتيا ،وبأقل جهد لتحقيق
ما يرغب في معرفته وتعلمه دون تدخل من أي لضمان اجلودة والفعالية في أثناء ممارسة املهنة، التي تضمن تعليما إلكترونيا ناجعا يختص أشياء يصعب حتقيقها في ظل التعليم التقليدي
عنصر أجنبي ،ومن دون االضطرار للتواجد ضمن وتنمية املعارف في مجال التخصص. بتصميم برمجيات ومواقع عبر أدوات تقنية مثل: احلضوري .وال ريب أن هذا النوع من التعليم يعد
مجموعات تفرض عليه وتيرة تعلمها .إنه يتعلم 8ــــ االستثمار األمثل للوقت الذي توفره الوسائل احلاسوب ،والهاتف النقال ،والشابكة ،واألجهزة استجابة للثورة التكنولوجية والرقمية احلديثة
باللذة في متابعة الصور الثابتة واملتحركة التي التكنولوجية ،بالرجوع إلى الدراسة ألجل ملء اللوحية ،والبطاقات الذكية ،والساعات الذكية، التي اجتاحت العالم ،ممثلة في األجهزة ووسائل
تلهب حماسته في أثناء التعلم. الفراغ ،وإشباع احلاجة إلى التدريب والتثقيف، والسبورة الذكية ،والتلفزة ،واألقراص ،والفيديو، االتصال املعتمدة على الشابكة ( اإلنترنت) ألجل
و ــــ االنتقال بدور املعلم من لعب دور البطولة وممارسة هواية القراءة عبر الوسائط االجتماعية والكتاب الرقمي... حتقيق اجلودة واالستمتاع باملرونة التي يوفرها
على املنصة في أثناء تلقني املعارف ،إلى دور والكتب الرقمية املسموعة واملرئية ،والتنمية 3ـــــ املكون العالئقي واإلداري :يتم فيه التفاعل في الزمان واملكان ،واجلهد والقابلية ،ونقل
اإلرشاد والتوجيه والتنظيم والتقييم وتيسير الذاتية. عن بعد ،وعبر األجهزة التكنولوجية؛ وهو تفاعل اخلبرة وصقل املهارات .إنه اجتاه جديد أوجدته
حل املشكالت ،أما املعارف فهي مطروحة على 9ــــ التخفيف من هجرة العقول النيرة والكفاءات يقوم على تقدمي اخلِ ْدمات اإلدارية ،والتوجيه احلكومات واملعاهد واجلامعات ومراكز البحث
األجهزة. املتميزة التي يدفعها البحث عن الفرص اجلديدة واإلرشاد ،وااللتزام باملبادئ واألخالق. لتنفيذ التعليم الناجع العالي اجلودة القائم على
ز ــــ تنظيم مناظرات وندوات ومحاضرات عن ضات إلى دول الشمال ور ْب ٍزات ِ إلى الهجرة ُث ٍ
بات وعِ ٍ رابعا :أهداف التعليم اإللكتروني املفتوح: االرتباط والتفاعل عن بعد مع الشداة والباحثني
بعد حول موضوع محدد ،كل فرد يدلي برأيه عن التي تستغل تبرعمهم في بلدانهم األصلية. التعليم اإللكتروني املفتوح أسلوب جديد ،غايته والعمال والراغبني في املعرفة من مختلف األعمار
طريق العصف الذهني ،وفي األخير جتمع اآلراء خصائص التعليم اإللكتروني املفتوح( :عن بعد) جتاوز عوائق التعليم احلضوري في املدارس مكون من
في مناطق مختلفة ،وفي إطار تنظيمي َّ
في خالصات يستفيد منها املتتبعون للظاهرة نظرا لطبيعة التعليم اإللكتروني املفتوح الذي واملؤسسات ،انطالقا من التدبير اجليد ملكونات دروس وبرامج ومحاضرات ومؤمترات وتكوينات،
املدروسة ،وهي طريقة غير متاحة للجميع في حترك عجلته خبرات عالية تضمن اجلودة في هذا النوع من التعليم الذي تضطلع به املعاهد عبر وسائط عديدة تتمثل في املواد املطبوعة
العدد 85دجنبر 2020 24
تعليم عن بعد
مهارة اخلط .ولقد أكدت الباحثة األمريكية (كارين الوافد اإللكتروني اجلديد الذي سيغير طرائقنا على مستويات متعددة ،ومن خالل أمناط متعددة التعليم احلضوري.
جيمس) أن»عدم تعلم الكتابة بالقلم مينع تطور أض َّر هذا اإلعراض وأساليبنا في التعليم ،ولقد َ من الوسائط ،ويتطلب انتباها وتركيزا أعمق ح ــــ املساعدة على توفير األجواء املالئمة للتعاون
دورة القراءة في دماغ الطفل ».لهذا مت التأكيد أن واإلنكار بتحصيل الكثير من زائنات ومنافع مما يتطلبه النص التقليدي ».غير أن هذا النوع بني الهيئات واملنظمات البحثية في بلدان العالم،
ريت من حقوق الطفل، تعلم اخلط بالقلم حق َح ْن َب ٌ هذا التعليم اإللكتروني املفتوح التي جت ِّنبنا عمق النزعة االنطوائية لدى الشداة،
اإللكتروني قد َّ ناهيك عن التقليل من هجرة العقول املفكرة التي
البد من ممارسته ومكابدة صعوباته لدوام التعرف سبل التقصير في إدراك آ َف ِق املعارف املنتجاة كما ق َّلل لديهم التفاعل الواقعي احلميمي ،لصالح تبحث عن مراكز البحث والتدريب املوجودة في
على احلروف والتمييز بينها. ص َّحاملجتباة في أثناء جتاربنا التدريسية .كما َ تفاعل افتراضي خال من املشاعر واألحاسيس البلدان املتقدمة.
هذه احلقائق التجريبية تؤكد بال ريب أن «العصا الـــم ْب َرم،
أن االستجابة ألمر التعليم عن بعد بالرأي ُ الصادقة والواقعية التي تنمي الوجدان ،ناهيك ط ـــ إتاحة التعليم سجيس امللوان ملن يرغب في
ُق ِرعتْ لِذي ِح ْلم» وأن اعتماد التعليم عن بعد في وباالنتقار واالعتيام والتوقي والتحرز الذي ُيظهر أنه قد يتحول لدى الشداة الصغار إلى أداة ملهية ذلك ،وفي أي زمان ومكان بواسطة هذه األدوات
سلكي التعليم االبتدائي يضر بالطفل أكثر مما ما أشكل ،ويكشف ما َغمض ،و ُيبينِّ ما ا ْل َت َبس ،أولى تقتصر على النسخ والسلخ واللصق وانتحال التكنولوجية التي تنقل املعرفة مكتوبة ومنطوقة،
ينفعه ،والسيما أن الغالبية العظمى من األطفال السحيل وباحلسرة والندامة من استدباره بالرأي َّ املادة من دون بذل أي جهد ،األمر الذي دفع ثابتة ومتحركة ،سمعية وبصرية ،بأعلى كفاءة،
في هذه املرحلة بحاجة إلى االحتكاك والتفاعل على التقصير وال َف ْوت في اشتيار عسل هذه األدوات الباحثني إلى احلديث عن شائنات عديدة ينطوي وبأقل جهد ،وفي أسرع وقت.
فيما بينهم ،مبا يضمن منوهم النفسي واجلسدي التكنولوجية ،وفي إرساء مشروع التدريس عن عليها هذا التعليم اإللكتروني املفتوح .فماذا إذا وعلى اجلملة فإن التعليم اإللكتروني املفتوح
واالجتماعي والقيمي واملهاري .ومبا أن هذا النمط بعد على طريق م ْه َيع لاَ ِح َب ٍة ،وعلى أسس واضحة، عن هذه الشائنات؟ يلبي احلاجات»االجتماعية والوظيفية واملهنية
التقني ال يحقق هذا املطلب في العاجل واآلجل، كما سبقت إلى ذلك كثير من املعاهد واملؤسسات لألفراد ،مبا يتمتع به من مرونة وحداثة ،وتوفير
فإن املصلحة تقتضي اإلعراض عنه ــــــــ إال ملاما األكادميية واجلامعات العربية مثل :جامعة القدس شائنات التعليم اإللكتروني املفتوح: البدائل التعليمية من جهة ،وأيضا انخفاض الكلفة
وفي أثناء شحذ مهارة السماع ـــــ في مثل هذه
املستويات التدريسية.
بفلسطني ،وكثير من اجلامعات املفتوحة باألردن
والسودان ومصر والسعودية وقطر وليبيا وغيرها (عن بعد) التعليمية مع منط التعليم التقليدي ،وأيضا جتاوز
الكثير من العوائق ...مثل :االنتظام ،والتوقيت
ولقد أظهرت عينات من الدروس التي بثتها التي وسعت من دائرة التعليم اإللكتروني املفتوح، لقد أمكنني الوصف والرصد أن أدرك أن هذا احملدد للدراسة ،ومكان الدراسة ،وظروف العمل،
اجلامعات واألكادمييات اجلهوية للتربية والتكوين الذي يفتح األبواب أمام التزود باملهارات واملعارف التعليم اإللكتروني الذي ما يزال في طور التبرعم، ومتطلبات ال َقبول والعمر ،وأنظمة التقومي
شائنات عديدة ،أ ْن ُب ُذ مِ نها هذه ال ُّن َبذَ ،أ ْستدِ ُّل بها التي يتطلبها مجتمع املعرفة. قد أبان عن مجموعة من الشائنات ،منها ما هو والشهادات؛ هذا باإلضافة إلى استخدام الوسائط
أو َج ْز ُت على هذه الشاكلة: على ما ْ ولقد عرف املغرب بعض التجارب اجلنينية ممثلة مادي ،ومنها مايرتبط بالتقنية ،ومنها ماهو التكنولوجية احلديثة املتعددة في توصيل العلم
أ ــــ التسرع في اإلعداد ا ِّللقاني للمواد التعليمية، في التلفزة املدرسية ،وفي جتربة فرصة للنجاح بشري .وها أنا أذكر ما تقام به احلجة على واملعرفة ،وتشمل :الوسائط املكتوبة والبصرية
حيث تفتقر أغلب األكادمييات إلى استديوهات للبث التي َبث ْتها القناة الثقافية ،وفي بعض برامج التحديات التي تواجه تطبيق التعليم اإللكتروني والسمعية».
مع جتهيزها باألدوات واملعدات الضرورية ،ناهيك محو األمية ،غير أنها ظلت محتشمة ،لم تغادر عن بعد في البلدان النامية ،وما يتضح به جوهر أساليب التعليم اإللكتروني املفتوح( :عن بعد)
عن ضعف التأطير ،وقلة اخلبرة الفنية والتقنية حلظة البذر ألجل اإلنبات؛ لكن في أثناء اجتياح العوائق التي توقع في اإلرتاج واإلجبال على هذه في ظل هذا التكاثر النوعي لألدوات التكنولوجية
التي تستخدم تلك األجهزة استخداما مفيدا ال أض َّر بالتعليم وباء كورونا (كوفيد )19الذي َ الشاكلة: التي نستمتع باالنغماس في نوفلها الذي ال
يقتصر على املادة التعليمية ،ولكن يتطلب معرفة احلضوري من جراء إغالق املدارس واملؤسسات < صعوبة التأسيس لبيئة إلكترونية حقيقية ينكش ،يجب اإلقرار أنه ليس هناك أسلوب واحد
دقيقة مبعايير تشمل كيفيات وضع التصورات، واملعاهد واجلامعات ،ظهرت احلاجة ملحة العتماد مشبعة بثقافة تقنية تتحكم في جزئيات التشغيل ووحيد ،ولكن هناك أساليب تنتهج في هذا النوع
والتصميم ،واإلخراج ،واحللول الناجعة ،ناهيك منط التدريس عن بعد .ولقد حتملت األكادمييات والصيانة والتطوير ،ناهيك عن عدم الكفاءة في من التعليم ،لكنها» تتفق جميعا في الهدف الذي
عما يجب أن يتضمنه الدرس من رسوم وأشكال اجلهوية للتربية والتكوين ،وكلية علوم التربية، إبداع رؤية حصيفة محصدة للتدريب والتمهير تسعى إلى حتقيقه ،وهو حتقيق تعليم يراعي
وبيانات ،وأنشطة ،وتقييمات ،وتغذيات راجعة، وغيرها من اجلامعات و ْز َر توصيل املعارف عن على االستخدام األمثل الذي يشتار عسل تلك الفروق الفردية ...ويكون أكثر وفاء بحاجات
وتعديالت ألدوار كل من املع ِّلم والشادي. بعد إلى الشداة بواسطة اإلذاعة والتلفزة ،وغيرها األجهزة ،دون الوقوع في َشركِ ها وحبائِ لها املتعلم ومراعاة خصائصه ومميزاته ».ناهيك
ب ـــــ غياب التشويق وجلب االهتمام ملادة من الوسائط التكنولوجية ،إال أن التواني في الشيطانية ا َّلل ْيطانِ َّية .والسيما أن كثيرا من عن مراعاة التطورات التكنولوجية والثقافية
التدريس ،وذلك باستعمال الصور والفيديوهات الش ْد ِو ألسباب عديدة؛ يرتبط بعضها اإلقبال على َّ الشكوك واملخاوف تساور اآلباء واألمهات ،وبعض واالجتماعية التي فجرتها حضارة العوملة السائلة
والرسوم الثابتة واملتحركة ،والسيناريوهات بعدم التوفر على أجهزة التوصيل ،وبعضها اآلخر املدرسني الذي يقللون من مردودية وفاعلية التي أوجدت تعددا في أساليب ال تقتصر على
ا ِّللقانية( :البيداغوجية) وجماليات التقدمي باجلهل بكيفيات التحكم في توظيف تلك األجهزة، التحصيل الدراسي الذي يجنيه أبناؤهم من هذا املراسلة واحملاضرات والندوات والورش ،ولكنها
والعرض ،مثل العناية باخلط ـــــــ باعتباره أحد وغيرها من العوائق الكثيرة البثيرة ،أظهَ َر أن التعليم التكنولوجي األجوف الذي يشجع املتعلم جعلت اكتساب املهارات والتدريبات ألجل بلوغ
ا ِّللسانني ـــــ ترقيقا وتغليظا وتلويناَ ،ب ْل َه إغفال الش ْوط مازال َبطي ًنا في االستفادة املثلى من َّ على اجلانب الذاتي االنعزالي ،ويقلل من اجلوانب التنمية احلقيقية َو ْك َدهَ ا َو َسد ََمهَ ا ،انطالقا من
أهمية الدمج بني تلك الوسائل التي تضمن أن التعليم اإللكتروني املفتوح الذي حتدَّر إلينا من العاطفية والدينية ،ومن روح التعاون اجلماعي األساليب اآلتية:
يكون التعليم عن بعد تارة متزامنا تفاعليا ،وأخرى أصالب العوملة التي لم نبذل النكيثة بعد في بلوغ الذي تؤسس عليه األمم. أ ــــ أسلوب التعليم بواسطة املراسلة.
غير متزامن وغير تفاعلي. األرب من استوالد أجهزتها اإللكترونية .ويجب < صعوبة إنتاج املواد التعليمية املتكاملة ب ــــ أسلوب التعليم املبرمج القائم على :املثير،
ج ــــــ كثرة األخطاء اللغوية واملعرفية التي تشوب التأكيد ــــ مبا ال يدع رسيسا من الريب ــــــ عدم النموذجية التي تصلح للبث عبر تلك األجهزة ،كما فاالستجابة ،ثم التعزيز.
تلك الدروس ،مما يبعدها من صفة :النموذجية صالحية هذا النمط التعليمي بالنسبة إلى سلكي تصلح للتعميم واحملاكاة. ج ـــــ أسلوب التعليم بواسطة اإلذاعة املدرسية.
التي حتوز سمة التعميم واحملاكاة والتكرار. التعليم االبتدائي ،ألن الطفل في مثل هذا املستوى < قلة األطر املختصة في اإلدارة والتحكم في د ـــــ أسلوب التعليم بواسطة التلفزة املدرسية.
د ـــــ الشوب اللغوي الذي تخلل تلك الدروس، النشوئي بحاجة إلى أجواء املجموعة ،ال تتفتح تلك األجهزة. ه ـــــ أسلوب التعليم املعتمد على احلقيبة
حيث لم ي ْن ُج من اخللط بني العامية والفصحى، مواهبه ،وال تنمو مهاراته احلسية ــــ احلركية إال < نقص املهارات عند ثلة من األساتيذ على التعليمية .وهو برنامج محكم يتضمن أنشطة
لغات ُأ َخ َر إال مدرسو ٍ أو بني لغة التدريس وبني ضمن املجموعة ،ولذلك ترى الطفل على الدوام ال استخدام األجهزة اإللكترونية ،وضيق الوقت يتوزعها التقدمي والعرض ،ثم التقومي القبلي
اللغات األجنبية ،والسيما مادة اإلجنليزية التي يقبل إقبال الصادي إال على املشروعات اجلماعية املخصص لهم ألجل تصميم الدروس ،باإلضافة والتكويني والبعدي.
تن َّبه مد ٍّرسوها إلى القاعدة الذهبية القائلة :إنَّ التي تشعل وقوده للمشاركة ،لكنه يظهر إحجاما، إلى ضعف استجابة شداة البيئات القروية و ــــــ أسلوب التعليم بواسطة شريط فيديو.
اللغة ال ُت َد َّرس إال باللغة. وينطفئ اشتعاله عندما نطالبه مبشروع فردي واألماكن النائية ،وعدم قدرتهم على التفاعل ز ـــــ أسلوب التعليم اإللكتروني الذي يعد في
ه ــــ االستغناء عن بعض مراقي تدريسية املادة، يضع على وقوده قطعا من الثلج املجمِّ د للمشاعر اإليجابي مع هذا النمط التعليمي اجلديد ،ناهيك الوقت احلالي من أجنع أساليب التعليم املفتوح،
مثل غياب القراءة النموذجية للنصوص في أثناء واألحاسيس .لِذا يجب مراعاة حاجات هذه الفئة عن القصور اإلداري في أثناء التخطيط ملراحل تتاح فيه الفرصة للمتعلم بتلقي دروس من فرق
حصص التدريس. العمرية ،فال نوظف هذه البرامج اإللكترونية إال التعلم اإللكتروني. مختصة ،عبر وسائل االتصال احلديثة التي توظف
و ــــ غياب التفاعل بني طرفي العملية التعليمية في أثناء تعريفهم َمثلاً على األشياء املادية ،وعلى هذا غيض من فيض العوائق التي تقتضي أن الصورة الثابتة واملتحركة مع الصوت واألشكال
ــــ التعلمية ،حيث إن منوذج التدريس األفقي هو احليوانات وتصنيفها إلى أليفة وغير أليفة ،مع يخطط لهذا النوع اإللكتروني «تخطيطا شامال والرسوم واخلرائط ،بأقل جهد وأكثر فائدة وأسرع
السائد في هذا النمط عن بعد؛ ليس هناك تأثير التمييز بني أصواتها ،ناهيك عن بعض القصص واستراتيجيا يأخذ في االعتبار كافة مكونات وقت ،وفي أي زمان ومكان ،كما يتيح هذا األسلوب
وتأثر ،كما أن املشاعر واألحاسيس اإلنسانية اإللكترونية التي تساعدهم على التعلم بواسطة منظومة التعليم اإللكتروني ،وال يقف هذا التخطيط التعلم َو ْف َق سرعة الشادي الذاتية .إنه تعليم ذاتي
والعالقات الدافئة غائبة كليا ،ناهيك عن غياب عَ ينْ ِ اليقني (املشاهدة) ،بله شحذ مهارة السماع، عند مجرد توفير التكنولوجيا املادية ،أي :توفير يعتمد تطبيقات احلاسوب والهاتف الذكي اللذ ْين
القدوة ،وضيق الوقت املخصص لالستجابة وذلك بتسميعهم بعض األناشيد ومجموعة من الكمبيوتر والشبكات والبرمجيات ،بل يخطط يضمنان التفاعل الناجع مع املادة ،سواء أكان ذلك
الستفسارات الشداة نتيجة االتصال غير املباشر، السور القرآنية القصيرة التي تعودهم الفصاحة. للمكونات األخرى :التدريس وأهدافه ومحتواه، التفاعل مباشرا بني املعلم والشادي تزامنيا عبر
األمر الذي نزل مبعيار اجلودة إلى ال َّد َركات أما بالنسبة إلى باقي التعلمات ،فإن احلاجة تدعو واستراتيجيات التعليم والتعلم ،وتقوميه، تطبيق (زوم) ،أم كان غير مباشر ،وغير تزامني
السفلى. إلى الكف عن طوطمة األجهزة الرقمية التي ال تصلح وتصميمه ،وإدارته ،وأساليب التوجيه واإلشراف بواسطة الفيديو والبريد اإللكتروني الذي يضمن
ز ـــــ غياب حصص التطبيق في املختبرات ،األمر في تعليم مهارتي القراءة والكتابة ،إذ»الطفل إذا لم واإلرشاد ».إن أي فشل للتعليم اإللكتروني أساسه التغذية الراجعة.
الذي يفوت فرص التدريب والتطبيق القائمة على يتعلم الكتابة بالقلم ،فإنه لن يستطيع استعمال ضعف التخطيط الستعمال تلك األدوات ،وضعف وال ريب أن التعليم اإللكتروني عن بعد يعمل على
مبدإ التعلم بالعمل على شداة بعض التخصصات ذاكرته احلسية ـــ احلركية للتعرف على احلروف، األطر املختصة في تصميم النظم التعليمية إشاعة أجواء احلبور في أثناء التعلم،حيث ُتقدَّم
وهذا يعني بطء مقدرته على القراءة؛ فإذا كان األمر والبرمجيات وأساليب وطرق التدريس. املادة في ُأ ُطر فنية مغرية تزيد الشادي اشتعاال
العلمية والتقنية.....
*مفتش التعليم الثانوي،
كذلك بحروف ،فاألحرى أن تزداد هذه الصعوبة
عند قراءة أسطر وصفحات كاملة ».ألن تعلم اخلط
جتربة التعليم اإللكتروني املفتوح وحماسة ،عبر السيناريو ا ِّللقاني ( البيداغوجي)،
ناهيك عن كثير من اخليارات املرتبطة بالتلوين
منسق جهوي تخصصي لمادة بالنقر على األزرار ،دون الكتابة باليد والقلم
يع ِّرض قدرة الطفل على الكتابة والقراءة للخطر.
(عن بعد) في املغرب والتغليظ والترقيق والتكبير ،بله القدرة عل
تناص وتعوم في محيط ُّ استحضار مادة أخرى َت
اللغة العربية /بني مالل احلقيقة الثابتة كما ثبتت في الراحتني األصابع
ولقد تنبه الفرنسيون إلى هذا اخلطر ،حيث أجروا املادة األصل مبا يغري مبزيد من االطالع واإلثراء.
التحرير(حذفت اإلحاالت العديد من الدراسات واالختبارات على الطفل داعني
أن احلاجة تفتق احليلة ،وأن فواحت املعارف بهذا
«ومن الواضح أن هذه العمليات تتجاوز مجرد قراءة
ألسباب تقنية) النمط التعليمي املفتوح (عن بعد) ،أضحت جهاالت
إلى اإلعراض عن أزرار احلاسوب في أثناء تعليم أفضت إلى إعراض كثير من القدَّاحني عن هذا نص ،فالنص ُيعا َين في القرن احلادي والعشرين
العدد 85دجنبر 2020 25
تقومي
اختزال التقومي في مجرداختبارات تركز جائحة كوفيد 19 -التي التجئ فيها ،على األحيان مناسبة الستقواء بعض اجلهات إذا كان التقومي بهاته األهمية ،فإنه في
على اجلانب املعرفي أكثر من تركيزها على عجل ،إلى التعلم عن بعد بصيغه البسيطة ومكابرة البعض وتسويق اجلودة الوهمية، بعض السلوكات التربويةيتم تقليص دوره
وضعيات -مشكالت تدفع املتعلم إلى حشد والبدائية أحيانا عن ضرورة التعلم الذاتي سعيا إلى التغطية على املشاكل احلقيقية واختزاله إلى مجرد التصديق واإلشهاد؛
مهاراته ومواقفه واستراتيجياته املعرفية ومحوريته في هكذا منط من التعليم والتعلم. التي تنخر جسم وبنية هذا النظام ،ولك أن التصديق على االنتقال من مستوى إلى آخر،
والذهنية حللحلتها .فال أهمية للمعارف التي وقد كانت نتائج التعلم في هذه الفترة تتخيل مآل نظام تربوي يحتفل بالدرجة أو من سلك إلى آخر ،واإلشهاد مبنح املختبر
ال تكون ذات جدوى إال في سياق االختبار، بسيطة ومتواضعة جدا ،لذلك مت االقتصار املمنوحة والنقطة أكثر من احتفاله مبا أو املمتحن شهادة أو ديبلوما .وفي ظل واقع
إن قيمتهارهينةبجدوى اللجوء إليها حلللة في االختبارات اإلشهادية ،خاصة في السلك حتقق من اكتساب للكفايات وآليات التعلم يؤمن بالشهادة والنجاح ،ويعتقد في النقط
مشكالتأواتخاذ قرارات أو قابليتها ألن التأهيلي واالمتحانات اجلامعية ،على ما مت الذاتي؛ اآلليات األساسية ملواجهات حتديات واملعامالت ،يتم تدريجيا تفريغ بقية أشكال
تؤسس عليها تعلمات جديدة. إجنازه حضوريا .وفي ذلك اعتراف واضح القرن احلادي والعشرين؛املهنية واملعرفية التقومي من معناها وإفقادها جدواها .وهو
وثانيا إعادة النظر في مفردات البرامج بفشل هذا الشكل من التعليم .ورغم أنه كان والتكنولوجية. ما يؤثر على التعلم والتعليم بشكل أساسي،
الدراسية وتقليصها ما أمكن لتوفير حرية من املمكن أن يحل محل التعليم احلضوري هذا االرتكاز على االختبار أدى إلى بعض إذ تتحول مبقتضى ذلك إلى أنشطة تالحق
أكبر للتكوين على التعلم الذاتي ،والتركيز فيما لو مت التخطيط له بشكل دقيق على املمارسات الغريبة والعجيبة؛ ولعل أبرزها النجاح املرحلي واحلصول على شهادة أو
على استراتيجيات التعلم املعرفية بدل املدى البعيد،مع توفير الوسائل واآلليات استغالل البعض ثغرة متحور االختبارات دبلوم ،وتتجاهل الغاية من األنظمة التربوية،
حشو العقول باملعارف والتسابق إلى إنهاء البيداغوجية والتقنية،إال أن سياق املفاجأة الوطنية واجلهوية على اجلانب املعرفي وهي إكساب املتعلمني جملة من القيم
البرنامج وتغليب معيار الكم على معيار الذي فرضه ،وبالصيغ املختلفة التي اعتمدها بدل الكفايات والوضعيات املركبة وبشكل والكفايات التي تؤهلهم للحياة الواقعية.
الكيف.وملا ال تعليم املتعلمني ،بتخصيص حال دون مقاربته للنجاح والقبول. منطي ثابت لتسويق الوهم واألستاذية؛ “ليس من وظائف املدرسة -كما يقول فيليب
حصص معينة ،كيفية حصول التعلم،وإيقافهم ولعل أهم عنصر ساهم في فشل التعلم عن النجوم”ومحترفو “األساتذة ظاهرة بيرنو( -)Philippe Perrenoudاإلعداد
واإلنتاج الفهم استراتيجيات على بعد ،باإلضافة إلى غياب الوسائل التقنية الدروس اخلصوصية املسائية .فصاروا لالمتحان إطالقا” (تقومي الكفايات ،تر :محمد
واإلبداع،باالستفادة من نتائج علم النفس واآلليات البيداغوجية وعنصر املفاجأة ،هو ميهرون التالميذ على اخلطوات التقنية صادقي ،مجلة علوم التربية ،ع ،29 :ص:
املعرفي ،وما حتقق في الذكاء الصناعي؛ افتقار املتعلمني إلى آليات التعلم الذاتي الالزمة للجواب على تلك األسئلة املعرفية . )154بل كل همها ومدار أهدافها وغاياتها
هذا املجال الذي انغمسوا فيه واستغرق جل املعتمد على اجلهد الشخصي ،الذي كان من التي منطتها االمتحانات اإلشهادية ،ولم تكوين الناشئة على تعلم التعلم الذاتي،
أوقاتهم. املفروض أن يتملكوها ،وخاصةفي املستويات ال حتفيظهم بعض املسكوكات ،وتزويدهم وجعلهم يعتمدون على أنفسهم في تدبيرهم
وثالثا ،إدارة الوضعيات التدريسية على املتقدمة ،بعد أن عايشوا وضعيات تعلم ببعض اإلطارات اجلاهزة واملرنة الصاحلة لتعلم ،ومتكينهم من آليات االستمرارية
الطرق التي توفر للمتعلم االستقالل الذاتي متنوعة طالت مستويات وأسالكا دراسية لكل سؤال ،ويكفي املمتحنني أن يعدلوا تلك في التعلم سواء اختاروا احلياة املهنية أو
في التعلم ،كالتعلم القائم على املشروع أو وبرامج ومواد دراسية مختلفة .وفيما يخص األطر تعديال بسيطا ويضعوها في مكانها املسارات التكوينية العليا ،جاء في الفقرة 9
املشكالت أو التصميم ،نظرا ملا تتميز به هاته الشكل اجلديد للتعليم القائم على التناوب بني “الالئق بها”في ورقة التحرير حتى ينالوا من امليثاق الوطني للتربية والتكوين “تسعى
الطرائق من توريط للمتعلم في فعل التعلم التعليم احلضوري والتعلم الذاتي ،يعود هذا املرغوب ويحققوا الهدف .ثم جند كذلك ظاهرة املدرسة املغربية اجلديدة إلى أن تكون مفعمة
وحتميله مسؤولية التعلم ،فضال عما حتققه األخير مرة أخرى إلى الواجهة وبشكل رسمي. العزوف واالنصراف النسبي أو الكلي لدى باحلياة ،بفضل نهج تربوي نشط ،يتجاوز
من تفاعل وتواصل ومرونة وتكيف في سياق وهو ما يفرض شكال جديدا من التعليم يقوم املتعلمني في املؤسسات العمومية عن املواد التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد
التعلم وسيرورته .وجت ُّن ِب ما أمكن الطرائق على تقاسم مسؤولية التعلم والتعليم بني اخلارجة عن نطاق االمتحانات اإلشهادية التعلم الذاتي” .إن وظيفة املدرسة تكمن في
التي يستحوذ فيها املدرس على الفعل املدرس والتلميذ ،وهي وإن كانت شكال وكأنها ال تشكل جزءا من برنامج املستوى تأهيل املتعلمني للحياة ومتكينهم من آليات
التعليمي ،ألنها تخلق في صفوف املتعلمني قدميا من تدبير التعلم /التعلم ارتبطتفي وال متثل جزءا من منهاج كامل متكامل له استيعاب الواقع املتحرك واملتطور ومواجهة
االتكالية واالنتهازية والتهرب من التعلم كلما شكلها املتقدم باعتماد املقاربة بالكفايات ،إال أهداف وغايات .وتزداد هذه الظاهرة حدة في املستقبل وما يخفيه معرفيا ومهاريا وتقنيا
واجهتهم صعوبات تعلمية. أنها لم تبلغ هذا املبلغ من التقاسم وااللتزام بعض املدارس اخلصوصية التي تلغي تلك ومهنيا .فال معنى ألن نركز في مدارسنا على
خالصة املفترض. املواد لصالح املواد املعنية في االمتحانات اإلعداد لالمتحان ونحول مدرستنا إلى مدرسة
يقتضي التعلم الذاتي جتاوز منطق يفترض هذا النموذج التزاما من املتعلم، اإلشهادية واستغالل حصتها الزمنية للتمرن تدور حول فلك االختبارات واالمتحانات
مدرسة االختبارات واالمتحانات ،وإعادة وإن لم يتم التصريح بذلك رسميا ،بإجناز على مناذج امتحانات إشهادية .بل إن تأثير و ُي َتجاهل القصد األسمى واألساسي .ومن
النظر في وظيفة التقومي ككل واالمتحانات جزء من البرنامج الدراسي في إطار التعلم هذه املركزية يلقي بظالله على طريقة التدريس غير املعقول أن يتم التركيز في تعليمنا
اإلشهادية بصفة خاصة لتخدم التعلم ،ال أن الذاتي وحتت توجيهات املدرس وتقوميه. نفسها ،حيث يتحكم التقومي اإلشهادي في وتعلمنا وتقومياتنا على مراكمة املعارف
تقود جميع العمليات التربوية جريا وراء وهنا نتساءل :عن أي تعلم ذاتي نتحدث؟ وهل ديداكتيك وبرنامج املادة ذاتها،فيلغى كل ما وإعادة إنتاجها في عصر يعج باملعرفة؛ تكفي
جناح وهمي يقيس مخرجات املدرسة بنسب برامجنا ومناهجنا اشتغلت فعال على هذا ال يخدم “االمتحان” وتخضع أنشطة التعلم ضغطة زر واحدة لتنهال عليك املعارف بكل
النجاح ،ال بتحقق الكفايات ومواصفات اجلانب قبل أن يفرض بهذا الشكل؟ وهل فعال ذاتها ملطالب “االمتحان” ،من منطلق أنْ ال لغات العالم .بينما نتجاهل تعليم وتعلم
التخرج واالنتقال عبر أسالك ومستويات يتم التركيز على إكساب آليات التعلم الذاتي ضرورة إلثقال كاهل املتعلم مبا لن “ميتحن طريقة إدارة هذه املعارف واالستفادة منها
التعليم ،والقطع مع االختبارات املعرفية التي في ظل برامج دراسية ضخمة ،وتوجيهات فيه” .فيصير “اإلطار املرجعي لالمتحان” في بناء كفايات حقيقية تهيئ املتعلم حلل
منطتأشكال التقوميات اإلشهادية إلى أن رسمية ال تترك مجاال لإلبداعية واحلرية، هو الوثيقة املرجعية املؤطرة ألهداف التعلم املشكالت الواقعية والشبه الواقعية وتعويده
صارت نسخا تكرر نفسها كل سنة استجابة تضطر املدرسني إلى اللهث وراء إمتامها حتت وغاياته وطرق التدريس والتقومي ،وليس النظرة الشمولية والتفكير املعقد.
لداعي املوضوعية واملصداقية والدقة وتكافؤ طائلة املساءلة واحملاسبة اإلدارية؟ االمتحان فقط ،مع جتاوز كلي للمنهاج وغايات إن نظرة سريعة إلى تعليمنا تبني بوضوح
الفرص .وفي نفس الوقت التركيز على أشكال ال مجال للشك في أن التكوين على التعلم النظام التربوي وأهدافه ،وضرب عرض ارتكازه ومتحور جميع عملياتهعلى
التربية التي تنمي حتمل املسؤولية في التعلم، الذاتي رهني بإعادة النظر في التقومي في احلائط بالكفايات ومببدأ التعلم الذاتي. االختبارات اإلشهادية ،وتكريس واقع أن
سواء في الطرائق أو في مفردات البرامج. املنظومة التربوية أوال ،وإعادة حتديد أدواره إذا كان مطلب تكوين املتعلم على التعلم أرقام ونسب النجاح أهم من الكفايات
فيما يخدم التعلم الذاتي أساسا ،ال النجاح الذاتي في كل األنظمة التربوية العاملية املتحققة.وما الضجة التي تالزم االستحقاقات
*أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي
مطلقا .فمن غير املقبول من نظام تعليم يفترض أمرا أساسيا ،فإنه في السياق احلالي اإلشهادية في كل سنة دراسية إال تعبير عن
منه إعداد اإلنسان للحياة احلقيقية املعقدة صارا ملحاحا ومستعجال.فقد كشف سياق هذا الوضع املكرس ،والذي صار في بعض
العدد 85دجنبر 2020 26
تربية
هل أعادت األزمة الوبائية ملؤسسة األسرة الوعي بدورها التربوي والتعليمي؟
يالحظ كل متتبع للشأن التعليمي والتربوي باملغرب خالل السنوات األخيرة حجم التباعد الذي صار بني األطفال أو
املتعلمات واملتعلمني وأولياء أمورهم ،سواء من حيث التحصيل املعرفي ،أو من جانب السلوكيات االجتماعية املنتظرة
ألقي على كاهل املدرسني واملربيني ،وكأنه متلص كامل من املسؤولية
فيهم .واجلدير باملالحظة أيضا حجم الثقل الذي َ
جتاه املتعلمات واملتعلمني.هذه املالحظات السابقة والتي جندها تأخذ حجما مهما من النقاش املتداول بني الفاعلني
التربويني ،وغالبا ما يكون حول إشكالية ،أي دور تلعبه األسرة اليوم في شأن تعليم وتربية أبنائها؟ ذ /يوسف الكــطابي*
التعلم ،ففي ظل انعدامه قد يفضي بنا إلى عدم حتقيق الفعال املتجلي فيّ البالد إلى األسر املغربية دورها يبدو أن لهذا املوضوع ارتباطات بإشكاالت أخرى
االستقرار والدافعية اإليجابية لدى املتعلمني ،وألن التربية والتعليم في بعدهما املتواضع ،لكن هذا أيضا ال يكون الطرف فيها هو األسرة كمؤسسة داعمة للتحصيل
األسرة التي يجب أن حتترم قيمة التعليم وتشجع عليه، يغنينا عن الفوارق االجتماعية والثقافية لدى الطبقات املعرفي واألنشطة التعلمية من جهة ،واملساعدة التربوية
ال تساهم في جعل املتعلم أو املتعلمة يقبالن على التعليم االجتماعية لألسر املغربية ،وسيظل معها أيضا دور من جهة أخرى.وبالرغم من التغييرات التي حتدث في
بدافعية عالية ،وال تهيئ الظروف املالئمة للتعلم ،بتوفير األسرة متغيبا أو مقصيا منذ القدم ،وهذا يتركز غالبا األسرة املغربية مثال واملجتمعات احلديثة ،فإن األسرة
ذلك املناخ األسري املناسب للتعليم ،وال تراقب سلوكيات في األسر املنحدرة من املجال القروي ،التي يصعب تبقى دائما إحدى أهم مؤسسات التنشئة االجتماعية
املتعلم بصفة متميزة ومالحظة ما يطرأ علي ذلك من معها احلديث عن أي دور لألسرة في التعليم عموما ،أو ذات األثر البعيد في املجتمع ،حيث جند الطفل داخل
تغيرات ،فإن عدم االستقرار هذا ،من شأنه أن يكون عامال التعليم عن بعد بشكل خاص. املنزل يتعلم اللغة ،وبعض األدوار االجتماعية املرتبطة
سلبيا ملؤسسة األسرة في التحصيل املعرفي ألبنائها. قد يكون اتضح معنا إمكانية التفكير من جديد حول ويكون
ّ بثقافة مجتمعه ،ويكتسب بعض االجتهادات،
هذه املفارقة السوسيوثقافية واالقتصادية التي تعطينا تزكية وإحياء دور مؤسسة األسرة في التعلم وتثمني ويشكل رأيه جتاه املواقف البسيطة أحيانا.غير أن ّ
أكثر من مؤشر للداللة على دور األسرة في التحصيل التعليم الذي يتلقاه املتعلمون داخل فضاء املدرسة، منحنى التغيرات التي شهدها العالم واملغرب مؤخرا،
املعرفي والتعليمي ألبنائها ،ال تنفي معها أن معظم وهذا يحمل في ثناياه وبشكل ضمني إمكانات املساهمة وبفعل اجلائحة الوبائية -كوفيد 19-قد أعادنا لطرح
األسر قد أعادت النظر في طريقة تعاملها مع تعليم في إصالح املنظومة التعليمية ،ومعها إصالح املجتمع هذا املوضوع من جديد ،وهو دور األسرة كمؤسسة
أبناءها ،وقد اتضح معها أن املهمة التعليمية ليست بشكل عام.لكن ما الذي يقف حاجزا أمام هذا التكامل اجتماعية في املساعدة التعليمية،أو اختيار التعليم
مسؤولية املدرسة وحدها ،وإمنا التدخل اإليجابي بني مؤسستني كبيرتني همهما هو تربية وتعليم أو عن بعد والدفع باملتعلم نحو التحصيل املعرفي في ظل
والفعال ملساعدة املتعلمني في توفير ظروف االشتغال باألساس تكوين الفرد الناجح واملندمج اجتماعيا غياب التعليم احلضوري.
والتعلم داخل البيت أيضا ،كل هذا كفيل باحلديث عن ومواطنا فاعال ومتدخال في الفعل االجتماعي كما يقول ميكن القول أن املدرسة واألسرة باعتبارهما مؤسستني
حتصيل معرفي علمي جيد وذو جودة مستحسنة،هذه بذلك ماكس فيبر؟ للتنشئة االجتماعية لألطفال واملتعلمات واملتعلمني،
املساهمة الفعالة ملؤسسة األسرة تعود بشكل إيجابي إن اإلجابة عن هذا السؤال جترنا بشكل واضح إلى يوجدان في وضعية املنافسة اإليجابية -أو السلبية
على املتعلمني سواء في السنوات األولى من التعليم إشكال آخر أكثر دقة،وهو ما نؤسس له في سؤال مركب؛ أحيانا أخرى -مع بقية مؤسسات التنشئة االجتماعية
األولي ،أو حتى في السنوات األخيرة لسلك الثانوي أين تختفي مؤسسة األسرة في الظروف العادية التي التي يقبل عليها األطفال أو املتعلمات واملتعلمني
التأهيلي ،إنها تخلق فضاء البحث والتعلم الذاتي تتحمل فيها املدرسة كل مشكالت التربية والتعليم مبختلف الفئات العمرية ،مثل وسائل اإلعالم ،وشبكة
وتنميه،وتقوم بطريقة غير مباشرة على حتفيز الفضول ّ ألبنائنا ؟ أو ملاذا تغيب األسرة كمؤسسة اجتماعية االنترنيت ،والشارع وغيرها ،وبالتالي وجب تضافر
املعرفي للمتعلمات واملتعلمني ،إذ معها ال يخلق لديهم(ن) داعمة للفعل التربوي والتعليمي -بشكل متدبذب -في اجلهود والتنسيق بشكل معقلن ملواجهة تلك املنافسة
تلك النظرة التي جتعل من التعليم والتعلم داخل فضاء عملية التنشئة االجتماعية؟ الشرسة ،وهذا التعاون التام بني األسرة واملدرسة هو
املدرسة فقط ،والفضاءات األخرى املشابهة ،وأن املنزل طبعا ،لهذا املوقف أسباب متعددة ومتنوعة قد تظهر لنا في األصل أساس التربية والتعليم لألطفال وللمتعلمات
مثال هو فضاء لالستراحة والقطع مع أوامر الواجبات. فيها بعض األجوبة املمكنة عن أسئلتنا السابقة ،وهذه واملتعلمني.وألن الدور االجتماعي لكل من املدرسة واألسرة
إن الوعي باملشكل هو باألساس بداية حل املشكلة ،وهذا األسباب مرتبطة مبجموعة من احملددات االجتماعية، يتجلى في التنشئة االجتماعية لألفراد عن طريق التربية
ما ينطبق على مؤسسة األسرة التي تشكل لها الوعي والثقافية ،واالقتصادية ،واألسرية ،وأيضا النفسية، والتعليم فإن عالقتهما يجب أن تنطلق من هذا املنظور
من جديد حول دورها الذي يتجلى في مصاحبة أبنائها وجنمل بعض هذه األسباب في النقط التالية؛ التفاعلي بينهما.فعالقة األسرة باملتعلم(ة) ال يجب أن
للتعلم داخل فضاء املنزل ،لكن بشكل واقعي فقد أضحى من الناحية االجتماعية والثقافية؛إننا جند انخفاض تبقى عالقة سطحية تتجلى فقط في أن األسرة هي التي
دور األسرة حاسما في التعليم شأنها شأن املدرسة املستوى التعليمي لبعض أولياء األمور -إن لم نقل تزود املدرسة باملادة األولية -أي املتعلم(ة) -وبالتالي
مع وجود اختالفات بسيطة فقط ،إن املدرسة لها دور أغلبهم -داخل مؤسسة األسرة ،وخاصة باملناطق فعملية التربية والتعليم كلها على عاتق املدرسة ،بل
تكميلي مهم ولكن أساسه ينطلق من مؤسسة األسرة التي تشهد انقطاعا عن التمدرس،أو ما يسمى بالهدر يجب أن تكون عالقة شاملة تنبني على أنهما شريكان
كمورد رئيسي للتربية والتعليم بكل املجتمعات. املدرسي ،وبالتالي تدني مستوى الوعي التربوي ،وعدم في هذه العملية.
نخلص مما تقدم إلى أن التعاون بني مؤسستي األسرة إدراك الدور احلقيقي لألسرة في التربية والتعليم.زد إننا ال جنزم إطالقا محو أو تقزمي الدور الذي تلعبه
واملدرسة أمر ال محيد عنه لتحقيق التحصيل العلمي على ذلك ضعف آلية الضبط االجتماعي داخل بعض مؤسسة األسرة في عملية التنشئة االجتماعية ،وخاصة
اجليد ولتجويد العملية التربوية والتعليمية .ومن أجل األسر ،وهذا السبب مرتبط باملستوى التعليمي ألولياء في بعدها التربوي ،بل إن هذا الدور زاد بشكل أكبر
استكمال حتقيق هذه األهداف التعليمية والتربوية، األمور ،والتي يفقدها القدرة على التوجيه الصحيح مقارنة بسابقه ،وهو ما يناسب عملية التعليم عن بعد
البد أن تساهم مؤسسات التنشئة االجتماعية املوجودة الذي يحقق أهداف التربية والتعليم اجليدين للمتعلمات كوسيلة مساعدة في التعليم والتربية خالل الوقت
ببالدنا بجهودها من أجل مشاركة املدرسة ومساندتها واملتعلمني. احلالي ومستقبال.
لبلوغ الغايات املرجوة ،وذلك باالستناد على وسائل من الناحية االقتصادية؛ فمعاناة األسرة من مشكالت تلعب األسرة دورا بالغ األهمية في تنمية الطفل وبناء
اإلعالم املقروءة واملرئية واملسموعة ،وتوجيهها لصالح اقتصادية مرتبطة بالضغط اليومي للعمل ،واملرتبط شخصيته ،فهي املؤسسة التي ُتعلم وتهذب ،وتنقل
التعليم والتربية،ومعرفة كيفية التعامل معها كوسائط بكثرة ساعات العمل ،والتي تشغلها عن أداء دورها ،وعن خبرات احلياة ومهارتها للطفل والتعلم عموما ،وهي
داعمة للتعليم عن بعد.إنّ جناح العملية التعليمية إذن، متابعة األبناء في املنزل أيضا ،وبالتالي اقتصار دورها وتقوم
ّ التي تلعب دورا أساسيا في تكوينه النفسي
عمل مشترك بني املدرسة واألسرة ،إضافة إلى املؤسسات في أدوار أخرى بعيدة عن تطلعات األبناء وقدراتهم سلوكه الفردي ،وتبث الطمأنينة في نفسه ،وإليها
االجتماعية األخرى ،إذا ما أردنا خلق نهضة تعليمية النفسية ومهاراتهم. يعود الفضل في تشكيل شخصيته ومناءها ،وإكسابه
وتربوية تعم بالنفع على املجتمع والدولة بشكل عام. من الناحية األسرية ،جند غياب االستقرار األسري العادات والسلوكات التي تبقى مالزمة له طول حياته.
أستاذ الثانوي التأهيلي* الذي ينبغي أن مينح للمتعلم واملتعلمة الدافعية إلى وفي هذا السياق ،أعادت الظروف الراهنة التي تعيشها
العدد 85دجنبر 2020 27
قراءة
احلركات واإلشارات ،باستعمال لغة أفكار الكتب في حيز ضيق في جواز السفر > ورشة التعريف اخلاصة باملسابقة، إنها بادرة تذكرنا بعصور االزدهار
اجلسد ،والتعبير باليدين واالبتسامة، اخلاص بالتحدي العربي. لكل من املشرفني اجلدد ،وكذلك التلميذات والعلم واملعرفة ،في العصرين العباسي
والتعبير عن املشاعر عن طريق املالمح، > ورشة التتبع واملواكبة ،وهي والتالميذ ،حيث يتم فيها التعريف واألندلسي ،وعصور النهضة العربية،
وكذلك التنفس اجليد واالسترخاء ،ثم ورشة مهمة وأساسية يتم فيها التركيز باألهداف والشروط ،وطريقة املشاركة، واألكيد أن قراءة أكثر من مليون طالب
الهيئة،بحسن املظهر ،وبارتداء ألبسة باخلصوص على القدرة النفسية للمشاركني، وجوازات السفر ،وأنواع الكتب الواجب ملجموعة من الكتب املتنوعة ،قد تصل إلى
مريحة ،ونظافة اللباس والوجه والشعر وذلك عبر االشتغال بشكل جماعي، قراءتها ،وعدد صفحاتها ،وتنوع مجاالتها، اخلمسني مليون كتابا كل عام دراسي،
واألظافر ،واالعتناء باملظهر وطريقة الكالم ووضع املشاركني في وضعيات مماثلة وتاريخ البدء ،وتاريخ االنتهاء ،كما يتام ينبئ بجيل أوأجيال عربية صاعدة ،مثقفة
واإلنصات واحلركات. ليوم اجتياز املسابقة ،وإتاحة الفرصة وضع اجلدولة الزمنية اخلاصة باللقاءات وفذة.
وفي األخير وجب التنويه بالدور الذي أمامهم من أجل جتريب ذواتهم ،وطرد والورشات املوازية ،مع تسجيل املنخرطني تسعى مسابقة حتدي القراءة العربي ،في
يقوم به هذا املشروع اجلليل مبعية املعيقات السيكولوجية والفيزيولوجية. بالئحة معلوماتهم للتمكن من تعبئتها في أهدافها ،إلى خلق روح املنافسة الشريفة
األندية الثقافية والفنية ،في تفعيل احلياة ثم استعراض ملخصات الكتب التي مت موقع التحدي ،كما ميكن أن تتخلل هذه بني طالب العالم العربي أوال ،وجعلهم في
املدرسية باملؤسسات التربوية والتعليمية قراءتها بشكل فردي أمام املشاركني ،الذين الورشة ،بعض اآلراء حول املسابقة، مستوى ثاني ،يحتكون بالكتب املتنوعة،
بالعالم العربي ،وذلك في تشجيع التلميذات بدورهم يساهمون في تقدمي املالحظات للتالميذ الذين شاركوا في النسخ السابقة، سواء العلمية أو األدبية أو الفكرية
والتالميذ املشاركني ،على االنخراط الفعال بشكل جماعي ،بتأطير من املشرف ،حول لتشجيع املشاركني اجلدد وحتفيزيهم. وغيرها ،...والتي قد تنمي احلس اجلمالي
واملكثف في جميع األنشطة الثقافية .كما كل مشاركة فردية إلدراك األخطاء التي يتم > ورشة معايير التحكيم ،ومصفوفة والفكري ،وتغرس القيم االجتماعية
وجب التنويه أيضامبا له من دور كذلك في ارتكابها ومحاولة جتاوزها ،باإلضافة العالمات ،ويتم فيها تأطير املتعلمني والوطنية ،وتصقل ملكة اإلبداع والنقد،
خلق إشعاعات إقليمية وجهوية ووطنية، إلى مواجهة كل مشارك ألسئلة املشرف واملتعلمات على مواجهة بعض األسئلة كما قد متكن من امتالك مهارة اللغة
وما يحدثه أيضامن صقل ملواهب املتعلمني واملشاركني ،ومحاولة اإلجابة عنها. والتركيز على جني النقاط املهمة أثناء العربية ،والقدرة على التعبير بها بشكل
واملتعلمات ،والرفع من جودة التعلمات وتتميز هذه الورشة اجلماعية باحتوائها اجتياز املقابالت الشفوية في التحدي، كتابي وشفهي .إن هذا املشروع حقا،
وترسيخ القيم ،باالستفادة من أهداف هذه على مجموعة من األهداف من بينها: وذلك بتعريفهم على طبيعة األسئلة التي لبناء متوازن لشخصية عربية في القريب
املسابقة وأهميتها لدى املتعلمني ،سواء تنمية القدرة النفسية ،مبواجهة - يتم التركيز عليها في كتبهم املقروءة. العاجل ،تنهل مكوناته من سلم القيم
على مستوى تفعيل وبث روح املنافسة التردد واخلوف واخلجل ،والقدرة على وكذلك املشرفني اجلدد ،من أجل صياغة املتعارف عليه عامليا ،والتي تعد القراءة
الشريفة بينهم ،أو على مستوى صقل مواجهة جلنة التحكيم في جميع مراحلها بعض األسئلة في اإلقصائيات احمللية، والكتاب أساسني مرجعيني لذلك.
أفكارهم ،وترسيخ مجموعة من القيم اإلقصائية واالستعداد النفسي ملقابلتها، ودراسة طريقة اإلجابات املختلفة ،وفق ما انخرط املغرب -كنموذج -بدوره في هذا
الثقافية واجلمالية لديهم .أو على مستوى بالتدرب على دخول القاعة دون ارتباك متليه مصفوفة عالمات التحكيم والتنقيط النشاط الهادف ،عبر مؤسساته التعليمية،
تنمية حب القراءة لدى جيل األطفال أو استعالء مع التقيد بآداب الدخول والعالمات. كما حرصت اجلهات املسؤولة في املواسم
والشباب في العالم العربي ،وغرسها كعادة واجللوس في املكان املخصص بعد > التمكن من مهارة التلخيص ،وفيها األربعة للمسابقة ،احلضور بقوة من خالل
متأصلة في حياتهم تعزز ملكة الفضول االستئذان ،باإلضافة أيضا إلى التدرب يتم التعرف على طريقة تلخيص الكتب مجموعة من املتعلمني والطالب الذين
وشغف املعرفة لديهم ،وتوسع مداركهم. على التعريف بالسيرة الذاتية ،والتدرب حسب عدد محاورها وصفحاتها ،وحسب شرفوا املؤسسات التربوية املغربية ،ورغم
كما أن القراءة تؤدي إلى تنمية مهارات على اإلجابة دون اختصار مقل أو إسهاب عدد التأشيرات املوجودة داخل اجلوازات أن املشاركات في البداية كانت متوسطة
الطالب في التفكير التحليلي والنقد ممل .كما يتم أيضا السعي إلى حتقيق اخلمس ،وبالتالي وجب تأطير التالميذ في العدد ،إال أن فوز التلميذة املغربية
والتعبير ،وتعزيز قيم التسامح واالنفتاح استعداد كاف ملواجهة أسئلة أو وضعيات املشاركني حتى يتمكنوا من القدرة مرمي أمجون بالتحدي العربي للقراءة في
الفكري والثقافي لديهم ،من خالل تعريفهم مفاجئة ،واستعراض توقعات معينة، األدبية ،و معرفة أن مهارة التلخيص نسخته الثالثة ،جعل هذه النسخ املوالية،
بأفكار الكتاب واملفكرين والفالسفة وذلك باالعتماد على معايير التحكيم، هي تقنية تقليص الكتب واختزالها في تعرف مشاركة كثيفة ،ملجموعة من
بخلفياتهم املتنوعة وجتاربهم الواسعة واستحضار طبيعة األسئلة املوجهة في نصوص قصيرة بأسلوب شخصي يراعي املؤسسات التي انخرطت محليا ،وجهويا،
في نطاقات ثقافية متعددة .باإلضافة إلى املسابقة ،والتدرب على طرق اإلجابات مضمونها العام ،ويزيل احلشو فيها ،مع ووطنيا ،في التعبئة ،وحتفيز التلميذات
زيادة الوعي بأهمية القراءة لدى الطلبة املختلفة ،ثم التمرن على احلفاظ على جتنب اإلضافاتغير الضرورية .والتمكن والتالميذ ،من أجل اإلقبال على القراءة.
في العالم العربي عامة ،واملغرب خاصة، الهدوء والتركيز. من اخلطوات األساسية في :قراءة الكتاب إن جتربتنا كأحد مشرفي املتعلمات
لن يتأتى هذا كله إلى بتقدمي آليات قراءة متأنية ،للتعرف على مضمونه العام واملتعلمني في مسابقة حتدي القراءة
املسابقة وشروطها ،والتركيز على تنمية القدرة اجلسدية ،والتي - وموضوعه ،مع تدوين بعض املالحظات كون لدينا العربي ،ملوسمني متتابعنيّ ،
تطوير الورشات التي تهم مجموعة من تتطلب التوظيف اجليد والفعال للحواس أثناء القراءة ،والسيما تثبيت الفكرة رؤية واضحة ،حول الطريقة الفعالة
التقنيات والوسائل التجريبية ،في القراءة واحلركات والتصرفات الذهنية ،بتوزيع العامة واألفكار الفرعية املرتبطة بها ،ثم لالشتغال .فاملسابقة ال تخضع فقط
والتلخيص ،وجوازات السفر ،والتعبير النظرات بني أعضاء جلنة التحكيم عند مراجعة النص ووضع إشارات أو خطوط لشروط القراءة ،بل متس مجموعة من
واإلجابة ،واملواكبة ،مع احلرص على اإلجابة ،واإلنصات وحسن االستماع حتت اجلمل الوصفية ،أو التفصيلية اجلوانب األخرى ،حول الشروط وطريقة
تبادل األفكار واآلراء ،واألدوار املختلفة لألسئلة واملالحظات ،مع إبداء االهتمام والتعبيرات الفنية ،وحذف حشو الكالم االشتغال ،ومهارات التقدمي ،وبالتالي البد
بني اجلهات املعنية ،واملشرفني واملؤطرين، ملا يقال ،وإجادة احلوار بحسن االستماع، الذي ال يؤثر حذفه على مضمون النص. من وضع خطة واضحة املعالم حول طريقة
والتشارك الفعال بني مجموعة األساتذة ثم التقاط األفكار املهمة واملعلومات وأخيرا صياغة امللخص بألفاظ تعبيرية العمل مع املتعلمني واملتعلمات في هذا
والتالميذ. األساسية ،ومعرفة ما تريده جلنة خاصة وبأسلوب خاص ،باعتبار أن هذه التحدي ،والتي ميكن تقسيمها في نظرنا
* أستاذ الثانوي التأهيلي التحكيم من إجابات ،أضف إلى ذلك املهارة مهمة في جعل املتعلم يتقن تلخيص إلى مجموعة من الورشات األساسية:
العدد 85دجنبر 2020 28
تربية
اإلدارية التي ميكنها إصدار قرار نهائي دون اإلناث الالئي يتعرضن للفصل 72.142بتاريخ 21فبراير ،1972املتعلق إن التأديب ـ بهذا املعنى ـ واحد من
في املخالفة املعروضة ،أو التصديق على النهائي عن الداخلية مبجرد ما يغادرن «بتعيني ممثلي رجال التعليم وموظفي املداخل التربوية األساس إلرساء مبادئ
مقترحات مجلس القسم التأديبية ،على الداخلية دون إذن اإلدارة .ومعلوم أن احلراسة في حظيرة املجالس الداخلية احترام قيم املؤسسة ،ورعاية حرمتها،
غرار املجالس التأديبية للموظفني ،ال إجراءات من هذا النوع واحلجم ،ال تؤدي ملؤسسات التعليم الثانوي ،وبكيفيات وااللتزام بالقواعد الضابطة لعالقات
مينح مجالس األقسام الصفة التقريرية إلى احلرمان من خدمات الداخلية فحسب، تسيير هذه املجالس» ،من خالل إقرار املتعلمني باملؤسسة ،وممتلكاتها،
النهائية بصفة مطلقة ،ويتيح ـ في الوقت بل إلى اإلقصاء املؤقت ،أو النهائي من «مشاركة املجلس الداخلي في احملافظة وجتهيزاتها؛ والتوقير واالحترام
نفسه ـ إمكان توجيه «رسائل التظلم، الدراسة أيضا ،بسبب ظروف األسر على النظام في شكل مجلس تأديبي»، الواجبني للفاعلني التربويني واإلداريني
والطعون القانونية» ،في املقترحات املغربية ،وصعوبة إنفاقها على متدرس عبر ثالث اجتماعات دورية خالل السنة، بها ،بشكل عام ،على أساس تعاقد
الصادرة في حق التالميذ املخالفني ،إلى أبنائها خارج القسم الداخلي ،يومئذ؛ مخصصة لالطالع على «احلالة األدبية ُمص ّرح ،و ُملت َزم به مسبقا ،يوجب
اجلهات اإلدارية ،والقضائية املختصة؛ وبعد املؤسسة اإلعدادية ،والثانوية للمؤسسة»؛ مع إمكانية استدعائه من مساءلة ومحاسبة املُ ِخ ّل مبقتضياته.
وهو أمر مشروع في سياق إرساء «سيادة عن ُس ْك ِ
نيات التالميذ املعنيني بالقرار، لدن رئيس املؤسسة «إلبداء رأيه في غير أن جل الفاعلني التربويني ال
القانون» ،وتعليل القرارات السلبية. بوصفهم موجهني من مدارس قروية ،إلى مسألة تأديبية خاصة» والتنصيص على ينظرون ،اآلن ،بعني الرضا إلى أهمية
مؤسسات ثانوية باملجالني احلضري ،أو عدم جواز «طرد تلميذ بصفة نهائية» ،من التأديب في إحداث األثر اإليجابي
شبه احلضري. لدن مدير املؤسسة ،دون موافقة املجلس املنشود على العالقات التربوية داخل
أصناف العقوبات وال شك في أن «النظام الداخلي» املشار الداخلي ،طبقا للفصل العاشر من القرار املؤسسة التعليمية ،بسبب ما أقرته
التأديبية املدرسية إلى تاريخه سابقا أصبح متجاوزا بفعل
تراكم املكتسبات احلقوقية العاملية،
املذكور.
وجتدر اإلشارة إلى أن مذكرة وزارية
املذكرة الوزارية رقم 867ـ 14بتاريخ 17
أكتوبر « 2014بشأن القرارات التأديبية
أقر املشرع ـ منذ إرساء آلية التأديب
واحمللية ،لفائدة الطفولة املغربية، سابقة في املوضوع ،حتمل رقم 19 املتخذة من طرف مجالس األقسام» ،من
املدرسي ـ ثالثة أصناف من القرارات
وإصدار وزارة التربية الوطنية ثالثة بتاريخ 4يناير ،1969دعت إلى عدم «عقوبات بديلة للتوقيف املؤقت» في
التأديبية ميكن توظيف أحدها في
أنظمة داخلية ،على التوالي ،خالل تسجيل قرارات «املجلس التأديبي» على تدبير مخالفات املتعلمني ملقتضيات
تهذيب سلوك اليافعني غير املنضبطني
سنوات ،2003و ،2008و ،2020تخلو الوثائق املدرسية (امللفات ،والسجالت، األنظمة الداخلية مبؤسساتهم .وهو ما
لألنظمة الداخلية مبؤسساتهم ،حسب
من العقوبات سالفة الذكر؛ أو من خالل والشهادات املدرسية) إال في حالة «الطرد يدعو إلى إثارة املوضوع من جديد ،قصد
جسامة األفعال املنسوبة إلى كل واحد
الدعوة إلى استبدال عقوبة «التوقيف النهائي» للتلميذ من مؤسسته ،وتدوين جتنيب املؤسسات التعليمية ،والفاعلني
منهم على حدة؛ وهي:
املؤقت» بالعقوبات البديلة املنصوص عبارة «يطرد من املؤسسة ألسباب التربويني إقرار «تصرفات إدارية
1ـ التوقيف النهائي عن الدراسة ،أو
عليها في املذكرة الوزارية رقم 867ـ 14 تأديبية» .وقد نحت املذكرة الوزارية بديلة» قد يشوبها «جتاوز في استعمال
«الطرد النهائي من املؤسسة» ،و الطرد
بتاريخ 17أكتوبر »2014غير املُ ْستحبة» رقم 166بتاريخ 30يوليوز 1983في السلطة» ،أو اخلروج عن النصوص
النهائي من القسم الداخلي كما كان
من لدن الفاعلني التربويني واإلداريني موضوع «النظام الداخلي للمؤسسات واملرجعيات الكبرى املنظمة للحق في
يسمى في املراجع التي أشرنا إليها
باملؤسسات التعليمية؛ وكذا التنصيص اإلعدادية والثانوية» بتأكيدها ـ في التمدرس ،وإعمال مبادئ «سيادة القانون،
سابقا؛ وأحالت عليه املذكرة الوزارية
على اختصاص «مجلس القسم» وحده باب «املكافآت والتأديب» على تعريض واملساواة أمامه ،وضرورة االمتثال له»
رقم 867ـ 14بتاريخ 17أكتوبر 2014
(املادة 29من املرسوم رقم 1.2.376 التلميذ «لإلجراءات املنصوص عليها» املنصوص عليها دستوريا ،من جهة؛
«بشأن القرارات التأديبية املتخذة من
الصادر بتاريخ 17يوليوز 2002بشأن من لدن املجلس التأديبي حتت مسمى» وإرساء واجب احترام املؤسسة بكل
طرف مجالس األقسام «في الفقرة الثانية
النظام األساسي ملؤسسات التربية مجلس االنضباط» الذي ظل متداوال في مكوناتها ،وحتصني قراراتها التربوية
منها ،دون أن تنص ـ تصريحا أو تلميحا
والتعليم العمومي) باقتراح العقوبات األوساط التربوية واإلدارية ردحا غير واإلدارية ومصداقيتها ،من جهة أخرى.
ـ على إلغائها ،أو نسخ أصولها؛ كما
التأديبية في حق التالميذ غير املنضبطني يسير من الزمن.
يعتقد عدد كبير من الفاعلني التربويني.
وفق النظام الداخلي للمؤسسة»؛ في غير أن املذكرة املشار إليها آنفا ،أقرت
.وقد جلأت إليه ـ في السنوات األخيرة
ـ إحدى املؤسسات الثانوية التأهيلية
الوقت الذي خص فيه مجلس التدبير بعض املخالفات ،واإلجراءات التأديبية مصدر القرار التأديبي
حتت مسمى «الفصل عن الدراسة» ،في
باقتراح «النظام الداخلي للمؤسسة
في إطار احترام النصوص التشريعية
املقابلة لها ،والشروع في تنفيذها من
لدن اإلدارة التربوية ،ب»شكل انفرادي»
املدرسي
نازلة اعتداء «مقرون بالضرب واجلرح» خص املشرع «املجلس التأديبي» ـ منذ
والتنظيمية اجلاري بها العمل ،وعرضه فور ضبطها ،دون الرجوع إلى «املجلس
حسب بالغ اصدرته املديرية اإلقليمية خمسني سنة ونيف ـ بسلطة إصدار القرار
على مصادقة مجلس األكادميية اجلهوية الداخلي» الذي يجتمع في شكل «هيئة
التي وقع االعتداء على أستاذ عامل التأديبي ،من خالل إسناد مجموعة من
للتربية والتكوين املعنية» طبقا للمادة تأديبية»؛ ويتعلق األمر مبغادرة التلميذ
بإحدى املؤسسات التابعة لها ،بتاريخ 7 املهام إلى املجلس الداخلي سابقا ،من
الثامنة عشر من املرسوم نفسه. القسم الداخلي دون إذن اإلدارة ،فيفصل
نونبر .2017 بينها» وضع النظام الداخلي للمؤسسة،
ولعل التركيز على صيغة «اقتراح عن الداخلية مدة ثالثة أيام دراسية ،
2ـ التوقيف املؤقت عن الدراسة :يقصد واالجتماع «في شكل هيئة تأديبية» طبقا
العقوبات التأديبية» السابقة ،أو و ُي ْبع ُد عنها ـ في حالة العود ـ ثمانية
بالعبارة حرمان املتعلم وإقصاؤه مؤقتا للفصل الثالث عشر من املرسوم رقم
«صالحية اقتراح العقوبات التأديبية» أيام دراسية ،قبل فصله نهائيا في املرة
من اخلدمات التربوية والتكوينية، 2.72.113بتاريخ 11فبراير ،1972
حسب منطوق املذكرة الوزارية رقم 867 الثالثة.
وخدمات اإليواء واإلطعام ،التي تقدمها مبثابة النظام األساسي مبؤسسات
ـ 14بتاريخ 17أكتوبر « 2014بشأن وينطبق هذا التدرج الذي يأخذ فيه
املؤسسة بالقسمني اخلارجي أو الداخلي، التعليم الثانوي»؛ وهو األمر الذي أثبته
القرارات التأديبية املتخذة من طرف رئيس املؤسسة «بعني االعتبار ظروف
خالل فترة محددة ال تقل عن ثالثة أيام، ـ بشكل واضح ـ القرار الوزيري رقم
مجالس األقسام « ،دون بيان اجلهة التلميذ العائلية» ،على التالميذ الذكور
العدد 85دجنبر 2020 29
تربية
يضاف إليهم « ممثل عن تالميذ القسم املدرسة جميعها ،باعتبارها وثيقة مرجعية الداخلية السابقة للمؤسسات الثانوية وال تتجاوز شهرا واحدا ،حسب جسامة
املعنى يختار من بني زمالئه» في حالة مشتركة بني كافة املتدخلني؛ إجراءات أولى في باب «املكافآت والتأديب» ،والتي لم املخالفة املرتكبة من لدنه .وميكن لإلدارة
اجتماعه كهيئة تأديبية ،طبقا للمادة 30 من شأنها تيسير اقتراح ،واستصدار يأت على ذكرها «مشروع النظام الداخلي التربوية أن تتخذ هذا القرار بشكل
من املرسوم سالف الذكر. قرار تأديبي سليم من املنظورين التربوي النموذجي ملؤسسات التربية والتعليم «انفرادي» ،و داخل «املجلس التأديبي»،
ومن املعلوم أيضا ،أن اإلدارة التربوية والقانوني ،غايته تكريس «أخالقيات العمومي ،املتضمن مليثاق التالميذ»، أيضا ،بناء على تراتبية املخالفات املثبتة،
تقوم مبجموعة من اإلجراءات التحضيرية املدرسة» ،وحماية وضعيتها االعتبارية املرفق باملراسلة الوزارية رقم 20ـ ،0346 والعقوبات التي تقابلها .فالتدبير اليومي
لعقد مجلس القسم املجتمع ألسباب والرمزية داخل محيطها؛ واملساواة في بتاريخ 5يونيو .2020 للتغيبات الفردية ،مثال ،ال يتطلب عقد
تأديبية ،ميكن اعتبارها شروطا الزمة العقاب بني املتعلمني ،وحمايتهم ،أيضا، يضاف إلى ذلك أن «تغيير املؤسسة» اجتماع «املجلس التأديبي» بشكل يومي؛
لتحقق شرعية القرار التأديبي؛ من بينها من الشطط في استعمال السلطة ،واحتمال الذي تلجأ إليه بعض املؤسسات الثانوية، بينما تستدعي معاجلة التصرفات،
إعداد تقرير عن الوقائع املادية امللموسة عدم اإلنصاف. ويقبل به بعض اآلباء؛ مع إثباته في وثيقة والسلوكات املشينة تدخل املجلس املذكور
موضوع التأديب ،وظروفها ،ومكانها، وما من شك ،أيضا ،في أن «مجلس رسمية (السجل العام ،أو شهادة املغادرة في اقتراح مدة التوقيف املؤقت التي يراها
واألسباب املؤدية إلى حدوثها ،ومطابقتها القسم املنعقد ألسباب تأديبية» هو اجلهاز مثال) ال أثر له في النصوص التنظيمية مناسبة لألفعال الصادرة عن املتعلمني
للمخالفات املنصوص عليها في النظام الوحيد الذي أوكل إليه املشرع مهمة السابقة؛ ومن ثم ميكن اعتباره «تصحيفا» (التالميذ).
الداخلي للمؤسسة؛ وكذا 3ـ العقوبات البديلة للتوقيف
استدعاء املتعلم ،وولي أمره وصفها وميكن املؤقت:
كتابة ،واالستماع إلى روايته ب»اجليل الثاني» من العقوبات،
عن األفعال املنسوبة إليه، التي مت الشروع في تنفيذها
ومتكينه من الوسائل القانونية ابتداء من سنة ،2014والتي
للدفاع عن نفسه؛ خاصة أنه ال الوزارية أجملتها املذكرة
يوجد مانع قانوني ،أو تربوي رقم 867ـ 14بتاريخ 17
من االستماع إليه ،واستفساره أكتوبر « 2014بشأن القرارات
عن املنسوب إليه ـ بحضور التأديبية املتخذة من طرف
ولي أمره ـ من لدن أعضاء مجالس األقسام» في« :تنظيف
مجلس القسم ،الذين يقوم ساحة ومرافق املؤسسة،
السواد األعظم منهم بتدريسه، وإجناز أشغال البستنة،
ورعايته طيلة أيام األسبوع والقيام بأشغال داخل املكتبة
التربوي. املدرسية كالتنظيف وترتيب
ثم َة ،فإن اإلخالل بإحدى ومن ّ الكتب واملراجع ،واملساعدة في
القواعد السابقة ،وعلى رأسها األشغال املرتبطة بتقدمي خدمات
مبدأ «ال عقوبة إال بنص»، املطاعم والداخليات املدرسية،
أو إقصاء فئة ممُ ّث َلة بقوة واملساعدة في حتضير األنشطة
القانون؛ أو اقتراح العقوبة الرياضية» واعتبرتها قرارات
التأديبية من جهة أخرى غير تأديبية ،و»خدمات ذات نفع
مجلس القسم؛ و عدم مراعاة عام للمؤسسة» في اآلن نفسه؛
مقتضيات النصوص املؤسسة داعية إلى «حفظ كرامة املتعلم،
إللزامية التعليم ،وانعدام وسالمته اجلسدية ،ومالءمة
تعليل القرارات السلبية العقوبات لسن املتعلم» أثناء
الذي يعني قيام اإلدارة « تنفيذ العقوبة املقترحة.
باإلفصاح كتابة في صلب وبصرف النظر عن إمكان
هذه القرارات عن األسباب اعتبار العقوبة التأديبية
القانونية والواقعية الداعية «خدمة ذات نفع عام» ،والتسليم
إلى اتخاذها» (املادة األولى من بذلك ،وصعوبة مالءمتها
القانون رقم 03.01 بشأن إلزام ملعايير السالمة اجلسدية
اإلدارات العمومية واجلماعات والنفسية للمتعلم أثناء القيام
احمللية واملؤسسات العمومية بها ،وبعده؛ ومدى قابليتها
بتعليل قراراتها اإلدارية)، للتنفيذ؛ فإن عددا من الفاعلني
«معيبا من حيث يجعل القرار َ التربويني واإلداريني يعتبرون
الشكل» ،وميكن أن يؤدي إلى بطالن أث َر ْيهِ التأديب املدرسي؛ ولم يشترط تفويض لقرار الطرد النهائي املصحوب بإمكان «اجليل الثاني» من العقوبات عدمي
التربوي واإلداري. قراراته إلى املجالس األخرى ،أو التصديق قبول مدير مؤسسة ثانية إعادة تسجيل األثر على احلد من السلوكات الالمدنية
من املؤكد ،إذن ،أن الغاية من «التأديب عليها من لدن مجلس التدبير ،كما هو التلميذ املطرود ألسباب تأديبية بها ،كما للمتعلمني ،مستدلني على ذلك بحاالت
املدرسي» تتحقق باحترام القواعد، الشأن بالنسبة إلى املجالس التربوية أشرنا إلى ذلك سابقا ،بإحالل «تغيير االعتداء ،والعنف اللذين تعرض لهما
والضمانات القانونية املؤطرة للعالقة والتعليمية ،طبقا للمادة 18من املرسوم املؤسسة» محل قرار «الطرد النهائي». عدد من املدرسني واإلداريني خالل الفترة
التربوية بني مختلف املتدخلني؛ لكن 2.02.376بتاريخ 17يوليوز ،2002التي األخيرة.
املؤكد أيضا ،أن تبني اخليار التربوي
في معاجلة الوقائع احلادثة ،والوقاية من
أكدت ـ في الوقت نفسه ـ إطالع مجلس
التدبير «على قرارات املجالس األخرى، القواعد الضابطة للقرار وجدير بالذكر أن «عقوبات التنبيه،
واإلنذار ،والتوبيخ» التي يتم توثيقها
احملتمل منها ،ذو تأثير هام على تعديل
سلوك اليافعني ،وتيسير اندماجهم في
ونتائج أعمالها ،واستغالل معطياتها
للرفع من مستوى التدبير التربوي و
املدرسي التأديبي في بيانات النتائج الدراسية للمتعلمني
ليست تأديبية ،الرتباطها مبدى متلك
ما من شك في أن إعداد قائمة ب»املمنوع،
الوسط املدرسي. اإلداري واملالي للمؤسسة». واملرفوض» من التصرفات ،واألفعال ـ املهارات واملعارف ،والكفايات الالزمة
ومن املعلوم أن مجلس القسم يتكون بشكل سابق عن هذه التصرفات واألفعال لالنتقال إلى مستوى دراسي أعلى؛
(×) فاعل في المجال التربوي ـ وجوبا ـ من اإلدارة التربوية ،وجميع ـ وتدقيق ما يناسبهما من عقوبات؛ باستثناء التنبيه الذي ميكن إصداره
رئيس مصلحة بمديرية خنيفرة مدرسي القسم الواحد ،واملستشار في والتصديق عليها من لدن السلطة التربوية في وضعيتي التأديب ،وتقومي املردودية
التوجيه التربوي ،وممثل جمعية اآلباء؛ املختصة؛ والتعاقد بشأنها بني مكونات التربوية معا ،كما نصت على ذلك األنظمة
العدد 85دجنبر 2020 30
إستشارة
االستشارة القانونية
من الخدمات التي تقدمها التضامن الجامعي المغربي لمنخرطيها ومنخرطاتها المشورة القانونية واإلدارية وتقديم الدعم والمساندة عندما يتعرض المعنيون
باألمر للحيف أو الشطط ومؤازرتهم أمام المحاكم والقضاء اإلداري فضال عن دورها في التوعية والتنوير وتعميم ثقافة الحق والواجب ،وتفتح «الجريدة التربوية»
هذا الباب لتوفير مجال أوسع من «المرشد التضامني» لنشرها وتعميم فائدتها على أعضاء األسرة التعليمية.
بالشطط في استعمال السلطة ،غير أن القضاء مكفوفو البصر وال فرق بني من ولد كفيفا أو من ذات الطابع الشخصي. أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي من
اعتمد في معظم األحكام التي أصدرها على مبدأ عرضت له هذه العاهة بعد ذلك ،ويدخل في حكم ويحق لكل شخص نشرت صورته بغير إذنه،
األجر يكون مقابل العمل وعلى القانون رقم 12-81 الكفيف ،تطبيقا لهذا القانون ،من ال يتجاوز درجة بشكل أساء بحياته وبسمعته ،أن يتقدم بشكاية الدرجة املمتازة
بشأن االقتطاعات من رواتب موظفي وأعوان الدولة إبصاره نصف عشر البصر العادي ،أوال يستطيع في املوضوع أمام النيابة العامة املختصة ،إعماال واجتياز مباراة التفتيش
واجلماعات احمللية املتغيبني عن العمل بصفة غير متييز األصابع على بعد متر ونصف ،أو يكون مجال ملقتضيات الفصل 51مكرر من قانون الصحافة < أسأل عن سبب حرمان أساتذة التعليم الثانوي
مشروعة ،وهكذا ورد في احلكم رقم 3772بتاريخ بصره ال يفوق عشر دقائق من كل جهة ،بالنسبة إلى املغربية .وفي حالة قيام العناصر التكوينية التأهيلي أصحاب الدرجة املمتازة من اجتياز مباراة
23/11/2013في موضوع الطعن في االقتطاع من النقطة املركز ،على أن ال يتعدى درجة إبصاره ثالثة للجرمية ،فإنه تتم متابعة اجلاني ،وإدانته من أجل التفتيش وما رأيكم في هذا املوضوع؟ وهل ميكن أن
األجر بسبب اإلضراب ،والذي جاء فيه « وحيث إنه أعشار البصر العادي». نشر صور متس باحلياة اخلاصة بغيره .وفي هذه تتراجع عن هذا األمر في آخر حلظة ؟
لئن كان حق اإلضراب مضمونا دستوريا ،فإن من ولكي يتم إعفاؤكم من مهام التدريس ،وجب إثبات احلالة ،يجوز للمتضرر أن يتقدم مبطالبه املدنية > بعد ،فجوابا على مراسلتكم التي تستفسرون
حق رئيس اإلدارة اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بضمان إصابتهم بإعاقة بصرية ،وهذه اإلعاقة هي ،في حد للبت فيها إلى جانب الدعوى العمومية ،وله أن فيها حول حرمان األساتذة املرتبني في الدرجة
استمرارية نشاط املرفق العام ،وفرض ضوابط ذاتها ،مبثابة عجز مؤقت عن العمل ،وقد تصبح في يتقدم بصفة مستقلة ،بطلب التعويض املستحق عن املمتازة من الترشيح ملباراة الدخول إلى مسلك
قانونية وإجرائية تضمن عدم إساءة استعمال حق ما بعد عجزا دائما ،وغالبا ما يرتبط هذا العجز بنوع الضرر ،بشقيه املادي واملعنوي ،الذي حلق به من تكوين املفتشني التربويني للتعليم الثانوي
اإلضراب. العمل ،املنوط بهيأة التدريس .ويكون هذا العجز جراء اخلطإ التقصيري املوجب للمسؤولية املدنية، التأهيلي من الدرجة األولى ،يشرفني إخباركم
وجدير بالتذكير بأن النقابات تعتبر حق اإلضراب مسوغا في إعفائكم من املهام ،وتكليفهم بعمل آخر في إطار القواعد العامة املنصوص عليها في أن املذكرة 071x20الصادرة بتاريخ 27أكتوبر
حقا مطلقا يضمنه الدستور ،وال يطوله أي تقييد، يتالءم واإلعاقة التي حدثت لكم ،وسببت لكم عجزا الفصلني 77و 78من قانون االلتزامات والعقود. 2020اخلاصة مبباراة الدخول إلى سلك تكوين
في حني أن اإلدارة تعتمد على الفصل اخلامس دائما أو عجزا مؤقتا عن القيام بهذه املهام. ---------------- املفتشني التربويني للتعليم الثانوي التأهيلي من
من مرسوم 5فبراير ،1958املتعلق مبباشرة ---------------- التغيب الجتياز االمتحانات اجلامعية الدرجة األولى دورة 2020اعتمدت نفس الشروط
املوظفني للحق النقابي والذي جاء فيه «كل توقف الواردة في املرسوم رقم 2.08.521الصادر بتاريخ
عن العمل بصفة مدبرة ،وكل عمل جماعي أدى مشاركة املوظف في املباريات واالقتطاع من األجرة 18دجنبر ،2008والتي تشير املادة 20منه إلى
إلى عدم االنقياد بصفة بينة ،ميكن املعاقبة عليه، < رفضت بعض األكادميات اجلهوية الترخيص
< تسجلت هذه السنة في الكلية إلمتام دراستي أن الدبلوم املمنوح للمتخرج من املركز وهو دبلوم
عالوة على الضمانات التأديبية ،ويعم هذا جميع ألطرها باجتياز مباريات التعليم العالي مساعدين
اجلامعية ،ولقد تغيبت عن العمل الجتياز االمتحانات مفتش تربوي للتعليم الثانوي التأهيلي من الدرجة
املوظفني ،مبا فيها حق اللجوء إلى االقتطاع من باعتذار دون تعليل أسباب الرفض وال ذكر احلجج
اجلامعية وتوصلت باستفسار كتابي أجبت عنه في األولى وليس من الدرجة املمتازة.
األجر» .وبخصوص محو العقوبة التأديبية من القانونية ،فما حدود السلطة التقديرية للمصالح
حينه وأرفقت اجلواب بشهادة احلضور .أتساءل إن السماح ألساتذة التعليم الثانوي التأهيلي من
امللف اإلداري للموظف ،وطبقا للفصل 75من اخلارجية للوزارة؟ وهل ميكن الطعن فيها سيما
هل من حق اإلدارة أن تقتطع من أجرتي مدة أيام الدرجة املمتازة باجتياز مباراة ولوج املركز سيطرح
النظام األساسي العام للوظيفة العمومية ،فإنه وأنها غير معللة؟
تغيبي عن العمل رغم أنني بررت غيابي بشهادة مشكال إداريا وماليا عند النجاح في امتحان التخرج
ينبغي للمعني بهذا األمر أن يتقدم بطلب كتابي > يشرفني إخباركم أنه يحق لكل موظف أن
احلضور في هذه االمتحانات ؟ وإعادة الترتيب في الدرجة.
إلى األكادميية عبر السلم اإلداري يلتمس فيه أن يشارك في املباريات التي تنظمها قطاعات وزارية
> يشرفني إخباركم أن املشرع املغربي أجاز لإلدارة كما أن التسمية في الدرجة املمتازة بالنسبة
ال تبقى في ملفه اإلداري أي أثر للعقوبة الصادرة أخرى شريطة احلصول على موافقة مبدئية من
بأن متنح للموظف إذنا بالتغيب مع التمتع بكامل ملفتشي التعليم الثانوي التأهيلي تتم عن طريق
عليه وذلك بعد مرور خمس سنوات إذا كان األمر إدارة القطاع الذي ينتمي إليه مع استيفاء شرط
املرتب شريطة اإلدالء مببرر أو سبب معقول للتغيب االختيار بعد التقييد في جدول الترقية من بني
يتعلق بإنذار أو توبيخ وعشر سنوات في غير هذه األقدمية احملددة في ثمان سنوات باإلضافة إلى
واحلصول مسبقا على موافقة اإلدارة املسؤولة إذ املفتشني التربويني للتعليم الثانوي التأهيلي من
العقوبات ويتعني أن يتضمن الطلب رأي الرئيس الشروط األخرى املطلوبة الجتياز املباراة .بحيث
ينبغي للموظف املعني أن يتقدم بطلب كتابي إلى الدرجة األولى البالغني الرتبة 7على األقل من
املباشر ونسخة من قرار العقوبة املراد سحبها. يستوجب على املوظف املعني توجيه طلب املوافقة
اإلدارة وإرفاقه مببرر وانتظار موافقة اإلدارة ،وال درجتهم واملتوفرين على خمس سنوات من اخلدمة
على املشاركة في املباراة إلى األكادميية اجلهوية
---------------- عن طريق السلم اإلداري في الوقت املناسب ،علما
يحق له مغادرة مقر العمل دون احلصول على اإلذن الفعلية في الدرجة األولى .وبالتالي ال ميكن لوزارة
بالتغيب. التربية الوطنية أن تسمح ألساتذة التعليم الثانوي
االستفادة من رخصة الرضاعة أن هذه األخيرة غير ملزمة بإعطاء املوافقة ،ألنه في
بالنسبة حلالتكم يتضح أنكم لم تتقدموا بطلب التأهيلي من الدرجة املمتازة من اجتياز مباراة
< مدرسة مرضع تعمل بالسلك اإلعدادي 24ساعة حالة جناح األستاذ املعني في املباراة قد يسبب لها
كتابي مرفوق باالستدعاء في الوقت املنسوب إلى ولوج مركز مفتشي التعليم لألسباب املذكورة.
أسبوعيا ،طالبت برخصة الرضاعة املنصوص خصاصا في عدد أساتذة املادة نفسها على املستوى
عليها قانونيا لكن املديرية لم ترخص لها بدعوى اجلهوي ،وبالتالي ال يحق لألستاذ أن يحتج على
اإلدارة للحصول على موافقة كتابية من لدن اإلدارة ----------------
وبالتالي فإنه من حق اإلدارة أن تعتبر تغيبكم غير
أنها تعمل أنصاف األيام فقط ،وأنها ترخص فقط إدارة األكادميية في حالة عدم حصوله على املوافقة
مشروع رغم إدالئكم بشهادة حضور االمتحانات احلماية اجلنائية واملدنية للحق في
ألستاذات االبتدائي بالوسط احلضري واملوظفات الجتياز املباراة وكأنه حق مضمون ،كما أنه ال جدوى
اللواتي يعملن بالتوقيت املستمر أو املوظفات في اللجوء إلى القضاء اإلداري ملواجهة األكادميية
اجلامعية .وبذلك يحق لإلدارة أن تطبق القانون الصورة
باإلدارة التربوية ،فما رأيكم في هذا التأويل للقانون وتقتطع من أجرتكم .وال يسمح لكم بالطعن في قرار < أتساءل هل التقاط صور لشخص ونشرها
في هذا الشأن ألن اإلدارة متلك السلطة التقديرية في
الصريح والعام والشامل لكل املوظفات؟ االقتطاع من أجرتكم وباللجوء إلى القضاء اإلداري في موقع التواصل االجتماعي بدون موافقته يعد
تدبير مواردها البشرية.
> يشرفني إخباركم أن املنشور رقم 01الصادر في مواجهة اإلدارة ألن ذلك سيكون بدون جدوى. جرمية يعاقب عليها القانون ؟
بتاريخ 7غشت 2018نص على ضرورة تخويل ---------------- ---------------- > اعتبر املشرع املغربي الصورة من املعطيات
املوظفات واملتعاقدات واملستخدمات احلق في اجتياز مباراة التفتيش والعقوبة اإلعاقة البصرية واإلعفاء من مهام ذات الطابع الشخصي ،التي متكن من معرفة
االستفادة من رخصة للرضاعة مؤدى عنها محددة «الشخص املعني» بأي شكل من أشكال إثاحة
في ساعة واحدة في اليوم ملدة ثمانية عشر شهرا
التأديبية التدريس املعلومة ،وأحاطها بحماية القانون رقم 09.08
ابتداء من تاريخ استنفاذ رخصة الوالدة احملددة < تفاجأ بعض األساتذة من وجود عقوبات مبلفهم
< أنا أستاذ التعليم االبتدائي ،منذ السنة الفارطة املتعلق بحماية األشخاص الذاتيني جتاه معاجلة
في أربعة عشر أسبوعا بالنسبة للمرأة املوظفة اإلداري جراء عرضهم على املجلس التأديبي بسبب
وبصري يضعف بشكل كبير ولم أعد قادرا على املعطيات ذات الطابع الشخصي.
مع مراعاة خصوصية كل قطاع فيما يخص دخولهم في إضرابات مفتوحة مما حال بينهم وبني
القراءة والكتابة بالشكل املطلوب رغم زيارتي لعدة يجوز لكل شخص ذاتي ،نشرت صورته بدون إذنه،
مواقيت العمل ،وبذلك تبقى الصالحية في تطبيق مباراة التفتيش ،ما مدى قانونية هذه العقوبة؟
أطباء مختصني في طب العيون .وأصبحت أشعر بشكل أساء حلرمته وحلقوقه الذاتية ،أن يتعرض،
هذا املنشور إلدارة كل قطاع حسب توقيت العمل > يشرفني إخباركم أنه طبقا للقانون فإن كل
باحلرج أمام تالمذتي ،أستفسركم عن الشروط سواء أمام قاضي املستعجالت ،أو قاضي املوضوع،
اخلاص باملوظفة املعنية ،وبالتالي فإن جواب موظف ارتكب هفوة ميكن أن يتعرض لعقوبة
واخلطوات التي ينبغي اتباعها للحصول على أو أمام اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات
املديرية اإلقليمية صحيح وسليم وال يعتريه أي تأديبية ترتب نسخة منها في امللف اإلداري للموظف
اإلعفاء من مهام التدريس ؟ ذات الطابع الشخصي ،على استعمال صورته
شطط أو جتاوز في استعمال السلطة ألن اإلدارة املعني ،يعد امللف اإلداري مرجعا أساسيا لإلدارة في
> يتطلب اإلعفاء من مهام التدريس حصول صفة الشخصية ،بغية استصدار مقرر قضائي أو إداري،
استحضرت مصلحة تالمذتها وتفادي حرمانهم من عدة مجاالت أهمها تقومي املوظف .وجتدر اإلشارة
معاق وهي التي حددها الفصل األول من القانون رقم لوقف االعتداء على احلق في الصورة ،وذلك طبقا
حصصهم األسبوعية كاملة وغير منقوصة خاصة إلى أنه قد سبق للتضامن اجلامعي املغربي أن جلأ
،05-81الذي نص على اآلتي« :يستفيد من الرعاية ملقتضيات املادة 9من القانون رقم 09.08املتعلق
أن األستاذة تشتغل فقط نصف يوم. إلى إقامة دعاوى إدارية ضد قرارات االقتطاع من
االجتماعية املنصوص عليها في هذا القانون، بحماية األشخاص الذاتيني جتاه معاجلة املعطيات
األجر بسبب اإلضراب ،باعتبارها قرارات تتسم
العدد 85دجنبر 2020 31
إصدارات