You are on page 1of 32

‫ملف خاص‬

‫تعنى بشؤون التربية والتكوين واملجتمع تصدر بشراكة مع التضامن اجلامعي املغربي‬
‫> الثمن‪ 5 :‬دراهم‬ ‫> مدير النشر‪ :‬ابراهيم الباعمراني > العدد ‪ > 83‬ماي ‪2020‬‬

‫التعليم في زمن كورونا‬


‫< فيروس كورونا ينعش نظام التعليم عن بعد والتعليم الرقمي‬
‫ص‪6‬‬
‫‪--------------‬‬
‫< املدرسة الدامجة‪ ،‬الثقافة و التكنولوجيا الرقمية‬
‫ص‪8‬‬

‫التحديات والفرص‬
‫‪--------------‬‬
‫< التعلم عن بعد بني اإلنتقاد و سبل الرشاد‬
‫< التعليم عن بعد األهداف واإلكراهات‬
‫ص‪9‬‬
‫‪--------------‬‬
‫< التعليم عن بعد‪:‬آلية لضمان استمرارية التعليم‬
‫< التعليم عن بعد في املجال القروي‬
‫ص‪10‬‬
‫‪--------------‬‬
‫< األطفال والتعلم في فترة احلجر الصحي‬
‫< اعتماد وزارة التربية الوطنية «التعليم عن بعد » في أوج احلجر الصحي‬
‫املنجزات والتحديات في سلك التعليم الثانوي التأهيلي‬
‫ص‪11‬‬
‫‪--------------‬‬
‫< في حوار مع فيليب ميريو ‪ :‬التعليم عن بعد يعمق الفوارق االجتماعية‬
‫ص‪12‬‬
‫‪--------------‬‬
‫< تنزيال لتعليم عن بعد ‪ :‬دروس الستشراف املستقبل‬
‫ص‪13‬‬
‫‪--------------‬‬
‫< اآلباء وإشكالية تنزيل التعليم الرقمي‬

‫< أنشطة التقومي ضمن جتربة التعليم عن بعد‬


‫< التعلم عن بعد زمن جائحة كورونا‬ ‫منوذج مادة االجتماعيات بالثانوي‬
‫ص‪21‬‬
‫ص‪15‬‬ ‫‪--------------‬‬
‫ص‪27‬‬ ‫< تقومي التعليم عن بعد‪ :‬استراتيجيات ومحاذير‬
‫‪--------------‬‬
‫‪--------------‬‬ ‫ص‪23‬‬
‫< التعليم عن بعد في زمن كورونا‪:‬رؤية بيداغوجية حتليلية‬
‫< جائحة كورونا فرصة لتحديد إختياراتنا املستقبلية وبناء الدولة اإلجتماعية‬ ‫‪--------------‬‬
‫استشرافية‬ ‫< من إكراهات تدريس النصوص في التعليم الثانوي اإلعدادي‬
‫ص‪29‬‬
‫ص‪17‬‬ ‫‪--------------‬‬
‫‪--------------‬‬ ‫< االستشارات القانونية‬
‫< التعليم عن بعد آلية لضمان االستمرارية البيداغوجية في ظل وباء‬ ‫ص‪31‬‬
‫كورونا ( كوفيد ‪: ) 19‬‬ ‫‪--------------‬‬
‫مادة االجتماعيات أمنوذجا‬ ‫< االجتهاد القضائي‬
‫ص‪32‬‬ ‫ص‪25‬‬
‫ص‪19‬‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‬
‫أخبار‬

‫بالغ تضامني‬ ‫التعليم عن بعد‬ ‫رأي‬


‫التضامن اجلامعي املغربي يثمن املبادرات‬
‫الوقائية التي اتخذتها السلطات احلكومية‬ ‫ومبدأ تكافؤ الفرص‬
‫للتصدي لوباء فيروس كورونا املستجد‬ ‫أنها تفكر في كيفية تدارك هذا اخللل لتحقيق‬ ‫داهمت العالم جائحة كورونا‪،‬و أجبرته على‬
‫‪ ‬‬ ‫املساواة التربوية ومبدأ تكافؤ الفرص ‪ ،‬وفي‬ ‫اعتماد سلسلة من التغييرات شملت مختلف‬
‫في إطار االنخراط في املجهود التضامني باملغرب ملواجهة‬ ‫خطوة أولى قدمت للرأي العام احلصيلة‬ ‫املجاالت االقتصادية واالجتماعية والسياسة‬
‫تداعيات وباء فيروس كورونا املستجد في الصندوق‬ ‫املرحلية لعملية التعليم عن بعد وهي‬ ‫والطبية والتعليمية ‪ ،‬حيث فرضت في مجال‬
‫اخلاص بتدبير هذه اجلائحة الذي مت إحداثه بتعلميات‬ ‫حصيلة كمية ال ترقى إلى تقومي نوعي يرصد‬ ‫التعليم املدرسي واجلامعي‪ ،‬طرقا تعليمية‬
‫الثغرات والنواقص‪،‬ولكنها حصيلة تكشف‬ ‫جديدة‪ ،‬شكل ضمنها التعليم عن بعد الرقمي‬
‫سامية من جاللة امللك محمد السادس‪،‬بادر املكتب الوطني‬
‫جهود األطر التربوية واإلدارية املبذولة‬ ‫وسيلة ملتابعة الدراسة بعد إقفال املؤسسات‬
‫للتضامن اجلامعي املغربي إلى إصدار بالغ تضامني‬
‫على مستوى وزارة التربية الوطنية مركزيا‬ ‫التعليمية املدرسية واملهنية واجلامعية‪.‬‬
‫بتاريخ‪ 26‬مارس‪ 2020‬نورده فيما يلي‪:‬‬ ‫وجهويا وإقليميا من اجل إجناح عملية‬ ‫وأصبح هذا الوسيط التكنولوجي مبنصاته‬
‫التعليم عن بعد ‪،‬واجناز املقررات الدراسية‬ ‫مستودعا يضم املعارف والعلوم واألنشطة‬
‫فـي سيـاق الظـروف االستثنـائية التـي تعيشهـا بــالدنـا‬ ‫وهي جتربة أولى عوضت التعليم احلضوري‬ ‫املوجهة للتالميذ والطلبة عن بعد‪ .‬إال أن هذا‬
‫وومعـظم دول العالـم‪ ،‬ملواجهة وبـاء ‪Coronavirus Cov‬‬ ‫باملغرب نتيجة تداعيات جائحة كورونا التي‬ ‫التحول املفاجئ في مجال توظيف التكنولوجيا‬
‫‪ ،vid-19‬واعتبارا للدور الريادي ملنظمة التضامن اجلامعي‬ ‫حتمت إقفال املؤسسات التعليمية املدرسية‬ ‫احلديثة في العملية التعليمية لم يستفد منه‬
‫املغربي في تعزيز قيم التضامن والتكافل‪ ،‬فإننا‪:‬‬ ‫واجلامعية واملهنية ‪.‬‬ ‫اغلب تالميذ وطلبة ساكنة البوادي واملناطق‬
‫> نحيي عاليا املبادرات الوقائية التي اتخذتها السلطات‬ ‫وجتدر اإلشارة إلى أن واقع ممارسة‬ ‫النائية ‪ ،‬لعدم توفر متعلمي املناطق النائية‬
‫احلكومية للتصدي لهذا الوباء‪ ،‬وكل التدابير امليدانية‬ ‫التعليم عن بعد في جتربة جديدة بايجابياتها‬ ‫في املغرب على إمكانية التواصل في غياب‬
‫لضمان سالمة املواطنات واملواطنني‪.‬‬ ‫ونواقصها يطرح على منظومة التربية‬ ‫الربط باالنترنيت و احلواسيب والهواتف‬
‫> نثمن‪ ،‬وبكل فخر‪ ،‬تضحيات األطر الطبية وشبه الطبية‬ ‫والتكوين ببالدنا حتديات تستدعي إصالحا‬ ‫الذكية واللوحات االلكترونية‪ ،‬بل هناك اسر‬
‫وموظفي وزارة الصحة لتأمني اخلدمات الصحية‪ ،‬وتقدمي‬ ‫جذريا للمنظومة وفق توجهات القانون‬ ‫ال تتوفر على جهاز تلفاز وهو ما يعتبر‬
‫اإلسعافات في هذه الظرفية العصيبة‪.‬‬ ‫اإلطار الذي يدعو احلكومة إلى اتخاذ جميع‬ ‫حيفا في حقهم ‪،‬وعدم تكافؤ الفرص بينهم‬
‫> نقدر عاليا‪ ،‬اجلهود احلثيثة والتدخالت املتواصلة‬ ‫التدابير الالزمة واملناسبة لتمكني مؤسسات‬ ‫وباقي التالميذ والطلبة بباقي املدن املغربية‬
‫لنساء ورجال السلطة واألمن والدرك واجليش والقوات‬ ‫التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي‬ ‫‪،‬حيث ميكن تسجيل التفاوت االجتماعي‬
‫املساعدة والوقاية املدنية‪ ،‬للحفاظ على صحة املواطنات‬ ‫من تطوير موارد ووسائط التدريس والتعلم‬ ‫بني التالميذ على مستوى اجلاهزية التقنية‬
‫واملواطنني والسهر على أمنهم‪.‬‬ ‫وذلك بالعمل على تعزيز إدماج تكنولوجيا‬ ‫ويحرم التالميذ والطلبة الذين ال تتيح لهم‬
‫> نعتز‪ ،‬أميا اعتزاز‪ ،‬باالنخراط الفعال والتلقائي ألعضاء‬ ‫املعلومات واالتصاالت في النهوض بجودة‬ ‫أوضاعهم االجتماعية املتردية االنخراط في‬
‫الهيئة التعليمية ولكل أطر وزارة التربية الوطنية مركزيا‬ ‫التعلمات وحتسني مردوديتها؛وإحداث‬ ‫التكنولوجيات احلديثة للتعليم عن بعد‬
‫وجهويا وإقليميا وعلى صعيد املؤسسات‪ ،‬من خالل إنتاج‬ ‫مختبرات لالبتكار وإنتاج املوارد الرقمية‪،‬‬ ‫إن من بني األهداف الرئيسية التي تروم‬
‫املوارد الرقمية لضمان تعلم التلميذات والتالميذ عن بعد‪،‬‬ ‫وتكوین مختصنی في ھذا املجال؛ وتنمیة‬ ‫حتقي َقها الرؤية االستراتيجية ‪2015-2030‬‬
‫عبر مواقع التواصل اإللكتروني والقنوات التلفزية‪.‬‬ ‫وتطویر التعلم عن بعد‪ ،‬باعتباره مكمال‬ ‫للمجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث‬
‫> نحث كافة املنخرطات واملنخرطني وأعضاء الهيأة‬ ‫للتعلم احلضوري؛و تنويع أساليب التكوين‬ ‫العلمي‪ ،‬وهي خارطة طريق إصالح املنظومة‬
‫التعليمية وعموم املواطنني واملواطنات على االلتزام‬ ‫والدعم املوازية للتربية املدرسية واملساعدة‬ ‫هدف جعل املدرسة‬ ‫ُ‬ ‫التربوية املغربية‪،‬‬
‫بالتعليمات التي تصدرها اجلهات املختصة مبختلف‬ ‫لها؛و إدماج التعليم االلكتروني تدريجيا في‬ ‫املغربية مدرسة لإلنصاف وتكافؤ الفرص‪،‬‬
‫اإلدارات العمومية ملواجهة هذا الوباء بروح تضامنية‬ ‫أفق تعميمه‪.‬‬ ‫لكن الظروف االستثنائية التي يعيشها‬
‫عالية‪.‬‬ ‫كما أن من أوليات اإلصالح التربوي‬ ‫املغرب ب ّينت‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬أن هذه الغاية لم‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬وجتسيدا لقيم التآزر التي ناضلت‬ ‫والتعليمي ببالدنا العمل على تأهيل األطر‬ ‫تتحقق‪ ،‬خاصة في العالم القروي‪.‬‬
‫منظمتنا منذ تأسيسها من أجل ترسيخها بني أفراد األسرة‬ ‫التربوية و اإلدارية في مجال التعليم الرقمي‬ ‫‪.‬وفي هذا السياق صرح اخلبير التربوي‬
‫للقطع مع الطرق التقليدية البعيدة عن‬ ‫«فيليب ميريو « في حوار معه أن التعليم عن‬
‫التعليمية واملجتمع املغربي‪ ،‬فقد قرر املكتب الوطني‬
‫متطلبات العصر وتعميم شبكة االنترنيت‬ ‫بعد كشف الفوارق االجتماعية وعمقها‪،‬الن‬
‫للتضامن اجلامعي املغربي في اجتماعه االفتراضي عبر‬
‫ومتكني املتعلمات واملتعلمني في املدن‬ ‫هناك تالميذ ليست لهم إمكانات ولوج‬
‫وسائل التواصل االجتماعي يوم األربعاء ‪ 25‬مارس‬ ‫والبوادي من احلواسب على غرار مليون‬ ‫االنترنيت‪ ،‬وهناك عائالت ال تتوافر إال على‬
‫‪:2020‬‬ ‫محفظة وتعبئة كل الشركاء أفرادا ومؤسسات‬ ‫شاشة حاسوب واحدة‪،‬عالوة على ذلك ال‬
‫املساهمة في الصندوق اخلاص بتدبير جائحة‬ ‫كاملكتب الوطني للكهرباء وشركات االتصال‬ ‫تسمح شروط السكن لبعض األطفال باالنعزال‬
‫«فيروس كورونا» املستجد‪ ،‬بإيداع مبلغ مائة ألف درهم‬ ‫للنهوض بهذا الورش الوطني الذي يعتبر‬ ‫لينجزوا أعمالهم ويفكروا في هدوء‪.‬‬
‫(‪ )100.000DH‬في احلساب البنكي لهذا الصندوق‪،‬‬ ‫مدخال للنهضة وسبيال للتقدم ألنه استثمار‬ ‫ويبدو أن وزارة التربية الوطنية واعية‬
‫املفتوح لدى بنك املغرب‪.‬‬ ‫في املوارد البشرية املواكبة حلركية العالم‬ ‫بهذا التفاوتات االجتماعية واملجالية‬
‫وضع كل إمكانات املنظمة البشرية واملادية رهن إشارة‬ ‫الرقمي واملنفتحة على حاجات العصر‬ ‫وتأثيرها على عملية التعليم عن بعد ‪،‬كما‬
‫السلطات احلكومية للمساهمة في جتاوز الوضعية‬ ‫ومتطلبات التنمية املستدامة ‪.‬‬ ‫صرح بذلك وزير التربية الوطنية‪ ،‬والشك‬
‫العصيبة التي متر بها بالدنا‪.‬‬

‫مطبعة‪:‬‬ ‫ملف الصحافة‪:‬‬ ‫عزيز التجيتي‬


‫هيئة التحرير‪:‬‬ ‫@‪elbaamranibrahim‬‬
‫إيكوبرانت‬ ‫‪49‬ص‪06‬‬ ‫رشيد شاكري‬
‫‪ECOPRINT -‬‬ ‫‪menara.ma‬‬ ‫مدير النشر و التحرير‪:‬‬
‫د‪.‬محمد عزيز الوكيلي‬
‫رقم اإليداع القانوني‪:‬‬ ‫محمد مكسي‬ ‫الهاتف‪:‬‬ ‫إبراهيم الباعمراني‬
‫توزيع‪:‬‬
‫سابريس‬ ‫عبداجلليل باحدو‬ ‫‪0661195479‬‬
‫‪2007/0048‬‬ ‫امبارك مبركي‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‬
‫أخبار‬

‫وزارة التربية الوطنية‪ ‬‬ ‫التحرك العاجل بشأن االقتصاد والصحة والديون‪...‬‬


‫تخصص مبلغ عشرة‬ ‫النقابات العاملية إلى اتباع نهج ذي شقني‪ :‬تخفيف جذري‬
‫للديون ألهداف التنمية املستدامة وآلية منظمة لتسوية‬
‫الديون السيادية والذي يجب أن مير ذلك من خالل إلغاء‬
‫ذ‪/‬إبراهيم براوي‬

‫استنادا إلى بيان النقابات العاملية لصندوق النقد‬

‫ماليني درهم‪  ‬لدعم‬ ‫وإعادة هيكلة وتعديل الديون املستحقة للمؤسسات‬


‫املالية الدولية‪ .‬وإذا لم يتم فعل أي شيء فسيكون الدين‬
‫عام ًال مدم ًرا‪.‬‬
‫الدولي والبنك العاملي راسلت النقابة الوطنية للتعليم‬
‫العضو في الفيدرالية الدميقراطية للشغل‪ ،‬كال من املدير‬
‫التنفيذي للبنك العاملي واملدير التنفيذي لصندوق النقد‬

‫البحث العلمي في مجاالت‬ ‫وحتث الرسالة على وجوب أن تكون برامج التدخل‬
‫ملجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مصممة‬
‫على أساس احلوار االجتماعي وبالتعاون مع منظمة‬
‫الدولي والسيد رئيس احلكومة والسيد وزير االقتصاد‬
‫واملالية وإصالح اإلدارة والسيد وزير التربية الوطنية‬
‫والتكوين املهني والتعليم العالي والبحث العلمي طمعا‬

‫ذات صلة بجائحة كورونا‬


‫العمل الدولية ومنظمة الصحة العاملية ‪،‬من أجل ضمان‬ ‫في العمل على التوصيات اخلاصة باالستجابة الدولية‬
‫التماسك واحترام املعايير الدولية‪ .‬وصياغة عقد اجتماعي‬ ‫املنسقة لألزمة االقتصادية العاملية والصحة العامة‪،‬‬
‫إحلاحا ‪،‬وهي مهمة يجب على احلكومات‬ ‫ً‬ ‫جديد أكثر‬ ‫في أفق اجتماعات الربيع والتي هي فرصة لتخطيط‬
‫أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين املهني والتعليم‬ ‫واملؤسسات املالية الدولية معاجلتها على الفور‪.‬‬ ‫وتنسيق التحفيز املالي والنقدي ‪،‬وحماية الوظائف‬
‫العالي والبحث العلمي‪ ،‬قطاع التعليم العالي والبحث‬ ‫كما سلطت الرسالة الضوء على أزمة التعليم التي‬ ‫وحتفيز االقتصاد‪ ،‬والصحة العامة والتعليم‪ ،‬واملتمثل‬
‫العلمي‪ ،‬عن اعتماد برنامج لدعم البحث العلمي متعدد‬ ‫حدثت بعد جائحة ‪ ، .COVID-19‬حيث تأثر أكثر من‬ ‫في تقدمي الدعم الكافي للبلدان النامية‪ ،‬درءا لتفاقم األزمة‬
‫التخصصات في املجاالت ذات الصلة بجائحة كورونا ‪،‬و‬ ‫‪ 1.5‬مليار طالب و ‪ 63‬مليون معلم بإغالق املدارس‪ .‬كما أن‬ ‫االقتصادية العاملية‪.‬‬
‫خصصت الوزارة‪  ‬لذلك‪  ‬وفق بالغ لها ‪،‬غالفا ماليا يبلغ‬ ‫حتفيز االستثمار في أنظمة التعليم واملوظفني هو وسيلة‬ ‫كما دعت مجموعة النقابات العاملية إلى برنامج يرافقه‬
‫عشرة ماليني درهم‬ ‫فعالة للتغلب على األزمة االقتصادية وضمان عودة جميع‬ ‫إنشاء صندوق استئماني للجهات املانحة يسمح بنقل‬
‫‪ ‬ويهدف هذا البرنامج على املدى البعيد إلى تعبئة‬ ‫الطالب ‪،‬وخاصة الفتيات والفئات املهمشة ‪،‬إلى املدرسة‬ ‫حقوق السحب اخلاصة إلى البلدان النامية ‪،‬واملخصصة‬
‫فرق البحث املغربية للعمل على خلق بيئة بحث متعددة‬ ‫بعد إعادة فتح املدارس‪.‬‬ ‫على وجه التحديد إلنعاش االقتصاد احلقيقي والصحة‬
‫التخصصات قادرة على إيجاد احللول واملساهمة في تدبير‬ ‫وأكدت الرسالة في األخير على التأثير السلبي لبرامج‬ ‫العامة والتعليم واحلماية االجتماعية والعمالة‪.‬‬
‫األزمات الوبائية‪ ،‬وعلى املدى القريب إلجناز مشاريع بحثية‬ ‫التكيف الهيكلي في املاضي ‪،‬وال تزال العديد من األنظمة‬ ‫كما ستحتاج البلدان النامية إلى تخفيف عبء الديون‬
‫ذات العالقة باملجاالت املرتبطة بجائحة كورونا املستجد‬ ‫التعليمية تعاني من آثارها‪.‬‬ ‫الذي يتجاوز الهياكل احملدودة القائمة‪ ،‬وتدعو مجموعة‬
‫“كوفيد ‪ ”19‬وتقدمي عناصر اجلواب عن التساؤالت ‪،‬حددتها‬
‫الوزارة في ‪ ،‬كيف ميكن حتليل انتشار وباء كورونا “كوفيد‬
‫‪ ”19‬واإلحاطة مبختلف أبعاده باملغرب ؟ وما هي التوصيات‬
‫املناسبة لتدبير الفترة االنتقالية والكفيلة بتمكني بالدنا من‬
‫بعد توقيف الدراسة مؤقتا آليات لضمان جناعة برامج‬
‫الرجوع إلى الوضع الطبيعي؟ وماهي الدروس املستفادة‬
‫من هذا الوباء وماهي التدابير الوقائية املتعني اتخادها‬ ‫التعليم عن بعد وحماية املؤسسات التعليمية‬
‫مستقبال؟‪.‬‬
‫وأوضحت الوزارة أنه يتعني على مشاريع األبحاث أن‬ ‫للتربية والتكوين واجلماعات الترابية حتويل أبواب‬ ‫ذ‪/‬عبد الكريم جبراوي‬
‫تكون قادرة على فهم الوضع احلالي وحتليله على الصعيدين‬ ‫وأسطر من ميزانيتها نحو اإلسهام في التصدي للوباء‬
‫اجلهوي والوطني‪ ،‬وخاصة على املستوى العلمي والطبي‬ ‫واحتواء تداعياته‪ ،‬بحيث‪ ،‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يتعني‬ ‫في خضم ما يشهده العالم من انتشار لفيروس‬
‫و على الفيروسات‪ ،‬علم املناعة‪ ،‬الرعاية الصحية‪ ،‬علم‬ ‫حتويل االعتمادات املسطرة في ميزانية األكادمييات‬ ‫كورونا املستجد «كوفيد» ‪ 19‬وما يشكله من خطر‪،‬‬
‫األوبئة‪ ،‬النمذجة الرياضية‪ ،‬الذكاء االصطناعي والبيانات‬ ‫اجلهوية للتربية والتكوين والتي تخص أسطر التغذية‬ ‫عمدت معظم دول العالم إلى توقيف الدراسة مؤقتا‬
‫الضخمة‪ ،‬البيئة‪…،‬إلخ؛ وعلى املستوى التكنولوجي من‬ ‫وأسطر احلفالت واالستقبال نحو متويل البرنامج‪،‬‬ ‫بكل مؤسساتها التعليمية ‪ ،‬وقد اتخذ املغرب نفس‬
‫خالل تصميم املعدات الطبية‪ ،‬وغيرها من األجهزة املفيدة‬ ‫مع استغالل املواقع اإللكترونية الرسمية لألكادمييات‬ ‫القرار في إطار اإلجراءات االحترازية من منطلق‬
‫وإنتاجها‪.‬‬ ‫اجلهوية واملديريات اإلقليمية في تعزيز املنصات‬ ‫احلرص على سالمة املتعلمني في املقام األول‪ ،‬وعلى‬
‫أما على املستوى االقتصادي ‪،‬فيرتكز على تأثير الوباء‬ ‫الرقمية التي تبث من خاللها الدروس اليومية املنتجة‬ ‫األمن الصحي بالبالد عموما‪ ،‬واعتبر التوقيف املؤقت‬
‫على مختلف قطاعات االقتصاد الوطني مبا في ذلك اختالل‬ ‫جهويا أو إقليميا ملختلف املستويات التعليمية‪ ،‬وعقد‬ ‫عن الدراسة إجراء استباقيا ووقائيا‪ ،‬حيث أكد البالغ‬
‫سالسل اإلنتاج والتوازن االقتصادي والبطالة وتدبير الوباء‬ ‫شراكات مع املواقع اإللكترونية الواقعة في نفوذها‬ ‫الصادر عن وزارة التربية الوطنية والتكوين املهني‬
‫بهندسة متعددة األبعاد وكيفيات اإلقالع االقتصادي‪.‬‬ ‫الترابي لتكون أيضا منصات رقمية داعمة وفق دفتر‬ ‫والتعليم العالي والبحث العلمي أن األمر «ال يتعلق‬
‫أما على املستوى االجتماعي والنفسي ‪،‬فيهم االستمرارية‬ ‫حتمالت مدقق وحتت إشراف جلنة القيادة اجلهوية‪،‬‬ ‫األمر بتاتا بإقرار عطلة مدرسية استثنائية «وإمنا‬
‫البيداغوجية‪ ،‬احلجر الصحي‪ ،‬الكآبة‪ ،‬فقدان الشغل‪،‬‬ ‫وكذا حتويل اعتمادات التكوين املستمر القتناء لوازم‬ ‫مالزمة التالميذ منازلهم ومتابعة دراستهم عن بعد…‬
‫التضامن الوطني‪ ،‬تاريخ األوبئة؛وعلى املستوى السياسي‬ ‫الوقاية مثل الكمامات ومواد ووسائل تعقيم املؤسسات‬ ‫واعتمادا على ذلك ‪ ،‬انتهجت الوزارة الوصية أسلوب‬
‫‪،‬فيهم إجراءات حاالت الطوارئ‪ ،‬تكييف اإلطار القانوني‪،‬‬ ‫التعليمية ووسائل النقل املدرسي ضمن االحتياطات‬ ‫عدم توقيف تقدمي الدروس لكافة التالميذ‪ ،‬إذ اعتمدت‬
‫استمرارية اخلدمات واملرافق العمومية‪.‬‬ ‫املواكبة ملا بعد زوال اخلطر‪.‬‬ ‫برنامج «التعليم عن بعد»‪ ،‬وخلقت لذلك مجموعة من‬
‫على أن‪  ‬جتيب مختلف األبحاث على التساؤالت املتعلقة‬ ‫وعلى مستوى اجلماعات الترابية‪ ،‬فإنه ميكن حتويل‬ ‫الوسائط الرقمية املبثوثة عبر قنوات تلفزية رسمية‬
‫بالوباء‪ ،‬وخاصة تلك التي تهم تدبير الفترة االنتقالية‬ ‫اعتمادات التغذية واعتمادات احلفالت واالستقبال‬ ‫وعبر منصات رقمية ‪ ،‬كما دعت األطر اإلدارية وأطر‬
‫واإلجراءات الواجب اتخاذها بعد انحسار الوباء واختفائه‪،‬‬ ‫املسطرة في ميزانيتها نحو اقتناء بطائق الهواتف‬ ‫التدريس إلى االلتحاق مبقرات عملهم من أجل إعداد‬
‫وكذا اإلجراءات الواجب اتخاذها في حالة استمراره‪.‬‬ ‫النقالة لتالمذة املستويات اإلشهادية املنحدرين من‬ ‫وتهييء برامج العمل وفق الوضعية الراهنة مبا يكفل‬
‫وبغية إشراك مختلف الفاعلني املغاربة في مجال البحث‬ ‫األوساط القروية حتديدا (الدواوير واملداشر حصريا)‪.‬‬ ‫استمرار استفادة املتعلمني من الدروس في بيوتهم‬
‫لإلجابة عن هذه التساؤالت‪،‬ومن أجل تعاضد املوارد‬ ‫بينما ميكن أن تقوم شركات االتصال‪ ،‬في إطار املساهمة‬ ‫وفق مبدأ تكافؤ الفرص بني اجلميع ممن ال يتوفرون‬
‫البشرية واملالية واللوجيستيكية حول مشاريع بحث متعددة‬ ‫املواطنة‪ ،‬بتوفير خدمة األنترنيت باملجان لفائدة هاته‬ ‫على إمكانيات الشبكة العنكبوتية‪ ،‬إسوة بباقي أقرانهم‬
‫التخصصات‪ ،‬اعتمدت الوزارة‪  ‬تنظيما من شأنه مشاركة‬ ‫الفئات املستهدفة على أساس فترة معينة ومحددة من‬ ‫املتوفرين عليها‪ ،‬ومبا يضمن برنامجا متكامال للدعم‬
‫اجلامعات ومؤسسات البحث في أقطاب جهوية‪،‬ويشمل‬ ‫اليوم الدراسي الواحد‪ ،‬علما بأنه بإمكان األكادمييات‬ ‫التربوي يتم اعتماده باملؤسسات فور انقشاع حالة‬
‫القطب األول‪ ،‬اجلامعات ومؤسسات البحث‪  ‬بجهة الرباط ـ‬ ‫اجلهوية للتربية والتكوين أن تخوض في تفعيل انخراط‬ ‫الوباء‪ ،‬ولسنا هنا بصدد تقييم احملتوى وطرق أدائه‬
‫سال ـ القنيطرة‪ ،‬وجهة طنجة – تطوان – احلسيمة‪،‬والقطب‬ ‫الشركات والوحدات اإلنتاجية في برنامج مساهمة‬ ‫ومستويات تبليغه واستقباله‪ ،‬بقدر ما سوف نتطرق‬
‫الثاني يشمل‪  ‬اجلامعات ومؤسسات البحث في جهة الدار‬ ‫ودعم قويني ملجهوداتها الرامية إلى تعميم االستفادة‬ ‫إلى آليات أخرى إضافية يتعني الشروع فيها لتكون‬
‫البيضاء ـ سطات‪،‬والقطب الثالث يضم اجلامعات ومؤسسات‬ ‫من مخطط التعليم عن بعد‪ ،‬واالرتقاء بامتداده ليكون‬ ‫جاهزة مع عودة املتعلمني إلى مقاعدهم الدراسة‬
‫البحث التابعة جلهة بني مالل – خنيفرة‪ ،‬وجهة مراكش‬ ‫نواة صلبة لبرامج الدعم التربوي التي يحتاجها‬ ‫باملؤسسات التعليمية‪ ،‬ضمانا لنجاعة وفعالية‬
‫– آسفي ‪ ،‬وجهة سوس ماسة ‪،‬وجهة كلميم وادنون‪ ،‬وجهة‬ ‫املتعلمون والتالميذ في أفق تقوية مكتسباتهم املعرفية‬ ‫برامج التعليم عن بعد وحماية للمؤسسات التعليمية‬
‫العيون الساقية احلمراء‪ ،‬وجهة الداخلة وادي الذهب؛أما‬ ‫وفي أفق استعداداتهم لالمتحانات اإلشهادية‪ ،‬وجعل‬ ‫ومرتفقيها‪ ،‬هذه اآلليات التي ميكن أن تنخرط فيها‬
‫القطب الرابع فيهم اجلامعات ومؤسسات البحث بجهة‬ ‫التعليم عن بعد برنامجا قارا على مدى السنة الدراسية‬ ‫اإلدارة التربوية على مستوى اجلهة وشركات االتصال‬
‫فاس مكناس‪ ،‬وجهة الشرق وجهة درعة تافياللت‪.‬‬ ‫كلها متهيدا لالنتقال السلس إلى منهجية جديدة في‬ ‫واملجالس املنتخبة على صعيد اجلماعات الترابية وفق‬
‫خدمات التعلمات الداعمة عبر الوسائط الرقمية…‬ ‫مرسوم حكومي استثنائي يخول لألكادمييات اجلهوية‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‬
‫أخبار‬

‫وزارة التربية الوطنية تصدر احلصيلة املرحلية للتعليم عن بعد‬


‫وضع ‪ ‬محاضراتهم ودروسهم رهن إشارة‬ ‫اجلاري حوالي ‪ 2600‬درس على املستوى‬ ‫أعلنت وزراة التربية الوطنية يوم‬
‫الطلبة بنسبة تتراوح مابني ‪ 80‬و‪100‬في‬ ‫املركزي واجلهوي واالقليمي ‪.‬‬ ‫اخلميس ‪ 2‬ابريل ‪، 2020‬احلصيلة املرحلية‬
‫املائة ‪،‬حيث مت انطالقا من األربعاء ‪25‬‬ ‫‪.‬أما بالنسبة لالقسام‪  ‬االفتراضية التي‬ ‫لعملية التعليم عن بعد‪ ،‬التي انطلقت ابتداء‬
‫مارس الشروع في بث محاضرات ودروس‬ ‫مت انشاؤها الى غاية يوم االربعاء فاحت‬ ‫من يوم‪  ‬االثنني ‪ 16‬مارس ‪.  2020‬‬
‫عبر القناة الرياضية ‪.‬‬ ‫ابريل اجلاري‪ ،‬فقد بلغت ‪400‬الف قسم‬ ‫وحسب الوزارة‪ ،‬فقد بلغ معدل املستعملني‬
‫أما على مستوى قطاع ‪ ‬التكوين املهني ‪،‬‬ ‫افتراضي بالنسبة للمؤسسات التعليمية‬ ‫ملنصة‪ TelmidTICE   ‬التي توفر مضامني‬
‫فقد أعطت الوزارة ومكتب التكوين املهني‬ ‫العمومية ‪،‬بنسبة تغطية تساوي ‪ 52‬في‬ ‫رقمية مصنفة حسب بعض األسالك‬
‫وإنعاش الشغل االنطالقة الرسمية لبوابة‬ ‫املائة من مجموع االقسام و‪30‬الف قسم‬ ‫واملستويات التعليمية وكذا املواد الدراسية‪،‬‬
‫الكترونية” للتعليم عن بعد”منذ ‪ 15‬مارس‬ ‫بالنسبة للمؤسسات التعليمية اخلصوصية‬ ‫إلى حوالي ‪ 600‬ألف مستعمل ومستعملة‬
‫كما وفرت إمكانية خلق أقسام افتراضية‬ ‫بنسبة‪15‬في املائة ‪،‬كما بلغ املستعملني‪  ‬لهذه‬ ‫يوميا ‪،‬كما بلغ مجموع املوارد الرقمية‬
‫من اجل التواصل املباشر بني املكونني‬ ‫اخلدمة في فاحت ابريل ما مجموعه ‪100‬‬ ‫املصورة التي مت انتاجها ‪3000‬مورد‪.‬‬
‫واملتدربني عبر اخلدمة التشاركية‪.‬‬ ‫الف نشيط ونشيطة ‪،‬علما ان هذه االرقام‬ ‫اما فيما يتعلق بالدروس املصورة‬
‫الوزارة أشارت في بالغها الى انه ونظرا‬ ‫تتزايد يوما بعد يوم‪.‬‬ ‫التي تبث في القنوات ‪ ‬التلفزية‪:‬الثقافية‬
‫للوضعية االستثنائية ‪،‬عملت علئ مواصلة‬ ‫اما بالنسبة لتكوين االساتذة اطر‬ ‫واالمازيغة وقناة العيون‪ ،‬التي تعطى‪  ‬فيها‬
‫العمل عن بعد دون توقف وبالتالي مت تأجيل‬ ‫االكادمييات اجلهوية عن بعد‪ ،‬والذي يتم عبر‬ ‫االولوية للدروس االشهادية فقد وصل‬
‫العطلة الربيعية التي كانت مقررة تفاديا‬ ‫بوابة خاصة بهم‪،‬فقد بلغ عدد املستفيدين‬ ‫عدد الدروس اليومية بها الى ‪  56‬كل يوم‬
‫لآلثار السلبية التي قد يسببها أي توقف‬ ‫من هذه العملية الى غاية‪  ‬األربعاء فاحت‬ ‫مبا مجموعه ‪ 730‬درسا منذ انطالقة هذه‬
‫في التحصيل الدراسي والعلمي الذي يتم‬ ‫ابريل ‪ 23‬ألف مستفيد ومستفيدة‪.‬‬ ‫العملية ‪،‬كما بلغ عدد الدروس املصورة التي‬
‫حاليا عن بعد‪.‬‬ ‫كما متكن األساتذة‪  ‬الباحثون من‬ ‫مت انتاجها الى غاية االربعاء فاحت ابريل‬

‫في لقائها مع الوزير املنتدب املكلف بقطاع التعليم العالي‬


‫والبحث‪ ‬العلمي‪ ..‬نقابة التعليم العالي تتشبث بالصفة‬
‫املؤسساتية للمراكز اجلهوية ملهن التربية والتكوين‬
‫وجددت مطالبتها الوزارة الوصية بالوفاء‬ ‫والبحث العلمي تشبثها بضرورة متكني‬ ‫سجلت النقابة الوطنية للتعليم العالي‬
‫ملا سبق أن تعهدت به مع النقابة الوطنية‬ ‫املراكز اجلهوية ملهن التربية والتكوين ومركز‬ ‫إيجاب ًا موافقة الوزارة على املبادئ‬
‫للتعليم العالي في البيان املشترك ليوم ‪14‬‬ ‫التوجيه والتخطيط التربوي ومركز تكوين‬ ‫املؤسسة للنظام املرتقب املقترحة من طرف‬
‫نونبر ‪ 2019‬في ما يخص إعطاء الوقت‬ ‫مفتشي التعليم من الصفة املؤسساتية التي‬ ‫النقابة الوطنية للتعليم العالي والتي ميكن‬
‫الكافي لتحقيق مشاركة فعلية لألساتذة‬ ‫تؤهلها للقيام بجميع مهام التكوين والتأطير‬ ‫إيجازها في نظام أساسي‪ ،‬في إطار الوظيفة‬
‫الباحثني انطالق ًا من شعبهم واألخذ‬ ‫والبحث‪ ،‬بشكل كامل غير منقوص‪ ،‬انسجام ًا‬ ‫العمومية ومشتمل على إطارين ومبدخلني‬
‫بعني االعتبار مالحظاتهم واقتراحاتهم‪،‬‬ ‫مع كل مواد القانون ‪ 01.00‬دون استثناء‪.‬‬ ‫(الضامنني للجاذبية والتحفيز واالنفتاح)‬
‫كما رفضت استغالل ظرفية اإلصالح‬ ‫ورفضت كل التوجهات التي تنحو في اجتاه‬ ‫ويثمن املكتسب من النظام احلالي‪ ،‬ويعتبر‬
‫البيداغوجي لإلجهاز على املكتسبات‬ ‫مصادرة اختصاصات املراكز البيداغوجية‬ ‫األقدمية العامة عند اإلفراغ‪ ،‬ويرد االعتبار‬
‫وعلى رأسها الدور األساسي الذي تضطلع‬ ‫واإلدارية واملالية ورفع االستثناء عن كل‬ ‫للمكانة املتميزة ألهل العلم واملعرفة‪.‬‬
‫به الشعب في مؤسسات التعليم العالي‪.‬‬ ‫الدكاترة العاملني باملراكز وذلك بتمكينهم من‬ ‫وعبر املكتب الوطني‪ ،‬في بالغ توصلت‬
‫محذرة من مغبة اإلمعان في سياسة ربح‬ ‫إطار «أساتذة التعليم العالي مساعد» بالصيغة‬ ‫اجلريدة بنسخة منه ‪ ،‬عن استيائه من‬
‫الوقت وفرض األمر الواقع الذي قد تنجذب‬ ‫التي جتبر الضرر الذي حلقهم لسنني طويلة‪.‬‬ ‫التأخير احلاصل في صدور املرسوم املتعلق‬
‫له احلكومة وفق مقاربة موازناتية صرفة‪،‬‬ ‫وحذرت النقابة الوطنية للتعليم العالي من‬ ‫بنقط االتفاق حول الوضعية اإلدارية‬
‫في الوقت الذي تتطلب حالة االستعجال‬ ‫اآلثار السلبية التي يحدثها التماطل في‬ ‫االستثنائية في إطار «أستاذ التعليم‬
‫التي يعيشها التعليم العالي إرادة سياسية‬ ‫التعاطي اإليجابي مع االنتظارات املشروعة‬ ‫العالي»‪ ،‬وبرفع االستثناء عن األساتذة‬
‫صادقة لإلصالح‪ ،‬وما يستوجبه من توفير‬ ‫لألساتذة الباحثني في مقابل التسرع‬ ‫الباحثني حاملي الدكتوراه الفرنسية‪.‬‬
‫شروط النجاح‪ ،‬وعلى رأسها االستجابة‬ ‫امللحوظ في إخراج النظام البيداغوجي‪ ،‬ذلك‬ ‫وأكدت نقابة التعليم العالي في لقائها مع‬
‫للتطلعات املشروعة لألساتذة الباحثني‪.‬‬ ‫ال‪.‬‬‫التسرع الذي يسيء لفكرة اإلصالح أص ً‬ ‫الوزير املنتدب املكلف بقطاع التعليم العالي‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‬
‫تربوي‬
‫ملفبعد‬‫إصالح‬
‫عن‬ ‫ملف التعليم‬

‫التعليم في زمن الكورونا‪ :‬التحديات والفرص‬


‫يشهد العالم حالي ًا حدث ًا جل ًال قد يهدد التعليم بأزمة هائلة رمبا كانت هي األخطر في زماننا املعاصر‪ .‬فحتى ‪28‬‬
‫مارس‪/‬آذار ‪ ،2020‬تسببت جائحة فيروس كورونا (‪ )COVID-19‬في انقطاع أكثر من ‪ 1.6‬مليار طفل وشاب عن‬
‫التعليم في ‪ 161‬بلد ًا‪ ،‬أي ما يقرب من ‪ 80%‬من الطالب امللتحقني باملدارس على مستوى العالم‪  .‬وجاء ذلك في وقت‬
‫نعاني فيه بالفعل من أزمة تعليمية عاملية‪ ،‬فهناك الكثير من الطالب في املدارس‪ ،‬لكنهم ال يتلقون فيها املهارات‬
‫األساسية التي يحتاجونها في احلياة العملية‪.‬‬ ‫خايمي سافيدرا*‬

‫من انعدام اليقني‪ ،‬رمبا كان من األفضل‬ ‫والعلوم وحسب‪ ،‬ولكنه يذهب كذلك‬ ‫ازدياد اآلثار السلبية على تع ُّلم األطفال‬ ‫يظهر مؤشر البنك الدولي عن ”فقر‬
‫اتخاذ القرار بنا ًء على سيناريو يفترض‬ ‫ليقيم عالقات اجتماعية ويتعامل مع‬ ‫الفقراء‪.‬‬ ‫التع ُّلم“ – أو نسبة الطالب الذين ال‬
‫أن األحداث ستأخذ وقت ًا أطول‪ ،‬وليس‬ ‫أقرانه‪ ،‬ويتعلم كيف يكون مواطن ًا‪،‬‬ ‫وحلسن احلظ‪ ،‬فإننا نشهد في هذا‬ ‫يستطيعون القراءة أو الفهم في سن‬
‫بالقصير‪ .‬أما اجلانب املشرق في األمر‪،‬‬ ‫ويطور من مهاراته االجتماعية‪ .‬ولذا‬ ‫الصدد قدر ًا كبير ًا من اإلبداع بالعديد‬ ‫العاشرة – أن نسبة هؤالء األطفال قد‬
‫فيكمن في أن العديد من التحسينات‪،‬‬ ‫من الضروري احلفاظ على التواصل‬ ‫من البلدان‪ .‬فالكثير من وزارات التعليم‬ ‫بلغت في البلدان منخفضة ومتوسطة‬
‫واملبادرات‪ ،‬واالستثمارات التي قد‬ ‫مع املدرسة بأي وسيلة الزمة‪ .‬وبالنسبة‬ ‫ينتابها قلق له بالفعل ما يبرره من‬ ‫الدخل قبيل تفشي الفيروس ‪.53%‬‬
‫تتخذها النظم التعليمية سيكون لها‬ ‫جلميع الطالب يعتبر ذلك وقت ًا لتنمية‬ ‫االعتماد على االستراتيجيات املستندة‬ ‫وإذا لم نبادر إلى التصرف‪ ،‬فقد تفضي‬
‫أثر إيجابي طويل املدى‪.‬‬ ‫املهارات االجتماعية الوجدانية‪ ،‬وتع ُّلم‬ ‫إلى اإلنترنت دون غيرها‪ ،‬وبالتالي ال‬ ‫هذه اجلائحة إلى ازدياد تلك النتيجة‬
‫ومن ذلك على سبيل املثال ال احلصر‪،‬‬ ‫املزيد حول كيفية اإلسهام كمواطنني‬ ‫يجني ثمرتها إال أبناء األسر األفضل‬ ‫سوء ًا‪.‬‬
‫زيادة املهارات الرقمية لدى املعلمني في‬ ‫في تطوير مجتمعاتهم‪ .‬وإن كان دور‬ ‫حا ًال‪ .‬وتتمثل االستراتيجية املناسبة‬ ‫ولكن ما هي اآلثار املباشرة التي تعود‬
‫بعض البلدان‪ .‬ويجب أن تدرك محطات‬ ‫الوالدين واألسرة‪ ،‬بالغ األهمية على‬ ‫ألكثرية البلدان في استخدام جميع‬ ‫على األطفال والشباب‪ ،‬والتي تثير‬
‫اإلذاعة والتليفزيون الدور احملوري‬ ‫الدوام‪ ،‬فإنه أش ّد أهمية في ذلك الصدد‪.‬‬ ‫الوسائل املمكنة التي توفرها البنية‬ ‫لدينا القلق في هذه املرحلة من األزمة؟‬
‫املنوط بها في مساندة األهداف‬ ‫ولذا‪ ،‬يجب توجيه قدر كبير من العون‬ ‫التحتية احلالية في إيصال اخلدمة‪.‬‬ ‫‪ .1‬خسائر التع ّلم‪ .2 .‬زيادة معدالت‬
‫التعليمية الوطنية – ومن ثم الدفع‬ ‫الذي تقدمه وزارات التعليم عبر وسائط‬ ‫فيمكن استخدام أدوات اإلنترنت في‬ ‫التسرب من الدراسة‪ .3 .‬عدم حصول‬
‫كما هو مأمول باجتاه حتسني جودة‬ ‫اإلعالم اجلماهيري‪ ،‬إلى األهل أيض ًا‪.‬‬ ‫إتاحة مخططات الدروس‪ ،‬ومقاطع‬ ‫األطفال على أهم وجبة غذائية في‬
‫برامجها‪ ،‬مع استيعابها ملا يناط بها من‬ ‫فينبغي االستفادة من الرسائل املوجهة‬ ‫التعليمية‪،‬‬ ‫والدروس‬ ‫الفيديو‪،‬‬ ‫اليوم‪ .‬واألكثر من ذلك‪ ،‬انعدام املساواة‬
‫مسؤولية اجتماعية كبيرة‪ .‬وستزداد‬ ‫عبر اإلذاعة والتلفزيون والرسائل‬ ‫وغيرها من املوارد لبعض الطالب‪،‬‬ ‫في النظم التعليمية‪ ،‬الذي يعاني منه‬
‫مشاركة األهل في العملية التعليمية‬ ‫النصية القصيرة‪ ،‬في تزويدهم‬ ‫وألكثر املعلمني على األرجح‪ .‬ولكن‪،‬‬ ‫معظم البلدان‪ ،‬وال شك أن تلك اآلثار‬
‫ألبنائهم‪ ،‬وستكتسب وزارات التعليم‬ ‫بالنصائح واملشورة التي تعينهم على‬ ‫ينبغي أيض ًا االستعانة باملدونات‬ ‫السلبية ستصيب األطفال الفقراء أكثر‬
‫فهم ًا أوضح للفجوات والتحديات‬ ‫تقدمي دعم أفضل ألبنائهم‪.‬‬ ‫والتسجيالت الصوتية واملوارد‬ ‫من غيرهم؛ وكأن املصائب ال تأتيهم‬
‫(في إمكانية االتصال‪ ،‬واملعدات‪،‬‬ ‫الوجبات‪ .‬في كثير من بقاع العالم‪،‬‬ ‫األخرى التي تستهلك قدر ًا أقل من‬ ‫فرادى‪.‬‬
‫ودمج األدوات الرقمية في املناهج‬ ‫تزود برامج التغذية املدرسية األطفال‬ ‫البيانات‪ .‬وينبغي العمل مع شركات‬ ‫التع ّلم‪ .‬سيؤدي التأخر في بدء العام‬
‫الدراسية‪ ،‬وجاهزية املعلمني) الكائنة‬ ‫بأهم وجبة غذائية يتناولونها كل يوم‪.‬‬ ‫االتصاالت على تطبيق سياسات تعفي‬ ‫الدراسي أو انقطاعه (بحسب مكان‬
‫في استخدام التكنولوجيا بفعالية‪،‬‬ ‫وهو أمر ضروري لتنمية مداركهم‬ ‫املستخدمني من الرسوم‪ ،‬لتيسير تنزيل‬ ‫املعيشة في نصف الكرة الشمالي أو‬
‫وستتخذ إجراءاتها حيال ذلك‪ .‬ومن‬ ‫ورفاهتهم‪ .‬وهذه البرامج‪ ،‬وإن كانت‬ ‫مواد التع ُّلم على الهواتف الذكية‪ ،‬التي‬ ‫اجلنوبي) إلى حدوث اضطراب كامل‬
‫شأن ذلك كله أن يعزز منظومة التعليم‬ ‫تتطلب جهود ًا لوجستية وإدارية معقدة‪،‬‬ ‫يحملها أكثر الطالب في الغالب‪.‬‬ ‫في حياة العديد من األطفال‪ ،‬وأهاليهم‪،‬‬
‫املستقبلية في البلدان‪.‬‬ ‫إال إنه ينبغي تقدمي هذه الوجبات‬ ‫كما أن اإلذاعة والتليفزيون من األدوات‬ ‫ومعلميهم‪ .‬وهناك الكثير مما ميكن‬
‫وأمام جميع األنظمة التعليمية مهمة‬ ‫بطريقة منظمة في املباني املدرسية‪،‬‬ ‫التي ال ينبغي االستهانة بجدواها‬ ‫عمله للحد من هذه اآلثار على األقل‪،‬‬
‫واحدة‪ ،‬أال وهي التغلب على أزمة التع ُّلم‬ ‫أو املباني أو الشبكات املجتمعية‪،‬‬ ‫كذلك‪ .‬وميكن االستفادة من امليزات‬ ‫وذلك من خالل استراتيجيات التع ُّلم‬
‫التي نشهدها حالي ًا‪ ،‬والتصدي للجائحة‬ ‫أو توزيعها على األسر مباشرة‪ ،‬إذا‬ ‫التي توفرها لنا شبكات التواصل‬ ‫عن بعد‪ .‬وتعد البلدان األكثر ثراء أفضل‬
‫التي نواجهها جميع ًا‪ .‬والتحدي املاثل‬ ‫اقتضى األمر‪ ،‬وهو أمر ليس بالهني‪،‬‬ ‫االجتماعي‪ ،‬مثل واتساب أو الرسائل‬ ‫استعداد ًا لالنتقال إلى استراتيجيات‬
‫اليوم يتلخص في احلد من اآلثار‬ ‫ولكن يجب على البلدان إيجاد طريقة‬ ‫النصية القصيرة‪ ،‬في متكني وزارات‬ ‫التع ُّلم عبر اإلنترنت‪ ،‬وإن اكتنف األمر‬
‫السلبية لهذه اجلائحة على التع ُّلم‬ ‫ما لتنفيذه‪ .‬وإذا تعذر توصيل الوجبات‬ ‫التعليم من التواصل بفعالية مع‬ ‫قدر كبير من اجلهد والتحديات التي‬
‫والتعليم املدرسي ما أمكن‪ ،‬واالستفادة‬ ‫أو الغذاء ألسباب لوجستية‪ ،‬فينبغي‬ ‫األهل واملعلمني‪ ،‬لتزويدهم باإلرشادات‬ ‫تواجه املعلمني وأولياء األمور‪ .‬ولكن‬
‫من هذه التجربة للعودة إلى مسار‬ ‫أن يتم توسيع نطاق برامج التحويالت‬ ‫والتعليمات وهيكل عملية التع ُّلم‪،‬‬ ‫األوضاع في كل من البلدان متوسطة‬
‫حتسني التع ُّلم بوتيرة أسرع‪ .‬ويجب‬ ‫النقدية وتطبيقها من أجل تعويض‬ ‫مستعينة باحملتوى املقدم عبر اإلذاعة‬ ‫الدخل واألفقر ليست على شاكلة واحدة‪،‬‬
‫على األنظمة التعليمية مثلما تفكر في‬ ‫أولياء األمور من هذه الناحية‪ .‬ويلزم‬ ‫أو التليفزيون‪ .‬فال يقتصر التع ُّلم عن‬ ‫وإذا لم نتصرف على النحو املناسب‪،‬‬
‫التصدي لهذه األزمة‪ ،‬أن تفكر أيض ًا في‬ ‫التخطيط لذلك‪ ،‬على أن تكون اخلطط‬ ‫بعد على استخدام اإلنترنت فقط‪ ،‬ولكنه‬ ‫فإن ذلك االنعدام في تكافؤ الفرص‬
‫كيفية اخلروج منها وهي أقوى من ذي‬ ‫مرنة تقبل التعديل‪ ،‬في ظل التغير‬ ‫ينطوي على تع ُّلم يعتمد على مجموعة‬ ‫– الذي يبلغ حد ًا مروع ًا وغير مقبول‬
‫قبل‪ ،‬وبشعور متجدد باملسؤولية من‬ ‫الذي يطرأ في معلوماتنا حول مسارات‬ ‫متنوعة من الوسائط التي تكفل وصوله‬ ‫باألساس – سيزداد تفاقم ًا‪ .‬فالعديد‬
‫جانب جميع األطراف الفاعلة فيها‪،‬‬ ‫اجلائحة من يوم آلخر‪ ،‬في ضوء انعدام‬ ‫إلى أكبر عدد ممكن من طالب اليوم‪.‬‬ ‫من األطفال ال ميلكون مكتب ًا للدراسة‪،‬‬
‫وبإدراك واضح ملدى إحلاح احلاجة‬ ‫اليقني الذي يحيط بتدابير التخفيف من‬ ‫اإلبقاء على حماس املشاركة‪ .‬من‬ ‫ال عن صعوبة اتصالهم‬ ‫وال كتب ًا‪ ،‬فض ً‬
‫إلى سد الفجوات في فرص التعليم‪،‬‬ ‫أثر اجلائحة التي يتخذها كل بلد في‬ ‫األمور بالغة األهمية‪ ،‬اإلبقاء على‬ ‫باإلنترنت أو عدم امتالكهم للحواسيب‬
‫وضمان حصول جميع األطفال على‬ ‫ضوء ما يتراءى له من معطيات‪ .‬ومن‬ ‫حماس األبناء للمشاركة‪ ،‬والسيما‬ ‫احملمولة في املنزل‪ ،‬بل هناك منهم من ال‬
‫فرص تعليم جيد متساوية‪.‬‬ ‫املرجح أن يعاد فتح املدارس بالتدريج‪،‬‬ ‫الشباب في املرحلة الثانوية‪ .‬فال تزال‬ ‫يجد أي مساندة من آبائهم على النحو‬
‫*المدير العام‪ ،‬قطاع‬ ‫حيث ترغب السلطات في احلد من‬ ‫معدالت التسرب مرتفعة جد ًا في العديد‬ ‫املأمول‪ ،‬في حني يحظى آخرون بكل ما‬
‫الممارسات العالمية للتعليم‬ ‫التجمعات‪ ،‬أو إمكانية حدوث موجة‬ ‫من البلدان‪ ،‬ومن شأن انقطاعهم عن‬ ‫سبق‪ .‬لذا يتعني علينا تفادي اتساع‬
‫بمجموعة البنك الدولي‬ ‫ثانية من اجلائحة‪ ،‬مما قد يؤثر على‬ ‫التع ُّلم ملدة طويلة أن يزيدها‪ .‬والطالب‬ ‫هذه الفوارق في الفرص – أو تقليلها‬
‫بعض البلدان‪ .‬وفي مثل هذه األجواء‬ ‫ال يذهب إلى املدرسة لتعلم الرياضيات‬ ‫ال – وجتنب‬ ‫ما أمكننا إلى ذلك سبي ً‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‬
‫ملف‬

‫فيروس كورونا ينعش نظام التعليم عن بعد والتعليم الرقمي‬


‫يعيش العالم على وقع جائحة وبائية خطيرة ‪ ،‬سريعة االنتشار والتنقل من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى ‪ ،‬تفتك‬
‫بجسم اإلنسان وحتد من حياته ‪ ،‬مما دفع دول العالم وحكوماتها وجيوشها إلى فرض حالة الطوارئ للوقاية من‬
‫فيروس كوفيد ‪ 19‬املعروف باسم « كورونا « ‪ .‬لقد تسبب هذا الفيروس في حدوث زلزال اقتصادي واجتماعي وصحي‬
‫عاملي و خلق حالة من الفوبيا والهلع وانتشاره السريع واملرعب وصل مداه إلى كل قارات العالم ‪ ...‬مما تسبب في‬
‫تعطيل املدارس املطارات واملراكز الرياضية واملالهي واحلدائق واملطاعم وأماكن العبادة وغيرها من املرافق احليوية‬
‫في محاولة للحد من انتشار الفيروس والتحكم فيه ومواجهته وذلك بعزل احلاالت املصابة وتفادي انتقال العدوى‬
‫خاصة في ظل انعدام اللقاح املناسب ملعاجلة املصابني ‪.‬‬
‫*ذ‪ /‬محمد بادرة*‬

‫طرائق وأساليب جديدة للتعلم عن‬ ‫احلديثة عبر شبكة االنترنيت‬ ‫فيها ) كما ميثل التعليم عن بعد‬ ‫تعمل كل دول العالم حسب‬
‫بعد تلبي االحتياجات املتزايدة‬ ‫واألقمار الصناعية ‪ ،‬وإمنا سبق أن‬ ‫(محاولة إليصال اخلدمات التعليمية‬ ‫إمكانياتها ومواردها البشرية‬
‫للمدرسني واملتعلمني والباحثني‬ ‫مت استخدام وسائل تعليمية عن‬ ‫إلى الفئات التي ال تستطيع الوصول‬ ‫واملادية حلماية مواطنيها ‪ ،‬وفي‬
‫على السواء انطالقا وتعزيزا ملبدأ (‬ ‫بعد من قبيل ‪:‬‬ ‫أو احلضور شخصيا إلى مؤسسات‬ ‫نفس اآلن تعمل على تفادى الشلل‬
‫التعلم للجميع)‪..‬‬ ‫‪ - 1‬التعليم باملراسلة ‪ :‬ويقصد بهذا‬ ‫ومراكز التعليم ) وتستخدم في‬ ‫االقتصادي واالجتماعي والتنفس ‪-‬‬
‫األسلوب أن الدروس ترسل مكتوبة‬ ‫النمط من التعليم ( وسائل متعددة‬ ‫ولو بصعوبة ‪ -‬حتت وطأ الفيروس‬
‫أهداف التعلم والتعليم الرقمي‬ ‫إلى الطلبة اواملتعلمني عن طريق‬ ‫تتراوح بني املادة املطبوعة والبث‬ ‫لإلبقاء على روح املقاومة والبقاء‬
‫عن بعد ؟‬ ‫البريد فيقوم املتعلمون بدراستها‬ ‫اإلذاعة‬ ‫املباشر وتأتي بينهما‬ ‫واستمرارية احلياة ‪،‬‬
‫مت اللجوء للتعليم عن بعد لزيادة‬ ‫ويؤدون التمارين واإلجابة على‬ ‫والهاتف الثابت والنقال والتلفزيون‬ ‫وتالفيا للشلل الذي قد يصيب‬
‫فرص التعليم أمام الذين لم يحالفهم‬ ‫األسئلة التي تتضمنها ثم يعيدونها‬ ‫واألشرطة السمعية ‪ -‬البصرية‬ ‫بعض املرافق احليوية ومبوازاة‬
‫احلظ في إمتام تعليمهم األساسي‬ ‫بالبريد إلى مصدر إرسالها‪.‬‬ ‫واحلواسب االلكترونية ‪)...‬‬ ‫مع مواجهة الفيروس قامت وزارة‬
‫أو الثانوي أو اجلامعي ‪ ،‬وأمام‬ ‫‪ - 2‬اإلذاعة املسموعة ‪ :‬وهي من‬ ‫يعتقد توني دودز أن التوسع‬ ‫التربية الوطنية والتعليم العالي‬
‫الذين يرغبون في اجلمع بني متابعة‬ ‫أهم وسائل التعلم عن بعد وأكثرها‬ ‫في التعليم النظامي العمومي‬ ‫والتكوين املهني والبحث العلمي‬
‫التعليم واالحتفاظ بالعمل ‪ ،‬كما قد‬ ‫فعالية في العقود السابقة وأكدت‬ ‫واخلصوصي يتطلب أمواال طائلة‬ ‫بإطالق منصة الكترونية مع‬
‫يلجا إليه أولئك الذين يقطنون في‬ ‫التجارب في البلدان املتقدمة صناعيا‬ ‫لم تعد معظم احلكومات قادرة عليها‬ ‫استغالل وتوظيف القناة الرابعة‬
‫املناطق البعيدة عن مصادر التعلم ‪،‬‬ ‫والبلدان النامية على السواء القيمة‬ ‫لذا يلجا املدبرون للشأن العام و‬ ‫التلفزيونية لعرض وتقدمي الدروس‬
‫وكذلك السلطات التربوية تلجا إليه‬ ‫الكبيرة للبرامج اإلذاعية في إجناح‬ ‫املخططون التربويون في عدد من‬ ‫عن بعد ‪ ،‬في محاولة لتعويض‬
‫حني تكون هناك ظروفا مناخية أو‬ ‫حمالت محو األمية و في كسر طوق‬ ‫البلدان الستخدام أساليب التعليم‬ ‫الدروس البيداغوجية احلضورية‬
‫وبائية متنع من استمرار الدراسة‬ ‫العزلة عن املتعلمني في املناطق‬ ‫عن بعد باعتبار أنها اقل كلفة بناء‬ ‫بالدروس البيداغوجية الرقمية ‪.‬‬
‫النظامية كما هو احلال اليوم حيث‬ ‫النائية وتنظم االستفادة من هذه‬ ‫على االفتراضات التالية ‪ ،‬ولقد سرد‬ ‫إال أن الوزارة ليست وحدها من‬
‫فرض فيروس «كورونا» على أكثر من‬ ‫البرامج بتكوين خاليا أو مراكز‬ ‫توني دودز بعضا منها ‪:‬‬ ‫حتتكر هذا الفضاء الرقمي فالتطور‬
‫‪ 700‬مليون طفل وتلميذ وطالب في‬ ‫استماع اإلذاعة في املناطق الريفية‬ ‫‪ -‬ميكن التعليم عن بعد عددا‬ ‫املتسارع في التقنيات املعلوماتية‬
‫العالم احلجر الصحي والتوقف عن‬ ‫كما حدث في العديد من الدول في‬ ‫قليال من املدرسني من الوصول إلى‬ ‫واالتصال احلديثة ساعد على تكاثر‬
‫الدراسة االعتيادية احلضورية وهذا‬ ‫إفريقيا وأمريكا الالتينية ‪...‬عبر‬ ‫أعداد كبيرة من املتعلمني في التعليم‬ ‫رواج « البضاعة « التعليمية بشتى‬
‫ما يتطلب إيجاد حل لوضعية احلجر‬ ‫تقدمي برامج إذاعية حملو األمية‬ ‫النظامي والتعليم غير النظامي‪ ،‬وفي‬ ‫األشكال التقنية احلديثة وهذا ما‬
‫التربوي من خالل توفير اللجوء‬ ‫ودروسا في الصحة اإلجنابية والعمل‬ ‫برامج تعليم اللغات‪...‬‬ ‫قد ينتج أمناطا أو أساليب عدة من‬
‫للحل الرقمي والتعليم عن بعد ‪.‬‬ ‫الزراعي وفي التربية األسرية‪....‬‬ ‫‪ -‬ال يتطلب التعليم عن بعد بناء‬ ‫التعلم عن بعد ‪ ،‬قد تكون مشوهة‬
‫لكن هناك أهداف أخرى ميكن أن‬ ‫‪ - 3‬التلفزيون ‪ :‬ولقد انتشر‬ ‫مدارس جديدة من اجل حتقيق‬ ‫وقليلة اجلودة إذا لم يخطط لها‬
‫يقدمها التعلم عن بعد ‪ ،‬من قبيل ‪:‬‬ ‫استعماله في التعليم النظامي وفي‬ ‫التوسع إذ انه ميكن االعتماد‬ ‫بدراية وخبرة سابقة‬
‫التعليم غير النظامي وان كان على‬ ‫على االستفادة من الوقت املتوفر‬
‫‪ -‬توفير الظروف التعليمية‬
‫نطاق أضيق من نطاق استخدام‬ ‫في استخدام األبنية واألجهزة‬ ‫فما هو التعلم عن بعد وما‬
‫املالئمة حلاجات املتعلمني من اجل‬
‫االستمرار في عملية التعلم وقت ما‬ ‫اإلذاعة املسموعة‬ ‫التكنولوجية املوجودة‪.‬‬ ‫مفهوم التعليم الرقمي ؟‬
‫شاء وأين ما شاء وبأي وسيلة أو‬ ‫‪ - 4‬وسائل االتصال االلكترونية‬ ‫‪ -‬يساعد التعليم عن بعد املتعلمني‬ ‫فتحت الثورة في وسائل االتصال‬
‫تطبيق أو برنامج شاء ‪.‬‬ ‫احلديثة ومنها شبكات املعلومات‬ ‫على التعلم وفي نفس اآلن يسمح‬ ‫ونقل املعلومات آفاقا واسعة أمام‬
‫‪ -‬توفير فرص الدراسة والتعلم‬ ‫(االنترنيت ) واألقمار الصناعية‬ ‫بالعمل لغير املتعلمني النظاميني‪.‬‬ ‫التربية إليجاد صيغ جديدة في طرق‬
‫املستمر ملن ال تسمح لهم قدراتهم‬ ‫‪ ،‬ومع تطور هذه التكنولوجيات‬ ‫‪ -‬يستطيع التعليم عن بعد توفير‬ ‫التعليم والتعلم ‪ ،‬وبفضل هذا التطور‬
‫وإمكاناتهم مبواصلة التعليم‬ ‫التواصلية احلديثة بدأت دائرة‬ ‫موارد مالية ضخمة حيث كلما زاد‬ ‫التكنولوجي انتشر استخدام أسلوب‬
‫النظامي ‪.‬‬ ‫التعلم عن بعد تتسع وبسرعة فائقة‬ ‫عدد املتعلمني نقصت كلفة املتعلم‬ ‫التعليم أو التعلم عن بعد على نطاق‬
‫‪ -‬على الصعيد االجتماعي قد‬ ‫لتشمل مجموعة كبيرة من تطبيقات‬ ‫الواحد‬ ‫واسع في برامج التعليم النظامي و‬
‫يساعد تنامي «التعلم الذاتي عن بعد‬ ‫احلواسيب ووسائط االتصال‬ ‫(توني دودز – دليل إدارة مؤسسات‬ ‫غير النظامي‪.‬‬
‫« في إزالة الفجوة بني أبناء الطبقتني‬ ‫احلديثة ‪ ،‬وبفضل هذه التطبيقات‬ ‫التعليم عن بعد – ترجمة خليل‬ ‫ويستخدم مصطلح التعليم عن‬
‫الغنية والفقيرة في االستفادة‬ ‫اخلاصة باحلواسيب واستخدام‬ ‫إبراهيم حماش – ص ‪،،)23‬‬ ‫بعد (للداللة على أي نظام للتدريس‬
‫واالستزادة من الرأسمال الثقافي‬ ‫االتصال الرقمي تطورت تقنيات‬ ‫ال يقتصر التعلم عن بعد على‬ ‫والتعليم يكون فيه املتعلم بعيدا عن‬
‫واملعرفي واإلنساني احلديث ‪ ،‬حيث‬ ‫تقدمي املنتوج التربوي فظهرت‬ ‫اعتماد التكنولوجيات البيداغوجية‬ ‫مدرسته ملعظم الفترات التي يدرس‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‬
‫ملف‬
‫شروط عديدة لالستخدام الفعال‬ ‫جهة إليجاد انسب الطرق إليصال‬ ‫متكنهم من الوصول واالستفادة‬ ‫مبقدور أبناء الفئات االجتماعية‬
‫واملنتشر لهذا التعليم عن بعد عبر‬ ‫املعلومات حتى يفهمها التالميذ‬ ‫من الدروس والبرامج التي تبثها‬ ‫الضعيفة الوصول إلى واحلصول‬
‫متكني كل املستخدمني باملعدات‬ ‫ومن جهة أخرى دور أولياء‬ ‫القنوات اخلاصة بالتعليم الرقمي‬ ‫على كل املعارف واخلبرات وإتقان‬
‫االلكترونية والتدريب الفعال عليها‬ ‫أمور التالميذ في مراقبة أبنائهم‬ ‫عن بعد‪.‬‬ ‫كل اللغات وأدوات التواصل وهذا‬
‫مع تطوير برامجها واالستفادة من‬ ‫وتوجيههم ومتابعتهم خالل هذه‬ ‫‪ -‬هل جميع األسر في البوادي‬ ‫من شانه التقليل من الفوارق املعرفية‬
‫برمجياتها‪.‬‬ ‫العملية ‪ ...‬ولكن يبقى السؤال إلى‬ ‫واملناطق النائية تصلها تغطية‬ ‫واللغوية بني الفئات و الطبقات‬
‫‪ -‬ج ‪ -‬التعليم عن بعد نسق اعقد‬ ‫أي مدى سيلتزم اآلباء مبتابعة‬ ‫شبكة االنترنيت القوية وقبل‬ ‫االجتماعية ‪.‬‬
‫من التعليم التقليدي ألنه يحتاج‬ ‫أبنائهم ؟ وهل سيتعامل التالميذ‬ ‫احلديث عن ذلك هل متلك أصال هذه‬ ‫‪ -‬مسايرة التطورات املعرفية‬
‫إلى أنظمة معلوماتية ومعدات‬ ‫بجدية مع هذا النمط اجلديد من‬ ‫األجهزة الرقمية ؟؟؟ ‪.‬‬ ‫والتقنية املتجددة حيث أصبح‬
‫الكترونية حديثة ويحتاج إلى اطر‬ ‫التعليم عن بعد ؟ ) منى شلبي ‪.‬‬ ‫‪ -‬هل مت توفير بنية تكنولوجية‬ ‫«التعليم عن بعد « وتعدد قنواته‬
‫تقنية تسهر على صيانتها ‪ ،‬وإدارة‬ ‫إن هناك مخاوف من عدم ضبط‬ ‫حتية في كل اجلامعات واملؤسسات‬ ‫التعليمية عنصرين أساسني ومهمني‬
‫« الكترونية « بسلطة مرنة ومفتوحة‬ ‫عملية التلقني الرقمي على مستوى‬ ‫التربوية تسمح إلطالق شبكة‬ ‫في منظومة التعلم املتكاملة في‬
‫عكس اإلدارة املدرسية التقليدية‬ ‫واسع ‪ ،‬بالنظر إلى عدد التالميذ‬ ‫منصة للمحاضرات املرئية والتعليم‬ ‫املجتمعات املتطورة‪.‬‬
‫التي متيل إلى اجلمود والى تنفيذ‬ ‫املتمدرسني ( أكثر من ‪ 5‬ماليني ) كما‬ ‫الرقمي‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلسهام في محو األمية الهجائية‬
‫والوظيفية وفي تطوير برامج رقمية‬
‫األوامر املركزية‪.‬‬ ‫أن هناك مخاوف من عدم جتاوب‬ ‫‪ -‬هل مت تكوين وتأهيل املدرسني‬
‫لتثقيف و تأهيل الفالحني والصناع‬
‫‪ -‬علينا أن نحتاط من االرجتال‬ ‫والتزام أولياء أمور التالميذ في‬ ‫والتالميذ و اسر التالميذ على‬
‫وحتسني مهارات العمل في املصنع‬
‫حتى ال ننتج أمناطا من التعليم‬ ‫تتبع ومراقبة تعليم وتعلم أبنائهم‬ ‫تقنيات وبرامج التعليم عن بعد ‪:‬‬
‫والبيت واحلقل مما يلبي حاجة‬
‫عن بعد مشوهة وقليلة الكفاءة إذا‬ ‫وفق هذا النمط اجلديد ‪ ،‬خاصة‬ ‫مثال كيفية االستعمال واالستخدام‬
‫املجتمع إلى األطر والكفاءات واليد‬
‫لم يخطط لها بنظام وتروي وتوفر‬ ‫وأننا نعرف املستوى التعليمي‬ ‫( بالنسبة للمدرسني ) وكيفية‬ ‫العاملة املؤهلة وفي تخصصات‬
‫لها اإلمكانيات الكافية ‪ ،‬كما أن‬ ‫واالجتماعي ألغلب األسر املغربية‬ ‫االستفادة ( التالميذ ) كيفية التتبع‬ ‫مختلفة‪...‬‬
‫تعدد القنوات التعليمية وتفاقمها‬ ‫( األمية – الفقر ‪ )... -‬أما في‬ ‫( اآلباء) ؟‬
‫دون حسيب أو رقيب قد يفاقم من‬ ‫القرى والبوادي فقد ال ميلكون إال‬ ‫‪ -‬هل مت وضع دليل توجيهي‬ ‫املشاكل والتحديات التي‬
‫مشكالت تنظيم األنساق التعليمية‬ ‫جهاز التلفزيون وهو الذي ال ميكنه‬ ‫لتوحيد الرؤية التربوية وفق منهج‬
‫وإدارتها بكفاءة ‪.‬‬ ‫لوحده أن يلبي احلاجيات التعليمية‬ ‫تربوي وطني يتناسب مع تعليمنا‬ ‫فرضها نظام التعليم الرقمي‬
‫‪ -‬إن عدم اشتراط الوجود‬ ‫لألطفال والتالميذ والطلبة خصوصا‬ ‫االلكتروني عن بعد ؟ وجلميع‬ ‫عن بعد في زمن كورونا‬
‫املتزامن للمتعلم مع املدرس في‬ ‫وانه يسود فيها منط األسرة الكبيرة‬ ‫املستويات‪.‬‬ ‫تفاجات دول العالم بتحديات‬
‫املوقع نفسه ( االكتفاء بالتسجيل‬ ‫( اجلد – األب – األبناء – األحفاد‬ ‫إن املشكالت والتحديات املفاجئة‬ ‫خطيرة ومصيرية فتحها مرض‬
‫أو احلفظ لالستعمال فيما بعد )‬ ‫) أي مجموعة كبيرة من األفراد ‪،‬‬ ‫التي فرضها فيروس كورونا لم‬ ‫كورونا على مجتمعاتها وعلى‬
‫يفقدهما خبرة التعامل املباشر مع‬ ‫فكيف سيتناوبون على هذا اجلهاز‬ ‫تسمح للدول واحلكومات بوضع‬ ‫نظمها االقتصادية و الصحية‬
‫الطرف اآلخر ‪ .‬ولذلك ال ميكن أن‬ ‫التلفزي ؟‬ ‫برنامج استعجالي فعال ملواجهة كل‬ ‫والتربوية ‪ ،‬حيث كل شيء معطل «‬
‫يقوم نسق فعال من التعليم عن بعد‬ ‫لكن في ظل الظروف االستثنائية‬ ‫الكوارث االقتصادية واالجتماعية‬ ‫إلى إشعار آخر « وأول متضرر كان‬
‫في غياب تواصل قوي ومتبادل بني‬ ‫احلالية واملفاجئة ‪ ،‬ووقاية من‬ ‫والصحية والتربوية ‪ ،‬وهكذا فرضت‬ ‫قطاع التربية والتعليم الذي ‪ -‬صدر‬
‫املدرس واملتعلم عن بعد الن غياب‬ ‫الفيروس ‪ ،‬ال مخرج إال التعليم عن‬ ‫هذه الظروف الوبائية املفاجئة على‬ ‫في حقه ‪ -‬توقيف الدراسة وإبقاء‬
‫هذا التواصل النفسي يعني تدهور‬ ‫بعد ‪ ،‬ثم علينا بتتبع ما ميكن أن‬ ‫بلدنا إطالق نظام التعليم عن بعد‬ ‫التالميذ في بيوتهم على أساس أن‬
‫التعليم عن بعد ‪.‬‬ ‫تفرزه فيما بعد من أثار ايجابية‬ ‫وهو نظام تعليمي رقمي قد يحتاج‬ ‫يتم تعويض الدروس احلضورية‬
‫لذلك فان االستغالل الناجع لكل‬ ‫وسلبية ‪....‬وقد تكون بداية انطالق‬ ‫إلى فترة غير قصيرة لتكييف‬ ‫بالدروس « الرقمية « هذا النظام‬
‫التقنيات والتجهيزات واألدوات‬ ‫ملرحلة جديدة من التعليم ؟؟؟‬ ‫املجتمع املدرسي وشركائه مع هذا‬ ‫التعليمي الرقمي ليس جديدا في‬
‫املعلوماتية ووسائل التواصل‬ ‫فهل علينا أن نحتاط من ذلك ؟‬ ‫النمط اجلديد من التعليم ‪ ،‬من‬ ‫الكثير من الدول املتقدمة و النامية‬
‫احلديثة في التعليم عن بعد والتعليم‬ ‫وكيف سنحتاط ؟‬ ‫أساتذة وتالميذ وآباء وجمعيات‬ ‫‪ ،‬لكن فيروس « كورونا « عجل به‬
‫املتعدد القنوات ميثل حتديا ليس‬ ‫‪ -‬أ ‪ -‬إن اجلميع ينظر إلى هذه‬ ‫تربوية وإدارة على حد سواء ‪ ،‬كما‬ ‫إلى الظهور ودفع به إلى الواجهة‬
‫بالهني ‪ .‬وال يجب االستهانة به‬ ‫التعليم الرقمي بانبهار وكأنه حل‬ ‫أن هذا الظرف االستثنائي يحتاج‬ ‫ودون االستعداد املسبق لتوفير‬
‫مادام انه يعني يشكل قوي ‪ -‬على‬ ‫سحري للتعليم التقليدي وهو في‬ ‫إلى توفير بيئات عمل رقمية تتيح‬ ‫الشروط املالئمة لتثبيته وترسيخه‬
‫األقل ‪ -‬على تنمية القدرة على‬ ‫غنى عن املدرس في حني انه احد‬ ‫للتلميذ باستئناف الدروس عن بعد‬ ‫في التعليم النظامي وغير النظامي‬
‫التعلم الذاتي وهي ضرورة حياتية‬ ‫عناصر منظومة التعليم املتكاملة ‪.‬‬ ‫داخل البيت وبني أفراد أسرته ‪.‬فهل‬ ‫مما خلق جدال واسعا لدى األسرة‬
‫‪ ،‬إذ أن ( تفجر املعرفة والتقدم الهائل‬ ‫‪ -‬ب ‪ -‬ليس هناك أي دليل علمي‬ ‫هي متوفرة ؟‬ ‫التعليمية واألسرة التالميذ ية على‬
‫للتكنولوجيا املصغرة قد ابرز أهمية‬ ‫قاطع يرجح أفضلية هذا التعليم عن‬ ‫يتساءل كل متتبع لهذا التحول‬ ‫السواء ‪.‬‬
‫تعليم املتعلمني كيف يتعلمون‬ ‫بعد على التعليم التقليدي ولو حتى‬ ‫الرقمي ‪:‬هل ميكن التحكم في العملية‬ ‫منذ أن مت إطالق برنامج التعليم‬
‫وكيف يسترجعون املعلومات‬ ‫على مستوى املتابعة واحلضور‪.‬‬ ‫التربوية داخل البيت ؟ وما صورة‬ ‫عن بعد ‪ ،‬بدأت تظهر الكثير من‬
‫بدال من أن يتعلموا وقائع وحتى‬ ‫فالتعليم عن بعد يعاني هو اآلخر‬ ‫املدرسة داخل البيت ؟‬ ‫الصعوبات والعوائق التي قد حتد‬
‫مهارات سرعان ما يتخطاها الزمن‬ ‫من معدالت انقطاع أعلى مما يعانيه‬ ‫إن اللجوء إلى التعليم عن بعد‬ ‫من انتشاره و فعاليته ‪:‬‬
‫‪....‬فاملنهاج الدراسي مهدد بالتقدم‬ ‫التعليم التقليدي ( لغياب سلطة‬ ‫ومنهج التعليم الرقمي ( يعني‬ ‫‪ -‬فهل كل األسر مجهزة مبا يكفي‬
‫املتسارع بحيث يفقد كل مغزاه) –‬ ‫تربوية الكترونية تتابع وحتاسب‬ ‫املكوث في البيت للدراسة والقيام‬ ‫من األجهزة اإللكترونية ( أجهزة‬
‫ايتورة جلبي – التربية املستدمية‬ ‫عن ذلك ) كما أن الظروف االجتماعية‬ ‫بالواجبات ‪،‬وهذا الشك فيه موضوع‬ ‫كومبيوتر – أجهزة لوحية – هواتف‬
‫*باحث تربوي‬ ‫لغالبية املتعلمني متنعهم من التوفر‬ ‫كبير جدا وشائك ‪،‬خاصة إذا نظرنا‬ ‫ذكية ‪ ) ..‬لالعتماد عليها في التعليم‬
‫على األجهزة والوسائط االلكترونية‬ ‫إلى الفئات العمرية ومستويات‬ ‫عن بعد ‪.‬‬
‫الدشيرة – الجهادية‬ ‫الضرورية ملتابعة التعلم عن‬ ‫الدراسة ‪ ،‬وهذا يعني أن العبء‬ ‫‪ -‬هل جميع األسر لديها اتصال‬
‫بعد ‪ .‬وعليه البد من التوفر على‬ ‫الكبير سيقع على املدرسني من‬ ‫انترنيت قوي مبا فيه الكفاية‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‬
‫ملف‬

‫املدرسة الدامجة‪ ،‬الثقافة و التكنولوجيا الرقمية‬


‫إذا كانت املدرسة العادية تعيش في ظل التحوالت الكبرى التي يعرفها العالم حتديا كبيرا‪ .‬فهي من جهة أمام مجتمع‬
‫املعرفة‪ ،‬الذي أصبحت تظهر فيه معارف جديدة باستمرار‪ ،‬وكم هائل من املعلومات‪ ،‬التي تتجاوز بكثير مجموع ما‬
‫تقدمه املدرسة من معارف من خالل موادها الدراسية وأنشطتها التربوية‪ ،‬الفنية‪ ،‬الثقافية ‪،‬االجتماعية والرياضية‪،‬‬
‫والتي لم تعد تكفي لتغطي املعارف الضرورية إلنسان القرن الواحد والعشرين‪ .‬ومن جهة أخرى جتد املدرسة نفسها‬
‫أمام املجتمع الرقمي الذي أصبح فيه الرقمي ظاهرة ثقافية واجتماعية تبصم أنشطة اإلنسان اليومية ومتثالته للعالم‪:‬‬
‫متثل الفضاء والزمان‪ ،‬عالقته باآلخرين‪ ،‬طريقة تفكيره‪ ،‬طرق اشتغاله وولوجه للمعرفة‪ ،‬وأيضا أساليب إنتاج ونشر‬
‫املعرفة‪.‬‬ ‫ذ‪/‬محمد مزاني*‬

‫له في التربية والتعليم ومتابعة املتعلمات‬ ‫املدرسة الدامجة وإدماج التكنولوجيا الرقمية‬ ‫إن بناء املدرسة الدامجة ‪ ،‬التي تستقبل‬ ‫فما هو حال املدرسة الدامجة؟ وماهي‬
‫واملتعلمني وتنمية مهاراتهم‪.‬‬ ‫انطالقا من كون‪:‬‬ ‫جميع األطفال كيفما كانوا‪ ،‬وتقدم لهم‬ ‫األدوات التي حتتاجها مصلحة التربية‬
‫إن التكنولوجيا الرقمية قد غيرت كثيرا‬ ‫‪ -‬التكنولوجيا قد غزت حياتنا وأصبح‬ ‫تعليما ذي جودة في العصر الرقمي‪،‬‬ ‫الدامجة في عالم املعرفة الرقمي لتحقيق‬
‫من عاداتنا اليومية‪ .‬وهو ما ينطبق‬ ‫من املستحيل االستغناء عنها‪ ،‬والتكوين‬ ‫يتطلب من جهة إعطاء األهمية لتطوير‬ ‫الدمج؟‬
‫أيضا على األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬فهذه‬ ‫على هذه التكنولوجيات اجلديدة أصبح‬ ‫الوظيفة الثقافية للمدرسة ودورها في‬ ‫كيف ميكن االستفادة من التكنولوجيا‬
‫التكنولوجيا مبقدورها التصدي ومعاجلة‬ ‫ضرورة تفرضها احلاجة والتنافسية في‬ ‫اإلدماج االجتماعي للتالميذ‪ ،‬ومن جهة‬ ‫الرقمية و الثقافة اجلديدة‪ ،‬إلرساء مدرسة‬
‫عدد مهم من املشاكل املرتبطة بذوي‬ ‫عالم حتكمه العوملة‪ ،‬كما يقتضيها إدماج‬ ‫ثانية جعل التكنولوجيا الرقمية في‬ ‫دامجة؟ و ماهي اجلاهزية الالزمة ملواجهة‬
‫اإلعاقة‪ ،‬وبإمكانها إدماجهم في مجتمع‬ ‫ناشئتنا في مجتمع اإلعالم واملعرفة(‪)3‬‬ ‫خدمة التربية الدامجة‪ .‬وهو ما يتطلب من‬ ‫مختلف العراقيل واحلواجز التي تعيق‬
‫املعرفة واإلعالم‪.‬‬ ‫‪ -‬املعلوميات ميكنها أن متهد السبيل‬ ‫املدرسة على اخلصوص‪ ،‬جهدا مضاعفا‬ ‫دمج األطفال في وضعية إعاقة ؟ ماذا‬
‫من البديهي أن يتحقق الدمج باستبعاد‬ ‫نحو اعتماد مقاربات بيداغوجية أخرى‪،‬‬ ‫لتجنب صدام الثقافات من جهة‪ ،‬وربط‬ ‫عن التمثالت االجتماعية التي من شأنها‬
‫كل أشكال التمييز‪ .‬وإذا كان الدمج من‬ ‫ومتكن من تتبع أفضل لبعض الفئات‬ ‫تواصل سلس بني األجيال ومواكبة كل‬ ‫عرقلة وثيرة إرساء املدرسة الدامجة؟‬
‫خالل منظور التربية الدامجة‪ ،‬حقا‬ ‫من التالميذ في املناطق املعزولة أو في‬ ‫تغيير من جهة ثانية‪ .‬فتعميم تكنولوجيا‬ ‫إننا ال ندعي التوفر على اإلجابات حول‬
‫من احلقوق األساسية لألشخاص في‬ ‫وضعية إعاقة(‪)2‬‬ ‫املعلومات واالتصاالت في التعليم‪،‬‬ ‫األسئلة املطروحة‪ ،‬وال حول التحديات‬
‫وضعية إعاقة‪ ،‬فإن جتسيد ذلك على أرض‬ ‫‪ -‬التطور املستمر للمعرفة وتطبيقاتها‬ ‫مدخل أساسي لترسيخ املعرفة الرقمية‪،‬‬ ‫التي تواجه مصلحة التربية الدامجة في‬
‫الواقع يتطلب من كافة مكونات املجتمع‬ ‫التقنية هو احملرك الرئيسي للتحوالت‬ ‫والرقي باألداء املهني للمدرسني‪ ،‬وتطوير‬ ‫العصر الرقمي‪ .‬نسعى لفتح النقاش حول‬
‫وشرائحه تغيير التمثالت السلبية التي‬ ‫املتعددة في طبيعة اإلنسان وانتقاله من‬ ‫مهارات املتعلمني في مجال تكنولوجيا‬ ‫هذا املوضوع الذي أصبح محوريا في‬
‫حتملها حول اإلعاقة‪ ،‬كيفما كان نوعها‪.‬‬ ‫عصر إلى أخر‬ ‫املعلومات واالتصاالت‪ ،‬ومن مت حتسني‬ ‫التربية والتعليم ‪ ،‬وحتى في حياة األفراد‬
‫ورفع كل احلواجز التي ميكن أن تعترض‬ ‫‪ -‬املدرسة أصبحت ملزمة بتوفير عرض‬ ‫جودة التعلمات وتأهيل الناشئة لولوج‬ ‫واملجتمعات‪.‬‬
‫استفادة هذه الشريحة من األفراد من‬ ‫مجتمع املعرفة(‪ .)2‬لقد اتضحت أهمية‬
‫تربوي وخدمات تربوية دامجة‪ ،‬متكن‬ ‫املدرسة‪ ،‬الثقافة والتكنولوجيا الرقمية‬
‫حقها في التعليم والتكوين‪ ،‬وولوجها‬ ‫األطفال في وضعية إعاقة من أن يجدوا‬ ‫التكنولوجيا الرقمية منذ أن مت توقيف‬
‫لقد أدى تطور املعرفة وانتشار‬
‫مجاالت املعرفة‪ ،‬وارتقائها االجتماعي في‬ ‫مقعدهم الدراسي ضمن الفرص املمنوحة‬ ‫الدراسة ألسباب احترازية – تفادي‬
‫التكنولوجيا وتطبيقاتها التقنية في‬
‫إطار اإلنصاف وتكافؤ الفرص‪ .‬وبإمكان‬ ‫لباقي األطفال‪ /‬التالميذ‪ ،‬سواء كان ذلك‬ ‫تفشي فيروس كورونا املستجد‪ -‬وانطالق‬
‫مجتمعاتنا اليوم‪ ،‬إلى اإلقرار باستحالة‬
‫مصلحة التربية الدامجة القيام بادوار‬ ‫على مستوى اإلطار املادي من بنيات‬ ‫التعليم عن بعد‪ ،‬والتي جتسدت معها‬
‫االستغناء عنها‪ ،‬وبكونها احملرك الرئيسي‬
‫رائدة متكن األطفال في وضعية إعاقة‬ ‫حتتية و ولوجيات وميسرات‪ ،‬أم كان‬ ‫ثقافة جديدة‪ ،‬لن تكون عابرة بكل تأكيد‪.‬‬
‫للتحوالت املتعددة في طبيعة اإلنسان‬
‫وذي االحتياجات اخلاصة من االستفادة‬ ‫على مستوى اإلطار التربوي من برامج‬ ‫إن احلجر الصحي الذي يعيشه املغرب‬
‫وانتقاله من عصر إلى أخر‪ .‬نحن اليوم‬
‫من تعليم جيد وأن يحضوا باعتراف‬ ‫ومضامني دراسية‪ ،‬أم كان على مستوى‬ ‫فرض وسيفرض تغييرا وحتوال كبيرا‬
‫أمام معارف وتطبيقات تقنية تتسارع‬
‫وقبول من طرف جميع مكونات املدرسة‪.‬‬ ‫صيغ التنظيم التربوي والزمني املكيفني‬ ‫في طرق و أساليب التدريس‪ ،‬وهو ما بدأ‬
‫باطراد في مختلف املجاالت وامليادين‪،‬‬
‫إنها ثقافة جديدة بأدوات التكنولوجيا‬ ‫مع خصوصيات اإلعاقة‪ ،‬وكذا املقاربات‬ ‫يتجسد في التعليم عن بعد‪ ،‬والذي شكلت‬
‫مما يؤدي إلى تغيير وحتول كبيرين‬
‫الرقمية‪.‬‬ ‫البيداغوجية املالئمة لقدرات هؤالء األطفال‬ ‫فيه التكنولوجيا الرقمية القلب والقالب‪.‬‬
‫في حياة اإلنسان واملجتمع‪ .‬لقد تغيرت‬
‫*‪ ‬مدير ثانوية ‪ /‬بمراكش‬ ‫وإمكاناتهم في التعلم‪.‬‬ ‫إن احلاجة إلى توظيف الرقمي في التربية‬
‫عادات الناس‪ ،‬ومناذج العمل‪ ،‬وأساليب‬
‫فإن إدماج التكنولوجيا الرقمية أصبح‬ ‫و التعليم بشكل جاد لفائدة املتعلمني‬
‫إحاالت‪ ‬‬ ‫« التواصل االجتماعي»‪ ،‬وحتى نظرة‬
‫من املسلمات‪ ،‬وما على املدرسة إال العمل‬ ‫عموما واألطفال في وضعية إعاقة بشكل‬
‫(‪ -)1‬املدرسة‪ ،‬التكنولوجيات اجلديدة‬ ‫اإلنسان لنفسه ومحيطه‪ ،‬حلاضره‪،‬‬
‫اجلاد للقطع مع املمارسات القدمية‪،‬‬ ‫خاص أصبح محسوما‪ .‬فاملتتبع لألحداث‬
‫والرهانات الثقافية‪ ،‬تقرير املجلس‬ ‫ومستقبله‪ .‬إنها ثقافة جديدة تتطلب من‬
‫واالنخراط في عالم املعرفة الرقمي‪ .‬وهو ما‬ ‫األخيرة والتي شكلت فيها جائحة كورونا‬
‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬إحالة‬ ‫املدرسة تفاعال واضحا‪ .‬فاملدرسة يلزمها‬
‫يدعو مصلحة التربية الدامجة الستغالل‬ ‫املستجد املوضوع الرئيسي عامليا‪ ،‬ال ميكنه‬
‫ذاتية رقم ‪ . 2014 / 17‬ص ‪11‬‬ ‫االضطالع بأدوار ثقافية‪ ،‬في سياق‬
‫الرقمي على األقل في بداية مشوارها إلى‬ ‫بأي حال أن يفصل عنها‪ ،‬وسائل االتصال‬
‫(‪ -)2‬املذكرة الوزارية رقم ‪ 1895-3‬بتاريخ‬ ‫من التحوالت املتواصلة التي تنتجها‬
‫جمع وتخزين املعطيات اخلاصة بجميع‬ ‫واإلعالم‪ ،‬التكنولوجيا وأدواتها‪ ،‬والتي‬
‫‪ 5‬ابريل‪ 2016‬في شان تعميم تكنولوجيا‬ ‫التكنولوجيات اجلديدة باعتبارها‬
‫املتعلمني مبا فيهم األطفال في وضعية‬ ‫من خاللها تغيرت معها كثير من عاداتنا‪،‬‬
‫املعلومات واالتصاالت في التعليم‬ ‫أدوات للتعلم واكتساب املعرفة‪ ،‬وبصفتها‬
‫إعاقة وخلق بنك معلومات بتنسيق مع‬ ‫ومعها ستتغير ال محالة الكتابة والقراءة‪،‬‬
‫(‪ -)3‬املدرسة‪ ،‬التكنولوجيات اجلديدة‬ ‫أشكاال جديدة من الوساطة الرامية إلى‬
‫اجلماعات الترابية‪ ،‬السلطات احمللية‪،‬‬ ‫لتأخذا بعدا أخر وأشكاال مختلفة‪ -‬الكتابة‬
‫والرهانات الثقافية‪ ،‬تقرير املجلس‬ ‫إنتاج طرق وممارسات ثقافية جديدة‪)1(.‬‬
‫واملصالح الطبية‪ .‬وهو أيضا عمل واع‬ ‫والقراءة الرقمية‪ ، -‬حيث ينفصل احملتوى‬
‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬إحالة‬ ‫إن تشجيع الثقافة في املنظومة الوطنية‬
‫يهدف إلى أن يتوفر املدرس(ة)‪ ،‬باعتباره‬ ‫عن الوعاء والدعامة‪ .‬وهنا نحن أمام ثقافة‬
‫ذاتية رقم ‪. 20 / 17‬ص‪12‬‬ ‫للتربية والتكوين‪ ،‬أصبح أمرا مستعجال‬
‫دينامو تفعيل الدمج املدرسي داخل املؤسسة‬ ‫جديدة تغير معالم هذا العالم‪ ،‬وبالتالي‬
‫(‪ -)4‬نفسه ‪.‬ص‪15‬‬ ‫إذا حرصنا على إرساء املدرسة الدامجة‪،‬‬
‫التعليمية التصاله املباشر باملتعلمني‬ ‫تغير كثيرا من أفعالنا وسلوكياتنا‪،‬‬
‫للمدیرین اجلهوینی‬ ‫(‪ -)5‬مذكرة‬ ‫ومن خاللها فتح منافذ نحو املجتمع‬
‫املستفيدين من هذا الدمج‪ ،‬ولكونه اخليط‬ ‫وتصرفاتنا‪ ،‬وطريقة وصولنا إلى املعلومة‬
‫واإلقلیمنی للتربیة والتكوین‪ .‬تنزیل‬ ‫الدامج‪ .‬إنه حتويل مركز االشتغال من‬
‫الناظم بني مختلف املتدخلني والفاعلني‬ ‫وطريقة إرسالها‪ .‬وبكل اختصار نحن أمام‬
‫البرنامج الوطنی للتربیة الدامجة لفائدة‬ ‫الطفل الذي كان عليه أن يتكيف مع بيئته‬
‫اآلخرين ومنسق مختلف التدخالت(‪،)4‬‬ ‫ثقافة ميكن تسميتها بالثقافة الرقمية التي‬
‫األطفال فی وضعیة إعاقة‪ .‬ص‪9‬‬ ‫املدرسية‪ ،‬إلى هذه األخيرة التي يجب‬
‫مهارات استخدام التكنولوجيا‬ ‫على‬ ‫تعيد تشكيل املعرفة في أشكال وقوالب‬
‫عليها أن تتكيف مع طبيعة مرتاديها‬
‫الرقمية في التدريس‪ ،‬نظرا للدور املوكول‬ ‫جديدة‪.‬‬
‫واحتياجاتهم اخلاصة‪.‬‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‬
‫ملف‬

‫التعلم عن بعد بني اإلنتقاد و سبل الرشاد‬


‫اإلستراتيجي و قيمته‪ ،‬و ال ينقص من ذلك تتبع‬ ‫التكنولوجيا الرقمية سريعا‪ ،‬نظرا لسهولة‬ ‫‪ 1‬دراسة كخيار إستراتيجي جلأت إليه‬ ‫ذ‪/‬الحسين بوجبر‬
‫بعضاللمزات التي ميكن اإلمياء بإقتضاب إلى‬ ‫اإلستخدام من جهة و لسعة و تنوعاملعلومات‬ ‫الوزارة الوصية في هذه الظرفية الراهنة‪.‬‬
‫ال يخفى على كل دارس و باحث في مجال‬
‫أهمها و منها ‪:‬‬ ‫التي يتاح الوصول إليها من جهة أخرى حيث‬ ‫–‪2‬إن أي قضية تربوية معاصرة إال و‬
‫التربية على أهمية التواصل في العملية‬
‫‪ -‬أن التعليم عن بعد يفتقد إل اخلصائص‬ ‫فتحت أمامهم آفاقا واسعة و رحبة‪.‬‬ ‫يصاحبها جدال طويل حول صالحيتها‬
‫التعليمية التعلمية وقيمته في إجناحها و‬
‫التربوية و البيداغوجية التي يتم توظيفها‬ ‫أمر آخر جد هام وجب اإللتفات إليه في‬ ‫أو عبئيتها و مستوى الثقةمبضمونها‪ ،‬و‬
‫جني ثمارها‪ ،‬إال أن ما يعانيه العالم من ظرفية‬
‫داخل القسم‪،‬حيث التفاعل قابل للمالحظة و‬ ‫مالمسة جناعة هذا املشروع‪ ،‬و هو أنه يحقق‬ ‫اإلطمئنان إلى فعاليتها‪ ،‬و و ينسحب ذلك كله‬
‫استثنائية فرضها تفشي وباء كورونا‪covid-‬‬
‫التقومي و التقييم و الدعم‪.‬‬ ‫مفهوما جديداللتربية‪ ،‬يتالءم مع اإلنفجار‬ ‫على « التعلم عن بعد «‪.‬‬
‫‪ 19‬أرخى بظالله على معظم املرافق احليوية‬
‫و منها أيضا أن جناح هذا النظام التعليمي‬ ‫املعرفي و الثورة العلمية و التكنولوجية‬ ‫فاملنظومة التربوية املغربية ال تنفرد بهذا‬
‫لم تسلم املدرسة من تداعياته و إنعكاساته‬
‫يتوقف على عوامل يجب توفرها حتى يتسنى‬ ‫التي يعايشها العصر احلديث و يلبيميول و‬ ‫املسلك في التعلم‪ ،‬و إمنا ألفيناه متغلغال في‬
‫السلبية‪،‬فاقتضت احلكمة االجتهاد لهذا النازل‬
‫له بلوغ األهدافالتعليمية املخطط لها و خاصة‬ ‫اهتمامات و احتياطات النمو للمتعلمني من‬ ‫أعماق املنظوماتالغربية حيث وجدت فيه ما‬
‫بلغة الفقه لضمان الدوام و االستمرارية في‬
‫توفير أجهزة اإلرسال و اإلستقبال التي ميكن‬ ‫خالل تنمية ملكة التعلم الذاتي لديهم حيث‬ ‫تتوخاه من أغراض في ري اجلميع من منا‬
‫العملية التعليمية – –التعلمية‪ ،‬إجتهاد‬
‫للمتعلم من خاللها التفاعلمع مصدر التعلم )‬ ‫اإلعتمادعلى نشاط املتعلم الفردي و على قدرته‬ ‫مع العلم و املعرفة و أوغلت فيالدعوة إلى‬
‫التطوير و اجتهاد التبديل أو خلق البديل من‬
‫املؤسسة التعليمية‪ ،‬املدرس ( و مدى كفاءة‬ ‫و استعداده‪.‬‬ ‫إعتماده‪ ،‬و التحويل عليه لتلبيته الحتياجات‬
‫خالل عملية التعلم عن بعد التي – –أصبحت‬
‫هذه األجهزة و انخفاض تكلفة اإلتصاملراعاة‬ ‫كما ان من حسناته فسح املجال واسعا‬ ‫األفراد التعليمية و املهنية من غير إراتباط أو‬
‫اليوم تشارك بل تنافس و تنازع بوجودها‬
‫للظروف اإلجتماعية ألغلب األسر املغربية و‬ ‫للمعلم للنقاش و إبداء الرأي في حل املشكالت‪،‬‬ ‫تقيدمبكان أو زمان معينني إلعتماده على وسائط‬
‫و جودتها عملية التلقي و التعلم املباشر و‬
‫خاصة في املناطق النائية‪ ،‬ليبقى بعد ذلك‬ ‫ألن املتعلم فيهذا النظام ال يتعرض ألي ضغوط‬ ‫تكنولوجية عديدو مثل الهاتف و التلفزيون‪ ،‬و‬
‫خصوصاعند إشداد األزمات و كيف ال و هي‬
‫رغبةاملتعلم و جديته في التعلم و مدى املتابعة‬ ‫نفسية من أي جهة كانت ألنه يتعلم تعلما‬ ‫احلاسوب‪ ،‬والشبكة العنكبوتية‪...‬‬
‫جزء منها و حتب في بحيرتها‪.‬‬
‫مع االخذ بعني االعتبار تنويع املثبرات جلذب‬ ‫ذاتيا في معزل عما يدورعادة داخل املؤسسة‬ ‫و قد ساهمت هذه التكنولوجيا احلديثة‬
‫و رغم أن العملية بكر لم تخضع للدراسة و‬
‫إنتباه و زيادةتشويقه‪.‬‬ ‫التعليمية من تواجد للمعلمني و املتعلمني‬ ‫في تكوين بيئة جديدة للتعلم بعد بيئة‬
‫مازال لم يشبعها العلماء بحثا‪ ،‬و من ثم فليس‬
‫و من مهام النقد املوجهة لهذه العملية أنها‬ ‫الزمالء‪.‬‬ ‫تتيح للمتعلمني إمكانية التفاعلمع الدوس‬
‫الغرض منهذه الدراسة إثبات وجود هذا‬
‫تكاد حتصر مهمة التربية في نقل املعلومة‬ ‫أو البيئة التعليمية و عليه فإنهيتحرر كثير‬ ‫و التحكم في مسار العملية التعليمية‬
‫البديل‪ ،‬ألنها مسلمة الثبوت‪ ،‬و إمنا الكشف‬
‫و املعرفة محرومةمن قوة التفاعل‪ ،‬نائية عن‬ ‫منهم املتعلمني من قيد اخلجل و الوجل الذي‬ ‫بصورة كبيرة بحيث يكون املتعلم هو محور‬
‫عن طبيعتها و بيان بعضوجوهها‪ ،‬و التربية‬
‫التمثل السلوكي الطبيعي‪ ،‬فتاتي مبظهر‬ ‫يربط على ألسنتهم داخل الفصل الدراسي‬ ‫العمليةالتعليمية‪ ،‬و يبقى املدرس مجرد موجه‬
‫على أهم مسالك إحكامها خاصة و أنها جتربة‬
‫شاذ غريب لغياب اإلقناع العقلي والوجداني‬ ‫– –فيؤثر سلبا على حتصيلهم‪.‬‬ ‫أو مشرف و يتحول مقياس النجاح من تخزين‬
‫تطرح عدة تخوفات تولدت نها عدةتساؤالت‬
‫للمستهدف (املتعلم) ‪....‬‬ ‫‪3‬و من عوامل قوة هذا البرنامج و ما يشهد‬ ‫و استرجاعاملعلومات إلى اكتساب مهارات‬
‫لعل من أهمها ‪:‬‬
‫ليبقى بعد هذا التجاذب في األنظار و التباين‬ ‫بنجاح العملية التعليمية التعلمية رحابة الزمن‬ ‫التعلم و الفهم و االستيعاب و التفكير السليم‬
‫‪ -‬هل هذه التجربة ولدت ميتة ؟ ‪ -‬و هل حقا‬
‫في األفكار جدال و سؤال إلثبات نشاطه‪ ،‬هل‬ ‫الذي يتيحهللمتعلم حيث يجعله يستوعب‬ ‫بل و االبتكار‪ ،‬ألن هذا النوعمن التعلم يكسر‬
‫أريد لهذه التجربة املضي قدما بهذا املشروع‬
‫بإمكان العمليةأن تعبر عن خصوبتها و‬ ‫املادة الدراسية حسب قدرته‪ ،‬و ال يفرض‬ ‫قاعدة املرسل و التلقي املعمول بها في جملة من‬
‫حتى يأخذ مساره في السكة التربوية أمأنه‬
‫قابليتها لإلتساع عند توافر بيئتها املشروطة‪،‬‬ ‫عليه فرضا كما ينمي في املتعلممهارات عالية‬ ‫الطرق البيداغوجية التقليدية‪ ،‬لتصبحاملعادلة‬
‫مجرد رتق لفتق ظرفي؟ ‪ -‬و هل أتت هذه‬
‫مبا يؤمن من متكنها من إحتواءهذا الفراغ‬ ‫أبسطها كيفية إستخدام وسائط التكنولوجيا‪،‬‬ ‫أقرب إلى « الكل صامع املعرفة و الكل متلقي‬
‫العملية أكلها حتى تترقب موعد ثمارها؟ و غير‬
‫و اإلنقطاع الذي خلفه إغالق املدارس‪ ،‬و ما‬ ‫التي أصبحت جزءا من املادة الدراسية وليست‬ ‫لها «‪.‬‬
‫ذلك من التخوفات و التساؤالت التي تأتينا‬
‫مدى قدرتها على حتقيق الغاية منها كبديل‬ ‫فقط مساندة كما هو احلال في نظام التعليم‬ ‫و من اإلشارات التي ال ميكن إهمالها أو‬
‫مينة و يسرة من خالل النزوع التلقائي لهذه‬
‫وقتاألزمات او مصاحب للعملية التعليمية في‬ ‫التقليدي‪.‬‬ ‫إسقاطها في جناعة هذا املشروع التربوي‬
‫التجربةنحو تقمص يرقة اإلستمرار و ذلك في‬
‫جميع األوقات‪.‬‬ ‫و ال يكاد يختلف إثنان في أهمية هذا البديل‬ ‫ذلك التجاوب والتفاعل للتالميذ مع هذه‬
‫معركة التطور الكفيل بخلق البديل‪.‬‬

‫التعليم عن بعد األهداف واإلكراهات‬


‫الوقوف على أهم الثغرات ومعاجلتها‪،‬وذلك‬ ‫والكليات التقليدية ‪.‬‬ ‫املتدخلني في العملية التعليمية التعلمية وكذا‬
‫باالجتهاد عبر التوسل بالتطبيقات التي تتيح‬ ‫‪-‬اإلسهام في رفع املستوى الثقافي والعلمي‬ ‫تنمية االقتصاد الرقمي‪،‬باإلضافة إلى كونه يتيح‬
‫إمكانيات تفاعلية حتمية ومباشرة والتي‬ ‫واالجتماعي لدى أفراد املجتمع‬ ‫التعليم للجميع‪،‬وميكن الطالب ذوي االحتياجات‬
‫تتيح التطورات الهائلة في مجال التقنيات‬ ‫‪-‬تطبيق مفهوم التعلم الذاتي‪.‬‬ ‫اخلاصة من مواكبة تعليمهم‪،‬وتعزيز الشعور‬
‫الرقمية‪،‬فالكثير من البحوث التي أجريت على‬ ‫فالسرعة التي مت بها تنزيل التعليم عن بعد‬ ‫باملسؤولية لدى املتعلم‪،‬وحتسني مهارته‬
‫نظام التعليم عن بعد‪،‬أثبتت انه يوازي أو يفوق‬ ‫بسبب حالة الطوارئ املفاجئة التي فرضها وباء‬ ‫الفكرية املستقلة‪.‬لكن هذه املميزات كانت بعيدة‬ ‫ذة‪/‬فدوى هاشم*‬
‫في التأثير والفاعلية نظام التعلم التقليدي‪،‬وذلك‬ ‫كورونا‪،‬جعلته يرتطم بسقف من العراقيل حتول‬ ‫نوعا ما عن ترشيح التعليم عن بعد كحل في‬ ‫يعد التعليم عن بعد من بني أنظمة التعلم التي‬
‫عندما تستخدم التقنيات املالئمة‪،‬كما يقتضي‬ ‫دون جناعته بالشكل املطلوب‪،‬أهمها عدم قدرة‬ ‫هذه الظروف الصعبة التي تعيشها اململكة‬ ‫تعتمد وسائل االتصال اإللكترونية التي تخلق‬
‫األمر أيضا جعل ولوج األنترنيت ممكنا خاصة‬ ‫األسر التي تعاني الفقر والهشاشة من تأمني‬ ‫املغربية حتت وطأة جائحة كورونا‪،‬ألن وزارة‬ ‫جسر التواصل بني املعلم واملتعلم دون احلاجة‬
‫بالنسبة للفئات املعوزة من أبناء الشعب لكي‬ ‫الوسائل التكنولوجية ألبنائها‪  ‬حتى يتمكنوا‬ ‫التربية الوطنية وجدت نفسها أمام حتمية‬ ‫إلى الذهاب إلى املؤسسات التعليمية املختلفة‬
‫ال تكون هناك فوارق في بناء التعلمات حتى‬ ‫من متابعة الدروس عبر املنصات الرقمية‬ ‫اعتماده استكماال لنظام التعليم الصفي‬ ‫كاملدارس واجلامعات بحيث يعطي فرصة‬
‫بني تالميذ املدرسة العمومية‪،‬وتأهيل املوارد‬ ‫وضعف شبكات االتصال خاصة في املناطق‬ ‫االعتيادي رغم ضعف الوساطة التي تستدعي‬ ‫التعلم لألشخاص الذين منعتهم ظروف معينة‬
‫البشرية‪،‬وإخضاعها لتكوينات متنحها اخلبرة‬ ‫النائية بل انعدامها أحيانا‪،‬وغياب قوانني تنظم‬ ‫جوانب تقنية وبشرية وتنظيمية‪،‬لتسطر لهذا‬ ‫من استكمال تعليمهم بشكل عادي‪،‬ولعل جائحة‬
‫الكافية في إنتاج محتويات رقمية تعليمية تؤدي‬ ‫هذا النوع من التعليم‪،‬وعدم إعطاء بعض األسر‬ ‫النوع من التعليم أهم هدف وهو إتاحة الفرصة‬ ‫كورونا التي مير بها العالم والتي لم تستثن‬
‫أدوارها التعليمية‪  ‬والبيداغوجية في ظروف‬ ‫أهمية لهذا األسلوب باملقارنة مع التعليم العادي‬ ‫للتالميذ والطلبة إكمال تعليمهم دون مغادرة‬ ‫بلدنا‪،‬أدت إلى ضرورة التباعد االجتماعي من‬
‫مادية مريحة‪،‬وسن قوانني تهتم به‪،‬فضال عن‬ ‫ألنهم وجدوا أنفسهم يتحملون جزء كبيرا من‬ ‫أماكن إقامتهم لدواع وقائية‪،‬ليصبح الغرض‬ ‫أجل احلد من انتشار الوباء‪ ،‬هي التي دفعت‬
‫إشراك األسر وجعلها مشرفة على إمتام العملية‬ ‫املسؤولية في متابعة أبنائهم ودعمهم وتهيئة‬ ‫من التعليم عن بعد الدعم فقط‪،‬في حني هو‬ ‫باململكة املغربية ممثلة في وزارة التربية الوطنية‬
‫التعليمية التعلمية إلى جانب املؤسسة‪،‬لنتمكن‬ ‫السبل لهم للوصول إلى املوارد التعليمية سواء‬ ‫يعتمد في دول أخرى لتحقيق غايات متنوعة‬ ‫إلى اعتماد هذا النوع من التدريس‪،‬الشيء الذي‬
‫من جعل هذا النوع من التعليم هدفا منشودا‬ ‫على االنترنيت أو البث الفضائي على التلفاز أو‬ ‫على رأسها‪:‬‬ ‫دعا إلى طرح العديد من األسئلة الشائكة حول‬
‫للمدرسة املغربية بشكل عام‪،‬وليس هدفا‬ ‫متابعة واجباتهم‪ .‬‬ ‫‪-‬حتقيق مفهوم جديد للتربية يتالءم مع‬ ‫آفاقه‪،‬والوقوف على أبرز مميزاته وأهدافه‬
‫تعويضيا ألننا باالهتمام به وتطويره وعقلنته‬ ‫وكما سبقت اإلشارة بأن السرعة التي مت بها‬ ‫التطور العلمي والتكنولوجي‬ ‫والعراقيل التي حتول دون جناعته‪.‬‬
‫سيقوي املنظومة التعليمية التي تعد دعامة‬ ‫اعتماد التعليم عن بعد كحل اضطراري ودخول‬ ‫معرفتهم‬ ‫وزيادة‬ ‫األفراد‬ ‫‪-‬تأهيل‬ ‫إن أبرز مميزات التعليم عن بعد مواكبته‬
‫أساسية في‪  ‬تنمية األمة‪.‬‬ ‫وزارة التربية الوطنية غمار هذه التجربة ألول‬ ‫بالتكنولوجيا‪.‬‬ ‫للثورة التكنولوجية الرقمية وجتاوز التعليم‬
‫مرة يجعل األمر عاديا في مواجهة مثل هذه‬ ‫‪-‬فتح املجال أمام بعض التخصصات التي‬ ‫التقليدي الصفي‪،‬فضال على مساهمته في‬
‫*ذة ‪ /‬مدرسة الزهراء الحداوي‬
‫العراقيل‪،‬وفي نفس الوقت يدعو إلى ضرورة‬ ‫يحتاجها املجتمع وال تتوفر في اجلامعات‬ ‫حتسني املخرجات التعليمية وحتقيق رضا‬
‫بالحي الحسني‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪10‬‬
‫ملف‬

‫التعليم عن بعد‪:‬آلية لضمان استمرارية التعليم‬


‫التعليم عن بعد‪  ‬يتسم بالتكاملية والشمولية‪.‬‬ ‫جترية ناجحة في عديد من الدول ألداء الواجبات‬ ‫أعلنت مؤخرا وزارة‬
‫فهو يجمع‪  ‬جميع عناصر العملية التعليمية‪:‬‬ ‫وشرح مضامني الدروس‪.‬‬ ‫التربية الوطنية والتكوين‬
‫التلميذ‪،‬املدرس‪،‬املدرسة واألسرة‪.‬جعل لكل منهم‬ ‫كما أن‪  ‬التعليم عن بعد هو عيار مقبول ال سيما‬ ‫املهن والتعليم اجلامعي‬
‫دوره املنوط به وأوجب عليه واجبات ينبغي القيام‬ ‫وان عديدا‪  ‬من املدرسني‪  ‬استخدموا وسائل وطرق‬ ‫عن تعليق الدراسة حتى‬
‫لتحقيق نتائج متميزة في املخرجات‪  ‬فالشرح وخطة‬ ‫لتسهيل عملية التعليم عن بعد خاصة في بعض‬ ‫إشعار آخر وتعويض‬
‫الدرس تقع على عاتق ومسؤولية األستاذ ؛وبيئة‬ ‫املدارس اخلاصة وفي مدارس البعثات األجنبية‪.‬‬ ‫احلصص الدراسية التي‬
‫التلقي العلمي واملعرفي من نصيب األسرة‪.‬‬ ‫ان التعليم عن بعد‪  ‬يعتبر جتربة مفيدة تستند إلى‬ ‫ذ‪/‬خليل البخاري* تتم في الفصول الدراسية‬
‫يحقق التعليم عن بعد استدامة التعلم‪  ‬ويرتقي‬ ‫ثالثة أقطاب هي االستاذ‪،‬املادة الدراسية التلميذ‬ ‫بدروس عن بعد لتجنب‬
‫مبستوى املدارس وأطرها التربوية واإلدارية‪  ‬وبيئتها‬ ‫والتقنية املستخدمة‪.‬‬ ‫انتشار وباء كرونا املستجد‪..‬‬
‫وجودة خدماتها مخرجاتها التعليمية؛ويحرر النظم‬ ‫لقد أشاربالغ وزارة التربية الوطنية الى‬ ‫حاليا‪ ،‬يشكل وباء كورونا كوفيد ‪ 19‬التحدي األكبر‬
‫التعليمية من التقليدية للحصول عل مخرجات‬ ‫ضرورةتطبيق نظام التعليم عن بعد وذلك في إطار‬ ‫في كل قارات وبلدان العالم وعلى مستوى املجاالت‬
‫تعليم عالية املواصفات‪.‬كما افرز التعليم عن بعد‬ ‫اخلطوات الوقائية واالحترازية لضمان احلفاظ على‬ ‫التعليمية والرياضية والدينية والثقافية‪...‬هذا‬
‫مهام جديدة للوالدين ؛جعلت‪  ‬دورهما أكثر عمقا‬ ‫سالمة التالميذ والتلميذات واألطفال ومبا يتوافق‬ ‫الوباء اخلطير كان سببا في إلغاء الرحالت اجلوية‪ ‬‬
‫في عملية تعليم أبنائهم‪ .‬فالتعلم في البيت يرمي‬ ‫مع اجلهود واإلجراءات املتخذة‪  ‬على املستوى‬ ‫وفي إغالق احلدود واملدارس واجلامعات‪  ‬وتعليق‬
‫مبسؤولية جديدة‪  ‬على أولياء األمور‪  ‬ملساعدة‪ ‬‬ ‫الوطني الرامية إلى احلد من انتشار وباء كورونا‬ ‫األنشطة الرياضية والفنية والدينية‪..‬لكن فيروس‬
‫أبنائهم‪  ‬في أداء األنشطة التعليمية كالواجبات‬ ‫املستجد‪  ‬موفيد‪.19‬‬ ‫كورونا املستجد لم يستطع أن يغلق أبواب العالم إذ‬
‫املنزلية واملراجعة والقراءة ‪..‬‬ ‫لقد أكد تربويون وأولياء األمور بعد صدور بالغ‬ ‫أصبح التعلم عن بعد‪  ‬العصا السحرية التي حتمل‬
‫إن التعلم عن بعد‪  ‬سيساهم في انتعاش كبير في‬ ‫وزارة التربية الوطنية ‪،‬بان التعليم عن بعد جتربة‬ ‫العلوم‪  ‬واملعارف للتالميذ أينما كانوا ووقتما‪ ‬‬
‫سوق احلواسيب والتقنيات الذكية ووسائل التعليم‬ ‫ومنبر علمي للتصدي لالزمات والطوارئ‪.‬ويشكل‬ ‫يشاءون في مختلف املؤسسات التعليمية‪..‬‬
‫الذكية مبا تتضمنه من حواسيب وأجهزة‪  ‬لوحية‬ ‫التعليم عن بعد قفزة جديدة واحد مظاهر تطوير‬ ‫أمام ازدياد عدد احلاالت املصابة بفيروس‬
‫وهواتف ذكية‪.‬‬ ‫التعليم‪  ‬ويواكب في مضمونه النظم العاملية‪.‬‬ ‫كورونا وتوقيف الدراسة احلضورية بالفصول‬
‫علينا جميعا أن نضاعف من جهودنا‪.‬فاملسؤولية‬ ‫إن التعليم عن بعد يشكل حقبة جديدة في مسيرة‬ ‫الدراسية‪،‬أصبح من الضروري تفعيل التعليم عن‬
‫مطلب‪  ‬يتطلبه املشهد العاملي‪  ‬لالزمة ‪.‬فعندما يتعلق‬ ‫التعليم بأي بلد وهو خطوة احترازية من شأنها‬ ‫بعد كإجراء وقائي والتعرف عن ماهية التطبيق‬
‫األمر مبستقبل األجيال؛ينبغي االلتزام واجلدية‪.‬‬ ‫توفيربيئة صحية‪  ‬للتالميذ واألستاذ‪.‬‬ ‫ومعاييره وآلياته ومدى التفاعل التالميذي‪.‬‬
‫لغتنا السائدة أفرادا ومؤسسات‪.‬‬ ‫يوفر التعليم عن بعد أدوات تزيد فاعليته ومناخه‬ ‫إن التعليم عن بعد له تأثير ايجابي في عرض‬
‫إن التعليم عن بعد‪  ‬في الوقت الراهن أصبح‬ ‫اإلبداعي للتعلم والتواصل واملشاركة والتحفيز‪ ‬‬ ‫الرسوم البيانية واملخططات ولكن األثر السلبي‬
‫ضرورة ملحة‪  ‬إلنقاذ تالمذتنا من خطر وباء كورونا‬ ‫والبحث وتعزيز مسؤولية التعلم الذاتي لدى‬ ‫يكمن في انقطاع شبكة اإلنترنيت املفاجئ وعدم‬
‫املستجد وكذلك إلنقاذ املوسم الدراسي‪..‬‬ ‫التالميذ‪  ٠.‬فالنسبة األكبر من املجهود من نصيب‬ ‫القدرة على تقييم مستوى انتباه التالميذ خالل‬
‫خليل البخاري باحث تربوي‬ ‫التلميذ والبقية من نصيب املدرسة‪...‬كما أن جتربة‬ ‫إلقاء األستاذ الدرس كما أن التعليم عن بعد ميثل‬

‫التعليم عن بعد في املجال القروي‬


‫بأعالي اجلبال والقرى ‪ ،‬الذين يؤكدون بتعذر‬ ‫الراهنة ‪ ،‬خاصة التالميذ والتلميذات الذين‬ ‫اكبيري أسماء*‬
‫مواصلة هؤالء التالميذ تعليمهم عن بعد سواء‬ ‫يعيشون بالقرى ‪.‬‬ ‫ال يخفى على أحد الظروف التي أصبح يعيشها‬
‫على قنوات البث التلفزي أو على األقسام‬ ‫نعم هذا الوسط االجتماعي الذي يفتقر إلى‬ ‫العالم في زمن فيروس كرونا ‪ ،‬من ركود وتوقف‬
‫االفتراضية التي حثت عليها الوزارة الوصية ‪.‬‬ ‫اإلمكانيات والوسائل التي تلزم لتفعيل التعليم‬ ‫في مختلف املجاالت احليوية ‪ ،‬ومن ضمنها‬
‫وحتى وإن عمل املدرسون على مد تالميذهم‬ ‫عن بعد من تلفاز وهاتف وحاسوب ‪ ،‬هذه‬ ‫املجال التعليمي الذي عرف بدوره إغالقا جلميع‬
‫بالدروس مكتوبة ‪ ،‬استحال عليهم األمر في‬ ‫األشياء ال وجود لها بالعالم القروي ‪ ،‬وحتى إن‬ ‫مؤسساته على الصعيد الوطني والدولي ‪ ،‬سواء‬
‫الظروف الراهنة ‪.‬‬ ‫وجدت فهي تفتقد في بعض األحيان لشبكتي‬ ‫كانت دور حضانة أو مدارس أو جامعات ‪...‬‬
‫خاصة وأن منهم من هو مطالب باالمتحانات‬ ‫الربط بالكهرباء وبالهاتف ‪.‬‬ ‫فقد أصبحت هذه املؤسسات التعليمية اليوم‬
‫اإلشهادية بعد انتهاء حالة الطوارئ ‪.‬‬ ‫هذا التعليم خلق لفئة دون أخرى ‪،‬وفر ملن‬ ‫فارغة بعدما كانت تعج باحلياة ‪ ،‬فمن كانوا‬
‫وكما ذكرت في بداية املقال أن وباء كورونا أو‬ ‫ميتلكون جهاز التلفاز والهاتف واحلاسوب‬ ‫ميألون مرافقها صاروا اليوم يعمرون منازلهم‬
‫اجلائحة كما سماه البعض ‪ ،‬قد عمل على كشف‬ ‫‪ ،‬وحرم منه من من ال ميتلكها ‪،‬حتى يبقوا‬ ‫باملداشر والقرى واملدن ‪...‬‬
‫وتعرية العديد من األمور التي تغافلنا عليها ‪،‬‬ ‫محصورين في عاملهم الصغير بني رعي املاشية‬ ‫منصاعني للحجر الصحي الذي فرضه عليهم‬
‫منها موضوع التعليم والتعليم عن بعد باملجال‬ ‫وعمل في احلقول والبساتني وبحث عن املاء ‪...‬‬ ‫فيروس كرونا ‪.‬‬
‫القروي الذي يفتقر إلى أبسط الوسائل التعليمية‬ ‫ورغم كل هذه اإلكراهات هناك من اآلباء من‬ ‫هذا الوباء الذي عرى ومازال يعري العديد من‬
‫‪ ،‬وهذا ما يشكل تساؤال بارزا حول السبيل‬ ‫يحاول توفير تلك املوارد ألبنائهم حتى يتسنى‬ ‫احلقائق اخلفية أو التي أخفيت أو أخفيناها‬
‫لتحقيق تعليم بناء هادف يتكافأ فيه تالمذة‬ ‫لهم ا للحاق بركب زمالئهم في موكب التعليم‬ ‫بتجاهلنا وصمتنا ‪ ،‬يبدي لنا ما أسفر عنه‬
‫املجال القروي بتالمذة املجال احلضري‪.‬‬ ‫عن بعد ‪.‬‬ ‫التعليم عن بعد من إقصاء وتهميش‪ ،‬بعدما‬
‫وما يدعم مقالي هذا من هم أدرى مني بحال‬ ‫أصبح التالميذ والطالب مجبرين على استعماله‬
‫*طالبة باحثة بماستر سوسيولوجيا‬
‫المجاالت القروية‬
‫هؤالء التالميذ ‪ ،‬األساتذة الذين يدرسونهم‬ ‫كوسيلة ملتابعة دروسهم عن بعد في ظل الظرفية‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪11‬‬
‫ملف‬

‫األطفال والتعلم في فترة احلجر الصحي‬


‫كثير يرجع إليها‪ .‬إن التعلم عن بعد يجعل‬ ‫بعدم إتخام أنفسهم باملعلومات‪ ،‬وذلك‬ ‫لهذا من الضروري احلفاظ على الروتني‬ ‫د‪ /‬أحمد بالطي*‬
‫املتعلم عادة يشعر بعدم االرتياح في‬ ‫بالتسمر أمام التلفاز للحصول على‬ ‫اليومي‪ ،‬كما توصي بذلك أستريد شيفانس‬ ‫إن التأثير النفسي على التعلم في‬
‫مرحلة بناء التعلمات التي كان يبددها‬ ‫املعلومات املستجدة‪ ،‬فإن األمر نفسه‬ ‫الطبيبة النفسية وطالبة الدكتوراه في علم‬ ‫فترة احلجر الصحي أكيدة‪ ،‬فالتعلم ال‬
‫في القسم بسؤال أقرانه‪ .‬وبقدر ما يضمن‬ ‫بالنسبة للمتعلمني إذ ال ينبغي جعلهم‬ ‫األوبئة في باريس‪ ،‬والتي أعدت دراسة‬ ‫يشمل الدروس االعتيادية التي تقدم في‬
‫التعلم عن بعد نوعا ما تركيز املتعلمني إال‬ ‫طيلة الوقت متسمرين أمام احلواسيب‬ ‫ملنظمة الصحة العاملية()؛ إذ توصلت إلى‬ ‫الفصول والتي ميكن تعويضها عن بعد‪،‬‬
‫أن الصعوبات التقنية املرتبطة باستعمال‬ ‫والهواتف واللوحات الرقمية‪ ،‬بحيث إنه‬ ‫أن األطفال بحكم سنهم والتزاماتهم في‬ ‫لكن الوجود في املدرسة هو بحد ذاته‬
‫األدوات اإللكترونية تظل هاجس املتعلم‬ ‫ينبغي ترك فترة لهم الستيعاب ما تلقوه‬ ‫التحصيل العلمي‪ ،‬روتينيون أكثر من‬ ‫مجال لتعلم احلياة االجتماعية وتطوير‬
‫واملعلم‪.‬‬ ‫من معلومات‪ ،‬وذلك في إطار تنظيم الذاكرة‬ ‫غيرهم‪ ،‬لذلك توصي مبا يأتي‪:‬‬ ‫الكفايات االجتماعية‪ ،‬كما أن بعض التالميذ‬
‫غير أنه‪ ،‬باملقابل‪ ،‬ميكن اعتبار التعليم‬ ‫والنسيان‪.‬‬ ‫‪ - 1‬عدم تغيير دورة االستيقاظ والنوم‬ ‫والتلميذات يلجؤون إلى مناقشة جماعية‬
‫عن بعد ونظرياته في تطور مستمر‪،‬‬ ‫من تأثير التعلم في فترة احلجر‬ ‫ ‬ ‫اخلاصة بهم‪:‬‬ ‫بعد الدرس مباشرة أو أثناء العودة إلى‬
‫وهو ما يؤذن بتغييرات هامة على صعيد‬ ‫الصحي‪ ،‬وقوع تغيير راديكالي على‬ ‫على األهل عدم االنسياق وراء إغراء‬ ‫املنازل‪ ،‬ويعمد البعض إلى مناقشة بعض‬
‫براديغمات التعلم نفسها‪ ،‬وسيؤدي حتما‬ ‫طبيعة التعلم نفسه‪،‬والذي حتول من تعلم‬ ‫السهر ليال لعدم وجود التزامات العمل‬ ‫األمور التي استعصت عن االستيعاب في‬
‫إلى الدفع بالتعلم والتخلص من كثير‬ ‫حضوري إلى تعلم عن بعد‪ ،‬إذ أصبحت‬ ‫صباحا‪ ،‬فهذا يؤثر على األطفال الذين‬ ‫القسم‪ ،‬وفي ظل هذا الظروف فإن هؤالء‬
‫من املشوشات التي كانت تصاحب التعلم‬ ‫الدروس مركزة وتفتقد إلى التفاعل‬ ‫سيسهرون مع والديهم‪ .‬األمر الذي يترتب‬ ‫املتعلمني افتقدوا زمالءهم وزميالتهم‪،‬‬
‫احلضوري التقليدي؛ من شغب وإهدار‬ ‫احلميمي الذي كانت تتميز به في األقسام‪،‬‬ ‫عليه البقاء في السرير صباحا مما قد‬ ‫ويعد التشبيك االجتماعي والتواصل‬
‫للوقت في نقاشات هامشية‪ .‬كما أن‬ ‫وهو مما يجعل التالميذ يواجهون صعوبة‬ ‫يؤدي إلى اضطرابات النوم الحقا‪.‬‬ ‫احلسي مع الزمالء في التعليم حافزا‬
‫هناك دراسات أثبتت أن التعليم عن بعد‬ ‫أكبر في فهم الدروس ومتابعة األستاذ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ال ينبغي‪ ،‬فقط‪ ،‬إلزام األطفال مبتابعة‬ ‫أساسيا لصقل املهارات والتحلي باللياقة‬
‫إذا احترم مبادئ التعلم اإللكتروني فإنه‬ ‫باإلضافة إلى احلواجز النفسية التي‬ ‫احلصص الدراسية فقط‪ ،‬مع األساتذة عبر‬ ‫االجتماعية‪.‬‬
‫يزيد من قدرة املتعلمني على استرجاع‬ ‫حتف بالتعلم اإللكتروني‪،‬إذ إن احلماسة‬ ‫مجموعات التواصل االجتماعي‪ ،‬وعبر‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن احلجر الصحي سيكون له تأثير‬
‫املعلومات‪ ،‬كما يعزز‪ ،‬أيضا‪ ،‬من طاقتهم‬ ‫األولى التي يقبل بها املتعلمون على‬ ‫التلفاز واألنترنيت‪ ،‬بل ينبغي أن يشمل‬ ‫كبير في الصحة النفسية على التلميذات‬
‫االستيعابية وإنتاجيتهم‪..‬‬ ‫التعليم عن بعد سرعان ما تخفت‪ ،‬خاصة‬ ‫هذا اجلدول أوقاتا للعب والترفيه والراحة‪،‬‬ ‫والتالميذ شأنهم شأن جميع املواطنني‪،‬‬
‫أن أغلب األساتذة لم يتلقوا تكوينا‬ ‫تقول أستريد شيفانس إن عليك “أن ترتب‬ ‫بسبب تغير الروتني اليومي املعتاد‪،‬‬
‫*أستاذ مبرز بالمركز الجهوي‬ ‫يؤهلهم إلعداد موارد التدريس عن بعد‪،‬‬ ‫شيئا يشبه حياتهم اليومية‪ ،‬وأن تخترع‬ ‫وبسبب الوجود في مكان واحد ومحدود‬
‫لمهن التربية والتكوين الدار‬
‫التي تختلف اختالفا جذريا عن التعلم‬ ‫روتينا جديدا بحيث يستيقظون وهم‬ ‫مدة طويلة‪ ،‬فبقاء اإلنسان مدة طويلة في‬
‫والتدريس احلضوري‪.‬‬ ‫يعرفون إلى حد ما ينتظرهم خالل النهار‬ ‫منزله في حالة ما يشبه البطالة جزئيا‪،‬‬
‫البيضاء – سطات‬
‫وإذا كانت الدروس أصبحت مركزة؛‬ ‫وفي اليوم التالي”‪.‬‬ ‫يؤدي إلى تسرب امللل والقلق بسرعة‪ .‬ألن‬
‫‪ /‬الفرع اإلقليمي بالجديدة‬ ‫فإنها تتطلب مدة أطول إلعدادها‪ ،‬ومراجع‬ ‫‪ - 3‬إذا كانت أ‪ .‬شيفانس تنصح اجلميع‬ ‫اإلنسان كائن اجتماعي‪.‬‬

‫اعتماد وزارة التربية الوطنية «التعليم عن بعد» في أوج احلجر الصحي‬


‫املنجزات والتحديات في سلك التعليم الثانوي التأهيلي‬
‫أما التعليم عن بعد فهو مستحيل ألن‬ ‫مبا ال تشتهي السفن‪ ،‬فتنزيل برنامج التعليم‬ ‫املضامني املنتجة وبثها سواء على منصة‬ ‫ذ‪/‬لحسن اشري*‬
‫االمكانيات املتوفرة لدينا جد هزيلة’’‪.‬يضيف‬ ‫عن بعد أتى في ظرف طارئ لم يجد أرضية‬ ‫‘’تلميذ تس‪ ’’TelmidTICE‬أو على القنوات‬
‫لم تتوقع منظومة التعليم املغربي‪،‬على‬
‫التلميذ ‘’محمد’’‪’‘ :‬قلما أشاهد التلفاز نظرا‬ ‫مناسبة لتنزيله‪ .‬فرغم اعتماد الوزارة على‬ ‫التلفازية واالذاعات املغربية‪ .‬جتدر اإلشارة‬
‫غرار االقتصاد‪ ،‬أن يعرقلها يوما ما‬
‫ملشاركته مع العائلة فكيف ميكنني متابعة‬ ‫محطات االعالم املغربية منتلفزة واذاعة‬ ‫إلى أن عدد من البرامج اإللكترونية قد ارتفع‬
‫وباء’’كوفيد ‪ .’’19‬صحيح أن الدراسة سبق‬
‫الدراسة‪.‬وفي نقاش ‘’عن بعد’’ مع بعض‬ ‫لبث دروس مختلف املستويات‪ ،‬إال أن متت‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬مثل برنامج زوم ‪،ZOOM‬‬
‫أن توقفت في بعض جهات اململكة بسبب‬
‫األطر التربوية‪ ،‬أشار أحد األساتذة أنه رغم‬ ‫إشكاالت البد من ذكرها‪ ،‬ومنها عدم قدرة‬ ‫كالس روم ‪ Class Room‬مايكروسوفتتيمز‬
‫الفيضانات واالضرابات ولكنها لم تتوقف‬
‫توفر البرامج االلكترونية إال أن الظروف‬ ‫البرنامج الزمني لإلعالم على تغطية جميع‬ ‫بادليت‪،Padlet‬‬ ‫‪،Microsoft Teams‬‬
‫كليا بسبب وباء‪.‬‬
‫االجتماعية للتالميذ أوجبت علينا استخدام‬ ‫املستويات وجميع احلصص‪ ،‬فمثال جند‬ ‫غوغل دوكس‪ ، Google doc‬تطبيقات‬
‫اقترحت الوزارة‪ ،‬ملواجهة هذه املشكلة‪،‬‬
‫‘’الفايسبوك’’و’’الوا تساب’’ نظرا لكونهما‬ ‫غيابا تاما لبعض التخصصات‪ ،‬وانحسار‬ ‫التعليم ‪LearningApps‬وغيرها‪ .‬وال ميكن‬
‫تقدمي احلصص ‘’عن بعد’’خالل فترة احلجر‬
‫األكثر استخداما واالسهل في الولوج لدي‬ ‫احلصص في املستويات العامة فقط‪.‬‬ ‫جتاهل الدور الذي أدته مواقع التواصل‬
‫الصحي‪ .‬في هذا الصدد‪،‬انكبت جميع‬
‫معظم املتعلمني‪/‬ت’’‪ .‬وأضاف إطار تربوي‬ ‫التحدي الثاني‪ ،‬وهو مربط الفرس‪ ،‬يتمثل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬إذ حل الفايسبوك والواتساب‬
‫أكادمييات التربية والتكوين االثني عشر في‬
‫اخر‪’’:‬ال أنكر أننا نعتمد على نفس األمر‬ ‫في عدم توفر التالميذ على شبكة مجانية‬ ‫على قائمة الوسائل االكثر استعماال لدى‬
‫تعبئة االطر االدارية والتربوية من رؤساء‬
‫مع السادة املفتشني عكس البرامج االخرى‬ ‫ملتابعة الدروس السمعية البصرية نظرا‬ ‫التالميذ‪ ،‬مما جعل أغلبية االطر التربوية‬
‫املؤسسات ومفتشني وأساتذة بهدف إنتاج‬
‫التي تستوجب تنسيقا وحضورا مباشرا‪.‬‬ ‫لكون املنصة مرتبطة بخدمة الفيديوهات‬ ‫تخصص مجموعات وبث مباشرملتعلميهم‪.‬‬
‫مضامني سمعية‪-‬بصرية ورقمية في مختلف‬
‫في الواتساب والفايسبوك‪ ،‬األمر مختلف’’‪.‬‬ ‫واليوتيوب‪... .‬ناهيك عن احلالة االجتماعية‬ ‫كما أنشأت صفحات خاصة باملؤسسات‬
‫التخصصات واملسالك التعليمية‪،‬لتنزيل‬
‫يوجد حتد اخر يتعلق بالتقومي‪ ،‬ال ميكن‬ ‫ألغلب التالميذ وعجز االباء عن توفير‬ ‫التعليمية بهدف التوسع وإتاحة الفرصة‬
‫الدراسة عن بعد‪ ،‬في جميع التخصصات‪.‬‬
‫اجراء تقوميات عن بعد‪ ،‬يظل احلل الوحيد‬ ‫االنترنيت‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬صرحت التلميذة‬ ‫جلميع التالميذ قصد متابعة دراستهم‬
‫واستعانت الوزارةمبتخصصني في مجال‬
‫هو تتبع مدى فهم ومشاركة املتعلمني‬ ‫‘’غزالن’’‪ ،‬تلميذة باجلذع املشترك‪ ’‘ :‬ال‬ ‫عن بعد‪ .‬لم يتوقف األمر لدى الوزارة في‬
‫االعالم واالتصال والسمعي البصري‬
‫في احلصص‪ ،‬ال سيما بعد متديد حالة‬ ‫ميكنني متابعة الدراسة نظرا لعدم توفري‬ ‫العملية التعلمية عن بعد‪ ،‬بل تدخلت بعض‬
‫بهدف االسهام في هذه العملية التعليمية‬
‫الطوارىء لشهر إضافي‪.‬‬ ‫على هاتف محمول وال على حاسوب‪،’’،‬و‬ ‫فعاليات املجتمع املدني متبرعة ‪ ،‬مثال‬
‫عن بعد‪ ،‬وبث جميع الدروس واحلصص‬
‫وتظل عملية التعليم عن بعد‪ ،‬لدى أغلب‬ ‫في السياق ذاته ‪ ،‬صرحت تلميذة أخرى‬ ‫‪،‬بلوحات إلكترونية لفائدة تالميذ جهة‬
‫للتالميذ الذين أوجب الوباء مكوثهم في‬
‫االطر‪ ،‬ما هي إال عملية تتبع ومسايرة‬ ‫من نفس املؤسسة ‘’ال ميكننا تغطية نفقات‬ ‫درعة تافياللت‪.‬‬
‫املنزل‪ .‬ويعد املركز املغربي الكوري للتكوين‬
‫للدروس‪ ،‬ويصعب أن تتحدث عن عملية‬ ‫األنترنيت وحتميل امللفات‪ ،‬نستند إلى‬ ‫خصصت الوزارة مبكوناتها مضامني‬
‫في تكنولوجيا االعالم واالتصال ومركز‬
‫ناجحة‪،‬على كل حال‪; ‬القليل خير من ال‬ ‫تعبئات االلترنيت فقط ألخذ الدروس‪،‬‬ ‫سمعية بصرية ورقمية على االنترنيت‬
‫االعالميات مبنظومة إدارة االعالم من املراكز‬
‫شيء‪.‬‬ ‫ومبجرد انتهاء االنترنيت نتوقف الى أن‬ ‫وعلى منصاتها‪ .‬إذ أنتجت األطر التربوية‬
‫املهتمة بهذا الشأن‪ ،‬السيما بعد الزيارة‬
‫نتمكن من احلصول على تعبئة جديدة‬ ‫ما لم ينتج منذ عقود من مضامني سمعية‬
‫التفقدية لوزير التربية الوطنية والتكوين‬
‫‪* ‬مؤطر تربوي في الترجمة‬ ‫وتستمر نفس العملية’’‪ .‬واستطردت‬ ‫بصرية ورقمية‪ ،‬فارتفع العدد من ‪ 600‬الى‬
‫املهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪،.‬‬
‫بأكاديمية الرباط ‪ -‬سال ‪-‬‬ ‫التلميذة نفسها قائلة‪’‘ :‬نأمل أن يتوقف‬ ‫‪ 3000‬مضمون رقمي‪.‬‬
‫إذ أسهم على غرار باقي املراكز اجلهوية‬
‫القنيطرة‪  ‬‬ ‫الفيروس ملواصلة الدراسة في االقسام‪،‬‬ ‫رغم املجهودات املبذولة إال أن الرياح جتري‬
‫التابعة لألكادمييات في السهر على إخراج‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪12‬‬
‫ملف‬

‫في حوار مع فيليب ميريو ‪ :‬التعليم عن بعد يعمق الفوارق االجتماعية‬


‫انخرط العالم‪ -‬بسبب احلجر الصحي‪ -‬في جتربة التعليم عن بعد مبا له من فوائد وما عليه من نواقص‪ .‬ويعد‪ -‬في‬
‫الوقت احلالي‪ -‬خير وسيلة للتواصل مع التالميذ‪ ،‬وموافاتهم باملعارف املطلوبة‪ .‬أثيرت حوله كثير من املالحظات‬
‫ليس استخفافا مبزاياه‪ ،‬بل حصرا على حتسينه والرقي به‪ .‬ومن بني القضايا التي استأثرت باهتمام البيداغوجيني‬
‫نذكر أساسا األداء التفاعلي للدروس‪ ،‬وفعالية املنصات واألقسام االفتراضية‪ ،‬وخاصة مدى جتاوب التالميذ جميعهم‬
‫وتفاعلهم على قدم املساواة مع الدروس عن بعد‪ .‬لفليب ميريو ( اخلبير البيداغوجي وأستاذ فخري في علوم التربية‬
‫بجامعة لوميير‪ -‬ليون‪ ) 2‬وجهة نظر من التعليم عن بعد نعرضها في هذا احلوار الهام على قصره‪.‬‬
‫ترجمة د ‪/‬محمد الداهي‬
‫ال تعني االستمرارية البيداغوجية بالنسبة‬
‫ملعظم األساتذة حتويل البيت إلى مدرسة‪.‬‬
‫ال ميكن ‪ -‬في نظرهم ‪ -‬أن نواصل إعطاء‬
‫دروس املقرر كما لو أن شيئا لم يحدث‬
‫من قبل‪ .‬إنه ملن الصعوبة مبكان أن ننجز‬
‫العمل عن بعد‪ .‬أغلب األساتذة مقتنعون‬
‫أنه عندما ستفتح املدارس أبوابها عليهم‬
‫أن يستأنفوا الدروس من اللحظة التي‬
‫توقفت فيها الدراسة‪ .‬الحظت مدى انخراط‬
‫األساتذة في تعبئة حقيقية‪ ،‬وهي ‪ -‬في‬
‫نظري ‪ -‬جتربة منوذجية‪ .‬توطد على إثرها‬
‫عمل الفرق البيداوغوجية عن بعد‪ .‬بادر‬
‫بعض األساتذة في البداية بإجناز ما في‬
‫وسعهم‪ ،‬وشحنوا القارب مبعدات زائدة‪.‬‬
‫لكن األمور استرجعت ‪ -‬مبرور الوقت ‪-‬‬
‫توازنها‪.‬‬
‫النصائح التي تسديها لآلباء‬
‫ُ‬ ‫‪ - 5‬ما‬
‫حتى يدبروا استقاللية أبنائهم؟‬
‫ال يجب التخلي عنهم‪ ،‬كما ال يجب مالزمتهم‬
‫ومصاحبتهم في األوقات جميعها‪ .‬هذا ال‬
‫يشجعهم على االستقاللية‪ .‬النصيحة التي‬
‫في أدائه‪ .‬ال يعني ذلك ضياعا للوقت‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ما ذا ُيعنى “باالستمرارية‬
‫أقدم لهم‪ :‬إن راقتهم‪ ،‬عليهم أن يخصصوا‬
‫‪ - 3‬ما األمو ُر التي كشفت عنها هذه‬ ‫البيداغوجية” التي طلبت وزارة التربية‬
‫من عشر إلى خمس عشرة دقيقة مرتني‬
‫الفترة؟‬ ‫من األساتذة االلتزام بها؟‬
‫كل يوم للتوقف عند حصيلة مكتسبات‬
‫كشف التعليم عن بعد الفوارق االجتماعية‬ ‫تعني ‪ -‬بالنسبة إلي ‪ -‬احلفاظ على‬
‫أبنائهم‪.‬‬
‫وعمقها‪ .‬هناك تالميذ ليست لهم إمكانات‬ ‫التواصل بني املؤسسة التعليمية‬
‫وهي مناسبة حلفزهم على التفكير في‬
‫ولوج االنترنيت‪ ،‬وهناك عائالت ال تتوافر‬ ‫والتالميذ‪ .‬ليس هذا باألمر الهني في حد‬
‫اختياراتهم‪ .‬يجب أن ننبههم إلى ضرورة‬
‫إال على شاشة حاسوب واحدة‪ .‬عالوة على‬ ‫ذاته‪ ،‬ألن هناك تالميذ لم ُيتواصل معهم‬
‫اختيار األمور الصعبة عوض األمور الهينة‪.‬‬
‫ذلك ال تسمح شروط السكن لبعض األطفال‬ ‫بتاتا‪ .‬وتعني أيضا احلرص على جعل‬
‫ألنه باعتيادها ستتحسن مؤهالتهم‪ .‬ومن‬
‫االنعزال حتى ينجزوا أعمالهم ويفكروا في‬ ‫التالميذ في حال التأهب الفكري بحفزهم‬
‫ثمة‪ ،‬يتضح أن اآلباء يتحملون دورا تربويا‬
‫هدوء‪.‬‬ ‫على إجناز األنشطة الذهنية في عالقة ما‬
‫جسيما‪ ،‬وليس بسيطا كما نعتقد‪.‬‬
‫أسعفنا الوضع احلالي على إعادة‬ ‫أمكن مع املقرر الذي يتيح لهم مراجعة ما‬
‫‪ - 6‬ما األشيا ُء اإليجابية التي سنتحفظ‬
‫اكتشاف أهمية العمل اجلماعي‪ .‬ليس‬ ‫سبق أن تلقوه وتعميقه‪.‬‬
‫بها من هذه الفترة؟‬
‫األطفال محرومني من املدرسة فحسب‪،‬‬ ‫‪ - 2‬أال ترون أشياء أخرى؟‬
‫ما سنتحفظ به هو التعبئة وتبادل اخلبرات‬
‫بل هم محرومون من األنشطة اجلماعية‪.‬‬ ‫يستسحن أن يوطد التالميذ العالقة‬
‫بني األساتذة‪ .‬وكذلك حتسني العالقة بني‬
‫وهذا ما يبني أننا نعاني من عجز جسيم‪.‬‬ ‫فيما بينهم‪ .‬ميكن أن نحفزهم أكثر على‬
‫املدرسة واألسر‪ ،‬وخاصة األسر البعيدة‬
‫ال نعرف كيف ميكن أن نتداركه‪.‬‬ ‫االستفادة من وضع احلجر الصحي بأن‬
‫جدا عن املدرسة‪ .‬مما ال شك فيه سنكتشف‬
‫ليست البيداغوجيا وضع جذاذات التعليم‬ ‫يعرض واحد منهم مترين الرياضيات‬
‫مزية بعض األنشطة غير املدرسية ولكنها‬
‫الشخصية رهن التالميذ‪ ،‬بل هم يحتاجون‬ ‫على زميله ليناقشه معه‪ ،‬ويساعده على‬
‫ذات صبغة تربوية‪ .‬كيف تعلمت الطبخ‪،‬‬
‫إلى العمل اجلماعي للتفاعل فيما بينهم‪،‬‬ ‫فهمه‪ .‬وميكن لهم ‪ -‬في املنحى نفسه ‪-‬‬
‫وساهمت في مناقشة فيلم وثائقي شاهدته‬
‫واالستفادة من توجيهات أستاذهم‪.‬‬ ‫أن يتبادلوا التمارين‪ .‬وحينئذ سيصبح كل‬
‫على التلفاز‪ .‬وهي األنشطة التي يجب‬
‫‪ - 4‬كيف يشتغل األساتذة؟‬ ‫واحد منهم ملحا في عمله وأكثر صرامة‬
‫مداومتها بعد هذه الفترة‪.‬‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪13‬‬
‫ملف‬

‫تنزيال لتعليم عن بعد ‪ :‬دروس الستشراف املستقبل‬


‫احلديث عن املرحلة التي يجتازها التعليم ‪ ،‬في جل دول العالم ‪ ،‬وفي بلدنا حتديدا ‪ ،‬يستدعي وقفة تأمل و مواكبة‬
‫متأنية ‪ ،‬في التحليل والقراءة ‪ ،‬ملا عرفه من طوارئ ‪ ،‬جراء ما ترتب عن وباء “كورونا” ‪،‬الذي يكاد يتربع على كرسي‬
‫االهتمام بالنسبة دول املعمور ‪.‬وهو يحصد األرواح يوما عن يوم ‪.‬ال مييز في ذلك ‪ ،‬بني دولة عظمى ‪،‬وأخرى في طريق‬
‫النمو أو فقيرة ‪ .‬وبني معوز او غني ‪ .‬كبير أوصغير ‪.‬‬
‫بقلم ذ‪ /‬خليل غول*‬

‫الوزارة ‪ .‬تعلق االمر بتنظيم‬ ‫‪.‬وحتى وإن حضر التواصل‬ ‫جماعة القسم ‪ ،‬وفضاء املؤسسة‬ ‫وعليه كانت سبل مقاومته‬
‫تكوينات على تفعيله او اعداد‬ ‫فان إشكالية الصبيب لم تكن‬ ‫‪ .‬دون إغفال جانب التفاعل‬ ‫متنوعة ‪،‬للتخفيف من حدته‬
‫الياته اللوجيستيكية ‪ ،‬او‬ ‫باملستوى املطلوب ‪ ،‬اعتبارا‬ ‫اإلنساني ‪ ،‬والتواصل املباشر‪،‬‬ ‫وتوسعه ‪ ،‬في اجتاه التخلص‬
‫حتضير وسائطه التواصلية‬ ‫النقطاعه أو غيابه بني الفينة‬ ‫بني كل الفاعلني التربويني ‪.‬لكن‬ ‫النهائي من خطورته ‪ .‬حتى‬
‫بالشكل الكافي ‪.‬‬ ‫واألخرى ‪.‬‬ ‫استحضار التعليم عن بعد‬ ‫يستقر الوضع االجتماعي‬
‫كيف ميكن ان تكون املرحلة ‪،‬‬ ‫نعتبر ان كل هذه االكراهات‬ ‫‪،‬لذلك فال ننكر بأن منط هذا‬ ‫واالقتصادي ‪.‬في هذا الصدد‬
‫املتسمة بهذا النوع من التعليم ‪،‬‬ ‫كانت طبيعية ‪،‬امام ازمة الوباء‬ ‫التعليم ‪ ،‬قد واجهته اكراهات‬ ‫جتندت كل الدول بقطاعاتها‬
‫حافزا للنظر بثبات الى املستقبل‬ ‫‪ ،‬وتسريع تنزيل اإلجراءات ‪،‬‬ ‫في مصاحبته للقيم التربوية‬ ‫وهياكلها ‪ ،‬سعيا للمناعة ‪،‬‬
‫‪ ،‬والى جعل هذا النظام اجلديد‬ ‫ملواجه ظروف ال سابق لها ‪.‬لذلك‬ ‫واملجالية واإلنسانية ‪.‬‬ ‫وجتاوز اإلصابات الوبائية‬
‫جاهزا فيما بعد ‪ ،‬وكلما تطلبت‬ ‫يجب ان ال نحمل اإلجراءات‬ ‫ودون ان نستطرد في االكراهات‬ ‫لشعوبها ‪.‬‬
‫املرحلة ‪،‬تدبيره ؟‬ ‫التدبيرية اكثر مما حتتمله ‪ .‬أو‬ ‫القسرية ‪ ،‬امام طبيعة املرحلة‬ ‫لقد كان لبلدنا ‪ ،‬وللوزارة الوصية‬
‫رب ضارة نافعة ‪ .‬فاإلكراهات‬ ‫أن ننظر الى الكأس في نصفه‬ ‫واإلجراءات االستعجالية التي‬ ‫على قطاع التربية والتكوين‬
‫التي شابت تنزيل التعليم‬ ‫الغير ممتلئ ‪،‬لكي ال ننتج خطابا‬ ‫وسمتها ‪ ،‬وال الوقوف على‬ ‫‪،‬تخصيصا ‪ ،‬خطوات استباقية‬
‫الرقمي ‪ ،‬نتمنى بعد جتاوز مدة‬ ‫متأزما عن ألزمة ‪ ،‬قد يزيد في‬ ‫األخطاء والعوائق التي عرفتها‬ ‫‪ ،‬احترازية ‪ ،‬أمام الوافد الفتاك‬
‫احلجر الصحي ‪ ،‬اخلروج منها‬ ‫تفاقمها ‪ ،‬وبالتالي ال يتسم‬ ‫املنصات التعليمية ‪ ،‬بافتقارها‬ ‫كوفيد ‪( 19‬كورونا) ‪.‬متثلت فيما‬
‫متفائلني ‪ ،‬لتقومي هاته املنظومة‬ ‫بإيجابية االنصاف ‪،‬ولو في‬ ‫الى اجلاهزية املكتملة ‪ ،‬التي‬ ‫يسمى ب “ التعليم عن بعد” ‪.‬‬
‫‪ .‬وعلى الرغم من ان الوزارة لم‬ ‫حدوده الدنيا ‪.‬لذلك فالتوجه‬ ‫لم جتعلها ترقى الى حتقيق‬ ‫ومن بني اإلجراءاتاملعتمدة ‪ ،‬مت‬
‫تعمل على تفعيل رقمنةالتعليم ‪،‬‬ ‫صوب طرح البدائل واستخالص‬ ‫األهداف املنشودة بنسبة عالية ‪،‬‬ ‫إغالق كل املؤسسات التعليمية‬
‫اال عند حضور األزمة الوبائية‬ ‫الدروس من املرحلة ‪ ،‬امر يكون‬ ‫وفي كليتها ‪.‬باعتبار ان املرحلة‬ ‫‪ ،‬بكل أسالكها ‪ ،‬وتأجيل العطلة‬
‫‪ ،‬لفيروس كورونا ‪.‬ليتحول الى‬ ‫موضوعيا ومنطقيا في اجتاه‬ ‫استثنائية ‪ .‬والتجربة جديدة‬ ‫الربيعية ‪ .‬مع األمر بتطبيق‬
‫أمر واقع ‪ ،‬وبكل اكراهاته ‪.‬‬ ‫بلورة رؤى كمينة باستشراف‬ ‫‪،‬امام واقع جديد ‪ ،‬فرض راهنية‬ ‫احلجر الصحي ‪ ،‬املتمثل في‬
‫واعتبارا بأن مدة احلجر ليست‬ ‫املستقبل ‪.‬ونحن نعمل جميعا‬ ‫إجراءات ‪ ،‬كان امر قبولها إلزاميا‬ ‫االبتعاد االجتماعي ومالزمة‬
‫كافية لتقوية وجتاوز مثبطاته‬ ‫على وضع املقترحات العملية‬ ‫في صيغتها هاته ‪.‬قبول ينبع من‬ ‫املنازل ‪.‬‬
‫يفعل بالصورة الناجعة‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬لكي‬ ‫‪ ،‬واملمكنة لتأطير تصورات‬ ‫عني العقل ‪ .‬في انتظار جتاوز‬ ‫هي جتربة لم يسبق للدولة‬
‫‪ .‬فقد بدت االن ‪ ،‬اخلالصات‬ ‫مستقبلية ‪،‬بروح وطنية ‪،‬‬ ‫واقع صعب جدا ‪ ،‬تتم بعده‬ ‫املغربية أن اشتغلت بها أو عليها‬
‫املوضوعية جاهزة ‪ ،‬مكتملة‬ ‫وضمير جمعي إلنتاج مخرجات‬ ‫رؤية متأنية في حتليل العملية‬ ‫‪ .‬هي تدابير اعتمدت بعجالة‬
‫كدروس تستخلص من ازمة هذا‬ ‫مضبوطة ‪ ،‬واضحة ‪ ،‬مفصلة‬ ‫وتقييمها ‪ ،‬والعمل على إدراك‬ ‫وفجائية ‪،‬لم يكن بدا من اعتماد‬
‫الوباء ‪ ،‬القاهر ‪ ،‬بالصورة التي‬ ‫ودقيقة املضامني ‪.‬‬ ‫هفواتها ‪.‬‬ ‫غيرها ‪،‬وال خيار أخر يسمح به‬
‫مت فيها تطبيقه ‪ ،‬دون جاهزيته‬ ‫إن التعليم عن بعد –ولإلشارة‬ ‫هو ارتباك مقبول ‪ .‬على الرغم‬ ‫العتماده‪.‬‬
‫املتوخاة ‪.‬‬ ‫– فهو حاضر في الترسانة‬ ‫من غياب العدة الكافية التي يجب‬ ‫تنزيل إجراء التعليم عن بعد ‪،‬‬
‫ووعيا منا ‪ ،‬مبا ميكن ان‬ ‫القانونية ‪.‬ومتت اإلشارة إليه‬ ‫االشتغال بها ‪ ،‬وعليها لضمان‬ ‫سيتم عبر منصات رقمية وتلفزية‬
‫يكون استشرافا موضوعيا‬ ‫في امليثاق الوطني ‪ ،‬وتطور‬ ‫التواصل التام ‪ ،‬املرن والسلس ‪،‬‬ ‫‪ .‬يتوجه عبر مختلف الوسائط‬
‫للتعلم الرقمي ‪ ،‬نسوق بعض‬ ‫تصوره في الرؤية االستراتيجية‬ ‫من خالل التفاعل البني –إنساني‬ ‫االجتماعية للتالميذ والطلبة‬
‫االقتراحات أو التوصيات التي‬ ‫(‪ ، )2015/2030‬وفي القانون‬ ‫‪ .‬فقد حضر اجلهد الذاتي‬ ‫بكل أسالكهم ومستوياتهم‬
‫ميكن اجمالها فيما يلي ‪:‬‬ ‫اإلطار ‪،‬الذي يروم ادماج‬ ‫الشخصي ‪ ،‬لألستاذ ‪ ،‬جتاه‬ ‫الدراسية ‪ .‬داخل بيوتهم ‪ .‬انه‬
‫‪ - 1‬التعلم الرقمي هو منظومة‬ ‫تكنولوجيا املعرفة الرقمية ‪،‬‬ ‫القسم االفتراضي (او أقسامه‬ ‫إذن ‪ ،‬متابعة للدروس كبديل عن‬
‫مكملة للتعليم احلضوري وليس‬ ‫كنظام يتوجه صوب الدمقرطة‪،‬‬ ‫بصيغة اجلمع) ‪.‬وقد ال ندخل في‬ ‫الفصل في التعليم احلضوري ‪.‬‬
‫قائم الذات ‪.‬‬ ‫والتأهيل والتكوين ‪،‬وذلك من‬ ‫حيثياتهاإلجرائية ‪،‬التي كادت‬ ‫ولإلشارة فان التعليم احلضوري‬
‫‪ - 2‬حتضير عدة بيداغوجية‬ ‫خالل العمل على تطوير التعلم‬ ‫ان تعمق من أزمة التواصل ‪ ،‬مع‬ ‫كممارسة تقليدية ‪،‬ظل فيه‬
‫تربوية استرشادية ‪ ،‬تنبثق من‬ ‫الذاتي ‪.‬‬ ‫املتلقي ‪ ،‬الذي غابت عن بعضهم‬ ‫التلميذ او الطالب او األستاذ‬
‫خالصات التداول في مكوناته‬ ‫هذا احلضور القانوني للتعليم‬ ‫اليات التلقي ‪ ،‬من هواتف ذكية‬ ‫يستأنس بإيقاعاته املعتادة‬
‫واكراهات سبل تنزيله ‪ ،‬من‬ ‫الرقمي ‪ ،‬لم يجد لنفسه ‪ ،‬سبيل‬ ‫‪ ،‬وحواسيب ‪،‬بل والتلفزة لدى‬ ‫‪،‬بقيم وأليات تربوية ‪ ،‬كاخلبرة‬
‫طرف كل أطر التربية والتكوين‬ ‫التطبيق والتنزيل ‪ ،‬على أرض‬ ‫الفئات التي تعاني الهشاشة‬ ‫والتراكم ‪ ،‬بوسائل بيداغوجية‬
‫‪ ،‬على املستوى الوطني وفي كل‬ ‫الواقع العتبارات في رفوف‬ ‫الكبرى ‪ ،‬خصوصا في البوادي‬ ‫‪ ، ،‬و ديداكتيكية ‪ ،‬الى جانب‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪14‬‬
‫ملف‬

‫وال سابق لها ‪.‬فاملطلوب إذن ‪،‬‬ ‫‪.‬واالصغاء الى مقترحاتهم في‬ ‫‪ - 13‬حتضير دروس منوذجية‬ ‫املؤسسات واجلامعات ‪.‬‬
‫انتاج خطابات ‪ ،‬تتوجه صوب‬ ‫هذا املجال عبر متثيلياتهم‬ ‫رقمية تفاعلية في مختلف‬ ‫‪ - 3‬جتاوز كل ابداع ذاتي أو‬
‫تأسيس مرحلة ما بعد االزمة‬ ‫باعتبارهم شركاء أساسيني ‪.‬‬ ‫املواد داخل أقراص ممغنطة‬ ‫اجتهاد شخصي غير مؤطر‬
‫‪ ،‬مع احلرص على استمرارية‬ ‫‪ - 4‬إقرار تنمية بشرية ومجالية ‪،‬‬ ‫لالستئناس بها ‪.‬‬ ‫بالعدة البيداغوجية االسترشادية‬
‫التضامن ‪،‬واالشتغال بنوع من‬ ‫للعالم القروي ‪ ،‬تراعي األولويات‬ ‫‪ - 14‬اإلستفادة من التجارب‬ ‫‪ ،‬وذلك درءا لكل أخطاء ممكنة‬
‫التحدي ‪ ،‬لتجاوز مخلفات هاته‬ ‫وحتارب الهشاشة ‪ ،‬بهدف خلق‬ ‫واخلبرات العاملية ‪ ،‬من الدول‬ ‫‪،‬او انزالقات ‪،‬ال تراعي األهداف‬
‫املرحلة القاسية جدا ‪.‬‬ ‫عدالة مجالية ‪.‬‬ ‫التي تعرف تطورا في ميدان‬ ‫العامة للمنظومة ‪ ،‬أو للقيم‬
‫حريصون إذن على التوجيه‬ ‫‪ - 5‬العمل على توطيد دعائم‬ ‫التعليم الرقمي ‪ .‬ومواكبة كل ما‬ ‫التربوية التي يجب االشتغال‬
‫صوب املستقبل القريب ‪،‬بتقدمي‬ ‫تعليم دميوقراطي ‪ ،‬ال تفاوت فيه‬ ‫يحصل من جديد أو تطور في‬ ‫عليها ‪.‬‬
‫احللول التي تبني ‪ ،‬وتتجاوب‬ ‫بني ما هو مديني وما هو قروي ‪.‬‬ ‫هذا املجال ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬االستفادة في التكوين من‬
‫مع ما تقتضيه الوضعية الصعبة‬ ‫بني من هو ‪ ،‬فقير أو غني ‪.‬‬ ‫‪ - 15‬تشجيع الكفاءات الوطنية‬ ‫طرف األطر اإلدارية والتربوية ‪،‬‬
‫‪ ،‬بأن نتجاوز كل نظرة او خطاب‬ ‫‪ - 6‬انشاء كليات ملحقات ‪ ،‬على‬ ‫التقنية على االبداع والتطوير‬ ‫التي لها جتارب ‪ ،‬او خبرة تقنية‬
‫حبيس تصور نكوصي ‪ ،‬متأزم‬ ‫مستوى كل األقاليم ‪ ،‬تطبيقا‬ ‫التقني الرقمي ‪.‬‬ ‫معلوماتية ‪،‬في املجال الرقمي‬
‫في مضامينه وقوالبه ‪.‬‬ ‫لسياسة الالمتركز وتوسيع‬ ‫‪ - 16‬احلرص من الدوائر‬ ‫والوسائطي ‪.‬‬
‫فعال ‪ ،‬قد حصلت بعض‬ ‫الوعاء اجلامعي ‪ ،‬في مجموعة‬ ‫املركزية ‪ ،‬على إقرار دروس‬ ‫‪ - 5‬جتهيز كل املؤسسات‬
‫االرتباكات ‪ ،‬لكنها تبقى طبيعية‬ ‫من التخصصات ‪.‬‬ ‫‪،‬يتفاعل معها املتلقي ‪ ،‬معرفيا‬ ‫التعليمية واجلامعات باآلليات‬
‫أمام خصوصية املرحلة املباغتة‬ ‫‪ - 7‬اعتماد مواد تنشد ما هو‬ ‫‪،‬ووجدانيا وقيميا ‪.‬دروس حتفز‬ ‫التي يتطلبها هذا النوع من‬
‫‪ .‬وعلى اجلميع ان يتوجه بكل‬ ‫قيم إنسانية ‪ ،‬في بعدها الكوني‬ ‫فاعليته ‪ ،‬ويتوق بها صوب‬ ‫التعلم ‪ ،‬وخلق منصات دائمة‬
‫روح وطنية ‪ ،‬نحو توطيد دعائم‬ ‫‪ .‬تنفتح على االخر ‪ ،‬املختلف‬ ‫املستقبل ‪ ،‬تأخذ مرجعيتها في‬ ‫فيها ‪.‬‬
‫مغرب ‪ ،‬يبنى ويتجدد بناءه من‬ ‫ثقافيا وعقائديا ‪ ،‬وإيديولوجيا ‪.‬‬ ‫التركيز على العلم ‪ ،‬مبختلف‬ ‫‪ - 6‬حتفيز األطر اإلدارية‬
‫طرف اجلميع ‪.‬مغرب يستفيد‬ ‫ونبذ كل نزعة دغمائية متحجرة‬ ‫أصنافه ومجاالته ‪ ،‬في جل‬ ‫والتربوية على التكوين ‪ ،‬وتشجيع‬
‫من ازماته ‪ .‬فالتطور من الناحية‬ ‫ومنغلقة ‪.‬‬ ‫املقررات ‪.‬‬ ‫كل ما يقدمونه من مبادرات فاعلة‬
‫العلمية ال يحصل االبتصحيح‬ ‫إن تنزيل منوذج التعليم الرقمي‬ ‫‪ - 17‬اعتماد البعد اإلنساني‬ ‫أو اقتراحات وبدائل ‪ ،‬تغني هذا‬
‫األخطاء وجتاوز األزمات ‪.‬لكسب‬ ‫‪ ،‬مت بشكل مباغت ‪ ،‬وصعب‬ ‫التفاعلي‪ ،‬وجتنب الدروس‬ ‫املجال ‪ ،‬وتعمل على تطويره‬
‫املناعة ‪،‬ضد كل ما ميكن أن‬ ‫جدا ‪ ،‬اصبح فيه اجلميع ‪،‬في‬ ‫النصية الورقية ‪ ،‬اجلامدة‬ ‫وتأهيله أكثر ‪.‬‬
‫يهدد او يعكر صفوة املنظومة‬ ‫وضعية اجتماعية استثنائية‬ ‫والعقيمة ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬تكوين األطر التي ستتخرج‬
‫التربوية أو املصلحة الوطنية‬ ‫‪.‬جعلته ينتقل من منبر الفصل‬ ‫‪ - 18‬توفير وتطوير شبكة‬ ‫من مراكز مهن التربية والتكوين ‪،‬‬
‫عامة ‪.‬من اجل مغرب مؤهل‬ ‫الدراسياحلضوري ‪ ،‬الى البيت‬ ‫االنترنيت ‪،‬مع الرفع من مستوى‬ ‫عبر إقرار مادة دراسية ‪،‬تطبيقية‬
‫‪ ،‬يستفيد من جتاربه ‪.‬مغرب‬ ‫كمحاولة الستمراريته ‪ ،‬وتدارك‬ ‫الصبيب ‪ ،‬وتوسيع مجال‬ ‫في هذا الصدد‪.‬‬
‫نريده صرحا للبناء واملواطنة‬ ‫ما ميكن تداركه ‪ .‬فرغم ما انتابه‬ ‫انتشاره اجلغرافي ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬اعتماد التكوين املستمر‬
‫والتضامن ‪.‬مغرب املؤسسات ‪.‬‬ ‫من عوائق واكراهات ‪ .‬يبقى‬ ‫‪ - 19‬استعداد وجاهزية شركات‬ ‫لكل األطر التربوية التي تشتغل‬
‫الذي نتطلع الى أن يخرج قويا ‪،‬‬ ‫كتجربة أولى ‪ ،‬أنقدت االزمة‬ ‫التواصل عبر االنترنيت للتعامل‬ ‫بالقسم جلعلها مواكبة ‪،‬في‬
‫من هاته الوضعية ‪ .‬مغرب يسوده‬ ‫الدراسية بنسبة ال يستهان بها ‪.‬‬ ‫مع كل ضغط ‪،‬او مشكل تقني قد‬ ‫ميدان التعليم الرقمي ‪.‬بهدف‬
‫القانون‪،‬وإقرار احلريات ‪ ،‬وكل‬ ‫وبالتالي ‪،‬ال ميكن ان نطلب منها‬ ‫يطرأ ‪ ،‬أويحول دون التواصل‬ ‫اجلاهزية أمام كل مستجد أو‬
‫احلقوق اإلنسانية ‪ ،‬التي تصون‬ ‫املطلق اواجلامع املانع ‪.‬‬ ‫املطلوب ‪.‬‬ ‫تدارك ما يجب تداركه ‪.‬‬
‫كرامة املواطن ‪ .‬التقدير موصول‬ ‫إن ما مت تقدميه او اتخاذه‬ ‫· وعلى مستوى التنمية ‪ ،‬وتأهيل‬ ‫‪ - 9‬إقرار وبرمجة بعض‬
‫لكل من ساهم في اجلهد الوطني‬ ‫من قرارات ‪ ،‬كتأجيل العطلة‬ ‫املجتمع في كليته ‪ ،‬للتجاوب مع‬ ‫احلصص التطبيقية ‪ ،‬بني‬
‫لتحدي هذا الوباء ومخلفاته ‪،‬‬ ‫الربيعية ‪ ،‬وايصال كل فصول‬ ‫معطى التعليم الرقمي ‪ ،‬نسجل‬ ‫األستاذ وتالمذته أو طلبته ‪.‬‬
‫على مختلف األصعدة‪ ،‬فأسرة‬ ‫املواد الدراسية إلى البيت‬ ‫املقترحات التالية ‪.‬‬ ‫‪ - 10‬العمل على تغيير‬
‫التربية والتكوين ‪،‬أعطت املثال‬ ‫‪،‬عبر مختلف اليات التواصل‬ ‫‪ - 1‬التفكير في وضعيات‬ ‫االستراتيجيات التقليدية ‪.‬‬
‫الوطني بتضحياتها واستماتتها‬ ‫‪،‬من قنوات تلفزية أو وسائل‬ ‫التلميذ أو الطالب ‪،‬الذي له عوز‬ ‫الفاعلني‬ ‫وخلقحافزية‪،‬لكل‬
‫في حجر صحي ‪ ،‬تشتغل مبوجبه‬ ‫الفضاء األخضر ‪ .‬عمل كانت‬ ‫مادي اقتصادي ‪ ،‬بأن يتمكن من‬ ‫التربوين من أساتذة وتالميذ أو‬
‫‪ ،‬داخل البيت ‪ ،‬أوفي منصات ‪،‬‬ ‫وراءه جهود كبيرة ‪ ،‬ال ينكرها‬ ‫األدوات االزمة التي جتعله في‬ ‫طلبة ‪ ،‬لالقبال على هذا التعليم‬
‫لم تكتمل عدتها الالزمة ‪ .‬تقدير‬ ‫اال جاحد ‪.‬هاته اجلهود ‪ ،‬غير‬ ‫قلب التواصل الرقمي ‪.‬‬ ‫أو االبداع فيه ‪.‬‬
‫إذن لكل أطر هذا القطاع إقليميا‬ ‫معزولة عن اإلجنازات الكبرى‬ ‫‪ - 2‬العمل على تدارك التفاوت‬ ‫‪ - 11‬متكني كل التالميذ من‬
‫وجهويا ووطنيا ‪ ،‬ملا ساهموا به‬ ‫التي عرفها املجتمع املغربي‬ ‫بني املتعلمني ‪ ،‬بإقرار مبدأ تكافؤ‬ ‫تلقي التعليم في املواد الرقمية‬
‫في تأثيث املرحلة بثوب تربوي‬ ‫‪،‬لتجاوز مرحلة الوباء ‪،‬بأقل‬ ‫الفرص ‪ ،‬حتى ال يسقط البعض ‪،‬‬ ‫االلكترونية ‪ ،‬بخطاطات هادفة‬
‫جديد ‪ ،‬أمام وضع جديد قاسي‬ ‫األضرار ‪،‬وبالعجالة املتوخاة‬ ‫ضحية هذا النوع من التعليم ‪.‬‬ ‫‪،‬موحدة ‪،‬وطنيا على املستوى‬
‫‪ ،‬وغير مألوف ‪،‬ضمانا لسيرورة‬ ‫التي انطلقت بشكل استباقي ‪،‬‬ ‫‪ - 3‬حتسيس األباء بأهمية‬ ‫الديداكتيكي ‪.‬‬
‫التعليم مبا هو متوفر من إمكانات‬ ‫وعلى مختلف األصعدة‪.‬‬ ‫التعليم عن بعد ‪،‬ودفعهم الى‬ ‫‪ - 12‬اإلقرار القبلي من الدوائر‬
‫جد محدودة ‪ ،‬بل وأحيانا غائبة‪.‬‬ ‫املرحلة إذن ‪ ،‬في نظرنا ‪ ،‬ليست‬ ‫متابعة كل فصوله ‪ .‬مع حثهم على‬ ‫املسؤولة مركزيا على اخلطاطات‬
‫فكان رهان التحدي واضحا‪.‬‬ ‫مرحلة انتقاد وال انتاج خطابات‬ ‫االنخراط الواسع ‪ ،‬في منظومة‬ ‫الرقمية ‪ ،‬املمكن تفعيلها ‪ ،‬بشكل‬
‫*باحث تربوي‬ ‫سلبية ‪ ،‬جتاه ازمة مفروضة‬ ‫التربية والتكوين ‪ ،‬في كليتها‬ ‫موحد وطنيا ‪.‬‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪15‬‬
‫ملف‬

‫اآلباء وإشكالية تنزيل التعليم الرقمي‬


‫مع التنزيل االضطراري واملباعث ‪،‬للتعليم عن بعد ‪ ،‬كان البد أن تتفاعل معه فاعليات مجتمعية مدنية كثيرة ‪ ،‬متابعة‬
‫او مسؤولة ومهتمة ‪ .‬ولعل جمعيات اباء وامهات وأولياء التالميذ ذات الصلة التمثيلية القريبة ‪ ،‬معنية رمبا اكثر من‬
‫غيرها بهذا املستجد على مستوى املنظومة التعليمية ‪.‬‬
‫ذ ‪ /‬خليل غول*‬

‫الصغار‬ ‫التعليمي‪ .‬إن التواصل التربوي‬ ‫األطر املناسبة لهم ‪ ،‬أو فيما قد‬ ‫لقد عملت جمعيات أباء وأمهات‬
‫منهم‪ .‬ويزداد األمر حدة إذا‬ ‫املدرسي بني األستاذ وتالمذته‪،‬‬ ‫يحصل من عدم تفاعل األبناء مع‬ ‫التالميذ‪ ،‬على متابعة الوضعية‬
‫كان اآلباء يعانون من نفس‬ ‫مع هذا املستجد‪ ،‬انتقل إلى‬ ‫هذا النموذج اجلديد بالصورة‬ ‫األزمة التي اصبح األبناء‬
‫الوضعية‪.‬‬ ‫اآلباء‪ ،‬مع أبنائهم (تالميذ)‪،‬‬ ‫املتوخاة‪ .‬إضافة إلى أن عددا‬ ‫(التالميذ)‪ ،‬بل ومختلف فئات‬
‫يبدو إذن أن ال خيار هنا‪ ،‬إال‬ ‫خصوصا مع من يتواجد في‬ ‫ال يستهان به من األساتذة‪ ،‬ال‬ ‫املجتمع‪ ،‬مبوجبها رهينة حجر‬
‫انتظار فترة رفع احلجر الصحي‬ ‫مستوى السلك االبتدائي والذين‬ ‫جتربة لهم في هذا النوع من‬ ‫صحي‪ ،‬كإجراء احترازي أمام‬
‫ليتمكن التالميذ من العودة الى‬ ‫هم في حاجة إلى األخذ بيدهم‪.‬‬ ‫التعليم‪ ،‬أو في التواصل اجلديد‬ ‫الوباء الفتاك الذي غزا جل دول‬
‫مؤسساتهم واستئناف التحصيل‬ ‫ولكن ماذا سيحصل‪ ،‬إذا كانت‬ ‫مع تالمذتهم‪ ،‬أو هم غير مؤهلني‬ ‫العالم‪ .‬وبطبع لم يستثن بلدنا‪.‬‬
‫في التعليم احلضوري‪ .‬وهو‬ ‫األسرة ال تكوين مدرسي لها‪! ‬؟‬ ‫له على األقل‪ ،‬في الوقت احلاضر‪.‬‬ ‫بناء عليه قررت الوزارة الوصية‬
‫متخلفون طبعا عن غيرهم ولم‬ ‫فبالنسبة لتالميذ االبتدائي ال‬ ‫إلى جانب كونه مجردا من الوازع‬ ‫عن التعليم‪ ،‬إنقاذ ما ميكن إنقاذه‬
‫يستفيدوا‪ ،‬أو ليسوا في مستوى‬ ‫ميكن أن يحصل التواصل معهم إال‬ ‫الوجداني البني إنساني املباشر‬ ‫من خالل االنتقال من التعليم‬
‫غيرهم من احملظوظني‪.‬‬ ‫عن طريق اآلباء‪ .‬وهي مهمة يجب‬ ‫بني األستاذ وتالمذته‪.‬‬ ‫احلضوري‪ ،‬الى التعليم عن‬
‫إن جمعيات اآلباء تفكر في‬ ‫أن ينخرطوا فيها‪ ،‬جتاه أبنائهم‪،‬‬ ‫إن مجموعة من األسر يعوزها‬ ‫بعد أي‪ ،‬تعليم رقمي يتوجه إلى‬
‫كيفية التقليل من االنعكاسات‬ ‫وبالتالي فهو أمر ال مناص منه‪،‬‬ ‫امتالك أدوات التحصيل من‬ ‫التالميذ عبر منصات في بيوتهم‬
‫السلبية على املتمدرسني ‪،‬جراء‬ ‫ملساعدتهم واألخذ بيدهم في‬ ‫هواتف ذكية أو حواسيب بل‬ ‫لبث دروس في القنوات التلفزية‬
‫آليات االلتقاط‪ ،‬أو ما ميكن أن‬ ‫كل فقرات وفترات الدروس‪ .‬أو‬ ‫وتكلفة التعبئة‪ .‬دون نسيان أن‬ ‫ووسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫ميس بصحة املتعلم (االبن)‬ ‫بتحفيزهم وخلق األجواء املالئمة‬ ‫بعض األسر تتواجد في أماكن‪،‬‬ ‫داعية اآلباء واألمهات واألولياء‬
‫سواء على فكره‪ ،‬عيونه مزاجه‬ ‫ليتمكنوا باملتابعة والتحصيل‪.‬‬ ‫يتعذر فيها احلصول على صبيب‬ ‫عموما‪ ،‬إلى االنخراط في هاته‬
‫وتركيزه‪ ،‬بل وكيانه النفسي‬ ‫كي ال يحصل لهم امللل أو النفور‪،‬‬ ‫األنترنت‪ .‬ومنها من ال دراية لها‬ ‫السيرورة‪ ،‬ومواكبة كل التدابير‬
‫عموما‪ .‬إلى جانب املعرفة نفسها‪.‬‬ ‫جتاه ما تقدمه الوسائط الرقمية‬ ‫ي هذا املجال إطالقا‪ .‬دون جتاهل‬ ‫التي تتخذها الوزارة‪ ،‬بغية‬
‫ناهيك عن أجواء املنزل العامة‪،‬‬ ‫تبعا ملستوياتهم وقوة حضورهم‬ ‫أن فئات عريضة ال تضمن قوت‬ ‫مواصلة الدراسة‪ ،‬وبالتالي إنقاذ‬
‫وما قد يحصل فيه من تشويش‬ ‫بالبيت‪.‬‬ ‫يومها‪ ،‬فكيف بها أن تنخرط في‬ ‫السنة الدراسية‪.‬‬
‫أو غياب اجلو املالئم واملساعد‪،‬‬ ‫يبدو بامللموس أن معاناة اآلباء‬ ‫عالم بعيد عنها‪.‬‬ ‫إن متابعة اإلباء ألبنائهم‬
‫أو استفادة إخوة آخرين من‬ ‫إلى جوار أبنائهم في فترت‬ ‫يعني هذا أن التلقني الرقمي‬ ‫ليست باألمر الهني‪ .‬خاصة أمام‬
‫األجهزة إذا ما توفرت‪ ،‬وغير هذا‬ ‫احلجر تفاقمت‪ ،‬خصوصا لدى‬ ‫ال يعتبر الفوارق االجتماعية‪ ،‬ولم‬ ‫انشغاالتهم خارج املنزل أو أمام‬
‫من االكراهات التي تنضاف إلى‬ ‫الفئات الهشة وغير املتعلمة‪.‬‬ ‫يأخذ بوضعيات الهشاشة لفئات‬ ‫الذين ال مستوى فكري معرفي‬
‫احلجر الصحي‪.‬‬ ‫إذن هل هذه الشريحة غابت‬ ‫ضعيفة عريضة‪ .‬وكأن األمر سيان‬ ‫أو ثقافي لهم‪ .‬إن األبناء وجدوا‬
‫يعترضنا سؤال هام في‬ ‫وضعيتها عن الوزارة املسؤولة‬ ‫بني كل التشكالت والطبقات‬ ‫أنفسهم أمام برمجيات متعددة‬
‫هذا الصدد ‪ :‬هل املجتمع املغربي‬ ‫عن القطاع‪ .‬ولم حترص بالتالي‪،‬‬ ‫االجتماعية‪ .‬لذلك اعتبرت بعض‬ ‫لتلقي الدروس في البيوت‬
‫مجتمع‪ ،‬في كليته مجتمع للمعرفة‬ ‫على دمقرطة التعليم الرقمي‪،‬‬ ‫جمعيات اإلباء‪ ،‬أن هذا نوع‬ ‫واستكمال فقرات املقرر املتبقية‪،‬‬
‫والتكنولوجيا والتواصل الرقمي‬ ‫والتفكير في إقرار تكافؤ الفرص‬ ‫من التعليم‪ ،‬نخبوي‪ ،‬يتوجه‬ ‫في مختلف املواد‪ ،‬واملوجهة‬
‫؟‬ ‫بني كل املتلقني‪ ،‬لتحقيق عدالة‬ ‫ملن ميتلك العدة واإلمكانيات‪،‬‬ ‫إليهم من قبل أساتذتهم‪.‬‬
‫يبدوا أن القسم‪ ،‬وبكل تأكيد‬ ‫اجتماعية ومدرسية بني كل‬ ‫بل واملعرفة‪ .‬إن الشرخ عميق‬ ‫إن هذا التدبير االضطراري‬
‫هو الفضاء األنسب للمعرفة‬ ‫الفئات املتمدرسة‪ .‬الم تفكر في‬ ‫االجتماعية‪،‬‬ ‫الطبقات‬ ‫بني‬ ‫واالستثنائي من الوزارة جعل‬
‫والتلقي‪ .‬وكل بديل عنه‪ ،‬تصاحبه‬ ‫صيغ ال متيز الطبقات امليسورة‬ ‫وبالتالي مصير أبناء الفقراء‬ ‫اآلباء يستاؤون‪ ،‬رغم أنه ال‬
‫إشكاليات حتد بشكل لو بآخر من‬ ‫أكثر من غيرها‪! ‬؟‪.‬‬ ‫واملستضعفني‪ ،‬سيفوتهم الركب‪،‬‬ ‫خيار وال بديل عنه‪ ،‬والوضعية‬
‫إمكانيات التدريس‪ .‬والتحصيل‬ ‫مسألة الهشاشة‪ ،‬والبادية لم‬ ‫ونتائج مواكبتهم وانخراطهم‪،‬‬ ‫األزمة جراء تفشي عدوى كورونا‬
‫املأمولني‪ .‬ال نشك بان هناك‬ ‫يتحقق فيها التعليم عن بعد‪،‬‬ ‫ستكون غير معتبرة بكل تأكيد!‬ ‫تستلزمه‪.‬‬
‫ضغطا نفسيا كبيرا على األبناء‬ ‫بالشكل الذي حتظى به الفئات‬ ‫إن بعض اآلباء لم يتمكنوا من‬ ‫إن استياء اآلباء ‪،‬له ما يبرره‪،‬‬
‫في هاته املرحلة‪ ،‬كفقدانهم‬ ‫امليسورة وتالميذ وطلبة املدن‬ ‫تسجيل أدنى حضور في الدروس‬ ‫على اعتبار إن املنظومة التعليمية‬
‫حلريتهم املعتادة واختالطهم‬ ‫واحلواضر‪ .‬دون جتاهل أن هناك‬ ‫الرقمية إلى جانب أبنائهم‪ ،‬ال‬ ‫غير مؤهلة العتماد التعليم‬
‫العالئقي مع أقرانهم‪ ،‬في فضاء‬ ‫فئات هامة من تالميذ االبتدائي‬ ‫ذهنيا أو معرفيا أو وجدانيا‪.‬‬ ‫الرقمي‪ .‬والوزارة ال متتلك في‬
‫املؤسسة أو خارجها أيضا‪،‬‬ ‫قد ال حتسن‪ ،‬ان لم نقل ال تتمكن‬ ‫وهم مطالبون‪ ،‬رغم وضعياتهم‬ ‫األصل‪ ،‬العدة الالزمة له‪ ،‬سواء‬
‫والتفاعل الوجداني في ما بينهم‬ ‫من استعمال الهواتف‪ ،‬خصوصا‬ ‫هاته االنخراط في هذا النموذج‬ ‫داخل املؤسسات‪ ،‬أو تكوين‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪16‬‬
‫ملف‬
‫فقد عملت على تخصيص عطلة‬ ‫خيار عنه‪ .‬رغم التخبط واالرتباك‬ ‫حثه على ابتكار طرق التحصيل‪،‬‬ ‫وبني أساتذتهم‪ .‬قد ال نستغرب‬
‫استثنائية ملدة أسبوع من ‪27‬‬ ‫الذي حصل في تفعيله وتنزيله‬ ‫التي تتمثل في التسجيل وتدوين‬ ‫إذ أصبح التلميذ يحن وبشوق‬
‫ابريل إلى ‪ 3‬ماي ‪ .2020‬ولكن في‬ ‫تعلق األمر بالتالميذ أو اآلباء‬ ‫أهم األفكار املفهومة منها‪ ،‬في‬ ‫كبير إلى التعليم احلضوري‪.‬‬
‫فترة احلجر الصحي‪!!! ‬‬ ‫او األساتذة في تفاعلهم معه أو‬ ‫جانب‪ ،‬والغامضة في جانب آخر‪.‬‬ ‫إن الضغط النفسي الذي ميكن‬
‫نتمنى أن تكون عطلة يستريح‬ ‫من الوزارة نفسها أو بالضغط‬ ‫يبدد صعوباتها ‪،‬إما باالتصال مع‬ ‫أن يعانيه التلميذ ‪،‬أمام إلزامية‬
‫فيها التالميذ واإلباء واألساتذة‪.‬‬ ‫الذي حصل في التواصل جعله‬ ‫أساتذته أو مع من ميكن أن يقدم‬ ‫بقائه في البيت وأجوائه ومتابعة‬
‫عطلة تتميز بالراحة واالطمئنان‪.‬‬ ‫ال يكتسب النجاعة املتوخاة في‬ ‫له هاته اخلدمة‪ .‬مع توجيهه إلى‬ ‫الدروس الرقمية اليومية‪ ،‬ميكن‬
‫واالبتعاد النسبي عن مسببات‬ ‫صورتها املثلى‪.‬‬ ‫إنتاج خطاطات تركيبية لدروسه‬ ‫أن تكون في مجملها غير مناسبة‬
‫اخلوف والقلق واإلحباط واليأس‪،‬‬ ‫النفسية‬ ‫املخلفات‬ ‫أمام‬ ‫وفق اجتهاداته وإمكانياته‬ ‫لهم وذلك العتبارات كثيرة‪ ،‬تتمثل‬
‫لتتجدد‪ ،‬بعدئد الرغبة ويستمر‬ ‫والوجدانية والتربوية ‪،‬على‬ ‫وقد ال يهم الوقوع في األخطاء‪.‬‬ ‫في تخوفه من الوباء وانتشاره‬
‫التجاوب بشكل أكثر نزاهة‪.‬‬ ‫التالميذ ارتأت متثيليات جمعيات‬ ‫الن عملية الفهم تأخذ وجهتها‬ ‫أو إصابته‪ .‬وهو يترقب األعداد‬
‫هي فرصة ‪،‬ال تفوتنا دون‬ ‫الفدرالية‬ ‫وحتديدا‬ ‫اآلباء‪،‬‬ ‫األولى من اخلطأ‪ .‬فهو عادي‬ ‫اليومية لإلصابات وللمتوفني‪.‬‬
‫التوجه بتقدير خاص لألساتذة‬ ‫الوطنية جلمعيات أباء وأمهات‬ ‫استثنائي ومنه ينطلق التعلم‪.‬‬ ‫وضعية تخلق لديه اإلحباط‬
‫واآلباء وممثليهم الذين‬ ‫‪،‬اخلوف‪ ،‬القلق واليأس‪.‬‬
‫واجهوا اكراهات غير‬ ‫وغياب التركيز‪ .‬وحاالت‬
‫مسبوقة ‪ .‬كل حسب‬ ‫أخرى‪ .‬لذلك قد ال نبالغ‬
‫وضعيته و إمكانياته‪.‬‬ ‫إذا كانت هناك نسبة‬
‫خصوصا ما عملت عليه‬ ‫هامة من التالميذ‪ ،‬رمبا‬
‫بعض جمعيات اآلباء‬ ‫تكون غير محفزة ملتابعة‬
‫‪،‬وفاعليات من املجتمع‬ ‫الدروس عن بعد‪ .‬خاصة‬
‫املدني‪ ،‬بتوفير بطاقات‬ ‫أمام جهل أو أمية اإلباء‪.‬‬
‫وأحيانا‬ ‫للتعبئة‪،‬‬ ‫وهو امر صعب وشاق‪.‬‬
‫هواتف ألبناء الفئات‬ ‫وقد ال يسلم منه اآلباء‬
‫الهشة حتى يتمكنوا من‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وهم يحاولون‪،‬‬
‫التواصل مع املنصات‬ ‫إذا ما متكنوا من تقدمي‬
‫وال تضيع‬ ‫الرقمية‬ ‫ألبنائهم‪.‬‬ ‫مساعدات‬
‫الفرصة عنه‪.‬‬ ‫لذلك كان على الوزارة‬
‫األسر كانت بحق‬ ‫والسلطات احلكومية‬
‫إلكراهات‬ ‫مستوعبة‬ ‫الوصية أن تستعني‬
‫وصعوبتها‬ ‫املرحلة‬ ‫مبحفزين‬ ‫وتسترشد‬
‫جاهدة‬ ‫وحاولت‬ ‫وموجهني أو مرشدين‬
‫االنخراط في اليات‬ ‫نفسانيني واجتماعيني‬
‫اخلروج منها وجتاوزها‬ ‫وواعظني‪،‬‬ ‫وتربويني‬
‫بكل مسؤولية‪ .‬مقدرة‬ ‫لرفع من معنويات‬
‫ظرفية التنزيل لنموذج‬ ‫التالميذ واإلباء على حد‬
‫التعليم‬ ‫سواء‪ .‬بل و لكل فئات‬
‫الرقمي‪ .‬رغم غياب‬ ‫املجتمع‪.‬هذا التحفيز‬
‫العدة الكافية‪ .‬نسجل‬ ‫يجب أن يتوجه صوب‬
‫أيضا استباقية تنزيله‬ ‫إعادة الثقة في النفس‬
‫إلنقاذ السنة الدراسية‬ ‫لدى التلميذ وتثبيتها‬
‫رغم بعض االرتباكات التي‬ ‫وأولياء التالميذ‪ ،‬بأن تتقدم‬ ‫علما بان كل املعارف تستفيد من‬ ‫وتخفيف من الواقع النفسي‪،‬‬
‫ألنه احلل األوحد‬ ‫تخللته‪.‬‬ ‫مبلتمس إلى الوزارة الوصية‬ ‫أخطائها لبناء تطورها ومواصلة‬ ‫السلبي احلاد عليه‪ .‬مع التأكيد‬
‫والبديل عن التعليم احلضوري‪.‬‬ ‫لتخصيص عطلة استثنائية‬ ‫مساراتها‪ .‬نستحضر هنا قولة‬ ‫على توعيته أكثر‪ .‬وتوجيهه‬
‫فقد كانت محاولة ال ميكن‬ ‫للتالميذ مباشرة‪ ،‬بعد االنتهاء‬ ‫كاسطونباشالر ‪ « :‬تاريخ العلم‪،‬‬ ‫ليقتنع على انه قادر على استيعاب‬
‫االستخفاف بجهود تنزيلها‬ ‫من مرحلة احلجر الصحي‪.‬‬ ‫تاريخ أخطاء وأزمات «‪ .‬هذا‬ ‫دروسه الرقمية ومواكبتها‪.‬‬
‫وامكانيات تفعيلها‪ .‬فهي جتربة‬ ‫على األقل ملدة أسبوع للتخفيف‬ ‫يحصل باملراجعة والتقييم‬ ‫وان املرحلة ال ينفرد بها لوحده‬
‫تتوق إلى املستقبل الذي يجب‬ ‫من وقع الضغط النفسي والقلق‬ ‫الذاتي من طرف التلميذ لتعلماته‪،‬‬ ‫كفرد‪ ،‬أو جماعة دون أخرى‪.‬‬
‫أن تستكمل فيه وتصحح حتى‬ ‫واالرتباك واخلوف‪ .‬ناهيك عن‬ ‫كي يكتشف أخطاءه بنسبة من‬ ‫وبالتالي فهي عابرة‪ ،‬نحاول أن‬
‫تكسب اجلاهزية أمام متطلبات‬ ‫أجواء البيت التي قد تكون غير‬ ‫النسب‪.‬‬ ‫ال نضيع فيها فرص االستفادة‪.‬‬
‫أية ظرفية‪.‬‬ ‫مناسبة‪ .‬فكان لزاما على الوزارة‬ ‫التجربة إذن‪ ،‬هي جتاوب‬ ‫هاته الوضعية ميكن أن يساهم‬
‫*باحث تربوي‬ ‫الوصية أن تتجاوب بإيجابية مع‬ ‫قسري‪ ،‬مع مرحلة قاسية مباغتة‬ ‫فيها التلميذ في نهاية املطاف‬
‫هذا املطلب االستراتيجي‪ .‬لذلك‬ ‫طرحت التعليم عن بعد كإجراء ال‬ ‫بالتجاوب اإليجابي معها‪ .‬مع‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪17‬‬
‫ملف‬

‫التعليم عن بعد في زمن كورونا‪:‬‬


‫رؤية بيداغوجية حتليلية استشرافية‬
‫ال شك في أن التعليم الرقمي هو أحد أمناط التعليم املعتمدة منذ منتصف القرن املاضي في العديد من املؤسسات‬
‫التربوية‪ ،‬واجلامعية‪ ،‬في العديد من الدول التي كانت سباقة‪ ،‬ومواكبة للتطور التكنولوجي الذي فرض نفسه في‬
‫العديد من املجاالت احلياتية‪.‬‬
‫د‪ /‬إدريس بحوت*‬

‫وتضيع بسببه جهود مشكورة‪ ،‬ومساع‬ ‫على معايير عدة‪ ،‬منها معيار املالءمة‪،‬‬ ‫التنموي‪ ،‬وبديال ال ميكن االستغناء‬ ‫تفاعل “اإلنسان” بشكل إيجابي‪ ،‬في‬
‫محمودة‪ ،‬يبذلها القائمون على الشأن‬ ‫وتلبية احلاجة املجتمعية‪ ،‬والنفسية‬ ‫عنه‪ .‬ليس في الظروف االستثنائية‪،‬‬ ‫عصر الثورة املعلوماتية‪ ،‬وال سيما‬
‫التربوي‪ ،‬حكومة‪ ،‬ووزارة‪ ،‬وإدارة‪،‬‬ ‫للمتعلمني‪.‬‬ ‫كما هو اآلن مع زمن كورونا‪ ،‬الوباء‬ ‫في القطاعات احليوية للدولة‪ ،‬فساهم‬
‫وأطرا تربوية شمرت عن ساعد البذل‬ ‫وعالوة على ما ذكر‪ ،‬فإن االعتقاد‬ ‫الذي اجتاح العالم منذ أواخر دجنبر‬ ‫ففي تطوير “الرقمنة” ‪La digitalisat‬‬
‫والعطاء من داخل وخارج املؤسسة‬ ‫الراسخ‪ ،‬والسليم‪ ،‬الذي يجب التنبيه‬ ‫‪ ،2019‬من ووهان‪ ،‬من أعماق القارة‬ ‫‪ tion‬في املجال اإلداري واخلدماتي‬
‫التربوية‪ .‬هذا‪ ،‬بله ما بذلته وتبذله‬ ‫إليه‪ ،‬هو أن املدرسة متثل وحدة ضمن‬ ‫اآلسيوية (الصني)‪ ،‬إلى تخوم العالم‬ ‫(رقمنة اإلدارة)‪ .‬واالقتصادي (رقمنة‬
‫مؤسسة األسرة التي أضحت احلاضن‬ ‫النسق اجلمعي واملجتمعي الذي ميثل‬ ‫أجمع‪ .‬وإنه ملن السخافة والتخلف‬ ‫االقتصاد)‪ .‬والصحي (رقمنة القطاع‬
‫الرسمي‪ ،‬والقائم على زمام املسؤولية‬ ‫املنظومة في كليتها وشمولها‪ .‬إذ إن‬ ‫أن ندعي أن احلاجة إلى التعليم‬ ‫الصحي)‪ .‬والتواصلي (رقمنة اإلعالم)‪.‬‬
‫لتنفيذ وبلورة سائر تلكم اجلهود‬ ‫املدرسة تعد تنظيما اجتماعيا بامتياز‬ ‫الرقمي‪ ،‬أو التعليم عن بعد‪ ،‬مرتبطة‬ ‫والعلمي (رقمنة البحث العلمي وإنتاج‬
‫املتضافرة لتحقيق الغاية القصوى‬ ‫من بني سائر التنظيمات االجتماعية‬ ‫بالظروف االستثنائية فقط‪ .‬وهذا ما‬ ‫شبكات البحث‪ ،‬واملوسوعات العلمية)؛‬
‫املنشودة من كل هذا التجييش‪ ،‬أال‬ ‫والثقافية واألسرية واإلعالمية‬ ‫لم يقل به متبصر‪ ،‬وال يدعيه احلكيم‪.‬‬ ‫وقد شكلت هذه السيرورة أرضية‬
‫وهي‪ :‬ضمان التمدرس‪ ،‬واالستمرارية‬ ‫والسياسية‪ ..‬التي تسهم سويا في‬ ‫ألن األمر‪ ،‬بكل بساطة‪ ،‬فوق انتظارات‬ ‫صلبة‪ ،‬وحافزا مهما للتعليم الرقمي‬
‫البيداغوجية‪.‬‬ ‫«التنشئة االجتماعية»‪ .‬ولوال هذا‬ ‫السذاجة التي حتصره في زمن‬ ‫(أو رقمنة املدرسة)‪.‬‬
‫وغير خاف‪ ،‬أن املدرسة‪ ،‬إلى جانب‬ ‫التكامل النسقي‪ ،‬لتعطلت «الرسالة‬ ‫الطوارئ‪ ،‬والظروف االستثنائية؛ ذلك‬ ‫لذا‪ ،‬فالدعوة امللحة اآلن لالنحراط‬
‫باقي التنظيمات االجتماعية األخرى‪،‬‬ ‫التعليمية» في هذا الظرف االستثنائي‬ ‫أن العوامل الداعية النخراط «املدرسة»‬ ‫الفعلي واجلاد «للمدرسة» في‬
‫تضطلع بأدوار طالئعية بالنسبة‬ ‫الذي يعيشه العالم بسبب تداعيات‬ ‫في التيار الكوني‪ ،‬ال ينحصر ألبتة في‬ ‫التأطير واملواكبة للمضامني الرقمية‪،‬‬
‫للمجتمع‪ ،‬وأنيطت بها وظائف متعددة‬ ‫جائحة كرونا ‪.2020‬‬ ‫متغير واحد ووحيد‪ ،‬حتى يدور األمر‬ ‫والعمل على إتاحتها‪ ،‬وتيسير سبل‬
‫ومحسوم أمرها‪ .‬إذ املفروض فيها أن‬ ‫والواقع دليل قاطع شاهد على هذا‬ ‫معه وجودا وعدما‪ ،‬هذا من جهة؛ ومن‬ ‫استثمارها لروادها (وهم عموم‬
‫تقوم بوظائف مهمة‪ ،‬منها على سبيل‬ ‫الدور التكاملي لتلك التنظيمات‬ ‫جهة أخرى‪ ،‬فإنه ال يجب أن نكيل‪،‬‬ ‫املتعلمني‪ ،‬والطلبة‪ ،‬والباحثني في‬
‫املثال‪:‬‬ ‫االجتماعية‪ :‬فاحلكومات باعتبارها‬ ‫وبسذاجة‪ ،‬كيال من اتهامات وأوصاف‬ ‫مختلف الشعب واملسالك) ليس بدعا‬
‫> التأطير البيداغوجي‪ ،‬والبحث‬ ‫متثيالت سياسية عن شعوبها بادرت‬ ‫«للمدرسة» التي متثل جتليا من جتليات‬ ‫من الزمن‪ ،‬وال دعوة شاذة خارجة‬
‫العلمي‪.‬‬ ‫بسن ما يكفي من التدابير االحترازية‬ ‫«املجتمع»‪ .‬فهي‪ ،‬شئنا أم أبينا‪ ،‬جزء من‬ ‫عن «القاعدة احلضارية» التي تفرض‬
‫> التربية والتعليم والتكوين‪.‬‬ ‫والوقائية ملواجهة الوباء العاملي‬ ‫كيان هذا املجتمع املمتد الذي يتضافر‬ ‫نفسها بكل شجاعة في الوقت الراهن‪،‬‬
‫> ترسيخ قيم الهوية الوطنية ‪.‬‬ ‫الذي «أفقد» «املدرسة» وبشكل مؤقت‪،‬‬ ‫في السيوسيو ثقافي‪ ،‬والسوسيو‬ ‫مقارنة مع «وقت الرخاء»‪ ،‬السالف‪ .‬كما‬
‫> ترسيخ قيم العقيدة السمحة‪.‬‬ ‫وظيفتها‪ ،‬وظيفة التعليم والتربية‬ ‫اقتصادي‪ ،‬والسياسي‪ ،‬واالجتماعي‪،‬‬ ‫أن األمر ليس ترفا كما قد ُيتوهم! بل‬
‫> التربية على املواطنة‪ ،‬وترسيخ‬ ‫احلضورية‪ ..‬حيث أصبحت «عاجزة»‬ ‫والتربوي‪..‬؛ ومن جهة ثالثة‪ ،‬فإن‬ ‫إن األمر جد‪ ،‬ويعد مناسبة للتكفير عن‬
‫قيم السلوك املدني‪ ،‬وقيم اجلمال‪.‬‬ ‫عن االحتضان املكاني‪ /‬احلضوري‬ ‫اإلميان بأثر املتغير الواحد‪ ،‬هو إقصاء‬ ‫أي تقصير‪ ،‬أو تغافل‪ ،‬أو تساهل‪ ،‬أو‬
‫> نبذ العنف بكل أشكاله‪ ،‬وعلى‬ ‫ألبنائها وروادها من الطالب‬ ‫لعدة عوامل ومتغيرات لها أثرها البالغ‬ ‫متاطل «للمدرسة» بخصوص االنخراط‬
‫رأسه اجلسدي‪ ،‬والرمزي‪.‬‬ ‫والباحثني‪..‬؛ كما أن اإلعالم‪ ،‬وبكل‬ ‫في السياسات التربوية عبر العالم‪،‬‬ ‫الواعي‪ ،‬واملواكبة احلضارية ملا توصل‬
‫> احترام قيم حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫نصب نفسه للذود عن حياض‬ ‫أطيافه‪َّ ،‬‬ ‫منها املتغير العقدي‪ ،‬واإلديولوجي‪،‬‬ ‫إليه الذكاء االصطناعي عبر املعمور‪،‬‬
‫> التنشئة االجتماعية السوية‪.‬‬ ‫«املدرسة»‪ ،‬ورشح نفسه للقيام مبهمة‬ ‫والثقافي‪ ،‬والسوسيولوجي‪ ،‬والسيكو‬ ‫وفي مختلف األصعدة واملجاالت‪ .‬وإال‬
‫> بناء املهارات املعرفية والعقلية‬ ‫«الرقمنة» ونقل مضامينها منفكة عن‬ ‫فيزيولوجي‪ ،‬واحلضاري الكوني‪...‬‬ ‫ظلت تابعة تركض من أجل املسك بزمام‬
‫والوجدانية والسلوكية‪.‬‬ ‫«اإلطار املكاني» إلى كل املدن والقرى‪،‬‬ ‫وهي متغرات‪ ،‬كما يعرف اخلبراء‬ ‫احلضارة‪ ،‬والتقدم‪ ،‬والتنمية الشاملة‪..‬‬
‫> بناء مالمح اخلريجني والتي‬ ‫(إال ما استثني بسبب إكراهات‬ ‫واملختصون في مجال تصميم‬ ‫وأنى لها يومئذ ذلك‪!!.‬‬
‫تتجلى في تطوير كفايات التعلم‪ ،‬وعلى‬ ‫تقنية أو مادية‪ )...‬من أجل اإلسهام‬ ‫وبناء املناهج الدراسية‪ ،‬معتبرة في‬ ‫وعليه‪ ،‬ميكن القول إن التعليم الرقمي‬
‫رأسها كفاية املعرفة‪،)Le savoir( :‬‬ ‫في االستمرارية البيداغوجية‪ ،‬تلبية‬ ‫«الهندسة املنهاجية»‪ ،‬ولها أثرها‬ ‫أضحى خيارا استراتيجيا ألي دولة‬
‫وكفاية احلال‪ /‬الكينونة‪Le savoir( :‬‬ ‫للحاجات التربوية‪ ،‬وتأمينا للزمن‬ ‫البالغ في تعديل املضامني املنهاجية‪،‬‬ ‫تقدر بوعي ما للقطاع التربوي من‬
‫‪ ،) être‬وكفاية‪( :‬التصرف‪Le savoir :‬‬ ‫البيداغوجي حتى ال يذهب سدى‪،‬‬ ‫وتطويرها‪ ،‬وتكييفها‪ ،‬من أجل احلفاظ‬ ‫أهمية بالغة في ازدهار البلد‪ ،‬وتطوره‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪18‬‬
‫ملف‬
‫الرقمي للمضامني البيداغوجية‪ ،‬ولكنها‬ ‫قريب يسهل فهمه‪ .‬وجتربة األستاذ(ة)‬ ‫وحرصا على توفير احلد األدنى من‬ ‫‪ ،( faire‬بهدف مواجهة الوضعيات‬
‫في نظرنا إضاءات مركزة مستوحاة‬ ‫البيداغوجية والديداكتيكية ال تخونه‬ ‫هذه الثمرات التي جتتنى من املوارد‬ ‫احلياتية؛ اجتماعية‪ ،‬أو أسرية‪ ،‬أو‬
‫من صميم الواقع التربوي‪ ،‬ومؤطرة‬ ‫أبدا في التمييز بني األمرين‪.‬‬ ‫الرقمية‪ ،‬ومساهمة منا في تعزيز‬ ‫مهنية‪ ..‬إذ املفروض في املدرسة‪ ،‬أن‬
‫بخلفية علمية وبيداغوجية‪ ،‬نحسبها‬ ‫> حتديد الغالف الزمني (برمجة‬ ‫املبادرات التشريعية والقانونية‪،‬‬ ‫تعد األجيال للمستقبل بكل متطلباته‪،‬‬
‫ستساهم‪ ،‬ال شك‪ ،‬بالقدر املمكن في‬ ‫النشاط‪ /‬الدرس‪ /‬احملاضرة) في‬ ‫والبيداغوجية‪ ،‬والتربوية‪ ،‬التي‬ ‫وحتدياته‪ ..‬وال شك في أن هذه اآلفاق‬
‫تيسير املأمورية‪ ،‬وتذليل البعض من‬ ‫النصف املخصص له كليا من احلصة‬ ‫أقرتها الدولة املغربية‪ ،‬على غرار‬ ‫املستقبلية هي ما أتاح لدول العالم‬
‫حتديات املرحلة الراهنة‪.‬‬ ‫في حالة التدريس الصفي احلضوري‪.‬‬ ‫باقي دول العالم‪ ،‬بدءا من يوم ‪16‬‬ ‫اليوم أن تتكئ‪ ،‬وبكل فخر واعتزاز‪،‬‬
‫دون أن نغفل أن أمر التعليم الرقمي‪ ،‬أو‬ ‫> اعتماد تقنية التركيز والتلخيص‬ ‫مارس ‪ ،2020‬حيث مت اإلعالن فيه‬ ‫على قطاع الصحة‪ ،‬وعلى ما بنت من‬
‫التعليم عن بعد‪ ،‬هو خيار استراتيجي‬ ‫في أقل من شريحتني أو ثالث شرائح‬ ‫عن تعليق الدراسة حضوريا بكل‬ ‫سواعد األطقم الطبية وشبه الطبية‪،..‬‬
‫أصبح يفرض نفسه وبإحلاح من أي‬ ‫على األكثر‪.‬‬ ‫املؤسسات التعليمية‪ ،‬تطويقا جلائحة‬ ‫وعلى باقي املوارد البشرية (اإلنسان)‬
‫وقت مضى‪ .‬فاملدرسة عموما‪ ،‬واملدرسة‬ ‫> لتيسير عملية التركيز واالختصار‬ ‫كورونا‪ ،‬وال سيما في شقها التربوي‬ ‫التي خرجتها املدرسة‪ ،‬إلنقاذ األرواح‬
‫املغربية على وجه اخلصوص مدعوة‬ ‫ميكن اعتماد‪ :‬اجلداول‪ ،‬والترسيمات‪،‬‬ ‫ذي الصلة املباشرة مبوضوعنا‪ ،‬فإننا‬ ‫البشرية من فتك الوباء الذي يقض‬
‫إلعادة النظر في تدبير أمر التكنولوجيا‬ ‫واخلرائط املفاهيمية‪..‬‬ ‫نقترح بعضا مما بدا لنا من توجيهات‬ ‫مضجعها‪ ،‬ولسن احلكامة اجليدة‬
‫التربوية‪ ،‬وإعادة ترتيب أولوياتها‬ ‫> العناية بالسؤال الديداكتيكي‪،‬‬ ‫بيداغوجية‪ ،‬واقتراحات ديداكتيكية‪،‬‬ ‫وتدبير سياسة الدولة‪ ،‬ضمانا للحقوق‬
‫للتنزيل األرشد للرقمنة وإنتاج‬ ‫وضبطه‪ ،‬من حيث الصياغة‪ ،‬والتنوع‪،‬‬ ‫تدبيرا للمرحلة الراحنة‪ ،‬وقصد‬ ‫األساسية‪ ،‬والعدالة االجتماعية‪.‬‬
‫املضامني الرقمية‪ ،‬ليس فقط في زمن‬ ‫واجلدوى‪.‬‬ ‫االستثمار األمثل للتعليم الرقمي‪ ،‬أو ما‬ ‫ووعيا مبحورية التعليم الرقمي‬
‫االستنثناء‪ ،‬والطوارئ‪ ،‬بل نرجو أن‬
‫> اعتماد بعض البرامج والتطبيقات‬ ‫عرف بالتعليم عن بعد‪ .‬وذلك من موقع‬ ‫وأهميته التي تتجلى في األدوار‬
‫حتظى املبادرة نفسها‪ ،‬وباجلهود‬
‫الرقمية التي تيسر تقدمي الدرس في‬ ‫تخصصنا‪ ،‬وفي انسجام وتناغم مع‬ ‫والوظائف أالتية‪:‬‬
‫احلثيثة نفسها في زمن «الرخاء»‬
‫صور شبكة متفرعة‪ ..‬وهي متاحة على‬ ‫الظرفية الراهنة‪ ،‬وتفاعال مع مجموعة‬ ‫< تيسير العملية التعليمية‬
‫أيضا‪ .‬على غرار ما بذل من جهود‬
‫النت وبشكل مجاني‪ ،‬كما أن استعمالها‬ ‫من املالحظات‪ ،‬واإلكراهات التقنية‪،‬‬ ‫التعلمية‪.‬‬
‫حسنة من قبل الوزارة الوصية في‬
‫مجال إرساء «املنظومة املعلوماتية» في‬ ‫في املتناول‪.‬‬ ‫والديداكتيكية التي أرهقت القائمني‬ ‫< إتاحة التواصل عن بعد لكل‬
‫قطاع التربية والتكوين‪ ،‬وال سيما في‬ ‫> في حاالت التسجيالت املرئية عبر‬ ‫على الشأن التربوي‪ ،‬وخصوصا هيئة‬ ‫الشرائح االجتماعية‪.‬‬
‫مجال تدبير املوارد البشرية‪ ،‬وحتديث‬ ‫قناة اليوتوب مثال‪ ،‬نقترح االكتفاء‬ ‫التدريس‪ ،‬الفئة املجندة على ثغر البناء‬ ‫< حتقيق التفاعل والتغذية‬
‫اإلدارة التربوية‪ ..‬لذلك فهي جهود ال‬ ‫ببرمجة كل مرحلة من الدرس‪ ،‬أو كل‬ ‫والتنمية اإلنسانية‪ ،‬راجيا أن تالمس‬ ‫الراجعة‪.‬‬
‫ينبغي تبخيسها‪ .‬ورجاؤنا أن يتم‬ ‫نشاط في حدود دقائق مركزة ال تتجاوز‬ ‫هذه املقترحات جانبا من همومهم‬ ‫< جتاوز البعد املكاني‪ ،‬واالتكاز على‬
‫االشتغال‪ ،‬وبشكل عملي‪ ،‬قريبا‪ ،‬وبعد‬ ‫‪ 10‬دقائق‪ ،‬لكل مرحلة أو مقطع (علما‬ ‫اليومية التي تعترض سبيلهم القومي‪،‬‬ ‫بعد الزمن‪.‬‬
‫زمن كورونا‪ ،‬وذلك بتركيز اجلهود هذه‬ ‫أن هناك مقاطع تعليمية تنجز في أقل‬ ‫وعملهم الكرمي‪.‬‬ ‫< توفير موارد رقمية في أشكال‬
‫املرة على أمرين‪ ،‬على األقل‪ ،‬وهما في‬ ‫من ‪ 10‬دقائق)‪.‬‬ ‫وقد ارتأيت أن أقدمها مركزة‪ ،‬حتى‬ ‫وتطبيقات تالئم جميع الطالب‬
‫نظرنا في غاية األهمية مبكان‪:‬‬ ‫> اختزال أو جتاوز بعض املراحل‬ ‫تفي بالغرض‪ ،‬وفقا لآلتي‪:‬‬ ‫واملتمدرسني‪ ،‬مبا فيهم اآلباء‪،‬‬
‫أوال‪ :‬إعداد مضامني رقمية بيداغوجية‬ ‫النمطية التي تثري الدرس‪ ،‬ويكون‬ ‫> اختزال املضمون الرقمي‬ ‫واملؤسسات التربوية التي تشرف على‬
‫لكل املوارد‪ ،‬وفي كل األسالك‬ ‫حذفها أو جتاوزها ال يخل ببناء‬ ‫(احملاضرة أو الدرس) املزمع تقدميه‬ ‫عملية التنسيق‪ ،‬واجلمع‪ ،‬والتقريب‬
‫التعليمية‪ :‬التعليم األولي‪ ،‬واالبتدائي‪،‬‬ ‫الدرس (وهذا أمر يكيف حسب كل‬ ‫عن بعد في حدود النصف‪.‬‬ ‫لهذه املوارد الرقمية‪.‬‬
‫واإلعدادي‪ ،‬والثانوي‪ ،‬واجلامعي‪،‬‬ ‫مادة دراسية)‪ ،‬ولألستاذ(ة) الكفاءة‬ ‫> التخطيط اجليد للمضمون الرقمي‪،‬‬ ‫< تنويع مصادر التعليم والتدريس‪،‬‬
‫والتكوين املهني‪ ..‬وذلك في أفق سنة‬ ‫املهنية والبيداغوجية التي تفي بذلك‪.‬‬ ‫ونرى أن يتضمن مؤشرات أهمها‪:‬‬ ‫واخلروج عن الرتابة والنمطية‬
‫واحدة‪ ،‬خالل املوسم القادم‪2020- :‬‬ ‫> ميكن إجناز الدرس على شكل‬ ‫حتديد الهدف املنشود أو األهداف‪،‬‬ ‫املعتادة‪.‬‬
‫‪ .2021‬مع التأكيد على احلرص التام‬ ‫مقاطع‪ ،‬بحيث يخصص فيديو تعليمي‬ ‫شرط أن تكون مرنة‪ ،‬وغير متشعبة؛‬ ‫< إثارة الفضول والدافعية نحو‬
‫على توفير بيئة تقنية‪ ،‬وبيداغوجية‪،‬‬ ‫خاص لكل مقطع أو مرحلة‪ ،‬حتى‬ ‫> مراعاة الفئة املستهدفة‪ :‬غالبا‬ ‫التعلم‪ ،‬بفضل املؤثرات الصوتية‪،‬‬
‫مع تأطيرها منهجيا‪ ،‬وبيداغوجيا‪،‬‬ ‫يسهل رفعه وحتميله وقراءته‪ ..‬بكل‬ ‫ما تكون متفاوتة من حيث التقبل‪،‬‬ ‫واللونية‪..‬‬
‫وعلميا‪ ،‬وديداكتيكيا من قبل اجلهات‬ ‫يسر‪ ،‬وال سيما أن مشكل ضعف صبيب‬ ‫والدافعية‪ ،‬والفهم‪ ،‬واالستيعاب‪،‬‬ ‫< التحرر من التقيد املكاني‬
‫والسلطات التربوية املختصة‪.‬‬ ‫النت وتقطعه‪ ..‬من املشاكل التقني‪-‬‬ ‫والتواصل‪..‬‬ ‫والزماني‪ ،‬ألن املضامني الرقمية‬
‫ثانيا‪ :‬اجلاهزية الرقمية لكل‬
‫بيداغوجية التي تعيق عملهم‪.‬‬ ‫> تنويع طرق وأساليب التدريس‪ :‬مبا‬ ‫مخزنة أو مسجلة يسهل استدعاؤها‪،‬‬
‫الفصول الدراسية وبدون استثناء‪،‬‬
‫> التحكم الديداكتيكي في إدارة‬ ‫أن احلوار والتفاعل غير متاح في كل‬ ‫وحتميلها‪ ،‬والرجوع إليها حسب‬
‫حيث تعرض كل األنشطة التعليمية‬
‫الزمن املخصص للتعليم الرقمي‪/‬‬ ‫الوسائط الرقمية املعتمدة في التعليم‬ ‫حاجة املتعلم‪ ،‬ورغبته‪ ،‬وفي مرات‬
‫التعلمية‪ ،‬وحيث ينتظر أن تسجل هذه‬
‫عن بعد‪ .‬وميكن االستعانة على ذلك‬ ‫عن بعد‪ ،‬فإنه من األفضل العناية‬ ‫متكررة‪ ،‬أو متقطعة‪..‬‬
‫املوارد الرقمية في ظروفها الصحية‬
‫املالئمة‪ ،‬وتنقل حية من عمق الفصول‬ ‫بإعداد أسئلة دقيقة كما أشرنا‪ ،‬ثم‬ ‫بأمرين هما‪ :‬السؤال الديداكتيكي‬ ‫< اجلمع بني الصوت والصورة‬
‫الدراسية‪ ،‬لتوضع رهن إشارة اجلهات‬ ‫عرض املضمون الرقمي مركزا في شكل‬ ‫املوجه‪ ،‬واملثال الديداكتيكي املقرب‬ ‫واملضمون في نفس اآلن‪ ،‬وهي عوامل‬
‫املختصة من أجل استثمارها طيلة‬ ‫خالصة‪ ،‬أو جدول‪ ،‬أو رسم توضيحي‪،‬‬ ‫للمفهوم‪ ،‬واملعني على اإلدراك الكلي‬ ‫مهمة في إثارة الفضول والرفع من‬
‫السنة الدراسية‪ ،‬وكلما دعت احلاجة‬ ‫أو خريطة مفاهيمية‪ ،‬دون اإلخالل‬ ‫للقضية‪.‬‬ ‫حافزية التعلم‪ ،‬تبعا للدراسات العلمية‬
‫إليها‪.‬‬ ‫بجوهر املضمون‪.‬‬ ‫> حتديد مكامن الصعوبة‪ ،‬واملفاهيم‪،‬‬ ‫التي أجنزت في علم التواصل‪،‬‬
‫*باحث في علوم التربية‬ ‫وختاما‪ ،‬فإننا ال نزعم أن هذه‬ ‫والقضايا املستعصية التي تلتبس‬ ‫وسيكولوجية املدرسة‪.‬‬
‫ومفتش تربوي بالسلك‬ ‫املقترحات هي العصا السحرية‬ ‫ويغمض فهمها على الطلبة واملتعلمني‪،‬‬ ‫< مراعاة الفروق الفردية املقررة عند‬
‫الثانوي التأهيلي‬ ‫الستئصال الداء‪ ،‬والتجاوز الكلي‬ ‫بشكل مسبق‪ ،‬ثم التركيز عليها أثناء‬ ‫علماء النفس؛ النفسية‪ ،‬والتواصلية‪،‬‬
‫بمديرية الناظور‪ -‬المغرب‬
‫لإلكراهات التي تعترض سبل التطبيق‬ ‫اإلجناز‪ ،‬مع تفادي اخلوض فيما هو‬ ‫واملعرفية‪..‬‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪19‬‬
‫ملف‬

‫التعليم عن بعد آلية لضمان االستمرارية البيداغوجية في ظل وباء كورونا( كوفيد ‪: )19‬‬
‫مادة االجتماعيات أمنوذجا‬
‫يعد التعليم عن بعد من بني املواضيع التي لها راهنيتها وأهميتها التربوية والتكوينية ‪،‬خاصة في ظل الظرفية‬
‫الطارئة التي مير بهاالعالم وضمنه بالدنا بفعل تفشي وباء كورونا(كوفيد ‪)19‬وما رافقه من مستجدات على صعيد‬
‫منظومة التربية والتكوين ببالدنا‪ ،‬وفي طليعتها عودة التعليم عن بعد إلى الواجهة على مستوى العملية التعليمية‬
‫باعتباره بديال مؤقتا حلجرة الدرس‪ ،‬وذلك في سياق التدابير االحترازية الرامية إلى احلد من العدوى وانتشار هذه‬
‫اجلائحة العاملية وضمان االستمرارية البيداغوجية بكيفية عادية‪.‬‬ ‫ذ‪/‬الحسين قلوش*‬
‫ذ‪/‬حسن كشاحي*‬
‫واملادية‪.‬‬ ‫‪ -‬يقوم املدرس»ة» بدور الوسيط‬ ‫للمتعلمني في دراستهم‪.‬‬ ‫يكتسي التعليم عن بعد أهميته‬
‫‪ -‬سهولة وصول املعلومة إلى‬ ‫واملدبر‬ ‫واملوجه‬ ‫واملنشط‬ ‫‪ -‬في كتابه التكنولوجيا وتطوير‬ ‫وراهنيته على مستوى منظومة‬
‫املتعلمني عبر وسائط التواصل‬ ‫للتعلمات‪.‬‬ ‫التعليم ( ط ‪ )2002‬يعرف الباحث‬ ‫هو‬ ‫والتكوين‪،‬كما‬ ‫التربية‬
‫االجتماعي‬ ‫‪ .2‬التعليم عن بعد‪ :‬األهداف‬ ‫عبد العظيم الفرجاني التعليم عن‬ ‫احلال بالنسبة لتدريسية مادة‬
‫‪ -‬محورية املتعلم واستقالليته‬ ‫والقيمة املضافة‬ ‫بعد بكون « يقوم على استقاللية‬ ‫االجتماعيات‪،‬علما أنه يعد من‬
‫في إطار التعلم الذاتي‬ ‫‪ 1.2-‬أهداف التعليم عن بعد‬ ‫املتعلم بقدر ممكن من املواجهة‬ ‫بني اآلليات املعتمدة في العملية‬
‫‪ -‬رصد الفوارق الفردية بني‬ ‫‪ -‬جعل العملية منظومة التربية‬ ‫وجها لوجه مع املعلم‪،‬وبأكبر‬ ‫التعليمية التعلمية عبر وسائط‬
‫املتعلمني‪.‬‬ ‫والتكوين للثورة العلمية والتقنية‬ ‫قدر من املواد التعلمية القابلة‬ ‫التواصل االجتماعي ‪ ،‬مما يطرح‬
‫‪ -‬اكتساب املتعلمني لبعض آليات‬ ‫في ظل العوملة‪.‬‬ ‫للتعليم الفردي‪،‬واملنتجة لتبسيط‬ ‫عدة تساؤالت حول مفهوم التعليم‬
‫التواصل الالصفي اعتمادا على‬ ‫‪ -‬ضمان االستمرارية البيداغوجية‬ ‫التعليم‪،‬واملتضمنةعلى درجة عالية‬ ‫عن بعد وخصائصه وأهميته‬
‫وسائط التواصل االجتماعي‪.‬‬ ‫بكيفية عاديةفي ظل ظروف طارئة‬ ‫من اجلودة‪،‬والتي ترسل بوسائل‬ ‫وأهدافه ومضامينه وووسائله‬
‫‪ -‬تزايد اهتمام املدرسني باإلنتاج‬ ‫على غرار تفشي وباء كورونا‬ ‫إعالمية»‬ ‫وإيجابياته والصعوبات التي‬
‫واإلبداع على مستوى املوارد‬ ‫(كوفيد‪)19‬‬ ‫‪ -‬يعرفه رباح القويعي بكون منط‬ ‫رافقته‪،‬واالقتراحات التي من شأنها‬
‫الرقمية وتقنيات تنشيط الفصول‬ ‫‪ -‬توظيف التكنولوجيا احلديثة‬ ‫من التعليم يقوم على وجود فجوة‬ ‫تطوير هذه التجربة وإدماجها‬
‫االفتراضية وتدبير جماعة القسم‬ ‫ووسائط التوصل االجتماعي في‬ ‫فاصلة بني املعلم واملتعلم يتم‬ ‫بكيفة ناجعة على مستوى املمارسة‬
‫عن بعد ‪...‬‬ ‫صلب املمارسة الصفية‪.‬‬ ‫ردمها عبر استخدام التكنولوجيا‬ ‫الصفية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز التواصل والتشارك‬ ‫‪ -‬تنويع أمناط التعليم بدل‬ ‫احلديثة في مجال االتصال‪.‬‬ ‫أوال‪ -‬التعليم عن بعد ‪ :‬املفهو‬
‫والتعاون بني جماعة القسم‬ ‫االقتصار على حجرة الفصل‬ ‫بناء على ذلك‪،‬ميكن تعريف التعليم‬ ‫م ‪ ،‬ا خلصا ئص ‪ ،‬ا أل هد ا ف ‪ ،‬ا لقيمة‬
‫‪ 3-‬التعليم عن بعد‪ :‬الصعوبات‬ ‫الدراسي والكتاب املدرسي‪.‬‬ ‫عن بعد بأنه منط من التعليم‪ ،‬يتم‬ ‫املضافة‪،‬الصعوبات‪،‬الشروط‬
‫وشروط النجاح‬ ‫‪ -‬اكتساب املتعلم للقدرة على‬ ‫عبر وسائط التواصل االجتماعي‬ ‫‪ - 1‬التعليم عن بعد ‪ :‬املفهوم‬
‫‪ 1.3-‬صعوبات التعليم عن بعد‬ ‫التعلم الذاتي والتوظيف اإليجابي‬ ‫بني املدرس واملتعلمني بعيدا عن‬ ‫واخلصائص‬
‫من بني الصوبات التي يطرحها‬ ‫للتكنولوجيا احلديثة‪.‬‬ ‫حجرة الدرس الدراسي‪ ،‬إنه التعليم‬ ‫‪ 1.1-‬مفهوم التعليم عن بعد‬
‫لتعليم عن بعد‪:‬‬ ‫‪ -‬فتح املجال أمام املتعلمني الذين‬ ‫االفتراضي الذي يتم التفاعل خالله‬ ‫في البداية البأس من اإلشارة‬
‫‪ -‬عدم توفر بعض املتعلمني على‬ ‫يتعذر عليهم احلضور املنتظم إلى‬ ‫وفق ضوابط ومضامني محددة ‪.‬‬ ‫إلى ان التعليم عن بعدبرز بشكل‬
‫وسائط التواصل االجتماعي‬ ‫املؤسسة التعليمية لظروف معينة‬ ‫‪ 1.1-‬خصائص التعليم عن بعد‬ ‫ملفت في سياق الثورة املعلوماتية‬
‫‪ -‬ضعف اإلمكانيات املادية‬ ‫خاصة من الناحية الصحية‪.‬‬ ‫من بيها على سبيل الذكر‪:‬‬ ‫املتسارعة زمن العوملة‪،‬لذلك ارتبط‬
‫لدى بعض املتعلمني يحول دون‬ ‫‪ -‬تعزيز الدافعية والتحفيز لدى‬ ‫‪ -‬االعتماد على التواصل عبر‬ ‫من الناحية املفاهيمة مبجموعة من‬
‫انخراطهم الفعلي في التعليم عن‬ ‫املتعلمني‪.‬‬ ‫وسائط التواصل االجتماعي‬ ‫املفاهيم املوازية له منها على سبيل‬
‫بعد‪.‬‬ ‫‪ – 2.2‬القيمة املضافة للتعليم عن‬ ‫‪ -‬حجرة درس افتراضية‬ ‫الذكرالتعليم غير مباشر‪،‬التعليم‬
‫‪ -‬استقرار بعض املتعلمني في‬ ‫بعد‬ ‫‪ -‬التحديد الدقيق للحصة‬ ‫املنزلي‪،‬التعليم‬ ‫الذاتي‪،‬التعليم‬
‫مناطق نائية خاصة في العالم‬ ‫يشكل التعليم عن بعد قيمة‬ ‫الدراسية‬ ‫املستقل‪،‬التعليم املفتوح ‪...‬رافق‬
‫القروي يحول دون استفادتهم من‬ ‫إضافية على مستوى منظومة‬ ‫‪ -‬اختصار الكلفة الزمنية‬ ‫ذلك تعدد التعاريف التي أفرزها‬
‫التعليم عن بعد‬ ‫التربية والتكوين‪،‬من جتلياتها‪:‬‬ ‫‪ -‬التواصل مع املتعلمني في أي‬ ‫التعليم عن بعد خاصة بني صفوف‬
‫‪ -‬ضعف التكوين لدى بعض‬ ‫‪ -‬توظيف التكنولوجيا احلديثة‬ ‫مكان‬ ‫الباحثني واملهتمني بتكنولوجيا‬
‫األساتذة في مجال تكنولوجيا‬ ‫ووسائط التوصل االجتماعي في‬ ‫‪ -‬االعتماد على موارد رقمية‬ ‫االعالم واالتصال في مجال التربية‬
‫االعالم واالتصال‬ ‫صلب املمارسة الصفية‪.‬‬ ‫متنوعة‬ ‫والتكوين‪،‬لهذا سوف نقتصر على‬
‫‪ -‬األعطاب التقنية قد تعرقل‬ ‫‪ -‬اختصار الكلفة الزمنية‬ ‫‪ -‬املرونة ومراعاة حاجيات الفئات‬ ‫مناذج منها‪،‬ثم بناء تعريف تركيبي‬
‫السير العادي للتعليم عن بعد في‬ ‫‪ -‬التواصل مع املتعلمني في أي‬ ‫املستهدفة‪.‬‬ ‫حوله‪.‬‬
‫أي حلظة‬ ‫مكان‬ ‫‪ -‬سهولة وصول املعلومة إلى‬ ‫‪ -‬تعرف اليونسكو التعليم عن بعد‬
‫‪ - 2.3‬شروط جناح التعليم عن‬ ‫‪ -‬االعتماد على موارد رقمية‬ ‫املتعلمني عبر وسائط التواصل‬ ‫بأنه املنظم للوسائط املطبوعة وغير‬
‫بعد‬ ‫متنوعة‬ ‫االجتماعي‬ ‫املطبوعة التي تكون معدة إعدادا‬
‫يرتبط االدماج الفعلي للتعليم عن‬ ‫‪ -‬املرونة ومراعاة حاجيات الفئات‬ ‫‪ -‬محورية املتعلم واستقالليته‬ ‫جيدا من أجل جسر االنفصال بني‬
‫بعد في صلب العملية التعليمة‬ ‫املستهدفة وظروفهم االجتماعية‬ ‫في إطار التعلم الذاتي‬ ‫املتعلمني واملعلمني وتوفير الدعم‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪20‬‬
‫ملف‬

‫تدريس مادة االجتماعيات باملديرية‬ ‫التي وظفتها األساتذة قصد إجناز‬ ‫العملية التعليمية التعلمية‪،‬وكذلك‬ ‫التعليمية بعدة شروط من بينها ‪:‬‬
‫اإلقليمية خلنيفرة ‪،‬فقد قدم األساتذة‬ ‫هذه األنشطة‪،‬فتميزت بالتنوع‬ ‫تقدمي اقتراحات تطويرية من شأنها‬ ‫‪ -‬ضرورة توفر كل من املدرس‬
‫مجموعة من االقتراحات التي من‬ ‫وشملت أساسا ملفات بصيغة‬ ‫املساهمة في إدماج هذا النمط من‬ ‫واملتعلمني على وسائط التواصل‬
‫شأنها املساهمة في االدماج الفعال‬ ‫‪word‬‬ ‫‪،pdf(28%)،power‬‬ ‫التعليم في صلب املمارسة الصفية‬ ‫االجتماعي‬
‫للتعليم عن بعد في صلب املمارسة‬ ‫‪ ،)point (22%‬إضافة إلى‬ ‫ملادة االجتماعيات‪.‬ومن مت فقد قمنا‬ ‫‪ -‬التخطيط الدقيق لدورة التعلم‬
‫العملية التعليمة التعلمية ‪ ،‬من‬ ‫اشرطة فيديووأخرى صوتية‪،‬‬ ‫ببناء استبيان إلكتروني مت توجيهه‬ ‫مبختلف محطاتها‪.‬‬
‫بينها‪:‬‬ ‫ودروس وامتحانات مصورة‪.‬‬ ‫عبر وسائط التواصل االجتماعي‬ ‫‪ -‬متكن املدرس واملتعلمني من‬
‫‪ -‬التكوين املستمر لألساتذة‬ ‫اما بالنسبة ملضامني التعليم‬ ‫إلى عينة عشوائية مكونة من ‪32‬‬ ‫التوظيف الفعال للتكنولوجيا‬
‫في مجال تكنولوجيا االعالم‬ ‫عن بعد فقد شملت دروسا‬ ‫أستاذة واستاذ ملادة االجتماعيات‬ ‫احلديثة‬
‫واالتصال‪.‬‬ ‫نظرية‪ ،‬أنشطة تقومية‪،‬أنشطة‬ ‫باملديرية اإلقليمية خلنيفرة خالل‬ ‫‪ -‬التكوين املستمر للمدرسني‬
‫‪ -‬فتح مسارات تكوينية عن بعد‬ ‫والتقوية‪،‬وضعيات‬ ‫الدعم‬ ‫فترة التدريب امليداني الثانية التي‬ ‫في مجال تكنولوجيا االعالم‬
‫بالنسبة لألساتذة‬ ‫اختبارية‪،‬بطاقات منهجية حول‬ ‫تهم الطلبة املفتشني من ‪ 16‬مارس‬ ‫واالتصال‬
‫‪ -‬إعادة النظر في املناهج الدراسية‬ ‫االشتغال على وثائق وكتابة‬ ‫إلى ‪ 08‬ماي ‪،2020‬وبعد توصلنا‬ ‫‪ -‬مراعاة املستوى العمري‬
‫مبا يضمن مواكبتها للثورة العلمية‬ ‫موضوع مقالي‪...‬مع اإلشارة إلى‬ ‫باالستبيان قمنا بتفريغ معطياته‬ ‫واالدراكي للفئة املستهدفة‬
‫والتكنولوجيا احلديثة‬ ‫أنه مت التركيز بشكل كبير على‬ ‫حسب محاور محددة سلفا‪،‬حيث‬ ‫‪ -‬مراعاة الظروف االجتماعية‬
‫‪ -‬تزويد املؤسسات التعليمية‬ ‫األنشطة التطبيقية والداعمة (‪)30%‬‬ ‫توصلنا إلى مجموعة من املعطيات‬ ‫واملادية للمتعلمني‬
‫بالوسائل والتجهيزات املرتبطة‬ ‫(‪،)22%‬الوضعيات‬ ‫‪،‬الدروس‬ ‫املهمة ارتأينا تقدميها في شكل‬ ‫‪ -‬احلرص على ضمان تكافوء‬
‫بالتعليم عن بعد‪.‬‬ ‫االختبارية (‪)16%‬‬ ‫خالصات تركيبية حسب كل‬ ‫الفرص بني املتعلمني على مستوى‬
‫‪ -‬إحداث بنك للموارد الرقمية‬ ‫‪ .3‬الصعوبات التي رافقت التعليم‬ ‫محور‪.‬‬ ‫االستفادة من التعليم عن بعد‬
‫اخلاصة بكافة املستويات واملواد‬ ‫عن بعد على مستوى تدريس مادة‬ ‫‪ .1‬القيمة املضافة للتعليم عن‬ ‫‪ -‬إدماج فعلي للتعليم عن‬
‫الدراسية‪.‬‬ ‫االجتماعيات‬ ‫بعد على مستوى تدريس مادة‬ ‫بعد في صلب منظومة التربية‬
‫‪ -‬ضمان تكافوء الفرص بني جميع‬ ‫رغم القيمة املضافة للتعليم‬ ‫االجتماعيات‬ ‫والتكوين‪،‬وعدم ربطه بالظرفيات‬
‫املتعلمني على مستوى االستفادة‬ ‫عن بعد بالنسبة لتدريس مادة‬ ‫من خالل املعطيات التي مت‬ ‫الطارئة على غرار تفشي وباء‬
‫من التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫االجتماعيات‪،‬فقد رافقته مجموعة‬ ‫جتميعها ثم تفريغها‪،‬توصلنا‬ ‫كورونا(كوفيد ‪)19‬‬
‫خالصة‬ ‫من االكراهات‪،‬أبانت عنها املعطيات‬ ‫إلى خالصات تركيبية حول‬ ‫‪ -‬منح املتعلمني فترات لالستراحة‬
‫يتبني من خالل االنكباب على‬ ‫التي مت التوصل إليها من خالل‬ ‫القيمة املضافة للتعليم عن‬ ‫لضمان مواكبتهم للسير العادي‬
‫دراسة وحتليل تدريس مادة‬ ‫االستبيان االلكتروني منها على‬ ‫بعد على مستوى تدريس مادة‬ ‫للتعلم‪.‬‬
‫االجتماعيات عبر التعليم عنبعد‬ ‫سبيل الذكر‪:‬‬ ‫االجتماعيات بالسلكني االعدادي‬ ‫ثانيا – تدريس مادة االجتماعيات‬
‫في ظل تفشي وباء كورونا(كوفيد‬ ‫‪ -‬السرعة في تنزيل جتربة التعليم‬ ‫والـتأهيلي‪،‬نوجزها في ما يلي‪:‬‬ ‫عبر التعليم عن بعد في ظل تفشي‬
‫‪،)19‬أن هذه التجربة الفتية‬ ‫عن بعد بفعل تفشي وباء كورونا(‬ ‫‪ -‬أهمية إدماج تكنولوجيا االعالم‬ ‫وباء كورونا(كوفيد ‪)19‬‬
‫تكتسي أهمية قصوى على‬ ‫كوفيد ‪)19‬‬ ‫واالتصال احلديثة في صلب‬ ‫رغم األهمية التي تكتسيها‬
‫مستوى املمارسة الصفية عبر‬ ‫‪ -‬ضعف التكوين لدى اغلبية‬ ‫العملية التعليمة التعلمية‪.‬‬ ‫تكنولوجيا االعالم واالتصال‬
‫وسائط التواصل االجتماعي‪،‬حيث‬ ‫األساتذة على مستوى تكنولوجيا‬ ‫‪ -‬إبراز املهارات والقدرات الفردية‬ ‫على مستوى تدريسية مادة‬
‫شكلت إضافة نوعية إلى جانب‬ ‫األعالم واالتصال‪،‬حيث بلغت‬ ‫لدى املتعلمني‬ ‫االجتماعيات‪ ،‬لكنها ما زالت‬
‫مختلف أمناط التعلم التعرف‬ ‫نسبة األساتذة الذين تلقوا تكوينا‬ ‫‪ -‬تقليص الكلفة الذهنية والزمنية‬ ‫حتتل مكانة ثانوية مقارنة مع‬
‫عليها‪،‬رغم أنها أملتها ظرفية‬ ‫في مجال التعليم عن بعد حوالي‬ ‫لتخطيط الدروس وتدبيرها‬ ‫باقي الوسائل التعليمية‪،‬اللهم‬
‫صحية استثنائية‪،‬كما انها أفرزت‬ ‫‪34.4%‬مع االقتصار على مسطحة‬ ‫‪ -‬محورية املتعلم واستقالليته‬ ‫إذا استثنينا البعض منها خاصة‬
‫العديد من اجلوانب اإليجابية‬ ‫‪،Teams‬واالقسام االفتراضية‪.‬‬ ‫في إطار التعلم الذاتي‬ ‫والذي‬ ‫الداتشو(‪)DataShow‬‬
‫التي حتتاج إلى املزيد من الدعم‬ ‫‪ -‬الهشاشة االجتماعية لدى‬ ‫‪ -‬رصد الفوارق الفردية بني‬ ‫يستعمل على نطاق محدود وفي‬
‫والتعزيز‪،‬وباملقابل كشفت النقاب‬ ‫بعض املتعلمني خاصة في العالم‬ ‫املتعلمني‪.‬‬ ‫التعليمية‬ ‫املؤسسات‬ ‫بعض‬
‫عن مجموعة من األعطاب التي‬ ‫القروي ‪،‬حيث ان عدم توفرهم على‬ ‫‪ -‬تنوع إبداعات املدرسني على‬ ‫فقط‪،‬علما انه غير متاح بالنسبة‬
‫مازالت تخترق منظومة التربية‬ ‫وسائط التواصل االجتماعي حال‬ ‫مستوى إنتاج املوارد الرقمية‬ ‫جلميع أساتذة االجتماعيات‬
‫والتكوين ببالدنا خاصة على‬ ‫دون انخراطهم الفعلي في التعليم‬ ‫‪ .2‬آليات التعليم عن بعد‬ ‫خاصة في العالم القروي‪.‬لكن‬
‫مستوىإدماج تكنولوجيا االعالم‬ ‫عن بعد‬ ‫ومضامينه‬ ‫الظرفية الطارئة التي متر بها‬
‫واالتصال في صلب املمارسة‬ ‫‪ -‬عدم إملام فئة عريضة من‬ ‫على مستوى اآلليات التي‬ ‫بالدنا بفعل نفشي وباء كورونا‬
‫الصفية‪،‬وهو ما يستدعي بذل‬ ‫املتعلمني بكيفية استخدام وسائط‬ ‫اعتمدها أساتذة مادة االجتماعيات‬ ‫(كوفيد ‪)19‬وتوقف الدراسة منذ‬
‫املزيد من جهود من طرف كافة‬ ‫التواصل االجتماعي‬ ‫لضمان االستمرارية البيداغوجية‬ ‫‪ 16‬مارس ‪، 2020‬دفعت إلى‬
‫الفاعلني التربويني جلعل املدرسة‬ ‫‪ -‬اآلثار اجلانبية لالستعمال‬ ‫عبر التعليم عن بعد‪،‬فقد تبني‬ ‫اعتماد التعليم عن بعد لضمان‬
‫املغربية مواكبة فعليا للثورة‬ ‫التواصل‬ ‫لوسائط‬ ‫املكثف‬ ‫أنه مت االعتماد على وسائط‬ ‫االستمرارية البيداغوجية بكيفية‬
‫العلمية والتقنية املتسارعة التي‬ ‫االجتماعي سواء بالنسبة للمدرس‬ ‫التواصل االجتماعي خاصة‬ ‫عادية‪،‬ما هو احلال بالنسبة ملادة‬
‫يشهدها العالم في ظل العوملة‪.‬‬ ‫او املتعلمني‪.‬‬ ‫الواتساب(‪،)Whatsapp)(25%‬‬ ‫االجتماعيات‪.‬لذلك فقد ارتأينا في‬
‫‪ .4‬اقتراحات لتطوير التعليم عن‬ ‫صفحات املؤسسات التعليمية‬ ‫هذا احملور التركيز على تدريسية‬
‫*مفتش مادة االجتماعيات‪:‬‬ ‫بعد على مستوى تدريس مادة‬ ‫على الفايسبوك(‪...)27%‬إضافة‬ ‫مادة االجتماعيات عبر التعليم‬
‫الحسين قلوش‬ ‫االجتماعيات‬ ‫إلى بعض البرامن والتطبيقات‬ ‫عن بعد قصد كشف النقاب عن‬
‫*الطالب المفتش‪:‬حسن‬ ‫في ظل االكراهات التي رافقت‬ ‫منهامسطحة(‪.Teams )5%‬وفي‬ ‫قيمته املضافة ‪،‬ورصد الصعوبات‬
‫كشاحي‬
‫جتربة التعليم عن بعد على مستوى‬ ‫ما يتعلق بنوعية الوسائط الرقمية‬ ‫التي رافقت اعتماده على مستوى‬
‫المديرية اإلقليمية لخنيفرة‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪21‬‬
‫ملف‬

‫أنشطة التقومي ضمن جتربة التعليم عن بعد‬


‫منوذج مادة االجتماعيات بالثانوي‬
‫يعد التعليم عن بعد جتربة جديدة على املنظومة التربوية الوطنية فرضتها ظروف صحية استثنائية ‪.‬وقد أنتج‬
‫الفاعلون‪/‬ات التربويني‪/‬ات عُ دة من التجارب األولية تكتسي طابعا جتريبيا غير منمذجا لعوامل مختلفة أهما حالة‬
‫االستعجال التي أنتجت ضمنها ‪.‬أغلب هذه العدة عبارة عن دروس وأنشطة تطبيقية سواء ضمن القنوات املؤسسية‬
‫أو على مواقع التواصل االجتماعي أو ضمن املراسالت الفورية على الهواتف النقالة ‪.‬وضمن هذه املساهمة التي تعد‬
‫محاولة تقدمي مسار ضمن مسارات متعددة من أجل تقومي عمل التالميذ‪/‬ات عن بعد أخذا بعني االعتبار السياقات‬
‫الزمانية واملكانية والوضعياتية من أجل فتح نقاش يستفيد من التجارب املختلفة للجميع إغناء لتجربة فتية في حاجة‬
‫إلى مجازفة محمودة ‪.‬‬ ‫ذ‪/‬عبد الرحيم الضاقية (*)‬

‫ينص عليها اإلطار املرجعي للسلك اإلعدادي نظرا‬


‫العتمادها على معلومات جاهزة وتابثة مثل شرح‬
‫ميكن تلخيصها في‪:‬‬
‫> أن الوضعية االختبارية سوف تتم خارج‬
‫املتغيرات الطارئة ضمن جتربة‬
‫املصطلحات واملفاهيم ‪..‬‬ ‫املؤسسة وخارج الفصل الدراسي مما يعني عدم‬ ‫التعليم عن بعد‬
‫< االعتماد على متارين ووضعيات ميكن أن‬ ‫التحكم في متغير املكان الذي ميكن أن يكون في‬ ‫من املؤكد أن أغلب الذين وجلو جتربة األقسام‬
‫تعطي فكرة عن مهارات أداتية لدى التلميذ‪/‬ة‬ ‫أي مكان ضمن فضاءات مغلقة أو مفتوحة ؛‬ ‫االفتراضية قد وقفوا على مكون التقومي في‬
‫مع إمكانية العودة للموارد التي تصبح ضمن‬ ‫> أن الوضعية التقوميية مفتوحة من حيث الزمن‬ ‫مرحلة من املراحل وبدا لهم‪/‬ن أهميته من حيث‬
‫الوضعيات املعطاة ضمن التقومي ‪.‬‬ ‫فاملدرس‪/‬ة ال يتحكم في وقت البداية والنهاية‬ ‫أن التقومي يعطي معنى‪ /‬اجتاه ‪ Sens‬للعملية‬
‫اقتراح وضعيات تقوميية مالئمة‬ ‫االذي يعد متغيرا رئيسيا في معيار االجناز ‪Perf‬‬
‫‪ formance‬؛‬
‫التعلمية فالكثير من الشهادات املعبر عنها عبر‬
‫وسائل التواصل االجتماعي أكدت أن أألساتذة‪/‬‬
‫بناء على ما سبق ميكن أن نتقدم ببعض البدائل‬
‫> تعد الوضعية مفتوحة كذلك على املوارد التي‬ ‫ات ال يعرفون بالضبط ما يحصل بعد عمليات‬
‫املمكنة والتي تراعي الوضعية الزمكانية للتالميذ‪/‬‬
‫تقومها على مستوى الدروس والبيانات ‪ ،‬كما‬ ‫َ‬ ‫التعلم نظرا للطابع االفتراضي للقسم وغياب‬
‫ات دون املساس بنوعية الوضعيات التي اعتاد كل‬
‫أنها مفتوحة على األغيار من األفراد الذين ميكن‬ ‫املعاينة املباشرة للتالميذ‪/‬ات ‪ .‬أي أن تقومي األثر‬
‫من التالميذ‪/‬ات واألساتذة‪/‬ات االشتغال عليها مع‬
‫أن يلجأ لهم‪/‬ن التلميذ‪/‬ة ملساعدته‪/‬ا أو بدون‬ ‫يبقى تقريبيا على كل حال ‪ ،‬ألن متغيرات متعددة‬
‫ضمان حصول العمليات التقوميية بشكل يضمن‬
‫اللجوء لهم‪/‬ن ‪ .‬فمادة االجتماعيات تشتغل في‬ ‫تدخل ضمن العملية لكي تؤثثها بشكل غير مألوف‬
‫تكافؤ الفرص بني اجلميع ‪ .‬وعليه ميكن اقتراح‬
‫نسب كبيرة من مضامينها على اجلوانب املعرفية‬ ‫لدى عموم األساتذة‪/‬ات ‪ .‬فعلى مستوى التقومي‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫املتاحة على مستوى الوثائق املدرسية (الكراسات‬ ‫التكويني قد يبتدع األستاذ‪/‬ات آليات مختلفة من‬
‫أ ـ االشتغال بوثائق في جميع مواد‬
‫– الكتب املدرسية‪ )..‬أو على مستوى املواقع‬ ‫أجل إجنازه على املباشر عبر استدعاءات فورية‬
‫االجتماعيات‪:‬‬
‫واملوارد الرقمية واملراجع الورقية ‪.‬‬ ‫ملجموع احلاضرين‪/‬ات ضمن القسم االفتراضي‬
‫‪ -‬اقتراح وضعيات االشتغال على وثائق في املواد‬
‫أمام هذه املتغيرات وغيرها يتعني التفكير مليا في‬ ‫والذي يعتبر ممكنا على املستوى التقني من‬
‫املكونة للمادة (التاريخ – اجلغرافيا – التربية على‬
‫طريقة تمُ كن من إجناز تقومي قريب من املوضوعية‬ ‫خالل تطبيقات خاصة ‪ .‬كما أن نفس العملية‬
‫املواطنة)؛‬
‫واملصداقية دون املساس مببادئ التعليم عن بعد ‪.‬‬ ‫ميكن أن ينجزها األستاذ‪/‬ة عبر تقدمي متارين‬
‫‪ -‬اقتراح أكبر عدد من الوثائق املجسدة‬
‫هنا يصبح ملحا الرجوع إلى اإلطار املرجعي الذي‬ ‫تطبيقية في نهاية الدرس‪/‬العرض الذي يقدم عبر‬
‫للوضعية االختبارية وميكن تطعيم الوثائق‬
‫يعد تعاقدا مفتوحا مع مختلف املتدخلني‪/‬ات في‬ ‫منصات مؤسسية أو عبر شرائط فيديو ويطلب‬
‫التقليدية (نصوص – جداول – خرائط – صور‬
‫العملية التعلمية من أجل القيام بتقومي ناجع‬ ‫من التالميذ‪/‬ات اإلجابة أوالتفاعل اآلني أو املؤجل‬
‫– كاريكاتور‪ )..‬بوثائق حية وأصيلة (شرائط‬
‫ومنها‪:‬‬ ‫من خالل إرساليات منفصلة وعبر وسائل أخرى‬
‫فيديو – خطب – شرائط سمعية – وثائق تفاعلية‬
‫< تعطيل بعض مكوناته واالشتغال ببعضها‬ ‫متاحة (البريد اإللكتروني – الرسائل النصية‬
‫– مؤمترات صحفية ‪ )...‬أو روابط بهدف االنتقاء‬
‫في سبيل مزيد من الوظيفية والنجاعة ؛‬ ‫– التواصل الفوري‪.)..‬‬
‫والبحث ‪..‬‬
‫< إلغاء املوضوع املقالي باعتباره مترينا‬ ‫إال أن العقبة التي تبقى حقيقية على مستوى‬
‫‪ -‬ميكن أن يتم االحتفاظ باألسئلة واملطالب‬
‫يستهدف استرجاع املعارف أو إعادة ترتيبها‬ ‫إجناز التقومي هي وضع فروض للمراقبة املستمرة‬
‫املوجودة في اإلطار املرجعي من قبيل‪ :‬وضع‬
‫أو تركيبها ‪ ،‬وتعويضه بأنشطة تقوميية أخرى‬ ‫في ظل وضعية التعليم عن بعد والتي فرضها طول‬
‫الوثائق في إطارها‪ /‬سياقها التاريخي أو املجالي‬
‫تقيس مهارات مشابهة ؛‬ ‫فترة الطوارئ الصحية مما طرح على املؤسسات‬
‫‪ -‬استخراج‪ /‬استخالص معطيات – املقارنة بني‬
‫< التصرف في ُسلم التنقيط من أجل خدمة‬ ‫التعليمية قضية مدى استمرارية املراقبة املستمرة‬
‫الوثائق والوضعيات – إبداء الرأي في مواقف‬
‫اجلوانب التي يتم التركيز عليها ضمن هذا املستجد‬ ‫والتي تعود عليها التالميذ‪/‬ات عبر إيقاع معني‬
‫وآراء – تلخيص – تفسير الوثائق ببعضها (مثال‬
‫مع ترك املبادرة لألستاذ‪/‬ة واضع االختبار من أجل‬ ‫‪ .‬هنا تناسلت األسئلة حول السبل الناجعة التي‬
‫خريطة التوزيع بجدول إحصائي أو مبيان تراكمي‬
‫توزيعه خدمة للمعايير املشار إليها أسفله ؛‬ ‫متكن من القيام بالتقومي املرحلي آخذين بعني‬
‫لظاهرة معينة)‪.‬‬
‫< االستغناء عن األسئلة املوضوعية ‪ ،‬التي‬ ‫االعتبار املتغيرات التي تعرفها الوضعية التي‬
‫‪ -‬البحث عن االتصال أو االنفصال بني الوثائق‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪22‬‬
‫ملف‬

‫متاما كما يحدث في الوضعية االختبارية احلقيقية‪.‬‬ ‫القسم احلضور العادي ‪ .‬وميكن تقدمي املسارات‬ ‫وفرز وتصنيف املواقف أو البدائل أو اآلراء ‪..‬‬
‫ويحتفظ التالميذ‪/‬ات طبعا بالوثائق األصلية التي‬ ‫والعناصر التالية من أجل مزيد من التوضيح‪:‬‬ ‫‪ -‬احترام النهجني التاريخي واجلغرافي عبر‬
‫سوف يكون التصحيح ضمنها بلون مغاير ‪.‬‬ ‫¨ االهتمام باجلوانب املنهجية أكثر من املعرفية‬ ‫خطواتهما األساسية في معاجلة الوثائق ؛‬
‫> يتم التصحيح في هذه الوضعية من خالل‬ ‫‪ ،‬فالوضعيات تقيس طريقة التعامل مع املوارد‬ ‫ب ـ إنتاج وثائق‪:‬‬
‫مجموعة من االستراتيجيات التي تعطيه قيمة‬ ‫واستثمارها أكثر من استرجاعها وعرضها ‪ ،‬وأي‬ ‫‪ -‬حتويل جداول إلى مبيانات ومتثيل الظواهر‬
‫ديداكتيكية مسعفة في بناء التعلمات وتثبيتها‬ ‫استرجاع للمعارف كما هي على ورقة التحرير‬ ‫ضمن دعامات مبيانية (مع االنتباه إلى ضرورة‬
‫بشكل الئق من خالل عدة أمناط من التصحيح‪:‬‬ ‫يحتسب مثل إعادة كتابة األسئلة أو النصوص في‬ ‫االجناز على الدفتر أو على ورق ملمتري ألن بعض‬
‫< التصحيح التقوميي‪ :‬وهو الذي يقوم به‬ ‫الوضعية العادية ؛‬ ‫التطبيقات على احلواسيب والهواتف ميكنها‬
‫األستاذ‪/‬ة بشكل عادي بالرجوع إلى أوراق التحرير‬ ‫¨ االهتمام باجلوانب الشكلية واإلبداعية نظرا‬ ‫القيام بالعملية بشكل آلي بعد إدخال املعطيات)؛‬
‫ووضع العالمات عليها واالحتفاظ بها ‪ ،‬ثم يتقاسم‬ ‫لعدم وجود إكراه الزمن احملدد لالجناز لذا ميكن أن‬ ‫‪ -‬حتويل مبيانات إلى فقرات وصفية أو حتليلية‬
‫عناصر اإلجابة مع التالميذ‪/‬ان لإلطالع عليها ؛‬ ‫يؤخذ هذا اجلانب عند بناء سلم التنقيط ؛‬ ‫أو تفسيرية ؛حتويل وثائق (نصوص ‪ -‬أشرطة‬
‫< التصحيح الذاتي ‪  Autocorrection‬الذي‬ ‫¨ التعامل مع التلميذ‪/‬ة كمسار تقوميي على مدى‬ ‫– خرائط – خطوط زمنية – لوحات كرونولوجية‪)..‬‬
‫يحصل بشكل مستبطن بني التلميذ‪/‬ة وتعلماته‬ ‫السنة الدراسية برمتها‪ ،‬أي قبل احلجر الصحي‬ ‫إلى خطاطات أو متثيالت كرافيكية ؛‬
‫التي يعيد تفكيك بنيتها من خالل إعادة النظر‬ ‫من خالل تعزيز التطور وتقدمي املساعدة في حالة‬ ‫‪ -‬إنتاج ملصقات ومتثيالت بصرية من أجل‬
‫في سوء الفهم أو اخللط أو طريقة االجناز‪ ...‬التي‬ ‫التعثر بالنظر للوضع النفسي والوضعياتي الذي‬ ‫أهداف حتسيسية أو إخبارية أو توعوية خاصة‬
‫اختارها التلميذ‪/‬ة ولم تكن صائبة ؛‬ ‫يتواجد فيه التالميذ‪/‬ات أثناء إجناز التقومي ؛‬ ‫في التربية على املواطنة ‪.‬‬
‫< التصحيح باملصاحبة ‪ Co - correction‬وهذه‬ ‫¨ األخذ بعني االعتبار الفئات االجتماعية ‪ -‬املهنية‬ ‫جـ ـ أنشطة تركيبية‪:‬‬
‫اآللية قد تتم عبر احلوار املباشر مع املدرس‪/‬ة عبر‬ ‫التي ينتمي لها التالميذ‪/‬ات بتنويع وسائل االتصال‬ ‫‪ -‬إنتاج فقرات تركيبية ملجموعة من الوثائق‬
‫منصات التواصل الفورية للكشف عن مكامن القوة‬ ‫معهم‪/‬ن من أجل إجناز التقومي بحيث ميكن اقتراح‬ ‫املختلفة والتعليق عليها ؛‬
‫والضعف في اإلجناز ‪ ،‬أو من خالل املصاحبني‪/‬ات‬ ‫وضعيات مخالفة ملجموع الفصل الدراسي في‬ ‫‪ -‬تلخيص‪ ‬وتركيب األفكار األساس أو استخالص‬
‫داخل البيت (قد يكونوا والدين أو إخوة أو أفراد‬ ‫حالة الضرورة أي حني يتعذر أو يتوقف االتصال‬ ‫املواقف املتوافقة أو املتضاربة ؛‬
‫األسرة ‪.)...‬‬ ‫االلكتروني ‪ ،‬من أجل احلرص على تكافؤ الفرص ؛‬ ‫‪ -‬رصد تطور الظواهر الوضعيات التاريخية‬
‫¨ تقومي القدرات التحليلية والتركيبية حني التعامل‬ ‫أو املجالية أو احلقوقية من خالل فحص لعدد من‬
‫مع الوثائق لكشف القدرات الذاتية للتلميذ‪/‬ة‬ ‫الوثائق املمتدة زمنيا أو مجاليا من أجل تنمية‬
‫أمناط من التصحيح‬ ‫آخذين بعني االعتبار التشعيب في السلك التاهيلي‬ ‫احلس النقدي لدى التالميذ‪/‬ات وفرز املواقف‬
‫والقدرات اللغوية والتقنية للمجموعة املمتحنة ؛‬ ‫املواطنة من غيرها ؛‬
‫‪ -‬اقتراح خطط ‪ /‬برامج ‪/‬حمالت ‪ /‬دالئل ‪/‬‬
‫¨ تبقى لألستاذ‪/‬ة كامل الصالحية في تطوير‬ ‫حلول عملية ‪ ..‬تعكس احللقة األخيرة من دورة‬
‫وتعديل املعايير واللعب بسلم التنقيط حسب‬ ‫التعلم بالنسبة ملادة التربية على املواطنة (الفعل)‬
‫السياق واملوضوع ونوع الوضعيات التقوميية ألن‬ ‫والتي تقيس قدرة التلميذ‪/‬ة على رسملة املرحلتني‬
‫سلم النقيط هو الذي يحدد وزن أي مكون ضمن‬ ‫السابقتني (االكتشاف ‪ +‬رد الفعل) ‪.‬‬
‫الوضعية االختبارية ‪.‬‬
‫التصحيح‬
‫يعد التصحيح حلظة من حلظات التعلم التي تروم‬
‫اكتشاف اخلطأ والرجوع لدراسة سيرورة تسربه‬
‫(*)مفتش التعليم الثانوي – باحث في‬ ‫من خالل البحث في مصادره ومظاهره لوضع‬
‫التربية والتكوين‬ ‫استراتيجيات تعلمية ميكن إدخالها الحقا في مسار‬
‫ومنهجيات التعلم ‪ .‬وهو بوصفه إجراءات فعلية‬
‫ميكن حتديده باعتباره عمليات تروم استشعار‬
‫مــراجــع‬ ‫اخلطأ والوقوف عنده‪ ،‬باعتباره ال يوافق املعايير‬
‫‪ -‬وزارة التربية الوطنية ‪ ،‬دليل التقومي ‪2010 ،‬‬ ‫املوضوعة بهدف اإلصالح والتعديل والتقومي ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫فبعد عمليات التقومي بجميع تقنياتها ومرجعياتها‬
‫‪ -‬وزارة التربية الوطنية ‪،‬اإلطار املرجعي الختبار‬ ‫تأتي مرحلة التصحيح التي تعطي للمنتوج قيمته‬
‫مادة االجتماعيات – السلك اإلعدادي ‪.2010 ،‬‬ ‫املرجعية من خالل الفحص واملقايسة ومقارعة‬ ‫معايير التقومي‬
‫‪ -‬وزارة التربية الوطنية ‪،‬اإلطار املرجعي الختبار‬ ‫احلجج واملعايير‪.‬لذا يتعني أن تصبح حلظة‬ ‫لن يكون هناك تغيير ملعايير التقومي بشكل جدري‬
‫مادة االجتماعيات – السلك الـتأهيلي ‪.2010 ،‬‬ ‫التصحيح حلظة الرجوع إلى الوراء من أجل إعادة‬ ‫‪ ،‬بل سوف يتم تكييفها مع الوضعية اجلديدة التي‬
‫‪ -‬الضاقية ‪ ،‬ع ‪ ، 2018 ،‬درس االجتماعيات‪ :‬من‬ ‫بناء املسار وميكن أن ينجز ضمن التعلم عن بعد‬ ‫تقوم املوارد اخلام بل تقيس مدى قدرة التلميذ‪/‬ة‬
‫ال ً‬
‫التخطيط إلى التنفيذ ‪ ،‬آفاق ‪ ،‬مراكش ‪.‬‬ ‫من خالل الشروط اآلتية‪:‬‬ ‫الذاتية للتعامل مع وثائق حتيل على معارف مت‬
‫‪Threre , 1999 , Evaluer pour évoluer , -‬‬ ‫> بعد احلصول على اإلشارة من التالميذ‪/‬ات‬ ‫بناؤها من خالل التعلم عن بعد أو غيره ‪ ،‬مع األخذ‬
‫‪.université de Liège , L.E.M‬‬ ‫على إنهاء الوضعية التقوميية يتم إرسال صورة‬ ‫بعني االعتبار إمكانية العودة إلى املوارد أثناء‬
‫من املنتوج الذي يكون عبارة عن أوراق التحرير‬ ‫تنفيذ الوضعية االختبارية الشيء الغير متاح ضمن‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪23‬‬
‫ملف‬

‫تقومي التعليم عن بعد‪ :‬استراتيجيات ومحاذير‬


‫شهدت السنوات املاضية أنواعا مختلفة من برامج التعليم عن بعد أثارت احلماس والدعم لدى البعض‪ .‬مت استخدام‬
‫تقنيات االتصال والتواصل اجلماهيري املعروفة‪:‬كالسينما واإلذاعة والتلفزيون ث ّم اإلنترنت حال ًيا‪ ،‬وذلك لنقل‬
‫املعلومات ودعم التعليم عن بعد‪ .‬ومن أجل هذه الوسائط “اجلديدة”‪ ،‬واجه الباحثون نفس الصعوبة في العثور على‬
‫أدلة موثوق أ ّنها تؤدي إلى حتقيق معدل جناح تعليمي مرتفع (‪ .)Clark، 1995‬لذلك‪ ،‬فالهدف من هذه املقالة هو اقتراح‬
‫استراتيجيات للتقومي لتجنب أخطاء املاضي واحلصول على أدلة ميكن الدفاع عنها حول فعالية التعليم عن بعد‪.‬‬
‫ترجمة ذ‪ /‬الحسين‬
‫أخدوش‬

‫مختلفة من العلوم االجتماعية‪،‬‬ ‫الشرق األوسط‪ .‬ميكن أن يؤدي هذا‬ ‫ولكنها متوافقة)املتضمنة في أي‬ ‫ما هو التقومي؟‬
‫ويرتبط بتطوير أساليب الهندسة‬ ‫يخص الفوائد التي‬ ‫ّ‬ ‫االرتباك فيما‬ ‫وسيط للتعلم عن بعد‪:‬إحداهما‬ ‫يعتبرالتقومي عملية نحكم من خاللها‬
‫(‪Reigeluth،1983/‬‬ ‫التعليمية‬ ‫ميكن أن جتنى من التكنولوجيا‬ ‫مادية تؤثر على نشر املعلومات‪،‬‬ ‫على فائدة شيء ما من أجل اتخاذ‬
‫‪ .)1987‬يقوم هذا النوع (‪)ME‬‬ ‫إلى أخطاء سياسية مكلفة وغير‬ ‫واألخرى فكرية تؤثر على التعلم من‬ ‫قرارات مناسبة(‪.)Baker، 1991‬‬
‫على البحث الذي يتم إجراؤه‬ ‫متوقعة؛ ومن دون ّ‬
‫شك أنّ العديد‬ ‫خالل التدريس‪.‬‬ ‫ويتضمن تقومي التكنولوجيا العديد‬
‫بخصوص التدريس وتعليم وطرق‬ ‫من حتديدات مفهوم «التكنولوجيا»‬ ‫كيفية نشر املعلومة‬ ‫من طرق التحليل واستراتيجيات‬
‫أما‬‫حتسني جناح املتع ّلمني عن بعد‪ّ .‬‬ ‫هي بسبب هذا اخللط (‪Clark،‬‬
‫‪Mode de diffusion de l’informm‬‬ ‫القياس التي تساعدنا في إصدار‬
‫منتوجات منطقة الشرق األوسط في‬ ‫‪.)1992d‬‬ ‫أحكام حول «فائدة» برامج التعليم‬
‫تتلمس طريقها‬ ‫ّ‬ ‫هذا املجال فإ ّنها‬ ‫ماهي هذه التكنولوجيات؟‬ ‫)‪mation (MDI‬‬
‫عن بعد‪ .‬واألحكام الصادرة أثناء‬
‫(‪Reigeluth، 1983‬؛ ‪1987‬؛ ‪Gag‬‬ ‫وألي شيء تصلح؟‬‫ّ‬ ‫وطريقة التدريس‬ ‫تطوير البرنامج تسمى «تكوينية»‪.‬‬
‫‪gné، Briggs and Wager، 1992‬؛‬ ‫يشير مصطلح «التكنولوجيا»‬ ‫‪La méthode d’enseignement‬‬ ‫غال ًبا ما ُيطلق على التقومي الذي‬
‫‪،)Merrill، Jones and Li، 1992‬‬ ‫إلى تطبيق العلم كخبرة قادرة‬
‫)‪(ME‬‬ ‫يحاول وصف تأثير برنامج التدريس‬
‫نحو تدريسية جديدة واستراتيجيات‬ ‫على حل املشكالت (‪Clark and‬‬ ‫اجلاري «التشخيصي»‪ .‬إلى أن‬
‫يتميز أسلوب نشر املعلومة‬
‫جديدة لتحسني جناح املتع ّلمني‬ ‫‪Estes، 1998، 1999‬؛ ‪Heinrich،‬‬ ‫ال من أنشطة التقومي‬ ‫توجه قيمنا ك ً‬
‫والوسائط‬ ‫واآلالت‬ ‫باملعدات‬
‫(كالرك‪1998 ،‬؛ كالركوسالومون‪،‬‬ ‫‪ .)1984‬غير أنّ العائق الرئيسي‬ ‫التشخيصي والتكويني‪ ،‬نحتاج أن‬
‫التي تسمح بالوصول إلى‬
‫‪1986‬؛ فيغر‪ .)1992 ،‬وهكذا‪ ،‬أمكن‬ ‫الذي مينعنا حتى اآلن من الفهم‬ ‫نكون واضحني بشأن أنواع األسئلة‬
‫املعلومات‪ .‬وتعتبر الكتب وأجهزة‬
‫دمج هذه املنتوجات في مواد‬ ‫الواضح لكيفية مساهمة التقنيات‬ ‫التي تسمح بتقومي التعليم عن بعد‬
‫الكمبيوترواألساتذة أمثلة مألوفة‬
‫وبرامج الدورات التدريبية (أدوات‬ ‫اجلديدة في التعليم عن بعد هو‬ ‫بنا ًء على احتياجات مستخدمي هذا‬
‫عن وسائل نشر املعلومات‪ .‬بينما‬
‫الدورة التدريبية) التي يتم اإلعالن‬ ‫هذا االرتباك الناجت عن مساهمات‬ ‫النوع من التعليم الذي يتم عن بعد‪.‬‬
‫تهدف طرق التدريس إلى التأثير‬
‫عنها في إطار التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫هاتني التقنيتني املتميزتني (طرائق‬ ‫إن األسئلة التي تطرح حول التعليم‬
‫على تع ّلم املتع ّلمني‪ .‬ومن األمثلة‬
‫إنّ الهدف الرئيسي من هذه املناقشة‬ ‫التدريس وطرق نشر املعلومات)‪.‬‬ ‫عن بعد وأدوات تقوميه ستؤكد‬
‫هو إبراز كيف أنّ ّ‬ ‫الدالة على هذه الطرائق هناك‬
‫كل تقوميات برامج‬ ‫واحدة من هذه التقنيات‪ ،‬أي طرق‬ ‫بالضرورة على معايير معينة وتترك‬
‫طرق إلعداد الدروس وتنظيمها‪،‬‬
‫التعليم عن بعد يجب أن تهدف إلى‬ ‫نشر املعلومات‪ ،‬متأ ّتية عن تطبيق‬ ‫اآلخرين في الظل‪ .‬تنقل أسئلة تقومي‬
‫واستخدام األمثلة وطرق تشجيع‬
‫تسليط الضوء بطريقة صحيحة‬ ‫املبادئ العلمية والهندسية املختلفة‬ ‫التعلم عن بعد ضمنيا االفتراضات‬
‫املمارسة واالختيار‪ .‬ميكن إحضار‬
‫وموثوقة على مختلف التأثيرات‬ ‫في تطوير واستخدام املوارد‬ ‫واملعتقدات حول قيمةالتع ّلمات‬
‫طرائق التدريس للمتع ّلم من خالل‬
‫التي تنجم عن طريقة التدريس‬ ‫الرقمية التعليمية وكذا اإلجراءات‬ ‫املختلفة وتأثيرها على النتائج‬
‫أجهزة نشر املعلومات املختلفة‬
‫وكيفية نشر املعلومات‪.‬‬ ‫تسجل املعلومات وتنشرها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التي‬ ‫املرجوة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬من‬
‫وإذاعتها؛كما ميكن‪ ،‬على سبيل‬
‫أسئلة التقومي تنفصل عن ك ّل‬ ‫لقد مت تطوير تقنيات وسائطية‬
‫املثال‪ ،‬إتاحة املعلومات واألمثلة‬ ‫خالل سؤال أنفسنا عما إذا كانت‬
‫من الـ(‪ )MDI‬والـ(‪)ME‬‬
‫تعليمية مختلفة من خالل تطبيقات‬ ‫وسيلة التدريس اجلديدة تؤدي إلى‬
‫العلوم الفيزيائية التي ّ‬ ‫واملمارسة واالختبارات للطالب من‬
‫مكنت فعال‬ ‫جناح املتعلمني أكثر من الوسائط‬
‫رغم أنّ الدعم م ّثبت بوضوح للتمييز‬ ‫خالل الكتب أو أجهزة الكمبيوتر أو‬
‫من إنشاء وسائط متعدّدة جديدة‬ ‫التقليدية‪ ،‬فإننا نعترف بأن الوسيلة‬
‫بني مدخالت (‪ )ME‬و (‪)MDI‬أثناء‬ ‫األساتذة‪.‬‬
‫تعتمد اإللكترونيات (األلياف‬ ‫قادرة على التأثير على تعلمهم‪ .‬غير‬
‫إجراء التقوميات مثبت بوضوح‬ ‫يتم اخللط بني طريقة التدريس‬
‫البصرية‪،‬أقراص الفيديو التفاعلية‪،‬‬ ‫أن هذا االفتراض نوقش بجدية من‬
‫في التعليمات املرفقة‪ ،‬ولكن ناد ًرا‬ ‫وكيفية نشر املعلومة بشكل عام‬
‫وأجهزة الكمبيوتر)‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫كل من‪ Clark :‬و ‪Salomon‬‬ ‫طرف ّ‬
‫ما يؤخذ في االعتبار عند تقومي‬ ‫عند تقومي التعليم عن بعد؛وتعزى‬
‫أصبحت تقنية نشر املعلومات‬ ‫‪)(1998/ 19999‬؛ و‪،Clark‬و ‪Est‬‬
‫أو تنظيم البرامج‪ .‬لذلك‪ ،‬يخلص‬ ‫الزيادة أو النقصان في معدالت جناح‬
‫تزيد من ولوج املتع ّلم إلى املعرفة‬ ‫‪)tes(1992/1994‬؛ ث ّم ‪ Gardner‬و‬
‫«شرام» (‪ ،)Schramm1997‬وهو‬ ‫املتعلمني املتأثرة بهذه الطرائق في‬
‫وتع ّلمها‪ ،‬وهذه هي الغاية األكثر‬ ‫‪.)Salomon(1968‬‬
‫أشهر ناقد لقضية استخدام وسائل‬ ‫الغالب‪ ،‬كما ُتنسب التخفيضات‬
‫أهمية في سياق التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫كانت واحدة من أهم التوصيات‬
‫اإلعالم اجلديدة في التعليم‪ ،‬إلى‬ ‫في التكلفة أو الوقت الذي يقضيه‬
‫أنّ التع ّلم «يبدو أ ّنه يتأثر بالرسالة‬ ‫طريقة التدريس (‪)ME‬‬ ‫في الوصول إلى مجموعات معينة‬ ‫ّ‬
‫كل‬ ‫املرتبطة بهذه املناقشات أنّ‬
‫التي يتم توصيلها أكثر من طريقة‬ ‫أما النوع الثاني من هذه‬ ‫ّ‬ ‫من املتعلمني (على سبيل املثال‬ ‫تقومي يجب أن يفهم بوضوح‬
‫أمافي اآلونة‬ ‫توصيلها» (ص ‪ّ .)273‬‬ ‫طريقة‬ ‫منوذج‬ ‫التقنيات‪،‬فهو‬ ‫لدى املنتسبني للعالم القروي أو‬ ‫املساهمة النسبية خلاصيتني‬
‫األخيرة‪ ،‬فقد أصبح البحث في‬ ‫التعليم(‪ )ME‬الذي يتأ ّلف من مبادئ‬ ‫احملرومني) بشكل غير صحيح إلى‬ ‫أساسيتني من التقنيات (مختلفة‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪24‬‬
‫ملف‬

‫الفعل والتعلم عندما يشير املتع ّلمني‬ ‫الفعالية والتكلفة؛فبعد دراسة ستة‬ ‫للقيام بذلك هي قضاء الكثير من‬ ‫وسائل اإلعالم والتكنولوجيات‬
‫إلى أنهم تعلموا الكثير‪ .‬والواقع أ ّنه‬ ‫تقارير تقومي برامج التعليم عن بعد‬ ‫الوقت‪ ،‬عند تطوير البرنامج‪ ،‬مع‬ ‫اجلديدة يقارن تأثيرها على التع ّلم‬
‫عندما يتم استجوابهم بشكل أكثر‬ ‫وف ًقا لفعاليتها من حيث التكلفة‪،‬‬ ‫وصف املشاكل التي يهدف هذا‬ ‫التي‬ ‫الشاحنات‬ ‫مبثال»تأثير‬
‫دقة‪ ،‬عندها يبدو أنهم تعلموا القليل‬ ‫أشار»ليفني» إلى أ ّنه مت تنفيذ واحد‬ ‫البرنامج إلى حلها بدقة‪ .‬ميكننا أن‬ ‫تنقل املؤن واإلمدادات على تغذية‬
‫جدًا‪ ،‬أو أنّ تعليمهم تعطل بسبب من‬ ‫منهم فقط بشكل صحيح من وجهة‬ ‫نصف كيف سيتم قياس الظروف‬ ‫املجتمع»(‪Clark، 1983‬؛ ‪.)p. 3‬‬
‫التدريس‪.‬‬ ‫النظر هذه‪ .‬فنظ ًرا لكون معظم‬ ‫احلالية (على سبيل املثال‪ ،‬قياس‬ ‫فالوسيط املستخدم في التعليم عن‬
‫لقد جنم عن تقوميات برامج التعليم‬ ‫التقارير لم يتم نشرها‪ ،‬فقد أمكن‬ ‫الظروف األولية للوضع احلالي‪ ،‬مبا‬ ‫بعد هو الناقل الذي ينقل املعلومات‬
‫عن ُبعد «التفكير فيما بعد» العمليات‬ ‫افتراض أنّ هذا النوع من التقومي‪،‬‬ ‫في ذلك آراء وانطباعات األشخاص‬ ‫إلى املتع ّلمني؛ وتأثيرها يجب ربطه‬
‫التي تقوم عليها‪ ،‬واستندت في ذلك‬ ‫منذ بداية تنفيذ البرنامج‪ ،‬لم يكن‬ ‫املعنيني) ومناقشة احللول البديلة‬ ‫بفعالية استخدامها ومالءمتها مع‬
‫على استبيانات الرأي التي غال ًبا‬ ‫بعد مصدر قلق مشترك على نطاق‬ ‫املمكنة للمشكلة‪،‬أو املشاكل‪ ،‬بعناية‪.‬‬ ‫احلاجيات احلقيقية املؤثرة في‬
‫ما تكون غير موثوقة وغير ممثلة‬ ‫واسع‪ .‬لذلك‪ ،‬فالنصيحة املفيدة‬ ‫من املفيد تطوير إجراءات التقومي‬ ‫وصول املتع ّلمني إلى املعلومات‬
‫للمشاركني املعنيني‪ .‬وحتى عندما‬ ‫لكل برنامج تعليم عن بعد‬ ‫الثانية ّ‬ ‫بالتوازي مع تصميم البرنامج‬ ‫املدرسية عبر املوارد التقنية‪ ،‬وكذلك‬
‫ركزت هذه التقوميات على جناح‬ ‫أن يعتمد تقومي متعدّد املستويات‪.‬‬ ‫وتنفيذه؛ففي مجال التعلم مبساعدة‬ ‫سرعة نقلها وتداولها بسرعة في‬
‫املتعلمني‪ ،‬فقد خلطت كذلك األسئلة‬ ‫استخدام برنامج تقومي متعدّد‬ ‫االكمبيوتر‪ ،‬هناك(‪Henri Lev‬‬ ‫متناول اجلميع‪ .‬ومن ناحية أخرى‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪vin 1983‬؛ ‪1988‬؛ ث ّم‪Levin and‬‬
‫كل من برامج كيفية‬
‫نشر املعلومات(‪ )MDI‬وطريقة‬
‫إسهامات‬
‫املستويات‬ ‫‪ )Meister، 1985‬ثمانية برامج‬
‫ال يؤثر هذا االختيار على املعلومات‬
‫التي ت ّقدم إلى «املتع ّلم املفترض‬
‫إن مستويي التقومي اللذين يبدو‬
‫التدريس(‪.)ME‬‬ ‫تقومي فعالة من حيث التكلفة‪،‬‬ ‫زبونا» وال على كيفية تعلمه‪ .‬هكذا‪،‬‬
‫أنهما يقدمان في الغالب معلومات‬
‫وهكذا‪،‬ظهرت احلاجة ماسة العتماد‬ ‫بحيث يسمح لنا كل من هذه األمثلة‬ ‫ميكن للمنصات واملسطحات الرقمية‬
‫حول تطوير برنامج التعلم عن بعد‬
‫خطط تقومي أحكم وأقوى لبرامج‬ ‫بقياس الشروط األولية للمشكالت‬ ‫أن تقدّم تعليما مفيدا أوخطيرا‪ ،‬أو‬
‫هما مقاييس‪( :‬أ) استجابة املستخدم‬
‫خاصة‬ ‫ّ‬ ‫التعليم عن بعد في املستقبل‪،‬‬ ‫التي نحاول حلها‪ .‬لذلك‪ ،‬تطرح‬ ‫محايدا دون متييز‪.‬‬
‫و(ب) حتقيق أهداف البرنامج‪.‬‬
‫إذا ما أردنا حتديد نقاط قوتها‬
‫رد فعل املستخدم لفعالية برنامج‬
‫مسألة التقومي منذ البداية األولى‬ ‫اختيار املؤشرات ذات الصلة‬
‫وجتاوز نقاط ضعفها‪ .‬والظاهر أنّ‬
‫هذه اخلطط يجب أن تستند بشكل‬
‫التعليم عن بعد هو مستوى التقومي‬
‫لتنفيذ البرنامج‪ ،‬وهذا ما يجعل من‬
‫املمكن حتديد جوانبها اإليجابية‬
‫بالتقومي‬
‫األكثر شيوعً ا من قبل األساتذة عن‬ ‫تتضمن التقوميات املستقبلية‬
‫أساسي على جتربة أولئك الذين‬ ‫أو السلبية؛بالتالي‪ ،‬ميكن تصحيح‬
‫بعد (ولألسف هو الوحيد في كثير‬ ‫لتقنيات التعليم عن بعد اإلجابة‬
‫اضطروا إلى تقومي التقنيات في‬ ‫اجلوانب السلبية وحتسني النقاط‬
‫من األحيان)‪ .‬عادة‪ ،‬يتم تقومي هذا‬ ‫على األسئلة اآلتية‪ :‬ما نوع شبكات‬
‫املاضي (‪ .)Levin، 1988‬من أجل ذلك‪،‬‬ ‫اإليجابية لتحقيق الفائدة القصوى‪.‬‬
‫املستوى من خالل مناذج مطبوعة‬ ‫التقومي التي ستحسن فائدة‬
‫ينبغي اتباع ثالثة خطوط رئيسية‪،‬‬ ‫حتاول معظم برامج التعليم عن‬
‫تتضمن أسئلة تهدف إلى التحقق‬ ‫املعلومات لصناع القرار؟ كيف‬
‫وهي‪ :‬أو ًال‪ ،‬يلزم أن يبدأ التقومي منذ‬ ‫بعد في املدارس الثانوية‪،‬مثال‪ ،‬دمج‬
‫من «مشاعر» و»انطباعات» مختلف‬ ‫ميكننا جمع معلومات حول برنامج‬
‫بداية التخطيط لبرنامج التعلم عن‬ ‫احلد األقصى من املناهج املختلفة‬
‫املشاركني في البرنامج‪ .‬السؤال‬ ‫ما ميكن أن يساعدنا في حتديد ما‬
‫بعد؛إذ من املمكن أن يوفر بدء التقومي‬ ‫ملصممي‬
‫ّ‬ ‫والتعليم اجل ّيد‪ .‬لذا‪ ،‬ميكن‬
‫تقوم جودة‬ ‫ّ‬ ‫الكالسيكي هو «كيف‬ ‫إذا كان ‪ MDI‬أو (‪ )ME‬له تأثير‬
‫منذ بداية املشروع معلومات أكثر‬ ‫هذه البرامج أن يبدأوا بتحليل‬
‫البرنامج؟»(مص َّنف‬
‫ُ‬ ‫التدريس في هذا‬ ‫معينّ ؟ (كالرك‪1995 ،‬؛ بيكر‪1989 ،‬؛‬
‫فائدة من مج ّرد نقاط القوة والضعف‬ ‫اخليارات املمكنة (مثال ميكن‬
‫بشكل عام من أصل ‪ ،5‬والتي تتراوح‬ ‫كونغرس الواليات املتحدة‪.)1998 ،‬‬
‫التي توجد فيه‪ ،‬لذلك ميكن إجراء‬ ‫لوسائل اإلعالم املختلفة بث وإذاعة‬
‫ّ‬ ‫بني االستثنائي والسيئ واملتوسط)‪.‬‬ ‫على الرغم من أن الكثير من األسئلة‬
‫كل التغييرات الضرورية في الوقت‬ ‫دورة جديدة من الدروس) واجلمهور‬
‫أسئلة مثل «ضع قائمة مبا تعتقد‬ ‫حول التقومي قد ال تنطبق على جميع‬
‫املناسب‪ .‬واخلطوة الثانية‪،‬ضرورة‬ ‫املستهدف منها (مثال تقومي عدد من‬
‫أ ّنه نقاط القوة والضعف في هذا‬ ‫البرامج‪ ،‬إال أن هناك ثالثة تعميمات‬
‫اعتماد جميع البرامج نظام‬ ‫املتع ّلمني الذين أمكنهم التسجيل‬
‫البرنامج» بحيث تسمح للشخص‬ ‫تبدو مفيدة للجميع لكونها‪( :‬أ)‬
‫تقومي متعدد املستويات؛ إذ يجب‬ ‫في هذه الدورات اجلديدة)‪ .‬يؤدي‬
‫املعني بكتابة آرائه وتعليقاته‬ ‫معنية بالتقومي في أقرب وقت ممكن‪،‬‬
‫حتديد األدوار املختلفة للبيانات‬ ‫االهتمام املبكر بالتقومي إلى جمع‬
‫الشخصية‪ .‬عادة ما يتم استخدام‬ ‫(ب) استخدام شبكات تقومي متعددة‬
‫النوعية (كاالستبيانات والتقارير‬ ‫املعلومات حول كل من االحتياجات‬
‫مناذج من نوع االستبيان للحصول‬ ‫املستويات‪( ،‬ج) إجراء حتليالت‬
‫اليومية ومالحظات املشاركني) ث ّم‬ ‫والفئة املستهدفة للبرنامج‪ ،‬وكذلك‬
‫على انطباعات بسبب مطلب حماية‬ ‫منهجية لفعالية التكلفة‪.‬‬
‫الكمية (كعالمات املتعلمني‬ ‫ّ‬ ‫البيانات‬ ‫حول وسائل التدريس املتاحة في‬
‫والتكاليف املالية)‪ .‬لذلك‪ ،‬يلزم فصل‬
‫السرية للشخص‬ ‫ّ‬ ‫اخلصوصية‬
‫أما امليزة األخرى لهذا‬ ‫الواقع‪ّ .‬‬ ‫إجراء التقومي في أقرب وقت‬
‫تقوميات أجهزة االستشعار املزودة‬
‫الذي تتم مقابلته‪ ،‬عالوة على ذلك‪،‬‬
‫نفترض أنها تسمح مبزيد من صدق‬
‫االهتمام املبكر‪،‬فهي القدرة على‬ ‫ممكن‬
‫مبقياس حلساب النسب وأجهزة‬ ‫إعداد شبكة تقومي طوال فترة تنفيذ‬ ‫يحتاج اختصاصيو التقومي وصناع‬
‫اإلجابات‪.‬ث ّم كذلك‪ ،‬غال ًبا ما يتم‬
‫القياس وتقومي األهداف املختلفة‪.‬‬ ‫البرنامج؛إ ّال أ ّنه في معظم األحيان‬ ‫القرار إلى املشاركة بنشاط في أقرب‬
‫إرسال النماذج إلى جميع املشاركني‬
‫ث ّم أخي ًرا‪ ،‬تعتبر الطرق اجلديدة‪،‬‬ ‫يتم تطوير البرامج وتنفيذها‪ ،‬ث ّم‬ ‫وقت ممكن إلى تطوير برامج التعليم‬
‫في البرنامج‪ ،‬غير أ ّنه يتم ملؤها فقط‬
‫كطريقة «مكونات» ليفني‪ ،‬مناسبة‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬وفي وقت الحق‪ ،‬يتذكر‬ ‫عن بعد‪ .‬تشير التجارب السابقة‬
‫وإعادتها في جزء صغير جدًا‪.‬‬
‫ومن املمكن أن تفيد في تقومي فعالية‬ ‫مصمموها أ ّنه «يتعني علينا إجراء‬ ‫إلى أن االنتظار حتى نهاية تصميم‬
‫إنّ عودة املشاركني تكون مفيدة‬
‫تكلفة برامج التعليم عن بعد‪.‬‬ ‫بعض التقوميات»‪ .‬في النهاية‪،‬‬ ‫النظام قبل التفكير في تقوميه هو‬
‫فقط إذا لم تتم استخدامها للتقومي‪.‬‬
‫ترجمة( بتصرف)‬ ‫ّ‬ ‫نتعلم القليل جدًا من املعلومات‬ ‫إجراء معتاد ولكنه مكلف للغاية‬
‫ولعل من الواضح أ ّنه عندما يتم‬
‫حول البرنامج‪،‬املعلومات التي‬ ‫ويؤدي إلى نتائج عكسية (‪Baker،‬‬
‫‪Richard E. Clark, « Évaluer‬‬ ‫استخدام البيانات حول ردود فعل‬
‫‪l’enseignement à distance:Stratégies et‬‬ ‫ميكن أن تكون مفيدة على ح ٍّد سواء‬ ‫‪ .)1989‬من الضروري احلصول على‬
‫املشاركني لتقدير التعلم فقط‪ ،‬أو‬
‫‪avertissements » ;  traduction en français‬‬ ‫لتطويره وتنمية اآلخرين‪]...[ .‬‬ ‫معلومات أولية تتعلق بالبرنامج‬
‫‪par Tony Jolley, édition : Distance et‬‬ ‫حتقيق أهداف أخرى؛فإ ّنه ممكن أن‬
‫للقد سبق وأن أظهر «ليفني» (‪Lev‬‬ ‫في وقت مبكر جدًا ملعرفة الظروف‬
‫‪savoir,  2009/1 (Vol. 7), pages 93 à 112,‬‬ ‫تشير املعلومات إلى عكس ما وقع‬
‫‪In : https://www.cairn.info/revue-‬‬ ‫‪ )vin،1983‬مدى صعوبة إيجاد‬ ‫التي يتم فيها إنشاء برنامج جديد‬
‫بالفعل‪ .‬لقد أظهر كالرك (‪ )1982‬أن‬
‫‪distances-et-savoirs-2009-1-page-‬‬ ‫تقومي مناسب للبرنامج من حيث‬ ‫للتعليم عن بعد مثال‪ .‬إحدى الطرق‬
‫‪93.html‬‬ ‫هناك عالقة تعارض قوية بني ردود‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪25‬‬
‫ملف‬

‫من إكراهات تدريس النصوص في التعليم الثانوي اإلعدادي‬


‫مكون النصوص مكون بالغ األهمية ‪،‬و حاسم في الفهم واإلفهام وفي القراءة واإلقراء وكذلك في التعليم والتعلم بصفة‬
‫عامة‪ ،‬لذلك ُخصص له حيز زمني يضاعف الغالف الزمني املخصص ملكوني الدرس اللغوي والتعبير واإلنشاء حيث‬
‫تتوزع حصص اللغة العربية أسبوعيا بتخصيص ساعتني للنصوص ‪,‬وساعة واحدة للدرس اللغوي ثم ساعة للتعبير‬
‫واإلنشاء ‪ ,‬ألنه املكون املعول عليه في إغناء الرصيد املعرفي للمتعلم في مختلف املجاالت‪.‬‬
‫ذ‪/‬عبد الرحمان كريم*‬

‫‪ -‬بعض الشروحات واإليضاحات اللغوية ُتشرح‬ ‫بل هي أغلفة جديدة حملتويات قدمية مت تبسيطها‬ ‫مكون النصوص يشكل املدخل األساس الكتساب‬
‫خارج السياق أو ُتشرح مبرادف أبعد ما يكون من‬ ‫حتى تدنت مستوياتها مقارنة باملستويات املوجهة‬ ‫املهارات امليتامعرفية من أجل التسلح مبختلف‬
‫املرادف القريب املناسب للشرح زد على ذلك اعتماد‬ ‫لها قدميا ‪،‬فكل منهاج دراسي جديد إال وجنده ميتح‬ ‫الكفايات ثقافيا ومنهجيا وتواصليا‪...‬ومنها إلى‬
‫الطريقة الواحدة في الشرح على حساب الطرق‬ ‫بشكل كبير من املناهج الدراسية القدمية بل ينقل‬ ‫تكوين املواطن املثقف املوسوعي الذي ميتح من كل‬
‫األخرى كالشرح بالضد أو بتركيب الكلمة في جملة‬ ‫أحيانا بعض احملتويات بحذافيرها وهذا إقبار‬ ‫فن طرف واملتشبع بقيم متنوعة جتعله ملتزما نافعا‬
‫أوهما معا‪.‬‬ ‫للمادة وقتل لها حتى التتجدد وتتطور وتواكب‬ ‫وصاحلا لنفسه وملجتمعه وكذلك لوطنه‪.‬‬
‫‪ -‬الصور واملشاهد املصاحبة للنصوص أحيانا‬ ‫العصر ‪،‬مع العلم أن مكون القراءة أو النصوص هو‬ ‫إال أن تدريس هذا املكون في الثانوي اإلعدادي يعاني‬
‫التتماشى مع موضوع النص بالتالي تشوش على‬ ‫املسؤول األكبر على انفتاح املتعلمني وإطالعهم على‬ ‫من مجموعة من االختالالت واإلكراهات تقف حواجز‬
‫املتعلمني حيث يجدون صعوبات في التوفيق بني‬ ‫كل ماجد في مجاالت مختلفة في الوقت التي تراهن‬ ‫وعثرات أمام كل من املدرسني‪/‬ت واملتعلمني‪/‬ت في‬
‫الصورة والعنوان واملوضوع ويستعصي عليه جمع‬ ‫فيه الوزارة الوصية على احلداثة واإلدماج واملواطنة‬ ‫الفصول الدراسية ‪ ،‬في احلقيقة هي ليست إكراهات‬
‫أجزاء النص لبناء الفرضية حتى وإن حاول املدرس‬ ‫وربط التعليم بسوق الشغل‪.‬فكم من كتاب مدرسي‬ ‫وليدة اليوم ولكن سنقارب بعضا منها في امتداداتها‬
‫تأويل املسألة تبقى عالمة استفهام في ذهن املتعلم‬ ‫جديد الغالف قدمي احملتوى مت التصفيق له بحرارة‬ ‫وعرقلتها للدرس البيداغوجي فهي نتيجة تراكمات‬
‫الذي يؤمن مبنطق الترابط بني العتبات ألن ذلك قد‬ ‫ومتت املصادقة عليه وهو ال يستحق أن ُيدرس في‬ ‫مختلفة ‪ ،‬فعندما نتكلم عن هذه اإلكراهات والعوائق‬
‫جتاوز مستواه الذي لم يصل إلى التأويل بعد‪.‬‬ ‫مدارسنا فغلب اجلانب التجاري النفعي على اجلانب‬ ‫كأن درس النصوص كان سليما معافى وفجأة وقفت‬
‫‪ -‬بعض النصوص خاصة املسترسلة تشغل مساحة‬ ‫التربوي ‪ -‬التعليمي‪ .‬ومن أهم اإلكراهات املرتبطة‬ ‫هذه العراقيل في وجهه ‪ ،‬تبقى املسألة مطروحة في‬
‫ورقية شاسعة تستغرق وقتا أطول في القراءة‬ ‫بالكتب املدرسية نذكر ما يلي ‪:‬‬ ‫امتدادها التاريخي والكرنولوجي لإلصالحات التي‬
‫واملالحظة والفهم وكذلك في التحليل‪،‬لذلك يصعب‬ ‫‪ -‬أغلب الكتب لم تخضع ملنطق التبسيط أو النقل‬ ‫باشرتها الوزارة الوصية على القطاع منذ االستقالل‬
‫دراسة هذا النص في حصتني(ساعتني) فلم يخرج‬ ‫الديداكتيكي كما هو مطلوب بل تعتمد احلشو بنقل‬ ‫إلى اليوم‪.‬‬
‫الدرس ساملا من الزمن وينتج عن ذلك ارتباك في‬ ‫بعض املعارف واألمثلة كماهي حتى تصلبت املادة‬ ‫ترى أين تتبدى هذه اإلكراهات ؟ماهي العوامل‬
‫ ‬ ‫تدبير الزمن املدرسي‪.‬‬ ‫وحتجرت ‪،‬وكذلك القفزعن أخرى دون نقل الدرس‬ ‫التي كانت وراءها؟كيف ميكن جتاوزها ؟ ثم ما‬
‫وتبسيطه في كليته املهم هو املساحة النصية للدرس‪,‬‬ ‫بعض احللول والبدائل التي ميكن أن تخفف من هذه‬
‫إكراهات مرتبطة باجلانب الديداكتيكي ‪ -‬املنهجي‪:‬‬ ‫بالتالي يتم اخللط بني ماهو مدرسي وما هو أكادميي‬ ‫اإلكراهات؟‬
‫قبل الشروع في مقاربة بعض االختالالت واإلكراهات‬
‫سواء على مستوى املواضيع أو اجلمل أوالكلمات‬ ‫تلكم مجموعة من التساؤالت سنحاول اإلجابة عنها‬
‫املرتبطة باجلانبني املنهجي والديداكتيكي أود‬
‫‪ ,‬هذا التشظي وعدم التناغم يخلقان غموضا لدى‬ ‫ليس من باب النقد ولكن من باب املعاجلة قصد‬
‫أن أشير إلى جملة من القناعات أهمها أن تدريس‬
‫املتعلمني نظرا لغياب نسق يحكم الدرس ملناقشة‬ ‫التعرف على هذه اإلكراهات ووضع اإلصبع عليها‬
‫النصوص صرح مت تشييده بناء على الدقة في‬
‫املوضوع املطروح بلغة وبطريقة تالئم مستوى‬ ‫ومحاولة جتاوزها والبحث عن حلول وبدائل للرقي‬
‫املالحظة والوصف والتحليل والتركيب‪ ،‬كل عنصر‬
‫املتعلمني وتراعي الفروق السيكومنائية بينهم‪.‬‬ ‫بتدريسية النصوص خاصة والعملية التعليمية‬
‫يشكل حجر الزاوية إذن فكل خلل منهجي ديداكتيكي‬
‫‪ -‬وجود نصوص قرائية التستجيب لطموحات‬ ‫–التعلمية عامة آملني أن نتوفق في تقدمي هذه‬
‫سيؤثر ال محالة في هذا الصرح ومنه إلى التشويش‬
‫املتعلمني‪ ،‬والتلبي حاجياتهم وهي نصوص جافة‬ ‫اإلضاءات البسيطة‪.‬‬
‫على املتعلمني واهم هذه االختالالت مثال‪:‬‬
‫ألعالم وكتاب تكاد أسماؤهم تغيب في املشهد‬ ‫إن اإلكراهات املتعلقة بتدريس مكون النصوص‬
‫‪ -‬مسالة صوغ الفرضية في مرحلة املالحظة فيها‬
‫الثقافي العربي‪ ,‬بل حتي سيرهم غير معروفة وغير‬ ‫بالتعليم الثانوي اإلعدادي غزيرة ومتنوعة حاولنا‬
‫نوع من التناقض بل واستغباء للمتعلم ‪ ,‬فكما هو‬
‫موجودة حتى في الكتاب املدرسي في الوقت الذي‬ ‫رصدها بطريقة ميدانية تطبيقية من قلب الفصول‬
‫معلوم عند نهاية كل درس يكلف املدرس التالميذ‬
‫نحتاج فيه إلى نصوص ألعمدة األدب العربي أو‬ ‫الدراسية ومن بني دفتي الكتب املدرسية ‪,‬وكذلك من‬
‫بقراءة النص املوالي وفهمه وإجناز مايتعلق به‬
‫على األقل أسماء لكتاب مغاربة لتشجيع الثقافة‬ ‫مختلف التجارب والعمليات املرتبطة بتجربتنا في‬
‫من مراحل وخطوات الدراسة‪ ..‬املشكل أين يكمن ؟‬
‫احمللية ولتمرير القيم الوطنية والفخر مبا تزخر به‬ ‫امليدان لذلك فهي إكراهات قابلة للنقد والنقاش‪.‬‬
‫يفاجأ التلميذ أثناء إجناز الدرس بصوغ الفرضية‬ ‫َ‬
‫بالدنا من أدباء وكتاب مرموقني‪.‬‬ ‫فهي إكراهات متداخلة ومترابطة منها ما يتعلق‬
‫بناء على التوفيق بني العتبات (العنوان – الصورة‬
‫‪ -‬تتابع اجلنس الواحد من النصوص ضمن املجال‬ ‫باملناهج الدراسية منها ما يعود إلى اجلانب‬
‫إن ُوجدت ‪ -‬بداية ونهاية النص) وكأنه لم يقرأ‬
‫الواحد كتتابع املقاالت على حساب النصوص‬ ‫املنهجي –الديداكتيكي ‪ ،‬منها ما يرتبط بالزمن‬
‫الدرس نهائيا إنها متثيلية فكيف سيفترض التلميذ‬
‫السردية أو الشعرية بالتالي يصبح املجال ممال‬ ‫املدرسي والبرامج ومنها كذلك ما يتعلق باملتعلمني‬
‫موضوعا للنص وكيف سيتنبأ إلى هذا املوضوع‬
‫ويغيب التنوع في اجلنس الذي يتمخض عنه تنوع‬ ‫واملدرسني‬
‫الذي قرأه في البيت وعرف أفكاره وفقراته وحسم‬
‫في الدراسة فتتسع دائرة االستفادة‪ ،‬لذلك البد من‬ ‫اإلكراهات املتعلقة باملناهج والكتب املدرسية‬
‫في ذلك ؟كيف سيمحص الفرضية التي افترضها‬
‫التوازن ‪.‬‬ ‫أغلب املناهج الدراسية احلالية لم تشهد أي تغيير‬
‫؟أين الشغف والتشويق إلى التحقق من مدى صحة‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪26‬‬
‫ملف‬

‫الغياب ‪ .‬اوشيء من هذا القبيل‪,‬هذه الطريقة جتعل‬ ‫واالنطواع في مقعده وراء زمالئه طيلة السنوات‬ ‫الفرضية ؟تبقى هذه اخلطوة في املالحظة متثيلية‬
‫املتعلم يحس باملسؤولية واملشاركة في مشروع‬ ‫املاضية ‪.‬‬ ‫كما أسلفنا الذكر‪.‬‬
‫الدرس وبالتالي يجهز نفسه في البيت بقراءة النص‬ ‫‪ -‬املسألة الثانية غياب منهجية موحدة بني مدرسي‬
‫والتدرب على التهجي ‪.‬‬
‫إكراهات مرتبطة باملتعلمني‪/‬ت ‪:‬‬ ‫املادة رغم االطالع على التوجيهات التربوية والوثيقة‬
‫املتعلم وإن كان في قلب االهتمام فهو يساهم بدوره‬
‫‪ -‬االلتزام بالكتاب املدرسي كأنه قرآن منزل الاجتهاد‬ ‫اإلطار ‪،‬هذا االختالف له نتائج سلبية على املتعلم‬
‫في خلق إكراهات تقف في وجه الدرس القرائي‬
‫بعده مع العلم بأنه الضير إن حصل مثال تتابع في‬ ‫الذي درس النصوص مثال في السنة الثانية بطريقة‬
‫بنسب تختلف من فصل إلى آخر ومن منطقة إلى‬
‫النصوص من نفس اجلنس أن أستعني بنص أراه‬ ‫وهاهو يدرسها في السنة الثالثة بطريقة أخرى ‪,‬على‬
‫أخرى ‪ ,‬وميكن إجمال بعض اإلكراهات املتعلقة‬
‫ينتمي إلى نفس املجال وأنه يلبي حاجيات املتعلمني‬ ‫سبيل املثال بعض األساتذة يبدأون باملالحظة قبل‬
‫باملتعلم فيما يلي ‪:‬‬
‫أو يعالج قضية مهمة ذات صلة بالقيم أوالكفايات‬ ‫التأطير والبعض األخر يبدأ بالتأطير قبل املالحظة‬
‫‪ -‬تدني مستوى القراءة والتهجي والنطق السليم‬
‫املنشودة ‪ ...‬ف ُيطبع النص ويوزع على التالميذ بهذا‬ ‫والثانية هي األصح‪ ،‬فإذا كنا نقترب من النص شيئا‬
‫عند أغلب التالميذ في جميع مستويات التعليم‬
‫نكون قد أخرجنا الدرس القرائي من رتابته وكسرنا‬ ‫فشيئا في دراسته فاألجدر واألولى بنا أن نؤطره‬
‫الثانوي اإلعدادي‪.‬‬
‫املألوف فيه ليكتشف املتعلم درسا جديدا الينتمي‬ ‫فاإلطار هو اخلطوة األولى في كل شيء والتأطير أعم‬
‫‪ -‬عدم احترام عالمات الترقيم والتي تبدو ‪ -‬حسب‬
‫إلى كتابه‪.‬‬ ‫من املالحظة فال يصح أن نقارن من جهة أولى بني‬
‫اعتقادهم ‪ -‬الفائدة منها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توظيف النصوص السماعية التي هي‬ ‫املجال والكاتب واملصدر وبني العنوان والصورة من‬
‫‪ -‬الهدر املدرسي وكثرة الغياب زد على ذلك عدم‬
‫األخري تنمي قدرات املتعلمني وتساهم في خلق‬ ‫جهة ثانية لهذا البد أن نؤطر دراستنا للنص بعد ذلك‬
‫االهتمام بالدروس املنجزة في حصص الغياب‪.‬‬
‫أجواء قرائية جديدة حيث االعتماد على حاسة‬ ‫نقف على العنوان ثم الصورة إن ُوجدت ومن مت إلى‬
‫السمع عوض البصر والوسائل‬ ‫الفهم وقراءة النص ثم التحليل‬
‫التكنولوجية السمعية عوض‬ ‫فالتركيب بهذا نكون قد وظفنا‬
‫الكتاب والسبورة‪.‬‬ ‫املنهج االستنباطي من العام في‬
‫‪ -‬عدم حتفيز املتعلمني على‬ ‫اجتاه اخلاص ‪,‬وقد سمي الـتأطير‬
‫القراءة احلرة كقراءة املجالت‬ ‫بذلك ألنه يشكل إطارا يحيط‬
‫والقصص واجلرائد فهناك من‬ ‫بالنص وبعتباته ومكوناته‪.‬‬
‫املدرسني من درس أجياال متتالية‬
‫ولم يلمح ولو مرة واحدة إلى هذه‬
‫إكراهات مرتبطة بالزمن املدرسي‬
‫املسألة‪.‬‬ ‫وبالبرامج ‪:‬‬
‫‪ -‬االشتغال على املراحل نفسها‬ ‫أول ما ميكن أن نشير إليه هنا‬
‫واخلطوات في كل النصوص‬ ‫هو ضيق احلصص املخصصة‬
‫يقتل الدرس القرائي لذلك البد‬ ‫لدراسة النصوص‪ ,‬لهذا الميكن أن‬
‫من التجديد واالجتهاد وتوظيف‬ ‫نحلل نصا بالطريقة املطلوبة في‬
‫تقنيات جديدة في التعامل مع‬ ‫ساعتني بل يجب علينا دائما أن‬
‫النصوص‪.‬‬ ‫نتسابق مع الزمن حتى ال يتجاوز‬
‫النص ذلك الغالف املخصص له‪,‬‬
‫إكراهات ذات الصلة بالوسائل‬ ‫وهذا له تأثير سلبي في اإلقراء‬
‫واملعينات الديداكتيكية ‪:‬‬ ‫واإلفهام خاصة وان مستويات‬
‫تتلخص أهم اإلكراهات املتعلقة‬ ‫املتعلمني تتدنى سنة بعد أخرى‬
‫بالوسائل واملعينات الديداكتيكية‬ ‫زد على ذلك ضعف التركيز‬
‫‪ -‬نفور التالميذ من الفهم واالكتشاف واستنطاق‬
‫في غياب هذه الوسائل خاصة الرقمية لذلك فأغلب‬ ‫واالنتباه‪.‬‬
‫النص وامليول إلى احلفظ واالستظهار واالعتماد‬
‫املؤسسات تفتقر إلى املسالط العاكس‪ ،‬والشاشات‬ ‫إن ضيق الغالف الزمني املخصص ملادة اللغة‬
‫على اجلاهز نتيجة االستعانة باملواقع اإللكترونية‬
‫الرقمية في الوقت الذي تراهن فيه وزارة التربية‬ ‫العربية عموما والنصوص خصوصا اليشجع على‬
‫واملدونات وكذا االعتماد على الدفاتر القدمية أودفاتر‬
‫الوطنية على إدماج تكنولوجيا املعلومات في الدرس‬ ‫البناء وعلى انخراط اجلميع في مشروع الدرس بقدر‬
‫الزمالء في األقسام األخرى‪.‬‬
‫البيداغوجي خاصة وأن الدروس والبرامج متاحة‬ ‫ما يشجع على التلقني والشحن وحشو أدمغة ودفاتر‬
‫‪ -‬عدم االهتمام بالواجبات املنزلية‪.‬‬
‫ولكن الوسائل غير متوفرة ناهيك عن غياب املكتبات‬ ‫التالميذ بأجوبة جاهزة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إحضار الكتاب املدرسي أحيانا ‪ ,‬بل هناك من‬
‫واخلزانات في مجموعة من املؤسسات ‪.‬‬ ‫‪ -‬غياب أنشطة ثقافية فنية مبرمجة يوميا‬
‫التالميذ من الميلكه طيلة السنة‪.‬‬
‫تأسيسا على ماسبق فاإلكراهات متنوعة تختلف من‬ ‫أوأسبوعيا أوشهريا يشتغل فيها املدرس واملتعلم‬
‫‪ -‬غياب القراة في البيت خارج األوقات الدراسية‬
‫مؤسسة إلى أخرى ومن كتاب إلى آخر ومن متعلم‬ ‫معا بشكل شفوي لصقل اجلانب اخلطابي والشخصى‬
‫وخارج املناهج‪.‬‬
‫إلى آخر ومن مدرس إلى آخر‪...‬والقاسم املشترك الذي‬ ‫لدى املتعلم قصد تعلم اللباقة والطالقة في معاجلة‬
‫البد أن يكون بيننا هو محاولة التخفيف من هذه‬ ‫إكراهات مرتبطة باملدرسني‪/‬ت ‪:‬‬ ‫النصوص وفي امتالك اجلرأة على املقابلة وجتويد‬
‫اإلكراهات باعماد طرق وبدائل ترفع من شأن الدرس‬ ‫املدرسون بدورهم لهم نصيب في خلق عراقيل‬ ‫وحتسني األداء الشفوي ‪...‬كل هذا له نتائج وخيمة‬
‫القرائي وترتقي بفعل القراءة الذي يعتبر استجابة‬ ‫وإكراهات تخص النص القرائي النعمم دائما ولكن‬ ‫على شخصية املتعلم الذي يفضل اإلجابة من مكانه‬
‫لنداء رباني كوني إنساني فكلما قرأنا ارتقينا وكلما‬ ‫بعضهم يركز على فئة قلية دون األغلبية فيما يتعلق‬ ‫عوض القيام إلى السبورة أو املنصة‪ ,‬ليس هناك‬
‫ارتقينا حتققتاحلضارة‬ ‫بالقراءة لهذا يتم التركيز على رافعي األصابع فقط‬ ‫مايربك املتعلم ويرعبه أكثر من القيام إلى السبورة‬
‫* أستاذ التعليم الثانوي اإلعدادي‬ ‫دون استفزاز اآلخرين ومطالبتهم بالقراءة مثال‬ ‫حتى وإن قام إليها يحمر وجال وخجال فيضطرب من‬
‫‪ /‬مديريةالتعليم بني مالل‬ ‫القراءة باألدوار أو حسب الرقم الترتيبي لالئحة‬ ‫حيث صوته وحركاته وتصرفاته بعدما ألف االختباء‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪27‬‬
‫ملف‬

‫التعلم عن بعد زمن جائحة كورونا‬


‫لم متهل أحدا جائحة كورونا فيروس التي باغتت جميع الدول واحلكومات والسلطات في العالم ؛ ليتم التفكير في‬
‫استراتيجيات ناجعة ومدروسة ملواجهة تداعيات الوباء‪ ،‬من هنا كان القرار األنسب هو فرض احلجر اجلماعي في‬
‫البيوت واملنازل من أجل تطويق الفيروس مبنع تفشيه‪.‬لذا‪ ،‬وحفظا للصحة العامة‪ ،‬والسالمة اجلسدية والنفسية‬
‫للمواطنني واملواطنات‪ ،‬مت توقيف جميع األعمال غير الضرورية التي تتطلب اخلروج ملقرات العمل واالختالط بني‬
‫د‪.‬محمد بنلحسن *‬
‫املوظفني واملرتفقني‪.‬‬

‫التعلم عن بعد وموارده في ما ستنتجه الوزارة‬ ‫الوباء‪ ،‬ال يعني االستفادة املبكرة من العطلة‬ ‫ومبا أن املدار س واملؤسسات التعلمية‬
‫ومترره عبر وسائلها الرسمية وباالستعانة‬ ‫الربيعية والتوقف عن التعلم والتعليم وذكر‬ ‫واجلامعات‪ ،‬هي أكثر الفضاءات العمومية‬
‫بقنوات التلفزة املغربية‪.‬‬ ‫البالغ أن األمر» ال يتعلق‪...‬بتاتا بإقرار عطلة‬ ‫التي تشهد اكتظاظا وازدحاما كبيرين‪ ،‬فقد مت‬
‫من هنا ميكننا أن نسجل حرص الوزارة‬ ‫مدرسية استثنائية»‪ ،‬ملاذا؟‬ ‫اللجوء لصيغة التعلم عن بعد من أجل تعويض‬
‫الوصية على القطاع على اإلشراف التام على‬ ‫ألن «الدروس احلضورية ستعوض بدروس عن‬ ‫التعلم احلضوري‪.‬‬
‫عملية التعلم عن بعد لئال يتسرب للتالميذ ما‬ ‫بعد تسمح للتالميذ والطلبة واملتدربني باملكوث‬ ‫السؤال اإلشكال‪ ،‬هل التعلم عن بعد هو صيغة‬
‫يضاد ويتعارض مع كفايات املنهاج الرسمي‬ ‫في منازلهم ومتابعة دراستهم عن بعد‪».‬‬ ‫جديدة في التعلم ببالدنا لم يتقدم بها العهد؟‬
‫للدولة في املدرسة العموميةومقاصده وغاياته‪،‬‬ ‫يتعلق األمر إذا وفق منطوق ومفهوم خطاب‬ ‫هل التعلم عن بعد مشابه للتعلم احلضوري‪،‬‬
‫السيما في ظل التدفق املعلوماتي الكبير وبشكل‬ ‫الوزارة‪ ،‬بتعليم عن بعد سيعوض التعليم‬ ‫أو ال عالقة بينهما؟‬
‫رهيب مما جعل الغث يختلط مع السمني‬ ‫التقليدي احلضوري‪.‬‬ ‫هل التعلم عن بعد مت اللجوء إليه باعتباره‬
‫والصالح بالطالح‪.‬‬ ‫لكن ما ماهية التعويض هنا؟‬ ‫حال مؤقتا للخروج من األزمة‪ ،‬أو هو امتداد‬
‫لكن هل سيكون مبقدور الوزارة مبفردها‬ ‫هل التعويض سيتم على مستوى املضمون‬ ‫للتعلم احلضوري ومكمل له؟‬
‫أن تنتج املوارد الرقمية السمعية البصرية‬ ‫دون الشكل؟‬ ‫إذا كانت اليونسكو قد دعت دول العالم‬
‫اخلاصة بجميع أسالك التعليم من االبتدائي‬ ‫وهل تغيير الشكل سيؤثر في احملتوى؟‬ ‫املتضررة من كورونا فيروس‪ ،‬إلى اعتماد‬
‫إلى الباكالوريا على األقل؟‬ ‫وما فحوى التعلم عن بعد الذي ذكره البالغ‬ ‫استراتيجية التعلم عن بعد‪ ،‬فهل معناه‪ ،‬أن صيغ‬
‫استدركت الوزارة على بالغها األول‪ ،‬وطالبت‬ ‫األول للوزارة من أجل ضمان ما سماه البالغ «‬ ‫التعلم عن بعد وكيفياته ووسائطه‪ ،‬موحدة في‬
‫األطر اإلدارية والتربوية بإرساء»مداومة تربوية‬ ‫االستمرارية البيداغوجية «؟‬ ‫العالم‪ ،‬أو هي طرائق ووسائل قابلة للتكييف‬
‫ينخرط فيها جميع األطراإلدارية والتربوية‬ ‫بني البالغ أن ذلك يتم «عن طريق كل ما ميكن‬ ‫للتوافق واملالءمة مع البيئات املختلفة؟‬
‫والتي تنبني على إعداد برنامج عملي مت‬ ‫توفيره من موارد رقمية وسمعية بصرية وحقائب‬ ‫كيف نطالب أطر هيئة التربية والتكوين‬
‫تصريفه يوميا بغية إجناز العمليات التالية ‪:‬‬ ‫بيداغوجية الزمة لتوفير التعليم والتكوين‬ ‫والتالميذ واآلباء وأولياء األمور واألسر بصفة‬
‫املساهمة في إنتاج املضامني الرقمية‬ ‫‪.1‬‬ ‫عن بعد بغية متكني املتعلمات واملتعلمني من‬ ‫عامة‪ ،‬باستخدام تقنيات التعلم عن بعد‪ ،‬دون‬
‫والدروس املصورة‪،‬‬ ‫االستمرار في التحصيل الدراسي‪».‬‬ ‫تكوين أو تأهيل‪ ،‬علما أن نسب األمية ما تزال‬
‫‪ .2‬أخذا ملبادرة من أجل اقتراح بدائل أخرى‬ ‫يبدو من لغة البالغ‪ ،‬أن الوزارة لم تكن‬ ‫مستشرية في املجتمع؟‬
‫مبتكرة تضمن التحصيل الدراسي للتلميذات‬ ‫مستعدة لهذا النوع من التكوين‪ ،‬ألنها تتحدث‬ ‫هل راعينا عندما طالبنا التالميذ مبتابعة‬
‫والتالميذ‪،‬‬ ‫عن موارد رقمية «ميكن توفيرها»؛ أي في طور‬ ‫دروس التعلم عن بعد‪ ،‬مبادئ تكافؤ الفرص‬
‫‪ .3‬تتبع عملية سيرا لتعليم عن بعد والتواصل‬ ‫البحث واجلمع واإلجناز‪.‬‬ ‫واملساواة بني تالميذ العالم احلضري وشبه‬
‫اإللكتروني مع التالميذ كلمادعت الضرورة إلى‬ ‫وفي إطار اإلعداد للتعلم عن بعد كما تصورته‬ ‫احلضري وتالميذ العالم القروي‪ ،‬في ظل‬
‫ذلك»‬ ‫الوزارة‪ ،‬فقد بادرت في البيان الثاني الذي صدر‬ ‫انتشار الهشاشة والفقر والفروق املجالية؟‬
‫وجهت الوزارة أطر التربية والتكوين إلى‬ ‫في اليوم املوالي لليوم الذي صدر فيه البيان‬ ‫أصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين‬
‫إنتاج املوارد واملضامني الرقمية والدروس‬ ‫األول املتعلق بتوقيف الدراسة‪ ،‬إلى تنبيه‬ ‫املهني والتعليم العالي والبحث العلمي يوم‬
‫املصورة‪ ،‬لكن هل جميع مؤسسات التربية‬ ‫التالميذ واألسر على « أن أي مسطحةرقمية‬ ‫‪ 13‬مارس ‪ 2020‬بالغها األول والذي أعلنت‬
‫والتكوين مجهزة بفضاءات وآالت ووسائل‬ ‫أو برامج معلوماتية يتم تداولها غير تلك التي‬ ‫فيه توقيف الدراسة‪ ،‬ومما أتى فيه‪:‬‬
‫ووسائط لتصوير الدروس؟‬ ‫أعلنت أو ستعلن عنها‪ ‬بشكل رسمي‪ ‬ال يعتد‬ ‫«في‪ ‬إطار التدابير االحترازية الرامية إلى احلد‬
‫هل مبقدور أي أستاذ‪/‬أستاذة‪ ،‬إنتاج وتصميم‬ ‫بها‪».‬‬ ‫من العدوى وانتشار «وباء كورونا» (كوفيد‬
‫موارد رقمية تعليمية بدون سابق تكوين سواء‬ ‫وقد أوضحت بالغات الوزارة أن االستمرارية‬ ‫‪ ،)19‬تعلن وزارة التربية الوطنية والتكوين‬
‫مستمر أو أساس؟‬ ‫البيداغوجية التي رفعتها شعارا مع إغالق‬ ‫املهني والتعليم العالي والبحث العلمي أنه قد‬
‫وإذا كان مبقدور بعض املؤسسات املتواجدة‬ ‫املدارس واملؤسسات‪ ،‬ستتم حصريا عن طريق «‬ ‫تقرر توقيف الدراسة بجميع األقسام والفصول‬
‫باملجال احلضري في املدن الكبرى‪ ،‬فهل ميكن‬ ‫موارد رقمية وسمعية بصرية‪ ،‬ستتم االستفادة‬ ‫انطالقا من يوم االثنني‪16‬مارس ‪ 2020‬حتى‬
‫ألساتذة العالم القروي القيام بهذا األمر؟‬ ‫منها عبر املنصة اإللكترونية ‪TelmideTICE‬‬ ‫اشعار آخر‪« ‬‬
‫وهل مبكنة األساتذة أخذ املبادرة القتراح‬ ‫وكذا القناة التلفزية الثقافية‪».‬‬ ‫وقد أعلنت الوزارة في البيان نفسه‪ ،‬أن هذا‬
‫احللول والبدائل الكفيلة باملساعدة على ضمان‬ ‫من خالل هذا التوضيح الذي يحصر مصادر‬ ‫التوقف الذي أملته الظروف التي فرضها‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪28‬‬
‫ملف‬

‫الوزارة رهن إشارتهم‪ ،‬هم سواء؟‬ ‫واإلقليمي‪.‬‬ ‫االستمرارية البيداغوجية كما دعت الوزارة؟‬
‫وهل الذين هم في القرى يعانون الهشاشة‬ ‫وميكننا إيجاز اإلجراءات األخرى التي‬ ‫وكيف سيقوم األساتذة بتتبع عملية التعلم عن‬
‫والتهميش بفعل البيئة والتضاريس وانعدام‬ ‫اتخذتها الوزارة من أجل تيسير التعلم عن بعد‬ ‫بعد في ظل انعدام الوسائل والوسائط سواء‬
‫البنيات التحتية والتواصلية‪ ،‬هم متساوون‬ ‫ودعمه كاآلتي‪:‬‬ ‫لدى األساتذة أو لدى املتعلمني واملتعلمات‪،‬‬
‫مع متعلمي املدن واحلواضر الذين يتوفرون‬ ‫‪ .1‬جعل الولوج مجانيا بصفة مؤقتة إلى‬ ‫ناهيك عن شبكة االنترنيت والصبيب املتوفر‬
‫على الهواتف واحلواسيب والشبكات ناهيك‬ ‫جميع املواقع واملنصات املتعلقة ب»التعليم‬ ‫منها إن وجدت؟‬
‫عن اإلعالم السمعي البصري؟‬ ‫أو التكوين عن بعد» املوضوعة من لدن‬ ‫وماذا عن دعوة الوزارة اجلميع «إلى مزيد‬
‫هل املتعلمون الذي وجدوا في آبائهم وأمهاتهم‬ ‫الوزارةوبتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة‬ ‫من االنخراط الفعال والتعبئة الشاملة من أجل‬
‫السند والدعم والتوجيه‪ ،‬هم في هذه العملية‬ ‫واالقتصاد األخضر والرقمي والوكالة الوطنية‬ ‫إجناح عملية «التعليم عن بعد»‪.‬؟‬
‫مثل أولئك الذين لم يجدوا اآلباء واألولياء‬ ‫لتقنني االتصاالت‪ ،‬وباتفاق مع شركات‬ ‫هل جميع األسر‪ ،‬وأولياء التالميذ وآباؤهم‬
‫الداعمني والعارفني بل والقادرين؟‬ ‫االتصاالت الثالث‬ ‫وأمهاتهم‪ ،‬مؤهلون ماديا ومعنويا ومعرفيا‬
‫الميكن أن نتجاهل أدوار التعلم عن بعد‬ ‫‪ .2‬مواصلة التعليم والتكوين عن بعد دون‬ ‫لإلشراف على تعلم وتعلم أبنائهم عن بعد؟‬
‫باعتباره رافعة الرتقاء بتعليمنا وجعله يواكب‬ ‫توقف وتأجيل العطلة الربيعية التي كانت‬ ‫األمر في نظرنا ليس بهذه السهولة التي‬
‫الطفرة احلاصلة في العالم السيما لدى الدول‬ ‫مقررة وذلك بالنسبة جلميع األسالك الدراسية‬ ‫نتصور‪ ،‬فكثير من األسر تنفق مضطرة على‬
‫الرائدة في هذا املجال‪ ،‬لكن في اآلن نفسه‪ ،‬البد‬ ‫التابعة لقطاعات التربية الوطنية والتكوين‬ ‫أبنائها وبناتها أمواال مقتطعة من املصروف‬
‫من بذل مجهودات مضاعفة من أجل تقليص‬ ‫املهني والتعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫املعيشي اليومي من أجل أداء واجبات‬
‫الهوة السحيقة بني العالم احلضري والعالم‬ ‫‪ .3‬إدراج حصص للدعم والتقوية عن بعد‬ ‫الساعات اإلضافية‪ ،‬نظرا لعدم قدرتها على دعم‬
‫القروي والتي تتسبب في تعميق الشرخ‬ ‫بشكل تدريجي في شبكة برمجة دروس التلفزة‬ ‫أبنائها بدون مساعدة األساتذة املختصني‪،‬‬
‫املجالي بني جهات املغرب ومدنه وقراه‪.‬‬ ‫املدرسية التي يتم بثها عبر القنوات التلفزية‬ ‫فكيف ستسهر على تعلمهم عن بعد في غياب‬
‫ومبا أننا بصدد احلديث عن مواصفات‬ ‫‪ .4‬حتديد الغالف الزمني حلصص التعلم‬ ‫األساتذة الساهرين على العملية مثلما يحصل‬
‫النموذج التنموي املأمول‪ ،‬فال جدال في أن‬ ‫عن بعد والتي ال ينبغي أن يتجاوز‪4‬ساعات‬ ‫في الفصول الدراسية في التعلم احلضوري؟‬
‫القضاء على الفوارق املجالية من شأنه أن‬ ‫ونصف إلى ‪ 5‬ساعات في اليوم كحد أقصى‪.‬‬ ‫وبعد مرور زهاء ثمانية عشر يوما من تاريخ‬
‫يوفر البنيات التحتية الضرورية إلرساء تعلم‬ ‫في ضوء ما سبق‪ ،‬ال ميكن للباحث أن يجحد‬ ‫بدء عملية التعلم عن بعد‪ ،‬أصدرت الوزارة في‬
‫عن بعد يواكب الطفرة الكبيرة التي تشهدها‬ ‫املجهودات الكبيرة التي بذلها األساتذة‬ ‫الثاني من أبريل ‪ ،2020‬بالغا جديدا عنونته‬
‫منظومات التربية والتكوين في دول الشمال‬ ‫واملفتشون وأطر الوزارة الوصية سواء على‬ ‫بـ‪:‬احلصيلة املرحلية لعملية التعليم عن بعد‪،‬‬
‫الرائدة‪.‬‬ ‫املستوى املركزي أو على املستوى اجلهوي‬ ‫وذكرت فيه أن معدل املستعملني ملنصة‪Telm‬‬ ‫و‬
‫نرجو بعد زوال الوباء وانتهاء األزمة وخروجنا‬ ‫واحمللي من أجل إنتاج عدد هام من املوارد‬ ‫‪ ،midTICE‬بلغ حوالي ‪ 600‬ألف مستعمل(ة)‬
‫من احلجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية‪،‬‬ ‫الرقمية والسمعية البصرية‪ ،‬وكل ذلك من أجل‬ ‫يوميا‪،‬كما بلغ مجموع املواردالرقميةاملصورةال‬
‫أال ننبذ التعلم عن بعد وراء ظهورنا ونعود‬ ‫تأمني االستمرارية البيداغوجية في ظرفية‬ ‫تي مت إنتاجها ‪ 3000‬موردا‪.‬‬
‫لالكتفاء بالتعلم التقليدي احلضوري الذي لم‬ ‫صعبة وفي ظل أزمة وباء كورونا فيروس‪.‬‬ ‫لكن ماذا عن تالميذ العالم القروي؟‬
‫يعد مسايرا للثورة التكنولوجية واملعلوماتية‬ ‫لكن البد لتقييم برنامج التعلم عن بعد كما‬ ‫أتى في بالغ الوزارة ولـ»ضمان االنصاف‬
‫الكبيرة التي جتتاحنا بقوة‪.‬‬ ‫مت تصريفه في ظل اجلائحة‪ ،‬سواء من لدن‬ ‫وتكافؤ الفرص وتقليص الفوارق بني األسر‬
‫ولكي ال نظل في نهج تدبير األزمة‪،‬‬ ‫الوزارة على مستوى التخطيط والتشريع‬ ‫التي تتوفر على التجهيزات وتلك التي ال تتوفر‬
‫واستعدادا منا للقادم الذي جنهله مالمحه‬ ‫والـتأطير القانوني واملواكبة اإلعالمية‪ ،‬أو على‬ ‫على هذه التجهيزات وأخذا بعني االعتبار‬
‫وشكله ومواصفاته‪ ،‬علينا أن نستعد ملتطلبات‬ ‫مستوى انخراط أطر التربية والتكوين السيما‬ ‫وضعية بعض املناطق بالعالم القروي غير‬
‫وحتديات العصر الذي نعيش فيه‪ ،‬ومن أجل‬ ‫األساتذة واألستاذات‪ ،‬من التساؤل حول مدى‬ ‫املربوطة بشبكة األنترنيت‪ ،‬فقد شرعت الوزارة‬
‫مستقبل فلذات أكبادنا‪ ،‬علينا أن نستفيد‬ ‫توفر الشروط واملعايير التي متكننا من إجراء‬ ‫في نفس التاريخ في بث الدروس املصورة‪ ،‬في‬
‫كثيرا من التكنولوجيا التي تسعى لتيسير‬ ‫التقومي املوضوعي املناسب‪.‬‬ ‫مرحلة أولى‪ ،‬عبر «القناة الثقافية» مع إعطاء‬
‫حياتنا اليومية‪ ،‬البد من التفكير والتخطيط‬ ‫غير أن النقطة األضعف والشك في العملية‬ ‫األولوية للمستويات اإلشهادية‪».‬‬
‫للمناهج الرقمية التي جتعلنا قادرين على‬ ‫كلها‪ ،‬هو املرسل إليه بالدرجة األولى‪ ،‬أي‬ ‫وذكرت الوزارة أن قناة األمازيغية شرعت في‬
‫التكيف ومواجهة كافة الوضعيات الطارئة‬ ‫التالميذ‪ /‬املتعلمون واملتعلمات‪ ،‬وهم في‬ ‫بث دروس مصورة‪ ،‬ابتداء من االثنني ‪ 23‬مارس‬
‫واملستجدة‪.‬‬ ‫تقديرنا احملك للحكم على عمليات التعلم عن‬ ‫‪ ،2020‬ثم تلتها «قناة العيون» منذ الثالثاء‬
‫على الوزارة أن تعلن عن برامج مكثفة للتكوين‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫مما مكن من تغطية جميع‬ ‫‪ 24‬مارس ‪ّ ،2020‬‬
‫عن بعد توجه لألساتذة واملفتشني واإلداريني‬ ‫ال ميكننا إجراء تقومي كمي لهذه العملية‪،‬‬ ‫املستويات الدراسية من السنة األولى ابتدائي‬
‫والطلبة املتدربني‪.‬‬ ‫سواء لدى األساتذة أو لدى املتعلمني في ظل‬ ‫إلى السنة الثانية بكالوريا‪.‬‬
‫ويجب أيضا توفير العتاد املعلوماتي‬ ‫تباين شروط وظروف التعلم عن بعد‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫وحسب الوزارة فعدد الدروس اليومية التي‬
‫واألجهزة وجعلها في متناول رجال التعليم‬ ‫الوسائل والوسائط واحملتويات التي استطاع‬ ‫تبثها القنوات التلفزية الوطنية الثالث هو‬
‫ونسائه وجميع أطر القطاع من أجل االنخراط‬ ‫التالميذ الوصول إليها وتلقي احملتويات من‬ ‫‪ 56‬درسا كل يوم‪ ،‬مبا مجموعه ‪ 730‬درسا منذ‬
‫اجلماعي في مجتمع تكنولوجيا املعلومات‬ ‫معينها‪.‬‬ ‫انطالق هذه العملية‪.‬‬
‫واالتصاالت‪.‬‬ ‫فهل ميكننا أن نقول إن الذين تلقوا تعليمهم‬ ‫أما عدد الدروس املصورة التي مت إنتاجها‬
‫*أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي‬ ‫عن طريق التلفزة‪ ،‬والذين تلقوا تعليمهم عن‬ ‫إلى غاية األربعاء فاحت أبريل‪،‬فبلغ حوالي‬
‫لمهن التربية والتكوين فاس‬ ‫بعد بواسطة املواقع واملنصات التي وضعتها‬ ‫‪ 2600‬درسا على املستوى املركزي واجلهوي‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪29‬‬
‫ملف‬

‫جائحة كورونا فرصة لتحديد إختياراتنا املستقبلية وبناء الدولة اإلجتماعية‬


‫مضت حوالي سبعة عقود ونيف على آخر أزمة غذائية عاشها املغرب بني سنتي ‪ 1944-1945‬ناجتة عن اجلفاف‬
‫وتصدير املواد األولية إلى فرنسا التي كانت داخلة في احلرب‪ ،‬وعرفت هذه األزمة بعام “البون”كما ستسمي األجيال‬
‫احلالية سنة ‪ 2020‬بعام “كورونا” فقليلون هم األشخاص الذين عايشوا تلك األزمة او وعوها ما يزالون على قيد‬
‫احلياة‪ ،‬وما يذكر بها هو فيديو يتم الترويج له في وسائط التواصل االجتماعي يظهر صور البؤس واحلرمان التي‬
‫كانت عليها شرائح واسعة من الشعب املغربي وأحد موظفي املخزن أو محسن يتفضل على كل واحد بحفنة من القمح‬
‫أو الشعير‪.‬‬ ‫ذ‪/‬عبد اجلليل باحدو *‬

‫للخرافة واألساطير ومتجيد الذات والدعاء على الكفار‪،‬‬


‫مع أنهم لم يساهموا مبثقال ذرة في إبداع وإنشاء هذه‬
‫داخليا وخارجيا‪ ،‬وفي احملصلة مت إضعاف احلكم املركزي‪،‬‬
‫وإضعاف اجليش املغربي وهزميته عسكريا في إسلي‬
‫ارتباط تاريخ املغرب باألوبئة واملجاعات‬
‫إن األجيال احلالية‪ ،‬وخاصة الذين لم تتح لهم فرصة‬
‫الوسائل‪ ،‬ولو أغلقها الكفار املتحكمون في منابعها في‬ ‫‪ 1844‬وتطوان ‪ 1860‬وما ترتب عن ذلك من غرامات مالية‬ ‫دراسة تاريخ املغرب‪ ،‬صدموا‪ ،‬ولم يتقبلوا أويفهموا اجتياح‬
‫وجوههم ألصبحوا “صم بكم عمي فهم ال يعقلون” إن هذا‬ ‫ومعاهدات جتارية وديبلوماسية تقدم امتيازات مجزية‬ ‫وباء “كورونا ‪ ”19‬لبالدنا‪ ،‬مع أن تاريخ املغرب وحتوالته‬
‫التناقض الذي كشف عنه الوباء‪ ،‬بني إجراءات متقدمة‬ ‫لبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا التي كانت تتنافس‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية مرتبط أشد االرتباط‪،‬‬
‫للدولة والفكر املتخلف ‪ ،‬يظهر أن املغرب في حاجة إلى‬ ‫في ما بينها للسيطرة على املغرب‪ ،‬إذ مت إقرار مبدإ حرية‬ ‫مثله في ذلك مثل باقي األمم والشعوب‪ ،‬باألوبئة واجلوائح‬
‫معاجلة مشكلة التخلف املتعددة األبعاد واملتداخلة‪ ،‬وإن‬ ‫التجارة وتنقل التجار األوربيني وحق استغالل الشواطئ‬ ‫واملجاعات‪ ،‬وكان أشدها وقعا وتأثيرا عليه تلك التي حدثت‬
‫كان أخطرها هو التخلف الفكري وما ترسب عنه من‬ ‫املغربية وإلغاء حق الدولة املغربية في حتديد الواردات‬ ‫في القرنني الثامن والتاسع عشر‪ ،‬حيث تعاقبت عليه مجاعات‬
‫قيم وقناعات عفا عنها الزمن‪ ،‬ولن يتم ذلك إال عن طريق‬ ‫والصادرات بناء على حاجياتها الداخلية وفرض نظام‬ ‫واألوبئة بصورة دورية ومتقاربة “ فكانت األوبئة واملجاعات‬
‫إصالح التعليم من خالل مشروع تربوي يعلى من شأن‬ ‫احلماية الفردية الذي أنشأ فئة من احملميني املسلمني‬ ‫جترف كل عشر أوخمسة عشرة سنة لقسم هام من ثروة‬
‫العقل ويعزز قيم العقالنية واحلرية واإلبداع‪.‬‬ ‫واليهود ‪...‬الخ إلى أن انتهى املسلسل بأن فقد املغرب‬ ‫املغرب احليوانية والبشرية‪ ،‬مبن فيها من األطر اإلدارية‬
‫عالم ما بعد كورونا وخيارات املغرب‬ ‫استقالله ومت تقاسمه بني فرنسا وإسبانيا‪.‬‬ ‫والعسكرية والثقافية‪ ،‬كانت القوى املنتجة ووسائل النقل‬
‫يدخل املغرب الشهر الثالث في مواجهة اجلائحة بعزم‬ ‫إجراءات متقدمة للدولة وتشويش الفكر‬ ‫تتعرض للتدمير وكان األمن يختل‪ ،‬والعلم يضمحل فكانت‬
‫وإرادة صلبة وباختيارات جنبت بالدنا‪ ،‬مقارنة مع دول‬
‫متقدمة ومتلك إمكانيات هائلة‪ ،‬كارثة الوباء وحصره في‬
‫املتخلف‬ ‫البالد ترتد إلى الوراء”‪1.‬‬
‫وتذكر املراجع التاريخية أن األوبئة واجلوائح كانت تأتي‬
‫يتعرض املغرب اآلن‪ ،‬في القرن الواحد والعشرين المتحان‬
‫حدود دنيا‪.‬‬ ‫جديد في مواجهة‪ ،‬ما يجمع عليه العالم بأنها أخطر‬ ‫إلى املغرب من أوروبا‪ ،‬باعتباره جزءا من حوض البحر‬
‫بكل تأكيد فإن معظم التحليالت السياسية واالقتصادية‬ ‫جائحة عرفتها البشرية مقارنة مع ما شهدته املجتمعات‬ ‫األبيض املتوسط أو من مصر واحلجاز في أعقاب مواسم‬
‫والفلسفية جتمع على أن عالم ما بعد كورونا لن يكون عالم‬ ‫من تقدم علمي وتكنولوجي‪ ،‬وخاصة في مجال الطب‬ ‫احلج‪ ،‬كانت أوربا قد أصيبت بالطاعون األسود في منتصف‬
‫ما قبله‪ ،‬وأن تغييرات ستطال موازين القوى اجليوسياسية‬ ‫واألبحاث الفيروسية‪ ،‬وقد كان املغرب سباقا إلى اتخاذ‬ ‫القرن الرابع عشر وأتى على قسم كبير من سكانها‪ ،‬فكانت‬
‫وستفرز قوى دولية جديدة‪ ،‬كما أنها ستمس مناحي حياة‬ ‫إجراءات جريئة ومتقدمة وموفقة في مواجهة اجلائحة‪،‬‬ ‫مناسبة‪ ،‬باإلضافة إلى عوامل فكرية وثقافية أخرى نضجت‪،‬‬
‫البشر على مستوى االختيارات االقتصادية والسياسية‬ ‫من إغالق جميع احلدود‪ ،‬اجلوية والبحرية واألرضية‪،‬‬ ‫للقيام باألبحاث العلمية لفهم آلية األوبئة وتطوير وسائل‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬فمن الدروس التي يتم تداولها‬ ‫وإعالن حالة الطوارئ‪ ،‬وإنشاء صندوق للتضامن وجلنة‬ ‫الوقاية منها‪ ،‬فكان ذلك منطلقا لتزايد عدد سكانها وإجناز‬
‫على نطاق واسع وبوضوح من هذه األزمة التي لم يسبق‬ ‫اليقظة االجتماعية ملواجهة انعكاسات الوباء على‬ ‫ثوراتها الفالحية والصناعية والتجارة البحرية والقيام‬
‫لها مثيل‪.‬‬ ‫االقتصاد وحتديد اإلجراءات املواكبة‪ ،‬تعبئة الصناعة‬ ‫باكتشاف عوالم جديدة‪.‬‬
‫‪ - 1‬ان األيدلوجية الليبرالية الغربية‪ ،‬أي الرأسمالية‬ ‫الوطنية وحتويل جزء منها لتوفير مواد وأجهزة طبية‬ ‫أما عندنا في املغرب‪ ،‬وعلى شاكلة باقي الدول العربية‬
‫املتوحشة والعوملة‪ ،‬قد استنفذت جتربتها ومقوماتها‬ ‫متقدمة‪ ،‬استنفار قطاع الصحة املدني والعسكري‪ ،‬وتعزيز‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬فقد ظل الفكر الغيبي واخلرافي هو السائد في‬
‫وأظهرت حدود فاعليتها‪ ،‬بل ميكن القول فشلها‪.‬‬ ‫قدراته املادية والبشرية من صندوق التضامن‪ ،‬وكان‬ ‫التعامل مع األوبئة‪ ،‬إذ اعتبرها “العلماء” والفقهاء عالمة‬
‫‪ - 2‬ضعف العوملة وإفالس التعاون الدولي‪ ،‬حيث‬ ‫من بني أهم القرارات التي اتخذتها الدولة‪ ،‬التي ضحت‬ ‫على غضب الله بسبب تفشي الفساد وانتشار الظلم‪ ،‬وذهب‬
‫برزت على السطح األنانية الوطنية‪ ،‬فأغلقت الواليات‬ ‫باالقتصاد مفضلة حماية املواطنات واملواطنني وصحتهم‬ ‫بعضهم إلى االعتقاد بأن الوقاية واحلجر الصحي هروب من‬
‫املتحدة‪ ،‬زعيمة العالم احلر‪ ،‬حدودها في وجه أقرب‬ ‫وسالمتهم‪ ،‬إغالق األماكن العامة من مقاهي ومطاعم‬ ‫قضاء الله وقدره وتشبه بالنصارى‪ ،‬ولعل من اخطر نتائج‬
‫حلفائها‪ ،‬وظهرت أوربا غير متماسكة‪ ،‬إذ فضلت كل دولة‬ ‫وفنادق وحمامات وأندية‪ ....‬وهو اإلغالق الذي ستكون له‬ ‫هذا التفكير أن املغرب بقي خاضعا لكوابح ملتوية التي كانت‬
‫مصلحتها على مصلحة االحتاد األوربي‪ ،‬كما أن عجزها‬ ‫انعكاسات سلبية وقاسية على أصحابها وعلى االقتصاد‬ ‫تستهلك رأسماله البشري وتساهم في تأخره‪ ،‬ويكفي أن نقدم‬
‫واضطرابها بدا جليا في مواجهة األزمة‪ ،‬سواء بالنسبة‬ ‫الوطني‪ ،‬غير أن ما كان مثيرا لالنتباه إزاء هذا اإلجراء هو‬ ‫بعض األرقام عن اخلسائر البشرية التي كانت نتيجة طاعون‬
‫للفيروس أو الوضعية االقتصادية واملالية واالجتماعية‬ ‫تلك األصوات الشاذة التي تعالت لتندد بإغالق املساجد‪،‬‬ ‫‪ “ 1800 - 1799‬فقد بلغت في الرباط ‪ 20.000‬من أصل‬
‫الناجمة عنها‪.‬‬ ‫وتعلن تكفير الدولة واملجتمع (أبو النعيم ‪ -‬أمنوذجا)‬ ‫‪ 30.000‬نسمة وفي فاس ‪ 65.000‬ومراكش ‪ 50.000‬والقصر‬
‫‪ - 3‬انهيار النموذج االقتصادي والسياسي الذي‬ ‫وتنظيم “تظاهرات التكبير” في النوافذ وعلى األسطح‬ ‫الكبير ‪ 10.000‬من أصل ‪ 20.000‬والصويرة ‪ 4500‬وأسفي‬
‫حاول الغرب فرضه على العالم‪ ،‬والذي قلب القواعد‬ ‫فيختلط األمر على الناس‪ ،‬أهم في القرون الوسطى أم‬ ‫‪ 5000‬فيما فقدت تطوان في شهرين ‪ 8000‬نسمة”‪ 2‬ثم حل‬
‫املنطقية لبناء الدول بجعل عالم املال‪ ،‬واألسر القليلة‬ ‫في القرن الواحد والعشرين وخاصة عندما تدعو إحدى‬ ‫باملغرب طاعون آخر سنة ‪ 1820 - 1818‬وأعقبته كوليرا بني‬
‫املتحكمة فيه‪ ،‬هو املتحكم في السياسي والثقافي واإلعالم‪،‬‬ ‫الزوايا املغرب بكل مكوناته “لالنخراط في احلملة‬ ‫‪ ،1895 - 1878‬ويذكر مؤرخو هذه املرحلة أن بعض املدن‬
‫وخلق مجتمعات االستهالك والربح السريع وضرب الدولة‬ ‫اإللكترونية الوطنية للدعاء واالبتهال إلى الله لرفع الوباء‬ ‫والقرى خلت من سكانها‪.‬‬
‫االجتماعية وخنقها بواسطة املؤسسات املالية الدولية‬
‫(صندوق النقد الدولي والبنك العاملي)‪.‬‬
‫مبناسبة منتصف شعبان” وكأن الزاوية أصبحت مختبرا‬ ‫اجلوائح الطبيعية والعوامل السياسية‬
‫‪ - 4‬إفالس التعاون الدولي وعجز األمم املتحدة‪،‬‬
‫علميا لألبحاث الوبائية والفيروسية تسابق الزمن إليجاد‬
‫عالج أو لقاح للوباء وتطلب الدعم واملدد‪ ،‬هذا فضال عن‬
‫والفكرية متهد لضياع االستقالل‬
‫املتحكم في أجهزتها وقراراتها‪ ،‬عن القيام بالدور الذي‬ ‫لقد أدت األوبئة واجلوائح واملجاعات وحتى غزوات‬
‫األصوات التي تردد إن الله سلط علينا الوباء لتنبيهنا‬ ‫اجلراد في القرنني الثامن والتاسع عشر إلى ضعف البنية‬
‫أنشئت من أجله‪.‬‬ ‫إلى ضرورة العودة إلى التعاليم اإلسالمية الصحيحة وأن‬
‫‪ - 5‬انتشار كساد عاملي وارتفاع نسب البطالة في‬ ‫السكانية‪ ،‬وإثارة الفنت بني القبائل وتشجيع بعضها على‬
‫علينا التوبة واالستغفار إلى غير ذلك من االدعاءات التي‬ ‫االستقالل مبناطقها من لدن القوى األوربية املتربصة‬
‫جميع الدول‪.‬‬ ‫يروج لها املتأسلمون وجتار الدين عبر وسائل التواصل‬
‫‪ - 6‬إثقال كاهل معظم الدول بالديون في ظرف توقفت‬ ‫باملغرب وبتحالف مع الزوايا التي طاملا تخلت عن دورها‬
‫االجتماعي التي يستغلونها إلى أبعد احلدود للترويج‬ ‫الديني وسلطتها الروحية لتمارس العمل السياسي‬
‫فيه عجلة االقتصاد الوطني والدولي‪.‬‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪30‬‬
‫ملف‬
‫فيها‪ ،‬أساسا‪ ،‬على جانب إصالح املنظومة التعليمية‪،‬‬ ‫وإجماال مت فرض توجهات واختيارات اقتصادية مبنية على‬ ‫هذه اخلالصات‪ ،‬وإن كانت مؤقتة‪ ،‬هي مبثابة إعالن عن‬
‫فإننا نرى أنه ال بأس من إعادة أهم املقترحات التي‬ ‫الفالحة والسياحة والتجارة اخلارجية وهي السياسة التي‬ ‫انتهاء العوملة بصيغتها احلالية ودخول العالم في مفصل‬
‫تقدمنا بها‪.‬‬ ‫جعلتنا نستهلك ما ال ننتج وننتج ما ال نستهلك‪ ،‬وجعلت‬ ‫جديد من تاريخه ينهي ترتيبات ونتائج احلرب العاملية‬
‫فعلى املستوى السياسي‪ ،‬أكدنا أنه ال بد من التوفر‬ ‫ميزان األداءات‪ ،‬دائما‪ ،‬لغير صالح املغرب‪.‬‬ ‫الثانية ويعيد تشكل موازين قوى اقتصادية وعسكرية‬
‫على إرادة سياسية حقيقية لبناء دولة احلق والقانون‬
‫ومجتمع بديل مبقوماته الضرورية في مجال احلياة‬
‫رب ضارة نافعة‬ ‫وسياسية وبروزا أنظمة بديلة عن تلك التي أبانت عن‬
‫عجزها ومحدودية تدابيرها ملواجهة اجلائحة وعواقبها‪،‬‬
‫يقال‪ ،‬رب ضارة نافعة‪ ،‬وكم من نقمة في طيها نعمة‪ ،‬وقد‬
‫السياسية واالقتصادية والثقافية وسيادة القانون‪.‬‬ ‫جاء الوباء كنعمة من السماء في ظرف عزم فيه املغرب على‬ ‫إذ أصبح احلكم على الدول يتم من خالل جناعة اإلجراءات‬
‫‪ -‬جتسير العالقة بني املشروع املجتمعي وبني مشاريع‬ ‫إعادة النظر في النموذج التنموي‪ ،‬ليسهل على اللجنة املكلفة‬ ‫والتدابير املتخذة ملواجهة الوباء والتغلب عليه وعلى آثاره‬
‫التربية واالقتصاد‪ ،‬وذلك باالستثمار في الرأسمال‬ ‫بإعداد املشروع العمل ويضع أمامها تشريحا للواقع املغربي‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وهكذا لم يكن محرجا للعديد من‬
‫البشري وربطه بالقيمة االقتصادية للعملية التربوية‬ ‫انطالقا من قراءة واقعية ملشاكله ويفسر بصورة مركبة‬ ‫الدول‪ ،‬التوجه نحو الصني وروسيا وربط عالقات معها‪،‬‬
‫مبا يضمن االستجابة لسوق العمل واحتياجات‬ ‫اجلوانب التاريخية والسياسية واالقتصاية واالجتماعية في‬ ‫دون أن تخشى غضب حليفها االكبر‪.‬‬

‫‪ -‬وضع استراتيجية تقطع مع سياسة املغرب النافع‬


‫التنمية‪.‬‬ ‫عالقتها باملعيقات الداخلية واخلارجية وهي التحديات التي‬ ‫دروس األزمة‬
‫عليه مواجهتها على املديني املتوسط والبعيد‪.‬‬ ‫في ضوء هذه التحوالت‪ ،‬مطلوب من املغرب أن‬
‫واملغرب غير النافع املوروثة عن مغرب القبائل والزوايا‬ ‫لقد أظهرت اجلائحة هشاشة منوذجنا التنموي وانعكاساته‬ ‫يستخلص الدروس من األزمة وعدم معاجلتها على‬
‫والتي أقرتها وحافظت عليها املرحلة االستعمارية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية ولذلك سيكون علينا إعادة النظر في‬ ‫أنها ازمة عابرة‪ ،‬بعد أن تأخذ احلياة مجراها عند‬
‫وإعطاء اهتمام خاص للبادية وسكانها وإتاحة الفرصة‬ ‫هذا النموذج بتغيير االختيارات األساسية في ارتباطها‬ ‫رفع احلجر الصحي‪ ،‬ذلك أنها كانت افتحاصا وفحصا‬
‫الندماجها في نسيج وطني يضمن الرقي االجتماعي‬ ‫باملجاالت االقتصادية واملالية العاملية واألسواق بتقليص‬ ‫طبيا دقيقا لواقعها وضعتنا وجها لوجه أمام حقائق‬
‫والكرامة االنسانية‪.‬‬ ‫تبعيتنا للخارج وتغيير منوذج االستهالك وبالتحول نحو‬ ‫أوضاعنا االقتصادية واالجتماعية واملالية بإيجابياتها‬
‫فرصة استثنائية لوضع أسس مغرب جديد‬ ‫الداخل بحثا عن االستقاللية والتحكم في املصائر الداخلية‬ ‫وسلبياتها‪ ،‬ومن املكتسبات التي حققتها هذه احملنة‬
‫ال تتوفر حاليا التقديرات التي سيتحملها االقتصاد‬ ‫لنصبح مالكني ومتحكمني في مصائرنا‪ ،‬فسياستنا التنموية‪،‬‬ ‫والتي يجب التذكير بها‪:‬‬
‫املغربي على مستوى الناجت الداخلي اخلام وال‬ ‫ال ينبغي أن توضع بناء على توجيهات وضغوطات املؤسسات‬ ‫‪ -‬كان املغرب في املوعد واتخذ إجراءات استباقية‬
‫اخلسائر التي ستمس القطاعات احليوية لالقتصاد‬ ‫املالية الدولية‪ ،‬وهي السياسة التي ضربت وخربت القطاعات‬ ‫حلماية املواطنات واملواطنني وضمان سالمتهم‪ ،‬مفضال‬
‫ألن مدة احلجر الصحي املتوقعة غير مضبوطة‪ ،‬وكل‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وخاصة التعليم والصحة وهي السياسة نفسها‬ ‫الصحة على االقتصاد‪.‬‬
‫ما هو مؤكد‪ ،‬حسب املختصني في االقتصاد‪ ،‬أن كلفة‬ ‫التي كانت في القرن التاسع عشر مقدمة الستعمار املغرب‪.‬‬ ‫‪ -‬إنشاء صندوق التضامن اخلاص بتدبير جائحة‬
‫اجلائحة ستكون ثقيلة على االقتصاد املغربي في‬ ‫لقد برهنت جتربة التخطيط اخلماسي ‪ 1964 - 1959‬على‬ ‫كورونا لتوفير األمن االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬والذي‬
‫املنظور املتوسط‪ ،‬غير أن ما يعزينا‪ ،‬هو أن امتحان‬ ‫جناعة دور الدولة األساسي في التنمية من خالل إقامتها‬ ‫أظهر كرم وتضامن وتكافل فئات وشرائح واسعة من‬
‫الوباء وجناح املغرب في اخلروج منه بأقل اخلسائر‪،‬‬ ‫ورعايتها للقطاع العام «إنشاء سوناسيد‪ ،‬سوماكا‪ ،‬معامل‬ ‫املجتمع املغربي‪ ،‬باستثناء قطاع من البورجوازية‬
‫وبتحقيق وحدة وطنية وتعزيز الشعور باالنتماء إلى‬ ‫السكر‪ ،‬لسمير‪ ،‬االسمنت» ‪...‬الخ‪ .‬وهي قطاعات منتجة‬ ‫أخلف املوعد‪ ،‬كدأبه‪ ،‬بالرغم من االمتيازات واملكاسب‬
‫الوطن‪ ،‬يوفر فرصة غير مسبوقة للتفكير في املستقبل‬ ‫ومحققة لألرباح مت التخلي عنها في إطار اخلوصصة‬ ‫التي حققها لعقود بفضل عطاءات الدولة وتسهيالتها‪،‬‬
‫إلعادة النظر في اختياراتنا األساسية ووضع األسس‬ ‫للقطاع اخلاص الذي أبان عن محدودية دوره في القطاعات‬ ‫وجند في مقدمة املتخلفني شركات التأمني واألبناك‬
‫ملغرب حداثي دميقراطي قادر على إجناز قفزة نوعية‬ ‫األساسية وعجزه عن خلق الوظائف التي تستجيب ملتطلبات‬ ‫والشركات املتعددة اجلنسيات املستفيدة من العديد‬
‫في كل املجاالت واحتالل املكانة الالئقة به بني األمم‪.‬‬ ‫سوق الشغل واحتياجات التنمية‪ .‬وللحقيقة والتاريخ‪ ،‬فإن‬ ‫من االمتيازات والتي حتقق أرباحا خيالية على حساب‬
‫وفي األخير‪ ،‬ال بد أن نوجه حتية إجالل وإكبار إلى‬ ‫ما يسمى البورجوازية املغربية‪ ،‬ومنذ نشأة نواتها األولى في‬ ‫املغرب‪.‬‬
‫هيأة األطباء واملمرضني وكل موظفي قطاع الصحة على‬ ‫القرن التاسع عشر من املعامالت التجارية مع الدول الغربية‬ ‫‪ -‬حضور الدولة بقوة وبقرارات واضحة وجريئة‬
‫تضحياتهم وجهودهم ونضالهم في الصفوف األمامية‬ ‫واالستفادة من ريع املخزن‪ ،‬لم تبرهن في أي مرحلة من تاريخ‬ ‫وسريعة‪ ،‬األمر الذي جعل معظم القوى املجمعية‬
‫للمعركة‪ ،‬حتية لنساء ورجال السلطة واألمن والدرك‬ ‫املغرب على قيادتها للمجتمع وال على جرأة ودينامية لتحقيق‬ ‫الوطنية تصطف وراءها‪.‬‬
‫واجليش والقوات املساعدة والوقاية املدنية على ما‬ ‫التراكم الرأسمالي وإشاعة العلم والتنوير مثل نظيراتها في‬ ‫‪ -‬استعادة املجتمع املغربي لتماسكه وتضامنه‬
‫يبذلونه من جهود وما يتحملونه من مشاق حفاظا على‬ ‫دول أخرى‪ ،‬بل اقتصر دورها ومنذ وزيعة إكس ليبان‪ 3‬على‬ ‫وعودة الوعي الوطني وحماس التضامن والتطوع‬
‫صحة املواطنني في ظروف صعبة‪.‬‬ ‫الريع واالمتيازات و»لهموز»‪! ‬‬ ‫والتكافل مبا يذكرنا بفترة ثورة امللك والشعب ‪1953‬‬
‫كل الفخر واالعتزاز بأعضاء الهيأة التعليمية الذين‬ ‫لذلك‪ ،‬تصبح عودة الدولة إلى دورها في القطاع العام أمرا‬ ‫‪ 1955 -‬واملسيرة اخلضراء ‪.1975‬‬
‫انخرطوا بكل أريحية للدفع بتجربة التعلم عن بعد‬ ‫ضروريا للتحرر من التبعية وبناء مجتمع بديل مبقوماته‬ ‫‪ -‬بروز العديد من الكفاءات املغربية داخل املغرب‬
‫وضمان تعلم التلميذات والتالميذ‪ ،‬حتية جلنود اخلفاء‬ ‫الضرورية في مجال احلياة السياسية واالقتصادية والثقافية‬ ‫وخارجه والتي ال ميكن إال أن نعتز مببادراتها‬
‫ولكل من يساهم في حماية الوطن والعمل على رفعته‪.‬‬ ‫وسيادة القانون وإعادة التوازن للمبادالت مع الدول‪ ،‬سواء‬ ‫وابداعاتها التي ترفع رأس املغرب عاليا‪.‬‬
‫إنه كلما توفرت اإلرادة السياسية احلقيقية التي‬ ‫كانت غربية أو شرقية‪ ،‬مبا يحقق مبدأ رابح رابح‪.‬‬ ‫ضرورة عودة الدولة االجتماعية‬
‫يدعمها اإلجماع الوطني‪ ،‬كلما كان املغرب قادرا على‬
‫مواجهة التحديات وتدبير األزمات‪ .‬فليفتح باب األمل‬
‫إصالح التعليم منطلق كل إصالح‬ ‫إن هذه االيجابيات التي مت رصدها‪ ،‬على أهميتها‪ ،‬ال‬
‫إن إصالح التعليم يبقى قطب الرحى لكل اإلصالحات‬ ‫ميكن أن حتجب عنا نقط الضعف واالختالالت التي كشفت‬
‫*رئيس التضامن اجلامعي املغربي‬ ‫األخرى‪ ،‬إذ هو رافعة اإلصالحات االقتصادية‬ ‫عنا األزمة في املجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪،‬‬
‫إحاالت‬ ‫والسياسية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬فكل تفكير في‬
‫مشروع مجتمعي بديل يؤسس له بثورة تعليمية قادرة‬
‫فهناك هشاشة اجتماعية تطال ماليني األسر وهناك فقر مدقع‬
‫في البوادي وفوارق طبقية وسوء توزيع الدخل القومي‪،‬‬
‫‪ - 1‬تاريخ األوبئة واملجاعات باملغرب محمد االمني‬ ‫على مواجهة التحديات سواء املتعلقة بالهوية املرجعية‬ ‫وهشاشة النموذج التنموي وانعكاساتها على نظامي التعليم‬
‫البزاز منشورات كلية األداب والعلوم اإلنسانية‬ ‫والفلسفية أو القدرة على االندماج الفعال في اقتصاد‬ ‫والصحة‪ ،‬وكل ذلك ناجت عن االختيارات اخلاطئة التي تبنتها‬
‫بالرباط – سلسلة رسائل وأطروحات رقم ‪- 18‬‬ ‫املعرفة أواملساهمة في زرع قيم احلداثة والدميقراطية‬ ‫الدولة حلل االشكاالت املتعلقة بالتنمية والعدالة االقتصادية‬
‫‪ 1992‬دار النجاح الدارالبيضاء‪ ،‬وقد أخذنا عنه‬ ‫في املجتمع وتوطينها في سلوك األجيال الصاعدة‪،‬‬ ‫واالجتماعية وهي اختيارات حصر في مأزقها املغرب ألسباب‬
‫معظم املعلومات املتعلقة باألوبئة واجلوائح التي‬ ‫ولذلك إن كل رهان على التنمية مرتبط بحجم االستثمار‬ ‫تاريخية اهتبال الفرصة احلالية للتخلص منها على املدى‬
‫املخصص إلنتاج املعرفة‪ ،‬هذه املعرفة التي حققت ثورة‬ ‫البعيد‪.‬‬
‫ضربت املغرب‪.‬‬ ‫تخترق كل احلدود وتزيح النظام التعليمي القدمي‬ ‫لقد عمل الغرب‪ ،‬وفي طليعته القوى االستعمارية‪ ،‬على‬
‫‪ - 2‬أرقام أوردها محمد املنصور في كتابه « املغرب‬ ‫وتنشئ نظاما جديدا‪ ،‬وذلك بسبب السهولة والسرعة‬ ‫استغالل املغرب وإهانته وقهره عسكريا وإدماجه في السوق‬
‫قبل االستعمار» املجتمع والدولة والدين ‪- 1792‬‬ ‫في الولوج إلى املعرفة‪ ،‬واتساع قاعدة املستفيدين من‬ ‫الرأسمالية العاملية لتغذيتها مبا هي في حاجة إليه من مواد‬
‫‪ 1822‬املركز الثقافي العربي الدارالبيضاء ‪2006‬‬ ‫تكنولوجيا املعلومات‪.‬‬ ‫أولية وجعله سوقا ملنتوجاتها بعد أن خرب الصناعات‬
‫‪ - 3‬اكس ليبان بلدة فرنسية جرت فيها مباحثات‬ ‫ولئن كنا في التضامن اجلامعي املغربي قد سبق لنا أن‬ ‫الوطنية التي كانت قائمة في القرنني التاسع عشر والعشرين‬
‫ساهمنا بدراسة قدمناها للجنة النموذج التنموي‪ ،‬ركزنا‬ ‫وعرقل كل تصنيع وطني أو استقالل اقتصادي بعد االستقالل‪،‬‬
‫استقالل املغرب‪Aix les bains‬‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪31‬‬
‫استشارة‬

‫االستشارة القانونية‬
‫من الخدمات التي تقدمها التضامن الجامعي المغربي لمنخرطيها ومنخرطاتها المشورة القانونية واإلدارية وتقديم الدعم والمساندة عندما يتعرض المعنيون‬
‫باألمر للحيف أو الشطط ومؤازرتهم أمام المحاكم والقضاء اإلداري فضال عن دورها في التوعية والتنوير وتعميم ثقافة الحق والواجب‪ ،‬وتفتح «الجريدة التربوية»‬
‫هذا الباب لتوفير مجال أوسع من «المرشد التضامني» لنشرها وتعميم فائدتها على أعضاء األسرة التعليمية‪.‬‬
‫وتتميمه بواسطة املرسوم رقم ‪29( 2.04.675‬‬ ‫مجلس التدبير‪.‬‬ ‫والتعليم العمومي كما مت تغييره وتتميمه بواسطة‬ ‫وضعية املوظفني احملتفظ بهم بعد بلوغ حد‬
‫دجنبر‪ )2004‬واملرسوم رقم ‪ 13( 2.07.112‬يوليوز‬ ‫• ميكن للمدير أن يعقد اجتماعا للمجلس لكن‬ ‫املرسوم رقم ‪ 29( 2.04.675‬دجنبر‪ )2004‬واملرسوم‬
‫‪ ) 2007‬و قـرار لوزير التربية الوطنية رقـم‪2071.01‬‬ ‫التنفيذ قد يكون صعبا إما لعيب قانوني قد يشوب‬ ‫رقم ‪ 13( 2.07.112‬يوليوز ‪ ) 2007‬على ما يلي‬ ‫سن التقاعد‬
‫صادر في ‪ 7‬رمضان‪ 23(1422‬نوفمبر‪. )2001‬‬ ‫املقترحات ‪ ،‬او لكون السياق احمللي والوطني ال‬ ‫‪ »:‬تناط مبجالس األقسام املهام التالية ‪ :‬اقتراح‬ ‫< يسعدني أن أتقدم إليكم لالستفسار عن وضعيتي‬
‫املادية واإلدارية‪ ،‬بعد أن توصلت بقرار اإلحالة على‬
‫‪----------------‬‬ ‫يسمح بذلك كحرمان التلميذ من اجتياز امتحان‬ ‫القرارات التأديبية في حق التالميذ غير املنضبطني‬
‫التقاعد يبتدئ مفعوله بتاريخ ‪ ،2019/12/31‬هل‬
‫أشهادي مثال‬ ‫وفق مقتضيات النظام الداخلي للمؤسسة‪« .‬‬
‫طلب إلغاء االنتقال‬ ‫باعتبار أن مجلس القسم املنعقد على شكل هيئة‬ ‫ونصت عدد من النصوص على أن الغش في‬ ‫سأتقاضى تعويضا عن املدة التي سأشتغل فيها‬
‫< شاركت في احلركة االنتقالية الوطنية األخيرة‪،‬‬ ‫لالنضباط يتداول في شأن املخالفات املرتكبة من‬ ‫االمتحانات اإلشهادية هو من املخالفات التي‬ ‫إلى نهاية السنة؟هل سيبقى اقتطاع االنخراط لفائدة‬
‫ومتت تلبية طلبي‪ ،‬ولكن لظروف عائلية استثنائية‬ ‫طرف تلميذ ‪ ،‬فإنه يتعني أخذ االحتياطات التالية‪:‬‬ ‫تقتضي عرضها على أنظار املجالس التأديبية‪.‬‬ ‫الصندوق املغربي للتقاعد جاريا خالل هذه الفترة؟‬
‫قاهرة‪ ،‬أود أن ألغي انتقالي واالحتفاظ مبنصبي‬ ‫• اعتيار أن احلق في التمدرس حق دستوري يتعني‬ ‫ومثل املذكرة الوزارية رقم ‪ 2‬بتاريخ ‪ 1‬رجب ‪1412‬‬ ‫> يشرفني أن ألفت نظركم إلى أن منشور رئيس‬
‫األصل‪ ،‬ماهي اإلجراءات اإلدارية املتبعة إللغاء‬ ‫احلرص الشديد على احترامه ؛‬ ‫املوافق ل‪ 7‬يناير ‪ 1992‬بشأن محاربة ظاهرة الغش‬ ‫احلكومة رقم ‪ 2014/12‬بتاريخ ‪،2014/11/05‬‬
‫انتقالي؟‬ ‫• اعتماد املقاربة احلقوقية في عرض أي حالة على‬ ‫في االمتحانات واملذكرة الوزارية رقم ‪ 99‬بتاريخ ‪8‬‬ ‫حول كيفية تطبيق املرسوم بقانون رقم ‪2.14.596‬‬
‫> يشرفني إخباركم أن املذكرة الوزارية ‪102x19‬‬ ‫مجلس االنضباط ؛‬ ‫مارس ‪ ،1999‬فقد نصت املذكرة الوزارية رقم ‪116‬‬ ‫بتاريخ ‪ 2014/09/02‬قد نص على أن املوظفني‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 01‬أكتوبر ‪ 2019‬اخلاصة باحلركة‬ ‫• أن يكون األب أو ولي األمر قد اطلع على النظام‬ ‫بتاريخ ‪ 13‬محرم ‪ 1410‬املوافق ل‪ 16‬أغسطس ‪1989‬‬ ‫اخلاضعني للنظام األساسي اخلاص مبوظفي‬
‫االنتقالية اخلاصة بهيأة التدريس لسنة  ‪2020‬‬ ‫الداخلي للمؤسسة وصادق عليه باعتبار النظام‬ ‫بشأن محاربة ظاهرة الغش في االمتحانات في فقرة‬ ‫وزارة التربية الوطنية واألساتذة الباحثني الذين‬
‫تنص في مقتضياتها العامة على أن كل مشارك ثم‬ ‫الداخلي عقدة بني األسرة واملؤسسة؛‬ ‫اإلجراءات التأديبية على‪« :‬تتخذ العقوبات من لدن‬ ‫سيتم االحتفاظ بهم طبقا ألحكام املرسوم بقانون‬
‫إرضاؤه‪ ،‬يفقد احلق في منصبه السابق‪ ،‬ويكون‬ ‫• أن يكون النظام الداخلي محينا ومتضمنا‬ ‫مجلس انضباط املؤسسة التي ينتمي إليها التلميذ‬ ‫املشار إليه‪ ،‬يستمرون في الوضعية القانونية التي‬
‫ملزما بااللتحاق مبنصبه اجلديد‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن طلبات‬ ‫للمخالفات التي يتعني اجتنابها ومنها تلك التي‬ ‫على أساس تقرير جلنة احلراسة ‪ ،‬وذلك بالنسبة‬ ‫كانوا يتوفرون عليها في تاريخ االحتفاظ بهم‪ ،‬مع‬
‫إلغاء االنتقال‪ ،‬لن تقبل بأية صفة من الصفات ‪،‬‬ ‫عرض بسببها التلميذ على املجلس ‪ .‬يتجلى التحيني‬ ‫جلميع دورات االمتحان ‪ ،‬ماعدا الدورة الثالثة‪،‬‬ ‫كل ما يترتب عن ذلك من حقوق وواجبات‪ ،‬السيما‬
‫ومهما كانت املبررات‪.‬‬ ‫في ذكر العقوبات التي قد يتعرض لها التلميذ كما‬ ‫وتقترح العقوبات على النحو التالي‪:‬‬ ‫االستفادة من األجرة ومن الترقية املستحقة كما هي‬
‫‪----------------‬‬ ‫هو احلال بالنسبة للغش في االمتحانات بعد صدور‬ ‫في املرة األولى ‪ :‬متنح نقطة ‪ 0‬في املادة التي ثبت‬ ‫محددة طبقا للمقتضيات التشريعية والتنظيمية‬
‫اجلاري بها العمل‪ ،‬وبالتالي فإن اقتطاع االنخراط‬
‫احتســــاب األقدمية للترقــــي‬ ‫املرسوم األخير مثال؛‬ ‫عليه الغش فيها ‪......‬‬
‫لفائدة الصندوق املغربي للتقاعد سيشمل هذه‬
‫< إطاري أستاذة التعليم الثانوي اإلعدادي‪ ،‬مت‬ ‫• أن يكون النظام الداخلي للمؤسسة غير قابل‬ ‫في املرة الثانية ‪ :‬إضافة إلى اإلجراءات السابقة‬
‫للطعن بحيث يجب أن يكون مصادقا عليه من طرف‬ ‫يوبخ التلميذ من لدن مجلس االنضباط وال يستفيد‬ ‫الفترة املضافة‪.‬‬
‫رفض طلبي للترشيح للترقي في الدرجة باالختيار‬
‫من الدرجة ‪ 2‬إلى الدرجة ‪ 1‬برسم سنة ‪ ،2019‬علما‬ ‫مدير األكادميية اجلهوية للتربية والتكوين ؛‬ ‫من اجلبر في الدورات النهائية ‪.‬‬ ‫‪----------------‬‬
‫أنني قضيت في الدرجة الثانية ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وذلك‬ ‫• أن يتضمن امللف تقريرا في موضوع املخالفة مع‬ ‫أما املذكرة الوزارية رقم ‪ 238‬بتاريخ ‪ 12‬جمادى‬ ‫مجالس األقسام وهيئة االنضباط‬
‫ابتداء من فاحت يناير ‪ 2010‬إلى غاية ‪ 31‬دجنبر‬ ‫التدقيق فيها زمانا ومكانا وأدلة وشهود؛‬ ‫الثانية ‪1412‬املوافق ل‪ 19‬دجنبر ‪ 1991‬حول نقطة‬ ‫< استفسركم عن انعقاد مجالس األقسام على شكل‬
‫‪ 2019‬كما ورد في املذكرة الوزارية رقم ‪19-142‬‬ ‫•استدعاء األب والتلميذ واالستماع اليهما في‬ ‫السلوك واملواظبة‪ :‬فقد نصت في فقرة حاالت‬ ‫هيئة لالنضباط ‪،‬وكيف ينبغي حتصني مقترحاتها؟‬
‫بتاريخ ‪ 17‬دجنبر ‪ 2019‬اخلاصة بالترقي في الدرجة‬ ‫محضر رسمي من طرف املجلس؛‬ ‫اإلخالل بالسلوك‪« :‬تعرض املخالفات املنصوص‬ ‫> تكتسي مجالس األقسام أهمية قصوى في‬
‫باالختيار برسم سنة ‪ ،2019‬ومن شروط الترشيح هاته‬ ‫• وجوب حضور أغلب أعضاء املجلس والسيما‬ ‫عليها في النظام الداخلي على مجلس االنضباط‪،‬‬ ‫منظومتنا التعليمية وذلك لتأثير قراراتها على حياة‬
‫املذكرة‪ ،‬استيفاء شرط ‪ 10‬سنوات في الدرجة ‪ 2‬إلى‬ ‫ممثل جمعية اآلباء؛‬ ‫وميكن لهذا املجلس أن يقرر على ضوئها النقطة‬ ‫املتمدرس «ة» وتقومي مساره الدراسي‪.‬‬
‫غاية ‪ 31‬دجنبر ‪ 2019‬ألجل ذلك أطلب منكم مؤازرتي‬ ‫• تفادي حضور صاحب التقرير اجتماع املجلس‬ ‫التي متنح للتلميذ إضافة إلى العقوبات املنصوص‬ ‫تصدر عن مداوالت مجالس األقسام قرارات حاسمة‬
‫أمام القضاء اإلداري في مواجهة اإلدارة السترداد حقي‬ ‫ضمانا للحيادية؛‬ ‫عليها في النظام الداخلي‪.‬‬ ‫ال ميكن الطعن فيها أوالتراجع عنها ما عدا في حالة‬
‫في الترشيح للترقي في الدرجة برسم سنة ‪.2019‬‬ ‫• مراعاة النصوص التنظيمية املؤطرة لسلوك‬ ‫ومن خالل ما سبق ذكره ميكن تقدمي مجموعة‬ ‫طلب إعادة أو تغيير التوجيه أو ثبوت خطأ مادي‬
‫> هذا منوذج من العديد من املراسالت التي ترد‬ ‫التالميذ داخل املؤسسة؛‬ ‫من املالحظات واالستنتاجات حسب ما يلي‪:‬‬ ‫عند احتساب املعدل مثال‪ .‬فقد نصت املادة ‪ 34‬قـرار‬
‫سنويا على التضامن اجلامعي املغربي‪ ،‬يشتكي‬ ‫• التعامل بحذر مع بعض العقوبات املقترحة من‬ ‫• ان مجلس القسم املنعقد على شكل هيئة‬ ‫لوزير التربية الوطنية رقم‪ 2071.01‬صادر في‬
‫أصحابها من «ظلم» اإلدارة في طريقة احتساب‬ ‫طرف املجلس خصوصا تلك التي تضمنتها املذكرة‬ ‫لالنضباط ال يقدم إال اقتراحات فقط‪ .‬مبعنى أنها‬ ‫‪ 7‬رمضان‪ 23(1422‬نوفمبر‪ )2001‬بشأن النظام‬
‫مدة أقدميتهم في الدرجة‪ ،‬من أجل التقييد في‬ ‫الوزارية رقم ‪ 14/8877‬بتاريخ ‪ 17/10/2014‬بشأن‬ ‫غير ملزمة؛‬ ‫املدرسي في التعليم األولي واالبتدائي والثانوي‬
‫جدول الترقي‪ ،‬وتوضيحا لهذا األمر‪ ،‬وتعميما‬ ‫القرارات التأديبية ملجالس األقسام بحيث يجب‬ ‫• ميكن للمدير أال يعقد اجتماعا للمجلس ولو رفع‬ ‫على اآلتي ‪( :‬تعتب ــر قرارات مجالس األقسام غير‬
‫للفائدة نذكر بأنه يتم احتساب سنة واحدة في‬ ‫أال تكون اخلدمات املقدمة لفائدة املؤسسة حاطة‬ ‫األستاذ تقريرا ضد تلميذ ما؛‬ ‫قابلة للمراجعة‪ ،‬ماعدا في حالة تغيير التوجيه أو‬
‫األقدمية في الدرجة‪ ،‬أو في العمل‪ ،‬بعد مرور سنة‬ ‫بالكرامة وماسة بحقوق اإلنسان؛‬ ‫• لم تعمد الدوائر املسؤولة عن حتديد الئحة‬ ‫األخطاء املادية املتعلقة باحتساب املعدالت ونقل‬
‫كاملة‪ ،‬ويبدأ مفعولها من تاريخ اليوم املوالي‬ ‫• حترير محضر رسمي في املوضوع يوضح‬ ‫املخالفات املمكن ارتكابها زمانا ومكانا وكذا‬ ‫النقط‪ .‬وفي هذه احلالة‪ ،‬يتم تصحيح األخطاء من‬
‫آلخر يوم من مرور سنة‪ ،‬وليس ابتداء من تاريخ‬ ‫مقترحات املجلس وليس قراراته؛‬ ‫اجلزاءات املناسبة لها؛‬ ‫لدن املجلس املختص باملؤسسة )‪.‬‬
‫آخر يومها‪ .‬ففي حالة املدرسة املشتكية‪ ،‬جند أنها‬ ‫• يحرر املدير بصفته املسؤول األول واألخير عن‬ ‫• ال تتضمن األنظمة الداخلية ألغلب املؤسسات‬ ‫أما إذا انعقدت على شكل هيأة لالنضباط فإنها‬
‫وجلت الدرجة الثانية بتاريخ‪  31 ‬دجنبر ‪، 2010‬‬ ‫تنفيذ املقترح قرارا إداريا يسرد فيه احليثيات‬ ‫الئحة باملخالفات مدققة باستثناء تلك الواردة في‬ ‫تصدر توصيات أو اقتراحات وفق مقتضيات النظام‬
‫فهو‪ ،‬إذا‪ ،‬بداية تاريخ مفعول أقدميتها في الدرجة‪،‬‬ ‫القانونية واملرجعيات املؤطرة وال سيما قانون‬ ‫دليل احلياة املدرسية أو احلاالت املرتبطة بالغش‬ ‫الداخلي للمؤسسة‪.‬‬
‫بذلك‪ ،‬فإنها لن تستوفي عشر سنوات كاملة في‬ ‫تعليل القرارات اإلدارية كما يسرد العقوبة املتخذة‬ ‫في االمتحانات‪ .‬وعلى سبيل احلصر ال تدقق‬ ‫يتم عرض التالميذ (ات) املخالفني(ات) للنظام‬
‫الدرجة ‪ 2‬إال في تاريخ‪ 1 ‬يناير‪ 2020 ‬وليس في‬ ‫ومدتها؛‬ ‫األنظمة الداخلية للمؤسسات في العنف املدرسي‬ ‫الداخلي للمؤسسة على أنظار مجالس االنضباط ‪،‬‬
‫تاريخ‪.2019/12/31 ‬‬ ‫• يتم إخبار أب التلميذ بالقرار وتسلم له نسخة‬ ‫مبختلف أنواعه وكذا اجلزاءات املرتبطة به؛‬ ‫ذلك أن هذا النظام يحدد أنواع هذه املخالفات وكذا‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬جتدر اإلشارة إلى أنه عندما‬ ‫منه مقابل توقيع‪.‬‬ ‫• في حالة رفض املدير عقد اجتماع للمجلس‬ ‫اجلزاءات التي يجب اتخاذها إزاء كل مخالفة و‬
‫يستوفي املوظف الشروط النظامية لالستفادة من‬ ‫• إن املدير غير ملزم بتطبيق مقترح املجلس إذا‬ ‫إثر تقرير رفعه أستاذ أوموظف ضد تلميذ فإن‬ ‫ميكن أن يتم عرض التالميذ‪/‬ات مباشرة على أنظار‬
‫الترقية املنصوص عليها في تاريخ‪ 12/31 ‬من‬ ‫رأى في ذلك أمرا مخالفا للنصوص التنظيمية؛‬ ‫املالحظ هو سكوت النصوص عن املسطرة الواجب‬ ‫هذه املجالس ما دامت درجة املخالفة املرتكبة من‬
‫السنة‪ ،‬ويحال على املعاش قبل بدء سريان مفعول‬ ‫• ميكن مراجعة مقترحات املجلس كلما اقتضت‬ ‫اتباعها لتحريك انعقاد املجلس‪ .‬غير أن األعراف‬ ‫طرفهم تفوق مانصت عليه بعض املذكرات –املذكرة‬
‫الترقية؛ احملدد في فاحت يناير من السنة‪ ،‬فإن ذلك ال‬ ‫املصلحة ذلك لكونها تختلف شكال ومضمونا عن‬ ‫الدميوقراطية واإلدارية تقتضي مصادقة أغلب‬ ‫‪ 238‬على سبيل املثال –وذلك حسب السلطة‬
‫يحول دون استفادته من الترقية‪ ،‬بعدما مت تقييده في‬ ‫اختصاصات مجلس القسم الواردة في املادة ‪ 29‬من‬ ‫أعضاء املجلس على طلب انعقاد املجلس كورقة‬ ‫التقديرية لرئيس املؤسسة‪.‬‬
‫جدول الترقي وأصبح متوفرا على الشروط النظامية‬ ‫املرسوم رقم ‪ 376‬صادر في ‪ 6‬جمادى األولى ‪1423‬‬ ‫ضغط على املدير أو مراسلة املديرية اإلقليمية في‬ ‫لقد نصت املادة ‪ 29‬من املرسوم ‪ 2.02.376‬صادر‬
‫في التاريخ املنصوص عليه‪ ،‬والذي هو‪ 12/31 ‬من‬ ‫(‪ 17‬يوليو ‪)2002‬مبثابة النظام األساسي اخلاص‬ ‫املوضوع أو مناقشة املوضوع في اجتماع تقييم‬ ‫في ‪ 6‬جمادى األولى ‪ 17( 1423‬يوليو ‪)2002‬مبثابة‬
‫السنة‪ ،‬ألن األمر يتعلق بحق مكتسب‪.‬‬ ‫مبؤسسات التربية والتعليم العمومي كما مت تغييره‬ ‫احلصيلة نهاية السنة الدراسية على مستوى‬ ‫النظام األساسي اخلاص مبؤسسات التربية‬
‫العدد ‪ 83‬ماي ‪2020‬‬ ‫‪32‬‬
‫قضاء‬

‫املرض العقلي يجعل من االنقطاع عن العمل مبررا واضطراريا‬


‫حيث صح ما عاب به الطالب القرار‬ ‫أيدته مبقتضى القرار املطعون فيه‪.‬‬ ‫التثبيت الصادرة عن الوزير بتاريخ‬ ‫· لئن كانت اإلدارة متلك صالحية‬
‫املطعون فيه‪ ،‬ذلك أنه لئن كان طبقا‬ ‫في الوسيلة الوحيدة للطعن‬ ‫‪ ،21/04/2014‬غير أنه فوجئ بتوصله‬ ‫سحب قراراتها اإلدارية غير‬
‫للقاعدة العامة أن اإلدارة متلك صالحية‬ ‫حيث يعيب الطالب القرار املطعون‬ ‫بقرار إلغاء التثبيت املذكور‪ ،‬وأن عليه‬
‫سحب قراراتها اإلدارية غير املشروعية‬ ‫فيه بعدم االرتكاز على أساس قانوني‬ ‫االلتحاق فورا بنيابة الرباط‪ ،‬وأن هذا‬
‫املشروعة داخل األجل احملدد‬
‫داخل األجل احملدد في دعوى اإللغاء‬ ‫وبانعدام التعليل‪ ،‬ذلك أن احملكمة‬ ‫القرار مشوب بالتجاوز في استعمال‬ ‫في دعوى اإللغاء إال أن القاعدة‬
‫إال أن القاعدة املذكورة ال تسري على‬ ‫في تأييدها للحكم املستأنف لم تتقيد‬ ‫السلطة ومبخالفة القانون وخاصة‬ ‫املذكورة ال تسري على القرارات‬
‫القرارات املعدومة والتي من صورها‬ ‫مبقتضيات املادة ‪ 14‬من املرسوم عدد‬ ‫املرسوم رقم ‪ 672-11-2‬واملادة ‪ 35‬من‬ ‫املعدومة والتي من صورها مخالفة‬
‫مخالفة القانون الذي ال يعدو مجرد‬ ‫‪ 672-11-2‬بتاريخ ‪23/12/2011‬‬ ‫القانون رقم ‪ ،00/01‬وكذا بخرقه مبدأ‬ ‫القانون الذي ال يعدو مجرد عمل‬
‫عمل مادي ال يكتسي حصانة مبضي‬ ‫بشأن إحداث وتنظيم املراكز اجلهوية‬ ‫املساواة والدستور واملساس بحقوق‬ ‫مادي ال يكتسي حصانة مبضي‬
‫املدة املقررة للسحب كما ال يكتسي‬ ‫ملهن التربية والتكوين التي تضم‬ ‫مكتسبة وخرق مبدأ توازي املساطر‪،‬‬
‫أي حق مكتسب‪ ،‬واحملكمة في تعليل‬ ‫هيأة التدريس بها أطر هيأة األساتذة‬ ‫وصدوره عن جهة غير مختصة ما دام‬
‫املدة املقررة للسحب كما ال‬
‫قضائها وإن اعتمدت على مقتضى املادة‬ ‫الباحثني واألساتذة املبرزين للتعليم‬ ‫أنه من أطر هيأة التدريس املزاولني‬ ‫يكتسي أي حق مكتسب‪.‬‬
‫‪ 14‬احملتج بها من املرسوم املؤرخ في‬ ‫الثانوي التأهيلي واملوظفون الذين‬ ‫لعملهم مبركز تكوين املعلمني ومستوفي‬ ‫قرار محكمة النقض رقم ‪321/1‬‬
‫‪ 23/12/2011‬بشأن إحداث وتنظيم‬ ‫تتوفر فيهم شروط ومعايير يتم حتديدها‬ ‫لشروط مزاولة نفس املهام‪ ،‬وأن نقله‬ ‫بتاريخ ‪25/02/2016‬‬
‫املراكز اجلهوية ملهن التربية والتكوين‪،‬‬ ‫مبقرر للسلطة احلكومية املكلفة بالتعليم‬ ‫لنيابة الرباط يخالف املقتضيات‬ ‫ملف إداري رقم ‪4555/4/1/2015‬‬
‫ومذكرة وزير التربية الوطنية بتاريخ ‪2‬‬ ‫املدرسي‪ ،‬واحلال أن املطلوب ال يدخل‬ ‫املنظمة لنقل املوظفني املنصوص عليها‬
‫يوليوز ‪ 2013‬التي توضح شروط تثبيت‬ ‫في أي زمرة منها بل هو مجرد أستاذ‬ ‫في الفصل ‪ 38‬مكرر من النظام األساسي‬ ‫الوكيل القضائي للمملكة ضد عبد‬
‫هيأة أطر التدريس باملراكز اجلهوية‬ ‫التعليم الثانوي التأهيلي كلف بصورة‬ ‫العام للوظيفة العمومية الذي يوجب أن‬ ‫القادر شكيري‬
‫للتربية والتكوين‪ ،‬والقرار املتخذ بشأن‬ ‫مؤقتة بالتدريس مبركز املعلمني بالرباط‬ ‫يكون بناء على طلب‪ ،‬وبعد استشارة‬ ‫حيث يستفاد من وثائق امللف‪،‬‬
‫ذلك املثبت السم املطلوب في النقض‬ ‫مبدة زمنية محددة هي املوسم الدراسي‬ ‫اللجنة اإلدارية املتساوية األعضاء فضال‬ ‫ومن القرار املطعون فيه الصادر عن‬
‫فإنها لم تتحقق من الشروط الواجب‬ ‫لسنة ‪ ،2012-2013‬كما أنها لم تأخذ‬ ‫عن انعدام السبب لكون مقر عمله منذ‬ ‫محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‬
‫اعتمادها للعمل في املراكز اجلهوية ملهن‬ ‫بعني االعتبار املعطيات احلقيقية للنزاع‬ ‫‪ 30‬سنة وهو مركز تكوين املعلمني الذي‬ ‫بتاريخ ‪ 21/09/2015‬في امللف رقم‬
‫التربية والتكوين‪ ،‬وظروف قيام اإلدارة‬ ‫عندما استندت على كون املطلوب كان‬ ‫أصبح املركز اجلهوي‪ ،‬كما أن القرار‬ ‫‪ 242/7205/2015‬عدد ‪ 3708‬أن‬
‫بسحب قرار التثبيت لتمكني محكمة‬ ‫يقوم مبهام التدريس مبركز املعلمني‬ ‫مشوب كذلك باالنحراف في استعمال‬ ‫املطلوب عبد القادر شكيري تقدم‬
‫النقض من بسط وقابتها‪ ،‬وبذلك جعلت‬ ‫بسطات منذ ‪ 1981‬وبنفس املهام مبركز‬ ‫السلطة بعد أن تعرض القتطاع أجره‬ ‫مبقال أمام احملكمة اإلدارية بالرباط‬
‫قرارها ناقص التعليل املوازي النعدامه‬ ‫الرباط بتاريخ ‪ 20‬شتنبر ‪ ،1983‬واحلال‬ ‫بزعم ترك وظيفته‪ ،‬ملتمسا إلغاء القرار‬ ‫بتاريخ ‪ 11/11/2014‬يعرض فيه‬
‫مما يعرضه للنقض‪.‬‬ ‫أن هذه املراكز لم يعد لها وجود بعد أن‬ ‫الصادر عن وزير التربية الوطنية املضمن‬ ‫أنه عني للعمل مبركز تكوين املعلمني‬
‫وحيث إن حسن سير العدالة ومصلحة‬ ‫حلت محلها املراكز اجلهوية ملهن التربية‬ ‫برسالته املؤرخة في ‪ 17/10/2014‬الذي‬ ‫مبقتضى قرار لوزير التربية الوطنية‪،‬‬
‫الطرفني يقتضيان إحالة القضية على‬ ‫والتكوين مبوجب املرسوم رقم ‪672-‬‬ ‫قضى بإلغاء التثبيت للتدريس باملركز‬ ‫وبناء على صدور املرسوم رقم ‪672-‬‬
‫نفس احملكمة‪.‬‬ ‫‪ 11-2‬الصادر بتاريخ ‪،23/12/2011‬‬ ‫اجلهوي ملهن التربية والتكوين بالرباط‬ ‫‪ 11-2‬املؤرخ في ‪ 23-12-2011‬في‬
‫وتبعا لذلك يكون التثبيت املستند عليه‬ ‫وبااللتحاق بنيابة الرباط والتعيني من‬ ‫شأن إحداث وتنظيم املراكز اجلهوية‬
‫لهذه األسباب‬ ‫من طرفها للتدريس باملراكز اجلهوية‬ ‫طرف نائبها في منصب مالئم‪ ،‬وبعد‬ ‫ملهن التربيةوالتكوين صدرت مذكرة‬
‫قضت محكمة النقض بنقض القرار‬ ‫للتربية والتكوين هو والعدم سواء ومن‬ ‫تخلف اإلدارة عن اجلواب قضت احملكمة‬ ‫وزارية في ‪ 02/07/2013‬بشأن تثبيت‬
‫املطعون فيه وبإحالة القضية على نفس‬ ‫حق اإلدارة التراجع عنه في أي وقت‬ ‫بإلغاء القرار املذكور مع ما يترتب عن‬ ‫التعيني صدرت الئحة بأسماء األساتذة‬
‫احملكمة للبت فيها من جديد وبتحميل‬ ‫وحني وال يخول أي حق مكتسب‪ ،‬لذلك‬ ‫ذلك قانونا بحكم استأنفه الطالبان أمام‬ ‫املثبت تعيينهم باملراكز اجلوية احملدثة‬
‫املطلوب في النقض الصائر‪.‬‬ ‫يتعني نقض القرار املطعون فيه‪.‬‬ ‫محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط التي‬ ‫وكان من ضمنهم مبوجب رسالة‬

‫الت�ضامن الجامعي المغربي يعزي‬ ‫بال�شفاء العاجل ألخينا حميد مربوع‬


‫في وفاة والدة أ‬
‫ال�ستاذ محمد بنزرهوني‬
‫يتقدم أعضاء املكتب الوطني‪،‬‬
‫وبهذه املناسبة األليمة يتقدم املكتب الوطني‬ ‫ببالغ احلزن واألسى تلقى املكتب الوطني للتضامن‬ ‫املجلس الوطني والطاقم‬
‫واملجلس الوطني للجمعية بأصدق التعازي‬ ‫اجلامعي املغربي نعي السيدة الفاضلة رحمة‬ ‫اإلداري جلمعية التضامن‬
‫واملواساة إلى األستاذ محمد بنزرهوني‪ ،‬وإلى جميع‬ ‫السوماري والدة األستاذ محمد بنزرهوني مدير‬ ‫اجلامعي املغربي مبتمنياتهم‬
‫أفراد العائلة داعني العلي القدير أن يسدل شآبيب‬ ‫مديرية املوارد البشرية بوزارة التربية الوطنية‬ ‫الصادقة بالشفاء العاجل لألخ‬
‫رحمته على الفقيدة ويلهم ذويها الصبر والسلوان‪.‬‬ ‫والتكوين املهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪،‬‬ ‫حميد مربوع‪ ،‬الكاتب اإلقليمي‬
‫الرئي�س‬ ‫وإنا لله وإنا إليه راجعون‬ ‫والتي وافاها األجل احملتوم يوم اخلميس ‪ 17‬أبريل‬ ‫السابق للتضامن اجلامعي‬
‫عبد الجليل باحدو‬ ‫‪.2020‬‬ ‫املغربي فرع مديونة‪ ،‬ومراسل‬
‫اجلمعية باملديرية اإلقليمية لوزارة التربية الوطنية‬
‫في وفاة ال�سيدة فاطمة الزهراء خديري ابنة أ‬
‫ال�ستاذة نعيمة غليظ‬ ‫والتكوين املهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪،‬‬
‫الذي أصيب يوم الثالثاء ‪ 25‬فبراير ‪ 2020‬بوعكة‬
‫واملجلس الوطني والطاقم اإلداري للجمعية بأصدق‬ ‫ببالغ احلزن واألسى تلقى املكتب الوطني للتضامن‬
‫صحية مفاجئة استدعت نقله إلى مصحة استشفائية‬
‫التعازي واملواساة إلى األستاذة نعمية غليظ‪ ،‬وإلى‬ ‫اجلامعي املغربي نعي السيدة فاطمة الزهراء‬
‫بالدار البيضاء‪ ،‬وباملناسبة ندعو العلي القدير أن‬
‫جميع أفراد العائلة‪ ،‬داعني العلي القدير أن يسدل‬ ‫خديري ابنة األستاذة نعيمة غليظ عضو املجلس‬
‫مين على األستاذ املناضل النبيل بالشفاء واستعادة‬
‫شآبيب رحمته على الفقيدة ويلهم ذويها الصبر‬ ‫الوطني للتضامن اجلامعي املغربي‪ ،‬والتي وافاها‬
‫عافيته‪ ،‬ليعود إلى أسرته وذويه‪ ،‬ويستأنف نشاطه‬
‫والسلوان‪.‬‬ ‫األجل احملتوم يوم األربعاء ‪ 08‬أبريل ‪ 2020‬بالديار‬
‫التربوي واجلمعوي واإلنساني في خدمة قضايا‬
‫«وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا‬ ‫اإلسبانية إثر أزمة قلبية مفاجئة‪.‬‬
‫أسرة التعليم‪.‬‬
‫إنا لله وإنا إليه راجعون»‬ ‫وبهذه املناسبة األليمة يتقدم املكتب الوطني‬

You might also like