You are on page 1of 24

‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ،2‬ص ص ‪ ،250-229‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪1439/2018‬هـ)‬

‫‪229‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪ :‬ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﺗﺼﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬


‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺳﻌﻮﺩ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺑﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬

‫توظيفﻉ‪2‬الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬


‫ﻣﺞ‪,30‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2018‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫احلبيب بن بلقاسم‬
‫ﻣﺎﻳﻮ ‪ /‬ﺷﻌﺒﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫األستاذ املساعد بقسم اإلعالم‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة امللك سعود ‪،‬‬
‫‪229 - 250‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬
‫‪10.33948/1300-030-002-008‬‬ ‫‪:DOI‬‬
‫‪959766‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‪1437/3/‬هـ‪ ،‬وقبل للنرش يف ‪1439/3/24‬هـ)‬
‫للنرش يف ‪12‬‬
‫(قدمﺑﺤﻮﺙ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫الكلامت املفتاحية ‪Arabic:‬‬
‫النظرية االتصالية للتعليم والتعلم‪ ،‬الرتابطية‪ ،‬التقنيات احلديثة لإلعالم واالتصال‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪AraBase‬‬
‫العقدة‪ ،‬التفاعلية‪ ،‬التشاركية‪ ،‬التعاون‪ ،‬االستقاللية‪.‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫العملية التعليمية‪ ،‬الشبكة‪،‬‬
‫تعزيزها‬
‫ﺍﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ‬ ‫من خالل‬
‫ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‬ ‫األخرية وذلك‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ‪،‬‬ ‫السنوات‬
‫ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ‬ ‫التفاعلية يف‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪،‬املتعددة‬
‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫أمهية الوسائط‬ ‫ملخص البحث‪ :‬تزايدت‬
‫ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‬
‫ألمهية التواصل بني مجيع أطراف العملية التعليمية‪ ،‬األمر الذي حدا بعديد من الرتبويني بالبحث عن أفضل‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/959766‬التعليمية‪.‬‬
‫الطرق؛ لتوفري استخدام أفضل هلذه الوسائل التكنولوجية يف سبيل تطوير املخرجات‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫ويذهب العديد من اخلرباء يف البيداغوجيا إىل أن "التقنيات احلديثة للمعلومات واالتصال" تعد حال ًيا أهم‬
‫الوسائل التي يمكن أن تعمل عىل الدفع بتعليمنا خطوات كبرية إىل األمام‪ ،‬وتفتح أمامنا آفا ًقا رحبة لبلورة‬
‫إسرتاتيجيات تعليمية جديدة قادرة عىل الرفع من جودة التعليم بالوطن العريب‪.‬‬
‫من هذا املنطلق‪ ،‬فإن هذا البحث يسعى إىل دراسة املقاربة االتصالية للوسائط التفاعلية املتعددة يف املجال‬
‫الرتبوي‪ ،‬مع الرتكيز عىل فلسفة هذه النظرية يف توظيف التكنولوجيات احلديثة لالتصال واإلعالم يف‬
‫التصميم التعليمي‪ ،‬وذلك للرفع من جودة التعليم وحتقيق األهداف املرجوة منه‪.‬‬
‫ونطرح يف هذه الدراسة سؤالني حمورين اثنني مها‪ :‬ما هي األسس التي انبنت عليها املقاربة االتصالية يف‬
‫فهمها للعملية التعليمية‪ ،‬يف ظل التطورات اهلائلة يف جمال استخدام التكنولوجيات احلديثة يف التعليم؟ وإىل‬
‫أي حد يمكن اعتبار أن هذه املقاربة م ًّثلت ً‬
‫حال لبعض املشكالت البيداغوجية العالقة يف األنظمة واملقاربات‬
‫خصوصا يف عالقتها باستخدام الوسائط املتعددة والفضاءات اإللكرتونية اجلديدة يف جمال‬
‫ً‬ ‫الكالسيكية‪،‬‬
‫التعليم؟ ‪.‬‬

‫__________________‬
‫‪229‬‬ ‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ،2‬ص ص ‪ ،250-229‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪1439/2018‬هـ)‬
‫‪229‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺑﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻏﻼﻡ‪ .(2018) .‬ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ :‬ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﺗﺼﺎﻟﻴﺔ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ‪،‬‬
‫ﻣﺞ‪ ,30‬ﻉ‪ .250 - 229 ،2‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪959766/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺑﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻏﻼﻡ‪" .‬ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ :‬ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﺗﺼﺎﻟﻴﺔ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏﻣﺞ‪,30‬‬
‫توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬
‫ﻉ‪ .250 - 229 :(2018) 2‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪959766/Record/com.mandumah.search//:http‬‬

‫احلبيب بن بلقاسم‬
‫األستاذ املساعد بقسم اإلعالم‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة امللك سعود ‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬

‫(قدم للنرش يف ‪1437/3/12‬هـ‪ ،‬وقبل للنرش يف ‪1439/3/24‬هـ)‬

‫الكلامت املفتاحية ‪ :‬النظرية االتصالية للتعليم والتعلم‪ ،‬الرتابطية‪ ،‬التقنيات احلديثة لإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫العملية التعليمية‪ ،‬الشبكة‪ ،‬العقدة‪ ،‬التفاعلية‪ ،‬التشاركية‪ ،‬التعاون‪ ،‬االستقاللية‪.‬‬
‫ملخص البحث‪ :‬تزايدت أمهية الوسائط املتعددة التفاعلية يف السنوات األخرية وذلك من خالل تعزيزها‬
‫ألمهية التواصل بني مجيع أطراف العملية التعليمية‪ ،‬األمر الذي حدا بعديد من الرتبويني بالبحث عن أفضل‬
‫الطرق؛ لتوفري استخدام أفضل هلذه الوسائل التكنولوجية يف سبيل تطوير املخرجات التعليمية‪.‬‬
‫ويذهب العديد من اخلرباء يف البيداغوجيا إىل أن "التقنيات احلديثة للمعلومات واالتصال" تعد حال ًيا أهم‬
‫الوسائل التي يمكن أن تعمل عىل الدفع بتعليمنا خطوات كبرية إىل األمام‪ ،‬وتفتح أمامنا آفا ًقا رحبة لبلورة‬
‫إسرتاتيجيات تعليمية جديدة قادرة عىل الرفع من جودة التعليم بالوطن العريب‪.‬‬
‫من هذا املنطلق‪ ،‬فإن هذا البحث يسعى إىل دراسة املقاربة االتصالية للوسائط التفاعلية املتعددة يف املجال‬
‫الرتبوي‪ ،‬مع الرتكيز عىل فلسفة هذه النظرية يف توظيف التكنولوجيات احلديثة لالتصال واإلعالم يف‬
‫التصميم التعليمي‪ ،‬وذلك للرفع من جودة التعليم وحتقيق األهداف املرجوة منه‪.‬‬
‫ونطرح يف هذه الدراسة سؤالني حمورين اثنني مها‪ :‬ما هي األسس التي انبنت عليها املقاربة االتصالية يف‬
‫فهمها للعملية التعليمية‪ ،‬يف ظل التطورات اهلائلة يف جمال استخدام التكنولوجيات احلديثة يف التعليم؟ وإىل‬
‫أي حد يمكن اعتبار أن هذه املقاربة م ًّثلت ً‬
‫حال لبعض املشكالت البيداغوجية العالقة يف األنظمة واملقاربات‬
‫خصوصا يف عالقتها باستخدام الوسائط املتعددة والفضاءات اإللكرتونية اجلديدة يف جمال‬
‫ً‬ ‫الكالسيكية‪،‬‬
‫التعليم؟ ‪.‬‬

‫__________________‬
‫‪229‬‬ ‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ،2‬ص ص ‪ ،250-229‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪1439/2018‬هـ)‬
‫‪229‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬

‫احلبيب بن بلقاسم‬
‫األستاذ املساعد بقسم اإلعالم‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة امللك سعود ‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬

‫(قدم للنرش يف ‪1437/3/12‬هـ‪ ،‬وقبل للنرش يف ‪1439/3/24‬هـ)‬

‫الكلامت املفتاحية ‪ :‬النظرية االتصالية للتعليم والتعلم‪ ،‬الرتابطية‪ ،‬التقنيات احلديثة لإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫العملية التعليمية‪ ،‬الشبكة‪ ،‬العقدة‪ ،‬التفاعلية‪ ،‬التشاركية‪ ،‬التعاون‪ ،‬االستقاللية‪.‬‬
‫ملخص البحث‪ :‬تزايدت أمهية الوسائط املتعددة التفاعلية يف السنوات األخرية وذلك من خالل تعزيزها‬
‫ألمهية التواصل بني مجيع أطراف العملية التعليمية‪ ،‬األمر الذي حدا بعديد من الرتبويني بالبحث عن أفضل‬
‫الطرق؛ لتوفري استخدام أفضل هلذه الوسائل التكنولوجية يف سبيل تطوير املخرجات التعليمية‪.‬‬
‫ويذهب العديد من اخلرباء يف البيداغوجيا إىل أن "التقنيات احلديثة للمعلومات واالتصال" تعد حال ًيا أهم‬
‫الوسائل التي يمكن أن تعمل عىل الدفع بتعليمنا خطوات كبرية إىل األمام‪ ،‬وتفتح أمامنا آفا ًقا رحبة لبلورة‬
‫إسرتاتيجيات تعليمية جديدة قادرة عىل الرفع من جودة التعليم بالوطن العريب‪.‬‬
‫من هذا املنطلق‪ ،‬فإن هذا البحث يسعى إىل دراسة املقاربة االتصالية للوسائط التفاعلية املتعددة يف املجال‬
‫الرتبوي‪ ،‬مع الرتكيز عىل فلسفة هذه النظرية يف توظيف التكنولوجيات احلديثة لالتصال واإلعالم يف‬
‫التصميم التعليمي‪ ،‬وذلك للرفع من جودة التعليم وحتقيق األهداف املرجوة منه‪.‬‬
‫ونطرح يف هذه الدراسة سؤالني حمورين اثنني مها‪ :‬ما هي األسس التي انبنت عليها املقاربة االتصالية يف‬
‫فهمها للعملية التعليمية‪ ،‬يف ظل التطورات اهلائلة يف جمال استخدام التكنولوجيات احلديثة يف التعليم؟ وإىل‬
‫أي حد يمكن اعتبار أن هذه املقاربة م ًّثلت ً‬
‫حال لبعض املشكالت البيداغوجية العالقة يف األنظمة واملقاربات‬
‫خصوصا يف عالقتها باستخدام الوسائط املتعددة والفضاءات اإللكرتونية اجلديدة يف جمال‬
‫ً‬ ‫الكالسيكية‪،‬‬
‫التعليم؟ ‪.‬‬

‫__________________‬
‫‪229‬‬
‫ مقاربة اتصالية‬:‫ توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‬:‫احلبيب بن بلقاسم‬ 230

)*
The use of multimedia in Education: A Communication Approach

Dr. Habib Ben Belkacem


Assistant Professor, Mass Communication Dept, College of Arts, King Saud University,
Riyadh, Saudi Arabia

(Received 12/3/1437H; Accepted for publication 24/3/1439H)

Keywords: Communication theory of teaching and learning, connectivism, Educational process, the
network, Interactive, Participation, Cooperation , Independence.
through the promotion of in recent years Abstract: The importance of multimedia has increased
which prompted many educators to communication between all parties of the educational process
search for the best ways to provide better use of these technologies in order to develop educational
outcomes
Number of experts in pedagogy thinks that "new technologies of information and communication"
and open the most important way that can push our education great strides forward currently are
new horizons to build new educational strategies able to improve the quality of education in the Arab
World
this study seeks to examine the communicational approach of interactive From this point of view
with a focus on the philosophy of this approach in the multimedia in the educational field
in order recruitment of new technologies of communication and information in instructional design
to develop the quality of education and achieve the desired goals of it
Two questions are posed in this study: What are the foundations underlying the communicational
approach in its understanding of the educational process in the context of the massive developments
in the use of modern technologies in education? To what extent can considered that the
communicational approach represents a solution to some of the outstanding problems in the education
classical approaches especially in relation to the use of multimedia and new electronic spaces in the
field of education?
‫‪231‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫ولئن كان هناك إمجاع عىل رضورة مواكبة‬ ‫املقدمة‬


‫التطورات التكنولوجية يف جمال التعليم‪ ،‬فإن متثل‬ ‫يعيش عاملنا اليوم ثورة تكنولوجية غري مسبوقة يف‬
‫الظاهرة ومقاربتها من أجل تطوير املنظومة التعليمية‬ ‫تاريخ الشعوب‪ ،‬فقد ختطت التقنيات اجلديدة لإلعالم‬
‫لتحقيق التعلم املنشود‪ ،‬وإحداث التغريات املطلوبة يف‬ ‫واالتصال حدود الزمان واملكان‪ ،‬واخرتقت ثقافات‬
‫سلوك املتعلمني‪ ،‬يبقى حمل جدل كبري بني املهتمني‬ ‫الشعوب وتطورت فيها املعارف بصورة ملفتة‪.‬‬
‫بالشأن الرتبوي والتعليمي‪ .‬وتتعلق االختالفات‬ ‫وصاحب هذه الثورة التكنولوجية واملعلوماتية‬
‫بالتفسريات النظرية املختلفة حلدوث التعلم‬ ‫تغريا يف مقاربة العملية التعليمية ومفرداهتا وأدواهتا‪،‬‬
‫ً‬
‫واإلجابات عن األسئلة املتعددة حول خصائص‬ ‫وأصبح من خصائص التعليم يف ظل هذه الثورة‬
‫املتعلمني‪ ،‬وكيفية تعلمهم‪ ،‬والرشوط التي تيرس هذا‬ ‫االستمرارية‪ ،‬والتنوع‪ ،‬والثراء‪ ،‬والوصول احلر‬
‫التعلم وأحواله‪ ،‬واألساليب واإلجراءات املناسبة‬ ‫واآلمن‪ ،‬للمعلومة بوجه خاص واملعرفة بوجه عام‬
‫حلدوث التعلم‪ ،‬وكيفية تقويمهم‪.‬‬ ‫(أمحد‪2011 ،‬م‪.).‬‬

‫ومع انتشار العديد من التقنيات اجلديدة لالتصال‬ ‫وقد تزايدت أمهية تكنولوجيات االتصال‪ ،‬ال سيام‬
‫واإلعالم‪ ،‬ومع نمو ما يسمى بالتعليم اإللكرتوين عرب‬ ‫الوسائط املتعددة يف السنوات األخرية‪ ،‬وذلك من‬
‫اإلنرتنت وما واكبه من تطور يف التطبيقات‬ ‫خالل تعزيزها أمهية التواصل بني مجيع أطراف العملية‬
‫تغريا‬
‫ً‬ ‫والربجميات‪ ،‬تغريت طبيعة وأسس التعليم‬ ‫التعليمية‪ ،‬األمر الذي حدا بالعديد من الرتبويني‬
‫وهو ما جعل نظريات التعلم التقليدية‪،‬‬ ‫جذر ًيا‪.‬‬ ‫بالبحث عن أفضل الطرق لتوفري استخدام أفضل هلذه‬
‫مثل‪ :‬السلوكية واملعرفية‪ ،‬وحتى البنائية يف موقف‬ ‫الوسائل التكنولوجية يف سبيل تطوير املخرجات‬
‫صعب إزاء تفسري عمليات تعلم غري تقليدية تعتمد‬ ‫التعليمية‪.‬‬
‫باألساس عىل وسائط متعددة‪ ،‬تتسم بقدرهتا الفائقة يف‬ ‫ويذهب العديد من اخلرباء يف البيداغوجيا إىل أن‬
‫ترسيخ املعرفة عرب النص والصورة والصوت‬ ‫"التقنيات احلديثة للمعلومات واالتصال" تعد حال ًيا‬
‫(الغامدي‪2011 ،‬م‪.).‬‬ ‫أهم الوسائل التي يمكن أن تعمل عىل الدفع بتعليمنا‬
‫يف هذا اإلطار طور (جورج سيمنز‪2004 ،‬م‪ ،).‬يف‬ ‫خطوات كبرية إىل األمام‪ ،‬وتفتح أمامنا آفا ًقا رحبة لبلورة‬
‫السنوات األخرية‪ ،‬ما يسمى بـ "النظرية االتصالية"‬ ‫إسرتاتيجيات تعليمية جديدة قادرة عىل الرفع من جودة‬
‫‪l’approche communicationnelle de l’enseignement /‬‬ ‫للتعليم‬ ‫التعليم بالوطن العريب ( يوسف‪1999 ،‬م‪.).‬‬
‫احلبيب بن بلقاسم‪ :‬توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬ ‫‪232‬‬
‫كام هيدف البحث إىل التعرف عىل فلسفة هذه‬ ‫‪ connectives‬وهي نظرية تؤكد عىل أمهية دور التكنولوجيا‬
‫النظرية يف توظيف التكنولوجيات احلديثة لالتصال‬ ‫يف اكتساب املعارف واملهارات‪ ،‬ويف إتاحة الفرصة‬
‫واإلعالم يف التصميم التعليمي‪ ،‬وذلك للرفع من‬ ‫للمتعلم للتواصل والتفاعل والتشارك يف إنتاج املعرفة‬
‫جودة العملية التعليمية وحتقيق األهداف املرجوة منها‪.‬‬ ‫وبناء جمتمع أفضل‪.‬‬

‫منهجية البحث‬ ‫تساؤالت الدراسة‬


‫نعتمد يف دراستنا هذه عىل املنه الوصفي‪ ،‬وهو‬ ‫نطرح يف هذه الدراسة سؤالني حمورين اثنني مها‪ :‬ما‬
‫منه خيتلف عن باقي املناه بتتب ِعه للظاهرة املدروسة‬ ‫هي األسس التي بنيت عليها املقاربة االتصالية يف‬
‫باالستناد إىل معلومات تتعلق بالظاهرة‪ .‬ويدرس‬ ‫فهمها للعملية التعليمية يف ظل التطورات اهلائلة يف‬
‫املنه الوصفي الظاهرة كام هي يف الواقع‪ ،‬ووصفها‬ ‫جمال استخدام التكنولوجيات احلديثة يف التعليم؟‬
‫وص ًفا دقي ًقا‪ ،‬ومجع املعلومات عنها والتعبري عنها كم ًّيا‬ ‫وإىل أي حد يمكن اعتبار أن هذه املقاربة مثلت ً‬
‫حال‬
‫وكيف ًيا‪ ،‬متهيدً ا لفهم الظواهر وتشخيصها‪ ،‬وحتليليها‪،‬‬ ‫لبعض املشكالت البيداغوجية العالقة يف األنظمة‬
‫وحتديد العالقات بني عنارصها أو بينها وبني ظواهر‬ ‫واملقاربات الكالسيكية‪ ،‬ال سيام يف عالقتها باستخدام‬
‫ً‬
‫وصوال إىل إمكانية التحكم هبا‪.‬‬ ‫أخرى‪،‬‬ ‫الوسائط املتعددة والفضاءات اإللكرتونية اجلديدة يف‬
‫ويعتزم الباحث يف هذا اإلطار االطالع عىل‬ ‫جمال التعليم؟‬
‫البحوث والدراسات التي تعلقت بموضوع البحث‪.‬‬
‫ولإلشارة فإن الدراسة لن تكتفي باجلانب الوصفي‬ ‫أهداف الدراسة‬
‫التقريري لرصد الظاهرة‪ ،‬بل حتاول حتليل وتفسري ما‬ ‫هيدف هذا البحث إىل حماولة رسم املالمح‬
‫كتب عن موضوع الدراسة يف حماولة منها للوصول إىل‬ ‫األساسية للمقاربة االتصالية يف التعليم من خالل‬
‫استنتاجات بشأن هذه النظرية احلديثة يف عالقتها‬ ‫التعرض ألهم املبادئ التي تقوم عليها هذه النظرية‪ ،‬يف‬
‫بالتطورات احلاصلة يف جمال التعليم من جهة‪،‬‬ ‫إطار منظومة تعليمية جديدة‪ ،‬ترتكز عىل تكنولوجيات‬
‫وتكنولوجيات االتصال من جهة أخرى‪.‬‬ ‫االتصال واإلعالم كرافد وكوسيلة للرفع من جودة‬
‫وتب ًعا لذلك فإننا نقدم يف مرحلة أوىل من هذه‬ ‫التعليم‪.‬‬
‫الدراسة املقاربة االتصالية يف إطارها العام‪ ،‬ثم نتطرق‬
‫‪233‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫املعلومة أكثر من معرفة املعلومة يف حد ذاهتا‪ .‬وتعد‬ ‫يف مرحلة ثانية إىل الرهانات البيداغوجية للوسائط‬
‫هذه النظرية أن التعلم هو عملية إنشاء املعرفة‪ ،‬وليس‬ ‫التفاعلية املتعددة من وجهة نظر اتصالية‪ ،‬وذلك من‬
‫فقط استهالكًا هلا‪.‬‬ ‫خالل استعراض موجز ملضامني التصميم التعليمي‬
‫أ ) مفهوم النظرية االتصالية ونشأهتا‪:‬‬ ‫للوسائط املتعددة انطال ًقا من املقاربة االتصالية‪ ،‬ثم‬
‫مع بداية األلفية الثالثة قام " جورج سيمنز "‬ ‫نحاول يف اجلزء األخري من الدراسة استخالص‬
‫من جامعة " مانيتوبا " باقرتاح النظرية‬ ‫‪Siemens‬‬ ‫األسس التي ينبني عليها توظيف الوسائط املتعددة يف‬
‫االتصالية‪ ،‬فبناء عيل خربته وبحوثه العلمية‪ ،‬وجد "‬ ‫خدمة العملية التعليمية بكل مكوناهتا‪.‬‬
‫سيمنز" أن نظريات التعلم املتوافرة‪ ،‬مثل‪ :‬السلوكية‬
‫واملعرفية والبنائية ليس بمقدورها التعامل مع معطيات‬ ‫املبحث األول‬
‫الطبيعة املتغرية للتعلم واملتعلمني‪ ،‬نتيجة لتأثري‬ ‫مدخل إىل النظرية االتصالية للتعلم‬
‫التطورات التقنية اهلائلة يف العرص الرقمي الراهن‬ ‫‪l’approche communicationnelle‬‬ ‫النظرية االتصالية‬
‫(الغامدي‪2011 ،‬م‪ ،.‬ص ‪.)4‬‬ ‫هي نظرية تعلم تقوم عىل فرضية أن املعرفة موجودة يف‬
‫م‪ ،).‬أن ما يشهده‬ ‫(سيمنز‪2004، Siemens‬‬ ‫ويرى‬ ‫العامل‪ ،‬وليس يف داخل الفرد بصورة جمردة‪ ،‬أي‪ :‬أن‬
‫العرص احلايل من نمو رسيع جدً ا ومستمر للمعرفة‬ ‫املعرفة موجودة داخل نظم جيري الوصول إليها من‬
‫اإلنسانية قد أجرب املؤسسات التعليمية عىل تعديل‬ ‫خالل أفراد يشاركون يف أنشطة ما‪ .‬وقد أطلق عىل هذه‬
‫أساليبها الرتبوية‪ .‬وقد ترتب عىل ذلك ظهور توجهات‬ ‫النظرية اسم "نظرية التعلم يف العرص الرقمي"‪ ،‬بسبب‬
‫جديدة يف التعلم منها ‪:‬‬ ‫الطريقة التي استخدمت لرشح تأثري التكنولوجيا يف‬
‫‪ .1‬تعامل املتعلمني مع جمموعة متنوعة من‬ ‫حياة الناس وكيفية تواصلهم وطريقة تعلمهم (املجلة‬
‫املجاالت املعرفية التي ربام ال تكون مرتبطة فيام بينها‬ ‫الدولية لتكنولوجيا التعليم والتعلم عن بعد‪،‬‬
‫طوال مدة تعلمهم‪.‬‬ ‫‪2005‬م‪.).‬‬
‫‪ .2‬النظر إىل التعلم غري الرسمي‪ ،‬بوصفه مكو ًنا‬ ‫وتعد هذه النظرية من آخر النظريات احلديثة التي‬
‫بارزا من مكونات التعلم اإلنساين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ارتبطت نشأهتا بالتطور التكنولوجي املعارص‪ ،‬وتسعى‬
‫‪ .3‬النظر إىل التعلم‪ ،‬بوصفه عملية مستمرة مدى‬ ‫لوضع التعلم عرب الشبكات يف إطار اجتامعي فعال‪.‬‬
‫احلياة ‪.‬‬ ‫وتركز هذه النظرية عىل كيفية البحث والعثور عىل‬
‫احلبيب بن بلقاسم‪ :‬توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬ ‫‪234‬‬
‫هذه التكنولوجيا يرى فيها سيمنز أهنا تقدم العديد من‬ ‫‪ .4‬إمكانية دعم وتنمية العديد من عمليات‬
‫العمليات املعرفية التي كان املعلمون واألساتذة‬ ‫املعاجلة املعرفية للمعلومات بواسطة التكنولوجيا‬
‫يؤدوهنا يف املايض (مثل‪ :‬عمليتي‪ :‬ختزين واسرتجاع‬ ‫املتقدمة ‪.‬‬

‫املعلومات من الذاكرة اإلنســـــانية)‪ ،‬وهو ما ال‬ ‫ويف ضوء هذه املعطيات اجلديدة وجه “سيمنز" يف‬
‫تراعيه نظريات التعلم التقليدية (الغامدي‪2011 ،‬م‪،.‬‬ ‫السنوات املاضية عدة انتقادات لنظريات التعلم‬
‫ص ‪.)6‬‬ ‫السائدة‪ ،‬وهي السلوكية واملعرفية والبنائية‪ ،‬إذ اعتربها‬
‫ويف ضوء هذه االنتقادات‪ ،‬قدم سيمنز نظرية‬ ‫ال تعكس طبيعة التعلم الذي حيدث يف عرصنا الرقمي‬
‫التعلم االتصالية بام يتوافق مع احتياجات القرن‬ ‫الراهن‪ ،‬وتقترص عىل تفسري التعلم يف البيئات التعليمية‬
‫احلادي والعرشين‪ ،‬والتي تأخذ يف االعتبار‬ ‫الرسمية واملنظمة‪ ،‬دون أن تأخذ بعني االعتبار ما‬
‫واستخدام‬ ‫التعلم‪،‬‬ ‫يف‬ ‫احلديثة‬ ‫االجتاهات‬ ‫تنظيام‪.‬‬
‫حيدث يف البيئات غري الرسمية واألقل ً‬
‫التكنولوجيا والشبكات‪ ،‬يف اجلمع بني العنارص ذات‬ ‫ويرى سيمنز أنه يف ظل انتشار خدمات اجليل الثاين‬
‫الصلة يف كثري من نظريات التعلم‪ ،‬واهلياكل‬ ‫من الويب‪ ،‬ويف ظل تطور الوسائط املتعددة ظهرت‬
‫االجتامعية‪ ،‬والتكنولوجيا لبناء نظرية قوية للتعلم يف‬ ‫العديد من شبكات وجمتمعات التعلم املعقدة البنية‪،‬‬
‫كبريا‬
‫العرص الرقمي‪ .‬وقد القت هذه النظرية ترحيبًا ً‬ ‫والتي تعجز نظريات التعلم التقليدية عن تفسري طبيعة‬
‫من جانب العديد من الباحثني الرتبويني كنظرية‬ ‫التعلم الذي حيدث يف إطارها‪.‬‬
‫قادرة عىل تفسري التعلم يف عرص االنفجار الكبري يف‬ ‫كام يعيب سيمنز عىل نظريات التعلم السلوكية‬
‫وسائل االتصال واإلعالم احلديثة‪.‬‬ ‫واملعرفية والبنائية يف كوهنا تفرتض أن املعرفة هي‬
‫‪L’approche‬‬ ‫االتصالية‬ ‫النظرية‬ ‫‪-2‬مبادئ‬ ‫بمثابة يشء موضوعي ( أو حالة إنسانية)‪ ،‬يمكن‬
‫‪communicationnelle /‬‬
‫الوصول إليها بصورة فطرية أو مكتسبة من خالل‬
‫من املعلوم أن نظريات التعلم ختتلف فيام بينها فيام‬
‫اخلربة أو االستدالل العقيل‪ ،‬وأن التعلم حيدث داخل‬
‫يتعلق بمقاربة العملية التعليمية‪ .‬فالسلوكية ً‬
‫مثال‬
‫الفرد فقط‪ .‬من هذا املنطلق يرى سيمنز أن هذه‬
‫تتعامل مع السلوك الظاهري للمتعلم والذي خيضع‬
‫النظريات الكالسيكية ال تشري إىل التعلم الذي حيدث‬
‫للمالحظة والقياس دون النظر إىل العمليات العقلية‬
‫خارج املتعلم‪ ،‬أي‪ :‬التعلم الذي حيدث وجيري ختزينه‬
‫وراء حدوث هذا السلوك‪ ،‬يف حني هيتم أصحاب‬
‫ومعاجلته بواسطة تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫النظرية املعرفية بالعمليات العقلية التي حتدث داخل‬
‫‪235‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫وصنع القرار انطال ًقا من التفاعل مع اآلخرين‬ ‫عقل املتعلم وينت عنها سلوكه‪ .‬وتقوم النظرية البنائية‬
‫واملعطيات املتوافرة هو يف حد ذاته عملية تعلم‪،‬‬ ‫عىل أن املعرفة تبنى بواسطة املتعلم (أبو خطوة‪،‬‬
‫فاختيار مادة التعلم‪ ،‬ومعرفة معنى املعلومات الواردة‬ ‫‪2010‬م‪ ،).‬ونتعرض يف هذه الفقرة إىل املبادئ العامة‬
‫حتصل بواسطة واقع متحول‪ .‬وبوصف هذا الواقع‬ ‫التي تنبني عليها النظرية االتصالية يف مقاربتها‬
‫املتحول‪ ،‬فإن ما هو مقبول وصحيح اليوم يمكن أن‬ ‫الكتساب املعارف واملهارات‪.‬‬
‫يصبح خط ًأ غدً ا‪ ،‬بسبب التغريات يف مناخ املعلومات‬ ‫بصفة عامة يمكن القول بأن النظرية االتصالية‬
‫التي تؤثر يف اختاذ القرار‪.‬‬ ‫تشجع عىل بناء اخلربات انطال ًقا من التفاعل‬
‫وتعد القدرة عىل التعلم يف منظور املقاربة‬ ‫االجتامعي عرب الشبكات‪ .‬فالتعلم يمكن أن حيصل‬
‫االتصالية‪ ،‬أهم من حمتوى التعلم كام تعد القدرة عىل‬ ‫خارج املتعلم يف أجهزة وأدوات غري برشية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫فهم االتصاالت أو االرتباطات ‪ connections‬بني املجال‬ ‫احلاسوب أو قواعد البيانات أو املجتمع االفرتايض‬
‫واألفكار واملفاهيم املختلفة بمثابة مهارة حمورية للتعلم‬ ‫عرب الويب‪ ،‬وذلك عىل عكس االفرتاض بأن عملية‬
‫نظرا؛ ألن املتعلم الفرد يشارك كنقطة التقاء ‪ node‬عىل‬ ‫التعلم حتدث بالكامل داخل املتعلم‪ .‬ويعتمد التعلم‬
‫شبكة حتدث من خالهلا عملية التعلم ككل‪.‬‬ ‫واملعرفة كذلك عىل تنوع اآلراء ووجهات النظر‬
‫ولتدعيم عملية التعلم املستمر والناجع وتعزيزها‬ ‫املختلفة التي تعمل عىل تكوين كل متكامل‪ .‬كام تذهب‬
‫جيب أن يسعى املتعلم إىل ربط أكثر ما يمكن من‬ ‫هذه النظرية إىل أن اكتساب املزيد من املعرفة أكثر‬
‫الصالت مع احلرص عىل رعايتها واملحافظة عليها؛‬ ‫أمهية‪ ،‬مما هو معروف حال ًيا‪ ،‬فتعلم كيفية العثور عىل‬
‫حتى يتمكن من اكتساب معارف آنية ودقيقة وحم َينة‪،‬‬ ‫املعلومات أكثر أمهية من معرفة املعلومات‪.‬‬
‫ألن ذلك يعد بمثابة اهلدف الرئيس؛ ألنشطة التعلم‬ ‫والتعلم هو عملية وصل العقد املتخصصة أو‬
‫االتصالية‪.‬‬ ‫مصادر املعلومات‪ ،‬ومن ثم فإن عملية التعلم تتضمن‬
‫كام يؤكد رائد املدرسة االتصالية سيمنز أن عملية‬ ‫عملية فكرية هتدف إىل تكوين معارف واختاذ قرارات‪،‬‬
‫التعلم جتري بطرق ووسائل خمتلفة‪ ،‬منها التقنيات‬ ‫انطال ًقا من مجلة من املعطيات اجلديدة التي قد تتغري‬
‫احلديثة لإلعالم واالتصال‪ ،‬مثل‪ :‬احلواسيب‬ ‫بمرور الزمن‪.‬‬
‫والربجميات‪ ،‬التي تعتمد الوسائط املتعددة ومواقع‬ ‫من هذا املنطلق فإن القدرة عىل معرفة املزيد يف‬
‫اإلنرتنت والربيد اإللكرتوين والبحث عىل شبكة‬ ‫النظرية االتصالية هو أكثر أمهية‪ ،‬مما هو معلوم حال ًيا‪.‬‬
‫احلبيب بن بلقاسم‪ :‬توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬ ‫‪236‬‬
‫معاجلة مجيع املعارف التي حيتاجها وتكوين معنى هلا‬ ‫‪blogs‬‬ ‫اإلنرتنت‪ ،‬وقوائم الربيد اإللكرتوين وقراءة‬
‫بمفرده (الغامدي‪2011 ،‬م‪.).‬‬ ‫والدردشة يف الشبكات االجتامعية االفرتاضية‪.‬‬
‫وتب ًعا لذلك فإن العملية الرتبوية‪ ،‬بحسب‬ ‫فاملقررات أو املدرسة أو اجلامعة ليست املصدر الوحيد‬
‫االتصالني‪ ،‬تستلزم الدراسة والتخطيط لتكوين قدرة‬ ‫للتعلم‪.‬‬
‫برشية متعلمة وواعية وقادرة عىل التكيف‪ ،‬وحتمل‬ ‫وتتشابه النظرية االتصالية مع النظرية البنائية يف‬
‫أعباء التنمية والتقدم‪ ،‬وذلك من خالل تقديم‬ ‫التأكيد عىل التعلم االجتامعي‪ ،‬وإتاحة الفرصة‬
‫تدريبات عىل املرونة ورسعة االستجابة للتطورات‪،‬‬ ‫للمتعلمني للتواصل والتفاعل فيام بينهم أثناء التعلم‪،‬‬
‫والرتكيز عىل التفكري املنهجي يف التعامل مع هذه‬ ‫وتؤكد هذه النظرية يف املقابل عىل دور التكنولوجيا يف‬
‫التغريات‪ ،‬واالكتساب الذايت للمعارف املتجددة‪،‬‬ ‫اكتساب املعارف واملهارات (أبو خطوة‪2010 ،‬م)‪.‬‬
‫والتوظيف الرسيع هلا يف مواجهة املستجدات‬
‫واملشكالت الطارئة‪.‬‬ ‫طبيعة التعلم ودور األستاذ واملتعلم‬
‫فالوترية املتسارعة للتغري الذي حيدث يف العامل‬ ‫يف ضوء النظرية االتصالية‬
‫بسبب االنفجار التكنولوجي واملعلومايت‪ ،‬والذي يؤثر‬ ‫يذهب منارصو النظرية االتصالية إىل أننا نعيش‬
‫فينا يتطلب من مقارباتنا التعليمية أن تعطي األولوية‬ ‫حال ًيا يف زمن يقوم باألساس عىل املعلومات واملعرفة‬
‫إلعداد األفراد يف أساليب استخدام املعلوماتية‬ ‫يف مجيع شؤون احلياة‪ ،‬وأن الفرد حمتاج للمعرفة‬
‫وطرائق البحث عن مصادر متجددة هلا‪ ،‬ألن رس نجاح‬ ‫باستمرار طيلة حياته وال يقترص ذلك عىل جمرد مرحلة‬
‫املنظومة التعليمية يكمن يف إنتاج املعرفة‪ ،‬بوصف أن‬ ‫أيضا بدور مهم‬
‫التعليم الرسمي‪ ،‬كام أن الفرد يضطلع ً‬
‫َمن ينت املعرفة ينت امتدا ًدا ألمته‪ .‬واملستقبل من هذا‬ ‫يف إنتاج املعرفة‪ ،‬وال يعد جمرد متلقي سلبي هلا‪ .‬وهذه‬
‫املنطلق سيكون ملن يملك القدرة عىل التعامل مع‬ ‫املعرفة الزمة لألداء العميل الناجح يف كل املجاالت‪.‬‬
‫ويلحق‬ ‫ويواكبها‬ ‫واملعلوماتية‪،‬‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫وتتسم املعرفة يف العرص احلايل – خال ًفا ملراحل‬
‫بمستجداهتا املتالحقة والرسيعة (اخلطيب‪2003 ،‬م‪.‬‬ ‫زمنية سابقة – بأهنا ذات كم ضخم جدً ا ومتداخلة‬
‫ص ‪.)108‬‬ ‫التخصصات‪ ،‬بمعنى أنه لكي يكتسب الفرد املعرفة يف‬
‫من هذا املنطلق تركز النظرية االتصالية عىل‬ ‫ختصص ما يلزمه اإلملام باملعارف يف عدة جماالت‬
‫نظرا‬
‫رضورة أن ينخرط املتعلم يف شبكات التعلم‪ً ،‬‬ ‫أخرى‪ .‬ويرتتب عىل ذلك عدم قدرة املتعلم الفرد عىل‬
‫‪237‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫والكتساب معارف حمينة وحديثة حيتاج املتعلم إىل‬ ‫لعدم قدرته بمفرده عىل معاجلة مجيع املعارف التي‬
‫االستمرارية يف البحث عن اجلديد‪ ،‬وهو جمرب عىل‬ ‫حيتاجها وعدم قدرته عىل تكوين املعنى لكل هذه‬
‫نظرا ألن املعرفة يف العرص الراهن‬
‫خمريا‪ً ،‬‬
‫ذلك‪ ،‬وليس ً‬ ‫املعارف‪ .‬يف هذا اإلطار تؤدي الشبكات االجتامعية‪،‬‬
‫تتطور برسعة وباستمرار‪ ،‬وما يصلح اليوم من املعرفة‬ ‫وكذلك الوسائل التكنولوجية مثل‪ :‬الوسائط املتعددة‬
‫ربام ال يصلح بعد فرتة وجيزة جدً ا‪ .‬لذلك يمثل هذا‬ ‫واحلواسيب‪ ،‬واإلنرتنت‪ ،‬والشبكات االجتامعية‬
‫األمر جز ًءا حيو ًيا يف عملية التعلم‪.‬‬ ‫كبريا يف معاجلة املعلومات وحتيينها‬
‫دورا ً‬‫االفرتاضية ً‬
‫ولكي حيني املتعلم معرفته باستمرار ينبغي أن‬ ‫وتكوين املعنى للمعرفة‪.‬‬
‫منفتحا عىل الشبكات املتنوعة حتى‬
‫ً‬ ‫يكون املتعلم‬ ‫والشبكة يف إطار النظرية االتصالية مفهوم بسيط‬
‫يسهل عملية التدفق احلر للمعلومات‪ .‬وأن حيافظ عىل‬ ‫واتصاالت بني هذه‬ ‫‪nodes‬‬ ‫يتألف من عدة نقاط التقاء‬
‫روابط وثيقة بمصادر املعلومات املختلفة‪ ،‬وأن يعمل‬ ‫النقاط‪ .‬أما نقاط االلتقاء فهي قد تكون أفراد‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫عىل تقوية روابطه هبذه الشبكات‪.‬‬ ‫املتعلمني اآلخرين أو خرباء يف جماالت معرفية معينة‬
‫ويقوم املعلم أو األستاذ يف ضوء النظرية االتصالية‬ ‫أو معلمني‪ .‬وهناك نقاط التقاء أخرى غري برشية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫بدور املوجه واملنشط‪ ،‬واملؤطر لعملية التعلم وذلك‬ ‫مصادر معلومات معينة كالكتب الدراسية‪ ،‬أو قواعد‬
‫من خالل مساعدة املتعلمني عىل تعزيز شبكات‬ ‫البيانات‪ ،‬أو مواقع عىل الويب‪ ،‬أو مدونات ألفراد‬
‫تعلمهم الشخصية‪ ،‬وتسهيل عملية التواصل بينهم من‬ ‫آخرين‪ ،‬أو مواقع خدمات تفاعلية مثل‪ :‬حمركات‬
‫دورا‬
‫أجل فهم وإنتاج املعرفة‪ .‬كام يؤدي األستاذ ً‬ ‫للدردشة‪.‬‬ ‫الويكي‪ ،‬أو برنام‬
‫حمور ًيا يف تصميم بيئات التعلم‪ ،‬التي تشجع املتعلم‬ ‫وتتسم نقاط االلتقاء باالستقاللية فمن املمكن أن‬
‫عىل اكتساب املعرفة وفهمها يف إطار تعاوين مفتوح‪.‬‬ ‫تتواجد نقطة التقاء ما‪ ،‬عىل شبكة معينة غري موصولة‬
‫"‬ ‫‪2010 ،‬م‪ ،).‬مفهوم‬ ‫(كوروس‪Couros‬‬ ‫ويقرتح‬ ‫– بقوة – بباقي النقاط‪ .‬ويمكن أن تترصف كل نقطة‬
‫كتوصيف مالئم‬ ‫املفتوح‪" Open teaching‬‬ ‫التدريس‬ ‫التقاء بطريقتها اخلاصة مستقلة عن الباقي‪ ،‬ومتى جيري‬
‫لطبيعة األدوار املناطة باملعلم يف ضوء النظرية‬ ‫تكوين شبكة ما‪ ،‬يمكن للمعلومات التدفق بني نقاط‬
‫االتصالية‪ .‬ويعرفه بأنه تيسري خربات التعلم التي تتسم‬ ‫االلتقاء املختلفة‪ ،‬وكلام قوي االتصال بني نقاط‬
‫باالنفتاح والتعاون والطابع االجتامعي‪ .‬ويرى أن‬ ‫االلتقاء‪ ،‬زادت رسعة تدفق املعلومات (الغامدي‪،‬‬
‫التدريس املفتوح يساعد عىل تكوين جمتمع معريف حر‬ ‫‪2011‬م)‪.‬‬
‫احلبيب بن بلقاسم‪ :‬توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬ ‫‪238‬‬
‫ولئن اتفقت النظرية االتصالية مع املقاربات‬ ‫ومنفتح من شأنه‪ ،‬أن يدعم قدرة املتعلمني عىل‬
‫األخرى يف أمهية التصميم يف العملية التعليمية‪ ،‬فإن‬ ‫التواصل وإنتاج وتركيب املعرفة من خالل البناء‬
‫اإلضافة التي قدمتها هذه املقاربة هي يف تصورها‬ ‫املشرتك لشبكات تعلم‪( .‬الغامدي‪2011 ،‬م‪.).‬‬

‫إلجراءات التصميم للوسائط املتعددة‪.‬‬


‫أ ) إجراءات التصميم التعليمي للوسائط املتعددة‪:‬‬ ‫املبحث الثاين‬
‫تأخذ إجراءات التصميم يف املقاربة االتصالية بعني‬ ‫املقاربة التواصلية وتطبيق استخدام الوسائط‬
‫االعتبار استخدام الوسائط املتعددة يف الفضاءات‬ ‫التفاعلية املتعددة‬
‫االفرتاضية عرب الشبكة العنكبوتية‪ ،‬مما يتيح فرصة أكرب‬ ‫تستهدف نظريات التعلم بوجه عام إىل الوصول‬
‫للتواصل‪ ،‬والتفاعل بني األفراد الذين يسامهون يف‬ ‫تعلام أفضل للفرد‬
‫إىل املبادئ واألساليب‪ ،‬التي حتقق ً‬
‫العملية التعليمية‪.‬‬ ‫يف مواقف خمتلفة‪ ،‬كام هتدف إىل مساعدة املختصني‬
‫من هذا املنطلق فإن حتليلنا خلصوصية تطبيقات‬ ‫والباحثني يف امليدان الرتبوي عىل إجياد أفضل‬
‫استخدام الوسائط املتعددة َوف َق هذه النظرية يندرج يف‬ ‫األوضاع؛ لتحقيق تعلم فعال‪ .‬والنظرية هي عبارة‬
‫إطار أوسع يشمل استخدامات هذه الوسائط داخل ما‬ ‫عن جمموعة من البناءات واالفرتاضات املرتابطة التي‬
‫يطلق عليه بالتعليم اإللكرتوين بأشكاله املتعددة‬ ‫تبني العالقات القائمة بني ٍ‬
‫عدد من املتغريات‪ ،‬وهتدف‬
‫الرسمية منها وغري الرسمية‪.‬‬ ‫إىل تفسري ظاهرة معينة والتنبؤ هبا‪ ،‬وتزودنا بإطار‬
‫و يشري(جورج سيمنز‪2009 ،‬م‪ ).‬إىل أن مبادئ‬ ‫نظري يمكننا من فهم طبيعة التعلم وأنامطه السلوكية‬
‫التصميم الفعال ً‬
‫طبقا للنظرية االتصالية تتحدد َوف َق حتليل‬ ‫املتنوعة‪ ،‬ورشوطه‪ ،‬وكيفية حدوثه وتفسري أسبابه‬
‫خصائص املتعلمني‪ ،‬وحتديد مهارات االتصال لدهيم‪،‬‬ ‫(املزروع‪2011 ،‬م‪.).‬‬
‫وكذا استخدامهم للشبكات ومجع املعلومات واختاذ‬ ‫وقد جاءت النظرية االتصالية خالل السنوات‬
‫القرارات‪ ،‬وكذلك حتليل املحتوى وتنظيمه وتوفري أدوات‬ ‫نقصا يف متثل العملية التعليمية‪ ،‬وارتبط‬
‫األخرية لتلبي ً‬
‫للمتعلمني للوصول إىل املعرفة بأنفسهم من خالل البحث‬ ‫ظهورها بالتطور التكنولوجي املعارص‪ ،‬وهي تسعى‬
‫يف قواعد املعلومات ( الفار‪2012 ،‬م‪ ،).‬كام تأخذ املقاربة‬ ‫أو‬ ‫(الواقعية‬ ‫االجتامعية‬ ‫الشبكات‬ ‫لتوظيف‬
‫االتصالية بجملة من اإلجراءات األخرى التي نتعرض هلا‬ ‫االفرتاضية)‪ ،‬يف خدمة العملية الرتبوية وحتقيق‬
‫بأكثر تفصيل يف الفقرات اآلتية‪.‬‬ ‫أهدافها‪.‬‬
‫‪239‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫املتعلم من خالل املصادر املتوافرة يف شبكات وبيئات‬ ‫‪ .1‬حتليل خصائص املتعلمني‪:‬‬


‫التعلم التي يشارك هبا‪ .‬وينظر املصمم التعليمي من‬ ‫ركزت املدرسة السلوكية يف حتليلها خلصائص‬
‫وجهة نظر اتصالية‪ ،‬إىل حمتوى املقرر الدرايس عىل أنه‬ ‫املتعلمني عىل النمو اجلسمي للمتعلم‪ ،‬الذي يعد من‬
‫جمرد نقطة التقاء ‪ node‬من بني العديد من نقاط االلتقاء‬ ‫أهم العوامل التي تؤثر يف طريقة فهم اإلنسان للعامل‬
‫األخرى‪ ،‬التي سوف يتعامل معها املتعلم أثناء أنشطة‬ ‫من حوله‪ .‬يف حني يرى املعرفيون َأن املعلومة يزداد‬
‫(سيمنس‬ ‫هبا‪.‬‬ ‫يقوم‬ ‫التي‬ ‫الشبكية‬ ‫التعلم‬ ‫احتامل اكتساهبا واالحتفاظ هبا واسرتجاعها‪ ،‬إذا كانت‬
‫‪2004،Siemens‬م‪.).‬‬ ‫مبنية بواسطة املتعلم‪ ،‬ومرتكزة عىل اخلربات السابقة‬
‫وتوفر الوسائط التفاعلية املتعددة بحسب هذه‬ ‫له‪ .‬يف حني يؤكد البنائيون عىل أن املعرفة القبلية رشط‬
‫النظرية أدوات متميزة للمتعلمني‪ ،‬للوصول إىل املعرفة‬ ‫أسايس لبناء التعلم ذي املعنى (أبو خطوة‪2011 ،‬م‪.).‬‬
‫بأنفسهم من خالل بحثهم املستمر عن معلومات‬ ‫وقد جاءت املدرسة االتصالية لرتكز عىل مسألة‬
‫حمددة ودقيقة يف قواعد خمتلفة ومتعددة عىل شبكة‬ ‫حتديد أساليب التعلم املفضلة لدى املتعلمني من خالل‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬مما يمكنهم من اختاذ قرارات "صحيحة‬ ‫حماولة استكشاف مهارات االتصال لدهيم‪ ،‬وكذا‬
‫ودقيقة" من بني ما جرى التوصل إليه من معلومات‪.‬‬ ‫مهاراهتم يف استخدام الشبكات‪ ،‬وقدراهتم يف مجع‬
‫‪ .3‬حتديد األهداف التعليمية‪:‬‬ ‫املعلومات‪ ،‬واختاذ القرارات واجتاهاهتم‪ .‬ومن ثم تضع‬
‫عىل عكس النظرية السلوكية التي توىل أمهية كبرية‪،‬‬ ‫هذه النظرية مهارة التواصل كركيزة أساسية يف‬
‫لتحديد األهداف التعليمية قبل البدء يف التعلم‬ ‫ونظرا‬
‫ً‬ ‫اكتساب وإنتاج املعارف خاصة‪ ،‬وإن املتعلم‬
‫ووصف السلوك املطلوب تعلمه‪ ،‬وحتديد خصائص‬ ‫للتطور الكبري يف جمال اإلعالم واالتصال مضطر‬
‫األداء اجليد هلذا السلوك‪ ،‬فإن النظرية االتصالية ال‬ ‫للتعامل مع كم كبري من املعلومات‪ ،‬وهو ما يرتتب‬
‫تعطي لألهداف التعليمية املحددة يف التصميم‬ ‫عليه أن تكون مهارات التقويم الرسيع للمعلومات‬
‫دورا حمور ًيا‪ .‬فعملية التعلم َوف َق هذه املقاربة‬
‫التعليمي ً‬ ‫بمثابة جزء ال يتجزأ من عملية التعلم‪.‬‬
‫جيري حرصها يف جمموعة من‬
‫َ‬ ‫أشمل وأعقد من أن‬ ‫‪ .2‬حتليل املحتوى وتنظيمه‪:‬‬
‫األهداف السلوكية املحددة مسب ًقا من طرف األستاذ‬ ‫إذا كانت املدارس الكالسيكية تويل أمهية كربى‬
‫أو املعلم‪ .‬فرتكيز املصمم التعليمي جيب أن ينصب عىل‬ ‫ملسألة تصميم املحتوى يف العملية التعليمية‪ ،‬فإن‬
‫مساعدة الطالب عىل التعلم وهتيئته الكتساب اخلربات‬ ‫املقاربة االتصالية تذهب يف اجتاه أن املحتوى حيدده‬
‫احلبيب بن بلقاسم‪ :‬توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬ ‫‪240‬‬
‫فمهارات االتصال عرب الشبكة ومهارات إدارة‬ ‫الرتبوية املناسبة وأن يساعد الطالب كذلك‪ ،‬ليكونوا‬
‫املعرفة الشخصية والتشبيك االجتامعي‪ ،‬والقدرة عىل‬ ‫معتمدين عىل أنفسهم ونشطني ومبتكرين وصانعي‬
‫إدراك الروابط بني املعلومات التي ت ِوصل إليها من‬ ‫مناقشات ومتعلمني ذاتيني ً‬
‫بدال أن يكونوا مستقبيل‬
‫طرف املتعلم والتفاعل‪ ،‬والتواصل مع مجيع عنارص‬ ‫معلومات‪.‬‬
‫املوقف التعليمي تعد من أبعاد التقييم األساسية التي‬ ‫ويف ضوء النظرية االتصالية‪ ،‬جيري الرتكيز بدرجة‬
‫جيب أن هيتم هبا األستاذ َوف َق املقاربة االتصالية‪.‬‬ ‫أكرب عىل أمهية تعليم الطالب سبل البحث عن‬
‫والتقويم يف إطار التصميم التعليمي االتصايل‬ ‫املعلومات‪ ،‬وتنقيحها وحتليلها وتركيبها من أجل‬
‫يمكن أن يتخذ أساليب خمتلفة تظهر الفكر االتصايل‪،‬‬ ‫احلصول عىل املعرفة يف هناية املطاف‪ً .‬‬
‫فبدال من أن‬
‫مثل‪ ( :‬الغامدي‪2011 ،‬م‪).‬‬ ‫يقترص تركيز املصمم التعليمي عىل بلوغ أهداف‬
‫الوسائط التي ينتجها املتعلمون‪ :‬ويمكن‬ ‫‪-‬‬ ‫سلوكية جيب الرتكيز عىل تنمية قدرة الطلبة عىل التمييز‬
‫استخدام هذه الوسائط لتقييم تعلم املتعلمني ً‬
‫بدال من‬ ‫‪.‬‬ ‫بني املعلومات املهمة وغري املهمة يف جمال التخصص‬
‫بعض األساليب التقليدية‪ ،‬مثل‪ :‬كتابة املقاالت‬ ‫كام تعد تنمية مهارات إدارة املعرفة الشخصية‬
‫والعروض الشفهية املعززة بربنام ‪ PowerPoint‬وتنرش‬ ‫ومهارات التشبيك االجتامعي من بني املهارات العامة‪،‬‬
‫هذه الوسائط عىل الويب‪ ،‬بحيث يمكن للمعلم‬ ‫التي يركز عليها التصميم التعليمي االتصايل‪.‬‬
‫والطالب اآلخرين‪ ،‬ومستخدمي الويب بصورة عامة‬ ‫‪ .4‬صياغة أساليب التقويم‪:‬‬
‫حتميلها والتعليق عليها‪.‬‬ ‫تعد العملية التعليمية أعقد وأشمل من أن جيري‬
‫‪Personal‬‬ ‫ملفات األعامل واملدونات الشخصية‬ ‫‪-‬‬ ‫حرصها يف األهداف أو املحتوى الذي حدد مسب ًقا من‬
‫وتعطي مثل هذه األساليب‬ ‫‪Blog/Digital Portfolio:‬‬ ‫طرف املصمم؛ لذا تذهب املقاربة االتصالية إىل أن‬
‫فرصة للتقييم الشخيص لكل متعلم عىل حدة‪ ،‬بحيث‬ ‫إتقان حمتوى التعلم ال يمكن أن يمثل إال جز ًءا بسي ًطا‬
‫تبني طبيعة نشاط الطالب‪ ،‬وخرباته‪ ،‬وتأمالته‪،‬‬ ‫مما جيب تقييمه لدى املتعلم‪.‬‬
‫ووجهات نظره الشخصية ‪.‬‬ ‫من هذا املنطلق فإن التقويم جيب أن يركز عىل‬
‫‪Collaborative‬‬ ‫مرشوعات الويكي التعاونية‬
‫(‪)1‬‬
‫‪-‬‬ ‫اختبار قدرة الطالب يف الوصول للمعرفة الصحيحة‬
‫والقرارات الصائبة‪ ،‬يف ضوء املعلومات املتوافرة يف‬
‫(‪ )1‬ويكي (باإلنجليزية‪ )wiki :‬هو نوع من املواقع اإللكرتونية‬ ‫فرتة زمنية حمددة‪.‬‬
‫=‬ ‫التي تسمح للزوار أن حيرروا موضوعات املوقع‬
‫‪241‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫املجموعات الطالبية‪ ،‬والقيام باالستبانات‪...‬‬ ‫‪Wiki:‬وهي مرشوعات يعمل الطالب فيها بصورة‬
‫و يرى االتصاليون أن البيئات االفرتاضية قد‬ ‫تعاونية وتشاركية عىل إنجازها‪ ،‬بواسطة االشرتاك يف‬
‫أسهمت يف خروج التعليم من اخلانات الضيقة‪ ،‬التي‬ ‫بناء حمتوى " ويكي " يتناول بعض موضوعات‬
‫حمارصا فيها طوال القرن ‪ 20‬وهو ما يدعم فكرة‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫التعلم‪.‬‬
‫أن التعلم مل يعد يقترص عىل مبنى معني‪ ،‬أو عىل مكان‬ ‫‪ .5‬بيئة التعلم‪:‬‬
‫واحد أو حلظة واحدة‪.‬‬ ‫بيئة التعلم هي الفضاء الذي هيدف إىل دعم التعليم‬
‫وختضع بيئات التعلم َوف َق هذه املقاربة إىل مجلة من‬ ‫دورا حمور ًيا يف العملية‬
‫والتعلم‪ .‬وحتتل بيئة التعلم ً‬
‫اخلصائص من بينها‪ :‬أن تكون غنية بأدوات التعلم‬ ‫التعليمية‪ ،‬لدى أنصار املقاربة االتصالية الذين‬
‫التي توفر العديد من الفرص أمام املتعلمني للحوار‬ ‫يعتقدون أن دور املصمم التعليمي ال يقترص فقط عىل‬
‫واالتصال‪ ،‬وأن تكون غري رسمية وغري خمططة مسب ًقا‪.‬‬ ‫تصميم املحتويات واألهداف‪ ،‬بل يتعدى ذلك إىل‬
‫وهو ما يعني عدم التحديد املسبق لطبيعة عمليات‬ ‫دراسة بيئة التعلم التي ينظر إليها‪ ،‬كفضاء جيب أن‬
‫التعلم واملناقشات التي حتدث يف إطار هذه العملية‪.‬‬ ‫تتوافر به خصائص معينة؛ تشجع املتعلمني عىل التعليم‬
‫كام جيب كذلك أن تكون بيئة التعلم مرنة بالقدر‬ ‫املستمر والتواصل واالنخراط يف شبكات التعلم‬
‫الذي يسمح للمتعلمني بتعديلها َوف َقا الحتياجاهتم‪،‬‬ ‫واملشاركة الفاعلة هبا‪.‬‬
‫وأن تكون ال مركزية متصلة يبعضها البعض‪ .‬وذلك‬ ‫وتعد املقاربة االتصالية أن الوسائط التفاعلية‬
‫عىل العكس من نمط بيئات التعلم السائد حال ًيا والذي‬ ‫املتعددة يمكن أن تقوم بتوفري جمموعة من األدوات‬
‫يتسم باملركزية وإدارته من قبل املعلم‪ ،‬ويعاين فيه‬ ‫املناسبة للعملية التعليمية‪ ،‬مثل‪ :‬التقييم واالتصاالت‬
‫املتعلمون من االنعزال عن بعضهم البعض‪.‬‬ ‫وحتميل املحتوى وتسليم عمل الطالب‪ ،‬وإدارة‬
‫‪ .6‬إسرتاتيجية التعليم حسب النظرية االتصالية‪:‬‬
‫بني (سيمنز‪2004 ،‬م‪ ).‬يف دراساته يف السنوات‬ ‫= مجاع ًيا‪ .‬وما يميز مواقع الويكي بصورة عامة هو‪:‬‬
‫األخرية أن الطرق التقليدية املعتمدة يف التدريس‪،‬‬ ‫سهولة إنشاء موضوعات جديدة أو حتديث موضوعات‬
‫والتي غال ًبا ما تقترص عىل تلقني املعلم ملحتويات‬ ‫قديمة‪ ،‬وتعديلها دون احلاجة إىل وجود رقابة توافق عىل‬
‫تدريسية للطلبة‪ ،‬هي طرق ال يمكن أن ترفع من‬ ‫إنشاء الصفحات أو تعديلها عادةً‪ ،‬وبعض مواقع‬
‫مستوى أداء الطالب وحتقق األهداف املرجوة من‬ ‫"الويكي" ال تتطلب حتى تسجيل الدخول يف املوقع‬
‫إلنشاء أو تعديل موضوعات فيها‪.‬‬
‫احلبيب بن بلقاسم‪ :‬توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬ ‫‪242‬‬
‫ب) املقاربة االتصالية يف عالقتها بالوسائط املتعددة‪:‬‬
‫‌‬ ‫العملية التعليمية‪ .‬ودعا سيمنز يف هذا اإلطار إىل‬
‫أي أسس للتوظيف ؟‬ ‫استخدام مداخل خمتلفة يف التعلم‪ ،‬وتوظيف املهارات‬
‫تعتمد املقاربة االتصالية يف التعليم بالدرجة األوىل‬ ‫الشخصية للمتعلمني يف نشاطات التعلم‪ .‬كام أكد عىل‬
‫عىل طبيعة التفاعل بني أطراف العملية التعليمية‪ .‬وقد‬ ‫أن تتضمن األنشطة والتدريبات املشاركة والتفاعل‬
‫أكدت هذه النظرية عىل التعلم غري الرسمي‪ ،‬بوصفه‬ ‫االجتامعي بني الطلبة واملعلمني باستخدام الشبكات‪.‬‬
‫بارزا من مكونات التعلم اإلنساين الذي هو‬
‫مكو ًنا ً‬ ‫وبني أن التفاعل بني املعلم واملتعلمني‪ ،‬سواء داخل‬
‫عملية مستمرة مدى احلياة ‪.‬‬ ‫مهام يف إرشاك‬ ‫غرفة الصف أو خارجها‪ ،‬يشكل ً‬
‫عامال ً‬
‫وقد أدت التكنولوجيات احلديثة لالتصال‬ ‫املتعلمني وحتفيزهم للتعلم‪ ،‬بل جيعلهم يفكرون يف‬
‫كبريا يف تطور هذه‬
‫دورا ً‬
‫واإلعالم يف السنوات األخرية ً‬ ‫قيمهم وخططهم املستقبلية‪.‬‬
‫البيئات التعليمية غري الرسمية‪ ،‬والتي ترتكز عىل‬ ‫كام دعمت النظرية التواصلية طريقة العمل‬
‫أسس جديدة للتعليم والتعلم‪.‬‬ ‫التعاوين والتعلم النشط‪ .‬فاملتعلم ال يتعلم فقط من‬
‫وعليه فإن استخدام الوسائط املتعددة يف التعليم‬ ‫خالل اإلنصات‪ ،‬وإنام من خالل التحدث والكتابة عام‬
‫جيب َوف َق اعتقادنا‪ ،‬ويف إطار املقاربة االتصالية‪ ،‬أن‬ ‫يتعلمه وربطه بخرباته السابقة‪ ،‬بل وبتطبيق ما تعلم يف‬
‫يأخذ بعني االعتبار أربعة أسس مهمة من أجل أن‬ ‫حياته اليومية‪ .‬ويذهب أكثر االتصالني إىل أن التعلم‬
‫يكون هذا االستخدام يف خدمة العملية التعليمية‪.‬‬ ‫من خالل املشاركة يف إنتاج املعرفة تقوي لدى املتعلم‬
‫‪ .1‬وسائط تشجع عىل التفاعلية‪:‬‬ ‫االعتامد عىل الذات واالستقاللية والثقة بالنفس‪.‬‬
‫فاالتصال والتفاعل وتبادل املعلومات بني املعلم‬ ‫يف ذات السياق تؤكد املقاربة االتصالية عىل‬
‫واملتعلم‪ ،‬سواء داخل املؤسسة التعليمية أو خارجها‪،‬‬ ‫رضورة أن يوفر املصمم التعليمي أكرب عدد ممكن من‬
‫مهام يف إرشاك املتعلمني وحتفيزهم‬ ‫ً‬
‫عامال ً‬ ‫يشكل‬ ‫بدائل أنشطة التعلم‪ ،‬التي تساعد املتعلم عىل االنخراط‬
‫للتعلم‪ ،‬بل جيعلهم يفكرون يف قيمهم وخططهم‬ ‫يف شبكات التعلم واملشاركة فيها واالستفادة منها‪.‬‬
‫املستقبلية‪ .‬فتشكيل الفرق الطالبية يف الدروس‬ ‫دورا رياد ًيا يف‬
‫وتؤدي الوسائط املتعددة يف هذا اإلطار ً‬
‫وتكليفهم بمرشوعات خيلق الفرص هلم إلبداء الرأي‬ ‫توفري هذه البدائل‪ ،‬كاملشاركة يف تطوير حمتوى الويكي‬
‫واالستامع وتقييم نوع املعرفة للحلول‪ ،‬ويدرهبم عىل‬ ‫و املشاركة يف الكتابة‪ ،‬و التدوين واملناقشات يف‬
‫التفكري النقدي ويشعرهم بأهنم أفراد مشاركون يف‬ ‫الفضاءات االفرتاضية‪..‬‬
‫‪243‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫يف نشاط التعلم بني أعضاء املجموعة)‪ .‬ولكي تستثمر‬ ‫العملية التعليمية‪ .‬وعليه فإن استخدام الوسائط‬
‫مميزات إسرتاتيجيات التعلم التعاوين يف تصميامت‬ ‫املتعددة يف التعليم جيب أن يشجع عىل التفاعلية‬
‫الوسائط املتعددة فإن األفكار اآلتية‪( :‬هوبر ‪،Hooper‬‬ ‫حمورا للعملية التعليمية‪،‬‬
‫ً‬ ‫اخلالقة التي جتعل الطالب‬
‫‪1992‬م‪ .‬ص ‪ ) 38 – 21‬تبدو مهمة‪:‬‬ ‫ويسهم يف بناء خمتلف مراحل العملية الرتبوية‪ ،‬كام‬
‫االعتامد املتبادل واملسؤولية‪ :‬يعني أن يسهم‬ ‫‪‬‬ ‫تعزز لديه مهارات االتصال من خالل تدعيم التفاعل‬
‫أداء كل عضو يف جمموعة تعاونية يف إنجاز املجموعة‪،‬‬ ‫مع أساتذته وزمالئه من الطلبة‪.‬‬
‫وأن أي فرد ال يمكنه الوصول منفر ًدا إىل هدف‬ ‫كام يؤكد (باري ويلز‪2011 ،‬م‪ ).‬وهو خبري يف‬
‫املجموعة‪ ،‬واملجموعة ال يمكن أن تصل إىل هدفها‬ ‫تقنيات االتصال املرئي التفاعيل‪ ،‬أن خاصية االتصال‬
‫عند االستغناء عن جمهود أي فرد يف الفريق‪ .‬ويف هذا‬ ‫اجلديدة قد صممت إلتاحة إمكانية االتصال الصويت‬
‫اإلطار فإن مواد الوسائط املتعددة جيب أن تشجع‬ ‫واملرئي يف اجتاهني بني عدة مواقع؛ مما يسمح بعملية‬
‫املسؤولية الفردية املرتبطة بعمل املجموعة‪.‬‬ ‫االتصال و التفاعل يف زمن حقيقي بني الطالب‬
‫التدريب التشاركي‪ :‬يمكن تدريب املتعلمني‬ ‫‪‬‬ ‫واملدرس‪ ،‬أو بني الطالب يف مواقع خمتلفة‪.‬‬

‫اإلسرتاتيجيات‬ ‫استخدام‬ ‫عىل‬ ‫بفاعلية‬ ‫‪ .2‬وسائط تشجع عىل العمل التعاوين‪:‬‬


‫م‪،).‬‬ ‫‪1985،‬‬ ‫(‪Larson،McDonald‬‬ ‫التفاعـــــــليــة‬
‫يعرف التعليم التعاوين بأنه جمموعة من الطرائق‬
‫وينبغي أن يبنى التدريب عىل حمتوى حمدد‪ ،‬كام ينبغي‬
‫املستخدمة يف التعليم والتي تساعد الطالب ضمن‬
‫ً‬
‫مستقال عن أي حمتـــــــــــوى‪.‬‬ ‫أن يعطى تدري ًبا‬
‫جمموعات صغرية عىل التفاعل فيام بينهم؛ لتحقيق‬
‫وقد حتتاج مواد الوسائط املتعددة إىل وحدة نسقية‬
‫هدف حمدد أو الوصول إىل نتائ تعلم حمددة مسب ًقا‬
‫مستقلة لتنمية مهارات تعاونية عاملية الطابع‪ .‬كذلك‪،‬‬
‫( قاسم‪2014 ،‬م‪.).‬‬
‫ينبغي تشجيع املتعلمني بصفة دورية خالل تعلم‬
‫وقد وصف (هوبر‪ 1992،Hooper‬م‪ ).‬أساليب توسيع‬
‫حمتوى الوسائط املتعددة؛ لتطبيق املهارات من أجل‬
‫إسرتاتيجيات التعلم التعاوين لبيئات التعلم املعتمدة‬
‫تشجيع التعاون املعتمد عىل حمتوى معني (أنجلني‪،‬‬
‫عىل احلاسوب‪ ،‬إذ شدد عىل أن التعلم التعاوين هو‬
‫‪2004‬م‪.).‬‬
‫أسلوب واحد فقط من أساليب التعلم يف جمموعات‬
‫تطوير العمل اجلامعي واستمراريته‪ :‬إن‬ ‫‪‬‬
‫صغرية‪ ،‬وهو تعلم يتميز بدرجة عالية من اجلودة‬
‫حلقات النقاش التي تيل نشاط املجموعة ينبغي أن‬
‫(املساواة بني أعضاء املجموعة)‪ ،‬والتعاون (االهنامك‬
‫احلبيب بن بلقاسم‪ :‬توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬ ‫‪244‬‬
‫‪ .3‬وسائط تشجع عىل استقاللية املتعلم‪:‬‬ ‫تتيح الفرصة ألعضائها بالتعقيب عىل اإلسرتاتيجيات‬
‫إن االستقاللية تعني املبادرة واإلبداع‪ ،‬كام أهنا تعني‬ ‫الفعالة وغري الفعالة التي استخدموها‪ .‬ويمكن‬
‫ً‬
‫مستقال يف القيام بعمل ما‪ ،‬كان‬ ‫املسؤولية‪ .‬وكلام كان املتعلم‬ ‫لتصميامت الوسائط املتعددة أن تشجع املتعلمني عىل‬
‫ً‬
‫مسؤوال عن جودته‪ .‬لذا فإن حترير إرادة الفرد وإطالق‬ ‫املشاركة يف هذا النوع من النشاط بعد االنتهاء من‬
‫قدراته عىل التعبري واملبادرة والفعل تنطلق من تربيته عىل‬ ‫التعليم‪ ،‬ولكن لكي يكون هذا النشاط التعقيبي‬
‫احلس باالستقاللية‪ .‬يفرتض إذن أن تشكل االستقاللية‬ ‫ناجحا‪ ،‬ينبغي عىل املتعلمني توجيهه بصورة روتينية‬
‫ً‬
‫هد ًفا حمور ًيا للتعليم والرتبية‪ ،‬إذ ينبغي عىل املؤسسات‬ ‫وتشجيع العمل اجلامعي‪.‬‬
‫فرصا للمتعلم ليتمرن‬
‫التعليمية يف مرحلها الثالث أن متنح ً‬ ‫التفاعل اإلجيايب بني املتعلمني واملسؤولية‬ ‫‪‬‬

‫عىل التدبري الذايت ألموره سواء عىل مستوى إدراكه لذاته‪،‬‬ ‫الشخصية لكل متعلم‪ ،‬واملسؤولية تعني أن يشعر كل‬
‫وملحيطه املادي واالجتامعي والسيكولوجي‪ ،‬أو عىل‬ ‫فرد باملسؤولية جتاه األفراد اآلخرين ضمن املجموعة‪.‬‬
‫مستوى األسلوب الذي خيتاره لنفسه يف التواصل‬ ‫و يذهب العديد من األخصائيني إىل أن التعلم‬
‫والتفاوض والتكيف مع هذا املحيط ( الشعايل‪2010 ،‬م‪.).‬‬ ‫التعاوين حيقق للمتعلم جمموعة من الفوائد االجتامعية‬
‫ويذهب األستاذ (خمتار الشعايل‪2010 ،‬م‪).‬‬ ‫والعلمية‪ ،‬كالوصول إىل مستوى أعىل من اإلنجاز‪،‬‬
‫مستشار يف التوجيه الرتبوي‪ ،‬أنه ال يمكن أن يستقيم‬ ‫وتقليص زمن التعلم‪ ،‬وبناء صداقات متنوعة‪ ،‬وتعلم‬
‫احلس باالستقاللية دون احلس باحلرية واملسؤولية‪،‬‬ ‫احرتام اآلخر‪ ،‬والتعايش معه‪ ،‬وتنمية قدرات اإلبداع‪،‬‬
‫حيث متكن احلرية من الوعي بالنمطية واألحكام‬ ‫وتقبل النقد‪...‬‬
‫القائمة والسائدة التي يروج هلا الوسط‪ ،‬والتي حتد من‬ ‫من هذا املنطلق فإن توظيف الوسائط املتعددة جيب‬
‫اإلدراك الواقعي للذات واملحيط االجتامعي والثقايف‪،‬‬ ‫أن يسهم يف بناء شخصية املتعلم االجتامعية التي‬
‫وحتد من قدراته عىل املبادرة والتجديد‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫تستطيع أن تعمل يف جمموعة‪ ،‬وهلا قائد هو رئيس‬
‫احلرية سرتفع من إبداعية الفرد لتجاوز إكراه وسطه‬ ‫املجموعة‪ ،‬وأن تساعد عىل احلوار وعرض الرأي‬
‫والقيود التي حتد من طموحاته‪ .‬كام أن احلس‬ ‫واحرتام الرأي اآلخر‪ ،‬وتشجع الطلبة عىل استخدام‬
‫باملسؤولية سيمكنه من اكتشاف ما هو مطلوب منه من‬ ‫كافة أساليب التواصل بينها (هواتف‪ ،‬بريد إلكرتوين‪،‬‬
‫جهد واستثامر ملوارده‪ ،‬مما يدعم تفتح شخصيته‬ ‫دردشة‪ ،)...‬وحتثهم عىل وضع أسئلة ملناقشتها وإدارهتا‬
‫وإنامئها وإطالق طاقاته وإمكاناته‪.‬‬ ‫وتقديم مفاهيم مهمة‪...‬‬
‫‪245‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫وحيظى موضوع التعلم الذايت واألساليب اجلديدة التي‬ ‫ويقود احلس باالستقاللية إىل ثقة أكثر بالذات‪،‬‬
‫تشجع عىل استقاللية املتعلم يف وقتنا احلارض باهتامم‬ ‫والرفع من فعالية قدرات الفرد‪ ،‬واستعداد أكثر‬
‫متزايد من جانب األكاديميني واملهتمني بالتجديد‬ ‫ملواجهة خماوفه‪ ،‬وقابلية لفهم العامل الذي يعيش فيه‬
‫البيداغوجي‪ ،‬واستخدام التكنولوجيات احلديثة‬ ‫دون تبني بالرضورة املواقف والقيم السائدة‪ ،‬ودون‬
‫لإلعالم واالتصال‪ ،‬يف حتسني أساليب التعليم والتعلم‬ ‫التقييد املفرط باملعايري التي يفرضها املحيط‪ ،‬ومن ثم ال‬
‫وزيادة فاعليتها‪ .‬ولقد أوضحت بعض الدراسات‬ ‫دائام يف حاجة زائدة إىل إقرار واستحسان ورضا‬
‫يكون ً‬
‫التي عنيت باستقصاء رشوط التعلم اجليد‪ ،‬أنه عندما‬ ‫اآلخرين‪ .‬إذ يستعمل موارده الذاتية وتلك املتوافرة يف‬
‫يتعلم كل فرد َوف َقا لقدراته فإنه يستجيب إىل ما يقدم‬ ‫املحيط بصورة جيدة يف بناء معارفه وقيمه ومواقفه‪ ،‬كام‬
‫إليه عىل نحو أفضل‪ ،‬كام أن املشاركة النشطة اإلجيابية‬ ‫أنه مؤهل أكثر لالنخراط بحيوية يف حتسني وتطوير‬
‫عنرصا ً‬
‫فعاال‬ ‫ً‬ ‫من جانب الفرد يف مواقف التعلم‪ ،‬متثل‬ ‫الوضعيات التي يوجد عليها‪ .‬ونتيجة ذلك سيحقق‬
‫للتعلم‪ ،‬وتسهم يف أن يقبل الفرد بدافعية وإجيابية عىل‬ ‫نجاحا أكثر عىل املستوى الدرايس ويبدي تكي ًفا جيدً ا‬
‫ً‬
‫تعلم أنواع معينة من أداء وسلوك التعلم وحتقيق النمو‬ ‫عىل املستوى الشخيص‪.‬‬
‫ً‬
‫وفضال عن ذلك هناك من األدلة ما يبني أن‬ ‫الذايت‪،‬‬ ‫ويرى أخصائيون أن التعلم الذايت هو األسلوب‬
‫األفراد الذين يتعلمون من خالل برام التعلم الذايت‬ ‫احلديث الذي يمكن املتعلم من حتقيق قدر كبري من‬
‫ومحاسا للتعلم‪ ،‬وأكثر استقاللية‬
‫ً‬ ‫يكونون أكثر اهتام ًما‬ ‫االستقاللية‪ ،‬إذ يسمح للفرد من أن يع ًلم نفسه بنفسه‬
‫وحرية يف التفكري‪ ،‬كام أهنم أكثر كفاءة يف أسلوهبم‬ ‫َوف َقا لقدراته‪ ،‬ولرسعته يف التعلم‪ ،‬وبام يتوافق مع‬
‫العام للتعلم من األفراد الذين يتعلمون من خالل‬ ‫ميوله واهتامماته‪ ،‬أي‪ :‬أن أسلوب التعلم الذايت يقوم‬
‫برام التعلم اجلمعي التقليدي‪.‬‬ ‫عىل أساس املتعلم‪ ،‬فهو الذي خيتار املادة الدراسية التي‬
‫ويرى العديد من املختصني يف املجال الرتبوي‪ ،‬أن‬ ‫يريد دراستها‪ ،‬وهو الذي حيدد نقطة البداية ونقطة‬
‫الوسائط املتعددة يمكن أن تسهم يف تطوير أساليب‬ ‫النهاية‪ ،‬وهو الذي حيدد رسعة التعلم يف ضوء رسعته‬
‫التعلم الذايت املربم عرب مساعدة املتعلم عىل التعويل‬ ‫اخلاصة يف التعلم وىف ضوء إمكاناته وقدراته‪ ،‬كام أنه‬
‫عىل نفسه‪ ،‬يف اكتساب قدر من املعارف واملهارات‬ ‫حيدد أسلوب التقويم الذي جيري تقويمه من خالله‪،‬‬
‫واالجتاهات والقيم التي تتناسب مع قدراته ووقته‬ ‫وكل ذلك يسهم يف تطور ورقي املجتمع ( السناين‪،‬‬
‫واحتياجاته‪.‬‬ ‫‪2005‬م‪.).‬‬
‫احلبيب بن بلقاسم‪ :‬توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬ ‫‪246‬‬
‫من التعلم حيقق متعة للطالب‪ ،‬و ًيشجعهم عىل حتقيق‬ ‫كام أن الوسائط املتعددة تعد وسائل مثالية لتدعيم‬
‫مستوى عال من األداء‪ .‬و يقوم هذا النوع من التعلم‬ ‫التعلم الذايت‪ ،‬إذ إهنا تراعي الفروق الفردية والرسعة‬
‫عىل عدد من أنشطة البحث واالستكشاف‬ ‫الذاتية للمتعلم‪ .‬كام توفر الوسائط املتعددة يف إطار ما‬
‫والتجريب‪ ،‬وعىل املعلمني توجيه املتعلمني نحو‬ ‫فرصا للمشاركة النشطة من‬
‫يعرف بالتعليم اإللكرتوين ً‬
‫الفردية والتوصل إىل‬ ‫مناقشة وحتليل النتائ‬ ‫قدرا‬
‫جانب املتعلم يف أنشطة الربنام ‪ ،‬كام توفر له ً‬
‫نتيجة موحدة بخصوص هذا النشاط ( عبدالباسط‪،‬‬ ‫كبريا من احلرية يف كيفية السري يف دراسته للربنام ‪،‬‬
‫ً‬
‫‪2011‬م‪.).‬‬ ‫فهو الذي حيدد متى ينتقل من جزء إىل جزء تايل له يف‬
‫فقط‬ ‫التشاركي‬ ‫التعلم‬ ‫وال يقترص‬ ‫الربنام ‪ ،‬كام حيدد مدى حاجته إىل إعادة دراسة جزء‬
‫عىل التعاون والعمل اجلامعي والتجارب ولكنه يشمل‬ ‫حمدد من الربنام يف حالة عدم فهمه له‪ ،‬أو عدم إتقان‬
‫أيضا جهدً ا مجاعي إلهناء مرشوع معني‪ ،‬أو جهد‬
‫ً‬ ‫تعلمه باملستوى املطلوب (السناين‪2005 ،‬م‪.).‬‬
‫تعاوين لكتابة تقارير ألنشطة وإنجازات مجاعية‪.‬‬ ‫‪ .4‬وسائط تشجع عىل العمل التشاركي‪:‬‬
‫ويعد التعليم االلكرتوين عرب استخدامه للوسائط‬ ‫التعلم التشاركي هو أسلوب من أساليب التعلم‬
‫املتعددة التفاعلية أفضل أنامط التعليم التشاركي الذي‬ ‫التي تقوم عىل مشاركة املتعلم بفاعلية يف العملية‬
‫يتعلم فيه الطالب من خالل جمموعات تشاركية عىل‬ ‫التعليمية‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬هو الذي يقوم عىل تشارك كل‬
‫الشبكة العنكبوتية متحدين بذلك عاميل الزمان‬ ‫من املعلم والطالب بأداء العملية الرتبوية وحتقيق‬
‫واملكان‪.‬‬ ‫خمرجاهتا‪ .‬أي‪ :‬أنه ال يعتمد بصورة وحيدة عىل املعلم‬
‫كمصدر أول وأخري للمعلومة‪ ،‬وال يعتمد عىل فئة‬
‫خامتة الدراسة‬ ‫قليلة من الطالب يكون هلا الفاعلية والنشاط داخل‬
‫سحبت املقاربة االتصالية البساط من حتت أقدام‬ ‫احللقة دون غريهم‪ ،‬بل يعتمد عىل تفعيل مجيع الطلبة‬
‫النظريات الثالث الكربى للتعليم والتعلم برتكيزها‬ ‫بجميع قدراهتم العقلية والدراسية‪ .‬وهناك مبدآن‬
‫عىل مفاهيم ومبادئ جديد أكثر نجاعة‪ ،‬وأكثر مالءمة‬ ‫رئيسان يقوم عليهام التعلم التشاركي مها‪:‬‬
‫للتطورات التكنولوجية التي تشهدها املجتمعات‬ ‫‪ -‬ال يوجد شخص يعلم كل يشء عن أي يشء‪.‬‬
‫املعارصة‪ .‬فحينام ركزت السلوكية واالدراكية والبنائية‬ ‫‪ -‬كل منا لديه ما يعطيه وما يقدمه‪.‬‬
‫عىل مر العقود املاضية‪ ،‬عىل فكرة أن التعلم يأيت من‬ ‫وقد أظهرت بعض الدراسات أن استخدام هذا النوع‬
‫‪247‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬

‫والقائد الذي يرشد املتعلمني للمصادر والفرص‬ ‫ذات الفرد ومن داخله عرب االستيعاب واحلفظ والفهم‬
‫التعليمية‪.‬‬ ‫والتغيري الذي يمكن أن حيدثه يف سلوكه عندما يتعلم‪،‬‬
‫كام أن تصميم املقررات الدراسية مل يعد هيتم‬ ‫جاءت النظرية الرتابطية يف بداية القرن الواحد‬
‫بالكيفية كام كان احلال ساب ًقا‪ ،‬بل أصبح يركز عىل‬ ‫والعرشين لتؤكد أنه مع التطور الكبري يف وسائل‬
‫توفري عالمات إرشادية للمتعلمني واملعلمني‪ ،‬والرتكيز‬ ‫االتصال‪ ،‬مل يعد هذا املفهوم للتعلم ً‬
‫فاعال يف ظل ذلك‬
‫عىل خلق البيئة التعليمية املناسبة ثم ترك األمر للمتعلم‬ ‫التدفق الكبري للمعلومات من مصادر متنوعة‪،‬‬
‫للبحث واحلصول عىل العنارص التي حيتاجها مع‬ ‫وأصبحت هناك رضورة إلعادة مساءلة عملية التعلم‬
‫احلفاظ عىل شبكة تعليمية نشطة‪ .‬كام ركزت النظرية‬ ‫يف ظل هذا التحول الرقمي الذي نعيشه‪.‬‬
‫الرتابطية عىل مسألة توفري مساحة عمل للمتعلمني‬ ‫وقد ظهرت املقاربة االتصالية يف إطار ما سمي‬
‫متكن من التواصل مع اآلخرين والتعبري عن الذات‬ ‫لتحاول أن تفهم كيف‬ ‫‪Connectivism‬‬ ‫بنظرية الرتابطية‬
‫وتدعيم احلوار‪.‬‬ ‫يمكن حتقيق التعلم اليوم يف ظل عرص املعلومات‪ ،‬وقد‬
‫وتعد هذه النظرية أن التكنولوجيات احلديثة‬ ‫عام ‪2004‬م‪.‬‬ ‫‪George Siemens‬‬ ‫أسس النظرية الدكتور‬
‫كبريا يف تطور هذه‬
‫دورا ً‬
‫لالتصال واإلعالم‪ ،‬قد أدت ً‬ ‫وعدها الكثري من اخلرباء والباحثني النظرية الرتبوية‬
‫البيئات التعليمية غري الرسمية والتي ترتكز عىل أسس‬ ‫الرابعة‪ ،‬التي تناسب جيل اليوم وأدواته ( رسحان‪،‬‬
‫جديدة للتعليم والتعلم‪.‬‬ ‫‪2017‬م‪.).‬‬
‫وعليه فإن استخدام الوسائط املتعددة يف التعليم‬ ‫واعتربت النظرية الرتابطية أن التعلم يعتمد‬
‫جيب أن خيضع إىل مجلة من االعتبارات‪ ،‬التي أتينا‬ ‫بالدرجة األوىل عىل طبيعة التفاعل بني أطراف العملية‬
‫عليها خالل حتليلنا يف هذه الدراسة‪ ،‬من أجل أن يكون‬ ‫التعليمية‪ .‬وقد أكدت هذه النظرية عىل التعلم غري‬
‫هذا االستخدام يف خدمة العملية التعليمية‪.‬‬ ‫بارزا من مكونات التعلم‬
‫الرسمي‪ ،‬بوصفه مكو ًنا ً‬
‫ويف خالصة القول يمكن أن نؤكد أن املقاربة‬ ‫اإلنساين الذي هو عملية مستمرة مدى احلياة ‪.‬‬

‫االتصالية قد استطاعت أن تقدم مفهو ًما خمتل ًفا للتعلم‬ ‫وجاءت النظرية الرتابطية بمفهوم جديد للتعلم‪،‬‬
‫يف ظل التحول الرقمي‪ ،‬وتدفق املعلومات يعتمد عىل‬ ‫فقد تغري دور املعلم من الدور املتحكم املالك للمعرفة‬
‫قدرة املتعلم بنفسه عىل التواصل الدائم مع اآلخرين‬ ‫إىل أدوار أخرى ربام تكون أكثر صعوبة‪ .‬فاملعلم هو‬
‫ليتعلم‪ ،‬وهذا ما حيدث ً‬
‫فعال يف أغلب مؤسسات‬ ‫أحد عنارص تلك الشبكة التعليمية لكنه يمثل اخلبري‬
‫احلبيب بن بلقاسم‪ :‬توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‪ :‬مقاربة اتصالية‬ ‫‪248‬‬
‫اخلطيب‪ ،‬حممد أمحد‪ .‬العملية الرتبوية يف ظل العوملة‬ ‫األعامل التي يعتمد فيها املوظف عىل نفسه يف حتصيل‬
‫وعرص االنفجار املعلومايت‪ .‬عامن‪ :‬دار فضاءات‬ ‫املعرفة من مصادر متنوعة لكي يعمل‪ ،‬وهذا ما ينبغي‬
‫الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫للنرش والتوزيع والطباعة‪.‬‬ ‫تعليام‬
‫يضا يف املدارس واجلامعات‪ ،‬إن أردنا ً‬
‫أن حيدث أ ً‬
‫‪2003‬م‪.‬‬ ‫حقيق ًيا‪.‬‬
‫الدشتي‪ ،‬عبدالعزيز‪ .‬تكنولوجيا التعليم يف تطوير‬
‫املرافق التعليمية‪ .‬الطبعة األوىل‪ .‬الكويت‪ :‬مكتبة‬ ‫شكر وتقدير‪:‬‬
‫الفالح‪ 1988 ،‬م‪.‬‬ ‫يشكر الباحث مركز بحوث كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬
‫وسائل االتصال‬ ‫الطوبجي‪ ،‬حسني محدي‪.‬‬ ‫امللك سعود عىل دعم هذا البحث‪.‬‬
‫والتكنولوجيا يف التعليم‪ .‬الطبعة الثامنة‪ .‬الكويت‪:‬‬
‫دار القلم‪2012 ،‬م‪ 222 .‬صفحة‪.‬‬ ‫املراجــع‬
‫الغامدي‪ ،‬حنان عيل أمحد آل كباس‪ .‬مبادئ التصميم‬ ‫أوالً‪ :‬املراجع العربية‪:‬‬
‫التعليمي للتعليم اإللكرتوين يف ضوء النظرية‬ ‫أبو خطوة‪ ،‬السيد عبداملوىل السيد‪ .‬مبادىء تصميم‬
‫االتصالية‪ .‬بحث مقدم يف املؤمتر الثاين للتعليم‬ ‫املقررات اإللكرتونية املشتقة من نظريات التعلم‬
‫اإللكرتوين والتعليم عن بعد‪ ،‬الرياض‪ ،‬اململكة‬ ‫وتطبيقاهتا التعليمية‪ .‬دراسة مقدمة إىل مؤمتر "دور‬
‫العربية السعودية ‪ ،23-21‬فرباير ‪2011‬م‪.‬‬ ‫التعلم اإللكرتوين يف تعزيز جمتمعات املعرفة"‬
‫املجلة الدولية لتكنولوجيا التعليم والتعلم عن بعد‪.‬‬ ‫املنعقد بمركز زين للتعلم اإللكرتوين ‪-‬جامعة‬
‫الرتابطية‪ :‬نظرية التعلم للعرص الرقمي‪ .‬املجلة‬ ‫البحرين يف الفرتة من ‪2010 /4/ 8-6‬م‪.‬‬
‫الدولية لتكنولوجيا التعليم والتعلم عن بعد‪،‬‬ ‫دور التعليم‬ ‫أمحد‪ ،‬سلوى السعيد عبدالكريم‪.‬‬
‫املجلد‪ 2 .‬رقم ‪ ،1‬يناير ‪2005‬م‪.‬‬ ‫اإللكرتوين يف حتسني جودة املحتوى الرقمي‬
‫املزروع‪ ،‬أيمن بن إبراهيم‪ .‬نظريات التعلم وتطبيقاهتا‬ ‫للربام األكاديمية‪ :‬دراسة تقويمية لتطبيق برنام‬
‫باستخدام الوسائط املتعددة‪ .‬عرض فيديو‪ ،‬قسم‬ ‫يف برنام قسم" علم املكتبات‬ ‫" ‪Moodle‬‬ ‫املودل‬
‫املناه وطرق التدريس‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة امللك‬ ‫واملعلومات "بكلية اآلداب والعلوم االجتامعية‬
‫سعود‪ ،1432 ،‬الفيديو متاح عىل الرابط اآليت‪:‬‬ ‫بجامعة السلطان قابوس‪ .‬عامن‪ :‬جامعة السلطان‬
‫‪http://knol.google.com/k/aimanalmazrou‬‬
‫تاريخ زيارة املوقع‪ 17 :‬يناير ‪.2016‬‬ ‫قابوس‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪249‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬م‪ ،30‬ع‪ ، 2‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2018‬م‪1439/‬هـ)‬
‫‪http://www.maghress.com/alittihad/117125‬‬
‫الفار‪ ،‬إبراهيم عبدالوكيل‪ - .‬تربويات تكنولوجيا‬
‫تاريخ زيارة املوقع‪ 17 :‬فرباير‪.2016‬‬
‫القرن احلادي والعرشين‪ .‬طنطا‪ :‬الدلتا لتكنولوجيا‬
‫عبدالباسط‪ ،‬حسني حممد أمحد‪ .‬تكنولوجيا التعلم‬
‫احلاسبات‪2012 ،‬م‪ 741 .‬صفحة‪.‬‬
‫إسرتاتيجية‬ ‫‪Blended Learning:‬‬ ‫متعدد املداخل‬
‫السناين‪ ،‬آمنة بنت عبداهلل‪ .‬التعلم الذايت‪ ،‬صياغة نظرية‬
‫جديدة الستخدام تكنولوجيا املعلومات يف التعليم‬
‫وجتربة ميدانية‪ ،‬وزارة الرتبية والتعليم‪ ،‬سلطنة‬
‫ما قبل اجلامعي‪ ،‬املؤمتر الدويل األول الستخدام‬
‫عامن‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫تكنولوجيا واالتصاالت لتطوير التعليم قبل‬
‫‪ ،)Gary‬ترمجة الدبايس‪،‬‬ ‫(‪J. Anglin‬‬ ‫أنجلني‪ ،‬جاري‬
‫اجلامعي ‪ ،24 - 22‬أبريل ‪ 2007‬مدينة مبارك‬
‫صالح بن مبارك والصالح‪ ،‬بدر‪ .‬تكنولوجيا‬
‫للتعليم‪.‬‬
‫التعليم‪ :‬املايض واحلارض واملستقبل‪ .‬الرياض‪:‬‬
‫عبدالباسط‪ ،‬حسني حممد أمحد‪ .‬التعلم التشاركي هناية‬
‫جامعة امللك سعود‪2004 ،‬م‪ 610 .‬صفحة‪.‬‬
‫حتمية ملصطلح التعلم التعاوين‪ .‬مدونة األستاذ‬
‫أصول‬ ‫)‪.‬‬ ‫(‪Robert M. Gagné‬‬ ‫جانيه‪ ،‬روبرت‬
‫الدكتور حسني عبدالباسط اإللكرتونية‪ ،‬نوفمرب‬
‫حممد املشيقح‬ ‫تكنولوجيا التعليم‪ .‬ترمجة‬
‫‪2011‬م‪ ،.‬مقال مرتجم عن ‪Axel Meierhoefer‬‬
‫وعبد الرمحن الشاعر‪ ،‬و بدر الصالح‪ ،‬وفهد الفهد‪.‬‬
‫اآليت‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫متوفر‬ ‫مقال‬
‫الرياض‪ :‬جامعة امللك سعود‪ ،‬النرش العلمي‬
‫‪http://axelmeierhoefer.wordpress.com/2011‬م‪.‬‬
‫واملطابع‪.2000 ،‬‬
‫‪//05/10/utilizing-collaborative-learning-in-teaching‬‬
‫رسحان‪ ،‬عامد‪ .‬نظرية الرتابطية‪ ،‬تواصل حتى تتعلم‬
‫قاسم‪ ،‬أجمد‪ .‬تعريف التعلم التعاوين وفوائده ومراحله‬
‫وتعمل‪ .‬بحث نرش يف موقع "تعلم" اإللكرتوين‪3 ،‬‬
‫ونموذج تطبيقي للتعلم التعاوين‪ .‬األردن‪:‬‬
‫مايو ‪2017‬م‪..‬‬
‫‪2014‬م‪ .‬بحث متوافر بموقع آفاق علمية وتربوية‪،‬‬
‫البحث متوفر عىل الرابط اآليت‪:‬‬
‫عىل الرابط اآليت‪:‬‬
‫‪https://taelum.org/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A‬‬
‫‪http://al3loom.com/?p=12283‬‬ ‫‪%D8%A9-‬‬
‫تاريخ زيارة املوقع‪ 19 :‬أكتوبر ‪2017‬م‪.‬‬ ‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D‬‬
‫‪8%A8%D8%B7%D9%8A%D8%A9/‬‬

‫مصطفى‪ ،‬أمحد عبداحلميد أمحد‪ ".‬فاعلية برنام قائم‬ ‫تاريخ زيارة املوقع ‪ 19‬أكتوبر ‪2017‬م‪.‬‬

‫عىل التعلم اإللكرتوين يف تنمية بعض الكفايات‬ ‫شعايل‪ ،‬املختار‪ .‬الرتبية عىل استقاللية املتعلم‪ .‬موقع‬

‫التدريسية لدى طالب شعبة الدراسات االجتامعية‬ ‫املغرس‪ :‬أكتوبر ‪2010‬م‪ ،.‬دراسة متاحة عىل‬

‫بكلية الرتبية "‪ .‬رسالة املاجستري‪ ،‬كلية الرتبية بقنا‬ ‫الرابط اآليت‪:‬‬
‫ مقاربة اتصالية‬:‫ توظيف الوسائط املتعددة يف التعليم‬:‫احلبيب بن بلقاسم‬ 250
Kop, Rita and Hill, Adrian. Connectivism: Learning .‫م‬2010/10/18 ‫جامعة جنوب الوادي بتاريخ‬
theory of the future or vestige of the past ? International
Review of Research in Open and Distance Learning ‫ دور االتصال املرئي يف‬.)Barry Willis( ‫ باري‬،‫ويلز‬
Volume 9, Number 3. October– 2008.

Robert, M Gagne. Instructional Technology: Foundations>


‫ مقال مرتجم عن موقع‬.‫عملية التعليم عن بعد‬
Published by: Lawrence Erlbaum Associates, New ‫ أكتوبر‬19 ‫ تاريخ زيارة املوقع‬- .‫املدرسة العربية‬
Jersey 07642. First Edition, 1987.

Salmon, G. E-Moderating: The key to teaching and .‫م‬2017


learning online. London, Routledge Falmer, 2004‫م‬. http://www.schoolarabia.net/distance_learning/distance_lea
rning10/distance_learning-1.htm
Siemens, G. Connectivism :A Learning Theory for the
Digital Age. - December 12, 2004‫م‬. E-Learning
‫ من الوسائل التعليمية إىل‬.‫ ماهر إسامعيل‬،‫يوسف‬
Space.org. Website: ‫ مكتبة‬:‫ الرياض‬.‫ الطبعة األوىل‬.‫تكنولوجيا التعليم‬
.‫م‬1999 ،‫الشقري‬
http://www.elearnspace.org/Articles/connectivism.htm

Date of the site visit: 10/02/2016

Siemens, G. (2005‫م‬., August 10). Connectivism: Learning


as Network Creation. e-Learning Space.org website.
:‫ املراجع األجنبية‬:‫ثاني ًا‬
http://www.elearnspace.org/Articles/networks.htm
Hooper, S. (1992). Cooperative learning and computer-
Verhagen, P. (2006). Connectivism: A new learning
based instruction. Educational Technology Research
theory? Surf e-learning themasite,
and Development, 40(3), 21-38.
http://elearning.surf.nl/e-learning/english/3793

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like