You are on page 1of 18

‫الباب الثاني‬

‫أساس النظرية على حكم التأمين عند الموجزين و المانعين‬

‫الفصل األول‪ :‬مفهوم التأمني‬

‫يف هذا الفصل سيأيت الباحث اليت تتعلق بمفهوم التأمني‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف التأمني‬

‫يف املبحث األول سيذكر الباحث تعريف التأمني لغة و شرعا و اصطالحا ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التأمني لغة‬

‫‪1‬ؤمن تأمينً ‪11‬ا‪ ،‬وأص ‪11‬له من أمن ‪-‬بكس ‪11‬ر امليم‪ -‬أمنً ‪11‬ا‪،‬‬
‫الت ‪11‬أمني لغ ‪11‬ة‪ :‬مص ‪11‬در‪َّ :‬أمن ي ‪ِّ 1‬‬
‫‪1‬ف‪ ،‬فه ‪11‬و آمن‪ ،‬وأمني‪ ،‬وأمن البل ‪11‬د اطم‪11‬أن‪ 1‬في‪11‬ه‬ ‫وأمانً‪11‬ا وأمان ‪1‬ةً وأمن ‪1‬ةً‪ ،‬أي‪ :‬اطم ‪11‬أن ومل خَيَ‪ْ 1‬‬
‫‪1‬ل َآمنُ ُك ْم َعلَْي ‪1ِ 1‬ه ِإاَّل َك َم‪11‬ا َِأمْنتُ ُك ْ‪1‬م َعلَى‬
‫{ه‪ْ 1‬‬
‫ِ‬
‫أهل ‪11‬ه‪ ،‬وَأمنَ ‪11‬هُ علي ‪11‬ه‪ ،‬أي‪ :‬وث ‪11‬ق ب ‪11‬ه‪ ،‬ق ‪11‬ال تع ‪11‬اىل‪َ :‬‬
‫َأخي ‪1ِ 1‬ه ِم ْن َقْب ‪1ُ 1‬ل} [يوس ‪11‬ف‪ ،]64 :‬أي‪ :‬ه ‪11‬ل أث ‪11‬ق بكم‪ ،. . .‬وج ‪11‬اء‪َُ :‬أمن ‪-‬بض ‪11‬م امليم‪-‬‬ ‫ِ‬
‫ت مِب ُ‪ْ1‬ؤ ِم ٍن‬
‫{و َم‪11‬ا َأنْ َ‬
‫أمان ‪11‬ة‪ ،‬أي‪ :‬ك ‪11‬ان أمينً ‪11‬ا‪ ،‬وآمن ي ‪11‬ؤمن إميانً ‪11‬ا‪ ،‬أي‪ :‬ص‪11‬دقه‪ ،‬ق ‪11‬ال تع ‪11‬اىل‪َ :‬‬
‫لَنَا} [يوسف‪ ،]17 :‬أي‪ :‬مصد ٍ‬
‫ِّق‪.‬‬

‫منج ًم‪11‬ا لين ‪11‬ال‬


‫آمني (‪ ،)1‬وعلى الش‪11‬يء‪ :‬دف ‪11‬ع م ‪1‬ااًل َّ‬
‫ويق‪11‬ال‪َّ :‬أمن على دعائ‪11‬ه‪ ،‬أي‪ :‬ق‪11‬ال‪َ :‬‬
‫تعويضا عما فقد‪ ،‬يق‪11‬ال‪َّ :‬أمن على حيات‪11‬ه‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫قدرا من املال متف ًقا عليه‪ ،‬أو‬
‫هو أو ورثته ً‬
‫على داره‪ ،‬أو س ‪11‬يارته (مج) إش ‪11‬ارة إىل أن ه ‪11‬ذا املع ‪11‬ىن األخ ‪11‬ري جدي ‪11‬د‪ ،‬أق ‪11‬ره جمم ‪11‬ع اللغ ‪11‬ة‬
‫‪1‬‬
‫العربية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التأمني شرعا‬

‫‪1‬رعا‪ :‬وردت م‪11‬ادة الت‪11‬أمني يف كت‪11‬اب اهلل تع‪11‬اىل يف مواض‪11‬ع تفي‪11‬د حتقي‪11‬ق‬ ‫الت‪11‬أمني ش‪ً 1‬‬
‫ف} [ق ‪11 1‬ريش‪،]4 :‬‬ ‫األمن واالطمئن‪11 1 1‬ان‪ 1،‬ومن ذل‪11 1 1‬ك‪ :‬قول ‪11 1‬ه تع‪11 1 1‬اىل‪{ :‬وآمَنهم ِمن خ‪11 1‬و ٍ‬
‫َ َ ُْ ْ َ ْ‬
‫{ُأولَِئ َ‬
‫‪2‬‬
‫اَأْلم ُن َو ُه ْم ُم ْهتَ ُدو َن}‪[ 1‬األنعام‪.]82 :‬‬
‫ك هَلُ ُم ْ‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬التأمني‬

‫‪1‬طالحا‪ :‬ع‪11‬ادةً م‪11‬ا يع‪11‬رف الت‪11‬أمني موص‪11‬وفًا أو مض‪11‬افًا‪ ،‬فيق‪11‬ال‪ :‬الت‪11‬أمني‬


‫الت‪11‬أمني اص‪ً 1‬‬
‫التجاري‪ ،‬أو تأمني إصابة العمل‪.‬‬

‫‪1‬ودا خيش ‪11‬ى علي ‪11‬ه الف ‪11‬وات‪ 1‬فيع ‪11‬دَّى بـ (على) فيق ‪11‬ال‪:‬‬
‫وإذا ك ‪11‬ان حمل الت ‪11‬أمني موج ‪ً 1‬‬
‫جمازا‪.‬‬
‫التأمني على احلياة؛ وذلك ألن من معاين (على) االستعالء حقيقةً أو ً‬
‫وإذا ك ‪11 1‬ان حمل الت ‪11 1‬أمني غ ‪11 1‬ري موج ‪11 1‬ود‪ ،‬ويؤم ‪11 1‬ل‪ ،‬أو خيش ‪11 1‬ى حص ‪11 1‬وله فيع ‪11 1‬دَّى بـ‬
‫(الالم)؛ وذلك إلفادة االستحقاق‪.‬‬

‫فيقال‪ :‬التأمني للشيخوخة‪ ،‬أو حلدوث احلريق‪ ،‬وحنوه‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫مث إن التأمني يعرف كنظام‪ ،‬ويعرف كعقد‪ ،‬أو تصرف قانوين‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع التأمني‬

‫‪ 1‬الدكتور حممد يسري إبراهيم‪ ،‬فقه النوازل لألقليات املسلمة «تأصيال وتطبيقا» (الطبعة األوىل‪،‬قاهرة‪ :‬دار‬
‫اليسر‪ ١٤٣٤ ،‬هـ ‪ ٢٠١٣ -‬م)ج‪2‬ص‪.894‬‬
‫‪2‬نفس املرجع ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫نفس املرجع ج‪2‬ص‪.895‬‬
‫أن‪11 1‬واع‪ 1‬الت‪11 1‬أمني ن‪11 1‬وعني ‪ :‬ت‪11 1‬أمني تع‪11 1‬اوين و‌ت‪11 1‬أمني‌جتاري أو الت‪11 1‬أمني ذو القس‪11 1‬ط‬

‫الثابت‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف التأمني التعاوين‬

‫تأمني تعاوين‪ :‬وهوأن‪ 1‬يشرتك جمموعة من األشخاص بدفع مبل‪1‬غ معني‪ ،‬مث ي‪1‬ؤدى‬
‫‪4‬‬
‫من االشرتاكات تعويض‪ 1‬ملن يصيبه ضرر‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تاريخ نشأة‌التأمني التعاوين‬

‫وق‪11‬د ب‪11‬دأ الت‪11‬أمني اإلس‪11‬المي بش‪11‬كل عملي وتط‪11‬بيقي من‪11‬ذ ح‪11‬وايل األربعني عام ‪1‬اً‪،‬‬

‫وقد نشأ التأمني اإلسالمي‪ 1‬ليك‪1‬ون ب‪1‬ديالً عن الت‪1‬أمني التج‪1‬اري ذي القس‪1‬ط الث‪1‬ابت‪ ،‬وق‪1‬د‬

‫سبقت‌نشأة‌التأمني اإلسالمي‪ 1‬وصاحبته‪ ،‬دراسات فقهية معمقة‪ ،‬لبيان حكمه وتأص‪11‬يله‬

‫ش‪11‬رعاً‪ ،‬ولوض‪11‬ع حل‪11‬ول للمش‪11‬كالت ال‪11‬يت تواج‪11‬ه الت‪11‬أمني اإلس‪11‬المي‪ 1،‬وك‪11‬ان من الق‪11‬رارات‬

‫الصادرة جبواز التأمني اإلسالمي وتأصيله شرعاً القرار الصادر عن هيئة كبار العلماء يف‬
‫‪5‬‬
‫اململكة العربية السعودية سنة ‪1397‬هـ وفق ‪1977‬م‪.‬‬

‫الرابعة‪ ،‬دمشق‪ ٧ ،‬حمرم ‪)١٤٣٣‬ج‪5‬ص‬ ‫اإلسالمي وأدلَّتُهُ(الطبعة َّ‬ ‫‪ 4‬أ‪ .‬د‪ .‬وهبة بن مصطفى‪ِ ِ ُّ 1‬‬
‫ُّ‬ ‫الز َحْيل ّي‪ ،‬الف ْقهُ‬ ‫َ َْ‬
‫‪.3421‬‬
‫‪ 5‬حسام الدين بن موسى حممد بن عفانة‪ ،‬يسألونك عن املعامالت املالية املعاصرة(الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬فلسطني‪،‬‬
‫‪١٤٣٠‬هـ ‪٢٠٠٩ -‬م) ص‪.288‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تعريف التأمني التجاري‬

‫ت‪11‬أمني جتاري أو الت‪11‬أمني ذو القس‪11‬ط الث‪11‬ابت‪ 1،‬وه‪11‬و املراد ع‪11‬ادة عن‪11‬د إطالق كلم‪11‬ة‬

‫الت‪1‬أمني‪ ،‬وفي‪1‬ه يل‪1‬تزم املس‪1‬تأمن‪ 1‬ب‪1‬دفع قس‪1‬ط معني إىل ش‪1‬ركة الت‪1‬أمني القائم‪1‬ة على املس‪1‬امهة‪،‬‬

‫على أن يتحم‪11‬ل املؤمن (الش‪11‬ركة) تع‪11‬ويض الض‪11‬رر ال‪11‬ذي يص‪11‬يب املؤمن ل‪11‬ه أو املس‪11‬تأمن‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫فإن مل يقع احلادث فقد املستأمن حقه يف األقساط‪ ،‬وصارت حقا للمؤمن‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬تاريخ نشأة‌التأمني التجاري‬

‫وبع ‪11‬د مطالع ‪11‬ة الب ‪11‬اخث يف بعض كتب‪ ،‬وج ‪11‬د الب ‪11‬احث االختالف يف‬

‫تاريخ نشأة‌التأمني التجاري‪.‬‬

‫‪ .1‬نش‪11 1‬أة الت‪11 1‬أمني يف ق‪11 1‬رن الراب‪11 1‬ع العش‪11 1‬ر‪،‬و ه‪11 1‬ذا وج‪11 1‬د الب‪11 1‬احث يف‬

‫‪1‬المي وأدلَّتُ ‪11‬هُ ‪ :‬الت ‪11‬أمني ح ‪11‬ديث النش ‪11‬أة‪ 1،‬فق ‪11‬د‬ ‫ِ‬
‫الكت ‪11‬اب الف ْق‪11‬هُ اإلس ‪ُّ 1‬‬
‫ظه‪11‬ر مبعن‪11‬اه احلقيقي‪ 1‬يف الق‪11‬رن الراب‪11‬ع عش‪11‬ر امليالدي يف إيطالي‪11‬ا يف‬
‫‪7‬‬
‫صورة التأمني البحري‪.‬‬

‫‪ .2‬نش‪11‬أة الت‪11‬أمني يف ق‪11‬رن الث‪11‬اين العش‪11‬ر‪،‬و ه‪11‬ذا وج‪11‬د الب‪11‬احث يف جمل‪11‬ة‬

‫البي ‪11‬ان‪: 1‬ك ‪11‬ان أول ظه ‪11‬ور الت ‪11‬أمني التج ‪11‬اري تأمين ‪1‬اً‪ 1‬للمخ ‪11‬اطر ال ‪11‬يت‬

‫‪6‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪ 7‬نفس املرجع ج‪5‬ص‪.3415‬‬
‫تتع ‪11‬رض هلا الس ‪11‬فن احململ ‪11‬ة بالبض ‪11‬ائع؛ وذل ‪11‬ك يف مشال إيطالي ‪11‬ا يف‬

‫الق‪11‬رن الث‪11‬اين عش‪11‬ر امليالدي؛ حيث ك‪11‬ان ص‪11‬احب البض‪11‬اعة ي‪11‬دفع‬

‫قس‪11 1‬طاً معين ‪1 1‬اً على أن‪11 1‬ه يف ح‪11 1‬ال تل‪11 1‬ف البض‪11 1‬اعة يقبض مبلغ ‪1 1‬اً من‬

‫املال‪ .‬مث بدأ التأمني التجاري بالرواج؛ ولكنه مل ينتقل إىل الدول‬

‫العربية إال يف القرن التاسع عشر؛ ب‪11‬دليل أن فقه‪11‬اء املس‪11‬لمني ح‪11‬ىت‬

‫الق‪1‬رن الث‪1‬الث‪ 1‬عش‪1‬ر اهلج‪1‬ري مل يبحث‪1‬وه م‪1‬ع أهنم حبث‪1‬وا ك‪1‬ل م‪1‬ا ه‪1‬و‬

‫العامة؛ فتناوله العاَل ّم‪1‬ة‪ 1‬حمم‪11‬د أمني بن‬


‫حميط هبم يف شؤون حياهتم َّ‬

‫عابدين (‪1252‬هـ) يف كتابه رد احملت‪1‬ار على ال‪11‬در املخت‪11‬ار ومساه‪:‬‬

‫س‪1‬وكرة ‪ .‬وق‪1‬د تزاي‪1‬د التعام‪1‬ل ب‪1‬ه بع‪1‬د ذل‪1‬ك ح‪1‬ىت دخ‪1‬ل كث‪1‬رياً من‬
‫‪8‬‬
‫اجملاالت االقتصادية وغريها‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬أقسام التأمني التجاري‬

‫وهذا النوع‪ 1‬ينقسم من حيث موضوعه إىل‪:‬‬

‫‪ 8‬تصدر عن املنتدى اإلسالمي‪ ،‬جملة البيان(دون طبعة‪ ،‬دون مكان‪ ،‬أعداد جملة البيان عرب ‪ ٢٢‬سنة من ‪١٤٠٦‬هـ‬
‫إىل ‪ ١٤٢٨‬هـ)‪84‬ص‪.12‬‬
‫‪ ‌- 1‬ت‪11 1‬أمني األض‪11 1‬رار‪ :‬وه‪11 1‬و يتن‪11 1‬اول املخ‪11 1‬اطر ال‪11 1‬يت ت‪11 1‬ؤثر يف ذم‪11 1‬ة املؤمن ل‪11 1‬ه‪،‬‬

‫لتعويضه عن اخلسارة اليت تلحقه‪ .‬وهذا يشمل‪:‬‬

‫الت‪11‬أمني من املس‪11‬ؤولية‪ :‬وه‪11‬و ض‪11‬مان املؤمن ل‪11‬ه ض‪11‬د مس‪11‬ؤوليته‪ 1‬عن الغ‪11‬ري ال‪11‬ذي‬

‫أصيب بضرر‪ ،‬مثل حوادث السري‪ ،‬والعمل‪.‬‬

‫والت ‪11‬أمني على األش ‪11‬ياء‪ :‬وه ‪11‬و تع ‪11‬ويض املؤمن ل ‪11‬ه عن اخلس ‪11‬ارة ال ‪11‬يت تلحق ‪11‬ه يف‬

‫ماله‪ ،‬بسبب السرقة أو احلريق أو الفيضان‪ ،‬أو اآلفات الزراعية وحنو ذلك‪.‬‬

‫‪ ‌- 2‬وتأمني األشخاص‪ :‬وهو يشمل‪:‬‬

‫الت ‪11‬أمني على احلي ‪11‬اة‪ :‬وه ‪11‬و أن يل ‪11‬تزم املؤمن ب ‪11‬دفع مبل ‪11‬غ لش ‪11‬خص املس ‪11‬تأمن أو‬

‫للورث ‪11 1‬ة عن ‪11 1‬د الوف ‪11 1‬اة‪ ،‬أو الش ‪11 1‬يخوخة‪ ،‬أو املرض أو العاه ‪11 1‬ة‪ ،‬حبس ‪11 1‬ب مق ‪11 1‬دار‬

‫اإلص ‪11‬ابة والت ‪11‬أمني من احلوادث اجلس ‪11‬مانية‪ :‬وه ‪11‬و أن يل ‪11‬تزم املؤمن ب ‪11‬دفع مبل ‪11‬غ‬

‫معني إىل املؤمن ل‪11‬ه يف حال‪11‬ة إص‪11‬ابته أثن‪11‬اء املدة املؤمن فيه‪11‬ا حبادث جس‪11‬ماين‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫أو إىل مستفيد آخر إذا مات املستأمن‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تعريف البيع‬

‫‪ 9‬مرجع سابق ج‪ 5‬ص‪.3422-3421‬‬


‫يف املبحث الثاين سيذكر الباحث تعريف البيع لغة و اصطالحا ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬البيع لغةا‬

‫‪10‬‬
‫البيع لغة‪ :‬مطلق املبادلة‪ ،‬وهو من األضداد مثل الشراء‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬البيع اصطالحا‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫والبيع‬

‫قوم ٍ‬
‫مبال ُمتَقوم متل ًكا أو متلي ًكا ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬عند احلنفية‪ :‬مبادلة املال املت ِ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫‪ - 2‬عند املالكية‪ :‬عقد معاوضة على غري منافع وال متعة لذة ‪.‬‬

‫‪ - 3‬عند الشافعية‪ :‬مقابلة ٍ‬


‫مال مبال على وجه خمصوص متلي ًكا ‪.‬‬

‫‪ - 4‬عن ‪11‬د احلنابل ‪11‬ة‪ :‬مبادل ‪11‬ة م ‪11‬ال ول ‪11‬و يف الذم ‪11‬ة أو منفع ‪11‬ة مباح ‪11‬ة مبث ‪11‬ل أح ‪11‬دمها‬

‫على التأبيد غري ربا وقرض ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وهذه التعاريف مؤداها واحد‪ ،‬والبيع معروف‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬تعريف الربا‬

‫‪ 10‬عبد اهلل بن عمر بن حسني بن طاهر‪ ،‬العقود املضافة إىل مثلها(الطبعة األوىل‪ ،‬الرياض‪١٤٣٤ ،‬هـ ‪٢٠١٣ -‬‬
‫م)ص‪.28‬‬
‫‪ 11‬نفس املرجع‪.‬‬
‫يف املبحث الثالث سيذكر الباحث تعريف الربا لغة و اصطالحا ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الربا لغةا‬

‫يف اللغ‪11 1‬ة‪ :‬ه‪11 1‬و مص‪11 1‬در‪ :‬رب‪11 1‬ا يرب‪11 1‬و‪ ،‬إذا زاد ومنا‪ ،‬فه‪11 1‬و مبع‪11 1‬ىن الفض‪11 1‬ل‬
‫ِ‬
‫ض َه ‪1‬ام َ‪1‬د ًة فَ‪ِ1‬إذَا َ‬
‫َأنزلْنَ‪11‬ا َعلَْي َ‪1‬ه‪1‬ا‬ ‫اَأْلر َ‬
‫والزي‪11‬ادة والنم‪11‬اء‪ ،‬ومن‪11‬ه‪ :‬قول‪11‬ه تع‪11‬اىل‪ََ{ :‬ت‪1َ 1‬رى ْ‬
‫عم‪1‬ا ك‪11‬انت علي‪11‬ه قب‪11‬ل‬
‫ت} احلج‪ 5‬أي حتركت وارتفعت‪ 1‬وزادت ّ‪1‬‬
‫الْ َ‪1‬م‪1‬اء ْاهَت‪1َّ 1‬ز ْ‬
‫نزول املاء‪.‬‬

‫وقول ‪11‬ه تع ‪11‬اىل‪َ{ :‬أن تَ ُك‪11‬و َن َُّأمةٌ ِه َي َْأرىَب ِم ْن َُّأم ٍة} النحل‪ 92‬أي أك ‪11‬ثر ع ‪11‬دداً‬

‫وقوة‪.‬‬

‫َّاس فَاَل َي ْربُ‪11‬و ِعن‪1َ 1‬د اللَّ ِه}‬


‫{و َم‪11‬ا آَتْيتُم ِّمن ِّرب‪1‬اً لَِّي ْربُ‪1َ 1‬و يِف ْ‪َ1‬أم َ‪1‬و ِال الن ِ‬
‫وقول‪11‬ه تع‪11‬اىل‪َ :‬‬
‫ال ‪11‬روم‪ 39‬أي وك ‪11‬ل م ‪11‬ا تعطون ‪11‬ه ألكل ‪11‬ة الرب ‪11‬ا من زي ‪11‬ادة على رؤوس أم ‪11‬واهلم‪،‬‬
‫‪12‬‬
‫لتزيد أمواهلم وتنمو هبا‪ ،‬فإن اهلل تعاىل ميحقه وال يبارك فيه‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الربا اصطالحا‬

‫‪ 12‬اشرتك يف تأليف هذه السلسلة‪ :‬الدكتور ُمصطفى‪ 1‬اخلِ ْن [ت ‪ ١٤٢٩‬هـ]‪ ،‬الدكتور ُمصطفى البُغا‪ ،‬علي‬
‫الش ْر جبي‪ ،‬الفقه املنهجي على مذهب اإلمام الشافعي رمحه اهلل تعاىل(الطبعة الرابعة‪ ،‬دمشق‪ ١٤١٣ ،‬هـ ‪-‬‬
‫ّ‬
‫‪ ١٩٩٢‬م)ج‪6‬ص‪.65‬‬
‫ويف اص‪11 1‬طالح الفقه‪11 1‬اء‪ :‬عق‪11 1‬د على ع‪11 1‬وض خمص‪11 1‬وص‪ ،‬غ‪11 1‬ري معل‪11 1‬وم‬

‫التماثل يف معيار الشرع حالة العقد‪ ،‬أو مع تأخري يف البدلني أو أحدمها‪.‬‬

‫واملراد بالعوض املخصوص‪ :‬األموال الربوية اليت سيأيت بياهنا‪.‬‬

‫وغري معل‪11‬وم التماث‪11‬ل‪ :‬ك‪11‬أن يك‪1‬ون‪ 1‬أح‪1‬د العوض‪1‬ني متفاض‪1‬الً م‪1‬ع الع‪11‬وض اآلخ‪1‬ر‬

‫أو جمهول التساوي معه‪.‬‬

‫ومعيار الشرع هو‪ :‬الكيل يف املكيالت‪ ،‬والوزن يف املوزونات‪.‬‬

‫عما ل‪1‬و علم التماث‪1‬ل بني البل‪1‬دين بع‪1‬د العق‪1‬د‪ .‬كم‪1‬ا‬


‫والتقييد حبالة العقد احرتاز ّ‬
‫ل‪11‬و باع‪11‬ه كوم‪11‬ة من قمح بكوم‪1‬ة‪ 1‬أخ‪11‬رى‪ ،‬وال يعلم ق‪11‬درمها‪ ،‬فه‪11‬و عق‪11‬د رب‪11‬وي‪،‬‬

‫تنطبق عليه أحكام الربا اآلتية‪ ،‬حىت ولو كيلت الكومتان بعد العقد وخرجتا‬

‫متماثلتني‪ ،‬ألن التماثل كان جمهوالً حالة العقد‪.‬‬

‫واملراد بالت ‪11 1 1 1 1‬أخري يف الب ‪11 1 1 1 1‬دلني أو أح ‪11 1 1 1 1‬دمها‪ :‬ع ‪11 1 1 1 1‬دم التق ‪11 1 1 1 1‬ابض‪ 1‬يف اجمللس بني‬

‫املتعاقدين‪ ،‬أو اشرتاط األجل يف العقد‪.‬‬

‫الربا يف الشرع‪ :‬ه‪1‬و الزي‪1‬ادة يف أش‪1‬ياء خمصوص‪1‬ة‪ ،‬والزي‪1‬ادة على ال‪1‬دَّيْن‬

‫ُم َقابل األجل مطلقاً‪ .‬وقيل‪ :‬هو الزيادة يف بيع شيئني جيري فيهما الربا ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫وهو يطلق على شيئني‪ :‬يطلق على ربا الفضل‪ ،‬وربا النسيئة‪1.‬‬

‫المبحث الحامس ‪ :‬تعريف الغرر‬

‫المطلب األول ‪ :‬الغرر لغةا‬

‫الغ ‪11‬رر لغ ‪11‬ة‪ :‬اخلط ‪11‬ر أو الوق ‪11‬وع يف اهلالك‪ 1،‬والتغري ‪11‬ر‪ :‬محل النفس على‬

‫الغرر‪ ،‬يق‪1‬ال ‪ :‬غ‪1َّ1‬رر بنفس‪11‬ه ومال‪1‬ه تغري‪1‬راً وتَغِ‪1َّ1‬رة‪ :‬عرض‪11‬هما للهلك‪1‬ة من غ‪1‬ري أن‬
‫‪14‬‬
‫يعرف‪ ،‬واإلسم الغرر‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الغرر اصطالحا‬

‫اصطالحا ‪:‬‬
‫ً‬ ‫‌‌الغرر‬

‫عند العلماء ثالث تعريفات للغرر‪:‬‬

‫‪‌‌ .1‬التعريف األول‪:‬‬

‫قيل‪ :‬الغرر‪ :‬ما يكون مستور العاقبة‪.‬‬

‫‪ 13‬نفس املرجع‪ ،‬ج‪6‬ص‪.66-65‬‬


‫‪ 14‬الدكتور نعمان جغيم‪ ،‬طرق الكشف عن مقاصد الشارع‪ (،‬الطبعة األوىل‪ ،‬األردن‪ ١٤٣٥ ،‬هـ ‪٢٠١٤ -‬‬
‫م)ص‪.301-300‬‬
‫اخت‪11‬اره السرخس‪11‬ي‪ ،‬وال‪11‬زيلعي‪ ،‬من احلنفي‪11‬ة‪ ،‬وه‪11‬و مواف‪11‬ق لتفس‪11‬ري اإلم‪11‬ام مال‪11‬ك‬

‫رمحه اهلل‪ ،‬واخت ‪11‬اره بعض الش ‪11‬افعية‪ ،‬وابن تيمي ‪11‬ة من احلنابل ‪11‬ة يف أح ‪11‬د قولي ‪11‬ه‪.‬‬

‫ورجحه اخلطايب يف معامل السنن‪.‬‬

‫ومستور العاقبة يشمل أمرين‪:‬‬

‫األمر األول‪ :‬ما تردد بني احلصول وعدمه‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬ما كان جمهول الصفة واملقدار‪ ،‬وإن حتقق حصوله‪.‬‬

‫يق‪11‬ول مال‪11‬ك رمحه اهلل‪« :‬األم‪11‬ر عن‪11‬دنا أن من املخ‪11‬اطرة والغ‪11‬رر‪ :‬اش‪11‬رتاء م‪11‬ا يف‬

‫بط‪11‬ون اإلن‪11‬اث من النس‪11‬اء وال‪11‬دواب؛ ألن‪11‬ه ال ي‪11‬درى أخيرج‪ ،‬أم ال خيرج‪ ،‬ف‪11‬إن‬

‫ص‪1‬ا‪ ،‬أم ذك‪1ً1‬را‪ ،‬أم أن‪11‬ثى‪1،‬‬


‫تام‪11‬ا‪ ،‬أم ناق ً‬
‫قبيحا‪ ،‬أم ً‬
‫خرج مل يدر أيكون حسنًا‪ ،‬أو ً‬
‫وذل‪11‬ك كل‪11‬ه يتفاض‪11‬ل‪ ،‬إن ك‪11‬ان على ك‪11‬ذا‪ ،‬فقيمت‪11‬ه ك‪11‬ذا‪ ،‬وإن ك‪11‬ان على ك‪11‬ذا‪،‬‬

‫فقيمته كذا»‪.‬‬

‫فهذا نص من اإلمام مالك رمحه اهلل أن الغرر‪ :‬هو ما كان جمه‪11‬ول العاقب‪11‬ة إم‪11‬ا‬

‫للجهل بوجوده‪ ،‬أو للجهل بصفته‪1.‬‬

‫ويقول ابن تيمية رمحه اهلل‪« :‬الغرر‪ :‬هو اجملهول العاقبة»‪.‬‬


‫ويق‪11‬ول اخلط‪11‬ايب‪« :‬أص‪11‬ل الغ‪11‬رر‪ :‬م‪11‬ا ط‪11‬وي عن‪11‬ك علم‪11‬ه‪ ،‬وخفي علي‪11‬ك باطن‪11‬ه‬

‫‪1‬وزا عن‪11‬ه‬
‫وس‪11‬ره … وك‪11‬ل بي‪11‬ع ك‪11‬ان املقص‪11‬ود من‪11‬ه جمه ‪1‬واًل غ‪11‬ري معل‪11‬وم‪ ،‬ومعج‪ً 1‬‬
‫‪1‬ريا يف اهلواء»‬
‫غ‪11‬ري مق‪11‬دور علي‪11‬ه فه‪11‬و غ‪11‬رر‪ ،‬مث‪11‬ل أن يبيع‪11‬ه مس ًكا يف املاء‪ ،‬أو ط‪ً 1‬‬
‫فجعل اخلطايب الغرر شاماًل لألمرين‪ :‬اجملهول‪ ،‬واملعلوم املعجوز عن تسليمه‪.‬‬

‫‪‌‌ .2‬القول الثاين‪:‬‬

‫قيل‪ :‬الغرر‪ :‬ما تردد بني احلصول والعدم‪.‬‬

‫في‪11‬دخل في‪11‬ه م‪11‬ا عج‪11‬ز عن تس‪11‬ليمه‪ .‬وه‪11‬ذا تعري‪11‬ف الكاس‪11‬اين وابن عاب‪11‬دين من‬

‫احلنفية‪ ،‬وابن تيمية يف أحد قوليه‪.‬‬

‫وه ‪11‬ذا أخص من التعري ‪11‬ف األول؛ ألن ‪11‬ه ال ي ‪11‬دخل يف تعري ‪11‬ف الغ ‪11‬رر م ‪11‬ا ك ‪11‬ان‬

‫جمهول الصفة واملقدار‪ ،‬وإن حتقق حصوله‪.‬‬

‫يقول الكاساين‪« :‬الغرر‪ :‬هو اخلط‪1‬ر ال‪11‬ذي اس‪1‬توى في‪11‬ه ط‪11‬رف الوج‪11‬ود والع‪1‬دم‬

‫مبنزلة الشك»‪.‬‬

‫وذكر ابن عابدين أن الغرر‪ :‬هو الشك يف وجوده يعين‪ :‬املبيع‪.‬‬


‫ويقول ابن تيمية‪« :‬الغرر‪ :‬ق‪1‬د قي‪1‬ل يف معن‪1‬اه‪ :‬ه‪11‬و م‪11‬ا خفيت عاقبت‪11‬ه‪ ،‬وط‪1‬ويت‪1‬‬

‫مغبته‪ ،‬أو انطوى أمره‪.‬‬

‫‪1‬رتددا بني أن‬


‫وقي‪11‬ل‪ :‬م‪11‬ا ت‪11‬ردد بني الس‪11‬المة والعطب‪ ،‬ومع‪11‬ىن ه‪11‬ذا‪ :‬م‪11‬ا ك‪11‬ان م‪ً 1‬‬
‫يس ‪11 1 1‬لم للمش‪11 1 1‬رتي فيحص‪11 1 1‬ل املقص‪11 1 1‬ود بالعق‪11 1 1‬د‪ ،‬وبني أن يعطب فال حيص ‪11 1 1‬ل‬

‫املقص ‪11 1‬ود بالعق ‪11 1‬د‪ ،‬وه ‪11 1‬ذا التفس ‪11 1‬ري أوض ‪11 1‬ح وأبني من األول‪ ،‬ف ‪11 1‬إن الغ ‪11 1‬رر من‬

‫التغري‪11‬ر‪ ،‬واملغ‪11‬رر بالش‪11‬يء‪ :‬املخ‪11‬اطر‪ ،‬واملخ‪11‬اطر‪ :‬املرتدد بني الس‪11‬المة والعطب‪،‬‬

‫وه‪11‬ذا ه‪11‬و ال‪11‬ذي خفيت عاقبت‪11‬ه‪ ،‬فه‪11‬ذا كل‪11‬ه يع‪11‬ود إىل س‪11‬المة املبيع للمش‪11‬رتي‪،‬‬

‫وحصوله له ‪» ..‬‬

‫‪‌‌ .3‬القول الثالث‪1:‬‬

‫رأي ابن حزم‪ ،‬قال يف تعريفه‪:‬‬

‫«ما عقد على جهل مبقداره‪ ،‬وصفاته»‪.‬‬

‫فال ي‪11‬دخل عن‪11‬ده م‪11‬ا عج‪11‬ز عن تس‪11‬ليمه‪ ،‬كالعب‪11‬د اآلب‪11‬ق‪ ،‬والبع‪11‬ري الش‪11‬ارد‪ ،‬ف‪11‬إن‬

‫العب ‪11‬د والبع ‪11‬ري معلوم ‪11‬ا الص ‪11‬فة واملق ‪11‬دار‪ ،‬ولكن وق ‪11‬ع الش ‪11‬ك يف حص ‪11‬وهلما‪ ،‬أو‬

‫وجودمها‪ ،‬وال ي ‪11‬رى رمحه اهلل اش ‪11‬رتاط الق ‪11‬درة على التس ‪11‬ليم ش ‪11‬رطًا يف ص ‪11‬حة‬

‫البيع‪ ،‬وقد ناقشت أدلته يف فصل سابق‪ ،‬فأغىن عن إعادته هنا‪.‬‬


‫ومن خالل التعريف‪11‬ات‪ 1‬الس‪11‬ابقة‪ 1‬ن‪11‬رى أن أكمله‪11‬ا م‪11‬ا عل‪11‬ق الغ‪11‬رر على األم‪11‬رين‬

‫مع‪11‬ا‪ ،‬اجله‪11‬ل بالص‪11‬فة‪ ،‬أو باملق‪11‬دار‪ ،‬وال‪11‬رتدد بني حص‪11‬ول الش‪11‬يء‪ ،‬وبني فوات‪11‬ه‪،‬‬
‫ً‬
‫‪15‬‬
‫وهي املخاطرة‪ ،‬واهلل أعلم‬

‫المبحث السادس ‪:‬تعريف امليسري‬

‫المطلب األول ‪ :‬امليسري لغةا‬

‫‌‌امليسر‌لغة‪:‬‬

‫‪1‬دل‬
‫‪1‬ادة (ي س ر) الّ‪1‬يت ت ّ‬
‫اسم لنوع من لعب الك ّفار يف اجلاهليّ‪1‬ة م‪1‬اخوذ من م ّ‬
‫على انفت‪11 1‬اح ش‪11 1‬يء وخ ّفت‪11 1‬ه ‪ .‬ومن ذل‪11 1‬ك املع‪11 1‬ىن أخ‪11 1‬ذ اليس‪11 1‬ر نقيض‪ 1‬العس‪11 1‬ر‪،‬‬

‫واليس ‪11‬ار يف مع ‪11‬ىن الغ ‪11‬ىن‪ ،‬يق ‪11‬ول ابن ف ‪11‬ارس‪ :‬ومن الب ‪11‬اب األيس ‪11‬ار‪ ،‬أي الق ‪11‬وم‬

‫جيتمع‪11 1‬ون على امليس‪11 1‬ر‪ ،‬واح‪11 1‬دهم يس‪11 1‬ر‪ ،‬وامليس‪11 1‬ر‪ :‬القم‪11 1‬ار ‪ .‬وه‪11 1‬و وج‪11 1‬وب‬

‫الشيء لصاحبه‪ ،‬يقال‪:‬‬


‫ّ‬

‫يسر يل كذا إذا وجب»‬

‫‪ 15‬دبيان بن حممد الدبيان‪ ،‬املعامالت املالية أصالة ومعاصرة‪ (،‬الطبعة الثانية‪،‬دون مكان‪ ١٤٣٢ ،‬هـ)ج‪ 3‬ص‬
‫‪.498-495‬‬
‫‪ .‬وه‪11 1‬و م‪11 1‬أخوذ من اليس‪11 1‬ر وقي‪11 1‬ل‪ :‬امليس‪11 1‬ر‌قم‪11 1‬ار الع‪11 1‬رب ب‪11 1‬األزالم‪ ،‬والياس‪11 1‬ر‬

‫الرجل ييسر‪.‬‬
‫الاّل عب بالقداح‪ ،‬يقال‪ :‬يسر ّ‬

‫اجلوهري‪ :‬ومل حتذف الي ‪11‬اء في ‪11‬ه وال يف يين ‪11‬ع كم ‪11‬ا ح ‪11‬ذفت يف يع ‪11‬د وم ‪11‬ا‬
‫ّ‬ ‫ق ‪11‬ال‬

‫أش ‪11‬بهها لتق ‪11‬وى إح ‪11‬دى الي ‪11‬ائني ب ‪11‬األخرى‪ ،‬واليس ‪11‬ر والياس ‪11‬ر مبع ‪11‬ىن‪ ،‬ق ‪11‬ال أب ‪11‬و‬

‫ذؤيب‪:‬‬

‫وكأهّن ّن ربابة وكأنّه … يسر يفيض على القداح ويصدع ‪.‬‬

‫ويسر القوم اجلزور‪ :‬اجتزروها واقتسموا أعضاءها‪.‬‬

‫الرجل يسر من باب وعد فه‪11‬و ياس‪11‬ر وب‪11‬ه مسّي‪-‬‬


‫وقال ابن منظور‪ :‬يقال يسر ّ‬
‫امليس ‪11 1‬ر على وزن مس ‪11 1‬جد‪ ،‬واليس ‪11 1‬ر‪ :‬هم الّ ‪11 1‬ذين يتق ‪11 1‬امرون أو يل ‪11 1‬ون قس ‪11 1‬مة‬

‫اجلزور املق ‪11‬امر عليه ‪11‬ا‪ ،‬وق ‪11‬د يق ‪11‬ال‪ :‬يس ‪11‬ر ييس ‪11‬ر (بإبق ‪11‬اء ف ‪11‬اء الفع ‪11‬ل) إذا ج ‪11‬اء‬

‫بقدحه للقمار‪.‬‬

‫ض‪1 1‬اربني‬
‫جيزأ أج ‪11‬زاء والياس ‪11‬ر اجلازر‪ ،‬مثّ يق ‪11‬ال لل ّ‬
‫وامليس ‪11‬ر‪ :‬اجلزور نفس ‪11‬ه ألنّ ‪11‬ه ّ‬
‫بالقداح واملتقامرين على اجلزور‪ :‬ياسرون‪ ،‬مثّ أطلق على الاّل عب بالقداح‪.‬‬

‫وك‪11 1‬ان الع‪11 1‬رب إذا أرادوا أن ييس‪11 1‬روا اش‪11 1‬رتوا‪ 1‬ج‪11 1‬زورا نس‪11 1‬يئة وحنروه قب‪11 1‬ل أن‬

‫ييس‪11‬رو‪ ،‬وق ّس ‪1‬موه مثاني‪11‬ة وعش‪11‬رين قس‪11‬ما أو عش‪11‬رة أقس‪11‬ام‪ ،‬ف‪11‬إذا خ‪11‬رج واح‪11‬د‬
‫واحد باس‪1‬م رج‪1‬ل رج‪1‬ل ظه‪11‬ر ف‪1‬وز من خ‪1‬رج هلم ذوات األنص‪11‬باء‪ ،‬وغ‪1‬رم من‬
‫‪16‬‬
‫خرج له الغفل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬امليسري اصطالحا‬

‫‌‌امليسر اصطالحا‪:‬‬

‫يعرف به ومن مثّ يك‪11‬ون‪ 1‬امليس‪11‬ر‪ :‬ه‪11‬و‬


‫يعرف مبا ّ‬
‫إذا كان امليسر هو القمار فإنّه ّ‬
‫أن يأخ‪11‬ذ املق‪11‬امر من ص‪11‬احبه ش‪11‬يئا فش‪11‬يئا يف اللّعب‪ .‬ق‪11‬ال اجلرج‪11‬اينّ‪ :‬وه‪11‬و يف‬

‫زمانن ‪11‬ا (أي يف الق ‪11‬رن الثّ ‪11‬امن للهج ‪11‬رة حيث ت ‪11‬ويّف اجلرج ‪11‬اينّ ‪ 740‬هـ) ك ‪1ّ 1‬ل‬

‫لعب يشرتط فيه الغالب من املتغالبني أخذ شيء من امللعوب معه ‪.‬‬

‫‪1‬ؤدي إىل‬
‫‪1‬وي أ ّن امليس‪1‬ر‪ :‬ك ّ‪1‬ل ش‪1‬يء في‪1‬ه خط‪1‬ر‪ .‬واملع‪1‬ىن ك ّ‪1‬ل لعب ي ّ‬
‫وذكر الكف ّ‬
‫هيب ه‪1‬ذا املع‪1‬ىن عن‪1‬دما‬
‫املخ‪1‬اطرة بفق‪1‬د املال نتيج‪1‬ة ل‪1‬ذلك اللّعب‪ ،‬وق‪1‬د أ ّك‪1‬د ال‪ّ 1‬ذ ّ‬
‫قال‪:‬‬

‫‪ 16‬الشيخ صاحل بن عبد اهلل بن محيد‪ ،‬نضرة النعيم يف مكارم‪ 1‬أخالق الرسول الكرميﷺ(الطبعة الرابعة‪،‬دون‬
‫مكان‪ ٨ ،‬ذو احلجة ‪1)١٤٣١‬ص‪.5583‬‬
‫‪1‬أي ن‪11‬وع ك‪11‬ان‪ ،‬مث‪11‬ل النّ‪11‬رد وال ّش ‪1‬طرنج أو الفص‪11‬وص‪ ،‬أو‬
‫امليس‪11‬ر‪ :‬ه‪11‬و القم‪11‬ار ب‪ّ 1‬‬
‫الكع‪1‬اب‪ ،‬أو ال‪1‬بيض‪ 1،‬أو اجلوز‪ ،‬أو احلص‪11‬ى‪ ،‬أو م‪11‬ا ش‪1‬ابه ذل‪11‬ك‪ ،‬وه‪1‬و من أك‪1‬ل‬
‫‪17‬‬
‫أموال النّاس بالباطل‪.‬‬

‫المبحث الحسابع ‪:‬تعريف العاقلة‬

‫المطلب األول ‪ :‬العاقلة لغةا‬

‫(و ِمْن ‪11‬هُ)‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫‪1‬ل) الْبَع ‪1َ 1‬ري َع ْقاًل َش ‪1‬دَّهُ بالْع َق‪11‬ال َ‬
‫(ع َق‪َ 1‬‬
‫عاقل ‪11‬ة لغ ‪11‬ةا ‪( :‬ع ق ل) ‪َ :‬‬
‫‪18‬‬
‫ت)‪.‬‬
‫(و َع َق ْل ُ‬
‫الْ َع ْق ُل َوالْ َم ْع ُقلَةُ الدِّيَةُ َ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العاقلة اصطالحا‬

‫هي اجلهة اليت تتحم‪1‬ل دف‪1‬ع الدي‪1‬ة عن اجلاين يف غ‪1‬ري القت‪1‬ل العم‪1‬د دون‬

‫أن يك ‪11 1 1‬ون‪ 1‬هلا ح ‪11 1 1‬ق الرج ‪11 1 1‬وع على اجلاين مبا أدت ‪11 1 1‬ه‪ .‬وهي العص ‪11 1 1‬بة‪ 1‬يف أص ‪11 1 1‬ل‬
‫‪19‬‬
‫تشريعها‪ ،‬وأهل ديوانه الذين بينهم النصرة والتضامن‪1.‬‬

‫المبحث السامن ‪:‬تعريف نظام التقاعد‪1‬‬

‫‪ 17‬نفس املرجع ‪1‬ص‪.5584-5583‬‬


‫‪ 18‬أبو الفتح‪ ،‬برهان الدين ناصر بن عبد السيد أىب املكارم ابن على‪ ،‬املغرب يف ترتيب املعرب ‪(،‬دون‬
‫طبعة‪،‬دون مكان ‪ ٨‬ذو احلجة ‪)١٤٣١‬ص‪323‬‬
‫‪ 19‬األستاذ الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة‪ ،‬فتاوى يسألونك(الطبعة األوىل‪ ،‬فلسطني‪١٤٣٠ - ١٤٢٧ ،‬‬
‫هـ)ج‪12‬ص‪.263‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬نظام التقاعد لغةا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظام التقاعد‪ 1‬اصطالحا‬

‫المبحث التاسع ‪ :‬تعريف احلراسة‬

‫المطلب األول ‪ :‬احلراسة لغةا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬احلراسة اصطالحا‬

You might also like