You are on page 1of 9

‫قاعدة "‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار" وتطبيقاتها الفقهية ا‪-‬عاصرة في النكاح‬

‫الحمد ا= رب العا‪ ،F-‬فاطر السموات وا‪O‬رض‪ ،F‬مدبر الخ‪L‬ئق أجمع‪ ،F‬باعث الرسل صلوات اا=‬
‫وس‪L‬مه عليهم إلى ا‪-‬كلف‪ F‬لهدايتهم وبيان شرائع الدين بالد‪9‬ئل القطعية وواضحات البراه‪F‬؛ أحمده على‬
‫جميع نعمه وأسئل ا‪-‬زيد من فضله وكرمه‪.‬‬
‫وأشهد أن ‪ 9‬إله إ‪ 9‬اا= وحده ‪ 9‬شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬الداعي إلى أصح ا‪O‬قوال‪،‬‬
‫وأسد ا‪O‬فعال‪ ،‬ا‪-‬حكم ل‪n‬حكام‪ ،‬وا‪-‬ميز ب‪ F‬الح‪L‬ل والحرام؛ صلى اا= عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب‬
‫وخير آل‪ ،‬ص‪L‬ة دائمة بالغدو وا‪O‬صال‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫خلفية البحث‬
‫يوا‬
‫قبل‪ .‬إذا كان معظم الناس وأكثرهم يبادرون ويتسارعون في إفادة من كل جديد ما يوجهه اليوم بدون‬
‫أي نظر إلى حل أو حرام فمجتمع ا‪x‬س‪L‬م الذين يتمسكون بالشريعة السموية يتسائل ويتوقف أمام هذه‬
‫ا‪-‬ستجدة ا‪-‬عاصرة ‪-‬عرفة أحكامها من أهل العلم والذكر‪.‬‬
‫ومن ا‪O‬شياء الجدد التي انتشرت في مجتمع ا‪-‬سلم‪ F‬واستجدت هذه ا‪O‬شياء هي‬
‫أمور النكاح‪ .‬وظهرت في زمننا الحاضر أنواع النكاح ا‪-‬عاصر بمختلف ا‪O‬نواع‪ .‬ولكل نوع صورها‬
‫الخاصة تتميز واحد تلو ا‪O‬خر‪ .‬وا‪-‬ثال على ذلك "نكاح فريند" الذي يقوم على أساس صدور وجوده بسبب‬
‫ما يسمون "جريل فريند وبوي فريند" الذي أصبح كأنه شيء عادي ‪9‬زم بل يكون عجيبا غريبا للفتى أو‬
‫الفتاة الذين ليس لهم عشيق أو عشيقة‬
‫مقدمة‬
‫‪٦‬‬
‫ويعد مريضا نفسيا يطاف به في العيادات وا‪-‬ستشفيات‪ .‬وهذا مثال واحد للزواج الذي يستجد وجوده‬
‫ما لم يكن موجودا من قبل‪.‬‬
‫حدث اليوم كثرة الط‪L‬ق وقد يكون عقد نكاح هؤ‪9‬ء مع نية الط‪L‬ق في قلبه‬
‫بعد ا‪x‬صابة وحاجة ا‪9‬ستمتاع بالزوجة‪ .‬وقد تكون نيته نية نكاح ا‪-‬تعة ولكن ما صرح الشرط صلب‬
‫العقد بل إضمارها عن الزوجة وا‪O‬ولياء‪ .‬من هذا الواقع يتسائل الباحث‬
‫عن الخطأ في النكاح ا‪-‬وجود؟ هل دار النكاح مثل ما أراد به الشرع أم يخالفه؟ فانط‪L‬قا من هذه‬
‫الفكرة أراد الباحث العرض على حقيقة حكم هذه أنواع الزواج ا‪-‬عاصر عبر القاعدة ‪9‬ضرر و‪ 9‬ضرار‪ .‬وقد‬
‫يكون نوع من أنواع هذه ال‪n‬نكحة ا معا أو على َو َلدهما فيما بعد وقد‬
‫تكون هذه ا‪O‬نكحة ضاعت منها السكينة وا‪-‬ودة والرحمة حيث أن هذه ا‪O‬شياء هي‬
‫غرض النكاح وهدفه‪.‬‬
‫مشكلة البحث وهذا البحث يحاول الباحث حل ث‪L‬ث اشكا‪9‬ت ‪ )١( :‬ما أوجه الضرر في‬
‫النكاح ا‪-‬عاصر ا‪-‬تداولة اليوم؟ (‪ )٢‬ما ارتباط القاعدة ‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار بالنكاح ا‪-‬عاصر؟ (‪ )٣‬ما‬
‫حكمكل أنواع ا‪O‬نكحة ا‪-‬عاصرة نظر القاعدة ‪9‬ضرر و‪ 9‬ضرار؟‬
‫ومن خ‪L‬ل هذه ا‪-‬شك‪L‬ت العارضة يقدم الباحث هذه الرسالة تحت ا‪-‬وضوع‬
‫"قاعدة ‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار وتطبيق ‪ " ‬على نوع ا‪-‬نهج العلمي ا‪9‬ستقرائي ا‪-‬كتبي‪.‬‬
‫أهداف البحث‬
‫كما يهدف البحث الحالي لعدة أهداف من أهمها التعرف على النقاط التالية ‪:‬‬
‫(‪ )١‬البيان الشامل أوجه الضرر في النكاح ا‪-‬عاصر‪ )٢( .‬معرفة حقيقة ارتباط القاعدة ‪9‬‬
‫‪٧‬‬
‫ضرر و‪ 9‬ضرار بالنكاح ا‪-‬عاصر‪ )٣( .‬معرفة التطبيقات الفقهية ا‪-‬عاصرة لقاعدة ‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار في‬
‫النكاح ا‪-‬تداولة ب‪ F‬الناس واستجابة حكم هذه ا‪-‬سألة من نظرية الشريعة ا‪x‬س‪L‬مية‪.‬‬
‫وقد حاولت الدراسة ا‪x‬جابة على ا‪x‬شكا‪9‬ت السابقة من خ‪L‬ل اتباع الخطة‬
‫التالية‪ ،‬قسم هذا البحث على ث‪L‬ثة ا‪-‬باحث ما يلي ‪ :‬قسم ا‪O‬ول عن نظرية القاعدة ‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار‬
‫قسم الثاني هو البحث عن فقه النكاح وقسم الثالث هو البحث عن‬
‫تطبيقات القاعدة "‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار في النكاح‬
‫القسم ا‪O‬ول ‪ :‬نظرية القاعدة ‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار أو‪ : 9‬مفهوم القاعدة الفقهية‬
‫القاعدة لغة من قعد يقعد وهي ‪ :‬الجلوس أي ضد القيام‪ ،١‬وا‪O‬صل هو ‪:‬‬
‫«الشيء الذي يقوم عليه‪ ،‬ومنشؤه الذي ينبت منه»‪ .‬مثل ذلك‪ ،‬عدم جواز الزنى ا‪-‬كره‪ ،‬يقوم هذا الحكم‬
‫على قاعدة "‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار"‪ .‬وأما القاعدة في ا‪9‬صط‪L‬ح فهي «أن‬
‫القاعدة هي ا‪O‬مر الكلي الذي ينطبق عليه جزئياتكثيرة تفهم أحكامها منها»‪.٢‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مدلول قاعدة ‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار‬
‫‪ .١‬ا‪-‬ناوي‪ ،‬عبد (ا‪-‬توفى ‪ ١٠٣١ :‬هـ)‪ ،‬التوقيف على مهمات التعاريف‪( ،‬ط ‪ )١ :‬القاهرة ‪ :‬عالم الكتب ‪٣٨‬‬
‫عبد الخالق ثروت‪ ١٤١٠( ،‬هـ)‪ ،‬ص ‪ .٢ .٢٦٦‬السبكي‪ ،‬تاج الدين‪( ،‬ا‪-‬توفى ‪ ٧٧١ :‬هـ)‪ ،‬ا‪O‬شباه والنظائر‪( ،‬ط‬
‫‪ ،)١ :‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ١٤١١( ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،١‬ص ‪.١١‬‬
‫‪٨‬‬
‫ا‪O‬صل في الضرر ضد النفع‪ .١‬فسوء الحال والضيقكثيرا ما يكون نتيجة ‪9‬نتقاص‬
‫حقوق ا‪x‬نسان وملكه أو للفقر والشدة والقحط‪ ،‬أو للمريض والزمانة والهزل‪ ،‬أو للحاجة ا‪-‬لجيئة وذلك‬
‫كانت كلها ضد لنفع ا‪x‬نسان‪ .‬وأما الضرر في ا‪9‬صط‪L‬ح هو ‪ :‬أن الضرر يحصل بغير قصد وأما الضرار‬
‫فيحصل بقصد‪ .‬فالضرر هو محاولة ا‪x‬نسان إلحاق ا‪-‬فسدة بنفسه أو بغيره‪ ،‬أو أن تدخل على غيرك ضررا ً‬
‫‪-‬صلحتك‪ .‬والضرار أن‬
‫يتراشق اثنان بما فيه مفسدة لهما أو أن تدخل على غيرك ضررا ً ‪ 9‬منفعة لك فيه‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أصول قاعدة ‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار‬
‫َشيئاً﴾‪ ٢‬أَى لن ينقصوه‪َ َ﴿ ،‬وما َي ُض ‪ž‬رو َن َك ِمن‬ ‫أو‪ : 9‬من القرآن ‪َ ﴿ :‬لن َي ُض ‪ž‬روا ْ اا= ْ‬
‫َش ْي ٍء ﴾ ‪٣‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ثانيا ‪ :‬من الحديث ‪َُ :‬رس َول الل َ§ه َصل ¦ى اا=ُ َعلَيه َ َوسل َ¦م‪ ،‬قال ‪َ 9َ{ :‬ض َرر َ َو‪ِ 9‬ضرار‪ْ َ،‬من َضا ¦ر َض‬
‫¦رهُالل ¦ ُه‪َ َ،‬و ْمنَشا ¦ َقش ¦قالل ¦هَُع ْلَ ِيه}‪.٤‬‬
‫رابعا ‪ :‬حجية القاعدة‬
‫اختلف العلماء فيه ب‪ F‬الرفض وا‪x‬يجاز‪ ،  ،‬إذا كانت‬
‫القاعدة نصا ً قرآنيا ً كريما ً أو حديثا صحيحا فهي قبل أن تكون قاعدة أو تجري مجرى‬
‫‪ .١‬الجوهري‪ ،‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الفارابي (ا‪-‬توفى‪٣٩٣ :‬هـ)‪ ،‬الصحاح تاج اللغة وصحاح‬
‫العربية‪( ،‬ط‪ ،)٤:‬التحقيق‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار العلم للم‪L‬ي‪ ١٤٠٧ ( ،F‬هـ )‪ ،‬ج ‪ ،٢‬ص ‪.٧١٩‬‬
‫‪ .٢‬سورة آل عمران ‪ .٣ .١٧٦ :‬سورة النساء ‪ .٤ .١١٣ :‬الدارقطني‪ ،‬أبو الحسن علي بن عمر (ا‪-‬توفى ‪:‬‬
‫‪ ٣٨٥‬هـ)‪ ،‬س‪ ª‬الدارقطني‪( ،‬ط ‪ ،)١ :‬التحقيق ‪ :‬شعيب ا‪9‬رنؤوط‪ ،‬حسن عبد ا‪-‬نعم شلبي‪ ،‬عبد اللطيف حرز‬
‫اا=‪ ،‬أحمد برهوم‪ ،‬الناشر بيروت – لبنان ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ١٤٢٤( ،‬هـ)‪ ،‬رقم ‪ ،٣٠٧٩ :‬ج ‪ ،٤‬ص ‪.٥١‬‬
‫والبيهقي‪ ،‬أحمد بن الحس‪( ،F‬ا‪-‬توفى ‪٤٥٨ :‬هـ)‪ ،‬الس‪ ª‬الكبرى‪( ، ،‬ط ‪ ،)٣ :‬التحقيق ‪ :‬محمد عبد القادر‬
‫عطا‪ ،‬بيروت – لبنات ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ١٤٢٤( ،‬هـ)‪ ،‬رقم ‪ ،١١٣٨٤ :‬ج ‪ ،٦‬ص ‪.١١٤‬‬
‫‪٩‬‬
‫القواعد فهي دليل شرعي با‪9‬تفاق فهل إذا جرى النص القرآني مجرى القاعدة خرج عن كونه دلي‪ًL‬‬
‫شرعيا ً معمو‪ ً9‬به‪ ،‬و‪ 9‬يجوز تقديم غيره عليه؟ وأما إذا كانت القاعدة مبنية على دليل شرعي من ا‪O‬دلة التي‬
‫اختلف في اعتبارها فيجب الرجوع أو‪ ً9‬إلى ا‪O‬دلة ا‪-‬تفق‬
‫عليها‬
‫خامسا ‪ :‬ضوابط الضرر‬
‫الضابط ا‪O‬ول ‪ :‬أن يكون هذا الضرر محققا ‪ 9‬موهوما‪ .‬الضابط الثاني ‪ :‬أن‬
‫يكون الضرر فاحشا ‪ 9‬يسيرا‪ ،‬ظاهرا ‪ 9‬مشك‪ .L‬الضابط الثالث ‪ :‬أن يكون هذا ضرر بغير حق أي ‪:‬‬
‫تعديا‪ ،‬أو تعسفا‪ ،‬أو إهما‪ .9‬الضابط الرابع ‪ :‬أن تكون الضرر مخ‪ L‬بمصلحة مشروعا في ا‪9‬صل ‪ .‬الضابط‬
‫الخامس ‪ :‬أن يكون الضرر مخ‪ L‬بمصلحة‬
‫مستحقة للمتضرر بأي وجه من وجوه ا‪9‬ستحقاق‪.١‬‬
‫سادسا ‪ :‬أهمية قاعدة «‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار»‬
‫أما أهمية القاعدة فلها أهمية من خ‪L‬ل أمرين ‪ :‬أو‪ : 9‬أن هذه القاعدة من‬
‫القواعد ذات ا‪O‬ثر الواسعة في أحكام الفقه‪ .‬وقال بعض الفقهاء أن نصف الفقه يندرج تحت هذه‬
‫القاعدة‪ ،٢‬ووجه هذا أن الشريعة ‪ 9‬تخلو إما جلب ا‪-‬صالح وا‪-‬نفع وإما لدفع ا‪-‬ضار وهذه القاعدة التي‬
‫معنا تقرر جانب دفع ا‪-‬ضار وتخفيفها‪ ،‬وذلك نصف أحكام‬
‫‪ .١‬موافي‪ ،‬أحمد‪ ،‬الضرر في الفقه ا‪x‬س‪L‬مي‪( ،‬ط ‪ ،)١ :‬ا‪-‬ملكة العربية السعودية ‪ :‬دار ابن عفان للنشر‬
‫والتوزيع‪ ١٤١٨( ،‬هـ)‪ ،‬ص ‪ .٢ .٧٢١‬الزحيلي‪ ،‬محمد مصطفى‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في ا‪-‬ذاهب‬
‫ا‪O‬ربعة‪( ،‬ط ‪ ،)١ :‬التحقيق ‪ :‬عميد كلية الشريعة والدراسات ا‪x‬س‪L‬مية ‪ -‬جامعة الشارقة‪ ،‬دمشق ‪ :‬دار الفكر‪،‬‬
‫(‪ ١٤٢٧‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،١‬ص ‪.٢١٨‬‬
‫‪١٠‬‬
‫الفقه‪ .١‬ثانيا ‪ :‬إن هذه القاعدة صلة بعلم أصول الفقه‪ ،‬وذالك باعتبار من أدلة الفقه أو ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬القواعد ا‪-‬ندرجة تحت قاعدة «‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار»‬
‫القواعد الخاصة بإزالة الضرر في حال انفراده ‪ )١( :‬الضرر يزال‪ )٢( ،‬الضرر يدفع بقدر ا‪x‬مكان‪)٣( ،‬‬
‫القديم يترك على قدمه‪ )٤( ،‬الضرر ‪9‬يكون قديما‪ .‬والقواعد الخاصة بإزالة الضرر في حال التعارض ‪)١( :‬‬
‫الضرر ‪ 9‬يزال بمثله (‪ )٢‬الضرر ا‪O‬شد يزال بالضرر ا‪O‬خف (‪ )٣‬إذا تعارض مفسدتان روع أعظمها ضررا‬
‫بارتكاب أخفهما (‪)٤‬‬
‫يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام (‪ )٥‬درء ا‪-‬فاسد أولى من جلب ا‪-‬صالح‬
‫القسم الثاني ‪ :‬فقه النكاح‬
‫بحث مخصص في فقه النكاح وفيه مباحث عن مفهوم النكاح وتعريفه‪ ،‬ومستند‬
‫النكاح ومشروعيته وحكمه‪ ،‬وأركان النكاح وشروطه وحكمة مشروعيته فكما يلي ا‪-‬باحث ‪:‬‬
‫أو‪ : 9‬مفهوم النكاح وتعريفه‬
‫أن أصل النكاح في الك‪L‬م العرب هو الوطء‪ .٢‬ويقال أيضا أن النكاح هو‬
‫فإن‬‫§ساءإِ ¦‪َ9‬ما ْقَد َسلَ ِ‬ ‫التزوج‪:‬نكحف‪L‬نامرأةينكحهانكاحاإذاتزوجهاكماقالتعالى‪َ َ﴿:‬و‪9‬تَ ِـن ْ ُكحواَما نَ َكحآبَا ُ ُؤ ْك ِم َمنالن َ ِ‬
‫¦هَُكاَنفَ ِا َحش َةً َو ْمقتًا َ َوسا َء َس ِبيً‪.٣﴾L‬وأما‬
‫‪ .١‬انظر ‪ :‬ا‪-‬رداوي‪ ،‬علي بن سليمان الدمشقي (ا‪-‬توفى ‪ ٨٨٥ :‬هـ)‪ ،‬التحبير شرح التحرير في أصول‬
‫الفقه‪( ،‬ط ‪ ،)١ :‬التحقيق ‪ :‬عبد الرحمن الجبرين‪ ،‬وعوض القرني‪ ،‬وأحمد السراح‪ ،‬السعودية ‪ /‬الرياض ‪:‬‬
‫مكتبة الرشد‪ ١٤٢١( ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،٨‬ص ‪ .٢ .٣٨٤٦‬ا‪O‬زهري‪ ،‬أبو منصور الهروي‪( ،‬ا‪-‬توفى ‪ ٣٧٠ :‬هـ)‪ ،‬تهذيب‬
‫اللغة‪( ،‬ط ‪ )١ :‬التحقيق ‪ :‬محمد عوض مرعب‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ ٢٠٠١( ،‬م)‪ ،‬ج ‪ ،٤‬ص ‪.٦٤‬‬
‫‪ .٣‬سورة النساء ‪.٢٢ :‬‬
‫‪١١‬‬
‫قصدا لتحقيق مقاصده ا‪-‬رجوة‬ ‫النكاح في ا‪9‬صط‪L‬ح ‪ :‬عقد شرعي يفيد ِحل استمتاع ب‪ F‬رجل ومرأة ً‬
‫منه بلفظ ا‪x‬نكاح أو التزويج أو ما في معناهما لتكوين أسرة وإيجاد نسل بينهما‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مستند النكاح‬
‫ِ‬
‫أو‪ : 9‬من القرآن ‪ :‬اا= تعالى ‪... ﴿ :‬فَا ْن ِك ُحوا َما طَا َب َل ُك ْم ِم َن الن § َساء َمثْـَنى‬
‫َ و ث ُ َ ‪َ 9‬ث َ و ُ ر ب َ ا َع ‪. ١ ﴾ . . .‬‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صنللفرج‪َ َ،‬و ْمن‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫شرال ¦شبَ ِاب‪َِ ،‬مناْستطا َعالبَا َءةفـْليَتـَز ¦ ْوج‪،‬فإن ¦ ُهأغ ‪ž‬ض للبَص َروأَ َح ُ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ثانيامنالحديث‪{:‬يَا َ ْم َع َ‬
‫¦ص ِوم ِفَإن ¦ ُه َل ُ ِه َوجا ٌء}‪.٢‬‬ ‫َ‪ْ ْ -‬يَس ِت َطْعفَـَع ْلَ ِيه ِبال ْ‬
‫ثالثا ‪ :‬مشروعية النكاح‬
‫اختلف العلماء في حكمه ا‪O‬صلي هل هو الواجب أو ا‪-‬ندوب أو ا‪-‬باح‪ ،‬وذلك على أقوال عدة‪ ،‬يمكن بيان‬
‫هذه ا‪O‬قوال على النحو التالي ‪ :‬القول ا‪O‬ول ‪ :‬ا‪9‬ستحباب‪ ،‬والقول الثاني ‪ :‬ا‪x‬باحة‪ ،‬والقول الثالث ‪ :‬الوجوب‪،‬‬
‫ويترجح الباحث القول ا‪O‬ول القائل‬
‫باستحباب الزواج‪ ،‬وذلك ل‪n‬سباب التالية ‪ )١( :‬يتعذر القول بالوجوب لتفاوت أغراض الناس في الزواج‪،‬‬
‫كما أن طبيعة الزواج تناقض الوجوب فيه‪ )٢( .‬لقد ورد كثير من النصوص التي تأمر بالزواج وتحث عليه‪،‬‬
‫وحيث امتنع القول بالوجوب بمقتضاها لوجود الصارف عنه‪ ،‬فلم يبق إ‪ 9‬القول با‪9‬ستحباب‪ ،‬ويتعذر مع وجود‬
‫هذه النصوص التي‬
‫تحث على الزواج القول با‪x‬باحة فيه‪ )٣( .‬إن في الزواج أغراض وحكم شرعية كثيرة تجعل القول‬
‫با‪x‬باحة تتعذر مع وجود هذه ا‪O‬سرار والحكم‪ )٤( .‬إن الزواج فيه إحصان‬
‫‪ .١‬سورة النساء ‪ .٢ .٣ :‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬رقم ‪ ،٥٠٦٦ :‬ج ‪ ،٧‬ص ‪ .٣‬ومسلم‪ ،‬ا‪-‬سند‬
‫الصحيح ا‪-‬ختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول اا= صلى اا= عليه وسلم‪ ،‬رقم ‪ ،١٤٠٠ :‬ج ‪ ،٢‬ص‬
‫‪.١٠١٨‬‬
‫‪١٢‬‬
‫وإعفاف ل‪n‬زواج مما يجعل الزواج يرتقي من العادة إلى العبادة ليكون مندوبا إليه‪ .‬ومع إ‪ 9‬أ ‪ ‬يتفقون‬
‫على أن الزواج قد يتغير وصفه بالنظر إلى حالة الشخص ا‪-‬عني‬
‫بالزواج‪ ،‬فقد يعترى الشخص حالة تخرجه عن الوضع الطبيعي فيصبح الزواج بالنسبة له‬
‫واجبا أو مندوبا أو مباحا أو محرما أو مكروه‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أركان النكاح‬
‫اتفق جمهور الفقهاء على أن الصيغة التي هي ا‪x‬يجاب والقبول رك ٌن في عقد‬
‫الزواج‪ ،‬لم ُيخالف في هذا أحد‪ ،‬أما الباقي؛ فهي أركان عند البعض‪ ،‬وشروط عند البعض ا‪³‬خر بل ‪9‬‬
‫يعدها شرطا و‪ 9‬ركنا عند البعض وهي ‪ :‬الولي‪ ،‬الصداق‪ ،‬الزوج‪ ،F‬الشاهدين‪.‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬القاعدة ‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار وتطبيقاتها الفقهية ا‪-‬عاصرة في النكاح‬
‫هذا هو ا‪-‬وضوع ا‪O‬ساسي ولب هذا البحث‪ .‬حيث بحث فيه ستة أنواع النكاح ا‪-‬عاصرة ا‪-‬تداولة في‬
‫زمن ا‪-‬عاصر متداولة واسعة ويحتاج إلى بيان سلبيات هذه ا‪O‬نكحة‬
‫‪.‬‬
‫أو‪ : 9‬نكاح ا‪-‬سيار‬
‫اختلف الفقهاء ا‪-‬عاصرون في حكم هذا النوع من الزواج‪ ،‬ويمكننا أن نقول ‪ : :‬القول با‪x‬باحة مع‬
‫الكراهة أحيانا ً‪ .‬والقول بالتحريم‬
‫أو عدم القبول شرعا ً‪ .‬والقول الثالث ‪ :‬القول بالتوقف‪ .‬يفصل القول في زواج ا‪-‬سيار ما يلي ‪ :‬أو‪ : 9‬إذا‬
‫عقد العقد مستوفيا ‪O‬ركانه‬
‫وشروطه‪ ،‬ولم يشترط به عدم النفقة على الزوجة‪ ،‬أو السكنى لها‪ ،‬أو القسم في ا‪-‬بيت‪ ،‬وإنما كان تفاهم‬
‫ب‪ F‬الزوج والزوجة على إسقاط هذه الحقوق أو بعضا منها‪ ،‬ورضيت الزوجة على ذلك‪ ،‬فإن زواج ا‪-‬سيار‬
‫يكون صحيحا ب‪ L‬كراهة‪ .‬ثانيا ‪ :‬إذا عقد العقد مستوفيا ‪O‬ركانه وشروطه‪ ،‬ولكن طلب الزوج على إخفاء‬
‫الزواج عن زوجته ا‪O‬ولى‪ ،‬مع‬
‫‪١٣‬‬
‫وجود شهود لم يؤمروا بكتمان العقد‪ ،‬ومباشرة الولي للعقد‪ ،‬فإن الزواج يكون صحيحا مع كراهة طلب‬
‫الزوج بكتمان العقد‪ .‬ثالثا ‪ :‬إذا وقع العقد مستوفيا لشروطه وأركانه‪ ،‬ولكن يشترط الزوج على الزوجة إسقاط‬
‫حقها في النفقة والسكنى والقسمة في ا‪-‬بيت أو غير ذلك من الواجبات التي وجبها الشارع على الزوج‪ ،‬فإن‬
‫هذه الشروط تقع باطلة‪،‬‬
‫وأما العقد فيقع صحيحا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نكاح فريند‬
‫اختلف العلماء في جواز زواج فريند هناك من أيد هذا الزواج وهناك من منعه‪.‬‬
‫فمن أيد هذا الزواج نظر إلى هذا الزواج من جهة العقد وا‪-‬زايا‪ ،‬وا‪O‬خر يرى أن هذا الزواج ‪ 9‬يصل‬
‫إلى مقصود النكاح‪ ،‬وهي الرحمة والسكنى فعلى هذا يكون ا‪O‬راء إلى ث‪L‬ثة‬
‫فرق ‪ :‬فريق ا‪O‬ول ا‪-‬ؤيد له‪ ،‬والفريق الثاني ذهب بمنعه‪ ،‬والفريق الثالث ا‪-‬توفق منه‪.‬‬
‫أيد الباحث القول بجواز زواج فريند للمسلم‪ F‬ا‪-‬غترب‪ F‬حيث هناك قاعدة‬
‫فقهية ‪ :‬تقول "ما ‪ 9‬يدرككله ‪ 9‬يترك جله"‪ ،١‬إن هذا الزواج ليس هو ا‪-‬نشود ا‪-‬ثالي‪ ،‬ولكن الزواج ا‪-‬مكن‬
‫الذي أوجبته ضرورات الحياة‪ ،‬وعدم تحقيق كل ا‪O‬هداف ا‪-‬رجوة ‪ 9‬يلغي العقد و‪ 9‬يبطل الزواج‪ ،‬وإنما‬
‫يخدشه وينال منه‪ ،‬والقليل خير من العدم كله‪ .‬من القواعد الفقهية ‪" :‬درء ا‪-‬فسدة مقدم على جلب ا‪-‬صلحة"‪،‬‬
‫فدرء ا‪-‬فسدة وهي‬
‫بأكمله أولى من جلب مصلحة شخصية ‪9‬مرأة‪ ،‬حيث في زواج فريند تتنازل ا‪-‬رأة عن جزء من حقها من‬
‫النفقة والسكن‪.‬‬
‫‪ .١‬طنطاوي‪ ،‬محمد سيد‪ ،‬التفسير الوسيط للقرآن الكريم‪( ،‬ط ‪ )١ :‬الفجالة – القاهرة ‪ :‬للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ١٩٩٧( ،‬م)‪ ،‬ج ‪ ،٣‬ص ‪.٣٣٦‬‬
‫‪١٤‬‬
‫ثالثا ‪ :‬النكاح بوسائل ا‪x‬نترنت‬
‫اختلف ا‪-‬عاصرون في جوازه ب‪ F‬من يرى بالحرمة والجواز‪ ،‬يرى الباحث القول‬
‫بجواز الزواج عبر ا‪x‬نترنت أقوى من القول بتحريم ‪O‬منه من الضرر إذا كان العقد ينفذ تحت الشروط‬
‫والضوابظ ا‪O‬تي ‪:‬‬
‫‪.‬أن يكون الطرفان بعيد كل منهما عن ا‪³‬خر‪ ،‬ويصعب اللقاء بينهما وإجراء العقد‬
‫‪.‬يشترطوجودوليا‪-‬رأة‪x‬جراءالعقد‪،‬وأنيتلفظالوليأووكيلهبالقبولفورقراءة الرسالة‬
‫‪.‬أن يسمع القبول شاهدان مسلمان عد‪9‬ن ذكران بالغان عاق‪L‬ن بعد قراءة أو سماع ا‪x‬يجاب‬
‫‪.‬يشترطإجراءالعقدعبرهذهالوسائلفيأماكنتشرفعليهامؤسساتإس‪L‬مية أو حكومية موثوقة‬
‫رابعا ‪ :‬زواج القاصرة‬
‫اختلف العلماء في جواز هذا النكاح ويرى الباحث إلى جواز النكاح القاصرة‬
‫يؤيد من يجيزه‪ .١‬وذلك ل‪n‬سباب التالية ‪:‬‬
‫أو‪ : 9‬يجوز للرجل أن يزوج ابنه الصغير ولو لم يبلغ الحلم‪ ،‬كما يجوز له أن يجوز‬
‫ابنته الصغيرة ولو لم تبلغ الحلم‪.‬‬
‫ثانيا ‪ 9 :‬يشرع تزويج الصغيرة إ‪ 9‬إذا كانت هناك مصلحة راجحة في ذلك‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة‬
‫للصبي الصغير‪.‬‬
‫‪ .١‬الزيدان‪ ،‬عبد الكريم‪ ،‬ا‪-‬فصل أحكام ا‪-‬رأة والبيت ا‪-‬سلم في الشريعة ا‪x‬س‪L‬مية‪( ،‬ط‪ ،)١:‬بيروت ‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ١٤١٣( ،‬ه)‪ ،‬ج ‪ ،٦‬ص ‪.٣٩١‬‬
‫‪١٥‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أن تزويجها غير واجب‪ ،‬وإنما هو جائز وهذا ما يجعله حدا ببعض الفقهاء أن يجعلوه ضمن‬
‫ا‪-‬صالح الحاجية‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أن يحقق الولي عقد زواج ابنه القاصر أو ابنته القاصرة أمن الضرر مثل‬
‫ضعف مادي ومعنوي ما أثر في الزواج ا‪-‬بكر حيث أن الشاب عندما يتزوج في سن مبكرة وهو لم يكمل‬
‫الثامنة عشرة فهذا يؤثر في حياته ا‪-‬ادية والعلمية لكونه لم يكمل الدراسة ا‪-‬توسطة والثانوية مث‪ .L‬فليس لديه‬
‫أي وعي فكري أو إجتماعي لبناء ا‪O‬سرة‬
‫ا‪-‬تكاملة تكمل الدراسة ا‪x‬بتدائية ففي هذه الحالة كيف تستطيع بناء أسرة متكاملة وتربية أجيال ا‪O‬مة‬
‫القوية؟‬
‫خامسا ‪ :‬توثيق عقد النكاح لدى جهة التوثيق الرسمية‬
‫حكم توثيق الزواج اختلف فيه العلماء كما اختلفوا في ا‪O‬مر الوارد بكتابة الدين‬
‫وا‪x‬شهاد في قوله تعالى ‪" :‬فاكتبوه" وقوله "وأشهدوا"‪ .‬إلى القول‪ : F‬القول ا‪O‬ول ‪ :‬أن ا‪O‬مر للندب‪،‬‬
‫والقول الثاني ‪ :‬أن ا‪O‬مر للوجوب فا‪x‬شهاد فرض ‪9‬زم يعصي بتركه لظاهر‬
‫ا‪O‬ية‪.‬‬
‫يرى الباحث ببيانة على ما نرجحه للفتوي في هذا العصر أن توثيق عقد النكاح واجب شرعا‪ ،‬لعدة‬
‫أسباب منها بما يلي ‪ )١( :‬أن القوان‪ F‬ا‪-‬نظمة لعقود الزواج أوجبت توثيق‪ .‬وطاعة أولي ا‪O‬مر مأمور‪ )٢( .‬أن‬
‫الزواج ‪ 9‬يثبت إ‪ 9‬بوثيقة رسمية وذلك لكثرة ما يقع من الجحود‪ )٣( ،‬طاعة ولى ا‪O‬مر واجبة في ا‪-‬عروف‪- ،‬‬
‫كما كان البيان ما تقدم ‪ -‬ما لم تعارض الشرع‪ ،‬وتكون أوجب إن كانت هذه الطاعة ستؤدي إلى حفظ‬
‫الحقوق ورفع الحرج‪ )٤( .‬الزواج غير ا‪-‬وثق يقبل الطعن والتزوير وا‪x‬نكار كالورقة العرفية‪ .‬بخ‪L‬ف الزواج‬
‫الرسمي فهو كالورقة الرسمية ‪ 9‬تقبل الطعن ‪ )٥( . ‬يترتب على عدم التوثيق ضرر على الزوجة وا‪O‬و‪9‬د مثل‬
‫صعوبة الولد حصول إلى شهادة‬
‫‪١٦‬‬
‫ا‪-‬ي‪L‬د‪ .‬ومن القواعد الشرعية الجامعة ا‪-‬همة قاعدة "‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار"‪ ،‬وعدم التوثيق يترتب عليه ضرر‬
‫على الزوجة‪ ،‬وهو الضرر ا‪O‬كبر حيث ‪ ‬ع أن تثبت حقها في النفقة و‪ 9‬السكنى ‪ ،‬و‪ 9‬مؤخر الصداق‪ ،‬و‪9‬‬
‫النسب إ‪ 9‬إذا اعترف الزوج به‪ ،‬وعدم التوثيق أيضا فيه ضرر على الزوج قد تترك ا‪-‬رأة زوجها وتذهب مع‬
‫رجل آخر‪ ،‬و‪ 9‬يستطيع أن يمنعها من ذلك إذا كان الزواج غير موثق‪ ،‬فنعرف من هذا البيان أهمية التوثيق‪.‬‬
‫(‪ )٦‬عدم التوثيق يؤدي إلى الحرج في مبيت الرجل مع زوجته أو سفره معها‪،‬‬
‫بالفاحشة‪ ،‬وا‪-‬سلم ‪ 9‬يضع نفسه موضع الريبة والشك‪ .‬من أجل هذا وغيره نرى أن توثيق عقود الزواج‬
‫في هذا الوقت من الواجبات التي ‪ 9‬يجوز تركها إ‪ 9‬في حالة الضرورة‪ ،‬والضرورة تقدر بقدرها‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬الزواج بنية الط‪L‬ق‬
‫اختلف العلماء في حكم الزواج بنية الط‪L‬ق‪ .‬منهم من أجازه ومنهم من حرمه‪.‬‬
‫وأن الراجح عند الباحث هو القول بتحريم النكاح بنية الط‪L‬ق سواء أكان التحريم من جهة إلحاقه بنكاح‬
‫ا‪-‬تعة أو التحليل‪ ،‬أو كان من جهة ما انطوى عليه من الغش والخداع‬
‫للمرأة والخيانة عليها‪O .‬سباب التالية ‪ .١ :‬إن في هذا النكاح خيانة والكذب على الزوجة وأوليائها‪،‬‬
‫وتدليسا وغرورا ‪O‬سرة‬
‫الزوجة وأوليائها‪ ،‬فلو عرفوا واكتشفوا على ما في قلبه ونية الزوج على الط‪L‬ق‪. ،‬‬
‫شر عظيم وضرر فاخش أضرر من ا‪-‬تعة‪ ،‬إذ أن ا‪-‬تعة يكون الطرفان فيها عا‪F-‬‬ ‫‪ .٢‬إن هذا النكاح ٌ‬
‫بالزمن ومتفقان في صلب العقد‪ ،‬وأما هذا النكاح ففيه الكذب على ا‪-‬رأة بإضمار نية الط‪L‬ق‪.‬‬
‫‪١٧‬‬
‫ثم إن نكاح بنية الط‪L‬ق إذا نظرنا من الناحية الشرعية فيه محظور وهو توقيت النكاح‪ ،‬وتوقيت النكاح‬
‫ممنوع شرعي‪ ،‬ومن الناحية العرفية ‪ 9‬ترضاه أعراف الناس العق‪L‬ء‪ .‬إذا جوزنا هذا النكاح فيترتب عليه‬
‫مفاسد من كثرة الزواج والتطليق‪ ،‬وزيادة ا‪-‬طلقات والعوانس‪ ،‬و‪ 9‬يخفى على العق‪L‬ء ما في ذلك من خطر‪،‬‬
‫وما يجر من مفاسد‪ .‬أن في هذا النكاح منافاة لوصية النبي صلى اا= عليه وسلم بالنساء خيرا ً‪.‬‬
‫البحث والتوصيات‬
‫دراسة ما يلي ‪:‬‬
‫إن من أوجه الضرر في النكاح ا‪-‬وجودة في زمننا ا‪-‬عاصر ا‪³‬ن ‪:‬‬
‫تتضرر ا‪-‬رأة بنكاح ا‪-‬سيار لعدم النفقة ا‪-‬الية وأعباء النكاح ال‪L‬زمة على الزوج إ‪. 9‬‬
‫إن زواج فريند قد يكون فيه ضرر من قبل الزوج‪ F‬الصغيرين لعدم السكنى والنفقة‬
‫في وقت تكثر‬
‫فيه الف‪ µ‬العظيمة وإثارة الشهوات من قبل ا‪x‬ع‪L‬م‪ ،‬ومجا‪9‬ت الحياة ا‪O‬خرى‪ ،‬كالعمل‪ ،‬والدراسة‪،‬‬
‫وا‪9‬خت‪L‬ط مع التبرج في ا‪O‬سواق‪ ،‬ويكبر با‪O‬عباء وا‪-‬هور‪،‬‬
‫ا‪-‬بني على حفظ ا‪x‬نسان وكرامته وب‪ F‬الواقع ا‪-‬عاصر‪ .‬عقد النكاح عبر ا‪x‬نتربت قد يكون فيه الخدعة‬
‫والغش‪ .‬فلقطع الخداع هذا ‪9‬بد منه الضوابط منها تسجيل العقد عند التوثيق الحكومة الرسمية‪ .‬إن الزواج‬
‫القاصرة يترتب على ا‪O‬طفال الضرر لعدم حماية لحقوق ا‪O‬طفال مما قد يترتب على التبكير في الزواج من‬
‫مخاطر وأضرار جسمية ونفسية واجتماعية‬
‫‪٣.‬‬
‫‪٤.‬‬
‫‪٥.‬‬
‫نتائج أو‪: 9‬‬
‫‪٢ .١.‬‬
‫‪٤ .٣.‬‬
‫‪١٨‬‬
‫وفسيولوجية لدى ا‪O‬طفال وا‪O‬عباء ا‪O‬قتصادي وا‪O‬سري وتحميلهم مسئولية فوق طاقتهم‪.‬‬
‫‪ .٥‬تسجيل الزواج عند التوثيق الرسمي أصبح ‪9‬زما‪ ،‬لدفع ضرر الهروب من ا‪-‬سؤلية الزواج‪ .‬وعدمه‬
‫تسبب ضرر كبير على الزوجة وا‪O‬بناء فيما بعد أمام ا‪-‬حكمة الرسمية‪.‬‬
‫‪ .٦‬إن في النكاح بنية الط‪L‬ق تدليس على الزوجة وأوليائها‪ ،‬وغشا ً ظاهرا ً ‪O‬سرة الزوجة وأوليائها ومن‬
‫الناحية العرفية ‪ 9‬ترضاه أعراف الناس‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إن حكم الزواج ا‪-‬عاصر ا‪-‬تداول اليوم ‪ 9‬يخلو من قاعدة "‪ 9‬ضرر و‪ 9‬ضرار" حيث أن من‬
‫مقاصد الشريعة الكبرى هي دفعكل الضرر‪.‬‬
‫إذا كان في هذه ا‪O‬نكحة بكل أنواعه ضرر فاحش قطعي ف‪ L‬تعطي الشريعة‬
‫فرصة ف‪ L‬بد من قطع سبيله إليه‪ ،‬وإن كان فيه ضرر بسيط يرجى فيه إيجابياته أكثر من ضرره ف‪L‬‬
‫بأس به‪ .‬وهذا هو خيط ا‪O‬حمر ب‪ F‬الزواج ا‪-‬عاصر وقاعدة "‪ 9‬ضرر و‪9‬‬
‫ضرار"‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حكم كل أنواع ا‪O‬نكحة ا‪-‬عاصرة عبر القاعدة ‪9‬ضرر و‪ 9‬ضرار كما يلي ‪:‬‬
‫‪ .١‬جواز بنكاح ا‪-‬سيار الذي جرى فيه تفاهم ب‪ F‬الزوج والزوجة على إسقاط حقوق ا‪-‬رأة من النفقة‬
‫والسكنى وأعباء ا‪x‬حتياج الشخصية اليومية من ا‪-‬ال والطعام‪ ،‬ورضيت الزوجة على ذلك‪ .‬وإذا طلب الزوج‬
‫على إخفاء الزواج عن زوجته ا‪O‬ولى‪ ،‬مع وجود شهود لم يؤمروا بكتمان العقد‪ ،‬ومباشرة الولي للعقد‪ ،‬فإن‬
‫الزواج يكون صحيحا مع كراهة طلب الزوج بكتمان العقد‪ .‬وإذا يشترط الزوج على الزوجة إسقاط حقها في‬
‫النفقة والسكنى والقسمة في ا‪-‬بيت أو غير ذلك من الواجبات‬
‫التي وجبها الشارع على الزوج‪ ،‬فإن هذه الشروط تقع باطلة‪.‬‬
‫‪١٩‬‬
‫‪ .٢‬أن عقد زواج فريند عقد صحيح لظروف خاص للمسلم‪ F‬الغربي الذي عاش ‪ ،‬وهؤ‪9‬ء يحتاجون إلى‬
‫حماية أبناء ا‪-‬سلم‪ F‬من فشل‬
‫ا‪O‬خ‪L‬ق بسبب هذه ا‪-‬شكلة الكبرى‪ ،‬و‪ 9‬نقول بجوازه جوازا مطلق لجميع‬
‫ا‪-‬سلم‪ F‬فإنه خاص للمسلم‪ F‬الغربي ‪-‬نع الضرر ا‪O‬كبر منه وهو ضرر فشل‬
‫ا‪O‬خ‪L‬ق‪ .٣ .‬يرى الباحث جواز الزواج عبر ا‪x‬نترنت إذاكان أمن الضرر‪ .٤ .‬أن توثيق عقد النكاح واجب‬
‫شرعا‪ ،‬وتوثيق عقد الزواج من السياسة الشرعية‬
‫لحفظ العقود وصيانته‪ ،‬فأصبح الزواج الرسمي ا‪-‬وثق هو ا‪O‬صل‪ ،‬وهو الصورة الشرعية والقانونية‬
‫الصحيحة لعقد الزواج اليوم ‪-‬نع ضرر الخيانة والفور من ا‪O‬مانة الزواج‪.‬‬
‫‪ 9 .٥‬بد للزواج خلو من التوقيت صريحا كان أو إضمارا‪ ،‬تصريح التوقيت في صلب العقد تعتبر متعة‬
‫وإضمارها تدليسا وخداعا وغشا وهذا محرم‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫من ضوء النتائج التي توصل إليها الباحث‪ ،‬أوصى من خ‪L‬له بعض التوصيات‬
‫ا‪O‬تية ‪:‬‬
‫أو‪ : 9‬إلى ولي ا‪O‬مر‬
‫‪ .١‬إن من أعظم مقاصد النكاح صيانة النسب والنسل من الضياع وفشل ا‪O‬خ‪L‬ق‪،‬‬
‫من هذا الفشل‪ .‬وقام بدوره ولي ا‪O‬مر ‪O‬ن يصنع برامج منع الطريق وسدا لذريعة الخليعة وغير ذلك من‬
‫أسباب فساد ا‪O‬خ‪L‬ق‪.‬‬
‫‪٢٠‬‬
‫‪ .٢‬أن يسهل أولياء ا‪O‬مور وا‪-‬حكمة الرسمية شروط تسجيل عقد النكاح وعدم طلب الكفالة حتى ‪9‬‬
‫يصعب على ا‪O‬فراد دفع هذا الكفالة فيفتح الباب إلى النكاح دون التوثيق الرسمي بسب صعوبة شروط‬
‫التسجيل‪.‬‬
‫ثانثا ‪ :‬إلى علماء ا‪-‬سلم‪F‬‬
‫إن الشريعة وضعت لجلب ا‪-‬صالح ودفع ا‪-‬فاسد‪ ،‬فعلى صاحب الفتاوى ا‪-‬راجعة‬
‫دائما على جميع الصور ا‪O‬نكحة ا‪-‬عاصرة حيث هناك ا‪-‬صالح وا‪-‬فاسد تتفاوت ب‪ F‬هذين ا‪-‬تضادين‪،‬‬
‫وإفهام ا‪O‬مة حكم حول ا‪-‬سألة ا‪-‬عاصرة هذه‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إلى أولياء ا‪-‬رأة‬
‫إن النكاح عبادة عظيمة شرعها اا= تعالى وإختاره للتوالد والتناسل‪ ،‬فعلى كل‬
‫ا‪O‬ولياء أن يخفف متطلبات النكاح من الصداق وا‪-‬هر وغير ذلك من أعباء النكاح لتسهيل وإعطاء وسعة‬
‫الفرص لتنفيذ هذه العبادة العظيمة‪.‬‬
‫لقد تم البحث ا‪-‬تواضع ويتمنى الباحث أن يكون هذا العمل مكتوب عند اا= في‬
‫ميزان حسناته يوم القيامة‪ ،‬ويسئل اا= الباحث أن يكون نافعا للباحث وللمسلم‪ F‬عامة‪.‬‬
‫والحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمـد ا= رب العا‪-‬يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن‬
‫‪٢١‬‬
‫ا‪-‬راجع‬
‫‪ )١‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪( ،‬ط ‪ ،)١ :‬التحقيق ‪ :‬محمد زهير بن ناصر الناصر‪ ،‬دار طوق النجاة‪،‬‬
‫(‪ ١٤٢٢‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )٢‬البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحس‪( ،F‬ا‪-‬توفى ‪٤٥٨ :‬هـ)‪ ،‬الس‪ ª‬الكبرى‪( ، ،‬ط ‪ ،)٣ :‬التحقيق ‪ :‬محمد عبد‬
‫القادر عطا‪ ،‬بيروت – لبنات ‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫(‪ ١٤٢٤‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )٣‬الجوهري‪ ،‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الفارابي (ا‪-‬توفى‪٣٩٣ :‬هـ)‪ ،‬الصحاح تاج اللغة وصحاح‬
‫العربية‪( ،‬ط‪ ،)٤:‬التحقيق‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬بيروت ‪:‬‬
‫دار العلم للم‪L‬ي‪ ١٤٠٧ ( ،F‬هـ )‪.‬‬
‫‪ )٤‬الدارقطني‪ ،‬أبو الحسن علي بن عمر (ا‪-‬توفى ‪ ٣٨٥ :‬هـ)‪ ،‬س‪ ª‬الدارقطني‪( ،‬ط‪ ،)١:‬التحقيق ‪ :‬شعيب‬
‫ا‪9‬رنؤوط‪ ،‬حسن عبد ا‪-‬نعم شلبي‪ ،‬عبد اللطيف‬
‫حرز اا=‪ ،‬أحمد برهوم‪ ،‬الناشر بيروت – لبنان ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ١٤٢٤( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )٥‬الزحيلي‪ ،‬محمد مصطفى‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في ا‪-‬ذاهب ا‪O‬ربعة‪( ،‬ط ‪ ،)١ :‬التحقيق ‪ :‬عميد‬
‫كلية الشريعة والدراسات ا‪x‬س‪L‬مية ‪ -‬جامعة‬
‫الشارقة‪ ،‬دمشق ‪ :‬دار الفكر‪ ١٤٢٧( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )٦‬الزيدان‪ ،‬عبد الكريم‪ ،‬ا‪-‬فصل أحكام ا‪-‬رأة والبيت ا‪-‬سلم في الشريعة ا‪x‬س‪L‬مية‪( ،‬ط‪ ،)١:‬بيروت ‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ١٤١٣( ،‬ه)‪.‬‬
‫‪ )٧‬السبكي‪ ،‬تاج الدين‪( ،‬ا‪-‬توفى ‪ ٧٧١ :‬هـ)‪ ،‬ا‪O‬شباه والنظائر‪( ،‬ط ‪ ،)١ :‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫(‪ ١٤١١‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )٨‬طنطاوي‪ ،‬محمد سيد‪ ،‬التفسير الوسيط للقرآن الكريم‪( ،‬ط ‪ )١ :‬الفجالة – القاهرة ‪ ١٩٩٧(  :‬م)‪.‬‬
‫‪٢٢‬‬
‫‪ )٩‬ا‪-‬رداوي‪ ،‬علي بن سليمان الدمشقي (ا‪-‬توفى ‪ ٨٨٥ :‬هـ)‪ ،‬التحبير شرح التحرير في أصول الفقه‪،‬‬
‫(ط ‪ ،)١ :‬التحقيق ‪ :‬عبد الرحمن الجبرين‪ ،‬وعوض‬
‫القرني‪ ،‬وأحمد السراح‪ ،‬السعودية ‪ /‬الرياض ‪ :‬مكتبة الرشد‪ ١٤٢١( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )١٠‬مسلم‪ ،‬بن الحجاج النيسابوري‪( ،‬ا‪-‬توفى ‪ ٢٦١ :‬هـ)‪ ،‬ا‪-‬سند الصحيح ا‪-‬ختصر‪ ،‬بنقل العدل عن‬
‫العدل إلى رسول اا= صلى اا= عليه وسلم‪،‬‬
‫التحقيق ‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪ )١١‬ا‪-‬ناوي‪ ،‬عبد (ا‪-‬توفى ‪ ١٠٣١ :‬هـ)‪ ،‬التوقيف على مهمات التعاريف‪( ،‬ط‪)١:‬‬
‫القاهرة ‪ :‬عالم الكتب ‪ ٣٨‬عبد الخالق ثروت‪ ١٤١٠( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )١٢‬موافي‪ ،‬أحمد‪ ،‬الضرر في الفقه ا‪x‬س‪L‬مي‪( ،‬ط ‪ ،)١ :‬ا‪-‬ملكة العربية السعودية ‪:‬‬
‫دار ابن عفان للنشر والتوزيع‪ ١٤١٨( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪٢٣‬‬

You might also like