Professional Documents
Culture Documents
حيث قبل اصدار قانون التدبير المفوض رقم 54,05لم يكن هناك أي تعريف لهذا
المفهوم من قبل المشرع المغربي فقط اقتصر الأمر على اجتهادات الباحثين في
هذا الميدان،أما بعد صدور هذا القانون أعطى المشرع من خلاله تعريفا للتدبير
ال مفوض ،حيث اعتبره" عقدا يفوض بموجبه شخص معنوي خاضع للقانون العام
يسمى المفوض لمدة محددة تدبير مرفق عام يتولى مسؤوليته إلى شخص
معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص يسمى المفوض إليه يخول إليه حق تحصيل
أجرة من المرتفقين وتحقيق أرباح من التدبير المذكور أو هما معا"
وخلاصة يمكن القول بأن عقد التدبير المفوض "عقد اداري تعهد بمقتضاه السلطة
العامة المفوضة للمفوض له داخل المجال الترابي المحدد في مدار التفويض
باستغلال وتدبير المرفق العام لمدة محددة تنتهي بانتهاء مدة العقد مع امكانية
تجديد مدته.وبالنسبة للمبادئ التي يخضع لها هذا العقد فهي نفسها التي تخضع
لها النظم القانونية الاخرى التي تحكم المرافق العامة المختلفة حسب طبيعتها
سواء أكانت إدارية أو اقتصادية أو مهنية أو اجتماعية وهي مبدأ دوام سير المرافق
العامة بانتظام واضطراد ومبدأ المساواة أمام المرفق العام ومبدأ قابلية المرفق
العام للتعديل والتغيير.
كما يتضمن عقد التدبير المفوض شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص،
تتمثل في شرطين اساسيين وهما:
شروط تعاقدية :حيث في القانون الخاص يعتبر العقد شريعة المتعاقدين وهذه
القاعدة تلزم المتعاقدين بتنفيذ ما التزما به ،ولا يسمح لأحدهما أن يعدل أو يضيف
التزاما لم يشمله العقد.
أما في القانون الإداري يعترف للسلطة الإدارية بحق تعديل المقتضيات التعاقدية
التي تقع على عاتق المتعاقد خدمة للمصلحة العامة،
شروط تنظيمية :وهي الشروط التي تنظمها الإدارة حيث تستطيع تعديلها في أي
وقت وكلما دعت حاجة المرفق إلى ذلك.
كما تترتب على ذمة المفوض والمفوض إليه انطلاقا من القانون رقم 54،05
المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العامة ،حقوقا و التزامات و تتمثل فيما يلي :
حق تقاضي رسوم واتاوات من المرتفقين أو من المساهمات التي تدفعها الدولة أو
السلطة المفوضة
حق التعويض عن الضرر الناشئ عن اثراء الإدارة بلا سبب وحق احتلال الملك العام
من آجل حاجيات المرفق العام.
الالتزامات:
-الالتزام بالتنفيذ الشخصي :بمعنى يجب أن يتم تنفيذ العقد الإداري بواسطة
المتعاقد مع الإدارة المفوض إليه( شخصيا )،وذلك بضرورة أن يبذل المتعاقد الجهد
المناسب في التعاون الشخصي مع الإدارة في تنفيذ العقد بنفسه من جهة ،و ألا
يتناول العقد أو جزء منه أو يتعاقد في شأنه من الباطن إلا بموافقة واعتماد الإدارة .
-الالتزام بالتنفيذ في المدة المحددة :بمعنى أن يتم التنفيذ في الميعاد المحدد
لذلك الذي تحدده الإدارة قبل طرح الأعمال محل التعاقد ،وعقد التدبير المفوض لم
يحدد له المشرع المغربي مدة على سبيل الحصر حينما أكد في القانون 54,05أنه
يجب أن تكون مدة عقد تدبير المفوض محددة".
-الالتزام بضمان سير المرفق العام و سلامة الأعمال :بمعنى يلتزم المتعاقد مع
الإدارة ''المفوض إليه'' باحترام القواعد الضابطة لتسييره وفق معايير الجودة وأن
يشم له بالعناية اللازمة .و يتحمل المتعاقد مع الإدارة المسؤولية والمخاطر الملقاة
على عاتقه.
-سلطة التوجيه والمراقبة :كإعطاء تعليمات وأوامر للمتعاقد معها ولو لم ينص
العقد على ذلك صراحة فالأمر بإنجاز الخدمة يعتبر العنصر الأساسي الذي يميز
الصفقات العمومية ،اضافة إلى امكانية المفوض اجراء تحقيقات والاستعانة
بالخبراء والأعوان كلما ارتأى جدوى هذه الرقابة ،كما للمفوض سلطة عقد اجتماعات
وفق فترات منتظمة مع المفوض إليه قصد اعداد تقييم مشترك كل 5سنوات
للوقوف على حصيلة المنجزات.
-سلطة توقيع الجزاءات :كما في حالة إذا امتنع المتعاقد عن التنفيذ أو تأخر أو
أهمل في أدائه فإنه يكون مقصرا في تنفيذ التزامه وتوقع عليه جزاءات من قبل
الإدارة المتعاقدة بغية الاستمرار في تنفيذ الالتزام المتعلق بالمرفق العام وإزالة
دواعي الإخلال أو التقصير.
عقد اجتماعات وفق فترات منتظمة قصد اعداد تقييم مشترك كل خمس سنوات
للوقوف على حصيلة المنجزات والصعوبات وعدم اساءة استعمال لسلطة الرقابة
بمعنى ألا تمارسها الإدارة على المتعاقد معها بالتعسف أو شطط في استعمال
السلطة. .
وخلاصة القول فالتدبير المفوض نظريا من خلال قانون 54,05و تطبيقيا ساهم
في تحقيق بعض المنجزات الاقتصادية و الاجتماعية ،حيث اصبح هذا التدبير
يفرض نفسه على مسؤولي الجماعات الترابية وذلك بما يتميز به من جودة و
تحسين الظروف الاجتماعية لذلك يجب الرقي به الى المستوى المطلوب و ذلك
بإيجاد حلول لسلبياته و تشجيع إيجابياته ولهذا اقترح :
-تفعيل الدولة لآ ليات المراقبة على القطاع الخاص المفوض اليه ،لتحافظ على
دورها الأصلي لكي لا يتحول هذه التدبير المفوض الى تدبير مطلق .
-كما يستوجب على الدولة الشروع في التفكير لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل
التي يعاني منها هذا القطاع سواء من خلال اطاره القانوني أو التطبيقي .