You are on page 1of 23

‫الكوارث الطبيعية والحد من آثارها‬

‫تأليف الدكتور‬
‫خـلـف حـسين علي الدليمي‬
‫أستاذ الجغرافيا المشارك‬

‫الطبعة األولى ‪2009‬‬

‫دار صفاء للنشر والتوزيع‬


‫عمان‪ -‬االردن‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫ض َّل َمن تَدعُونَ إِالَّ إِيَّاهُ فَلَ َّما نَ َّجا ُكم إِلَى البَ ِر أَع َرضتُم‬ ‫س ُك ُم الض ُُّّر فِي البَح ِر َ‬ ‫ََإِذَا َم َّ‬
‫ب البَ ِر أَو يُر ِس َل َعلَي ُكم‬ ‫ِف بِ ُكم َجانِ َ‬ ‫ان َكفُورا ً (‪ )67‬أَفَأ َ ِمنتُم أَن يَخس َ‬ ‫س ُ‬ ‫اإلن َ‬‫َو َكانَ ِ‬
‫ارة ً أُخ َرى فَيُر ِس َل‬‫اصبا ً ث ُ َّم الَ ت َ ِجدُوا لَ ُكم َو ِكيالً (‪ )68‬أَم أ َ ِمنتُم أَن يُ ِعيدَ ُكم فِي ِه ت َ َ‬
‫َح ِ‬
‫الريحِ فَيُغ ِرقَ ُكم ِب َما َكفَرتُم ث ُ َّم الَ ت َ ِجدُوا لَ ُكم َعلَينَا بِ ِه ت َ ِبيعا ً (‪َ )69‬ولَقَد‬
‫اصفا ِمنَ ِ‬ ‫َعلَي ُكم قَ ِ‬
‫ت َوفَضَّلنَا ُهم َعلَى‬ ‫َك َّرمنَا َبنِي آدَ َم َو َح َملنَا ُهم فِي ال َب ِر َوال َبح ِر َو َرزَ قنَا ُهم ِمنَ َّ‬
‫الطيِ َبا ِ‬
‫ضيالً (‪)70‬‬ ‫ير ِم َّمن َخلَقنَا تَف ِ‬‫َك ِث ٍ‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫سورة اإلسراء ‪ ---‬اآليات من ‪ 67‬إلى ‪70‬‬

‫ف َبينَهُ ث ُ َّم يَج َعلُهُ ُر َكاما ً َفت َ َرى ال َودقَ َيخ ُر ُج ِمن‬
‫س َحابا ً ث ُ َّم يُ َؤ ِل ُ‬
‫اَّللَ يُز ِجي َ‬‫آلم ت َ َر أ َ َّن َّ‬
‫يب ِب ِه َمن يَشَا ُء َو َيص ِرفُهُ َعن‬‫ص ُ‬ ‫اء ِمن ِج َبا ٍل ِفي َها ِمن بَ َر ٍد فَيُ ِ‬ ‫ِخ َال ِل ِه َويُن َِز ُل ِمنَ ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫ار (‪)43‬‬ ‫ص ِ‬‫َب بِاْلَب َ‬ ‫سنَا بَرقِ ِه يَذه ُ‬ ‫َّمن يَشَا ُء يَ َكادُ َ‬
‫صدق هللا العظيم‬

‫سورة النور – اآلية ‪43‬‬


‫اإلهداء‬

‫إلى األرواح الطاهرة التي سبقتنا إلى الغفور الرحيم الرفيق األعلى والدي ووالدتي‬
‫وأخواني وأخواتي‪ ,‬ثوابا ورحمة‪.‬‬

‫إلى األرواح التي زهقت ظلما وعدوانا ودون ذنب يرتكب أال انهم أطهار وأشراف‬
‫ومخلصين لبلدهم وامتهم‪ ,‬ترحما‪.‬‬

‫إلى أرواح الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن أرضهم وعرضهم وعقيدتهم دون ابتغاء‬
‫عرض الدنيا‪ ,‬عرفانا‪.‬‬

‫إلى االصالء الذين اسقطوا أسطورة التكنولوجيا واثبتوا قوة اإلرادة‪ ,‬بالكلمة والقلم والقوة‪,‬‬
‫وفاءا وتقديرا‪.‬‬

‫إلى أخواني وأصدقائي في المهنة من األساتذة والباحثين في كل مكان من الوطن العربي‬


‫الكبير‪ ,‬تقديرا‪.‬‬
‫محتويات الكتاب‬

‫الفصل األول‪ -‬تعريف الكوارث وأنواعها وابعادها‬


‫المبحث األول‪ -‬تعريف الكوارث وأنواعها‬
‫أوال‪ -‬تعريف الكوارث‬
‫ثانيا‪ -‬الكوارث في القرآن الكريم‬
‫ثالثا‪ -‬أنواع الكوارث‬
‫المبحث الثاني‪ -‬أبعاد الكوارث والعوامل التي تزيد من أثارها‬
‫أوال‪ -‬أبعاد الكارثة‬
‫ثانيا‪ -‬العوامل التي تزيد من أثار الكارثة‬
‫المبحث الثالث‪ -‬أهم الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم في السابق‬
‫الفصل الثاني‪ -‬الزالزل والبراكين‪ -‬مخاطرها والتنبؤ بها‬
‫المبحث األول‪ -‬الزالزل‬
‫أوال‪ -‬تعريف الزالزل‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع الزالزل‬
‫ثالثا‪ -‬عرض موجز لبعض الزالزل في العالم‬
‫رابعا‪ -‬حقائق حول دور اإلنسان في حدوث الزالزل وزيادة أثارها‬
‫خامسا‪ -‬بعض دالئل التنبؤ بالزلزال‬
‫سادسا‪ -‬أضرار الزالزل‬
‫سابعا‪ -‬اجراءات الحد من اثار الزالزل‬
‫ثامنا‪ -‬العوامل التي تسهم في زيادة تأثير الزالزل على االبنية‬

‫المبحث الثاني‪ -‬البراكين‬


‫أوال‪ -‬المواقع النشطة بركانيا‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع البراكين‬
‫ثالثا‪ -‬اشهر البراكين في العالم‬
‫رابعا‪ -‬التنبؤ بحدوث الثورانات البركانية‬
‫خامسا‪ -‬مخاطر البراكين‬
‫سادسا‪ -‬إجراءات الحد من خطر البراكين‬
‫سابعا‪ -‬بعض البراكين النشطة في العالم‬
‫ثامنا‪ -‬معلومات بركانية متنوعة‬

‫الفصل الثالث‪ -‬الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغيرات المناخية‬


‫المبحث األول‪ -‬األعاصير والعواصف‬
‫أوال‪ -‬إعصار التورنادو‬
‫ثانيا‪ -‬األعاصير البحرية‬
‫ثالثا‪ -‬العواصف‬
‫المبحث الثاني‪ -‬ظاهرة النينو‬
‫أوال‪ -‬تعريف النينو‬
‫ثانيا‪ -‬تكون ظاهرة النينو‬
‫ثالثا‪ -‬التطور التاريخي لظاهرة النينو‬
‫رابعا‪ -‬اآلثار السلبية لظاهرة النينو‬
‫المبحث الثالث‪ -‬كوارث ناتجة عن تغيرات مناخية مفاجئة وغير منتظمة‬
‫أوال‪ -‬التغير في الحرارة‬
‫ثانيا‪ -‬التساقط‬
‫ثالثا‪ -‬العواصف الرعدية والبرق‬
‫رابعا‪ -‬الجفاف‬
‫خامسا‪ -‬العواصف الترابية‬
‫سادسا‪ -‬ظاهرة التصحر‬
‫المبحث الرابع‪ -‬التغير المناخي ومشاكله‬
‫أوال‪ -‬تعريف التغير المناخي‬
‫ثانيا‪ -‬أسباب التغير المناخي ومشاكله‬
‫ثالثا‪-‬مخاطر التغيير المناخي‬
‫رابعا‪ -‬اثر التغير المناخي على النشاط البشري والبيئة‬
‫خامسا‪ -‬إجراءات الحد من التغير المناخي‬

‫الفصل الرابع‪ -‬كوارث الفيضانات واالنحدارات وإجراءات الحد منها‬


‫المبحث األول ‪-‬أخطار فيضانات األنهار وإجراءات المواجهة‬
‫أوال ‪ -‬تعريف الفيضان وأسبابه ضراره‪:‬‬
‫ثانيا‪-‬خطة مواجهة الفيضان‪:‬‬
‫ثالثا‪ -‬إجراءات عند وقوع الفيضانات‪:‬‬
‫رابعا‪ -‬نماذج من كوارث الفيضانات في العالم‬
‫المبحث الثاني‪ -‬المخاطر التي تتعرض لها المنحدرات وأساليب مواجهتها‪:‬‬
‫اوال‪ -‬العمليات التي تحدث على المنحدرات‬
‫ثانيا‪ -‬أسباب تعرض المنحدرات الى المخاطر‬
‫ثالثا‪ -‬أساليب الحد من مخاطر العمليات التي تتعرض لها المنحدرات‬
‫رابعا‪ -‬إجراءات مواجهة مخاطر المنحدرات‬
‫خامسا‪ -‬استخدام التقنيات الحديثة في دراسة ومراقبة المشاكل على المنحدرات‬
‫سادسا‪-‬تقييم االضرار الناتجة عن البناء فوق ارض المنحدرات الضعيفة‬
‫الفصل الخامس‪ -‬إجراءات الحد من الكوارث‬
‫المبحث األول‪ -‬اإلجراءات القانونية‬
‫المبحث الثاني‪ -‬إدارة الكارثة‬
‫المبحث الثالث‪ -‬ستراتيجية الحد من آثار الكوارث‬
‫المبحث الرابع‪ -‬استخدام التقنيات الحديثة في مواجهة الكوارث‬
‫المبحث الخامس‪ -‬التخطيط لإلغاثة‬
‫المبحث السادس‪ -‬استخدام نظم المعلومات الجغرافية ‪ GIS‬في مواجهة الكوارث‬
‫المبحث السابع‪ -‬دور الدفاع المدني في مواجهة الكوارث‬
‫المبحث الثامن‪ -‬اجراءات الحد من اثار الزالزل على العمران‬
‫أوال‪ -‬أهم التوصيات وإجراءات الحد من آثار الزالزل‬
‫ثانيا‪ -‬تجنب أخطاء التنفيذ‬
‫المبحث التاسعر‪ -‬الجهات المسئولة عن الكوارث في العالم‬
‫المبحث العاشر‪ -‬المقترحات والتوصيات المتعلقة بمواجهة الكوارث‬

‫الفصل السادس‪ -‬الكوارث الطبيعية في الوطن العربي‬


‫المبحث األول‪ -‬النشاط الزلزالي في الوطن العربي‬
‫اوال‪ -‬التقرير الزلزالي الخاص بزالزل العقبة‬
‫ثانبا‪ -‬الزالزل في المغرب العربي‬
‫المبحث الثاني‪ -‬النشاط الزلزالي في المناطق المجاورة للوطن العربي‬
‫المبحث الثالث‪ -‬اثر التجارب النووية اإلسرائيلية على النشاط‬
‫الزلزالي في المنطقة العربية‬
‫المبحث الرابع‪ -‬مخاطر التسو نامي في الوطن العربي‬
‫اوال‪ -‬مخاطر تسونامي محتمل في البحر المتوسط‬
‫ثانيا‪ -‬مخاطر تسونامي المحيطين الهندي واالطلسي‬
‫المبحث الخامس‪ -‬الكوارث الطبيعية المناخية في الوطن العربي‬
‫اوال‪ -‬السيول والفيضانات‬
‫ثانيا‪ -‬االمواج البحرية‬
‫ثالثا‪ -‬التغير فيدرجة الحرارة‬
‫المبحث السادس‪ -‬المخاطر التي تحدث على المنحدرات‬
‫المبحث السابع‪ -‬مخاطر االعاصير في الوطن العربي‬
‫المبحث الثامن‪ -‬مواجهة الكوارث في الوطن العربي‬
‫المبحث التاسع‪ -‬توصيات ومقترحات لتخفيف مخاطر الكوارث‬
‫اوال‪ -‬توصيات ندوة فلسطين األولى لتجنب مخاطر الزالزل‬
‫ثانيا‪ -‬مقترحات عامة لمواجهة الكوارث في الوطن العربي‬
‫األشكال‬

‫‪ -1-1‬المتوسط السنوي للكوارث ما بين عامي ‪. 2001-1975‬‬


‫‪ -2-1‬الكوارث في أمريكا الشمالية‬
‫‪ -1-2‬أنواع الموجات الزلزالية حسب نوع الموجة والسرعة‬
‫‪ -2-2‬أنواع الموجات الزلزالية حسب طبيعة حركة الموجات الزلزالية‬
‫‪ -3-2‬صور الضرار التسونامي‬
‫‪ -4-2‬صور فضائية لجزر اندمان قبل وبعد تعرضها ْلمواج تسونامي‪.‬‬
‫‪ -5-2‬خريطة توضح موقع زلزال جنوب شرق أسيا ونطاق انتشار موجة التسونامي‪.‬‬
‫‪-6-2‬موقع زلزال باكستان ونطاق تأثيره‪.‬‬
‫‪ -7-2‬اضرار بلدة باالكوت‬
‫‪ -8-2‬ناطحة السحاب تابيه في تايوان‪.‬‬
‫‪ -9-2‬صور الثار الزالزل‬
‫‪ -10-2‬نماذج من الشقوق التي تحدثها الزالزل‬
‫‪11-2‬أ‪,‬ب‪ -‬صور توضح تدمير طرق بسبب الزالزل‬
‫‪12-2‬أ‪,‬ب‪ -‬صور تبين تدمير خطوط سكة حديد في تركيا بسبب الزلزال‬
‫‪ -13-2‬تدمير انابيب غاز وخط كهرباء‬
‫‪ -14-2‬تدمير سد نتيجة الزلزال‬
‫‪ -15-2‬أ‪,‬ب‪ -‬مخططات توضح بداية تكون تسونامي‬
‫‪ -16-2‬تغير طول وارتفاع موجة التسونامي‪.‬‬
‫‪ -17-2‬موضع حدوث الزلزال‪.‬‬
‫‪ -18-2‬حركة أمواج تسونامي من البحر إلى البر‪.‬‬
‫‪ -19-2‬نماذج من أمواج التسونامي‪.‬‬
‫‪ -20-2‬محطة مراقبة أمواج تسونامي‪.‬‬
‫‪ -21-2‬تصميم معماري يؤدي إلى حدوث إجهادات‪.‬‬
‫‪ -22-2‬نماذج من زوايا اْلبنية‪.‬‬
‫‪ -23-2‬اْلحمال التي تسببها الطوابق العليا على الطوابق السفلي‪.‬‬
‫‪ -24-2‬انهيار مبنى بسبب عدم انتظام توزيع المركزي للكتل‪.‬‬
‫‪ -25-2‬مبنى انهار بسبب عمليات الطرق‪.‬‬
‫‪ -26-2‬محاور غير متوازية للعناصر الشاقولية‪.‬‬
‫‪ -27-2‬تضرر مبنى بسبب ميل المحاور‪.‬‬
‫‪ -28-2‬نماذج تصاميم تتعرض إلى اْلضرار عند حدوث الزلزال‪.‬‬
‫‪ -29-2‬نماذج من حاالت عدم االستمرارية الطابقية‪.‬‬
‫‪ -30-2‬انهيار مبنى بسبب الفتحات‬
‫‪ -31-2‬بناء يتضمن طابق لين تضرر خالل الزلزال‪..‬‬
‫‪ -32-2‬تضرر الطابق االول‬
‫‪ -33-2‬أساليب التخفيف من أثار الطابق اللين‪.‬‬
‫‪34 -2‬أ‪,‬ب‪ -‬أبنية تتضمن أعمدة قصيرة تعرضت إلى التضرر في الزالزل‪.‬‬
‫‪ -35-2‬طبيعة امتداد اْلعمدة ضمن اْلبنية‪.‬‬
‫‪ -36-2‬انهيار مبنى الختالف مناسيب التأسيس‪.‬‬
‫‪-37-2‬انهيار الطابق اْلسفل في مبنى عند التعرض إلى زلزال‪.‬‬
‫‪-38-2‬مبنى انهار فيه الطابق اْلسفل وبقي جزء من الطابق العلوي معلقا‪.‬‬
‫‪-39-2‬انهيار مبنى بسبب قلة التسليح عند تعرضه لزلزال‪.‬‬
‫‪-40-2‬انهيار مبنى بسبب انفصال فوالذ التسليح‪.‬‬
‫‪-41-2‬نوع االسوارة الزلزالية‪.‬‬
‫‪-42-2‬انهيار مبنى لعدم توفر االسوارة الزلزالية‪.‬‬
‫‪-43-2‬انهيار مبنى لعدم توفر التسليح العرضي‪.‬‬
‫‪-44-2‬انهيار أبنية بسبب ظاهرة الطنين‪.‬‬
‫‪-45-2‬انقالب مبنى بسبب الطابق اللين‪.‬‬
‫‪-46-2‬انهيار مبنى لعدم وجود سند إنشائي‪.‬‬
‫‪-47-2‬ميل مبنى بسبب الزلزال الرئيسي‪.‬‬
‫‪-48-2‬انهيار المبنى المائل بسبب الهزات االرتدادية‪.‬‬
‫‪-49-2‬انقالب مبنى عند حدوث الزلزال‪.‬‬
‫‪-50-2‬انهيار مبنى لقلة طول التثبيت‪.‬‬
‫‪-51-2‬انهيار مبنى بسبب االزاحة‪.‬‬
‫‪-52-2‬انهيار مبنى بسبب قلة مقومات المتانة‪.‬‬
‫‪-53-2‬انهيار مبنى بسبب كبر مقاطع الجوائز مقارنة باْلعمدة‪.‬‬
‫‪-54-2‬انهيار مبنى بسبب اْلعمدة القصيرة‪.‬‬
‫‪-55-2‬تضرر مبنى بسبب قلة التسليح العرضي‪.‬‬
‫‪-56-2‬انكسار انفجاري في أحد اْلعمدة‪.‬‬
‫‪-57-2‬تضرر العناصر غير االنشائية‪.‬‬
‫‪-58-2‬انفصال فوالذ التسليح عن البيتون‪.‬‬
‫‪-59-2‬أسلوب تقوية البناء‪.‬‬
‫‪-60-2‬بناء قليل التضرر بعد تعرضه إلى زلزال‪.‬‬
‫‪-61-2‬حدوث تميع في التربة‪.‬‬
‫‪62-2‬نقالب مبنى بسبب تميع التربة‪.‬‬
‫‪ -63-2‬ميل مبنى بسبب تميع التربة‬
‫‪ -64-2‬أ‪,‬ب‪-‬أنواع المقذوفات البركانية‪.‬‬
‫‪ -65-2‬بركان أالسكا‪.‬‬
‫‪ -66-2‬بركان ليما‪.‬‬
‫‪ -67-2‬بركان زنجوراموا‪.‬‬
‫‪ 1-3‬مخطط تطور إعصار التورنادو‪.‬‬
‫‪ -2-3‬أنواع من أعاصير التورنادو‪.‬‬
‫‪ -3-3‬خريطة توضح توزيع أنواع اْلعاصير البحرية في العالم‪.‬‬
‫‪ -4-3‬مخطط يوضح بداية تكون أعاصير الهوريكان والتايفون‪.‬‬
‫‪ -5-3‬مخطط اتجاه وسرعة الرياح حول عين اإلعصار‪.‬‬
‫‪ -6-3‬صورة إعصار فوق البحر الكاريبي‬
‫‪ -7-3‬نماذج من اْلعاصير البحرية‪.‬‬
‫‪ -8-3‬صور توضح منسوب المياه وجزء من الدمار في مدينة نيواورلنيز‪.‬‬
‫‪ -9-3‬صورة الثار إعصار ساوماي‬
‫‪ -10-3‬إعصار شانجسين‪.‬‬
‫‪ -11-3‬صورة لظاهرة النينو‪.‬‬
‫‪ -12-3‬مخطط يبين تكون النينو عند سواحل استراليا وجزر جنوب شرق أسيا‪.‬‬
‫‪ -13-3‬مخطط يوضح تكون النينو عند سواحل أمريكا الجنوبية‪.‬‬
‫‪ -14-3‬طوافة متحركة لمراقبة ظاهرة النينو‪.‬‬
‫‪ -15-3‬صورة لمنطقة مغمورة بمياه اْلمطار في كوريا الشمالية‬
‫‪ -16-3‬مناطق صحراوية تحولت إلى بحيرة بسبب اْلمطار في الهند‪.‬‬
‫‪ -17-3‬جانب من فيضانات تركيا‪.‬‬
‫‪ -18-3‬مخطط تكون البرق‪.‬‬
‫‪ -19-3‬جانب من العاصفة الرعدية المطرية التي تعرضت لها واشنطن‪.‬‬
‫‪ -20 -3‬صور من مظاهر التصحر والجفاف‪.‬‬
‫‪ -21-3‬أثار العواصف الترابية شمال الصين‪.‬‬
‫‪ -22 -3‬صور لبعض مظاهر التلوث‬
‫‪ -23-3‬ذوبان الثلوج في أالسكا شمال قارة أمريكا الشمالية‪.‬‬
‫‪ -24-3‬صورة توضح تنقل الدب في القطب الشمالي‬
‫‪ -25 -3‬صورة فضائية توضح تراجع الجليد في القطب الشمالي‬
‫‪ -1-4‬صورة توضح منازل غمرتها مياه الفيضان‬
‫‪-2-4‬ضورة تبين تدمير الفيضان للطرق واعمدة الكهرباء‬
‫‪-3-4‬صورة توضح تدمير الفيضان للطريق بين جنوب افريقيا وزامبيا‬
‫‪ -4-4‬صورة لجانب من فيضان تركيا‬
‫‪-5-4‬أ‪,‬ب مخططات تبين سقوط مكونات المنحدرات‬
‫‪-6-4‬يوضح انزالق الكتل الصخرية‬
‫‪ -7-4‬انواع هبوط مكونات المنحدرات‬
‫‪-8-4‬نماذج من التدفق الطيني‬
‫‪-9 -4‬زحف مكونات المنحدرات‬
‫‪-10-4‬االنهيال الرملي‬
‫‪ -11-4‬تغير شكل المنحدرات‬
‫‪-12-4‬اثر العمليات الجيومورفولوجية على الطبقات الصخرية االفقية‬
‫‪-13-4‬طبيعة ميل الطبقات الصخرية‬
‫‪-14-4‬اوضاع متباينة للطبقات والكتل الصخرية‬
‫‪-15-4‬صور جوية توضح مواقع العمليات الجيومورفولوجية على المنحدرات‬
‫‪ -16-4‬صور جوية توضح مواقع االنزالقات االرضية على المنحدرات‬
‫‪-17 -4‬مخطط يوضح استخدام نظم المعلومات الجغرافية في مراقبة المنحدرات‬
‫‪ -18-4‬مخطط يوضح مواقع الرصد اعلى واسفل المنحدرات‬
‫‪ -19-4‬نموذج النواع الطبقاتالتي تستخدم في نظم المعلومات الجغرافية‬
‫‪ -1-5‬صورة فضائية بواسطة الرادار توضح موقع فالق تعرض للزلزال‪.‬‬
‫‪ -2-5‬ملجأ للحماية من اْلعاصير‪.‬‬
‫‪ -3-5‬صورة فضائية لبحر ارال‪.‬‬
‫‪ -4-5‬شكل وموقع مدينة نورثريدج‪.‬‬
‫‪ -5-5‬اعمق زلزال تعرضت له اليابان‪.‬‬
‫‪ -6-5‬خطوط كنتور بؤر الزلزال في وسط اليابان‪.‬‬
‫‪ -7-5‬خريطة توضح توزيع الماء واليابس وحدود الصفائح التكتونية‪.‬‬
‫‪ -8-5‬صورة افتراضية لمواجهة الكارثة في مدينة حلب السورية‪.‬‬
‫‪ -9-5‬خريطة زلزالية لليابان‪.‬‬
‫‪ -10-5‬خريطة توضح شدة الزالزل في اليابان‪.‬‬
‫‪ -11-5‬مواضع اْلبنية وارتفاعاتها ومواقعها في المدينة‪.‬‬
‫‪ -12-5‬موقع جبل بركاني‪.‬‬
‫‪ -13-5‬أنواع المواد المتدفقة من البركان‪.‬‬
‫‪ -14-5‬الوضع التضاريسي في منطقة البركان‪.‬‬
‫‪ -1 -6‬موقع منطقة العقبة‪.‬‬
‫‪-2-6‬انهيار فندق بارا كوبا في نويبع‬
‫‪ -3-6‬تضرر مبنى في نويبع بسبب زلزال‬
‫‪-4-6‬تضرر محطة كهرباء فرعية في نويبع‬
‫‪ -5-6‬موقع زلزال بومرداس في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -6-6‬بعض أضرار زلزال بومرداس‪.‬‬
‫‪ -7-6‬الحركة بين الصفيحتين اْلوربية واْلفريقية‪.‬‬
‫‪ -8-6‬صورة فضائية لمنطقة زلزال بومرداس‬
‫‪ -9-6‬خريطة إيران الزلزالية‪.‬‬
‫‪ -10-6‬موقع زلزال بم جنوب إيران‪.‬‬
‫‪ -11-6‬أضرار قلعة بم اْلثرية‪.‬‬
‫‪ -12-6‬مواقع زلزالي ‪ 2003‬و‪ 2005‬في إيران‪.‬‬
‫‪ -13-6‬موقع زلزال ازميت التركي ونطاق تأثيره‪.‬‬
‫‪ -14-6‬جريان مياه اْلمطار في المغرب‪.‬‬
‫‪ -15-6‬منسوب مياه فيضان النيل في السودان‬
‫‪ -16-6‬صورة لكورنيش اإلمارات عند تعرضه إلى أمواج بحرية‪.‬‬
‫‪-17-6‬حرائق في الجزائر‬
‫‪ -18-6‬تساقط الثلوج في أمارة الفجيرة‬
‫‪ -19-6‬تساقط البرد على السعودية‬
‫‪ -21, 20-6‬صور فضائية للمناطق الخضراء عام ‪ 2000‬في السعودية‪.‬‬
‫‪ -23, 22-6‬المحتوى المائي في السعودية‪.‬‬
‫‪ -24-6‬انزالق الكتل الصخرية في قرية الظفير في اليمن‬
‫‪25-6‬مركز اعصار جونو يومي ‪ 4‬و‪. 2007/6/5‬‬
‫‪-26 -6‬مسار االعصار‬
‫‪ -27-6‬كثافة االمطار المصاحبة لالعصار‬
‫‪ -28-6‬جانب من التدمير الذي اصاب عمان‬
‫‪ -29-6‬الفيضان في مسقط‬
‫‪-30 -6‬نوع مسطح البناء وتوزيع العناصر االنشائية الرأسية‬
‫‪-31-6‬الفواصل الزلزالية‬
‫‪-32-6‬تصاميم ابنية حسب التوزيع المكاني‬
‫‪33-6‬ابعاد مباني ومناظرها الجانبية‬
‫الجداول‬

‫‪ -1-1‬أهم الكوارث في النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬


‫‪ -1-2‬توزيع الكوارث في العالم حسب النوع واإلقليم بين علمي ‪ 1975‬و‪.2001‬‬
‫‪ -1-2‬أنواع الزالزل حسب الدرجة أو القوة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬أهم الزالزل خالل الفترة مابين ‪ 1991‬و‪.2005‬‬
‫‪ -3-2‬عدد الزالزل في العالم من سنة ‪ 2000‬إلى ‪.2006‬‬
‫‪ -4-2‬عدد الزالزل في أمريكا مابين ‪2000‬و‪.2006‬‬
‫‪ -5-2‬آثار الزالزل حسب الشدة والسرعة‪.‬‬
‫‪ -1-3‬درجات قياس إعصار التورنادو حسب مقياس فوجينو‪.‬‬
‫‪ -2-3‬درجات قياس اْلعاصير البحرية حسب مقياس سافير‪ -‬سيمبسون‪.‬‬
‫‪ -1-6‬الزالزل الشديدة في منطقة العقبة بين عامي ‪ 1900‬و‪.1995‬‬

‫المالحق‬
‫‪ -1-2‬انواع من امواج التسونامي‬
‫‪ -2-2‬نماذج من انواع البراكين‬
‫‪ -1-3‬صور متنوعة ْلعاصير التورنادو‬
‫‪ -2-3‬صور متنوعة لألعاصير البحرية‪.‬‬
‫‪ -3-3‬صور الثار إعصار كاترينا‪.‬‬
‫‪ -4-3‬صور ْلنواع البرق‪.‬‬
‫‪ -1-6‬صور للبرد في السعودية‬
‫المقدمة‬

‫يتعرض العالم إلى الكوارث الطبيعية بشكل مستمر ومتصاعد وبأنواعها المختلفة‪ ,‬والتي يذهب‬
‫ضحيتها مئات اآلالف من اْلشخاص‪,‬وخسائر مادية تصل إلى مليارات الدوالرات‪,‬وقد شهدت السنوات‬
‫اْلولى من القرن الحالي العديد من الكوارث والتي تفوق في أعدادها وخسائرها ما حدث خالل نصف القرن‬
‫الماضي‪,‬وتعد سنة ‪ 2005‬سنة كوارث لكثرة ما حدث خاللها من كوارث طبيعية بأنواعها المختلفة‪,‬والتي‬
‫تسببت في وفاة اكثر من ‪ 100‬آلف شخص‪,‬وخسائر مادية وصلت مئات المليارات من الدوالرات‪ ,‬ورغم‬
‫التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم أال أن ذلك ال يصب في مصلحة اإلنسان الحقيقية‪,‬حيث يتم‬
‫التركيز على الجوانب الشكلية وغير الضرورية‪,‬أو ربما فيما يساهم في تدمير البشرية مثل اْلسلحة النووية‬
‫والكيميائية والجرثومية وغيرها‪ ,‬وما يشهده العالم من سباق في هذا المجال‪,‬والذي دخلته الدول النامية بدون‬
‫تفكير أو تخطيط فاثقل كاهل اقتصادها بدون نتيجة‪,‬مما زادها فقرا وتخلفا‪ ,‬وتركت كل ما له عالقة بحياة‬
‫اإلنسان وتطوره والحفاظ على أرواح الناس‪.‬‬
‫ورغم كل ذلك فقد استطاعت بعض الدول من اتخاذ اإلجراءات المناسبة لحماية سكانها من الكوارث التي‬
‫تتعرض لها‪,‬كما تمكنت من التعرف على بعض الـدالئل المهمة التي تتعلق بحدوث بعض الكوارث قبل‬
‫حدوثها مثل الزالزل والبراكين‪,‬والتي تعد اكثر الكوارث تأثيرا وخطورة على اإلنسان‪,‬أال أن التقدم الكبير‬
‫الذي يشهده العالم لم يولي اهتماما كبيرا لتلك الدالئل لالستفادة منها مستقبال في مواجهة تلك الكوارث‪ ,‬ويقف‬
‫العالم عامة والعلماء خاصة يتفرجون على أفالم كيف يموت الناس جماعيا‪,‬كما حدث في جنوب شرق آسيا‬
‫أواخر سنة ‪ 2004‬وسنة ‪, 2005‬واغلب الدول مستعدة أن تدفع مئات المليارات من الدوالرات تعويضات‬
‫للكوارث‪,‬ولكن غير مستعدة على دفع دوالرا واحدا على البحوث والتجارب واْلجهزة التي تستخدم في التنبؤ‬
‫بالكوارث ومواجهتها‪ ,‬وكل الدول مستعدة لألنفاق في مجاالت ال أهمية لها‪,‬ولكن في مجال الحفاظ على‬
‫أرواح الناس غير ممكن‪,‬واغلب الدول تسعى إلى التنمية ولكن بعضها الترى ما هو المفتاح الحقيقي‬
‫للتنمية‪,‬فاإلنسان هو العنصر الفعال في عملية التنمية النه هو الذي يفكر ويخطط وينفذ‪,‬لذا يجب تطوير‬
‫قدراته وقابلياته وإمكانياته من خالل تقديم كل ما يحتاجه من خدمات وحمايته من الكوارث‪,‬كما تعمل بعض‬
‫الدول المتقدمة مثل اليابان‪.‬‬
‫والكوارث على أنواع حسب مسبباتها منها طبيعية الدخل لإلنسان فيها مثل الزالزل والبراكين واْلعاصير‬
‫والفيضانات والجفاف واْلمراض‪,‬وكوارث بشرية من عمل اإلنسان مثل المفاعالت النووية وما ينتج عنها‬
‫من تلوث وإشعاعات واْلسلحة الفتاكة المستخدمة في الحروب والتلوث البيئي‪ ,‬وكوارث مشتركة طبيعية‬
‫بشرية ‪,‬مثل الفيضانات وبناء سدود غير كفوءة يتسبب انهيارها بخسائر بشرية ومادية‪,‬أو بناء بيوت غير‬
‫متينة يسهل انهيارها بهزة أرضية بسيطة‪,‬أو بناء منشآت على السواحل تتعرض لألمواج واْلعاصير‪ ,‬أو‬
‫القيام ببناء سدود وخزانات‪ ,‬أو تفجيرات نووية تسبب الزالزل‪.‬‬
‫ويتبين من دراسة الكوارث أنها ذات دالئل تظهر قبل حدوثها‪ ,‬بما فيها الزالزل والبراكين‪,‬لذا يهدف هذا‬
‫الكتاب إلى التعريف بالكوارث ومخاطرها وكيفية الحد من آثارها‪,‬أي نشر ما يسمى بثقافة الكوارث والتي لم‬
‫تكن حكرا على تخصص ما دون غيره بل يشمل جميع التخصصات العلمية والمهنية‪ ,‬كالطبيب والمهندس‬
‫واْلستاذ الجامعي والمدرس والمعلم والطالب والفني واالقتصادي واإلداري واإلنسان العادي‪ ,‬فالجميع معنيون‬
‫بذلك‪ ,‬أن التعرف على طبيعية الكوارث وما يتكرر منها في منطقة ما يمكن أن تولد لدى اإلنسان أفكار‬
‫وأساليب يتسلح بها لغرض الحد من آثارها وليست منعها‪ْ,‬لنها قوى من صنع الخالق عز وجل‪,‬وال يستطيع أحد‬
‫من منعها مهما كانت خبرته وما يملك من معدات متطورة ‪.‬‬
‫وقد تم اعتماد منهجية منسجمة مع كل التوجهات ومالئمة لكل التخصصات‪,‬فنحن اليوم بحاجة إلى التسلح‬
‫باْلفكار المناسبة لمواجهة الكوارث التي أخذت تتزايد بشكل مضطرد ‪,‬والجميع معرض لها الدول المتقدمة‬
‫والنامية‪,‬لذا تضمن الكتاب جميع ما يهم القارئ وضمن إطار محدد‪ ,‬وحسب المتاح من البيانات والمعلومات‪,‬‬
‫حيث تضمن الكتاب سبعة فصول شملت أنواع الكوارث الطبيعية ومخاطرها والدالئل التي تشير إلى حدوثها‬
‫واإلجراءات التي تسهم في الحد من الخسائر المادية والبشرية‪,‬كما تم تناول الكوارث الطبيعية في الوطن‬
‫العربي بشكل خاص ليتعرف المواطن العربي على ما يحيط به من مخاطر‪ ,‬وان بعضها ناتج عن فعل‬
‫اإلنسان‪ ,‬وهذا مهم لكي يتسلح اإلنسان العربي بما يسمى بثقافة الكارثة ويدافع عن نفسه‪.‬‬
‫وفي الختام اليسعني اال ان اتقدم بوافر الشكر والتقدير الى كل من الدكتور علي شاكر النعيمي والدكتور‬
‫عبدالحميد عبد محمد الحديثي على ما ابدوه من اراء وافكار والتي كان لها االثر الكبير في اضافة معلومات‬
‫مهمة للكتاب‪,‬فضال عن توجيهاتهم القيمة التي اغنت الكتاب بكثير من الجوانب العلمية‪.‬‬
‫واخيرا نسأل هللا سبحانه وتعالى أن يوفقنا لمافية خير وسعادة البشرية جميعا ولخدمة المسيرة التعليمية في‬
‫الوطن العربي كافة‪,‬وهو ولي الصالحين‪.‬‬

‫المؤلف الدكتور‬
‫خـلـف حسـين علي الدليمي‬
‫‪2008/8‬‬
‫‪akha20022000@yahoo.com‬‬

‫‪khalafhusseean@hotmail.com‬‬
‫الفصل األول ‪ -‬تعريف الكوارث وأنواعها وابعادها‬

‫المبحث األول‪ -‬تعريف وتصنيف الكوارث‬


‫أوال‪ -‬تعريف الكوارث‬
‫ثانيا‪ -‬الكوارث في القرآن الكريم‬
‫المبحث الثاني ‪ -‬أنواع وابعاد الكوارث والعوامل التي تزيد من أثارها‬
‫المبحث الثالث‪ -‬أهم الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم‬
‫الفصل األول ‪ -‬تعريف الكوارث وأنواعها وابعادها‬

‫المبحث األول‪ -‬تعريف الكوارث‪:‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف الكوارث‬


‫تعني الكارثة حدث مفاجئ أو غير مفاجئ‪ ,‬والسباب طبيعية الدخل لإلنسان فيها‪ ,‬وأخرى بسبب تصرف‬
‫اإلنسان الخاطئ‪ ,‬أو لتداخل اْلسباب الطبيعية والبشرية‪ ,‬ويترتب عليها خسائر مادية وبشرية يختلف حجمها‬
‫حسب نوع الكارثة وشدتها‪.‬‬
‫وتحدث بعض الكوارث بدون سابق إنذار واضح‪ ,‬كما هو الحال بالنسبة للزالزل والبراكين والسيول الجارفة‬
‫واالنهيارات والتدفق الطيني‪,‬والبعض اْلخر بسابق إنذار مثل الفيضانات التي تتعرض لها اْلنهار بمواسم معينة‬
‫واْلعاصير التي تحدث فوق المسطحات المائية وتتحرك نحو اليابس‪ ,‬وحالة الجفاف وحرائق الغابات‪.‬‬
‫ومن الخصائص العامة لتلك الكوارث ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬سرعة الحدوث والتتابع‪,‬فبعضها ال يتجاوز عدة ثواني مثل الزالزل والبعض اْلخر عدة دقائق أو ساعات مثل‬
‫البراكين واْلعاصير‪ ,‬والبعض اْلخر عدة أيام مثل الفيضانات‪.‬‬
‫‪ -2‬سرعة التأثير على ما يقع ضمن نطاقها‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم القدرة على الحد من شدتها أو منع وقوعها ْلنها قوة هللا سبحانه وتعالى‪ ,‬والخالق اكبر قوة من المخلوق‪,‬‬
‫والقدرة للمخلوق في مجابهة الخالق‪.‬‬
‫‪ -4‬صعوبة التنبوء بحدوثها قبل وقت يكفي التخاذ التدابير الالزمة للحد من أثارها‪ ,‬وخاصة الزالزل واالنهيارات‬
‫اْلرضية والتـدفق الطيني والبراكين‪.‬‬
‫ويشهد العالم وبشكل متباين سنويا عددا كبير من الكوارث بأنواعها المختلفة وموزعة على كل أرجاء الكرة‬
‫اْلرضية‪ ,‬ولغرض االطالع يمكن معرفة ما تعرض له العالم في النصف الثاني من القرن الماضي(العشرين)‬
‫( ‪)1‬‬
‫وستتم اإلشارة إلى أهم تلك الكوارث وليست جميعها في كل قارة وحسب الجدول رقم(‪.)1-1‬‬
‫وتبين من الجدول ان اسيا احتلت المرتبة االولى حيث بلغ عدد الكوارث ‪,437‬تليها امريكا ‪ 358‬كارثة‪,‬ثم اوربا‬
‫‪ 119‬كارتة‪,‬وتليها بقية القارات اقل من ‪ 100‬كارثة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )1-1‬عدد الكوارث التي شهدها العالم للفترة من ‪ 1947‬إلى ‪1980‬‬
‫معدل المفقودين‬ ‫عدد القتلى‬ ‫عدد الكوارث‬ ‫القارة‬
‫في كل كارثة‬
‫‪32‬‬ ‫‪11351‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪ -1‬أمريكا الشمالية‬
‫‪633‬‬ ‫‪50676‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪-2‬أمريكا الوسطى‬
‫‪657‬‬ ‫‪49265‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪ -3‬أمريكا الجنوبية‬
‫‪224‬‬ ‫‪26694‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪ -4‬أوربا‬
‫‪751‬‬ ‫‪25540‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪-5‬أفريقيا‬
‫‪2412‬‬ ‫‪1054090‬‬ ‫‪437‬‬ ‫‪ -6‬أسيا‬
‫‪282‬‬ ‫‪4502‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ -7‬استراليا‬
‫‪1092‬‬ ‫‪1222298‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪disasters and their Effects on Buildings,p8:‬‬

‫( ‪)2‬‬
‫أما خالل الفترة الباقية فقد كانت الكوارث الرئيسية التي شهدها العالم هي كما في الجدول رقم(‪.)1-2‬‬
‫ويتضح من الجدول أن اكثر الكوارث تكرارا هي الفيضانات وتصل حوالي ‪ %28‬من مجموع الكوارث الطبيعية‬
‫و‪ %27‬عواصف وأعاصير و‪%8,5‬زالزل و ‪ %7,7‬جفاف‪ ,‬والباقي كوارث أخرى متنوعة‪.‬‬
‫جدول رقم( ‪ )2-1‬توزيع الكوارث في العالم (بحسب النوع واإلقليم)مابين عامي ‪.2001-1975‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫المجموع‬ ‫استراليا‬ ‫أوربا‬ ‫أفريقيا اْلمريكيتين أسيا‬ ‫نوع الكارثة‬

‫طبيعية‬
‫‪7,7‬‬ ‫‪513‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪263‬‬ ‫جفاف‬
‫‪0,9‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫مجاعة‬
‫‪28,6‬‬ ‫‪1891‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪759‬‬ ‫‪485‬‬ ‫‪331‬‬ ‫فيضانات‬
‫‪27‬‬ ‫‪1780‬‬ ‫‪163‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪738‬‬ ‫‪538‬‬ ‫‪113‬‬ ‫عواصف‬
‫‪3,5‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪15‬‬ ‫حرائق‬
‫‪3,3‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪50‬‬ ‫موجات حر شديدة ‪8‬‬
‫‪8,5‬‬ ‫‪565‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪278‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪25‬‬ ‫زالزل‬

‫‪4,3‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪11‬‬ ‫براكين‬


‫‪0,2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أمواج‬
‫‪5‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪19‬‬ ‫انهيارات‬
‫‪1‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪52‬‬ ‫آفات‬
‫‪10‬‬ ‫‪691‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪386‬‬ ‫أوبئة‬
‫‪6609‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪www.fao.org, Roxanne Mc Donald :‬‬

‫وتشير بعض الدراسات عن الكوارث أن سنة ‪ 2005‬تعد سنة كوارث لكثرة ما شهدته الكرة اْلرضية من كوارث‬
‫متنوعة آدت بحياة اكثر من ‪ 100‬آلف شخص واضرار مادية تقدر بحوالي ‪ 300‬مليار دوالر‪.‬‬
‫ويتحمل اإلنسان جزء كبير من أسباب ارتفاع حجم الخسائر رغم أنها طبيعية ومرهونة بقوة الخالق عز وجل‪ ,‬أال‬
‫أن اإلنسان لم يتخذ التدابير الالزمة لمواجهة تلك الكوارث والحد من آثارها وليست منع وقوعها‪ ,‬ومن أهم تلك‬
‫الكوارث التي حدثت في تلك السنة ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬زلزال كشمير في ‪ 2005/10/8‬والذي تسبب في مقتل اكثر من ‪ 75‬آلف شخص وتشريد ماليين الناس‬
‫اصبحوا بدون مأوى‪,‬ومعظم تلك الخسائر تعود إلى عدم توفر شروط البناء المقاوم للزالزل مما أدى هدم تلك‬
‫اْلبنية من مساكن ومدارس وغيرها إلى قتل القسم اْلكبر من الناس‪.‬‬
‫‪ -2‬اْلمطار الموسمية التي تعرضت لها مدينة مومباي الهندية في شهر ‪ 2005/9‬والتي يسكنها حوالي ‪ 15‬مليون‬
‫نسمة ‪,‬حيث غمرت تلك اْلمطار شوارع المدينة وتسببت بقتل اكثر من ‪ 400‬شخص‪,‬وقد تحملت مجاري صرف‬
‫مياه اْلمطار كامل المسؤولية ْلنها لم تستوعب مياه اْلمطار الغزيرة‪ ,‬ولم يتحمل المسؤولية اإلنسان الذي صممها‬
‫بهذه الطاقة المحدودة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعرض الواليات المتحدة إلى إعصار كاترينا في ‪ 2005/ 8/29‬والذي ضرب مدينة نيواورلينز‪ ,‬والتي تقع‬
‫أساسا تحت مستوى المد البحري االعتيادي ‪,‬وقد تسبب اإلعصار بقتل آالف اْلشخاص وشرد مئات اْللوف من‬
‫منازلهم‪,‬فضال عن الخسائر المادية التي تراوحت ما بين ‪ 80‬إلى ‪ 200‬مليار دوالر‪.‬‬
‫‪ -4‬حدث خالل سنة ‪ 2005‬أعلى رقم من اْلعاصير والعواصف وبلغت ‪ 26‬إعصار منها ‪ 14‬إعصار والباقي‬
‫عواصف‪ ,‬وقد تميزت بشدتها وطول مدة حدوثها‪,‬وقد بلغت قوة ثالثة منها خمس درجات وهي أعلى درجة‬
‫(‪)3‬‬
‫إعصار والتي تصل سرعتها إلى حوالي ‪ 450‬كم‪/‬ساعة على مقياس سافيرسمبسون‪.‬‬
‫ويعد زلزال جنوب شرق أسيا في ‪ 2004/12/ 26‬والذي تسبب في قتل حوالي ‪ 220‬آلف شخص وتشريد اآلالف‬
‫من السكان وتدمير معظم المنشآت المقامة على السواحل من اعنف الزالزل في السنوات الماضية‪,‬وقد كان‬
‫ْلمواج تسونامي الناتجة عن الزلزال اْلثر اْلكبر في هذه الخسائر‪,‬والشكل رقم(‪ )1-1‬يوضح المتوسط السنوي‬
‫لحدوث الكوارث بين عامي ‪1975‬و ‪, 2001‬ويتضح من الشكل أن الكوارث الطبيعية ازدادت في السنوات‬
‫اْلخيرة بشكل ملحوظ‪,‬حيث كان متوسط حدوث الكوارث في الفترة اْلولى مابين عامي ‪ 1980 1975‬حوالي‬
‫‪ 197‬كارثة سنويا‪,‬ارتفع إلى ‪ 440‬كارثة بين عامي ‪1981‬و‪,1986‬والى ‪ 837‬بين عامي ‪1986‬و‪,1991‬ثم‬
‫ارتفعت إلى ‪ 1270‬بين عامي ‪1991‬و‪,1996‬والى ‪ 1688‬بين عامي ‪1996‬و‪ ,2001‬هذا يعني أن الفترة اْلخيرة‬
‫زادت عشر أضعاف ما كانت عليه في الفترة اْلولى‪ ,‬وأربعة أضعاف الفترة الثانية وضعف الفترة الثالثة وحوالي‬
‫‪ %25‬عن الفترة التي سبقتها ‪ ,‬وهذا مؤشر وواضح على أن الكوارث الطبيعية في ارتفاع مستمر‪,‬ويعني ذلك أن‬
‫العالم أمام تحديات كبيرة ليست له القدرة على الحد منها‪,‬ولكن يستطيع اتخاذ بعض اإلجراءات للحد من مخاطرها‬
‫أو آثارها‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )1-1‬يوضح المتوسط السنوي لحدوث الكوارث بين عامي ‪1975‬و ‪.2001‬‬

‫المصدر‪www.cred.be :‬‬

‫آما الشكل رقم (‪ )2 -1‬يوضح الكوارث في أمريكا للفترة مابين ‪, 1998 -1952‬ويتضح من الشكل أن أمريكا تشهد‬
‫كوارث بوتيرة مرتفعة جدا‪,‬وتحتل اْلعاصير المرتبة اْلولى بنوعيها والهوريكان والتورنادو‪,‬ثم الفيضانات‬
‫(‪)4‬‬
‫والزالزل‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ )2 -1‬يوضح الكوارث في أمريكا للفترة مابين ‪1998 -1952‬‬

‫نسبة الخسائر‬ ‫التورنادو‬


‫كوارث اخرى‬ ‫الفيضانات‬ ‫الفيضانات‬
‫الزالزل‬
‫التورنادو‬ ‫الهوريكان‬

‫الزالزل‬ ‫الهوريكان‬

‫الفترة‬

‫المصدر‪www.agu.org/sci :‬‬

‫ثانيا‪ -‬الكوارث في القرآن الكريم‪:‬‬

‫سيتم في هذا المجال تناول الكوارث الطبيعية من وجهة نظر قرآنية بشكل مختصر‪ .‬ويكون وفق عدة محاور‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪-1‬المحور األول‪:‬اإلعراض عن آيات هللا تعالى ‪:‬‬
‫ونَ‬ ‫ُ‬
‫عن َها ُمع ِّْرض ) [يوسف ‪. ]105 :‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫علي َها َوه ْم َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ونَ‬ ‫ض يَمُرُّ‬ ‫َ‬
‫ت َواألرْ ِّ‬ ‫اوا ِّ‬‫س َم َ‬‫قال هللا سبحانه ( َو َكأَيِّن ِّمن آيَ ٍة فِّي ال َّ‬
‫هذه الحوادث والكوارث من آيات هللا سبحانه وتعالى‪ ,‬وما أكثر اآليات التي يمر بها اإلنسان وهو عنها‬
‫معرض‪,‬دون أن يفكر أو يعي أو يتأمل في شيء من مدلول هذه اآلية‪ ,‬وما تحكي عنه من قدرة إلهية وضعف‬
‫البشر وغير ذلك‪ ,‬حتى لو كانت قوى عظمى فهي ال تستطيع أن تقف أمام هذه اآلية‪,‬ولكي تعود إلى وضعها‬
‫السابق تخسر مليارات الدوالرات ولعدة سنوات ‪.‬‬
‫في لحظات معدودة من الزالل أو أيام من الطوفان أو الرياح يتحطم غرور البشر وكبرياءه‪,‬لعل وعسى يتذكر‬
‫خالقه ويرجع إليه‪,‬ولكنه يرجع إلى الغفلة والعصيان ‪.‬‬
‫‪-2‬المحور الثاني‪ :‬جنود هللا تعالى ال يعلمها إال هو ‪:‬‬
‫ْ‬
‫قال عز وجل (‪َ ..‬و َما يَ ْعلَ ُم ُجنُودَ َربِّكَ إِّال ُه َو َو َما ِّه َي إِّال ِّذك َرى ِّللبَش َِّر )[المدثر‪. ]31 :‬‬
‫ْ‬
‫ال يعلم احد بجنود هللا تعالى‪,‬ولكن هللا تعالى هو علمنا بعض جنوده‪,‬ومن الجنود الريح‪,‬إن يشأ هللا تعالى يسكن‬
‫الريح‪,‬وإن يشأ يرسله‪,‬كما أرسله على عا ٍد وهو الريح العقيم‪ ,‬وإن يشأ يغرق السفن ومن عليها‪ ,‬وإن يشأ‬
‫يسخر الريح لعبد من عباده كسليمان ( عليه السالم) تجري بأمره‪,‬غدوها شهر‪ ,‬ورواحها شهر ‪.‬‬
‫‪-3‬المحور الثالث‪ :‬على اإلنسان أن ال يأمن مكر هللا تعالى أو انتقامه ‪:‬‬
‫شع ُُرونَ ) [النحل ‪]45:‬‬‫ض أَوْ يَأْتِّيَ ُه ُم ْالعَذابُ ِّم ْن َحيْث الَ يَ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّف اللُ ِّب ِّه ُم األَرْ َ‬ ‫ت أَن يَ ْخس َ‬ ‫( أفَأ َ ِّمنَ الَّ ِّذينَ َمك َُرواْ الس َِّّيئ َا ِّ‬
‫‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم َحاصبا ً ث َّم الَ ت َ ِّجدُوا لَ ُك ْم َو ِّكيالً ) [اإلسراء ‪. ]68 :‬‬ ‫س َل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب البَ ِّر أوْ يُرْ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫( أفأ ِّمنت ُ ْم أن يَخس َ‬
‫ِّف ِّب ُك ْم َجانِّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ور ) [الملك‪. ]16:‬‬ ‫ض فَ ِّإذَا ِّه َي ت َ ُم ُ‬ ‫ِّف بِّ ُك ُم األَرْ َ‬ ‫س َماء أَن يَ ْخس َ‬ ‫( أمنتم مَّن فِّي ال َّ‬
‫‪-4‬المحور الرابع ‪ :‬ذنوب الناس أفسدت البر والبحر ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ْض الذِّي ع َِّملوا لَعَل ُه ْم يَرْ ِّجعُونَ ) [الروم ‪]41 :‬‬ ‫َّ‬ ‫اس ِّليُذِّيقَهُم بَع َ‬ ‫سادُ فِّي ْالبَ ِّر َو ْالبَ ْح ِّر ِّب َما َك َ‬
‫سبَ ْت أ َ ْيدِّي النَّ ِّ‬ ‫( َظ َه َر ْالفَ َ‬
‫‪.‬‬
‫ذنوب الناس ال تؤثر على أرواحهم فقط‪,‬بل تؤثر على البر والبحر أيضاً‪,‬فهذا العالم مترابط‪,‬واإلنسان سيد‬
‫المخلوقات على هذا الكوكب‪,‬فما تجنيه يد هذا اإلنسان يؤثر حتى على األسماك في قاع المحيطات‪,‬وذلك ليذوق‬
‫الناس بعض الذي عملوا‪,‬لعلهم يرجعون إلى هللا تعالى‪,‬وحتى يحصل الرجوع ال بد من التمعن فيما يذوقه الناس‬
‫على سطح األرض من عذاب وخوف‪,‬ولماذا ذاقه وكيف؟أما إذا تعاملنا مع ما نذوقه على أنه مجرد فاجعة‬
‫مؤلمة نسارع إلى إبراز األسى والتأسف‪ ,‬أو المساعدات المالية‪,‬وأليام قليلة فحسب فعندئذ نحن ال نقرأ الدرس‬
‫بالطريقة الصحيحة ‪.‬‬
‫ير)[الشورى‪. ]30:‬‬ ‫سبَ ْت أ َ ْيدِّي ُك ْم ويعفو عن َكثِّ ٍ‬ ‫ُّصيبَ ٍة فَب َما َك َ‬ ‫صابَ ُكم ِّمن م ِّ‬ ‫( َو َما أ َ َ‬
‫‪-5‬المحور الخامس‪ :‬بعض المصائب والفتن تعم الجميع ‪:‬‬
‫ب ) [األنفال‪. ]25:‬‬ ‫ْ‬
‫شدِّيدُ ال ِّعقَا ِّ‬ ‫( َواتَّقُواْ فِّتْنَةً الَّ ت ُ ِّصيبَ َّن الَّ ِّذينَ َظلَ ُمواْ ِّمن ُك ْم خاصة َوا ْعلَ ُمواْ أ َ َّن اللَ َ‬
‫اآلية الكريمة تتحدث عن فتنة تعم الجميع وال تختص بالذين ظلموا خاصة‪ ,‬وهذا يعني ان من يبث الخراب‬
‫والدمار واالفكار الفاسدة والحاقده التكن النتائج المترتبة عليها تخصه فقط بل الكل يتأثر بذلك ‪.‬‬
‫‪-6‬المحور السادس‪ :‬أمثلة قرآنية على مصائب بشرية ‪:‬‬
‫المثال األول ‪ :‬قصة الرجلين‪,‬وقد جعل هللا تعالى لألحدهما جنتين من أعناب وحفهما بنخل وجعل بينهما‬
‫زرعاً‪,‬وفجر خاللهما نهراً‪,‬ولكنه بدل أن يشكر هللا تعالى أخذ في التفاخرعلى صاحبه والتشكيك في المعاد‪ ,‬فأحيط‬
‫بثمره وأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها‪,‬وهي خاوية على عروشها ‪.‬‬
‫المثال الثاني‪ :‬أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين وال يستثنون‪,‬لكي ال يعطوا أي مسكين من تلك‬
‫الثمار‪ ,‬فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون‪,‬فأصبحت كالصريم ‪.‬‬
‫المثال الثالث‪ :‬قصة سبأ‪,‬وقد جعل هللا تعالى لهم آية‪,‬جنتان عن يمين وشمال‪,‬وأبيح لهم ذلك الرزق ‪,‬وطلب منهم‬
‫الشكر‪,‬ولكنهم أعرضوا فأرسل عليهم سيل العرم‪,‬وبدلهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر‬
‫( ‪)5‬‬
‫قليل‪ ,‬لماذا ؟ الجواب‪ :‬بما كفروا‪.‬‬
‫َ‬
‫ارها ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سان َمال َها ‪ .‬يَوْ َمئِّ ٍذ ت َح ِّدث أخبَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت األرْ أثقال َها ‪َ .‬وقا َل ا ِّإلن َ‬ ‫ضُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت اْألَرْ ضُ ِّزلزال َها‪َ .‬وأخ َر َج ِّ‬ ‫وقال تعالى‪(:‬إذَا ُز ْل ِّزلَ ِّ‬
‫شتَاتا ً ِّلي َُروْ اْ أ ْع َمالَ ُه ْم ‪ .‬فَ َمن يَ ْع َم ْل ِّمثْقَا َل ذَرَّ ٍة َخيْرا ً يَ َرهُ ‪َ .‬و َمن يَ ْع َم ْل‬ ‫صدُ ُر اْلنَّ ُ‬
‫اس أ ْ‬ ‫أن َربَّكَ أوْ َحى لَ َها‪ٍ .‬يَوْ َمئِّذ يَ ْ‬ ‫بِّ َّ‬
‫ِّمثْقَا َل ذَرَّ ٍة شَرا ً يَ َرهُ)‬

‫وسورة الزلزلة واحدة من أكثر سور القرآن تأثيرا في القلوب الواعية منها والغافلة‪ ,‬ومن أشدها تحذيرا وتنبيها‬
‫للنفس البشرية بما تسوقه من صورة لمشهد عظيم من مشاهد يوم القيامة التي تتنوع وتتعدد مبشرة اْلتقياء بنعيم‬
‫مقيم محذرة اْلشقياء من عذاب أليم مؤكدة أن عمل الخير أو الشر مهما تضاءل سيجزي به اإلنسان وأن الحساب‬
‫والوزن والجزاء لن يترك صغيرة وال كبيرة إال ويحصيها‪ ,‬فمن يعمل مثقال خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا‬
‫يره ‪,‬وتبدأ السورة بربط ظاهرتين عرفهما الناس في حياتهم الدنيا واعتبروهما من الكوارث الطبيعية الزالزل‬
‫والبراكين نظرا لما تحدثه من هالك ودمار وما تبثانه من هلع وذعر‪ ,‬وواضح من السياق أن ما سيحدث يوم‬
‫القيامة سيكون أكثر هوال‪ ,‬ومن المثير للتأمل والتدبر أن آيتين في السورة قد أوردتا إشارتين علميتين في غاية‬
‫اْلهمية لم يتوصل العلم إليها بشكل قطعي في كافة أنحاء العالم إال باستخدام أدق اْلجهزة العلمية وأكثرها‬
‫حساسية ‪ ،‬فاإلشارة العلمية اْلولى هي ربط بين ظاهرتي الزالزل والبراكين‪,‬واإلشارة الثانية هي أن مكونات‬
‫جوف اْل رض أثقل من مكوناتها السطحية‪.‬‬
‫وبالنسبة لإلشارة اْلولى فكلنا سمع في السنوات الحديثة عما يسمى بشبكات الرصد الزلزالي المنتشرة في كل‬
‫بقاع العالم‪،‬وتشير وسائل اْلعالم المختلفة بين الحين واآلخرعن المراصد في العالم‪ ,‬والزالزل التي تحدث في‬
‫أماكن عدة‪.‬‬
‫كما يحدث بين حين وآخر انفجار أو نشاط بركاني في منطقة ما من العالم‪,‬وربما يشاهد البعض ما تعرضه أجهزة‬
‫التلفاز عن هذه اْلنشطة البركانية والحمم أو سحب الرماد البركاني التي تخرج من فوهات البراكين‪ ,‬أو من‬
‫تشققات اْلرض وما تحدثه من دمار وهلع وذعر‪ ,‬ولكن الذي ال يعرفه الكثير هو أن هناك فئة ليست بالقليلة من‬
‫العلماء المتخصصين تعكف على هذه اْلحداث والبيانات وتوقعها على خرائط أساس‪ ,‬أي خالية من أي بيانات عن‬
‫الكرة اْلرضية‪ ,‬فهذه مجموعة توقع بؤر الزالزل التي تزيد شدتها على التي حدثت خالل المائتي عام الماضية‬
‫على خريطة تسمى خريطة مواقع الزالزل الحديثة‪,‬ومجموعة أخرى توقع أماكن اْلنشطة البركانية الحديثة‪ ,‬وقد‬
‫أظهرت خريطة المجموعة اْلولى أن توزيع بؤر الزالزل على مستوى الكرة اْلرضية لم يكن عشوائيا بل إنه‬
‫يتبع نمطا معينا‪,‬وأن هناك مناطق تخلو تماما من تلك البؤر مثل الصحراء الكبرى‪ ,‬بينما هناك أماكن أخرى‬
‫تتركز فيها هذه البؤر مثل اليابان وإندونيسيا والساحل الغربي ْلمريكا الجنوبية والتي أطلق عليه مجازا أحزمة‬
‫الزالزل‪,‬وأظهرت خريطة المجموعة الثانية أن توزيع بؤر البراكين على مستوى الكرة اْلرضية ليس عشوائيا بل‬
‫إنه يتبع نمطا معينا‪,‬وأن هناك مناطق تخلو تماما من النشاط البركاني مثل الصحراء الكبرى‪ ,‬وأخرى تكثر فيها‬
‫هذه اْلنشطة مثل اليابان وإندونيسيا والساحل الغربي ْلمريكا الجنوبية والتي أطلق عليه حزام النار‪ ،‬فهذه‬
‫الخرائط تظهر من المقارنة بينها أن هناك تطابقا كامال بين المناطق التي تحدث فيها الزالزل أي أحزمة الزالزل‬
‫وتلك التي تكثر فيها اْلنشطة البركانية‪,‬وتسمى أحزمة النار‪ ,‬مما يؤكد وجود عالقة وثيقة ال يشوبها أي شك بين‬
‫والسؤال هو لو لم‬ ‫الزلزلة واالنفجارات البركانية‪.‬‬
‫يكن هذا القرآن وحيا من العليم الحكيم فكيف استطاع محمد صلى هللا عليه وسلم أن يربط بين هاتين الظاهرتين‬
‫بالذات ليصور منهما مشهدا من مشاهد يوم القيامة ؟ ولماذا لم يربط الزالزل مثال بالصواعق أو اْلعاصير أو‬
‫يربط البرق والرعد بالبراكين‪ ,‬وكيف تمكن الرسول الكريم التوصل إلى هذه الحقائق دون أي قياسات أو‬
‫اتصاالت أو رصد‪,‬وقبل أن تكتشف مناطق كثيرة من العالم‪ ,‬وأن يربط بين الظاهرتين بهذا الربط الجازم الواضح‬
‫المبسط (إن هو إال وحي يوحى)‪ ,‬ولعل في هذه اإلشارة العلمية إعجازا واضحا يدركه كل إنسان‬
‫عاقل‪.‬‬
‫ت اْألَرْ ضُ أَثْقَالَ َها}‬
‫اما بالنسبة لإلشارة العلمية الثانية والتي وردت في اآلية الثانية من سورة الزلزلة ‪َ {.‬وأ َ ْخ َر َج ِّ‬
‫فهي تفيد أن مكونات اْلرض في جوفها أثقل من مكوناتها عند سطحها‪ ,‬والسؤال هو ما نصيب هذه المعلومة من‬
‫الصحة ومتى وكيف أمكن للعالم أن يعرفها‪.‬؟ أن صحة هذه المعلومة أمر مؤكد ال يختلف عليه اثنان من علماء‬
‫اْلرض اآلن‪ ,‬بل تم تحديد كثافة تلك المكونات‪ ,‬فمتوسط الثقل النوعي لمواد اْلرض السطحية هو حوالي‬
‫‪4‬غم‪/‬سم‪ 3‬وتزيد هذه القيمة تدريجيا لتصل إلى حوالي‪8‬غم‪/‬سم‪ 3‬في الوشاح الذي يبلغ سمكه حوالي ‪2900‬كم‪ ,‬ثم‬
‫يصل الثقل النوعي إلى حوالي‪11‬غم‪/‬سم‪ 3‬في لب اْلرض او النواة التي تمتد لمسافة حوالي ‪ 3471‬كم أخري حتى‬
‫أما‬ ‫مركز اْلرض‪.‬‬
‫متى عرف العلماء هذه الحقائق فالمعلومات كلها تؤكد أن ذلك تم في القرن العشرين الماضي‪ ,‬بعد أن جرى قياس‬
‫سرعة انتقال الموجات الزلزالية في جوف اْلرض‪ ,‬وتحديد النطاقات التي تتغيرعندها هذه السرعة‪ ,‬ثم تحديد‬
‫تركيب هذه النطاقات من المضاهاة التجريبية لسرعة انتقال أنواع الموجات في المواد المختلفة‪ ,‬كما ساعدت‬
‫دراسة النيازك الحديدية التي تتساقط على اْلرض والتي يعتقد أنها ممثلة لمكونات اْلرض الداخلية أيضا في‬
‫الوصول إلى تصور عن التركيب الداخلي لألرض والصور التي يمكن أن تتواجد عليها المادة هناك‪ ,‬فضال عن‬
‫االستفادة من قوانين الجاذبية في حساب متوسط كثافة اْلرض‪ ,‬والذي أعطى مصداقية لكل هذه التقديرات‪,‬ثم يجب‬
‫االنتباه إلى هذا التوافق الرائع مع ما ذكره الحق في موضع آخر من كتاب هللا الكريم (الذي جعل لكم األرض‬
‫قرارا) سورة غافر‪ ,‬فقد جعلها بهذا التوزيع الداخلي لألثقال والجاذبية مالئمة تماما للحياة واالستقرارعليها سواء‬
‫من البشر أو الحيوان أو النبات‪,‬وإذا أراد هللا أن ينهي هذه الحياة بكافة صورها فما على اْلرض إال أن تتخلى عن‬
‫ت‪.‬وإِّذَا األَرْ ضُ ُمدَّ ْت‬
‫شقَّ ْت‪َ .‬وأ ِّذنَت ِّل َربِّها َ َو ُحقَّ َ‬
‫مسئوليتها وتلقي ما بداخلها تصديقا لقوله تعالى‪( :‬إِّذَا السَّما ُء ان َ‬
‫َوأَلقَ ْت َمافِّي َها َوت َ َخلَّ ْت‪َ .‬وأ َ ِّذنَت ِّل َربِّ َها َو ُحقَّ ْت) وبهذا تنتهي الحياة على اْلرض بالزلزال اْلعظم الذي يؤدي إلى‬
‫(‪)6‬‬
‫شق اْلرض ويندفع ما بداخلها وتلقي بأثقالها فتميد وتضرب‪(,‬لمن الملك اليوم ‪.‬؟ هلل الواحد القهار)‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬انواع وابعاد الكوارث والعوامل التي تزيد من آثارها ا‪:‬‬
‫اوال‪ -‬انواع الكوارث‬
‫ا‪ -‬كوارث طبيعية‪:‬‬
‫وتعني الكوارث الناتجة عن أسباب طبيعية الدخل لإلنسان في وقوعها ولكنه يساهم في زيادة حجم تأثيرها لعدم اتخاذ‬
‫التدابير الالزمة للحد من أضرارها‪ ,‬مثل الزالزل والبراكين واْلعاصير والفيضانات والسيول واالنزالقات والتدفق‬
‫الطيني واالنهيارات والجفاف والحشرات الضارة‪.‬‬
‫‪ -2‬كوارث بشرية‪:‬‬
‫وهي كوارث ناتجة عن فعل اإلنسان مثل الحروب واستخدام اْلسلحة الفتاكة والكيميائية والنووية‪,‬والتلوث البيئي‬
‫واإلشعاع النووي‪,‬والتجارب النووية في البر والبحر وما ينتج عنها من هزات أرضية وتلوث‪,‬وعمل السدود والخزانات‬
‫على نطاق واسع‪,‬واستغالل الثروات الطبيعية بشكل مفرط وخاصة الموجودة تحت سطح اْلرض مثل الماء والنفط‬
‫والمعادن‪ ,‬واقامة المنشآت الثقيلة فوق اْلرض‪ ,‬وغيرها من اْلنشطة التي مارسها اإلنسان كالطيران وركوب البحر‬
‫والتي تسببت في حدوث كوارث متنوعة‪.‬‬

‫‪ - 3‬كوارث مشتركة طبيعية بشرية ‪:‬‬


‫تحدث الكارثة السباب طبيعية مثل فيضانات ناتجة عن تساقط اْلمطار والثلوج‪,‬ولغرض الحد من آثارها عمل‬
‫اإلنسان السدود والخزانات‪ ,‬وقد تكون تلك السدود غير كافية وغير كفوءة فتنهار وتسبب فيضانات غير اعتيادية تؤدي‬
‫( ‪)7‬‬
‫إلى غمر مساحات واسعة يقع ضمنها عدة مدن وقرى‪ ,‬فيترتب على ذلك زيادة الخسائر المادية والبشرية‪.‬‬
‫وقد يعمل اإلنسان على استغالل السفوح غير المستقرة من خالل البناء فوقها أو مد طرق عبرها أو قطعها فعند سقوط‬
‫أمطار غزيرة تعمل على تشبع تكوينات تلك السفوح فيضعف تماسكها مما يعرضها إلى االنهيار‪ ,‬هي وما فوقها‪,‬أو‬
‫حدوث تـدفق طيني يؤدي إلى طمر ما يقع اسفل تلك السفوح‪ ,‬ولمسافة تصل بضع كيلومترات في بعض اْلحيان‪,‬وهذا‬
‫ما يحدث بشكل مستمر في أمريكا الوسطى‪,‬وفي اليمن بداية عام ‪, 2006‬وفي الفلبين في ‪, 2006/2/19‬والذي أودى‬
‫بحياة اكثر من ‪3000‬شخص‪ ,‬وخسائر مادية كبيرة‪,‬وقد يحدث العكس حيث يمارس اإلنسان نشاط معين فيتعرض إلى‬
‫ظروف طبيعية تسبب له كارثة مثل إقامة الصناعات الملوثة في منطقة معينة فتتعرض إلى انقالب حراري أو ضباب‪,‬‬
‫فيعمل على تركز الملوثات على سطح اْلرض دون حركة‪,‬وتستمر ليومين أو اكثر فتسبب خسائر في اْلرواح‬
‫والممتلكات كما حدث في لندن ونيويورك‪,‬أو إقامة مساكن وابنية غير مناسبة لمواجهة الكوارث مما يتسبب ذلك في‬
‫زيادة الخسائر‪ ,‬كما حدث في الجزائر وتركيا وإيران وباكستان‪,‬وكذلك عدم اتخاذ اإلجراءات الالزمة لمواجهة الجفاف‬
‫وموجات البرد والحر‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أبعاد الكارثة‪:‬‬


‫يمكن تحديد أبعاد الكارثة ضمن الجوانب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬مصدر الكارثة واْلسباب التي أدت إلى حدوثها‪ ,‬هل هي طبيعية أم بشرية‪ ,‬مفاجئة‪,‬سريعة‪ ,‬بطيئة‪,‬داخلية‪,‬خارجية‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى تأثير الكارثة وما تسببه من دمار وخراب وخسائر مادية وبشرية ‪.‬‬
‫‪ -3‬نوع أو طبيعة الكارثة‪,‬وهل توجد إجراءات يمكن أن تحد من أثارها‪,‬وهل هي شديدة أم بسيطة‪.‬‬
‫‪ -4‬زمن حدوث الكارثة‪,‬أي الفترة الزمنية التي تستغرقها الكارثة ومدى تالحق أحداثها مثل الزالزل تحدث لفترة قصيرة‬
‫أال أنها تتبعها هزات ارتدادية أو ينتج عنها أمواج تسونامي عاتية‪ ,‬أو فيضانات تكون على شكل موجات متتالية‪.‬‬
‫‪ -5‬نطاق الكارثة‪ ,‬أي الحيز الجغرافي الذي يقع ضمن نطاق تأثير الكارثة‪,‬أو المساحة التي أثرت فيها‪.‬‬
‫‪ -6‬موضع حدوث الكارثة‪ ,‬أي تحديد مكان الحدوث بشكل دقيق ضمن اليابس أو البحر أو في الصحراء أو في‬
‫( ‪)8‬‬
‫المدن‪.‬‬
‫‪ -7‬نمط حدوث الكارثة‪ ,‬لكل نوع من الكوارث نمط معين يتميز به عن غيره‪,‬أي ال يوجد تشابه في خصائصها‬
‫الطبيعية‪,‬وضمن النوع الواحد توجد أنماط مختلفة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬العوامل التي تزيد من أثار الكوارث‪:‬‬


‫‪ -1‬النمو السكاني المفرط وخاصة في الدول الفقيرة أو النامية والتي تتعرض إلى كوارث ‪.‬‬
‫‪ -2‬السكن في مواقع غير آمنة مثل سفوح المرتفعات أو السهول الفيضية أو عند شواطئ البحار أو المناطق الصحراوية‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام اْلسلحة الفتاكة التي تؤدي إلى قتل أعداد كبيرة أثناء الحروب‪ ,‬سواء من العسكريين أو المدنيين الذين تدور‬
‫في مناطقهم المعارك‪.‬‬
‫‪ -4‬إقامة السدود غير المتينة والكفوءة‪,‬والتي يسبب انهيارها خسائر مادية وبشرية‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم توفر شروط المتانة في المساكن ولو بالحد اْلدنى لذا تكون خسائر اْلنقاض اكثر من خسائر الكارثة نفسها‪.‬‬
‫‪ -6‬قلة الوعي االجتماعي لدى الكثير من الناس في كيفية مواجهة الكارثة‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم توفر كوادر متخصصة في مجال الكوارث تقوم باتخاذ اإلجراءات المناسبة للحد من آثار الكارثة‪,‬وتوعية الناس‬
‫حول اإلجراءات المناسبة للحد من آثار الكوارث‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم استخدام تقنيات االتصال واْلعالم الحديثة المرئية والمسموعة في توعية وإنذار الناس‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم توفر مراكز لمراقبة الكوارث في معظم الدول وان وجدت فهي غير كفوءة‪.‬‬
‫‪-10‬عدم توفر أجهزة كفوءة للمساعدة في مواجهة الكوارث‪.‬‬
‫‪ -11‬رداءة اْلبنية وعدم مالءمتها لمواجهة الكوارث‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬أهم الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم‪:‬‬


‫‪ -1‬أول هزة أرضية تم تسجيلها عام ‪856‬م في إيران‪ ,‬والتي ضربت مدينة دامغان وتسببت بوفاة ‪ 200‬ألف شخص‪.‬‬
‫ومن ابرز الزالزل ما وقع في الصين‪ ,‬اْلول ضرب إقليم شانكس‪ -‬شنسي عام ‪ 1556‬م وراح ضحيته ‪ 830‬شخص‪,‬‬
‫والثاني ضرب نانغ شان عام ‪ 1976‬وتسبب بوفاة ‪ 655‬آلف شخص‪.‬‬
‫‪ -2‬أول بركااان تاام تسااجيله هااو فيزوفااوز فااي إيطاليااا ساانة ‪ 79‬م‪ ,‬والااذي تساابب فااي تاادمير ماادينتين قااديمتين همااا بااومبيي‬
‫وهركيوالنيوم‪,‬حيث دفنتا تحت الرماد البركاني تماما وتم اكتشافهما عام ‪1748‬م‪.‬‬
‫ووقعت ابرز ثورة بركانية في إندونيسيا منطقة سومباوا عام ‪1815‬م‪ ,‬والذي أودى بحياة ‪ 92‬ألف شخص‪ 10,‬آالف‬
‫بشكل مباشر والباقي بسبب المجاعة واْلمراض‪.‬‬
‫ومن ابرز المظاهر البركانية جبل أتنا عند الشاطئ الشرقي لجزيرة صقليا‪ ,‬والذي يصل ارتفاعه إلى حوالي ‪3323‬م‪,‬‬
‫ومحيطه حوالي ‪160‬كم‪,‬وثار عدة مرات أخرها عام ‪.2002‬‬
‫‪ -3‬أسوء فيضان حدث في نهر اليانكتسي في الصين عام ‪ 1931‬والذي تسبب بوفاة ‪ 3,7‬مليون شخص بالغرق‬
‫والمجاعة واْلمراض‪,‬كما شهد النهر فيضانا أخر عام ‪ 1975‬والذي أدى إلى تدمير ‪ 63‬سدا وقتل حوالي‪ 80‬ألف‬
‫شخص‪.‬‬
‫‪ -4‬اشد اْلعاصير التي شهدها العالم هو إعصار كالكوتا الهندية عام ‪1864‬م‪ ,‬والذي أودى بحياة ‪ 70‬ألف شخص‪.‬‬
‫‪ -5‬اشد موجات الحر شهدتها مدينة لوس أنجلوس عام ‪ ,1955‬واستمرت لمدة ثمانية أيام وتسببت في وفاة حوالي ‪946‬‬
‫شخص ‪ ,‬كما شهدت مدينة نيويورك موجة حر مماثلة استمرت ‪14‬يوما وتسببت بوفاة ‪ 891‬شخص‪.‬كما شهدت أوربا‬
‫موجة حر شديدة في صيف ‪.2003‬‬
‫‪ -6‬شهدت أمريكا موجة جفاف شديدة ضربت وسطها وشرقها عامي ‪ 1983/1982‬ونتج عنها وفاة مئات االشخاص‬
‫(‪)9‬‬
‫وخسائر مادية مابين ‪ 25‬و ‪ 33‬مليار دوالر‪.‬‬
‫المصادر‬
‫‪Roxanna Mc Donald,introduction to natural and man- made disasters and‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪their Effects on Buildings, first published,great Britain,Arcitectural press,2003.p9.‬‬
‫‪ -2‬تقرير لجنة اْلمن الغذائي العالمي‪,‬الدورة التاسعة والعشرون‪,‬روما للفترة من ‪ 12‬إلى ‪ 16‬أيار ‪,2003‬على‬
‫موقع اإلنترنت ‪www.fao.org‬‬
‫‪ -3‬ريتشارد اينغام‪,‬سنة ‪ 2005‬سنة كوارث طبيعية‪,‬مقال منشور في صحيفة ميدل ايست أو نالين‪,‬على موقع‬
‫اإلنترنت‪www.middle.east.online.com‬‬
‫‪why the united states is becoming more vulnerable to natural disasters-4‬‬
‫مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.agu.oyg/sci‬‬
‫‪ -5‬الكوارث الطبيعية بقراءة قرآنية‪ ,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت‪www.raoofonline.com‬‬
‫‪-6‬د‪.‬احمد حسنين حشاد‪,‬أال راضين السبع‪,‬مقال منشور على موقع اإلنترنت ‪www.myweb.saudi.net‬‬
‫‪ -7‬ثقافة الكارثة ‪,‬مقالة منشورة في مجلة الدفاع المدني الكويتية على موقع اإلنترنت‬
‫‪www.gdocd.gov.ae./magazine‬‬
‫‪ -8‬المصدر السابق‬
‫‪ -9‬عام حافل بالكوارث والمآسي والعنف في زيادة والحلول‪,‬مقال منشور في شبكة النبأ المعلوماتية عبر‬
‫اإلنترنت على الموقع ‪www.annabaa.org/indx‬‬

You might also like