You are on page 1of 4

‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬القنيطرة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬


‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫ر‬
‫المحاضة ‪1 :‬‬ ‫رقم‬ ‫العصب‬ ‫عنوان الوحدة ‪ :‬علم النفس‬
‫ي‬
‫األستاذ ‪ :‬نبيل شكوح‬ ‫الفصل ‪ :‬الخامس‬

‫مدخل عام‬
‫حلمت اإلنسانية منذ القدم ومازالت بإمكانية انتاج حياة آلية مستقلة بذاتها‪ ،‬بدءا‬
‫بأسطورة الغولم ‪ Le mythe de Golem‬ومرورا بآالت ‪ Léonardo de Vinci‬وتصورات‬
‫حت نصل إىل ابتكار ‪.Alan Mathison Turing‬‬ ‫‪ Charles Babbage‬ى‬

‫يف هذا الصدد‪ ،‬تحدث ‪ Francis Crick‬سنة ‪ 1994‬عما أسماه بالفرضية المذهلة‬
‫اعتب أن كل أفراحنا وآالمنا وذكرياتنا ورغباتنا ما‬
‫‪ The Astonishing Hypothesis‬عندما ر‬
‫ه إال سلوك عدد كبب من الخاليا العصبية والجزيئات المرتبطة بها‪ .‬بمعت أنه يمكن ى‬
‫اخبال‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫المطروحي‬
‫ر‬ ‫االحتمالي‬
‫ر‬ ‫‪.‬‬
‫الحياة النفسية إىل اشتغال الدماغ إن هذا االعتبار هو يف الواقع أحد‬
‫لمناقشة إشكالية النفس والجسد والعالقة بينهما‪.‬‬
‫يف الواقع ال يؤمن أغلب الناس بالطرح الذي وضعه ‪ Francis Crick‬حيث يتبنون‬
‫الت تجلت بوضوح عند ‪ René Descartes‬عندما تساءل هل‬ ‫ى‬
‫منطقا مناقضا وهو الثنائية‪ ،‬ي‬
‫بالنف‪ ،‬بالنسبة له الحيوانات عبارة عن آالت‬
‫ي‬ ‫اإلنسان عبارة عن آلة؟ يجيب ‪Descartes‬‬
‫فقط‪ ،‬أما اإلنسان فباإلضافة المتالكه ذلك الجسد فهو يمتلك أيضا جوهرا مفكرا ال ماديا‬
‫ى‬
‫متناقضتي النفس‬
‫ر‬ ‫وحدتي‬
‫ر‬ ‫الشء الذي جعله يعتقد يف وجود‬‫الحقيف‪ .‬ي‬
‫ي‬ ‫هو أساس وجوده‬
‫والجسد‪ .‬دليله عىل هذا هو عند مالحظته للسلوكات اإلنسانية ومقارنتها بالربوتات البدائية‬
‫المتوفرة يف عرصه‪ ،‬كان يقف عىل محدودية وعدم حرية اآلالت يف سلوكها‪.‬‬
‫تفسب العالقة‬
‫ر‬ ‫غب علمية بسبب عدم قدرتها عىل‬
‫فه ر‬
‫تعان مشاكل عدة‪ ،‬ي‬
‫لكن الثنائية ي‬
‫السببية والتفاعل ربي النفس والجسد‪ .‬وهذا ما تجسده فلسفة الذهن من خالل مقوالتها‬
‫األربعة‪:‬‬
‫التميب ربي الحاالت الذهنية والحاالت الجسدية المادية‪.‬‬
‫ر‬ ‫مبدأ‬ ‫‪.1‬‬
‫مبدأ السببية ‪ :‬الحاالت الذهنية تسبب حاالت جسدية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مبدأ اكتمال السببية ‪ :‬إن نظام السببية المادية مكتمل ومغلق‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تفسب مكتمل‪.‬‬
‫ر‬ ‫إضاف يف ظل وجود‬
‫ي‬ ‫تفسب‬
‫ر‬ ‫مبدأ عدم الحاجة إىل‬ ‫‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬القنيطرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫حالة ذهنية‬

‫حالة مادية ‪2‬‬ ‫حالة مادية ‪1‬‬

‫تبت المبدأ الرابع‪ ،‬تصبح المبادئ ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪3‬‬‫إن مشكلة فلسفة الذهن تتجىل عند ي‬
‫متعارضة بحيث نضطر يف كل مرة إىل إلغاء أحدها (‪ 4‬و ‪ 1‬و ‪ ، 2‬أو ‪ 4‬و ‪ 1‬و ‪ ،3‬أو ‪ 4‬و ‪ 2‬و‬
‫‪.)3‬‬
‫التقت الذي استطاع‬
‫ي‬ ‫الفلسف‪ ،‬هناك مشكل آخر طرحه التقدم‬
‫ي‬ ‫إضافة إىل هذا المشكل‬
‫بناء آالت قادرة عىل أداء مهام معقدة وعالية األداء متجاوزة انتقاد ديكارت المتمثل يف‬
‫الرياض ولعب‬
‫ي‬ ‫التفكب‬
‫ر‬ ‫محدودية أداء آالت عرصه‪ .‬فلقد أصبحت اآلالت الحديثة قادرة عىل‬
‫الشطرنج‪ ،‬مما يجعل ى‬
‫اخبال الوظائف الذهنية يف حامل مادي أمرا ممكنا وقابال للتحقيق‪.‬‬
‫اخبال الوظائف الذهنية يف الحامل المادي أصبح مدعوما بحجج قوية تؤكد عىل‬ ‫إن ى‬
‫أن الدماغ يتدخل يف مجمل حياتنا النفسية‪ .‬فاإلصابات الدماغية ر‬
‫أكب دليل عىل هذه العالقة‬
‫الوطيدة ربي الدماغ والوظيفة النفسية‪ ،‬وتوثق حالة ‪ Phineas Gage‬لذلك‪ .‬كما أن‬
‫يتغب سلوك وانفعال‬ ‫استعمال المواد الكيمائية من طرف البعض يظهر بالملموس كيف ر‬
‫الدماغ لتظهر تزامن اشتغال مناطق‬
‫ي‬ ‫وتفكب هؤالء األشخاص‪ .‬وجاءت تقنيات التصوير‬ ‫ر‬
‫محددة يف الدماغ مع مختلف الوظائف النفسية مهما كانت دقيقة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬القنيطرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫العصت الذي‬
‫ري‬ ‫يقودنا هذا التقديم الرسي ع إىل استنتاج المسلمة األساسية لعلم النفس‬
‫غب‬‫الكالسيك ‪-‬وإن كان ر‬
‫ي‬ ‫يعتب أن الذهن هو ما يقوم به الدماغ‪ ،‬مما يجعلنا نتبت التعريف‬‫ر‬
‫العصت هو دراسة الوظائف الذهنية العليا يف‬
‫ري‬ ‫يعتب أن ميدان علم النفس‬‫مكتمل‪ -‬الذي ر‬
‫ارتباطها بالبنيات الدماغية‪.‬‬
‫وه تتكون من ثالثة أجزاء‪:‬‬
‫تعد الخلية العصبية الوحدة البنيوية األساس للدماغ‪ ،‬ي‬
‫العصت ‪ Axone‬ونهايات المحور‬ ‫ري‬ ‫الجسم الخلوي ‪ Corps cellulaire‬والمحور‬
‫‪ .Terminaisons‬تتصل كل خلية عصبية بعدد ر‬
‫كبب من الخاليا العصبية األخرى (ما ربي‬
‫العصت ‪ ،Synapse‬تنشط خالله مجموعة‬ ‫ري‬ ‫‪ 100‬و ‪ ،)1000‬بواسطة بنية تدغ المشبك‬
‫من الموصالت العصبية ‪ ،Neurotransmetteurs‬مما يجعل من الدماغ عضوا غاية يف‬
‫التعقيد‪.‬‬

‫أما عىل المستوى العام‪ ،‬فيتكون الدماغ من مناطق وباحات وظيفية‪ ،‬بحيث تتخصص‬
‫التاىل ‪:‬‬ ‫التوضيح‬ ‫ى‬
‫والت يمكن تمثيلها من خالل الرسم‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫كل منطقة يف تنفيذ مهام محددة‪ ،‬ي‬

‫‪3‬‬
‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬القنيطرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫سيتم تناول العناض التالية خالل هذه الوحدة‪:‬‬


‫العصت‬
‫ري‬ ‫تاري خ ونشأة علم النفس‬ ‫•‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫•‬
‫ان‬
‫المعرف‪ ،‬االقب ي‬
‫ي‬ ‫الموضع‪،‬‬
‫ي‬ ‫أهم التيارات النظرية ‪ :‬الب ي‬
‫ابط‪،‬‬
‫الدماغ‬
‫ي‬ ‫مناهج التصوير‬ ‫•‬
‫أهم المتالزمات النفسية العصبية‬ ‫•‬

‫المراجع المعتمدة ‪:‬‬

‫‪4‬‬

You might also like