You are on page 1of 5

‫ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺴﻴّﺪة زﺑﻴﺪة‬

‫زوﺟﺔ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺮون اﻟﺮﺷﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺎت أﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ وﻟﻴﻠﺔ‬


‫ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻄﻐﻴﺎن واﻻﺳﺘﺒﺪاد‬

‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﻮﻧﺲ‬


‫‪MS. ZUBAIDA PROFILES‬‬ ‫ﺑﺎﺣﺚ وﻗﺎص ورواﺋﻲ وأﺳﺘﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ‬
‫اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ@ @‬
‫‪THE WIFE OF CALIPH HARUN AL-RASHID‬‬
‫‪younesmoon@hotmail.com‬‬
‫‪IN ONE THOUSAND ONE NIGHT STORIES‬‬

‫”‪“FEATURES OF TYRANNY AND DESPOTISM‬‬


‫دراﺳﺎت‬

‫مــن حكايــات الــف ليلــة و ليلــة‪ ،‬يجعــل ال ـراوي منــار الســنا تضــع ولــديها‬
‫ٔ‬
‫ـحري‪ ،‬و تطيـر باوالدهـا ٕالـى واق‬ ‫تحت ثوبها‪ ،‬و تفـتح جنـاحي الثـوب الس ّ‬
‫ٔ‬

‫ٔ‬
‫الواق‪ ،‬بالد ابيها)‪.(١٠‬‬
‫طا على من دونه ّـن مـن الجـواري وا ٕالمـاء‬
‫الســيدة زبيــدة بنــت جعفــر المنصــور)‪، (١‬‬
‫ٔ‬
‫الس ــلطة ف ــي ال ــف ليل ــة وليل ــة ّالل ــواتي‬ ‫ٔاه ـ ّـم نس ــاء ّ‬
‫تسل ً‬ ‫مارسن ّ‬
‫والرجــال‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫من‬
‫الفرديــة‪ ،‬و اســتمتاعها‬ ‫نانيتهــا ّ‬ ‫ٕا ّن السـ ّـيدة زبيــدة‪ ،‬و ٔامــام طغيــان ٔا ّ‬ ‫ـرؤ ٔ‬ ‫ُ‬
‫ٕاذ تبــرز هــذه المـراة كنمــوذج متســلط‪ ،‬مطــاع طاعــة عميــاء‪ ،‬ال يجـ احــد‬‫ّ‬ ‫ٔ‬
‫ـحري)‪،(١١‬‬ ‫برؤية منار السنا‪ ،‬و هي تلعـب و تتمايـل‪ ،‬و تـرقص بثوبهـا الس ّ‬ ‫على مخالفتها من جواري قصرها‪ ،‬و من رجال مدينة بغداد ونسائها‪.‬‬
‫ٓ‬ ‫ال ّ‬ ‫ففــي حكايــة » حســن الصــائغ البصـ ّ‬
‫يهمهـا ٕان هــي سـ ّـببت التعاسـة لالخــرين‪ ،‬و ٕان هــي باعـدت بــين حســن‬ ‫السـ ّـيدة زبيــدة‬ ‫ـري «‪ ،‬تســمع ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫حبــا خر ّافيــا يفــوق‬ ‫يحبهــا ّ‬ ‫البصــري‪ ،‬و اوالده و زوجتــه منــار الســنا‪ ،‬التــي ّ‬ ‫الس ـ ــنا زوج ـ ــة حسـ ــن البصـ ــري‪ ،‬فتـ ــامر ٕباحض ـ ــار مس ـ ــرور‬ ‫بجم ـ ــال منـ ــار ّ‬
‫ٔ‬ ‫ســحر ثوبهــا و قدراتــه الخر ّافيــة‪ ،‬و ال ّ‬ ‫)‪ٔ ٔ (٢‬‬ ‫ً ّ ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ّ‬
‫يهمهــا ٕان اغتالــت احالمــه‪ ،‬و جعلتــه‬ ‫السياف‪ ،‬فياتيها صاغرا‪ ،‬ويقبل االرض بين يديها ‪ ،‬و تـامره ان يـذهب‬
‫ٔ‬ ‫ّ ٔ‬ ‫ً ٔ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتحمل اقصى االهوال‪ ،‬و هـو يقطـع الجبـال و البحـار‬ ‫مندفعا الن‬ ‫يائسا‪،‬‬ ‫ويحضــر الســيدة منــار الســنا‪ » :‬فقالــت لــه يــا مســرور اذهــب )…( وائــت‬
‫ّٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ّ ّ‬
‫بحثـ ًـا ع ــن زوجت ــه‪ ،‬و جعلــت ام ــه غارق ــة ف ــي بكائه ــا‪ ،‬و لط ــم وجهه ــا‪ ،‬و‬ ‫بالصـ ّـبية التــي هنــاك هــي واوالدهــا و العجــوز ]ام حســن البصــري[ التــي‬
‫ٓ‬ ‫الماسـ ّ‬ ‫ٔ‬
‫ـاوية)‪ .(١٢‬و هــي فــي ســبيل تحقيــق ســعادتها اال ّنيــة برؤيــة‬ ‫غشــيتها‬ ‫عنــدها بســرعة و ال تبطــئ‪ ،‬فقــال مســرور الســمع و الطاعــة‪ .«(3) .‬فيــذهب‬
‫ّ ٔ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫امراة جميلة ترقص رقصـا يفـوق رقـص جواريهـا مجتمعـات‪ ،‬مسـتعدة الن‬ ‫مســرور ٕالــى منــزل حســن البصــري‪ ،‬و يطلــب مــن العجــوز ان تحضــر هــي‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫تضـ ّـحي بكـ ّـل احــالم شــعبها فــي بغــداد‪ ،‬و ليــذهب الشــعب ٕالــى جحــيم‬ ‫وزوج ابنها‪ ،‬و اوالدها‪ٕ ،‬الى قصر زبيدة‪ ،‬ل ُتسعد زبيدة برؤية جمال منار‬
‫التعاسة طالما هي ّ‬ ‫ٔ‬ ‫الســنا‪ ،‬لكـ ّـن العجــوز تعتــذر و ّ‬
‫تستلذ بجمالية المشهد الراقص‪.‬‬ ‫تتوســل ٕاليــه ان يعفيهــا و زوج ابنهــا‪ ،‬مــن‬
‫ّ ّٔ‬
‫السيدة زبيدة السلطوية ايـة مشـاعر‬ ‫تحرك في ّ‬ ‫ٕا ّن ٓماسي ٓاالخرين ال ّ‬ ‫الذهاب‪ » :‬يا مسرور نحن ناس غرباء و زوج البنت ولدي ما هو فـي البلـد‬
‫ٓ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ـيئا ٕا ّال‬
‫ـاالخرون ال يعنــون لهــا شـ ً‬ ‫حــزن او تعــاطف‪ ،‬او شــفقة نحــوهم‪ ،‬فـ‬ ‫و لم يامرني بالخروج انـا و ال هـي الحـد مـن خلـق ﷲ تعـالى‪ ،‬و انـا اخـاف‬
‫ٓ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫بقــدر مــا يق ـ ّدمون لهــا مــن هــدايا و رشــاوى و مسـ ّـرات ا ّنيــة‪ .‬و هنــا يمكــن‬ ‫ان يجري امر و يحضر ولدي فيقتل روحـه فمـن ٕاحسـانك يـا مسـرور ان ال‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫القــول‪ٕ :‬ا ّن ال ـراوي‪ ،‬و بشــكل خفـ ّـي‪ ،‬يبـ ّـث ٕايديولوجيتــه المعاديــة لنظــام‬ ‫تكلفنــا مــا ال نطيــق‪ .«(4) .‬و ال ّن مســرو ًرا يعتقــد جازمـ ًـا ا ّن سـ ّـيدته زبيــدة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ٔ‬ ‫بموقعهــا السـ ّ‬
‫القصر في بغداد‪ ،‬و لمؤسسة السلطة في هذا القصر‪.‬‬ ‫ـلطوي‪ ،‬هــي افضــل خلــق ﷲ جميعــا مــن النســاء‪ ،‬بوصــفها‬
‫و يمكن القول ٔايض ًـا‪ :‬ا ّن السـلطة فـي ٔالـف ليلـة و ليلـة تش ّـكل فعـالً‬ ‫العبــاس‪ ،‬عـ ّـم‬ ‫» زوجــة ٔاميــر المــؤمنين هــارون الرشــيد الســادس مــن بنــي ّ‬
‫ٕ‬
‫ـدميري ًا ضـ ّـد ٓاالخــر ُالمسـ َـتلب‪ ،‬و ضـ ّـد طموحاتــه ٔالن يعــيش حـ ّ ًـرا و حالمــاً‬ ‫تـ ّ‬ ‫ٔ‬
‫سلم‪ٕ .«(5) .‬فا ّن على نسـاء بغـداد و رجالهـا ّكلهـا ان‬ ‫صلى ﷲ عليه و ّ‬ ‫النبي ّ‬
‫ٔ‬ ‫ً‬ ‫ٓ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و امنـ ـ ــا‪ .‬و منـ ـ ــذ ان تشـ ـ ــكلت السـ ـ ــلطة كانـ ـ ــت » متعـ ـ ــددة فـ ـ ــي الفضـ ـ ــاء‬ ‫تخضــع لرغباته ــا و اوامره ــا‪ ،‬شــاءت ام اب ــت‪ .‬فم ــا كــان من ــه ٕا ّال ان رف ــض‬
‫ـاريخي‪ .‬و عن ــدما نبعــدها و نــدفعها‬ ‫ـاعي ]و[ ّممت ـ ّـدة فــي الزم ــان التـ ّ‬ ‫االجتمـ ّ‬ ‫قائال‪ » :‬ال تخالفي تندمي‪.«(6) .‬‬ ‫اعتذار الم ٔراة‪ ،‬و ّهددها بسيف زبيدة ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٔ‬ ‫ـوز ٔ‬
‫هنا‪ ،‬سرعان ما تظهر هنالـك‪ ،‬و هـي ال تـزول البتـة قـم ضـدها بثـورة بغيـة‬ ‫و بطبيع ــة الح ــال ال تس ــتطيع العج ـ ان تخ ــالف اوام ــر زبي ــدة‪،‬‬
‫القضــاء عليهــا‪ ،‬و ســرعان مــا تنبعــث و تنبــت فــي حالــة جديــدة )…( ٕا ّن‬ ‫حت ــى ال تن ــدم‪ ،‬فت ــذهب برفق ــة من ــار الس ــنا ٕال ــى قص ــر زبي ــدة‪ ،‬و عن ــدما‬ ‫ّ‬
‫ٔ‬ ‫َ‬
‫الســلطة جرثومــة عالقــة بجهــاز يختــرق المجتمــع و يـرتبط بتــاريخ البشـ ّـرية‬ ‫تشــاهدها زبيــدة تــدهش مــن جمالهــا‪ ،‬و تســالها‪ » :‬يــا سـ ّـيدة المــالح )…(‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫السياسي وحده‪.«(13) .‬‬ ‫ّ‬ ‫في مجموعه‪ ،‬و ليس بالتاريخ‬ ‫ا ّي ش ــيء عن ــدك م ــن ال ــذخائر )‪.«(7‬و ال ّن من ــار الس ــنا تري ــد الس ــفر م ــن‬
‫ٔا ّما في حكاية » هرون الرشيد مع محمد بن علي الجوهري «‪ٕ ،‬فانّ‬ ‫بغداد‪ ،‬برفقة اوالدهـا‪ٕ ،‬الـى واق الـواق ـ ض ّـد رغبـة زوجهـا حسـن البصـري‬ ‫ٔ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ـتبدة و مطاعــة؛ و مــن تطلبــه ٕالــى قصــرها يجــب‬ ‫السـ ّـيدة زبيــدة تبــدو مسـ ّ‬ ‫الـذي يخـاف ان تهـرب بـاوالده و ال تعـود اب ًـدا ـ ٕفا ّنهـا تسـتثمر فرصـة لقائهـا‬
‫عدوت ــه‪ .‬فف ــي ه ــذه‬ ‫علي ــه الحض ــور و ٕا ّال ٕفا ّنه ــا ستغض ــب علي ــه و تبق ــى ّ‬ ‫لتؤثر في زبيـدة بسـطوة جمالهـا‪ّ ،‬‬
‫فتؤكـد‬ ‫بزبيدة لتحتال على ٔا ّم زوجها‪ ،‬و ّ‬
‫ٔ‬ ‫ً ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫الحكايــة يــذكر ال ـراوي ا ّنهــا ســمعت مــن جــواري القصــر التــي تنقــل ٕاليهــا‬ ‫ـاال لــو ا ّنهــا‬ ‫لهــا ا ّن لهــا ثوبـ ًـا عجيبـ ًـا مــن الــريش‪ ،‬و ا ّنهــا ســتكون اكـثــر جمـ‬
‫ثري ـ ًـا‪ ،‬و ذا ص ــوت‬ ‫ٔاخب ــار بغ ــداد و عالق ــات س ـ ّـكانها‪ٔ ،‬ا ّن ت ــاج ًرا ظريف ـ ًـا و ّ‬ ‫ٔ‬
‫تمكنت من ارتدائـه‪ ،‬و ا ّن هـذا الثـوب قـد اخفـاه زوجهـا حسـن البصـري‪،‬‬
‫ٔ‬ ‫ّ‬
‫ّ ٔ‬ ‫ّٔ‬ ‫ٔ‬
‫ـجي‪ ،‬يقـيم فـي بغـداد‪ ،‬و قـد صـار زوج ًـا للس ّـيدة دنيـا البرمكيـة ـ اخـت‬ ‫ش ّ‬ ‫و سافر خـارج بغـداد‪ .‬و مـن ث ّـم تطلـب مـن زبيـدة ان تـرغم ام زوجهـا علـى‬
‫ّ ٔ‬ ‫ٔ‬
‫الوزير جعفر البرمكي ـ فترسـل ٕاليـه ٕاحـدى عجـائز القصـر‪ ،‬ليحضـر ٕاليهـا‪،‬‬ ‫حت ــى تتا ّك ــد م ــن ص ـ ّـحة‬ ‫ان ترج ــع له ــا ه ــذا الث ــوب‪ ،‬لتلبس ــه بحضـ ـرتها‪،‬‬
‫السيدة دنيا‪ٕ ،‬ان هو غـادر قصـرها‪ .‬فيعتـذر‬ ‫لكن الرجل يخاف من زوجته ّ‬ ‫ّ‬ ‫كالمهــا‪ » :‬فقالــت الصـ ّـبية يــا سـ ّـيدتي لــي ثــوب ريــش لــو لبســته بــين يــديك‬
‫ع ــن ال ــذهاب‪ ،‬لك ـ ّـن العج ــوز ته ـ ّـدده بغض ــب الس ـ ّـيدة زبي ــدة‪ ،‬فيض ــطرّ‬ ‫ل ٔرايــت ٔاحســن ممــا تعجبــين منــه‪ ،‬و يتحـ ّـدث بحســنه كـ ّـل مــن ي ـراه جـ ً‬
‫ـيال‬
‫للذهاب ُم ً‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫كرها‪ .‬يقول الراوي)‪ » :(١٤‬و قالت‪] :‬العجـوز[ يـا س ّـيدي محمـد‪،‬‬ ‫بعــد جيــل‪ ،‬فقالــت و ايــن ثوبــك هــذا؟ قالــت هــو عنــد ا ّم زوجــي فاطلبيــه‬
‫ٔ‬
‫السيدة زبيدة تدعوك ٕفا ّنها سمعت بادبك و ظرفك و حسـن غنائـك‪.‬‬ ‫ٕا ّن ّ‬ ‫لي منها‪.«(8) .‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫فقل ــت له ــا‪ :‬و ﷲ ال اق ــوم م ــن مك ــاني ّ‬ ‫ٔ‬
‫حت ــى ت ــاتي الس ـ ّـيدة دني ــا‪ .‬فقال ــت‬ ‫و تطلــب السـ ّـيدة زبيــدة مــن ام حســن البصــري ـ ال يــذكر ال ـراوي‬
‫العج ـ ــوز‪ :‬ي ـ ــا س ـ ـ ّـيدي ال تجع ـ ــل الس ـ ـ ّـيدة زبي ـ ــدة تغض ـ ــب علي ـ ــك و تبق ـ ــى‬ ‫اسـ ًـما لهــذه ٔاالم ـ ٔان تــذهب و تحضــر ثــوب الــريش‪ ،‬لكـ ّـن المـ ٔراة العجــوز‬
‫ـدوتك‪ ،‬فقــم ّكلمهــا و ارجــع ٕالــى مكانــك‪ .‬و قمــت مــن وقتــي و ّتوجهــت‬ ‫عـ ّ‬ ‫ـيئا عــن هــذا الثــوب‪ .‬عنــدها تســتنفر زبيــدة‬ ‫تقســم ب ــاهلل ا ّنهــا ال تعــرف شـ ً‬
‫ٕ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ً‬
‫تصمم على انتزاع الثـوب قهـ ًرا و اغتصـابا‪ .‬يقـول الـراوي)‪» :(٩‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ– اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫ٕاليها و العجوز امامي ٕالى ان اوصـلتني ٕالـى الس ّـيدة زبيـدة‪ .« .‬فـالجوهري‬ ‫سطوتها‪ ،‬و ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ال يس ــتطيع ان يخ ــالف ام ــر الس ـ ّـيدة زبي ــدة‪ ،‬ال ّن مخالفت ــه تعن ــي غض ــبها‬ ‫فص ــرخت الس ـ ّـيدة زبي ــدة عل ــى العج ــوز و اخ ــذت منه ــا المفت ــاح و ن ــادت‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫الشــديد عليــه‪ ،‬و بالتــالي قــد تعنــي نفيــه عــن بغــداد‪ ،‬او مصــادرة اموالــه‪،‬‬ ‫مسرو ًرا فحضر و قالت له‪ :‬خذ هذا المفتاح و اذهـب ٕالـى الـدار‪ ،‬و افتحهـا‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ً ٔ‬
‫وممتلكاته‪ ،‬و ال سيما ا ّنـه مـن اغنـى ّتجـار بغـداد‪ ،‬بـل و كمـا يـذكر الـراوي‬ ‫صندوقا فاخرجه و اكسره و هات الثوب الريش‬ ‫)…( تجد في وسطها‬
‫يصل في ثرائه ٕالى درجة ثراء الخليفة هرون الرشيد‪ ،‬و يفوقه ثر ًاء)‪.(١٥‬‬ ‫حت ــى‬ ‫ـدي «‪ .‬و م ــا ٕان يحض ــر ث ــوب ال ــريش‪ّ ،‬‬ ‫ال ــذي في ــه واحض ــره ب ــين ي ـ ّ‬
‫ـص فـي كـثيـر‬ ‫التخي ّليـة التـي تحكـم منطـق الق ّ‬ ‫بالرؤيـة ّ‬ ‫ترتديه منار السنا‪ .‬و ّ‬

‫‪‬א‪‬‬

‫‪١٩‬‬ ‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ‪.‬ﻣﺤﻜﻤﺔ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬

‫محب ــة ش ــديدة عن ــده‪ ،‬فق ــد ك ــان الرش ــيد يح ـ ّـب ٕاح ــدى جواري ــه‪ -‬ق ــوت‬ ‫و ّ‬ ‫و عنــدما يصــل محمــد بــن علــي الجــوهري ٕالــى قصــر السـ ّـيدة زبيــدة‬
‫محب ــة ش ــديدة‪ ،‬مم ــا دف ــع زبي ــدة ٕال ــى الغي ــرة الش ــديدة منه ــا‪،‬‬ ‫القل ــوب‪ّ -‬‬ ‫يغنـي لهـا‪ ،‬و تقـول لـه)‪ » :(١٦‬يـا‬ ‫شديدا به‪ ،‬و تطلـب منـه ٔان ّ‬ ‫عجابا ً‬ ‫تبدي ا ً‬
‫ٕ‬
‫)‪(٢٠‬‬ ‫ّ‬ ‫ٔ‬ ‫ّ‬ ‫ٔ‬
‫ومحاولة التخلص منها بالقتل ‪.‬‬ ‫نور العين هل انت معشوق السيدة دنيـا؟ فقلـت‪ :‬انـا مملوكـك و عبـدك‪.‬‬
‫السيدة زبيـدة كانـت تغـار‬ ‫التاريخية ٔا ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫ويبدو من خالل المصادر‬ ‫فقالــت‪ :‬صــدق الــذي وصــفك بالحســن و الجمــال و الكمــال‪ٕ ،‬فا ّنــك فــوق‬
‫تعلــق بهـ ّـن‪ُٔ ،‬واعجــب بغنــائهن‪ّ.‬‬ ‫علــى زوجهــا الرشــيد مــن الجــواري ّاللــواتي ّ‬ ‫ـمعا و طاع ًـة‪«.‬‬ ‫غن لي ح ّتى ٔاسمعك‪ .‬فقلـت‪ :‬س ً‬ ‫الوصف و المقال‪ ،‬و لكن ّ‬
‫ٓ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ّٔ‬ ‫تقــول زبيــدة للجــوهري‪ :‬يــا نــور العــين‪ّ ،‬‬
‫ويروي ابو الفرج االصفهاني)‪ (٢١‬الخبر االتي‪:‬‬ ‫لكنــه يعــي ان طبقــة التجــار التــي‬
‫ٔ‬ ‫ينتمــي ٕاليهــا‪ ،‬علــى الــرغم مــن ٔا ّ‬
‫» كانت دنانير لرجل من اهل المدينـة‪ ،‬وكـان‬ ‫هميتهــا فــي المجتمــع البغــدادي الطبقـ ّـي‪،‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫خرجها)‪ (٢٢‬وا ّدبها‪ ،‬وكانت اروى النـاس للغنـاء‬ ‫ّ‬ ‫ـتحكم بكـ ّـل الطبقــات‬ ‫دونيــة‪ ،‬مقارنــة بطبقــة الســلطة التــي تـ ّ‬ ‫تظـ ّـل طبقــة ّ‬
‫القديم‪ ،‬وكانت صـفراء صـادقة المالحـة‪ ،‬فلمـاّ‬ ‫ٔ‬
‫يؤكــد الجـوهري ا ّنــه مملوكهــا‬ ‫ٔاالخـرى‪ ،‬و تراهــا خادمـة مطيعــة لهــا‪ ،‬عنـدها ّ‬
‫ٓ‬ ‫وعبــدها‪ ،‬وهــو ال يســتطيع ٔان يقتــرب منهــا ٔاكـثــر‪ ،‬ويســتخدم خطابــا ّ‬
‫لغويــاً‬ ‫ً‬
‫راه ــا يح ــي)‪ (٢٣‬وقع ــت بقلب ــه فاش ــتراها‪ .‬وك ــان‬
‫ٔ‬
‫الرشــيد يســير ٕالــى منزلــه فيســمعها‪ ،‬حتــى الفهــا‬ ‫ـثال بنـور العـين‪ ،‬او يتغ ّـزل بحسـنها و‬
‫ٔ‬ ‫يقترب من خطابها‪ٔ ،‬كان يصفها‪ ،‬م ً‬
‫واشتد َع َجبه بها فوهب لها هبات س ّـنية‪ ،‬منهـا‬ ‫ّ‬ ‫الطبقيـة مـن جهـة‬ ‫ـلطوية مـن جهـة‪ ،‬ولمكانتهـا ّ‬ ‫جمالها‪ ،‬نظـ ًرا لهيبتهـا الس ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا ّنـ ــه وهـ ــب لهـ ــا فـ ــي ليلـ ــة عيـ ــد ِع ْقـ ـ ًـدا‪ ،‬قيمتـ ــه‬ ‫اخرى‪.‬‬
‫ٔ‬ ‫لق ـ ــد وع ـ ــى بع ـ ــض ٔادب ـ ــاء وفقه ـ ــاء الدول ـ ــة ا ٕالس ـ ـ ّ‬
‫ثالث ــون ال ــف دين ــار‪َ ،‬ف ـ ُـر َّد علي ــه ف ــي مص ــادرة‬ ‫ـالمية م ـ ــدى الهال ـ ــة‬
‫ّٔ‬ ‫ٔ‬ ‫المقدســة التــي ّ‬ ‫ـلطوية ّ‬ ‫السـ ّ‬
‫البرامك ــة بع ــد ذل ــك‪ .‬وعلم ــت ام جعف ــر خب ــره‬ ‫يتحصــن بهــا الخلفــاء االمويــون والعباســيون ‪،‬‬
‫فش ـ ـكـته ٕالـ ــى ُعمومتـ ــه‪ ،‬فصـ ــاروا جميعـ ـ ًـا ٕاليـ ــه‬ ‫وقدرة هؤالء على البطش واالسـتبداد بشـعوبهم‪ ،‬فـدعوا النـاس المق ّـربين‬
‫فع ــاتبوه‪ ،‬فق ــال‪ :‬م ــالي ف ــي ه ــذه الجاري ــة م ــن‬ ‫منهــا ٕالــى تقديســها وعــدم اختراقهــا‪ ،‬والحــذر منهــا‪ ،‬فــي رضــاها وســخطها‪،‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ا َر ٍب ف ـ ــي نفس ـ ــها‪ ،‬و ٕا ّنم ـ ــا ا َرب ـ ــي ف ـ ــي غنائه ـ ــا‪،‬‬ ‫والذل المطلق لها‪ ،‬ودعوا ّكل من لم يستطع ترويض نفسـه علـى‬ ‫والوالء ّ‬
‫ّ ٔ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ٔ‬ ‫ً‬ ‫ٔ‬
‫طاعة السلطان و الرضى بكل ما ياتيه منه‪ ،‬سواء اكان خيرا ام ّ‬ ‫ٔ‬
‫فاســمعوها‪ ،‬فـ ٕـان اســتحقت ان يؤلــف غناؤهــا‬ ‫شرا‪ٕ ،‬الى‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫و ٕا ّال فقولــوا مــا شــئتم‪ ،‬فاقــاموا عنــده‪ ،‬ونقلهــم‬ ‫الحذر منه‪ ،‬و االبتعاد عنـه)‪ .(١٧‬و تاسيس ًـا علـى قـول بعضـهم‪ٕ » :‬اذا زادك‬
‫حتى سمعوها عنده فعـذروه‪ ،‬وعـادوا‬ ‫ٕالى يحي ّ‬ ‫الس ــلطان ٕاكرام ـ ًـا ف ــزده ٕاعظام ـ ًـا‪ ،‬و ٕاذا جعل ــك عب ـ ًـدا فاجعل ــه ّرب ـ ًـا‪،(١٨)« .‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ٕالــى ا ّم جعفــر فاشــاروا عليهــا ا ّال ُتلـ ّـح فــي امرهــا‬ ‫يمكــن القــول‪ٕ :‬ا ّن محمـ ًـدا بــن علــي الجــوهري‪ ،‬عنــدما اكرمتــه زبيــدة فــي‬
‫َفق ِبلت ذلك‪« .‬‬ ‫يتخطـى هـذه المنزلـة‪ ،‬علـى‬ ‫عبدا لها‪ ،‬وما اسـتطاع ٔان ّ‬ ‫قصرها اعتبر نفسه ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ٔ‬ ‫ٔ‬
‫لقــد كانــت السـ ّـيدة زبيــدة متســلطة علــى سـ ّـكان بغــداد‪ ،‬وكــان علــى‬ ‫الــرغم مــن ا ّن زبيــدة ّمهــدت لــه‪ ،‬وشــجعته الن يتخطاهــا علــى المســتوى‬
‫ـالال وتعظيم ًـا‬ ‫يقبلوا ٔاالرض بـين يـديها اج ً‬ ‫هؤالء ـ مهما علت مقاماتهم ـ ٔان ّ‬ ‫الظاهري‪ ،‬وقالت له‪ :‬يا نور العين‪.‬‬
‫ٕ‬
‫ّ ٔ‬ ‫ّ ٔ‬ ‫ٔ ٔ‬ ‫لمكانتهـ ــا السـ ـ ّ‬ ‫ـري ّ ً ٔ‬ ‫ٔ‬
‫يقبـ ــل االرض‬ ‫التجـ ــار االثريـ ــاء‬ ‫ـلطوية‪ .‬فهـ ــا هـ ــو احـ ــد اوالد‬ ‫ويبدو ا ّن الـراوي المتعـاطف مـع التـاجر الجـوهري‪ ،‬الث جـدا‪ ،‬او‬
‫ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫امامها)‪ ،(٢٤‬وهاهي االميرة منار السنا زوجة حسن البصـري و ا ّمـه تق ّـبالن‬ ‫ـتقمص لشخصـ ّـيته‪ ،‬والطــامح ـ ولــو علــى مســتوى الحلــم ـ الن يكــون‬ ‫المـ ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫مكانه في قصر زبيدة‪ّ ،‬‬
‫االرض بـين يـديها)‪ .(٢٥‬وكـان علـى رجـال القصـر ـ مهمـا كـانوا مرمـوقين ـ ان‬ ‫تخيل مـن دائـرة حرمانـه وفقـره وتوقـه الن يشـاهد‬
‫ّ ٔ ٔ‬ ‫ٓ‬ ‫ٔ‬ ‫زبي ـ ــدة‪ ،‬ه ـ ــذه الس ـ ـ ّـيدة ٔاالرس ـ ــتقر ّ‬
‫يقبلــوا االرض امــام زبيــدة‪ ،‬فهــاهو مســرور السـ ّـياف‪ ،‬البــاطش السـ ّـفاح‪،‬‬ ‫اطية الت ـ ــي م ـ ــال ص ـ ــيتها اف ـ ــاق الدول ـ ــة‬
‫ٔ‬ ‫ّ ٔ ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ّ ٔ‬
‫يقبــل االرض امامهــا عنــدما تــامره‪ ،‬ويقــول لهــا‪ » :‬الســمع والطاعــة‪.(٢٦)« .‬‬ ‫ـالمية‪ ،‬ا ّنــه لــو حضــر امامهــا‪ ،‬لقالــت لــه‪ :‬يــا نــور العــين‪ ،‬و الدنتــه‪،‬‬ ‫ا ٕالسـ‬
‫ٔ‬ ‫ومغنيـاً‬ ‫واالدب‪ّ ،‬‬ ‫ٔ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫وكان على جواري القصر المرموقات‪ ،‬والحظايا عنـد الخليفـة الرشـيد‪ ،‬ان‬ ‫وارضت طموحـه الن يكـون ظريفـا‪ ،‬وكـامال فـي الجمـال‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫يقـ ّـدمن والء الطاعــة لهــا‪ ،‬فهــا هــي تحفــة العـ ّـوادة ـ ٕاحــدى جــواري الرشــيد‬ ‫ماه ًرا‪ ،‬يستطيع ان ينتزع ٕاعجـاب اه ّـم امـراة فـي الدولـة العباس ّـية‪ٕ ،‬ا ّال ا ّن‬
‫ّ ٔ‬
‫وتقبــل االرض بــين‬ ‫الحمــام‪،‬‬‫المـ ّـدلالت ـ تعتــذر لزبيــدة ٔال ّنهــا تـ ٔـا ّخرت فــي ّ‬ ‫الواقــع المعــيش الــذي يحــاول ان يتخطــاه هــذا ال ـراوي الشــعبي ـ وفــق‬ ‫ّ‬ ‫ٔ‬
‫يديها)‪.(٢٧‬‬
‫ٔ‬
‫يؤكــد اســتحالة ان‬ ‫ـوال ٕال ـى قصــر زبيــدة ـ ّ‬ ‫التخي ّليــة العذبــة‪ ،‬وصـ ً‬ ‫ٔاالمــاني ّ‬
‫ـلطوية الوحيــدة التــي ُت َق َّبــل‬ ‫وليســت السـ ّـيدة زبيــدة هــي المـ ٔراة السـ ّ‬ ‫الدونيـة ٕالـى طبقـة اعلـى منـه‪ ،‬فهـو غيـر‬
‫ٔ‬ ‫يستطيع هذا الراوي تجاوز طبقته ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫االرض بــين يــديها‪ ،‬بــل ُيالحــظ ا ّن عــادة تقبيــل االرض موجــودة فــي كـ ّـل‬ ‫التجـار التـي كانـت قـادرة علـى الوصـول ٕالـى‬ ‫قادر على الوصـول ٕالـى طبقـة ّ‬
‫الدينيـة‪ .‬ويبـدو‬ ‫الحكـام فـي ٔالـف ليلـة وليلـة‪ ،‬بـاختالف مـذاهبهم ّ‬ ‫بالطات ّ‬ ‫ـالي‪ ،‬و تقــديمها الرشــاوى و الهــدايا لســادة هــذه‬ ‫قصــور الخلفــاء بثرائهــا المـ ّ‬
‫ٔ‬
‫ٔا ّن هذه العادة تجذرت في بالطات الخلفاء اال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مويين و العباس ّـيين نتيجـة‬ ‫اسي هو مجتمع تهمش فيه الطبقات الفقيـرة‪ٕ ،‬اذ‬ ‫العب ّ‬‫القصور‪ ،‬فالمجتمع ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫يس ــتحيل عليه ــا ٔان تتج ــاوز واقعه ــا الماس ـ ّ‬
‫احتك ـ ــاكهم بالبل ـ ــدان المج ـ ــاورة‪ ،‬فه ـ ــذه الع ـ ــادة ف ـ ــي اص ـ ــولها ه ـ ــي م ـ ــن‬ ‫ـاوي‪ ،‬ال ــذي س ــاهم ف ــي زي ــادة‬
‫نطية «)‪.- (٢٨‬‬ ‫الفارسية والبيز ّ‬ ‫ّ‬ ‫» العادات‬ ‫وطوقــوه‬ ‫العباسـ ّـيون » الــذين حرمــوا الشــعب حقوقــه ّ‬ ‫ٔماســاته‪ ،‬الخلفــاء ّ‬
‫ٔ‬ ‫ولــم ُتعــرف هــذه العــادة فــي العصــر ا ٕالسـ ّ‬
‫ـالمي‪ ،‬فــي بداياتــه االولــى ـ عهــد‬ ‫باالس ــتعباد واالس ــتبداد والعنـ ــف الش ــديد‪ ،‬وق ــد مضـ ــوا ه ــم وبطـ ــانتهم‬
‫ٔ ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫الرسول محمد )ص( وعهد الخلفـاء الراشـدين ـ وعلـى االرجـح ا ّنهـا تج ّـذرت‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ– اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫يحتكرون النفسهم امواله و مـوارده الضـخمة‪ ،‬بحيـث كانـت هنـاك طبقـة‬


‫ٔ‬
‫ـالمية‪ ،‬بع ــد اس ــتالم بن ــي ا ّمي ــة مقالي ــد الخالف ــة‬ ‫العربي ــة ا ٕالس ـ ّ‬ ‫فــي الحي ــاة ّ‬ ‫حد‪ ،‬وطبقات ُق ّتر عليها في الرزق‪ ،‬فهي تشـقى ٕالـى‬ ‫تنعم بالحياة ٕالى غير ّ‬
‫ـالمية م ـ ــن دول ـ ــة‬ ‫ـالمية )‪٤١‬ه ـ ـ ـ‪٦٦١/‬م(‪ ،‬وتح ـ ــويلهم الدول ـ ــة ا ٕالس ـ ـ ّ‬ ‫ا ٕالس ـ ـ ّ‬ ‫التج ــار وغي ــرهم ب ــين الش ــقاء‬ ‫غي ــر ح ـ ّـد‪ ،‬واض ــطرب ٔاوس ــاط الن ــاس م ــن ّ‬
‫ّ )‪(٢٩‬‬ ‫ٔ‬
‫الخالفــة ٕالــى دولــة اشــبه بالدولةالباطشــة ذات النزعــة ا ٕالســتبدادية ‪،‬‬ ‫والنعيم‪.(١٩)« .‬‬
‫ٓ‬ ‫ٔ‬ ‫السلطوية في ٔالف ليلة وليلـة‪ٔ ،‬ا ّنهـا امـ ٔراة غيـور‬
‫والبعيــدة كـ ّـل البعــد عــن مبــدا الشــورى الــذي دعــا ٕاليــه الخطــاب القرانـ ّـي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫و من مالمح زبيدة‬
‫ٔ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ...‬فـ ـ ـ ْـاع ُف ع ـ ـ ــنهم و اسـ ـ ـ َـت ْغ ِف ْر له ـ ـ ــم و َش ـ ـ ـ ِـاو ْر ُهم ف ـ ـ ــي االم ـ ـ ــر… )‪،(30‬‬ ‫عل ــى زوجه ــا الرش ــيد‪ ،‬وحاق ــدة عل ـى الج ــواري الل ــواتي ك ــن ي ــنلن حظ ــوة‬
‫‪‬א‪‬‬

‫‪٢٠‬‬ ‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ‪.‬ﻣﺤﻜﻤﺔ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬

‫ٔ‬ ‫و يبدو ٔا ّن ّ‬
‫تاريخي ًا ـ تعتلي اعلى مراتـب الثـراء‬ ‫السيدة زبيدة كانت ـ ّ‬ ‫ومم َـا‬
‫بينهم ّ‬ ‫لربهم ٔواقاموا الصالة َٔوا ْم ُر ُهم ُشورى َ‬ ‫و‪  :‬و الذين استجابوا ّ‬
‫ٔ‬
‫و االناقـ ــة بـ ــين نسـ ــاء المجتمـ ــع البغـ ــدادي‪ٕ ،‬اذ صـ ــارت مالبسـ ــها‪ ،‬نظ ـ ـ ًرا‬ ‫النبي محمد )ص(‪.‬‬ ‫ورسخ دعائمه ّ‬ ‫ر َزقناهم ُي ِنف ُقون )‪ّ ،(31‬‬
‫الجمالية‪ّ ،‬زي ًا ً‬ ‫ٔ‬
‫االجتماعيـة)‪ .(٤١‬وقـد كانـت س ّـيدة‬ ‫ّ‬ ‫شائعا في البيئـة‬ ‫ّ‬ ‫الناقتها‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫و ُيالحــظ فــي الــف ليلــة وليلــة ا ّن الــرواة‪ ،‬فــي بعــض االحيــان‪ ،‬ال‬
‫ٔ‬
‫ٔ‬ ‫ٔاالناقــة فــي بغــداد و المــدن ّ‬
‫العباسـ ّـية االخــرى‪ .‬ويمكــن القــول‪ٕ :‬ا ّن الـراوي‬ ‫يكـتف ــون بوص ــف الخلف ــاء بالخلف ــاء فق ــط ‪ ,‬ب ــل ب ــالملوك والخلف ــاء مع ـ ًـا ‪.‬‬
‫ٔ‬
‫ال ــذي اش ــار ٕاليه ــا‪ ،‬وه ــي مثقل ــة بجواهره ــا‪ ،‬وثيابه ــا النفيس ــة‪ ،‬ل ــم يك ــن‬ ‫موي عبد الملك بن مروان‪ » :‬كـان‬ ‫فهاهو ٔاحد الرواة يقول عن الخليفة ٔاال ّ‬
‫ّ‬
‫التاريخيـة‪.‬‬ ‫تخيالته‪ ،‬بل ّمما وصل ٕاليه مـن المصـادر‬ ‫يشكل صورتها من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٔ‬
‫ٔ‬ ‫في قديم الزمان وسالف العصر و االوان بدمشق الشام ملك مـن الخلفـاء‬
‫فعل ــى س ــبيل المث ــال ي ــذكر المس ــعودي )‪(٤٢‬ا ّنه ــا كان ــت تل ــبس الثي ــاب‬ ‫ٔ‬
‫يسـ ّـمى عبــد الملــك بــن مــروان «)‪ .(٣٢‬امــا الخليفــة هــرون الرشــيد فقــد كــان‬
‫ـاال لوان‪ ،‬والموشــاة بــالحرير‪ ،‬و الباهظــة الــثمن‪ّ ،‬‬ ‫ٔ‬ ‫الجميلــة ّ‬ ‫ٔ‬
‫حتــى‬
‫ٔ‬
‫المزينــة بـ‬
‫ٔ‬ ‫يعتبــر نفســه‪ ،‬با ٕالضــافة ٕالــى ا ّنــه خليفــة‪ ،‬ملكـ ًـا‪ ،‬وال يكـتفــي بملــك‪ ،‬بــل‬
‫ا ّنــه بلــغ ثمــن الثــوب مــن هــذه الثيــاب خمســين الــف دينــار‪ .‬وكانــت ّتتخــذ‬ ‫ٔ‬
‫بملــك ملــوك االرض‪ .‬يقــول الرشــيد)‪ (٣٣‬عــن نفســه‪ » :‬كيــف اكــون خليفــة‬
‫ٔ‬
‫المرصعة بـالجوهر وشـمع العنبـر‪ ،‬ممـا دفـع النـاس فـي بغـداد ٕالـى‬ ‫النعال ّ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫وملك ملوك االرض و اعجز عن جوهرة «‪.‬‬
‫تقليدها‪.‬‬ ‫العباس ـ ّـية ق ــد ّقل ــدوا مل ــوك‬ ‫موي ــة و ّ‬ ‫ويب ــدو ٔا ّن خلف ــاء ال ــدولتين ٔاال ّ‬
‫ٔ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٔ‬ ‫فارس في ٔاال ّبهة والعظمة ٔاالسـطورية ‪ ،‬وطغـوا ّ‬
‫وي ـ ــرى اب ـ ــن طباطب ـ ــا ان الس ـ ــيدة زبي ـ ــدة كان ـ ــت س ـ ــديدة الـ ـ ـراي‪،‬‬ ‫وتجبـروا علـى شـعوبهم ‪،‬‬
‫وتتجلــى حكمتهــا مــن‬ ‫وحكيمــة عاقلــة‪ٔ ،‬اكـثــر مــن ولــدها محمــد ٔاالمــين‪ّ ،‬‬ ‫ـتبدوا به ـ ــا ّ‬ ‫واس ـ ـ ّ‬
‫ـدم و حش ـ ــم‪ ،‬وق ـ ــد » ك ـ ــان الخلف ـ ــاء‬ ‫ٍ‬ ‫وحولوه ـ ــا ٕال ـ ــى خ ـ ـ‬
‫خ ــالل تعليماته ــا لعل ــي ب ــن ماه ـ ـان)‪) (٤٣‬ت‪١٩٥‬ه ـ ـ‪٨١١/‬م(‪ ،‬وه ــو ف ــي‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ـتبدادا م ــن االم ـ ّـويين واش ـ ّـد م ــنهم تقلي ـ ًـدا للمث ــال‬ ‫العباس ـ ّـيون اكـث ــر اس ـ ً‬ ‫ّ‬
‫طريق ــه ٕال ــى ح ــرب عب ــد ﷲ الم ــامون‪ ،‬وتاكي ــدها علي ــه ان يك ــون لطيف ـ ًـا‬ ‫ٔ‬
‫الفارســي فــي ٕادارتهــم‪ . « .‬و مــن اهـ ّـم عالمــات هــذا االســتبداد انحنــاء‬ ‫(‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫)‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫وكريمـ ـ ًـا مـ ــع المـ ــامون‪ ،‬فيمـ ــا ٕاذا انتصـ ــر عليـ ــه)‪ٕ .(٤٤‬ا ّال ا ّن حكمتهـ ــا هـ ــذه‬ ‫ٔ‬
‫سالمية‪ ،‬وتقبيـل االرض امـام الخلفـاء ‪ ،‬وتقبيـل ايـاديهم‪ٕ ،‬اذ‬
‫ٔ ٔ‬ ‫الشعوب ا ٕال ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫وس ــداد رايه ــا‪ ،‬ل ــم يمنعاه ــا م ــن ان تك ــون بط ــرة عابث ــة ب ــاموال الدول ــة‬ ‫كانت هـذه الشـعوب تنحنـي فـي نصـوص الـف ليلـة و ليلـة امـام الخليفـة و‬
‫الس ـ ــلمي)‪ (٤٥‬دخ ـ ــل علـ ــى محم ـ ــد‬ ‫العباسـ ـ ّـية‪ُ .‬وي ـ ــروى ٔان الش ـ ــاعر ٔاش ـ ــجع ُّ‬ ‫ٔ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫زوجتــه وابنائــه ‪ ،‬ويتســاوى فــي ذلــك جميــع غلمــان القصــور وحظاياهــا‪،‬‬
‫االم ــين‪ ،‬وق ــد ُٔاج ِل ــس مجل ــس االدب للتعل ــيم‪ ،‬وه ــو اب ــن ارب ــع س ــنين‪،‬‬ ‫يقبـل‬ ‫ٔوافراد الشـعب بـاختالف طبقاتـه‪ ،‬فهـاهو احـد غلمـان قصـر الرشـيد ّ‬
‫ٔ‬
‫ٔفانشده ً‬
‫مادحا‪:‬‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫منها سراج ٔاال ّمة ّ‬ ‫َ ْ َ )‪(٤٦‬‬ ‫ٔ ٔ‬ ‫االرض بــين يــدي الرشــيد)‪ .(٣٥‬و هــاهو اثــرى تــاجر فــي البصــرة‪ ،‬التــاجر ابــو‬
‫الوه ُاج‬ ‫ملك ابوه و امه من نبع ٍة‬ ‫محمــد الكســالن‪ ،‬مــا ٕان يســمع ا ّن الخليفــة الرشــيد يطلــب حضــوره ٕالــى‬
‫ٔ‬ ‫ّ‬
‫النبوة ليس فيها ِم َزاج‬ ‫ماء ّ‬ ‫)‪(٤٧‬‬
‫شربت بمكة في ربا بطحائها‬ ‫بغ ــداد‪ ،‬حت ــى يس ــارع ويقب ــل االرض ب ــين ي ــدي مس ــرور رس ــول الخليف ــة‬
‫ّ ٔ‬
‫ٔ‬
‫فمــا كــان مــن السـ ّـيدة زبيــدة ٕا ّال ان ُٔاعجبــت بهــذا المــديح‪ ،‬ووهبــت قائلــه‬ ‫تعظيما للخليفة)‪.(٣٦‬‬ ‫ً‬
‫ٔ‬
‫مائة الف درهم‪.(٤٨).‬‬ ‫ٔ‬
‫لقد كان على كل من في القصر في بغداد ان يطيع الخليفـة طاعـة‬
‫ٔ‬
‫ٕا ّن حكمـة السـ ّـيدة زبيـدة وعقلهــا لـم يمنعاهــا‪ ،‬ايض ًـا‪ ،‬مــن تبــذير‬ ‫ويقبل االرض بين يديه‪ .‬ونظ ًرا لسطوة الخليفـة الرشـيد‪ ،‬وهيمنـة‬
‫ّ ٔ‬
‫عمياء‪،‬‬
‫ٔ‬
‫امــوال الشــعب علــى القضــاة والفقهــاء المقـ ّـربين مــن قصــر زوجهــا ببغــداد‪.‬‬ ‫تخيــل ٔاحــد الــرواة ٔانّ‬ ‫العباسـ ّـية‪ ،‬فقــد ّ‬ ‫هــذه الســطوة علــى ســكان الدولــة ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ُويروى ا ّنها » كـتبت مسالة ٕالى ابي يوسف)‪ (٤٩‬تستفتيه فيها‪ ،‬فافتاها بما‬ ‫المقربين من الرشيد ـ زوجتـه زبيـدة‬ ‫يضا على ٔاقرب ّ‬ ‫هذه السطوة طاغية ٔا ً‬
‫حقــان مــن ّ‬ ‫فضــة فيــه ّ‬ ‫وافــق مرادهــا )…( فبعثــت ٕاليــه بحـ ّـق)‪ّ (٥٠‬‬ ‫ٔ ّ ٔ‬ ‫ٔ‬
‫فضــة فــي‬
‫وجام)‪ (٥١‬ذهب فيه دراهـم‪ ،‬و جـام ّ‬ ‫ّكل ّ‬ ‫ـ و اعتقد ا ّنه كما على الناس في بغداد ان يقبلوا االرض بين يدي زبيـدة‪،‬‬
‫حق لون من الطيب‪َ ،‬‬ ‫ٔ ـرى ٔ ّ ٔ‬
‫فضـة فيـه‬ ‫تقبــل االرض بــين يــدي زوجهــا الرشــيد‪ .‬يقــول‬ ‫فـ ٕـا ّن عليهــا هــي االخـ ان‬
‫)‪(٥٣‬‬
‫دنانير‪ ،‬وغلمان وتخوت)‪ (٥٢‬من ثياب‪.« .‬‬ ‫ّ ٔ‬
‫ال ـ ـراوي)‪ (٣٧‬ع ــن غ ــالم الرش ــيد‪ » :‬ث ـ ّـم ٕا ّن الغ ــالم قب ــل االرض ب ــين ي ــد‬
‫ّ ٔ‬ ‫ٔ‬
‫تقبــل االرض بــين‬ ‫الخليفــة وقــال لــه‪ :‬يــا اميــر المــؤمنين ٕا ّن السـ ّـيدة زبيــدة‬
‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ‬ ‫يديك «‪.‬‬
‫ّٔ ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ّ‬
‫)‪ (1‬زبي ــدة ‪ ) :‬زبي ــدة بن ــت جعف ــر ب ــن المنص ــور‪٢١٦ -… ،‬هـ ـ‪٨٣١-…/‬م(‪ :‬الهاش ـ ّـمية‬
‫ومــن مالمــح الســيدة زبيــدة فــي نصــوص الــف ليلــة وليلــة انهــا امـراة‬
‫ٔ‬
‫اتهن‪ .‬وهـي‬ ‫العباسية‪ ،‬زوجة هـرون ّالرشـيد‪ ،‬وبنـت ّعمـه‪ .‬مـن فضـليات النسـاء وشـهير ّ‬ ‫ّ‬ ‫َو ِل َعــة بــامتالك الجــواهر و االحجــار الكريمــة‪ ،‬ومــن كـثــرة جواهرهــا ٕفا ّنهــا‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ّ‬ ‫ٔ‬ ‫ّ‬
‫ام االمــين العباســي‪ .‬اســمها "امــة العزيــز" وغلــب عليهــا لقبهــا زبيــدة‪ .‬قيــل‪ :‬كــان جــدها‬
‫ٔ ٔ‬ ‫لم تكن قادرة على المشي‪ ،‬كما يقول احد الرواة)‪ » :(٣٨‬ثم رايت عشرين‬
‫المنصور ّيرقصها في طفولتها ويقول ‪ :‬يا زبيدة ٔانـت زبيـدة ! فغلـب علـى ذلـك اسـمها‪.‬‬ ‫ـنهن السـ ّـيدة زبيــدة وهــي ال تقــدر علــى المشــي ّممــا عليهــا‬ ‫جاريــة )…( وبيـ ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ولمــا ُقتــل ابنهــا االمــين‪ ،‬اضــطهدها رجــال المــامون‬
‫ٔ‬ ‫ً‬
‫تـ ّـزوج بهــا ّالرشــيد ســنة ‪١٦٥‬هـ ـ ّ‬ ‫الح َلل «‪.‬‬ ‫من ِالح َلى و ُ‬
‫فكـتبـت ٕاليــه تشــكو حالهــا‪ ،‬فعطــف عليهــا‪ ،‬وجعــل لهــا قصـرا فــي دار الخالفــة‪ ،‬واقــام‬ ‫السيدة زبيدة بامتالك الذهب والجواهر الكريمة‪،‬‬ ‫شدة ولع ّ‬ ‫ومن ّ‬
‫لها الوصائف والخدم‪ .‬وكانت لها ثروة واسعة‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ٔ‬
‫الزركلـ ـ ــي‪ ،‬خيرال ـ ــدين‪ :‬االعـ ـ ــالم‪،‬دار العل ـ ــم للماليـ ـ ــين‪ ،‬بيـ ـ ــروت‪ ،‬الطبعـ ـ ــة الثانيـ ـ ــة‬
‫فقد كانت تحرص على امتالك انفس الجواهر‪ ،‬واكبرها فـي بغـداد‪ .‬يقـول‬
‫جالسا ذات يوم فـي تخـت الخالفـة‪،‬‬ ‫الراوي)‪ » :(٣٩‬ا ّن هارون الرشيد كان ً‬
‫عشرة‪،‬شباط) فبراير(‪١٩٩٧،‬م‪.٤٢/٣ ،‬‬ ‫ٕ‬
‫)‪ٔ (2‬الف ليلة وليلة‪،‬منشورات دار مكـتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دون تاريخ‪.٢٩٦/٤ ،‬‬ ‫مرصـع‬ ‫ٕاذ دخل عليه غالم مـن الطواش ّـية و معـه تـاج مـن الـذهب ٔاالحمـر ّ‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ– اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫)‪ (3‬م س‪.٢٩٦/٤ ،‬‬ ‫بالدر والجوهر‪ ،‬وفيه سائر اليواقيـت والجـواهر مـا ال يفـي بـه مـال‪ .‬ث ّـم ٕا ّن‬ ‫ّ‬
‫ٔ‬
‫)‪ (4‬م س‪.٢٩٦/٤ ،‬‬ ‫الغالم )…( قال له‪ :‬يـا اميـر المـؤمنين ٕا ّن الس ّـيدة زبيـدة )…( تقـول لـك‪:‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫ً‬
‫)‪ (5‬م س ‪.٢٩٦/٤ ،‬‬
‫مع مالحظة ٔا ّن الراوي يخطئ ّ‬ ‫انت تعرف ا ّنها قد عملت هذا التاج وا ّنه محتاج ٕالـى جـوهرة كبيـرة تكـون‬
‫تاريخيا حين يقول عن هرون الرشيد ٕا ّنه السـادس مـن‬ ‫في ٔراسه ّ‬
‫ٔ‬
‫العباسـ ّـي الخــامس بعــد الخلفــاء االربعــة الــذين‬ ‫العبــاس‪ ،‬فالرشــيد هــو الخليفــة ّ‬ ‫بنــي ّ‬ ‫وفتشت في ذخائرها فلم تجـد فيهـا جـوهرة كبيـرة علـى غرضـها‪«.‬‬
‫ٔ‬ ‫ّ‬ ‫ٔ‬
‫العباس ّـية‪ ،‬وهـم‪ :‬ابـو ّ‬ ‫سبقوه فـي حكـم الدولـة ّ‬ ‫يفتشـوا عـن جــوهرة‬ ‫الحجـاب و الن ّـواب ٔان ّ‬ ‫وعنـد ذلـك يطلـب الرشـيد مـن ّ‬
‫العبـاس عبـد ﷲ السـفاح‪ ،‬و ابـو جعفـر‬
‫المنصور‪ ،‬و محمد المهدي بن المنصور‪ ،‬و الهادي بن المهدي‪.‬‬ ‫مناسبة ترضي طموح زوجته)‪.(٤٠‬‬
‫‪‬א‪‬‬

‫‪٢١‬‬ ‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ‪.‬ﻣﺤﻜﻤﺔ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬

‫حتــي‪ ،‬فيليــب‪ :‬ا ٕالســالم مــنهج حيــاة‪ ،‬تعريــب د‪ .‬عمــر فــروخ‪ ،‬دار العلــم للماليــين‪،‬‬ ‫)‪ (6‬م س‪.٢٩٦/٤ ،‬‬
‫ٓ‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬اذار ‪١٩٨٣‬م‪ ،‬ص‪. ١٧٠‬‬ ‫)‪ (7‬م س‪.٢٩٧/٤ ،‬‬
‫ٓ‬ ‫ٓ‬
‫)‪ (30‬سورة ال عمران‪ ،‬االية‪.١٥٩ :‬‬ ‫)‪ (8‬م س‪.٢٩٧/٤ ،‬‬
‫ٓ‬
‫)‪ (31‬سورة الشورى‪ ،‬االية‪.٣٨ :‬‬ ‫)‪ (9‬م س‪.٢٩٨/٤ ،‬‬
‫)‪ٔ (32‬الف ليلة وليلة‪.٢٤/٤ ،‬‬ ‫)‪ (10‬م س ‪.٣٠٠/٤ ،‬‬
‫)‪ (33‬م س‪.٨/٣ ،‬‬ ‫)‪ (11‬م س ‪.٢٩٩/٤ ،‬‬
‫)‪ (34‬جيــب‪ ،‬هــاملتون‪ :‬التــاريخ ا ٕالســالمي فــي العصــور الوســطى‪،‬دون ذكــر المتــرجم‪،‬‬ ‫)‪ (12‬م س‪.٣٠٠/٤ ،‬‬
‫المركز العربي للكـتاب‪ ،‬دمشق‪ ،‬دون تاريخ‪ ،‬ص‪.٤٨‬‬ ‫)‪ (13‬ب ــارت‪ ،‬روالن‪ :‬درس الس ــيمولوجيا‪ ،‬ترجم ــة عب ــد الس ــالم ب ــن عب ــد الع ــالي‪ ،‬دار‬
‫)‪ٔ (35‬الف ليلة وليلة‪.٨/٣ ،‬‬ ‫توبقال للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪/‬المغرب‪ ،‬الطبعة الثانية ‪١٩٨٦‬م‪ ،‬ص ‪.١٢‬‬
‫)‪ (36‬م س ‪.٨/٣ ،‬‬ ‫)‪ٔ (14‬الف ليلة وليلة‪.٤٣٧/٢ ،‬‬
‫)‪ (37‬م س ‪.٨/٣ ،‬‬ ‫)‪ (15‬م س ‪.٤٣٠/٢ ،‬‬
‫ٔ‬
‫)‪ (16‬يقول عبد ﷲ بن المقفع‪" :‬ينبغي لمن خـدم السـلطان ان ال يغت ّـر بـه‪ ،‬و ال ّ‬ ‫ّ‬
‫)‪ (38‬م س‪.١٤٢/١ ،‬‬ ‫يتغيـر‬
‫ٔ‬
‫)‪ (39‬م س‪.٨/٣ ،‬‬ ‫حملــه‪ ،‬وال يلحــف فــي مســالته‪ .‬وقــال ٔايضـ ًـا‪ :‬ال تكــون‬ ‫لــه ٕاذا ســخط‪ ،‬وال يســتثقل مــا ّ‬
‫ٔ‬ ‫ّ‬ ‫صحبتك للسـلطان ٕا ّال بعـد رياضـة منـك لنفسـك علـى طـاعتهم؛ ف ٕـان كنـت حافظـا ٕاذا‬
‫ً‬
‫)‪ (40‬لكـ ّـن هــؤالء النــواب يعجــزون عــن ٕايجادهــا فــي بغــداد‪ ،‬ويؤكــدون لــه ان مثــل هــذه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجــوهرة ال توجــد ٕا ّال فــي البصــرة‪ ،‬وعنــد ٔاثــرى ٔاثريــاء البصــرة‪ ،‬وهــو التــاجر ٔابــو محمــد‬ ‫ـيال ٕاذا ص ـ ــرموك‪ ،‬راض ـ ـ ًـيا ٕاذا‬ ‫ّول ـ ــوك‪ ،‬ح ـ ــذ ًرا اذا ّقرب ـ ــوك‪ٔ ،‬امين ـ ـ ًـا اذا ائتمن ـ ــوك‪ ،‬ذل ـ ـ ً‬
‫ٕ‬ ‫ٕ‬
‫الكسالن‪ ،‬فيرسل مسرو ًرا ّ‬ ‫ّٔ‬ ‫ٔ‬ ‫وكانك ت ّ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔاسخطوك؛ ّ‬
‫السياف ٕالى البصرة ليحضر هذه الجوهرة‪ ،‬و عند ذلك =‬ ‫ـؤدبهم‪ ،‬و كا ّنـك تتـادب بهـم‪ ،‬وتشـكرهم‬ ‫ـتعلم مـنهم‪ ،‬وت ّ‬ ‫تعلمهم‬
‫ـامال معــه للرشــيد هــدايا ثمينــة جـ ّـد ًا‪" ،‬مــن‬ ‫= قــدم ٔابــو محمــد الكســالن الــى بغــداد حـ ً‬ ‫فالبعد عنهم ّكل البعد‪ ،‬والحذر منهم ّكل الحذر"‪.‬‬ ‫تكلفهم الشكر‪ ،‬و ٕا ّال َ‬ ‫وال ّ‬
‫ٕ‬
‫ّ ٔ‬ ‫ٔ‬
‫جملتهـا ٔاشــجار مــن الــذهب‪ ،‬و ٔاوراقهــا مــن الزمــرد االبــيض‪ ،‬وثمارهــا يــاقوت احمــر و‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫عــن‪ /‬اب ــن عب ــد ربــه‪،‬ابو عم ــر احم ــد بــن محم ــد االندلس ــي‪ :‬العقــد الفريد‪،‬ش ــرح ك ــرم‬
‫ٔاصفر ولؤلؤ ٔابيض"‪ ،‬با ٕالضافة ٕالى ٔانواع عديدة من الجواهر النفيسة‪.‬‬ ‫البستاني‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬بيروت‪،‬الطبعة الثانية‪١٩٨١‬م‪.٢٠/١ ،‬‬
‫ٔالف ليلة و ليلة‪.١٠/٣ ،‬‬ ‫المقفع‪" :‬ينبغـي لمـن خـدم السـلطان ٔان ال يغت ّـر بـه‪ ،‬و ال ّ‬
‫يتغيـر‬ ‫)‪ (17‬يقول عبد ﷲ بن ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫)‪ (41‬حتي‪ ،‬فيليب‪ :‬ا ٕالسالم منهج حياة‪ ،‬ص‪.١٨٤‬‬ ‫حملــه‪ ،‬وال يلحــف فــي مســالته‪ .‬وقــال ايضـ ًـا‪ :‬ال تكــون‬ ‫لــه ٕاذا ســخط‪ ،‬وال يســتثقل مــا ّ‬
‫)‪ (42‬المس ــعودي‪ٔ ،‬اب ــو الحس ــن عل ــي ب ــن الحس ــين ب ــن عل ــي‪ :‬م ــروج ال ــذهب ومع ــادن‬ ‫صحبتك للسـلطان ٕا ّال بعـد رياضـة منـك لنفسـك علـى طـاعتهم؛ ف ٕـان كنـت حافظـا ٕاذا‬
‫ً‬
‫ٔ‬
‫الجواهر‪،‬تحقيــق‪ :‬عبــد االميــر مهنــا‪ ،‬منشــورات مؤسســة االعلمــي‪ ،‬بيــروت‪ ،‬الطبعــة‬
‫ٔ‬
‫ـيال ٕاذا ص ـ ــرموك‪ ،‬راض ـ ـ ًـيا ٕاذا‬ ‫ّول ـ ــوك‪ ،‬ح ـ ــذ ًرا اذا ّقرب ـ ــوك‪ٔ ،‬امين ـ ـ ًـا اذا ائتمن ـ ــوك‪ ،‬ذل ـ ـ ً‬
‫ٕ‬ ‫ٕ‬
‫ٔ‬ ‫ّٔ‬ ‫ٔ‬ ‫وكانك ت ّ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔاسخطوك؛ ّ‬
‫االولى ‪١٤١١‬هـ‪١٩٩١/‬م‪.٣٣٧/٤ ،‬‬ ‫ـؤدبهم‪ ،‬و كا ّنـك تتـادب بهـم‪ ،‬وتشـكرهم‬ ‫ـتعلم مـنهم‪ ،‬وت ّ‬ ‫تعلمهم‬
‫)‪ (43‬علي بـن ماهـان‪) :‬علـي بـن عيسـى بـن ماهـان‪ … ،‬ـ ‪١٩٥‬ه ـ‪ …/‬ـ ‪٨١١‬م(‪ :‬مـن كبـار‬ ‫فالبعد عنهم ّكل البعد‪ ،‬والحذر منهم ّكل الحذر"‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تكلفهم الشكر‪ ،‬و ٕاال َ‬ ‫وال ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫القــادة فــي عصــر الرشــيد و االمــين العباسـ ّـيين‪ .‬و هــو الــذي حـ ّـرض االمــين علــى خلــع‬ ‫عن‪ /‬ابن عبد ربه االندلسي‪ :‬العقد الفريد‪.٢٠/١ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ٔ‬ ‫ّ ٔ‬ ‫ٔ‬
‫المــامون مــن واليــة العهــد‪ .‬وســيره االمــين لقتــال المــامون بجــيش كبيــر‪ ،‬وواله ٕامــارة‬ ‫)‪ (18‬م س‪.٢٩/١ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫همذان و اصبهان ّ‬ ‫ٔ‬ ‫ّٔ‬
‫وقم وتلك البالد‪ ،‬فخرج من بغداد في اربعين الف فارس‪ ،‬فتلقاه‬ ‫)‪ (19‬ضــيف‪ ،‬د‪.‬شــوقي‪ :‬العصــر العباســي االول‪،‬دار المعــارف‪ ،‬القــاهرة‪ ،‬دون تــاريخ‪،‬‬
‫ٔ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٔ‬
‫طاهر بن الحسين قائد جيش المامون في الري‪ ،‬فقتل ابن ماهان وانهزم اصحابه‪.‬‬ ‫ص‪.٤٥‬‬
‫ٔ‬
‫الزركلي‪ ،‬خير الدين‪ :‬االعالم‪.٣١٧/ ٤،‬‬ ‫)‪ٔ 20‬الف ليلة وليلة‪.٢٣٠/١ ،‬‬
‫ٓ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫)‪ (44‬لمزي ــد م ــن االط ــالع‪ :‬ينظ ــر‪:‬اب ــن طباطب ــا‪ ،‬محم ــد ب ــن عل ــي‪ :‬الفخ ــري ف ــي االداب‬ ‫)‪ (21‬االغاني‪ ،‬تحقيـق عبـد الكـريم ٕابـراهيم الغربـاوي‪ ،‬الهيئـة المصـرية العامـةللتاليف‬
‫ـالمية‪،‬دون محقـ ــق‪ ،‬دار صـ ــادر‪ ،‬بيـ ــروت‪،‬دون تـ ــاريخ‪،‬‬ ‫ـلطانية و الـ ــدول ا ٕالسـ ـ ّ‬ ‫السـ ـ ّ‬ ‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة ‪١٣٨٩‬هـ‪١٩٧٠ /‬م‪.٦٧/١٨ ،‬‬
‫ص‪.٢١٤‬‬ ‫وعلمها‪.‬‬ ‫خر َجها‪ّ :‬دربها ّ‬ ‫)‪َّ (22‬‬
‫الســلمي‪ٔ ،‬ابــو الوليــد‪ … ،‬ـ نحــو ‪١٩٥‬هـ ـ‪…/‬ـ ـ‬ ‫الســلمي‪ٔ ) :‬اشــجع بــن عمــرو ُّ‬ ‫)‪ٔ (45‬اشــجع ُّ‬ ‫معلــوف‪ ،‬لــويس ‪:‬المنجــد فــي اللغة‪،‬منشــورات اســماعيليان‪ ،‬طه ـران‪ /‬دار المشــرق‪،‬‬
‫ٔ‬
‫نح ــو‪٨١١‬م(‪ :‬ش ــاعر فح ــل‪ ،‬ك ــان معاص ـ ًرا لبش ــار‪ُ .‬ول ــد باليمام ــة و نش ــا ف ــي البص ــرة‪،‬‬ ‫بيروت‪ ،‬الطبعة الحادية والعشرون‪١٩٧٣ ،‬م‪ ،‬مادة‪ :‬خرج‪ ،‬ص‪.١٧٣‬‬
‫واستقر ببغداد‪ .‬مدح البرامكة وانقطع ٕالى جعفر بن يحي ّ‬ ‫ّ‬ ‫وانتقل الى ّ‬ ‫ٔ‬
‫فقربـه مـن‬ ‫الرقة‬ ‫ٕ‬ ‫)‪ (23‬يحــي البرمكــي‪) :‬يحــي بــن خالــد بــن برمــك‪ ١٢٠ ،‬ـ ‪١٩٠‬ه ـ‪ ٧٣٨/‬ـ ‪٨٠٥‬م(‪ :‬ابــو‬
‫ٔ‬ ‫الفضــل‪ ،‬الــوزير الجــواد‪ ،‬ســيد بنــي برمــك ٔوافضــلهم‪ .‬وهـ ّـو مـ ّ‬
‫الرشيد‪ُٔ ،‬فاعجب الرشيد بـه‪ ،‬فـاثرى وحسـنت حالـه‪ ،‬وعـاش ٕالـى مـا بعـد وفـاة الرشـيد‬ ‫ـؤدب الرشــيد العباسـ ّـي‬
‫ٔ‬ ‫ومعلمــه ّ‬ ‫ّ‬
‫الزركلي‪ ،‬خير الدين‪ :‬االعالم‪.٣٣١/١،‬‬ ‫ورثاه‪.‬‬ ‫ومربيــه‪ .‬رضــع الرشــيد مــن زوجــة يحيـ ــى مــع ابنهــا الفضــل‪ ،‬فكــان يــدعوه‪ :‬يــا‬
‫ٔ‬ ‫ٔابي‪ ،‬ولما ولـي هـرون الرشـيد الخالفـة دفـع خاتمـه ٕالىيحي ــى‪ ،‬وقلـده امـره‪ ،‬فبـدا يعلـو‬
‫َ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ّ‬
‫)‪ (46‬ال َن ْب َعة‪ :‬واحدة شجرة َالن ْبع‪ .‬وتستعمل للقوس‪ .‬ويقال‪" :‬هـو مـن نبعـة كريمـة" اي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫المنجد في اللغة‪ ،‬مادة‪ :‬نبع‪ ،‬ص‪.٧٨٦‬‬ ‫من اصل كريم‪.‬‬ ‫شانه‪ .‬واشتهر يحيــى بجوده وحسـن سياسـته‪ .‬واسـتمر ٕالـى ان نكـب الرشـيد البرامكـة‬
‫ٔ‬
‫)‪ (47‬البطحاء‪ :‬مسيل واسع فيه رمل وحصى‪.‬‬ ‫فقبض عليه وسجنه في "الرقة" ٕالى ان مات‪.‬‬
‫ٔ‬
‫المنجد في اللغة‪ ،‬مادة‪َ :‬ب َطح‪ ،‬ص‪.٤١‬‬ ‫الزركلي‪ ،‬خير الدين‪ :‬االعالم‪.١٤٤/٨ ،‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫)‪ (48‬االصفهاني‪ :‬االغاني‪.٢٢٦/١٨ ،‬‬ ‫)‪ٔ (24‬الف ليلة وليلة‪.١٤٢/١ ،‬‬
‫ٔ‬
‫)‪ٔ (49‬ابــو يوســف‪) :‬يعقــوب بــن اب ـراهيم بــن حبيــب االنصــاري‪١٨٢-١١٣ ،‬هـ ـ‪-٧٣١/‬‬ ‫)‪ (25‬م س‪.٢٩٦/٤ ،‬‬
‫‪٧٩٨‬م(‪ :‬صــاحب ا ٕالمــام ٔابــي حنيفــة‪ ،‬وتلميــذه‪ ،‬و ٔا ّول مــن نشــر مذهبــه‪ .‬كــان فقيهـ ًـا‬ ‫)‪ (26‬م س‪.٢٩٦/٤ ،‬‬
‫وتفقــه بالحــديث والروايــة‪ ،‬ثــم لــزم ٔابــا‬ ‫ـاظ الحــديث‪ .‬ولــد بالكوفــة‪ّ ،‬‬ ‫عالمــة‪ ،‬مــن حفـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫)‪ (27‬م س‪.٢٩٤/٤ ،‬‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫حنيفــة النعمــان‪ ،‬وولــي القضــاء ببغــداد ايــام المهــدي واله ـادي والرشــيد‪ ،‬ومــات فــي‬ ‫)‪ (28‬خليـل‪ ،‬د‪ .‬خليـل احمـد‪ :‬مضـمون االسـطورة فـي الفكـر العربـي‪ ،‬دار الطليعـة‪،‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ– اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫خالفتــه‪ ،‬ببغــداد‪ ،‬وهــو علــى القضــاء‪ .‬وكــان واســع العلــم بالتفســير والمغــازي ٔوايــام‬ ‫بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬نيسان‪ٔ /‬ابريل ‪١٩٨٦‬م‪ ،‬ص‪.١٧٣‬‬
‫ٔ‬
‫الزركلي‪ ،‬خيرالدين‪ :‬االعالم‪.١٩٣/٨ ،‬‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫ـوي معاويــة‬ ‫ـتبدادية قــد ٔتا ّسســت علــى يــد الخليفــة االمـ ّ‬
‫ٔ‬ ‫)‪ (29‬ويبــدو ٔا ّن هــذه النزعــة االسـ ّ‬
‫حق‪ ،‬ص‪.١٤٤‬‬ ‫الح ّق‪ :‬الوعاء‪ .‬المنجد في اللغة‪ ،‬مادة‪ّ :‬‬ ‫)‪ُ (50‬‬ ‫بــن ٔابــي ســفيان )‪٦٠-٤١‬هـ ـ‪٦٨٠-٦٦١/‬م(‪ ،‬الــذي هــدم كـثي ـ ًرا مــن ٔاخــالق التواضــع‬
‫ٔ‬ ‫ٔ‬
‫م س‪ ،‬مادة‪ :‬جام‪ ،‬ص‪.١١١‬‬ ‫فارسية(‪.‬‬ ‫الكاس ) ّ‬ ‫)‪ (51‬الجام‪:‬‬ ‫والتقشــف التــي عرفهــا المســلمون االوائــل‪ٕ ،‬اذ " جــاء ِببــدع فــي الحكــم كـثيــرة منهــا ٔا ّنــه‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ٔ‬
‫م س‪ ،‬مادة‪ :‬تخت‪ ،‬ص‪.٥٩‬‬ ‫)‪َ (52‬الت ْخت‪ :‬خزانة المالبس‪.‬‬ ‫ـرس ورف ــع لنفس ــه عرش ــا ف ــي قص ــره وش ـ ّـيد مقص ــورة ف ــي المس ــجد‬ ‫اح ــاط نفس ــه بح ـ ٍ‬
‫)‪ (53‬المسعودي‪ :‬مروج الذهب ومعادن الجوهر‪.٣٧٢/٣ ،‬‬ ‫لصالته‪.".‬‬

‫‪‬א‪‬‬

‫‪٢٢‬‬ ‫دورﻳﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ‪.‬ﻣﺤﻜﻤﺔ‪.‬رﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬

You might also like