Professional Documents
Culture Documents
مــن حكايــات الــف ليلــة و ليلــة ،يجعــل ال ـراوي منــار الســنا تضــع ولــديها
ٔ
ـحري ،و تطيـر باوالدهـا ٕالـى واق تحت ثوبها ،و تفـتح جنـاحي الثـوب الس ّ
ٔ
ٔ
الواق ،بالد ابيها).(١٠
طا على من دونه ّـن مـن الجـواري وا ٕالمـاء
الســيدة زبيــدة بنــت جعفــر المنصــور)، (١
ٔ
الس ــلطة ف ــي ال ــف ليل ــة وليل ــة ّالل ــواتي ٔاه ـ ّـم نس ــاء ّ
تسل ً مارسن ّ
والرجــالّ ، ّ
من
الفرديــة ،و اســتمتاعها نانيتهــا ّ ٕا ّن السـ ّـيدة زبيــدة ،و ٔامــام طغيــان ٔا ّ ـرؤ ٔ ُ
ٕاذ تبــرز هــذه المـراة كنمــوذج متســلط ،مطــاع طاعــة عميــاء ،ال يجـ احــدّ ٔ
ـحري)،(١١ برؤية منار السنا ،و هي تلعـب و تتمايـل ،و تـرقص بثوبهـا الس ّ على مخالفتها من جواري قصرها ،و من رجال مدينة بغداد ونسائها.
ٓ ال ّ ففــي حكايــة » حســن الصــائغ البصـ ّ
يهمهـا ٕان هــي سـ ّـببت التعاسـة لالخــرين ،و ٕان هــي باعـدت بــين حســن السـ ّـيدة زبيــدة ـري « ،تســمع ّ
ً ً ٔ ٔ
حبــا خر ّافيــا يفــوق يحبهــا ّ البصــري ،و اوالده و زوجتــه منــار الســنا ،التــي ّ الس ـ ــنا زوج ـ ــة حسـ ــن البصـ ــري ،فتـ ــامر ٕباحض ـ ــار مس ـ ــرور بجم ـ ــال منـ ــار ّ
ٔ ســحر ثوبهــا و قدراتــه الخر ّافيــة ،و ال ّ )ٔ ٔ (٢ ً ّ ٔ ٔ ّ
يهمهــا ٕان اغتالــت احالمــه ،و جعلتــه السياف ،فياتيها صاغرا ،ويقبل االرض بين يديها ،و تـامره ان يـذهب
ٔ ّ ٔ ً ٔ ً ّ ّ
يتحمل اقصى االهوال ،و هـو يقطـع الجبـال و البحـار مندفعا الن يائسا، ويحضــر الســيدة منــار الســنا » :فقالــت لــه يــا مســرور اذهــب )…( وائــت
ّٔ ٔ ٔ ّ ّ
بحثـ ًـا ع ــن زوجت ــه ،و جعلــت ام ــه غارق ــة ف ــي بكائه ــا ،و لط ــم وجهه ــا ،و بالصـ ّـبية التــي هنــاك هــي واوالدهــا و العجــوز ]ام حســن البصــري[ التــي
ٓ الماسـ ّ ٔ
ـاوية) .(١٢و هــي فــي ســبيل تحقيــق ســعادتها اال ّنيــة برؤيــة غشــيتها عنــدها بســرعة و ال تبطــئ ،فقــال مســرور الســمع و الطاعــة .«(3) .فيــذهب
ّ ٔ ْ ُ ً ٔ ٔ
امراة جميلة ترقص رقصـا يفـوق رقـص جواريهـا مجتمعـات ،مسـتعدة الن مســرور ٕالــى منــزل حســن البصــري ،و يطلــب مــن العجــوز ان تحضــر هــي
ٔ ٔ
تضـ ّـحي بكـ ّـل احــالم شــعبها فــي بغــداد ،و ليــذهب الشــعب ٕالــى جحــيم وزوج ابنها ،و اوالدهإ ،الى قصر زبيدة ،ل ُتسعد زبيدة برؤية جمال منار
التعاسة طالما هي ّ ٔ الســنا ،لكـ ّـن العجــوز تعتــذر و ّ
تستلذ بجمالية المشهد الراقص. تتوســل ٕاليــه ان يعفيهــا و زوج ابنهــا ،مــن
ّ ّٔ
السيدة زبيدة السلطوية ايـة مشـاعر تحرك في ّ ٕا ّن ٓماسي ٓاالخرين ال ّ الذهاب » :يا مسرور نحن ناس غرباء و زوج البنت ولدي ما هو فـي البلـد
ٓ ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ
ـيئا ٕا ّال
ـاالخرون ال يعنــون لهــا شـ ً حــزن او تعــاطف ،او شــفقة نحــوهم ،فـ و لم يامرني بالخروج انـا و ال هـي الحـد مـن خلـق ﷲ تعـالى ،و انـا اخـاف
ٓ ٔ ٔ ٔ
بقــدر مــا يق ـ ّدمون لهــا مــن هــدايا و رشــاوى و مسـ ّـرات ا ّنيــة .و هنــا يمكــن ان يجري امر و يحضر ولدي فيقتل روحـه فمـن ٕاحسـانك يـا مسـرور ان ال
ٔ ٔ
القــولٕ :ا ّن ال ـراوي ،و بشــكل خفـ ّـي ،يبـ ّـث ٕايديولوجيتــه المعاديــة لنظــام تكلفنــا مــا ال نطيــق .«(4) .و ال ّن مســرو ًرا يعتقــد جازمـ ًـا ا ّن سـ ّـيدته زبيــدة، ّ
ً ٔ بموقعهــا السـ ّ
القصر في بغداد ،و لمؤسسة السلطة في هذا القصر. ـلطوي ،هــي افضــل خلــق ﷲ جميعــا مــن النســاء ،بوصــفها
و يمكن القول ٔايض ًـا :ا ّن السـلطة فـي ٔالـف ليلـة و ليلـة تش ّـكل فعـالً العبــاس ،عـ ّـم » زوجــة ٔاميــر المــؤمنين هــارون الرشــيد الســادس مــن بنــي ّ
ٕ
ـدميري ًا ضـ ّـد ٓاالخــر ُالمسـ َـتلب ،و ضـ ّـد طموحاتــه ٔالن يعــيش حـ ّ ًـرا و حالمــاً تـ ّ ٔ
سلمٕ .«(5) .فا ّن على نسـاء بغـداد و رجالهـا ّكلهـا ان صلى ﷲ عليه و ّ النبي ّ
ٔ ً ٓ ٔ ٔ ٔ ٔ
ّ ّ
و امنـ ـ ــا .و منـ ـ ــذ ان تشـ ـ ــكلت السـ ـ ــلطة كانـ ـ ــت » متعـ ـ ــددة فـ ـ ــي الفضـ ـ ــاء تخضــع لرغباته ــا و اوامره ــا ،شــاءت ام اب ــت .فم ــا كــان من ــه ٕا ّال ان رف ــض
ـاريخي .و عن ــدما نبعــدها و نــدفعها ـاعي ]و[ ّممت ـ ّـدة فــي الزم ــان التـ ّ االجتمـ ّ قائال » :ال تخالفي تندمي.«(6) . اعتذار الم ٔراة ،و ّهددها بسيف زبيدة ً
ّ ّ ٔ ـوز ٔ
هنا ،سرعان ما تظهر هنالـك ،و هـي ال تـزول البتـة قـم ضـدها بثـورة بغيـة و بطبيع ــة الح ــال ال تس ــتطيع العج ـ ان تخ ــالف اوام ــر زبي ــدة،
القضــاء عليهــا ،و ســرعان مــا تنبعــث و تنبــت فــي حالــة جديــدة )…( ٕا ّن حت ــى ال تن ــدم ،فت ــذهب برفق ــة من ــار الس ــنا ٕال ــى قص ــر زبي ــدة ،و عن ــدما ّ
ٔ َ
الســلطة جرثومــة عالقــة بجهــاز يختــرق المجتمــع و يـرتبط بتــاريخ البشـ ّـرية تشــاهدها زبيــدة تــدهش مــن جمالهــا ،و تســالها » :يــا سـ ّـيدة المــالح )…(
ٔ ٔ
السياسي وحده.«(13) . ّ في مجموعه ،و ليس بالتاريخ ا ّي ش ــيء عن ــدك م ــن ال ــذخائر ).«(7و ال ّن من ــار الس ــنا تري ــد الس ــفر م ــن
ٔا ّما في حكاية » هرون الرشيد مع محمد بن علي الجوهري «ٕ ،فانّ بغداد ،برفقة اوالدهـإ ،الـى واق الـواق ـ ض ّـد رغبـة زوجهـا حسـن البصـري ٔ
ٔ ٔ ٔ
ـتبدة و مطاعــة؛ و مــن تطلبــه ٕالــى قصــرها يجــب السـ ّـيدة زبيــدة تبــدو مسـ ّ الـذي يخـاف ان تهـرب بـاوالده و ال تعـود اب ًـدا ـ ٕفا ّنهـا تسـتثمر فرصـة لقائهـا
عدوت ــه .فف ــي ه ــذه علي ــه الحض ــور و ٕا ّال ٕفا ّنه ــا ستغض ــب علي ــه و تبق ــى ّ لتؤثر في زبيـدة بسـطوة جمالهـاّ ،
فتؤكـد بزبيدة لتحتال على ٔا ّم زوجها ،و ّ
ٔ ً ٔ ٔ ٔ
الحكايــة يــذكر ال ـراوي ا ّنهــا ســمعت مــن جــواري القصــر التــي تنقــل ٕاليهــا ـاال لــو ا ّنهــا لهــا ا ّن لهــا ثوبـ ًـا عجيبـ ًـا مــن الــريش ،و ا ّنهــا ســتكون اكـثــر جمـ
ثري ـ ًـا ،و ذا ص ــوت ٔاخب ــار بغ ــداد و عالق ــات س ـ ّـكانهأ ،ا ّن ت ــاج ًرا ظريف ـ ًـا و ّ ٔ
تمكنت من ارتدائـه ،و ا ّن هـذا الثـوب قـد اخفـاه زوجهـا حسـن البصـري،
ٔ ّ
ّ ٔ ّٔ ٔ
ـجي ،يقـيم فـي بغـداد ،و قـد صـار زوج ًـا للس ّـيدة دنيـا البرمكيـة ـ اخـت ش ّ و سافر خـارج بغـداد .و مـن ث ّـم تطلـب مـن زبيـدة ان تـرغم ام زوجهـا علـى
ّ ٔ ٔ
الوزير جعفر البرمكي ـ فترسـل ٕاليـه ٕاحـدى عجـائز القصـر ،ليحضـر ٕاليهـا، حت ــى تتا ّك ــد م ــن ص ـ ّـحة ان ترج ــع له ــا ه ــذا الث ــوب ،لتلبس ــه بحضـ ـرتها،
السيدة دنيإ ،ان هو غـادر قصـرها .فيعتـذر لكن الرجل يخاف من زوجته ّ ّ كالمهــا » :فقالــت الصـ ّـبية يــا سـ ّـيدتي لــي ثــوب ريــش لــو لبســته بــين يــديك
ع ــن ال ــذهاب ،لك ـ ّـن العج ــوز ته ـ ّـدده بغض ــب الس ـ ّـيدة زبي ــدة ،فيض ــطرّ ل ٔرايــت ٔاحســن ممــا تعجبــين منــه ،و يتحـ ّـدث بحســنه كـ ّـل مــن ي ـراه جـ ً
ـيال
للذهاب ُم ً ٔ ٔ
كرها .يقول الراوي) » :(١٤و قالت] :العجـوز[ يـا س ّـيدي محمـد، بعــد جيــل ،فقالــت و ايــن ثوبــك هــذا؟ قالــت هــو عنــد ا ّم زوجــي فاطلبيــه
ٔ
السيدة زبيدة تدعوك ٕفا ّنها سمعت بادبك و ظرفك و حسـن غنائـك. ٕا ّن ّ لي منها.«(8) .
ٔ ٔ
فقل ــت له ــا :و ﷲ ال اق ــوم م ــن مك ــاني ّ ٔ
حت ــى ت ــاتي الس ـ ّـيدة دني ــا .فقال ــت و تطلــب السـ ّـيدة زبيــدة مــن ام حســن البصــري ـ ال يــذكر ال ـراوي
العج ـ ــوز :ي ـ ــا س ـ ـ ّـيدي ال تجع ـ ــل الس ـ ـ ّـيدة زبي ـ ــدة تغض ـ ــب علي ـ ــك و تبق ـ ــى اسـ ًـما لهــذه ٔاالم ـ ٔان تــذهب و تحضــر ثــوب الــريش ،لكـ ّـن المـ ٔراة العجــوز
ـدوتك ،فقــم ّكلمهــا و ارجــع ٕالــى مكانــك .و قمــت مــن وقتــي و ّتوجهــت عـ ّ ـيئا عــن هــذا الثــوب .عنــدها تســتنفر زبيــدة تقســم ب ــاهلل ا ّنهــا ال تعــرف شـ ً
ٕ
ٔ ٔ ٔ ً
تصمم على انتزاع الثـوب قهـ ًرا و اغتصـابا .يقـول الـراوي)» :(٩
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ– اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ
ٕاليها و العجوز امامي ٕالى ان اوصـلتني ٕالـى الس ّـيدة زبيـدة .« .فـالجوهري سطوتها ،و ّ
ٔ ٔ ٔ ٔ
ال يس ــتطيع ان يخ ــالف ام ــر الس ـ ّـيدة زبي ــدة ،ال ّن مخالفت ــه تعن ــي غض ــبها فص ــرخت الس ـ ّـيدة زبي ــدة عل ــى العج ــوز و اخ ــذت منه ــا المفت ــاح و ن ــادت
ٔ ٔ
الشــديد عليــه ،و بالتــالي قــد تعنــي نفيــه عــن بغــداد ،او مصــادرة اموالــه، مسرو ًرا فحضر و قالت له :خذ هذا المفتاح و اذهـب ٕالـى الـدار ،و افتحهـا
ٔ ٔ ً ٔ
وممتلكاته ،و ال سيما ا ّنـه مـن اغنـى ّتجـار بغـداد ،بـل و كمـا يـذكر الـراوي صندوقا فاخرجه و اكسره و هات الثوب الريش )…( تجد في وسطها
يصل في ثرائه ٕالى درجة ثراء الخليفة هرون الرشيد ،و يفوقه ثر ًاء).(١٥ حت ــى ـدي « .و م ــا ٕان يحض ــر ث ــوب ال ــريشّ ، ال ــذي في ــه واحض ــره ب ــين ي ـ ّ
ـص فـي كـثيـر التخي ّليـة التـي تحكـم منطـق الق ّ بالرؤيـة ّ ترتديه منار السنا .و ّ
א
محب ــة ش ــديدة عن ــده ،فق ــد ك ــان الرش ــيد يح ـ ّـب ٕاح ــدى جواري ــه -ق ــوت و ّ و عنــدما يصــل محمــد بــن علــي الجــوهري ٕالــى قصــر السـ ّـيدة زبيــدة
محب ــة ش ــديدة ،مم ــا دف ــع زبي ــدة ٕال ــى الغي ــرة الش ــديدة منه ــا، القل ــوبّ - يغنـي لهـا ،و تقـول لـه) » :(١٦يـا شديدا به ،و تطلـب منـه ٔان ّ عجابا ً تبدي ا ً
ٕ
)(٢٠ ّ ٔ ّ ٔ
ومحاولة التخلص منها بالقتل . نور العين هل انت معشوق السيدة دنيـا؟ فقلـت :انـا مملوكـك و عبـدك.
السيدة زبيـدة كانـت تغـار التاريخية ٔا ّن ّ
ّ ويبدو من خالل المصادر فقالــت :صــدق الــذي وصــفك بالحســن و الجمــال و الكمــالٕ ،فا ّنــك فــوق
تعلــق بهـ ّـنُٔ ،واعجــب بغنــائهنّ. علــى زوجهــا الرشــيد مــن الجــواري ّاللــواتي ّ ـمعا و طاع ًـة«. غن لي ح ّتى ٔاسمعك .فقلـت :س ً الوصف و المقال ،و لكن ّ
ٓ ٔ ٔ ّٔ تقــول زبيــدة للجــوهري :يــا نــور العــينّ ،
ويروي ابو الفرج االصفهاني) (٢١الخبر االتي: لكنــه يعــي ان طبقــة التجــار التــي
ٔ ينتمــي ٕاليهــا ،علــى الــرغم مــن ٔا ّ
» كانت دنانير لرجل من اهل المدينـة ،وكـان هميتهــا فــي المجتمــع البغــدادي الطبقـ ّـي،
ٔ ٔ
خرجها) (٢٢وا ّدبها ،وكانت اروى النـاس للغنـاء ّ ـتحكم بكـ ّـل الطبقــات دونيــة ،مقارنــة بطبقــة الســلطة التــي تـ ّ تظـ ّـل طبقــة ّ
القديم ،وكانت صـفراء صـادقة المالحـة ،فلمـاّ ٔ
يؤكــد الجـوهري ا ّنــه مملوكهــا ٔاالخـرى ،و تراهــا خادمـة مطيعــة لهــا ،عنـدها ّ
ٓ وعبــدها ،وهــو ال يســتطيع ٔان يقتــرب منهــا ٔاكـثــر ،ويســتخدم خطابــا ّ
لغويــاً ً
راه ــا يح ــي) (٢٣وقع ــت بقلب ــه فاش ــتراها .وك ــان
ٔ
الرشــيد يســير ٕالــى منزلــه فيســمعها ،حتــى الفهــا ـثال بنـور العـين ،او يتغ ّـزل بحسـنها و
ٔ يقترب من خطابهأ ،كان يصفها ،م ً
واشتد َع َجبه بها فوهب لها هبات س ّـنية ،منهـا ّ الطبقيـة مـن جهـة ـلطوية مـن جهـة ،ولمكانتهـا ّ جمالها ،نظـ ًرا لهيبتهـا الس ّ
ٔ ٔ
ا ّنـ ــه وهـ ــب لهـ ــا فـ ــي ليلـ ــة عيـ ــد ِع ْقـ ـ ًـدا ،قيمتـ ــه اخرى.
ٔ لق ـ ــد وع ـ ــى بع ـ ــض ٔادب ـ ــاء وفقه ـ ــاء الدول ـ ــة ا ٕالس ـ ـ ّ
ثالث ــون ال ــف دين ــارَ ،ف ـ ُـر َّد علي ــه ف ــي مص ــادرة ـالمية م ـ ــدى الهال ـ ــة
ّٔ ٔ المقدســة التــي ّ ـلطوية ّ السـ ّ
البرامك ــة بع ــد ذل ــك .وعلم ــت ام جعف ــر خب ــره يتحصــن بهــا الخلفــاء االمويــون والعباســيون ،
فش ـ ـكـته ٕالـ ــى ُعمومتـ ــه ،فصـ ــاروا جميعـ ـ ًـا ٕاليـ ــه وقدرة هؤالء على البطش واالسـتبداد بشـعوبهم ،فـدعوا النـاس المق ّـربين
فع ــاتبوه ،فق ــال :م ــالي ف ــي ه ــذه الجاري ــة م ــن منهــا ٕالــى تقديســها وعــدم اختراقهــا ،والحــذر منهــا ،فــي رضــاها وســخطها،
ٔ ٔ
ا َر ٍب ف ـ ــي نفس ـ ــها ،و ٕا ّنم ـ ــا ا َرب ـ ــي ف ـ ــي غنائه ـ ــا، والذل المطلق لها ،ودعوا ّكل من لم يستطع ترويض نفسـه علـى والوالء ّ
ّ ٔ ُ َ ً ٔ ً ٔ
طاعة السلطان و الرضى بكل ما ياتيه منه ،سواء اكان خيرا ام ّ ٔ
فاســمعوها ،فـ ٕـان اســتحقت ان يؤلــف غناؤهــا شرإ ،الى
ٔ ٔ
و ٕا ّال فقولــوا مــا شــئتم ،فاقــاموا عنــده ،ونقلهــم الحذر منه ،و االبتعاد عنـه) .(١٧و تاسيس ًـا علـى قـول بعضـهمٕ » :اذا زادك
حتى سمعوها عنده فعـذروه ،وعـادوا ٕالى يحي ّ الس ــلطان ٕاكرام ـ ًـا ف ــزده ٕاعظام ـ ًـا ،و ٕاذا جعل ــك عب ـ ًـدا فاجعل ــه ّرب ـ ًـا،(١٨)« .
ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ
ٕالــى ا ّم جعفــر فاشــاروا عليهــا ا ّال ُتلـ ّـح فــي امرهــا يمكــن القــولٕ :ا ّن محمـ ًـدا بــن علــي الجــوهري ،عنــدما اكرمتــه زبيــدة فــي
َفق ِبلت ذلك« . يتخطـى هـذه المنزلـة ،علـى عبدا لها ،وما اسـتطاع ٔان ّ قصرها اعتبر نفسه ً
ّ ّ ّ ٔ ٔ
لقــد كانــت السـ ّـيدة زبيــدة متســلطة علــى سـ ّـكان بغــداد ،وكــان علــى الــرغم مــن ا ّن زبيــدة ّمهــدت لــه ،وشــجعته الن يتخطاهــا علــى المســتوى
ـالال وتعظيم ًـا يقبلوا ٔاالرض بـين يـديها اج ً هؤالء ـ مهما علت مقاماتهم ـ ٔان ّ الظاهري ،وقالت له :يا نور العين.
ٕ
ّ ٔ ّ ٔ ٔ ٔ لمكانتهـ ــا السـ ـ ّ ـري ّ ً ٔ ٔ
يقبـ ــل االرض التجـ ــار االثريـ ــاء ـلطوية .فهـ ــا هـ ــو احـ ــد اوالد ويبدو ا ّن الـراوي المتعـاطف مـع التـاجر الجـوهري ،الث جـدا ،او
ّ
ٔ ٔ ٔ ٔ
امامها) ،(٢٤وهاهي االميرة منار السنا زوجة حسن البصـري و ا ّمـه تق ّـبالن ـتقمص لشخصـ ّـيته ،والطــامح ـ ولــو علــى مســتوى الحلــم ـ الن يكــون المـ ّ
ٔ ٔ ٔ مكانه في قصر زبيدةّ ،
االرض بـين يـديها) .(٢٥وكـان علـى رجـال القصـر ـ مهمـا كـانوا مرمـوقين ـ ان تخيل مـن دائـرة حرمانـه وفقـره وتوقـه الن يشـاهد
ّ ٔ ٔ ٓ ٔ زبي ـ ــدة ،ه ـ ــذه الس ـ ـ ّـيدة ٔاالرس ـ ــتقر ّ
يقبلــوا االرض امــام زبيــدة ،فهــاهو مســرور السـ ّـياف ،البــاطش السـ ّـفاح، اطية الت ـ ــي م ـ ــال ص ـ ــيتها اف ـ ــاق الدول ـ ــة
ٔ ّ ٔ ٔ ٔ ٔ ّ ٔ
يقبــل االرض امامهــا عنــدما تــامره ،ويقــول لهــا » :الســمع والطاعــة.(٢٦)« . ـالمية ،ا ّنــه لــو حضــر امامهــا ،لقالــت لــه :يــا نــور العــين ،و الدنتــه، ا ٕالسـ
ٔ ومغنيـاً واالدبّ ، ٔ ً ً ٔ ٔ
وكان على جواري القصر المرموقات ،والحظايا عنـد الخليفـة الرشـيد ،ان وارضت طموحـه الن يكـون ظريفـا ،وكـامال فـي الجمـال
ٔ ٔ ٔ ٔ
يقـ ّـدمن والء الطاعــة لهــا ،فهــا هــي تحفــة العـ ّـوادة ـ ٕاحــدى جــواري الرشــيد ماه ًرا ،يستطيع ان ينتزع ٕاعجـاب اه ّـم امـراة فـي الدولـة العباس ّـيةٕ ،ا ّال ا ّن
ّ ٔ
وتقبــل االرض بــين الحمــام،المـ ّـدلالت ـ تعتــذر لزبيــدة ٔال ّنهــا تـ ٔـا ّخرت فــي ّ الواقــع المعــيش الــذي يحــاول ان يتخطــاه هــذا ال ـراوي الشــعبي ـ وفــق ّ ٔ
يديها).(٢٧
ٔ
يؤكــد اســتحالة ان ـوال ٕال ـى قصــر زبيــدة ـ ّ التخي ّليــة العذبــة ،وصـ ً ٔاالمــاني ّ
ـلطوية الوحيــدة التــي ُت َق َّبــل وليســت السـ ّـيدة زبيــدة هــي المـ ٔراة السـ ّ الدونيـة ٕالـى طبقـة اعلـى منـه ،فهـو غيـر
ٔ يستطيع هذا الراوي تجاوز طبقته ّ
ٔ ٔ ٔ
االرض بــين يــديها ،بــل ُيالحــظ ا ّن عــادة تقبيــل االرض موجــودة فــي كـ ّـل التجـار التـي كانـت قـادرة علـى الوصـول ٕالـى قادر على الوصـول ٕالـى طبقـة ّ
الدينيـة .ويبـدو الحكـام فـي ٔالـف ليلـة وليلـة ،بـاختالف مـذاهبهم ّ بالطات ّ ـالي ،و تقــديمها الرشــاوى و الهــدايا لســادة هــذه قصــور الخلفــاء بثرائهــا المـ ّ
ٔ
ٔا ّن هذه العادة تجذرت في بالطات الخلفاء اال ّ ّ ّ ُ
مويين و العباس ّـيين نتيجـة اسي هو مجتمع تهمش فيه الطبقات الفقيـرةٕ ،اذ العب ّالقصور ،فالمجتمع ّ
ٔ ٔ
يس ــتحيل عليه ــا ٔان تتج ــاوز واقعه ــا الماس ـ ّ
احتك ـ ــاكهم بالبل ـ ــدان المج ـ ــاورة ،فه ـ ــذه الع ـ ــادة ف ـ ــي اص ـ ــولها ه ـ ــي م ـ ــن ـاوي ،ال ــذي س ــاهم ف ــي زي ــادة
نطية «).- (٢٨ الفارسية والبيز ّ ّ » العادات وطوقــوه العباسـ ّـيون » الــذين حرمــوا الشــعب حقوقــه ّ ٔماســاته ،الخلفــاء ّ
ٔ ولــم ُتعــرف هــذه العــادة فــي العصــر ا ٕالسـ ّ
ـالمي ،فــي بداياتــه االولــى ـ عهــد باالس ــتعباد واالس ــتبداد والعنـ ــف الش ــديد ،وق ــد مضـ ــوا ه ــم وبطـ ــانتهم
ٔ ٔ ٔ ٔ
الرسول محمد )ص( وعهد الخلفـاء الراشـدين ـ وعلـى االرجـح ا ّنهـا تج ّـذرت
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ– اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ
ٔ و يبدو ٔا ّن ّ
تاريخي ًا ـ تعتلي اعلى مراتـب الثـراء السيدة زبيدة كانت ـ ّ ومم َـا
بينهم ّ لربهم ٔواقاموا الصالة َٔوا ْم ُر ُهم ُشورى َ و :و الذين استجابوا ّ
ٔ
و االناقـ ــة بـ ــين نسـ ــاء المجتمـ ــع البغـ ــداديٕ ،اذ صـ ــارت مالبسـ ــها ،نظ ـ ـ ًرا النبي محمد )ص(. ورسخ دعائمه ّ ر َزقناهم ُي ِنف ُقون )ّ ،(31
الجماليةّ ،زي ًا ً ٔ
االجتماعيـة) .(٤١وقـد كانـت س ّـيدة ّ شائعا في البيئـة ّ الناقتها ٔ ٔ
و ُيالحــظ فــي الــف ليلــة وليلــة ا ّن الــرواة ،فــي بعــض االحيــان ،ال
ٔ
ٔ ٔاالناقــة فــي بغــداد و المــدن ّ
العباسـ ّـية االخــرى .ويمكــن القــولٕ :ا ّن الـراوي يكـتف ــون بوص ــف الخلف ــاء بالخلف ــاء فق ــط ,ب ــل ب ــالملوك والخلف ــاء مع ـ ًـا .
ٔ
ال ــذي اش ــار ٕاليه ــا ،وه ــي مثقل ــة بجواهره ــا ،وثيابه ــا النفيس ــة ،ل ــم يك ــن موي عبد الملك بن مروان » :كـان فهاهو ٔاحد الرواة يقول عن الخليفة ٔاال ّ
ّ
التاريخيـة. تخيالته ،بل ّمما وصل ٕاليه مـن المصـادر يشكل صورتها من ّ ّ ٔ
ٔ في قديم الزمان وسالف العصر و االوان بدمشق الشام ملك مـن الخلفـاء
فعل ــى س ــبيل المث ــال ي ــذكر المس ــعودي )(٤٢ا ّنه ــا كان ــت تل ــبس الثي ــاب ٔ
يسـ ّـمى عبــد الملــك بــن مــروان «) .(٣٢امــا الخليفــة هــرون الرشــيد فقــد كــان
ـاال لوان ،والموشــاة بــالحرير ،و الباهظــة الــثمنّ ، ٔ الجميلــة ّ ٔ
حتــى
ٔ
المزينــة بـ
ٔ يعتبــر نفســه ،با ٕالضــافة ٕالــى ا ّنــه خليفــة ،ملكـ ًـا ،وال يكـتفــي بملــك ،بــل
ا ّنــه بلــغ ثمــن الثــوب مــن هــذه الثيــاب خمســين الــف دينــار .وكانــت ّتتخــذ ٔ
بملــك ملــوك االرض .يقــول الرشــيد) (٣٣عــن نفســه » :كيــف اكــون خليفــة
ٔ
المرصعة بـالجوهر وشـمع العنبـر ،ممـا دفـع النـاس فـي بغـداد ٕالـى النعال ّ ٔ ٔ
وملك ملوك االرض و اعجز عن جوهرة «.
تقليدها. العباس ـ ّـية ق ــد ّقل ــدوا مل ــوك موي ــة و ّ ويب ــدو ٔا ّن خلف ــاء ال ــدولتين ٔاال ّ
ٔ ّ ّ ٔ فارس في ٔاال ّبهة والعظمة ٔاالسـطورية ،وطغـوا ّ
وي ـ ــرى اب ـ ــن طباطب ـ ــا ان الس ـ ــيدة زبي ـ ــدة كان ـ ــت س ـ ــديدة الـ ـ ـراي، وتجبـروا علـى شـعوبهم ،
وتتجلــى حكمتهــا مــن وحكيمــة عاقلــةٔ ،اكـثــر مــن ولــدها محمــد ٔاالمــينّ ، ـتبدوا به ـ ــا ّ واس ـ ـ ّ
ـدم و حش ـ ــم ،وق ـ ــد » ك ـ ــان الخلف ـ ــاء ٍ وحولوه ـ ــا ٕال ـ ــى خ ـ ـ
خ ــالل تعليماته ــا لعل ــي ب ــن ماه ـ ـان)) (٤٣ت١٩٥ه ـ ـ٨١١/م( ،وه ــو ف ــي ٔ ٔ ٔ
ٔ ٔ ٔ ـتبدادا م ــن االم ـ ّـويين واش ـ ّـد م ــنهم تقلي ـ ًـدا للمث ــال العباس ـ ّـيون اكـث ــر اس ـ ً ّ
طريق ــه ٕال ــى ح ــرب عب ــد ﷲ الم ــامون ،وتاكي ــدها علي ــه ان يك ــون لطيف ـ ًـا ٔ
الفارســي فــي ٕادارتهــم . « .و مــن اهـ ّـم عالمــات هــذا االســتبداد انحنــاء ( ٣٤ )
ٔ ٔ
وكريمـ ـ ًـا مـ ــع المـ ــامون ،فيمـ ــا ٕاذا انتصـ ــر عليـ ــه)ٕ .(٤٤ا ّال ا ّن حكمتهـ ــا هـ ــذه ٔ
سالمية ،وتقبيـل االرض امـام الخلفـاء ،وتقبيـل ايـاديهمٕ ،اذ
ٔ ٔ الشعوب ا ٕال ّ
ٔ ٔ ٔ ٔ ٔ
وس ــداد رايه ــا ،ل ــم يمنعاه ــا م ــن ان تك ــون بط ــرة عابث ــة ب ــاموال الدول ــة كانت هـذه الشـعوب تنحنـي فـي نصـوص الـف ليلـة و ليلـة امـام الخليفـة و
الس ـ ــلمي) (٤٥دخ ـ ــل علـ ــى محم ـ ــد العباسـ ـ ّـيةُ .وي ـ ــروى ٔان الش ـ ــاعر ٔاش ـ ــجع ُّ ٔ
ٔ ٔ ٔ زوجتــه وابنائــه ،ويتســاوى فــي ذلــك جميــع غلمــان القصــور وحظاياهــا،
االم ــين ،وق ــد ُٔاج ِل ــس مجل ــس االدب للتعل ــيم ،وه ــو اب ــن ارب ــع س ــنين، يقبـل ٔوافراد الشـعب بـاختالف طبقاتـه ،فهـاهو احـد غلمـان قصـر الرشـيد ّ
ٔ
ٔفانشده ً
مادحا: ٔ ٔ ٔ
منها سراج ٔاال ّمة ّ َ ْ َ )(٤٦ ٔ ٔ االرض بــين يــدي الرشــيد) .(٣٥و هــاهو اثــرى تــاجر فــي البصــرة ،التــاجر ابــو
الوه ُاج ملك ابوه و امه من نبع ٍة محمــد الكســالن ،مــا ٕان يســمع ا ّن الخليفــة الرشــيد يطلــب حضــوره ٕالــى
ٔ ّ
النبوة ليس فيها ِم َزاج ماء ّ )(٤٧
شربت بمكة في ربا بطحائها بغ ــداد ،حت ــى يس ــارع ويقب ــل االرض ب ــين ي ــدي مس ــرور رس ــول الخليف ــة
ّ ٔ
ٔ
فمــا كــان مــن السـ ّـيدة زبيــدة ٕا ّال ان ُٔاعجبــت بهــذا المــديح ،ووهبــت قائلــه تعظيما للخليفة).(٣٦ ً
ٔ
مائة الف درهم.(٤٨). ٔ
لقد كان على كل من في القصر في بغداد ان يطيع الخليفـة طاعـة
ٔ
ٕا ّن حكمـة السـ ّـيدة زبيـدة وعقلهــا لـم يمنعاهــا ،ايض ًـا ،مــن تبــذير ويقبل االرض بين يديه .ونظ ًرا لسطوة الخليفـة الرشـيد ،وهيمنـة
ّ ٔ
عمياء،
ٔ
امــوال الشــعب علــى القضــاة والفقهــاء المقـ ّـربين مــن قصــر زوجهــا ببغــداد. تخيــل ٔاحــد الــرواة ٔانّ العباسـ ّـية ،فقــد ّ هــذه الســطوة علــى ســكان الدولــة ّ
ٔ ٔ ٔ ٔ
ُويروى ا ّنها » كـتبت مسالة ٕالى ابي يوسف) (٤٩تستفتيه فيها ،فافتاها بما المقربين من الرشيد ـ زوجتـه زبيـدة يضا على ٔاقرب ّ هذه السطوة طاغية ٔا ً
حقــان مــن ّ فضــة فيــه ّ وافــق مرادهــا )…( فبعثــت ٕاليــه بحـ ّـق)ّ (٥٠ ٔ ّ ٔ ٔ
فضــة فــي
وجام) (٥١ذهب فيه دراهـم ،و جـام ّ ّكل ّ ـ و اعتقد ا ّنه كما على الناس في بغداد ان يقبلوا االرض بين يدي زبيـدة،
حق لون من الطيبَ ، ٔ ـرى ٔ ّ ٔ
فضـة فيـه تقبــل االرض بــين يــدي زوجهــا الرشــيد .يقــول فـ ٕـا ّن عليهــا هــي االخـ ان
)(٥٣
دنانير ،وغلمان وتخوت) (٥٢من ثياب.« . ّ ٔ
ال ـ ـراوي) (٣٧ع ــن غ ــالم الرش ــيد » :ث ـ ّـم ٕا ّن الغ ــالم قب ــل االرض ب ــين ي ــد
ّ ٔ ٔ
تقبــل االرض بــين الخليفــة وقــال لــه :يــا اميــر المــؤمنين ٕا ّن السـ ّـيدة زبيــدة
اﻟﻬﻮاﻣﺶ يديك «.
ّٔ ٔ ٔ ّ
) (1زبي ــدة ) :زبي ــدة بن ــت جعف ــر ب ــن المنص ــور٢١٦ -… ،هـ ـ٨٣١-…/م( :الهاش ـ ّـمية
ومــن مالمــح الســيدة زبيــدة فــي نصــوص الــف ليلــة وليلــة انهــا امـراة
ٔ
اتهن .وهـي العباسية ،زوجة هـرون ّالرشـيد ،وبنـت ّعمـه .مـن فضـليات النسـاء وشـهير ّ ّ َو ِل َعــة بــامتالك الجــواهر و االحجــار الكريمــة ،ومــن كـثــرة جواهرهــا ٕفا ّنهــا
ٔ ٔ
ّ ٔ ّ
ام االمــين العباســي .اســمها "امــة العزيــز" وغلــب عليهــا لقبهــا زبيــدة .قيــل :كــان جــدها
ٔ ٔ لم تكن قادرة على المشي ،كما يقول احد الرواة) » :(٣٨ثم رايت عشرين
المنصور ّيرقصها في طفولتها ويقول :يا زبيدة ٔانـت زبيـدة ! فغلـب علـى ذلـك اسـمها. ـنهن السـ ّـيدة زبيــدة وهــي ال تقــدر علــى المشــي ّممــا عليهــا جاريــة )…( وبيـ ّ
ٔ ٔ
ولمــا ُقتــل ابنهــا االمــين ،اضــطهدها رجــال المــامون
ٔ ً
تـ ّـزوج بهــا ّالرشــيد ســنة ١٦٥هـ ـ ّ الح َلل «. من ِالح َلى و ُ
فكـتبـت ٕاليــه تشــكو حالهــا ،فعطــف عليهــا ،وجعــل لهــا قصـرا فــي دار الخالفــة ،واقــام السيدة زبيدة بامتالك الذهب والجواهر الكريمة، شدة ولع ّ ومن ّ
لها الوصائف والخدم .وكانت لها ثروة واسعة. ٔ ٔ
ٔ
الزركلـ ـ ــي ،خيرال ـ ــدين :االعـ ـ ــالم،دار العل ـ ــم للماليـ ـ ــين ،بيـ ـ ــروت ،الطبعـ ـ ــة الثانيـ ـ ــة
فقد كانت تحرص على امتالك انفس الجواهر ،واكبرها فـي بغـداد .يقـول
جالسا ذات يوم فـي تخـت الخالفـة، الراوي) » :(٣٩ا ّن هارون الرشيد كان ً
عشرة،شباط) فبراير(١٩٩٧،م.٤٢/٣ ، ٕ
)ٔ (2الف ليلة وليلة،منشورات دار مكـتبة الحياة ،بيروت ،دون تاريخ.٢٩٦/٤ ، مرصـع ٕاذ دخل عليه غالم مـن الطواش ّـية و معـه تـاج مـن الـذهب ٔاالحمـر ّ
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ– اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ
) (3م س.٢٩٦/٤ ، بالدر والجوهر ،وفيه سائر اليواقيـت والجـواهر مـا ال يفـي بـه مـال .ث ّـم ٕا ّن ّ
ٔ
) (4م س.٢٩٦/٤ ، الغالم )…( قال له :يـا اميـر المـؤمنين ٕا ّن الس ّـيدة زبيـدة )…( تقـول لـك:
ٔ ٔ ٔ
ً
) (5م س .٢٩٦/٤ ،
مع مالحظة ٔا ّن الراوي يخطئ ّ انت تعرف ا ّنها قد عملت هذا التاج وا ّنه محتاج ٕالـى جـوهرة كبيـرة تكـون
تاريخيا حين يقول عن هرون الرشيد ٕا ّنه السـادس مـن في ٔراسه ّ
ٔ
العباسـ ّـي الخــامس بعــد الخلفــاء االربعــة الــذين العبــاس ،فالرشــيد هــو الخليفــة ّ بنــي ّ وفتشت في ذخائرها فلم تجـد فيهـا جـوهرة كبيـرة علـى غرضـها«.
ٔ ّ ٔ
العباس ّـية ،وهـم :ابـو ّ سبقوه فـي حكـم الدولـة ّ يفتشـوا عـن جــوهرة الحجـاب و الن ّـواب ٔان ّ وعنـد ذلـك يطلـب الرشـيد مـن ّ
العبـاس عبـد ﷲ السـفاح ،و ابـو جعفـر
المنصور ،و محمد المهدي بن المنصور ،و الهادي بن المهدي. مناسبة ترضي طموح زوجته).(٤٠
א
حتــي ،فيليــب :ا ٕالســالم مــنهج حيــاة ،تعريــب د .عمــر فــروخ ،دار العلــم للماليــين، ) (6م س.٢٩٦/٤ ،
ٓ
بيروت ،الطبعة الثانية ،اذار ١٩٨٣م ،ص. ١٧٠ ) (7م س.٢٩٧/٤ ،
ٓ ٓ
) (30سورة ال عمران ،االية.١٥٩ : ) (8م س.٢٩٧/٤ ،
ٓ
) (31سورة الشورى ،االية.٣٨ : ) (9م س.٢٩٨/٤ ،
)ٔ (32الف ليلة وليلة.٢٤/٤ ، ) (10م س .٣٠٠/٤ ،
) (33م س.٨/٣ ، ) (11م س .٢٩٩/٤ ،
) (34جيــب ،هــاملتون :التــاريخ ا ٕالســالمي فــي العصــور الوســطى،دون ذكــر المتــرجم، ) (12م س.٣٠٠/٤ ،
المركز العربي للكـتاب ،دمشق ،دون تاريخ ،ص.٤٨ ) (13ب ــارت ،روالن :درس الس ــيمولوجيا ،ترجم ــة عب ــد الس ــالم ب ــن عب ــد الع ــالي ،دار
)ٔ (35الف ليلة وليلة.٨/٣ ، توبقال للنشر ،الدار البيضاء/المغرب ،الطبعة الثانية ١٩٨٦م ،ص .١٢
) (36م س .٨/٣ ، )ٔ (14الف ليلة وليلة.٤٣٧/٢ ،
) (37م س .٨/٣ ، ) (15م س .٤٣٠/٢ ،
ٔ
) (16يقول عبد ﷲ بن المقفع" :ينبغي لمن خـدم السـلطان ان ال يغت ّـر بـه ،و ال ّ ّ
) (38م س.١٤٢/١ ، يتغيـر
ٔ
) (39م س.٨/٣ ، حملــه ،وال يلحــف فــي مســالته .وقــال ٔايضـ ًـا :ال تكــون لــه ٕاذا ســخط ،وال يســتثقل مــا ّ
ٔ ّ صحبتك للسـلطان ٕا ّال بعـد رياضـة منـك لنفسـك علـى طـاعتهم؛ ف ٕـان كنـت حافظـا ٕاذا
ً
) (40لكـ ّـن هــؤالء النــواب يعجــزون عــن ٕايجادهــا فــي بغــداد ،ويؤكــدون لــه ان مثــل هــذه
ّ ّ
الجــوهرة ال توجــد ٕا ّال فــي البصــرة ،وعنــد ٔاثــرى ٔاثريــاء البصــرة ،وهــو التــاجر ٔابــو محمــد ـيال ٕاذا ص ـ ــرموك ،راض ـ ـ ًـيا ٕاذا ّول ـ ــوك ،ح ـ ــذ ًرا اذا ّقرب ـ ــوكٔ ،امين ـ ـ ًـا اذا ائتمن ـ ــوك ،ذل ـ ـ ً
ٕ ٕ
الكسالن ،فيرسل مسرو ًرا ّ ّٔ ٔ وكانك ت ّ ٔ ٔاسخطوك؛ ّ
السياف ٕالى البصرة ليحضر هذه الجوهرة ،و عند ذلك = ـؤدبهم ،و كا ّنـك تتـادب بهـم ،وتشـكرهم ـتعلم مـنهم ،وت ّ تعلمهم
ـامال معــه للرشــيد هــدايا ثمينــة جـ ّـد ًا" ،مــن = قــدم ٔابــو محمــد الكســالن الــى بغــداد حـ ً فالبعد عنهم ّكل البعد ،والحذر منهم ّكل الحذر". تكلفهم الشكر ،و ٕا ّال َ وال ّ
ٕ
ّ ٔ ٔ
جملتهـا ٔاشــجار مــن الــذهب ،و ٔاوراقهــا مــن الزمــرد االبــيض ،وثمارهــا يــاقوت احمــر و
ٔ ٔ ٔ
عــن /اب ــن عب ــد ربــه،ابو عم ــر احم ــد بــن محم ــد االندلس ــي :العقــد الفريد،ش ــرح ك ــرم
ٔاصفر ولؤلؤ ٔابيض" ،با ٕالضافة ٕالى ٔانواع عديدة من الجواهر النفيسة. البستاني ،دار المسيرة ،بيروت،الطبعة الثانية١٩٨١م.٢٠/١ ،
ٔالف ليلة و ليلة.١٠/٣ ، المقفع" :ينبغـي لمـن خـدم السـلطان ٔان ال يغت ّـر بـه ،و ال ّ
يتغيـر ) (17يقول عبد ﷲ بن ّ
ٔ ٔ
) (41حتي ،فيليب :ا ٕالسالم منهج حياة ،ص.١٨٤ حملــه ،وال يلحــف فــي مســالته .وقــال ايضـ ًـا :ال تكــون لــه ٕاذا ســخط ،وال يســتثقل مــا ّ
) (42المس ــعودئ ،اب ــو الحس ــن عل ــي ب ــن الحس ــين ب ــن عل ــي :م ــروج ال ــذهب ومع ــادن صحبتك للسـلطان ٕا ّال بعـد رياضـة منـك لنفسـك علـى طـاعتهم؛ ف ٕـان كنـت حافظـا ٕاذا
ً
ٔ
الجواهر،تحقيــق :عبــد االميــر مهنــا ،منشــورات مؤسســة االعلمــي ،بيــروت ،الطبعــة
ٔ
ـيال ٕاذا ص ـ ــرموك ،راض ـ ـ ًـيا ٕاذا ّول ـ ــوك ،ح ـ ــذ ًرا اذا ّقرب ـ ــوكٔ ،امين ـ ـ ًـا اذا ائتمن ـ ــوك ،ذل ـ ـ ً
ٕ ٕ
ٔ ّٔ ٔ وكانك ت ّ ٔ ٔاسخطوك؛ ّ
االولى ١٤١١هـ١٩٩١/م.٣٣٧/٤ ، ـؤدبهم ،و كا ّنـك تتـادب بهـم ،وتشـكرهم ـتعلم مـنهم ،وت ّ تعلمهم
) (43علي بـن ماهـان) :علـي بـن عيسـى بـن ماهـان … ،ـ ١٩٥ه ـ …/ـ ٨١١م( :مـن كبـار فالبعد عنهم ّكل البعد ،والحذر منهم ّكل الحذر". ّ
تكلفهم الشكر ،و ٕاال َ وال ّ
ٔ ٔ ٔ
القــادة فــي عصــر الرشــيد و االمــين العباسـ ّـيين .و هــو الــذي حـ ّـرض االمــين علــى خلــع عن /ابن عبد ربه االندلسي :العقد الفريد.٢٠/١ ،
ّ ٔ ّ ٔ ٔ
المــامون مــن واليــة العهــد .وســيره االمــين لقتــال المــامون بجــيش كبيــر ،وواله ٕامــارة ) (18م س.٢٩/١ ،
ّ ٔ ٔ همذان و اصبهان ّ ٔ ّٔ
وقم وتلك البالد ،فخرج من بغداد في اربعين الف فارس ،فتلقاه ) (19ضــيف ،د.شــوقي :العصــر العباســي االول،دار المعــارف ،القــاهرة ،دون تــاريخ،
ٔ ُ ّ ٔ
طاهر بن الحسين قائد جيش المامون في الري ،فقتل ابن ماهان وانهزم اصحابه. ص.٤٥
ٔ
الزركلي ،خير الدين :االعالم.٣١٧/ ٤، )ٔ 20الف ليلة وليلة.٢٣٠/١ ،
ٓ ٔ ٔ
) (44لمزي ــد م ــن االط ــالع :ينظ ــر:اب ــن طباطب ــا ،محم ــد ب ــن عل ــي :الفخ ــري ف ــي االداب ) (21االغاني ،تحقيـق عبـد الكـريم ٕابـراهيم الغربـاوي ،الهيئـة المصـرية العامـةللتاليف
ـالمية،دون محقـ ــق ،دار صـ ــادر ،بيـ ــروت،دون تـ ــاريخ، ـلطانية و الـ ــدول ا ٕالسـ ـ ّ السـ ـ ّ والنشر ،القاهرة ،طبعة ١٣٨٩هـ١٩٧٠ /م.٦٧/١٨ ،
ص.٢١٤ وعلمها. خر َجهاّ :دربها ّ )َّ (22
الســلمئ ،ابــو الوليــد … ،ـ نحــو ١٩٥هـ ـ…/ـ ـ الســلمئ ) :اشــجع بــن عمــرو ُّ )ٔ (45اشــجع ُّ معلــوف ،لــويس :المنجــد فــي اللغة،منشــورات اســماعيليان ،طه ـران /دار المشــرق،
ٔ
نح ــو٨١١م( :ش ــاعر فح ــل ،ك ــان معاص ـ ًرا لبش ــارُ .ول ــد باليمام ــة و نش ــا ف ــي البص ــرة، بيروت ،الطبعة الحادية والعشرون١٩٧٣ ،م ،مادة :خرج ،ص.١٧٣
واستقر ببغداد .مدح البرامكة وانقطع ٕالى جعفر بن يحي ّ ّ وانتقل الى ّ ٔ
فقربـه مـن الرقة ٕ ) (23يحــي البرمكــي) :يحــي بــن خالــد بــن برمــك ١٢٠ ،ـ ١٩٠ه ـ ٧٣٨/ـ ٨٠٥م( :ابــو
ٔ الفضــل ،الــوزير الجــواد ،ســيد بنــي برمــك ٔوافضــلهم .وهـ ّـو مـ ّ
الرشيدُٔ ،فاعجب الرشيد بـه ،فـاثرى وحسـنت حالـه ،وعـاش ٕالـى مـا بعـد وفـاة الرشـيد ـؤدب الرشــيد العباسـ ّـي
ٔ ومعلمــه ّ ّ
الزركلي ،خير الدين :االعالم.٣٣١/١، ورثاه. ومربيــه .رضــع الرشــيد مــن زوجــة يحيـ ــى مــع ابنهــا الفضــل ،فكــان يــدعوه :يــا
ٔ ٔابي ،ولما ولـي هـرون الرشـيد الخالفـة دفـع خاتمـه ٕالىيحي ــى ،وقلـده امـره ،فبـدا يعلـو
َ ٔ ٔ ّ
) (46ال َن ْب َعة :واحدة شجرة َالن ْبع .وتستعمل للقوس .ويقال" :هـو مـن نبعـة كريمـة" اي
َ ْ ّ
ٔ ٔ ٔ
المنجد في اللغة ،مادة :نبع ،ص.٧٨٦ من اصل كريم. شانه .واشتهر يحيــى بجوده وحسـن سياسـته .واسـتمر ٕالـى ان نكـب الرشـيد البرامكـة
ٔ
) (47البطحاء :مسيل واسع فيه رمل وحصى. فقبض عليه وسجنه في "الرقة" ٕالى ان مات.
ٔ
المنجد في اللغة ،مادةَ :ب َطح ،ص.٤١ الزركلي ،خير الدين :االعالم.١٤٤/٨ ،
ٔ ٔ
) (48االصفهاني :االغاني.٢٢٦/١٨ ، )ٔ (24الف ليلة وليلة.١٤٢/١ ،
ٔ
)ٔ (49ابــو يوســف) :يعقــوب بــن اب ـراهيم بــن حبيــب االنصــاري١٨٢-١١٣ ،هـ ـ-٧٣١/ ) (25م س.٢٩٦/٤ ،
٧٩٨م( :صــاحب ا ٕالمــام ٔابــي حنيفــة ،وتلميــذه ،و ٔا ّول مــن نشــر مذهبــه .كــان فقيهـ ًـا ) (26م س.٢٩٦/٤ ،
وتفقــه بالحــديث والروايــة ،ثــم لــزم ٔابــا ـاظ الحــديث .ولــد بالكوفــةّ ، عالمــة ،مــن حفـ ّ ّ ) (27م س.٢٩٤/٤ ،
ٔ ٔ ٔ
حنيفــة النعمــان ،وولــي القضــاء ببغــداد ايــام المهــدي واله ـادي والرشــيد ،ومــات فــي ) (28خليـل ،د .خليـل احمـد :مضـمون االسـطورة فـي الفكـر العربـي ،دار الطليعـة،
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ– اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ
خالفتــه ،ببغــداد ،وهــو علــى القضــاء .وكــان واســع العلــم بالتفســير والمغــازي ٔوايــام بيروت ،الطبعة الثالثة ،نيسانٔ /ابريل ١٩٨٦م ،ص.١٧٣
ٔ
الزركلي ،خيرالدين :االعالم.١٩٣/٨ ، العرب. ـوي معاويــة ـتبدادية قــد ٔتا ّسســت علــى يــد الخليفــة االمـ ّ
ٔ ) (29ويبــدو ٔا ّن هــذه النزعــة االسـ ّ
حق ،ص.١٤٤ الح ّق :الوعاء .المنجد في اللغة ،مادةّ : )ُ (50 بــن ٔابــي ســفيان )٦٠-٤١هـ ـ٦٨٠-٦٦١/م( ،الــذي هــدم كـثي ـ ًرا مــن ٔاخــالق التواضــع
ٔ ٔ
م س ،مادة :جام ،ص.١١١ فارسية(. الكاس ) ّ ) (51الجام: والتقشــف التــي عرفهــا المســلمون االوائــلٕ ،اذ " جــاء ِببــدع فــي الحكــم كـثيــرة منهــا ٔا ّنــه ّ
ً ٔ
م س ،مادة :تخت ،ص.٥٩ )َ (52الت ْخت :خزانة المالبس. ـرس ورف ــع لنفس ــه عرش ــا ف ــي قص ــره وش ـ ّـيد مقص ــورة ف ــي المس ــجد اح ــاط نفس ــه بح ـ ٍ
) (53المسعودي :مروج الذهب ومعادن الجوهر.٣٧٢/٣ ، لصالته.".
א