Professional Documents
Culture Documents
الدكتور /سعفان عبد الجواد سعفان
رئيس قسم الهندسة اإلنشائية األسبق
كلية الهندسة – جامعة عين شمس
المقدمة :
ال يستمد هذا البحث مادته من أسس نظرية في التعليم ولكن بصفة رئيسية أود أن
اعرض خبرة أربعين عاما في مهنة التدريس بكليات الهندسة في جامعات مصر
معيدا ومدرسا وأستاذا مساعدا وأستاذا ثم رئيسا لقسم الهندسة اإلنشائية .وفي
جميع هذه المراحل يسبقها مرحلة التلمذة أيضا ,كان السؤال الذي يشغلني كيف
يكون المدرس المثالي ويشمل السؤال أرضا واسعة بشعابها وهضابها تتجول
أفكارى فوقها بحثا عن اإلجابة وخاصة في التعليم الهندسي .
االتجاه العام للتعليم في مصر ال يحتاج إلى مزيد من المدح والثناء ليضيف إلى
الكم الهائل لما نشر في الصحف ،ولكني أحاول إلقاء طاقة من الضوء علي نتيجة
ما هو قائم من واقع التطبيق ,ماذا نريد ؟ وهل حققناه ؟
سوف أشير إلى عضو هيئة التدريس أو المعيد بلقب مدرس .
مجانية التعليم ومكتب التنسيق ورغيف العيش 1.
نادي العالم الفليسوف الدكتور /طه حسين بأن التعليم الزم كالماء والهواء
وانحصر تطبيق هذه المبدأ في مجانية التعليم.
وفي هذه الحقبة من الزمن والتعليم بالمجان وما ابتلينا به من قوانين
اشتراكية تهدر إرادة الطالب وطموحاته ليقف في طابور التعليم مثل وقوفه
في طابور جمعية استهالكية ليأخذ ما يعطي له وليس ما يريد .ونتيجة
للقوانين االشتراكية أصبح دخل المدرس مجحفا وعليه تقريبا يقع عبأ
مجانية التعليم .
أدي كل ذلك إلى انتشار وباء الدروس الخصوصية ،وبالتالي عدم
االنضباط .واصبح من مهام المدرس حفظ النظام بالحسم وليس بالعقاب
الرادع لتظل العالقة بين المدرس والطالب عالقة أبوية يحترمه الطالب
وال يرهبه .
يقر الدستور بأحقية التعليم لكل مواطن .
هل خالفنا الدستور في التطبيق ؟
الجواب :نعم … ألننا فرضنا نوعية معينة من التعليم علي المواطن ولم
يحترم إرادته وطموحه … وبذلك قتلنا روح اإلبداع .
التعليم ورغيف العيش توأم ،األول لتغذية العقول والثاني لتغذية البطون ,
وللمواطن الحق في الحصول علي رغيف العيش الذي يرغبه ويدفع
ثمنه ،وكالهما الرخيص والغالي إنتاج الدولة … .لماذا ال يختار المواطن
التعليم الذي يريده ويدفع ثمنه أيضا ؟
عالقة المدرس بالطالب 2.
2-1الدكتوراه وعضو هيئة التدريس .
ليس كل من يحصل علي الدكتوراه صالحا Oللتدريس بل يجب أن يمر علي
مراحل من التدريب تحت أشراف أساتذة كبار ذوي خبرة عريقة في التدريس
والتقييم حتى يسمح للمدرس أن يكون محاضرا. O
2-2استجابة الطالب للتدريس .
الحظت علي مدي ما يقرب من نصف قرن طالبا ومدرسا مدي االستجابة
الكبيرة لتلقي العلم حينما تكون عالقة الطالب بمدرسه طيبة ،بينما النقيض من
ذلك يؤدي إلى سوء الفهم وكذلك التحصيل وبالتالى تدهور نتيجة االمتحانات .
الطالب القريب نفسيا من المدرس يشبه الفراشة الحرة قادرا علي امتصاص
رحيق ،العلم يسأل ويستفسر في أدق األمور ،فينفذ بذلك إلى أغوار العلم ينهل
منها قدر طاقته .
علي الجانب األخر حينما يكون المدرس لغزا يخشاه الطالب ويتجنبه الستهجان
المدرس ألسئلة الطالب أو ادعاء عدم فهم الطالب , Oيضع المدرس قيدا حديديا
علي عقل الطالب فيشل تفكيره ألنه يتحرك في دائرة تكاد تكون مغلقة .
ودائما أردد علي سمع الطالب أن المدرس يجب أال يقول للطالب ما قاله المتنبي
الشاعر العظيم لسلطان مصر كافور اإلخشيد " لم ال تفهم ما يقال ؟ " ردا علي
سؤال السلطان " لم ال تقول ما يفهم ؟"
2-3مثال من الواقع
أذكر في هذا المجال عندما كنت طالبا بالماجستير في جامعة مانشستر بإنجلترا
اعظم أساتذة العالم في موضوع Prof. W. Merchantوشرح لنا نحن طلبة األبحاث
وكان عددنا 6طلبة دراسات عليا ،شرح لنا مسألة ثالثstability of structures ،
مرات متتالية ،وفي المرة الثالثة سأل كل منا عما إذا كان الحل صحيحا Oفأجاب
وحينما علم Wrongإال أنا أصابنى الخوف والرعب ونطقت بكلمة Rightبكلمة
مني إننى عرفت هذا الخطأ من أول مرة كان درسه الخالد والذي تأثرت به حتى
اليوم .
قال هذا العالم العمالق إن عجلة الحياة البد أن تتحرك إلى األمام ،يعني ذلك أن
الجيل الجديد البد أن يكون أفضل من الجيل القديم حتى تتحقق نهضة العالم .
ولك أن تتصور وقع هذا الكالم من أستاذ بالنسبة لي يفوق السحاب Oارتفاعا
لطالب يخطو أولي خطواته في اتجاه البحث العلمي ,لقد مدني بطاقة هائلة
ونظرة متعمقة وأصيلة إلى معني البحث Oالعلمي وآفاقه .
-3أعداد المحاضرات
ينفق المدرس الجهد العنيف والوقت الطويل في تدريس المادة وينفق الطالب في التحصيل من الوقت والجهد
مثل ما ينفقه المدرس أو يزيد .
هناك فرق بين الكتاب والمحاضرة التي يعدها المدرس تفصيال قبل دخول
المحاضرة واستعداده الذهني لما يقول ومدي استجابة الطالب لذلك ورصد
المدرس لنقاط الضعف فيما يقول .
3-1تبادل المعلومات
المحاضر عليه أن يعد ما يقول تفصيال قبل دخول المحاضرة مباشرة حتى ولو
كان صاحب كتاب أو خبرة عريقة في التدريس لكي يكون استعداده الذهني
حاضرا ،فقد يفاجأ المدرس بسؤال عن خطوة في الحل اعتبرها الكتاب واضحة
جدا لدرجة عدم وجود مبرر لذكرها فيجد المدرس نفسه في موقف يحتاج إلى
تفكير وربما مرتبكا في الرد .
وحتى يكون المحاضر ناجحا Oومتميزا يجب عليه تبادل المعلومات مع الطالب
بأن يرصد أوجه الضعف فيما يقول من مدي استجابة الطالب ،ويدرس جيدا
األسئلة التي توجه إليه ويجدد في طريقة الشرح طبقا لرد فعل الطالب ,تلك هي
الطريقة المثلي للمدرس المحاضر Oالناجح حيث العبرة فيما يفهمه الطالب وليس
ما يقوله المحاضر .
بمعني آخر يقول المحاضر ما يفهم وال يفرض علي الطالب أن يفهم ما يقوله
المحاضر .
– 4ارتباط المواد العلمية ببعضها .
على مستوى العام الدراسى وعلى مستوى سنوات الدراسة والتنسيق بينها ليس
بوضعها الحالى هى االرتباط األمثل .
وهل يستطيع الطالب عمليا أن يستوعب المواد العلمية بمجهوده وما ينفقه
المدرس من وقت وجهد … بهدف أيجاد ملكة التفكير والتأمل التى تكون العقلية
الهندسية … وهل وضعنا الحالى يحقق الهدف الذى نسعى إليه جاهدين وهى
إيجاد العقلية الهندسية .
هناك معادلة ما تحتاج إلى تحقيقها ،وهى حجم المعلومات الذى يعطيه المدرس
وما هو الحجم الذى يستوعبه الطالب وما هى نقطة االلتقاء .
نحن متفقون كى نرتقى بمستوى العلم نحتاج إلى حذف ما ال نريد وكذلك ما هو
مكرر لنقدم بديال علوما حديثة تتفق والتطور الهائل فى العلم الذى أحدثه عصر
الحاسبات اإللكترونية .
4-1العلوم األساسية ( الرياضة والفيزياء )
كى تصل الفائدة إلى حدها األقصى اعتقد أننا بحاجة إلى إلغاء السنة اإلعدادية
بشكلها الحالى وان تتبع هذه المواد أقسام الهندسة ،وهذا النظام معمول به فى
جامعات عالمية وتأخذ به حاليا كليات الطب فى مصر .وسيؤدى ذلك إلى تغيير
شامل فيما يدرس ويخفف العبء على الطالب فتكون الدراسة عادله وليست كما
هى حاليا كما فى المعلومات غير مطلوب وبعضه يعاد شرحه فى المواد
الهندسية.
& Center of gravityوكذلك Plane and space trussesمثال ذلك باب الجمالوناتO
كأمثلة وغيرها كثير بل أكاد أقول كل ما يدرس فى مادة Moment of inertia
الميكانيكا يعاد تدريسه فى مادة نظرية المنشئات .
لماذا هذا الخلط إذن ؟… .ولماذا ال يستفاد بهذا الوقت فى التحديث ؟
بينما ال تدرس مادة الحاسب اآللى والبرمجة فى أى عام دراسى .
4-2ما بعد العلوم األساسية ( العلوم الهندسية التطبيقية ):
يدرس الطالب كثيراً من األبواب المكررة وانتهى عمرها العلمى ،ولو بدأنا
بالدراسة من نهاية المرحلة نزوال إلى السنوات األولى ،ماذا نريد فى العلوم
التطبيقية ( خرسانة ،حديد ،أساسات ،وما يتطلبه ذلك من العلوم الهندسية
النظرية (نظرية منشئات ،مقاومة مواد ،ميكانيكا التربة ) ،ثم ماذا نريد من
العلوم األساسية ( الرياضة و الفيزياء ) لحققنا Oهدفا ساميا ووضعنا المواصفاتO
المطلوبة لالرتقاء بالتدريس .
تدرس فى المواد ( مقاومة مواد ،نظرية منشئات Stresses & Strains ،مثال ذلك
خرسانة مسلحة ،حديد ) .
ال زالت تدرس Column Analogy , Elastic Center ,Moment Distributionمثال آخر
فى الجامعات Oرغم انتهاء تواجدها مع ظهور الحاسبات Oاآللية والبرامج الجاهزة .
بينما ال تدرس تطبيقات الحاسب اآللى فى العلوم الهندسية فى معظم الجامعات. O
تنقية المقررات Oمن التكرار ومما لم يعد فى عصرنا مناسبا يهدف إلى الرقى
بالتعليم الهندسى مع ترك مساحة فى التدريس لتربية عقلية الطالب وتنمية قدرته
على التأمل والفهم .
-5التدريب والتمرينات وأعمال السنة
الحديث الشريف يقول ما معناه
والذى نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء هللا بقوم يخطئون ثم يستغفرون "
" فيستغفر لهم
أليست فلسفة الحديث الشريف أن الخطأ هو إحدى الطرق الرئيسية التى توصل
إلى الصواب يقينا .
هل الطالب حقا يستطيع أن يعرف خطأه أم لكثرة ما يجد من واجبات ينوء به
كاهله يضطر إلى نقل حلول التمرينات اضطرارا – وهو نوع من الغش – كى
يؤدى الواجب فى الوقت المتاح ثم يلجأ إلى الدروس الخصوصية .
هل المدرس مدرك انه ليس القائد الوحيد فى ميدان التمرينات واالمتحانات .
هل نبحث عن علوم إنسانية … ولماذا نهدر إنسانية الطالب بكثرة التمرينات
والواجبات المطلوبة … كيف هذا ؟
5-1هل يعرف الطالب خطؤه
دراسة العلوم الهندسية الموجودة فى الكتب هى بالدرجة األولى تعليم وتدريب ،
شرح النظرية وتدريب على تطبيقاتها لكى يفهم الطالب أساس النظرية ولكى
يستوعبها يجب أن يعرف الخطأ والصواب فإذا لم تتح للطالب معرفة الخطأ
بسبب تكاسل المدرس وتفشى الدروس الخصوصية ،يجد الطالب نفسه مواجها
االمتحان وهو مهتز محتفظ بخطئه الذى كان ،وصوابه إذا صادف ذلك .
ولعل حكمة الحديث الشريف هى خير تطبيق فى هذا المجال.
5-2هل يدرك المدرس انه ليس وحده القائد فى الميدان
ال يساورنى ادنى شك فى انه ال يوجد ثمة دراسة على المستوى األفقى فى أى
من سنوات الدراسة ،بمعنى هيئة التدريس ال تنسق فيما بينها لتحديد حجم
التمرينات والواجبات المطلوب من الطالب أدائها لتحقيق هدف مشترك ،ولكن
المدرس يرى فى كثرة الواجبات Oوتعدد االمتحانات غير الرسمية هدفا لتحقيق
فهم اكثر لمادته وهذا ليس بالضرورة صحيحا ،فالباب Oمفتوح أمام الطالب على
مصراعيه للنقل ،ومن ثم للدروس الخصوصية عندما يجد انه قادر ماليا ومشرف
على الغرق علميا … أليست النتيجة إننا ساهمنا فى دفع الطالب للنقل ،إحدى
وسائل الغش ،ورمينا به فى بحر الدروس الخصوصية … هذا الوباء المنتشر
على مستوى جميع سنوات الدراسة … .لقد أهدرنا إنسانيته … ثم نطالب بتدريس
مواد إنسانية لطالب الهندسة .
مثال :طالب السنة الثالثة مدنى يدرس سبع مواد ،يحتاج الطالب المتميز إلى
حوالى أربعين ساعة أسبوعيا كى يؤدى الواجبات Oالمطلوبة منه فى البيت بعد
انتهاء اليوم الدراسى فى حوالى الساعة الثانية ،فيسهر ليحاول االنتهاء من
المطلوب .ويأتى فى الصباح Oمتأخرا وربما غائبا عن المحاضرة األولى ،وهكذا
يدور الطالب فى حلقة مفرغة يخرج منها إلى رحاب النقل والدروس
الخصوصية.
5-3أعمال السنة
الحديث الشريف يقول ما معناه " والذى نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء هللا
بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم " .أال تنطبق فلسفة الحديث الشريف على
أعمال السنة ،ان يستوعب طالب الهندسة مادته بالتدريب والتمرين يخطئ ثم
يصيب ،وكالهما الخطأ والصواب يحقق الهدف الذى نرعاه وهو فهم المادة ثم
يتوج ذلك بامتحان رسمى فى نهاية الفصل Oالدراسى .
كيف يصير ذلك منطقيا ،أن أضع مجهود الطالب Oعلى مدار فصل دراسى لتقييمه
فى ساعة أو ساعتين ،وما مغزى أعمال السنة؟ ولماذا ال تضاف درجة أعمال
السنة إلى درجة نهاية الفصل الدراسى ما دامت العبرة باالمتحان .
لو فهمنا الحديث الشريف وفلسفته لطبقنا فكر أعمال السنة بالصورة الصحيحة،
وهى تقييم عمل الطالب كمجهود ينفقه فى مادته بصرف النظر عن مدى خطئه
أو صوابه .
وما طبقت هذا المبدأ فى أى جامعة عملت بها إال وأتى بنتائج باهرة فى نهاية
العام الدراسى ،إنها الثقة بالنفس والشعور باألمان واالطمئنان للمادة وألستاذها .
-6مستوى االمتحانات
لقد وجد الطالب نفسه فى طابور المتقدمين للجامعة بالثانوية العامة واسمه فى
كشف المقبولين بكلية الهندسة ليس عن رغبة منه ولكن الن مجموعة يسمح له
بذلك ،أما عن استعداده الذهنى وطموحه فال محل لهما فى الوجود.
6-1االمتحان ونتيجته
نتيجة االمتحان هو محصلة مجهود مدرس ينفقه فى الشرح ومجموعة من
المدرسين مهمتهم تدريب الطالب Oثم ما أنفقه الطالب من جهد ووقت لتحصيل
العلم واستعداده الذهنى لقبول تلقى هذه المعلومات.
طالب الهندسة ،من خيرة طالب الثانوية العامة ومع فرض كفاءة المدرس فى
التدريس ،ينتظر النتيجة فى االمتحانات بالتأكيد مرضية.
فإذا كانت النتيجة سيئة كالعادة فى السنة اإلعدادية بصفة خاصة وفى بعض مواد
السنوات األخرى بصفة عامة فال بد أن يكون هناك خلل يجب دراسته ،وهنا
تدخل عناصر جديدة فى األفق.
هل مستوى االمتحان فى مستوى ما أنفقه المدرس من جهد وما حصل عليه
الطالب فى التدريب من المعلومات ؟
هل التصحيح راعى االعتدال ومبدأ المقدرة على التفكير وتسلسل خطوات حل
المسائل وليس النتيجة النهائية لحل االمتحان ؟
فإذا كان ذلك صحيحا ،فالعيب فى المدرس وليس للطالب ذنب فى ذلك … وإذا
كنا منصفين ،يجب دراسة الموقف وبيان مصدر الخطأ الذى يؤدى إلى تدهور
النتيجة لنعالج الموقف.
وظنى انه ال توجد جهة ما قادرة على دراسة هذه الظاهرة أو راغبة فى ذلك.
6-2أمثلة من الواقع:
بعيدا عن االمتحان وصعوبته والجهد والوقت الذى ينفقه المدرس والطالب وما
يحصل عليه من علم وتدريب أقدم هذه األمثلة طبقا لتوقيت حدوثها:
مثال رقم :1
جامعة القاهرة – كلية الهندسة – قسم الطيران – السنة الثانية – مادة نظرية
المنشات:
انتدبت للعمل مع األستاذ الدكتور /إبراهيم ادهم الدمرداش وهو المحاضرO
وكلفنى بمهمة محددة المعالم… األشراف على حصص التمرينات فى هذه المادة
ودراسة أسباب سوء النتيجة المستمر فى امتحان نهاية العالم ( حوالى.) 30%
وجدت من الدراسة عنصرين أساسيين ،األول عدم فهم التمرينات وطريقة حلها،
والثانى الشعور بعدم الثقة فى النفس الذى يالزم الطالب حتى االمتحان ويؤديه
وهو يفكر مهتزا والخوف يتملكه.
جميع التمرينات بكامل عددها ومسائل كل منها تم تدريب الطالب عليها.
يبدأ الطالب بالحل … ويعرف الخطأ… ويعدل نفسه بنفسه ،ثم يوزع عليهم الحل
النموذجى.
عمل امتحانات دورية كل شهر تقريبا … يمنح الطالب فيها ما ال يقل عن 50%
من الدرجة لمجرد حضوره االمتحان وتدرجت السهولة فى التصحيح حتى نهاية
العام كان التصحيح معتدال.
نتيجة االمتحان فى نهاية العام الدراسى جاوزت … 80%لقد عادت للطالب ثقته
بنفسه وعرف الخطأ الذى هو الوسيلة المثلى للصواب.
مثال رقم:2
جامعة عين شمس – كلية الهندية – السنة األولى مدنى:
وجدت لجنة الفرقة المكونة من أساتذة المواد أن نتيجة مادة نظرية المنشئات
تجاوزت 90%نهاية العام بينما نتيجة امتحان مادة الميكانيكا لم تتعد .30%
بدراستى للموقف وجدت أن مادة نظرية المنشات لديها العدد الكافى من
المدرسين القادر على تصحيح جميع مسائل التمرينات على مدار العام وإرشاد
الطالب إلى خطئه ثم معرفة الحل الصحيح بينما لم يتحقق شىء من ذلك فى مادة
الميكانيكا.
مثال رقم : 3
جامعة أسيوط -كلية الهندسة – السنة الثالثة مدنى – مادة نظرية المنشات:
انتدبت للعمل بالجامعة وهالنى ما سمعت ورأيت .فنسبة النجاح Oفى هذه المادة
Williot Mohrيتجاوز 50%فى السنين السابقة… والسبب اعجب … انه الخواجة
كيف ذلك؟ …
لجمالون Deflectionامتحان نهاية العام يحتوى دائما على مسالة مطلوب فيها
فإذا أخطأ الطالب… وهو يخطئ من … Williot Mohrباستخدام نظرية Truss
الخوف بالتأكيد … عليه أن يحمل قلمه ونفسه ويخرج من االمتحان كنصائح
أستاذه… ألنه ال محالة راسب.
قمت بتدريس هذا الباب على اكمل وجه وأكدت للطلبة أن هذه المسالة لن تكون
ضمن مسائل االمتحان ودراساتها الستكمال معلوماته كمهندس.
نتيجة امتحان نهاية العام تجاوت … 90%لقد تحطم حاجز الخوف والرعب
النفسى من االمتحان.
-7ارتباط التعليم بالتكنولوجيا الجديدة
-1 Computersاألجهزة الحاسبة
منذ عام 1950بدا استخدام الحاسبات اآللية فى تحليل وتصميم المنشآت وعلى
كل العاملين فى هذا المجال Oأن يعنى أننا نعيش عصر الحاسبات Oاآللية وان
استخدام الحل اليدوى قد ولى.
وبدون أن يكون لنا خطتنا للمستقبل فى استخدام هذه األجهزة فان المستقبل
المهنى فى خطر.
هذا النظام … نظام استخدام الحاسبات اآللية حدث عظيم وذو حدين فى التعليم
الهندسى الذى فلسفته تربية وتنمية العقلية الهندسية ،بينما قد يؤدى اإلسراف فى
استخدام هذا النظام إلى غلق تفكير المهندس ،ولذلك يجب إن نتوغل فى هذا
المجال بالتفكير السليم… واضعين نصب أعيننا أن عدم تطبيق استخدام الحاسباتO
اإللكترونية فى العلوم الهندسية هو التخلف بكل المقاييس.
يجب إعادة النظر فيما يدرس للطلبة من نظريات هندسية بحيث تكون لها الطابع
تصلح للبرمجة على األجهزة General Systematic Solutionsالعام المنتظم فى الحل
الحاسبة.
مثال ذلك فى مادة نظرية المنشآت
فى حل المنشئات باليد ممكن Column Analogy & Moment Distribution ،استخدام
كحل عام ،حيث عدد Stiffness methodولكن ال تصلح للبرمجة بينما استخدام
المجاهيل مساٍو لعدد المعادالت وال تحتاج إلى تدخل العامل البشرى فى أى
ويحصل على نتائج Dataمرحلة .بمعنى انه يحتاج التطبيق إلى إعطاء بيانات
Internal Forces & Moments and Displacementsوهى Results
كى أحافظ على الهدف فى تدريس تطبيقات الحاسب فى العلوم الهندسية يجب أن
يدرس الطالب النظرية ويستوعبها … وكيف يعد الطالب بنفسه البرنامج
ليستخدمه بنفسه… يؤدى هذا إلى كفاءة الطالب وتدربه على التعديل والتطوير
واكتشاف الخطأ فى التشغيل… ثم كيف يستخدم البرامج العالمية المتاحة فى
األسواق.
7-2النظام العام فى المحاضرات
نظام السبورة والطباشير يجب أن يرحل ويحل مكانه آالت العرض مع تواجد
الكتاب الجامعى.
وتحتوي المحاضرة Projectors Oيعد المدرس محاضراته بشكل يسمح له استخدام
علي أدق التفاصيل Oكما لو كان الحل باليد متضمنا جميع الخطوات ليستطيع
الطالب متابعتها بفهم حتى إذا عاد إلي الكتاب وجد فيه غايته ودون معاناة.
7-3المعامل التدريبية
المعامل التدريبية تقدم للطالب اإلحساس الهندسي بسهولة ويسر بجانب
النظريات ،ونوضح هنا بعض األمثلة :
السنة اإلعدادية
يجد الطالب في مادة الميكانيكا صعوبة بالغة في فهم وحل المسائل والسبب
وفي أغلب Hinged and Rigid jointالرئيسي عدم مقدرة الطالب علي التمييز بين
األحيان تكون الصعوبة ليست في الحل ولكن في عدم وضوح الرؤية أمام
الطالب ولذلك يحتاج الطالب معامل بها وسائل إيضاح Oلنظرية المنشئات لتوضيح
المعني الطبيعي لهذه األلغاز .
العلوم األساسية
فى تصورى أن العلوم اإلنسانية التى تخدم البيئة وتتناسب مع العقلية الهندسية أن
تكون مهنة حرفية أعمال صيانة ( الكهرباء داخل المنازل ،الثالجات ،أعمال
صحية) ،أعمال معمارية ( بياض ،نقاشة ،قيشانى وسيراميك ،نجارة أبواب
وشبابيك) ،أعمال مدنية ( نجار مسلح ،حداد مسلح ،صب الخرسانة) وغيرها
كثير ،فيكون هذا التعليم من اجل هدف قومى هو االرتقاء بالضمير اإلنسانى فى
هذه المهنة ولكى نعدل من الوضع المقلوب من جهة أخرى ونغرس فى نفوس
المهندسين روح العمل مهما كان نوعه ونشجعه كى يقود هذه األعمال بعقليته
المتميزة .فالمهندسون فى هذه الحقبة من الزمن اكثر عددا من الفنيين واقل منهم
دخال ،لوجود الحاجز Oالنفسى أن يعمل المهندس بمهنة يدوية ولكنه بعقليته
الهندسية يستطيع أن يقود هذا العمل ويخدم األهداف القومية بارتقاء مستوى
األداء والضمير المفقود حاليا فى هذه المهن.
وال يكون ذلك إجبارا ويدخل المجموع والتقدير العام ،بل هواية مطلوبة ويجب
خوضها … وكان فى الماضى تدريب طالب الهندسة فى الصيف واجبا للحصول
على البكالوريوس… ثم نسى أو تجاهلناه.
8-20العلوم األساسية (رياضة وفيزياء)
هى بالتأكيد الزمة للمهندس كأداة أو معدة يستخدمها فى العلوم الهندسية بمهارته
الخاصة بالدرجة الخاصة األولى وليس مستوى المادة هو الذى يحدد مهارة
الطالب فى استخدامها.
العلوم األساسية يجب أن تكون على مستوى يتناسب والعلوم الهندسية المتقدمة
لكى يستخدمها الطالب Oفى الفهم والتحصيل .
لكى يدرس الطالب Oتطبيقات الحاسب اآللى … يجب أن يدرس الطالب Oلغة
الحاسب وعلوم البرمجة .
تفوق الطالب Oفى علوم الحاسب … ليس معناه تفوقه فى التطبيق الهندسى ،وإال
لما كان هناك فرق بين طالب كلية العلوم وطالب كلية التجارة وطالب كلية
الهندسة فهم جميعا يدرسون ويتفوقون فى علوم الحاسب .فمن منهم يتفوق فى
التطبيق الهندسى ؟.
المهندس المتميز هو من استطاع أن يستخدم العلوم األساسية كمعدة لينتج منها
علوم هندسية أى أن التميز هو فى المنتج وهو العلوم الهندسية .
8-3المجموع التراكمى :
يحسب التقدير العام للطالب فى درجة البكالوريوس على أساس المجموع الكلى "
للدرجات التى حصلوا عليها فى كل السنوات الدراسية " وعند التطبيق لم يعد
هناك فى كليات الهندسة تمييز بين مادتى نظرية المنشئات والخرسانة المسلحة
.ومادتى اللغة اإلنجليزية والتشريعات واالقتصاديات
فإذا كانت العلوم الهندسية 55%يعنى أن التقييم لنصف المهندس وقد حدث فعال
فى قسم الهندسة اإلنشائية بجامعه عين شمس أن أحد المتفوقين حصل على
حوالى 150درجة زيادة عن إقرانه فى السنة اإلعدادية وتراجع بمثلها فى
مرحلة البكالوريوس ومع ذلك ضمن التفوق.
… هل هذا حقا ما نريد تحقيقه كهدف قومى.
سأعرض مثالين إحدهما حدث فى إحدى الجامعات المصرية واآلخر فى إحدى
الجامعات Oاألمريكية وكالهما فى امتحان القبول للتسجيل لدرجة الدكتوراه .
مثال رقم : 1
منذ عدة أعوام فى كلية الهندسة جامعه القاهرة كنت عضوا فى لجنه أساتذة
عددهم خمسة فى تخصصات Oالهندسة اإلنشائية المتحان مهندسة تمهيدا لتحديد
مدى قبول تسجيلها لدرجة الدكتوراه فى هندسة الزالزل.
مؤهالت المهندسة بكالوريوس هندسة مدنية وماجستير فى الهندسة اإلنشائية من
إحدى الجامعات Oاألمريكية .
سألها أستاذ كبير كاآلتى :
“ Sketch the Bending Moment Diagram for a continuous Beam of 2 spans having a
”concentrated load at mid span of one of the spans
أؤكد كروكى هو المطلوب وليس الحل .
لم تستطع فى محاوالت مستميتة إن تقترب من الحل الصحيح .
هذه الرواية كنت أحد أطرافها وشاهد عين عليها .
مثال رقم : 2
مصدر هذا المثال زميل مدرس من جامعة المنصورة قسم الهندسة اإلنشائية .
عندما كان طالبا يدرس فى أمريكا بعد الحصول على الماجستير ،وفى امتحان
القبول للتسجيل لدرجة الدكتوراه أعطى األستاذ مسألة للسادة المتقدمين عبارة عن
معرضة لعدة أحمال رأسية والمطلوب إيجاد Continuous Beamكمرة مستمرة
ولهم الحرية فى استخدام أى برامج على Maximum Deflectionمكان وقيمة
الحاسب اآللى .
ماذا كان جواب أحد الطلبة الحاصل Oعلى البكالوريوس وماجستير فى الهندسة
اإلنشائية من أمريكا ؟
Supportعند Max – Deflectionيوجد
أهذا حقا ما نريده لمهندسينا ؟
8-4هروب طلبة مرحلة البكالوريوس
تعالوا ندرس باألمانة التى نحملها على أعناقنا … أمام المجتمع وما أواله فينا من
ثقة وحرص على مستقبل هذا الجيل من أبنائنا طلبة كلية الهندسة .
ندرس هذا النظام الفاشل الذى نضجت ثماره المرة بعد عام واحد من التطبيق .
نظام كلية الهندسة يمكن تقسيمه كمرحلة علوم أساسية ( السنة األولى والثانية )
تسبقها السنة اإلعدادية ومرحلة البكالوريوس ( السنة الثالثة والرابعة ) علوم
هندسية .
السنة اإلعدادية هى امتداد للثانوية العامة ولماذا لم يضاف أيضا مجموع الثانوية
العامة إلى المجموع التراكمى .
السنة األولى والثانية هى مرحلة العلوم األساسية وهى المعدة التى يستخدمها
الطالب فى مرحلة العلوم الهندسية .
فى مرحلة العلوم الهندسية تظهر كفاءة الطالب واستعداده الذهنى الهندسى
إلظهار مهارته كمهندس واستخدام المعدة التى تطوع تفكيره للتفوق .
يجد نفسه قد تحدد مستقبله فعال … فقد فقد نهائيا أى فرصة بسبب المجموع
التراكمى وان الصراع فى العلوم الهندسية التطبيقية فى حدود 45%من أجمالى
مجموع الدرجات … لماذا الجهد ؟ وما هى النتيجة ؟
النتيجة المنطقية … والواقعة فعال … مع شديد اآلسف … هى هروب الطلبة فى
مرحلة البكالوريوس … هذا الهروب العظيم يصل فى بعض األحيان إلى ما
يقرب من % 70غياب من المحاضرات Oفى مواد غاية فى األهمية و الخطورة
وهى المواد الهندسية التطبيقية وال يواظب على حصص التمرينات وهذه
الظاهرة تغطى الجامعات Oالمصرية … لقد آتى النظام الحالى Oعلى األخضر
واليابس .
ليس هذا اجتهادا منى وتفكيرى المباشر ولكن فى محاولتى للتعرف من أبنائى
الطلبة لماذا هم عازفون عن الحضور ،والرد … ولماذا الحضور … لقد تحدد
المستقبل ونحن نقوم بأقل جهد للمرور ما دام التفوق اصبح محرما .
ولو رجعنا بالذاكرة إلى الماضى القريب لوجدنا الجهد الخارق الذى ينفقه الطالب
فى مرحلة البكالوريوس نتيجة روح الطموح الطاغية فى نفوس الشباب فيتراجع
الكثير من الصفوف األولى ويتقدم الكثير من الصفوف الخلفية نتيجة استخدام ما
تعلمه فى السنوات السابقة عند تطبيقها فى السنوات األخيرة وهى العلوم الهندسية
.
كمثال … الطالب الذى يحصل على تقدير عام " جيد جدا " فى مرحلة
البكالوريوس وهى مرحلة العلوم الهندسية التطبيقية يكون تقديره العام طبقا لنظام
المجموع التراكمى " مقبول " إذا كان تقديره كذلك فى مرحلة العلوم األساسية …
هل هذا معقول ؟ … وما نريد تحقيقه ؟
-9ملخص البحث
البحث يستمد مادته من خبرة التدريس على مدار أربعين عام ،كيف تكون عالقة
المدرس بالطالب وهى الصداقة والحسم والفرق بين الكتاب والمحاضرة وعلى
المدرس أن يقول ما يفهم وتلك مهمته وكفاءته ….
تعرض البحث أيضا الرتباط المواد العلمية على المستوى األفقى والراسى وأشار
إلى التكرار بين المواد ولكى نضيف جديدا يجب حذف بعض الموضوعات التى
لم تعد مناسبة لعصرنا .
التدريب والتمرينات هما األساس العلمى الصحيح لفهم العلوم الهندسية وان يعمل
الطالب ويخطئ ثم يعرف الصواب خطئه مثل صوابه يقيم أعمال السنة .
االمتحانات مسئولية المدرس ونتيجتها تعبر عن مستوى المدرس كما تعبر عن
مستوى الطالب تماما والعامل اإلنسانى له عالقة وطيدة بهذه النتيجة .
اآلخذ بأسباب التكنولوجيا الجديدة فى التدريس … وبذات استخدام الحاسباتO
اآللية فى التطبيقات الهندسية احدث ثورة فى التدريس ومحتويات المواد العلمية
منذ عام … 1950ولم نبدأها نحن بعد.
المقررات الدراسية ونسبها التى فرضت على الجامعات Oولم تأخذ حظها فى
الدراسة من مجالس األقسام المتخصصة أتى بعكس النتائج فبدال من التعمق فى
العلوم الهندسية … تدرس علوم إنسانية.
المجموع التراكمى … هذا القرار السياسى … لم يدرس نتائجه التى أثمرت
سريعا … هروب الطلبة فى مرحلة البكالوريوس من حضور المحاضرات وعدم
االلتزام بحصص التمرينات … بعد أن تحدد مستقبله بعد السنة الثانية … وقتل
فيه روح الطموح وثبط الهمم وخلط بين كفاءة المعدة (العلوم األساسية) ومهارة
العالم فى استخدام هذه … المعدة فى إنتاج العلوم الهندسية التطبيقية … هذا
الخطر الداهم ال يكاد ينظر إليه صانعوا القرار السيادى.
التعليم حق لكل مواطن … له أن يختار التعليم الذى يناسبه مثله مثل رغيف
العيش له أن يختار ما يرزق له طالما يدفع ثمنه.
حرمان المواطن من التعليم الذى يريده وفرض نوعية من التعليم ال تتفق
واستعداد وطموح المواطن مخالف للدستور.