You are on page 1of 25

‫الطالب وعضو هيئة التدريس في الجامعة‬

‫‪ ‬‬
‫الدكتور ‪ /‬سعفان عبد الجواد سعفان‬
‫رئيس قسم الهندسة اإلنشائية األسبق‬
‫كلية الهندسة – جامعة عين شمس‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬

‫ال يستمد هذا البحث مادته من أسس نظرية في التعليم ولكن بصفة رئيسية أود أن‬
‫اعرض خبرة أربعين عاما في مهنة التدريس بكليات الهندسة في جامعات مصر‬
‫معيدا ومدرسا وأستاذا مساعدا وأستاذا ثم رئيسا لقسم الهندسة اإلنشائية‪ .‬وفي‬
‫جميع هذه المراحل يسبقها مرحلة التلمذة أيضا ‪ ,‬كان السؤال الذي يشغلني كيف‬
‫يكون المدرس المثالي ويشمل السؤال أرضا واسعة بشعابها وهضابها تتجول‬
‫أفكارى فوقها بحثا عن اإلجابة وخاصة في التعليم الهندسي ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫االتجاه العام للتعليم في مصر ال يحتاج إلى مزيد من المدح والثناء ليضيف إلى‬
‫الكم الهائل لما نشر في الصحف‪ ،‬ولكني أحاول إلقاء طاقة من الضوء علي نتيجة‬
‫ما هو قائم من واقع التطبيق‪ ,‬ماذا نريد ؟ وهل حققناه ؟‬
‫سوف أشير إلى عضو هيئة التدريس أو المعيد بلقب مدرس ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫مجانية التعليم ومكتب التنسيق ورغيف العيش ‪1.‬‬
‫نادي العالم الفليسوف الدكتور ‪ /‬طه حسين بأن التعليم الزم كالماء والهواء‬
‫وانحصر تطبيق هذه المبدأ في مجانية التعليم‪.‬‬
‫وفي هذه الحقبة من الزمن والتعليم بالمجان وما ابتلينا به من قوانين‬
‫اشتراكية تهدر إرادة الطالب وطموحاته ليقف في طابور التعليم مثل وقوفه‬
‫في طابور جمعية استهالكية ليأخذ ما يعطي له وليس ما يريد‪ .‬ونتيجة‬
‫للقوانين االشتراكية أصبح دخل المدرس مجحفا وعليه تقريبا يقع عبأ‬
‫مجانية التعليم ‪.‬‬
‫أدي كل ذلك إلى انتشار وباء الدروس الخصوصية‪ ،‬وبالتالي عدم‬
‫االنضباط‪ .‬واصبح من مهام المدرس حفظ النظام بالحسم وليس بالعقاب‬
‫الرادع لتظل العالقة بين المدرس والطالب عالقة أبوية يحترمه الطالب‬
‫وال يرهبه ‪.‬‬
‫يقر الدستور بأحقية التعليم لكل مواطن ‪.‬‬
‫هل خالفنا الدستور في التطبيق ؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم … ألننا فرضنا نوعية معينة من التعليم علي المواطن ولم‬
‫يحترم إرادته وطموحه … وبذلك قتلنا روح اإلبداع ‪.‬‬
‫التعليم ورغيف العيش توأم‪ ،‬األول لتغذية العقول والثاني لتغذية البطون ‪,‬‬
‫وللمواطن الحق في الحصول علي رغيف العيش الذي يرغبه ويدفع‬
‫ثمنه ‪،‬وكالهما الرخيص والغالي إنتاج الدولة …‪ .‬لماذا ال يختار المواطن‬
‫التعليم الذي يريده ويدفع ثمنه أيضا ؟‬
‫عالقة المدرس بالطالب ‪2.‬‬
‫‪ 2-1‬الدكتوراه وعضو هيئة التدريس ‪.‬‬
‫ليس كل من يحصل علي الدكتوراه صالحا‪ O‬للتدريس بل يجب أن يمر علي‬
‫مراحل من التدريب تحت أشراف أساتذة كبار ذوي خبرة عريقة في التدريس‬
‫والتقييم حتى يسمح للمدرس أن يكون محاضرا‪. O‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 2-2‬استجابة الطالب للتدريس ‪.‬‬
‫الحظت علي مدي ما يقرب من نصف قرن طالبا ومدرسا مدي االستجابة‬
‫الكبيرة لتلقي العلم حينما تكون عالقة الطالب بمدرسه طيبة‪ ،‬بينما النقيض من‬
‫ذلك يؤدي إلى سوء الفهم وكذلك التحصيل وبالتالى تدهور نتيجة االمتحانات ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الطالب القريب نفسيا من المدرس يشبه الفراشة الحرة قادرا علي امتصاص‬
‫رحيق‪ ،‬العلم يسأل ويستفسر في أدق األمور‪ ،‬فينفذ بذلك إلى أغوار العلم ينهل‬
‫منها قدر طاقته ‪.‬‬
‫علي الجانب األخر حينما يكون المدرس لغزا يخشاه الطالب ويتجنبه الستهجان‬
‫المدرس ألسئلة الطالب أو ادعاء عدم فهم الطالب‪ , O‬يضع المدرس قيدا حديديا‬
‫علي عقل الطالب فيشل تفكيره ألنه يتحرك في دائرة تكاد تكون مغلقة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ودائما أردد علي سمع الطالب أن المدرس يجب أال يقول للطالب ما قاله المتنبي‬
‫الشاعر العظيم لسلطان مصر كافور اإلخشيد " لم ال تفهم ما يقال ؟ " ردا علي‬
‫سؤال السلطان " لم ال تقول ما يفهم ؟"‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 2-3‬مثال من الواقع‬
‫أذكر في هذا المجال عندما كنت طالبا بالماجستير في جامعة مانشستر بإنجلترا‬
‫اعظم أساتذة العالم في موضوع ‪ Prof. W. Merchant‬وشرح لنا نحن طلبة األبحاث‬
‫وكان عددنا ‪ 6‬طلبة دراسات عليا‪ ،‬شرح لنا مسألة ثالث‪stability of structures ،‬‬
‫مرات متتالية‪ ،‬وفي المرة الثالثة سأل كل منا عما إذا كان الحل صحيحا‪ O‬فأجاب‬
‫وحينما علم ‪ Wrong‬إال أنا أصابنى الخوف والرعب ونطقت بكلمة ‪ Right‬بكلمة‬
‫مني إننى عرفت هذا الخطأ من أول مرة كان درسه الخالد والذي تأثرت به حتى‬
‫اليوم ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫قال هذا العالم العمالق إن عجلة الحياة البد أن تتحرك إلى األمام‪ ،‬يعني ذلك أن‬
‫الجيل الجديد البد أن يكون أفضل من الجيل القديم حتى تتحقق نهضة العالم ‪.‬‬
‫ولك أن تتصور وقع هذا الكالم من أستاذ بالنسبة لي يفوق السحاب‪ O‬ارتفاعا‬
‫لطالب يخطو أولي خطواته في اتجاه البحث العلمي ‪ ,‬لقد مدني بطاقة هائلة‬
‫ونظرة متعمقة وأصيلة إلى معني البحث‪ O‬العلمي وآفاقه ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪-3‬أعداد المحاضرات‬
‫ينفق المدرس الجهد العنيف والوقت الطويل في تدريس المادة وينفق الطالب في التحصيل من الوقت والجهد‬
‫مثل ما ينفقه المدرس أو يزيد ‪.‬‬

‫هناك فرق بين الكتاب والمحاضرة التي يعدها المدرس تفصيال قبل دخول‬
‫المحاضرة واستعداده الذهني لما يقول ومدي استجابة الطالب لذلك ورصد‬
‫المدرس لنقاط الضعف فيما يقول ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 3-1‬تبادل المعلومات‬
‫المحاضر عليه أن يعد ما يقول تفصيال قبل دخول المحاضرة مباشرة حتى ولو‬
‫كان صاحب كتاب أو خبرة عريقة في التدريس لكي يكون استعداده الذهني‬
‫حاضرا‪ ،‬فقد يفاجأ المدرس بسؤال عن خطوة في الحل اعتبرها الكتاب واضحة‬
‫جدا لدرجة عدم وجود مبرر لذكرها فيجد المدرس نفسه في موقف يحتاج إلى‬
‫تفكير وربما مرتبكا في الرد ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وحتى يكون المحاضر ناجحا‪ O‬ومتميزا يجب عليه تبادل المعلومات مع الطالب‬
‫بأن يرصد أوجه الضعف فيما يقول من مدي استجابة الطالب‪ ،‬ويدرس جيدا‬
‫األسئلة التي توجه إليه ويجدد في طريقة الشرح طبقا لرد فعل الطالب ‪ ,‬تلك هي‬
‫الطريقة المثلي للمدرس المحاضر‪ O‬الناجح حيث العبرة فيما يفهمه الطالب وليس‬
‫ما يقوله المحاضر ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫بمعني آخر يقول المحاضر ما يفهم وال يفرض علي الطالب أن يفهم ما يقوله‬
‫المحاضر ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ – 4‬ارتباط المواد العلمية ببعضها ‪.‬‬
‫على مستوى العام الدراسى وعلى مستوى سنوات الدراسة والتنسيق بينها ليس‬
‫بوضعها الحالى هى االرتباط األمثل ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وهل يستطيع الطالب عمليا أن يستوعب المواد العلمية بمجهوده وما ينفقه‬
‫المدرس من وقت وجهد … بهدف أيجاد ملكة التفكير والتأمل التى تكون العقلية‬
‫الهندسية … وهل وضعنا الحالى يحقق الهدف الذى نسعى إليه جاهدين وهى‬
‫إيجاد العقلية الهندسية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫هناك معادلة ما تحتاج إلى تحقيقها‪ ،‬وهى حجم المعلومات الذى يعطيه المدرس‬
‫وما هو الحجم الذى يستوعبه الطالب وما هى نقطة االلتقاء ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫نحن متفقون كى نرتقى بمستوى العلم نحتاج إلى حذف ما ال نريد وكذلك ما هو‬
‫مكرر لنقدم بديال علوما حديثة تتفق والتطور الهائل فى العلم الذى أحدثه عصر‬
‫الحاسبات اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 4-1‬العلوم األساسية ( الرياضة والفيزياء )‬
‫كى تصل الفائدة إلى حدها األقصى اعتقد أننا بحاجة إلى إلغاء السنة اإلعدادية‬
‫بشكلها الحالى وان تتبع هذه المواد أقسام الهندسة‪ ،‬وهذا النظام معمول به فى‬
‫جامعات عالمية وتأخذ به حاليا كليات الطب فى مصر‪ .‬وسيؤدى ذلك إلى تغيير‬
‫شامل فيما يدرس ويخفف العبء على الطالب فتكون الدراسة عادله وليست كما‬
‫هى حاليا كما فى المعلومات غير مطلوب وبعضه يعاد شرحه فى المواد‬
‫الهندسية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫& ‪ Center of gravity‬وكذلك ‪ Plane and space trusses‬مثال ذلك باب الجمالونات‪O‬‬
‫كأمثلة وغيرها كثير بل أكاد أقول كل ما يدرس فى مادة ‪Moment of inertia‬‬
‫الميكانيكا يعاد تدريسه فى مادة نظرية المنشئات ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫لماذا هذا الخلط إذن ؟…‪ .‬ولماذا ال يستفاد بهذا الوقت فى التحديث ؟‬
‫بينما ال تدرس مادة الحاسب اآللى والبرمجة فى أى عام دراسى ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 4-2‬ما بعد العلوم األساسية ( العلوم الهندسية التطبيقية )‪:‬‬
‫يدرس الطالب كثيراً من األبواب المكررة وانتهى عمرها العلمى‪ ،‬ولو بدأنا‬
‫بالدراسة من نهاية المرحلة نزوال إلى السنوات األولى ‪ ،‬ماذا نريد فى العلوم‬
‫التطبيقية ( خرسانة ‪ ،‬حديد ‪ ،‬أساسات ‪ ،‬وما يتطلبه ذلك من العلوم الهندسية‬
‫النظرية (نظرية منشئات ‪ ،‬مقاومة مواد ‪ ،‬ميكانيكا التربة )‪ ،‬ثم ماذا نريد من‬
‫العلوم األساسية ( الرياضة و الفيزياء ) لحققنا‪ O‬هدفا ساميا ووضعنا المواصفات‪O‬‬
‫المطلوبة لالرتقاء بالتدريس ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تدرس فى المواد ( مقاومة مواد ‪ ،‬نظرية منشئات ‪ Stresses & Strains ،‬مثال ذلك‬
‫خرسانة مسلحة ‪ ،‬حديد ) ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ال زالت تدرس ‪ Column Analogy , Elastic Center ,Moment Distribution‬مثال آخر‬
‫فى الجامعات‪ O‬رغم انتهاء تواجدها مع ظهور الحاسبات‪ O‬اآللية والبرامج الجاهزة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫بينما ال تدرس تطبيقات الحاسب اآللى فى العلوم الهندسية فى معظم الجامعات‪. O‬‬
‫‪ ‬‬
‫تنقية المقررات‪ O‬من التكرار ومما لم يعد فى عصرنا مناسبا يهدف إلى الرقى‬
‫بالتعليم الهندسى مع ترك مساحة فى التدريس لتربية عقلية الطالب وتنمية قدرته‬
‫على التأمل والفهم ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -5‬التدريب والتمرينات وأعمال السنة‬
‫الحديث الشريف يقول ما معناه‬
‫والذى نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء هللا بقوم يخطئون ثم يستغفرون "‬
‫" فيستغفر لهم‬
‫أليست فلسفة الحديث الشريف أن الخطأ هو إحدى الطرق الرئيسية التى توصل‬
‫إلى الصواب يقينا ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫هل الطالب حقا يستطيع أن يعرف خطأه أم لكثرة ما يجد من واجبات ينوء به‬
‫كاهله يضطر إلى نقل حلول التمرينات اضطرارا – وهو نوع من الغش – كى‬
‫يؤدى الواجب فى الوقت المتاح ثم يلجأ إلى الدروس الخصوصية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫هل المدرس مدرك انه ليس القائد الوحيد فى ميدان التمرينات واالمتحانات ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫هل نبحث عن علوم إنسانية … ولماذا نهدر إنسانية الطالب بكثرة التمرينات‬
‫والواجبات المطلوبة … كيف هذا ؟‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 5-1‬هل يعرف الطالب خطؤه‬
‫دراسة العلوم الهندسية الموجودة فى الكتب هى بالدرجة األولى تعليم وتدريب ‪،‬‬
‫شرح النظرية وتدريب على تطبيقاتها لكى يفهم الطالب أساس النظرية ولكى‬
‫يستوعبها يجب أن يعرف الخطأ والصواب فإذا لم تتح للطالب معرفة الخطأ‬
‫بسبب تكاسل المدرس وتفشى الدروس الخصوصية‪ ،‬يجد الطالب نفسه مواجها‬
‫االمتحان وهو مهتز محتفظ بخطئه الذى كان‪ ،‬وصوابه إذا صادف ذلك ‪.‬‬
‫ولعل حكمة الحديث الشريف هى خير تطبيق فى هذا المجال‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 5-2‬هل يدرك المدرس انه ليس وحده القائد فى الميدان‬
‫ال يساورنى ادنى شك فى انه ال يوجد ثمة دراسة على المستوى األفقى فى أى‬
‫من سنوات الدراسة‪ ،‬بمعنى هيئة التدريس ال تنسق فيما بينها لتحديد حجم‬
‫التمرينات والواجبات المطلوب من الطالب أدائها لتحقيق هدف مشترك‪ ،‬ولكن‬
‫المدرس يرى فى كثرة الواجبات‪ O‬وتعدد االمتحانات غير الرسمية هدفا لتحقيق‬
‫فهم اكثر لمادته وهذا ليس بالضرورة صحيحا ‪ ،‬فالباب‪ O‬مفتوح أمام الطالب على‬
‫مصراعيه للنقل‪ ،‬ومن ثم للدروس الخصوصية عندما يجد انه قادر ماليا ومشرف‬
‫على الغرق علميا … أليست النتيجة إننا ساهمنا فى دفع الطالب للنقل ‪ ،‬إحدى‬
‫وسائل الغش ‪ ،‬ورمينا به فى بحر الدروس الخصوصية … هذا الوباء المنتشر‬
‫على مستوى جميع سنوات الدراسة …‪ .‬لقد أهدرنا إنسانيته … ثم نطالب بتدريس‬
‫مواد إنسانية لطالب الهندسة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫مثال ‪ :‬طالب السنة الثالثة مدنى يدرس سبع مواد‪ ،‬يحتاج الطالب المتميز إلى‬
‫حوالى أربعين ساعة أسبوعيا كى يؤدى الواجبات‪ O‬المطلوبة منه فى البيت بعد‬
‫انتهاء اليوم الدراسى فى حوالى الساعة الثانية‪ ،‬فيسهر ليحاول االنتهاء من‬
‫المطلوب‪ .‬ويأتى فى الصباح‪ O‬متأخرا وربما غائبا عن المحاضرة األولى‪ ،‬وهكذا‬
‫يدور الطالب فى حلقة مفرغة يخرج منها إلى رحاب النقل والدروس‬
‫الخصوصية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 5-3‬أعمال السنة‬
‫الحديث الشريف يقول ما معناه " والذى نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء هللا‬
‫بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم‪ " .‬أال تنطبق فلسفة الحديث الشريف على‬
‫أعمال السنة ‪ ،‬ان يستوعب طالب الهندسة مادته بالتدريب والتمرين يخطئ ثم‬
‫يصيب‪ ،‬وكالهما الخطأ والصواب يحقق الهدف الذى نرعاه وهو فهم المادة ثم‬
‫يتوج ذلك بامتحان رسمى فى نهاية الفصل‪ O‬الدراسى ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫كيف يصير ذلك منطقيا‪ ،‬أن أضع مجهود الطالب‪ O‬على مدار فصل دراسى لتقييمه‬
‫فى ساعة أو ساعتين‪ ،‬وما مغزى أعمال السنة؟ ولماذا ال تضاف درجة أعمال‬
‫السنة إلى درجة نهاية الفصل الدراسى ما دامت العبرة باالمتحان ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫لو فهمنا الحديث الشريف وفلسفته لطبقنا فكر أعمال السنة بالصورة الصحيحة‪،‬‬
‫وهى تقييم عمل الطالب كمجهود ينفقه فى مادته بصرف النظر عن مدى خطئه‬
‫أو صوابه ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وما طبقت هذا المبدأ فى أى جامعة عملت بها إال وأتى بنتائج باهرة فى نهاية‬
‫العام الدراسى ‪ ،‬إنها الثقة بالنفس والشعور باألمان واالطمئنان للمادة وألستاذها ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -6‬مستوى االمتحانات‬
‫لقد وجد الطالب نفسه فى طابور المتقدمين للجامعة بالثانوية العامة واسمه فى‬
‫كشف المقبولين بكلية الهندسة ليس عن رغبة منه ولكن الن مجموعة يسمح له‬
‫بذلك‪ ،‬أما عن استعداده الذهنى وطموحه فال محل لهما فى الوجود‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 6-1‬االمتحان ونتيجته‬
‫نتيجة االمتحان هو محصلة مجهود مدرس ينفقه فى الشرح ومجموعة من‬
‫المدرسين مهمتهم تدريب الطالب‪ O‬ثم ما أنفقه الطالب من جهد ووقت لتحصيل‬
‫العلم واستعداده الذهنى لقبول تلقى هذه المعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫طالب الهندسة‪ ،‬من خيرة طالب الثانوية العامة ومع فرض كفاءة المدرس فى‬
‫التدريس‪ ،‬ينتظر النتيجة فى االمتحانات بالتأكيد مرضية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫فإذا كانت النتيجة سيئة كالعادة فى السنة اإلعدادية بصفة خاصة وفى بعض مواد‬
‫السنوات األخرى بصفة عامة فال بد أن يكون هناك خلل يجب دراسته‪ ،‬وهنا‬
‫تدخل عناصر جديدة فى األفق‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫هل مستوى االمتحان فى مستوى ما أنفقه المدرس من جهد وما حصل عليه‬
‫الطالب فى التدريب من المعلومات ؟‬
‫‪ ‬‬
‫هل التصحيح راعى االعتدال ومبدأ المقدرة على التفكير وتسلسل خطوات حل‬
‫المسائل وليس النتيجة النهائية لحل االمتحان ؟‬
‫‪ ‬‬
‫فإذا كان ذلك صحيحا‪ ،‬فالعيب فى المدرس وليس للطالب ذنب فى ذلك … وإذا‬
‫كنا منصفين‪ ،‬يجب دراسة الموقف وبيان مصدر الخطأ الذى يؤدى إلى تدهور‬
‫النتيجة لنعالج الموقف‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وظنى انه ال توجد جهة ما قادرة على دراسة هذه الظاهرة أو راغبة فى ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 6-2‬أمثلة من الواقع‪:‬‬
‫بعيدا عن االمتحان وصعوبته والجهد والوقت الذى ينفقه المدرس والطالب وما‬
‫يحصل عليه من علم وتدريب أقدم هذه األمثلة طبقا لتوقيت حدوثها‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫مثال رقم ‪:1‬‬
‫جامعة القاهرة – كلية الهندسة – قسم الطيران – السنة الثانية – مادة نظرية‬
‫المنشات‪:‬‬
‫انتدبت للعمل مع األستاذ الدكتور ‪ /‬إبراهيم ادهم الدمرداش وهو المحاضر‪O‬‬
‫وكلفنى بمهمة محددة المعالم… األشراف على حصص التمرينات فى هذه المادة‬
‫ودراسة أسباب سوء النتيجة المستمر فى امتحان نهاية العالم ( حوالى‪.) 30%‬‬
‫وجدت من الدراسة عنصرين أساسيين‪ ،‬األول عدم فهم التمرينات وطريقة حلها‪،‬‬
‫والثانى الشعور بعدم الثقة فى النفس الذى يالزم الطالب حتى االمتحان ويؤديه‬
‫وهو يفكر مهتزا والخوف يتملكه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫جميع التمرينات بكامل عددها ومسائل كل منها تم تدريب الطالب عليها‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫يبدأ الطالب بالحل … ويعرف الخطأ… ويعدل نفسه بنفسه‪ ،‬ثم يوزع عليهم الحل‬
‫النموذجى‪.‬‬
‫عمل امتحانات دورية كل شهر تقريبا … يمنح الطالب فيها ما ال يقل عن ‪50%‬‬
‫من الدرجة لمجرد حضوره االمتحان وتدرجت السهولة فى التصحيح حتى نهاية‬
‫العام كان التصحيح معتدال‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫نتيجة االمتحان فى نهاية العام الدراسى جاوزت ‪ … 80%‬لقد عادت للطالب ثقته‬
‫بنفسه وعرف الخطأ الذى هو الوسيلة المثلى للصواب‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫مثال رقم‪:2‬‬
‫جامعة عين شمس – كلية الهندية – السنة األولى مدنى‪:‬‬
‫وجدت لجنة الفرقة المكونة من أساتذة المواد أن نتيجة مادة نظرية المنشئات‬
‫تجاوزت ‪ 90%‬نهاية العام بينما نتيجة امتحان مادة الميكانيكا لم تتعد ‪.30%‬‬
‫‪ ‬‬
‫بدراستى للموقف وجدت أن مادة نظرية المنشات لديها العدد الكافى من‬
‫المدرسين القادر على تصحيح جميع مسائل التمرينات على مدار العام وإرشاد‬
‫الطالب إلى خطئه ثم معرفة الحل الصحيح بينما لم يتحقق شىء من ذلك فى مادة‬
‫الميكانيكا‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫مثال رقم ‪: 3‬‬
‫جامعة أسيوط‪ -‬كلية الهندسة – السنة الثالثة مدنى – مادة نظرية المنشات‪:‬‬
‫انتدبت للعمل بالجامعة وهالنى ما سمعت ورأيت‪ .‬فنسبة النجاح‪ O‬فى هذه المادة‬
‫‪ Williot Mohr‬يتجاوز ‪ 50%‬فى السنين السابقة… والسبب اعجب … انه الخواجة‬
‫كيف ذلك؟ …‬

‫لجمالون ‪Deflection‬امتحان نهاية العام يحتوى دائما على مسالة مطلوب فيها‬
‫فإذا أخطأ الطالب… وهو يخطئ من … ‪ Williot Mohr‬باستخدام نظرية ‪Truss‬‬
‫الخوف بالتأكيد … عليه أن يحمل قلمه ونفسه ويخرج من االمتحان كنصائح‬
‫أستاذه… ألنه ال محالة راسب‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫قمت بتدريس هذا الباب على اكمل وجه وأكدت للطلبة أن هذه المسالة لن تكون‬
‫ضمن مسائل االمتحان ودراساتها الستكمال معلوماته كمهندس‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫نتيجة امتحان نهاية العام تجاوت ‪ … 90%‬لقد تحطم حاجز الخوف والرعب‬
‫النفسى من االمتحان‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -7‬ارتباط التعليم بالتكنولوجيا الجديدة‬
‫‪ -1 Computers‬األجهزة الحاسبة‬
‫منذ عام ‪ 1950‬بدا استخدام الحاسبات اآللية فى تحليل وتصميم المنشآت وعلى‬
‫كل العاملين فى هذا المجال‪ O‬أن يعنى أننا نعيش عصر الحاسبات‪ O‬اآللية وان‬
‫استخدام الحل اليدوى قد ولى‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وبدون أن يكون لنا خطتنا للمستقبل فى استخدام هذه األجهزة فان المستقبل‬
‫المهنى فى خطر‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫هذا النظام … نظام استخدام الحاسبات اآللية حدث عظيم وذو حدين فى التعليم‬
‫الهندسى الذى فلسفته تربية وتنمية العقلية الهندسية‪ ،‬بينما قد يؤدى اإلسراف فى‬
‫استخدام هذا النظام إلى غلق تفكير المهندس‪ ،‬ولذلك يجب إن نتوغل فى هذا‬
‫المجال بالتفكير السليم… واضعين نصب أعيننا أن عدم تطبيق استخدام الحاسبات‪O‬‬
‫اإللكترونية فى العلوم الهندسية هو التخلف بكل المقاييس‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫يجب إعادة النظر فيما يدرس للطلبة من نظريات هندسية بحيث تكون لها الطابع‬
‫تصلح للبرمجة على األجهزة ‪ General Systematic Solutions‬العام المنتظم فى الحل‬
‫الحاسبة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫مثال ذلك فى مادة نظرية المنشآت‬
‫فى حل المنشئات باليد ممكن‪ Column Analogy & Moment Distribution ،‬استخدام‬
‫كحل عام‪ ،‬حيث عدد ‪ Stiffness method‬ولكن ال تصلح للبرمجة بينما استخدام‬
‫المجاهيل مساٍو لعدد المعادالت وال تحتاج إلى تدخل العامل البشرى فى أى‬
‫ويحصل على نتائج ‪ Data‬مرحلة‪ .‬بمعنى انه يحتاج التطبيق إلى إعطاء بيانات‬
‫‪ Internal Forces & Moments and Displacements‬وهى ‪Results‬‬

‫كى أحافظ على الهدف فى تدريس تطبيقات الحاسب فى العلوم الهندسية يجب أن‬
‫يدرس الطالب النظرية ويستوعبها … وكيف يعد الطالب بنفسه البرنامج‬
‫ليستخدمه بنفسه… يؤدى هذا إلى كفاءة الطالب وتدربه على التعديل والتطوير‬
‫واكتشاف الخطأ فى التشغيل… ثم كيف يستخدم البرامج العالمية المتاحة فى‬
‫األسواق‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 7-2‬النظام العام فى المحاضرات‬
‫نظام السبورة والطباشير يجب أن يرحل ويحل مكانه آالت العرض مع تواجد‬
‫الكتاب الجامعى‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وتحتوي المحاضرة‪ Projectors O‬يعد المدرس محاضراته بشكل يسمح له استخدام‬
‫علي أدق التفاصيل‪ O‬كما لو كان الحل باليد متضمنا جميع الخطوات ليستطيع‬
‫الطالب متابعتها بفهم حتى إذا عاد إلي الكتاب وجد فيه غايته ودون معاناة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 7-3‬المعامل التدريبية‬
‫المعامل التدريبية تقدم للطالب اإلحساس الهندسي بسهولة ويسر بجانب‬
‫النظريات‪ ،‬ونوضح هنا بعض األمثلة ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫السنة اإلعدادية‬
‫يجد الطالب في مادة الميكانيكا صعوبة بالغة في فهم وحل المسائل والسبب‬
‫وفي أغلب ‪ Hinged and Rigid joint‬الرئيسي عدم مقدرة الطالب علي التمييز بين‬
‫األحيان تكون الصعوبة ليست في الحل ولكن في عدم وضوح الرؤية أمام‬
‫الطالب ولذلك يحتاج الطالب معامل بها وسائل إيضاح‪ O‬لنظرية المنشئات لتوضيح‬
‫المعني الطبيعي لهذه األلغاز ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫العلوم األساسية‬

‫يحتاج إلي معمل ‪ Moment of Inertia‬لتعبير ‪ Physical Meaning‬ما المعني الطبيعي‬


‫لتوضيح أنه مقياس لقوة القطاع‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫بعمل تجربة علي عدة كمرات … ‪ EI / L = Rigidity‬ما المعني الطبيعي لتعبير‬
‫يتضح للطالب أنها مقياس لعزم االنحناء ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫يحتاج ذلك إلى تجارب ‪Roller , Hinged & Fixed Supports‬ما المعني الطبيعي ل‬
‫للحركة والدوران ‪ ( Support ).‬عملية لتثبت للطالب‪ O‬أنها تعبر عن مقاومة الركيزة‬
‫‪ ‬‬
‫تلك بعض األمثلة التي توضح مدي حاجة الطلبة إلي معامل تدريب ووسائل‬
‫إيضاح … تعطي للطالب المعني الهندسي الطبيعي للتعبيرات العلمية في وقت‬
‫قصير وأكثر عمقا وأشد أثرا علي عقلية الطالب من المحاضرات النظرية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ -8‬المجموع التراكمى‪ -‬تلك األسطورة المزيفة وهروب طالب مرحلة البكالوريوس‬

‫القرارات السيادية كاآلتى‪:‬‬


‫نسب المواد التى تدرس فى كليات الهندسة (‪ 15%‬علوم إنسانية‪ 30%+‬علوم‬
‫أساسية ‪ 55% +‬علوم هندسية)‪.‬‬
‫يحسب التقدير العام للطالب فى درجة البكالوريوس على أساس المجموع‬
‫للدرجات التى حصلوا عليها فى السنوات الدراسية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫من أى مصدر أتينا بهذا النظام "المجموع التراكمى" ونسب المواد‪ ،‬وقد شغلت‬
‫منصب رئيس قسم الهندسة اإلنشائية بجامعة المنصورة ثم عين شمس وساهمت‬
‫بجهد كبير فى أعداد الالئحة للقسم وال أرى من أين جاءت نسب المواد التى‬
‫تدرس فى كليات الهندسة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ولكن اقطع بأننا نظرنا إلى ما وراء البحر األبيض المتوسط لنلتمس فى أوروبا‬
‫عموما وأمريكا بصفة خاصة مصادر التطوير للتعليم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫نحن نطبق قواعد فرضت على الجامعات‪ O‬فرضا وظللنا لها طائعين واقصد‬
‫بمستوى الجامعات مجالس األقسام التى تضم المدرس واألستاذ ورجال الصناعة‬
‫فى مجالس اإلدارات بالشركات والمصانع التى تعمل فى مجال الهندسة لتحقق‬
‫التطوير من واقع خبرتنا ومصالحنا‪ O‬القومية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫من بيدهم القرار بالتنفيذ ال ينظرون أو ال يكادوا ينظرون إلى األستاذ الذى عاش‬
‫على ارض مصر وواصل التعليم فى أوروبا وأمريكا ونشر أبحاثا وشارك فى‬
‫المؤتمرات دولية ‪ ،‬أقول عاش على ارض مصر يعرف تماما موقع المهندس‬
‫المصرى بحدوده وأوصافه داخليا وخارجيا وهو القادر على التطوير … ولم‬
‫يؤخذ رأى الطلبة أصحاب المصلحة ولو اخذ رأيهم لرفضوه‪.‬‬
‫ماذا نريد بالضبط ‪ ..‬وما هو الهدف؟ ‪ ..‬هل مهندس عصرى علميا وهندسيا ‪..‬‬
‫هل نريد باحثا فى العلوم األساسية؟ هل نأمل فى مهندس خبير فى العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ما هذا الخلط العجيب‪ O‬؟‬
‫لقد خلط المجموع التراكمى بين كفاءة ومهارة العامل عليها‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 8-1‬العلوم اإلنسانية‪:‬‬
‫ما هى هذه المواد؟ … اجتهادات أكاد أقول شخصية وليست محددة المعالم … وما‬
‫هى الفلسفة وراء ذلك؟… صراحة ال ادرى‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وهل يدرس طالب الكليات اإلنسانية علوما هندسية أيضا‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫وأى أهداف قومية تسعى إليها؟‬

‫فى تصورى أن العلوم اإلنسانية التى تخدم البيئة وتتناسب مع العقلية الهندسية أن‬
‫تكون مهنة حرفية أعمال صيانة ( الكهرباء داخل المنازل‪ ،‬الثالجات‪ ،‬أعمال‬
‫صحية)‪ ،‬أعمال معمارية ( بياض‪ ،‬نقاشة ‪ ،‬قيشانى وسيراميك‪ ،‬نجارة أبواب‬
‫وشبابيك)‪ ،‬أعمال مدنية ( نجار مسلح‪ ،‬حداد مسلح‪ ،‬صب الخرسانة) وغيرها‬
‫كثير‪ ،‬فيكون هذا التعليم من اجل هدف قومى هو االرتقاء بالضمير اإلنسانى فى‬
‫هذه المهنة ولكى نعدل من الوضع المقلوب من جهة أخرى ونغرس فى نفوس‬
‫المهندسين روح العمل مهما كان نوعه ونشجعه كى يقود هذه األعمال بعقليته‬
‫المتميزة‪ .‬فالمهندسون فى هذه الحقبة من الزمن اكثر عددا من الفنيين واقل منهم‬
‫دخال‪ ،‬لوجود الحاجز‪ O‬النفسى أن يعمل المهندس بمهنة يدوية ولكنه بعقليته‬
‫الهندسية يستطيع أن يقود هذا العمل ويخدم األهداف القومية بارتقاء مستوى‬
‫األداء والضمير المفقود حاليا فى هذه المهن‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وال يكون ذلك إجبارا ويدخل المجموع والتقدير العام‪ ،‬بل هواية مطلوبة ويجب‬
‫خوضها … وكان فى الماضى تدريب طالب الهندسة فى الصيف واجبا للحصول‬
‫على البكالوريوس… ثم نسى أو تجاهلناه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 8-20‬العلوم األساسية (رياضة وفيزياء)‬
‫هى بالتأكيد الزمة للمهندس كأداة أو معدة يستخدمها فى العلوم الهندسية بمهارته‬
‫الخاصة بالدرجة الخاصة األولى وليس مستوى المادة هو الذى يحدد مهارة‬
‫الطالب فى استخدامها‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫العلوم األساسية يجب أن تكون على مستوى يتناسب والعلوم الهندسية المتقدمة‬
‫لكى يستخدمها الطالب‪ O‬فى الفهم والتحصيل ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫لكى يدرس الطالب‪ O‬تطبيقات الحاسب اآللى … يجب أن يدرس الطالب‪ O‬لغة‬
‫الحاسب وعلوم البرمجة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تفوق الطالب‪ O‬فى علوم الحاسب … ليس معناه تفوقه فى التطبيق الهندسى‪ ،‬وإال‬
‫لما كان هناك فرق بين طالب كلية العلوم وطالب كلية التجارة وطالب كلية‬
‫الهندسة فهم جميعا يدرسون ويتفوقون فى علوم الحاسب ‪.‬فمن منهم يتفوق فى‬
‫التطبيق الهندسى ؟‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫المهندس المتميز هو من استطاع أن يستخدم العلوم األساسية كمعدة لينتج منها‬
‫علوم هندسية أى أن التميز هو فى المنتج وهو العلوم الهندسية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 8-3‬المجموع التراكمى ‪:‬‬
‫يحسب التقدير العام للطالب فى درجة البكالوريوس على أساس المجموع الكلى "‬
‫للدرجات التى حصلوا عليها فى كل السنوات الدراسية " وعند التطبيق لم يعد‬
‫هناك فى كليات الهندسة تمييز بين مادتى نظرية المنشئات والخرسانة المسلحة‬
‫‪ .‬ومادتى اللغة اإلنجليزية والتشريعات واالقتصاديات‬
‫‪ ‬‬
‫فإذا كانت العلوم الهندسية ‪ 55%‬يعنى أن التقييم لنصف المهندس وقد حدث فعال‬
‫فى قسم الهندسة اإلنشائية بجامعه عين شمس أن أحد المتفوقين حصل على‬
‫حوالى ‪ 150‬درجة زيادة عن إقرانه فى السنة اإلعدادية وتراجع بمثلها فى‬
‫مرحلة البكالوريوس ومع ذلك ضمن التفوق‪.‬‬
‫…‬ ‫هل هذا حقا ما نريد تحقيقه كهدف قومى‪.‬‬
‫سأعرض مثالين إحدهما حدث فى إحدى الجامعات المصرية واآلخر فى إحدى‬
‫الجامعات‪ O‬األمريكية وكالهما فى امتحان القبول للتسجيل لدرجة الدكتوراه ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫مثال رقم ‪: 1‬‬
‫منذ عدة أعوام فى كلية الهندسة جامعه القاهرة كنت عضوا فى لجنه أساتذة‬
‫عددهم خمسة فى تخصصات‪ O‬الهندسة اإلنشائية المتحان مهندسة تمهيدا لتحديد‬
‫مدى قبول تسجيلها لدرجة الدكتوراه فى هندسة الزالزل‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫مؤهالت المهندسة بكالوريوس هندسة مدنية وماجستير فى الهندسة اإلنشائية من‬
‫إحدى الجامعات‪ O‬األمريكية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫سألها أستاذ كبير كاآلتى ‪:‬‬
‫‪“ Sketch the Bending Moment Diagram for a continuous Beam of 2 spans having a‬‬
‫”‪concentrated load at mid span of one of the spans‬‬

‫‪ ‬‬
‫أؤكد كروكى هو المطلوب وليس الحل ‪.‬‬
‫لم تستطع فى محاوالت مستميتة إن تقترب من الحل الصحيح ‪.‬‬
‫هذه الرواية كنت أحد أطرافها وشاهد عين عليها ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫مثال رقم ‪: 2‬‬
‫مصدر هذا المثال زميل مدرس من جامعة المنصورة قسم الهندسة اإلنشائية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫عندما كان طالبا يدرس فى أمريكا بعد الحصول على الماجستير‪ ،‬وفى امتحان‬
‫القبول للتسجيل لدرجة الدكتوراه أعطى األستاذ مسألة للسادة المتقدمين عبارة عن‬
‫معرضة لعدة أحمال رأسية والمطلوب إيجاد ‪ Continuous Beam‬كمرة مستمرة‬
‫ولهم الحرية فى استخدام أى برامج على ‪ Maximum Deflection‬مكان وقيمة‬
‫الحاسب اآللى ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ماذا كان جواب أحد الطلبة الحاصل‪ O‬على البكالوريوس وماجستير فى الهندسة‬
‫اإلنشائية من أمريكا ؟‬
‫‪ Support‬عند ‪ Max – Deflection‬يوجد‬
‫أهذا حقا ما نريده لمهندسينا ؟‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 8-4‬هروب طلبة مرحلة البكالوريوس‬
‫تعالوا ندرس باألمانة التى نحملها على أعناقنا … أمام المجتمع وما أواله فينا من‬
‫ثقة وحرص على مستقبل هذا الجيل من أبنائنا طلبة كلية الهندسة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ندرس هذا النظام الفاشل الذى نضجت ثماره المرة بعد عام واحد من التطبيق ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫نظام كلية الهندسة يمكن تقسيمه كمرحلة علوم أساسية ( السنة األولى والثانية )‬
‫تسبقها السنة اإلعدادية ومرحلة البكالوريوس ( السنة الثالثة والرابعة ) علوم‬
‫هندسية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫السنة اإلعدادية هى امتداد للثانوية العامة ولماذا لم يضاف أيضا مجموع الثانوية‬
‫العامة إلى المجموع التراكمى ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫السنة األولى والثانية هى مرحلة العلوم األساسية وهى المعدة التى يستخدمها‬
‫الطالب فى مرحلة العلوم الهندسية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫فى مرحلة العلوم الهندسية تظهر كفاءة الطالب واستعداده الذهنى الهندسى‬
‫إلظهار مهارته كمهندس واستخدام المعدة التى تطوع تفكيره للتفوق ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫ماذا يجد الطالب ؟‬

‫يجد نفسه قد تحدد مستقبله فعال … فقد فقد نهائيا أى فرصة بسبب المجموع‬
‫التراكمى وان الصراع فى العلوم الهندسية التطبيقية فى حدود ‪ 45%‬من أجمالى‬
‫مجموع الدرجات … لماذا الجهد ؟ وما هى النتيجة ؟‬
‫‪ ‬‬
‫النتيجة المنطقية … والواقعة فعال … مع شديد اآلسف … هى هروب الطلبة فى‬
‫مرحلة البكالوريوس … هذا الهروب العظيم يصل فى بعض األحيان إلى ما‬
‫يقرب من ‪ % 70‬غياب من المحاضرات‪ O‬فى مواد غاية فى األهمية و الخطورة‬
‫وهى المواد الهندسية التطبيقية وال يواظب على حصص التمرينات وهذه‬
‫الظاهرة تغطى الجامعات‪ O‬المصرية … لقد آتى النظام الحالى‪ O‬على األخضر‬
‫واليابس ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ليس هذا اجتهادا منى وتفكيرى المباشر ولكن فى محاولتى للتعرف من أبنائى‬
‫الطلبة لماذا هم عازفون عن الحضور‪ ،‬والرد … ولماذا الحضور … لقد تحدد‬
‫المستقبل ونحن نقوم بأقل جهد للمرور ما دام التفوق اصبح محرما ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ولو رجعنا بالذاكرة إلى الماضى القريب لوجدنا الجهد الخارق الذى ينفقه الطالب‬
‫فى مرحلة البكالوريوس نتيجة روح الطموح الطاغية فى نفوس الشباب فيتراجع‬
‫الكثير من الصفوف األولى ويتقدم الكثير من الصفوف الخلفية نتيجة استخدام ما‬
‫تعلمه فى السنوات السابقة عند تطبيقها فى السنوات األخيرة وهى العلوم الهندسية‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫كمثال … الطالب الذى يحصل على تقدير عام " جيد جدا " فى مرحلة‬
‫البكالوريوس وهى مرحلة العلوم الهندسية التطبيقية يكون تقديره العام طبقا لنظام‬
‫المجموع التراكمى " مقبول " إذا كان تقديره كذلك فى مرحلة العلوم األساسية …‬
‫هل هذا معقول ؟ … وما نريد تحقيقه ؟‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -9‬ملخص البحث‬
‫البحث يستمد مادته من خبرة التدريس على مدار أربعين عام ‪ ،‬كيف تكون عالقة‬
‫المدرس بالطالب وهى الصداقة والحسم والفرق بين الكتاب والمحاضرة وعلى‬
‫المدرس أن يقول ما يفهم وتلك مهمته وكفاءته …‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تعرض البحث أيضا الرتباط المواد العلمية على المستوى األفقى والراسى وأشار‬
‫إلى التكرار بين المواد ولكى نضيف جديدا يجب حذف بعض الموضوعات التى‬
‫لم تعد مناسبة لعصرنا ‪.‬‬
‫التدريب والتمرينات هما األساس العلمى الصحيح لفهم العلوم الهندسية وان يعمل‬
‫الطالب ويخطئ ثم يعرف الصواب خطئه مثل صوابه يقيم أعمال السنة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫االمتحانات مسئولية المدرس ونتيجتها تعبر عن مستوى المدرس كما تعبر عن‬
‫مستوى الطالب تماما والعامل اإلنسانى له عالقة وطيدة بهذه النتيجة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اآلخذ بأسباب التكنولوجيا الجديدة فى التدريس … وبذات استخدام الحاسبات‪O‬‬
‫اآللية فى التطبيقات الهندسية احدث ثورة فى التدريس ومحتويات المواد العلمية‬
‫منذ عام ‪ … 1950‬ولم نبدأها نحن بعد‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫المقررات الدراسية ونسبها التى فرضت على الجامعات‪ O‬ولم تأخذ حظها فى‬
‫الدراسة من مجالس األقسام المتخصصة أتى بعكس النتائج فبدال من التعمق فى‬
‫العلوم الهندسية … تدرس علوم إنسانية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫المجموع التراكمى … هذا القرار السياسى … لم يدرس نتائجه التى أثمرت‬
‫سريعا … هروب الطلبة فى مرحلة البكالوريوس من حضور المحاضرات وعدم‬
‫االلتزام بحصص التمرينات … بعد أن تحدد مستقبله بعد السنة الثانية … وقتل‬
‫فيه روح الطموح وثبط الهمم وخلط بين كفاءة المعدة (العلوم األساسية) ومهارة‬
‫العالم فى استخدام هذه … المعدة فى إنتاج العلوم الهندسية التطبيقية … هذا‬
‫الخطر الداهم ال يكاد ينظر إليه صانعوا القرار السيادى‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫التعليم حق لكل مواطن … له أن يختار التعليم الذى يناسبه مثله مثل رغيف‬
‫العيش له أن يختار ما يرزق له طالما يدفع ثمنه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫حرمان المواطن من التعليم الذى يريده وفرض نوعية من التعليم ال تتفق‬
‫واستعداد وطموح المواطن مخالف للدستور‪.‬‬

You might also like