Professional Documents
Culture Documents
ّ
مُّاألدبُّفيُّحد ُّذاتهُّمنذُّالعصرُّ ُّسحيقة ُّوقديمةُّقُّدُّ نظيرُّاألدبيُّأوُّالنظريةُّاألدبيةُّإلىُّعصور تمتدُّ ُّجذور ّ
ُّالت
ٍ ٍ
ّ ّ
اليونانيُّعندُّالغربُّ،أوُّالعصرُّالعربيُّالقديمُّفيُّالثقافةُّالعربيةُّأوُّغيرهاُّمنُّالثقافاتُّالشرقيةُّ،ولكنُّالتنظيرُّاألدبيُّ
ّ ّ
بالمعنىُّالعلميُّاألكاديميُّلمُّيبرزُّ ُّإّل ُّفيُّالعصرُّالحديثُّ.فنظريةُّاألدبُّموجودةُّمنُّقبلُّ،غير أنهُّيمكنُّالقول ُّّإنهاُّ
ُّالطابعُّالعلميُّاألكاديميُّ،فهيُّأيُّ ّ ّ
النظريةُّتجعلناُّنقومُّبالعملُّبوعيُّ،نسألُّأنفسناُّ ميتةُُّّ،وآنُّلهاُّأنُّتحياُّاآلنُّ،وتأخذ
لماذاُّنفعلُّهذاُّالشيئ؟!ُّوأهمُّاألسئلةُّالتيُّتطرحهاُّنظريةُّاألدبُّهيُّالسؤالُّعنُّطبيعةُّاألدب وماهيته؟ُّوبطبيعةُّ
حولُّ ُّطبيعةُّاألدبُّ،لمُّيتمُّ ُّحسمُّهُّ،وبذلكُّ،فإنُّ ّ
الحالُّفإنُّاإلجابةُّعلىُّهذاُّالسؤالُّظلتُّمتباينةُّ،فالموضوعُّ ُّ،
اإلشكاليةُُّّتظلُّقائمةُُّّ،بلُّومنُّفُّتُّحةُُّّعلىُّالمزيدُّمنُّاألبحاثُّفيُّهذاُّاّلتجاه (ُّ )1
ولعلُّأهمُّمحاوّلتُّاإلجابةُّعنُّسؤالُّ:ماُّاألدب؟ُّهيُّتلكُّالتيُّقامُّبهاُّالفيلسوفُّالوجوديُّالفرنس يُّ"جانُُّّبُّولُُّّ ُّّ
سارترُّ،"5099ُّ-5091 Jean-Paul Sartreوتأتيُّأهميةُّماُّتوصلُّإليهُّ"سارتر"منُّكونهُّليسُّكمفكرُّفقطُّ،بلُّومنتجُّ
وتفوق ُّفيُّنصوصهُّالمسرحيةُّالعظيمةُّ.وهناُّ صوصُّالروائيةُّوالقصصيةُّ ُّ، ُّّ ُّّ
منُّالن لألدبُّأيضاُّ،فقدُّأبدعُّالعديدُّ ُّ
لجبال ُّقدُّ ُّتسلُّقهاُّبالفعلُّ،وبالتاليُّفانهُّيُّعُّ ُّرفُّ ُّدُّ ُّروبُّهاُّوأخطا ُّرهاُّعنُّخبرةُّ تكمنُّأهميةُّ"سارتر"إذُّأنهُّيضعُّخرائطُّ ُّ ٍ ُّ
ذاتيُّ ٍُّة(ُّ.)2ومنُّوجهةُّنظرُّ"سارتر"التيُّتأثرتُّبهاُّ-بلُّوصاغتهاُّ-النظرةُّالوجوديةُّالماركسيةُّالتيُّيعتنقهاُّ،نجدُّأنُّعالقةُّ
ّ
ُّالتساؤلُّ الكاتبُّبمجتمعهُّوالواقعُّالذيُّيعيشُّفيهُّ،كانتُّالمنظورُُّّاألساس يُّ،الذيُّحاولُّ-منُّخاللهُُّّ-أنُّيجيبُّعلى ُّ
السابقُّ .كماُّكانُّمنُّالطبيعيُّأنُّيؤديُّ ُّهذاُّالمنظورُّب"سارتر"إلى ُّاعتناقُّفكرةُّ"التزامُّاألدب"ُّ،باعتبارُّأنهُّمُّنُّتُّجُُّّ
اجتماعيُّباألساسُّ،رغمُّصُّبُّغتهُّالفرديةُّ،فقدُّكانتُّأهمُّنقاطُّارتكازُّالوجوديةُّمبدأُّ"اإلنسانُّفيُّالعالم"ُّ،وألنُّالكاتبُّ
إنسانُّبطبيعتهُّ،فإ ّ ُّنُّوجودهُّالواقعيُّيمثلُّهُّ ُّّويُّةُُّّأدبيةُّلهُّ،يستحيلُّأنُّيخرجُّعليهاُّ،لقدُّانسحبُّمفهومُّاّللتزامُّ،منُّ
ّ
ُّالشعريةُّ،فأخرجُّهاُّمنُّدائرةُّ ُّأنُّ"سارتر"قدُّتجاوزُّعنُّالنصوص ُّ وجهةُّنظرُّ"سارتر"ُّ،علىُّكلُّأفرعُّاألدبُّالنثريُُّّ،إّل ّ ُّ
ّ
ُّالشعرُّخطابُُّّتُّشكلُّلغتهُّغايةُُّّفيُّذاتهاُّ،ومنُّهناُّ،كانُّالبحثُّعنُّطبيعةُّاألدبُّ،واألمرُّكذلكُّ، اّللتزامُّ،باعتبارُّأن ُّ
يسيرُّفيُّعدةُّدروبُّمتوازيةُّ،تمثلتُّفيُّثالثةُّاتجاهاتُّرئيسية:
–لماذاُّنكتب؟
–لمنُّنكتب؟
–موقفُّالكاتبُّمنُّالعالم.
ُّّ
قدُّتميزُّبالعمقُّ،إّل ُّأُّنُّ ُّتناولُّهُّلمفهومُّ ُّإنُّتناول ُّ"سارتر" ُّلطبيعةُّاألدبُّ،باعتبارهُّمفكراُّوفيلسوفاُّأصيالُُّّ،
ّ
ُّتشكلتُُّّبعدُّفيُّصيغتهاُّالسائدةُّ القراءةُّقدُّبدُّاُّسطُّحياُّ،وهذاُّأمرُّطبيعيُّفيُّهذهُّالحالةُّ.فلمُّتكنُّنظرياتُّالقراءةُّقد ُّ
بينُّالكاتبُّوالقارئ ُّمنُّ
ُّ اآلنُّ،ولمُّتكنُّمصطلحاتُّهاُّقدُّاستقرتُّبعدُّ،لذلكُّ،فقدُّبداُّطرحُّ ُّ"سارتر"فيُّهذاُّاّلتجاهُّ،
فرضياتُّأوليةُّ،تحُّبُّوُّعلىُّأرضيةُّنظريةُّالتلقيُّ.وفيُّالمقابلُّ،فإنُّآراءُّهُّ ٍ ُّ ناحيةُّ،والقارئُّوالنصُّمنُّناحيةُّثانيةُّ،مجردُُّّ
ُّالنقدُّاأليديولوجيُّ،الذيُّسادُّفيُّحقبةُّالخمسينياتُّ فيماُّيتعلقُّبمفهومُّ:اّللتزامُّوالحريةُّ،كانتُّتُّشكلُّركنُّاُّأساسياُّفي ُّّ
ُّ-1عبدُّالعزيزُّالموافي(ُّ:ماُّاألدب؟ُّبينُّسارترُّوايجلتونُّ)ُّ،مجلةُّنزوىُّ،بتاريخُُّّ5أكتوبرُّ.https://www.nizwa.comُّ،1995تاريخُّالزيارةُّ1919/90/90
ُّ-2عبدُّالعزيزُّالموافي(ُّ:ماُّاألدب؟ُّبينُّسارترُّوايجلتونُّ).
1
والستينياتُّمنُّالقرنُّالعشرينُّ،وبذلكُّ،كانُّ"سارتر"نجمُُّّهاتينُّالحقبتينُّ،ليسُّفيُّمجالُّالفلسفةُّوحدُّهاُّ،بلُّوفيُّ
ّ
الناقدُّوالمفكرُّاّلنجليزي ُّ
ُّالشهيرُّ، مجالُّاألدبُّأيضاُّ،فيُّكلُّأنحاءُّالعالُّمُّ.وعلىُّالجانبُّاآلخرُّ،نجدُّ"تيريُّإيجُّلُّتُّونُّ"ُّ ُّّ
والذيُّيعدُّواحداُّمنُّألمعُّمنظريُّاألدبُّفيُّالغربُّفيُّالنصفُّالثانيُّمنُّالقرنُّالعشرينُّ،قدُّتساءلُّ-بدورهُّ-فيُّكتابُّهُّ
ّ
ُّالتساؤلُُّّ، "مقدمةُّفيُّنظريةُّاألدب"ُّ:ماُّاألدب؟ُّوقدُّحاولُّفيُّالفصلُّاألولُّمنُّهذاُّالكُّتابُّأنُّيقدمُّإجابتهُّحولُّهذا ُّ
باعتبارهُّيمثلُّإشكاليةُّ ُّأساسيةُّ ُّفيُّاألدبُّالحديثُّ.ومنُّالطبيعيُّأنُّتأتيُّإجابته ُّمختلفةُّ ُّعنُّإجابةُّ"سا ُّرتر"وذلكُّ
ّلختالفُّالمنظورُّبينهماُّ،فهوُّيتناولُّاألدبُّباعتبارهُّنشاطاُّإنسانياُّ"تخُّيُّليا"ُّ.وبعدُّذلكُّ،قامُّبتتبعُّسُّيُّرُّورةُّالمصطلحُّ
ّ
ُّبظهورُّالشكالنيينُّعلىُّمسرحُّاألدبُّالعالميُّ،حيثُّيرىُّ ُّ فيُّالعصرُّالحديثُّ،وقدُّكانتُّالبداية-بالنسبةُّله-مرتبطة
ّ
بكرةُّ.لقدُّاستندتُّإجابةُّ"ايجلتو ُّن" ُّإلىُّ أنُّنظريةُّاألدبُّقدُّبدأتُّ ُّمعهمُّ،خاصةُّمنذُّمقاّلتُّ"شُّلُّوفُّسُّكي"(ُّ )3الم ُّ
ّ
ُّاللسانيةُّ،التيُّكانتُّقدُّبلغتُّذروةُّسيادتهاُّعلىُّالساحةُّاألدبيةُّفيُّالربعُّاألخيرُّمنُّالقرنُّالماض يُّ، اللغوياتُّوالعلوم ُّ
ّ ّ
ُّالظاهراتيةُّ ُّكثيرا ُّمن ُّانجازات ُّاّلتجاهات ُّ خاصة ُّفيما ُّيتعلق ُّبنظريات ُّالقراءة ُّوالتلقي ُّوالتأويلُّ ،كما ُّأ ُّنه ُّاستفاد ُّ
ّ
انُّمنُّالطبيعيُّ
ُّ والبنيويةُّوالتُّفُّكيكيةُّ،فيماُّيتعلقُّبالعالقةُّبينُّالمثلثُّاإلبداعيُّ:الكاتبُّ-النص-القارئُُّّ.لذاُّ،فقدُّك
أنُّتكونُّآراءُّ"ايجلتونُّ"ُّأكثرُّنضجاُّفيُّهذاُّاّلتجاهُّ،مقارنةُّبآراءُّ"سارتر")4( ".
ّ
قدُّركزُّفيُّإجابته ُّعلىُّمبدأيُّ:اّللتزامُّوالحريةُّ،فانُّ"إيجيلتو ُّن" ُّقدُّركزُّعلىُّمبدأُّأساس يُّفيُّبحثهُّ وإذا ُّكان"سارتر" ُّ
ّ
داخلُّتلكُّاإلشكاليةُّ،عنُّإجابةُّالسؤالُّالخالدُّ،وتُّمُّ ُّثلُّهذاُّالمبدأُّفيُّأنُّاألدبُّبطبيعتهُّهوُّخطابُّغيرُّنفُّعيُّ،علىُّ
العكسُّمنُّقناعاتُّ"سارتر"ُّ،بمعنىُّأنهُّعلىُّحدُّتعبيرُّ"إيجلتو ُّن" ُّنفسه-هو ُّلغةُّتشيرُّإلى ُّنفسهاُّفقطُّ ُّ،وهو-هنا-
ّ
اُّمنُّتصوراتُّالشكالنيينُّالروسُّعنُّمفهومُّاألدبُّ.علىُّأنُّمناقشةُّ"إيجلتونُّ"ُّفيُّهذاُّاّلتجاهُّ،لمفهومُّ ُّ يقتربُّكثير
"اإلغراب"ُّفيُّاألدبُّوالتقريرُّفيُّلغةُّالنثرُّالعاديةُّ،إنماُّتشيرُّإلىُّأنناُّإزاءُّناقدُّ،قدُّيبدوُّبسيطاُّ،لكنهُّيتميزُّبالعمقُّ،
أو-على ُّحدُّتعبيرهُّ-فلقد ُّحاول ُّأنُّيجعلُّالموضوعُّ"شعبيا"ُّأيُّفيُّمتناول ُّغيرُّالمتخصصينُّ،دون ُّأنُّيجعلهُّذلكُّ
مبتذُّّلُّ،وقدُّنجحُّفيُّذلكُّبالفعلُّ.ورغمُّأنُّهناكُّمحاوّلتُّأخرى ُّقدُّجرتُّ،لإلجابة ُّعلىُّتساؤلُّ:ماُّاألدب؟ُّ،إّلُّأنُّ
ىُّ،
تناولُّكلُّمنُّ"سارتر"و"إيجلتو ُّن"ُّ،ظلُّهوُّاألكثرُّعمقاُّوأصالةُّ،ربماُّألنُّمحاولتيهماُّكانتاُّاختزاّلُّللمحاوّلتُّاألخر ُّ
لذلكُّ.ظلتاُّتتميزانُّبامتدادُّالتأثيرُّمنذُّنهايةُّاألربعيناتُّمنُّالقرنُّالماض يُّ،وحتىُّاّلنُّ .
"ساتر" :ما األدب؟
ُّيقسمُّ"سارتر"ُّكتابهُّ"ماُّاألدب"ُّإلىُّأجزاءُّرئيسيةُّ،هيُّ:ماُّاألدب؟ُّلماذاُّنكتب؟ُّوأخيراُّفصلُّبعنوانُّ:موقفُّ
القارئُُّّ،وفيُّهذاُّالفصلُّيطرحُّأيضاُّتساؤّل :لمنُّنكتب؟ُّ ُّومعنىُّالكتابة
أنُّعملُّالكاتبُّاألساس يُّيتمثلُّفيُّاإلعرابُّعنُّالمعانيُّ،وُّيؤكدُّأنُّميدانُّالمعانيُّ يقررُّ"سارتر"ُّفيُّالبدايةُّ ّ ُّ،
ّ
مثلُّالرسمُّوالنحتُّوالموسيقىُّ،وبالتاليُّ،فانهُّيفترضُّأنُّ ُّّ بينماُّيضعُّالشعرُّفيُّمرتبةُّالفنون ُّاألخرىُُّّ،
ُّ ُّّ
هوُّالنثرُّ،
ّ
الشعر-شأن ُّتلك ُّالفنو ُّنّ-ل ُّيستهدف ُّتقديم ُّ"معنى"ُّ ،لكنه ُّيستهدف ُّخلق ُّ"حالة ".وهناُّ ،يطرح ُّ"سارتر" ُّمقولتهُّ
ّ
إنُّالشاعر ُّّلُّيستخدمُّالكلماتُّ،لكنهُّ-على ُّالعكسُّمنُّالناثرُّ -فإنه ُّيخُّدُّمهاُّ .فلغةُّالشعر-إذن-ليستُّ ُّ الشهيرةُّ،
ّ ّ
نُّالشعرُّيقعُّخارجُّدائرةُّاّللتزامُّ ُّ والشعراءُّبذلكُّليسواُّمتكلمينُّأوُّصامتينُّ،بلُّلهمُّشأنُّآخرُّ.وبذلكُّ.فإ نفعيةُّ ُّ،
2
ّ
ُّإنُّالكلماتُّ-بالنسبةُّللشاعر-هيُّأشياءُّفيُّذاتهاُّ،وليستُُّّعالماتُّتدلُّعلىُّمعان ُّ.وبذلكُّ، األدبيُّ،نظراُّلطبيعةُّمادتهُّ ّ .
ّ
الشعريةُّتصبحُّمخلوقُّاُّ،لهُّكُّيُّانُّهُّالمستقلُّ،وهناُّ،يصبحُّالشاعرُّخارجُّنطاقُّاللغةُّ،فيرى ُّالكلماتُّمنُّ فانُّاللغةُّ ُّ ُّ
جانبهاُّالمعكوسُّ،وبالتاليُّ،فإُّنُّالشاعرُّّلُُّّيستطيعُّأنُّيقررُّ:هلُّخلقتُّالكلماتُّمنُّأجلُّالدّلّلت؟ُّ،أمُّأ ّ ُّنُّالعكسُّ
هوُّالصحيحُّ.وفيُّالمقابلُّ،فانُّفنُّالنثرُّيتميزُّبأنُّمادتهُّبطبيعتهاُّذاتُّدّللةُّ،أيُّأنُّالكلماتُّليستُّبأشياءُّ،بلُّهيُّ
ّ
ُّكلماُّمرتُّالكلماتُّخاللُّ ذاتُّدّللةُّعلىُّاألشياءُّ،فالنثر-علىُّحدُّتعبيرُّ"بولُّفاليريُّ"5091-5905ُّPaul Valéryيوجد ُّ
نظراتناُّ ،كما ُّتمر ُّالكأس ُّخالل ُّأشعة ُّالشمس"ُّ .وعلى ُّذلكُّ ،فان ُّ"سارتر" ُّيقرر ُّأن ُّاللغة ُّالنثريةُّ ،بسبب ُّطبيعتهاُّ
النفعيةُّ،هيُّامتدادُّلحواسناُّ.والكاتبُّيعرفُّأنُّالكلمات-علىُّحدُّتعبيرُّبريسُّبارين-هيُّ"مسدساتُّعامرةُّبقذائفها"ُّ،
ّ
ُّّ
باتجاهُّالصمُّتُّأوّلُّ،ثمُّباتجاهُّاآلخرينُّثانيا(ُّ)5وهوُّ -بذلكُّ-يكونُّقدُّاختارُّلنفسهُّ صوبُُّّقذائفُّهُّ فإذاُّتكلمُّ،فإ ُّنماُّيُّ ُّّ
ُّسرُّاإلنسانُّ،لكيُّيتحملُّاآلخرونُّبعدُّذلكُّتُّبُّعُّةُّأعمالهمُّالتيُّتمُّلهمُّالكشفُّعنهاُّ ّ .
ُّإنُّالكاتبُّّلُّ رسالةُّالكشفُّعن ُّّ
ّ
ُّالتحدثُّعنُّبعضُّاألشياءُّ،بلُّألنهُّاختارُّالحديثُّعنهاُّبطريقةُّمعينةُّ،إنُّ ُّألنهُّاختار ُّّ
ُّالصفةُّ،ليس ُّ تنطبقُّعليهُّتلك ُّّ
ّ
الشعائرُّالدينيةُّليستُّهيُّالعقيدةُّ،ولكنهاُّتُّيهئُُّّلهاُّ،كذلكُّفإنُّتوقيعُّالكلماتُّ،وجمالهاُّ،والموازنةُّبينُّأجزاءُّالجملُّ، ُّ
كلُّهذاُّيتحكمُّفيُّعواطفُّالقارئُُّّ،ولهُّعليهُّسلطانُّدون ُّوعيُّمنهُّ،وعليناُّأنُّندركُّ ُّأنُّ ُّالمهمُّفيُّالكتابةُّأوّلُُّّ،هوُّ
تحديدُّموضوعهاُّ،وبعدُّذلكُّتحديدُّطريقةُّالحديثُّعنهُّ.وغالباُّماُّيسيرُّاألمرانُّجنباُّإلى ُّجنبُّ،ويرى ُّ"سارتر"أنُّ
"جانُّجيرودوُّ ُّ "4411-1882ُّ Jean Giraudouxكانُّعلىُّخطأُّ،حينُّقالُّعنُّالنصُّاألدبي"ُّ:المسألةُّأوّلُّمسألةُّ
ُّالرياضياتُّمسائلُّجديدةُّ،تدفعهمُّ أسلوبُّ،أماُّالفكرةُّفتأتيُّبعدُّذلكُّ،فكماُّأنُّالعلومُّالطبيعيةُّتضعُّأمامُّعلماء ُّّ
إلىُّوضعُّرموزُّجديدةُّ،فكذاُّالمطالبُّالمتجددةُّفيُّاملجتمعُّ،وفيماُّوراءُّالطبيعةُّ،تدفعُّالفنانُّدائماُّإلىُّالبحثُّعنُّ
وسائلُّفنيةُّجديدةُّ،ولغةُّجديدةُّ.و"سارتر"يقررُّأنهُّإذاُّكانتُّلغتناُّاليومُّقدُّتغيرتُّعماُّكانتُّعليهُّفيُّالقرن ّ ُّ
ُّالسابعُّ
عشرُّ،فذلكُّألنُّلغةُّ"ُّراسينُُّّ"1699-1639ُّJean Racineو"سانتُّإڨُّ ُّريمونُُّّ ُّ"5090-5159Saint-Evrémondلمُّتعدُّ
مالئمةُّللحديثُّعنُّالقاطراتُّ،وعنُّطبقاتُّالعلمُّ،ويصلُّبذلكُّإلىُّأنُّالفنُّلمُّيكنُّ-فيُّيومُّمنُّاأليام-فيُّجانبُّهواةُّ
األسلوبُّ.وبذلكُّ،فإنُّ"سارتر"يُّدينُّمذهبُّأوُّاتجاهُّ"الفنُّللفن"ُّ،حيثُّإنُّالفنُّالخالصُّوالفنُّالفارغُّ،هماُّدائماُّ
ُّالنقادُّالذينُّيقتصرونُّفيُّنقدهمُّعلىُّدراسةُّجوانبُّالكتابُّالسابقينُّ،فيُّنواحيُّ واحدُّ،و"سارتر"يشددُّالهجومُّعلى ُّّ
الصياغةُّأوُّالنواحيُّالنفسيةُّ،مغفلينُّالعالقةُّبينُّاألدبُّالذيُّيكتبونهُّ،واملجتمعُّالذيُّكُّتُّبُُّّلهُّهذاُّاألدبُّ،زاعمينُّ
أنُّ ُّليسُّفيُّاألدبُّسوى ُّالمتعةُّالفنيةُّ،وهمُّبذلكُّيتخذون ُّمنُّتراثُّالسابقينُّمادةُّلهمُّ،بعدُّأنُّفشلواُّفيُّميدانُّ
اإلنتاج ُّاألدبيُّ،لذلك ُّفإنهم -علىُّحدُّتعبيرُّ"سارتر"ُّ -قدُّوجدواُّألنفسهمُّ،وهمُّعلىُّشفاُّاليأسُّ،عمالُّهادئاُّ،هوُّ
"حراسةُّالمقابر"ُّ.إنُّعمليةُّالقراءةُّالتيُّيقومُّبهاُّناقدُّمنُّهذاُّالصنفُّذاتُّشقينُّ:الشقُّاألول ُّأنهُّيُّعيرُّجسمهُّ
للموتىُّلكيُّيعاودواُّالحياةُّمنُّخاللهُّ،والشقُّالثانيُّأنُّيعقدُّصلةُّمنُّنوعُّماُّمعُّالعالمُّاآلخر(.)6
لماذا نكتب؟
ُّ-5عبدُّالعزيزُّالموافي(ُّ:ماُّاألدب؟ُّبينُّسارترُّوايجلتونُّ).
ُّ-6جانُّبولُّسارتر:ماُّاألدب؟ُّترجمةُّوتقديمُّوتعليقُّدُّ.محمدُّغنيميُّهاللُّ،دارُّنهضةُّمصرُّللطبعُّوالنشرُّ،الفجالةُّ،القاهرة.صُّصُّ09-0
3
يشيرُّ"سارتر"إلىُّأنُّالفنُّ،منُّوجهةُّنظرُّالبعضُّ،هوُّنوعُّمنُّالهروبُّخارجُّالواقعُّ،ولدىُّالبعضُّاآلخرُّهوُّ
وسيلةُّمنُّوسائلُّالتغلبُّعلىُّهذاُّالواقعُّ.لكنهُّيتساءلُّ:منُّالمستطاعُّالهروبُّمنُّالواقعُّبالرهبانيةُّ،أوُّالجنونُُّّ،أوُّ
الموتُّ،فلماذا -إذن-يختار ُّاإلنسان ُّالكتابةُّدون ُّغيرها؟ُّواإلجابة-منُّوجهةُّنظرُّ"سارتر"-تكمنُّفيُّأنُّوراءُّأهدافُّ
الكتابة ُّاملختلفةُّ ،توجد ُّحرية ُّاختيار ُّمشتركة ُّبين ُّالكُّتاب ُّعلى ُّاختالفهمُّ .هي ُّأعمق ُّوأقرب ُّإلى ُّرسالتهم ُّمن ُّتلكُّ
األهداف.
ّ
اكاتناُّمصحوبةُّبالشعورُّبأنُّالحقيقةُّاإلنسانيةُّذاتُّطبيعةُّكاشفةُّ،
ُّ إنُّ"سارتر"ُّ-متأثرُّبالظاهراتية-يرىُُّّأنُّكلُّإدر
أوُّبعبارةُّأخرىُُّّ،فاإلنسانُّهوُّالوسيلةُّالتيُّتتبدىُّبهاُّاألشياءُّ،فالعالقاتُّبينُّأجزاءُّالعالمُّ،إنماُّتتكاثرُّبمثولناُّفيهُّ،
علُّمنُّأفعالناُّيجعلُّالعالُّمُّيكشفُّلناُّعنُّوجهُّجديدُّ،لمُّيكنُّموجوداُّمنُّقبلُّ،فإذاُّلمُّتكنُّهناكُّ حيثُّإنُّكلُُّّفُّ ٍ ُّ
عينُّإنسانيةُّتشهدُّمنظراُّماُّ،فإُّنُّهذاُّالمنظرُّسيظلُّقابعُّاُّفيُّأعماقُّاملجهولُّ.أيُُّّأنُّهُّيصبحُّموجوداُّمجهولُّالوجودُّ،
كماُّأنُّهذاُّالمنظرُّالغائبُّعنُّوعيناُّسيظلُّمجهولُّالوجودُّ،حتىُّيأتيُّوعيُُّّآخرُّيوقظهُّ،وهكذاُّ،يضافُّإلىُّوعيناُّ
ّ
الذاتيُّبأنناُّ"مكتشفون". ُّ
ويرى ُّ"سارتر" ُّأنهُّليس ُّصحيحاُّأنُّالمرءُّيكتبُّلنفسهُّ ُّ،وإّلُّ ُّكانُّذلكُّأروعُّفشل ،ولوُّكانُّاإلنسانُّيعيشُّ
وحدهُّّ،لستطاعُّأنُّيكتبُّماُّيشاءُّ،فلنُّيخرجُّإلىُّالوجودُّعمالُّموضوعياُّ،وعليه-فيُّهذهُّالحالة-أنُّيضعُّالقلمُّ،أوُّ
يستسلمُّلليأسُّ،لكنُّعمليةُّالكتابةُّتتضمنُّ،بنوعُّمنُّاّلنعكاسُّالشرطيُّ،عمليةُّالقراءةُّ،باعتبارهماُّوجهينُّلعُّمُّلةُّ
واحدةُّ،لذلكُّ،فإنُّ"سارتر"يرى ُّأنهُّّلُّوجودُّللفنُّ،إّلُّبواسطةُّاآلخرينُّومنُّأجلهمُّ.ومنذُّأنُّيبدأُّالقارئ ُّفيُّعمليةُّ
القراءةُّ،وعلىُّالرغمُّمنُّأنُّالموضوعُّاألدبيُّيبرزُّإلىُّالوجودُّمنُّخاللُّاللغةُّ،فالُّسبيلُّإلىُّحصرهُّفيُّنطاقهاُّ،فالمعنىُّ
بالنسبةُّللعملُّاألدبيُّ،ليسُّاملجموعُّالكميُّللكلماتُّالتيُّكُّتُّبُّبهاُّ،بلُّهوُّمجموعهاُّالعضويُُّّ،وعلىُّذلكُّ،فانُّعليناُّ
أن ُّالقراءةُّهيُّعمليةُّخلُّقُّمنُّجانبُّالقارئُُّّ،بتوجيهُّمنُّالمؤلفُّ،فمنُّجهةُّ،فقدُّيعدُّالجوهرُّالوحيدُّ أنُّندركُّ ّ ُّ
للعملُّاألدبيُّهوُّ"ذاتية"ُّالقارئُّ.ومنُّجهةُّأخرىُُّّ،فانُّالمؤلفُّينصبُّالكلماتُّكفُّخُّاخُّ،تثيرُّمشاعرُّالقارئُّوتجُّتُّذُّبُّها.
ّ
ُّاللعبُّبقدرُّ ىُّ"سارتر"ُّأنُّمخيلةُّالقارئُّليستُّوظيفتهاُّالتنظيمُّفحسبُّ،بلُّالتكوينُّأيضاُّ،أيُّأنهاُّّلُّتستهدف ُّ وُّير ُّ
ماُّتُّسُّتُّثُّارُُّّ،بغرضُّدفعهاُّلتكوينُّالعملُّاألدبيُّمنُّجديدُّ،بماُّيتجاوزُُّّماُّتركهُّالفنانُّمنُّآثارُّ،واملخيلةُّ،شأنُّوظائفُّ
العقلُّاألخرىُُّّّ،لُّتستقلُّفيُّمتعتهاُّبنفسهاُّ،بلُّهيُّدائماُّخارجُّنطاقُّنفسهاُّ،وهيُّدائماُّملتزمةُُّّبمشروعُّماُّ،وهناُّيقررُّ
"سارتر" ُّأنُّالعملُّالفنيُّّلُّغايةُّلهُّ،ألنهُّببساطةُّهوُّغايةُّنفسهُّ.وبذلكُّ،فانُّ"سارتر" ُّيعارضُّفكرةُّاّللتزامُّالتيُّ
يدافعُّعنهاُّ،بلُّوينقضهاُّبهذاُّالتصورُُّّ،وفيُّهذاُّالسياقُّ،فإنُُّّ"كانت"ُّإذاُّكانُّيرىُّأنُّالعملُّالفنيُّيوجدُّأوّلُّ،ثمُّيُّنُّظرُّ
اليهُّبعدُّذلكُّ،فإنُّ"سارتر"ُّيعارضهُّفيُّتلكُّالنقطةُّ،باعتبارُّأنُّالعملُّالفنيُّّلُّوجودُّلهُّإّلُّحينُّينظرُّإليهُّ.إنُّالقارئُّ
لهُّمطلقُّالحريةُّفيُّأنُّيتركُّالكتابُّمغلقاُّعلىُّالمنضدةُّ،ولكنهُّبمجردُّالشروعُّفيُّالقراءةُّ،فقدُّتحملُّتُّبُّعةُّماُّوردُّ
بهُّ،فالحريةُّّلُّتمتحنُّبالمتعةُّالحرةُّلوظائفُّالحسُّالذاتيةُّ،ولكنُّبعملُّخالقُّيُّسُّتُّجُّابُُّّبهُّألمرُّماُّ.إنُُّّتلكُّالغايةُّ
المطلقةُّ،والتيُّتحملُّفيُّذاتهاُّمبررُّوجودهاُّ،هيُّماُّيطلقُّعليهُّ:القيمةُّ،والعملُّالفنيُّقيمةُّ،ألنه ُّدعوةُّموجهةُّإلىُّ
قارئه.
وحينُّيلجأُّالكاتبُّإلىُّالقارئُّلكيُّيُّسُّهمُّفيُّتحقيقُّمشروعهُّ،فمنُّالبديهيُّأنُّيصبحُّالقارئُُّّ-فيُّهذهُّالحالةُّ-
ُّتحدهاُّشروطُّ،وحينُّيحتويُّالعملُّاألدبيُّعلىُّعاطفةُّمشبوبةُّ،فإنهُّ ذاُّحريةُّمطلقةُّ،وقدرةُّخالقةُّتامةُّ،وحيويةُّّل ُّّ
وهذهُّالحريةُّحينُّتتعثرُّفيُّمحاوّلتُّ
ٍ ُّ ئُّ،حيثُّإنُّتلكُّالعاطفةُّتفقدُّالحريةُّمعناهاُّ، بذلكُّيُّنُّقُّصُّمنُّحريةُّالقار ُّ
4
جزئيةُّ،فإنهاُّتتخلىُّعنُّواجبهاُّاألولُّ:إنتاجُّغايةُّمطلقةُّ،فالُّيكون ُّالكتابُّبعدُّذلكُّسوى ُّوسيلةُّلتغذيةُّمشاعرُّ
الحقدُّأوُّالرغبةُّ،إنُّالعملُّاألدبيُّيجبُّأنُّيظلُّاقتراحاُّمنُّجانبُّمؤلفهُّ،حتىُّيصبحُّمجاّلُّللتأملُّمنُّجانبُّقارئهُّ،
ئ".وهذاُّماُّيدعوهُّ"جانُّجينيهُُّّ"ُّ:5091-5059ُُّّ" Jean Genetتأدبُّالكاتبُّحُّيالُّالقار ُّ
إنُّالمؤلفُّيكتبُّ،ليتوجهُّبكتابتهُّإلىُّحريةُّالقُّراءُّ،طالباُّمنهمُّأنُّيُّخُّ ُّرجواُّعملهُّاألدبيُّإلىُّالوجودُّ،كماُّأنهُّ
وانُّيستثيروهاُّبدعوة ُّتقابلُّدعوتُّهُّ،
ٍُّ يطالبهمُّأنُّيبادلوهُّالثقةُّالتيُّمنحهمُّإياهاُّ،وأنُّيعترفواُّلهُّبحريتهُّالخالقةُّ،
تكونُّمعرفتناُّ وتكونُّصدُّىُّلهاُّ،وهناُّ،تبرزُّإحدىُّالخصائصُّالمنطقيةُّللقراءةُّ،وهيُّأنهُّعلىُّقدرُّمعرفتناُّبحريتناُّ ُّ،
بحريةُّاآلخرينُّ.ويشيرُّ"سارتر"إلىُّأنُّاللوحةُّوالكتابُّكليهماُّتجديدُُّّلمعنىُّالوجودُّ،وكالهماُّيمثلُّمجموعُّالوج ُّودُّأمامُّ
ُّالغائيُّللفنُّهوُّإعادةُّتنظيمُّهذاُّالعالمُّ.بعرضهُّكماُّهوُّ،ولكنُّعلىُّتقديرُّأنُّهُّصادر ُّعنُّ ُّّ حريةُّالمشاهدُّ،فالهدف
حريةُّاإلنسانُّ،وفيُّنفسُّالوقتُّ،فإنُّالكاتبُّيهدفُّإلىُّمنحُّقرائهُّ"لذةُّفنية"ُّ،يسميهاُّ"سارتر" ُّ"طربُّفني"ُّ.وهذاُّ
الشعور ُّحين ُّيظهرُّ ،يكون ُّالعمل ُّقد ُّاكتملُّ ،ويرجع ُّهذا ُّالشعورُّ-في ُّأصله-إلى ُّاّلنسجام ُّالتامُّ ،بين ُّ"الذاتية"ُّ
ّ
ُّالالنهائيةُّالتيُّتفصلناُّعنُّأنفسناُّ، و"الموضوعية"ُّ،وهناُّ،يبدوُّالعالمُّبمثابةُّاألفقُّوراءُّموقفناُّ،أوُّبمثابةُّالمسافة ُّ
فالعالمُّهوُّاملجموعُّالتركيبيُّللفكرةُّ،أوُّجملةُّالعوائقُّواألدواتُّعلىُّالسواء.
ولكيُّيبدوُّالعالمُّأغزرُّوجوداُّ،يجبُّأنُّيكونُّكشفُّالكاتبُّلهُّنوعاُّمنُّاّللتزامُّالفنيُّ.فالعملُّاألدبيُّهوُّتقديمُّخياليُّ
للعالمُّ،وفيُّحدودُّماُّيستلزمُّمنُّالحريةُّاإلنسانيةُّ )7(ُّ.
لمن نكتب؟
يرىُّ"سارتر"ُّأنُّالكتابةُّوالقراءةُّهماُّالوجهانُّللحقيقةُّالتاريخيةُّالواحدةُّ،والحريةُّالتيُّيدعوناُّإليهاُّليستُُّّ
يخيُّخاصُّ،وماُّدامتُّحريةُّ ُّموقفُّتار ُّّ
ٍ ُّ شعورُّاُّمجردُّاُّخالصُّاُّبحريةُّاإلنسان"ُّ،فالحريةُّّلُّوجودُّلها"ُّ،لكنهاُّتُّكُّتُّسُّبُُّّفي
كلُّمنُّالمؤلفُّوالقارئُّتبحثُّكلُّمنهماُّعنُّاألخرىُُّّ،ويتبادّلنُّالتأثيرُّفيماُّبينهماُّ،فانُّاختيارُّالمؤلفُّلبعضُّمظاهرُّ
العالمُّ،هوُّالذيُّيحددُّطبيعةُّقارئهُّ،لذلكُّ.فانُّكلُّعملُّفكريُُّّ،يحتويُّ-ضمنيا-صورةُّقارئهُّ.إنُّالكاتبُّيكونُّملتُّ ُّزمُّاُّ،
ّ
حيزُّالتفكيرُّ،والكاتبُّهو ُّالوسيطُّ ُّّ منُّحيزُّالشعورُّالغريزي ُّالفطري ُّإلى ُُّّ حينُّينقلُّلنفسهُّولآلخرينُّذلكُّاّللتزامُّ،
األعظمُّ،ويتجلىُّالتزامهُّفيُّوساطتهُّتلكُّ،وهوُّيستهلكُّوّلُّيستنتجُّشيئاُّ،حتىُّلوُّاعتزمُّأنُّيخدمُّمصالحُّالجماعةُّ،
وتظلُّأعمالهُّمجانيةُُّّ،والكاتبُّيقدمُّصورةُّاملجتمعُّللمجتمعُّ،ويظلُّفيُّصراعُّدائمُّمعُّالقوىُّاملحافظةُّ،والحريصةُّ
ُّجمهورهُّاإلمكانيُّ،أحدثُّذلكُّفيُّوعيهُّتوافُّقُّاُّبينُّ ُّ علىُّالتوازنُُّّ،وإذا ُّاتسعُّالجمهورُّالواقعيُّللكاتبُّ،إلى ُّحدُّشمول
اتجاهاتُّمتضادةُّ،وفيُّهذهُّالحالةُّ،يمثلُّاألدبُّقوةُّالهدمُّ،بوصفهاُّقوةُّضروريةُّللبناءُّ .
يتحققُّعندماُّينعدمُّعملياُّالجمهورُّاإلمكانيُّ،وحينُّيصبحُّالكاتبُّفيُّ
ُّ ُّإنُّشقاءُّالضميرُّبالنسبةُّللكاتبُّ،
عدادُّالطبقةُّذاتُّاّلمتيازاتُّفيُّاملجتمعُّ،بدّلُّمنُّأنُّيكونُّعلىُّهامشهاُّ،ألنهُّ-فيُّهذهُّالحالةُّ-يتوحدُّاألدبُّمعُّأحالمُّ
الحاكمينُّ،وتجرىُّوساطةُّالكاتبُّلصالحُّطبقتهُّالجديدةُّ.لقدُّأدىُّاّلنتصارُّالسياس يُّللبرجوازية إلىُّنوعُّمنُّالتشككُّ
ّ
قةُّالحقيقيةُّتتمثلُّفيُّأنهُّإذا ُّكانُّالكاتبُّ-مبُّدئيا-يتجه ُّإلىُّ
ُّ فيُّكلُّش يءُّحتىُّفيُّمضمون ُّاألدبُّنفسهُّ.علىُّأنُّالمفار
ّ ّ
اسُّكافةُّ.إّل ُّ ُّأنهُّلمُّيكنُّيقرأُّله ُّإّلُّبعضهمُّ.ومنُّالفرق ُّبينُّالجمهورُّالمثاليُّوالجمهورُّالواقعيُّ،تولدتُّ ُّفكرةُّ ُّ ُّّ
الن
ُّ-7جانُّبولُّسارترُّ:ماُّاألدب؟ُّالمرجعُّالسابقُّ،صُّصُّ10-90
5
العالميةُّاملجردةُّ،وبماُّأنُّاختيارُّالكاتبُّلجمهورهُّيحتمُّعليهُّاختيارُّالموضوعُّ،فانُّاألدبُّالذيُّيتغياُّاملجدُّ،يجبُّ
أنُّيظلُّتجريداُّهوُّأيضا.
إنُّموضوعُّاألدبُّ،منُّوجهةُّنظرُّ"سارتر"كانُّدائماُّهوُّ"اإلنسانُّفيُّالعالم"ُّ،ولكنُّالجمهورُّا ُّإلمكانيُّظلُّدائماُّمثلُّ
بحرُّمظلمُّ،حولُّالشاطئُّالصغيرُّالمض يءُّ،منُّالجمهورُّالواقعي(.)8
تيري إ يجلتون
بعدُّأنُّيطرحُّ"ايجلتونُّ"ُّسؤالُّ:ماُّاألدب؟ُّكعنوانُّللفصلُّاألولُّمنُّكتابهُّ"مقدمةُّفيُّنظريةُّاألدب"ُُّّيقررُّأنهُّ
جرتُُّّمحاوّلتُُّّعديدةُّمنُّقبلُّ،لتعريفُّاألدبُّ،فمثالُّ،يمكنُّتعريفهُّبأنهُّالكتابةُّ"التخيلية"ُّ،أيُّالكتابةُّالتيُّليستُُّّ
ولكنُّذلكُّلنُّيكونُّكافياُّ،فالتمييزُّبينُّالحقيقةُّ،والخيالُّليسُّمعياراُّحاسُّماُّفيُّهذاُّالصددُّ،وإذاُّ صادقةُّحرفياُّ ّ ُّ،
ُّ
ّ ّ
ُّالطبيعيةُّ ،كتابة ُّغير ُّإبداعية ُّوغيرُّ ُّالتاريخ ُّوالفلسفة ُّوالعلوم ُّ كان ُّاألدب ُّكتابة ُّ"إبداعية"ُّ ،فهل ُّيوحي ُّذلك ُّبأن ُّ
ّ
بلُّألنهُّ
بماُّكانُّقابالُّللتعريفُّ،ليسُّلكونهُّ"خياليا"ُّأوُّ"تخيليا"ُّ ُّ، ُّّ تُّخُّيُّلُّية؟ُّ،وهناُّ،يشيرُّ"ايجلتونُّ" ُّإلى ُّأنُّاألدبُّر
يستخدمُّاللغةُّبطرقُّخاصةُّ.وبذلكُّيكونُّاألدبُّنوعاُّمنُّالكتابةُّ،يمارس-علىُّحدُّتعبيرُّ"جُّاكُّوبُّسُّونُّ"ُّعُّنُّفُّاُّمُّنظماُّ
ضدُّالحديثُّالعاديُّ،ويقومُّبعمليةُّتحويلُُّّ/تكثيفُّللغةُّالعاديةُّ،حيثُُّّنسيجُُّّورنينُُّّ ُّوإيقاعُُّّالكلماتُّيتجاوزُُّّمعناهاُّ
ّ ُّ
نفسهاُّ.إنُّوجهةُّالنظرُّالسابقةُّهي ُّمحاولةُّ املجردُّ(المعجمي)ُّ،فلغةُّاألدبُّتستهدف-بالضرورة-لفت ُّاّلنتباهُّإلى ُّ
ّ
الرمزية-شبهُّ ُّكماُّأنهمُّرفضواُّاّلتجاهاتُّ ّ ُّّ ُّّ
كالنيينُّالروسُّ،معُّبداياتُّالقرن ُّ
منُّوجهةُّنظرُّالش لتعريفُّ"اّلدبي"ُّ،
ُّّ
صُّاألدبيُّذاتهُّ.فعلىُّالنقدُّأنُّيفصلُّالفنُّ ُّّ
لواُّاّلنتباهُّباتجاهُّالواقعُّالماديُّللن روحُّعلمية/عمليةُّحو
ُّ ُّّ
الصوفيةُّ ُّ،وب
ُّالنصوص ُّاألدبية ُّبالفعلُّ .فاألدب ُّليس ُّدينُّا ُّزائفُّاُّ ،أوُّ ُّالتصوفُّ ،ويشغل ُّنفسه ُّبالكيفية ُّالتي ُّتعمل ُّبها ُّّ عن ُّّ
سوسيولوجيةُّزائفةُّ،أوُّسيكولوجيةُّزائفةُّ،بلُّتنظيمُّخاصُّللغةُّ.وفيُّهذهُّالحالةُّ،تصبحُّلهُّبنياتهُّوقوانينهُّوأدواتهُّ
ّ
ُّمركبةُّ
ُّالشكالنيينُّ،ليس ُّ النوعيةُّالتيُّيجبُّأنُّتدُّ ُّرسُُّّفيُّذاتهاُّ،وّلُّتُّخُّتزلُّإلىُّش يءُّآخرُّ.فالعملُّاألدبيُّ،منُّوجهةُّنظر ُّ
لكنهُّحقيقةُّماديةُّ.فهوُّمكونُّ لنقلُّاألفكارُّ،وّلُّانعكاساُّللواقعُّاّلجتماعيُّ،وّلُّتجسيداُّلحقيقةُّمفارقة /متعاليةُّّ ُّ،
منُّكلماتُّ.وليسُّمنُّموضوعاتُّأوُّمشاعر.
ّ ّ ّ
ُّألنُّتلكُّا ُّللغوياتُّكانتُّ ُّونظرا ُّ
ُّالشكالنيةُّ،كانتُُّّفيُّجوهرهاُّتطبيقُّاُّللغوياتُّفيُّدراسةُّاألدبُّ . ويشيرُّ"ايجلتونُّ"ُّإلىُّأن ُّ
ّ
ىُّالشكالنيونُّ ُّعنُّتحليلُّ ُّ منُّنوعُّشكليُّ،تهتمُّببنياتُّاللغةُّ،أكثرُّمنُّاهتمامهاُّبماُّيقولهُّالمرءُّبالفعلُّ،فقدُّتغاض
ّ ّ
الشكلُّباعتبارهُّتعبيراُّعنُّالمضمونُُّّ، ُّالشكلُّاألدبيُّوحدهُّ.وبدّلُُّّمنُّأنُُّّينظرواُّإلىُّ ُّ "المضمون"ُّاألدبيُّ،باتجاهُّدراسة ُّ
ّ ّ
ُّالشكالنيينُّلمُّينُّفُّعالقةُّاألدبُّباملجتمعُّ،إّلُّأنهمُّ ُّللشكلُّ،وعلىُّالرغمُّمنُّأنُّبعض ُّ رأواُّأنُّالمضمونُّمجردُّ"حافز" ُّ
نفواُّأنُّتكونُّتلكُّالعالقةُّمحلُّاهتمامُّالناقد.
ّ
ُّالشكالنيونُّأنُّالخطابُّاألدبيُّيُّغُّ ُّّربُّ/يسُّتُّلُّبُّالكالمُّالعاديُّ،لكنهُّيصلُّبنا-علىُّنحوُّمتناقصُّ- لقدُّتصور ُّ
إلىُّامتالكُّللخبرةُّبشكلُّأكثرُّاكتماّلُّوحميمية .وبذلكُّ،تصبحُّاللغةُّاألدبيةُّ،مجموعةُّمنُّالحُّيُّودُّاتُّعنُّقاعدةُّ،
ّ
وتمثلُّتلكُّالحيوداتُّنوعاُّمنُّالعرفُّاللغويُُّّ ،و ُّيطرح ُّ"ايجلتونُّ" ُّمالحظةُّأساسيةُّ،وهيُّأنُّالحُّيودُّيفترضُّوجودُّ
ُّ
ُّالوهُّمُّ،فكلُّلغةُّفُّعُّليةُّتتركبُّمنُّمجموعةُّبالغةُّ قاعدةُّ.لكنُّفكرةُّوجودُّلغةُّمعياريةُّتمثلُّتلكُّالقاعدةُّ،هيُّنوعُّمن ُّ
التعقيد ُّمنُّالخطاباتُّ،تتمايزُّحسبُّ:الطبقةُّ-اإلقليمُّ-الجنس-المكانة ُّاّلجتماعية-التعليم…ُّ.الخُّ،وّلُّيمكنُّبأيُّ
ُّ-8جانُّبولُّسارترُّ:ماُّاألدب؟ُّالمرجعُّالسابقُّ،صُّصُّ515-09
6
حالُّتوحيدهاُّفيُّجماعةُّلغويةُّمتجانسةُّ:فقاعدةُّشخصُّماُّ،قدُّتكون ُّحيُّودُّاُّبالنسبةُّإلى ُّشخصُّآخرُّ.لقدُّأقرُّ
ّ
ُّأنُّالحيوداتُّوالمعاييرُّتتبدلُّمنُّسياقُّاجتماعيُّأوُّتاريخيُّإلىُّآخرُّ،لذلكُّ،فإنهمُّتصورواُّأنُّ"األُّدبية " الشكالنيون ّ ُّ ُّ
فإنهم ُّلمُّيتصدواُّ هيُّوظيفةُّللعالقاتُّاّلختالفيةُّ،بينُّمختلفُّأنواعُّالخطابُّ،وليستُّخاصيةُّأبديةُّ،وعلىُّهذاُّ ّ
لتعريفُّ"األدب"ُّ،بلُّلتعريفُّ"األدبية"ُّأيُّاّلستخداماتُّاّلنحرافيةُّللغة.
إنُّ"ايجلتونُّ" ُّيقررُّأنهُّماُّمنُّنوعُّمنُّالكتابةُّّلُّتمكنُّقراءتهُّعلىُّأنهُّإغرابيُّ،منُّخاللُّالبراعةُّوالقدراتُّ
الخاصةُّلعمليةُّالتأويلُّ.وهوُّيضربُّمثالُّبعبارةُّنثريةُّّلُّلبسُّفيهاُّ،وتبدو-ظاهريا-غير ُّقابلةُّللتأويلُّ.ففوق ُّلوحةُّفيُّ
السلمُّالميكانيكي"ُّ.إنُّهذهُّالعبارةُّتبدوُّللكثيرينُّ متروُّأنفاقُّلندنُّ،تمُّتدوينُّالعبارةُّاآلتية"ُّ:يجبُّحملُّالكالبُّعلىُّ ّ ُّ
محددةُّ،وغيرُّملتبسةُّ،وخارجُّأيةُّمظنةُّإغرابيةُّ.لكنُّايجلتون ُّيتساءلُّ:هلُّيعنيُّذلكُّأنُّ ُّعلىُّالمرءُّأنُّيحملُّكلباُّ
حتىُّفيُّأكثرُّ وهوُّيصعدُّالسلم؟ُّ،وهلُّيتمُّمنعهُّطبقاُّلكلمةُّ"يجب"ُّ،إذاُّلمُّيكنُّمعهُّكلبُّيحمله؟ُّفاّللتباسُّ–ُّإذنّ -
الخطاباتُّمنطقيةُّ،هوُّأمرُّقائمُّومحتملُّ.ونحنُّنضيفُّإلىُّتخريجاتُّ"ايجلتونُّ"ُّأنُّالحياةُّمليئةُّبمواقفُّاّللتباسُّ
تلكُّ،وبنظرةُّفاحصةُّإلىُّاألفالمُّالسينمائيةُّ،نجدُّأنُّنسبةُّّلُّيستهانُّبهاُّتتأسسُّعقدتهاُّفيُّاللُّبُّسُّأوُّسوءُّالتفاهمُّ،
الذيُّتفرزهُّاللغةُّالتداوليةُّاليوميةُّ.وعلىُّذلكُّ،فانُّ"ايجلتونُّ"ُّيصلُّإلىُّأنُّفكرةُّالحيودُّاللغويُّعندُّالشكالنيينُّ،
ُّاإلزاحةُّاللغويةُّعندُّالبنيويينُّفيُّمرحلةُّّلحقةُّ،لمُّتعدُّكافيةُّلتمييزُّالخطابُّاألدبيُّعماُّسواه. أو ُّ
ُّوقدكانُّلظهورُّاللسانياتُّوتطورهاُّبالغُّاألثرُّفيُّالبحثُّعنُّهُّ ُّويةُّاألدبُّالخاصةُّمنُّخاللُّاألدبُّنفسهُّ. ُّ
ويمكنُّالقول ُّإنُّالدراساتُّاألدبيةُّمعُّالشكالنيةُّوالبنيويةُّقدُّتشربتُّروحُّالعلمُّ،فراهنتُّعلىُّاستخالصُّثوابتُّ
ُّبالسيميولوجياُّذلكُّالعلمُّالذيُّ النصوصُّاألدبيةُّلبناءُّنمذجاتُّعامةُّوقواعدُّمجردةُّ)9(ُّ.ومنذُّأنُّبشُّرُّ"دوسوسير" ّ ُّ
ُّمدُّالجسورُّمنُّجديدُّبينُّ ُّحققتهُّيكمنُّفي ّ أهمُّإنجاز ّ واتُّبعيدةُُّّ،ولعلُّ ّ
يدُّرسُّحياةُّالعالماتُّ،خطتُّالسيمياءُّخطُّ ٍ ُّ
النقدُّاألدبيُّوالعلومُّاإلنسانية؛ ُّفقدُّانفتحت ُّالنظرياتُّوالمناهجُّعلىُّبعضهاُّالبعضُّوفقُّرؤيةُّتفاعليةُّيحكمهاُّ
ُّّ
جاحُّالكبيرُّالذيُّحققهُّالتنظيرُّاألدبيُّمنذُّاّلنفتاحُّعلىُّاللسانياتُّ ُّّ
غمُّالنالتناسلُّالنظري ُّوالتالقحُّالمنهجيُّ )10(ُّ.ور
ّ
والسيميائياتُّ،فإنهُّلمُّيسلمُّمنُّانتقاداتُّعديدةُّأبرزهاُّارتهانُّالنقدُّالبنيويُّببصيرةُّمنطقيةُّجعلتهُّسجينُّقوانينُّ ّ ُّ
صوريةُّمتعاليةُّتصدقُّعلىُّالنصوصُّالجيدةُّوالرديئةُّفيُّآنُّواحدُّمماُّحتُّمُّإعادةُّالنظرُّفيُّاألعمالُّاألدبية؛ُّبالتركيزُّ
ّ
ُّ،وقدُّاستلهمتُّهذهُّالتصوراتُّ علىُّاألسرارُّاألدبيةُّوالخفاياُّالثقافيةُّ ،التيُّظلتُّمهملةُّفيُّضوءُّالدراسةُّالعلميةُّ ُّ
الجديدة ُّآليات ُّفهمها ُّللنصوص ُّاإلبداعية ُّمن ُّالتيارات ُّذات ُّالمرجعية ُّالظاهراتية ُّوالتأويليةُّ ،أو ُّمن ُّالتفكيكيةُّ
ّ والدراسات ُّالثقافيةُّ ،..فلم ُّتعد ُّ‘الحقيقة’ ُّالتي ُّتبحث ُّعنها ّ
ُّمجرد ُّظواهر ُّأو ُّوقائع ُّيمكن ُّالتحكم ُّفيها ُّعلمياُّ ،بلُّ
ُّوالفنُّعامةُّ،أوُّأنساقُّاُّأدبيةُُّّوثقافيةُُّّيساهمُّالقارئُّّ ُّماهياتُّأنطولوجيةُُّّتفصحُّعنُّوجودهاُّمنُّخاللُّاألدب ٍ ُّ أصبحت
فيُّبنائهاُّبهذهُّالطريقةُّأوُّتلكُّبحسبُّموسوعتهُّالثقافيةُّومهاراتهُّالتأويليةُّوقدراتهُّالتأمليةُّ(ُّ،)11وفيُّهذاُّاإلطارُّفقدُّ
ّ ّ ُّالرقميُّ،بالرغمُّمنُّبعضُّالتحفظاتُّعلىُّهذا ّ
ُّالنوعُّاألدبيُّبدعوى ُّ
ُّأنهُّّلُّيقتصرُّعلىُّال ُّلغةُّبلُّ تمُّاّللتفاتُّإلىُّاألدب ُّّ
ُّالورُّقُّيُّ، ُّليحل ّ
ُّمحلُّاألدب ُّ ُّتقنياتُّسيميائيةُُّّغيرُّلفظيةُّمتباينةُّفيُّحينُّاعتبرتهُّآراءُّأخرىُّبديالُّيشقُّطريقه ّ ٍ ُّ يستثمر
وقد ُّتمُّطرحُّالتساؤل ُّاآلتيُّمنُّخاللُّالندوةُّالدولية"ُّ:التنظيرُّاألدبيُّبينُّالورقيُّوالرقمي" ُّوهذاُّالتساؤل ُّهوُّهلُّ
نوفمبرُُّّ/https://diae.net/61946ُّ1950تاريخُّالزيارةُّ
-9المغربُّ/الندوةُّالدوليةُّ:التنظيرُّاألدبيُّبينُّالورقيُّوالرقميُّ،تاريخُّالفعاليةُّ:يوميُُّّ ُّ19ُّ–ُّ10
يومُُّّ ُُّّ1919/90/90
ُّ-10المغربُّ/الندوةُّالدوليةُّ،المرجعُّالسابقُّ ُّ
ُّ-11المغربُّ/الندوةُّالدوليةُّ،المرجعُّالسابق ُّ
7
سُّتُّتُّمُّكُّنُّ ُّالتُّنُّظيراتُّاألدبيةُّالسائدةُّمنُّتوسيعُّمجالُّاهتمامهاُّليشملُّاألدبُّالرقميُّ،أمُّأنُّخصوصيةُّهذاُّاألخيرُّ
ستؤهلهُّلبناءُّنظريةُّخاصةُّبهُّمنُّشأنهاُّأنُّتضبطُّطبيعتهُّووظيفتهُّ،وتمسكُّبخيوطُّالمنطقُّالمتحكمُّفيُّترابطاتهُّ
وتشعباتهُّالداخليةُّوالخارجية؟ُّ ُّ
نشيرُّإلىُّأنُّهناكُّجهوداُّمعتبرةُّومبذولةُّسواءُّمنُّخاللُّالبحوثُّالمقدمةُّفيُّمجالُّاألدبُّاّللكترونيُّأوُّمنُّ
خاللُّالملتقياتُّالتيُّتعقدُّفيُّهذاُّالشأنُّ،والذيُّيعنيناُّهناُّمجالُّالتنظيرُّاألدبيُّعامةُّ.
ولعلُّمنُّأهمُّالكتبُّفيماُّيتعلقُّبالنظريةُّاألدبيةُّ،كتابُّنظريةُّاألدبُّللكاتبُّوالناقدُّالنمساويُّاألصلُّ"رينيهُّ
وتوفيُّفيُّالوّلياتُّالمتحدةُّاألمريكيةُّعامُّ5001؛ُّحيث ّ ّ
ُّيقدمُّالكاتبُّفيُّهذاُّ الذيُّولد ُّفيُّفييناُّعامُُّّ 5090
ُّ ويليك" ُّ
ُّمرُّالعصو ُّرُّ،منُّخاللُّاشتراكهاُّالكتابُّمقاطعُّمتعددةُّتتناولُّجميعُّنظرياتُّالكتابُّالتيُّعُّنيتُّبمعالجةُّاألدبُّعلى ّ
ّ
األدبُّكفن ُّمستقلُّبذاتهُّعنُّبقيةُّالفنونُُّّ،وذلكُّمن ُّخاللُّ بش يءُّمعينُّأوُّاختالفهاُّ،وأظهرُّمنُّخاللهُّاستقالليةُّ ُّ
ٍ
تباكُّوسوءُّنظريةُّخاصةُّباألدبُّتعزلهُّعنُّجميعُّاألطرُّالحياتيةُّوالعلميةُّالتيُّتحيطُّباألدبُّ،وتسببُّعادةُّحالةُّار ٍ
ّ
ُّّ
قدُّفيُّالوسطُّالعربيُّ،وّلُّبد ُّمنُّ ُّّ
ُّبشكلُّكبيرُّفيُّحركةُّالن ّ
ُّالموسوعاتُّاألدبيةُّالتيُّأثرت فهمُّ.ويعدُّهذاُّالكتابُّأحد
القول ُّإن ُّجميعُّالفصول ُّالتيُّيحتويهاُّالكتابُّوالتيُّتعالجُّوظيفةُّوطبيعةُّاألدبُّ ،والفصول ُّالتيُّتتناول ُّعملياتُّ
ُّكفنُّمنُّالفنو ُّنُّ،تقومُّجميعهاُّعلىُّتمييزُّدقيقُّومفيدُّوفقُّاتجاهينُّ : التقييمُّوتأريخُّاألدب ّ
ٍ
جي؛ُّيقومُّبإظهارُّعالقةُّاألدبُّبغيرهُّمنُّالعلومُّكالسيرةُّوعلمُّاّلجتماعُّوالفلسفةُّوعلمُّالنفسُّ ُّاّلتجاهُّالخار ُّّ
والفنو ُّنُّ .
ُّالداخليُّ:يوليُّاهتماماُّبطريقةُّوجودُّالعملُّاألدبيُّونمطهُّوأسلوبهُّفيُّاستخداماتُّاملجازاتُّوالصور ُُّّوالعملُّ ّ اّلتجاه
علىُّتطويرها()12
ّ ُّ-12تمامُّطعمةُّ:نشأةُّالنظريةُّاألدبيةُُُّّّhttps://sotor.comُّ،آخرُّتحديثُُّّ50يونيوُُّّ1950تاريخُّالزيارةُّ1919/90/90
8