You are on page 1of 8

‫التنظيراألدبي (‪)1‬‬

‫ّ‬
‫مُّاألدبُّفيُّحد ُّذاتهُّمنذُّالعصرُّ‬ ‫ُّسحيقة ُّوقديمةُّقُّدُّ‬ ‫نظيرُّاألدبيُّأوُّالنظريةُّاألدبيةُّإلىُّعصور‬ ‫تمتدُّ ُّجذور ّ‬
‫ُّالت‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اليونانيُّعندُّالغرب‪ُّ،‬أوُّالعصرُّالعربيُّالقديمُّفيُّالثقافةُّالعربيةُّأوُّغيرهاُّمنُّالثقافاتُّالشرقية‪ُّ،‬ولكنُّالتنظيرُّاألدبيُّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالمعنىُّالعلميُّاألكاديميُّلمُّيبرزُّ ُّإّل ُّفيُّالعصرُّالحديث‪ُّ.‬فنظريةُّاألدبُّموجودةُّمنُّقبل‪ُّ،‬غير أنهُّيمكنُّالقول ُّّإنهاُّ‬
‫ُّالطابعُّالعلميُّاألكاديمي‪ُّ،‬فهيُّأيُّ ّ‬ ‫ّ‬
‫النظريةُّتجعلناُّنقومُّبالعملُّبوعي‪ُّ،‬نسألُّأنفسناُّ‬ ‫ميتةُّ‪ُّ،‬وآنُّلهاُّأنُّتحياُّاآلن‪ُّ،‬وتأخذ‬
‫لماذاُّنفعلُّهذاُّالشيئ؟!ُّوأهمُّاألسئلةُّالتيُّتطرحهاُّنظريةُّاألدبُّهيُّالسؤالُّعنُّطبيعةُّاألدب وماهيته؟ُّوبطبيعةُّ‬
‫حولُّ ُّطبيعةُّاألدب‪ُّ،‬لمُّيتمُّ ُّحسمُّه‪ُّ،‬وبذلك‪ُّ،‬فإنُّ‬ ‫ّ‬
‫الحالُّفإنُّاإلجابةُّعلىُّهذاُّالسؤالُّظلتُّمتباينة‪ُّ،‬فالموضوع‪ُّ ُّ،‬‬
‫اإلشكاليةُُّّتظلُّقائمةُّ‪ُّ،‬بلُّومنُّفُّتُّحةُُّّعلىُّالمزيدُّمنُّاألبحاثُّفيُّهذاُّاّلتجاه (‪ُّ )1‬‬
‫ولعلُّأهمُّمحاوّلتُّاإلجابةُّعنُّسؤال‪ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّهيُّتلكُّالتيُّقامُّبهاُّالفيلسوفُّالوجوديُّالفرنس يُّ"جانُُّّبُّولُُّّ‬ ‫ُّّ‬
‫سارتر‪ُّ،"5099ُّ-5091 Jean-Paul Sartre‬وتأتيُّأهميةُّماُّتوصلُّإليهُّ"سارتر"منُّكونهُّليسُّكمفكرُّفقط‪ُّ،‬بلُّومنتجُّ‬
‫وتفوق ُّفيُّنصوصهُّالمسرحيةُّالعظيمة‪ُّ.‬وهناُّ‬ ‫صوصُّالروائيةُّوالقصصية‪ُّ ُّ،‬‬ ‫ُّّ‬ ‫ُّّ‬
‫منُّالن‬ ‫لألدبُّأيضا‪ُّ،‬فقدُّأبدعُّالعديدُّ ُّ‬
‫لجبال ُّقدُّ ُّتسلُّقهاُّبالفعل‪ُّ،‬وبالتاليُّفانهُّيُّعُّ ُّرفُّ ُّدُّ ُّروبُّهاُّوأخطا ُّرهاُّعنُّخبرةُّ‬ ‫تكمنُّأهميةُّ"سارتر"إذُّأنهُّيضعُّخرائطُّ ُّ ٍ ُّ‬
‫ذاتيُّ ٍُّة(‪ُّ.)2‬ومنُّوجهةُّنظرُّ"سارتر"التيُّتأثرتُّبها‪ُّ-‬بلُّوصاغتها‪ُّ-‬النظرةُّالوجوديةُّالماركسيةُّالتيُّيعتنقها‪ُّ،‬نجدُّأنُّعالقةُّ‬
‫ّ‬
‫ُّالتساؤلُّ‬ ‫الكاتبُّبمجتمعهُّوالواقعُّالذيُّيعيشُّفيه‪ُّ،‬كانتُّالمنظورُُّّاألساس ي‪ُّ،‬الذيُّحاولُّ‪-‬منُّخاللهُّ‪ُّ-‬أنُّيجيبُّعلى ُّ‬
‫السابق‪ُّ .‬كماُّكانُّمنُّالطبيعيُّأنُّيؤديُّ ُّهذاُّالمنظورُّب"سارتر"إلى ُّاعتناقُّفكرةُّ"التزامُّاألدب"‪ُّ،‬باعتبارُّأنهُّمُّنُّتُّجُُّّ‬
‫اجتماعيُّباألساس‪ُّ،‬رغمُّصُّبُّغتهُّالفردية‪ُّ،‬فقدُّكانتُّأهمُّنقاطُّارتكازُّالوجوديةُّمبدأُّ"اإلنسانُّفيُّالعالم"‪ُّ،‬وألنُّالكاتبُّ‬
‫إنسانُّبطبيعته‪ُّ،‬فإ ّ ُّنُّوجودهُّالواقعيُّيمثلُّهُّ ُّّويُّةُُّّأدبيةُّله‪ُّ،‬يستحيلُّأنُّيخرجُّعليها‪ُّ،‬لقدُّانسحبُّمفهومُّاّللتزام‪ُّ،‬منُّ‬
‫ّ‬
‫ُّالشعرية‪ُّ،‬فأخرجُّهاُّمنُّدائرةُّ‬ ‫ُّأنُّ"سارتر"قدُّتجاوزُّعنُّالنصوص ُّ‬ ‫وجهةُّنظرُّ"سارتر"‪ُّ،‬علىُّكلُّأفرعُّاألدبُّالنثريُّ‪ُّ،‬إّل ّ ُّ‬
‫ّ‬
‫ُّالشعرُّخطابُُّّتُّشكلُّلغتهُّغايةُُّّفيُّذاتها‪ُّ،‬ومنُّهنا‪ُّ،‬كانُّالبحثُّعنُّطبيعةُّاألدب‪ُّ،‬واألمرُّكذلك‪ُّ،‬‬ ‫اّللتزام‪ُّ،‬باعتبارُّأن ُّ‬
‫يسيرُّفيُّعدةُّدروبُّمتوازية‪ُّ،‬تمثلتُّفيُّثالثةُّاتجاهاتُّرئيسية‪:‬‬
‫–لماذاُّنكتب؟‬
‫–لمنُّنكتب؟‬
‫–موقفُّالكاتبُّمنُّالعالم‪.‬‬
‫ُّّ‬
‫قدُّتميزُّبالعمق‪ُّ،‬إّل ُّأُّنُّ ُّتناولُّهُّلمفهومُّ‬ ‫ُّإنُّتناول ُّ"سارتر" ُّلطبيعةُّاألدب‪ُّ،‬باعتبارهُّمفكراُّوفيلسوفاُّأصيالُّ‪ُّ،‬‬
‫ّ‬
‫ُّتشكلتُُّّبعدُّفيُّصيغتهاُّالسائدةُّ‬ ‫القراءةُّقدُّبدُّاُّسطُّحيا‪ُّ،‬وهذاُّأمرُّطبيعيُّفيُّهذهُّالحالة‪ُّ.‬فلمُّتكنُّنظرياتُّالقراءةُّقد ُّ‬
‫بينُّالكاتبُّوالقارئ ُّمنُّ‬
‫ُّ‬ ‫اآلن‪ُّ،‬ولمُّتكنُّمصطلحاتُّهاُّقدُّاستقرتُّبعد‪ُّ،‬لذلك‪ُّ،‬فقدُّبداُّطرحُّ ُّ"سارتر"فيُّهذاُّاّلتجاه‪ُّ،‬‬
‫فرضياتُّأولية‪ُّ،‬تحُّبُّوُّعلىُّأرضيةُّنظريةُّالتلقي‪ُّ.‬وفيُّالمقابل‪ُّ،‬فإنُّآراءُّهُّ‬ ‫ٍ ُّ‬ ‫ناحية‪ُّ،‬والقارئُّوالنصُّمنُّناحيةُّثانية‪ُّ،‬مجردُُّّ‬
‫ُّالنقدُّاأليديولوجي‪ُّ،‬الذيُّسادُّفيُّحقبةُّالخمسينياتُّ‬ ‫فيماُّيتعلقُّبمفهوم‪ُّ:‬اّللتزامُّوالحرية‪ُّ،‬كانتُّتُّشكلُّركنُّاُّأساسياُّفي ُّّ‬

‫‪ُّ-1‬عبدُّالعزيزُّالموافي‪(ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّبينُّسارترُّوايجلتونُّ)‪ُّ،‬مجلةُّنزوى‪ُّ،‬بتاريخُّ‪ُّ5‬أكتوبر‪ُّ.https://www.nizwa.comُّ،1995‬تاريخُّالزيارةُّ‪1919/90/90‬‬
‫‪ُّ-2‬عبدُّالعزيزُّالموافي‪(ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّبينُّسارترُّوايجلتونُّ)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫والستينياتُّمنُّالقرنُّالعشرين‪ُّ،‬وبذلك‪ُّ،‬كانُّ"سارتر"نجمُُّّهاتينُّالحقبتين‪ُّ،‬ليسُّفيُّمجالُّالفلسفةُّوحدُّها‪ُّ،‬بلُّوفيُّ‬
‫ّ‬
‫الناقدُّوالمفكرُّاّلنجليزي ُّ‬
‫ُّالشهير‪ُّ،‬‬ ‫مجالُّاألدبُّأيضا‪ُّ،‬فيُّكلُّأنحاءُّالعالُّم‪ُّ.‬وعلىُّالجانبُّاآلخر‪ُّ،‬نجدُّ"تيريُّإيجُّلُّتُّونُّ"ُّ ُّّ‬
‫والذيُّيعدُّواحداُّمنُّألمعُّمنظريُّاألدبُّفيُّالغربُّفيُّالنصفُّالثانيُّمنُّالقرنُّالعشرين‪ُّ،‬قدُّتساءلُّ‪-‬بدورهُّ‪-‬فيُّكتابُّهُّ‬
‫ّ‬
‫ُّالتساؤلُّ‪ُّ،‬‬ ‫"مقدمةُّفيُّنظريةُّاألدب"‪ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّوقدُّحاولُّفيُّالفصلُّاألولُّمنُّهذاُّالكُّتابُّأنُّيقدمُّإجابتهُّحولُّهذا ُّ‬
‫باعتبارهُّيمثلُّإشكاليةُّ ُّأساسيةُّ ُّفيُّاألدبُّالحديث‪ُّ.‬ومنُّالطبيعيُّأنُّتأتيُّإجابته ُّمختلفةُّ ُّعنُّإجابةُّ"سا ُّرتر"وذلكُّ‬
‫ّلختالفُّالمنظورُّبينهما‪ُّ،‬فهوُّيتناولُّاألدبُّباعتبارهُّنشاطاُّإنسانياُّ"تخُّيُّليا"‪ُّ.‬وبعدُّذلك‪ُّ،‬قامُّبتتبعُّسُّيُّرُّورةُّالمصطلحُّ‬
‫ّ‬
‫ُّبظهورُّالشكالنيينُّعلىُّمسرحُّاألدبُّالعالمي‪ُّ،‬حيثُّيرىُّ‬ ‫ُّ‬ ‫فيُّالعصرُّالحديث‪ُّ،‬وقدُّكانتُّالبداية‪-‬بالنسبةُّله‪-‬مرتبطة‬
‫ّ‬
‫بكرة‪ُّ.‬لقدُّاستندتُّإجابةُّ"ايجلتو ُّن" ُّإلىُّ‬ ‫أنُّنظريةُّاألدبُّقدُّبدأتُّ ُّمعهم‪ُّ،‬خاصةُّمنذُّمقاّلتُّ"شُّلُّوفُّسُّكي"(‪ُّ )3‬الم ُّ‬
‫ّ‬
‫ُّاللسانية‪ُّ،‬التيُّكانتُّقدُّبلغتُّذروةُّسيادتهاُّعلىُّالساحةُّاألدبيةُّفيُّالربعُّاألخيرُّمنُّالقرنُّالماض ي‪ُّ،‬‬ ‫اللغوياتُّوالعلوم ُّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُّالظاهراتيةُّ‬ ‫ُّكثيرا ُّمن ُّانجازات ُّاّلتجاهات ُّ‬ ‫خاصة ُّفيما ُّيتعلق ُّبنظريات ُّالقراءة ُّوالتلقي ُّوالتأويل‪ُّ ،‬كما ُّأ ُّنه ُّاستفاد ُّ‬
‫ّ‬
‫انُّمنُّالطبيعيُّ‬
‫ُّ‬ ‫والبنيويةُّوالتُّفُّكيكية‪ُّ،‬فيماُّيتعلقُّبالعالقةُّبينُّالمثلثُّاإلبداعي‪ُّ:‬الكاتبُّ‪-‬النص‪-‬القارئُّ‪ُّ.‬لذا‪ُّ،‬فقدُّك‬
‫أنُّتكونُّآراءُّ"ايجلتونُّ"ُّأكثرُّنضجاُّفيُّهذاُّاّلتجاه‪ُّ،‬مقارنةُّبآراءُّ"سارتر"‪)4( ".‬‬
‫ّ‬
‫قدُّركزُّفيُّإجابته ُّعلىُّمبدأي‪ُّ:‬اّللتزامُّوالحرية‪ُّ،‬فانُّ"إيجيلتو ُّن" ُّقدُّركزُّعلىُّمبدأُّأساس يُّفيُّبحثهُّ‬ ‫وإذا ُّكان"سارتر" ُّ‬
‫ّ‬
‫داخلُّتلكُّاإلشكالية‪ُّ،‬عنُّإجابةُّالسؤالُّالخالد‪ُّ،‬وتُّمُّ ُّثلُّهذاُّالمبدأُّفيُّأنُّاألدبُّبطبيعتهُّهوُّخطابُّغيرُّنفُّعي‪ُّ،‬علىُّ‬
‫العكسُّمنُّقناعاتُّ"سارتر"‪ُّ،‬بمعنىُّأنهُّعلىُّحدُّتعبيرُّ"إيجلتو ُّن" ُّنفسه‪-‬هو ُّلغةُّتشيرُّإلى ُّنفسهاُّفقط‪ُّ ُّ،‬وهو‪-‬هنا‪-‬‬
‫ّ‬
‫اُّمنُّتصوراتُّالشكالنيينُّالروسُّعنُّمفهومُّاألدب‪ُّ.‬علىُّأنُّمناقشةُّ"إيجلتونُّ"ُّفيُّهذاُّاّلتجاه‪ُّ،‬لمفهومُّ‬ ‫ُّ‬ ‫يقتربُّكثير‬
‫"اإلغراب"ُّفيُّاألدبُّوالتقريرُّفيُّلغةُّالنثرُّالعادية‪ُّ،‬إنماُّتشيرُّإلىُّأنناُّإزاءُّناقد‪ُّ،‬قدُّيبدوُّبسيطا‪ُّ،‬لكنهُّيتميزُّبالعمق‪ُّ،‬‬
‫أو‪-‬على ُّحدُّتعبيرهُّ‪-‬فلقد ُّحاول ُّأنُّيجعلُّالموضوعُّ"شعبيا"ُّأيُّفيُّمتناول ُّغيرُّالمتخصصين‪ُّ،‬دون ُّأنُّيجعلهُّذلكُّ‬
‫مبتذُّّل‪ُّ،‬وقدُّنجحُّفيُّذلكُّبالفعل‪ُّ.‬ورغمُّأنُّهناكُّمحاوّلتُّأخرى ُّقدُّجرت‪ُّ،‬لإلجابة ُّعلىُّتساؤل‪ُّ:‬ماُّاألدب؟‪ُّ،‬إّلُّأنُّ‬
‫ى‪ُّ،‬‬
‫تناولُّكلُّمنُّ"سارتر"و"إيجلتو ُّن"‪ُّ،‬ظلُّهوُّاألكثرُّعمقاُّوأصالة‪ُّ،‬ربماُّألنُّمحاولتيهماُّكانتاُّاختزاّلُّللمحاوّلتُّاألخر ُّ‬
‫لذلك‪ُّ.‬ظلتاُّتتميزانُّبامتدادُّالتأثيرُّمنذُّنهايةُّاألربعيناتُّمنُّالقرنُّالماض ي‪ُّ،‬وحتىُّاّلن‪ُّ .‬‬
‫"ساتر"‪ :‬ما األدب؟‬
‫ُّيقسمُّ"سارتر"ُّكتابهُّ"ماُّاألدب"ُّإلىُّأجزاءُّرئيسية‪ُّ،‬هي‪ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّلماذاُّنكتب؟ُّوأخيراُّفصلُّبعنوان‪ُّ:‬موقفُّ‬
‫القارئُّ‪ُّ،‬وفيُّهذاُّالفصلُّيطرحُّأيضاُّتساؤّل ‪:‬لمنُّنكتب؟ُّ ُّومعنىُّالكتابة‬
‫أنُّعملُّالكاتبُّاألساس يُّيتمثلُّفيُّاإلعرابُّعنُّالمعاني‪ُّ،‬وُّيؤكدُّأنُّميدانُّالمعانيُّ‬ ‫يقررُّ"سارتر"ُّفيُّالبداية‪ُّ ّ ُّ،‬‬
‫ّ‬
‫مثلُّالرسمُّوالنحتُّوالموسيقى‪ُّ،‬وبالتالي‪ُّ،‬فانهُّيفترضُّأنُّ‬ ‫ُّّ‬ ‫بينماُّيضعُّالشعرُّفيُّمرتبةُّالفنون ُّاألخرىُّ‪ُّ،‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّّ‬
‫هوُّالنثر‪ُّ،‬‬
‫ّ‬
‫الشعر‪-‬شأن ُّتلك ُّالفنو ُّن‪ّ-‬ل ُّيستهدف ُّتقديم ُّ"معنى"‪ُّ ،‬لكنه ُّيستهدف ُّخلق ُّ"حالة ‪".‬وهنا‪ُّ ،‬يطرح ُّ"سارتر" ُّمقولتهُّ‬
‫ّ‬
‫إنُّالشاعر ُّّلُّيستخدمُّالكلمات‪ُّ،‬لكنهُّ‪-‬على ُّالعكسُّمنُّالناثر‪ُّ -‬فإنه ُّيخُّدُّمها‪ُّ .‬فلغةُّالشعر‪-‬إذن‪-‬ليستُّ‬ ‫ُّ‬ ‫الشهيرة‪ُّ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نُّالشعرُّيقعُّخارجُّدائرةُّاّللتزامُّ‬ ‫ُّ‬ ‫والشعراءُّبذلكُّليسواُّمتكلمينُّأوُّصامتين‪ُّ،‬بلُّلهمُّشأنُّآخر‪ُّ.‬وبذلك‪ُّ.‬فإ‬ ‫نفعية‪ُّ ُّ،‬‬

‫‪ُّ-3‬فيكتورُّبوريسوفيتشُّشكلوفسكي ‪ 1984 - 1893‬كاتبُّوأديبُّروس ي‪ُّ،‬قدمُّمساهمتهُّإلىُّالشكليةُّالروسيةُّبمقالتةُّ"الفنُّمنُّأجلُّالفن"‪ُّ،1917ُّ،‬‬


‫والعديدُّمنُّالمقاّلتُّالنظريةُّ‬
‫‪ُّ-4‬عبدُّالعزيزُّالموافي‪(ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّبينُّسارترُّوايجلتونُّ)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ّ‬
‫ُّإنُّالكلماتُّ‪-‬بالنسبةُّللشاعر‪-‬هيُّأشياءُّفيُّذاتها‪ُّ،‬وليستُُّّعالماتُّتدلُّعلىُّمعان ‪ُّ.‬وبذلك‪ُّ،‬‬ ‫األدبي‪ُّ،‬نظراُّلطبيعةُّمادته‪ُّ ّ .‬‬
‫ّ‬
‫الشعريةُّتصبحُّمخلوقُّا‪ُّ،‬لهُّكُّيُّانُّهُّالمستقل‪ُّ،‬وهنا‪ُّ،‬يصبحُّالشاعرُّخارجُّنطاقُّاللغة‪ُّ،‬فيرى ُّالكلماتُّمنُّ‬ ‫فانُّاللغةُّ ُّ ُّ‬
‫جانبهاُّالمعكوس‪ُّ،‬وبالتالي‪ُّ،‬فإُّنُّالشاعرُّّلُُّّيستطيعُّأنُّيقرر‪ُّ:‬هلُّخلقتُّالكلماتُّمنُّأجلُّالدّلّلت؟‪ُّ،‬أمُّأ ّ ُّنُّالعكسُّ‬
‫هوُّالصحيح‪ُّ.‬وفيُّالمقابل‪ُّ،‬فانُّفنُّالنثرُّيتميزُّبأنُّمادتهُّبطبيعتهاُّذاتُّدّللة‪ُّ،‬أيُّأنُّالكلماتُّليستُّبأشياء‪ُّ،‬بلُّهيُّ‬
‫ّ‬
‫ُّكلماُّمرتُّالكلماتُّخاللُّ‬ ‫ذاتُّدّللةُّعلىُّاألشياء‪ُّ،‬فالنثر‪-‬علىُّحدُّتعبيرُّ"بولُّفاليريُّ‪"5091-5905ُّPaul Valéry‬يوجد ُّ‬
‫نظراتنا‪ُّ ،‬كما ُّتمر ُّالكأس ُّخالل ُّأشعة ُّالشمس"‪ُّ .‬وعلى ُّذلك‪ُّ ،‬فان ُّ"سارتر" ُّيقرر ُّأن ُّاللغة ُّالنثرية‪ُّ ،‬بسبب ُّطبيعتهاُّ‬
‫النفعية‪ُّ،‬هيُّامتدادُّلحواسنا‪ُّ.‬والكاتبُّيعرفُّأنُّالكلمات‪-‬علىُّحدُّتعبيرُّبريسُّبارين‪-‬هيُّ"مسدساتُّعامرةُّبقذائفها"‪ُّ،‬‬
‫ّ‬
‫ُّّ‬
‫باتجاهُّالصمُّتُّأوّل‪ُّ،‬ثمُّباتجاهُّاآلخرينُّثانيا(‪ُّ)5‬وهو‪ُّ -‬بذلك‪ُّ-‬يكونُّقدُّاختارُّلنفسهُّ‬ ‫صوبُُّّقذائفُّهُّ‬ ‫فإذاُّتكلم‪ُّ،‬فإ ُّنماُّيُّ ُّّ‬
‫ُّسرُّاإلنسان‪ُّ،‬لكيُّيتحملُّاآلخرونُّبعدُّذلكُّتُّبُّعُّةُّأعمالهمُّالتيُّتمُّلهمُّالكشفُّعنها‪ُّ ّ .‬‬
‫ُّإنُّالكاتبُّّلُّ‬ ‫رسالةُّالكشفُّعن ُّّ‬
‫ّ‬
‫ُّالتحدثُّعنُّبعضُّاألشياء‪ُّ،‬بلُّألنهُّاختارُّالحديثُّعنهاُّبطريقةُّمعينة‪ُّ،‬إنُّ‬ ‫ُّألنهُّاختار ُّّ‬
‫ُّالصفة‪ُّ،‬ليس ُّ‬ ‫تنطبقُّعليهُّتلك ُّّ‬
‫ّ‬
‫الشعائرُّالدينيةُّليستُّهيُّالعقيدة‪ُّ،‬ولكنهاُّتُّيهئُُّّلها‪ُّ،‬كذلكُّفإنُّتوقيعُّالكلمات‪ُّ،‬وجمالها‪ُّ،‬والموازنةُّبينُّأجزاءُّالجمل‪ُّ،‬‬ ‫ُّ‬
‫كلُّهذاُّيتحكمُّفيُّعواطفُّالقارئُّ‪ُّ،‬ولهُّعليهُّسلطانُّدون ُّوعيُّمنه‪ُّ،‬وعليناُّأنُّندركُّ ُّأنُّ ُّالمهمُّفيُّالكتابةُّأوّلُّ‪ُّ،‬هوُّ‬
‫تحديدُّموضوعها‪ُّ،‬وبعدُّذلكُّتحديدُّطريقةُّالحديثُّعنه‪ُّ.‬وغالباُّماُّيسيرُّاألمرانُّجنباُّإلى ُّجنب‪ُّ،‬ويرى ُّ"سارتر"أنُّ‬
‫"جانُّجيرودوُّ ‪ُّ "4411-1882ُّ Jean Giraudoux‬كانُّعلىُّخطأ‪ُّ،‬حينُّقالُّعنُّالنصُّاألدبي‪"ُّ:‬المسألةُّأوّلُّمسألةُّ‬
‫ُّالرياضياتُّمسائلُّجديدة‪ُّ،‬تدفعهمُّ‬ ‫أسلوب‪ُّ،‬أماُّالفكرةُّفتأتيُّبعدُّذلك‪ُّ،‬فكماُّأنُّالعلومُّالطبيعيةُّتضعُّأمامُّعلماء ُّّ‬
‫إلىُّوضعُّرموزُّجديدة‪ُّ،‬فكذاُّالمطالبُّالمتجددةُّفيُّاملجتمع‪ُّ،‬وفيماُّوراءُّالطبيعة‪ُّ،‬تدفعُّالفنانُّدائماُّإلىُّالبحثُّعنُّ‬
‫وسائلُّفنيةُّجديدة‪ُّ،‬ولغةُّجديدة‪ُّ.‬و"سارتر"يقررُّأنهُّإذاُّكانتُّلغتناُّاليومُّقدُّتغيرتُّعماُّكانتُّعليهُّفيُّالقرن ّ ُّ‬
‫ُّالسابعُّ‬
‫عشر‪ُّ،‬فذلكُّألنُّلغةُّ"ُّراسينُّ‪ُّ"1699-1639ُّJean Racine‬و"سانتُّإڨُّ ُّريمونُُّّ ‪ُّ"5090-5159Saint-Evrémond‬لمُّتعدُّ‬
‫مالئمةُّللحديثُّعنُّالقاطرات‪ُّ،‬وعنُّطبقاتُّالعلم‪ُّ،‬ويصلُّبذلكُّإلىُّأنُّالفنُّلمُّيكنُّ‪-‬فيُّيومُّمنُّاأليام‪-‬فيُّجانبُّهواةُّ‬
‫األسلوب‪ُّ.‬وبذلك‪ُّ،‬فإنُّ"سارتر"يُّدينُّمذهبُّأوُّاتجاهُّ"الفنُّللفن"‪ُّ،‬حيثُّإنُّالفنُّالخالصُّوالفنُّالفارغ‪ُّ،‬هماُّدائماُّ‬
‫ُّالنقادُّالذينُّيقتصرونُّفيُّنقدهمُّعلىُّدراسةُّجوانبُّالكتابُّالسابقين‪ُّ،‬فيُّنواحيُّ‬ ‫واحد‪ُّ،‬و"سارتر"يشددُّالهجومُّعلى ُّّ‬
‫الصياغةُّأوُّالنواحيُّالنفسية‪ُّ،‬مغفلينُّالعالقةُّبينُّاألدبُّالذيُّيكتبونه‪ُّ،‬واملجتمعُّالذيُّكُّتُّبُُّّلهُّهذاُّاألدب‪ُّ،‬زاعمينُّ‬
‫أنُّ ُّليسُّفيُّاألدبُّسوى ُّالمتعةُّالفنية‪ُّ،‬وهمُّبذلكُّيتخذون ُّمنُّتراثُّالسابقينُّمادةُّلهم‪ُّ،‬بعدُّأنُّفشلواُّفيُّميدانُّ‬
‫اإلنتاج ُّاألدبي‪ُّ،‬لذلك ُّفإنهم‪ -‬علىُّحدُّتعبيرُّ"سارتر"‪ُّ -‬قدُّوجدواُّألنفسهم‪ُّ،‬وهمُّعلىُّشفاُّاليأس‪ُّ،‬عمالُّهادئا‪ُّ،‬هوُّ‬
‫"حراسةُّالمقابر"‪ُّ.‬إنُّعمليةُّالقراءةُّالتيُّيقومُّبهاُّناقدُّمنُّهذاُّالصنفُّذاتُّشقين‪ُّ:‬الشقُّاألول ُّأنهُّيُّعيرُّجسمهُّ‬
‫للموتىُّلكيُّيعاودواُّالحياةُّمنُّخالله‪ُّ،‬والشقُّالثانيُّأنُّيعقدُّصلةُّمنُّنوعُّماُّمعُّالعالمُّاآلخر(‪.)6‬‬
‫لماذا نكتب؟‬

‫‪ُّ-5‬عبدُّالعزيزُّالموافي‪(ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّبينُّسارترُّوايجلتونُّ)‪.‬‬

‫‪ُّ-6‬جانُّبولُّسارتر‪:‬ماُّاألدب؟ُّترجمةُّوتقديمُّوتعليقُّد‪ُّ.‬محمدُّغنيميُّهالل‪ُّ،‬دارُّنهضةُّمصرُّللطبعُّوالنشر‪ُّ،‬الفجالة‪ُّ،‬القاهرة‪.‬صُّصُّ‪09-0‬‬

‫‪3‬‬
‫يشيرُّ"سارتر"إلىُّأنُّالفن‪ُّ،‬منُّوجهةُّنظرُّالبعض‪ُّ،‬هوُّنوعُّمنُّالهروبُّخارجُّالواقع‪ُّ،‬ولدىُّالبعضُّاآلخرُّهوُّ‬
‫وسيلةُّمنُّوسائلُّالتغلبُّعلىُّهذاُّالواقع‪ُّ.‬لكنهُّيتساءل‪ُّ:‬منُّالمستطاعُّالهروبُّمنُّالواقعُّبالرهبانية‪ُّ،‬أوُّالجنونُّ‪ُّ،‬أوُّ‬
‫الموت‪ُّ،‬فلماذا‪ -‬إذن‪-‬يختار ُّاإلنسان ُّالكتابةُّدون ُّغيرها؟ُّواإلجابة‪-‬منُّوجهةُّنظرُّ"سارتر"‪-‬تكمنُّفيُّأنُّوراءُّأهدافُّ‬
‫الكتابة ُّاملختلفة‪ُّ ،‬توجد ُّحرية ُّاختيار ُّمشتركة ُّبين ُّالكُّتاب ُّعلى ُّاختالفهم‪ُّ .‬هي ُّأعمق ُّوأقرب ُّإلى ُّرسالتهم ُّمن ُّتلكُّ‬
‫األهداف‪.‬‬
‫ّ‬
‫اكاتناُّمصحوبةُّبالشعورُّبأنُّالحقيقةُّاإلنسانيةُّذاتُّطبيعةُّكاشفة‪ُّ،‬‬
‫ُّ‬ ‫إنُّ"سارتر"ُّ‪-‬متأثرُّبالظاهراتية‪-‬يرىُُّّأنُّكلُّإدر‬
‫أوُّبعبارةُّأخرىُّ‪ُّ،‬فاإلنسانُّهوُّالوسيلةُّالتيُّتتبدىُّبهاُّاألشياء‪ُّ،‬فالعالقاتُّبينُّأجزاءُّالعالم‪ُّ،‬إنماُّتتكاثرُّبمثولناُّفيه‪ُّ،‬‬
‫علُّمنُّأفعالناُّيجعلُّالعالُّمُّيكشفُّلناُّعنُّوجهُّجديد‪ُّ،‬لمُّيكنُّموجوداُّمنُّقبل‪ُّ،‬فإذاُّلمُّتكنُّهناكُّ‬ ‫حيثُّإنُّكلُُّّفُّ ٍ ُّ‬
‫عينُّإنسانيةُّتشهدُّمنظراُّما‪ُّ،‬فإُّنُّهذاُّالمنظرُّسيظلُّقابعُّاُّفيُّأعماقُّاملجهول‪ُّ.‬أيُُّّأنُّهُّيصبحُّموجوداُّمجهولُّالوجود‪ُّ،‬‬
‫كماُّأنُّهذاُّالمنظرُّالغائبُّعنُّوعيناُّسيظلُّمجهولُّالوجود‪ُّ،‬حتىُّيأتيُّوعيُُّّآخرُّيوقظه‪ُّ،‬وهكذا‪ُّ،‬يضافُّإلىُّوعيناُّ‬
‫ّ‬
‫الذاتيُّبأنناُّ"مكتشفون"‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ويرى ُّ"سارتر" ُّأنهُّليس ُّصحيحاُّأنُّالمرءُّيكتبُّلنفسه‪ُّ ُّ،‬وإّلُّ ُّكانُّذلكُّأروعُّفشل‪ ،‬ولوُّكانُّاإلنسانُّيعيشُّ‬
‫وحده‪ُّّ،‬لستطاعُّأنُّيكتبُّماُّيشاء‪ُّ،‬فلنُّيخرجُّإلىُّالوجودُّعمالُّموضوعيا‪ُّ،‬وعليه‪-‬فيُّهذهُّالحالة‪-‬أنُّيضعُّالقلم‪ُّ،‬أوُّ‬
‫يستسلمُّلليأس‪ُّ،‬لكنُّعمليةُّالكتابةُّتتضمن‪ُّ،‬بنوعُّمنُّاّلنعكاسُّالشرطي‪ُّ،‬عمليةُّالقراءة‪ُّ،‬باعتبارهماُّوجهينُّلعُّمُّلةُّ‬
‫واحدة‪ُّ،‬لذلك‪ُّ،‬فإنُّ"سارتر"يرى ُّأنهُّّلُّوجودُّللفن‪ُّ،‬إّلُّبواسطةُّاآلخرينُّومنُّأجلهم‪ُّ.‬ومنذُّأنُّيبدأُّالقارئ ُّفيُّعمليةُّ‬
‫القراءة‪ُّ،‬وعلىُّالرغمُّمنُّأنُّالموضوعُّاألدبيُّيبرزُّإلىُّالوجودُّمنُّخاللُّاللغة‪ُّ،‬فالُّسبيلُّإلىُّحصرهُّفيُّنطاقها‪ُّ،‬فالمعنىُّ‬
‫بالنسبةُّللعملُّاألدبي‪ُّ،‬ليسُّاملجموعُّالكميُّللكلماتُّالتيُّكُّتُّبُّبها‪ُّ،‬بلُّهوُّمجموعهاُّالعضويُّ‪ُّ،‬وعلىُّذلك‪ُّ،‬فانُّعليناُّ‬
‫أن ُّالقراءةُّهيُّعمليةُّخلُّقُّمنُّجانبُّالقارئُّ‪ُّ،‬بتوجيهُّمنُّالمؤلف‪ُّ،‬فمنُّجهة‪ُّ،‬فقدُّيعدُّالجوهرُّالوحيدُّ‬ ‫أنُّندركُّ ّ ُّ‬
‫للعملُّاألدبيُّهوُّ"ذاتية"ُّالقارئ‪ُّ.‬ومنُّجهةُّأخرىُّ‪ُّ،‬فانُّالمؤلفُّينصبُّالكلماتُّكفُّخُّاخ‪ُّ،‬تثيرُّمشاعرُّالقارئُّوتجُّتُّذُّبُّها‪.‬‬
‫ّ‬
‫ُّاللعبُّبقدرُّ‬ ‫ىُّ"سارتر"ُّأنُّمخيلةُّالقارئُّليستُّوظيفتهاُّالتنظيمُّفحسب‪ُّ،‬بلُّالتكوينُّأيضا‪ُّ،‬أيُّأنهاُّّلُّتستهدف ُّ‬ ‫وُّير ُّ‬
‫ماُّتُّسُّتُّثُّارُّ‪ُّ،‬بغرضُّدفعهاُّلتكوينُّالعملُّاألدبيُّمنُّجديد‪ُّ،‬بماُّيتجاوزُُّّماُّتركهُّالفنانُّمنُّآثار‪ُّ،‬واملخيلة‪ُّ،‬شأنُّوظائفُّ‬
‫العقلُّاألخرىُّ‪ُّّ،‬لُّتستقلُّفيُّمتعتهاُّبنفسها‪ُّ،‬بلُّهيُّدائماُّخارجُّنطاقُّنفسها‪ُّ،‬وهيُّدائماُّملتزمةُُّّبمشروعُّما‪ُّ،‬وهناُّيقررُّ‬
‫"سارتر" ُّأنُّالعملُّالفنيُّّلُّغايةُّله‪ُّ،‬ألنهُّببساطةُّهوُّغايةُّنفسه‪ُّ.‬وبذلك‪ُّ،‬فانُّ"سارتر" ُّيعارضُّفكرةُّاّللتزامُّالتيُّ‬
‫يدافعُّعنها‪ُّ،‬بلُّوينقضهاُّبهذاُّالتصورُّ‪ُّ،‬وفيُّهذاُّالسياق‪ُّ،‬فإنُُّّ"كانت"ُّإذاُّكانُّيرىُّأنُّالعملُّالفنيُّيوجدُّأوّل‪ُّ،‬ثمُّيُّنُّظرُّ‬
‫اليهُّبعدُّذلك‪ُّ،‬فإنُّ"سارتر"ُّيعارضهُّفيُّتلكُّالنقطة‪ُّ،‬باعتبارُّأنُّالعملُّالفنيُّّلُّوجودُّلهُّإّلُّحينُّينظرُّإليه‪ُّ.‬إنُّالقارئُّ‬
‫لهُّمطلقُّالحريةُّفيُّأنُّيتركُّالكتابُّمغلقاُّعلىُّالمنضدة‪ُّ،‬ولكنهُّبمجردُّالشروعُّفيُّالقراءة‪ُّ،‬فقدُّتحملُّتُّبُّعةُّماُّوردُّ‬
‫به‪ُّ،‬فالحريةُّّلُّتمتحنُّبالمتعةُّالحرةُّلوظائفُّالحسُّالذاتية‪ُّ،‬ولكنُّبعملُّخالقُّيُّسُّتُّجُّابُُّّبهُّألمرُّما‪ُّ.‬إنُُّّتلكُّالغايةُّ‬
‫المطلقة‪ُّ،‬والتيُّتحملُّفيُّذاتهاُّمبررُّوجودها‪ُّ،‬هيُّماُّيطلقُّعليه‪ُّ:‬القيمة‪ُّ،‬والعملُّالفنيُّقيمة‪ُّ،‬ألنه ُّدعوةُّموجهةُّإلىُّ‬
‫قارئه‪.‬‬
‫وحينُّيلجأُّالكاتبُّإلىُّالقارئُّلكيُّيُّسُّهمُّفيُّتحقيقُّمشروعه‪ُّ،‬فمنُّالبديهيُّأنُّيصبحُّالقارئُّ‪ُّ-‬فيُّهذهُّالحالة‪ُّ-‬‬
‫ُّتحدهاُّشروط‪ُّ،‬وحينُّيحتويُّالعملُّاألدبيُّعلىُّعاطفةُّمشبوبة‪ُّ،‬فإنهُّ‬ ‫ذاُّحريةُّمطلقة‪ُّ،‬وقدرةُّخالقةُّتامة‪ُّ،‬وحيويةُّّل ُّّ‬
‫وهذهُّالحريةُّحينُّتتعثرُّفيُّمحاوّلتُّ‬
‫ٍ ُّ‬ ‫ئ‪ُّ،‬حيثُّإنُّتلكُّالعاطفةُّتفقدُّالحريةُّمعناها‪ُّ،‬‬ ‫بذلكُّيُّنُّقُّصُّمنُّحريةُّالقار ُّ‬

‫‪4‬‬
‫جزئية‪ُّ،‬فإنهاُّتتخلىُّعنُّواجبهاُّاألول‪ُّ:‬إنتاجُّغايةُّمطلقة‪ُّ،‬فالُّيكون ُّالكتابُّبعدُّذلكُّسوى ُّوسيلةُّلتغذيةُّمشاعرُّ‬
‫الحقدُّأوُّالرغبة‪ُّ،‬إنُّالعملُّاألدبيُّيجبُّأنُّيظلُّاقتراحاُّمنُّجانبُّمؤلفه‪ُّ،‬حتىُّيصبحُّمجاّلُّللتأملُّمنُّجانبُّقارئه‪ُّ،‬‬
‫ئ‪".‬‬‫وهذاُّماُّيدعوهُّ"جانُّجينيهُُّّ‪"ُّ:5091-5059ُُّّ" Jean Genet‬تأدبُّالكاتبُّحُّيالُّالقار ُّ‬
‫إنُّالمؤلفُّيكتب‪ُّ،‬ليتوجهُّبكتابتهُّإلىُّحريةُّالقُّراء‪ُّ،‬طالباُّمنهمُّأنُّيُّخُّ ُّرجواُّعملهُّاألدبيُّإلىُّالوجود‪ُّ،‬كماُّأنهُّ‬
‫وانُّيستثيروهاُّبدعوة ُّتقابلُّدعوتُّه‪ُّ،‬‬
‫ٍُّ‬ ‫يطالبهمُّأنُّيبادلوهُّالثقةُّالتيُّمنحهمُّإياها‪ُّ،‬وأنُّيعترفواُّلهُّبحريتهُّالخالقة‪ُّ،‬‬
‫تكونُّمعرفتناُّ‬ ‫وتكونُّصدُّىُّلها‪ُّ،‬وهنا‪ُّ،‬تبرزُّإحدىُّالخصائصُّالمنطقيةُّللقراءة‪ُّ،‬وهيُّأنهُّعلىُّقدرُّمعرفتناُّبحريتنا‪ُّ ُّ،‬‬
‫بحريةُّاآلخرين‪ُّ.‬ويشيرُّ"سارتر"إلىُّأنُّاللوحةُّوالكتابُّكليهماُّتجديدُُّّلمعنىُّالوجود‪ُّ،‬وكالهماُّيمثلُّمجموعُّالوج ُّودُّأمامُّ‬
‫ُّالغائيُّللفنُّهوُّإعادةُّتنظيمُّهذاُّالعالم‪ُّ.‬بعرضهُّكماُّهو‪ُّ،‬ولكنُّعلىُّتقديرُّأنُّهُّصادر ُّعنُّ‬ ‫ُّّ‬ ‫حريةُّالمشاهد‪ُّ،‬فالهدف‬
‫حريةُّاإلنسان‪ُّ،‬وفيُّنفسُّالوقت‪ُّ،‬فإنُّالكاتبُّيهدفُّإلىُّمنحُّقرائهُّ"لذةُّفنية"‪ُّ،‬يسميهاُّ"سارتر" ُّ"طربُّفني"‪ُّ.‬وهذاُّ‬
‫الشعور ُّحين ُّيظهر‪ُّ ،‬يكون ُّالعمل ُّقد ُّاكتمل‪ُّ ،‬ويرجع ُّهذا ُّالشعورُّ‪-‬في ُّأصله‪-‬إلى ُّاّلنسجام ُّالتام‪ُّ ،‬بين ُّ"الذاتية"ُّ‬
‫ّ‬
‫ُّالالنهائيةُّالتيُّتفصلناُّعنُّأنفسنا‪ُّ،‬‬ ‫و"الموضوعية"‪ُّ،‬وهنا‪ُّ،‬يبدوُّالعالمُّبمثابةُّاألفقُّوراءُّموقفنا‪ُّ،‬أوُّبمثابةُّالمسافة ُّ‬
‫فالعالمُّهوُّاملجموعُّالتركيبيُّللفكرة‪ُّ،‬أوُّجملةُّالعوائقُّواألدواتُّعلىُّالسواء‪.‬‬
‫ولكيُّيبدوُّالعالمُّأغزرُّوجودا‪ُّ،‬يجبُّأنُّيكونُّكشفُّالكاتبُّلهُّنوعاُّمنُّاّللتزامُّالفني‪ُّ.‬فالعملُّاألدبيُّهوُّتقديمُّخياليُّ‬
‫للعالم‪ُّ،‬وفيُّحدودُّماُّيستلزمُّمنُّالحريةُّاإلنسانية‪ُّ )7(ُّ.‬‬
‫لمن نكتب؟‬
‫يرىُّ"سارتر"ُّأنُّالكتابةُّوالقراءةُّهماُّالوجهانُّللحقيقةُّالتاريخيةُّالواحدة‪ُّ،‬والحريةُّالتيُّيدعوناُّإليهاُّليستُُّّ‬
‫يخيُّخاص‪ُّ،‬وماُّدامتُّحريةُّ‬ ‫ُّموقفُّتار ُّّ‬
‫ٍ ُّ‬ ‫شعورُّاُّمجردُّاُّخالصُّاُّبحريةُّاإلنسان‪"ُّ،‬فالحريةُّّلُّوجودُّلها"‪ُّ،‬لكنهاُّتُّكُّتُّسُّبُُّّفي‬
‫كلُّمنُّالمؤلفُّوالقارئُّتبحثُّكلُّمنهماُّعنُّاألخرىُّ‪ُّ،‬ويتبادّلنُّالتأثيرُّفيماُّبينهما‪ُّ،‬فانُّاختيارُّالمؤلفُّلبعضُّمظاهرُّ‬
‫العالم‪ُّ،‬هوُّالذيُّيحددُّطبيعةُّقارئه‪ُّ،‬لذلك‪ُّ.‬فانُّكلُّعملُّفكريُّ‪ُّ،‬يحتويُّ‪-‬ضمنيا‪-‬صورةُّقارئه‪ُّ.‬إنُّالكاتبُّيكونُّملتُّ ُّزمُّا‪ُّ،‬‬
‫ّ‬
‫حيزُّالتفكير‪ُّ،‬والكاتبُّهو ُّالوسيطُّ‬ ‫ُّّ‬ ‫منُّحيزُّالشعورُّالغريزي ُّالفطري ُّإلى ُّ‬‫ُّ‬ ‫حينُّينقلُّلنفسهُّولآلخرينُّذلكُّاّللتزام‪ُّ،‬‬
‫األعظم‪ُّ،‬ويتجلىُّالتزامهُّفيُّوساطتهُّتلك‪ُّ،‬وهوُّيستهلكُّوّلُّيستنتجُّشيئا‪ُّ،‬حتىُّلوُّاعتزمُّأنُّيخدمُّمصالحُّالجماعة‪ُّ،‬‬
‫وتظلُّأعمالهُّمجانيةُّ‪ُّ،‬والكاتبُّيقدمُّصورةُّاملجتمعُّللمجتمع‪ُّ،‬ويظلُّفيُّصراعُّدائمُّمعُّالقوىُّاملحافظة‪ُّ،‬والحريصةُّ‬
‫ُّجمهورهُّاإلمكاني‪ُّ،‬أحدثُّذلكُّفيُّوعيهُّتوافُّقُّاُّبينُّ‬ ‫ُّ‬ ‫علىُّالتوازنُّ‪ُّ،‬وإذا ُّاتسعُّالجمهورُّالواقعيُّللكاتب‪ُّ،‬إلى ُّحدُّشمول‬
‫اتجاهاتُّمتضادة‪ُّ،‬وفيُّهذهُّالحالة‪ُّ،‬يمثلُّاألدبُّقوةُّالهدم‪ُّ،‬بوصفهاُّقوةُّضروريةُّللبناء‪ُّ .‬‬
‫يتحققُّعندماُّينعدمُّعملياُّالجمهورُّاإلمكاني‪ُّ،‬وحينُّيصبحُّالكاتبُّفيُّ‬
‫ُّ‬ ‫ُّإنُّشقاءُّالضميرُّبالنسبةُّللكاتب‪ُّ،‬‬
‫عدادُّالطبقةُّذاتُّاّلمتيازاتُّفيُّاملجتمع‪ُّ،‬بدّلُّمنُّأنُّيكونُّعلىُّهامشها‪ُّ،‬ألنهُّ‪-‬فيُّهذهُّالحالةُّ‪-‬يتوحدُّاألدبُّمعُّأحالمُّ‬
‫الحاكمين‪ُّ،‬وتجرىُّوساطةُّالكاتبُّلصالحُّطبقتهُّالجديدة‪ُّ.‬لقدُّأدىُّاّلنتصارُّالسياس يُّللبرجوازية إلىُّنوعُّمنُّالتشككُّ‬
‫ّ‬
‫قةُّالحقيقيةُّتتمثلُّفيُّأنهُّإذا ُّكانُّالكاتبُّ‪-‬مبُّدئيا‪-‬يتجه ُّإلىُّ‬
‫ُّ‬ ‫فيُّكلُّش يءُّحتىُّفيُّمضمون ُّاألدبُّنفسه‪ُّ.‬علىُّأنُّالمفار‬
‫ّ ّ‬
‫اسُّكافة‪ُّ.‬إّل ُّ ُّأنهُّلمُّيكنُّيقرأُّله ُّإّلُّبعضهم‪ُّ.‬ومنُّالفرق ُّبينُّالجمهورُّالمثاليُّوالجمهورُّالواقعي‪ُّ،‬تولدتُّ ُّفكرةُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّّ‬
‫الن‬

‫‪ُّ-7‬جانُّبولُّسارتر‪ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّالمرجعُّالسابق‪ُّ،‬صُّصُّ‪10-90‬‬

‫‪5‬‬
‫العالميةُّاملجردة‪ُّ،‬وبماُّأنُّاختيارُّالكاتبُّلجمهورهُّيحتمُّعليهُّاختيارُّالموضوع‪ُّ،‬فانُّاألدبُّالذيُّيتغياُّاملجد‪ُّ،‬يجبُّ‬
‫أنُّيظلُّتجريداُّهوُّأيضا‪.‬‬
‫إنُّموضوعُّاألدب‪ُّ،‬منُّوجهةُّنظرُّ"سارتر"كانُّدائماُّهوُّ"اإلنسانُّفيُّالعالم"‪ُّ،‬ولكنُّالجمهورُّا ُّإلمكانيُّظلُّدائماُّمثلُّ‬
‫بحرُّمظلم‪ُّ،‬حولُّالشاطئُّالصغيرُّالمض يء‪ُّ،‬منُّالجمهورُّالواقعي(‪.)8‬‬
‫تيري إ يجلتون‬
‫بعدُّأنُّيطرحُّ"ايجلتونُّ"ُّسؤال‪ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّكعنوانُّللفصلُّاألولُّمنُّكتابهُّ"مقدمةُّفيُّنظريةُّاألدب"ُُّّيقررُّأنهُّ‬
‫جرتُُّّمحاوّلتُُّّعديدةُّمنُّقبل‪ُّ،‬لتعريفُّاألدب‪ُّ،‬فمثال‪ُّ،‬يمكنُّتعريفهُّبأنهُّالكتابةُّ"التخيلية"‪ُّ،‬أيُّالكتابةُّالتيُّليستُُّّ‬
‫ولكنُّذلكُّلنُّيكونُّكافيا‪ُّ،‬فالتمييزُّبينُّالحقيقة‪ُّ،‬والخيالُّليسُّمعياراُّحاسُّماُّفيُّهذاُّالصدد‪ُّ،‬وإذاُّ‬ ‫صادقةُّحرفيا‪ُّ ّ ُّ،‬‬
‫ُّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُّالطبيعية‪ُّ ،‬كتابة ُّغير ُّإبداعية ُّوغيرُّ‬ ‫ُّالتاريخ ُّوالفلسفة ُّوالعلوم ُّ‬ ‫كان ُّاألدب ُّكتابة ُّ"إبداعية"‪ُّ ،‬فهل ُّيوحي ُّذلك ُّبأن ُّ‬
‫ّ‬
‫بلُّألنهُّ‬
‫بماُّكانُّقابالُّللتعريف‪ُّ،‬ليسُّلكونهُّ"خياليا"ُّأوُّ"تخيليا"‪ُّ ُّ،‬‬ ‫ُّّ‬ ‫تُّخُّيُّلُّية؟‪ُّ،‬وهنا‪ُّ،‬يشيرُّ"ايجلتونُّ" ُّإلى ُّأنُّاألدبُّر‬
‫يستخدمُّاللغةُّبطرقُّخاصة‪ُّ.‬وبذلكُّيكونُّاألدبُّنوعاُّمنُّالكتابة‪ُّ،‬يمارس‪-‬علىُّحدُّتعبيرُّ"جُّاكُّوبُّسُّونُّ"ُّعُّنُّفُّاُّمُّنظماُّ‬
‫ضدُّالحديثُّالعادي‪ُّ،‬ويقومُّبعمليةُّتحويلُّ‪ُّ/‬تكثيفُّللغةُّالعادية‪ُّ،‬حيثُُّّنسيجُُّّورنينُُّّ ُّوإيقاعُُّّالكلماتُّيتجاوزُُّّمعناهاُّ‬
‫ّ ُّ‬
‫نفسها‪ُّ.‬إنُّوجهةُّالنظرُّالسابقةُّهي ُّمحاولةُّ‬ ‫املجردُّ(المعجمي)‪ُّ،‬فلغةُّاألدبُّتستهدف‪-‬بالضرورة‪-‬لفت ُّاّلنتباهُّإلى ُّ‬
‫ّ‬
‫الرمزية‪-‬شبهُّ‬ ‫ُّكماُّأنهمُّرفضواُّاّلتجاهاتُّ ّ‬ ‫ُّّ‬ ‫ُّّ‬
‫كالنيينُّالروس‪ُّ،‬معُّبداياتُّالقرن‬ ‫ُّ‬
‫منُّوجهةُّنظرُّالش‬ ‫لتعريفُّ"اّلدبي"‪ُّ،‬‬
‫ُّّ‬
‫صُّاألدبيُّذاته‪ُّ.‬فعلىُّالنقدُّأنُّيفصلُّالفنُّ‬ ‫ُّّ‬
‫لواُّاّلنتباهُّباتجاهُّالواقعُّالماديُّللن‬ ‫روحُّعلمية‪/‬عمليةُّحو‬
‫ُّ‬ ‫ُّّ‬
‫الصوفية‪ُّ ُّ،‬وب‬
‫ُّالنصوص ُّاألدبية ُّبالفعل‪ُّ .‬فاألدب ُّليس ُّدينُّا ُّزائفُّا‪ُّ ،‬أوُّ‬ ‫ُّالتصوف‪ُّ ،‬ويشغل ُّنفسه ُّبالكيفية ُّالتي ُّتعمل ُّبها ُّّ‬ ‫عن ُّّ‬
‫سوسيولوجيةُّزائفة‪ُّ،‬أوُّسيكولوجيةُّزائفة‪ُّ،‬بلُّتنظيمُّخاصُّللغة‪ُّ.‬وفيُّهذهُّالحالة‪ُّ،‬تصبحُّلهُّبنياتهُّوقوانينهُّوأدواتهُّ‬
‫ّ‬
‫ُّمركبةُّ‬
‫ُّالشكالنيين‪ُّ،‬ليس ُّ‬ ‫النوعيةُّالتيُّيجبُّأنُّتدُّ ُّرسُُّّفيُّذاتها‪ُّ،‬وّلُّتُّخُّتزلُّإلىُّش يءُّآخر‪ُّ.‬فالعملُّاألدبي‪ُّ،‬منُّوجهةُّنظر ُّ‬
‫لكنهُّحقيقةُّمادية‪ُّ.‬فهوُّمكونُّ‬ ‫لنقلُّاألفكار‪ُّ،‬وّلُّانعكاساُّللواقعُّاّلجتماعي‪ُّ،‬وّلُّتجسيداُّلحقيقةُّمفارقة ‪ /‬متعالية‪ُّّ ُّ،‬‬
‫منُّكلمات‪ُّ.‬وليسُّمنُّموضوعاتُّأوُّمشاعر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُّألنُّتلكُّا ُّللغوياتُّكانتُّ‬ ‫ُّونظرا ُّ‬
‫ُّالشكالنية‪ُّ،‬كانتُُّّفيُّجوهرهاُّتطبيقُّاُّللغوياتُّفيُّدراسةُّاألدب‪ُّ .‬‬ ‫ويشيرُّ"ايجلتونُّ"ُّإلىُّأن ُّ‬
‫ّ‬
‫ىُّالشكالنيونُّ ُّعنُّتحليلُّ‬ ‫ُّ‬ ‫منُّنوعُّشكلي‪ُّ،‬تهتمُّببنياتُّاللغة‪ُّ،‬أكثرُّمنُّاهتمامهاُّبماُّيقولهُّالمرءُّبالفعل‪ُّ،‬فقدُّتغاض‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشكلُّباعتبارهُّتعبيراُّعنُّالمضمونُّ‪ُّ،‬‬ ‫ُّالشكلُّاألدبيُّوحده‪ُّ.‬وبدّلُُّّمنُّأنُُّّينظرواُّإلىُّ ُّ‬ ‫"المضمون"ُّاألدبي‪ُّ،‬باتجاهُّدراسة ُّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُّالشكالنيينُّلمُّينُّفُّعالقةُّاألدبُّباملجتمع‪ُّ،‬إّلُّأنهمُّ‬ ‫ُّللشكل‪ُّ،‬وعلىُّالرغمُّمنُّأنُّبعض ُّ‬ ‫رأواُّأنُّالمضمونُّمجردُّ"حافز" ُّ‬
‫نفواُّأنُّتكونُّتلكُّالعالقةُّمحلُّاهتمامُّالناقد‪.‬‬
‫ّ‬
‫ُّالشكالنيونُّأنُّالخطابُّاألدبيُّيُّغُّ ُّّربُّ‪/‬يسُّتُّلُّبُّالكالمُّالعادي‪ُّ،‬لكنهُّيصلُّبنا‪-‬علىُّنحوُّمتناقص‪ُّ-‬‬ ‫لقدُّتصور ُّ‬
‫إلىُّامتالكُّللخبرةُّبشكلُّأكثرُّاكتماّلُّوحميمية ‪.‬وبذلك‪ُّ،‬تصبحُّاللغةُّاألدبية‪ُّ،‬مجموعةُّمنُّالحُّيُّودُّاتُّعنُّقاعدة‪ُّ،‬‬
‫ّ‬
‫وتمثلُّتلكُّالحيوداتُّنوعاُّمنُّالعرفُّاللغويُّ‪ُّ ،‬و ُّيطرح ُّ"ايجلتونُّ" ُّمالحظةُّأساسية‪ُّ،‬وهيُّأنُّالحُّيودُّيفترضُّوجودُّ‬
‫ُّ‬
‫ُّالوهُّم‪ُّ،‬فكلُّلغةُّفُّعُّليةُّتتركبُّمنُّمجموعةُّبالغةُّ‬ ‫قاعدة‪ُّ.‬لكنُّفكرةُّوجودُّلغةُّمعياريةُّتمثلُّتلكُّالقاعدة‪ُّ،‬هيُّنوعُّمن ُّ‬
‫التعقيد ُّمنُّالخطابات‪ُّ،‬تتمايزُّحسب‪ُّ:‬الطبقةُّ‪-‬اإلقليمُّ‪-‬الجنس‪-‬المكانة ُّاّلجتماعية‪-‬التعليم…‪ُّ.‬الخ‪ُّ،‬وّلُّيمكنُّبأيُّ‬

‫‪ُّ-8‬جانُّبولُّسارتر‪ُّ:‬ماُّاألدب؟ُّالمرجعُّالسابق‪ُّ،‬صُّصُّ‪515-09‬‬

‫‪6‬‬
‫حالُّتوحيدهاُّفيُّجماعةُّلغويةُّمتجانسة‪ُّ:‬فقاعدةُّشخصُّما‪ُّ،‬قدُّتكون ُّحيُّودُّاُّبالنسبةُّإلى ُّشخصُّآخر‪ُّ.‬لقدُّأقرُّ‬
‫ّ‬
‫ُّأنُّالحيوداتُّوالمعاييرُّتتبدلُّمنُّسياقُّاجتماعيُّأوُّتاريخيُّإلىُّآخر‪ُّ،‬لذلك‪ُّ،‬فإنهمُّتصورواُّأنُّ"األُّدبية "‬ ‫الشكالنيون ّ ُّ‬ ‫ُّ‬
‫فإنهم ُّلمُّيتصدواُّ‬ ‫هيُّوظيفةُّللعالقاتُّاّلختالفية‪ُّ،‬بينُّمختلفُّأنواعُّالخطاب‪ُّ،‬وليستُّخاصيةُّأبدية‪ُّ،‬وعلىُّهذاُّ ّ‬
‫لتعريفُّ"األدب"‪ُّ،‬بلُّلتعريفُّ"األدبية"ُّأيُّاّلستخداماتُّاّلنحرافيةُّللغة‪.‬‬
‫إنُّ"ايجلتونُّ" ُّيقررُّأنهُّماُّمنُّنوعُّمنُّالكتابةُّّلُّتمكنُّقراءتهُّعلىُّأنهُّإغرابي‪ُّ،‬منُّخاللُّالبراعةُّوالقدراتُّ‬
‫الخاصةُّلعمليةُّالتأويل‪ُّ.‬وهوُّيضربُّمثالُّبعبارةُّنثريةُّّلُّلبسُّفيها‪ُّ،‬وتبدو‪-‬ظاهريا‪-‬غير ُّقابلةُّللتأويل‪ُّ.‬ففوق ُّلوحةُّفيُّ‬
‫السلمُّالميكانيكي"‪ُّ.‬إنُّهذهُّالعبارةُّتبدوُّللكثيرينُّ‬ ‫متروُّأنفاقُّلندن‪ُّ،‬تمُّتدوينُّالعبارةُّاآلتية‪"ُّ:‬يجبُّحملُّالكالبُّعلىُّ ّ ُّ‬
‫محددة‪ُّ،‬وغيرُّملتبسة‪ُّ،‬وخارجُّأيةُّمظنةُّإغرابية‪ُّ.‬لكنُّايجلتون ُّيتساءل‪ُّ:‬هلُّيعنيُّذلكُّأنُّ ُّعلىُّالمرءُّأنُّيحملُّكلباُّ‬
‫حتىُّفيُّأكثرُّ‬ ‫وهوُّيصعدُّالسلم؟‪ُّ،‬وهلُّيتمُّمنعهُّطبقاُّلكلمةُّ"يجب"‪ُّ،‬إذاُّلمُّيكنُّمعهُّكلبُّيحمله؟ُّفاّللتباسُّ–ُّإذن‪ّ -‬‬
‫الخطاباتُّمنطقية‪ُّ،‬هوُّأمرُّقائمُّومحتمل‪ُّ.‬ونحنُّنضيفُّإلىُّتخريجاتُّ"ايجلتونُّ"ُّأنُّالحياةُّمليئةُّبمواقفُّاّللتباسُّ‬
‫تلك‪ُّ،‬وبنظرةُّفاحصةُّإلىُّاألفالمُّالسينمائية‪ُّ،‬نجدُّأنُّنسبةُّّلُّيستهانُّبهاُّتتأسسُّعقدتهاُّفيُّاللُّبُّسُّأوُّسوءُّالتفاهم‪ُّ،‬‬
‫الذيُّتفرزهُّاللغةُّالتداوليةُّاليومية‪ُّ.‬وعلىُّذلك‪ُّ،‬فانُّ"ايجلتونُّ"ُّيصلُّإلىُّأنُّفكرةُّالحيودُّاللغويُّعندُّالشكالنيين‪ُّ،‬‬
‫ُّاإلزاحةُّاللغويةُّعندُّالبنيويينُّفيُّمرحلةُّّلحقة‪ُّ،‬لمُّتعدُّكافيةُّلتمييزُّالخطابُّاألدبيُّعماُّسواه‪.‬‬ ‫أو ُّ‬
‫ُّوقدكانُّلظهورُّاللسانياتُّوتطورهاُّبالغُّاألثرُّفيُّالبحثُّعنُّهُّ ُّويةُّاألدبُّالخاصةُّمنُّخاللُّاألدبُّنفسه‪ُّ.‬‬ ‫ُّ‬
‫ويمكنُّالقول ُّإنُّالدراساتُّاألدبيةُّمعُّالشكالنيةُّوالبنيويةُّقدُّتشربتُّروحُّالعلم‪ُّ،‬فراهنتُّعلىُّاستخالصُّثوابتُّ‬
‫ُّبالسيميولوجياُّذلكُّالعلمُّالذيُّ‬ ‫النصوصُّاألدبيةُّلبناءُّنمذجاتُّعامةُّوقواعدُّمجردة‪ُّ)9(ُّ.‬ومنذُّأنُّبشُّرُّ"دوسوسير" ّ ُّ‬
‫ُّمدُّالجسورُّمنُّجديدُّبينُّ‬ ‫ُّحققتهُّيكمنُّفي ّ‬ ‫أهمُّإنجاز ّ‬ ‫واتُّبعيدةُّ‪ُّ،‬ولعلُّ ّ‬
‫يدُّرسُّحياةُّالعالمات‪ُّ،‬خطتُّالسيمياءُّخطُّ ٍ ُّ‬
‫النقدُّاألدبيُّوالعلومُّاإلنسانية؛ ُّفقدُّانفتحت ُّالنظرياتُّوالمناهجُّعلىُّبعضهاُّالبعضُّوفقُّرؤيةُّتفاعليةُّيحكمهاُّ‬
‫ُّّ‬
‫جاحُّالكبيرُّالذيُّحققهُّالتنظيرُّاألدبيُّمنذُّاّلنفتاحُّعلىُّاللسانياتُّ‬ ‫ُّّ‬
‫غمُّالن‬‫التناسلُّالنظري ُّوالتالقحُّالمنهجي‪ُّ )10(ُّ.‬ور‬
‫ّ‬
‫والسيميائيات‪ُّ،‬فإنهُّلمُّيسلمُّمنُّانتقاداتُّعديدةُّأبرزهاُّارتهانُّالنقدُّالبنيويُّببصيرةُّمنطقيةُّجعلتهُّسجينُّقوانينُّ‬ ‫ّ ُّ‬
‫صوريةُّمتعاليةُّتصدقُّعلىُّالنصوصُّالجيدةُّوالرديئةُّفيُّآنُّواحدُّمماُّحتُّمُّإعادةُّالنظرُّفيُّاألعمالُّاألدبية؛ُّبالتركيزُّ‬
‫ّ‬
‫‪ُّ،‬وقدُّاستلهمتُّهذهُّالتصوراتُّ‬ ‫علىُّاألسرارُّاألدبيةُّوالخفاياُّالثقافية‪ُّ ،‬التيُّظلتُّمهملةُّفيُّضوءُّالدراسةُّالعلميةُّ ُّ‬
‫الجديدة ُّآليات ُّفهمها ُّللنصوص ُّاإلبداعية ُّمن ُّالتيارات ُّذات ُّالمرجعية ُّالظاهراتية ُّوالتأويلية‪ُّ ،‬أو ُّمن ُّالتفكيكيةُّ‬
‫ّ‬ ‫والدراسات ُّالثقافية‪ُّ ،..‬فلم ُّتعد ُّ‘الحقيقة’ ُّالتي ُّتبحث ُّعنها ّ‬
‫ُّمجرد ُّظواهر ُّأو ُّوقائع ُّيمكن ُّالتحكم ُّفيها ُّعلميا‪ُّ ،‬بلُّ‬
‫ُّوالفنُّعامة‪ُّ،‬أوُّأنساقُّاُّأدبيةُُّّوثقافيةُُّّيساهمُّالقارئُّ‬‫ّ‬ ‫ُّماهياتُّأنطولوجيةُُّّتفصحُّعنُّوجودهاُّمنُّخاللُّاألدب‬ ‫ٍ ُّ‬ ‫أصبحت‬
‫فيُّبنائهاُّبهذهُّالطريقةُّأوُّتلكُّبحسبُّموسوعتهُّالثقافيةُّومهاراتهُّالتأويليةُّوقدراتهُّالتأمليةُّ(‪ُّ،)11‬وفيُّهذاُّاإلطارُّفقدُّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّالرقمي‪ُّ،‬بالرغمُّمنُّبعضُّالتحفظاتُّعلىُّهذا ّ‬
‫ُّالنوعُّاألدبيُّبدعوى ُّ‬
‫ُّأنهُّّلُّيقتصرُّعلىُّال ُّلغةُّبلُّ‬ ‫تمُّاّللتفاتُّإلىُّاألدب ُّّ‬
‫ُّالورُّقُّي‪ُّ،‬‬ ‫ُّليحل ّ‬
‫ُّمحلُّاألدب ُّ‬ ‫ُّتقنياتُّسيميائيةُُّّغيرُّلفظيةُّمتباينةُّفيُّحينُّاعتبرتهُّآراءُّأخرىُّبديالُّيشقُّطريقه ّ‬ ‫ٍ ُّ‬ ‫يستثمر‬
‫وقد ُّتمُّطرحُّالتساؤل ُّاآلتيُّمنُّخاللُّالندوةُّالدولية‪"ُّ:‬التنظيرُّاألدبيُّبينُّالورقيُّوالرقمي" ُّوهذاُّالتساؤل ُّهوُّهلُّ‬

‫نوفمبرُّ‪ُّ/https://diae.net/61946ُّ1950‬تاريخُّالزيارةُّ‬
‫‪-9‬المغرب‪ُّ/‬الندوةُّالدولية‪ُّ:‬التنظيرُّاألدبيُّبينُّالورقيُّوالرقمي‪ُّ،‬تاريخُّالفعالية‪ُّ:‬يوميُّ‪ُّ ُّ19ُّ–ُّ10‬‬
‫يومُّ‪ُّ ُُّّ1919/90/90‬‬
‫‪ُّ-10‬المغرب‪ُّ/‬الندوةُّالدولية‪ُّ،‬المرجعُّالسابقُّ ُّ‬
‫‪ُّ-11‬المغرب‪ُّ/‬الندوةُّالدولية‪ُّ،‬المرجعُّالسابق ُّ‬
‫‪7‬‬
‫سُّتُّتُّمُّكُّنُّ ُّالتُّنُّظيراتُّاألدبيةُّالسائدةُّمنُّتوسيعُّمجالُّاهتمامهاُّليشملُّاألدبُّالرقمي‪ُّ،‬أمُّأنُّخصوصيةُّهذاُّاألخيرُّ‬
‫ستؤهلهُّلبناءُّنظريةُّخاصةُّبهُّمنُّشأنهاُّأنُّتضبطُّطبيعتهُّووظيفته‪ُّ،‬وتمسكُّبخيوطُّالمنطقُّالمتحكمُّفيُّترابطاتهُّ‬
‫وتشعباتهُّالداخليةُّوالخارجية؟ُّ ُّ‬
‫نشيرُّإلىُّأنُّهناكُّجهوداُّمعتبرةُّومبذولةُّسواءُّمنُّخاللُّالبحوثُّالمقدمةُّفيُّمجالُّاألدبُّاّللكترونيُّأوُّمنُّ‬
‫خاللُّالملتقياتُّالتيُّتعقدُّفيُّهذاُّالشأن‪ُّ،‬والذيُّيعنيناُّهناُّمجالُّالتنظيرُّاألدبيُّعامة‪ُّ.‬‬
‫ولعلُّمنُّأهمُّالكتبُّفيماُّيتعلقُّبالنظريةُّاألدبية‪ُّ،‬كتابُّنظريةُّاألدبُّللكاتبُّوالناقدُّالنمساويُّاألصلُّ"رينيهُّ‬
‫وتوفيُّفيُّالوّلياتُّالمتحدةُّاألمريكيةُّعامُّ‪5001‬؛ُّحيث ّ‬ ‫ّ‬
‫ُّيقدمُّالكاتبُّفيُّهذاُّ‬ ‫الذيُّولد ُّفيُّفييناُّعامُّ‪ُّ 5090‬‬
‫ُّ‬ ‫ويليك" ُّ‬
‫ُّمرُّالعصو ُّر‪ُّ،‬منُّخاللُّاشتراكهاُّ‬‫الكتابُّمقاطعُّمتعددةُّتتناولُّجميعُّنظرياتُّالكتابُّالتيُّعُّنيتُّبمعالجةُّاألدبُّعلى ّ‬
‫ّ‬
‫األدبُّكفن ُّمستقلُّبذاتهُّعنُّبقيةُّالفنونُّ‪ُّ،‬وذلكُّمن ُّخاللُّ‬ ‫بش يءُّمعينُّأوُّاختالفها‪ُّ،‬وأظهرُّمنُّخاللهُّاستقالليةُّ ُّ‬
‫ٍ‬
‫تباكُّوسوءُّ‬‫نظريةُّخاصةُّباألدبُّتعزلهُّعنُّجميعُّاألطرُّالحياتيةُّوالعلميةُّالتيُّتحيطُّباألدب‪ُّ،‬وتسببُّعادةُّحالةُّار ٍ‬
‫ّ‬
‫ُّّ‬
‫قدُّفيُّالوسطُّالعربي‪ُّ،‬وّلُّبد ُّمنُّ‬ ‫ُّّ‬
‫ُّبشكلُّكبيرُّفيُّحركةُّالن‬ ‫ّ‬
‫ُّالموسوعاتُّاألدبيةُّالتيُّأثرت‬ ‫فهم‪ُّ.‬ويعدُّهذاُّالكتابُّأحد‬
‫القول ُّإن ُّجميعُّالفصول ُّالتيُّيحتويهاُّالكتابُّوالتيُّتعالجُّوظيفةُّوطبيعةُّاألدب‪ُّ ،‬والفصول ُّالتيُّتتناول ُّعملياتُّ‬
‫ُّكفنُّمنُّالفنو ُّن‪ُّ،‬تقومُّجميعهاُّعلىُّتمييزُّدقيقُّومفيدُّوفقُّاتجاهين‪ُّ :‬‬ ‫التقييمُّوتأريخُّاألدب ّ‬
‫ٍ‬
‫جي؛ُّيقومُّبإظهارُّعالقةُّاألدبُّبغيرهُّمنُّالعلومُّكالسيرةُّوعلمُّاّلجتماعُّوالفلسفةُّوعلمُّالنفسُّ‬ ‫ُّاّلتجاهُّالخار ُّّ‬
‫والفنو ُّن‪ُّ .‬‬
‫ُّالداخلي‪ُّ:‬يوليُّاهتماماُّبطريقةُّوجودُّالعملُّاألدبيُّونمطهُّوأسلوبهُّفيُّاستخداماتُّاملجازاتُّوالصور ُُّّوالعملُّ‬ ‫ّ‬ ‫اّلتجاه‬
‫علىُّتطويرها(‪)12‬‬

‫‪ّ ُّ-12‬تمامُّطعمة‪ُّ:‬نشأةُّالنظريةُّاألدبية‪ُُُّّّhttps://sotor.comُّ،‬آخرُّتحديثُّ‪ُّ50‬يونيوُّ‪ُّ1950‬تاريخُّالزيارةُّ‪1919/90/90‬‬

‫‪8‬‬

You might also like