You are on page 1of 12

‫ماهي الجندر‬

‫إن مكانة المرأة‪ ،‬باعتبارها تابعة للرجل‪ ،‬لها جذورها التاريخية في المناقشات التي سيطر عليها وصاغها الرجال‪ .‬جداالت‬
‫متناسقة معادية للمرأة‪ ،‬من تعريف أرسطو للمرأة على أنها "ذكر مشوه"‪ ،‬والتي تكررت كحقائق طبيعية في الغرب وتم‬
‫كمروجات للخطيئة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نقلها إلى مجتمعات أخرى من خالل عملية االستعمار‪ ،‬إلى شيطنة المرأة وتجريدها من إنسانيتها‬
‫وعقليا َ دونية‪ .‬جان جاك روسو‪ ،‬أحد أعظم مفكري عصر التنوير واألكثر تأثيرا‪ ،‬وصف المرأة بأنها "تشبه دمية فاسدة بال‬
‫قدرة عقالنية‪ ،‬وتحرمها من حقوقها السياسية‪ ،‬وبالتالي استبعادها من المواطنة‬

‫‪.‬‬
‫صا وذكوريًا عام‪ ،‬استبعدت فيه النساء من‬ ‫مثل هذه الجداالت القائمة على االختالفات البيولوجية خلقت استقطابًا أنثويًا خا ً‬
‫مركز السلطة في المجال العام وحصرت في المنزل‪ .‬من ثمة فأن أدوار الرجال والنساء التي تحددها وظيفتهم اإلنجابية؛‬
‫تقتصر أدوار النساء على اإلنجاب وتربية األطفال والتدبير المنزلي‪ ،‬بينما امتدت أدوار الرجال إلى العالم الخارجي حيث‬
‫يمكنهم الوصول إلى السلطة والمعرفة والموارد‪ .‬تم تحدي خطاب تبعية النساء على أنهن أدنى منزلة من الرجال بيولوجيًا‬
‫من قبل النظرية النسوية في السبعينيات التي ميزت بين الجنس على أنه محدد سلفًا بيولوجيًا والجندر باعتباره بنية اجتماعية‬

‫الجنس‪ :‬هو االختالف البيولوجي والجسدي بين الرجال والنساء الذي يحدد أدوارهم اإلنجابية‬
‫الجندر هي التفسير الثقافي للجنس‪ ،‬ويمكن تعريفه على أنه الخصائص المبنية اجتماعيا ً وثقافيا ً للنساء والرجال تحدد‬
‫أدوارهم وقيمهم ومسؤولياتهم في سياق ثقافي معين‪ .‬على عكس الجنس‪ ،‬فإن الجندر ليست محددًة بيولوجيًا مسبقًا‪ ،‬ولكنها‬
‫تتشكل من خالل العوامل االجتماعية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والجغرافية والتاريخية والمؤسسية لمجتمع معين‪.‬‬
‫الجندر متغيرة وغير ثابتة‪:‬‬
‫الفروقات الجندرية‬ ‫الفروقات الجنسية‬
‫هي فروقات اجتماعية ينشئها ويشكلها المجتمع وهي‬ ‫هي فروقات بيولوجية متعلقة بالجهاز التناسلي ولها‬
‫وظائف فسيولوجية محددة تختلف عند الذكر عما هي عليه متغيرة بتغير الزمان والمكان نظراً لتداخلها مع عالقات‬
‫اجتماعية أخرى وسياقات زمنية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬ ‫عند االنثى وقد تكون ثابتة‪.‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬دينية‪ ،‬وسياسية معينة‬

‫الجندر‪ :‬النوع االجتماعي‪ :‬هو نظام اجتماعي يميز بين الجنسين (الذكر واالنثى) بما يتعدى الفروق البيولوجية الى فروق‬
‫اجتماعية‪ ،‬وهو نظام مبني على عالقات قوة بين الذكورة واالنوثة‪ .‬حيث يسند لإلناث وللذكور فروقا ووظائف اجتماعية‪،‬‬
‫وبالتالي يفرض على اإلناث والذكور‪/‬النساء والرجال أن يتصرفوا ويظهروا بالتالؤم مع توقعات ومعايير هذا النظام‬
‫أمثلة‪:‬‬

‫رجل‬ ‫مرأة‬
‫الهوية الجندرية‬ ‫مستقل‪/‬قوي‪/‬قادر على اعالة اسرته‪/‬‬ ‫تابعة للرجل‪/‬مطيعة‪/‬ربة بيت ماهرة‬
‫عقالني‪ /‬حاسم‪ /‬متسلط‪/‬‬ ‫في شؤن المنزل‪ /‬منجبة للبنين‪/‬‬
‫رقيقة‪/‬عاطفية‪ /‬ضعيفة‪ /‬جميلة‪/‬‬
‫انيقة‪/‬مضحية‪/‬صابرة‪/‬‬

‫األدوار الجندرية‬ ‫صنع القرارات‪ /‬اعالة االسرة‪ /‬التحكم‬ ‫االنجاب‪/‬رعاية األطفال‪/‬االعمال‬


‫في الموارد‪ /‬حماية االسرة‪ /‬مراقبة‬ ‫المنزلية‪ /‬عناية االسرة‪/‬العمل على‬
‫وتأديب نساء االسرة‬ ‫راحة الرجل‪ /‬االهتمام بالمظهر‪/‬‬
‫االتجاه لمجاالت معينة في الدراسة‬ ‫الحفاظ على سمعة االسرة‪ /‬طاعة‬
‫والعمل‪ :‬الهندسة‪ ،‬الطب‪ ،‬القانون‪،‬‬ ‫الرجل‪ /‬احترام العادات والتقاليد‬
‫وتعزيزها وغرسها في اطفالها‬
‫االتجاه الى مجاالت محددة في التعليم‬
‫والعمل‪ :‬تدريس‪ ،‬تمريض‪ ،‬سكرتيريا‪،‬‬
‫اعمال من داخل المنزل‪ :‬الخياطة‪،‬‬
‫الطهي‬
‫التعبيرات الجندرية‬ ‫ابراز القوى البدنية والخشونة‪ /‬عدم‬ ‫ابراز االنوثة والنعومة من خالل‬
‫االناقة والمجوهرات والتجميل‪ /‬خفض اظهار العواطف‪ /‬احتقار االنوثة‬
‫ومظاهرها‪ /‬ارتداء األلوان المحايدة‬ ‫الصوت‪ /‬التركيز على لغة الجسد في‬
‫الفضاء العام (طريقة الجلوس‪ ،‬المشي) (األزرق‪ ،‬البني‪ ،‬الرمادي‪ )...‬معاملة‬
‫‪ /‬عدم او الحد من االختالط بالرجال ‪ /‬النساء كاألطفال في الفضاء العام‬
‫عدم تحدي الرجال‪ /‬اظهار الخضوع‬
‫والحشمة‬
‫التقاطعية‬
‫تتفاعل الهويات الجنسية والتعبيرات الجنسانية وأدوار النوع االجتماعي مع المتغيرات االجتماعية والثقافية واالقتصادية‪،‬‬
‫ً‬
‫أشكاال مختلفة من التمييز وعالقات القوة في سياقات مختلفة‪:‬‬ ‫وبالتالي تخلق‬
‫الطبقة االجتماعية والحالة االقتصادية‬
‫اإلعاقة‬
‫الميول الجنسي‬
‫االنتماء الجغرافي‬
‫الجنس‬
‫الجندر‬
‫المستوى التعليمي‬
‫اللون‬
‫العمر‬
‫االنتماء والديني‬
‫الطبقة االجتماعية‬
‫العرق‬
‫ثقافة االسرة‬
‫البيئة الجغرافية‬
‫الحالة االجتماعية‬

‫‪.‬‬
‫الهوية الجندرية بالمعنى المعياري‪ ،‬هي كيفية تعريف واحساس الرجل أو المرأة في مجتمع معين لنوعهم االجتماعي‪.‬‬
‫تحدد الهوية الجندرية قيمة ودور الشخص في المجتمع‪ .‬يجدر الذكر إنها متعددة وال تقتصر على ثنائي المذكر والمؤنث‬

‫األدوار الجندرية‬
‫التقسيم التقليدي لألدوار المخصصة للرجال والنساء يقوم على أساس االختالفات البيولوجية واألدوار اإلنجابية‪ .‬تلد المرأة‬
‫وترضع‪ ،‬وبالتالي من المتوقع أن يكون مكانها في حدود المجال الخاص‪ ،‬في المنزل‪ ،‬ودورها االنجابي هو رعاية ورعاية‬
‫األبناء والقيام باألعمال المنزلية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تعتمد ماليا ً على الرجال في األسرة‪ .‬في حين أن الدور التناسلي البيولوجي‬
‫للرجل يقتصر على إنجاب األطفال‪ .‬يتمثل دوره االنجابي في إعالة األسرة‪ ،‬وبالتالي الوصول إلى الموارد والتحكم فيها‪.‬‬
‫مثل هذا التقسيم ألدوار ومهام الجنسين (العمل) مبني على عالقة القوة الجندرية‪:‬‬

‫الدور االنجابي (االسري)‪ :‬يشمل‪:‬‬


‫الحمل والوالدة والرضاعة‬
‫تربية األبناء‬
‫القيام بمهام البيت وإدارة شؤن االسرة‬

‫الدور اإلنتاجي‬
‫يشمل االعمال الخاصة بإنتاج سلع او خدمات مقابل اجر‬
‫التعبير الجندري‪ :‬هو الطريقة التي يعبر بها الرجال والنساء واألفراد ثنائيو الجندر عن هوياتهم الجندرية جسديًا واجتماعيًا‬
‫من خالل مظهرهم الخارجي وسلوكهم‪ .‬األنوثة والذكورة هما طريقتان يتم من خاللهما التعبير عن الجندر في كل من‬
‫المجالين العام والخاص في سياق اجتماعي ثقافي معين‬

‫االنوثة والرجولة وعجز اللغة‬

‫يتم التعبير عن الرجولة واألنوثة من خالل السلوك والمظهر الخارجي؛ من المتوقع أن تكون المرأة مطيعة وخاضعة‬
‫وحاضرة وتحافظ على جمالها األنثوي من خالل المالبس والمكياج في المجال الخاص‪ ،‬مع االلتزام بقواعد اللباس المحافظ‬
‫‪.‬في األماكن العامة‬
‫ومسيطرا وقويًا‪ ،‬وال يحمل مظهره الخارجي أي أهمية للجمال‪ ،‬بل‬
‫ً‬ ‫عنيفا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫الرجل‬ ‫من‬ ‫يتوقع‬ ‫من ناحية أخرى‪،‬‬
‫مؤشر على الثروة والتدين والقوة البدنية‬
‫جندرة اللغة‬
‫إذا نظرنا إلى المرادفات اللغوية في وصف الفروق البيولوجية بين الجنسين فإننا سنالحظ أن المصطلح المقابل للذكر هو‬
‫األنثى بينما في حالة وصف النوع االجتماعي للرجل والمرأة سنالحظ افتقار اللغة لمصطلح مقابل للرجولة لوصف نوع‬
‫المرأة أو دورها االجتماعي غير مصطلح "األنوثة" والذي يستخدم في معظم األحيان للتعبير عن الضعف أو االثارة‪.‬‬
‫يرتبط النوع االجتماعي بالنظام األبوي بشكل طردي‪ ،‬فكلما قلة سلطة النظام األبوي زاد االقتراب والتشابه في األدوار‬
‫االجتماعية للرجل والمرأة والعكس صحيح‪.‬‬

‫أنماط الرجولة‪:‬‬

‫‪.‬الرجولة هي البناء االجتماعي والسمات‪ ،‬والتعبير عن األداء الرجولي ضمن أدوار الجنسين المحددة‬
‫تتقاطع الهوية والتعبير الرجولي مع األبعاد الشخصية مثل الطبقة والجنس والعرق والعمر والقدرة الجسدية والتدين‬
‫والسياقات السياسية واإلقليمية‪ ،‬وبالتالي تشكل رجولة هرمية متعددة‪ .‬إن أهمية فهم األبعاد المختلفة للرجولة هو دورها في‬
‫تبعية المرأة وفي تشكيل العالقة بين الجنسي‬

‫‪:‬الرجولة المهيمنة‬
‫يتم فهمها بشكل أفضل في إطار الهيمنة الثقافية؛ إنها الرجولة المثالية ثقافيًا التي أنتجها وشكلها الخطاب المهيمن في‬
‫‪.‬مجتمع معين في وقت معين‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬في ظل الحكم األبوي‪ ،‬تشمل الرجولة المثالية السلطة غير المتنازع عليها والعدوان والسيطرة على‬
‫‪.‬النساء والرجال واالنفصال العاطفي‬
‫في حين أن الرجولة المثالية في سياق الحرب والصراع هي الذكورة العسكرية التي تظهر في التهور والعنف وتفوق القوة‬
‫يمكن رؤية مثال آخر للذكورة المهيمنة فيما يتعلق بالتدين والتقوى في السياق الليبي‪ ،‬تمنح هيمنة خطاب ديني ‪.‬البدنية‬
‫معين الرجال الذ ين يظهرون التقوى من خالل المظهر الخارجي ومعرفتهم وممارستهم للتعاليم الدينية يظهرون التفوق‬
‫والسلطة على الرجال اآلخرين الذين يبدو أنهم أقل التزا ًما أو ممارسة للخطاب الديني المهيمن‬

‫‪.‬يمكن تعريف الذكورة المهيمنة أيضًا ضد األنوثة؛ الذكورة المثالية هي عكس األنوثة‬
‫في كل من السياق الليبي والتونسي‪ ،‬يعتبر إلصاق الصفات "األنثوية" بالرجل‪ ،‬مثل البكاء والتواصل مع العاطفة وإظهار‬
‫‪.‬الخوف‪ ،‬مهينًا‬
‫يتجلى هذا بشكل أوضح في تربية األوالد في كال البلدين‪ ،‬حيث يتم ردع األوالد عن إظهار أي تلميح لألنوثة‪ :‬األوالد ال‬
‫يبكون أو يلعبون بالدمى أو يتشاركون األعمال المنزلية‬

‫الرجولة التابعة‬

‫عندما ال تتطابق الصفات الذكورية للرجال مع سمات الرجولة المهيمنة‪ ،‬سواء كانت أبوية أم عسكرية أم دينية‪ ،‬فإن‬
‫‪.‬شرعيتهم الذكورية تكون جدلية‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬الرجال الذين ال يتوافقون مع الخطاب األبوي المهيمن أو الخطاب الذكوري المغاير‪ ،‬غالبًا ما يوصفون‬
‫‪.‬بأنهم أنثويون لتشويه سمعتهم‬
‫‪.‬مثال على الذكورة التبعية هو التمييز والعنف الذي يعاني منه الرجال غير المغايرين في ظل النظام األبوي المغاير‬
‫الرجولة المتواطئة‬

‫تصف الرجال الذين ال يجسدون الرجولة المهيمنة لكن يدعمونها ويستفيدون منها؛ كما أوضحت كونيل‪" :‬الرجولة التي تم‬
‫بناؤها بطرق تحقق المكاسب األبوية‪ ،‬دون التوترات أو مخاطر كونها قوات في الخطوط األمامية للنظام األبوي‪ ،‬متواطئة‬
‫بهذا المعنى"‬
‫خير مثال على الذكورة المتواطئة هو الرجل الذي ال يرتكب العنف المنزلي‪ ،‬ولكن ال يدينه أيضًا‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن الرجال ذوي الرجولة المتواطئة عندما يكونون في السلطة‪ ،‬غالبًا ما يُنظر إليهم خطأ ً على أنهم‬
‫‪.‬معتدلون‪ ،‬يمنعون أي محاولة للنهوض بقضايا المرأة‬
‫إن إضفاء الطابع المؤسسي على العنف القائم على النوع االجتماعي وإضفاء الشرعية على اغتصاب وقتل النساء‬
‫والفتيات تحت حجة "الشرف"‪ ،‬لن يكونا موجودًا اليوم بدون تواطؤ ودعم الذكور من القضاة والزعماء الدينيين‬
‫والمشرعين والسياسيين ذوي الرجولة المتواطئة الذين يبدو أنهم "معتدلون"‬

‫الرجولة المهمشة‬
‫‪ .‬يتم فهمها بشكل أفضل فيما يتعلق بالسلطة والطبقة والعرق واإلعاقة‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬يتم تهميش رجولة الرجل المهاجر في مجتمع كاره لألجانب‪ ،‬لكنه ال يزال مهيمنًا وعدوانيًا على النساء‬
‫‪.‬والرجال اآلخرين الذين يشاركونه سماته‬

‫االنوثة‬

‫بصفتها هوية جندرية‪ ،‬تتشكل األنوثة من خالل سياقات تاريخية واجتماعية اقتصادية وجغرافية‪ ،‬وتتقاطع مع فئات‬
‫اجتماعية مختلفة مثل العمر والعرق والحالة االجتماعية والطبقة والتدين والمظهر الجسدي‪ .‬وهكذا‪ ،‬مثل الرجولة‪ ،‬فإن‬
‫األنوثة ليست هوية جندرية واحدة بل هي كسور متعددة من األنوثة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في المجتمعات األبوية مثل منطقة‬
‫الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬ترتبط األنوثة وتعتمد على االختالفات البيولوجية بين النساء والرجال‪ .‬في مثل هذا السياق‪،‬‬
‫تشمل األنوثة المثالية (األنوثة المهيمنة) األمومة‪ ،‬الرعاية‪ ،‬وتعبر عن المشاعر‪ ،‬ومهارة في التدبير المنزلي‪ .‬غالبًا ما يتم‬
‫التعبير عن األنثوية فيما يتعلق بالجسم والجمال والمظهر الخارجي والسلوك‪ ،‬ويتم التفاوض عليها في اختالفات الزمان‬
‫والمكان‪.‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬الطريقة التي تؤدي بها المرأة أنثويتها تحددها من هي وأين تكون‪ .‬الزواج هو سمة مهمة لألنوثة المثالية‬
‫وكذلك األمومة ويخلق التسلسل الهرمي لألنوثة‪ .‬تحظى الخصوبة والقوة البدنية والمهارات الزراعية في المجتمعات‬
‫الزراعية الريفية بتقدير كبير كسمات لألنوثة‬
‫في الماضي‪ ،‬كانت النساء من الطبقة المتوسطة والعليا في المناطق الحضرية ال تشجع على رفع أصواتهن أو تناول ‪.‬‬
‫الطعام في األماكن العامة؛ أنوثتهن تؤدي في اختفائهن في الفضاء العام‪ .‬اليوم‪ ،‬تذبل النساء من تناول الطعام في األماكن‬
‫‪.‬العامة أو يشاركن في مظاهرات عامة‪ ،‬ويتم تقبل ظهورهن في األماكن العامة كجزء من المقاومة وقومية خالل الثورات‬
‫تخلق الثقافة الشعبية واإلعالم أنثوية مهيمنة من خالل الدراما التلفزيونية واألغاني ومجالت الموضة‪ .‬إن الصور التي‬
‫توضح كيف يجب أن تبدو المرأة األنثوية العصرية المتطورة لها تأثير عميق على تقدير النساء والفتيات للذات والثقة‬
‫بالنفس‬
‫االنوثة المتواطئة‪ :‬تتمثل في النساء المناصرات للنظام االبوي الستفادة منه‬
‫االنوثة المهمشة هي التي ال تتطابق مع سمات االنوثة المثالية المهيمنة‬

‫العالقات الجندرية‬
‫يتم تعريف المفهوم على أنه الترتيب االجتماعي والثقافي والمؤسسي وتنظيم التفاعل بين النساء والرجال فيما يتعلق‬
‫‪.‬بالسلطة والموارد والوصول إلى األماكن الخاصة والعامة والسيطرة عليها‬
‫في النظام األبوي‪ ،‬يتم إضفاء الطابع المؤسسي على سيادة الرجل ويملك الرجل السلطة والسيطرة على جميع المؤسسات‬
‫الرئيسية في المجتمع‪ ،‬مثل األسرة والمجتمع والقبيلة والدولة والنظام السياسي واالقتصاد والسوق والنظام القانوني‬
‫والمؤسسات الدينية والتعليم‪.‬‬
‫استمر هذا التفاوت الهيكلي وعُزز من خالل احتكار إنتاج المعرفة من قبل الرجال وجعل التحيز الجنسي كإيديولوجيا‪،‬‬
‫والعنف ضد المرأة هو القاعدة االجتماعية والثقافة السائدة المشبعة بالقيم األبوية‪.‬‬

‫يتم إضفاء الطابع المؤسسي على العالقة بين الجنسين للقوة والعجز من خالل اللغة والممارسات االجتماعية‪ .‬يتجلى في‬
‫تذكير السلطة وتأنيث العجز في السلوك االجتماعي‪ .‬وصف الرجل بالمرأة كشكل من أشكال اإلهانة والذل‬
‫ومن األمثلة على هذا الخطاب الصور المؤنثة للقذافي وزين العابدين ومبارك واألسد‪ ،‬والتي تم تداولها على منصات‬
‫‪.‬التواصل االجتماعي خالل انتفاضة ‪2011‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬وصف المرأة بأنها "رجل" أو وصف فعلها بأنه "رجولي"‪ ،‬وغالبًا ما يستخدم كشكل من أشكال‬
‫اإلعجاب والثناء؛ أخت الرجال (أخت الرجال) هو تعبير يستخدم في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا عندما تدخل‬
‫‪.‬المرأة لفترة وجيزة عالم المذكر بدافع الضرورة‪ ،‬ويُثنى عليها على أنها رجولية‬
‫ال يمكن الحفاظ على التفاوت في عالقة القوة وعدم المساواة الهيكلية في المؤسسات‪ ،‬حيث تكون االمتيازات للرجال‬
‫وتسلب النساء حقوقهن في ظل الحكم األبوي‪ ،‬إال من خالل اإلخضاع والعنف‪.‬‬

‫لماذا التحليل الجندري‬

‫تواجه النساء في السياقين الليبي والتونسي‪ ،‬على الرغم من االختالفات فيما يتعلق بالقوانين والحقوق الدستورية‪ ،‬التمييز‬
‫القائم على النوع االجتماعي والقيود الثقافية التي تمنع ت متعهن الكامل والمتساوي بحقوقهن كمواطنات‪ .‬تلعب وسائل اإلعالم‬
‫دورا في تطبيع عدم المساواة بين الجنسين من خالل التمثيل النمطي السلبي للمرأة على أنها ضعيفة‪ ،‬وعاطفية‪ ،‬وغير‬ ‫ً‬
‫عقالنية‪ ،‬أو كمقدمة للرعاية‪ ،‬وأمهات غير أنانيات وربات بيوت مخلصات؛ يتم تمثيل النساء القويات والمستقالت كنساء‬
‫فاسدات أخالقياً‪ .‬غالبًا ما يتم تصوير النساء في وسائل اإلعالم في األدوار المهنية او التقليدية كممرضات ومعلمات‬
‫وسكرتيرات‪ ،‬بينما يصور الرجال كأطباء ومهندسين ومحامين ومديرين‪ .‬في اإلعالنات التلفزيونية‪ ،‬يُرجح أن تظهر النساء‬
‫أكثر من الرجال في الترويج لمنتجات التنظيف المنزلية‪ ،‬في حين يظهر الرجال كخبراء وعلماء‪ .‬في الدراما التلفزيونية‬
‫العربية‪ ،‬تُظهر الشخصيات الذكورية سمات رجولية‪ ،‬من سمات الرجولة المهيمنة‪ ،‬مثل السيطرة على المرأة‪ ،‬والعدوان ‪،‬‬
‫واالنفصال العاطفي‪ .‬إن الترويج لمثل هذا الشكل من أشكال الرجولة في وسائل اإلعالم يعيق إمكانية حدوث تحول‬
‫‪.‬اجتماعي إيجابي من شأنه إنهاء عدم المساواة بين الجنسين‬
‫في مثل هذا السياق‪ ،‬يجب أن يمتلك الصحفيون والصحافيات المعرفة والمهارات المناسبة لتفكيك وتحليل األسباب‬
‫الجذرية لعدم المساواة بين الجنسين‪ ،‬من خالل القراءة الدقيقة والتحليل لعالقة القوة بين الرجل والمرأة والعوامل التي‬
‫‪.‬تشكلها وكذلك حاجات المرأة العملية واالستراتيجية‪.‬‬

‫يعد التحليل الجندري أداة حيوية للصحفيين لتحديد ومعالجة وتحدي عدم المساواة بين الجنسين واألعراف التمييزية بين‬
‫‪.‬الجنسين وعالقة القوة غير المتكافئة‬
‫من الضروري ال فحص والتحقيق في تقاطع الجنس مع الفئات االجتماعية المختلفة مثل العمر والطبقة والعرق والموقع‬
‫‪.‬الجغرافي الحضري والريفي والدين واإلعاقة وحالة الهجرة التي تخلق نظا ًما متداخالً من التمييز‬
‫يكشف استخدام التقاطع في التحليل الجندري عن أشكال مختلفة من عدم المساواة التي تعاني منها النساء في ظروف‬
‫‪.‬مختلفة‬

‫ا الحتياجات ‪ /‬االهتمامات العملية للنوع االجتماعي‪ :‬تتعلق باالحتياجات المادية مثل التغذية والرعاية الصحية والمأوى‬
‫والتي عند تلبيتها ال تغير أدوار الجنسين وال تؤدي للعدالة الجندرية‬
‫تشير االحتياجات ‪ /‬االهتمامات االستراتيجية الجنسانية إلى االحتياجات غير المادية طويلة األجل المرتبطة بوضع المرأة ‪.‬‬
‫وموقعها فيما يتعلق بهيكل السلطة‪ ،‬مثل صنع القرار والوصول إلى الموارد والتحكم فيها‬

‫تقسيم العمل الجندري‬

‫هو المهام المختلفة الموكلة إلى النساء والرجال على أساس االختالفات البيولوجية بينهما‪ ،‬ومقسمة إلى العمل اإلنتاجي‬
‫(اإلنتاج) والعمل اإلنجابي (اإلنجاب) الخاضع لتسلسل هرمي للقيم‬
‫العمل االنتاجي‪ :‬هو إنتاج السلع والخدمات من أجل الدخل ‪:‬معترف به ويقدره المجتمع وله مقابل مادي‬
‫‪.‬‬
‫العمل االنجابي‪ :‬إنجاب األطفال والعمل المنزلي بما في ذلك رعاية األطفال‪ ،‬والتدبير المنزلي‪ ،‬وإعداد الطعام ‪ -‬بما في ‪.‬‬
‫ذلك زراعة الخضروات وتربية الحيوانات‪ ،‬وكلها غير مدفوعة األجر و ُمقَيَّمة بأقل من قيمتها كعمل منزلي ملطف ال عالقة‬
‫له بعالم العمل الخارجي‬

‫العمل غير مدفوع االجر‪ :‬من سمات المجتمعات األبوية‪ ،‬التقسيم الجندري للعمل مما يأسس الضطهاد المرأة ويحول دون‬
‫استقالليتها االجتماعية واالقتصادية‪ .‬عمل المرأة اإلنجابي داخل األسرة غير مدفوع األجر وغير مقدّر‪ .‬يجدر بالذكر انه في‬
‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬تقضي النساء وقتًا أطول بمرتين إلى عشرة أضعاف في أعمال الرعاية غير مدفوعة األجر مقارنة‬
‫بالرجال‪.‬‬
‫في السياق الليبي‪ ،‬تضفي الدولة الشرعية على مثل هذا التمييز ضد المرأة‪ .‬فبموجب القانون الليبي‪ ،‬تُلزم المرأة بالقيام‬
‫باألعمال المنزلية‪ ،‬بما في ذلك رعاية راحة زوجها‪:‬‬

‫المادة ‪ 18‬من القانون رقم‪ 10‬لسنة ‪" :1984‬باإلضافة إلى واجب تمكين الزوج من ممارسة حق العالقة الزوجية‬
‫(المعاشرة الحميمية ) في رعاية راحة الزوج واستقراره الجسدي والنفسي؛ اإلشراف على بيت الزوجية وتنظيمه وصيانته؛‬
‫لتربية أطفالها وحمايتهم وإرضاعهم؛ وأخيراً عدم إلحاق األذى الجسدي أو النفسي بالزوج "‬
‫بالمثل في تونس قانون (واجب الزوجة طاعة زوجها) ألغي في عام ‪ 1993‬ومع ذلك‪ ،‬ال يزال الواقع يتسم بأعراف‬
‫‪.‬اجتماعية راسخة‪.‬‬
‫المرأة في األسرة لديها قوة وحقوق أقل من الرجل‬

‫ال تتم معالجة هذا التميز الجندري أو تحديه في وسائل اإلعالم‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪ ،‬فإن التمثيل النمطي للمرأة على‬
‫أنها "ربة منزل" والرجل باعتباره المعيل أمر شائع في وسائل اإلعالم‪ ،‬في كل من ليبيا وتونس‬

‫عدم المساواة في األجر‪ :‬تعمل ‪ ٪ 58‬من النساء في وظائف غير رسمية بأجور منخفضة وسياسات توظيف تمييزية وبدون‬
‫‪.‬حماية قانونية‬
‫تجبر األمية وتدني مستوى التعليم والصعوبات المالية المرأة على العمل بأجر منخفض وغير مضمون في القطاع الخاص‪.‬‬
‫يُظهر تقرير المنتدى االقتصادي العالمي لعام ‪ 2017‬فجوة األجور بين الجنسين في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‬
‫باعتبارها واحدة من أعلى الفجوة في العالم‪ ،‬حيث تبلغ حوالي ‪40‬‬
‫في تونس‪ ،‬وفقًا للمعهد الوطني لإلحصاء‪ ،‬تتقاضى النساء في المتوسط ‪ ٪20‬إلى ‪ ٪30‬أقل من الرجال‬
‫تزداد فجوة األجور إلى ‪ ٪40‬في القطاع الخاص‪ ،‬و‪ ٪50‬في قطاع الزراعة‬
‫في ليبيا‪ ،‬تبلغ فجوة األجور بين الشابات والرجال الحاصلين على مؤهالت مهنية ‪ ،٪15‬و‪ ٪10‬بين الشبان والشابات‬
‫الحاصلين على مؤهالت أكاديمية‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن المرأة في ليبيا ممثلة تمثيال ناقصا بشدة في القطاعات ذات األجور األعلى التي يهيمن عليها الذكور‬

‫عدم تكافئ الفرص ‪ :‬تواجه النساء العديد من الحواجز التي تحد من وصولهن إلى العمل الرسمي والمضمون وفرص‬
‫الترقية‪ .‬المعايير الثقافية والمسؤوليات المنزلية المفرطة تقلل من فرص العمل؛ تكافح المرأة لتحقيق التوازن بين الوقت‬
‫الذي تقضيه في األعمال المنزلية والوقت الالزم لالستثمار في تطوير حياتها المهنية‪ .‬في سياق االزمات االقتصادية‪ ،‬تكون‬
‫النساء أكثر عرضة لل فصل من وظائفهن ويقل احتمال توظيفهن‪ .‬تعمل سياسات الفصل المهني بين الجنسين في ليبيا على‬
‫تقييد توظيف المرأة في الوضع المتدني والعمل ذي األجر المنخفض‪ .‬تصور المعايير والصور النمطية الثقافية الراسخة‬
‫اجتماعيا المرأة على أنها غير قادرة جسديا وعقليا على القيام بعمل في فئات مهنية معينة تسمى "وظائف للرجال"‪ .‬تواجه‬
‫النساء والفتيات التحرش الجنسي والترهيب في وسائل النقل العام والمؤسسات التعليمية وأماكن العمل‪ ،‬مما يجبرهن على‬
‫اختيار الحماية الجسدية في المجال الخاص‪ .‬في أماكن العمل التي يهيمن عليها الذكور‪ ،‬غالبًا ما تُستبعد النساء من فرص‬
‫الترقية وورش العمل والتدريب‪ ،‬ال سيما إذا كان األمر يتعلق بالسفر اإلقليمي أو الدولي‪ .‬يتمتع الرجال بمزيد من الفرص‬
‫الختيار مهنتهم‪ ،‬والوصول إلى التدريب الذي يعزز حياتهم المهنية وحضور ورش العمل والمؤتمرات لبناء مهاراتهم‬
‫وتوسيع شبكات التواصل ‪ .‬في السياق التونسي‪ ،‬على الرغم من التشريعات المتعلقة بحقوق المرأة التي تعتبر تقدمية مقارنة‬
‫ببقية دول الشرق األوسط وشمال إفريقيا مع أحكام خاصة باألجر المتساوي للرجال والنساء في الخدمة المدنية والقطاع‬
‫العام‪ ،‬هناك فرق ملحوظ في التوظيف بين الرجال والنساء في القطاع الخاص كما هو موضح في تقارير؛ تبلغ نسبة‬
‫مشاركة المرأة التونسية في القوى العاملة ‪ ، ٪27‬وتبلغ نسبة البطالة بين النساء ‪ ، ٪24‬على الرغم من أن المستوى‬
‫التعليمي الذي حققته ال يقل عن الرجل‪.‬‬
‫في كل من ليبيا وتونس‪ ،‬ال يتم اإلعالن عن الوظائف الشاغرة في كثير من األحيان‪ ،‬ويعتمد التوظيف في الغالب على‬
‫االتصال الشخصي والعالقات الشخصية‬

‫الوصول إلى الموارد والتحكم فيها‪ :‬هي كيف يتم تخصيص الموارد بين الرجال والنساء‬
‫غالبًا ما تتمتع النساء بإمكانية الوصول إلى الموارد ولكن ليس لديهن القدرة على التحكم في وقت وكيفية استخدامها‬
‫في حين أن الرجال لديهم إمكانية الوصول إلى الموارد والقدرة على التحكم في كيفية ووقت استخدامها‬
‫يُعد التقسيم الجندري للعمل‪ ،‬والمعايير األبوية والتمييز على أساس الجنس المؤسسي حواجز تحد من وصول المرأة إلى‬
‫الموارد والسيطرة عليها‬
‫تظهر بعض مجاالت القانون الليبي ومعظم مجاالت القانون التونسي تقد ًما في حقوق المرأة‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن التناقض بين‬
‫القانون والممارسة كبير‪ ،‬ال سيما في المجال الخاص‬
‫من اهم الموارد‪:‬‬
‫الوقت‪ :‬يتم استهالك جزء مهم من يوم المرأة في المسؤوليات المنزلية لتلبية توقعات دورها اإلنجابي‬
‫بين رعاية األطفال والتدبير المنزلي والعمل الوظيفي‪ ،‬تكافح النساء‪ ،‬ال سيما المنحدرات من خلفية فقيرة وال يستطعن‬
‫تحمل تكاليف المساعدة المنزلية المدفوعة‪ ،‬تكافح النساء إليجاد وقت ألنفسهن‪ ،‬لألنشطة الترفيهية أو التنمية الشخصية‬
‫يُعفى الرجال من األعمال المنزلية‪ ،‬وبالتالي يتحكمون في وقتهم ولديهم المزيد من الفرص لكسب أموال إضافية‪ ،‬أو‬
‫متابعة التعليم العالي‪ ،‬أو االنضمام إلى النشاط الرياضي‪ ،‬أو تعلم لغة جديدة‪ ،‬والتواصل االجتماعي‪ ،‬أو المشاركة في أنشطة‬
‫المجتمع المدني‬

‫التعليم‪ :‬في السياق الليبي‪ ،‬فإن حصول النساء والفتيات على التعليم مشروط بعوامل اجتماعية واقتصادية وتتحكم فيه‬
‫األسرة‪ .‬على الرغم من أن الوصول إلى التعليم بموجب القانون الليبي غير محدود للنساء والفتيات‪ ،‬فإن موضوع دراستهن‬
‫غالبًا ما تقرره األسرة‪ .‬في الغالب تستثمر العائالت ذات الدخل المنخفض ماليًا في تعليم ابنهم أكثر من تعليم ابنتهم العتبار‬
‫المزايا المالية طويلة األجل حيث تتزوج االبنة ويدعمها زوجها‪ ،‬بينما يُتوقع من االبن إعالة أسرته ودعم الوالدين في الكبر‬
‫في السياق الحالي للحرب وانعدام األمن‪ ،‬فإن خطر االغتصاب واالختطاف يمنع اآلباء من إرسال بناتهم للدراسة بعيدًا‬
‫عن محل أو االقامة‪ .‬إن وصول النساء والفتيات النازحات إلى التعليم محدود بسبب االفتقار إلى القدرات والموارد‬
‫والسياسات الوطنية‪ .‬إن القيم األبوية الراسخة وثقافة الشرف والعار تمنع المرأة من السفر إلى الخارج للدراسة دون مرافقة‬
‫رجل من أفراد األسرة أو الزوج‪ ،‬مما يجبر بعض النساء على قبول عروض زواج غير مناسبة‬
‫يمنع زواج الطفالت الفتيات من مواصلة تعليمهن‪ .‬على الرغم من عدم وجود بيانات رسمية حول زواج األطفال في ليبيا‪،‬‬
‫إال أن التقارير الواردة عن وجوده تظهر زيادة في عدد الحاالت منذ عام ‪ .2011‬وبحسب معطيات حصل عليها العربي‬
‫الجديد من مصدر قضائي في مجمع محاكم طرابلس‪ ،‬هناك ‪ 186‬حالة زيجات القاصرات المسجلة في مجمع المحاكم بين‬
‫عامي ‪ 2011‬و‪ 2017‬في طرابلس وحدها‪ .‬على الرغم من أن الحد األدنى لسن الزواج في ليبيا هو ‪ 20‬عا ًما‪ ،‬فإن القضاة‬
‫يسمحون لوالدي القاصر وأولياءه بإتمام الزواج‪ ،‬وفقًا للقانون الليبي‬
‫يعتبر السياق التونسي أكثر إشراقًا لمعظم النساء والفتيات من حيث الوصول إلى التعليم حيث يمنحهن القانون التونسي‬
‫المساواة في الوصول إلى جميع مجاالت التعليم‪ .‬تجاوز معدل التحاق اإلناث عدد الذكور‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في المناطق الريفية‪،‬‬
‫‪ ٪ 40‬من النساء أميات‬

‫الموارد‪ :‬تقسيم العمل‪ ،‬والفجوة في األجور‪ ،‬والفصل المهني بين الجنسين والفرص غير المتكافئة تمنع المرأة من التمتع‬
‫باالستقالل االقتصادي وتجعلها تعتمد على الرجل لتحقيق األمن المالي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬في النظام المالي الذي يهيمن عليه الذكور‪ ،‬تكون فرصة النساء في المشاريع االقتصادية في سوق‬
‫األعمال محدودة للغاية‪ .‬كما انه في الغالب تساهم النساء العامالت في ميزانية األسرة مقابل الوقت الذي يقضينه في العمل‬
‫خارج البيت كنوع من المساومة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يتلقى الرجال بصفتهم أرباب األسر العالوة العائلية الحكومية لزوجاتهم‬
‫وأطفالهم‪ ،‬حتى في حاالت الطالق‪.‬‬
‫يُحظر على النساء في بعض أجزاء ليبيا الحصول على ميراثهن‪ ،‬ال سيما األراضي والممتلكات‪ ،‬ال سيما في النسب األبوي‬
‫والثقافة القبلية التي تعتبر فيها أرض العائلة وممتلكاتها مهمة لشرف األسرة‪ .‬ال يمكن للسيدات الليبيات المتزوجات من غير‬
‫الليبيين الحصول على دفتر العائلة‪ ،‬وهو وثيقة قانونية ال يمكن بدونها التصويت أو الوصول إلى موارد الدولة‪ ،‬وال‬
‫الحصول على إعانة ألنفسهن وأطفالهن‪.‬‬
‫في المناطق الريفية في تونس‪ ،‬تهيمن الثقافة األبوية على النسيج االجتماعي للمجتمع وتحد من وصول المرأة إلى ملكية‬
‫األرض‪ .‬تمتلك ‪ ٪4‬فقط من النساء األرض‪ ،‬على الرغم من أنهن يشكلن ‪ ٪90‬من القوة العاملة الزراعية‪ .‬بصفته رب‬
‫األسرة بموجب القانون التونسي‪ ،‬يتلقى الرجال مساعدة حكومية أثناء جائحة الكورونا‪.‬‬

‫الصحة‪ :‬تواجه المرأة في ليبيا محدودية الحصول على الخدمات الصحية بسبب ارتفاع تكلفة العالج وندرة العالج المجاني‬
‫الخدمات الصحية السيئة‪ ،‬الموروثة من أربعة عقود من نقص التمويل واإلهمال‪ ،‬تجبر الليبيين على السفر إلى الخارج‬
‫لتلقي الخدمات الصحية ال تستطيع النساء من خلفية فقيرة تحمل تكاليف السفر والعالج في الخارج‬

‫في المناطق الريفية‪ ،‬يتعين على المرأة السفر للحصول على خدمات الصحة اإلنجابية‪ ،‬ومعظمها من العيادات الخاصة‬
‫في المناطق المتضررة من النزاع‪ ،‬ال تستطيع النساء الوصول إلى الخدمات الصحية وخدمات الصحة اإلنجابية والجنسية‬
‫أو الدعم المهني للصحة العقلية الذي هم في أمس الحاجة إليه‬
‫في تونس‪ ،‬وصول المرأة إلى خدمات الصحة اإلنجابية محدود بسبب االفتقار إلى استراتيجية شاملة لتضمينها في نظام‬
‫الرعاية الصحية األولية المجانية في البالد‬

‫المعلومات‪ :‬يساعد الوصول إلى المعلومات النساء على اتخاذ قرارات وخيارات مستنيرة تمكنهن من التحكم في حياتهن‬
‫تحتاج النساء لمعرفة معلومات عن حقوقهن القانونية والسياسية في قانون األسرة وسياسات الدولة والدعم والموارد التي‬
‫يمكنهم الوصول إليها‪.‬‬
‫هناك عدد من العوائق التي تمنع النساء من الوصول إلى المعلومات‪:‬‬
‫األمية‬
‫اللغة المعقدة‬
‫األعراف االجتماعية‬
‫الفقر ونقص الموارد‬
‫األمية الرقمية‬
‫كما أن عدم وجود إرادة سياسية إلتاحة المعلومات القانونية للمرأة‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بقانون العمل واالتفاقيات الدولية‬
‫المتعلقة بحقوق المرأة‪ ،‬يعيق المساواة في فرص المرأة للوصول إلى المعرفة والمعلومات‬
‫يجدر بالذكر انه في ليبيا‪ ،‬بدأت حملة برعاية بعض القوى السياسية ضد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد‬
‫المرأة منذ عام ‪2012‬‬
‫اعتمدت الحملة على عدم توفر المعلومات الصحيحة عن االتفاقية واتاحتها للمرأة في ليبيا مما ساعد منظمي الحملة على‬
‫نشر معلومات محرفة عن االتفاقية ووصفها بانها معدية للدين والشريعة‪ .‬عملت الحملة على نشر هذه المعلومات الغير‬
‫صحيحة في ورش العمل وفي وسائل اإلعالم‬

‫الوضع‪/‬الحالة‪ :‬هو الحالة المادية المعيشية للمرأة والرجل والتي تحدد مسؤولياتهم‬
‫غالبًا ما تؤدي الحروب والفقر إلى تفاقم الحالة السيئة للمرأة على سبيل المثال‪ ،‬تتمتع النساء والنساء النازحات في‬
‫المناطق الريفية ذات الدخل المنخفض بإمكانية محدودة للحصول على المياه النظيفة والغاز والكهرباء والمرافق واألجهزة‬
‫المنزلية األساسية األخرى والخدمات الصحية‪ ،‬مما يزيد من عبء عملهن ويزيد من سوء ظروفهن المعيشية‬
‫لوباء الكورونا تأثير غير متكافئ على النساء حيث تزيد مسؤولياتهم المنزلية لتشمل تعليم األطفال في المنزل والعمل من‬
‫المنزل إلعالة أسرهم باإلضافة إلى الوظائف اإلنجابية المناطة بهن‬

‫صا بالمرأة في تقارير تأثير الحروب أو الكوارث الطبيعية أو الفقر المدقع‪ ،‬حيث تركز‬
‫ال تولي وسائل اإلعالم اهتما ًما خا ً‬
‫التقارير في العادة على "المجتمع" آو "االسرة" مما يجعل يغيب المرأة وصوتها ومعناتها الخاصة بحكم كونها امرأة‬

‫المكانة‪ :‬هي المكانة التي تمنح ل لمرأة والرجل فيما يتعلق بصنع القرار والسلطة‪ .‬في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪،‬‬
‫فإن وضع الرجال على أنهم أرباب األسر والنساء ك ُمعالت معتمدات على الرجال‪ ،‬يوضح التحيز القانوني لتفوق الذكور‬
‫وعالقة القوة غير المتوازنة‪.‬‬

‫للرجال سلطة على المرأة في صنع القرار والتحكم في الموارد‪ .‬يتم إضفاء الشرعية على هذه العالقة الهرمية بين الجنسين‬
‫من خالل سياسات الدولة واألعراف الثقافية والتعليم الديني‪.‬‬
‫في السياق الليبي‪ ،‬يتلقى الرجال بصفتهم أرباب أسر مخصصات أسرية من الدولة‪ ،‬حتى لو كان الزوج والزوجة يعملون‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تحتاج المرأة إلى إذن زوجها للعمل خارج المنزل‪ .‬انعكس وضع التبعية للمرأة في الكيفية التي تتعامل بها‬
‫سياسات الدولة وتشريعاتها مع مصالح المرأة واحتياجاتها وأوجه التمييز والعنف ضد المرأة‪.‬‬
‫يمنح نظام الوصاية الرجل سلطة على المرأة في الزواج والطالق‪ .‬تجيير الدين والقومية والثقافة القبلية للسيطرة على‬
‫أجساد النساء وحياتهن وحقوقهن اإلنجابية والجنسية وحصر المرأة كعالمة على شرف الدولة والقبيلة واألسرة‪ ،‬هو تمييز‬
‫وعنف يمارس على النساء والفتيات تحت غطاء الدين والعادات والتقاليد والوطنية القومية‪ .‬إن قبول المجتمع للعنف المنزلي‬
‫والعنف القائم على النوع االجتماعي كطريقة طبيعية للحياة هو نتيجة إلخضاع المرأة ووضعها في مرتبة متدنية‪ .‬ومن‬
‫األمثلة على العيوب العميقة في النظام القانوني التي تؤدي إلى التمييز التشريعي قانون االغتصاب الذي يعفي المغتصب من‬
‫التبعات القانونية‪ ،‬إذا تزوج ضحيته‪.‬‬

‫بموجب قانون العقوبات الليبي‪ ،‬الفصل الثاني‪ ،‬الجرائم المخلة باآلداب العائلية مادة ‪424‬‬
‫إذا تزوج الجاني المرأة التي ارتكبت عليها الجريمة تسقط الجريمة والعقوبة‪: " ،‬سقوط الجرائم ووقف تنفيذ العقوبات‬
‫وتنتهي اآلثار الجزائية المترتبة على ذلك‪.‬‬
‫ويسري ذلك على الجاني والمتواطئين معه بشرط أال يصرح قانون األحوال الشخصية المطبق على الجاني بالطالق أو‬
‫الطالق القضائي‬
‫أما إذا كان قانون األحوال الشخصية المطبق على الجاني يبيح الطالق أو الطالق القضائي‪ ،‬فال يجوز لزواج الجاني إال‬
‫وقف الدعوى الجنائية أو تنفيذ العقوبة لمدة ثالث سنوات‬
‫وتنتهي الوقف قبل مرور ثالث سنوات من تاريخ الجريمة إذا كانت المرأة التي ارتكبت الجرم ضدها مطلقة قضائيا ً بدون‬
‫سبب معقول أو إذا صدر حكم بالطالق عنها‬
‫تم إلغاء نفس القانون في تونس في يوليو ‪2017‬‬

‫العنف القائم على النوع‬


‫ُعرف العنف القائم على النوع االجتماعي في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز بأنه "أي عمل من أعمال العنف‬ ‫ي ّ‬
‫القائم على النوع االجتماعي يؤدي أو من المحتمل أن يؤدي إلى أذى أو معاناة جسدية أو جنسية أو نفسية للمرأة‪ ،‬بما في‬
‫ذلك التهديد بمثل هذه األفعال أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية‪ ،‬سواء كانت تحدث في الحياة العامة أو الخاصة"‪.‬‬

‫أنواع العنف القائم على النوع االجتماعي‬


‫)‪ (DV‬العنف المنزلي ‪:‬‬
‫هو نمط من السلوك التعسفي ضد النساء والفتيات داخل األسرة يرتكبه الرجال ‪ ،‬وفي بعض الحاالت النساء ‪ ،‬للسيطرة ‪:‬‬
‫عليهن وإخضاعهن‪.‬‬
‫غالبًا ما يرتكب األزواج العنف ضد الزوجات لتأكيد سلطتهم كرؤساء لألسرة واألوصياء القانونيين‪ .‬يشمل العنف العائلي‬
‫اإلساءة الجسدية والجنسية والعقلية والعاطفية والمالية‪.‬‬
‫كشف صعود حاالت العنف المنزلي في كل من ليبيا وتونس خالل فترات الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا‪ ،‬كشف‬
‫استحالة إمكانية تجاهل العنف ضد المرأة‬
‫العنف المنزلي منتشر في كل من ليبيا و تونس وتونس‪ ،‬وعلى الرغم من نقص اإلحصاءات في ليبيا‪ ،‬فإنها مشكلة واسعة‬
‫االنتشار‪ ،‬وغالبًا ما يتم تجاهلها‪.‬‬
‫‪ .‬ال يجرم القانون الليبي العنف األسري صراحة‪ .‬تنص المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 1984‬على أن األزواج ‪DV‬‬
‫يجب أال يتسببوا في أذى جسدي أو نفسي لزوجاتهم‪ ،‬لكن ال يوجد تشريع لحماية المرأة من العنف األسري أو لمعاقبة‬
‫‪.‬الجناة‬
‫على أنها مسألة خاصة وإذا تم الكشف عنها فإنها تجلب العار للضحايا وعائالتهم‪ DV .‬يُنظر إلى‬
‫القبول المجتمعي للعنف المنزلي كشكل من أشكال تأديب النساء اللواتي يهملن المسؤوليات المنزلية أو يتصرفن "بعصيان‬
‫لألزواج‪ ،‬يبرر العنف ضد المرأة ويحافظ عليه‬
‫عدم توفر الخدمات المالئمة والمأوى لضحايا وناجيات العنف االسري يتركهن دون دعم‪ .‬في بعض الحاالت‪ ،‬تهرب‬
‫النساء الليبيات من ضحايا العنف المنزلي إلى تونس ومصر لطلب الحماية‪.‬‬

‫أصدرت الحملة ضد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‪ ،‬التي قادتها ونظمتها لجنة الشؤون اإلسالمية في‬
‫المؤتمر الوطني العام الليبي‪ ،‬بيانًا جاء فيه أن وثيقة األمم المتحدة بشأن العنف األسري "ال تأخذ في االعتبار الخصوصيات‬
‫الثقافية والدينية للشعوب العربية"‪.‬‬
‫إن تأثير العنف العائلي على الصحة العقلية والبدنية لألطفال شديد ويتجلى في المواقف والسلوك العنيف للمراهقين ‪/‬‬
‫‪.‬الشباب في المجتمع‪ ،‬وال سيما ضد النساء والفتيات‬
‫التفاوت االقتصادي بين الرجال والنساء يجبر النساء على البقاء في منزل مسيء عالوة على ذلك‪ ،‬تتعرض المطلقات‬
‫للوصم وغالبا ما يتم تقييد حريتهن ومراقبتها من قبل أسرهن‪.‬‬

‫ال تتناول التقارير اإلعالمية عن العنف المنزلي األسباب الجذرية للعنف ضد المرأة‪ .‬غالبًا ما يتم نقل اللوم من الجاني إلى ‪.‬‬
‫‪.‬الضحية‪ ،‬ويتم تجاهل تاريخ العنف وتأثير الثقافة الذكورية السائدة وغياب القوانين والتشريعات الحامية للمرأة‬

‫النظام الباترياركي االبوي‬


‫هو نظام يعزز سلطة االب والذكور في االسرة على االناث‪ .‬ويختلف النظام االبوي من مجتمع إلى اخر فعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬النظام األبوي الكالسيكي ينتشر في شمال أفريقيا والشرق األوسط وآسيا حيث يقوم هذا النظام على سلطة األب‬
‫‪.‬المطلقة ويعتمد على امتالك الرجل للموارد االقتصادية في حين تحرم المرأة منها‬
‫يضع النظام األبوي الكالسيكي األب على قمة الهرم التراتبي للسلطة ويليه في المرتبة أدناه األبناء الذكور البالغين ويليهم‬
‫األبناء الذكور دون سن البلوغ وتأتي المرأة في الطبقة ما قبل األخيرة من الهرم االبوي التراتبي لتليها طبقة العبيد‬
‫والخدم‪ .‬ويجدر بالذكر أن األبناء الذكور البالغين وغير البالغين يقعوا تحت سلطة األب وتفرض عليهم أدوار محددة ال‬
‫يمكنهم رفضها أو الخروج عنها‪ .‬فالقيم السائدة تحدد تلك األدوار والتي من أبرز سماتها الخشونة والصالبة والعنف‬
‫للرجل‪ .‬أما دور المرأة فهو الطاعة والخضوع لسلطة الرجل في األسرة‪ .‬ومن سمات النظام األبوي خاصتا في المجتمعات‬
‫الرعوية والزراعية‪ ،‬أتساع األسرة في البيت الواحد لتشمل األبناء وزوجاتهم وأبناءهم ويخضع الجميع لسلطة األب‬
‫المطلقة‪ .‬وال تملك المرأة في هذا النظام أي حقوق تتعدى حق المأكل والمشرب والكسوة‪ .‬فهي في الكثير من الحاالت‬
‫تزوج في عمر صغير (‪ )13-11‬وتنتقل لبيت الزوج لتعاني من تراتبية أخرى في بيت الزوج تتربع على قمتها أم‬
‫الزوج‪ ،‬والتي يتوجب طاعتها‪ ،‬وتليها زوجة األبن األكبر‪ .‬ويتركز دور المرأة على األعمال المنزلية واألنجاب‪ .‬ومن‬
‫مظاهر غياب المساواة في توزيع األدوار الجندرية حرمان األنثى من الميراث في بعض تلك المجتمعات‪ ،‬خوفا من انتقال‬
‫ثروة األب‪ ،‬خاصتا األرض‪ ،‬لزوجها وأسرته ويلتف النظام األبوي على هذا الظلم بحجة أن األخ يتحمل مسؤولية إعانة‬
‫األخت في حالة عدم زواجها أو طالقها أو ترملها‪ ،‬ويتوقف هذا األمر على األخ بشكل خاص وال يضمن التزامه بهذه‬
‫المسؤولية‬

‫العنف الجنسي والتحرش الجنسي هو األفعال غير المرغوب فيها‪ ،‬الصريحة أو الضمنية‪ ،‬التي تنطوي على أفعال او‬
‫تلميحات جنسية‪ ،‬تؤدي لترهيب المتلقي‪/‬ة أو تحط من قيمته‪/‬ها أو إذالله‪/‬ها‪ ،‬وتنتهك كرامته‪/‬ها‪ .‬وتشمل التعليقات أو‬
‫الدعابات الجنسية‪ ،‬واللمس‪ ،‬وعرض صور ذات طبيعة جنسية‪ ،‬والطلب المستمر لخدمات أو مواعدة جنسية‪ ،‬واإليماءات‪،‬‬
‫والمبادرات الجنسية غير المرغوب فيها واالغتصاب‬
‫في ليبيا‪ ،‬ترسخ القيم األبوية بعمق في المجتمع حيث يُنظر إلى وجود المرأة في المجال العام الذي يقتصر على الذكور‪،‬‬
‫على أنه انتهاك للنظام االجتماعي‪ .‬يُنظر إلى النساء في المجال العام على أنهن متعديات حيث يجب أن يكون مكانهن في‬
‫المنزل‪ ،‬وبالتالي فإن العنف ضد المرأة والتحرش الجنسي له ما يبرره‪.‬‬
‫غالبًا ما تُالم النساء على التحرش الجنسي بسبب ما يرتدين‪ ،‬أوال يرتدين أو بسبب خروجهن في أوقات متأخرة‪.‬‬

‫أدت الحرب والنزاع منذ عام ‪ 2011‬إلى زيادة التحرش الجنسي والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات‪.‬‬
‫رافق التحرش الجنسي في الشوارع والجامعات وأماكن العمل حملة عامة واسعة النطاق لفرض "قواعد اللباس‬
‫"اإلسالمي‬
‫ُعرف القانون رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 1984‬العنف الجنسي ضد المرأة بأنه جريمة ضد "الشرف" و "األخالق" وال يعتبره‬ ‫ي ّ‬
‫‪.‬جريمة ضد المرأة كمواطنة وانتهاك أساسي لحقوقها كانسان‬
‫ال يعترف القانون الليبي باالغتصاب الزوجي كجريمة‪ ،‬ويُتوقع من النساء تمكين أزواجهن من ممارسة العالقة الزوجية‬
‫الحميمة‪ ،‬كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 18‬من القانون رقم‪ 10 .‬لسنة ‪.1984‬‬
‫يسمح قانون االغتصاب (‪ )424‬للمغتصب بمواصلة اغتصاب الضحية من خالل عرض الزواج كوسيلة للخروج من‬
‫العقوبة‪.‬‬
‫النساء والفتيات المتهمات بالزنا والعالقة الجنسية خارج إطار الزواج‪ ،‬حتى لو تعرضن لالغتصاب‪ ،‬قد يواجهن السجن‬
‫واالحتجاز التعسفي في مرافق إعادة التأهيل االجتماعي التي تديرها الدولة في كل من طرابلس وبنغازي تعرف بالبيت‬
‫االجتماعي‪ ،‬حيث يتم حبس النساء والفتيات إلى أجل غير مسمى مع سلب حقهن في المغادرة أو الدراسة أو العمل‬

‫النظام األبوي والنظام الذكوري‬


‫يعتمد النظام األبوي الكالسيكي على العوامل الجغرافية واالقتصادية والتي تسمح باستمرار سلطة األب على األسرة‬
‫الممتدة‪ ،‬خاصتا في المجتمعات الزراع ية‪ .‬وبنزوح سكان الريف للمدن مع مطلع القرن العشرين طرأت تغييرات على‬
‫تركيبة الهرم السلطوي للنظام األبوي ليتحول إلى نظام ذكوري أكثر منه ابوي‪ .‬حيث ساهمت العوامل االقتصادية في‬
‫خروج األبن وأسرته وانفصاله عن أسرة األب مما أدى إلى ضعف السلطة األبوية وبزوغ سلطة الدولة والتي بدورها‬
‫عملت على تعزيز سلطة الرجل على المرأة من خالل سن دساتير وقوانين تضع الرجل في قمة هرم السلطة الجندري‬
‫وتضع المرأة كتابع ُملزم بطاعة الرجل الزوج واألب‪.‬‬
‫روابط لمواد تدريبية‬

‫رابط المثلة المجتمعات االمومية الستة‪https://www.mentalfloss.com/article/31274/6-modern- :‬‬


‫‪( societies-where-women-literally-rule‬باللغة اإلنجليزية)‬

‫رابط فيديو كيف تبدو الحياة في النظام االمومي‪/https://www.dw.com/ar :‬كيف‪-‬تبدو‪-‬الحياة‪-‬في‪-‬النظام‪-‬األمومي‪av-/‬‬


‫‪37889757‬‬

‫رابط فيديو حكي نسوي عن الجندر‪https://www.youtube.com/watch?v=qYkPXegE4Vg :‬‬

‫رابط فيديو اضائة الغاز‪https://www.youtube.com/watch?v=3SnNuJ7DrtE :‬‬

‫رابط مقال التقاطعية‪https://jeem.me/en/node/121 :‬‬

‫رابط مقال مظاهر من التمييز الجندري في المجتمع الليبي‪ ،‬تأليف نصر المشري‪:‬‬
‫‪https://hunalibya.com/dammawashadda/gbv/11994/‬‬

‫رابط لمقالي "الجندر بين الحقيقة والخيال‪:‬‬


‫‪/http://www.libya-al-mostakbal.org/95/19370‬الجندر‪-‬بين‪-‬الحقيقة‪-‬والخيال‪html.‬‬

‫روابط لمواقع مفيدة‪:‬‬

‫موقع هيئة األمم المتحدة للمرأة بعنوان "العنف ضد المرأة‪ :‬حقائق يجب أن يعرفها‬
‫الجميع"‪.‬‬
‫الدول للقضاء عىل العنف ضد المرأة‬ ‫الثان‪/‬نوفمب ‪ 25‬اليوم‬ ‫ر‬
‫تشين‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪https://www.un.org/ar/events/endviolenceday/index.shtml‬‬

‫ون للحصول ئ‬ ‫ر‬ ‫ر‬


‫عىل وثائق األمم المتحدة‬ ‫موقع األمم المتحدة‪ :‬االشباك االلكب ي‬
‫‪https://www.un.org/ar/sections/general/documents/index.html‬‬

‫هيئة األمم المتحدة للمرأة‬

‫‪https://www.unwomen.org/ar/about-us/about-un-women‬‬

‫البشية لعام ‪٢٠١٩‬‬‫تقرير التنمية ر‬


‫ر‬
‫والعشين ‪:‬ما وراء الدخل والمتوسط والحاض‬ ‫أوجه عدم المساواة يف القرن الحادي‬
‫‪http://hdr.undp.org/sites/default/files/hdr_2019_overview_-_arabic.pdf‬‬

‫الدول‬
‫ي‬ ‫تقرير عن التنمية يف العالم ‪ :2020‬عرض رسي ع‪ .‬البنك‬
‫‪https://blogs.worldbank.org/ar/voices/developmenttalk/wdr-2020-sneak-‬‬
‫‪preview‬‬
‫العالم يل رصد االعالم تونس‬ ‫ر‬
‫المشوع‬
‫ي‬

http://cdn.agilitycms.com/who-makes-the-
news/Imported/reports_2015/national/Tunisia.pdf

You might also like