مفهوم االحتراق الوظيفي: عرف االحتراق الوظيفي بأنه " حالة من اإلنهاك العاطفي والفكري والجسماني ،والتي تكون على شكل تعبيرات يستخدمها الفرد تجاه عمله كاستجابات للضغوط والعالقات التنظيمية المزمنة. وتتمثل هذه الحالة في إحساس الفرد بان مصادره العاطفية مستنزفة، وبميله لتقويم ذاته سلبيا ،وإحساسه بتدني كفاءته في العمل، وفقدان التزامه الشخصي في عالقات العمل ،باإلضافة لفقدانه العنصر اإلنساني في التعامل مع اآلخرين داخل المنظمة وخارجها " أبعاد االحتراق الوظيفي: اإلنهاك الوظيفي: وهو فقدان إحساس الموظف للثقة بالذات ،والروح المعنوية ،وفقدانه لالهتمام والعناية بالمستفيدين من الخدمة ،واستنفاده لكل طاقاته، وإحساسه بأن مصادره العاطفية مستنزفة. وهذا الشعور باإلنهاك العاطفي قد يواكبه إحساس باإلحباط والشد النفسي ،حينما يشعر الموظف أنه لم يعد قادرا على االستمرار في العطاء أو تأدية مسؤولياته نحو المستفيدين بنفس المستوى الذي كان يقدمه من قبل. ومن األعراض الشائعة لإلنهاك العاطفي شعور الموظف بالرهبة والفزع حين التفكير بالذهاب إلى العمل صباح كل يوم. وتحدث حالة اإلنهاك العاطفي هذه للموظفين في العادة بسبب المتطلبات النفسية والعاطفية المفرطة من قبل الجمهور. الشعور بتدني اإلنجاز: ويتسم بميل الموظف إلى تقويم ذاته سلبيا ،وشعوره من خالل ذلك بالفشل ،وكذلك تدني إحساسه بالكفاءة في العمل واإلنجاز الناجح لعمله أو تفاعله مع اآلخرين. ويحدث ذلك عندما يشعر الموظف بفقدان االلتزام الشخصي في عالقات العمل. وكذلك بسبب الحاالت التي تخفق فيها محاوالت الموظف باستمرار في تقديم نتائج إيجابية ،تؤدي إلى ظهور أغراض للتوتر واالكتئاب، وعندما يعتقد الموظف أنه لن تكون لجهوده نتيجة فعالة فإنه يتخلى عن تلك المحاوالت. فقدان العنصر اإلنساني أو الشخصي في التعامل: ويتمثل في نزوع الموظفين نحو تجريد الصفة الشخصية عن المستفيدين الذين يتعاملون معهم ،سواء كان هؤالء المستفيدين من داخل المنظمة أو خارجها. ويعني ذلك فقدان العنصر اإلنساني أو الشخصي في التعامل معاملة األفراد كأشياء وليس كبشر. وفي هذه الحالة يتصف الموظف بالقسوة ،والتشاؤم ،وكثرة االنتقاد ،وتوجيه اللوم لزمالئه في العمل وللمستفيدين وللمنظمة ،ويتصف كذلك بالبرود، وعدم المباالة ،والشعور السلبي نحو المستفيدين من الخدمة ،وقلة العناية بهم .ويظهر ذلك في االنسحاب من خالل اللجوء إلى فترات طويلة للراحة ،أو المحادثات المطولة مع زمالء العمل ،أو على الهاتف....الخ. إن تجريد الصفة الشخصية عن المستفيدين قد يقلل من احتمال التأجج العاطفي المفرط الذي يشعر به الموظف والذي قد يؤثر على أداء العمل في حاالت الطوارئ. وبالتالي فهو يمثل وسيلة للتعامل مع االستنزاف العاطفي للموظف، ويستخدم كوسيلة دفاعية للتقليل من الشعور بالذنب واإلحباط الناتجين عن العمل. وتعد المستويات المتوسطة من فقدان العنصر اإلنساني أو الشخصي في التعامل مع المستفيدين مناسبة وضرورية لألداء الفعال في بعض الوظائف. آلية االحتراق: يأتي االحتراق استجابة للمتطلبات التي تقع على الموظف ،والتي تمثل عوامل توتر للموظف مثل عبء العمل ،وهي بدورها تزيد من التزاماته ومسؤولياته الشخصية. وبسبب المستويات العالية من اإلثارة التي تحدثها هذه المتطلبات ،فإن الموظف يبدأ بالشعور باإلنهاك العاطفي عند التعرض المتكرر لهذه المتطلبات المهمة ،فيلجأ إلى استخدام فقدان العنصر اإلنساني أو الشخصي في التعامل مع المستفيدين وسيلة للتعامل مع هذه الحالة. بعدها يبدأ الفرد بالشعور بإحساس من تدني اإلنجاز الشخصي ،خصوصا عندما يعمل في بيئة ال توفر إال قدرا محدودا من التغذية الراجعة والمكافآت إلنجازات العمل. وقد يبدأ االحتراق أوال بتدهور للعديد من اإلدراكات أو االتجاهات اإليجابية ذات الصلة بعمله ،ونتيجة لذلك ينخفض شعور الموظف بالرضا واالنغماس الوظيفي ،ويزيد الشد العصبي لديه أثناء أدائه للعمل. وبعد ذلك تبدأ نتائج تقويم أداء الموظف في االنخفاض ،ثم تظهر بعض األعراض الجسمية السلبية ،ومن ثم يزداد مستوى التسرب الوظيفي، وينخفض مستوى تقدير الذات ،وتظهر مؤشرات على تدهور الصحة النفسية ،وتسوء نوعية العالقات الشخصية واالجتماعية ،األمر الذي يؤدي إلى تفكك مجموعات العمل المتالحمة ،وانهيار الدعم االجتماعي للموظفين (حدوث فقدان العنصر اإلنساني أو الشخصي في التعامل أوال حتى يكون هناك شعور بتدني اإلنجاز الشخصي ،ومن ثم يفضي ذلك إلى اإلحساس بمستويات عالية من اإلنهاك العاطفي). العوامل المؤثرة في حدوث االحتراق الوظيفي: عالقات العمل الشخصية. عبء وغموض وصراع الدور. نظم األجور والرواتب. تقويم األداء الوظيفي. صرامة وجمود التنظيم. المغاالة في الطموح والتوقعات( .النفيعي1421 ،هـ.)67-63 : حجم العمل أكثر من الالزم. وقت العمل المخصص ال يسمح بأداء كل ما هو متوقع. إمكانيات وقدرات الموظفين ال تستغل بالشكل السليم. العمالء والمراجعون سريعو االنفعال. سياسات غامضة أو تحكمية. نظم االتصال غير فعالة. كثير من األعمال الروتينية. تغذية مرتدة ضعيفة عن مدى كفاءة أو عدم كفاءة األداء. انعدام التقدير من المدراء. محدودية فرص النمو و الترقي بالمنظمة. عدم الشعور بأمان للمستقبل الوظيفي بالمنظمة. فرص النمو الوظيفي غير واضحة بالمنظمة. عدم السيطرة على العمل. الشعور بإهدار الحياة مقابل العمل.
الرضا الوظيفي - تنمية إستراتيجية هادفة للتأثير على الأفراد و التقليل من الانعكاسات النفسية والسلوكية في المؤسسات الاقتصادية الجزائرية (مدخل نظري تحليلي)