Professional Documents
Culture Documents
الفصل الاول
الفصل الاول
الفصل االول
التوجهات الفكرية الخاصة بالعلم والفن في العمارة
الفصل األول
التوجهات الفكرية الخاصة بالعلم و الفن
في العمارة
0.1تمهيد:
يهتم الفصل االول بمسألة توفير قاعدة معلومات ضرورية لبناء اإلطار النظري؛ كرست محاوره الثالثة
لتناول النظرة إلى العمارة على وفق ما ورد في طروحات المنظرين التي فرقت بين النظرة العلمية والفنية لها،
وبينت جوانب العمارة المختلفة التي اقترنت بالعلم أو بالفن.مهدت بالتالي الستخالص المشكلة المعرفية للبحث
والتي ستتبلور في نهاية الفصل الثاني.
تتناول المحاور الثالثة للفصل األول جانبي العلم والفن في العمارة وبمستويات مختلفةة .يةدرا المحةور
األول االطروحات الفكرية المختلفة التي تناولت النظرة إلى العمارة علما ً أو فناً .في حين يتناول المحور الثاني
سمات المعماري كعالم وكفنان .أما المحور الثالث فيبحث أهداف العمارة وفق الطروحات المختلفة فةي ضةوء
األهداف العلمية والفنية.
ينتهي الفصل باستنتاجات عامة وطرح لحدود االطار النظري تكون بهيئة توطئة للفصل الثاني.
.1.1المحور األول :النظرة إلى العمارة في ضوء التوجهات الفكرية الخاصة بالعلم و الفن.
تباينت النظرة إلى العمارة و المواقف الفكرية إزاءها بتباين األزمنة واألمكنة والنقةاد والمحللةين أنفسةهم
كل حسب مرجعيته العلمية أو الفنية .سنبحث في هذا المحور أهم هذه المواقف بحسب النظرة إلةى العلةم والفةن
فيها.
.1.1.1العلم جانب العمارة المتخصص ووسيلته في تحقيق فنها :ويتمثل في الطروحات اآلتية :
-طروحااات :)Kahn1966العمةةارة عنةةد )Louis Kahnروح ال تعةةرف أي طةةراز و ال أيةةة طريقةةة،
متفردة كونها نتاج لذهن اإلنسان الذي هو متفرد ،موجودة منذ أن كانت المعرفة معدومة تقريبةا .و هةي لةكل
فني و ضبط لتعبير فني يختلف عن الرسم و النحت وان كان ال يقل لأنا عنهما .تكون فيةه المةادة و اإلنشةاء و
الفعالية وسيلة المعماري في التعبير عن نفسه و جانب العمارة االختصاصي الذي يشكل بحسب )Kahnحيزا
ضئيال فيها .يجعل عملها احترافا يتحقق في الواقع ليخدم غرضا معينا .)Joyce ,p.2
أن )Kahnفي نظرته الفنية التعبيريةة للعمةارة ال يقصةي دور العلةم منهةا كونةه يمكةن المعمةاري مةن
التعبير ويجعل العمارة متحققة في الواقع تلبي متطلبات المتانة والمالئمة.
9
-طروحات :)Collins 1971يقول ) (Peter Collinsعن العمارة إنها جزئيا ً فن تتعلق بالمشاعر و جزئيا
علم تهتم بجوانب اإلنشاء و غرض البناية .ال يمكن للمعماري أن يصةل إليهةا بواسةطة سلسةلة مةن العقالنيةات
لوحدها مثل العلماء ،أو من خالل روح العصر الذي يعيش فيه ،مثلما ال يمكن أن يصل إليها بواسطة الحدا
مثل الفنانين .أن المعماري يفكر باأللياء بشكل حدسةي ،ثةم يبةرر كلةش بشةكل عقالنةي .حيةث تكةون الفعاليةة
التصميمية بهذه الروحية عملية جدلية بين العلم و الفن .)Collins ,p.16يأخةذ الفةن فيهةا جانةب اإلبةدا فةي
حين يأخذ العلم جانب النقد والتفسير.
-طروحات :)Lawson 1997إكا كان التصميم عنةد )Bryan Lawsonيقةع فةي منتصةف المسةافة بةين
اإلبدا الفني و النهج الهندسي المنطقي) ،(Lawson, p.179فان العمارة بدورها تحتل عنده موقعةا مركزيةا
في الطيف التصميمي ،و الذي يمثل الهندسة المدنية و تصميم األزياء طرفيه المتعاكسين .)Ibid. ,p31فهي
نتاج فعالية كهنية مميزة قادرة على التعامل بمهارة مع مختلف المعلومات محولة إياهةا إلةى مجموعةة متناسةقة
من األفكار ،تأخذ بعض التحقق فةي الواقةع علةى لةكل رسةومات .تتطلةب مةن المعمةاري ،الةذي ال يسةتطيع
الهروب من تأثيرات العلم و الفن و التقنية علةى مسةعاه اإلنسةاني ،أن يكةون لةه تقةويم جمةالي متطةور للعةالم
المرئي لأنه في كلش لأن الفنان .مثلما تجعله بحاجة إلى تقييم طبيعة كل من العلم و الفن و اإلحاطة بكل أنوا
المعرفة .و هذا ما يميزه عن العالم الذي يمكن أن يؤدي عمله بكفاءة دون الحاجة إلى معرفة كيف يفكر الفنةان.
و يفرقه أيضا عن الفنان الذي قد ال يحتاج إلى االتكال على الطريقة العلمية في إبدا أعماله المختلفة Ibid. ,
.)P.10
.2.1.1العلم مناوب مع الفن في تصميم العمارة :ويتمثل في الطروحات اآلتية :
-طروحاات ) :(Alvar Aalto 1979فةي كتابةه )Poetics of Architectureيؤكةد )Antoniades
النظرة الشمولية ﻟ )Aaltoفي تناوله العمارة حيةث يجةدها األخيةر رةاهرة تركيبيةة تشةمل بشةكل عملةي كةل
حقول الفعاليات اإلنسانية ،لتكون فنا واختصاصا وحالة كهنية في آن واحةد .تتطلةب مةن المعمةاري أن يمتلةش
خياال ويكون مبدعا على عدة مستويات بعضها فني وبعضها فكري وبعضها علمي تشمل التكنولوجيا والمةواد
والعدة)وأيضا اختصاصي يشمل األعمال والعمليات وأخالقيات المهنة) .)Antoniades ,p.15
-طروحاات :)Broadbent 1981تمثةل العمةارة بالنسةبة ﻟ )Broadbentواحةدة مةن المسةاعي الخالقةة
تستلزم من مبدعها أن يكون عالما مثلما يكون فنانا .يكون تفكيره عقالنيا في بعض مواقع الفعالية التصميمية و
خالقا في إنتاج الشكل .يستعمل حكمه الشخصي في تحديد األولويات أو الفصل بةين العوامةل المتضةارية و لةه
القدرة على التعامل مع الفضاء و يتمتع بمهارات االتصال .)Broadbent ,p.9
يتبنى )Broadbentفي طروحاته حول مواصفات العمةارة الجيةدة ثالثيةة )Vitruviusالمتمثلةة فةي
المتانة و المالئمة و البهجة .مضيفا إليها لرطين آخةرين همةا الوقةت و الكلفةة المناسةبين .مؤكةدا ً دور البهجةة
بوصفها أساسي في العمارة .مستندا في كلش على انه الوجود لعمارة غير متينة وغير مالئمة بوصفها فيزيائية
أو سيكولوجية يمكن أن تبهج مستعمليها .)Ibid. , p.3
10
.4.1.1العلم منهج للعمارة نصل بواسطته إلى فنها :ويتمثل في طروحات :
-طروحات :)Alexander 1967يعد )Christopher Alexanderمن ابرز مؤيدي التوجه العلمي فةي
تصميم العمارة .تتجلى نظرته إلى العمارة كونها نتاج تعبير المصمم عن لةعوره تجةاه المشةكلة التصةميمية،
تتشابه مع الرياضيات في عالقات أجزاءهةا ونمةط ألةكالها) فةي تبريةره التكالةه علةى الرياضةيات فةي نهجةه
التصميمي إلى التالحم الوثيق بين الرياضيات والعمارة ،وكما هو موضح في اآلتي :أوال تكمةن قيمةة الشةكل
على اختالف أنواعه في تنظيمه وفي طبيعة العالقات التي تربط بين أجزائةه .وهةذا يعنةي بةان االخةتالف بةين
الرياضيات التي يكةون لةكلها تجريةدي ولةكل العمةارة الةذي هةو أنسةاني ومتحقةق فةي الواقةع اختالفةا غيةر
جوهري .ثانيا :يتطور لعور اإلنسان تجاه الشكل الرياضي من خالل لعوره تجةاه عمليةة البرهنةة ،لةذا فةأن
الشعور تجاه الشكل المعماري ال يمكن أن يصل إلى نظام مواز في تطوره الرياضي ،إال بتطور لعور مشابه
تجاه عملية التصميم ).(Alexander ,p.134
إن تطور لعور العالم الرياضي تجةاه الشةكل الرياضةي الةذي يتةأتى مةن لةعوره تجةاه عمليةة البرهنةة
الرياضية ،يجده (Alexanderينطبق على العمارة.حيث يتطور لعور المصمم تجاه لكل العمارة ويقصةد
بالشكل عالقات األجزاء) من لعوره تجاه عملية التصميم .وهذا يعنةي أن الرياضةيات والعمةارة يمةثالن عنةده
تعبيرا ً عن مشاعر العالم أو المصمم تجاه أفكاره نتاج األول :لكل رياضي ،ونتاج الثاني :لكل معماري.
.5.1.1العلم والفن والعمارة فعالية واحدة :ويتمثل في الطروحات اآلتية :
عرف قاموا اكسفورد الحديث العمارة كونها "علم و فةن إنشةاء الصةروح
-طروحات ّ :)Allsopp, 1952
لالستعمال اإلنساني" و هو بذلش ينظر إلى العلم و الفن من حيث كونهما مترادفين كمةا يفعةل بعةض العلمةاء و
الفنانون اليوم أمثال )Collingwoodو )Bruce Allsoppو آخرون .ففةي كتةاب Art and Nature
” of Architectureيتناول (Allsoppالعمارة بوصفها فنا ً له خصوصيته التي تميزه عن بقية الفنون متبنيا
طروحات (Collingwoodفي كون الفن فعالية تخيلية يعبر بواسطتها الفنان عن مشاعره ،ال يفرق بينهمةا
و بةةين العلةةم أو العمةةارة .فةةالعلم فعاليةةة تخيليةةة واعيةةة تمكةةن العةةالم مةةن التعبيةةر عةةن مشةةاعره تجةةاه فكةةرة مةةا
(Allsopp, p.23و العمارة استجابة لعورية تجاه مشكلة ما يعبر عنها في المبنةى الةذي يصةممه Ibid. ,
.)P.84
يتحةدد الفةن وكةةذلش العمةارة) عنةةد (Allsoppبمسةتوي واحةد مةةن مسةتويات تحقةةق العمةل الفنةةي أو
المعماري وهو المستوي الذهني حيث يتحقق العمل الفني في وعي الفنان وليس في العالم الخارجي.
-طروحات :)Saarinen 1985يتعامل )Eliel Saarinenمع العمارة مثلما يتعامةل مةع الفةن أو العلةم،
على إنها تنظيم مبد تؤدي فيه الغريزة وبةاألخص الغريةزة المبدعةة) دورا أساسةيا .فهةي تسةجل اهتةزازات
الحياة و تحولها إلى ألكال مناسبة .)Saarinen p.109و تقيس السمات اإليقاعية للترتيب السيكولوجي تجاه
مشكلة ما .و تضعها في لكل معبر مستعينة بوسائل التعبير و بما ينسجم مع الذهن اإلنساني الةذي يلعةب دورا
ساندا في العملية الفنية أو العلمية أو المعمارية .)Ibid., P.118
12
المبنى كما هو الحال مع .)Hudnutكما أن بعضهم ينظر إلى جانب التعبير في الفن ويجعله كل الفن .ومةنهم
م ن يأخذ جمال الشكل األولوية في نظرته إلى الفن ومنهم من يجد الفن علما ومنهم من ال يفرق بين العلم والفن
كما هو الحال مع .)Allsopp
لم ينكر أي من المنظرين باختالف نظرتهم إلى العلم والفن في العمةارة) دور التعبيةر فةي العمةارة وان -
تباينت أهمية التعبير بالنسبة إليهم .كما يبرز دور المشاعر ،حتى في الطروحات التي تتبنى التوجهات العلميةة
في النظرة إلى العمارة.
.2.1المحور الثاني "المعماري سماته ومعارفه":
-طروحااات :)Vitruviusلةةروط المعمةةاري عنةةد (Vitruviusهةةي -1 :الموهبةةة -2 .التعلةةيم :يمكةةن
المعماري من عمل البحوث -3 .المهارة اليدوية و المعرفة بالرسم :تمكنه من عمةل تخطيطةات سةريعة تظهةر
لكل العمل الذي يقترحه -4 .اإللمام بالهندسة :تعينه فةي الرسةم باسةتخدام األدوات الهندسةية ويمكنةه مةن حةل
المسائل الصعبة المتعلقة بالتناسق بالوسائل و الطرق والنظريات الهندسية -5 .المعرفة بالتاريخ :تؤهلةه ليفسةر
األعمال الفيزيائية في العصور المختلفة -6 .االطال الفلسفي :يتعلم منةه المبةادا الفيزيائيةة األساسةية ويسةمو
بذهنه جاعال إياه اكثر عدال ونزاهة -7 .الفهم الموسيقي :الذي يمكنه من فهةم نظريةة الرياضةيات -8 .المعرفةة
بالطب تجعله مهتما بمسائل البيئة ونقاوة الهواء -9 .معرفة وجهات نظر الفقهاء -10.الدراية بعلم الفلةش :يةتعلم
منه الجهات األربعة وحركة الشمس خالل النهار وبما يعينه في تصميم مبانيه -11 .المعرفة بعلم الجبر :تمكنه
من حساب مقاساته وحساب الكلفة الكلية لمبناهُ .(Vitruvius, pp.5-10
ان دراية المعماري بالكم الواسع من العلوم والفنون والذي يجده (Vitruviusاألسةاا الةذي يسةتند عليةه
المعماري ليتمكن من استيفاء متطلبات العمارة كفيل بجعله عالما وفنانا في آن واحد.
-طروحات ) :(Albertiعلى المعماري أن يكون كا نبوغ فني وعلم حسن وخبرة مستفيضة و إحساا قةوي
ليكون بالتالي معماريا متمكنا فةي ميةدان عملةه . )Alberti ,p.205تكةون سةبله فةي زيةادة معرفتةه وتطةوير
قابلياته وخبرته هي :
-1قراءة كل ما كتبه المؤلفون من ألياء جيدة أو سيئة في العلم الذي ينهجه المعماري و تفحصه.
-2التبصر الجدي في كل األبنية كائعة الصيت ،وتحويلها إلى خطوط و أعداد .وعمل نماكج لها بحيث يةتمكن
المعماري من اختبار تنظيمها وتقصي مواطن التميز فيها.
-3االستفادة من أي لئ نبيل يجده المعماري ،وجعله مصدر الهام له في أعمالةه الخاصةة ،وتطةوير األلةياء
القابلة للتطوير والمصنوعة بشكل جيد لتبلغ كمالها في نتاجه التصميمي .وكذلش تحويل التصةاميم غيةر الجيةدة
إلى ألياء ممتازة في أعماله.
-4على المعماري أن ينهةل مةن الفنةون التةي تعينةه فةي حقةل اختصاصةه بعمةق واستفاضةة والتةي تتمثةل عنةد
) Albertiبفن الرياضيات وفن الرسم لكي يصبح المعماري بدوره اكثةر اسةتعدادا ونبوغةا وثباتةا .وهةو فةي
طروحاته هذه يخالف (Vitruviusالذي دعا إلى إلمام المعماري بكل الفنون باستفاضة .)Ibid. ,p.206
14
يبرر )Albertiموقفه هذا في كون المعماري ال يحتاج أن يكون محاميا بارعا ليعرف المحددات بةين
القطع المتجاورة ،وليس لرطا أن يكون فلكيا ليوقع المكتبةة فةي الشةمال أو موسةيقيا عظيمةا ليجعةل المسةرح
كفء صوتيا …الخ .اال أن الحال يختلف مع الرياضيات والرسم ،فالمعرفة السطحية بالنسبة للمعمةاري غيةر
كافية ،كونه ال يمكن أن يكون معماريا بدونهما ،مثله في كلش مثل الشةاعر الةذي ال يمكةن ان يكةون لةاعرا،
بدون معرفته للوزن والقافية .)Ibid. ,p.207
إن ما تقدم من عةرض لطروحةات )Albertiمةن لةأنه أن يضةع المعمةاري فةي حالةة تبصةر ويقظةة
للتطورات والتحسينات في األلياء التي يبصرها ،مطورا بالتالي قابليته النقديةة وجةاعال قدرتةه علةى اإلبةدا
اكثر حدة .ويكون االضطال بالرياضيات الذي عادة ما يقترن بالعلم الخالص) وبالرسم الذي ينسب إلى الفن
الخالص) والذي يعد من ضروريات التصميم عنةد ،)Albertiمؤلةرا إلةى امةتالك المعمةاري ملكتةي العلةم
الخالص والفن الخالص في آن واحد .يبةرز فةي طروحةات )Albertiأيضةا الةدور الةذي يلعبةه " الةتعلم مةن
األخطاء " في العمارة وأيضا الدور الذي يلعبه النقد الذاتي في تطوير المقدرة التصميمية للمعماري .وفةي هةذا
تعزيز لمكانة العلم الذي يرتبط بالنقد والتصحيح) في تصميم العمارة.
-طروحات :)Allsopp, 1952يعتمد المعماري في عمله على القدرات اآلتية :
سعة الشعور واالحساا :التي من لإنها ان تجعل المعماري تواقا الى التعبير عةن كةم المشةاعر الهائةل -1
الذي يكتنفه.
الذكاء :يقول " (Allsoppيجب ان تكون ككيا لكي تصبح معماريا جيدا " .يحتاج المعماري فةي حلةه -2
المشاكل الذهنية وفي تغلبه على مشاكل التخطيط التي تكون معقدة وصعبة ،الى قدرات عقلية جيدة تمكنةه مةن
فهم كيفية عمل االلياء وكيفية تصرف االنسان .وتجعله قادرا على ان يةزن الشةواهد ويفصةل بةين المتطلبةات
المتناقضة ،ويستوعب التعقيد التقني في فعاليته التصميمية.
النبل :)Nobilityالذي من لأنه ان يجعل المعماري يعبر عن معاني سامية. -3
المهارة في االنتاج الفني وخصوصا في الرسم :على الرغم من ان اعداد الرسةومات النهائيةة يمكةن ان -4
يكون في المراحل النهائية من فعالية التصميم ،اال ان التخطيطةات السةريعة يمكةن ان تةؤدي دورا حيويةا فةي
استخالص االفكار وبلورة الفعل التصميمي وخصوصا في مراحله االولى .)Allsopp,p.84
ان قدرات المعماري بوصفه فنانا ً وعالما ً هي ما يعدها )Allsoppاالساا الذي يستند عليه المعمةاري
في عمله التصميمي.
-طروحات :)Richards 1974يتمتع المعماري الجيد كما يصفه )Richardsبالسمات اآلتية :
-1قابليته على رؤية األلياء ،المرسومة ببعدين ،من أبعادها الثالثة .و ادراك الطريقة التي يتغير بهةا الشةكل
من النقاط المختلفة التي تعد من المهارات التي يمكن تنميتها .تتأتى أهميتهةا مةن دورهةا الةذي تلعبةه فةي جعةل
المعماري يهتم بمظهر األلياء -2.إحساسه الفطري بالنظام الذي يمكنّه من أدراك العالقات المنطقية وأنماطهةا
بين األلياء .)Richards, p.65لهاتين السمتين أهمية كبيرة في تطةوير إمكانيةات المعمةاري إلنجةاز دوريةن
15
أساسيين هما :أ -االختيار و التمييز لما يمكن أن تبصره العين .ب -الوصول إلى النظام في قلةب الفوضةى-3.
إمكانيته في الرسم التي اليمكن االستغناء عنها في عملية التصميم طالما أن الرسم وسةيلة المصةمم فةي ترجمةة
أفكاره وتوثيقها على الورق --4.إحساا المصمم بالرياضيات الذي يجعله اكثر مياالً للمنطق والنظام ،والةذي
ال يلزمه أن يكون ضليعا في الرياضيات المتقدمة التي عادة ما تكون من اختصاص المهندا الذي يشترك معه
في التصميم .)Ibid. p.66
تعد قابلية الرسم واإلدراك الفضائي واإلحساا بالنظام واإلحساا الرياضي ،بحسب )Richardsمن
ملكات المصمم األساسية .تنسب الملكتين األولى والثانية عادة إلى الفن ،بينما تنسب الثالثة والرابعة إلى العلم.
.3.1المحور الثالث "هدف العماارة" :تباينةت النظةرة إلةى العمةارة وبالتةالي إلةى الهةدف الةذي تحققةه فةي
المجتمع باختالف العصور و األزمان والظروف السائدة التي لعبت دورا كبيرا في بلورة هذا الهدف .فقد لةهد
النصف الثاني من القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين ،على سبيل المثال ،تزامنا للعديةد مةن العوامةل
عديدة في الحياة الثقافية والصناعية اتحدت لتفصل المهندا عن المعماري الذي اهتم بجمال المبنى دون التأكيد
على متانته أو مالءمته للغرض الذي بني من اجله .عادا ً العمارة نوعا من االكسةاء الخةارجي لطةرز الماضةي
التي حلت محل الخيال المبد الصادق ،ومستعمال المواد الجديدة وسيلة لتقليد الماضي .ليصةبح اإلنشةاء لةيئا
ثانويا وتكون العمارة بالتالي ،ترفا جماليا مفصةوال عةن العةالم الصةناعي الةواقعي .وممهةدا لظهةور مدرسةة
فكرية جديدة تسمى الوريفية .)Hamlin ,pp.8-9
نظرت الوريفية )functionalismإلى العمارة كونها علما مثلما هي فنا ،متينة وكات كفاءة مثلما هي
جميلة تتطلب من المعماري أن يكون واضح التفكير يبني مباني مفيدة ومتينة كأقصى ما يمكن أن ينجزه العلم،
مقرونا ً بالجمال وبما يجعلها مصدر بهجة وراحة دائمتين .)Ibid. ,p.10
سيتناول هذا المحور إيجازا لطروحات مجموعة المنظرين في تناولها لهدف العمارة:
-طروحات ) :(Robertson 1944عندما يقال بأن على المصمم المعماري أن يواكب روح عصره ،فهذا ال
يعني بأن المصمم يجب أ ن يكون حديثا في سياق كونه يتبنى آخر التطورات في المنشأ و المةواد .أو يضةم فةي
تصاميمه احدث نظريات االستغالل األمثةل لةألرض .فهةذه أمةور يصةفها )Robertsonكونهةا دوامةات فةي
مجرى رئيس ،تتغير باستمرار ال يمكن للمعماري أن يبحر فيها.
أن فهم المعماري للتطور العام الرئيس في عصره مةن مالمةح اجتماعيةة و سياسةية و تقنيةة .و اكتسةابه
للمعرفة التقنية التي يتطلبها تنفيذ مهامه االختصاصية .و تهيئته لذهنه و رؤيةاه و بمةا يجعلةه "رجةل رؤيةا " و
خيال يترجم تأثير األوضا الحالية على المستقبل ،تعةين المعمةاري علةى الموائمةة مةع المسةؤوليات الكبيةرة
الملقاة على عاتقه .و تمكنه من فهم و تلخيص و ربط الحقائق و المواقف مع بعضها لتكسبه بالتالي قوى لتنظيم
الحقائق ،يتكل عليها في إنتاجه لأللكال المعمارية .)Robertson ,p.6
16
يعد الخيال و الحس المرهف عند )Robertsonمن ملكات المعماري التةي تعينةه فةي التشةرب بةروح
عصره و التعبير عليه ،ووسائله التي يتمكن بواسطتها من إيجاد عالقات جديدة بين الحقائق الموجودة ،متنبئا
بما ستؤول إليها األوضا في المستقبل .ليكون المعماري بذلش رجل علم وفن ،يعبر و يفسر في آن واحد.
-طروحات :)Hudnut 1949ال تعبر العمارة عن مشاعر الخوف أو مشاعر الصداقة أو االمتنان ،بل عن
مشاعر المجتمع كله مثةل مشةاعر الرفعةة و العظمةة أو مشةاعر القةوة و االقتةدار و غيرهةا مةن مشةاعر الكةل
المشترك .اال أن هذا ال يعني انه ال توجد عمارة توصف كونها عمارة أليفة أو مرحةة ،فةاألخيرة تشةكل فرعةا
من مجرى العمارة الجمعية ال تغير من لكلها الجوهري و ال توجةه سةيرها . )Hudnut ,p.152و حيةث أن
القيم الروحية التي تقدمها العمارة هي للحياة الجمعية ،و حيث أن المعماري يعبر عن مشاعره كونه جزءا من
هذا المجتمع ،فان العمارة ال يمكن أن تكون فنا استنباطيا )(introspective artكما هو الحةال مةع الشةعر و
الموسيقى .)Ibid., P.153
يشير )Hudnutفي تعيينه لمشاعر القوة و الرفعة …الخ ،بوصفها مشاعر تعبر عنها العمةارة ،إلةى
البنى الكامنة في مجتمعه و العالقات الحقة التي تربط دعائمه ؛ التي يعبر المعماري عةن مشةاعره تجاههةا ،و
ليس التعبير ع ّما يطفو على السطح من رواهر.
-طروحات :)Allsopp 1952يستعمل الفنان وسائله و مادته للتعبير عن مشاعره بخصوص األلةياء التةي
تهمه فهو يعبر عن طبيعة الناا كما يحس بها في رسمه لوجوههم بطريقة تعجز الكةاميرا عةن اآلتيةان بهةا .و
يعبر عن مشةاعره تجةاه العةالم المرئةي و الملمةوا ،و كةذلش يعبةر عةن إنسةانيته و حبةه و كرهةه و آمالةه و
احباطاته ...الخ بصور تتوارد إلى كهنه . )Allsopp ,p.10و كذلش الحال مع العالم الذي يكرا معظم وقته
وجهده و طاقته لدراسة الرياضيات على سبيل المثال ،فانه يختبر مشاعره الخاصة بالرياضيات و يعبةر عنهةا
في سياقات رياضياته .)Ibid, p.25
و هذا ينطبق على المعماري الذي يعبر عن مشاعره تجاه ألكال األلياء و صالدتها و قوتها و منشةأها.
و أيضا تجاه الطريقة التي يعمل بها اإلنسان و أسلوب أكله و لربه و تسليته...الخ )Ibid., p.10لذلش نجةده،
غير لبيه بالتقني الذي يعد لنا صناديق تضم أجسادنا دون أرواحنا و يصمم فضاءت السةكن و اللعةب و العمةل
مع لعور مخلص بان البيئة التي يعيش فيها اإلنسةان جةزء مةن البيئةة اإلنسةانية ،يكةون فيهةا سةالمة الشةعور
متطلبا أساسيا من متطلباتها .)Ibid. p.21
على الرغم من وجود مدى واسع من المشاعر ليس من السهولة إدراكها أو اختبارها اال بذهنية متطورة،
كما هو الحال مع مشاعر العالم التي يكةون كوو االختصةاص مةؤهلين اكثةر مةن غيةرهم لفهمهةا ،أو مشةاعر
بعض الفنانين التي ال يمتلش جميع الناا القدرة إلنعالها تخيليا ،حيث يكون من الصةعب فهمهةم مةن قبةل فئةة
كبيرة من الناا .وعلى الرغم من أن المشاعر التي يعبر عنها المعماري في فئة غامضة و ليست مصنفة ،اال
إنها ليست مبهمة جدا كتلش المتعلقة بالرياضيات .حيث يمكن تألةير نةوعين مةن الحةوافز لهةا :تتعلةق األولةى
بغرض المبنى و عالقته بالمستعملين ،بينما تتعلق الثانية بالمبنى نفسه.
17
رسالة المصمم الفنان) الرئيسة عند ) (Giedionهي التعبير عن مشاعره تجاه رواهر معينةة موصةال
إياها إلى لعور المتلقي فاتحا بذلش عوالمةا لةعورية جديةدة .ال يختلةف عةن الفنةان الةذي يبحةث عةن عالقةات
لعورية ،أو عن العالم الذي يتقصى العالقات االدراكية.
-طروحات :)Nelson 1975تشترك العمارة مع الفن في استخالصةها للجةوهر و التعبيةر عنةه فةي ألةكال
يقدمها مبدعها للمجتمع الذي يدرك الحقيقة عندما يراها .و أن هذا التوصيل للحقيقة الذي يجعل العمةارة تعمةل
بوصفها وسيلة اتصال مثلها في كلش مثل الرسم و النحت ،يضع على عاتق المصمم أو الفنان مسؤولية كبيرة.
تحتم عليه أن يطور معرفته بالعالم الذي اصبح محطا ً للتغيرات السريعة التي يبدو إنها أصبحت الثابةت الوحيةد
فيه مستخلصا العالقات غير الملموسة و التي أصبحت اكثر واقعا من األلياء الملموسة ،و بما يمكةن المصةمم
الفنان من فهم هذا الواقع ،ليتمكن بالتالي من السيطرة عليه .)Nelson ,pp.4-6
أن دعوة )Nelsonالمصمم الفنان) إلى استكشاف العالقات الكامنة في عصره إنما هي مثابة دعوة له
ليكون عالما مثلما هو فنانا يبلغ أقصى مراحل أهداف المعرفة العلمية و المتمثلة بالفهم وامكانية السيطرة .
-طروحات :)Antoniades 1990صنف )Antoniadesالمعماريين إلى صنفين هما:
-1المعماري الفنان) :يهتم باألهداف المكانية و األهداف السامية و النبيلة ،مستعد للتضحية بالمادة و الكفةاءة
اإلنشائية في سبيل تأمينه لميزانية تسمح له بتحقيق أهدافه األكثةر لةموال .ثابةت علةى أولوياتةه فةي سةعيه إلةى
التفوق التصميمي على الرغم محددات الميزانية .قد يعري المنشأ إلةى العظةم ليضةمن حصةوله علةى الجوانةب
الفضائية و الشكلية التي يسعى اليها .يتطلب ناقد محنكا و رب عمل قوي و نزيه يقيم المشةرو ضةمن سةياقه.
غايته عمارة لمولية يكون دور المعماري ألةبه بةدور الكاتةب فةي سةعيه إلةى التفسةيرات الشخصةية للحقةائق
الفعلية ).(Antoniades ,p. 157
ال يتعامل " المعماري -الفنان " مع المةادة و طةرق اإلنشةاء مةن وجهةة نظةر اإلنجةاز النهةائي الضةيق
فحسب؛ بل تشمل نظرته الى اقتصاديات الجماليات المعمارية و األهداف االركيتكتونيةة األوسةع .يتحمةل فيهةا
مخاطر استخالص الجديد و احتماالت الفشل العرضي لمحاوالته التةي قةد ال تكةون عاملةة دائمةا فةي التطبيةق
الواقعي ،رافعا بذلش لعار ) (Picassoالذي يمكن تطبيقه على العمارة :
)We do it first, and then others make it works “(Ibid. p.221
" -2المعماري المهندا – رجل األعمال) :يتكل على الهندسة و يسةعى إلةى الكفةاءة فةي عمةل األجةزاء كةل
على حدة ،و التي قد ال تتجانس في عملها مع الكل الشمولي .)Ibid. p.223
للعمارة ،بحسب ،)Antoniadesأهداف أسمى من كفاءة اإلنجاز التي تكون من أولويةات اهتمامةات
المعماري المهندا) .حيث أن التعبير عن القيم الروحية و المعاني السائدة و التفسير لحقائق العصر يكون في
مقدمة أهدافها.
19
المدى القريب
اهدافها
المدى البعيد
20