You are on page 1of 14

‫‪7‬‬

‫الفصل االول‬
‫التوجهات الفكرية الخاصة بالعلم والفن في العمارة‬

‫هدف العمارة‬ ‫سماته ومعارفه‬ ‫المعماري‬ ‫النظرة الى العمارة‬


‫العلم جانب العمارة المتخصص ووسيلته في تحقيق فنها‬
‫تتمثل في طروحات كل من ‪:‬‬
‫طروحات كل من ‪:‬‬ ‫طروحات كل من ‪:‬‬
‫‪(Kahn), (Collins), (Lawson).‬‬
‫)‪(Robertson‬‬ ‫)‪(Vitruvius‬‬
‫)‪(Hudnut‬‬ ‫)‪(Alberti‬‬ ‫العلم مناوب مع الفن في تصميم العمارة‬
‫)‪(Allsopp‬‬ ‫)‪(J.M.Richards‬‬ ‫تتمثل في طروحات كل من ‪:‬‬
‫)‪(Kahn‬‬ ‫)‪(Allsopp‬‬ ‫‪(Aalto)،(Broadbent).‬‬
‫)‪(Giedion‬‬ ‫العلم مكمل للفن في العمارة ‪.‬تتمثل في طروحات كل من‪:‬‬
‫)‪(Nelson‬‬ ‫)‪(Robertson)،(Hudnut)،(Giedion‬‬
‫)‪(Antoniades‬‬ ‫‪(J.M.Richards) ،(Antoniades)،(Zevi).‬‬

‫العلم منهج للعمارة نصل بواسطته الى فنها‬


‫تتمثل في طروحات ‪:‬‬
‫‪(Alexander).‬‬
‫العلم والفن والعمارة فعالية واحدة‬
‫تتمثل في طروحات كل من ‪:‬‬
‫‪(Allsopp)، (Saarinen).‬‬

‫العلم مفسر للعمارة وفنها‬


‫تتمثل في طروحات كل من ‪:‬‬
‫‪(Newton) ، (Neutra).‬‬
‫العلم العالقة له بفن العمارة‬
‫تتمثل في طروحات‪:‬‬
‫‪(Ruskin).‬‬

‫استنتاجات الفصل االول وطرح الجوانب المتعلقة باالطار النظري‬


‫‪8‬‬

‫الفصل األول‬
‫التوجهات الفكرية الخاصة بالعلم و الفن‬
‫في العمارة‬
‫‪ 0.1‬تمهيد‪:‬‬
‫يهتم الفصل االول بمسألة توفير قاعدة معلومات ضرورية لبناء اإلطار النظري؛ كرست محاوره الثالثة‬
‫لتناول النظرة إلى العمارة على وفق ما ورد في طروحات المنظرين التي فرقت بين النظرة العلمية والفنية لها‪،‬‬
‫وبينت جوانب العمارة المختلفة التي اقترنت بالعلم أو بالفن‪.‬مهدت بالتالي الستخالص المشكلة المعرفية للبحث‬
‫والتي ستتبلور في نهاية الفصل الثاني‪.‬‬
‫تتناول المحاور الثالثة للفصل األول جانبي العلم والفن في العمارة وبمستويات مختلفةة‪ .‬يةدرا المحةور‬
‫األول االطروحات الفكرية المختلفة التي تناولت النظرة إلى العمارة علما ً أو فناً‪ .‬في حين يتناول المحور الثاني‬
‫سمات المعماري كعالم وكفنان‪ .‬أما المحور الثالث فيبحث أهداف العمارة وفق الطروحات المختلفة فةي ضةوء‬
‫األهداف العلمية والفنية‪.‬‬
‫ينتهي الفصل باستنتاجات عامة وطرح لحدود االطار النظري تكون بهيئة توطئة للفصل الثاني‪.‬‬
‫‪.1.1‬المحور األول‪ :‬النظرة إلى العمارة في ضوء التوجهات الفكرية الخاصة بالعلم و الفن‪.‬‬
‫تباينت النظرة إلى العمارة و المواقف الفكرية إزاءها بتباين األزمنة واألمكنة والنقةاد والمحللةين أنفسةهم‬
‫كل حسب مرجعيته العلمية أو الفنية‪ .‬سنبحث في هذا المحور أهم هذه المواقف بحسب النظرة إلةى العلةم والفةن‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ .1.1.1‬العلم جانب العمارة المتخصص ووسيلته في تحقيق فنها‪ :‬ويتمثل في الطروحات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬طروحااات ‪ :)Kahn1966‬العمةةارة عنةةد ‪ )Louis Kahn‬روح ال تعةةرف أي طةةراز و ال أيةةة طريقةةة‪،‬‬
‫متفردة كونها نتاج لذهن اإلنسان الذي هو متفرد‪ ،‬موجودة منذ أن كانت المعرفة معدومة تقريبةا‪ .‬و هةي لةكل‬
‫فني و ضبط لتعبير فني يختلف عن الرسم و النحت وان كان ال يقل لأنا عنهما‪ .‬تكون فيةه المةادة و اإلنشةاء و‬
‫الفعالية وسيلة المعماري في التعبير عن نفسه و جانب العمارة االختصاصي الذي يشكل بحسب ‪)Kahn‬حيزا‬
‫ضئيال فيها‪ .‬يجعل عملها احترافا يتحقق في الواقع ليخدم غرضا معينا ‪.)Joyce ,p.2‬‬
‫أن ‪ )Kahn‬في نظرته الفنية التعبيريةة للعمةارة ال يقصةي دور العلةم منهةا كونةه يمكةن المعمةاري مةن‬
‫التعبير ويجعل العمارة متحققة في الواقع تلبي متطلبات المتانة والمالئمة‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪-‬طروحات ‪ :)Collins 1971‬يقول )‪ (Peter Collins‬عن العمارة إنها جزئيا ً فن تتعلق بالمشاعر و جزئيا‬
‫علم تهتم بجوانب اإلنشاء و غرض البناية‪ .‬ال يمكن للمعماري أن يصةل إليهةا بواسةطة سلسةلة مةن العقالنيةات‬
‫لوحدها مثل العلماء‪ ،‬أو من خالل روح العصر الذي يعيش فيه‪ ،‬مثلما ال يمكن أن يصل إليها بواسطة الحدا‬
‫مثل الفنانين‪ .‬أن المعماري يفكر باأللياء بشكل حدسةي‪ ،‬ثةم يبةرر كلةش بشةكل عقالنةي‪ .‬حيةث تكةون الفعاليةة‬
‫التصميمية بهذه الروحية عملية جدلية بين العلم و الفن ‪ .)Collins ,p.16‬يأخةذ الفةن فيهةا جانةب اإلبةدا فةي‬
‫حين يأخذ العلم جانب النقد والتفسير‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Lawson 1997‬إكا كان التصميم عنةد ‪ )Bryan Lawson‬يقةع فةي منتصةف المسةافة بةين‬
‫اإلبدا الفني و النهج الهندسي المنطقي)‪ ،(Lawson, p.179‬فان العمارة بدورها تحتل عنده موقعةا مركزيةا‬
‫في الطيف التصميمي ‪ ،‬و الذي يمثل الهندسة المدنية و تصميم األزياء طرفيه المتعاكسين ‪ .)Ibid. ,p31‬فهي‬
‫نتاج فعالية كهنية مميزة قادرة على التعامل بمهارة مع مختلف المعلومات محولة إياهةا إلةى مجموعةة متناسةقة‬
‫من األفكار‪ ،‬تأخذ بعض التحقق فةي الواقةع علةى لةكل رسةومات‪ .‬تتطلةب مةن المعمةاري‪ ،‬الةذي ال يسةتطيع‬
‫الهروب من تأثيرات العلم و الفن و التقنية علةى مسةعاه اإلنسةاني‪ ،‬أن يكةون لةه تقةويم جمةالي متطةور للعةالم‬
‫المرئي لأنه في كلش لأن الفنان‪ .‬مثلما تجعله بحاجة إلى تقييم طبيعة كل من العلم و الفن و اإلحاطة بكل أنوا‬
‫المعرفة‪ .‬و هذا ما يميزه عن العالم الذي يمكن أن يؤدي عمله بكفاءة دون الحاجة إلى معرفة كيف يفكر الفنةان‪.‬‬
‫و يفرقه أيضا عن الفنان الذي قد ال يحتاج إلى االتكال على الطريقة العلمية في إبدا أعماله المختلفة ‪Ibid. ,‬‬
‫‪.)P.10‬‬
‫‪ .2.1.1‬العلم مناوب مع الفن في تصميم العمارة‪ :‬ويتمثل في الطروحات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬طروحاات )‪ :(Alvar Aalto 1979‬فةي كتابةه ‪ )Poetics of Architecture‬يؤكةد ‪)Antoniades‬‬
‫النظرة الشمولية ﻟ ‪ )Aalto‬في تناوله العمارة حيةث يجةدها األخيةر رةاهرة تركيبيةة تشةمل بشةكل عملةي كةل‬
‫حقول الفعاليات اإلنسانية‪ ،‬لتكون فنا واختصاصا وحالة كهنية في آن واحةد‪ .‬تتطلةب مةن المعمةاري أن يمتلةش‬
‫خياال ويكون مبدعا على عدة مستويات بعضها فني وبعضها فكري وبعضها علمي تشمل التكنولوجيا والمةواد‬
‫والعدة)وأيضا اختصاصي يشمل األعمال والعمليات وأخالقيات المهنة) ‪.)Antoniades ,p.15‬‬
‫‪ -‬طروحاات ‪ :)Broadbent 1981‬تمثةل العمةارة بالنسةبة ﻟ ‪)Broadbent‬واحةدة مةن المسةاعي الخالقةة‬
‫تستلزم من مبدعها أن يكون عالما مثلما يكون فنانا‪ .‬يكون تفكيره عقالنيا في بعض مواقع الفعالية التصميمية و‬
‫خالقا في إنتاج الشكل‪ .‬يستعمل حكمه الشخصي في تحديد األولويات أو الفصل بةين العوامةل المتضةارية و لةه‬
‫القدرة على التعامل مع الفضاء و يتمتع بمهارات االتصال ‪.)Broadbent ,p.9‬‬
‫يتبنى ‪ )Broadbent‬في طروحاته حول مواصفات العمةارة الجيةدة ثالثيةة ‪ )Vitruvius‬المتمثلةة فةي‬
‫المتانة و المالئمة و البهجة‪ .‬مضيفا إليها لرطين آخةرين همةا الوقةت و الكلفةة المناسةبين‪ .‬مؤكةدا ً دور البهجةة‬
‫بوصفها أساسي في العمارة‪ .‬مستندا في كلش على انه الوجود لعمارة غير متينة وغير مالئمة بوصفها فيزيائية‬
‫أو سيكولوجية يمكن أن تبهج مستعمليها ‪.)Ibid. , p.3‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ .3.1.1‬العلم مكمل للفن في العمارة‪ :‬ويتمثل في الطروحات اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬طروحااات )‪ :(Robertson, 1944‬يةةدعو ‪ (Robertson‬فةةي كتابةةه ‪ )Architecture Arising‬إلةةى‬
‫العمارة المتكاملة التي يحققها بالنوعية‪ .‬التي تربط المستويين المادي العملي و الروحي و تصل بةين التفكيةر و‬
‫الشعور‪ .‬يكون فيها الفن الوجه االخر للعلم يكرا لخدمة المتطلبات العملية مثلما يحقق االتصةال بةين البشةر و‬
‫يؤمن لهم البهجة ‪.)Robertson ,p.5‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Hudnut, 1949‬العمارة عند )‪ (Joseph Hudunt‬فن تعبيري يعبر عن مشاعر المجمو و‬
‫يلبي أغراضا عملية‪ .‬قيمه الجمالية متنوعة و متعددة األوجه كجمال الشكل و جمةال التعبيةر و جمةال التقنيةة‪،‬‬
‫وتهيمن إحدى هذه األنماط بحسب غرض العمارة ‪. )Hudunt ,p.7‬‬
‫‪-‬طروحات ‪ :)Giedion 1958‬يصف ‪ )Giedion‬العمارة بإنها وسيلة التعبيةر التشةكيلي األكثةر حساسةية‬
‫بين الناا و في كل األزمان‪ .‬تتطلب من مصممها أن يدرك مسبقا الحاجات الشعورية األساسةية لمجتمعةه قبةل‬
‫أن يصبحوا على علم بها بوقت طويل )‪ (Giedion p.139‬وهي فن متعدد الوجوه ال يةرتبط بشةكل وثيةق مةع‬
‫االسقاطات المبالرة لما يجري في دون الوعي لإلنسةان‪ ،‬بةل يةرتبط أيضةا بالمتطلبةات العمليةة و المنشةأية و‬
‫البيئية ‪ . )Ibid. , P.149‬يلعب فيه العلم دور الموجه و الحافز لألفكار و المطور للتقنية‪.‬‬
‫‪-‬طروحات ‪ :)J. M. Richards 1974‬يعرف )‪ (Richards‬العمارة بإنها "المبنى الذي يتالءم مةع بيئتةه"‬
‫‪ )Ibid. , p.134‬التةي تتكامةل فيهةا كةل مةن الجوانةب الفنيةة المبدعةة و الجوانةب العمليةة التةي تعةد أسةاا‬
‫وجودها‪ .‬تحتوي على عناصر من كال الجانبين و تعمةل بوصةفها جسةرا ً يةربط بةين فعاليةات العلةم و فعاليةات‬
‫الفن ‪ .)Richards p 133‬يكون دور المعماري فيها ألبه بالفنان الذي يضةع مواهبةه التخيليةة و المبدعةة فةي‬
‫مجال عملي ‪ ،)Ibid., P.67‬باحثا عن االستعمال الصحيح للتقنية بحيةث تكةون مالئمةة إنشةائيا و إنسةانيا و‬
‫اجتماعيا ‪.)Ibid. p.131‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Antoniades, 1990‬يعتمد الجانب الصحي للعمارة علةى تكامةل جانةب العلةم المتمثةل بحةل‬
‫المشكلة و التوجهات االجتماعية و البيئة‪ ،‬و جانب الفن المتمثل بالشكل في العمارة الذي يتطلب من المعماري‬
‫أن يكون معماري علم و فن في آن واحد‪ .‬يعيش على الحدود المتاخمة بين العلم و الفن‪ ،‬قادرا في الوقةت كاتةه‬
‫على فهم القيم السائدة لعصره و التعامل معهةا بمةا يخةدم التكامةل فةي جوانةب الوريفةة و اإلنشةاء و التقنيةة و‬
‫السياق و المظهر ‪. )Antoniades , pp.283-289‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Bruno Zevi 1993‬العمارة فن معبةر ال تتةأتى سةمته مةن قةيم الفضةاء الةداخلي المعمةاري‬
‫الذي خص به )‪ Bruno Zevi‬العمارة دون بقية الفنون) أو الفضاء الحضةري فحسةب‪ ،‬بةل تةأتي أيضةا مةن‬
‫مجموعة القيم االقتصادية و االجتماعية و الفضائية و التقنية و الجمالية و التزيينيةة ‪ .)zevi, p.30‬و التةي ال‬
‫تجعل العمارة فنا أو تصويرا ألنظمة العيش فحسب بل تجعلها بيئة أيضةا ‪ . )Ibid. , P.32‬يتضةح دور العلةم‬
‫فيها‪ ،‬في التوجهات المعمارية المعاصرة التي تسةتند علةى العلةم بوصةفه ملهمةا ً لهةا‪ ،‬و فةي مسةائل القيةاا و‬
‫الحساب و تنظيم الشكل‪ ،‬و في حرية تعامل المصمم مع اإلنشاء المعماري ‪. )Ibid. p.166‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ .4.1.1‬العلم منهج للعمارة نصل بواسطته إلى فنها‪ :‬ويتمثل في طروحات ‪:‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Alexander 1967‬يعد ‪ )Christopher Alexander‬من ابرز مؤيدي التوجه العلمي فةي‬
‫تصميم العمارة‪ .‬تتجلى نظرته إلى العمارة كونها نتاج تعبير المصمم عن لةعوره تجةاه المشةكلة التصةميمية‪،‬‬
‫تتشابه مع الرياضيات في عالقات أجزاءهةا ونمةط ألةكالها) فةي تبريةره التكالةه علةى الرياضةيات فةي نهجةه‬
‫التصميمي إلى التالحم الوثيق بين الرياضيات والعمارة‪ ،‬وكما هو موضح في اآلتي ‪ :‬أوال تكمةن قيمةة الشةكل‬
‫على اختالف أنواعه في تنظيمه وفي طبيعة العالقات التي تربط بين أجزائةه‪ .‬وهةذا يعنةي بةان االخةتالف بةين‬
‫الرياضيات التي يكةون لةكلها تجريةدي ولةكل العمةارة الةذي هةو أنسةاني ومتحقةق فةي الواقةع اختالفةا غيةر‬
‫جوهري‪ .‬ثانيا ‪ :‬يتطور لعور اإلنسان تجاه الشكل الرياضي من خالل لعوره تجةاه عمليةة البرهنةة‪ ،‬لةذا فةأن‬
‫الشعور تجاه الشكل المعماري ال يمكن أن يصل إلى نظام مواز في تطوره الرياضي‪ ،‬إال بتطور لعور مشابه‬
‫تجاه عملية التصميم )‪.(Alexander ,p.134‬‬
‫إن تطور لعور العالم الرياضي تجةاه الشةكل الرياضةي الةذي يتةأتى مةن لةعوره تجةاه عمليةة البرهنةة‬
‫الرياضية‪ ،‬يجده ‪ (Alexander‬ينطبق على العمارة‪.‬حيث يتطور لعور المصمم تجاه لكل العمارة ويقصةد‬
‫بالشكل عالقات األجزاء) من لعوره تجاه عملية التصميم ‪.‬وهذا يعنةي أن الرياضةيات والعمةارة يمةثالن عنةده‬
‫تعبيرا ً عن مشاعر العالم أو المصمم تجاه أفكاره نتاج األول‪ :‬لكل رياضي‪ ،‬ونتاج الثاني‪ :‬لكل معماري‪.‬‬
‫‪ .5.1.1‬العلم والفن والعمارة فعالية واحدة‪ :‬ويتمثل في الطروحات اآلتية ‪:‬‬
‫عرف قاموا اكسفورد الحديث العمارة كونها "علم و فةن إنشةاء الصةروح‬
‫‪ -‬طروحات ‪ّ :)Allsopp, 1952‬‬
‫لالستعمال اإلنساني" و هو بذلش ينظر إلى العلم و الفن من حيث كونهما مترادفين كمةا يفعةل بعةض العلمةاء و‬
‫الفنانون اليوم أمثال ‪ )Collingwood‬و ‪ )Bruce Allsopp‬و آخرون‪ .‬ففةي كتةاب ‪Art and Nature‬‬
‫”‪ of Architecture‬يتناول ‪ (Allsopp‬العمارة بوصفها فنا ً له خصوصيته التي تميزه عن بقية الفنون متبنيا‬
‫طروحات ‪ (Collingwood‬في كون الفن فعالية تخيلية يعبر بواسطتها الفنان عن مشاعره‪ ،‬ال يفرق بينهمةا‬
‫و بةةين العلةةم أو العمةةارة‪ .‬فةةالعلم فعاليةةة تخيليةةة واعيةةة تمكةةن العةةالم مةةن التعبيةةر عةةن مشةةاعره تجةةاه فكةةرة مةةا‬
‫‪ (Allsopp, p.23‬و العمارة استجابة لعورية تجاه مشكلة ما يعبر عنها في المبنةى الةذي يصةممه ‪Ibid. ,‬‬
‫‪.)P.84‬‬
‫يتحةدد الفةن وكةةذلش العمةارة) عنةةد ‪ (Allsopp‬بمسةتوي واحةد مةةن مسةتويات تحقةةق العمةل الفنةةي أو‬
‫المعماري وهو المستوي الذهني حيث يتحقق العمل الفني في وعي الفنان وليس في العالم الخارجي‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Saarinen 1985‬يتعامل ‪ )Eliel Saarinen‬مع العمارة مثلما يتعامةل مةع الفةن أو العلةم‪،‬‬
‫على إنها تنظيم مبد تؤدي فيه الغريزة وبةاألخص الغريةزة المبدعةة) دورا أساسةيا‪ .‬فهةي تسةجل اهتةزازات‬
‫الحياة و تحولها إلى ألكال مناسبة ‪ .)Saarinen p.109‬و تقيس السمات اإليقاعية للترتيب السيكولوجي تجاه‬
‫مشكلة ما‪ .‬و تضعها في لكل معبر مستعينة بوسائل التعبير و بما ينسجم مع الذهن اإلنساني الةذي يلعةب دورا‬
‫ساندا في العملية الفنية أو العلمية أو المعمارية ‪.)Ibid., P.118‬‬
‫‪12‬‬

‫‪ .6.1.1‬العلم مفسر للعمارة وفنها‪ :‬ويتمثل في الطروحات اآلتية ‪:‬‬


‫‪ -‬طروحات ‪ :)Newton 1951‬العمارة عند ‪ )Norman T. Newton‬بنية صورية نتوصةل إليهةا بشةكل‬
‫تخيلةةي بواسةةطة عمليةةة مةةن عمليةةات النظةةام العصةةبي تجعةةل العالقةةة بةةين الشةةعور )‪ (feeling‬و التفكيةةر‬
‫‪ )thinking‬عالقة لراكة ال يمكن فصلها‪ ،‬نتيجتها مباني تتحقق في الواقع و تحسن حياة الناا ‪Newton‬‬
‫‪ . ),p.32‬يعدها )‪(Newton‬بمثابة وسةائل يعةدل بهةا المصةمم العالقةات بةين البشةر مةن جهةة و البيئةة التةي‬
‫يعيشون فيها من جهة أخرى‪ .‬تحقق لهم المتعة و االرضاء باستخدام الكميةة المناسةبة مةن المصةادر مةن بةدون‬
‫مغاالة أو إساءة استعمال )‪.(Ibid. pp.94-96‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Neutra 1958‬فةي كتابةه ‪ ”Survival Through design‬يتنةاول ‪)Richard Neutra‬‬
‫العمارة من وجهة نظره فسيولوجية‪ .‬فهو يعدها فن اجتماعي يؤدي متطلبات عملية ال يمكن تعويضةه بةالعلم أو‬
‫بالتكنولوجيا‪ .‬و هو نتاج عملية فسلجية تجري داخل المصةمم يفسةرها ‪ )Richard Neutra‬فةي ضةوء الفهةم‬
‫الفسيولوجي للدماغ ؛ يشكل الشعور و التفكير فيها دعامتين أساسيتين يمكنةان الجهةاز العصةبي مةن أداء عملةه‬
‫على الوجه األمثل عند المعماري الذي تكون دراسته لعلم الفسيولوجي متطلب أساسي لتحسين أداءه اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ .7.1.1‬العلم ال عالقة له بفن العمارة ‪ :‬ويتمثل في طروحات منها ‪:‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Ruskin‬العمارة عند )‪ (Ruskin‬هي الفن الذي ينظم و يزين الصروح التةي ينشةئها اإلنسةان‬
‫ألي استعمال كان‪ ،‬تسهم رؤيتها إيجابيا في صحة المجتمع الذهنية و قوته و متعته‪ .‬يفرق ‪ )Ruskin‬بينهةا و‬
‫بين المبنى الذي يمثل الوعاء الذي يحوي الفعالية‪ ،‬و الذي قد يكون ثابتا كالمبنى السةكني أو متحركةا كالقطةار‬
‫أو السفينة او معلقا ً على حوامل حديدية كالجسر‪ .‬و هذا ليس له عالقة بطبيعةة الفةن‪ .‬فةالمبنى ال يصةبح عمةارة‬
‫بمجرد ثباته‪ ،‬أو توفيره الراحة المطلوبة لشاغليه‪ ،‬بخالف العمةارة التةي تهةتم بخصةائص الصةرح التةي هةي‬
‫أسمى من االستعمال العام ‪.)Ruskin,p.11‬‬
‫‪.8.1.1‬استنتاجات المحور األول " النظرة إلى العمارة "‪:‬‬
‫يتفق غالبية منظري العمارة على كون العمارة فنا مثلما هي علما‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اختلفت النظرة إلى مواطن العلم في العمارة‪ :‬فمنهم من يعةده جانةب العمةارة المتخصةص ووسةيلتها فةي‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق فنها كما هو الحال ‪ . )Louis Kahn‬ومنهم من ينهج العمارة نهجةا علميةا متبعةا الطريقةة العلميةة فةي‬
‫الوصول إلى الناتج التصميمي كمةا فةي طروحةات ‪ . )Christopher Alexander‬ومةنهم مةن يعةده الوجةه‬
‫اآلخر للفن في العمارة ال يمكن فصله عنه كمةا فةي طروحةات ‪ .)Robertson‬ومةنهم مةن يتقصةى دوره فةي‬
‫بعض مواقع الفعاليةة التصةميمية كمةا هةو الحةال مةع ‪ )Broadbent‬و ‪ . )Alvar Aalto‬ومةنهم مةن يفسةر‬
‫العمارة تفسيرا علميا كما في طروحات ‪ )Richard Neutra‬أو طروحةات ‪ )Newton‬ومةنهم مةن يقصةيه‬
‫من العمارة التي يعدها فنا‪ ،‬مفرقا بينه وبين المبنى‪.‬‬
‫تباينت النظرة إلى الفن في طروحات المنظرين فمنهم من يقرنه بجمال الشكل ومنهم من يقرنه بالتعبير‬ ‫‪-‬‬
‫كما هو الحال مع ‪ ،)Kahn‬بينما يقرنه آخرون بكفةاءة األداء المنشةأي أو األداء النفعةي الةذي يلبةي غةرض‬
‫‪13‬‬

‫المبنى كما هو الحال مع ‪ .)Hudnut‬كما أن بعضهم ينظر إلى جانب التعبير في الفن ويجعله كل الفن‪ .‬ومةنهم‬
‫م ن يأخذ جمال الشكل األولوية في نظرته إلى الفن ومنهم من يجد الفن علما ومنهم من ال يفرق بين العلم والفن‬
‫كما هو الحال مع ‪.)Allsopp‬‬
‫لم ينكر أي من المنظرين باختالف نظرتهم إلى العلم والفن في العمةارة) دور التعبيةر فةي العمةارة وان‬ ‫‪-‬‬
‫تباينت أهمية التعبير بالنسبة إليهم‪ .‬كما يبرز دور المشاعر‪ ،‬حتى في الطروحات التي تتبنى التوجهات العلميةة‬
‫في النظرة إلى العمارة‪.‬‬
‫‪.2.1‬المحور الثاني "المعماري سماته ومعارفه"‪:‬‬
‫‪ -‬طروحااات ‪ :)Vitruvius‬لةةروط المعمةةاري عنةةد ‪ (Vitruvius‬هةةي‪ -1 :‬الموهبةةة‪ -2 .‬التعلةةيم‪ :‬يمكةةن‬
‫المعماري من عمل البحوث‪ -3 .‬المهارة اليدوية و المعرفة بالرسم‪ :‬تمكنه من عمةل تخطيطةات سةريعة تظهةر‬
‫لكل العمل الذي يقترحه‪ -4 .‬اإللمام بالهندسة‪ :‬تعينه فةي الرسةم باسةتخدام األدوات الهندسةية ويمكنةه مةن حةل‬
‫المسائل الصعبة المتعلقة بالتناسق بالوسائل و الطرق والنظريات الهندسية‪ -5 .‬المعرفة بالتاريخ‪ :‬تؤهلةه ليفسةر‬
‫األعمال الفيزيائية في العصور المختلفة‪ -6 .‬االطال الفلسفي‪ :‬يتعلم منةه المبةادا الفيزيائيةة األساسةية ويسةمو‬
‫بذهنه جاعال إياه اكثر عدال ونزاهة‪ -7 .‬الفهم الموسيقي‪ :‬الذي يمكنه من فهةم نظريةة الرياضةيات‪ -8 .‬المعرفةة‬
‫بالطب تجعله مهتما بمسائل البيئة ونقاوة الهواء‪ -9 .‬معرفة وجهات نظر الفقهاء‪ -10.‬الدراية بعلم الفلةش‪ :‬يةتعلم‬
‫منه الجهات األربعة وحركة الشمس خالل النهار وبما يعينه في تصميم مبانيه‪ -11 .‬المعرفة بعلم الجبر‪ :‬تمكنه‬
‫من حساب مقاساته وحساب الكلفة الكلية لمبناهُ ‪.(Vitruvius, pp.5-10‬‬
‫ان دراية المعماري بالكم الواسع من العلوم والفنون والذي يجده ‪ (Vitruvius‬األسةاا الةذي يسةتند عليةه‬
‫المعماري ليتمكن من استيفاء متطلبات العمارة كفيل بجعله عالما وفنانا في آن واحد‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات )‪ :(Alberti‬على المعماري أن يكون كا نبوغ فني وعلم حسن وخبرة مستفيضة و إحساا قةوي‬
‫ليكون بالتالي معماريا متمكنا فةي ميةدان عملةه ‪. )Alberti ,p.205‬تكةون سةبله فةي زيةادة معرفتةه وتطةوير‬
‫قابلياته وخبرته هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قراءة كل ما كتبه المؤلفون من ألياء جيدة أو سيئة في العلم الذي ينهجه المعماري و تفحصه‪.‬‬
‫‪ -2‬التبصر الجدي في كل األبنية كائعة الصيت‪ ،‬وتحويلها إلى خطوط و أعداد‪ .‬وعمل نماكج لها بحيث يةتمكن‬
‫المعماري من اختبار تنظيمها وتقصي مواطن التميز فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬االستفادة من أي لئ نبيل يجده المعماري‪ ،‬وجعله مصدر الهام له في أعمالةه الخاصةة‪ ،‬وتطةوير األلةياء‬
‫القابلة للتطوير والمصنوعة بشكل جيد لتبلغ كمالها في نتاجه التصميمي‪ .‬وكذلش تحويل التصةاميم غيةر الجيةدة‬
‫إلى ألياء ممتازة في أعماله‪.‬‬
‫‪ -4‬على المعماري أن ينهةل مةن الفنةون التةي تعينةه فةي حقةل اختصاصةه بعمةق واستفاضةة والتةي تتمثةل عنةد‬
‫‪ ) Alberti‬بفن الرياضيات وفن الرسم لكي يصبح المعماري بدوره اكثةر اسةتعدادا ونبوغةا وثباتةا‪ .‬وهةو فةي‬
‫طروحاته هذه يخالف ‪ (Vitruvius‬الذي دعا إلى إلمام المعماري بكل الفنون باستفاضة ‪.)Ibid. ,p.206‬‬
‫‪14‬‬

‫يبرر ‪ )Alberti‬موقفه هذا في كون المعماري ال يحتاج أن يكون محاميا بارعا ليعرف المحددات بةين‬
‫القطع المتجاورة‪ ،‬وليس لرطا أن يكون فلكيا ليوقع المكتبةة فةي الشةمال أو موسةيقيا عظيمةا ليجعةل المسةرح‬
‫كفء صوتيا …الخ‪ .‬اال أن الحال يختلف مع الرياضيات والرسم‪ ،‬فالمعرفة السطحية بالنسبة للمعمةاري غيةر‬
‫كافية‪ ،‬كونه ال يمكن أن يكون معماريا بدونهما‪ ،‬مثله في كلش مثل الشةاعر الةذي ال يمكةن ان يكةون لةاعرا‪،‬‬
‫بدون معرفته للوزن والقافية ‪.)Ibid. ,p.207‬‬
‫إن ما تقدم من عةرض لطروحةات ‪ )Alberti‬مةن لةأنه أن يضةع المعمةاري فةي حالةة تبصةر ويقظةة‬
‫للتطورات والتحسينات في األلياء التي يبصرها‪ ،‬مطورا بالتالي قابليته النقديةة وجةاعال قدرتةه علةى اإلبةدا‬
‫اكثر حدة‪ .‬ويكون االضطال بالرياضيات الذي عادة ما يقترن بالعلم الخالص) وبالرسم الذي ينسب إلى الفن‬
‫الخالص) والذي يعد من ضروريات التصميم عنةد ‪ ،)Alberti‬مؤلةرا إلةى امةتالك المعمةاري ملكتةي العلةم‬
‫الخالص والفن الخالص في آن واحد‪ .‬يبةرز فةي طروحةات ‪ )Alberti‬أيضةا الةدور الةذي يلعبةه " الةتعلم مةن‬
‫األخطاء " في العمارة وأيضا الدور الذي يلعبه النقد الذاتي في تطوير المقدرة التصميمية للمعماري‪ .‬وفةي هةذا‬
‫تعزيز لمكانة العلم الذي يرتبط بالنقد والتصحيح) في تصميم العمارة‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Allsopp, 1952‬يعتمد المعماري في عمله على القدرات اآلتية ‪:‬‬
‫سعة الشعور واالحساا‪ :‬التي من لإنها ان تجعل المعماري تواقا الى التعبير عةن كةم المشةاعر الهائةل‬ ‫‪-1‬‬
‫الذي يكتنفه‪.‬‬
‫الذكاء ‪ :‬يقول ‪ " (Allsopp‬يجب ان تكون ككيا لكي تصبح معماريا جيدا "‪ .‬يحتاج المعماري فةي حلةه‬ ‫‪-2‬‬
‫المشاكل الذهنية وفي تغلبه على مشاكل التخطيط التي تكون معقدة وصعبة‪ ،‬الى قدرات عقلية جيدة تمكنةه مةن‬
‫فهم كيفية عمل االلياء وكيفية تصرف االنسان‪ .‬وتجعله قادرا على ان يةزن الشةواهد ويفصةل بةين المتطلبةات‬
‫المتناقضة‪ ،‬ويستوعب التعقيد التقني في فعاليته التصميمية‪.‬‬
‫النبل ‪ :)Nobility‬الذي من لأنه ان يجعل المعماري يعبر عن معاني سامية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المهارة في االنتاج الفني وخصوصا في الرسم ‪ :‬على الرغم من ان اعداد الرسةومات النهائيةة يمكةن ان‬ ‫‪-4‬‬
‫يكون في المراحل النهائية من فعالية التصميم‪ ،‬اال ان التخطيطةات السةريعة يمكةن ان تةؤدي دورا حيويةا فةي‬
‫استخالص االفكار وبلورة الفعل التصميمي وخصوصا في مراحله االولى ‪.)Allsopp,p.84‬‬
‫ان قدرات المعماري بوصفه فنانا ً وعالما ً هي ما يعدها ‪ )Allsopp‬االساا الذي يستند عليه المعمةاري‬
‫في عمله التصميمي‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Richards 1974‬يتمتع المعماري الجيد كما يصفه ‪ )Richards‬بالسمات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬قابليته على رؤية األلياء‪ ،‬المرسومة ببعدين‪ ،‬من أبعادها الثالثة‪ .‬و ادراك الطريقة التي يتغير بهةا الشةكل‬
‫من النقاط المختلفة التي تعد من المهارات التي يمكن تنميتها‪ .‬تتأتى أهميتهةا مةن دورهةا الةذي تلعبةه فةي جعةل‬
‫المعماري يهتم بمظهر األلياء‪ -2.‬إحساسه الفطري بالنظام الذي يمكنّه من أدراك العالقات المنطقية وأنماطهةا‬
‫بين األلياء ‪.)Richards, p.65‬لهاتين السمتين أهمية كبيرة في تطةوير إمكانيةات المعمةاري إلنجةاز دوريةن‬
‫‪15‬‬

‫أساسيين هما ‪ :‬أ‪ -‬االختيار و التمييز لما يمكن أن تبصره العين‪ .‬ب‪ -‬الوصول إلى النظام في قلةب الفوضةى‪-3.‬‬
‫إمكانيته في الرسم التي اليمكن االستغناء عنها في عملية التصميم طالما أن الرسم وسةيلة المصةمم فةي ترجمةة‬
‫أفكاره وتوثيقها على الورق‪ --4.‬إحساا المصمم بالرياضيات الذي يجعله اكثر مياالً للمنطق والنظام‪ ،‬والةذي‬
‫ال يلزمه أن يكون ضليعا في الرياضيات المتقدمة التي عادة ما تكون من اختصاص المهندا الذي يشترك معه‬
‫في التصميم ‪.)Ibid. p.66‬‬
‫تعد قابلية الرسم واإلدراك الفضائي واإلحساا بالنظام واإلحساا الرياضي‪ ،‬بحسب ‪ )Richards‬من‬
‫ملكات المصمم األساسية‪ .‬تنسب الملكتين األولى والثانية عادة إلى الفن‪ ،‬بينما تنسب الثالثة والرابعة إلى العلم‪.‬‬
‫‪ .3.1‬المحور الثالث "هدف العماارة"‪ :‬تباينةت النظةرة إلةى العمةارة وبالتةالي إلةى الهةدف الةذي تحققةه فةي‬
‫المجتمع باختالف العصور و األزمان والظروف السائدة التي لعبت دورا كبيرا في بلورة هذا الهدف‪ .‬فقد لةهد‬
‫النصف الثاني من القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تزامنا للعديةد مةن العوامةل‬
‫عديدة في الحياة الثقافية والصناعية اتحدت لتفصل المهندا عن المعماري الذي اهتم بجمال المبنى دون التأكيد‬
‫على متانته أو مالءمته للغرض الذي بني من اجله‪ .‬عادا ً العمارة نوعا من االكسةاء الخةارجي لطةرز الماضةي‬
‫التي حلت محل الخيال المبد الصادق‪ ،‬ومستعمال المواد الجديدة وسيلة لتقليد الماضي‪ .‬ليصةبح اإلنشةاء لةيئا‬
‫ثانويا وتكون العمارة بالتالي‪ ،‬ترفا جماليا مفصةوال عةن العةالم الصةناعي الةواقعي‪ .‬وممهةدا لظهةور مدرسةة‬
‫فكرية جديدة تسمى الوريفية ‪.)Hamlin ,pp.8-9‬‬
‫نظرت الوريفية ‪ )functionalism‬إلى العمارة كونها علما مثلما هي فنا‪ ،‬متينة وكات كفاءة مثلما هي‬
‫جميلة تتطلب من المعماري أن يكون واضح التفكير يبني مباني مفيدة ومتينة كأقصى ما يمكن أن ينجزه العلم‪،‬‬
‫مقرونا ً بالجمال وبما يجعلها مصدر بهجة وراحة دائمتين ‪.)Ibid. ,p.10‬‬
‫سيتناول هذا المحور إيجازا لطروحات مجموعة المنظرين في تناولها لهدف العمارة‪:‬‬
‫‪ -‬طروحات )‪ :(Robertson 1944‬عندما يقال بأن على المصمم المعماري أن يواكب روح عصره‪ ،‬فهذا ال‬
‫يعني بأن المصمم يجب أ ن يكون حديثا في سياق كونه يتبنى آخر التطورات في المنشأ و المةواد‪ .‬أو يضةم فةي‬
‫تصاميمه احدث نظريات االستغالل األمثةل لةألرض‪ .‬فهةذه أمةور يصةفها ‪ )Robertson‬كونهةا دوامةات فةي‬
‫مجرى رئيس‪ ،‬تتغير باستمرار ال يمكن للمعماري أن يبحر فيها‪.‬‬
‫أن فهم المعماري للتطور العام الرئيس في عصره مةن مالمةح اجتماعيةة و سياسةية و تقنيةة‪ .‬و اكتسةابه‬
‫للمعرفة التقنية التي يتطلبها تنفيذ مهامه االختصاصية‪ .‬و تهيئته لذهنه و رؤيةاه و بمةا يجعلةه "رجةل رؤيةا " و‬
‫خيال يترجم تأثير األوضا الحالية على المستقبل‪ ،‬تعةين المعمةاري علةى الموائمةة مةع المسةؤوليات الكبيةرة‬
‫الملقاة على عاتقه‪ .‬و تمكنه من فهم و تلخيص و ربط الحقائق و المواقف مع بعضها لتكسبه بالتالي قوى لتنظيم‬
‫الحقائق‪ ،‬يتكل عليها في إنتاجه لأللكال المعمارية ‪.)Robertson ,p.6‬‬
‫‪16‬‬

‫يعد الخيال و الحس المرهف عند ‪ )Robertson‬من ملكات المعماري التةي تعينةه فةي التشةرب بةروح‬
‫عصره و التعبير عليه‪ ،‬ووسائله التي يتمكن بواسطتها من إيجاد عالقات جديدة بين الحقائق الموجودة‪ ،‬متنبئا‬
‫بما ستؤول إليها األوضا في المستقبل‪ .‬ليكون المعماري بذلش رجل علم وفن‪ ،‬يعبر و يفسر في آن واحد‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Hudnut 1949‬ال تعبر العمارة عن مشاعر الخوف أو مشاعر الصداقة أو االمتنان‪ ،‬بل عن‬
‫مشاعر المجتمع كله مثةل مشةاعر الرفعةة و العظمةة أو مشةاعر القةوة و االقتةدار و غيرهةا مةن مشةاعر الكةل‬
‫المشترك‪ .‬اال أن هذا ال يعني انه ال توجد عمارة توصف كونها عمارة أليفة أو مرحةة‪ ،‬فةاألخيرة تشةكل فرعةا‬
‫من مجرى العمارة الجمعية ال تغير من لكلها الجوهري و ال توجةه سةيرها ‪. )Hudnut ,p.152‬و حيةث أن‬
‫القيم الروحية التي تقدمها العمارة هي للحياة الجمعية‪ ،‬و حيث أن المعماري يعبر عن مشاعره كونه جزءا من‬
‫هذا المجتمع‪ ،‬فان العمارة ال يمكن أن تكون فنا استنباطيا )‪(introspective art‬كما هو الحةال مةع الشةعر و‬
‫الموسيقى ‪.)Ibid., P.153‬‬
‫يشير ‪)Hudnut‬في تعيينه لمشاعر القوة و الرفعة …الخ‪ ،‬بوصفها مشاعر تعبر عنها العمةارة‪ ،‬إلةى‬
‫البنى الكامنة في مجتمعه و العالقات الحقة التي تربط دعائمه ؛ التي يعبر المعماري عةن مشةاعره تجاههةا‪ ،‬و‬
‫ليس التعبير ع ّما يطفو على السطح من رواهر‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Allsopp 1952‬يستعمل الفنان وسائله و مادته للتعبير عن مشاعره بخصوص األلةياء التةي‬
‫تهمه فهو يعبر عن طبيعة الناا كما يحس بها في رسمه لوجوههم بطريقة تعجز الكةاميرا عةن اآلتيةان بهةا‪ .‬و‬
‫يعبر عن مشةاعره تجةاه العةالم المرئةي و الملمةوا‪ ،‬و كةذلش يعبةر عةن إنسةانيته و حبةه و كرهةه و آمالةه و‬
‫احباطاته ‪...‬الخ بصور تتوارد إلى كهنه ‪ . )Allsopp ,p.10‬و كذلش الحال مع العالم الذي يكرا معظم وقته‬
‫وجهده و طاقته لدراسة الرياضيات على سبيل المثال‪ ،‬فانه يختبر مشاعره الخاصة بالرياضيات و يعبةر عنهةا‬
‫في سياقات رياضياته ‪.)Ibid, p.25‬‬
‫و هذا ينطبق على المعماري الذي يعبر عن مشاعره تجاه ألكال األلياء و صالدتها و قوتها و منشةأها‪.‬‬
‫و أيضا تجاه الطريقة التي يعمل بها اإلنسان و أسلوب أكله و لربه و تسليته‪...‬الخ ‪ )Ibid., p.10‬لذلش نجةده‪،‬‬
‫غير لبيه بالتقني الذي يعد لنا صناديق تضم أجسادنا دون أرواحنا و يصمم فضاءت السةكن و اللعةب و العمةل‬
‫مع لعور مخلص بان البيئة التي يعيش فيها اإلنسةان جةزء مةن البيئةة اإلنسةانية‪ ،‬يكةون فيهةا سةالمة الشةعور‬
‫متطلبا أساسيا من متطلباتها ‪.)Ibid. p.21‬‬
‫على الرغم من وجود مدى واسع من المشاعر ليس من السهولة إدراكها أو اختبارها اال بذهنية متطورة‪،‬‬
‫كما هو الحال مع مشاعر العالم التي يكةون كوو االختصةاص مةؤهلين اكثةر مةن غيةرهم لفهمهةا‪ ،‬أو مشةاعر‬
‫بعض الفنانين التي ال يمتلش جميع الناا القدرة إلنعالها تخيليا‪ ،‬حيث يكون من الصةعب فهمهةم مةن قبةل فئةة‬
‫كبيرة من الناا‪ .‬وعلى الرغم من أن المشاعر التي يعبر عنها المعماري في فئة غامضة و ليست مصنفة‪ ،‬اال‬
‫إنها ليست مبهمة جدا كتلش المتعلقة بالرياضيات‪ .‬حيث يمكن تألةير نةوعين مةن الحةوافز لهةا ‪ :‬تتعلةق األولةى‬
‫بغرض المبنى و عالقته بالمستعملين‪ ،‬بينما تتعلق الثانية بالمبنى نفسه‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫يعبر المعماري بوصفه فنان عن مشاعره بخصوص هاتين المجموعتين ‪:‬‬


‫‪ -‬المجموعة األولى ‪ :‬يعبر فيها عن مشاعره المحفزة بالحاجات اإلنسانية و المشاعر اإلنسانية التي تتطلب منه‬
‫أن يكون مرهف المشاعر و حساا لكي يصبح لعور رب العمل كاته حافزا له‪.‬‬
‫‪ -‬المجموعة الثانية يعبر المعماري فيها عن مشاعره تجاه إنشاء المباني ولكلها و ملمسها وانتقال القوى فيها و‬
‫توازنها و إيقاعها … الخ ‪.)Ibid., P.25‬‬
‫العمارة عند ‪ )Allsopp‬استجابة لعورية لمجموعة من الحوافز وتعبير عن مجمل مشةاعر المعمةاري‬
‫تجاه مشكلة ما‪.‬وهي فن يختلف عن الفنون األخرى في نو المشاعر المعبر عنها ومدى غموضها وأيضةا فةي‬
‫طبيعة التحفيز لهذه المشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات )‪ :(Kahn 1966‬المعماري عند ‪ )Louis Kahn‬يؤدي عمله الذي يلهةم المجتمةع‪ ،‬لكةي يلعةب‬
‫األخير دورا أخرا‪ ،‬مثله في كلش مثل ‪ )Mozart‬الذي لم يسأل المجتمةع عةن الشةيء الةذي يصةممه بةل ألةف‬
‫الموسيقى ومن ثم اصبح المجتمع ليئا أخر ‪ .)Joyce, p.5‬أن المعماري إك يتقصى الموجز التصةميمي فانةه‬
‫يكشف عن عديد من االوجه فيه تمثل قوى خفية تكون مهملة في واقع المجتمع تأخذ لةكلها المرئةي فةي نتاجةه‬
‫التصميمي ‪ . )Ibid., p.71‬يعبر من خاللها عن مشاعره تجاه العالقات والقوى التي لم يتم تمييزها بعد‪ .‬وهةو‬
‫في عمله هذا يرتبط بورائف عملية و مواد تقيده‪ ،‬اكثر مما فةي حالةة الكلمةات عنةد الكاتةب أو األصةباغ عنةد‬
‫الرسام‪ .‬وهذا ما يجعل التعبير عنده اقل وضوحا من الفنون األخرى ‪. )Ibid., P.67‬‬
‫أن دور المعماري بحسب ‪ )Kahn‬دور قيادي يقود المجتمع و يسمو به من خالل نتاجاته التي تعبر عن‬
‫مشاعر توجد بذراتها داخل المجتمع اال إنها لم تتبلةور عنةدهم بعةد‪ .‬وهةو فةي عملةه هةذا ال يبةالي بالصةعوبات‬
‫المادية و المعنوية التي يمكن أن يتعرض لها من جراء عدم فهم العامة له التةي قةد تجعلةه عرضةة لإلهمةال أو‬
‫النبذ و الالمباالة‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Giedion 1967‬إكا كان العلةم الحةديث يسةعى إلةى أن يضةع مادتةه فةي نهةج عالئقةي‪ ،‬فةأن‬
‫للعالقة بين عناصر التكوين في األعمال الفنية الحديثة دور حاسم في تحديد سمات الفن‪ ،‬مثلما تكةون للطريقةة‬
‫التي تعمل فيها العمارة مع بيئتها دور حاسم في تحديد قيمتها ‪ .)Giedion p.21‬وهذا ما جعةل ‪)Giedion‬‬
‫ينظر إلى المصمم أو الفنان كمكتشف علمي يسعى إلى ايجاد عالقات جديدة بين اإلنسان و عالمه و التي تكةون‬
‫في حالة الفن لعورية بدل أن تكون عالقة أدرا كية أو علمية ‪ .)Ibid., p.431‬حيث يعبر من خةالل الرمةوز‬
‫الخارجية عن الشعور الذي يتملكه حقا‪ ،‬ليكون بذلش عمله الحق هةو االكتشةاف و البحةث‪ ،‬يتشةاطر معةه فةي‬
‫عمله هذا المعماري ‪)Ibid. p.422‬الذي يجد ‪)Giedion‬أن من الخطأ أن ينظر إلى اإلنشاء في العمارة من‬
‫خالل عيون المهندا الذي يلبي متطلبات األمانة أو من خالل كون العمارة تلبية ألغراض عملية بل من خالل‬
‫محتواها الشعوري ‪. )Ibid. p.24‬‬
‫‪18‬‬

‫رسالة المصمم الفنان) الرئيسة عند )‪ (Giedion‬هي التعبير عن مشاعره تجاه رواهر معينةة موصةال‬
‫إياها إلى لعور المتلقي فاتحا بذلش عوالمةا لةعورية جديةدة‪ .‬ال يختلةف عةن الفنةان الةذي يبحةث عةن عالقةات‬
‫لعورية‪ ،‬أو عن العالم الذي يتقصى العالقات االدراكية‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Nelson 1975‬تشترك العمارة مع الفن في استخالصةها للجةوهر و التعبيةر عنةه فةي ألةكال‬
‫يقدمها مبدعها للمجتمع الذي يدرك الحقيقة عندما يراها‪ .‬و أن هذا التوصيل للحقيقة الذي يجعل العمةارة تعمةل‬
‫بوصفها وسيلة اتصال مثلها في كلش مثل الرسم و النحت‪ ،‬يضع على عاتق المصمم أو الفنان مسؤولية كبيرة‪.‬‬
‫تحتم عليه أن يطور معرفته بالعالم الذي اصبح محطا ً للتغيرات السريعة التي يبدو إنها أصبحت الثابةت الوحيةد‬
‫فيه مستخلصا العالقات غير الملموسة و التي أصبحت اكثر واقعا من األلياء الملموسة‪ ،‬و بما يمكةن المصةمم‬
‫الفنان من فهم هذا الواقع‪ ،‬ليتمكن بالتالي من السيطرة عليه ‪.)Nelson ,pp.4-6‬‬
‫أن دعوة ‪ )Nelson‬المصمم الفنان) إلى استكشاف العالقات الكامنة في عصره إنما هي مثابة دعوة له‬
‫ليكون عالما مثلما هو فنانا يبلغ أقصى مراحل أهداف المعرفة العلمية و المتمثلة بالفهم وامكانية السيطرة ‪.‬‬
‫‪ -‬طروحات ‪ :)Antoniades 1990‬صنف ‪ )Antoniades‬المعماريين إلى صنفين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬المعماري الفنان)‪ :‬يهتم باألهداف المكانية و األهداف السامية و النبيلة‪ ،‬مستعد للتضحية بالمادة و الكفةاءة‬
‫اإلنشائية في سبيل تأمينه لميزانية تسمح له بتحقيق أهدافه األكثةر لةموال‪ .‬ثابةت علةى أولوياتةه فةي سةعيه إلةى‬
‫التفوق التصميمي على الرغم محددات الميزانية‪ .‬قد يعري المنشأ إلةى العظةم ليضةمن حصةوله علةى الجوانةب‬
‫الفضائية و الشكلية التي يسعى اليها‪ .‬يتطلب ناقد محنكا و رب عمل قوي و نزيه يقيم المشةرو ضةمن سةياقه‪.‬‬
‫غايته عمارة لمولية يكون دور المعماري ألةبه بةدور الكاتةب فةي سةعيه إلةى التفسةيرات الشخصةية للحقةائق‬
‫الفعلية )‪.(Antoniades ,p. 157‬‬
‫ال يتعامل " المعماري ‪ -‬الفنان " مع المةادة و طةرق اإلنشةاء مةن وجهةة نظةر اإلنجةاز النهةائي الضةيق‬
‫فحسب؛ بل تشمل نظرته الى اقتصاديات الجماليات المعمارية و األهداف االركيتكتونيةة األوسةع‪ .‬يتحمةل فيهةا‬
‫مخاطر استخالص الجديد و احتماالت الفشل العرضي لمحاوالته التةي قةد ال تكةون عاملةة دائمةا فةي التطبيةق‬
‫الواقعي‪ ،‬رافعا بذلش لعار )‪ (Picasso‬الذي يمكن تطبيقه على العمارة ‪:‬‬
‫)‪We do it first, and then others make it works “(Ibid. p.221‬‬
‫‪ " -2‬المعماري المهندا – رجل األعمال)‪ :‬يتكل على الهندسة و يسةعى إلةى الكفةاءة فةي عمةل األجةزاء كةل‬
‫على حدة‪ ،‬و التي قد ال تتجانس في عملها مع الكل الشمولي ‪.)Ibid. p.223‬‬
‫للعمارة‪ ،‬بحسب ‪ ،)Antoniades‬أهداف أسمى من كفاءة اإلنجاز التي تكون من أولويةات اهتمامةات‬
‫المعماري المهندا)‪ .‬حيث أن التعبير عن القيم الروحية و المعاني السائدة و التفسير لحقائق العصر يكون في‬
‫مقدمة أهدافها‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ .4.1‬استنتاجات الفصل األول‪:‬‬


‫تباينت جوانب النظرة إلى العلم والفن في العمارة وكاآلتي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬النظرة إلى الناتج المعماري على انه علم أو فن أوكليهما ويشمل مستويين هما ‪ :‬أ‪ -‬مستوى التحقق في وعي‬
‫المصمم أو التحقق على الورق‪ .‬ب‪ -‬مستوي التحقق في العالم الخارجي‪.‬‬
‫‪ -2‬النظرة إلى الفعالية التصميمية بوصفها فعالية علمية أو فنية أو مشتركة‪.‬‬
‫‪ -3‬تفسير العمارة بوصفها ناتجا ً وفعالية تصميميه تفسيرا فنيا أو علميا سيكولوجيا أو فسيولوجيا… الخ)‪.‬‬
‫‪ -‬تناولت الدراسات مركبتي العلم والفن في ضوء الجوانب المقترنة بها‪ .‬فقةد اقتةرن الشةكل او التعبيةر بةالفن فةي‬
‫حين اقترنت متطلبات المالئمة والمتانة بالعلم‪ .‬لذا فأن دور كليهما في العمارة يعظم او يضمحل بحسب النظةرة‬
‫إلى أهمية كل من هذه الجوانب الثالثة‪.‬‬
‫‪ -‬لم ينكر أي من المنظرين دور التعبير في العمارة ودور المشاعر فيها وان كانوا قد تفاوتوا في تحديةد اهميتهةا‬
‫بالنسةةبة للعمةةارة او انهةةم لةةم يهتمةةوا بتنةةاول هةةذا الةةدور فةةي موضةةوعاتهم النقديةةة اص ةالً كمةةا هةةو الحةةال مةةع‬
‫‪.)Alexander‬‬
‫‪ -‬تنوعت مصادر الجمال في العمارة فةي تحليالتهةا المختلفةة حيةث لةملت جمةال الشةكل الةذي يعنةى بعالقةات‬
‫اجزائه المختلفة او جمال التعبير الذي يهتم بمحتوى العمارة او جمال االداء الةذي يتنةاول الوريفةة التةي يةراد‬
‫انجازها من قبل العمارة‪.‬‬
‫‪ -‬فيما يخص بناء االطار النظري نقول مواطن العلم والفن في العمارة ودورهما فيهةا يكةون بمسةتويات مختلفةة‬
‫تشمل ‪ - :‬اهداف العمارة ‪- .‬محفزاتها‪ -.‬مصادر االلهام فيها‪ -.‬لكلها ومحتواها ‪ -.‬تقنيةات تحقيقهةا فةي مراحةل‬
‫هذا التحقق المختلفة‪ -.‬تقييم ادائها‪.‬‬
‫يهيمن العلم او الفن في كل من هذه المستويات التي تشتمل على مستويات ثانوية اخرى)بحسب عوامل‪:‬‬
‫‪ -1‬داخلية يتضمنها العمل نفسه مثل طبيعة هذه المستويات وطبيعة الوريفة التي تؤديها العمارة ‪.‬‬
‫‪ -2‬خارجية تتعلق بطبيعة المصمم نفسه وروح العصر الذي يكتنفه‪ ،‬الحظ لكل ‪.)1 -1‬‬

‫المدى القريب‬
‫اهدافها‬
‫المدى البعيد‬
‫‪20‬‬

‫شكل )‪ : (1-1‬حدود االطار النظري للعلم والفن في العمارة‬

‫إن ما تقدم يجعلنا بحاجة إلى ‪:‬‬


‫أوال‪ :‬تقصي مواطن الفن والعلم في العمارة على وفةق نظةرة اكثةر لةمولية‪ ،‬تتنةاول العمةارة بوصةفها حةافزا ً‬
‫ومشكلةً ونتاجا ً متحققا ً في الواقع‪ .‬كما تتناول دور العلم ودور الفن في العمةارة والسةمات المشةتركة بةين العلةم‬
‫والعمارة وبين الفن والعمارة وأيضا السمات المميزة للعلم وللفن عن العمارة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التوصل إلى المفاهيم التي تشكل العلم والفن في العمارة لكي نذهب في تقصةي العلةم وتقصةي الفةن فيهةا‬
‫إلى مرحلة اعمق من مرحلة اقترانهما بجوانب الشكل والمتانة والمالئمةة ‪ .‬آخةذين بعةين التقةدير دور كةل مةن‬
‫العلم والفن في كل جانب من هذه الجوانب الثالثة‪ ،‬وهذا ما سنبحثه في الفصل الثاني‪.‬‬

You might also like