You are on page 1of 517

‫الجمهوريت الجسائريت الديمقراطيت الشعبيت‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعت محمد ملين دباغين‪ .‬سطيف‪2‬‬
‫كليت العلوم إلاوساهيت والاجتماعيت‬
‫قسم علم الاجتماع‬

‫الرقم التسلسلي‪..................... :‬‬


‫رقم التسجيل‪Socio3/CL/003/02/14 :‬‬

‫أطروحت مقدمت ضمً متطلباث هيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في شعبت علم الاجتماع‬
‫اختصاص‪ :‬جىظيم وعمل‬

‫بعىوان‪:‬‬

‫دور اليسق الاجتماعي في جىميت املسؤوليت الاجتماعيت لدى‬


‫الشباب املقاولين –دراست على عيىت مً الشباب املقاولين بواليت البوٍرة‬

‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫عبد الرزاق منيش‬
‫لجىت املىاقشت‪:‬‬

‫الصفت‬ ‫مؤسست الاهتساب‬ ‫الرجبت‬ ‫اسم ولقب ألاستاذ‬


‫رئيسا‬ ‫سطيف‪2‬‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬ميلود سفاري‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫سطيف‪2‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ .‬أنور مقراني‬
‫عضوا ممتحىا‬ ‫املسيلة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ً .‬وسف جغلولي‬
‫عضوا ممتحىا‬ ‫بسكرة‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ .‬عبيدة صبطي‬
‫عضوا ممتحىا‬ ‫سطيف‪2‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ .‬العمري عيسات‬
‫عضوا ممتحىا‬ ‫سطيف‪2‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ .‬فروق ٌعلى‬

‫السنة الجامعية‪ 2012 / 2012 :‬م‬


‫كلمة شكر‬
‫"وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت وإليه أنيب"‬
‫(سورة هود اآلية‪)88‬‬

‫أحمد هلل أنه وفقني ومنحني القوة والصبر واإلرادة على إتمام هذا‬
‫البحث المتواضع‪ ،‬كما أتوجه بالشكر الجزيل واالمتنان الكثير لألستاذ‬
‫المشرف الدكتور أنور مقراني‪ ،‬الذي لم يبخل عليا بنصائحه وتوجيهاته‬
‫ودعمه الدائم والمتواصل ‪ ....‬أقول لك شكرا وألف شكر‪ ،‬أنت القدوة‬
‫والمثال وأتمنى لك دوام الصحة والعافية‪.‬‬

‫كما أوجه شكري إلى كل أساتذة قسم علم االجتماع‬

‫اليكم جميعا‬

‫شكرا‬
‫فهرس المحتويات‬
‫إهداء‪.‬‬

‫كممة شكر‪.‬‬

‫فهرس الجداول‪.‬‬

‫فهرس األشكلل‪.‬‬

‫البــــاب الول‪ :‬اإلطار النظري لمدراسة‬


‫مقدمة‪..............................................................................‬أ‬

‫الفصل الول‪ :‬البناء المنهجي لمدراسة‬

‫أوال‪ :‬اإلشكللية‪06........................................................................‬‬

‫ثلنيل‪ :‬فرضيلت الدراسة‪11................................................................‬‬

‫ثللثل‪ :‬دوافع إختيلر الموضوع‪12..........................................................‬‬

‫رابعل‪ :‬أهداف وأهمية الدراسة‪13..........................................................‬‬

‫خلمسل‪ :‬مفلهيم الدراسة‪14...............................................................‬‬

‫سلدسل‪ :‬المقلربة النظرية لمدراسة‪31.......................................................‬‬

‫سلبعل‪ :‬الدراسلت السلبقة‪35..............................................................‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الشباب والمشاركة المجتمعية‬

‫تمهيد ‪70.............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مرحمة الشباب ومحدداتها‬
‫‪ .1‬النظريلت المفسرة لمرحمة الشبلب‪71...............................................‬‬
‫‪ .2‬امتدادية مرحمة الشبلب‪78........................................................‬‬
‫‪ .3‬خصلئص ومميزات الشبلب‪82....................................................‬‬
‫‪ .4‬حلجلت الشبلب‪84...............................................................‬‬
‫‪ .5‬مشكالت الشبلب‪85..............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المشاركة المجتمعية لمشباب‬
‫‪ .1‬مفهوم المشلركة المجتمعية‪92.....................................................‬‬
‫‪ .2‬أهمية المشلركة المجتمعية لمشبلب‪94..............................................‬‬
‫‪ .3‬العوامل المؤثرة عمى المشلركة المجتمعية لمشبلب‪98................................‬‬
‫خالصة‪109......................................................................... .‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الشباب وتكوين الحدث المقاوالتي‬
‫تمهيد ‪111...........................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المقلربلت النظرية المفسرة لممقلول والمقلوالتية‪111.................................‬‬

‫ثلنيل‪ :‬أنواع المقلولين‪131.............................................................‬‬

‫ثللثل‪ :‬العوامل المسلهمة في بروز المقلولين‪140........................................‬‬

‫رابعل‪ :‬دوافع الشبلب نحو المقلولة‪146.................................................‬‬

‫خلمسل‪ :‬العوامل المسلهمة في نجلح مشروع المقلول‪150...............................‬‬

‫خالصة‪165......................................................................... .‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهيئات الدعم والمرافقة‬

‫تمهيد ‪167..........................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المؤسسلت الصغيرة والمتوسطة‪167......................................‬‬


‫ثلنيل‪ :‬نشأة وتطور المؤسسلت الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪172.....................‬‬
‫ثللثل‪ :‬الدور االجتملعي واالقتصلدي لممؤسسلت الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪186....‬‬
‫رابعل‪ :‬المشلكل والصعوبلت التي تواجه المؤسسلت الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪192.‬‬
‫خلمسل‪ :‬أجهزة الدعم والمرافقة‪193....................................................‬‬
‫‪ .1‬الوكللة الوطنية لتطوير االستثملر‪193..................................... ANDI‬‬
‫‪ .2‬الوكللة الوطنية لتطوير المؤسسلت الصغيرة والمتوسطة‪195.......... ANDPME‬‬
‫‪ .3‬الوكللة الوطنية لدعم تشغيل الشبلب‪195............................... ANSEJ.‬‬
‫‪ .4‬الصندوق الوطني لمتأمين عمى البطللة ‪197.............................. CNAC‬‬
‫‪ .5‬الوكللة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪198...........................ANGEM‬‬
‫خالصة ‪200..........................................................................‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمشباب المقاولين في القطاع الخاص‬

‫تمهيد ‪202...........................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية االجتماعية وسبل تنميتها لدى الشباب المقاولين‬


‫‪ .1‬نشأة وتطور مفهوم المسؤولية االجتملعية‪202......................................‬‬
‫‪ .2‬مكونلت وأركلن المسؤولية االجتملعية‪212.........................................‬‬
‫‪ .3‬مؤسسلت التنشئة االجتملعية ودورهل في تنمية المسؤولية االجتملعية‪217............‬‬
‫‪ .4‬أهمية تنمية وترسيخ المسؤولية االجتملعية لدى الشبلب‪228........................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية االجتماعية في القطاع الخاص‬
‫‪ .1‬مجلالت المسؤولية االجتملعية لممؤسسة‪230.......................................‬‬
‫‪ .2‬مميزات المؤسسلت المسؤولة اجتملعيل وأخالقيل‪235................................‬‬
‫‪ .3‬دوافع تبني المسؤولية االجتملعية في القطلع الخلص‪237...........................‬‬
‫‪ .4‬نملذج عن الشركلت المسؤولية اجتملعيل‪240.......................................‬‬
‫خالصة‪244..........................................................................‬‬

‫البــــاب الثــاني‪ :‬الجانب الميداني‬


‫الفصل السادس‪ :‬اإلجراءات المنهجية لمدراسة الميدانية‬

‫تمهيد ‪247...........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المنهج وأدوات جمع البيلنلت‪247.................................................‬‬
‫ثلنيل‪ :‬مجلالت الدراسة‪252............................................................‬‬
‫‪ .1‬المجلل المكلني (الجغرافي)‪252.................................................. .‬‬
‫‪ .2‬المجلل الزمني‪253.............................................................. .‬‬
‫‪ .3‬المجلل البشري‪254...............................................................‬‬
‫ثللثل‪ :‬العينة وكيفية إختيلرهل‪256......................................................‬‬
‫رابعل‪ :‬أسلليب المعللجة اإلحصلئية‪258................................................‬‬
‫خالصة‪258..........................................................................‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬عرض وتحميل بيانات الدراسة الميدانية‬

‫تمهيد‪260...........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬خصلئص العينة‪260............................................................‬‬
‫ثلنيل‪ :‬مصلدر اكتسلب السموك األخالقي‪279..........................................‬‬
‫ثللثل‪ :‬مصلدر اكتسلب المعلرف التنظيمية والمهنية‪339................................‬‬
‫رابعل‪ :‬المصلدر المحفزة عمى المشلركة المجتمعية‪403.................................‬‬
‫خالصة ‪436..........................................................................‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬نتائج الدراسة الميدانية‬

‫تمهيد ‪438..........................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬منلقشة نتلئج الدراسة الميدانية‪439..............................................‬‬


‫‪ .1‬منلقشة نتلئج الدراسة الميدانية في ضوء الفرضية الفرعية األولى‪439..............‬‬
‫‪ .2‬منلقشة نتلئج الدراسة الميدانية في ضوء الفرضية الفرعية الثلنية‪445...............‬‬
‫‪ .3‬منلقشة نتلئج الدراسة الميدانية في ضوء الفرضية الفرعية الثللثة‪453...............‬‬
‫ثلنيل‪ :‬النتلئج العلمة لمدراسة‪459......................................................‬‬
‫خاتمة ‪462..........................................................................‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪466................................................‬‬
‫المالحق‪.‬‬
‫فهرس الجداول‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫‪80‬‬ ‫يوضح نسب ولوج الشبلب لمحيلة المهنية بللعمر لمسنوات‬ ‫‪01‬‬
‫(‪)1987-1954‬‬
‫‪122‬‬ ‫يوضح أهم التحوالت والتطورات الحلصمة في نظريلت المقلوالتية‬ ‫‪02‬‬
‫وفي مفهوم المقلول‪.‬‬
‫‪125‬‬ ‫يوضح خصلئص كل من المقلول االجتملعي والمقلول‬ ‫‪03‬‬
‫االقتصلدي‬
‫‪130‬‬ ‫يمخص النتلئج التي توصل اليهل ‪Garey Tribou‬‬ ‫‪04‬‬

‫‪171‬‬ ‫معليير التمييز بين حجم المؤسسلت في الجزائر‬ ‫‪05‬‬

‫‪178‬‬ ‫يوضح توزيع المؤسسلت الصغيرة والمتوسطة الخلصة المعتمدة‬ ‫‪06‬‬


‫وحجم استثملراتهل بين الفترة الممتدة من ‪ 83‬إلى ‪1987‬‬
‫‪180‬‬ ‫تطور عدد المؤسسلت والعمللة الموظفة سنة ‪1999‬‬ ‫‪07‬‬

‫‪181‬‬ ‫تطور المؤسسلت والتشغيل بللمؤسسلت الصغيرة والمتوسطة‬ ‫‪08‬‬


‫سنة‪2002‬‬
‫‪183‬‬ ‫تطور عدد المؤسسلت الصغيرة والمتوسطة انطالقل من سنة‬ ‫‪09‬‬
‫‪.1994‬‬
‫‪184‬‬ ‫تطور عدد المؤسسلت الصغيرة والمتوسطة (السداسي األول من‬ ‫‪10‬‬
‫‪ 2010‬والسداسي األول من ‪.)2011‬‬

‫‪185‬‬ ‫(السداسي‬ ‫والمتوسطة‬ ‫الصغيرة‬ ‫المؤسسلت‬ ‫عدد‬ ‫تطور‬ ‫‪11‬‬


‫األول‪ 2012‬والسداسي األول ‪.)2013‬‬

‫‪187‬‬ ‫يوضح مسلهمة المؤسسلت الصغيرة والمتوسطة في خمق القيمة‬ ‫‪12‬‬


‫المضلفة ‪.2004-2002‬‬
‫‪188‬‬ ‫تطور‪ PIB‬خلرج المحروقلت حسب القطلع القلنوني ‪-2000‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪2005‬‬

‫‪196‬‬ ‫عرض تطور عدد المشلريع المنشأة في إطلر وكللة ‪ANSEJ‬‬ ‫‪14‬‬
‫وتوجهلتهل الجديدة لنوع األنشطة التي تركز عمى تمويمهل خالل‬
‫الفترة الممتدة من (‪ )2010/12/31‬إلى غلية (‪)2016/12/31‬‬
‫‪223‬‬ ‫تطور البنية التحتية المدرسية (‪)2007-1962‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪223‬‬ ‫تطور عدد المؤطرين من األسلتذة في مختمف األطوار التعميمية‬ ‫‪16‬‬


‫(‪)2007-1962‬‬
‫‪232‬‬ ‫يبين مجلالت المسؤولية االجتملعية لممؤسسلت‬ ‫‪17‬‬

‫‪255‬‬ ‫يوضح تطور عدد المشلريع الممولة في والية البويرة من طرف‬ ‫‪18‬‬
‫لسنة‬ ‫‪ANGEM‬‬ ‫‪/CNAC/ANSEJ‬‬ ‫الوكلالت‬
‫‪.2015/2010‬‬
‫‪257‬‬ ‫أهم خصلئص المعتدة في جمع أفراد عينة البحث‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫محور البيانات الشخصية لممبحوثين‬


‫‪261‬‬ ‫يوضح جنس المبحوثين‬ ‫‪20‬‬

‫‪262‬‬ ‫يبين سن المبحوثين‬ ‫‪21‬‬

‫‪264‬‬ ‫يوضح المستوى التعميمي‬ ‫‪22‬‬

‫‪265‬‬ ‫يظهر الحللة العلئمية‬ ‫‪23‬‬

‫‪266‬‬ ‫يشير إلى الكفلءة المهنية لممبحوثين‬ ‫‪24‬‬

‫‪267‬‬ ‫يوضح مجلل نشلط المبحوثين‬ ‫‪25‬‬

‫‪268‬‬ ‫يشير إلى عدد سنوات خبرة المبحوثين في النشلط‬ ‫‪26‬‬

‫‪270‬‬ ‫يوضح المصدر التي تحصل منهل المبحوثين عمى التمويالت‬ ‫‪27‬‬

‫‪271‬‬ ‫يوضح سنة انشلء المبحوثين لمشلريعهم‬ ‫‪28‬‬


‫‪273‬‬ ‫يوضح مدى مملرسة أفراد أسر المبحوثين لألنشطة الحرة‬ ‫‪29‬‬

‫‪274‬‬ ‫يوضح األفراد المملرس لمنشلط الحر في األسرة‬ ‫‪30‬‬

‫‪276‬‬ ‫يوضح دور نشلط األسرة في اتخلذ المبحوثين لقرار إنشلء‬ ‫‪31‬‬
‫المشروع‬
‫‪277‬‬ ‫يوضح نوع المؤسسلت التي أنشئهل المبحوثين‬ ‫‪32‬‬

‫محور مصادر اكتساب السموك الخالقي‬


‫‪279‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك الرقلبة الذاتية عمى‬ ‫‪33‬‬
‫األفعلل‬
‫‪282‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك اتقلن العمل‬ ‫‪34‬‬

‫‪284‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تجنب التعلمل مع‬ ‫‪35‬‬
‫العمالء غير نزهلء‬
‫‪286‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تحمل نتلئج أفعلل‬ ‫‪36‬‬
‫العملل‬
‫‪289‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك التحمي بروح العمل‬ ‫‪37‬‬
‫الجملعي مع العملل‬
‫‪292‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك التنلزل عن بعض‬ ‫‪38‬‬
‫المصللح الشخصية لتحقيق مصللح العملل‬
‫‪294‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك التضلمن مع قضليل‬ ‫‪39‬‬
‫العملل‬
‫‪297‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك اسداء النصلئح‬ ‫‪40‬‬
‫لممقلولين النلشئين‬
‫‪300‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك التضلمن مع المقلولين‬ ‫‪41‬‬
‫المذين تواجه مشلريعهم أزملت‬
‫‪303‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك المعلممة الحسنة‬ ‫‪42‬‬
‫لمزبلئن‬
‫‪306‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك احترام آجلل تقديم‬ ‫‪43‬‬
‫المنتج أو الخدمة لمزبلئن‬
‫‪309‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك أولوية خدمة الزبون‬ ‫‪44‬‬
‫عمى تعظيم األربلح‬
‫‪311‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك المعلممة االنسلنية‬ ‫‪45‬‬
‫لممتكونين‬
‫‪314‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك التكوين الجيد‬ ‫‪46‬‬
‫لممتكونين‬
‫‪317‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك التحفيز الملدي‬ ‫‪47‬‬
‫لممتكونين‬
‫‪319‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تشريف المهنة لدى‬ ‫‪48‬‬
‫أفراد المجتمع‬
‫‪322‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تحسين صورة‬ ‫‪49‬‬
‫الممتهنين لممهنة لدى أفراد المجتمع‬
‫‪325‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تشجيع الشبلب عمى‬ ‫‪50‬‬
‫التكوين في المهنة‬
‫‪327‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك مراعلة القدرة الشرائية‬ ‫‪51‬‬
‫لمفئلت ذات الدخل المحدود‬
‫‪330‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تقديم عروض خلصة‬ ‫‪52‬‬
‫في المنلسبلت الدينية والوطنية‬
‫‪332‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تقديم المسلعدات‬ ‫‪53‬‬
‫الخيرية لممحتلجين‬
‫‪335‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك المشلركة في األعملل‬ ‫‪54‬‬
‫التطوعية الموجهة ألفراد المجتمع‬
‫محور مصادر اكتساب المعارف التنظيمية والمهنية‬
‫‪339‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك احترام اجراءات‬ ‫‪55‬‬
‫السالمة المهنية والوقلية من حوادث العمل‬
‫‪342‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك اجراء الفحوصلت‬ ‫‪56‬‬
‫الطبية الدورية‬
‫‪344‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك استعملل وسلئل‬ ‫‪57‬‬
‫الوقلية والحملية أثنلء مزاولة األنشطة‬
‫‪347‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تبميغ الجهلت المعنية‬ ‫‪58‬‬
‫بلألمن والحملية المدنية في حللة حدوث خطر مل‬
‫‪350‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تقديم االسعلفلت‬ ‫‪59‬‬
‫األولية واجراءات النجدة لممصلب‬
‫‪352‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك إجراء الفحوصلت‬ ‫‪60‬‬
‫التقنية لمعتلد في اآلجلل المحددة‬
‫‪355‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك مراجعة تلريخ‬ ‫‪61‬‬
‫صالحية وسلئل الوقلية من الحرائق‬
‫‪358‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك مراجعة تلريخ‬ ‫‪62‬‬
‫صالحية عمبة االسعلفلت األولية‬
‫‪361‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك ابتكلر طرق انتلجية‬ ‫‪63‬‬
‫جديدة لمتقميل من المخمفلت الصنلعية‬
‫‪364‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك ترشيد استهالك الطلقة‬ ‫‪64‬‬

‫‪366‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك فرز النفليلت‬ ‫‪65‬‬


‫والمخمفلت الصنلعية حسب نوعهل‬
‫‪369‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك التخمص من النفليلت‬ ‫‪66‬‬
‫السلمة في األملكن المخصصة لهل‬
‫‪372‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك االشهلر الصلدق‬ ‫‪67‬‬
‫لممنتجلت والخدملت التي تقدمهل المؤسسة‬
‫‪375‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك استخدام الوسلئط‬ ‫‪68‬‬
‫التكنولوجية الحديثة في عممية الترويج لمنتجلت المؤسسة‬
‫‪378‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك الرد عمى استفسلرات‬ ‫‪69‬‬
‫وانشغلالت الزبلئن‬
‫‪380‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك االستعلنة بللمتعلممين‬ ‫‪70‬‬
‫لتحديد احتيلجلت السوق السمعية والخدمية‬
‫‪383‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك األخذ بمالحظلت‬ ‫‪71‬‬
‫واقتراحلت المتعلممين وجعمهل في مقدمة اهتململت المؤسسة‬
‫‪386‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك ابتكلر طرق وتقنيلت‬ ‫‪72‬‬
‫جديدة لمنلفسة منتجلت وخدملت المؤسسلت األخرى‬
‫‪389‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك توسيع شبكلت التوزيع‬ ‫‪73‬‬

‫‪392‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لسموك تقديم منتجلت‬ ‫‪74‬‬


‫وخدملت تمبي احتيلجلت الزبلئن‬
‫‪395‬‬ ‫مصلدر اكتسلب المبحوثين المعرفة بللخطوات األسلسية إلنشلء‬ ‫‪75‬‬
‫المشروع حسب جنسهم‬
‫‪397‬‬ ‫مدى مسلهمة المصلدر التي عرفت المبحوثين بخطوات انشلء‬ ‫‪76‬‬
‫المشروع في تعريفهم بللجهلت الممولة‬
‫‪398‬‬ ‫مدى معرفة المبحوثين بللقوانين المنظمة لنشلطهم حسب‬ ‫‪77‬‬
‫المستوى التعميمي‬
‫‪400‬‬ ‫يوضح مصلدر اكتسلب المبحوثين لاللتزاملت القلنونية‬ ‫‪78‬‬

‫محور مصادر التحفيز عمى المشاركة المجتمعية‬


‫‪403‬‬ ‫يوضح المصلدر التي وجهت المبحوثين الختيلر نوع المشروع‬ ‫‪79‬‬
‫حسب قطلع النشلط‬
‫‪405‬‬ ‫يوضح مدى تمقي المبحوثين لشروحلت حول أهمية مشلريعهم‬ ‫‪80‬‬
‫في احيلء األنشطة المحمية األخرى من طرف المصلدر الموجهة‬
‫الختيلراتهم‬
‫‪407‬‬ ‫يوضح مدى قدرة المبحوثين عمى االستجلبة الحتيلجلت المجتمع‬ ‫‪81‬‬
‫المحمي حسب قطلع النشلط‬
‫‪409‬‬ ‫يوضح أهم الخدملت التي سيركز المبحوثين عمى توفيرهل‬ ‫‪82‬‬
‫لممجتمع المحمي حسب قطلع النشلط‬
‫‪411‬‬ ‫يوضح المصلدر التي وجهت المبحوثين لنوع الخدملت التي‬ ‫‪83‬‬
‫سيوفرونهل لممجتمع المحمي‬
‫‪413‬‬ ‫يوضح مدى مشلركة المبحوثين في رعلية التظلهرات التي تقلم‬ ‫‪84‬‬
‫في المنلطق التي ينشطون فيهل حسب قطلع النشلط‬
‫‪415‬‬ ‫يوضح نوع األنشطة المجتمعية التي يشلرك المبحوثين في‬ ‫‪85‬‬
‫تنظيمهل ورعليتهل حسب جنسهم‬
‫‪417‬‬ ‫يوضح المصلدر التي حفزت المبحوثين عمى المشلركة في‬ ‫‪86‬‬
‫تنظيم ورعلية األنشطة المجتمعية‬
‫‪419‬‬ ‫يوضح نوع االسهلملت التي يقدمهل المبحوثين لشبلب المنطقة‬ ‫‪87‬‬
‫حسب نوع المؤسسة‬
‫‪421‬‬ ‫يوضح المصلدر التي حفزت المبحوثين عمى المسلهمة‬ ‫‪88‬‬
‫بمشلريعهم في ترقية شبلب المنطقة‬
‫‪423‬‬ ‫يوضح طبيعة األهداف المجتمعية التي يسعى المبحوثين‬ ‫‪89‬‬
‫لممسلهمة في تحقيقهل من خالل مشلريعهم حسب جنسهم‬
‫‪425‬‬ ‫يوضح المصلدر التي دفعت بللمبحوثين إلى التفكير في إدراج‬ ‫‪90‬‬
‫األهداف المجتمعية في مشلريعهم‬
‫‪427‬‬ ‫يوضح مدى تفكير المبحوثين في توسيع مشلريعهم في المستقبل‬ ‫‪91‬‬
‫حسب نوع المؤسسة‬
‫‪429‬‬ ‫يوضح الهدف من وراء تفكير المبحوثين في توسيع مشلريعهم‬ ‫‪92‬‬
‫مستقبال حسب جنسهم‬
‫‪431‬‬ ‫يوضح مدى تفكير المبحوثين في المشلركة في المعلرض‬ ‫‪93‬‬
‫لمتعريف بمنتجلتهم حسب نوع المؤسسة‬
‫‪433‬‬ ‫يوضح مصدر اكتسلب المبحوثين لفكرة المشلركة في المعلرض‬ ‫‪94‬‬
‫لمتعريف بمنتجلتهم حسب جنسهم‬
‫‪434‬‬ ‫يوضح مدى سعي المبحوثين لممسلهمة في تطوير المنتوج‬ ‫‪95‬‬
‫الوطني والتقميل من حدة منلفسة المنتجلت األجنبية له حسب‬
‫نوع المؤسسة‬
‫فهرس الشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪34‬‬ ‫نموذج الدراسة يوضح المؤسسلت االجتملعية المسلهمة في تنمية‬ ‫‪01‬‬
‫المسؤولية االجتملعية لدى الشبلب المقلولين‪.‬‬
‫‪147‬‬ ‫نموذج تكوين الحدث المقلوالتي لـ‪A.Shapero et L.Sokol :‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪234‬‬ ‫هرم المسؤولية االجتملعية لـ‪Carroll :‬‬ ‫‪03‬‬

‫‪253‬‬ ‫خلرطة توضح المجلل الجغرافي الذي أجريت فيه الدراسة الميدانية‬ ‫‪04‬‬
‫بوالية البويرة‬
‫مــــــــقـــدمـــــــــــــــــــــــة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمــــــة‪:‬‬

‫أضحى اليوم موضوع المسؤولية االجتماعية لممقاولين ورجال األعمال أحد مواضيع‬
‫الساعة‪ ،‬التي كثر الحديث والنقاش حولو في المحافل الدولية والوطنية‪ ،‬وفي كثير من‬
‫المؤسسات الجامعية ومخابر البحث الميتمة بالتنمية االقتصادية والبشرية‪ ،‬كما لم يعد ىذا‬
‫الموضوع مجال بحث تختص بو العموم االقتصادية والتسييرية فقط‪ ،‬بل أصبح مجال بحث‬
‫خصب لمعديد من العموم القانونية واإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬وعمى أرسيا عمم االجتماع وعمم‬
‫النفس‪ ،‬وذلك لالرتباط الوثيق بين االلتزام بالمسؤولية االجتماعية والخصائص السيكولوجية‬
‫واالجتماعية لمشخص المقاول‪ ،‬حيث تعد المسؤولية االجتماعية لممقاولين في شقيا الكبير‬
‫اكتساب وتعمم‪ ،‬يتأت من القيم والمعارف واالتجاىات والسموكات التي يكتسبيا المقاولين من‬
‫بيئتيم االجتماعية التي نشأوا فييا‪ ،‬عن طريق عمميات التنشئة من التربية والتعميم‪ ،‬التي‬
‫تتقاسميا فيما بينيا العديد من المؤسسات االجتماعية ومن أىميا األسرة ومؤسسات التعميم‬
‫والتكوين الميني باإلضافة إلى أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬حيث أن لكل منيا دور في اكساب‬
‫الشباب المقاولين مختمف القيم األخالقية والمعارف المينية التي تمكنيم من شغل مكانة‬
‫معينة وأداء أدوار محددة في النسق االجتماعي‪.‬‬

‫لكن عمى الرغم من ىذا التساند والتكامل في األدوار بين ىذه المؤسسات في سبيل‬
‫غرس وتنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬إال أن لكل منيا أدوار محددة ما‬
‫يجعل اسياماتيا في تنمية جوانب المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين متباينة تبعا‬
‫لحدود اختصاصيا‪ ،‬حيث تعد األسرة الجماعة األولية التي تعنى بإكساب الشباب المقاولين‬
‫مختمف القيم االجتماعية من التضامن والتعاون والتعاطف مع اآلخرين‪ ،‬والمينية من االتقان‬
‫والصدق واالنضباط في العمل‪ ،‬ما يجعميا المصدر األول والرئيسي في اكساب الشباب‬
‫المقاولين لمسموك األخالقي‪ ،‬وكما تختص مؤسسات التعميم ومؤسسات التكوين والتميين في‬
‫تمقينيم مختمف المعارف التنظيمية والمينية من المعرفة بإجراءات األمن والسالمة المينية‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫وكيفية الحفاظ عمى البيئة باإلضافة إلى االبداع واالبتكار في المنتجات والخدمات الموجية‬
‫أساسا لممستيمك المحمي‪ ،‬في حين تشجع أجيزة الدعم والمرافقة الشباب الحاممين لفكرة‬
‫المشروع عمى إنجاز وانشاء المشاريع التي تصب في خدمة المجتمع‪ ،‬حيث توفر ليم‬
‫التمويالت واالمتيازات والتوجييات المختمفة مع مرافقتيم خالل جميع مراحل االنشاء المشروع‬
‫وتشجيعيم عمى المساىمة في حل العديد من المشاكل االجتماعية واالقتصادية التي تعاني‬
‫منيا المجتمعات المحمية من البطالة والفقر والتيميش‪ ،‬كل ذلك يجعل من أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة المصدر الرئيسي في تشجيع الشباب المقاولين عمى المشاركة المجتمعية لمنيوض‬
‫بالمجتمعات المحمية وبالتالي المجتمع ككل‪.‬‬

‫ونظ ار لألىمية العممية والعممية التي يكتسييا الموضوع في الوقت الراىن‪ ،‬مع إمكانية‬
‫دراستو نظريا وميدانيا في المجتمع الجزائري‪ ،‬بسبب االرتفاع الممحوظ في نسب ولوج الشباب‬
‫لعالم األعمال‪ ،‬وانشائيم لقاعدة معتبر من المشاريع والمؤسسات في مختمف المجاالت‬
‫والقطاعات االقتصادية في إطار أجيزة الدعم والمرافقة التي استحدثتيا الدولة‪ ،‬والتي وضعت‬
‫عمى عاتقيم العديد من المسؤوليات االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬ارتأى الباحث إلى‬
‫دراسة دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪،‬‬
‫بيدف الكشف عن طبيعة الدور الذي تؤديو مؤسسات النسق االجتماعي‪ ،‬والمحددة في كل‬
‫من األسرة ومؤسسات التعميم والتكوين وأجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬في سبيل تنمية المسؤولية‬
‫‪ANSEJ, ENGEM,‬‬ ‫االجتماعية لدى الشباب المنشئين لممشاريع‪ ،‬في اطار وكاالت‬
‫‪ CNAC‬لوالية البويرة‪ ،‬متبعا في ذلك عمى خطة مشتممة عمى جانبين‪ :‬األول نظري‬
‫ويتضمن خمسة فصول وىي كاآلتي‪:‬‬

‫الفصل األول جاء بعنوان البناء المنيجي لمدراسة‪ ،‬حيث تم التطرق فيو إلى اإلشكالية‬
‫وتساؤالتيا والفروض‪ ،‬باإلضافة إلى األىداف والمفاىيم والمدخل النظري وأخي ار الدراسات‬
‫السابقة‪.‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمة‬

‫الفصل الثاني وكان بعنوان الشباب والمشاركة المجتمعية‪ ،‬حيث تضمن الفصل‬
‫محورين رئيسيين األول حول مرحمة الشباب ومحدداتيا من النظريات المفسرة ليا واشكالية‬
‫امتدادية مرحمة الشباب باإلضافة إلى الخصائص والحاجات والمشكالت التي يعاني منيا‬
‫الشباب‪ ،‬أما المحور الثاني فكان حول المشاركة المجتمعية لمشباب حيث تم التطرق فيو إلى‬
‫مفيوميا وأىميتيا والعوامل المؤثرة عمى المشاركة المجتمعية لمشباب‪.‬‬

‫الفصل الثالث بعنوان الشباب وتكوين الحدث المقاوالتي‪ ،‬حيث تم التطرق فيو إلى‬
‫المقاربات النظرية المفسرة لممقاول والمقاوالتية‪ ،‬وعرض أنواع المقاولين والعوامل المساىمة‬
‫في بروزىم‪ ،‬ودوافع الشباب نحو فعل المقاولة‪ ،‬باإلضافة إلى العوامل المساىمة في نجاح‬
‫مشروع المقاول‪.‬‬

‫الفصل الرابع وكان تحت عنوان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وىيئات الدعم‬
‫والمرافقة‪ ،‬حيث تعرض فيو الباحث إلى تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ونشأتيا‬
‫وتطورىا في الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى دورىا االقتصادي واالجتماعي باإلضافة إلى المشاكل‬
‫والصعوبات التي تواجييا‪ ،‬وأخي ار تم التطرق إلى أىم أجيزة الدعم والمرافقة التي استحدثتيا‬
‫الدولة لتشجيع تشغيل الشباب وىي ‪.ANDI-ANDPME-ANSEJ-CNAC-ANGEM‬‬

‫الفصل الخامس وجاء بعنوان المسؤولية االجتماعية لمشباب المقاولين في القطاع‬


‫الخاص‪ ،‬ويتضمن محورين رئيسيين‪ :‬األول كان حول المسؤولية االجتماعية وسبل تنميتيا‬
‫لدى الشباب المقاولين‪ ،‬حيث تم فيو التطرق لنشأة وتطور مفيوم المسؤولية االجتماعية‪،‬‬
‫مكوناتيا واركانيا‪ ،‬دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية االجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أىمية تنميتيا وترسيخيا لدى الشباب المقاولين‪ ،‬اما المحور الثاني فكان حول المسؤولية‬
‫االجتماعية في القطاع الخاص حيث تعرض إلى مجاالت المسؤولية االجتماعية لممؤسسات‪،‬‬
‫مميزات المؤسسات المسؤولة اجتماعيا وأخالقيا‪ ،‬دوافع تبني المسؤولية االجتماعية في‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬وأخي ار عرض بعض نماذج الشركات الرائدة في المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‌ج‬
‫مقدمة‬

‫أما الجانب الميداني لمدراسة فقد تضمن ثالثة فصول وىي‪:‬‬

‫الفصل السادس وكان بعنوان اإلجراءات المنيجية لمدراسة الميدانية‪ ،‬وقد تم فيو عرض‬
‫منيج الدراسة وأدوات جمع البيانات‪ ،‬ومجاالتيا المكانية والزمانية والبشرية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫العينة وكيفية اختيارىا وأخي ار عرض أساليب المعالجة اإلحصائية المعتمدة في معالجة‬
‫البيانات واستخراج النتائج‪.‬‬

‫الفصل السابع وجاء بعنوان عرض وتحميل بيانات الدراسة الميدانية‪ ،‬حيث تطرق فيو‬
‫الباحث إلى عرض العينة وخصائيا الشخصية والديموغرافية‪ ،‬باإلضافة إلى نوع مشاريعيم‬
‫ومصدر تمويميا‪ ،‬كما تم في العناصر األخرى عرض نتائج الجداول المتعمقة بمصادر‬
‫اكتساب الشباب المقاولين‪ :‬لمسموك األخالقي‪ ،‬ولممعارف التنظيمية والمينية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مصادر المحفزة عمى المشاركة المجتمعية‪.‬‬

‫وفي الفصل الثامن والذي جاء تحت عنوان نتائج الدراسة الميدانية‪ ،‬حيث تضمن‬
‫عنصرين رئيسيين‪ ،‬األول كان لمناقشة النتائج في ضوء الفرضيات‪ ،‬في ضوء الدراسات وفي‬
‫ضوء النظرية النسقية‪ ،‬أما العنصر الثاني فتمثل في النتائج العامة لمدراسة‪ ،‬حيث قدم فيو‬
‫مجمل ما توصمت إليو الدراسة من نتائج‪.‬‬

‫وأخي ار خاتمة الدراسة‪ ،‬حيث حاول الباحث فييا وضع حوصمة ألىم النقاط التي‬
‫توصمت الييا الدراسة كنتائج جديدة‪ ،‬مع تبيان أىم الجوانب التي كان لمؤسسات النسق‬
‫االجتماعي‪ ،‬اسيام كبير في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين لتثمينيا‬
‫ودعميا‪ ،‬والجوانب التي لم توفق فييا إلعادة النظر فييا بيدف تصويبيا وتعديميا‪.‬‬

‫‌د‬
‫البــــاب األول‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‬
‫الفصل األول‪ :‬البناء المنيجي لمدراسة‬
‫أوال‪ :‬اإلشكالية‬

‫ثانيا‪ :‬فرضيات الدراسة‬

‫ثالثا‪ :‬دوافع إختيار الموضوع‬

‫رابعا‪ :‬أىداف وأىمية الدراسة‬

‫خامسا‪ :‬مفاىيم الدراسة‬

‫سادسا‪ :‬المقاربة النظرية لمدراسة‬

‫سابعا‪ :‬الدراسات السابقة‬


‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬اإلشكالية‪:‬‬
‫مؤخ ار تزايد اىتمام الدول النامية بأىمية المقاولة المسؤولة اجتماعيا‪ ،‬نظ ار لمدور‬
‫اإليجابي الذي تؤديو عمى الصعيد االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬والمتمثل في سعييا‬
‫لخمق فرص عمل لتمكين الشباب البطمين من ولوج عالم الشغل‪ ،‬وتحسين الظروف المينية‬
‫واالقتصادية لمعمال والمتعاممين وألفراد المجتمع بصفة عامة‪ ،‬والمساىمة في الحفاظ عمى‬
‫السالمة البيئة بإتباع طرق إنتاج متطورة واستخدام مواد أقل تمويثا‪ ،‬من أجل التقميل من حدة‬
‫التأثيرات السمبية التي تسببيا أنشطتيا‪" ،‬لذلك تعد المسؤولية االجتماعية من القضايا‬
‫األ ساسية التي تتطمب أن تعطى أىمية كبيرة من قبل منظمات األعمال‪ ،‬ومع تزايد منظمات‬
‫القطاع الخاص وكبر حجميا وازدياد أرباحيا‪ ،‬فقد فرض دور اجتماعي جديد ليذه المنظمات‬
‫تساىم من خاللو في تحقيق األىداف والتطمعات المجتمعية"‪ ،1‬وذلك عن طريق تكييف‬
‫سياساتيا وتوجياتيا بالشكل الذي يسمح بتحقيق التكامل بين أىدافيا ومصالحيا االقتصادية‬
‫واحتياجات وانتظارات المجتمع معا‪ ،‬سواء تعمقت ىذه األخيرة باحتياجات وتوقعات جميورىا‬
‫الداخمي المتمثل في العاممين والقضايا المرتبطة بيم‪ ،‬من تطوير ألنظمة األجور والحوافز‪،‬‬
‫وتحسين لظروف العمل وضمان الصحة والسالمة المينية‪ ،‬والتكوين والتعميم والرعاية‬
‫االجتماعية ليم‪ ،‬أو تمك المتعمقة بانتظارات وآمال جميورىا الخارجي‪ ،‬المشكل أساسا من‬
‫الموردين والمستيمكين وجمعيات المجتمع المدني والييئات المعنية بحماية البيئة‪ ،‬والمتمثمة‬
‫في تسديد االلتزامات المالية والصدق في التعامل‪ ،‬وتوفير منتجات وخدمات آمنة بنوعية‬
‫جيدة وبأسعار معقولة‪ ،‬باإلضافة إلى المساىمة في خمق فرص عمل ودعم األنشطة‬
‫المجتمعية‪ ،‬فضال عن المشاركة في حمالت التشجير وزيادة المساحات الخضراء واالعتناء‬
‫بنظافة المحيط‪.‬‬

‫‪1‬خالد خمف‪ ،‬سالم الزريقات‪ :‬أثر التوجو اإلستراتيجي في تحقيق المسؤولية االجتماعية‪ ،‬دراسة تطبيقية في المصارف‬
‫التجارية األردنية‪ ،‬مجمة كمية بغداد لمعموم االقتصادية‪ ،‬العدد الحادي والثالثون‪ ،2012 ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪6‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ويشير العديد من الباحثين والدارسين لموضوع المسؤولية االجتماعية إلى أن تفعيل‬


‫وتحسين األداء االجتماعي لممقاوالت‪ ،‬مرىون بنوعية المعارف والخبرات والقيم والتصورات‬
‫واالتجاىات التي تتضمنيا ثقافة المقاولين‪ ،‬وقد أشار بودي عبد القادر وآخرون في دراستيم‬
‫إلى أن االلتزام بالمسؤولية االجتماعية في األنشطة المقاولية‪ ..." ،‬يرتبط ذلك بقناعات‬
‫المقاول وايمانو بدوره المتجدد في خدمة المجتمع وتحسين جودة حياة األفراد‪ .‬ويتطمب تمتعو‬
‫بقدرات شخصية وكفاءات تسييرية تمكنو من الجمع بين الدور التنموي االقتصادي المحافظ‬
‫عمى البيئة والدور االجتماعي في نسق واحد‪ ،1"..‬وكما توصل كال من عرابش زينة وثابتي‬
‫الحبيب في دراستيما حول الريادة والمسؤولية االجتماعية من المنظور اإلسالمي‪" ،‬إلى وجود‬
‫أثر ذي داللة إحصائية لسموك الريادي أو المقاول المسمم عمى تحقيق المسؤولية االجتماعية‬
‫من خالل التخطيط‪ ،‬التنظيم والرقابة"‪ ،2‬والتي غالبا مايكتسبيا الشباب المقاولين من‬
‫مؤسسات التنشئة االجتماعية المختمفة كاألسرة ومؤسسات التعميم والتكوين وأجيزة الدعم‬
‫والمرافقة‪ ،‬ومدى قدرة ىؤالء عمى ترجمتيا إلى أفعال وسموكات من شأنيا أن تخمق قيمة‬
‫اقتصادية واجتماعية جديدة‪ ،‬تعود بالفائدة عمييم وعمى جميع األطراف التي ليا صمة مباشرة‬
‫أو غير مباشرة بالمشروع‪ ،‬وذلك من خالل تكييف سياساتيم وتوجيييا نحو تبني المسؤولية‬
‫االجتماعية تجاه المتعاممين والمجتمع ككل والبيئة الطبيعية‪ ،‬بإبداع وابتكار طرق وممارسات‬
‫جديدة ومسؤولة‪ ،‬من شأنيا أن تساىم في تثمين أنشطتيم المقاولية والتحسين من صورتيا في‬
‫أذىان المتعاممين وخمق الميزة التنافسية ليا‪.‬‬

‫وباعتبار الشباب المقاولين نسقا فرعيا ضمن النسق العام وىو المجتمع‪ ،‬عمييم‬
‫مشاركتو وتحمل مسؤولياتيم تجاىو لكونو مصدر مدخالتيم المادية والمعرفية والقيمية‪ ،‬وىذا‬

‫‪1‬بودي عبد القادر‪ ،‬بن سفيان زىرة‪ :‬المسؤولية االجتماعية لممقاول ومؤسستو الخاصة في تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬قسم‬
‫عموم التسيير‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪ .02‬عمى الموقع‪https://www.google.dz/search?q=bih=662:‬‬
‫‪2‬عرابش زينة‪ ،‬ثابتي الحبيب‪ :‬الريادة والمسؤولية االجتماعية من المنظور االسالمي‪ :‬دراسة حالة المؤسسات الجزائرية‪،‬‬
‫مجمة الحجاز المحكمة لمدراسات االسالمية والعربية‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬محرم ‪1436‬ه‪ /‬نوفمبر ‪ ،2014‬ص ‪.239‬‬
‫‪7‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ما قد يجعل من النسق االجتماعي الذي ينشأ فيو الشباب المقاولين‪ ،‬كأبرز العوامل الكفيمة‬
‫لتنمية المسؤولية االجتماعية في ممارساتيم بشكل عام‪ ،‬وفي أنشطتيم المقاولية بشكل‬
‫خاص‪ ،‬وذلك بشحنيم بتوليفة من األحكام والقيم واألفكار والمعارف عن طريق عممية التنشئة‬
‫االجتماعية التي يتعرضون ليا خالل مراحل حياتيم المختمفة‪ ،‬انطالقا من النسق األسري‬
‫ودوره في إكسابيم السموك األخالقي من التحمي بالمسؤولية الشخصية وروح العمل الجماعي‬
‫واالىتمام بالعاممين والمتعاممين وبأفراد المجتمع ككل‪ ،‬من خالل تمقينيم القيم والمعايير‬
‫االجتماعية المنظمة والمحددة ألنماط األفعال المرغوبة والمرفوضة‪ ،‬والتي يتقبميا الشباب‬
‫المقاولين بشكل تمقائي عفوي دونما أي مقاومة‪ ،‬وذلك لصمة القرابة التي تجمعيم بأفراد‬
‫األسرة ولمثقة الكبيرة التي تسود بينيم في ىذا النوع من الجماعة خصوصا‪" ،‬فالرضيع والطفل‬
‫والشاب يتعمم قيم جماعتو من خالل المشاركة في نسق االلتزامات المتبادلة بين األقارب‪،‬‬
‫وفي عمميات التنظيم االقتصادي وفي الطقوس والمراسيم الدينية وجمسات قص األساطير‬
‫والحكايات الدينية وغيرىا"‪ ،1‬وبذلك يكون الفرد خاضع لممنظومة القيمية وألنماط السموك‬
‫السائدة والمرغوب بيا في أسرتو وجماعتو‪ ،‬والتي تدفعو لممشاركة في تحمل المسؤوليات‬
‫وااللتزام باألدوار الممقاة عمى عاتقو تجاه األفراد والجماعات والبيئة الطبيعية وفقا لممركز‬
‫االجتماعي الذي يشغمو‪ ،‬وبذلك تتحدد لديو حقوقو من واجباتو ويتولد لديو الشعور بالمسؤولية‬
‫والرغبة باإليفاء بيا تحقيقا لتطمعات وانتظارات اآلخرين‪ ،‬مما يجعل منو فردا مسؤوال عن‬
‫الميام واألدوار االجتماعية المناطة بو‪.‬‬

‫وتستمر عممية تنشئة واعدادالشباب المقاولين في محطة ثانية والممثمة في مؤسسات‬


‫النسق التعميمي والتكوين الميني المختمفة‪ ،‬التي تساىم من خالل الدروس النظرية والتكوينات‬
‫الميدانية والعممية التي توفرىا لمشباب في اكسابيم مختمف المعارف التنظيمية والمينية‪ ،‬التي‬
‫من شأنيا أن تجعل منيم مقاولين مكونين وقادرين عمى مباشرة تسيير مشاريعيم‪ ،‬بما‬

‫‪1‬العقبي األزىر‪ :‬المراكز واالدوار االجتماعية ومحدداتيا الثقافية في النظام األسري العربي‪ ،‬مجمة العموم االنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جوان ‪.2012‬ص ‪.83‬‬
‫‪8‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫يتماشى ومتطمبات المسؤولية المينية والقانونية‪ ،‬من معرفة بقواعد األمن والسالمة المينية‪،‬‬
‫وكيفية الحفاظ عمى المعدات واآلالت وطرق إجراء الصيانة الدورية ليا‪ ،‬والحفاظ عمى البيئة‬
‫الطبيعية بالتخفيف من التأثيرات السمبية التي تحدثيا أنشطيا‪ ،‬باالعتماد عمى سياسة التسيير‬
‫البيئي لمنفايات الصناعية وتدورييا واالستيالك العقالني لمموارد والطاقات خاصة غير‬
‫المتجددة منيا‪ ،‬باإلضافة إلى تحسيسيم وتوعيتيم بضرورة االعتماد عمى وظيفة العالقات‬
‫العامة في جمع المعمومات عن رغبات وأذواق المستيمكين واستراتيجيات المنافسين‪ ،‬وغيرىا‬
‫من المعمومات عن الجميور الخارجي لممؤسسة‪ ،‬فضال عن تمكينيم من إبداع وابتكار طرق‬
‫إنتاجية وتسويقية جديدة‪ ،‬من شأنيا تشكيل صورة إيجابية وخمق ميزة تنافسية لمؤسساتيم‬
‫الناشئة‪ ،‬كل ىذا بيدف إعدادىم وتييئتيم معرفيا ومينيا لاللتزام بمسؤولياتيم المينية في‬
‫مشاريعيم تجاه القضايا االجتماعية والبيئية لممجتمع‪ ،‬ومساندتو ماديا ومعنويا لتجاوز‬
‫المشاكل االقتصادية واالجتماعية والتيديدات البيئية والصحية التي تالحق أفراده‪" ،‬ونظ ار‬
‫ألىمية الدور الذي يقوم بو الشباب في خدمة مجتمعيم والنيوض بو‪ ،‬تأتي أىمية توعيتيم‬
‫بمسؤولياتيم االجتماعية وبذل جميع الجيود في سبيل ديمومة القيام بيذه المسؤوليات من قبل‬
‫مؤسسات المجتمع عامة‪ ،‬ومؤسساتو التربوية والتعميمية خاصة كالمدارس والمعاىد‬
‫والجامعات"‪.1‬‬
‫لذلك نجد الدولة الجزائرية حريصة عمى نشر وتنمية ثقافة المقاولة االجتماعية لدى‬
‫الشباب الحاممين لفكرة المشروع‪ ،‬والذين ييدفون من خالليا إلى تحقيق المردودية االقتصادية‬
‫والتنمية االجتماعية لممجتمع المحمي والوطني‪ ،‬وذلك عن طريق استحداث مجموعة من‬
‫الييئات واألجيزة التي تعنى بتقديم الدعم والمرافقة المادية والمعنوية والمعرفية لمشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬والممثمة في الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والوكالة الوطنية لتسيير القرض‬
‫المصغر والصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة‪ ،‬التي تتكفل بتقديم التمويالت والتعميمات‬

‫‪1‬أحمد محمد عقمة الزبون‪ :‬المسؤولية االجتماعية وعالقتيا بمنظومة القيم الممارسة لدى طمبة جامعة البمقاء التطبيقية‪،‬‬
‫المجمة األردنية لمعموم االجتماعية‪ ،‬المجمد ‪ ،5‬العدد ‪ ،2012 ،3‬ص‪.342‬‬
‫‪9‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫والتوجييات الالزمة ليم حرصا منيا عمى تأىيميم وتمكينيم من إطالق مشاريعيم‪ ،‬وتشجيعيم‬
‫عمى المشاركة المجتمعية بتوجيييم لنوع المشاريع المناسبة التي ستستجيب الحتياجات أفراد‬
‫المجتمع المحمي السمعية والخدمية‪ ،‬سواء من حيث الوفرة والنوعية الجيدة أو من حيث األسعار‬
‫المناسبة التي تتماشى وقدراتيم الشرائية‪ ،‬وعمى المساىمة في تنظيم ورعاية األنشطة المجتمعية‬
‫من تقديم لمتبرعات لممحتاجين‪ ،‬واحياء لمعادات وتقاليد المنطقة ورعاية التظاىرات الرياضية‬
‫والثقافية ‪ ،‬باإلضافة إلى تشجيعيم عمى تمكين شباب المنطقة من ولوج عالم الشغل بالتكوين‬
‫والتوظيف‪ ،‬خاصة منيم فئة ذوي االحتياجات الخاصة والعنصر النسوي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫المساىمة في ترقية المنتوج الوطني من خالل المشاركة في المعارض والصالونات لمتعريف‬
‫بو‪ ،‬والعمل عمى تحسين جودتو وتخفيض تكاليفو لمتقميل من منافسة المنتجات األجنبية لو‪ ،‬كل‬
‫ىذا بيدف المساىمة في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية لممجتمع والحفاظ عمى استقرار‬
‫وتماسك أبنيتو‪ ،‬والذي ربما من شأنو أن يساىم في الرفع من مستوى دعم وتأييد أفراد المجتمع‬
‫ألنشطة مشاريعيم‪ ،‬وضمان االستمرار واالستقرار ليا في ظل آلية التضامن والتساند‬
‫االجتماعي وتحقيق المنفعة العامة‪.‬‬

‫وعميو تسعى ىذه الدراسة الكشف عن الدور الذي يؤديو النسق االجتماعي (األسرة‪،‬‬
‫المؤسسات التعميمية‪ ،‬مؤسسات التكوين‪ ،‬مؤسسات الدعم والمرافقة) في تنمية المسؤولية‬
‫االجتماعية بمختمف أبعادىا (السموك األخالقي‪ ،‬المعارف التنظيمية والمينية‪ ،‬المشاركة‬
‫المجتمعية) لدى الشباب المقاولين في مشاريعيم‪ ،‬من خالل اإلجابة عن التساؤل الرئيسي‬
‫التالي‪ :‬ما دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين‬
‫في مشاريعيم؟‬
‫ويتفرع عن التساؤل الرئيسي التساؤالت الفرعية اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬ىل تساىم األسرة في دفع الشباب المقاولين لاللتزام بالسموك األخالقي في مشاريعيم؟‬
‫‪-‬ىل تساىم مؤسسات التعميم والتكوين في إكساب الشباب المقاولين المعارف التنظيمية‬
‫والمينية من أجل تسيير مشاريعيم؟‬
‫‪10‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬ىل تشجع أجيزة الدعم والمرافقة الشباب المقاولين عمى المشاركة المجتمعية من خالل‬
‫مشاريعيم؟‬

‫ثانيا‪ :‬فرضيات الدراسة‪:‬‬


‫‪ -1‬الفرضية العامة‪ :‬يؤدي النسق االجتماعي دو ار ايجابيا في تنمية المسؤولية االجتماعية‬
‫لدى الشباب المقاولين‪.‬‬
‫‪ -2‬الفرضيات الفرعية‪:‬‬
‫‪ -‬تساىم األسرة في دفع الشباب المقاولين لاللتزام بالسموك األخالقي في مشاريعيم‪.‬‬
‫المؤشرات‪ :‬المسؤولية الشخصية‪ ،‬روح العمل الجماعي‪ ،‬االىتمام بالزبائن‪ ،‬االىتمام‬
‫بالمتكونين‪ ،‬تحسين صورة المينة‪ ،‬التضامن مع أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬تساىم مؤسسات التعميم والتكوين إيجابا في إكساب الشباب المقاولين المعارف التنظيمية‬
‫والمينية من أجل تسيير مشاريعيم‪.‬‬
‫المؤشرات‪ :‬األمن والسالمة المينية‪ ،‬صيانة العتاد‪ ،‬التسيير البيئي‪ ،‬العالقات العامة‪،‬‬
‫اإلبداع واالبتكار‪.‬‬

‫‪ -‬تشجع أجيزة الدعم والمرافقة الشباب المقاولين عمى المشاركة المجتمعية من خالل‬
‫مشاريعيم‪.‬‬
‫المؤشرات‪ :‬اختيار المشروع المناسب‪ ،‬تحديد األىداف المجتمعية لممشروع‪ ،‬خمق‬
‫مناصب العمل‪ ،‬تمكين المرأة‪ ،‬توفير احتياجات المواطنين‪ ،‬تطوير المنتوج الوطني‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬دوافع اختيار الموضوع‪:‬‬


‫تتعدد دوافع اختيار موضوع البحث من باحث إلى آخر‪ ،‬أما اختيارنا نحن ليذا‬
‫الموضوع كان بدوافع شخصية وأخرى موضوعية‪:‬‬

‫‪ -1‬الدوافع الشخصية‪ :‬تتمثل الدوافع الشخصية في رغبة الباحث في دراسة فئة الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬ومحاولة استكشاف عالم المقاوالتية‪ ،‬فضال عن رغبتو في مواصمة دراسة موضوع‬
‫ا لمسؤولية االجتماعية الذي شرع في دراستو في مرحمة الماستر‪ ،‬وبالتالي فموضوع المسؤولية‬
‫االجتماعية من صميم االىتمامات البحثية لمباحث‪.‬‬

‫‪ -2‬الدوافع الموضوعية‪ :‬باإلضافة إلى الدوافع الشخصية‪ ،‬فقد كان اختيارنا لمموضوع مؤسس‬
‫عمى جممة من العوامل والمعطيات الواقعية‪ ،‬التي حفزتنا التخاذ قرار دراسة ىذا الموضوع‬
‫وىي‪:‬‬
‫‪ ‬احتكاك الباحث بالواقع (المجتمع المحمي) مكنو من مالحظة بعض التحوالت‬
‫الحاصمة في البنية االقتصادية واالجتماعية لوالية البويرة‪ ،‬نتيجة انتشار ظاىرة‬
‫الشباب المقاولين‪.‬‬
‫‪ ‬معايشة الباحث لمعديد من الشباب المقاولين‪ ،‬مكنو من استشعار حضور روح‬
‫المسؤولية والرغبة في النجاح والمساىمة في تحسين أوضاع المجتمع المحمي‪ ،‬لدى‬
‫العديد منيم‪.‬‬
‫‪ ‬موضوع المسؤولية االجتماعية لممقاولين من بين المواضيع التي تطرح في الكثير‬
‫من الندوات والممتقيات العممية‪ ،‬من أجل البحث عن سبل نشرىا وتنميتيا لدى‬
‫المقاولين‪.‬‬
‫‪ ‬تقريب موضوع المسؤولية االجتماعية إلى حقل عمم االجتماع بتكيفو مع المقاربات‬
‫السوسيولوجية‪ ،‬باعتبار أن معظم الدراسات التي تناول المسؤولية االجتماعية‬
‫دراسات اقتصادية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعا‪ :‬أىداف وأىمية الدراسة‪:‬‬


‫‪-1‬أىداف الدراسة‪:‬‬
‫ييدف كل بحث اجتماعي إلى اإللمام بمعظم جوانب مشكمة البحث‪ ،‬وتقديم تفسير‬
‫وتحميل عممي ليا‪ ،‬ومن ىذا المنطمق فإن ىذه الدراسة تيدف بشكل أساسي إلى التعرف عمى‬
‫دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاول‪ ،‬ودفعيم لاللتزام‬
‫بيا في مشاريعيم من وجيت نظر سوسيولوجية‪ ،‬مع السعي إلبراز أىمية تبني المسؤولية‬
‫االجتماعية في تحقيق االستمرار والريادة لممشاريع الناشئة‪ ،‬وعميو يمكن تمخيص أىداف‬
‫الدراسة في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬التعرف عمى إسيامات األسرة في دفع الشباب المقاولين لاللتزام بالسموك األخالقي‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف عمى إسيامات مؤسسات التعميم والتكوين في إكساب الشباب المقاولين لممعارف‬
‫التنظيمية والميارات المينية لتسيير مشاريعيم‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف إذا ما كانت مؤسسات الدعم والمرافقة تشجع الشباب المقاولين عمى المشاركة‬
‫المجتمعية‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوف عمى أىم المصادر المحفزة لمشباب عمى فعل المقاولة‪.‬‬

‫‪-2‬أىمية الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬تتمثل األىمية العممية لمدراسة فكونيا محاولة لتأصيل موضوع المسؤولية االجتماعية في‬
‫الحقل السوسيولوجي‪ ،‬والبحث عن جذورىا في األدبيات السوسيولوجية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الوقوف عمى مصادر اكتسابيا في الوسط االجتماعي لدعميا وتعزيزىا‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن لمدراسة أىمية عممية تتمثل في التعرف عمى خصائص الشباب المقاولين‪ ،‬وعمى‬
‫سير أنشطتيم المقاوالتية واسياماتيم االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد توجياتيم‬
‫المستقبمية‪ ،‬وىذا ما يمكن من استشراف مستقبل المؤسسات المصغرة والصغيرة في الجزائر‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫خامسا‪ :‬مفاىيم الدراسة‪:‬‬


‫‪ -1‬الدور‪:‬‬
‫يعد العالم االنثروبولوجي لينتون ‪ Linton‬أول من أعطى مفيوم الدور االىتمام‬
‫الرئيس في العموم االجتماعية‪ ،‬وعرفو بأنو‪ :‬مجموعة األفعال التي يقوم بيا الشخص ليؤكد‬
‫شغمو لممركز"‪ ،1‬فحسب لينتون فان الدور ىو مجموع األنشطة واألعمال التي يؤدييا شخص‬
‫ما أثناء شغمو لوظيفة او مركز ما سواء كانت ىذه األعمال واألنشطة رسمية او غير رسمية‬
‫بيدف تأكيد مركزه‪.‬‬

‫ويمكن تعريف الدور أيضا بوصفو بأنو‪" :‬مجموعة خاصة من األنشطة المترابطة التي‬
‫يقوم بتنفيذىا فرد معين"‪ ،2‬بم عنى أن الدور يشير إلى قيام فرد ما بجممة من األنشطة‬
‫واألعمال المحددة والمنظمة لتحقيق أىداف محددة داخل تنظيم ما‪ ،‬وما يميز مفيوم الدور‬
‫في ىذا التعريف عن التعريف السابق ىو عنصر ترابط وانسجام أنشطة الفرد‪.‬‬

‫وكما يمكن أن يعرف الدور بأنو‪" :‬الوضع الذي يشغمو الفرد في مجتمع ما بحكم سنو‬
‫أو جنسو أو ميالده أو حالتو االجتماعية أو الوظيفية او تحصيمو"‪ ،3‬فمن خالل ىذا التعريف‬
‫فإن الدور يشير إلى المكانة التي يحتميا الفرد في المجتمع والميام واألعمال المنوطة بو‬
‫والتي تحددىا لو سمفا خصائصو الشخصية واالجتماعية مثل‪ :‬السن‪ ،‬الجنس‪ ،‬والحالة‬
‫االجتماعية واالقتصادية لمفرد‪ ،‬وعميو فإن دور الفرد يتأت انطالقا من مميزاتو‬
‫السوسيواقتصادية والعممية‪.‬‬

‫‪1‬سالم بن بشير الضبعان الشراري‪ :‬صراع الدور وعالقتو بالسموك اإلداري لمديري التربية والتعميم في المممكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اإلدارة التربوية والتخطيط‪ ،‬كمية التربية جامعة أم القرى‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪ ،‬دون‬
‫سنة‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪3‬سممى محمود جمعة‪ :‬طريقة العمل مع الجماعات‪ ،‬المكتبة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪.37‬‬
‫‪14‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وكما نجد أيضا روبرستون ‪ Robertson‬يعرف الدور بأنو‪" :‬مجموعة من األنماط‬


‫السموكية المتوقعة‪ ،‬والحقوق والواجبات المرتبطة بوظيفة اجتماعية معينة"‪ .1‬وبذلك فإن الدور‬
‫ىو نموذج لألفعال العقالنية والسموكات السوية التي يجب عمى الفرد أن يمتزم بيا عند شغمو‬
‫لمركز اجتماعي ما‪ ،‬والذي يمكنو من معرفة حقوقو والتزاماتو لإليفاء بيا تجاه األفراد‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫فمن خالل المفيومات السابقة نستشف أنو ليس ىناك اتفاق عام حول تحديد تعريف‬
‫واحد وشامل لمدور‪ ،‬فكل واحد منيم يحاول أن يركز عمى جزئية معينة‪ ،‬إال أن جميعيا‬
‫تصب في منحى واحد وىو ما يقوم بو الفرد في المجتمع من أنشطة وميام‪ ،‬وعميو يمكن‬
‫القول أن الدور ىو جممة األنشطة واألعمال المترابطة التي يؤدييا الشباب المقاولين في‬
‫اطار انشطتيم أو مشاريعيم المقاوالتية‪ ،‬واليادفة في األساس إلى خمق قيمة اقتصادية‬
‫واجتماعية من أجل تحقيق أىداف التنظيم‪ ،‬وأىداف ومصالح األطراف ذات الصمة بالمشروع‬
‫أفرادا كانوا أو مؤسسات‪ ،‬باعتبارىم فاعمين اقتصاديين واجتماعيين يتحممون جممة من‬
‫المسؤوليات والواجبات األخالقية والمينية واالجتماعية تجاه المجتمع والبيئة التي ينشطون‬
‫فييا‪ ،‬وذلك وفقا لممركز االجتماعي الذي يشغمونو في النسق العام‪.‬‬

‫لكن اليدف الرئيسي من دراسة مفيوم الدور في ىذا البحث ىو التركيز عمى دور‬
‫النسق االجتماعي‪ ،‬والمحدد في دور كل من مؤسسات األسرة والتعميم والتكوين باإلضافة إلى‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬واسيامات كال منيا في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬حيث تختص األسرة في تمقين الشباب المقاولين السموك األخالقي وتمزميم عمى‬
‫ا لتحمي بو في أنشطتيم المقاولية‪ ،‬كما تركز مؤسسات التعميم والتكوين عمى تمقينيم مختمف‬
‫المعارف التنظيمية والمينية‪ ،‬التي تمكنيم من مباشرة أنشطتيم وتسيير مشاريعيم بما يتوافق‬

‫‪1‬كامل عمران‪ :‬النموذج االجتماعي‪ :‬مشكالتو ومصادره‪ ،‬مجمة جامعة دمشق‪ ،‬المجمد ‪ ،27‬العدد الثالث والرابع‪ ،2011 ،‬ص‬
‫‪.287‬‬
‫‪15‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫واألعراف والتقاليد والقوانين التنظيمية المعمول بيا‪ ،‬في حين تتكفل أجيزة الدعم والمرافقة‬
‫بم يمة تمويل ومرافقة الشباب الحاممين لفكرة المشروع‪ ،‬وتوجيييم نحو المشاريع المناسبة ذات‬
‫األثر االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬النسق االجتماعي‪Social System :‬‬


‫"ىو النظام السائد في أي مجتمع‪ ،‬والذي يتضمن عمميات اإلنتاج واالستيالك والنظام‬
‫الطبقي‪ ،‬المرتكز عمى العممية اإلنتاجية وكذا العالقات االقتصادية والدين والسياسة والفمسفة‬
‫والقانون"‪.1‬بمعنى أن النسق االجتماعي ىو النظام العام لممجتمع‪ ،‬والذي يتكون من عدة‬
‫أنظمة فرعية اقتصادية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬دينية وعالئقية‪ ،‬حيث أن ىذه األنظمة الفرعية تتفاعل‬
‫وتتكامل فيما بينيا لتشكل فيما بعد النظام العام لممجتمع‪ ،‬وىو ما يصطمح عميو بالنسق‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫تعريف تيماشيف ‪" :‬النسق االجتماعي يمثل نسقا حقيقيا‪ ،‬فيو تؤدي أجزاؤه وظائف‬
‫أساسية لتأكيد الكل وتثبيتو‪ ،‬وأحيانا اتساع نطاقو وتقويتو‪ :‬ومن ثم تصبح ىذه األجزاء‬
‫متساندة ومتكاممة عمى نحو ما"‪ .2‬بمعنى أن النسق االجتماعي‪ ،‬ىو بناء واقعي وحقيقي‬
‫يتكون من عدة أجزاء‪ ،‬حيث يعمل كل جزء في إطار النسق العام‪ ،‬من أجل ضمان بقائو‬
‫ونموه عن طريق التنسيق والتكامل في الوظائف واألدوار المنوطة بكل جزء‪.‬‬

‫ويرى بارسونز أنو‪" :‬يتألف النسق االجتماعي من جمع من الفاعمين األفراد‪ ،‬الذين‬
‫يتفاع مون مع بعضيم في موقف يتضمن عمى األقل جانبا فيزيقيا أو بينيا‪ ،‬وفاعمين مدفوعين‬
‫بموجب الميل إلى تحقيق أقصى حد ممكن من اإلشباع‪ ،‬والذين تخمل عالقتيم بموقفيم‬

‫‪1‬إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي‪ :‬مصطمحات عصر العولمة‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار الثقافية لمنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪2‬إبراىيم أبراش‪ :‬المنيج العممي وتطبيقاتو في العموم االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،2009 ،‬‬
‫ص ‪.121‬‬
‫‪16‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتعريفيم لو رموز مشتركة مبنية ثقافيا"‪ .1‬بمعنى أن النسق االجتماعي يتكون من مجموعة‬
‫من الفاعمين‪ ،‬والمقصود ب الفاعمين أن يكون ىناك فردين أو مجتمعين أو أكثر‪ ،‬ويكونون في‬
‫حالة تفاعل فيما بينيم عن طريق مجموعة من الرموز الثقافية‪ ،‬التي يفيم معانييا جميع‬
‫المتفاعمين من أجل تحقيق حاجاتيم والعمل عمى إشباعيا إلى ألقصى الحدود‪.‬‬

‫كما يمكن أن نورد أيضا بعض التعاريف األخرى‪ ،‬والتي ىي في األساس تعاريف لمبيئة‬
‫االجتماعية‪ ،‬إال أنيا قريبة لممعنى الذي نقصده بالنسق االجتماعي فيذه الدراسة‪ ،‬ومن بين‬
‫التعاريف الواردة ما يمي‪:‬‬
‫يعتبر جابر عوض سيد وعبد المنعم أحمد‪" :‬أن مكونات البيئة االجتماعية ىي‬
‫‪2‬‬
‫أشخاص وجماعات ومجتمعات متفاعمة"‪.‬‬
‫أما عمر أحمد ىمشري فيقول‪" :‬وتشتمل البيئة المؤسسات االجتماعية عمى اختالفيا‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫كاألسرة‪ ،‬ودور العبادة‪ ،‬واإلدارات الحكومية"‪.‬‬
‫في حين يرى كل من عبد اهلل الرشدان ونعيم جعنيني‪" :‬أن البيئة االجتماعية تشتمل‬
‫‪4‬‬
‫المؤسسات االجتماعية المختمفة‪ ،‬والجماعات والتجمعات والييئات والمشاريع المختمفة"‪.‬‬

‫فعال إن ىذه التعاريف تطابق إلى حد ما مع التعريفات السابقة لمنسق االجتماعي‪،‬‬


‫حيث تتقاطع كميا في نقطتين محوريتين وىما‪ :‬وجود مجموعة من المتفاعمين أفرادا كانوا أو‬
‫جماعات أو مؤسسات‪ ،‬باإلضافة إلى التفاعل فيما بينيا من أجل تحقيق أىداف وغايات‬
‫تصب في خدمة المصمحة العامة‪.‬‬

‫‪1‬رث واالس‪ :‬النظرية المعصرة في عمم االجتماع‪ ،‬ترجمة محمد عبد الكريم الحوراني‪ ،‬دار مجدالوي لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫األردن‪ ،2011،‬ص‪.66‬‬
‫‪2‬مسفر بن حسن القحطاني‪ :‬أثر البيئة االجتماعية عمى الدعوة‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬كمية الدعوة واإلعالم‪ ،‬جامعة اإلمام محمد‬
‫بن سعود االسالمية‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪1426-1425،‬ه‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪17‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫إجرائيا‪:‬‬
‫يقصد بالنسق االجتماعي في ىذه الدراسة المؤسسات االجتماعية التالية‪ :‬األسرة‪،‬‬
‫مؤسسات التعميم والتكوين‪ ،‬باإلضافة إلى أجيزة الدعم والمرافقة الممثمة في الوكالة الوطنية‬
‫لدعم وتشغيل الشباب ‪ ،ANSEJ‬والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪،ANGEM‬‬
‫والصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة ‪ ، CNAC‬والتي تتفاعل وتتساند فيما بينيا من أجل‬
‫إعداد مقولين مييئين لمولوج عالم األعمال‪ ،‬وقادرين عمى تحمل مسؤولياتيم األخالقية‬
‫والمينية والمجتمعية‪ ،‬تجاه المجتمع بشكل عام والمجتمع المحمي بشكل خاص‪.‬‬

‫‪ -3‬الشباب‪:‬‬
‫لغة‪" :‬عرفو الثعالبي في كتابو فقو المغة أنو‪ :‬جاءت من كممة شبب والشباب‪ :‬الفتاء أو‬
‫الحداثة"‪.1‬‬
‫اصطالحا‪ :‬يعرف برنامج األمم المتحدة االنمائي الشباب" عمى أنيم أولئك الذين تتراوح‬
‫أعمارىم ما بين ‪ 15‬و‪ 24‬عاما‪ .‬غير انو بالنظر إلى كيفية تعريف كل بمد بمفرده لمشباب‬
‫وآخذين باالعتبار نطاق أوسع من القضايا االجتماعية والثقافية والسياقية‪ ...‬يقترح توسيع فئة‬
‫الشباب ىذه لتشمل الشابات والشبان الذين تتراوح اعمارىم ما بين ‪ 25‬و‪30‬عاما (وحتى‬
‫تخطي ذلك وصوال إلى ‪ 35‬عاما)"‪.2‬‬

‫‪1‬خالد عبد السالم‪ :‬عوامل االنحراف االجتماعي لدى الشباب الجزائري واستراتيجيات التكفل والعالج‪ ،‬دراسة نفسية وتربوية‪،‬‬
‫مخبر تطوير الممارسات النفسية والتربوية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2014‬ص ‪ .114‬عمى الموقع‬
‫‪http://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/bitstream/123456789/8196/1/p1309.pdf‬‬
‫‪2‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ :‬استراتيجية برنامج األمم المتحدة االنمائي لممساواة بين الجنسين‪ ،‬شباب ممكن‪ ،‬مستقبل‬
‫مستدام‪ ،2017-2014 ،‬ص‪ .9‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪file:///C:/Users/acer/Downloads/UNDP-Youth-Strategy-2014-2017-AR%20(3).pdf‬‬
‫‪18‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد "عرف الشباب في سوريا وفقا لما جاء في المرسوم ‪ 23‬لعام ‪ ،1970‬بأنو يمثل‬
‫الفئة العمرية من ‪ 27 -14‬عاما‪ ،‬المنحدرة في أصوليا من طبقات المجتمع كافة‪ .‬وىم‬
‫بمعنى أعم المجتمع العربي السوري بكاممو في سن معينة من ‪ 27-14‬سنة"‪.1‬‬
‫ويرى عمى الحوات "أن مرحمة الشباب متشعبة إلى مرحمة شبابية مبكرة ومرحمة شبابية‬
‫متأخرة ‪...‬والمرحمة األولى ىي الواقعة ما بين سن الخامسة عشر إلى سن العشرين‪،‬‬
‫وتتصف بصفات وخصائص نفسية واجتماعية خاصة‪ .‬أما مرحمة الشباب المتأخر فيي‬
‫الواقعة ما بين بعد العشرين إلى قبل الثالثين بقميل‪ ،‬وليا صفات خاصة بيا"‪.2‬‬

‫أما تقرير مركز البحث لألنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ‪ CRASC‬لسنة ‪،2007‬‬


‫فيعرف الشباب عمى أنو‪ " :‬المرحمة العمرية التي ال يمكن اعتبارىا طفولة وال رشدا‪ ،‬وال ىي‬
‫تبعية وال استقاللية‪ ،‬بل ىي فترة تجربة بعض الحريات التي تمثل طو ار من أطوار اإلدماج أو‬
‫اإلقصاء االجتماعي"‪.3‬‬

‫وعميو فان مفيوم الشباب الجزائري ىو‪ " :‬أولئك الذين دخموا السن القانونية لمعمل‪،‬‬
‫والذين تتراوح أعمارىم بين ‪ 15‬و‪ 35‬سنة‪ ،‬والذين حققوا قد ار من التعمم والمعرفة العممية في‬
‫مختمف المجاالت‪ ،‬التي تسمح ليم بإبداء الرأي والنقد واتخاذ موقف اتجاه مختمف القضايا‬
‫المجتمعية‪ ،‬ال سيما فيما يخص مستقبميم الميني واالجتماعي‪ ،‬وليم من الميارات والمؤىالت‬
‫التي تسمح ليم بمعب أدوار اجتماعية متنوعة كل حسب مستواه وقدراتو وميولو"‪.4‬‬

‫‪1‬ماجد ممحم أبو حمدان‪ :‬طرائق التنشئة االسرية وعالقتيا بمدى مشاركة الشباب في اتخاذ القرار داخل األسرة‪ ،‬دراسة‬
‫ميدانية عمى عينة من شباب جامعة دمشق‪-‬كمية اآلداب‪ ،‬مجمة جامعة دمشق‪ ،‬المجمد ‪ ،27‬العدد الثالث والرابع‪،2011 ،‬‬
‫ص‪.374‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.374‬‬
‫‪3‬خالد عبد السالم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪4‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.115-114‬‬
‫‪19‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -4‬الشباب المقاولين‪:‬‬
‫قبل التطرق لمفيوم الشباب المقاولين‪ ،‬ال بد من تحديد مفيوم المقاول أوال‪ ،‬وذلك‬
‫بعرض بعض التعاريف المصاغة عنو وىي‪:‬‬
‫أ‪-‬المقاول‪:‬‬
‫لغة‪" :‬تأتي كممة المقاول أو الريادي في المغة اإلنجميزية لتعطي مصطمحا ذا داللة خاصة‪،‬‬
‫ورغم ثراء المغة العربية فإن كافة الترجمات ليذا المصطمح اتسمت بالقصور في التعبير عن‬
‫المدلول بالمغة اإلنجميزية‪ ،‬ففي القواميس واألدبيات اإلدارية ترجمت إلى المبادر‪-‬الممتزم ‪-‬‬
‫المقاول –المنظم –المخاطر –المخطط –المروج –صائد الفرص –صانع الفرص –المبدع‬
‫اإلنتاجي –المستثمر لمتعبير عن الشخص الراغب في بدء مشروع خاص أو امتالك مشروعا‬
‫بالفعل ويريد أن يديره بصورة صحيحة وسميمة"‪.1‬‬
‫وفي قاموس ‪ Meniam Webster‬يعرف المقاول بأنو الشخص الذي يستطيع تنظيم‬
‫وادارة شركتو باستخدام مياراتو اإلدارية"‪.2‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫يعرف المقاول بأنو‪" :‬مؤسس المشروع وبكالم أدق ىو الشخص القادر عمى تحويل‬
‫حمم‪ ،‬فكرة‪ ،‬مشكمة أو فرصة عمل إلى مشروع"‪.3‬‬
‫وفي تعريف آخر يشار إلى الشخص المقاول بأنو الشخص الذي ينيمك في الريادة‬
‫وينشغل بيا‪ ،‬من خالل إدراكو لفكرة توفير منتج أو خدمة في األعمال وحمميا إلى التطبيق‬
‫الفعمي"‪.4‬‬

‫‪1‬دريس نعيمة‪ :‬الخمفية االجتماعية لممرأة المقاولة في الجزائر‪ ،‬دراسة ميدانية عمى عينة من السيدات المقاوالت بوالية‬
‫البويرة‪ ،‬أطروحة دكتوراه مقدمة لنيل شيادة الدكتوراه الطور الثالث في عمم االجتماع‪ ،‬جامعة محمد البشير االبراىيمي‪ ،‬برج‬
‫بوعريريج‪ ،2017-2016 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪2‬بالل خالف السكرانة‪ :‬الريادة وادارة منظمات األعمال‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ministère de L’Education du Loisir et du Sport, Défi de l’entrepreneuriat jeunesse, Le‬‬
‫‪Portfolio de l’entrepreneuriat au secondaire, Québec, 2008, p 11.‬‬
‫‪4‬دريس نعيمة‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪20‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أما ‪ Max Weber‬فيعرف المقاول عمى أنو ذلك الشخص العقالني الذي يقوم‬
‫باالدخار من أجل تراكم رؤوس األموال يستخدميا استخداما عقالنيا في عدة نشاطات‬
‫تجارية‪ ،‬صناعية‪ ...‬كما يركز ماكس فيبر عمى خصائص المقاولة كالمثابرة والمغامرة والقوة‬
‫الكاريزمية‪ ،‬وكذلك العقالنية في تسيير مقاولتو كما يتحمل كل الظروف التي تمعب دو ار ميما‬
‫في كسب أرباح أو خسارة"‪.1‬‬
‫بينما يرى كل من ‪ Marchesney et Julien‬المقاول ىو الذي يتكفل بحمل‬
‫مجموعة من الخصائص األساسية‪ :‬صاحب الخيال الواسع حيث يتخيل الجديد ولديو ثقة‬
‫كبيرة في نفسو‪ ،‬المتحمس والصمب الذي يحب حل المشاكل ويحب التسيير واالبداع والقيادة‪،‬‬
‫الذي يصارع الروتين ويرفض المصاعب والعقبات وىو الذي ال يضيع أي فرصة عند‬
‫حصولو عمى معمومة ىامة ويحاول استغالليا بالشكل المناسب"‪.2‬‬
‫أما عند عمماء االجتماع االقتصاديين المعاصرين أمثال ‪ P.Zalio‬فيعتبرونو نوع من‬
‫الفاعمين االجتماعيين يتميز بخصائص عدة منيا مواجية الخطر االقتصادي (عن طريق‬
‫القرض واالستثمار من أجل الربح)‪ ،‬فكل شخص يكيف عمال ما أو يبتكر أو يجدد يطمق‬
‫عميو مقاوال"‪.3‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة يمكن القول أن الشخص المقاول‪ ،‬ىو ذلك الشخص الذي‬
‫ي تمتع بمجموعة من الخصائص الشخصية واالجتماعية والمعرفية‪ ،‬التي تجعل منو فردا‬
‫حامال لفكرة المشروع‪ ،‬ومباد ار إلنشائو عمى أرض الواقع‪ ،‬وقاد ار عمى تمويمو سواء من‬
‫مدخراتو الخاصة أو عن طريق القروض‪ ،‬وااللتزام بمسؤولية ادارتو وتسيير موارده‪ ،‬وتحمل‬
‫نتائج ق ارراتو‪ ،‬من أجل خمق قيمة اقتصادية أو اجتماعية جديدة‪.‬‬

‫‪1‬كمال بوقرة‪ ،‬إسحاق رحماني‪ :‬المقاولة الخاصة كآلية تنموية بمجتمع العمل دراسة سوسيو‪-‬اقتصادية لمفعل المقاوالتي في‬
‫الجزائر‪ ،‬مجمة الدراسات والبحوث االجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬جامعة الشييد حمة لخضر الوادي‪ ،‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.97‬‬
‫‪2‬زينب شنوف‪ :‬تشكيل اليوية الجماعية عند المقاولين الشباب‪ -‬دراسة ميدانية لعينة من المقاولين الشباب أصحاب‬
‫مؤسسات الصناعة التقميدية الحرفية بورقمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه ل‪.‬م‪.‬د في عمم اجتماع اإلدارة والعمل‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة‪ ،2017-2013 ،‬ص‪.71‬‬
‫‪3‬كمال بوقرة‪ ،‬إسحاق رحماني‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.98-97‬‬
‫‪21‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫كما أن في مطمع الثمانينيات من القرن العشرين أخذ مفيوم المقاول يتخذ أبعادا‬
‫ومناحي اجتماعية‪ ،‬فيعرف ‪ l. J. Fillon‬المقاول بأنو‪" :‬رجل اجتماعي ونتاج بيئتو"‪ .1‬أي‬
‫أن المقاول فرد من أفراد المجتمع يتطبع بالقيم االقتصادية واالجتماعية واألخالقية السائدة‬
‫في مجتمعو‪ ،‬ويخضع ألحكامو وضوابطو ويحرص عمى احتراميا وااللتزام بيا في أنشطتو‬
‫المقاولية‪.‬‬
‫وتعرفو ‪ Gillet Anne‬بوصفو‪" :‬ذلك الشخص الذي يمعب دو ار مركزيا في تحريك‬
‫الديناميكية االجتماعية واالقتصادية"‪ .2‬بمعنى أن المقاول لم يعد ذلك الشخص االنتيازي‬
‫الذي تسيطر عميو دوافعو المادية االقتصادية‪ ،‬الساعية إلى تعظيم الثروة والتراكم الرأس مالي‬
‫فقط‪ ،‬بل أصبح المقاول بمثابة الفاعل االجتماعي الذي يسعى إلى المساىمة في تنشيط‬
‫الحياة االقتصادية واالجتماعية معا وفقا مكانتو ومركزه االجتماعي‪.‬‬

‫وكما يطرح كال من ‪ S. Allemand & S. Boutillier‬في كتابيما "االقتصاد‬


‫االجتماعي والتضامن" مفيوما جديدا وىو المقاول االجتماعي‪ ،‬حيث‪" :‬يعرف المقاول‬
‫االجتماعي من خالل األىداف التي يحددىا‪ ،‬فيو يطور فعال اجتماعيا ليستجيب الحتياجات‬
‫مجتمع معين"‪.3‬‬
‫إن التعاريف األخيرين ىما األكثر قربا من مفيوم المقاول في الدراسة الحالية‪ ،‬حيث‬
‫يعد المقاول ذلك الشخص الذي يحمل فكرة المشروع‪ ،‬ويتمتع بمجموعة من الخصائص‬
‫السموكية والمعرفية واالجتماعية‪ ،‬والمكتسبة من بيئتو االجتماعية (األسرة‪ ،‬مؤسسات التعميم‬
‫والتكوين‪ ،‬أجيزة الدعم والمرافقة)‪ ،‬والتي ساىمت معنويا ومعرفيا وماديا في ترجمة فكرتو إلى‬

‫‪1‬‬
‫‪François Dany : Cadres et Entrepreneuriat, Mythes et Réalités, actes de la journée du 06‬‬
‫‪Juin 2002, organisé par E.M, Lyon, Ecully, p 09.‬‬
‫‪2‬إسحاق رحماني‪ :‬المقاولة في القطاع الخاص وعالقتيا بتنمية مجتمع العمل‪ ،‬دراسة ميدانية لممقاوالت الخاصة بوالية‬
‫البويرة‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ L M D‬في عمم االجتماع تنظيم وعمل‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،2017-2016 ،1‬ص ‪.16‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Sophie Boutillies, Sylvain Allemand : Economie social et solidaire, Nouvelles trajectoires‬‬
‫‪d’innovations, L’Harmattan, Paris, 2010, p 112.‬‬
‫‪22‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫فعل اجتماعي عقالني‪ ،‬ييدف إلى المساىمة في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية مع‬
‫الحفاظ عمى البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫ب‪-‬الشباب المقاولين‪:‬‬
‫حاول العديد من المفكرين والدارسين صياغة تعريفات من أجل حصر مفيوم الشباب‬
‫المقاول‪ ،‬إال أن االختالف والتمايز التي يشوبيا كان في تحديد الفئة العمرية لمشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬فنجد منيم من يعتبر أن‪ ":‬المقاولون يتصفون بشبابيم بين ‪ 40-19‬سنة"‪1.‬حيث‬
‫نالحظ أن ىذا التعريف يركز بشكل مطمق عمى المرحمة العمرية دون أن ييتم بالخصائص‬
‫والسمات األخرى‪.‬‬

‫فيحين يعرف شيقونتا ‪ Chigunta.F‬الشاب المقاول بأنو‪ ":‬كل شخص بين ‪15‬و‪35‬‬
‫سنة‪ ،‬والذي يبرىن قدرات في االبداع‪ ،‬المبادرة‪ ،‬الخمق ومواجية االخطار عن طريق ممارستو‬
‫لنشاط ما"‪ 2.‬اما ىذا التعريف فنجده أكثر شمولية حيث يركز عمى البعد العمري لمشاب‬
‫المقاول‪ ،‬باإلضافة إلى القدرات والخصائص التي يتطمبيا إنشاء المشروع وممارسة األنشطة‬
‫المقاولية‪.‬‬

‫وعميو فان الشباب المقاولين ىم أولئك األفراد‪ ،‬عمى اختالف نوعيم االجتماعي ذكو ار‬
‫كانوا أو اناثا‪ ،‬وأصوليم االجتماعية سواء كانوا من أسر مقاولة أو من أسر غير مقاولة‪،‬‬
‫عمى أن تتوفر فييم مجموعة من الخصائص والمميزات وىي‪ :‬السن القانوني الذي يسمح ليم‬
‫باالستفادة من التمويالت من أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬وأن تكون لدييم فكرة إنشاء المشروع‪،‬‬
‫والمبادرة وتقبل المخاطرة من أجل اإلنجاز وخمق القيمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Aknine.S.R et Ferfera.Y : Entrepreneuriat et création d’entreprises en Algérie : une lecture‬‬
‫‪a partite des dispositifs de soutien et d’aide a la création des entreprises, Revue des Sciences‬‬
‫‪Economiques et de Gestion, N°14, 2014,p75.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Chigunta (F) : « L’entrepreneuriat chez les jeunes : relever les grandes défis‬‬
‫‪stratégiques » , L’actualité des services aux entrepreneures, N° 07, Décembre 2003, P 05.‬‬
‫‪23‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫إجرائيا‪:‬‬
‫يقصد بالشباب المقاولين كل الشباب والشابات‪ ،‬الذين تتراوح أعمارىم بين ‪ 18‬و‪45‬‬
‫سنة‪ ،‬والذين استفادوا من الدعم والمرافقة من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬والوكالة‬
‫الوطنية لتسيير القرض المصغر‪ ،‬ومن الصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة‪ ،‬من أجل‬
‫إنشاء مؤسسات مصغرة وصغيرة بوالية البويرة بيدف خمق قيمة اقتصادية واجتماعية‪.‬‬

‫‪ -5‬المقاولة والمفاىيم المرتبطة بيا‪:‬‬


‫قد يتساءل البعض عن ماىية المقاولة‪ ،‬وما ىي أوجو االختالف والتشابو بينيا وبين‬
‫المشروع‪ ،‬ولحل ىذا المبس سوف نتطرق الى مجموعة من التعريفات التي جاء بيا‬
‫المفكرون‪ ،‬إلقامة التميز بين المفيومين السابقين‪.‬‬

‫أ‪-‬المقاولة‪:‬‬
‫تعددت التعاريف التي صاغيا المفكرون لمفيوم المقاولة وذلك تبعا لتخصصاتيم‬
‫العممية وتوجياتيم الفكرية ومن بين التعارف نورد ما يمي‪:‬‬
‫يعرف ‪" : Beitone, Cazorla, Dollo & Drai‬المقاولة ىي وحدة اقتصادية ذات‬
‫استقاللية قانونية‪ ،‬والتي تقوم بتجميع ودمج عوامل اإلنتاج (العمل وراس المال) إلنتاج السمع‬
‫والخدمات وتوجيييا لمتسويق"‪ .1‬حيث يشير ىذا التعريف إلى الوظيفة االقتصادية لممقاولة‪،‬‬
‫واعتبارىا نسق اقتصادي ىدفو اإلنتاج وتحقيق الربح عن طريق تجميع عوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫أما ‪ ،Hernandez‬فيعرفيا بأنيا‪ ":‬مجموعة المراحل التي تقود إلنشاء منظمة‪ ،‬بمعنى‬
‫النشاطات التي من خالليا يقوم المنشئ بتعبئة وتركيب موارد‪-‬معموماتية‪ ،‬مادية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Alain. Beitone, Estelle. Hemdane: La definition de l’entreprise dans les manuels de‬‬
‫‪sciences économiques et sociales en classe de seconde, Skhole, hors-série 1, I U F M de‬‬
‫‪l’académie d’Aix Marseille, 2005, p 30.‬‬
‫‪24‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫بشرية‪...،‬إلخ‪ -‬الستغالل الفرصة وتجسيدىا عمى شكل مشروع مييكل"‪ 1.‬ويفيم من ىذا‬
‫التعريف أن المقاولة ىي مجموعة م ن العمميات القائمة عمى التخطيط والتنظيم‪ ،‬والتي يقوم‬
‫بيا الشخص المقاول من أجل تجميع موارده المادية والمعرفية والبشرية في تنظيم رسمي‪،‬‬
‫لتوظيفيا في استغالل فرص االستثمار وانتاج سمع وخدمات جديدة‬

‫أما ‪ Touraine‬في يعرفيا‪" :‬عمى أنيا مؤسسة تتميز باالستقاللية والتنظيم‪ ،‬ىدفيا‬
‫اقتصادي يحكميا مقاول اجتماعي بأعمالو المساىمة في بناء المجتمع"‪ ،2‬إن ىذا التعريف‬
‫الذي يقدمو توران يؤكد عمى خاصية االستقاللية لممقاوالت‪ ،‬وسيطرة الطابع االقتصادي عمى‬
‫أىدافيا وانشطتيا المختمفة‪ ،‬إال أن ذلك ال يمنعيا وال يعفييا من اإليفاء وااللتزام بدورىا‬
‫االجتماعي‪ ،‬والمتمثل في تحقيق النمو االقتصادي والرفاه االجتماعي سواء لمعاممين أو ألفراد‬
‫المجتمع ككل‪.‬‬

‫وقد تجرنا التعاريف السابقة إلى التطرق لمفيوم آخر لممقاولة‪ ،‬وىو األقرب واألنسب‬
‫ليذه الدراسة وىو المقاولة االجتماعية‪ ،‬والتي تتخذ بعين االعتبار الجوانب االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية في سياساتيا وأنشطتيا اإلنتاجية المختمفة‪ ،‬وتعرف المقاولة االجتماعية‬
‫عمى أ نيا " مفيوم يتضمن مجموعة األنشطة والعمميات إلنتاج ودعم القيمة االجتماعية‪،‬‬
‫باعتماد مقاربات مقاوالتية حديثة مع األخذ بعين االعتبار قيود البيئة الخارجية"‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫رضوان أنساعد‪ ،‬محمد فالق‪ :‬دور آليات التشغيل في تنمية ثقافة المقاوالتية لدى الطمبة الجامعيين‪ ،‬الممتقى الدولي‬
‫حول الروح المقاوالتية كأداة لمتنمية المستدامة‪ ،‬جامعة قصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪15‬و‪ 16‬فيفري ‪ ،2013‬ص‪.9‬‬
‫عمى الموقع‪http://www.univ-chlef.dz/drupub/sites/default/files/redwan%20.pdf :‬‬
‫‪2‬إسحاق رحماني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Sophie Brouard; Ouafa Sakka: Entrepreneuriat social et participation citoyenne, revue‬‬
‫‪Canadienne de recherche sur les OSBL et l’économie sociale, vol. 1, n° 1, automne/ Fall2010,‬‬
‫‪p 49.‬‬
‫‪25‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وكما تعرف أيضا بأنيا‪" :‬كل نشاط خاص ذا فائدة عامة‪ ،‬منظم وفق المبادئ المتبعة‬
‫في األنشطة المقاولية األخرى‪ ،‬مع عدم تركيزه عمى تعظيم األرباح بشكل مطمق‪ ،‬لكن يسعى‬
‫إلى تحقيق بعض األىداف االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فضال عمى القدرة عمى انتاج السمع‬
‫والخدمات وتقديم حمول جديدة لمشاكل االقصاء والبطالة"‪.1‬‬

‫من خالل التعريفين السابقين نستشف أن المقاولة ىي فعل اقتصادي واجتماعي‬


‫مسؤول‪ ،‬يسعى من خاللو المقاول إلى اشباع حاجاتو ورغباتو‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار‬
‫ضرورة تحقيق انتظارات واحتياجات المجتمع المتزايدة والمتغيرة من توفير لمسمع والخدمات‪،‬‬
‫فضال عن المشاركة والمساىمة في حل المشاكل االجتماعية من البطالة والتيميش‪ ،‬وىذا‬
‫يمكن أن نطمق عميو بالمسؤولية االجتماعية لممؤسسة‪.‬‬

‫ب‪-‬المشروع‪:‬‬
‫ىناك من الباحثين من يشير إلى أن‪ ":‬مجموعة كاممة من األنشطة والعمميات التي‬
‫‪2‬‬
‫تستيمك موارد محددة‪ ،‬ينتظر منيا مداخيل أو عوائد أخرى نقدية أو غير نقدية"‪.‬‬
‫في حين يعرفو آخرون بأنو‪ " :‬تمك المشروعات التي تتميز بانخفاض رأسماليا‪ ،‬وقمة‬
‫العدد الذي تستخدمو من العمال وصغر حجم مبيعاتيا وقمة الطاقة الالزمة لتشغيميا‪ ،‬كما‬
‫تتميز بارتباطيا الوثيق بالبيئة واعتمادىا عمى الخدمات المتوفرة محميا‪ ،‬وعمى تصريف‬
‫وتسويق منتجاتيا في نفس المنطقة التي تنشأ بيا والمناطق المجاورة ليا"‪3.‬بمعنى أن مفيوم‬
‫المشروع قد يتطابق إلى حد كبير بمفيوم المؤسسات المصغرة‪ ،‬والتي تتسم بانخفاض رأس‬
‫ماليا وحجم عمالتيا‪ ،‬وقمة إنتاجيتيا والموجية أساسا لتمبية احتياجات المجتمع المحمي‪ ،‬حيث‬

‫‪1‬‬
‫‪S.Davy, J. Verna: L’Entrepreneuriat Social: un lever pour la croissance et l’emploi‬‬
‫‪definition, acteurs et enjeux, INES, 2012, p 4.‬‬
‫‪2‬عمى عابد‪ :‬دور التخطيط والرقابة في إدارة المشاريع باستخدام التحميل الشبكي دراسة حالة مشروع بناء ‪ 04‬وحدة‬
‫سكنية ‪ LSP‬بتيارت‪ ،‬ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد تممسان‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪3‬نبيل جواد‪ :‬إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬المؤسسات الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،2006 ،1‬‬
‫ص‪.29‬‬
‫‪26‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫يعرفيا المشرع الجزائري بأنيا‪ :‬المؤسسات التي ال يزيد حجم تشغيميا عن ‪ 9‬عمال‪ ،‬ورأس‬
‫ماليا السنوي عن ‪20‬مميون دينار جزائري‪ ،‬وال تزيد حصيمتيا السنوية عن ‪ 10‬ماليين دينار‬
‫جزائري‪.‬‬
‫إجرائيا‪:‬‬
‫نعني بالمقاولة اجرائيا تمك المشاريع أو المؤسسات المصغرة والصغيرة المنشأة من قبل‬
‫الشباب المقاولين بوالية البويرة‪ ،‬في إطار أجيزة الدعم والمرافقة خالل الفترة الممتدة بين‬
‫‪ 2006‬و‪ ،2017‬الموزعة عمى مختمف القطاعات االقتصادية الثالثة الفالحة والصناعة‬
‫والتجارة‪.‬‬

‫‪ -6‬المسؤولية االجتماعية‪:‬‬
‫لغة‪ :‬يعرف المعجم الوسيط المسؤولية بوجو عام‪" :‬حال أو صفة من يسأل عن أمر تقع‬
‫عميو تبعتو‪ .‬يقال‪ :‬أنا برئ من مسؤولية ىذا العمل وتطمق (أخالقيا) عمى‪ :‬التزام الشخص بما‬
‫يصدر عنو قوال أو عمال‪ .‬وتطمق (قانونا) عمى االلتزام بإصالح الخطأ الواقع عمى الغير‬
‫طبقا لمقانون"‪.1‬‬

‫أما البادي فيشير إلى‪" :‬أن مصطمح المسؤولية االجتماعية ‪Social Responsibility‬‬
‫يرادف عددا من المصطمحات في المغة اإلنجميزية ىي‪:‬‬
‫‪ ‬االىتمام ‪Social Concern‬‬
‫‪ ‬الضمير االجتماعي ‪SocialConscience‬‬
‫‪ ‬المشاركة االجتماعية ‪Social Involvement‬‬
‫‪ ‬االستجابة االجتماعية ‪.2 "Social Response‬‬

‫‪1‬زايد بن عجير الحارثي‪ :‬واقع المسؤولية الشخصية واالجتماعية لدى الشباب السعودي وسبل تنميتيا‪ ،‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث‪ ،‬ط‪ ،1‬أكاديمية نايف العربية لمعموم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2001 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪27‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وىذا التعريف في الحقيقة يعد التعريف األكثر شيوعا واستعماال في بحوث االجتماعية‪،‬‬
‫لتركيزه عمى العديد من األبعاد من اىتمام الفرد بما يجري في الوسط االجتماعي من أحداث‬
‫وظواىر‪ ،‬واالحساس بيا والمساىمة في احداث تغييرات وتحسينات باالستجابة اآلنية‬
‫والطوعية الحتياجات المجتمع‪.‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫تعددت التعريفات المصاغة لمفيوم المسؤولية االجتماعية بسبب شموليتو وانتشار‬
‫استخدامو في الكثير من الحقول المعرفية‪ ،‬كاالقتصاد والعموم االجتماعية والقانونية‪ ،‬وليذا‬
‫نجد كل منظر أو مفكر يحاول صياغة تعريف ليا وفقا لتخصصو العممي وحقمو المعرفي‪،‬‬
‫ومن بين التعاريف الواردة ما يمي‪:‬‬

‫يعرفيا قاسم "بأنيا مسؤولية الفرد عن نفسو ومسؤوليتو تجاه أسرتو‪ ،‬وأصدقائو وتجاه‬
‫دينو ووطنو من خالل فيمو لدوره في تحقيق أىدافو واىتمامو باآلخرين من خالل عالقتو‬
‫اإليجابية ومشاركتو في حل مشكالت المجتمع وتحقيق األىداف العامة"‪.1‬‬
‫أما بيصار فيعرف المسؤولية االجتماعية بأنيا‪ ":‬التزام المرء بقوانين المجتمع الذي‬
‫يعيش فيو‪ ،‬وبتقاليده ونظمو‪ ،‬سواء كانت وضعية أو أدبية‪ ،‬وتقبمو لما ينتج عن مخالفة ليا‬
‫من عقوبات شرعيا المجتمع لمخارجين عمى نظمو أو تقاليده وآدابو"‪.2‬‬

‫يشير التعريفان السابقان إلى المسؤولية االجتماعية بمدلوليا العام‪ ،‬أي المسؤولية‬
‫االجتماعية ألي فرد من أفراد المجتمع تجاه نفسو وأسرتو ووطنو ومجتمعو ككل‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن مكانتو ومركزه االجتماعي‪ ،‬ويندرج ضمنيا كل المسؤوليات الممقاة عمى عاتق‬
‫الفرد مدنية كانت أو قانونية أو أخالقية أو دينية‪ ،‬لكن قد يتخذ مفيوم المسؤولية االجتماعية‬
‫معاني ودالالت مغايرة أو مختمفة‪ ،‬تبعا لممركز والدور االجتماعي الذي يشغمو الفرد في‬

‫‪1‬فايز كمال شمدان‪ ،‬سمية مصطفى صايمة‪ :‬المسؤولية االجتماعية لدى أعضاء ىيئة التدريس في الجامعة اإلسالمية‬
‫وسبل تفعيميا‪ ،‬المجمة العربية لضمان جودة التعميم الجامعي‪ ،‬المجمد السابع‪ ،‬العدد‪ ،2014 ،18‬ص‪.154‬‬
‫‪2‬زايد بن عجير الحارثي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪28‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫النسق العام‪ ،‬فمن غير المعقول أن تكون المسؤولية االجتماعية لمعسكري نفسيا لدى المعمم‬
‫أو لدى رجال األعمال‪ ،‬وبالتالي ما مفيوم المسؤولية االجتماعية في قطاع األعمال؟‬

‫تعرف "غرفة التجارة العالمية المسؤولية االجتماعية عمى أنيا جميع المحاوالت التي‬
‫تساىم في تطوع المؤسسات لتحقيق تنمية بسبب اعتبارات أخالقية واجتماعية‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫المسؤولية االجتماعية تعتمد عمى مبادرات رجال األعمال دون وجود إجراءات ممزمة قانونيا‪،‬‬
‫ولذلك فإن المسؤولية االجتماعية تتحقق من خالل االقناع والتعمم"‪.1‬‬

‫يعرف مجمس األعمال العالمي لمتنمية المستدامة المسؤولية االجتماعية بأنيا‪" :‬‬
‫التزام مستمر من قبل قطاع األعمال بالتصرف أخالقيا والمساىمة في التنمية والسعي‬
‫‪2‬‬
‫لتحسين الظروف المعيشية لمعاممين ولممجتمعات المحمية والمجتمع ككل"‬
‫وتعرف أيضا " بأنيا نشاطات لممنشأة لتحمل المسؤولية الناجمة عن أثر النشاطات التي‬
‫تقوم بيا عمى المجتمع والمحيط‪ ،‬لتصبح نشاطاتيا منسجمة مع منافع المجتمع والتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬إذ ترتكز المسؤولية االجتماعية لممؤسسة عمى السموك األخالقي واحترام القوانين‬
‫واألدوات الحكومية وتدمج مع النشاطات اليومية لممنشأة"‪.3‬‬

‫وكما أن المسؤولية االجتماعية لممؤسسة أو المقاولة المسؤولة " تيدف إلى ضمان‬
‫النجاح االقتصادي لممؤسسة مع ادراج االنشغاالت االجتماعية والبيئية في أنشطتيا‪...‬‬
‫بإمكانكم إ رضاء جميع متطمبات زبائنكم واالستجابة النتظارات األشخاص اآلخرين كالعمال‬
‫والموردين والمجتمع الذي تنشط ضمنو مؤسستكم‪ .‬ىذا يمثل مبادرة ايجابية تجاه المجتمع‬

‫‪1‬محمد فالق‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمشركات النفطية العربية شركتي"سوناطراك الجزائرية‪ ،‬أرامكو السعودية" انموذجا‪،‬‬
‫مجمة الباحث‪ ،‬عدد‪ ،2013 ،12‬ص‪.31‬‬
‫‪2‬رسالن خضور‪ :‬المسؤولية االجتماعية لقطاع األعمال‪ ،‬جمعية العموم االقتصادية السورية‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادية الرابعة‬
‫والعشرون حول التنمية االقتصادية واالجتماعية في سوريا من ‪ 25‬جانفي‪ 28 -‬أفريل ‪ ،2011‬دمشق‪ ،2011 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Lanoizelee-Quairel et Frrancoise Capron Michel : « La responsabilité sociale des‬‬
‫‪entreprises », la découverte :EDI, Paris 2007 , P23.‬‬
‫‪29‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتسيير التأثير البيئي لمؤسستكم‪ .‬وىذا بإمكانو جمب فوائد مباشرة لمؤسستكم وضمان‬
‫تنافسيتيا عمى المدى الطويل"‪.1‬‬
‫ومن التعاريف السابقة يمكن القول أن المسؤولية االجتماعية‪ ،‬ىي التزام رجال األعمال‬
‫مقاولين كبا ار أو صغار أو تجا ار أو حرفيين بمسؤولياتيم األخالقية والمينية والمجتمعية تجاه‬
‫جميع المتعاممين‪ ،‬عماال كانوا أو مستيمكين أو موردين وتجاه البيئة الطبيعية والمجتمع ككل‪،‬‬
‫وذلك من خالل المبادرة إلى تحسين األوضاع المينية واالجتماعية واالقتصادية السائدة‪،‬‬
‫والتخفيف من التأثيرات السمبية التي تحدثيا أنشطتيم عمى البيئة الداخمية والخارجية‪ ،‬وكما‬
‫يجب أن تفيم المسؤولية االجتماعية عمى أنيا استثمار في المجتمع وتمكين ألفراده من‬
‫العيش حياة كريمة‪ ،‬أكثر منو أعماال خيرية تطوعية مناسبتية تنحصر في تقديم المساعدات‬
‫الخيرية لممحتاجين ورعاية التظاىرات والميرجانات الثقافية‪ ،‬وىي أضعف صور المسؤولية‬
‫االجتماعية وأقدميا عمى اإلطالق‪.‬‬
‫إجرائيا‪:‬‬
‫نقصد بالمسؤولية االجتماعية‪ ،‬التزام الشباب المقاولين في مشاريعيم بمسؤولياتيم‬
‫األخالقية والمينية والمشاركة المجتمعية‪ ،‬ويتأت ذلك أوال من خالل التحمي بالسموك‬
‫األخالقي في أنشطتيم المقاولية من‪ :‬شعور بالرقابة الذاتية والعمل بروح الفريق‪ ،‬واالىتمام‬
‫بالزبائن والمتكونين وتحسين لصورة المينة والممتينين ليا في أذىان أفراد المجتمع المحمي‪،‬‬
‫وثانيا من خالل العمل بالمعارف المينية والتنظيمية التي يتطمبيا التسيير الجيد والمسؤول‬
‫لممشروع من‪ :‬احترام لإلجراءات األمن والسالمة المينية وصيانة المعدات واآلالت‪ ،‬والتسيير‬
‫البيئي‪ ،‬واعتماد العالقات العامة لموصول لممعمومات‪ ،‬باإلضافة إلى إبداع وابتكار طرق‬
‫وتقنيات إنتاج وتسيير من شأنيا أن تضمن نجاح المشروع‪ ،‬وثالثا من خالل المساىمة في‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية لممجتمع المحمي‪ ،‬بإنشاء مشاريع مناسبة تستجيب‬

‫‪1‬‬
‫‪Introduction à la responsabilité sociale des entreprises pour les petites et moyennes‬‬
‫‪entreprises , Commission Européenne Direction générale des entreprises P02. Sur site‬‬
‫‪http://www.europa.eu.int/comm/enterprise/csr/index.htm‬‬
‫‪30‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الحتياجات المجتمع‪ ،‬والمساىمة في تمكين وترقية شباب المنطقة لمولوج عالم الشغل‪،‬‬
‫باإلضافة إلى المساىمة في ترقية المنتوج الوطني والتعريف بو لمتقميل من حدة منافسة‬
‫المنتجات األجنبية لو‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬المقاربة النظرية لمدراسة‪:‬‬


‫نظ ار لطبيعة الموضوع والتساؤالت التي تطرحيا اإلشكالية واألىداف البحثية التي يسعى‬
‫الباحث لتحقيقيا‪ ،‬ارتأى إلى االعتماد عمى نظرية النسق االجتماعي لعالم االجتماع تالكوت‬
‫بارسونز‪ ،‬لوصف وتحميل نمط العالقات القائمة بين األنساق الفرعية لمنسق االجتماعي‪،‬‬
‫والذي يقدم تصو ار مفاده أن النسق يتكون من عدة أنساق فرعية وىي في حالة تفاعل واعتماد‬
‫متبادل فيما بينيا‪ ،‬إال أن ذلك ال يصل لدرجة انصيار أحدىما في األخر أو اختزالو‪ ،‬حيث‬
‫يحتفظ كل نسق بدرجة من االستقالل التي تميزه عن باقي األنساق األخرى‪ ،‬لكن فيم وشرح‬
‫كل نسق عمى حده ال يستمزم بالضرورة إجراء الفصل التام عن األنساق األخرى‪.‬‬
‫من جانب آخر يتميز النسق حسب بارسونز بازدواجية المسار‪" ،‬مسار التباين‪ ،‬الذي‬
‫تتمايز فيو أجزاء النسق‪ ،‬لتؤكد تفردىا واستقالليتيا النسبية‪ ،‬وأداءىا لوظيفتيا الذاتية‬
‫بالخصوص‪ .‬وعندما يحصل التمايز‪ ،‬يمجأ في الوقت عينو كل نسق فعل إلى مسار اندماج‬
‫يروم توليف العناصر المختمفة بعضيا ببعض‪ ،‬والى إقامة رباطات لعالقات بينية‪ ،‬ومتبادلة‪،‬‬
‫والى تشبيكيم معا‪ ،‬كي يشكموا الكل الذي تتناسق عناصره بكفاية"‪.1‬‬

‫عطفا عمى ذلك يعرف بارسونز النسق االجتماعي بأنو‪" :‬عبارة عن فاعمين أو أكثر‬
‫يحتل كل منيم مرك از أو مكانة متمايزة عن اآلخرين ويؤدون دو ار متمايزا‪ ،‬فيو عبارة عن نمط‬
‫منظم يحكم منيم مرك از أو مكانة عن اآلخرين ويؤدون دو ار متمايزا‪ ،‬فيو عبارة عن نمط‬

‫‪1‬‬
‫‪Guy Rocher : Talcott Parsons et la sociologie américaine, collection SUP le sociologue‬‬
‫‪Paris, les Presses universitaires de France, no 29, 1972, p57.‬‬
‫‪Enligne :"http://classiques.uqac.ca/contemporains/rocher_guy/Talcott_parsons_socio_amer/pa‬‬
‫"‪rsons_ socio_amer.pdf?utm_source=&utm_medium=&utm_campaign=.‬‬
‫‪31‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫منظم يحكم عالقات األعضاء ويصف حقوقيم وواجباتيم تجاه بعضيم‪ ،‬واطار من المعايير‬
‫‪1‬‬
‫أو القيم المشتركة باإلضافة إلى أنماط مختمفة من الرموز والموضوعات الثقافية المختمفة"‬

‫وعميو فإن النسق االجتماعي الذي يعيش فيو الشاب المقاول يتكون من عدة مؤسسات‬
‫اجتماعية‪ ،‬والممثمة في األسرة ومؤسسات التعميم والتكوين وأجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬والتي‬
‫تتفاعل وتتكامل فيما بينيا من أجل إعداده لمولوج عالم األعمال وتحمل مسؤولياتو األخالقية‬
‫والمينية والمجتمعية‪ ،‬لكن يختمف دور كال من ىذه المؤسسات تبعا لممكانة التي تشغميا في‬
‫النسق االجتماعي‪ ،‬وىذا ما يجعل من إسيامات كال منيا متمايزة عن إسيامات األخرى إال‬
‫أنيا متكاممة ومتساندة في نفس الوقت‪ ،‬حيث تساىم األسرة من خالل عممية التنشئة‬
‫االجتماعية في شحن الشاب المقاولين بمختمف القيم والمعايير واألحكام‪ ،‬التي من شأنيا أن‬
‫تنمي فييم السموك األخالقي الذي يتموضع في‪ :‬التحمي بالمسؤولية الشخصية وروح العمل‬
‫الجماعي واالىتمام بالزبائن واالعتناء بالمتكونين والعمال‪ ،‬إلى تحسين صورة المينة‬
‫والممتينين ليا باإلضافة إلى التضامن مع أفراد المجتمع‪ ،‬كل ىذا بيدف تحقيق التكامل‬
‫وذلك من خالل الموازنة بين األىداف الشخصية لمفاعمين (الشباب المقاولين) واألىداف التي‬
‫أنشأت من أجميا المشاريع‪.‬‬

‫كما تساىم أيضا مؤسسات التعميم في تمقين الشباب المقاولين العموم والمعارف‬
‫المختمفة‪ ،‬من أجل ضمان التسيير العقالني والمسؤول لممشاريع بما يتماشى والقوانين‬
‫والمعايير المعمول بيا‪ ،‬وذلك لمحفاظ عمى توازنيا واستقرارىا ومنعيا من الوقوع في‬
‫االنحرافات‪ ،‬التي قد تؤدي بيا إلى الدخول في توترات وصراعات مع الجيات القانونية‬
‫واالجتماعية وبالتالي عدم تحقق التكامل واالنسجام بين األنساق المشكمة لمنسق االجتماعي‪.‬‬

‫‪1‬إبراىيم أبراش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪32‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن ثم تأتي مؤسسات التكوين والتميين لتساىم في إكساب الشباب مختمف الميارات‬
‫المينية التي تمكنيم من شغل المين والحرف‪ ،‬والتكيف مع متطمبات البيئة الخارجية‬
‫(االجتماعية والمادية والطبيع ية)‪ ،‬وعمى وجو الخصوص الشباب الذين لم يسعفيم الحظ في‬
‫استكمال مشوارىم التعميمي‪ ،‬بسبب التسرب المدرسي أو بسبب استفائيم لمدة التعميم المحددة‬
‫قانونيا وتوجيييم لمحياة المينية‪.‬‬
‫في حين تتكفل أجيزة الدعم والمرافقة بميمة تمويل ومرافقة ىؤالء الشباب إلنشاء‬
‫مشاريعيم وتحفيزىم عمى المشاركة المجتمعة‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق األىداف العامة التي‬
‫تعود بالمنفعة عمى الشباب المقاولين والعاممين ومختمف المتعاممين‪ ،‬باإلضافة إلى أفراد‬
‫المجتمع ككل‪ ،‬وذلك من خالل االلتزام بالحياد العاطفي مقابل العاطفة‪ ،‬وتغميب المصمحة‬
‫العامة عمى المصمحة الفردية‪ ،‬العمومية في مقابل الخصوصية‪ ،‬النوعية في مقابل األداء‪،‬‬
‫التخصص في مقابل االنتشار‪.‬‬

‫كل ىذا يبرز مدى التساند واالعتماد المتبادل بين المؤسسات النسق االجتماعي ودرجة‬
‫اتساقيا وتكامميا‪ ،‬من أجل إعداد الشباب المقاولين لتحمل مسؤولياتيم االجتماعية تجاه‬
‫مختمف األطراف المتعاممة معيم من العمال والموردين والممولين والزبائن والمجتمع والبيئة‬
‫الطبيعية‪ ،‬وذلك من خالل المساىمة في تحسين األوضاع االجتماعية واالقتصادية ألسرىم‬
‫وألسر العمال‪ ،‬وخمق مناصب شغل جديدة لتوظيف الكفاءات البشرية التي تتخرج من‬
‫مؤسسات التعميم والتكوين‪ ،‬باإلضافة إلى العمل عمى تسديد القروض لمجيات الممولة‪،‬‬
‫والمساىمة في تنمية االقتصاد المحمي والوطني من خالل توفير المنتجات والخدمات بالكمية‬
‫والنوعية المطموبة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل اآلتي رقم (‪ :)01‬نموذج الدراسة يوضح المؤسسات االجتماعية المساىمة في‬
‫تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪.‬‬

‫النسق االجتماعي‬

‫األسرة‬
‫(من خالل التنشئة عمى السموك)‬
‫االخالقي‬

‫مؤسسات التعميم‬

‫(من خالل تمقين المعارف)‬


‫العممية)‬

‫مؤسسات التكوين والتميين‬


‫الشاب المقاول‬

‫(الميارات المينية)‬

‫أجيزة الدعم والمرافقة‬

‫(من خالل التشجيع عمى‬


‫المشاركة المجتمعية)‬

‫المسؤولية االجتماعية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫سابعا‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬


‫‪ -1‬الدراسات التي تناولت المقاولة‪:‬‬
‫الدراسة األولى‪ :‬لمباحث شويمات كريم بعنوان‪" :‬دوافع إنشاء وسيرورة المؤسسة المصغرة‬
‫لدى الشباب البطال‪ ،‬تجربة المؤسسات الصغيرة الناشئة في إطار الوكالة الوطنية لدعم‬
‫تشغيل الشباب"‪.1‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬إن عجز القطاع العمومي والخاص في تشغيل الشباب وتحقيق رغبتيم في ولوج‬
‫عالم الشغل‪ ،‬دفعيم لمتفكير والبحث عن الحمول البديمة لتحقيق رغبتيم في العمل‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق انشاء مشاريع ومؤسسات مصغرة خاصة بعد التشجيعات والتحفيزات‪ ،‬التي خصصتيا‬
‫الدولة لمشباب الراغبين في إطالق المشاريع الجديدة في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب‪ ،‬وذلك المتصاص البطالة وتحويميم من طالبي العمل إلى عارضي العمل‪ ،‬وعميو‬
‫تسعى ىذه الدراسة إلى تسميط الضوء عمى الشباب المقاول وسيرورة إنشاء المؤسسة‪ ،‬وضبط‬
‫تبمور وتشكل طبقة المقاولين الشباب وتتمحور اإلشكالية في التساؤالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما ىي خصائص وسيمات ىؤالء لمقاولين وما ىي دوافع فعل المقاولة لدييم؟‬
‫‪ -‬ىل فعل المقاولة ىو ترجمة لمواقف سمبية أو إيجابية تعرض ليا الشباب البطال؟‬
‫‪ -‬ىل لألوساط االجتماعية التي ينتمي إلييا ىؤالء الشباب دور في بمورة وتجسيد المشروع؟‬
‫‪ -‬ىل يعتبر الرأسمال البشري الذي يمتمكو الشباب المقاول وحده كافيا ألجل إنشاء وتسيير‬
‫وتنظيم المؤسسة المصغرة‪ ،‬أم يمجأ إلى عناصر أخرى تعطي لفعل المقاولة أكثر فرص‬
‫لمتجسيد واالستم اررية؟‬
‫‪ -‬وىل مفيوم المخاطرة نجده حاض ار في ىذا الشكل من المؤسسات؟‬

‫‪1‬شويمات كريم‪ :‬دوافع إنشاء وسيرورة المؤسسة المصغرة لدى الشباب البطال تجربة المؤسسات المصغرة الناشئة في إطار‬
‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬أطروحة دكتوراه في عمم االجتماع التنظيم والعمل‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2011-2010 ،2‬‬
‫‪35‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرضيات‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم جدوى طرق التوظيف (عدم الرد عمى طمبات العمل‪ ،‬تعقد شروط عارضي الشغل‪،‬‬
‫ضعف العالقات الشخصية‪ ،‬صعوبة االتصال بالمستخدمين) دفع بالشباب البطال إلى‬
‫تبني مشروع المؤسسة المصغرة‪.‬‬
‫‪ -2‬فكرة إنشاء المؤسسة المصغرة تعد نتيجة توفيق بين التبني الفردي لممشروع من طرف‬
‫الشباب والدعم الفعال والضمني من طرف العائمة‪.‬‬
‫‪ -3‬يعتمد الشاب المقاول في تسيير مؤسستو عمى رأسمالو االجتماعي‪ ،‬بحيث تعمل الشبكات‬
‫العالئقية لألوساط االجتماعية التي ينتمي إلييا‪ ،‬كعوامل إنتاجية لموارد تسمح بتخطي‬
‫وتجاوز الصعوبات التي تواجو تجسيد واستم اررية المشروع‪.‬‬

‫اإلجراءات المنيجية‪:‬‬
‫‪ ‬منيج الدراسة ىو المنيج الكمي باإلضافة إلى االستعانة بالميج الكيفي لتحميل‬
‫وتفسير المعطيات اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ ‬التقنيات المستخدمة‪ :‬االستمارة (االستبيان) باإلضافة إلى المقابمة كأداة ثانوية‪.‬‬
‫‪ ‬العينة‪ :‬تم االعتماد في ىذه الدراسة عمى عينة كرة الثمج‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪ :‬توصمت الدراسة إلى جممة من النتائج وأىميا ما يمي‪:‬‬


‫‪ ‬إن فعل المقاولة ظاىريا يعد فرديا يقوم بو الشاب البطال بمفردة‪ ،‬لكن في ضمنيا ىو‬
‫فعل جماعي مركب تشارك فيو األوساط االجتماعية التي ينتمي إلييا الشاب المقاول‬
‫مثل شبكات الفرد الشخصية‪ ،‬كدور األسرة (اآلباء‪ ،‬اإلخوة األبناء‪ )..‬والشبكات‬
‫المينية (المدرسة‪ ،‬عالقات العمل‪ )..،‬كميا تساىم في بمورة فكرة إنشاء المشروع‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬أن عائمة الشاب المقاول تمعب دو ار رئيسيا في بمورة فكرة المشروع وتتوزع بنسب قوية‬
‫في جميع قطاعات النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬أن أىم نتيجة توصل إلييا البحث في الفرضية الثانية ىو أن فعل المقاولة ال يتوقف‬
‫فقط عمى عامل الرغبة في االنشاء‪ ،‬وانما يرجع لممصداقية التي تعطييا الجماعات‬
‫المرجعية ليذا الفعل التي تتدخل لبمورة فكرة المشروع (العائمة‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬عالقات‬
‫العمل‪)..‬‬
‫‪ ‬أن إنشاء المؤسسة المصغرة يتطمب استثمار كال من الرأسمال البشري (لمشاب‬
‫البطال) والرأسمال االجتماعي (األوساط االجتماعية التي تنتمي إلييا العائمة) ألجل‬
‫إنشاء مؤسسة مصغرة تحمل خصائص المؤسسة العائمة‪.‬‬
‫‪ ‬فبحكم الطابع العائمي الذي يميز شكل المؤسسة المصغرة‪ ،‬يحاول الشاب المقاول أن‬
‫يفعل المعايير والقيم االجتماعية الموجودة والمتداولة في العائمة (التعاون‪ ،‬االحترام‪،‬‬
‫اإلخالص‪ ،‬الوفاء‪)...‬‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫قد تتالقى الدراسة الحالية بالدراسة السابقة في جممة من النقاط وىي‪:‬‬
‫‪-1‬أن األوساط االجتماعية التي ينتمي إلييا الشاب المقاول مثل األسرة (اآلباء‪ ،‬اإلخوة‬
‫األبناء‪ )..‬والشبكات المينية (المدرسة‪ ،‬عالقات العمل‪ )..،‬كميا تساىم في بمورة فكرة إنشاء‬
‫المشروع‪ ،‬وىذا ما توصمنا اليو في دراستنا أن معظم الشباب المقاولين أبناء ألسر مقاولة‬
‫حيث ساىم أفراد األسرة في تشجيعيم وتوجيييم الختيار نوع المشاريع المناسبة كما مكنوىم‬
‫من معرفة أىميتيا االجتماعية واالقتصادية ودورىا في تنشيط األنشطة األخرى السائدة في‬
‫المجتمع المحمي‪ ،‬كما استفاد الشباب المقاولين من خبرة العائمة الطويمة في مجال األعمال‬
‫وتوظيفيا لتجاوز العراقيل والمشاكل التي تعترضيم في مشوارىم الميني‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬أن أىم نتيجة توصل إلييا البحث في الفرضية الثانية ىو أن فعل المقاولة ال يتوقف فقط‬
‫عمى عامل الرغبة في اإلنشاء‪ ،‬وانما يرجع لممصداقية التي تعطييا الجماعات المرجعية ليذا‬
‫الفعل التي تتدخل لبمورة فكرة المشروع (العائمة‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬عالقات العمل‪ ،)..‬وىذا ما يتفق‬
‫مع نتائج الدراسة الحالية حي ث بين نتائج الدراسة الميدانية‪ ،‬أن األسرة ىي المصدر الرئيسي‬
‫الكتسابيم سموك تشريف المينة لدى أفراد المجتمع وتمييا مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬مما‬
‫يوحي إلى أن األسرة ومؤسسات التكوين تمعب دو ار ىاما في تثمين المشاريع بغض النظر‬
‫عن طبيعتيا ونوعيا‪ ،‬وىو ما يبرز المصداقية التي تعطييا لفعل المقاولة والذي تشجع‬
‫الشباب المقاولين عمى إطالق المشاريع‪.‬‬

‫‪ -3‬يحاول الشاب المقاول في المؤسسات المصغرة أن يفعل المعايير والقيم االجتماعية‬


‫الموجودة والمتداولة في العائمة (التعاون‪ ،‬االحترام‪ ،‬اإلخالص‪ ،‬الوفاء‪ ،)..‬وىو ما يتفق مع‬
‫نتائج الدراسة الحالية حيث بينت نتائج الدراسة الميدانية‪ ،‬أن األسرة حريصة عمى شحن‬
‫الشباب المقاولين بالقيم االجتماعية والدينية والمينية السامية من إتقان لألعمال‪ ،‬واحترام‬
‫آلجال ومواعيد تسميم المنتجات وتقديم الخدمات‪ ،‬واحترام الزبائن والعمال والتضامن معيم‪،‬‬
‫وبالتالي فجل السموك ات والتصرفات التي يتحمى بيا الشاب المقاول في مؤسستو أو مشروعو‬
‫ما ىي إال إعادة إنتاج لمتنشئة االجتماعية التي تعرض ليا في األسرة ومؤسسات التعميم‬
‫والتكوين‪.‬‬

‫أما عن نقاط اإلختالف بين الدراستين فتكمن في التوجو واليدف العام‪ ،‬حيث تسعى‬
‫الدراسة السابقة إلى الكشف عن العوامل التي دفعت الشباب المقاولين لتبني فكرة إنشاء‬
‫المؤسسات المصغرة‪ ،‬والتعرف عمى دور الرأسمال االجتماعي في تمكينيم من تحقيق‬
‫وتجسيد أفكارىم عمى أرض الواقع‪ ،‬أما الدراسة الحالية فتسعى إلى البحث والكشف عن دور‬
‫النسق االجتماعي في دفع الشباب المقاولين‪ ،‬لاللتزام بالسموك األخالقي والعمل بالمعارف‬

‫‪38‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المينية والتنظيمية التي اكتسبيا في سبيل إنجاح مشاريعيم‪ ،‬باإلضافة إلى دوره في تشجيعيم‬
‫عمى المشاركة المجتمعية لممساىمة في تحسين األوضاع االجتماعية واالقتصادية لممجتمع‪.‬‬
‫الدراسة الثانية‪ :‬وكانت لمباحث سعيد زيان بعنوان‪" :‬الشباب المقاولين في الجزائر‪:‬‬
‫الخصائص السيكوسوسيولوجية والمعيقات البيئية"‪.1‬‬
‫إشكالية‪ :‬تتمحور إشكالية الدراسة في البحث والكشف عن الخصائص الشخصية‬
‫واالجتماعية لمشباب المقاولين‪ ،‬الذين انشئوا مشروعات في إطار الوكالة الوطنية لدعم‬
‫تشغيل الشباب‪ ،‬وتأثيرىا عمى اختيارىم لالستراتيجيات التي من شأنيا النيوض بمشاريعيم‬
‫في ظل بيئة محيطية معرقمة‪.‬‬
‫وتيدف الدراسة إلى التعرف عمى أىم خصائص الشباب المقاولين الجزائريين والمحددة‬
‫في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ثقتيم بالنفس‬
‫‪ ‬قدرتيم عمى مقاومة القمق والخوف‪.‬‬
‫‪ ‬إدراكيم لممخاطر المتعمقة بالنشاط‪.‬‬
‫‪ ‬مواجية مخاطر الفشل‪.‬‬
‫‪ ‬كيفية اتخاذىم لمق اررات‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة المخاطر التي تواجييم‪.‬‬

‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‪:‬‬


‫المنيج‪ :‬تم توظيف المنيج الوصفي‬
‫األداة‪ :‬تم االعتماد عمى االستمارة لجمع البيانات‪.‬‬
‫مجتمع البحث‪ :‬الشباب المقاولين الذين استفادوا من دعم من والوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب ‪.ANSEJ‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Said Ziane : Les jeunes entrepreneurs en Algérie : Profil psychosociologique et‬‬
‫‪contraintes environnementales, Revue Sciences Humaines, N° 33, Juin 2010.‬‬
‫‪39‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫حجم العينة‪ 179 :‬مؤسسة‬


‫المجال الزمني‪ :‬سنة ‪2007‬‬
‫المجال المكاني‪ :‬الجزائر العاصمة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬تيبازة‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬يتمتع الشباب المقاولين بثقافة المقاوالتية وىذا ما مكنيم من إطالق مشاريعيم والتغمب‬
‫عمى العوائق المحيطية التي ىي في الحقيقة عديدة ومتعددة‪.‬‬
‫‪ ‬إن المقاوالتية حدث ثقافي ونفسي مثمما ىو حدث اقتصادي وتكنولوجي‪.‬‬
‫‪ ‬عممية إنشاء المشاريع تبدأ بتحديد االحتياجات ووضع األىداف وتأثيرات البيئة‬
‫الخارجية‪ ،‬مع جود وعي وروح مقاوالتية لدى المقاول‪ ،‬باإلضافة إلى الرغبة في‬
‫النجاح والريادة‪.‬‬
‫‪ ‬ساىمت الدولة من خالل استحداث آليات جديدة لدمج الشباب في الحياة االقتصادية‪،‬‬
‫من تزايد عدد الشباب المقبمين عمى إنشاء المشروعات‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء المشروع ىي عممية معقدة تنتج عن عوامل عدة‪ ،‬تتخذ منحا صحيحا حتى‬
‫تكون الجيود المبذولة من طرف الدولة أكثر إثمارا‪ ،‬واألخذ أيضا بعين االعتبار‬
‫المحددات االقتصادية والسوسيولوجية واإلدارية والنفسية لمشباب حتى يتمكنوا من‬
‫إنشاء وتطوير والحفاظ عمى أعماليم‪.‬‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫تتشابو الدراسة السابقة بالدراسة الحالية في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-1‬مجتمع البحث وىو الشباب المقاولين الذين استفادوا من الدعم والمرافقة إلنشاء المشاريع‪.‬‬
‫‪-2‬تتشابو كال الدراستين في المنيج المستخدم وىو المنيج الوصفي‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-3‬تتفق كال الدراستين عمى أن عممية إنشاء المشروع تتطمب أوال تحديد االحتياجات سواء‬
‫المتعمقة بالمشروع أو باحتياجات المجتمع‪ ،‬ووضع األىداف عمى أساسيا وذلك من خالل‬
‫دراسة البيئة الخارجية‪ ،‬باإلضافة إلى وجود روح مقاوالتية ورغبة في النجاح‪.‬‬
‫‪-4‬أن إنشاء المشروع عممية يساىم فييا العديد من األطراف عمى غرار المقاول‪ ،‬نجد األسرة‬
‫والييئات الحكومية المعنية بإنشاء المشاريع من أجيزة الدعم والمرافقة وغيرىا من الييئات‬
‫والمؤسسات‪.‬‬

‫تتمايز الدراسة الحالية عن الدراسة السابقة فيما يمي‪:‬‬


‫‪ -1‬تسعى الدراسة الحالية لمكشف عن دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية االجتماعية‬
‫لدى الشباب المقاولين‪ ،‬في حين األولى تسعى والكشف عن الخصائص الشخصية‬
‫واالجتماعية لمشباب المقاولين‪ ،‬الذين انشئوا مشروعات في إطار الوكالة الوطنية لدعم‬
‫تشغيل الشباب‪ ،‬وتأثيرىا عمى اختيارىم لالستراتيجيات التي من شأنيا النيوض بمشاريعيم‬
‫في ظل بيئة محيطية معرقمة‪.‬‬
‫‪-2‬مجتمع البحث الحالي ىم الشباب المقاولين الذين استفادوا من الدعم والمرافقة من األجيزة‬
‫الثالثة الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‪،‬‬
‫والصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة‪ ،‬في حين أن الدراسة السابقة حصرت مجتمع بحثيا‬
‫في الشباب المستفيدين من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.‬‬

‫الدراسة الثالثة‪ :‬وكانت لبدراوي سفيان‪ ،‬وجاءت تحت عنوان "ثقافة المقاولة لدى الشباب‬
‫‪1‬‬
‫الجزائري المقاول"‪ ،‬دراسة ميدانية بوالية تممسان‪.‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬تتمحور إشكالية ىذه الدراسة في بحث عن العوامل المختمفة‪ ،‬التي تتدخل لتأثر‬
‫في ق اررات وممارسات وتوجيات الشباب نحو فعل المقاولة‪ ،‬وذلك باالنطالق من تصور‬

‫‪1‬بدراوي سفيان‪ :‬ثقافة المقاولة لدى الشباب الجزائري المقاول ‪ ،‬دراسة ميدانية بوالية تممسان‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شيادة‬
‫الدكتوراه ل م د‪ ،‬تخصص عمم اجتماع التنمية البشرية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪.2015-2014،‬‬
‫‪41‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫مفاده‪ ،‬أن فعل المقاولة وليد تقاطع وتزاوج بين ثقافة المقاولة وثقافة المجتمع‪ ،‬مما يجعل‬
‫المقاولة فضاء لتجاذب وتفاعل منطقين متقاطعين‪ ،‬األول يتمثل في المقاوالتي القائم عمى‬
‫مقاربات نفسية أو اقتصادية‪ ،‬أما الثاني في المجتمعاتي وما يحممو من معتقدات واتجاىات‬
‫وقيم ال يمكن إغفال تأثيراتيا عمى مسار المقاولة‪.‬‬

‫كما أن ىذه الدراسة سعت لتناول المفارقة في الديناميكية الممفتة لمنظر‪ ،‬فيما يخص‬
‫خمق وانشاء المؤسسات في الجزائر من قبل الشباب‪ ،‬انطالقا من الفكرة الى التجسيد أي‬
‫وجود مسار مقاوالتي بمساعدة أجيزة حكومية‪ ،‬يتمثل دورىا في متابعة ومساعدة الشباب عمى‬
‫خمق وانشاء مؤسسات والمحافظة عمى استم ارريتيا‪ ،‬كل ىذا مقابل واقع مغاير لممنطق‬
‫المقاوالتي‪ ،‬يتمثل في تغيير النشاط‪ ،‬مؤسسات وىمية‪ ،‬فشل المشروع كميا‪ ،‬ىيمنة المعامالت‬
‫غير الرسمية‪...‬إلخ‪ ،‬وبالتالي رغم ما يسخر من موارد مالية واجراءات قانونية تبقى الجزائر‬
‫األضعف بين جيرانيا في مجال المقاولة‪.‬‬
‫والتساؤل المطروح ىو‪ :‬ما ىي عناصر التفاعل بين ثقافة المقاولة والثقافة المجتمعية‬
‫لدى الشباب الجزائري المقاول؟ وبأي منطق يسير المقاول الشاب مقاولتو الصغيرة؟‬

‫الفرضيات‪:‬‬
‫العامة‪ :‬السموك التسييري لممقاول الشاب يرتبط بما تمميو عميو المرجعيات الثقافية المجتمعية‬
‫من خالل ىيمنة المنطق المجتمعاتي عمى المنطق المقاوالتي‪ ،‬فكمما اتجو المقاول الشاب‬
‫نحو القيم المجتمعية‪-‬االجتماعية والرمزية‪ ،-‬كمما ابتعد عن القيم المقاوالتية‪-‬العقالنية‪.-‬‬
‫الفرعية‪:‬‬
‫‪ ‬تمعب الشبكات االجتماعية خاصة العائمة دو ار ميما في مختمف الق اررات بداية من قرار‬
‫إنشاء المؤسسة‪ ،‬وبالتالي ىذا األخير ىو استجابة لمعائمة ويقع تحت تبعيتيا‪.‬‬
‫‪ ‬يييمن االتجاه الذكوري في األعمال‪ ،‬حيث أن تصورات الشباب لممارسة المرأة لألعمال‬
‫مرتبط بالتقسيم المجتمعي لألدوار االجتماعية عمى أساس الجنس‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تؤثر مختمف التصورات الدينية التي يحمميا المقاول الشاب عمى ممارستو التسييرية‪ ،‬كما‬
‫أن النجاح االجتماعي مرتبط بيا بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‪:‬‬
‫منيج الدراسة‪ :‬المنيج الوصفي‬
‫أداة جمع البيانات‪ :‬استمارة مقابمة‬
‫نوع وحجم العينة‪ :‬كرة الثمج‪ 172 ،‬مبحوث‬
‫المجال الزمني والمكاني لمدراسة‪ :‬سنتين كحد أدني‪ ،‬بمدينة تممسان‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬ىناك عالقة قوية لممقاول الشاب مع العائمة وتتسم بنوع من البراغماتية أي أن الشاب‬
‫يحتفظ بعالقات ميمة مع المؤسسة األسرية باعتبارىا سندا ميما ودعما‪ ،‬يمكن الرجوع‬
‫إليو كمما اقتضى الحال إلى ذلك خاصة في حالة الصعوبات المادية‪ ،‬اما المشاكل‬
‫المينية والعاطفية يفضل االلتجاء إلى جماعات األصدقاء واألقران‪.‬‬
‫‪ ‬توصمت الدراسة إلى أ ن ىناك اختالفات فيما يتعمق بالعالقة بين النوع االجتماعي‬
‫وثقافة المقاولة‪ ،‬فاإلناث تميل لألعمال البسيطة التي تمنحيا إمكانية إحداث التوازن مع‬
‫متطمبات المنزل‪ ،‬واألقل سعيا لمربح‪ ،‬واقل تحمال لممخاطرة والمجوء لمقروض‪ ،‬واقل‬
‫رغبة في توسيع المشاريع والمنافسة‪ ،‬عكس المقاولين الذكور‪.‬‬
‫‪ ‬أن المقاولين الشباب يربطون بين الدين والمال والربح ويرون أنو ىناك حدودا لذلك‪،‬‬
‫ومن بين مظاىر ذلك تأثير التصورات الدينية عمى تجنب الشباب لمقروض البنكية‬
‫الربوية‪ ،‬كما أن النجاح عمى الصعيد االقتصادي أو االجتماعي مظير من مظاىر‬
‫البركة‪ ،‬كما توصمت كذلك غمى أنو ىناك ارتباط بين درجة القدرية‪ ،‬وطبيعة الدوافع‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫من خالل ما توصمت اليو ىذه الدراسة يمكن القول‪ ،‬أن مفيوم المقاول في األدبيات‬
‫الغربية ال ينطبق في كثير من جوانبو عمى المقاول الجزائري‪ ،‬من حيث األفكار والقيم‬
‫والسمات التي يحمميا واأل ىداف التي يسعى لتحقيقيا‪ ،‬كما أنو من الضروري إقامة تمييز بين‬
‫المقاولة والمشروعات الصغيرة‪ ،‬فاألولى تسعى لإلبداع واالبتكار والنمو وتخضع لمنطق‬
‫األىداف االستراتيجية من نمو وتحقيق لمركز وحصة سوقية واسعة وتخضع لضوابط وأحكام‬
‫المقاوالتية‪ ،‬أما الثانية‪-‬المشاريع الصغيرة‪ -‬فإنيا تؤسس لمقيام ببعض األنشطة البسيطة‬
‫المنفردة محميا‪ ،‬وتسعى إلى بعض األىداف التجارية والمالية‪ ،‬وبذلك فيي أقل سعيا لمنمو‬
‫والتطور مما يجعميا تتقوقع وتتسم بالمحمية والخضوع لمقيم واألحكام المجتمعية‪.‬‬

‫نقاط التالقي بين الدراستين‪:‬‬


‫‪-1‬توصمت الدراسة السابقة إلى أن األسرة ىي المصدر الرئيسي الذي يمجأ إليو الشباب‬
‫المقاولين لمحصول عمى الدعم المادي والعاطفي في حالة تعرضو لممشاكل المينية‪ ،‬وىو‬
‫تأكيد لما توصمت إليو دراستي بأن األسرة ىي المصدر الرئيسي الذي يمكن الشباب المقاولين‬
‫من اكتساب السموكات األخالقية التي تجنبو الوقوع في المشاكل سواء مع العمال والمتكونين‬
‫أو مع المتعاممين أو مع جميع أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬تتشابو أيضا في نقطة جوىرية أن العنصر النسوي عادة ما يتوجو لألنشطة أو المشاريع‬
‫التي ال تتطمب رؤوس أموال وتقل فييا درجة المخاطرة‪.‬‬

‫الدراسة الرابعة‪ :‬وكانت لمباحثة دريس نعيمة بعنوان‪" :‬الخمفية المينية لممرأة المقاولة في‬
‫الجزائر‪ ،‬دراسة ميدانية عمى عينة من السيدات المقاوالت بوالية البويرة"‪.1‬‬
‫إشكالية الدراسة‪ :‬إن الفعل االقتصادي لممرأة ومبادراتيا ببعث المؤسسة االقتصادية واحداث‬
‫مشروع مستقل ميما كان نوعو وحجمو فإنو ال ينفصل عن المحيط االجتماعي الذي‬

‫‪1‬دريس نعيمة‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪44‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫يحتضنو‪ ،‬وال يمكن لتمك المبادرات أن تخرج النطاق والسياق االجتماعي والثقافي والقيمي‬
‫الذي تعيش فيو المرأة‪ ،‬وأن فعل اإلنشاء ما ىو إال عممية إعادة إنتاج ما ىو سائد في األسرة‬
‫أو في المجتمع من مين وحرف وأعمال‪ ،‬حيث تسمح ىذين األخرين بإعداد المرأة لمولوج‬
‫عالم األعمال‪ ،‬من خالل شحنيا بمجموعة من الخبرات والمؤىالت المينية والمعارف العممية‬
‫والميارات االجتماعية والقيم وأنماط السموك التي تتماشى ونمط النظام االجتماعي العام‬
‫المشجع عمى فعل المقاولة أو المثبط لو‪ ،‬والذي ال يعترف بعمل المرأة إال في المجاالت‬
‫التقميدية المعروفة مثل التعميم أو الصحة‪ ،‬وعميو تسعى ىذه الدراسة لإلجابة عمى التساؤل‬
‫الرئيسي التالي‪ :‬ىل تتمتع المرأة المقاولة بخصائص سوسيوثقافية ساىمت في توجيييا‬
‫لمجال المقاولة في المجتمع الجزائري؟‬

‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫*الرئيسية‪ :‬تتمتع المرأة المقاولة بخصائص سوسيوثقافية ساىمت في اختيارىا لمجال‬
‫المقاولة‪.‬‬
‫*الفرعية‪:‬‬
‫‪-‬لرأس المال االجتماعي لممرأة المقاولة دور في توجييا لمجال المقاولة‪.‬‬
‫‪-‬ساعدت الميارات االجتماعية والمؤىالت المينية والعممية لممرأة المقاولة في توجيييا لمجال‬
‫المقاولة‪.‬‬
‫‪-‬تواجو المرأة المقاولة معوقات سوسيوثقافية وتنظيمية في مجال المقاولة‪.‬‬

‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‪:‬‬


‫*ميدان الدراسة في والية البويرة‪.‬‬
‫*عينة الدراسة‪ 75 :‬امرأة موزعة عمى دوائر وبمديات الوالية وفي قطاعات اقتصادية متنوعة‬
‫الخدمات‪ ،‬الفالحة‪ ،‬التجارية‪ ،‬الصناعة والبناء‪.‬‬
‫*منيج الدراسة‪ :‬المنيج الوصفي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫*أدوات جمع البيانات‪ :‬المالحظة‪ ،‬استمارة مقابمة‪ ،‬مقابمة‪.‬‬


‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪-‬لم أرس المال االجتماعي دور في توجيو المرأة لمجال المقاولة‪ .‬وقد ساىم في ذلك كل من‪:‬‬
‫التنشئة األسرية والدعم العائمي‪ ،‬شبكة العالقات االجتماعية‪ ،‬القيم االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬ساعدت الميارات االجتماعية والمؤىالت المينية والعممية لممرأة المقاولة في توجيييا‬
‫لمجال المقاولة‪ ،‬وذلك من خالل‪ :‬السن والخبرة المينية‪ ،‬المستوى التعميمي المرتفع‪ ،‬األقدمية‬
‫في المجال‪ ،‬المؤىالت التكوينية‪ ،‬الميارات االجتماعية‪ ،‬السمات القيادية‪.‬‬
‫‪ -‬تواجو المرأة معوقات سوسيوثقافية وتنظيمية في مجال المقاولة‪ ،‬وذلك من خالل‪ :‬نظرة‬
‫المجتمع لممرأة‪ ،‬ضعف شبكة العالقات االجتماعية‪ ،‬معوقات نفسية‪ ،‬مشاكل التمويل‬
‫والتسويق‪.‬‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫تتالقى الدراسة الحالية والموسومة بدور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية‬
‫االجتماعية لدى الشباب المقاولين بالدراسة السابقة في كثير من النقاط ومن أبرزىا اآلتي‪:‬‬
‫‪-1‬من حيث الموضوع‪ :‬كالنا ييدف إلى البحث والكشف عن دور النسق االجتماعي في‬
‫اعداد المقاولين لمولوج عالم األعمال‪ ،‬سواء من حيث اإلعداد بالمعارف التنظيمية والميارات‬
‫المينية وحتى من حيث الدعم والتشجيع عمى فعل المقاولة‪.‬‬
‫كما أن كالنا مركز وميتم بالمعارف العممية والميارات المينية والتنظيمية في عممية‬
‫إنشاء المشاريع والتسيير الفعال ليا‪.‬‬
‫‪-2‬تتشابو دراستي بدراسة الباحثة في المجال الجغرافي والمتمثل في والية البويرة‪ ،‬وفي‬
‫المجال الزمني تقريبا مما يعني معايشة نفس الظروف المحيطية تقريبا‪.‬‬
‫‪-3‬تتشابو الدراستين في نوع المنيج أي الوصفي‪ ،‬وفي األدوات المعتمدة لجمع البيانات وىي‬
‫المالحظة واالستمارة بالمقابمة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتتمايز الدراسة الحالية عن دراسة الباحثة في نقاط كثيرة لكن أىميا ما يمي‪:‬‬
‫‪ -1‬االختالف األول يكمن في متغيرات الموضوع‪ ،‬حيث أني ركزت عمى النسق االجتماعي‬
‫الممثل في األسرة‪ ،‬مؤسسات التعميم والتكوين‪ ،‬وأجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬والمتغير الثاني في‬
‫المسؤولية االجتماعية والممثمة في السموك األخالقي‪ ،‬والمعارف التنظيمية والمينية‪،‬‬
‫والمشاركة المجتمعية‪ ،‬أما الشباب المقاولين فإنو ليس متغي ار رئيسيا بقدر ما ىو حصر‬
‫لمجتمع البحث الذي يتسم بالتنوع والتشعب بيدف االقتراب منو منيجيا وعمميا لدراستو‪.‬‬
‫‪-2‬أسعى من خالل الدراسة الكشف عن دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬في حين أن الدراسة السابقة تسعى إلى الكشف عن دور الخصائص‬
‫السوسيوثقافية‪ ،‬التي تكتسبيا المرأة المقاولة من النسق االجتماعي في توجيو خياراتيا نحو‬
‫فعل المقاولة‪.‬‬
‫‪-3‬مجتمع بحث دراستي ىو الشباب المقاولين ذكو ار واناثا‪ ،‬الذين استفادوا من الدعم والمرافقة‬
‫في والية البويرة والعينة ىي العينة العنقودية وقد بمغ حجميا ‪ 162‬مفردة‪ ،‬في حين أن مجتمع‬
‫البحث في الدراسة السابقة ىو النساء المقاوالت في والية البويرة‪ ،‬ونوع العينة قصدية وحجميا‬
‫‪75‬مفردة‪.‬‬

‫الدراسة الخامسة‪ :‬وكانت لمباحث إسحاق رحماني والموسومة بـ‪" :‬المقاولة في القطاع‬
‫‪1‬‬
‫الخاص وعالقتو بتنمية مجتمع العمل‪ ،‬دراسة ميدانية لممقاوالت الخاصة بوالية البويرة"‬
‫إشكالية الدراسة‪ :‬تتمخص إشكالية الدراسة في البحث عن مدى تأثير المقاولة في القطاع‬
‫الخاص بوالية البويرة عمى تحقيق أىدافيا التنموية خاصة السوسيو‪-‬اقتصادية والمينية ومدى‬
‫تأثيرىا عمى حجم مجتمع العمل‪ ،‬وقد طرحت الدراسة التساؤل المحوري التالي‪ :‬كيف تساىم‬
‫المقاولة في القطاع الخاص عمى تحقيق التنمية في مجتمع العمل؟‬

‫‪1‬إسحاق رحماني‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪47‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتفرع عن التساؤل الرئيسي جممة من التساؤالت الفرعية وىي‪:‬‬


‫‪ ‬كيف تساىم المنظومات الرسمية في نشر ثقافة المقاوالتية بمجتمع العمل؟‬
‫‪ ‬كيف يؤثر الرأسمال االجتماعي لممقاول عمى سيرورة المؤسسة؟‬
‫‪ ‬ما ىي االبعاد السوسيو‪-‬تنظيمية التي يعتمدىا المقاول في تكريس قيم العمل؟‬

‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫العامة‪ :‬تشكل المقاولة في القطاع الخاص نسقا سوسيو‪-‬اقتصاديا في المجتمع‪.‬‬
‫الفرعية‪:‬‬
‫‪ ‬كمما كانت المنظومة الرسمية لدعم الفعل المقاوالتي فعالة‪ ،‬كمما أدى ذلك إلى بناء‬
‫ثقافة المقاولة‪.‬‬
‫‪ ‬يمعب الراسمال االجتماعي لممقاول دو ار ىاما في سيرورة إنشاء مؤسسات العمل‪.‬‬
‫‪ ‬كمما اكتسب المقاول خصائص مقاوالتية‪ ،‬كمما ساىم ذلك إيجابا في تكريس قيم‬
‫العمل‪.‬‬

‫اإلجراءات المنيجية‪:‬‬
‫منيج الدراسة‪ :‬تم االعتماد عمى المنيج الوصفي لدراسة الموضوع‪.‬‬
‫مجتمع البحث والعينة‪ :‬يتمثل مجتمع البحث في جميع مقاولي والية البويرة‪ ،‬أما حجم‬
‫العينة فكان ‪ 146‬مبحوثا‪ ،‬وتم سحبيم باالعتماد عمى عينة كرة الثمج‪.‬‬
‫األدوات‪ :‬تم االعتماد في جمع البيانات عمى االستبانة كأداة رئيسية باإلضافة إلى‬
‫المقابمة‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪ :‬توصمت الدراسة إلى ما يمي‪:‬‬


‫‪ ‬أن المنظومة الرسمية اسيام كبير في بناء ثقافة مقاولة في مجتمع العمل ويفسر‬
‫ذلك ىو تنامي وتزايد عدد المقاوالت نتيجة الدعم المادي والمعنوي والمرافقة الذي‬
‫قدمتو ىذه األخيرة لممقاولين‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬أن لمرأسمال االجتماعي لممقاول خاصة العائمة واألصدقاء والمعرفة دور فعال في‬
‫مسار الفعل المقاوالتي من الفكرة إلى االستغالل والتوسع‪.‬‬
‫‪ ‬أن لمخصائص والمؤىالت التي يممكيا المقاولون (المستوى لتعميمي المرتفع‪،‬‬
‫صغر السن‪ ،‬وتكوين ميني جيد‪ ،‬وممارسة األنشطة والمين قبل ااالنشاء)‬
‫ساعدىم عمى تحقيق التنمية في مجتمع العمل‪.‬‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫تشابو الدراسة السابقة بالدراسة الحالية في نقاط عدة وىي‪:‬‬
‫‪-1‬كال الدراستين تناولت بالدراسة فئة المقاولين وفي في بيئة اجتماعية واحدة وتقريبا في فترة‬
‫زمنية ليست بمختمفة‪ ،‬وىذا ما قد يسمح بالوصول إلى نتائج متكاممة ومتساندة تغطي قصور‬
‫بعضيا البعض‪ ،‬وكما تفتح المجال لطرح تساؤالت جديدة لمتقصي والتعمق في الموضوع‬
‫أكثر فأكثر‪.‬‬
‫‪ -2‬منيجيا قد نجد ان كال الدراستين اعتمدتا عمى المنيج الوصفي وعمى االستبانة أو‬
‫االستمارة كأداة رئيسية في جمع البيانات من المبحوثين‪.‬‬
‫‪-3‬كال الدراستين توصمتا إلى أن لممؤسسات الرسمية واالجتماعية دور في تنمية ثقافة‬
‫المقاولة لدى المقاولين‪ ،‬وذلك من خالل الدعم والمرافقة المادية والمعنوية التي تقدميا ليم‬
‫خالل مراحل انشائيم لمشاريعيم المقاولية‪.‬‬
‫‪-4‬كما تتالقى الدراستين في فكرة أن لمرأسمال االجتماعي لممقاولين دور فعال في مسار‬
‫الفعل المقاوالتي‪ ،‬وىي تقريبا نفس النتائج التي توصمت إلييا الدراسة الحالية حيث كشفت‬
‫الدراسة الحالية أن معظم الشباب المقاولين أبناء أسر مقاولة‪ ،‬وقد زاولوا اعماال ومينا قبل‬
‫انشائيم لمشاريعيم‪ ،‬ومعظميم استميموا فكرة انشاء المشروع من العائمة أو من األصدقاء‪،‬‬
‫وكما تعد االسرة او العائمة المصدر الذي يمجأ إليو المقاولين لتجاوز مختمف المشاكل التي‬
‫تعترضو في انشطتو المقاولية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -4‬كما تتالقى الدراستين في نقطة أخرى جوىرية وىي أن لممعارف العممية والمؤىالت‬
‫المينية التي اكتسبيا المقاولين دور في تحقيق التنمية في مجتمع العمل وفي المجتمع ككل‪،‬‬
‫حيث توصمت الدراسة الحالية إلى أن لممعارف التنظيمية والمينية المكتسبة من مؤسسات‬
‫التعميم والتكوين‪ ،‬باإلضافة إلى األسرة وأجيزة الدعم والمرافقة دور في تطوير انشطتيم‬
‫وتحسين أدائيا االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وحتى في زيادة مشاركتيم ومساىماتيم االجتماعية‪،‬‬
‫من توفير لمسمع والخدمات وخمق لمناصب الشغل باإلضافة إلى المشاركة في تنظيم ورعاية‬
‫األنشطة االجتماعية والخيرية التي تقام في المجتمع المحمي‪.‬‬

‫‪ -2‬الدراسات التي تناولت المسؤولية االجتماعية‪:‬‬


‫الدراسة األولى‪ :‬لمباحثة قادري حميمة بعنوان‪" :‬اتجاىات الشباب نحو المسؤولية االجتماعية‬
‫دراسة مقارنة عمى عينة من شباب مدينة وىران"‪.1‬‬
‫إشكالية الدراسة‪ :‬تتمحور إشكالية الدراسة حول االتجاىات السمبية التي يحمميا الشباب‬
‫الجزائري محل الدراسة من المشاركة االجتماعية‪ ،‬وعدم التزاميم بمسؤولياتيم وواجباتيم‪،‬‬
‫والتي تتمظير في أنماط سموكياتيم السمبية وغير المسؤولة سواء تجاه المحيط أو العمل أو‬
‫المشاركة في الحياة االجتماعية والسياسية كالرمي العشوائي لمنفايات وعدم احترام وقت العمل‬
‫والعزوف عن المشاركة في االنتخابات‪ ،‬وتتحدد إشكالية الدراسة في تساؤلين رئيسيين ىما‪:‬‬
‫‪ ‬ىل يوجد فرق في اتجاىات الشباب حول المسؤولية االجتماعية يعزى لمتغير‬
‫الجنس؟‬
‫‪ ‬ىل يوجد فرق في اتجاىات الشباب حول المسؤولية االجتماعية يعزى لمتغير‬
‫المستوى التعميمي؟‬

‫‪1‬قادري حميمة ‪ :‬اتجاىات الشباب نحو المسؤولية االجتماعية‪ :‬دراسة مقارنة عمى عينة من شباب مدينة وىران‪ ،‬مجمة‬
‫الجامعة قصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪ ،‬العدد ‪ ،16‬جوان ‪ ،2016‬دون ص‪ .‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪https://revues.univ-ouargla.dz/index.php/number-16-2016/2989-2.html‬‬
‫‪50‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلجراءات المنيجية‪:‬‬
‫منيج الدراسة‪ :‬كان المنيج الوصفي المقارن‬
‫عينة الدراسة‪ 130 :‬شاب وشابة تم جمعيا باالعتماد عمى العينة العشوائية البسيطة‪.‬‬
‫أداة الدراسة‪ :‬تم االعتماد عمى االستبيان (االستمارة)‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬ال يوجد فرق في اتجاىات الشباب حول المسؤولية االجتماعية يعزى لمتغير الجنس‪،‬‬
‫ألن المسؤولية االجتماعية ىي سمة من سمات كل فرد ميما كان جنسو وعميو أن‬
‫يتحمل تبعاتيا حتى يقترب أكثر من تحقيق التكيف النفسي وتحقيق التوافق‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬ىناك عالقة وثيقة بين الفرد ومعايشتو لمقيم المجتمعية السوية وبين تحمل المسؤولية‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن أن تنمى المسؤولية االجتماعية من خالل عممية التربية والتنشئة االجتماعية‬
‫خاصة األسرة التي ليا أكبر تأثير عمى أبنائيا‪.‬‬
‫‪ ‬يوجد فرق في اتجاىات الشباب حول المسؤولية االجتماعية يعزى لمتغير المستوى‬
‫التعميمي‪ ،‬ألن المسؤولية االجتماعية ليست بمنعزل عن المستوى األكاديمي لمشخص‬
‫الذي عميو أن يستجيب لميامو وواجباتو المختمفة‪ ،‬فالفرد المتعمم يعتمد عمى الخبرات‬
‫والمعمومات التي يكتسبيا من البيئة‪ ،‬وىذا ما يزيد من التزامو بالمسؤولية االجتماعية‬
‫تجاه نفسو وتجاه اآلخرين‪.‬‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫تتشابو ىذه الدراسة السابقة مع الدراسة الحالية في مجموعة من النقاط وىي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المسؤولية االجتماعية ال تعزى لمتغير الجنس باعتبارىا سمة إنسانية مشتركة بين‬
‫جميع األفراد عمى اختالف نوعيم وجنسيم‪ ،‬بل حتى في نوع النشاط او العمل الذي‬

‫‪51‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫يمارسونو‪ ،‬ألن المسؤولية االجتماعية واجبة عمى كل فرد ميما كانت وظيفتو او مركزه‬
‫االجتماعي حتى يحقق مصالحو ومصالح غيره‪.‬‬
‫‪-2‬فعال إن تنشئة اإلفراد عمى القيم المجتمعية السوية والدينية السامية‪ ،‬دور في تبنييم‬
‫لممسؤولية االجتماعية وااللتزام بيا في حياتيم األسرية والمينية‪ ،‬وىذا ما توصمت اليو الدراسة‬
‫الحالية حيث أن لمقيم االجتماعية والدينية‪ ،‬دور كبير في إكساب الشباب المقاولين لسموك‬
‫التعاون والتضامن واالىتمام باآلخرين‪.‬‬
‫‪ -3‬وكما تتفق نتائج الدراسة الحالية بنتيجة الدراسة السابقة التي مفادىا‪ ،‬يمكن أن تنمى‬
‫المسؤولية االجتماعية من خالل عممية التربية والتنشئة االجتماعية خاصة األسرة التي ليا‬
‫أكبر ت أثير عمى أبنائيا‪ ،‬حيث أظيرت النتائج أن لألسرة ىي المصدر الرئيسي في إكساب‬
‫الشباب المقاولين لسموك األخالقي من خالل عممية التطبيع االجتماعي‪.‬‬

‫أوجو االختالف بين الدراستين‪:‬‬


‫‪-1‬الدراسة الحالية تسعى لمكشف عن دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬في ح ين الدراسة السابقة تسعى لمكشف عن اتجاىات الشباب نحو المسؤولية‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪-2‬مجتمع البحث لمدراسة الحالية ىو الشباب المقاولين المستفيدين من برامج الدعم والمرافقة‬
‫بوالية البويرة‪ ،‬في حين أن مجتمع البحث في الدراسة السابقة ىم شباب مدينة وىران‪ ،‬مما‬
‫يجعل أىداف الدراستين مختمفين فاألولى تسعى لمكشف عن مصادر اكتساب المسؤولية‬
‫االجتماعية لمشباب المقاولين في بيئة األعمال وفي الحياة العامة‪ ،‬أما الثانية فتيدف إلى‬
‫الكشف عن الفروق في اتجاىات الشباب نحو المسؤولية االجتماعية يعزى لمتغيري الجنس‬
‫والمستوى التعميمي في الحياة العامة فقط‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الدراسة الثانية‪ :‬لمباحثين محمود زكي جابر وناصر عمى ميدي بعنوان‪" :‬دور الجامعات في‬
‫تعزيز مفاىيم المسؤولية االجتماعية لدى طمبتيا"‪.1‬‬
‫إشكالية الدراسة‪ :‬تتمخص إشكالية الدراسة في دراسة دور الجامعات في تعزيز مفاىيم‬
‫المسؤولية االجتماعية (الحقوق والواجبات‪ ،‬الضمير الجمعي والفردي‪ ،‬اليوية‪ ،‬المنظومة‬
‫القيمية‪ ،‬اإلدراك االجتماعي) لدى طالبيا‪ ،‬لعمنا نكشف عن اآلليات الالزمة لتفعيل ىذا الدور‬
‫من أجل دعم المسيرة المجتمعية اإليجابية‪.‬‬
‫وتطرح الدراسة مجموعة من التساؤالت وىي‪:‬‬
‫‪ ‬ما دور الجامعات في تعزيز مفاىيم المسؤولية االجتماعية (المسؤولية المجتمعية‪،‬‬
‫المسؤولية تجاه اآلخرين‪ ،‬المواطنة واالنتماء‪ ،‬الحرية والمشاركة السياسية‪ ،‬التعددية‬
‫واالنفتاح الثقافي) لدى الطالب الجامعيين؟‬
‫‪ ‬إلى أي مدى تعزز الجامعة األنشطة لدى طالبيا؟‬
‫‪ ‬ما مدى التزام الجامعات بمعايير المسؤولية المجتمعية (جامعتي األزىر غزة‪ ،‬وحموان‬
‫في ج‪.‬م‪.‬ع نموذجا)؟‬

‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‪:‬‬


‫منيج الدراسة‪ :‬تم االعتماد عمى المنيج الوصفي مع االستعانة بالمنيج المقارن لممقارنة بين‬
‫الجامعتين‪.‬‬
‫أداة الدراسة‪ :‬تم االعتماد عمى االستبانة (االستمارة)‬
‫عينة الدراسة‪ :‬تم االعتماد عمى العينة الطبقية والتي تتكون من (‪ )445‬طالب من جامعة‬
‫غزة‪ ،‬و(‪ )549‬طالب من جامعة حموان الذين ىم عمى مقاعد الدراسة الجامعية‪.‬‬

‫‪1‬محمود زكي جابر‪ ،‬ناصر عمى ميدي‪ :‬دور الجامعات في تعزيز مفاىيم المسؤولية االجتماعية لدى طمبتيا‪ ،‬دراسة‬
‫ميدانية مقارنة بين جامعتي حموان (ج‪.‬م‪.‬ع)‪ ،‬وجامعة األزىر غزة فمسطين‪ .2011،‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.qou.edu/arabic/conferences/socialResponsibilityConf/dr_nasserMahdi.pdf‬‬

‫‪53‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬ىناك تشابو إلى حد ما في طبيعة الوعي لدى الشباب الفمسطيني والمصري بمفيوم‬
‫المسؤولية االجتماعية المجتمعية يتبمور ذلك من خالل بعض الفقرات التي حصمت‬
‫عمى متوسطات عالية تراوحت بين (‪ )3.84-3.10‬حيث يرون أنو من الالزم‬
‫محاسبة كل من ييمل في عممو‪ ،‬وأن الشخص المخمص في عممو يفيد المجتمع كمو‪،‬‬
‫ويشعرون بالفرح عندما يكتشف مصدر ثروة جديدة في بمدييما مثل بئر جديد‬
‫لمبترول‪.‬‬

‫‪ ‬ىناك تشابو في طبيعة الوعي لدى الشباب الفمسطيني والمصري بمفيوم المسؤولية‬
‫االجتماعية تجاه اآلخرين يتبمور ذلك من خالل بعض الفقرات التي حصمت عمى‬
‫متوسطات عالية تراوحت بين (‪ )3.58-3.00‬حيث يرون أن االعتذار لمزمالء‬
‫ضروري عندما يتخمف الفرد عن موعد معيم‪ ،‬ويرحبون بالشرح لزميل ليم درسا فاتو‬
‫عندما يتغيب عن الكمية بسبب مرضو‪ ،‬ويسعدىم أن يكونوا مسؤولون عن عمل‬
‫يشتركون فيو مع زمالئيم‪.‬‬

‫‪ ‬أن طبيعة الوعي لدى الشباب الفمسطيني والمصري بمفيوم الحرية والمشاركة‬
‫السياسية تتخذ معالمو وخصائصو من خالل بعض الفقرات التي حصمت عمى‬
‫متوسطات عالية تتراوح بين (‪ ،)3.68-3.00‬حيث يرون بوجوب أن تتاح الفرصة‬
‫كاممة لألفراد لمتعبير عن آرائيم بحرية‪ ،‬وأن لحرية التعبير حدودا ال يجب تجاوزىا‬
‫حتى ال تعم الفوضى‪.‬‬

‫‪ ‬يتجسد الشعور باالنتماء لموطن والحرص عمى مصالحو من قبل الشباب الجامعي من‬
‫خالل آرائيم المتمثمة في استجاباتيم ذات المتوسطات العالية‪ ،‬حيث يعتقدون أن كل‬
‫فرد يسعى لتقديم ما يستطيع من أجل الوطن (‪ 3.00‬األزىر) و(‪ 3.50‬حموان)‪ ،‬وأنو‬

‫‪54‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫من واجب كل مواطن أن يفيم خطط التنمية في وطنو (‪ 3.27‬األزىر) و(‪3.75‬‬


‫حموان)‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة الحياة وظروف الحياة العصر قممت من الشعور باالنتماء لموطن لدى الكثير‬
‫(‪ 2.92‬األزىر) و(‪ 2.30‬حموان)‪.‬‬

‫‪ ‬أن ىناك تناقضا واضحا في طبيعة وعي الشباب الجامعي المصري والفمسطيني‬
‫وتصوراتيم الذىنية بالتعددية واالنفتاح عمى اآلخر توضحو استجاباتيم بمتوسطات‬
‫عالية عمى فقرات ىذا البعد‪.‬‬

‫فبينما يرون أن تعدد األحزاب مخاطرة سياسية‪ ،‬يؤكدون في نفس الوقت‪ ،‬أن النظام‬
‫السياسي المعمول بو في الغرب ىو أنجح األنظمة لقيادة الشعوب‪ ،‬وأنو من سمات االنسان‬
‫المتحضر قبول األفكار السياسية المعمول بيا في الدول المتقدمة‪.‬‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫قد تتالقى الدراسة الحالية بالدراسة السابقة في نقطتين جوىريتين وىما‪:‬‬
‫‪-1‬أن لمجامعات دور في تنمية المسؤولية االجتماعية اتجاه اآلخرين لدى الشباب‪ ،‬حيث‬
‫أظيرت نتائج الدراسة الحالية أن أزيد من نصف المبحوثين‪ ،‬يرتبون مؤسسات التعميم في‬
‫المرتبة الثانية من حيث اكتسابيم لسموك التنازل عن بعض المصالح الشخصية لتحقيق‬
‫مصالح العمال‪ ،‬باإلضافة إلى إسداء النصائح لممقاولين الناشئين الذي يفتقرون لمخبرة‬
‫والميارة في المجال‪ ،‬وىذا ما يؤكد أىمية مؤسسات التعميم عامة والجامعات خاصة في تنمية‬
‫المسؤولية االجتماعية لدى الشباب‪ ،‬سواء في الحياة الجامعية أو في الحياة المينية‪.‬‬
‫‪-2‬والنقطة الثانية التي تمتقي فييا كمتا الدراستين ىي حرص الشباب عمى مصالح الوطن‬
‫والحفاظ عميو‪ ،‬حيث تشير نتائج الدراسة الحالية إلى أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪،‬‬
‫يعتبرون أن مؤسسات التعميم ىي المصدر الرئيسي في اكتسابيم لسموك التخمص من‬
‫النفايات السامة في األماكن المخصصة ليا‪ ،‬وذلك حرص منيم عمى ضمان سالمة‬

‫‪55‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المواطنين وسالمة البيئة الطبيعية‪ ،‬وىي التي مكنتيم من معرفة كيفية استخدام الوسائط‬
‫التكنولوجية الحديثة في عممية الترويج لممنتجات‪ ،‬من أجل المساىمة في التعريف بالمنتوج‬
‫الوطني وترقيتو لمواجية منافسة المنتجات األجنبية لو‪.‬‬

‫أما أوجو االختالف بين الدراستين عديدة‪ ،‬سواء في مجتمع البحث أو األىداف‪ ،‬حيث‬
‫ركزت الدراسة السابقة عمى دراسة دور الجامعات في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى‬
‫الشباب الجامعي‪ ،‬واعتمدت عمى أ بعاد ومؤشرات يحققون ليا أىدافيا البحثية‪ ،‬في حين أن‬
‫الدراسة الحالية تسعى لمكشف عن دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية االجتماعية‬
‫لدى الشباب المقاولين‪ ،‬ومحاولة التعرف عمى مصادر اكتسابيا وسبل تنميتيا‪.‬‬

‫الدراسة الثالثة‪ :‬لمباحث عبد الرزاق جدوع محمد والموسومة بـ‪" :‬دور المؤسسات التربوية‬
‫في تنمية المسؤولية االجتماعية عند األطفال األسرة والمدرسة أنموذجا"‪ ،‬دراسة ميدانية‬
‫لعدد من األسر والمدارس االبتدائية في محافظة ديالي‪.1‬‬
‫إشكالية‪ :‬تسعى إشكالية الدراسة إلى إبراز دور مؤسسات التنشئة االجتماعية والممثمة في‬
‫األسرة‪ ،‬والمؤسسات التربوية والممثمة في المدرسة‪ ،‬في غرس القيم االجتماعية الحميدة‬
‫وأنماط السموك السوي والضمير الجمعي لدى األطفال‪ ،‬وذلك من خالل األدوار والوظائف‬
‫التي تؤدييا في مختمف المراحل العمرية لمطفل‪.‬‬

‫نتائج الدراسة الميدانية‪ :‬توصمت الدراسة إلى مجموعة من االستنتاجات وىي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬ىناك ضعف وقصور في قدرة األسرة والمدرسة عمى تسميح الطفل بالوعي االجتماعي‬
‫من حيث اإليمان بقيم المسؤولية والثقة بالنفس‪ ،‬واالىتمام بالجماعة والمجتمع عمى‬
‫حساب نفسو وأسرتو والتعاون مع األصدقاء‪ ،‬واالعتراف بالتقصير إذا وقع منو‪.‬‬

‫‪1‬عبد الرزاق جدوع محمد‪ :‬دور المؤسسات التربوية في تنمية المسؤولية االجتماعية عند األطفال األسرة والمدرسة‬
‫أنموذجا‪ ،‬دراسة ميدانية لعدد من األسر والمدارس االبتدائية في محافظة ديالي‪ ،‬مجمة الفراىيدي العدد الخاص بالمؤتمر‬
‫الثالث‪ ،‬العدد ‪ ،1‬السنة األولى كانون األول ‪.2009‬‬
‫‪56‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬أما فيما يتعمق بتربية الطفل وتنمية سموكو االجتماعي‪ ،‬فقد تبين أن ىناك عدم‬
‫حضور لبعض األطفال في المدرسة بشكل متواصل‪ ،‬كما أن ىناك من األطفال من‬
‫يساعد والديو بعد الدوام الرسمي‪ ،‬وىناك تقصير من قبل بعض اآلباء في زيارة‬
‫المدرسة بانتظام‪ ،‬وبينت النتائج أن بعض األطفال يعبثون بدفاترىم ولوازميم‬
‫المدرسية‪.‬‬

‫‪ ‬أما من ناحية التعميم والتدريب عمى االعتماد عمى النفس‪ ،‬أظيرت النتائج أن بعض‬
‫األطفال غير مواظبين عمى الدوام بشكل متواصل وفعال‪ ،‬كما أن أكثر األطفال ال‬
‫يعتمدون عمى أنفسيم في حل مشاكميم‪.‬‬

‫‪ ‬إن بعض األطفال ال يتعاونون كثي ار في تقديم الخدمات لممجتمع‪ ،‬فالمبادرة بالعمل من‬
‫أجل الصالح العام تكاد تكون متدنية‪ ،‬كما أن ىناك ضعف في استعداد األطفال‬
‫لخدمة الناس‪ ،‬وبعضيم ال يؤدي ما يطمب منو باندفاع عالي‪.‬‬

‫‪ ‬ىناك قصور لدى بعض فيما يتعمق بالدفاع عن المجتمع‪ ،‬فيم ال يكترثون كثي ار بإيثار‬
‫اآلخرين عمى أنفسيم‪ ،‬وليس لدى بعضيم الشجاعة الكافية في قول ما يريد بصراحة‬
‫ووضوح‪ ،‬كما أن أحدث المجتمع ال تشغميم كثيرا‪.‬‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫أن نقطة الجوىرية التي تتالقى فييا الدراستين ىو ضعف دور المدرسة في تسميح‬
‫األطفال بالوعي االجتماعي من حيث اإليمان بقيم المسؤولية والثقة بالنفس‪ ،‬واالىتمام‬
‫بالجماعة والمجتمع عمى حساب نفسو وأسرتو والتعاون مع األصدقاء‪ ،‬واالعتراف بالتقصير‬
‫إذا وقع منو‪ ،‬حيث توصمت الدراسة الحالية إلى أن إسيامات مؤسسات التعميم وباألخص‬
‫المدرسة‪ ،‬ضعيفة إلى حد كبير من ناحية إعداد الشباب المقاولين لاللتزام بالمسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬في حين بينت نتائج الدراسة أن لألسرة إسيامات كبيرة في ذلك‪ ،‬حيث تعد‬
‫المصدر األول والرئيسي في غرس وتنمية حس المسؤولية االجتماعية لدى الشباب‬
‫‪57‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المقاولين‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين التي حظيت بالمراتب الثانية واألولى في أغمب‬
‫إجاباتيم‪ ،‬ومن بعدىا أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫وبذلك فإن نتائج الدراسة الحالية تتعارض مع نتيجة الدراسة السابقة‪ ،‬في مسألة دور‬
‫األسرة في تنمية المسؤولية االجتماعية‪ ،‬حيث تشير نتائج الدراسة الحالية إلى أن لألسرة‬
‫الجزائرية إسيام كبير في نشر وترسيخ المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬في‬
‫حين أن نتيجة ا لدراسة السابقة تنفي ذلك‪ ،‬وىذا ما يبين مدى اختالف األسرة الجزائرية عن‬
‫غيرىا من األسر في المجتمعات العربية أو الغربية‪ ،‬والذي يمكن إرجاعو لمعديد من العوامل‬
‫الثقافية واالجتماعية والسياسية وحتى الدينية‪.‬‬

‫الدراسة الرابعة‪ :‬لفؤاد محمد عيسى بعنوان‪" :‬المسؤولية االجتماعية لمقطاع الخاص في‬
‫مصر دراسة حالة تطبيقية لقياس وتقييم المسؤولية االجتماعية لمشركات"‪.1‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬أصبح في اآلونة األخيرة موضوع المسؤولية االجتماعية لمقطاع الخاص عنوانا‬
‫لممؤتمرات والندوات‪ ،‬ومجاال لمدراسات واألبحاث سواء من قبل األفراد أو مراكز البحوث‬
‫والمنظمات الدولية‪ ،‬وأصبحت المسؤولية االجتماعية جزءا من إستراتيجية شركات األعمال‬
‫لمتفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة‪ .‬ورغم ذلك فإنو ال يوجد اتفاق عام لدى األطراف‬
‫المعنية عمى تحديد تعريف واضح لممسؤولية االجتماعية‪ ،‬وكيفية قياسيا من ناحية التكاليف‬
‫والعوائد االجتماعية‪.‬‬
‫وبناء عمى ذلك فإن مشكمة البحث تتركز في اإلجابة عمى التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما ىو دور القطاع الخاص في حل المشكالت االجتماعية التي تعاني منيا مصر من‬
‫منظور المسؤولية االجتماعية لشركات القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪1‬فؤاد محمد عيسى‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمقطاع الخاص في مصر‪ ،‬دراسة حالة تطبيقية لقياس وتقييم المسؤولية‬
‫االجتماعية لمشركات‪ .‬عمى الموقع‪PDF/ http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads/2010/05:‬‬

‫‪58‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬ىل يمكن لشركات القطاع الخاص أن تأخذ بمفيوم المسؤولية االجتماعية منيجا وتطبيقا‬
‫في مسيرة عمميا اليومية واإلستراتيجية سواء أكان ذلك داخل الشركة أم خارجيا مع‬
‫أطراف المجتمع؟‬
‫‪ -3‬ما ىي المشكالت التي تعوق عممية التفرقة بين التكاليف االقتصادية والتكاليف‬
‫االجتماعية لألنشطة االجتماعية لشركات القطاع الخاص؟‬
‫‪ -4‬كيف يمكن تحديد وقياس التكاليف والعوائد االجتماعية الخاصة باألنشطة االجتماعية‬
‫لشركات القطاع الخاص وبالتالي قياس حجم االسيام االجتماعي أو ما يسمى بالمسؤولية‬
‫االجتماعية لمشركات؟‬

‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‪ :‬استخدم في الدراسة المنيج االستقرائي في تحميل البيانات‬


‫المتاحة واخضاعيا لمقياس الكمي والوصفي وذلك بيدف التوصل إلى اىم المؤشرات والنتائج‬
‫لمحكم عمى األداء االجتماعي لمشركة‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬إن المسؤولية االجتماعية لشركات القطاع الخاص في مصر أصبحت القضية األكثر‬
‫اىتماما في سياق التنمية المستدامة والتي يتطمب من القطاع الخاص أن يؤدي دو ار‬
‫أعظم في رفع مستوى رفاىية المجتمع‪ ،‬والحفاظ عمى البيئة‪ ،‬إما رضوخا لضغوط‬
‫أفراد المجتمع أو رغبة في المحافظة عمى سمعة طيبة لمشركة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬إن قيام الشركة باألداء االجتماعي سواء في داخل الشركة أم خارجيا يمثل أوال عامل‬
‫ميم من عوامل تحفيز العاممين عمى تقديم أفضل أداء في مجال تحقيق أىداف‬
‫الشركة‪ ،‬وثانيا يوفر حاف از لممجتمع لزيادة التعاون مع الشركة‪ ،‬وما ينتج عن ذلك من‬
‫زيادة األرباح‪ ،‬فضال عن تحقيق مفيوم مقبول لمشركة اجتماعيا‪.‬‬

‫‪ ‬إن حصر وقياس التكاليف االجتماعية المترتبة عمى ممارسة الشركة لمسؤولياتيا‬
‫االجتماعية من اإلفصاح عن التكاليف في التقارير والقوائم المالية الصادرة عن‬
‫‪59‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الشركة‪ ،‬يوفر أداة ميمة ليا لمتنافس مع غيرىا من الشركات لمحصول عمى بعض‬
‫االمتيازات التي قد توفرىا الحكومة‪ ،‬أو االتحادات والغرف التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬ال يوجد معيار مناسب يمكن استخدامو في الفصل التام والواضح لألنشطة التي تقوم‬
‫بيا الشركة ويمكن القول أنيا أنشطة اقتصادية تماما‪ ،‬أو تمك التي يمكن أن توصف‬
‫عمى أنيا أنشطة اجتماعية‪.‬‬

‫‪ ‬ال يوجد مفيوم مناسب لمتكاليف االجتماعية يعبر أصدق عن قيمة التضحية التي‬
‫تتحمميا الشركة لبيان مسؤوليتيا االجتماعية من جية‪ ،‬وقيمة األضرار التي تسببيا‬
‫الشركة لممجتمع نتيجة مزاولتيا ألنشطتيا االقتصادية من جية أخرى‪.‬‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫تتقاطع الدراسة الحالية بالدراسة السابقة في نقطتين رئيسيتين وىما‪:‬‬
‫‪ -1‬أن القطاع الخاص أصبح شريكا محوريا في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية‪،‬‬
‫وذلك من خالل مبادرة الفاعمين االقتصاديين الخواص إلى المساىمة في تحقيق تطمعات‬
‫وانتظارات أفراد المجتمع‪ ،‬والسعي لممحافظة عمى البيئة الطبيعية التي أصبحت عرضة‬
‫لمعديد من التيديدات واالستنزاف لعناصرىا ومواردىا‪ ،‬حيث توصمت الدراسة الحالية إلى أن‬
‫أغمب الشباب المقاولين‪ ،‬عمدوا إلى إنشاء المشاريع التي من شأنيا أن تمبي وتستجيب‬
‫الحتياجات المجتمع المحمي‪ ،‬السمعية والخدمية وبالكمية والنوعية المناسبة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫المساىمة في تمكين الشباب من التكون عمييا وتوظيفيم فييا لمتقميل من حجم البطالة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى حرصيم عمى االستغالل العقالني لمموارد الطاقوية‪ ،‬واعتماد سياسة التسيير‬
‫البيئي في مشاريعيم‪ ،‬كل ىذا حرصا منيم عمى كسب دعم وتأييد المجتمع المحمي‬
‫لمشاريعيم لضمان نجاحيا واستمرارىا‪ ،‬ولالستفادة من االمتيازات والتشجيعات التي تمنحيا‬
‫الدولة والجيات المعنية بمتابعة إنشاء المشاريع‪ ،‬لممقاولين الممتزمين باألدوار االجتماعية‬
‫واالقتصادية المنوطة بيم‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬والنقطة الثانية تتمثل في أن التزام الشركات والمؤسسات باألداء االجتماعي سواء تجاه‬
‫الجميور الداخمي أو الخارجي‪ ،‬يعد عامال إيجابا في تحسين أداء العمال والمتكونين‪،‬‬
‫ومصد ار لجذب الزبائن وتعظيم تحصيالت المشاريع والشركات‪ ،‬وقد توصمت الدراسة الحالية‬
‫إلى أن الشباب المقاولين‪ ،‬حريصون عمى االىتمام بالزبائن واالعتناء بالمتكونين‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل سعييم إلى إرضاء الزبائن وجعل اىتماماتيم وانشغاالتيم في مقدمة انشغاالت وأىداف‬
‫المؤسسة‪ ،‬باإلضافة إلى الحرص عمى تقديم تكوين جيد لممتكونين وتحفيزىم ماديا ومعنويا‬
‫ومعاممتيم معاممة إنسانية‪ ،‬كل ىذا من أجل تحقيق االستقرار الداخمي والتكيف الخارجي مع‬
‫البيئة المحيطة‪ ،‬وتفادي مقاطعة المجتمع ليا‪.‬‬

‫أما النقاط التي تميز الدراسة الحالية عن الدراسة السابقة ىي سعييا لمكشف عن‬
‫مصادر اكتساب المسؤولية االجتماعية وسبل تنميتيا لدى الشباب المقاولين من منظور‬
‫سوسيولوجي‪ ،‬في حين أن الدراسة السابقة‪ ،‬اىتمت بالبحث والكشف عن مدى تبني‬
‫المسؤولية االجتماعية في مؤسسات القطاع الخاص‪ ،‬ومحاولة تحديد وقياس التكاليف والعوائد‬
‫االجتماعية الخاصة باألنشطة االجتماعية لشركات القطاع الخاص‪.‬‬

‫الدراسة الخامسة‪ :‬لمباحث زياد بركات بعنوان‪" :‬من المسؤول بشكل رئيسي عن تعميم القيم‬
‫‪1‬‬
‫لمشباب؟ البيت أم المدرسة أم المسجد"‬
‫اإلشكالية‪ :‬ىدفت الدراسة إلى معرفة المسؤولية الرئيسية والثانوية واليامشية لكل من البيت‬
‫والمدرسة والمسجد في تعميم الشباب منظومة من القيم األخالقية واالجتماعية‪ ،‬وذلك من‬
‫وجية نظر عينة من اآلباء والمعممين والشباب أنفسيم باإلضافة إلى معرفة كيف تتوزع ىذه‬
‫المسؤولية الرئيسية منيا والثانوية بين ىذه المؤسسات‪ ،‬وىل توجد فروق بين مسؤولية ىذه‬

‫‪1‬زياد بركات‪ :‬من المسؤول بشكل رئيسي عن تعميم القيم لمشباب؟ البيت أم المدرسة أم المسجد‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬جامعة‬
‫القدس المفتوحة‪ .2005 ،‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.qou.edu/home/sciResearch/researchersPages/ziadBarakat/r5_drZiadBarakat.pdf‬‬

‫‪61‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المؤسسات في تعميم الشباب القيم األخالقية واالجتماعية‪ ،‬وعميو تطرح الدراسة مجموعة من‬
‫التساؤالت وىي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬كيف تتوزع المسؤولية الرئيسية والثانوية في تعميم القيم لمشباب بين البيت والمدرسة‬
‫والمسجد؟‬
‫ويتفرع منو مجموعة من التساؤالت‪:‬‬
‫*ما ىي القيم التي يمعب البيت دو ار رئيسيا في تعميميا لمشباب؟‬
‫*ما ىي القيم التي تمعب المدرسة دو ار رئيسيا في تعميميا لمشباب؟‬
‫*ما ىي القيم التي يمعب المسجد دو ار رئيسيا في تعميميا لمشباب؟‬
‫‪ -2‬ىل توجد فروق جوىرية بين درجة المسؤولية الرئيسية لتعميم القيم لمشباب بين البيت‬
‫والمدرسة والمسجد؟‬

‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‪:‬‬


‫عينة الدراسة‪ :‬تكونت عينة الدراسة من (‪ )720‬فردا يمثمون فئات المجتمع الفمسطيني‬
‫وينتمون إلى مراحل عمرية مختمفة‪ ،‬وليم عالقة مباشرة وغير مباشرة بالمؤسسات المعنية‬
‫بتعميم واكساب القيم لمشباب‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪ :‬استخدم مقياس منظومة القيم االجتماعية واألخالقية المكتسبة وىو من إعداد‬
‫وتصميم الباحث باالستناد إلى بعض المقاييس بيذا المجال‪.‬‬
‫األساليب اإلحصائية المستخدمة‪ :‬بعد تجميع البيانات عن طريق تطبيق المقياس‪ ،‬تم‬
‫استخدام البرنامج اإلحصائي ‪ SPSS‬لتحميل البيانات والتحقق من أسئمة الدراسة‪ ،‬وذلك‬
‫باالعتماد عمى المتوسطات الحسابية والتك اررية‪ ،‬واختبار كاي تربيع‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬أن لكل من البيت والمدرسة والمسجد دوره األساسي والثانوي واليامشي في تعميم القيم‬
‫لمشباب‪ ،‬إال أن لمبيت الدور الرئيس في تعميم ما نسبتو (‪ )%58‬من القيم‪ ،‬والمدرسة‬
‫بنسبة (‪ ،)%36‬أما المسجد (‪.)%10‬‬
‫‪ ‬القيم التي يمعب البيت دو ار رئيسيا في تعميميا لمشباب‪ :‬النظام والترتيب والنظافة‪،‬‬
‫االستقاللية واالعتماد عمى النفس‪ ،‬الطاعة واالحترام واالمتثال‪ ،‬الخيرية وحب التبرع‬
‫والتطوع‪ ،‬المسؤولية والثبات والجدارة‪ ،‬المساعدة والتعاون وروح المشاركة‪ ،‬األمانة‬
‫والصدق‪ ،‬الشفقة والحنو عمى اآلخرين‪ ،‬القناعة والشعور بالرضا ‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬القيم التي تمعب المدرسة دو ار رئيسيا في تعميميا لمشباب فتتمثل في اآلتي‪ :‬التفاني في‬
‫العمل‪ ،‬الحداثة والتطور والمعاصرة‪ ،‬الشعور باإلنتاجية والعمل‪ ،‬الميارة والحذاقة‬
‫والبراعة‪ ،‬االقتدار والكفاءة والكفاية والمقدرة‪ ،‬االلتزام واالىتمام والمبادرة‪ ،‬الشعور‬
‫بالجمال والمتعة الفنية والتنظيم‪...‬إلخ‪.‬‬

‫تعقيب‪:‬‬
‫عمى الرغم من االختالف والتمايز الموجود بين الدراسة السابقة والدراسة الحالية إال أن‬
‫ىناك العديد من النقاط التي تتالقى فييا وىي‪:‬‬
‫‪-1‬إن األسرة ىي المصدر األول في إكساب القيم لمشباب وتمييا المدرسة ثم المسجد‪ ،‬وىو‬
‫ما يتطابق تقريبا مع نتائج الدراسة الحالية‪ ،‬التي تبين أن األسرة ىي المصدر الرئيسي في‬
‫تنمية المسؤولية لدى الشباب المقاولين وتمييا مؤسسات التعميم والتكوين ثم أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة‪.‬‬
‫‪-1‬أن كال الدراستين توصمتا إلى أن األسرة أو البيت ىما المصدر األول والرئيس في إكساب‬
‫الشباب القيم األخالقية واالجتماعية والسموكات السوية‪ ،‬وىو ما يؤكد عمى أىمية دور األسرة‬
‫أو البيت في تنمية المسؤولية الشخصية واالجتماعية لدى الشباب‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬كما تتفق كال الدراستين عمى أىمية المدرسة ومؤسسات التعميم في إكساب الشباب‬
‫المعارف العممية والميارات المينية‪ ،‬وىذا ما يؤكد عمى أىمية دور مؤسسات التعميم والتكوين‬
‫في تنمية المسؤولية المينية لدى الشباب‪.‬‬

‫أما أوجو االختالف والتمايز بين الدراستين فتكمن في النقاط التالية‪:‬‬


‫‪ -1‬الدراسة السابقة اىتمت بالبحث والكشف عن دور كال من المؤسسات البيت‪ ،‬المدرسة‪،‬‬
‫والمسجد في تعميم القيم األخالقية واالجتماعية لمشباب‪ ،‬من وجية نظر المعممين واآلباء‬
‫والشباب أنفسيم‪ ،‬وىو ما قد يجعل من عينة البحث مشتتة واسعة وغير متجانسة وىذا ما‬
‫يتولد عنو جمع بيانات ومعمومات من مصادر مختمفة قد ال تصمح فيما بعد لمتعميم عمى‬
‫مجتمع البحث الذي من المفروض ىم الشباب فقط‪ ،‬أما الدراسة الحالية فقد سعت لمدراسة‬
‫والبحث عن دور النسق االجتماعي (األسرة‪ ،‬مؤسسات التعميم والتكوين‪ ،‬أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة) في إكساب الشباب المقاولين لممسؤولية االجتماعية (السموك األخالقي‪ ،‬المعارف‬
‫التنظيمية والمينية‪ ،‬المشاركة المجتمعية)‪ ،‬وىذا ما يجعل من مجتمع البحث المستيدف ىم‬
‫الشباب المقاولين وعينة البحث التي اعتمد عمييا لجمع البيانات مجموعة جزئية منو‪،‬‬
‫وبالتالي إمكانية تعميم النتائج فيما بعد عمى مجتمع البحث ككل‪.‬‬

‫الدراسة السادسة‪ :‬لمباحثين بودرجة رمزي وآخرون والموسومة بـ‪" :‬دور الوكالة الوطنية لدعم‬
‫تشغيل الشباب في خمق المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المستثمرين"‪.1‬‬
‫اإلشكالية‪ :‬نتيجة الضغوطات والتغيرات التي شيدتيا وتشيدىا بيئة عمل المؤسسات‪ ،‬تزايد‬
‫الوعي بضرورة دمج أبعاد المسؤولية االجتماعية في الممارسات االقتصادية لممؤسسات‬
‫المصغرة الخاصة في كل عمميات التنمية‪ ،‬باعتبارىا شريكا كامال في الحياة اليومية لممجتمع ‪.‬‬
‫فالتزام المقاول بتبني المسؤولية االجتماعية يرتكز بالدرجة األولى عمى قناعاتو وما يتمتع بو‬

‫‪1‬بودرجة رمزي وآخرون‪ :‬دور الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب في خمق المسؤولية االجتماعية لدى الشباب‬
‫المستثمرين دراسة حالة وكالة تبسة‪ ،‬مجمة اقتصاديات المال واألعمال المجمد ‪ ،1‬العدد‪ ،2‬جوان ‪.2017‬‬

‫‪64‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫من سمات مبادراتية تؤمن بضرورة المساىمة في رقي المجتمع وتطوره وفق ما تمتمكو‬
‫المؤسسة من موارد وامكانات‪ ،‬وىنا يبرز دور الوكالة الوطنية لتدعيم وتشغيل الشباب‬
‫‪ ANSEJ‬في غرس وتنمية روح المبادرة لدى المقاولين المدعمين من طرف الوكالة وغرس‬
‫االجتماعية ضمن منظور إستراتيجي أكثر تنظيما وفعالية‪ ،‬ليضمن‬ ‫مفاىيم المسؤولية‬
‫التوافق بين األداء االقتصادي واألداء االجتماعي واألخالقي والقانوني‪ ،‬وعميو جاءت ىذه‬
‫الورقة البحثية لتسميط الضوء عمى اإلشكالية الرئيسية التالية‪ :‬ما مدى مساىمة الوكالة‬
‫الوطنية لتدعيم وتشغيل الشباب لوالية تبسة في خمق المسؤولية االجتماعية لدى الشباب‬
‫المستثمرين؟‬
‫وتندرج تحتيا مجموعة من التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫‪ ‬ماذا نقصد بالمسؤولية االجتماعية لممؤسسات‪ ،‬وما ىي مجاالت تطبيقيا؟‬
‫‪ ‬ما ىي أبعاد المسؤولية االجتماعية لممؤسسات؟‬
‫‪ ‬ما دور وكالة تبسة لدعم تشغيل الشباب في خمق المسؤولية االجتماعية لدى‬
‫المستثمرين الشباب؟‬

‫أىداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬تأطير مفاىيمي لمفيوم المسؤولية االجتماعية لممقاولين الشباب‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز دور الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب في خمق المسؤولية االجتماعية لدى‬
‫المقاولين الشباب‪.‬‬

‫منيجية الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬منيج الدراسة ىو المنيج الوصفي‪.‬‬
‫‪ -‬تم االعتماد عمى المسح الشامل (جميع مسؤولي وكالة تبسة)‪.‬‬
‫‪ -‬أدوات جمع البيانات‪ :‬تم االعتماد عمى المقابمة باإلضافة إلى االستمارة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪ )%57( ‬من المبحوثين يعطون أىمية ألبعاد المسؤولية بعد قبول المشروع وتأخذ بعين‬
‫االعتبار خالل دراسة المشروع‪ ،‬في حين أن (‪ )%43‬منيم ال يعطون أىمية ليذه األبعاد‬
‫وأنيا ال تأخذ بعين االعتبار في تقييم المشروع مبررين إجاباتيم بأن الوكالة تيتم بتشغيل‬
‫الفرد دون التطرق ليذه األبعاد‪.‬‬
‫‪ ‬أن (‪ ) %80‬من المبحوثين الذين يعطون أىمية لممسؤولية االجتماعية‪ ،‬يعتبرون أن البعد‬
‫االقتصادي ىو البعد الوحيد الذي يعتبر ميم بالنسبة ليم لمموافقة عمى المشروع‪ ،‬و(‪)%20‬‬
‫فقط منيم من يولي ألىمية لمبعد االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن (‪ )%100‬كل المبحوثين ينفون تعريف المستثمرين بأىمية ممارسة المسؤولية‬
‫االجتماعية في مؤسساتيم‪.‬‬
‫‪ ‬أن اغمب المبحوثين يعتبرون أن برامج التكوين ذات أىمية بالغة في تطوير ميارات‬
‫المقاولين الناشئين من حيث القيادة وتسيير المشروع وبالتالي االستدامة لممؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬لكن أغمب المبحوثين يعتبرون ان لمممارسة الشباب المقاولين لممسؤولية االجتماعية في‬
‫مشاريعيم أمر في غاية األىمية كونيا تعود بالفائدة عمى كل من الوطن والوكالة والمستثمر‬
‫نفسو‪.‬‬
‫تعقيب‪:‬‬
‫تتالقى الدراسة الحالية بالدراسة السابقة في نقاط عدة وىي‪:‬‬
‫أن كالىما تسعيان لمبحث والكشف عن دور أجيزة الدعم والمرافقة في خمق المسؤولية‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وتعد النقطة المحورية أو النقطة البحثية الرئيسية التي‬
‫تتقاطع فييا الدراستين‪.‬‬

‫‪ ‬أن لبرامج التكوين أىمية بالغة في تطوير ميارات المقاولين الناشئين من حيث القيادة‬
‫وتسيير المشروع وبالتالي االستدامة لممؤسسة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬أن ممارسة الشباب المقاولين لممسؤولية االجتماعية في مشاريعيم أمر في غاية األىمية‬
‫كونيا تعود بالفائدة عمى كل من الوطن والوكالة والمستثمر نفسو‪.‬‬

‫أما عن نقاط االختالف فتتعدد تبعا الختالف التخصصات العممية لكال الباحثين‪ ،‬مما‬
‫يجعميما يتناوالن الموضوع من زوايا مختمفة وأىميا ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬مجتمع البحث لمدراسة السابقة تمثل في مسؤولي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫لوالية تبسة‪ ،‬في حين أن مجتمع البحث الحالي ىم الشاب المقاولين الذين استفادوا من برامج‬
‫الدعم والمرافقة في الوكاالت الثالثة ‪ ANSEJ/ ANGEM/ CNAC‬بوالية البويرة‪ ،‬وربما‬
‫ىو ما يضفي موضوعية أكثر عمى بحث موضوع دور وكاالت دعم إنشاء المشاريع في‬
‫خمق المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪.‬‬
‫‪ ‬أن الدراسة الحالية تتعارض نتائجيا مع نتائج الدراسة السابقة‪ ،‬والذي يمكن إرجاعو‬
‫لالختالف في المجال الجغرافي والبشري‪ ،‬وفي أبعاد المسؤولية االجتماعية التي خضعت‬
‫لمبحث والدراسة‪ ،‬ويظير ذلك في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬أن المسؤولين ال ييتمون باألبعاد االجتماعية عند دراستيم لجدوى المشروع إال في مسألة‬
‫البعد االقتصادي‪ ،‬وىذا ما قد يبرز مدى ضعف أو عدم إدراك القائمين عمى ىذه الوكالة‬
‫لمفيوم المسؤولية االجتماعية لممؤسسة‪ ،‬في حين أن إجابات المبحوثين في الدراسة الحالية‬
‫تشير إلى ع كس ذلك فيي تقر باىتمام المسؤولين باألبعاد االجتماعية والبيئية لممشاريع بل‬
‫توجو الشباب إلى المشاريع المالئمة والتي تستجيب الحتياجات المجتمع المحمي االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن المسؤولين عمى الوكاالت الثالثة السابقة يعرفون المستفيدين باألدوار االقتصادية‬
‫واالجتماعية الممقاة عمى عاتقيم‪ ،‬وضرورة العمل عمى تحقيقيا لضمان نجاح مشاريعيم‪.‬‬

‫لكن عمى الرغم من االختالف الموجود بين الدراستين‪ ،‬إال أن كالىما تسعيان لمكشف‬
‫عن دور الوكاالت أو أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬في خمق المسؤولية االجتماعية لدى الشباب‬

‫‪67‬‬
‫البناء المنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المقاولين من أجل تثمين وتنمية الجوانب اإليجابية‪ ،‬والكشف عن الجوانب التي ما تزال‬
‫تحتاج إلى المزيد من العناية واالىتمام في عممية التوعية والتكوين‪ ،‬التي تقدمو ىذه األخيرة‬
‫لحاممي المشاريع وىو اليدف الرئيسي من بحث ودراسة موضوع المسؤولية االجتماعية لدى‬
‫الشباب المقاولين‪.‬‬
‫وبعد عرضنا لخطوات األساسية التي اعتمدنا عمييا في البناء المنيجي لمدراسة من‬
‫طرح لإلشكالية وتساؤالتيا‪ ،‬وصياغة الفرضيات التي من شأنيا أن تقدم اجابة مؤقتة ومنطقية‬
‫لمتساؤالت المطروحة‪ ،‬وتحديدنا لممفاىيم نظريا واجرائيا واختيارنا لممدخل النظري المالئم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تفحصنا وتشريحنا لبعض الدراسات السابقة المشابية‪ ،‬تمككنا من تحديد معظم‬
‫جوانب موضوع البحث التي سنحاول التطرق إلييا في الفصول الالحقة بالتفصيل‪ ،‬كما‬
‫سمحت لنا الدراسات السابقة بتدعيم توجينا البحثي ومناقشة النتائج التي خمصت إلييا‬
‫الدراسة الحالية‪ ،‬مما زاد المامنا بموضوع المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وبأىميتو العممية والعممية‬
‫في الحياة العامة وفي الحياة المينية خاصة في عالم المقاوالتية‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الشباب والمشاركة المجتمعية‬
‫تمييد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مرحمة الشباب ومحدداتيا‬
‫‪.1‬النظريات المفسرة لمرحمة الشباب‪.‬‬
‫‪.2‬امتدادية مرحمة الشباب‪.‬‬
‫‪.3‬خصائص ومميزات الشباب‪.‬‬
‫‪.4‬حاجات الشباب‪.‬‬
‫‪.5‬مشكالت الشباب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المشاركة المجتمعية لمشباب‬
‫‪.1‬مفيوم المشاركة المجتمعية‪.‬‬
‫‪.2‬أىمية المشاركة المجتمعية لمشباب‪.‬‬
‫‪.3‬العوامل المؤثرة عمى المشاركة المجتمعية لمشباب‪.‬‬
‫خالصة‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمييد‪:‬‬
‫تحتؿ فئة الشباب مكانة ىامة في حياة المجتمعات عمى عبر العصكر كاألزمنة‪،‬‬
‫باعتبارىا الفئة االجتماعية األكثر فاعمية كاسياما في تكطيد أركاف المجتمع‪ ،‬كذلؾ لما تتمتع‬
‫بو مف خصائص كمميزات قد ال تتكفر لدل غيرىا مف فئات المجتمع األخرل‪ ،‬لكف قد نجد‬
‫في كثير مف الدكؿ خاصة المتخمفة منيا‪ ،‬أف ىذه الفئة االجتماعية كعمى الرغـ مف حجميا‬
‫الكبير كمستكل تعميميا المعتبر تعاني العديد مف المشاكؿ كاألزمات بسبب ضعؼ برامج‬
‫التنمية االجتماعية كاالقتصادية‪ ،‬كتصبح بذلؾ مصدر تيديد أكثر منيا مصد ار لمقكة‬
‫كاالنجاز‪ ،‬كالذم يتجمى في انعزاليـ كانزكائيـ عمى ذكاتيـ كرفضيـ ألم شكؿ مف أشكاؿ‬
‫المشاركة المجتمعية‪ ،‬مما يغيبيـ عف أداء أدكارىـ كيقمص إسياماتيـ في بناء المجتمعات‬
‫كدفعيا نحك التقدـ كالتطكر‪.‬‬

‫لكف قد ال يسرم ذلؾ عمى جميع الشباب‪ ،‬حيث نجد الكثير منيـ مف يبادر إلى إيجاد‬
‫الحمكؿ كالبدائؿ لتجاكز المشاكؿ كالمعيقات التي تحيط بيـ‪ ،‬لمتأكيد عمى قدرتيـ كرغبتيـ في‬
‫المشاركة في بناء مجتمعاتيـ‪ ،‬باعتبارىـ فاعميف اجتماعييف مسؤكليف كممتزميف بأداء األدكار‬
‫المنكطة بيـ‪ ،‬كسيحاكؿ ىذا الفصؿ التطرؽ إلى نقطتيف جكىريتيف‪ ،‬األكلى تتمثؿ في التعرؼ‬
‫عمى مرحمة الشباب كمحدداتيا كخصائصيا كالمشكبلت التي تكاجييا‪ ،‬أما الثانية فستطرؽ‬
‫إلى المشاركة المجتمعية لمشباب كأىميتيا كسبؿ تنميتيا‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬مرحمة الشباب ومحدداتيا‪:‬‬

‫‪ -1‬المقاربات النظرية المفسرة لمرحمة الشباب‪:‬‬


‫تعد مرحمة الشباب حمقة جد ميمة في حياة األفراد كالمجتمعات‪ ،‬ما جعؿ منيا محط‬
‫اىتماـ الكثير مف المفكريف كالدارسيف مند األزؿ‪ ،‬كمكضكعا لمدراسة لمعديد مف التخصصات‬
‫العممية كدلؾ ألىميتيا باعتبارىا مرحمة النضج كالعطاء كرم از لمقكة كالقدرة عمى االنجاز‪ ،‬لكف‬
‫تشعب مفيكميا كص عكبة تحديد فترتيا كالعناصر المككنة ليا‪ ،‬بسبب تأثرىا بالتغيرات‬
‫كالتحكالت الحاصمة في البيئة عمى مستكل األبنية الفكقية كالتحتية‪ ،‬ميد لظيكر الكثير مف‬
‫المقاربات النظرية المفسرة لمرحمة الشباب كىي‪:‬‬

‫‪ 1-1‬الشباب كمرحمة عمرية‪ :‬حيث تتخذ ىذه المقاربة السف أك العمر كمقياس رئيسي في‬
‫تحديدىا لمرحمة الشباب‪ ،‬كتعتبرىا مرحمة مف مراحؿ دكرة حياة الفرد انطبلقا مف الطفكلة ثـ‬
‫المراىقة إلى الشباب ثـ الكيكلة كأخي ار الشيخكخة‪ ،‬إال أنيا تتميز عف غيرىا بككنيا المرحمة‬
‫التي يتـ فييا الفرد نضجو العقمي كالجسمي كامكانية مباشرة العديد مف األدكار كالكظائؼ‬
‫االجتماعية كاالقتصادية‪ .‬إال أف تحديد ىده الفترة العمرية ما يزاؿ يشكبيا العديد مف الغمكض‬
‫كالخبلؼ لدل جميكر المفكريف كالدارسيف‪ .‬فيناؾ مف يفضؿ "الكقكؼ بمرحمة الشباب عند‬
‫سف الخامسة كالعشريف أك ما حكليا‪ .‬ألنيا السف التي تحدث عندىا تحكالت ىامة في حياة‬
‫الفرد‪ :‬فعندىا يترؾ التعميـ بعد استكمالو ‪-‬عادة‪ -‬كيمتحؽ بعمؿ دائـ‪ ،‬كيتزكج‪ ،‬أك يسعى إلى‬
‫تحقيؽ دلؾ عمى األقؿ ‪.1"...‬‬

‫‪1‬عزت حجازم‪ :‬الشباب العربي ومشكالتو‪ ،‬المجمس الكطني لمثقافة كالفنكف كاآلداب‪ ،‬سمسمة كتب ثقافية شيرية‪ ،‬العدد ‪،6‬‬
‫الككيت‪ ،‬فبراير ‪ ،1985‬ص‪.28‬‬
‫‪71‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫"كقد اعتمدت األمـ المتحدة سنة ‪ 1980‬معيار العمر كمحدد لفترة الشباب بأنيا الشريحة‬
‫التي تمتد بيف ‪ 15‬ك‪ 30‬سنة"‪.1‬‬
‫كعميو فإف ىذه المقاربة تحصر مرحمة الشباب في بعض التحكالت أك التقدمات التي‬
‫يحرزىا الفرد في حياتو‪ ،‬كنضجو الجسمي كالعقمي كبمكغو لسف معينة كقيامو ببعض‬
‫الكظائؼ كاألدكار مف استكماؿ لمتعميـ كمباشرة لمعمؿ‪ ،‬في حيف أف الكاقع يظير أف ىده‬
‫المعايير ليست صالحة لدل جميع األفراد‪ ،‬فقد تختمؼ باختبلؼ حاالتيـ االجتماعية‬
‫كظركفيـ االقتصادية‪ ،‬كما تختمؼ أيضا تبعا لمثقافة المجتمعية السائدة‪ ،‬حيث أف ىناؾ‬
‫مجتمعات تمخص ىذ ه المرحمة في قدرة الفرد عمى القياـ ببعض الطقكس كالنجاح في اجتياز‬
‫بعض االختبارات‪ ،‬التي تبرىف عمى مدل قدرتو في تسيير شؤكف حياتو مف اختيار لمزكجة‬
‫كاالستقبلؿ عف األسرة‪ ،‬كبذ لؾ فمرحمة الشباب ليست مرحمة عمرية متجانسة كمتماثمة لدل‬
‫جميع األفراد كالمجتمعات‪ ،‬كال يمكف حصرىا في حدكد زمنية معينة أك في إنجازات أك‬
‫كظائؼ محددة‪ ،‬ألف ىناؾ مقاربات أخرل تحدد مرحمة الشباب بمتغيرات كمؤشرات مختمفة‪.‬‬

‫‪ 2-1‬االتجاه البيولوجي‪ :‬كتركز ىده المقاربة في تحديدىا لمرحمة الشباب عمى مدل اكتماؿ‬
‫النمك كالنضج العقمي كالعضكم كالكظيفي لجسـ الفرد‪ ،‬كالبمكغ كاستقرار التغيرات الفيزيكلكجية‬
‫التي تط أر عميو كتكقؼ الزيادة في الطكؿ كاكتماؿ نمك األعضاء األخرل‪ ،‬كبالتالي ىي الفترة‬
‫أك المرحمة‪" :‬التي تحدث فييا تحكالت كاسعة كعميقة كسريعة في مبلمح جسـ الشاب‪ .‬إذ‬
‫تتبلشى عندىا الرىافة كدقة القسمات المميزة لمطفكلة كتحؿ محميا الفظاظة النسبية الناتجة‬
‫مف اختبلؼ نسب أعضاء الجسـ كأطرافو‪ .‬ككؿ ىذا يككف لو تأثير عمى جكانب فيزيكلكجية‬
‫عديدة في جسـ الشاب"‪.2‬‬

‫‪1‬محمد سيد فيمي‪ :‬العولمة والشباب من منظور اجتماعي‪ ،‬دار الكفاء لمطباعة كالنشر‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪.86‬‬
‫‪2‬السعيد بكمعيزة‪ :‬أثر وسائل االعالم عمى القيم والسموكيات لدى الشباب دراسة استطبلعية بمنطقة البميدة‪ ،‬أطركحة‬
‫دكتكراه دكلة في عمكـ االعبلـ كاالتصاؿ‪ ،‬قسـ عمكـ االعبلـ كاالتصاؿ‪ ،‬كمية العمكـ السياسية كاالعبلـ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2006-2005‬ص‪.177‬‬
‫‪72‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ككما أف ىناؾ مف الباحثيف مف يؤكد عمى أف مرحمة الشباب تبدأ‪ ..." :‬بتخطي مرحمة‬
‫بمكغ الحمـ ‪ Puberty‬أك اكتماؿ النضج الجنسي –بمكغ القدرة عمى التناسؿ كتيقظ الحاجة‬
‫الجنسية‪ ،-‬كيحدث ذلؾ عند سف الخامسة عشرة‪ ،‬أك قبميا بقميؿ‪ .‬كتغطي مرحمة الشباب مدة‬
‫عشر سنكات تقريبا‪ ،‬فتنتيي في الخامسة كالعشريف أك ما حكليا"‪.1‬‬

‫بمعنى أف مرحمة الشباب تأتي بعد مرحمة المراىقة أم في حدكد الخامسة عشرة‬
‫سنة‪ ،‬أيف يكتمؿ النمك العضكم كالكظيفي لجسـ الفرد كتستمر إلى غاية الخامسة كالعشريف‬
‫سنة‪ ،‬كتتسـ ىذه الفترة أيضا بالنضج العقمي لمفرد "كمف الناحية النفسية يكاد عمر الفرد‬
‫العقمي يصؿ إلى قمتو"‪ ،2‬كبذلؾ يزيد إدراكو كفيمو لذاتو كلمحيطو كتنتابو الكثير مف‬
‫األحاسيس كالرغبات في أف يككف مستقبل كسيد نفسو كأف يعاممو اآلخريف عمى أنو راشد‬
‫لـ يعد طفبل صغي ار يحتاج لمف يرعاه كيدبر أمكره‪ ،‬فنجده‬ ‫ككاعي‪ ،‬فيك ذلؾ الشخص الذم‬
‫يسعى إلثبات ذاتو بالمبادرة لتحمؿ المسؤكليات كاتخاذ الق اررات‪ ،‬كعميو فإف عمماء البيكلكجيا‬
‫يحددكف سف الشباب "بأنيا السف ما بيف ست عشرة سنة كثبلثيف عاما باعتبارىا أنيا الفترة‬
‫التي تحتكم عمى أقصى أداء كظيفي لمجسـ كالعقؿ معا"‪.3‬‬

‫‪ 3-1‬االتجاه النفسي‪ :‬بحسب ىذا االتجاه فإف الشباب حالة نفسية مصاحبة تمر باإلنساف‬
‫كتتميز بالحيكية كالنشاط كترتبط بالقدرة عمى التعميـ كمركنة العبلقات اإلنسانية كتحمؿ‬
‫المسؤكلية"‪ .4‬بمعنى أف الشباب ىي محطة مف محطات حياة الفرد التي يككف فييا في أسمى‬
‫مما يعطيو دفعا كشحنا داخميا عمى التعمـ كتحمؿ نتائج سمككياتو‬
‫حاالتو النفسية كالسمككية‪ّ ،‬‬
‫كق ارراتو المختمفة‪ ،‬كالقدرة عمى إقامة شبكة مف العبلقات اإلنسانية مع العديد مف األطراؼ‬
‫المختمفة‪ ،‬كبذلؾ فإف مرحمة الشباب ال تتحدد عمى أساس النمك الجسمي كالعقمي أك السف‬

‫‪1‬عزت حجازم‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.28-27‬‬
‫‪3‬ماجد الزيكد‪ :‬الشباب والقيم في عالم متغير‪ ،‬دار الشركؽ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪ ،2006 ،‬ص‪.36‬‬
‫‪4‬‬
‫إسماعيؿ سعد‪ :‬الشباب والتنمية في المجتمع السعودي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية‪ ،1989 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪73‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العمرم لمفرد‪" ،‬كان ما حالة نفسية ال عبلقة ليا بالعمر الزمني‪ ،‬فأنت شاب بمقدار ما تشعر بو‬
‫مف الحيكية كالحماس كالحركة كالطمكح كاألمؿ في الحياة كأىمية الدكر المناط بالفرد"‪.1‬‬

‫كعميو فإف الفرد ال يككف شابا إال إذا كاف مفعما باألمؿ كالطمكح‪ ،‬كراغبا في الحياة‬
‫كقاد ار عمى البذؿ كالعطاء‪ ،‬كيسعى إلحداث تغييرات في حياتو كفي حياة اآلخريف لتحقيؽ‬
‫النجاح‪ ،‬فتجده حامبل لؤلفكار كمتطمعا لؤلدكار كالمراكز االجتماعية العميا‪ ،‬حيث يبذؿ‬
‫قصارل جيده لتحقيؽ طمكحاتو‪ ،‬حيف ذلؾ يمكف القكؿ عميو أنو حقا فردا شابا‪ ،‬لكف ىذه‬
‫الخصائص كالسمات لف تستمر بؿ ستتقمص كتضمحؿ بمركر الكقت كبتغير الظركؼ‪ ،‬حيث‬
‫تضعؼ قدراتو كمياراتو في األداء كالبذؿ‪ ،‬كتتراجع طمكحاتو كيبدأ باإلحساس باليأس‬
‫كالضعؼ كعدـ نجاعتو‪ ،‬ففي ىذه المحظة يبدأ الفرد باالنتقاؿ مف مرحمة الشباب‪ ،‬إلى مرحمة‬
‫عمرية أخرل تتسـ بالرككد كالركتيف كالتي يمكف تسمييا بمرحمة الشيخكخة‪.‬‬

‫كبالتالي "فإف بداية مرحمة الشباب كنيايتيا مرتبطتاف بمدل اكتماؿ البناء الدافعي‪.‬‬
‫كامتبلؾ الشخص لمبناء الدافعي ىذا‪ ،‬يتـ عف طريؽ مؤسسات التنشئة المختمفة التي تمكنو‬
‫مف استيعاب التكجييات القيمية المكجكدة في النسيج االجتماعي كىذا ما يمكنو مف التفاعؿ‬
‫السكم في م جتمعو‪ .‬إذا تحديد مفيكـ الشباب مف كجية نظر عمـ النفس االجتماعي يتـ عمى‬
‫أساس بيكلكجي كنفسي كثقافي‪ ،‬كفترة الشباب تبدأ مف نياية مرحمة المراىقة المبكرة‪ ،‬حتى‬
‫الرجكلة المبكرة كذلؾ‪ ،‬حيث يكتمؿ معو نمك األنا كتحقيؽ الذات"‪.2‬‬

‫‪1‬ماجد الزيكد‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.36‬‬


‫‪2‬السعيد بكمعيزة‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪74‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 4-1‬االتجاه السوسيولوجي‪:‬‬
‫يحاكؿ التحميؿ السكسيكلكجي تقديـ تعريؼ محدد لكممة الشباب كالتي تظؿ مجرد كممة‬
‫عمى حد قكؿ بيير بورديو‪ ،‬كذ لؾ اعتبا ار لمصعكبات التي تطرحيا مسألة التعريؼ ذاتيا‪،‬‬
‫كلعؿ ىذا ما جعؿ بكرديك يعتبر الحدكد بيف األعمار أك الشرائح العمرية حدكدا اعتباطية‪،‬‬
‫فنحف ال نعرؼ أيف ينتيي الشباب لتبدأ الشيخكخة مثمما ال يمكننا أف نقدر أيف ينتيي الفقر‬
‫ليبدأ الثراء"‪ .1‬كبالتالي فإف "الشباب ىك مجرد كممة"‪.2‬‬

‫أما دوركايم فيعتبر "الشباب المرحمة التي تسبؽ مرحمة الرشادة‪ ،‬متصمة بعممية التنشئة‬
‫االجتماعية‪ ،‬كىي مرحمة كسطية تسمح بتعمـ أدكار الكبار"‪ .3‬بمعنى اف الشباب ىي المرحمة‬
‫التي تمي الطفكؿ كالتي تسبؽ الرشادة‪ ،‬كىي الفترة التي تكتمؿ فييا عممية التنشئة االجتماعية‬
‫كالتي تكسب الفرد مختمؼ المعارؼ كالقيـ كانماط السمكؾ السائدة في المجتمع‪ ،‬كما تتحدد‬
‫فييا مكانتو كدكره ضمف النسؽ االجتماعي‪ ،‬ما يؤىمو لبلرتقاء لمرحمة الكبر كالرشد كمزاكلة‬
‫ادكاره ككظائفو االجتماعية كاالقتصادية‪.‬‬

‫أما ‪ Olivie Galland‬فيرل أنو "مف الصعب تحديد مفيكـ الشاب‪ ،‬ككما يؤكد أنو‬
‫مفيكـ ضبابي يصعب التكـ فيو‪ ،‬كليذا يقترح استبدالو بمفيكـ االنتقاؿ لسف الرشادة‪ ،‬أك‬
‫الدخكؿ في الحياة‪ ،‬كالتي تصاحبيا تغيرات في الكضعية االجتماعية لمفرد كبداية الحياة‬
‫المينية كالزكاج كاالستقبلؿ عف العائمة"‪ .4‬بمعنى أنو ال يمكف تحديد بداية فترة الشباب لكف‬
‫تنتيي ىذه المرحمة عندما ينتقؿ الفرد مف الحياة التعميمية إلى الحياة المينية كيؤسس أسرة‬
‫كيستقؿ عف العائمة‪.‬‬

‫‪1‬عبد الرحيـ العطرم‪ :‬سوسيولوجيا الشباب‪ ،‬من االنتفاضة إلى سؤال العالئق‪،‬الحكار المتمدف‪ ،‬عمى المكقع‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=39783.le08/02/2017‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kairos Future: Les jeunesses face a leur avenir, foundation pour l’innovation politique,‬‬
‫‪Paris, France, 2008, p 5.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪CREDOC, Les jeunes d’aujourd’hui : quelle société pour demain ?, cahier de recherche,‬‬
‫‪N° 292,Décember 2012, p 18.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Jean-François René: La jeunesse en mutation: d’un temps social a un espace social‬‬
‫‪précaire, Sociologie et sociétés, vol 25, n° 1, 1993, p 153.‬‬
‫‪75‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كيشير ‪ Gallan‬إلى أف تمؾ الكضعيات الجديدة قد ال تتسنى كميا لمشباب مرة كاحدة‪،‬‬
‫حيث يمكف أف يدخؿ الشاب الحياة المينية كيؤسس أسرة فيحيف يبقى تابعا لمعائمة‪ ،‬كقد‬
‫يستقؿ في سكنو الخاص لكف بمساعدة مف العائمة‪ ،‬كىذا ما يجعؿ تمؾ المعطيات ليست ثابتة‬
‫كصالحة في جميع المجتمعات لمحكـ عمى أف الفرد قد استكمؿ مرحمة شبابو كبمكغو الرشد‪.‬‬
‫كيرل" ‪ Mead. M‬أف الشباب يشكؿ لنفسو عالما ككاقعا بسمككو الخاصة‪ ،‬بثقافتو‪،‬‬
‫خطاب ىك كعيو‪ .‬اذا فيك كاقع اجتماعي يحدده المجتمع لجيؿ يضـ فئات متقاربة في السف‬
‫كمختمفة مف حيث الجنس كاالنتماء االجتماعي‪ ،‬تشترؾ في ككنيا تمر بمؤسسات التنشئة‬
‫‪1‬‬
‫كمرحمة اعداد كانتظار لمدخكؿ في الحياة االجتماعية"‬

‫كعميو فإف مرحمة الشباب غير كاضحة المعالـ كالحدكد فبل يمكف تحديدىا باالعتماد‬
‫عمى المؤشرات العمرية كالفيزيكلكجية كالنفسية لؤلفراد فقط‪ ،‬بؿ تتجاكز حدكد ىذا التحديد‬
‫لتككف ظاىرة اجتماعية بامتياز‪ ،‬حيث يمكف القكؿ أف الشباب ىي فئة أك مجمكعة اجتماعية‬
‫تمتاز بخصائص كسمات مشتركة تميزىـ عف باقي أفراد المجتمع الكاحد‪ ،‬كقد ذىب بعض‬
‫عمماء االجتماع في تحديدىـ لمرحمة الشباب "بأنيا تبدأ عندما يحاكؿ المجتمع تأىيؿ الفرد‬
‫اجتماعيا كثقافيا كمينيا ليحتؿ مكانة اجتماعية يؤدم فييا دك ار أك أدكا ار في بناء المجتمع‪.‬‬
‫كتنتيي ىذه الفترة حينما يتمكف الفرد مف احتبلؿ مكانتو االجتماعية كيبدأ في أداء أدكاره في‬
‫السياؽ االجتماعي بشكؿ ثابت كمستقر كفقا لمعايير كنظـ ىذا المجتمع"‪.2‬‬

‫"كيؤكد عمماء االجتماع عمى أف الشخصية تبقى شابة طالما أف صياغتيا النسقية لـ‬
‫تكتمؿ بعد كبالتالي‪ ،‬فيـ يعتمدكف في تحديدىـ لفئة الشباب عمى الطبيعة كمدل اكتماؿ‬
‫األدكار التي تؤدييا الشخصية الشابة"‪.3‬‬

‫‪1‬ليندة لطيفة بف ميرة‪ :‬ثقافة األجير الشاب واستراتيجيات تحقيق حاجاتو‪ ،‬حالة المديرية الجيكية نفطاؿ تممساف‪ ،‬رسالة‬
‫دكتكراه ؿ ـ د في عمـ اجتماع التنمية البشرية‪ ،‬جامعة ابي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪.18-17‬‬
‫‪2‬ممكة أبيض‪ :‬الثقافة وقيم الشباب‪ ،‬منشكرات ك ازرة الثقافة السكرية‪ ،‬دمشؽ ‪ ،1984‬ص‪.57‬‬
‫‪3‬السعيد بكمعيزة‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪76‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كمنو فإف مرحمة الشباب مسألة شائكة كمتداخمة يصعب تحديدىا كحصرىا في فترة‬
‫عمرية محددة أك حالة عقمية كجسمية ما أك كضعية اجتماعية كمينية معينة‪ ،‬فيي ذلؾ الكؿ‬
‫الذم يتضمف العديد مف األبعاد‪ :‬عمرية‪ ،‬فيزيكلكجية‪ ،‬نفسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬مينية‪ ،‬كلذلؾ ال‬
‫يمكف فيما كتفسيرىا إال في إطار دراسة كتحميؿ كؿ األبعاد كالمككنات مجتمعة كمف بيف‬
‫التعاريؼ التي حاكلت اف تجمع بيف المقاربات السابقة كاف تضع تعريفا شامبل لتحديد مرحمة‬
‫الشباب ما جاء بو محمد عمى محمد حيف يقكؿ" أف الشباب ىـ ظاىرة اجتماعية تشير إلى‬
‫مرحمة مف العمر تعقب مرحمة المراىقة‪ ،‬كتبدك خبلليا عبلمات النضج االجتماعي كالنفسي‬
‫كالبيكلكجي كاضحة"‪.1‬‬

‫‪ 5-1‬مقاربة الشباب ضمن فمسفة التنمية‪ :‬تحاكؿ ىذه المقاربة أف تجعؿ مف الفئة الشابة‬
‫كجيكدىا العامؿ األساسي في إحداث التنمية االجتماعية كاالقتصادية‪ ،‬لذلؾ يجب إشراكيـ‬
‫في جميع الفعاليات كالسياسات التنمكية كأطراؼ فاعمة كمستفيدة‪ ،‬عمى عكس "المفيكـ‬
‫التقميدم لمتنمية ال يتـ استيداؼ الشباب بشكؿ مباشر كمشاركيف أك كصانعيف في عممية‬
‫التنمية ككمستفيديف مف عكائدىا‪ ،‬بؿ يكضع الشباب كبرنامج في خطط التنمية الشاممة‪،....‬‬
‫كبتطكر مفيكـ التنمية كالتأكيد عمى أف اإلنساف ىك محكر كمرتكز التنمية البشرية كغايتيا‬
‫ككسيمتيا‪ ،‬تـ التركيز عمى أىمية تحسيف نكعية كجكدة حياة الفرد في المجتمع‪ ،‬كبرزت أىمية‬
‫االستثمار في الشباب ضمف عممية التنمية‪ ،‬كالسبب يعكد إلى نتائج تجارب تنمكية أثبتت‬
‫المردكد اإليجابي ليدا النكع مف االستثمار خاصة في كسر حمقة الفقر المتكارث مف جيؿ‬
‫آلخر‪ ،‬كتشدد ىذ ه المقاربات عمى أىمية التمكيف لمشباب في جميع المجاالت خاصة في‬

‫‪1‬السعيد بكمعيزة‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.178‬‬


‫‪77‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التعميـ كالصحة كاتاحة الفرص كتعديدىا أماـ ىذه الفئة سيما فرص التشغيؿ كالمشاركة في‬
‫صناعة القرار في الحياة العامة كالسياسية"‪.1‬‬
‫كىذا ما يجعؿ مف قضية "االىتماـ بالشباب في الكقت الحاضر ضركرة تنمكية‪ ،‬كما‬
‫ىي ضركرة سياسية‪ ،‬ألف التنمية االقتصادية التي تشيدىا األمة تتطمب طاقت بشرية كاعية‬
‫كمدربة كمممة بأصكؿ العمؿ كاإلنتاج‪ ،‬كممتمكة لممعارؼ كالميارات البلزمة لذلؾ‪ .‬كذلؾ يعد‬
‫االىتماـ بالشباب ضركرة سياسية‪ ،‬بسبب ما يسكد ىذا العصر مف صراعات سياسية‬
‫أيديكلكجية كحضارية‪ ،‬كعنصرية كطائفية‪ .‬لذلؾ فإف عممية التنمية االقتصادية كالسياسية‬
‫كاالجتماعية تتطمب دراسة العنصر الرئيس في ىذه العممية الذم يمثمو جيؿ الشباب"‪.2‬‬

‫‪ -2‬امتدادية مرحمة الشباب‪:‬‬


‫عمى الرغـ مف التعريفات كالتحديدات التي كضعتيا االتجاىات السابقة لمرحمة الشباب‪،‬‬
‫إال أنيا تبقى جزئية كؿ كاحدة منيا تتخذ معايير كمؤشرات محددة‪ ،‬كتيمؿ أبعادا كمؤشرات‬
‫أخرل ال تقؿ أىمية خاصة منيا ما ىك متعمؽ بالكضع االقتصادم كاالجتماعي كالعممي‬
‫كالميني لؤلفراد‪ .‬حيث أف لمنمك الديمكغرافي الكبير‪ ،‬كطكؿ مدة التعميـ كالتخصص العممي‬
‫الدقيؽ‪ ،‬كتأخير سف العمؿ القانكنية كصعكبة الحصكؿ عميو‪ ،‬ساىمت في تأخير سف الزكاج‬
‫لدل الشباب كاستقبلليـ عف العائمة لصعكبة الحصكؿ عمى السكف‪ ،‬كؿ ىذه العكامؿ مف‬
‫شأنيا أف تؤثر عمى محددات مرحمة الشباب‪ ،‬كتجعؿ منيا تتأخر كتمتد لسنكات ربما تصؿ‬
‫في بعض األحياف إلى ما بعد األربعيف سنة‪ ،‬كىذا ما أشار إليو ‪Olivier Galland‬‬
‫"بحيث نجد الشباب يأخذكف كقت أكبر لبلستقرار في حياتيـ‪ ،‬كمف أسباب ىذا االمتدادية‬
‫‪ Allongement‬نجد االمتداد مع األكلياء لمدة أطكؿ بسبب أزمة السكف مع صعكبة‬

‫‪1‬يزيد عباسي‪ :‬مشكالت الشباب االجتماعية في ضوء التغيرات االجتماعية الراىنة في الجزائر‪ ،‬دراسة ميدانية عمى عينة‬
‫مف طمبة جامعة جيجؿ القطب الجامعي تاسكست جيجؿ‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه‪ ،‬كمية العمكـ اإلنسانية‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2016-2015 ،‬ص‪.111‬‬
‫‪2‬نيفيف محمد عيسى‪ :‬دور وسائل االعالم المرئي في تمكين الشباب لممشاركة المجتمعية "دراسة تحميمية تقويمية لبعض‬
‫برامج القناة الفضائية السورية"‪ ،‬أطركحة دكتكراه في أصكؿ التربية‪ ،‬جامعة دمشؽ‪ ،‬سكريا‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪78‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الحصكؿ عميو باإلضافة إلى الضغكطات التي تعترض حياتيـ كمشكؿ البطالة أك حتى‬
‫عممية االستثمار في الدراسة‪ ،‬ىذه كميا عكامؿ تشكؿ سببا في امتدادية مرحمة الشباب"‪.1‬‬

‫"غير أف القكؿ باف امتداد فترة الشباب مف ‪ 50-12‬سنة ال يعني بأم حاؿ مف‬
‫األحكاؿ أف ىذه المرحمة ىي كؿ متجانس بؿ أف العديد مف المفكريف كاالختصاصيف قد‬
‫قسميا إلى مراحؿ متعددة تختمؼ الكاحدة عف األخرل في كثير مف الخصائص"‪.2‬‬

‫بمعنى أف مرحمة الشباب مرحمة ىبلمية متغيرة غير متجانسة كليست نفسيا لدل‬
‫جميع المجتمعات أك األفراد‪ ،‬كال يمكف تحديد فترة انتيائيا إال عمى ضكء المؤشرات‬
‫الديمكغرافية كالنفسية كالفيزيكلكجية لكؿ فرد عمى حده‪ ،‬خاصة مؤشر درجة تبعية الفرد أك‬
‫استقبلليتو عف مؤسسات التعميـ كالتككيف كاألسرة‪ ،‬ككلكجو عالـ الشغؿ كممارستو لؤلدكار‬
‫كالكظائؼ االجتماعية المناط بو كفرد راشد كناضج اجتماعيا كسياسيا كاقتصاديا‪ ،‬كتتضح‬
‫درجة نضجو كاكتمالو الجسمي كالعقمي كالعاطفي كاالجتماعي في نمط سمككياتو كممارساتو‪،‬‬
‫كفي مدل قدرتو عمى اتخاذ الق اررات الحاسمة في تدبير شؤكف حياتو الشخصية كالمينية‬
‫كالعائمية كتحمؿ مسؤكليات المختمفة‪.‬‬

‫كقد بينت إحدل الدراسات الغربية "أف في بداية سنكات الخمسينات ما يقارب ثمث‬
‫الشباب في سف ‪ 14‬سنة في كضعية عمؿ لكف لـ يكف ليذه الفئة العمرية حضكر في العمؿ‬
‫كفئة نشطة بعد سنكات الستينيات"‪ ،3‬ككما عرؼ سف العمؿ تأخي ار كتمديدا بمركر السنيف‬
‫ليصؿ إلى ما بعد الثامنة عشر خاصة بعد الثمانينات مف القرف العشريف‪ ،‬كىذا ما يفسر‬

‫‪1‬فكشاف عبد القادر‪ :‬الدين واالندماج االجتماعي عند الشباب ‪ ،‬دراسة سكسيكلكجية ميدانية لشباب الطريقة القادرية‬
‫البكتشيشية بمعسكر‪ ،‬مذكرة ماجيستير كمية العمكـ االجتماعية‪ ،‬قسـ عمـ االجتماع‪ ،‬كىراف‪ ،2011-2010،‬ص‪.39‬‬
‫‪2‬أساكر عبد الحسيف عبد السادة‪ :‬الشباب والمشاركة المجتمعية دراسة ميدانية في جامعة بغداد‪ ،‬كمية التربية لمبنات قسـ‬
‫الخدمة االجتماعية‪ ،‬مجمة البحكث التربكية كالنفسية‪ ،‬العدد‪ ،32‬جامعة بغداد‪ ،2012 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Olivier Galland : un nouvelâge de la vie, revue Française de sociologie, vol. 31, no. 4‬‬
‫‪(Oct.- Dec, 1990), p530.‬‬
‫‪79‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سبب ام تدادية مرحمة الشباب كتأخرىا إلى ما بعد العقد الثالث مف عمر الفرد كالجدكؿ التالي‬
‫يكضح ذلؾ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)11‬يوضح نسب ولوج الشباب لمحياة المينية بالعمر لسنوات (‪)1591-1554‬‬

‫‪1987‬‬ ‫‪1982‬‬ ‫‪1962‬‬ ‫‪1954‬‬ ‫السنة‬ ‫العمر‬


‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪27،3‬‬ ‫‪30،2‬‬ ‫‪ 14‬سنة‬
‫‪1،13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪50،6‬‬ ‫‪59،3‬‬ ‫‪ 16‬سنة‬
‫‪27،2‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪72،3‬‬ ‫‪81،4‬‬ ‫‪ 18‬سنة‬
‫‪67،1‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪90،9‬‬ ‫‪91،8‬‬ ‫‪ 22‬سنة‬
‫‪Source : Olivier Galland1‬‬

‫ككما تشير أيضا إحصائيات التشغيؿ الصادرة عف منظمة العمؿ الدكلية )‪ (ILO‬لعاـ‬
‫‪ 2013‬بأف‪ " :‬الشباب يشكمكف نسبة ‪ %37‬مف السكاف الذيف ىـ في سف العمؿ‪ ،‬لكف ‪%60‬‬
‫مف عددىـ االجمالي عاطمكف عف العمؿ‪ ،...‬فبيف عامي ‪ 2000‬ك‪ 2011‬تراجع معدؿ‬
‫مشاركة الشباب في سكؽ العمؿ مف ‪ %52.9‬إلى ‪ ،%48.5‬مما يشير إلى أف أقؿ مف‬
‫نصؼ عدد الشباب الذيف تتراكح أعمارىـ ما بيف ‪ 15‬ك‪ 24‬عاما كانكا يشارككف فعميا في‬
‫أسكاؽ العمؿ‪ ،‬كىذا التراجع ناجـ جزئيا عف قضاء الشباب فترة أطكؿ في الدراسة"‪.2‬‬

‫كعميو فإف مرحمة الشباب يمكف أف تمتد كتطكؿ‪ ،‬إلى غاية المرحمة التي ينتقؿ فييا‬
‫الفرد مف كضعيات مينية كاجتماعية تتسـ بالتبعية كالخضكع‪ ،‬إلى أخرل أيف يككف فييا عمى‬
‫استقبللية كحرية‪ ،‬كتككف بذلؾ حدثا تاريخيا في حياتو العامة كتتـ عممية االنتقاؿ ىذه حسب‬
‫‪ Olivier Galland‬عف طريؽ‪ ":‬ميمة بناء الذات التي تتـ عف طريؽ ممريف اثنيف‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Olivier Galland : Op.cit, p 530.‬‬
‫‪2‬‬
‫برنامج األمـ المتحدة اإلنمائي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪80‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتمثؿ األكؿ في المركر مف الحياة الدراسية إلى الحياة المينية‪ ،‬ثانيا المركر مف الحياة‬
‫كالعيش أك التكاجد عند األكلياء إلى الحياة الزكجية"‪.1‬‬

‫كتشير إحدل الدراسات التي أجريت في المممكة العربية السعكدية إلى أف الزكاج‬
‫كتككيف األسرة في األكساط الشبابية لممجتمع السعكدم عرؼ "تكجيا نحك تأخير سف الزكاج‪،‬‬
‫حيث ارتفع متكسط عمر الزكاج في المممكة مف ‪ 25،3‬سنة لمشباب ك‪ 20‬سنة لمشابات عاـ‬
‫‪ 1979‬إلى ‪ 27،2‬سنة ك‪ 24،6‬سنة عمى التكالي عاـ ‪.2"2007‬‬

‫كتؤكد أيضا المجمس الكطني االقتصادم كاالجتماعي )‪(C.N.E.S‬عمى أف الشباب‬


‫الجزائرم عرؼ ىك اآلخر تأخي ار لسف الزكاج حيث تشير اإلحصائيات إلى أف‪ " :‬عدد العزاب‬
‫مف الرجاؿ الشباب الذيف تتراكح أعمارىـ بيف ‪ 25‬ك‪ 29‬سنة‪ ،‬نسبة ‪ %81.2‬سنة ‪/2012‬‬
‫مقابؿ ‪ %44.7‬مف النساء كالجدير بالذكر أف نسبة ‪ %2‬مف النساء الشابات المتراكحة‬
‫سنيف بيف ‪ 25‬ك‪ 29‬سنة يعانيف فعبل تجربة الطبلؽ مقابؿ ‪ %0.1‬مف الرجاؿ"‪.3‬‬

‫كفي ىذا الصدد يشير رشيد حمدوش إلى "أف مرحمة الشباب يمكف أف تشمؿ فئات‬
‫مختمفة كمتميزة لمشباب كمنو فإف عممية االمتداد بالنسبة لمفرد البالغ يمكف قراءتيا كفؽ‬
‫طريقتيف‪:‬‬

‫‪ ‬سكاء كعممية تككف فييا األسباب المحددة خارجية كخارجة عف فئة الشباب ىذه سكاء‬
‫أكاف ذلؾ بسبب الكضعية االقتصادية كالمؤسساتية‪ ،‬أك لمسياسات التشغيمية‬
‫لممؤسسات مما يؤدم إلى إضعاؼ ىذه الفئة العمرية مف المجتمع‪.‬‬

‫‪1‬فكشاف عبد القادر‪ :‬مرجع سابؽ‪،‬ص‪.41‬‬


‫‪2‬ك ازرة االقتصاد كالتخطيط السعكدية‪ ،‬الشباب والتنمية‪ ،‬خطة التنمية التاسعة‪ ،‬الفصؿ ‪ ،18‬ص ‪ .300‬عمى المكقع‪:‬‬
‫خطة‪02%‬التنمية‪02%‬التاسعة‪https://www.mep.gov.sa/.../Plans/.../0%‬‬

‫‪3‬المجمس الكطني االقتصادم كاالجتماعي‪ :‬ما مكانة الشباب في التنمية المستدامة في الجزائر‪ ،‬ص ‪ .34‬عمى المكقع‪:‬‬
‫‪http://www.cnes.dz/ar/wp-content/uploads/RNDH2013-2015.pdf‬‬
‫‪81‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬أك كنتيجة لمتحكالت الثقافية لميكانيزمات الدخكؿ في سف الرشد الخاصة بيذه الفئة‬
‫العمرية كذلؾ"‪.1‬‬
‫كمنو فإف تحديد انتياء أك امتداد مرحمة الشباب مرىكف بالظركؼ السكسيك‪-‬اقتصادية‬
‫لممجتمعات‪ ،‬كالتحكالت الثقافية الحاصمة في ميكانيزمات المركر مف مرحمة عمرية ألخرل‬
‫لمفرد‪ ،‬كأيضا في طبيعة انتقاالتو االجتماعية كالمينية مف الحياة العزكبية إلى الزكجية‪ ،‬كمف‬
‫التعميـ إلى الحياة العممية‪ ،‬كدرجة استقبلليتو عف األسرة كمدل قدرتو عمى تأدية األدكار‬
‫كتحمؿ المسؤكليات المنكطة بو‪.‬‬

‫‪ -3‬خصائص ومميزات الشباب‪:‬‬


‫كما أسمفنا بالذكر أف الشباب ىي مرحمة ذىبية في حياه الفرد كالمجتمعات‪ ،‬كطاقة‬
‫بشرية نادرة قادرة عمى العطاء كالبذؿ إذا ما أحسف إعدادىا كاستخداميا‪ ،‬لكف ىذه السمات‬
‫كالخصائص غير ثابتة تختمؼ مف جيؿ آلخر كمف مجتمع لآلخر‪ ،‬فما ىي خصائص‬
‫كسيمات شباب ىذا العصر الذم يتسـ بالتحكالت كالتطكرات السريعة عمى مختمؼ األصعدة‬
‫الثقافية كاالقتصادية كاالجتماعية؟‬

‫كلئلجابة كاإلحاطة بيذا التساؤؿ سنتطرؽ إلى عرض أىـ النقاط التي ربما ستككف كافية‬
‫لحصر مميزات كخصائص شباب اليكـ كىي‪":‬‬

‫‪ ‬الشباب يممككف فرصا لمتعميـ كالتعمـ أكثر مف أم كقت مضى نظ ار لبلنفجار المعرفي‬
‫كتعدد مصادر التعمـ المعاصرة‪ ،‬كعبلقة ذلؾ بالحياة االقتصادية لممجتمع‪.‬‬
‫‪ ... ‬في ىذه المرحمة العمرية التي تتزامف كمرحمة المراىقة كما تفرضو التحكالت‬
‫الفيزيكلكجية كالنفسية مف أنماط تفكير‪ ،‬كمحاكلة لبناء ىكية خاصة‪ ،‬فيـ يميمكف إلى‬
‫رفض المعايير كالمستكيات كالتكجييات الفكقية كالسمطة التي يمارسيا الكبار عمييـ‬

‫‪1‬رشيد حمدكش‪ :‬مفيوم الشباب وعممية بناء الرباط االجتماعي‪ :‬عناصر لمنقاش مع محاكلة بناء نمطية لمشباب في‬
‫المجتمع الجزائرم المعاصر‪ ،‬مجمة عمكـ اإلنساف كالمجتمع‪ ،‬العدد ‪ ،5‬مارس ‪ ،2013‬ص‪.225‬‬
‫‪82‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بمختمؼ األشكاؿ داخؿ البيت كفي المدرسة كاإلدارة كلكؿ ما يرمز لمسمطة مف‬
‫مؤسسات المجتمع المختمفة‪.‬‬
‫‪ ‬أف الشباب ىـ الفئة األكثر رغبة في التجديد كالتطمع إلى تقبؿ الحديث عف األفكار‬
‫كالتجارب الشخصية‪ ،‬كلذلؾ فيـ يمثمكف أدكات لمتغيير االجتماعي‪ .‬كىك ما يستمزـ‬
‫مف مؤسسات المجتمع استثمار ىذا االستعداد‪. ...‬‬
‫‪ ‬أف الشباب يحاكؿ دائما أف يدعـ مركزه االجتماعي عف طريؽ المناقشات كاألحاديث‬
‫مع زمبلئو كمف يجالسيـ مف الكبار ليكسب ثقتيـ كتزداد ثقتو بنفسو كيثبت مياراتو‬
‫أماميـ‪.‬‬
‫‪ ‬أنو يميؿ لحياة المغامرة كالتجكاؿ كاكتشاؼ المناطؽ التي تحيط بو‪ ،‬كلو االستعداد في‬
‫مشاركة الجماعات كالمنظمات كالتعاكف معيا كاالستجابة ألىدافيا كأغراضيا كيككف‬
‫عنصر مفيدا كمنتجا إذا تكفرت لو الفرصة لذلؾ‪.1" ...‬‬
‫ا‬

‫باإلضافة الخصائص السابقة فاف الشباب يتسمكف أيضا بػ‪":‬‬

‫‪ ‬الحماس كالحيكية فك ار كحركة كىذه ضمانة لمتقدـ الثابت‪.‬‬


‫العطاء دكف حدكد حيف يككف مقتنعا ككاعيا لما يقكـ بو كىنا تبدك المعادلة بسيطة‬ ‫‪‬‬
‫بنسبة لمجامعات إذا أرادت أف تدرؾ معطيات الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬الشباب قكة اجتماعية ىامة تمثؿ قطاع اجتماعي رئيسي في المجتمع ككسب ىذا‬
‫القطاع يعني كسب معركة التغيير"‪.2‬‬

‫كعمى العمكـ فإف الشباب يتسمكف بميميـ "إلى االىتماـ بالمظير الشخصي كاالعتناء‬
‫بو‪ ،‬كيسعى إلى تحقيؽ الذات كالميؿ إلى االستقبلؿ االجتماعي‪ ،‬كاالنتقاؿ مف االعتماد عمى‬

‫‪1‬خالد عبد السبلـ‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.116‬‬


‫‪2‬مينار رعد خيكف‪ :‬الجامعات ودورىا في تأىيل الشباب لتحمل المسؤولية المجتمعية‪ ،‬مجمة كمية التراث الجامعة‪ ،‬العدد‬
‫السادس عشر‪ ،2014 ،‬بغداد‪ ،‬ص ص ‪.133-132‬‬
‫‪83‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اآلخر إلى االعتماد عمى النفس‪ ،‬كما يميؿ الشباب في ىذه المرحمة إلى األصدقاء كاالرتباط‬
‫بيـ كالثقة الكبيرة بيـ‪ ،‬كباإلضافة إلى الميؿ إلى الزعامة كاالعجاب بالشخصيات البلمعة‬
‫كمحاكلة محاكاتيا‪ ،‬كما يزداد كعي الشباب بالمسؤكلية االجتماعية كالمكانة االجتماعية‬
‫كالطبقة التي ينتمكف إلييا"‪.1‬‬

‫‪ -4‬حاجات شباب‪:‬‬
‫عمى الرغـ مف كؿ ىذه الخصائص كالميزات التي يتمتع بيا شباب اليكـ‪ ،‬إال أنيـ ما‬
‫يزالكف في أمس الحاجة إلى الكثير مف الرعاية كالدعـ النفسي كاالجتماعي‪ ،‬كالتي تتصدر‬
‫قائمة الحاجات األساسية كالضركرية لجميع الفئات الشابة ‪-‬خاصة فئة الشباب التي ىي في‬
‫مرحمة المراىقة كعدـ النضج التاـ‪ -‬لتمكينيـ مف تحقيؽ أىدافيـ‪ ،‬كتحديد دكرىـ كمركزىـ‬
‫ضمف النسؽ االجتماعي الذم ىـ عنصر فيو‪ ،‬فيـ طاقة خبلقة مبدعة تطكؽ إلى التجديد‬
‫كالتغيير نحك األفضؿ‪ ،‬كتبحث عف البيئة التي تحضف أفكارىـ كتدعـ طمكحاتيـ‪ ،‬كالتي‬
‫تصكرىـ كفاعميف كاعييف كقادريف عمى قيادة التغيير‪ ،‬كتحمؿ المسؤكليات كاألدكار المختمفة‬
‫الممقاة عمى عاتقيـ‪ ،‬كمف بيف ىذه الحاجات األساسية التي يسعى الشاب لتحقيقيا‪ :‬أف "تككف‬
‫لو عبلقات جديدة أكثر نضجا مع أقرانو كأف يقكـ بدكر اجتماعي يتفؽ كجنسو كأف يتقبؿ‬
‫الفرد تككينو الجسمي كأف يتمكف مف استخدامو بكفاية كأف يختار إحدل الميف كيتدرب‬
‫عمييا‪ .‬كأف يقكـ بعمؿ يتحمؿ فيو مسؤكليتو االجتماعية كأف يستعد لمزكاج كالحياة العائمية"‪.2‬‬

‫كلكف ىذه الحاجة الماسة في كثير مف األحياف كفي غياب الكعي االجتماعي بأىمية‬
‫الشباب كتيميشيـ كعدـ اإلنصات إلييـ‪ ،‬ينجرفكف كراء أم جماعة اجتماعية أك فكرية أك‬
‫دينية تحقؽ ليـ المزيد مف اإلشباع لحاجاتيـ كاالعتراؼ بيـ‪ ،‬كاف كانت قيميـ كاتجاىاتيـ‬
‫كمرجعياتيـ في تعارض كاختبلؼ مع تمؾ التي تحمميا الجماعات‪ ،‬كبالتالي تتغير خصائص‬
‫كمميزات الشب اب مف طاقة بشرية مبدعة تسعى لممساىمة في التقدـ كالرقي االجتماعي‬

‫‪1‬نيفيف محمد عيسى‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬


‫‪2‬رضا المصرم‪ ،‬فاتف عمارة‪ :‬مراىقة بال إرىاق‪ ،‬البياف لمترجمة كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪1482 ،‬ق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪84‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لتتحكؿ إلى مشكمة تتمخض عنيا الكثير مف األزمات كاآلفات االجتماعية‪ ،‬ألف‪" :‬مف أقكل‬
‫الحاجات كأىميا عند المراىؽ ىي الحاجة إلى المركز االجتماعي في محيط كاقعو كتحقيؽ‬
‫لمكانتو‪ ،‬كمف ىنا يككف ميؿ المراىؽ إلى اإلسياـ الحماسي في حياة الجماعات ليؤكد انتماؤه‬
‫إلى حياة الكبار‪ ،‬كأحيانا ما ينتمي إلى الجماعات المناىضة أك المنحرفة ليؤكد كيانو ككجكده‬
‫كلك بصكرة سمبية في كجو عالـ الكبار بدال مف الكجكد اليامشي"‪ .1‬كمف ىدا المنطمؽ تبرز‬
‫أىمية االعتناء بفئة الشباب كتمكينيا لتفادم تحكليا مف قكة اقتصادية كبشرية‪ ،‬إلى مشكمة‬
‫تيدد استقرار البناء االجتماعي كاالقتصادم لممجتمعات‪.‬‬

‫كبشكؿ عاـ يمكف تمخيص أىـ احتياجات شباب اليكـ في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى تأميف المستقبؿ مف خبلؿ الحصكؿ عمى الكظيفة‪ ،‬تكفير التعميـ‪،‬‬
‫التكجيو الميني‪ ،‬الحماية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى الزكاج كتككيف األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى مثؿ عميا كقيـ كاضحة كقيادة كاعية‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى الدعـ الشخصي كاطبلؽ القدرات اإلبداعية‪.‬‬
‫‪ ‬حاجة الشباب إلى المشاركة"‪.2‬‬

‫‪ -5‬مشكالت الشباب‪:‬‬
‫عمى الرغـ مف أىمية األدكار التي تؤدييا فئة الشباب في سبيؿ تطكير كتنمية‬
‫اقتصاديات المجتمعات‪ ،‬إال أنيا ما تزاؿ تعاني العديد مف المشاكؿ خاصة في المجتمعات‬
‫المتخمفة‪ ،‬كالتي ىي في الحقيقة في أمس الحاجة إلييا لمتخمص مف تبعيتيا كتخمفيا‪ ،‬ككنيا‬
‫العصب القادر عمى تنشيط كتفعيؿ قطاعاتيا المختمفة‪ ،‬ألف ارتفاع نسبة الشباب الذيف ىـ‬
‫في أكج قدرتيـ عمى العطاء كاالنجاز تسمح "بخمؽ إمكانيات لحدكث نمك معزز عف طريؽ‬

‫‪1‬مرسي‪ ،‬أبك بكر مرسي محمد‪ :‬أزمة اليوية في المراىقة والحاجة لإلرشاد النفسي‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاىرة‪ ،2003 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪2‬يزيد عباسي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.128-126‬‬
‫‪85‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫زيادة ناتج الفرد مع زيادة مدخرات كاستثمارات العامميف‪ .‬كذلؾ فإف ضخامة عدد الذيف بمغكا‬
‫سف العمؿ تستتبعيا إمكانية زيادة االستيبلؾ كضرائب الدخؿ التي يمكف أف تستخدـ بدكرىا‬
‫لتمكيؿ استثمارات إنتاجية مثؿ زيادة التعميـ كالصحة كالرعاية االجتماعية"‪ 1.‬كىذه المشاكؿ‬
‫التي تعاني منيا فئة الشباب عديدة كمتعددة منيا ما ىك اجتماعي‪ ،‬اقتصادم‪ ،‬سياسي‪،‬‬
‫ثقافي كصحي‪.‬‬

‫كالشباب الجزائرم ليس بمنعزؿ عف ىذه المشاكؿ‪ ،‬فيك أيضا عرضة لمكثير مف‬
‫الممارسات كالضغكطات القيرية خاصة االستبعاد كالتيميش كاالستغبلؿ‪ ،‬فنجده تائيا كمغتربا‬
‫كمنيا ار نفسيا كجسديا‪ ،‬كال يتطمع لممستقبؿ ألنو يراه بمنظار معتـ كمو إخفاقات كحكاجز‬
‫تحكؿ بينو كبيف ما يطمح إليو‪ ،‬فيصبح بذلؾ سمبيا منطكيا عمى ذاتو يبحث عف الكسائؿ‬
‫التي قد تخمصو مف ىذه الحمقة المفرغة‪ ،‬بالمجكء إلى تعاطي المخدرات كالممنكعات بداعي‬
‫التخفيؼ مف حدة المشاكؿ كالتيرب مف الكضع المرير كغالبية ىذه الفئة الشبابية "ال تقؼ‬
‫مكقفا نقديا صريحا مف المجتمع‪ ...‬ىؤالء مسايركف يقبمكف كاقعيـ عمى عبلتو كيسعكف إلى‬
‫التكيؼ معو بشركطو‪ ،‬كىـ عمى أية حالة‪ ،‬أخطر عميو في التحميؿ النيائي مف أكلئؾ الذيف‬
‫يثكركف ضده أك يقفكف عمى االقؿ منو مكقفا نقديا"‪.2‬‬

‫أك نجدىـ يقعكف في شرؾ األكىاـ كاألحبلـ كيستسممكف ليا ىركبا مف مكاجية الكاقع‪،‬‬
‫ألنيـ يحققكف فييا ما قد ال يستطيعكف تجسيده في كاقعيـ ككطنيـ‪ ،‬فنجدىـ يكجيكف‬
‫اىتماماتيـ كأنظارىـ إلى اليجرة نحك الدكؿ الغربية‪ ،‬العتبارىا المبلذ الكحيد الذم يمكنيـ مف‬
‫إبراز كتثميف قدراتيـ كطاقاتيـ كتكجيييا لتحقيؽ استقرارىـ االجتماعي كاالقتصادم‪ ،‬كقد‬
‫ساىمت في ن شرىا كتغذيتيا كسائؿ اإلعبلـ كاالتصاؿ التكنكلكجية الحديثة‪ ،‬بتسكيقيا ألنماط‬
‫الحياة الغربية التي يسكدىا الكثير مف التحرر كالبذخ‪ ،‬كبذلؾ يتحفز الشاب كيسعى جاىدا‬

‫‪1‬دانييبل جرساني كآخركف‪ :‬الشباب ‪-‬ثروة لم تنل قيمتيا المستحقة نحك أجندة جديدة في الشرؽ األكسط كشماؿ إفريقيا‪،‬‬
‫التقدـ كالتحديات كالطريؽ إلى األماـ‪ ،‬البنؾ الدكلي‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2007‬ص ‪.4-3‬‬
‫‪2‬‬
‫عزت حجازم‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫‪86‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لتحقيؽ ىذه الرغبة الممحة إما بطرؽ شرعية أك غير شرعية‪ ،‬مذلبل بذلؾ كؿ الصعاب‬
‫كمتقببل لكؿ انكاع المخاطر كالمتابعات القانكنية‪ ،‬كيصؿ بو األمر في كثير مف األحياف إلى‬
‫درجة المجازفة بحياتو كمكارده‪ ،‬فاليجرة التي نعني بيا ىنا ىي اليجرة االرتجالية كالبلعقبلنية‬
‫لمكفاءات الشابة‪ ،‬التي تسيطر عمييـ دكافع شخصية لتحقيؽ غايات آنية‪ ،‬كىذا ما جعؿ مف‬
‫الجزائر في "سنة ‪ 2011‬تحتؿ المرتبة الثالثة بعد أفغانستاف كباكستاف مف حيث اليجرة‬
‫السرية‪ ،‬كىذا كفؽ الككالة األكركبية مف أجؿ التعاكف كتسيير الحدكد"‪.1‬‬

‫ككما "تحكلت الظاىرة إلى نشاط تجارم حقيقي‪ ،‬كأصبح الشباب الجزائرم المعني‬
‫باليجرة يحمؿ أسما مستقبل بذاتو (الحراقة)‪ .‬لقد استفحؿ أمر ىذه الظاىرة باألخص سنة‬
‫‪ 2008‬ما دفع بك ازرة الشؤكف الدينية‪ ،‬إلى إصدار فتكل تدعك إلى تحريـ الحرقة"‪.2‬‬

‫لكف ال يجب النظر دكما لميجرة مف شقيا السمبي‪ ،‬بؿ البد مف تفحص شقيا االيجابي‬
‫الذم يعد أحد مصادر دخؿ العممة الصعبة لمكثير مف الدكؿ النامية‪ ،‬حيث "أصبحت‬
‫تحكيبلت العامميف مصد ار كبي ار لمدخؿ كالمصدر الرئيسي لمعمبلت األجنبية التي قدرت في‬
‫سنة ‪ 2005‬في دكؿ الشرؽ األكسط كشماؿ أفريقيا بنحك ‪ 13‬بميكنا مف الدكالرات‬
‫األمريكية‪ ...‬كلحسف الحظ أف كثي ار مف ىؤالء الشباب المياجريف يعكدكف إلى أكطانيـ األـ‬
‫‪3‬‬
‫كيحققكف دخكال أعمى كقد يساىمكف في رأس الماؿ البشرم كفي االستثمارات األخرل"‪.‬‬

‫كما يمكف أيضا التطرؽ لمشكمة أخرل ال تقؿ خطكرة‪ ،‬كىي انتشار أفكار التطرؼ كالسمككات‬
‫العدائية في األكساط الشبابية‪ ،‬ما يجعميـ يعمدكف لمعنؼ كالجريمة لمتعبير عف ذكاتيـ كلتأكيد‬
‫عضكيتيـ كمكانتيـ في المجتمع كأىميتيـ في تسيير شؤكنو‪ ،‬كككسيمة انتقامية لممطالبة‬

‫‪1‬مختار مركفؿ‪ :‬قراءة في التقرير السنوي لممعيد الفرنسي لمعالقات الدولية حول الشباب لسنة ‪ ،2114‬الشباب نحك‬
‫االنفجار‪ ،‬إضافات‪ ،‬العدد ‪ ،28‬خريؼ ‪ ،2014‬ص ‪.155‬‬
‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪3‬دانييبل جرساني كآخركف‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪87‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بحقكقيـ إلرساء مبادئ العدالة االجتماعية‪ ،‬ككف "السمكؾ العنيؼ يرتكبو األشخاص الذيف‬
‫يشعركف بعدـ األماف إزاء انتمائيـ االجتماعي كمكانتيـ داخؿ المجتمع"‪.1‬‬

‫كقد كشفت احدل الدراسات الجزائرية حكؿ االنتحار لدل المراىقات إلى أف‪":‬لمحاكلة‬
‫انتحار بعض المراىقات داللة كمعنا خاصا‪ ،‬حاكلت مف خبللو المبحكثات أف تعبرف عف‬
‫حاجات كف قد افتقدنيا في كسطيف االجتماعي‪ ،‬باإلضافة إلى أف لمحاكلة انتحارىف كظائؼ‬
‫تكزعت كؿ حسب حالتو‪ ،‬فمنيف مف حاكلت االنتحار لجمب انتباه كلفت نظر المحيط‬
‫األسرم كال سيما الكالديف إلييما كمنيف مف طمبف مف كراء محاكلتيف االنتحارية يد المساعدة‬
‫فاستغثف بتمؾ الصكرة العنيفة‪...‬كىذا ما أكده المختصكف كأشاركا إليو بأف الغاية مف محاكلة‬
‫االنتحار ليست دائما المكت الفعمي‪ ،‬خصكصا لدل اإلناث المراىقات‪ ،‬كانما ىي بمثابة‬
‫رسالة تحكم إما طمب نجدة كاستغاثة‪ ،‬أك جمب انتباه‪ ،‬أك تيديد أك مساكمة‪ ،‬كاما عدكاف‬
‫ذاتي‪ ،‬أك عدكاف مكجو نحك اآلخريف"‪.2‬‬

‫كما أف في اآلكنة األخيرة انتشر في أكساط الشباب الجزائرم نمط جديد مف الفعؿ‬
‫العنيؼ‪ ،‬حيث اتخذكه كسيمة لمتعبير عف مدل سخطيـ كغضبيـ مف الكاقع المرير الذم‬
‫يعيشكنو كؿ يكـ‪ ،‬كيتمثؿ في اإلقداـ عمى االنتحار حرقا في الفضاءات العمكمية‪ ،‬كىي‬
‫رسالة تحمؿ الكثير مف الدالالت الرمزية‪ ،‬كالمكجية في الغالب لمييئات الحككمية بصفة‬
‫عامة كالمعنية بشؤكف الشباب بشكؿ خاص‪ ،‬كفي حقيقة األمر أف "ظاىرة االنتحار حرقا‬
‫ليست بالجديدة في الجزائر‪ ،‬إذ سجمت أكؿ حالة سنة ‪ ،2004‬لكف بعد ما حرؽ الشاب‬
‫محمد البوعزيزي نفسو مشعبل بذلؾ الثكرة التكنسية‪ ،‬تحكؿ الفعؿ ذاتو في الجزائر إلى عمؿ‬

‫‪1‬نقاز سيد أحمد‪ :‬ظاىرة العنف داخل المجتمع الجزائري‪ ،‬مجمة اآلداب كالعمكـ االجتماعية‪ ،‬منشكرات سعد دحمب البميدة‪،‬‬
‫العدد الثامف‪ ،‬جكاف ‪ ،2012‬ص‪.42‬‬
‫‪2‬غنية بف عبد اهلل‪ :‬دوافع محاوالت االنتحار لدى المراىقات‪ ،‬مجمة اآلداب كالعمكـ االجتماعية‪ ،‬منشكرات سعد دحمب البميدة‪،‬‬
‫العدد الثامف‪ ،‬جكاف ‪ ،2012‬ص ‪.156‬‬
‫‪88‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اعتباطي حيث تعاظمت ممارستو سنة ‪ ،2012‬كىذا بسبب تفاقـ مشكؿ السكف كالبطالة‪،‬‬
‫المذيف تحكال إلى كابكس حقيقي‪ ،‬يقدـ الناس بسببو عمى حرؽ أنفسيـ"‪.1‬‬

‫كؿ ىذه المشكبلت التي يتخبط فييا الشباب عممت عمى تقميص دكره كمشاركاتو في‬
‫بناء كتطكير الحياة المجتمعية بشكؿ عاـ‪ ،‬مما زاد مف تردم األكضاع االجتماعية‬
‫كاالقتصادية كالسياسية لمدكؿ المتخمفة‪ ،‬كاستفحاؿ ظاىرة الفقر كالبطالة‪ ،‬كانتشار مظاىر‬
‫العنؼ كالصراع في الفضاء العمكمي كالتممص مف المسؤكلية كعدـ الشعكر باالنتماء‪.‬‬

‫لكف عمى العمكـ يمكف إيجاز أىـ المشكبلت التي يعاني منيا شباب عامة في النقاط‬
‫التالية كىي‪":‬‬
‫‪ ‬مشكمة ضعؼ الشعكر باالنتماء‪.‬‬
‫‪ ‬مشكمة قضاء كقت الفراغ‪.‬‬
‫‪ ‬مشكمة العنؼ لدل الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬مشكمة االغتراب لدل الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬مشكمة اإلدماف لدل الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬مشكمة البطالة لدل الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬مشكمة التعصب كالتطرؼ لدل الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬مشكمة اليجرة لدل الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬مشكمة أزمة المشاركة كالتمكيف لمشباب‪.2‬‬
‫كما أف المكضكع يجرنا لمحديث أيضا عف فئة أخرل مف الشباب‪ ،‬كىي شريحة كبيرة‬
‫كىامة في المجتمع أال كىي فئة الشباب الجامعي‪ ،‬كالكقكؼ عمى أىـ المشكبلت التي‬
‫يكجيكنيا خاصة بعد استكماليـ لمدراسات العميا‪ ،‬كحصكليـ عمى المؤىبلت التي مف‬
‫المفركض أف تحقؽ ليـ الكثير مف اآلماؿ كالطمكح في حياتيـ االجتماعية كالمينية كالعممية‪،‬‬

‫‪1‬مختار مركفؿ‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.155‬‬


‫‪2‬يزيد عباسي‪ :‬مرجع سابؽ ص‪.147‬‬
‫‪89‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كسنحاكؿ في ىذه الفقرة أف نجمع أىـ المشكبلت التي يكجيكنيا مف خبلؿ التعرض لنتائج‬
‫الدراسة كىي كاآلتي‪":‬‬
‫‪ ‬مشكبلت المناىج كطرؽ التدريس كالحياة الجامعية‪.‬‬
‫‪ ‬مشكبلت التكافؽ لمدراسة الجامعية‪.‬‬
‫‪ ‬مشكبلت تتعمؽ باألخبلؽ كالديف‪.‬‬
‫‪ ‬مشكبلت النشاط االجتماعي كالترفييي‪.‬‬
‫‪ ‬المشكبلت المتعمقة بالعبلقات الشخصية كالنفسية‪.‬‬
‫‪ ‬المشكبلت المرتبطة بالحياة العاطفية كالجنس كالزكاج‪.‬‬
‫‪ ‬المشكبلت المرتبطة بالعبلقات االجتماعية كالنفسية‪.‬‬
‫‪ ‬المشكبلت المرتبطة بالصحة كالنمك البدني‪.‬‬
‫‪ ‬المشكبلت المرتبطة بالمستقبؿ التعميمي كالميني‪.‬‬
‫‪ ‬المشكبلت المرتبطة بالحالة المالية كالمعيشية كالعمؿ‪.‬‬
‫‪ ‬المشكبلت المرتبطة بالبيت كاألسرة كالعبلقة بالكالديف كاإلخكة"‪.1‬‬

‫كعميو يمكف إرجاع منشأ مشكبلت الشباب إلى عامميف رئيسييف‪ :‬األكؿ يتعمؽ بنكعية‬
‫التككيف النفسي كاالجتماعي الذم يتمقاه الفرد مف مؤسسات التنشئة االجتماعية المختمفة‪ ،‬أما‬
‫الثاني فيتعمؽ بمدل تضمف فمسفة الدكؿ كتكجياتيا التنمكية لبرامج كسياسات تعنى بحماية‬
‫الشباب‪ ،‬كتمكينيـ عمى مختمؼ األصعدة صحية‪ ،‬تعميمية كاقتصادية‪ ،‬كقد أقر المقاء الذم‬
‫جمع الحككمة بالكالة المنعقد أياـ ‪ 22-21‬ك‪ 23‬أكتكبر ‪ 2007‬إلى أف‪" :‬السياسات الكطنية‬
‫المرتبطة بالتكفؿ بتطمعات الشباب متعدد الجكانب‪ ،‬غير ناجعة كغير متناسقة‪ ،‬عبلكة عمى‬
‫رصد اختبلالت كنقائص‪ ،‬مف أىميا‪":‬‬

‫‪1‬عمى أحمد الطراح‪ :‬المشكالت الشخصية والمجتمعية لمشباب الجامعي الكويتي دراسة ميدانية مقارنة‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫اإلنسانية كاالجتماعية‪ ،‬مجمد ‪ ،19‬العدد ‪ ،2‬أكتكبر ‪ ،2003‬ص‪.22‬‬
‫‪90‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬تطمعات كبيرة كمتعددة في شتى المجاالت‪ :‬فرص العمؿ كالدخؿ البلئؽ‪ ،‬السكف‪ ،‬الترفيو‪،‬‬
‫مؿء أكقات الفراغ‪ ،‬االستفادة مف المعرفة كالعالـ التقني كالتكنكلكجي‪.‬‬
‫‪ ‬انفصاـ العبلقة بيف الشباب كالسمطات العمكمية الذم يكشؼ إف لـ تكف قد تكقفت في‬
‫كجييـ السياسات المكجية ل يـ‪ ،‬أك عمى األقؿ‪ ،‬نقص التكافؿ بتطمعاتيـ مع ما يترب عف‬
‫ذلؾ مف فقداف الثقة‪.‬‬
‫‪ ‬انعداـ آليات التشاكر كالتنسيؽ بيف مختمؼ المؤسسات المعنية بقضايا الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬التسيير البيركقراطي لؤلجيزة المخصصة لمشباب الذم يكلد عبلقات مكازية كشبكات‬
‫المحسكبية التي تمس بمصداقيتيـ‪ ،‬مما يثير الشعكر باالرتياب كاالستياء لدل الشباب الذيف‬
‫لـ يحظكا باالىتماـ‪.‬‬
‫‪ ‬نقص فادح في التأطير الجكارم‪ ،‬في ظؿ غياب فضاءات الكساطة‪.‬‬
‫‪ ‬قمة استقطاب مؤسسات الشباب‪ ،‬بسبب إعادة نفس النشاطات المقترحة التي ليست مبتكرة‬
‫كالتي ال تتماشى مع احتياجات الشباب‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬المشاركة المجتمعية لمشباب‪:‬‬


‫أضحت مسألة االىتماـ بالمشاركة المجتمعية بمختمؼ جكانبيا االقتصادية كاالجتماعية‬
‫كالسياسية أم ار ضركريا كمطمبا ممحا مف قبؿ العديد مف المنظمات الحككمية كغير الحككمية‬
‫المحمية كالدكلية‪ ،‬لما ليا مف أىمية في تحقيؽ االندماج كالتكافؿ االجتماعي بيف كافة فئات‬
‫المجتمع‪ ،‬حيث أنيا تعمؿ عمى ارساء مبادئ العمؿ الجماعي كالتشاركي بيف مختمؼ‬
‫الفاعميف االقتصادييف كاالجتماعيف‪ ،‬بؿ يتسع نطاقيا ليشمؿ الفئات االجتماعية اليامشية مف‬
‫ذكم االحتياجات الخاصة كاألقميات الدينية كالعرقية‪ ،‬مف أجؿ المساىمة في صياغة الخطط‬
‫كالبرامج التنمكية المحمية كالكطنية‪ ،‬كالعمؿ عمى تنفيذىا تجسيدا لمبدأ الديمقراطية التشاركية‪.‬‬

‫‪1‬المجمس الكطني االقتصادم كاالجتماعي‪ :‬ما مكانة الشباب في التنمية المستدامة في الجزائر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪-23‬‬
‫‪.24‬‬

‫‪91‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كليذا عمى مؤسسات الدكلة عمى اختبلؼ شاكمتيا مف أحزاب سياسية كمؤسسات‬
‫التعميـ كدكر الشباب‪ ،‬باإلضافة إلى الجيات كالتنظيمات غير الحككمية مف جمعيات حقكؽ‬
‫االنساف كغيرىا‪ ،‬أف تساىـ في نشر ثقافة المشاركة المجتمعية بمختمؼ أبعادىا كمجاالتيا‬
‫االجتماعية كاالقتصادية كالسياسية بيف أفراد المجتمع‪ ،‬كبالخصكص في أكساط الشباب‬
‫باعتبارىـ الشريحة االجتماعية المثقفة كالنشطة كاألكثر قدرة عمى البذؿ كالعطاء كااليفاء‬
‫بااللتزامات كمسؤكليات‪ ،‬مف أجؿ االستفادة مف طاقاتيـ كقدراتيـ الجسمية كالعقمية كمعارفيـ‬
‫العممية‪ ،‬فضبل عف الخصائص كالسمات النفسية التي يتمتعكف بيا مف رغبة في تغيير‬
‫كتجديد الكاقع االجتماعي كاالقتصادم كالسياسي‪ ،‬لبناء غد أفضؿ‪ ،‬كفي ىذا الصدد نجد‬
‫أحمد الينداوي يقر‪" :‬كيعترؼ بأف الشباب في جميع البمداف يشكمكف عناصر رئيسية لتحقيؽ‬
‫التغير االجتماعي كالتنمية االقتصادية كاالبتكارات التكنكلكجية‪ ،‬كيؤكد أف االستثمار في‬
‫مجاؿ تنمية الشباب كتعميميـ ىك أمر أساسي لتحقيؽ التنمية االجتماعية كاالقتصادية‬
‫كالثقافية المستدامة‪.1"...‬‬

‫‪ -1‬مفيوم المشاركة المجتمعية‪:‬‬


‫يشير مفيكـ المشاركة بمعناه الكاسع إلى‪ " :‬العممية التي مف خبلليا يمعب الفرد دك ار‬
‫في الحياة السياسية كاالجتماعية لمجتمعو كيككف لديو الفرصة ألف يشارؾ في كضع‬
‫األىداؼ العامة لذلؾ المجتمع ككذلؾ أفضؿ الكسائؿ لتحقيؽ إنجاز ىذه األىداؼ"‪ .2‬بمعنى‬
‫أف المشاركة ىي تمؾ األنشطة كاألدكار التي يؤدييا الفرد في المجتمع مف أجؿ المساىمة في‬
‫صياغة السياسات كالخطط التنمكية كالمساىمة في تحقيؽ األىداؼ المسطرة باعتماد أفضؿ‬
‫الكسائؿ كالطرؽ الممكنة‪.‬‬

‫‪1‬أحمد الينداكم‪ :‬إن الشباب ال يشكمون فقط جيل المستقبل‪ ،‬وانما ىم شركاء اليوم أيضا‪ ،‬منتدل اليكنسكك الثامف لمشباب‪،‬‬
‫الدكرة السابعة كالثبلثكف‪ ،‬باريس‪ ،2013/11/7 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪2‬محمد عبد الفتاح محمد‪ :‬تنمية المجتمعات المحمية من منظور الخدمة االجتماعية‪ ،‬المكتبة الجامعي الحديث اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.105‬‬
‫‪92‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كأيضا "يشير مفيكـ المشاركة المجتمعية إلى اشتراؾ السكاف جميعيـ أك بعضيـ في‬
‫الحياة السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية بما في ذلؾ تحديد األىداؼ العامة لمدكلة‪ ،‬كبذلؾ‬
‫‪1‬‬
‫تمثؿ مستكل متقدما مف الديمقراطية"‬

‫كيعرفيا عاطف غيث في قامكس عمـ االجتماع بأنيا مشاركة في الجماعات‬


‫االجتماعية كمشاركة في المنظمات التطكعية مف جانب آخر كخاصة مما ينصب دكرىا‬
‫عمى النشاط المجتمعي المحمي أك المشركعات المحمية‪ .‬كتتـ المشاركة خارج مكاقؼ العمؿ‬
‫الميني لمفرد‪ .‬كما انيا الدكر الذم يأخذه الفرد أك يعطيو الحؽ في لعب األدكار المختمفة‬
‫كذلؾ مف خبلؿ نشاطو البنائي في كظيفة المجتمع‪ .‬كيككف ذلؾ عادة كجيا لكجو‪ .‬كتكصؼ‬
‫مشاركة األعضاء بأنيا فعالة إذا ارتبطت بدكر فعاؿ في كظيفة أفراد المجتمع أك مكافقتيـ‬
‫عمى ذلؾ"‪.2‬‬

‫ككما ي عني أيضا المشاركة المجتمعية أنيا‪" :‬تعبئة جيكد أفراد المجتمع كجماعتو‬
‫كتنظيميا لمعمؿ مع األجيزة الرسمية كغير الرسمية لرفع المجتمع اقتصاديا كاجتماعيا"‪.3‬‬

‫أما الفاروق زكي يونس يرل‪" :‬أف البعد التربكم في المشاركة لو آفاؽ عبلجية حيث‬
‫يعالج السمبية كالتكاكؿ التي تعاني منيا الكثير مف المجتمعات‪ ،‬التي ال يمكف عبلجيا عف‬
‫طريؽ تقديـ خدمات أك مشركعات جاىزة كانما عف طريؽ تنمية شعكر المكاطنيف‬
‫بمسؤكلياتيـ تجاه مجتمعيـ كمساىمتيـ اإليجابية التي ترتبط بيذا الشعكر بالمسؤكلية"‪.4‬‬

‫‪1‬فريد صبح القيؽ‪ :‬دور المشاركة المجتمعية في تحقيق التنمية المستدامة‪ :‬الخطط التنمكية اإلستراتيجية لممدف الفمسطينية‬
‫كحالة دراسية‪ ،‬مجمة فمسطيف لؤلبحاث كالدراسات‪ ،‬فبراير ‪ ،2014‬ص‪ .4‬عمى المكقع‪:‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/277900982‬‬
‫‪2‬دليؿ المتدرب‪ :‬البرنامج التدريبي دور مجمس األمناء في تحقيق المشاركة المجتمعية‪ ،‬ص‪ .6‬متكفر عمى الرابط‪:‬‬
‫‪http://egypt.worlded.org/Docs/ERPCommunityParticipationTrainee.pdf.le 10/02/2017.‬‬
‫‪3‬نيفيف محمد عيسى‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪4‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪93‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كمف خبلؿ التعاريؼ السابقة نستخمص أف المشاركة االجتماعية ىي تمؾ األنشطة‬


‫كاإلسيامات الطكعية كاإلرادية‪ ،‬التي يقكـ بيا الفرد في المجتمع اقتصادية كانت أك اجتماعية‬
‫أك سياسية مف اجؿ المساىمة في تحقيؽ التنمية الشاممة‪ ،‬كىي نابعة عف كعيو بمسؤكلياتو‬
‫االجتماعية كقناعتو الشخصية بأىميتيا في تحقيؽ التماسؾ كالترابط االجتماعي بيف أفراد‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬أىمية المشاركة المجتمعية لمشباب‪:‬‬


‫مما ال شؾ فيو أف المشاركة المجتمعية بمختمؼ أشكاليا السياسية االقتصادية كالثقافية‬
‫كالعمؿ التطكعي الخيرم‪ ،‬ىي عكامؿ مساعدة عمى إحداث كانجاح عممية التغيير االجتماعي‬
‫عف طريؽ خمؽ نكع مف الديناميكية‪ ،‬التي تسمح لبنى المجتمع بإعادة تخطيط كتنظيـ‬
‫مكاردىا كتنسيؽ جيكدىا لتحقيؽ أىدافيا العامة‪ ،‬ككما أف لممشاركة الشبابية في الحياة عامة‬
‫عف طريؽ االنخراط في األنشطة الجمعكية كالحزبية كالرياضية‪ ،‬يتيح ليـ فرصة إبراز قدراتيـ‬
‫كمكاىبيـ كتطكيرىا كتزيد مف رغبتيـ في العمؿ الجماعي كاإلحساس بالمسؤكلية اتجاه أنفسيـ‬
‫كاتجاه غيرىـ‪ ،‬كيتحقؽ مف كراء كؿ ذلؾ فكائد جمة تعكد عمى الشباب كعمى المجتمع معا‬
‫كما ىك مبيف في اآلتي‪":‬‬
‫‪ 1-2‬العائد عمى الشباب‪:‬‬
‫‪ ‬يكسب الشباب ميارات التخطيط كالقيادة كالعمؿ الجماعي كالعديد مف الخبرات الحياتية‬
‫التي تفيدىـ في المستقبؿ‪.‬‬
‫ينمي لديو اإلحساس بالمسؤكلية اتجاه المجتمع كالشعكر بككنو فردا فاعبل في‬ ‫‪‬‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬يتعمـ الشاب أصكؿ كأسس ممارسة المشاركة السياسية كاالجتماعية عمى المستكل‬
‫الفردم كالمجتمعي‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 2-2‬العائد عمى المجتمع‪:‬‬


‫‪ ‬امتبلؾ الشاب لطاقات إبداعية تمكنو مف طرح حمكؿ جديدة كمبتكرة لمعديد مف‬
‫مشكبلت المجتمع مثؿ مشكبلت البطالة‪ ،‬األمية‪ ،‬الفقر‪....‬‬
‫‪ ‬المجتمع في حاجة لمشاركة الشباب في جميع أنشطتو إلضفاء حيكية كعمى مسيرتو‬
‫كاستيعاب الشباب ضمف منظكمتو‪.‬‬
‫‪ ‬الشباب مكرد بشرم ىاـ لعممية التنمية داخؿ المجتمع‪ ،‬فيمكنيـ المساىمة في عممية‬
‫تعميـ الكبار‪ ،‬رعاية المسنيف‪ ،‬الحفاظ عمى البيئة‪ ،‬ترشيد استيبلؾ المكارد غير متجددة‬
‫‪ ‬مشاركة الشباب في عممية صنع كاتخاذ القرار تضمف لممجتمع كجكد قيادات مستقبمية‬
‫قادرة عمى تحمؿ المسؤكلية الكاممة في الحفاظ عمى أمف كسبلمة المجتمع كاالرتقاء‬
‫بمقدرتو"‪.1‬‬

‫مما سبؽ نفيـ أف الشباب مكرد متميز لو القدرة كالرغبة عمى التجديد كابتكار الحمكؿ‬
‫لممشاكؿ‪ ،‬التي يعاني منيا المجتمع كالمساىمة الفعمية في تجسيد األرضية التي تقكـ عمييا‬
‫التنمية الشاممة‪ ،‬عف طريؽ مشاركاتو كمساىماتو في مجاالت الحياة المختمفة‪ ،‬كايمانو بقدرتو‬
‫عمى تحمؿ المسؤكلية اتجاه المجتمع يبادر التخاذ ق اررات مف شأنيا إحداث تغييرات‬
‫كتعديبلت لمخركج مف دائرة التخمؼ كالتبعية بتكريس مبدأ إشراؾ جميع فئات المجتمع‪،‬‬
‫كالتأسيس لنظاـ اجتماعي كاقتصادم قائميف عمى العدالة كالرشادة تحقيقا لممصمحة العامة‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى حساف‪ :‬المشاركة السياسية واالجتماعية لمشباب‪ ،‬مكتبة االنجمك المصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،2007 ،‬ص‪.265-260‬‬
‫(نقبل عف الفصؿ الثاني الرعاية االجتماعية لمشباب) عمى المكقع‪:‬‬
‫‪http://thesis.univ-biskra.dz/1221/4/.pdf. le 10/02/17‬‬

‫‪95‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 3-2‬العائد عمى الدولة وأجيزتيا اإلدارية‪:‬‬


‫إف لممشاركة المجتمعية أىمية قصكل في ترشيد كحككمة سياسات الدكلة حيث يتجمى‬
‫دكرىا حسب عبد اليادي الجوىري في تحقيؽ النقاط اآلتية‪":‬‬

‫‪ ‬في المشاركة الشعبية مساندة حقيقية لئلنفاؽ الحككمي‪.‬‬


‫‪ ‬ال تستطيع الحككمة أف تقكـ بجميع األعماؿ كالخدمات كدكر المشاركة الشعبية دكر‬
‫تدعيمي كتكميمي لدكر الحككمة‪ ،‬كىك ضركرم كأساسي لتحقيؽ الخطة‪.‬‬
‫‪ ‬تزيد عمميات المشاركة الشعبية مف الكعي االجتماعي لمشعب‪ ،‬الضطرار القائميف‬
‫عمييا إلى شرح الخدمات كالمشركعات باستمرار بغرض جمع الماؿ كحث بقية‬
‫المكاطنيف عمى االشتراؾ كالمساىمة‪.‬‬
‫‪ ‬يمكف لممشاركة الشعبية أف تقكـ بدكر الرقابة كالضبط كىك أمر ضركرم يساعد‬
‫الحككمة عمى اكتشاؼ نقاط الضعؼ كيقمؿ بؿ يمنع أحيانا كقكع خطأ مف المسؤكليف‬
‫كالتنفيذييف إذ أف ذلؾ يككف بمثابة صماـ أماف أماـ أم احتماالت لبلنحراؼ‪.‬‬
‫‪ ‬تعكد المشاركة المكاطنيف عمى الحرص عمى الماؿ العاـ كىي مشكمة تعاني منيا الدكؿ‬
‫النامية‪.‬‬
‫تفتح مشاركة المكاطنيف الكاممة بابا لمتعاكف البناء بيف المكاطنيف كالمؤسسات‬ ‫‪‬‬
‫الحككمية كما تفتح قنكات االتصاؿ السميمة بينيما"‪.1‬‬
‫كمما سبؽ فإف المشاركة المجتمعية عممية جكىرية كأساسية في تدبير شؤكف الحياة‬
‫العامة لممجتمعات‪ ،‬حيث تقكم ركابط التكاصؿ كالتفاعؿ بيف جميع الفئات االجتماعية‬
‫كالييئات الحككمية لتحقيؽ التكامؿ كالتساند بينيا‪ ،‬مف اجؿ الكصكؿ لصياغة سياسات‬
‫تنمكية شاممة تضمف حقكؽ كمصالح جميع األطراؼ‪ ،‬كما تعمؿ عمى تنمية مدارؾ األفراد‬
‫كتعزيز ثقتيـ باألنظمة الحاكمة‪ ،‬ككنيا " إحدل أدكات تفعيؿ الديمقراطية في المجتمع كأداة‬

‫‪1‬دليؿ المتدرب‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.8‬‬


‫‪96‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لمتغيير‪ ،‬يمكف مف خبلليا اإلسياـ في بناء مجتمع ديمقراطي حر كعادؿ‪ ،‬تدار فيو الشؤكف‬
‫العامة مف خبلؿ الناس كمف أجميـ عمى أساس احتراـ الكرامة اإلنسانية كالديمقراطية كالعدؿ‬
‫االجتماعي كالمساكاة بيف جميع المكاطنيف كبالمشاركة يتـ تحريؾ ىمـ كطاقات المكاطنيف‬
‫لئلسياـ في مكاجية تحديات التنمية البشرية"‪.1‬‬

‫كعمى العمكـ يمكف حصر كتمخيص أىمية المشاركة المجتمعية لمشباب في عممية‬
‫التنمية في النقاط اآلتية‪":‬‬
‫‪ ‬تعمـ الشباب كيؼ يحمكف مشاكميـ محميا إذا مارسكا عممية اإلصبلح مف خبلؿ‬
‫االجتماع كالمناقشة كاتخاذ الق اررات كجمع األمكاؿ كالمشاركة في التنفيذ كالتقييـ‪ ،‬كمع‬
‫مركر الكقت يجعؿ ذلؾ مف أفراد المجتمع أفراد قادريف عمى اإلصبلح كاالىتماـ بشؤكف‬
‫المجتمع كأكضاعو‪.‬‬
‫‪ ‬أف مشاركة الشباب في عممية اإلصبلح تؤدم إلى مساندتيـ لتمؾ العمميات كاالىتماـ‬
‫بيا كمؤازرتيا‪ ،‬مما يجعميا أكثر ثباتا كأعـ فائدة‪.‬‬
‫‪ ‬أف الشباب أنفسيـ يككنكف أكثر إدراكا مف غيرىـ لما يصمح لمجتمعيـ كما ال يصمح‪،‬‬
‫فاشتراكيـ في عممية اإلصبلح‪ ،‬كرضاىـ عما يجرم يككف بمثابة المؤثر الحساس الذم‬
‫يكجو القائميف باإلصبلح إلى المشركعات المناسبة أك تأجيميا أك زيادة الشرح إذا لمسكا‬
‫مف األىالي ترددا أك نفك ار"‪.2‬‬

‫‪1‬ياسر زيدية‪ :‬دراسة حول المشاركة المجتمعية في قطاع غزة دراسة حالة بمدية المغازي‪ ،‬بحث مقدـ الستكماؿ متطمبات‬
‫النجاح لنيؿ درجة الدبمكـ العالي في إدارة مؤسسات المجتمع المدني مف التعميـ المستمر في الجامعة اإلسبلمية‪ ،‬معيد‬
‫التنمية المجتمعية‪ ،‬الجامعة اإلسبلمية‪ ،‬غزة‪ ،2012-2011 ،‬ص‪.16‬‬

‫‪2‬سعيد بف سعيد ناصر حمداف‪ :‬دور العوامل االجتماعية والثقافية في المشاركة التطوعية لمشباب السعودي رؤية‬
‫اجتماعية كدراسة تحميمية‪ ،‬مركز البحكث كالدراسات االجتماعية‪ ،‬جامعة الممؾ خالد –أبيا‪ ،-‬المممكة العربية السعكدية‪ ،‬دكف‬
‫سنة‪ ،‬ص‪.17‬عمى المكقع‪:‬‬
‫‪http://www.journals.zu.edu.eg/upload/ded065e0-3f35-405a-9e87-f60707ec4a78.pdf‬‬
‫‪97‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬العوامل المؤثرة عمى المشاركة المجتمعية لمشباب‪:‬‬


‫في الحقيقة ىناؾ العديد مف العكامؿ التي قد تساىـ أك تحد مف عممية المشاركة‬
‫المجتمعية لمشباب في بناء كتطكير المجتمعات‪ ،‬كذلؾ تبعا لطبيعة كشدة التأثير الذم تحدثو‬
‫عمييـ كمف أبرزىا العكامؿ االجتماعية كالثقافية السائدة في المجتمع كالمتمثمة في‪" :‬‬
‫‪ ‬العادات كالتقاليد‪.‬‬
‫‪ ‬القيادات المحمية‪.‬‬
‫‪ ‬درجة الثقة المتكفرة‪.‬‬
‫‪ ‬أىمية الفرد كالجماعة في المجتمع كالدكر الذم تقكـ بو كمدل مشاركتيا‪.‬‬
‫‪ ‬أساليب التكاصؿ المستخدمة‪.‬‬
‫‪ ‬نمط العبلقات القائمة كنكعية المؤسسات المتكفرة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬ضغكط الحياة كصعكبتيا‪".‬‬
‫كلمتفصيؿ كالتعمؽ أكثر في تحديد طبيعة التأثير الذم تمارسو تمؾ العكامؿ سنقسميا‬
‫إلى شقييف‪ :‬عكامؿ محفزة عمى المشاركة‪ ،‬ثـ المعيقات التي تحكؿ دكف تقيؽ ذلؾ‪.‬‬

‫‪1-3‬العوامل االجتماعية والثقافية المحفزة عمى المشاركة الشبابية‪:‬‬


‫‪1-1-3‬األسرة‪ :‬حيث أف لمتنشئة األسرية تأثير كبير عمى تحديد أنماط السمكؾ كقيـ‬
‫كاالتجاىات التي يحمميا األبناء‪ ،‬كترسخ لدييـ انطباعات إما إيجابية أك سمبية تجاه الكثير‬
‫مف المسائؿ كالقضايا االجتماعية‪ ،‬حيث أف التنشئة الكالدية لؤلبناء التي تقكـ عمى العبلقات‬
‫الديمقراطية كالحكار كاإلنصات كالسماح ليـ بالنقاش كبإبداء اآلراء‪ ،‬تجعؿ منيـ في المستقبؿ‬
‫أشخاصا مندمجيف كمتفاعميف اجتماعيا سكاء مع أفراد أسرىـ أك جماعتيـ المختمفة‪ ،‬كبذلؾ‬
‫تككف ميمة األسرة حسب جان كروا ىي "تحديد الفرد مف الشخصانية الصرفة كرفعو تدريجيا‬

‫‪1‬‬
‫‪Arab British Academy for Higher Education, p1.http://www.abahe.co.uk/b/healthcare-‬‬
‫‪management/healthcare-management-42.pdf. Le 09/02/2017‬‬
‫‪98‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إلى االجتماعية الصرفة"‪ ،1‬في حيف أف التنشئة التسمطية التي ترفض الحكار كال تقبؿ النقاش‬
‫فعادة ما تعمؿ عمى تككيف أشخصا انقيادييف معكقيف‪ ،‬كتككف بذلؾ اتجاىاتيـ نحك المشاركة‬
‫بأنكاعيا المختمفة سمبية‪ ،‬كقد نبو العديد مف الباحثيف االجتماعييف كالنفسانييف إلى خطكرة‬
‫اعتماد نمكذج القكة كالتسمط في العبلقات األسرية كبالخصكص في مسألة تربية األبناء‪ ،‬ككف‬
‫الممارسات السمطكية لآلباء تجمح كتكبح الكثير مف حقكؽ األبناء‪ :‬كاالنتماءات الحزبية أك‬
‫ابداء اآلراء أك اتخاذ الق اررات المتعمقة بحياتيـ الشخصية كالمينية‪ ،‬كيرل ‪ Homuns‬بأنو‪" :‬‬
‫كـ مف آباء يصبحكف طاغيف عمى أفكار أبنائيـ كأفعاليـ ألنيـ يفخركف بأف أبنائيـ‪ ،‬ال‬
‫يستطيعكف أف يفعمكا أشياء بدكنيـ‪ ،‬كىـ يحاكلكف أف يبقكا صغا ار في حالة عبكدية‬
‫‪2‬‬
‫كيستجيبكف ألكامرىـ"‪.‬‬

‫‪2-1-3‬المدرسة‪ :‬تعد المنشأ االجتماعي الثاني بعد األسرة‪ ،‬الذم يييئ الفرد كيغرس فيو‬
‫جممة مف القيـ األخبلقية كالمعارؼ العممية كأنماط السمكؾ كالممارسات االجتماعية اليادفة‪،‬‬
‫ككما تعزز فيو ثقافة المشاركة كالتعاكف كالتحمي بركح الفريؽ كالجماعة كأيضا تنمي فيو قيـ‬
‫المكاطنة كاالنتماء‪ ،‬كىي الكسط الذم يشجع الفرد عمى التعبير عف أفكاره كتطمعاتو كالتي‬
‫تساعده عمى تحقيقيا كتجسيدىا كاقعيا "‪...‬حيث يستطيع الطالب أف يسأؿ عف أم شيء‬
‫يريده دكف كضع قيكد كيقكـ المعمـ بتصحيح خطتو دكف التقميؿ مف شأنو كالسخرية منو أك‬
‫استخداـ كممات تحقير كعندما ينشأ الطالب في مناخ كيذا فانو سيدفع لممشاركة في أم‬
‫نشاط مجتمعي دكف أف يشعر بالخكؼ أك عدـ االكتراث بما يجرم حكلو ‪...‬كما أف االعتياد‬
‫عمى استخداـ أسمكب المناقشة كالعمؿ عمى تحميؿ المعمكمات كاالستنتاج كالتفكير النقدم ىي‬
‫مف أىـ ما يمكف اف يتعممو الطالب عمميا في المدرسة كىذه الطرائؽ ستحفز مف كعيو‬

‫‪1‬أساكر عبد الحسيف عبد السادة‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.30‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Homuns M G.C: The humangroup, New York, 1953, p 40.‬‬
‫(نقبل عف أساكر عبد الحسيف عبد السادة‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.)27‬‬
‫‪99‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كستنتج مكاطنا فعاال قاد ار عمى المشاركة في المجتمع فالمشاركة المجتمعية مرىكنة بسياؽ‬
‫بنائي كثقافي يدعميا كينشرىا كىي تتطمب تكفير مناخ في المدرسة يشجع عمى ممارستيا"‪.1‬‬

‫كليذا نجد العديد مف الباحثيف كالميتميف بشؤكف التربية كالتعميـ‪ ،‬ينادكف بضركرة‬
‫التركيز كاالىتماـ باألنشطة البلصفية كالرياضة كالمسابقات العممية الثقافية كالرحبلت‬
‫الكشفية كالميدانية‪ ،‬كاعطائيا المزيد مف االىتماـ ككنيا فضاء ثقافي عممي يسمح لمطمبة‬
‫بالتفتح عمى العالـ الستكشاؼ عناصره كميادينو المختمفة‪ ،‬حيث يمقنيـ الكثير مف الخبرات‬
‫كالميارات التفاعمية كاالتصالية‪ ،‬كيتعمـ الطمبة أيضا مف خبللو أسس العمؿ التشاركي‬
‫التعاكني كالتحمي بالمسؤكلية الشخصية كالجماعية كالشعكر باالنتماء‪ ،‬كؿ ىذه الظركؼ‬
‫المحيطية حتما ستعمؿ عمى إعداد أفرادا كاعيف كمدركيف ألىمية الحياة الجماعية كضركرة‬
‫المشاركة في فعالياتيا إلنجاحيا‪.‬‬

‫كقد خمصت إحدل االستطبلعات الميدانية حكؿ كاقع الشباب كمشاركتيـ في األردف‬
‫إلى أف‪ " :‬ال زالت مشاركة الطبلب في العممية التعميمية كمنيا المناىج كالمشاركة داخؿ‬
‫الحصة كاتباع األ سمكب التنشيطي في التعميـ دكف المستكل المطمكب بالرغـ مف أف ليا األثر‬
‫األكبر في عدـ تسرب الطبلب مف المدارس كفي تطكير شخصية الشباب كزيادة فيميـ‬
‫لممناىج كبالتالي زيادة تحصيميـ العممي‪ .‬كقد بينت الدراسات أف ‪ %20‬مف الطبلب يركف‬
‫أف تحسيف المناىج لو األثر األكبر في جعؿ التعميـ أكثر فائدة‪ ،‬في حيف يرل ‪ %35‬منيـ‬
‫‪2‬‬
‫أف مشاركتيـ في الحصص ستجعميـ ييتمكف أكثر بالدراسة كفي فيـ المكاد"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أساكر عبد الحسيف عبد السادة‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫المجمس األعمى لمشباب‪ :‬االستراتيجية الوطنية لمشباب في األردن‪ ،2115-2115‬عماف‪ ،‬المممكة األردنية الياشمية‪،‬‬
‫‪ ،2004/09/15‬ص‪.5‬‬
‫‪100‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كعميو فإف نتائج ىذه الدراسة تتطابؽ كثي ار مع كاقع الشباب الطبلبي لكثير مف الدكؿ‬
‫العربية في ما يتعمؽ بضعؼ مشاركاتيـ في العممية التعميمية كبالتالي الحياة المجتمعية‪،‬‬
‫كالسبب راجع إلى نكعية المناىج التعميمية كطرؽ تطبيقيا في مؤسسات التعميـ‪ ،‬التي قد ال‬
‫تتماشى كتكجيات الدكلة االقتصادية كاالجتماعية‪ ،‬كيرجع أيضا إلى الخصكصية االجتماعية‬
‫كالثقافية التي تتسـ بيا المجتمعات العربية عف غيرىا مف المجتمعات األخرل‪ ،‬ككف غالبية‬
‫تمؾ المناىج مستكردة مف دكؿ غربية استحدثتيا لتبلءـ كتساير كاقعيـ االجتماعي‬
‫كاالقتصادم كالثقافي‪ ،‬مف اجؿ تحقيؽ غايات كأىداؼ محددة تختمؼ عف تمؾ التي تصبكا‬
‫الدكؿ العربية لتحقيقيا أال كىي تعميـ التعميـ كالتقميؿ مف نسبة األمية‪.‬‬

‫‪3-1-3‬الدولة‪ :‬كىي الراعي كالمسؤكؿ األكؿ عف فئة الشباب‪ ،‬فيي التي تتكفؿ بتعميميـ‬
‫كتثقيفيـ كدفعيـ لممشاركة كالمساىمة في تطكير الحياة السياسية كاالجتماعية كاالقتصادية‬
‫ليا تجسيدا لمتنمية الشاممة‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ زيادة االستثمار في المكرد البشرم لتحقيؽ‬
‫التقدـ االجتماعي كاالقتصادم‪ ،‬كلتحقيؽ ىذا المطمب لبد مف إشراؾ كتفعيؿ جيكد جميع‬
‫فئات المجتمع خاصة الشابة منيا دكف تحيز أك تيميش ليا‪ ،‬كالعمؿ عمى تكعيتيا كتحسيسيا‬
‫بأىميتيا كدكرىا المحكرم في عمميات التغيير‪ ،‬كاتخاذ الق اررات عف طريؽ عقد الجيات‬
‫الحككمية كالمدنية الجتماعات كلقاءات عمؿ مع ممثمي الشباب‪ ،‬لطرح انشغاالتيـ كمناقشة‬
‫اقتراحاتيـ كاشراكيـ في عممية صياغة السياسات كالبرامج المختمفة بشأف تطكير كتحسيف‬
‫األكضاع السائدة‪ ،‬كقد نص الفصؿ الثامف مف الدستكر التكنسي لسنة ‪" :2014‬أف الشباب‬
‫قكة فاعمة في بناء الكطف‪ .‬تحرص الدكلة عمى تكفير الظركؼ الكفيمة بتنمية قدرات الشباب‬
‫كتفعيؿ طاقاتو كتعمؿ عمى تحممو المسؤكلية كعمى تكسيع إسيامو في تنمية االجتماعية‬
‫كاالقتصادية كالثقافية كالسياسية"‪.1‬‬

‫‪1‬دستكر الجميكرية التكنسية‪ :‬الباب األكؿ‪ ،‬الفصؿ الثامف‪ ،‬جانفي ‪ ،2014‬ص‪ .04‬عمى المكقع‪:‬‬
‫‪https://www.constituteproject.org/constitution/Tunisia_2014.pdf?lang=ar‬‬

‫‪101‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أف ضماف استم اررية كفعالية المشاركة المجتمعية الطكعية لدل الشباب‪ ،‬يتطمب‬
‫تكاجد نظاـ سياسي يقكـ عمى فمسفة تشجيع عممية المشاركة الشبابية‪ ،‬كليذا شدد التركيز‬
‫عمى أىمية المشاركة الشبابية كاقرارىا بندا أساسيا في السياسات الدكلية كالكطنية في المؤتمر‬
‫الدكلي لمسياسات الثقافية لميكنسكك المنعقد بستككيكلـ عاـ ‪" ،1998‬حيث أكد الشباب عمى‬
‫دكرىـ كقكة دافعة كبرل كراء اإلنتاج كاالبتكار الثقافي كليس فقط كجميكر مستيمؾ‪ ،‬كمف ثـ‬
‫حقيـ في أف يستمع إلييـ في كضع أم سياسات بيذا الشأف كتنفيذىا في المستقبؿ‪.1"...‬‬

‫ككما جاء في محتكل برنامج العمؿ العالمي مف أجؿ الشباب لعاـ ‪ ،2000‬كالذم تبنتو‬
‫الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة ضركرة " تمكيف الشباب كدعـ مشاركتو في عمميات صنع‬
‫القرار عمى المستكيات االجتماعية كاالقتصادية كالسياسية‪ ،‬مف اجؿ تفعيؿ دكره في التنمية‬
‫الكطنية كفي التعاكف الدكلي‪ ....‬كقد تـ تحديد اكلكيات العمؿ مع الشباب في ىذا البرنامج‬
‫في المجاالت التالية‪ :‬التعميـ‪ ،‬التكظيؼ‪ ،‬الجكع‪ ،‬الفقر‪ ،‬الصحة‪ ،‬البيئة‪ ،‬سكء استخداـ‬
‫العقاقير‪ ،‬جنكح األحداث‪ ،‬الفراغ‪ ،‬الفتيات كالنساء الصغيرات‪ ،‬مشاركة الشباب في عممية‬
‫اتخاذ القرار‪ ،‬العكلمة‪ ،‬تكنكلكجية المعمكمات كاالتصاالت‪ ،‬مرض نقص المناعة المكتسبة‪،‬‬
‫منع الصراعات بيف األجياؿ"‪.2‬‬

‫كتنص أيضا المادة ‪ 11‬مف ميثاؽ الشباب اإلفريقي المنعقد بجامبيا في يكليك ‪2006‬‬
‫لتعزيز مشاركة الشباب في الحياة العامة ما يمي‪":‬‬

‫‪-‬لكؿ شاب الحؽ في المشاركة في كافة مجاالت أنشطة المجتمع‪.‬‬


‫‪ -‬تتخذ الدكؿ األطراؼ اإلجراءات التالية لتعزيز المشاركة النشطة لمشباب في المجتمع‪.‬‬
‫تقكـ‪:‬‬

‫‪1‬أحمد سعيد تاج الديف‪ :‬الشباب والمشاركة السياسية‪ ،‬ترجمة نشكل عبد الحميد‪ ،‬ص ‪ .48‬عمى المكقع‬
‫‪http://fr.slideshare.net/KamalNaser/ss-48834718‬‬
‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪102‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬بضماف مشاركة الشباب في البرلماف كىيئات صنع القرار األخرل كفقا لمقكانيف المقررة‪.‬‬
‫‪ ‬ضماف فرص متساكية بيف الشباب كالشابات لممشاركة في صنع القرار كالقياـ‬
‫بالكاجبات المدنية‪.‬‬
‫‪ ‬منح األكلكية لمسياسات كالبرامج التي تشمؿ قياـ الشباب بكسب التأييد كتنفيذ البرامج‬
‫الميمشيف مثؿ الشباب الديف ترككا المدارس‬
‫ّ‬ ‫المتبادلة بيف األقراف لصالح الشباب‬
‫كالشباب العاطميف عف العمؿ إلتاحة الفرصة كالحكافز عمى إعادة إدماجيـ في‬
‫مجتمعاتيـ األساسية‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ التدابير البلزمة إلضفاء الصبغة المينية عمى عمؿ الشباب كاستحداث برامج‬
‫التدريب ذات الصمة في مؤسسات التعميـ العالي كغيرىا مف مؤسسات التدريب‪.‬‬
‫‪ ‬تكفير الدعـ الفني كالمالي لبناء القدرة المؤسسية لمنظمات الشباب‪.‬‬
‫‪ ‬تكفير فرص الحصكؿ عمى المعمكمات كالخدمات الكفيمة بتمكيف الشباب ليبحكا كاعيف‬
‫بحقكقيـ كمسؤكلياتيـ"‪.1‬‬

‫‪2-3‬المعيقات التي تحد من المشاركة المجتمعية لمشباب‪:‬‬

‫‪1-2-3‬معيقات ثقافية‪ :‬تعد الثقافة اإلطار المرجعي الذم يسمح لمفرد بفيـ كتفسير ما‬
‫يجرم حكلو مف إحداث ككقائع‪ ،‬كعمى أساسيا يحدد سمككاتو كتصرفاتو كاتجاىاتو‪ ،‬كأيضا مف‬
‫خبلليا يتسنى لو معرفة كاجباتو مف حقكقو‪ ،‬كبذلؾ تعد الثقافة عامبل ميما في دفع الشباب‬
‫لممشاركة بمختمؼ أنكاعيا عف طريؽ تكعيتيـ كتنمية مداركيـ بأىمية مشاركتيـ في الحياة‬
‫االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية‪ ،‬كما لذلؾ مف عكائد كآثار ايجابية عمى حياتيـ الشخصية‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬كبذلؾ تككف درجة إقباؿ أك عزكؼ الشباب عف المشاركة المجتمعية مرىكنة‬

‫‪1‬مفكضية االتحاد االفريقي‪ ،‬ميثاق الشباب االفريقي‪ ،‬الدكرة العادية السابعة لممؤتمر‪ ،‬بانجكؿ‪ ،‬جامبيا‪2 ،‬يكليك ‪ ،2006‬ص‬
‫‪.20-19‬عمى المكقع‪:‬‬
‫‪http://www.uneca.org/sites/default/files/uploaded-documents/ADF/ADF5/arabic-‬‬
‫‪african_youth_charter.pdf le10/02/2017.‬‬
‫‪103‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بدرجة ثقافتيـ كمدل كعييـ بحقكقيـ ككاجباتيـ المختمفة‪ "،‬كاذا نظرنا في كاقعنا‪ ...‬نجد أف‬
‫ىناؾ شريحة كبيرة مف األفراد نساء كرجاال تفتقر إلى القدر البلزـ مف الثقافة الذم يؤىميـ‬
‫لممشاركة في الحياة السياسية كاالجتماعية‪ ،‬كيتضح ذلؾ في جيؿ ىذه الشريحة بحقكقيا‬
‫ككاجباتيا المنصكص عمييا في التشريعات كالقكانيف"‪.1‬‬

‫ككما تجدر اإلشارة أيضا إلى أمر أخر يعمؿ عمى الحد مف المشاركة المجتمعية‬
‫لمشباب كىك االنسبلخ عف مجتمعاتيـ‪ ،‬كاالنطكاء عمى ذكاتيـ كاتخاذ مكاقؼ سمبية مف‬
‫المشاركة‪ ،‬كىذا ما عبر عنو البعض " بمفيكـ االغتراب )‪ (Alienation‬بمعنى أف اإلنساف‬
‫يشعر أنو كحيد بدكف مركز اجتماعي يكفر لو الطمأنينة كاألمف‪ ،‬كيشعر أنو قد أبعد عف‬
‫المجتمع كمف المفركض أنو ينتمي إليو‪ ،‬كيككف نتيجة ليذا اإلحساس باالغتراب عف‬
‫المحيطيف بو أف ينزكم كينعزؿ عف حياتو االجتماعية فتتككف لديو القيـ كاالتجاىات السمبية‬
‫التي تؤثر في نظرتو لمحياة كتعكؽ مشاركتو الفعالة"‪.2‬‬
‫كبالتالي فإف عزكؼ الشباب عف المشاركة المجتمعية‪ ،‬راجع لعدة أسباب كعكامؿ‬
‫خاصة منيا التيميش كاالستبعاد مف الساحة مف قبؿ القيادات االجتماعية كالسياسية‪ ،‬بذريعة‬
‫عدـ اكتماؿ نضجيـ الفكرم كقمة خبرتيـ في قيادة عمميات التغيير‪ ،‬لكف في حقيقة األمر ىك‬
‫إجراء احترازم تتخذه القيادات المختمفة لمحفاظ عمى مراكزىا االجتماعية‪ ،‬كعمى مصالحيا‬
‫االقتصادية كالسياسية مف الضياع كاستبعاد كؿ مف يتطمع إلييا‪ ،‬كبذلؾ تككف العبلقات بيف‬
‫الطرفيف ىي عبلقات صراع بيف األجياؿ‪ ،‬كقد عبر عف ذلؾ ماكس فيبر‪" :‬بكصفو أحد‬
‫أشكاؿ االنغبلؽ االجتماعي‪ ،‬فمف الطبيعي أف ينشأ ذلؾ االنغبلؽ عمى خمفية عكامؿ ناتجة‬
‫مف استحكاذ البعض عمى المكاسب كالمغانـ كالمصالح التي تحتاج إلى نكع مف الحماية‬

‫‪1‬أحمد ثامر خيكف‪ :‬دور المشاركة المجتمعية في التنمية المحمية في العراق دراسة ميدانية في محافظة كاسط‪ ،‬ماجيستير‬
‫في اآلداب(عمـ االجتماع)‪،‬جامعة المنصكرة ‪ ،‬العراؽ‪ ،2014 ،‬ص‪.66‬‬
‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪104‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كالييمنة‪ ...‬ىك محاكلة البعض لتاميف مركز متميز عمى حساب جماعة أخرل بإخضاعيا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كمف ثـ إضعافيا كاختزاؿ مصالحيا‪ ،‬أك مسخ ىكيتيا إلى حد التنكيؿ كالتشكيو كالقمع"‪.‬‬

‫‪2-2-3‬معيقات اقتصادية‪ :‬يؤثر الكضع االقتصادم لممجتمع بشكؿ جمي عمى الحياة‬
‫الشخصية كاالجتماعية لؤلفراد‪ ،‬كعمى مستكل مشاركتيـ في فعالياتو المختمفة‪ ،‬فدكافع‬
‫كحاجات األفراد ىي التي تحدد أنماط سمككياتيـ كاستجاباتيـ لممؤثرات المحيطة بيـ‪ ،‬فكمما‬
‫كاف األفراد مدفكعيف بحاجاتيـ األساسية كالضركرية كمما كانت درجة مشاركتيـ المجتمعية‬
‫متكاضعة إف لـ تكف جد ضعيفة‪ ،‬ألف شغميـ الشاغؿ ىك تحقيؽ ضركريات العيش كالتي‬
‫تككف في مرتبة األكلكيات القصكل‪" ،‬كقد تكصمت إحدل الدراسات إلى أف العامؿ االقتصادم‬
‫يمثؿ (‪ )% 35‬باعتبارىا سببا لعزكؼ الفرد عف المشاركة في الحياة السياسية كاالقتصادية‬
‫كاالجتماعية كأف انخفاض متكسط الدخؿ الفردم يؤدم إلى انشغاؿ كثير مف المكاطنيف‬
‫بالبحث عف مكرد رزؽ إضافي لمكاجية ضركريات الحياة"‪.2‬‬

‫كما يفسر سبب عزكؼ الشباب في كثير مف األحياف عف المشاركة المجتمعية‬


‫كاتخاذىـ لمكاقؼ سمبية منيا‪ ،‬ىك بحثيـ الدائـ عف مكارد كحمكؿ قد تفكيـ كتخمصيـ مف‬
‫مشكمة البطالة المستفحمة في أكساطيـ‪ ،‬أك التي تدعـ مداخيميـ الضعيفة المتحصؿ عمييا‬
‫مف مصادر غير ثابتة‪ ،‬كالتي ال تكفي في غالب األحياف لسد احتياجاتيـ الضركرية‪،‬‬
‫كبالتالي تككف درجة انخراطيـ كاسياميـ في الحياة المجتمعية ضعيفة إلى حد كبير‪.‬‬

‫‪3-2-3‬معيقات اجتماعية‪ :‬كىي تمؾ الركاسب الذىنية كالقيمية كالدينية كالقانكنية التي تحكـ‬
‫العبلقات االجتماعية‪ ،‬كالتي عادة ما تتضمف الكثير مف الجكانب السمبية التي تقمؿ مف فرص‬
‫مشاركة جميع فئات المجتمع كتجعميا حك ار في يد البعض منيا‪ ،‬كىذا نابع أساسا مف التقاليد‬

‫‪1‬ىدل أحمد الديب‪ :‬االستبعاد االجتماعي ومخاطره عمى المجتمع‪ ،‬مجمة إضافات‪ ،‬العدد ‪ ،32-31‬صيؼ خريؼ‪،2015‬‬
‫ص‪.212‬‬
‫‪2‬أحمد ثامر خيكف‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪105‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كاألعراؼ كالممارسات المتعارؼ عمييا في المجتمع انطبلقا مف سمطة الضبط التي تمارسيا‬
‫األسرة عمى الفرد ثـ المدرسة كصكال إلى ىيئات الدكلة العميا‪ ،‬كعمى حسب تعبير نور الدين‬
‫ثنيو ‪ ..." :‬تعمد السمطة دائما عف صرفو عف العمؿ السياسي المعبر عف قدرة الشاب‬
‫الجزائرم عمى ادارة الشأف العاـ كادارة حيو كمدينتو كالمؤسسة التي ينتمي إلييا كحؽ كشعكر‬
‫بالكاجب مع ما يترب عميو مف مسؤكلية"‪ .1‬كعميو فاف السمطة بكافة أنكاعيا كأشكاليا تعمؿ‬
‫عمى نقؿ بعض القيـ السمبية لؤلجياؿ الصاعدة‪ ،‬كتغرس فييـ الفشؿ كالضعؼ كتنشئيـ عمى‬
‫مبدأ التبعية المطمقة لمرؤساء كعدـ مناقشة ق ارراتيـ‪ ،‬مما يعمؿ عمى قتؿ ركح المبادرة‬
‫كالمشاركة في نفسية الشباب كيجعميـ بعيديف كؿ البعد عف التجريب كاالحتكاؾ بالمحيط‬
‫كالكاقع الذم يعيشكف فيو‪ ،‬كيمنعيـ مف إبراز قدراتيـ كمكاىبيـ المختمفة‪ ،‬كلعؿ أىـ المعكقات‬
‫االجتماعية التي تحد مف المشاركة المجتمعية لمشباب ىي‪":‬‬

‫‪ ‬التشاؤـ مف إمكانية تغيير البيئة‪.‬‬


‫‪ ‬الخكؼ مف أف المشاركة قد تمزـ الفرد بمسؤكليات قد ال يستطيع الكفاء بيا‪ ،‬أك الخكؼ‬
‫مف االلتزاـ األدبي كالمادم‪.‬‬
‫‪ ‬سيادة قيـ اجتماعية سمبية مثؿ‪ :‬االنعزالية كالتكاكؿ كاالعتماد عمى الغير‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ االعتراؼ بأىمية دكر المرأة في المشاركة مما ينتج عنو تعطيؿ الطاقات"‪.2‬‬
‫‪ ‬عدـ الكعي بأىمية المشاركة المجتمعية‪ ،‬ككذلؾ الفيـ الخاطئ عف مفيكـ المشاركة‬
‫المجتمعية‪.‬‬
‫‪ ‬قصكر كسائؿ اإلعبلـ في نشر ثقافة المشاركة المجتمعية"‪.3‬‬

‫‪1‬نكر الديف ثنيك‪ :‬الشباب الجزائري والسياسة‪ ،‬مجمة إضافات‪ ،‬العدد ‪ ،34-33‬صيؼ كخريؼ‪ ،2013‬ص‪.54‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد ثامر خيكف‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪3‬‬
‫دليؿ المتدرب‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪106‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بصفة عامة يمكف إرجاع سبب ضعؼ المشاركة المجتمعية في أكساط المكاطنيف إلى‬
‫النقاط اآلتية التي أكردىا حمبي كىي‪":‬‬
‫‪ -‬الضعؼ في حيز السمطات المسؤكلة مف حيث إيمانيا بضركرة المشاركة في عممية‬
‫التخطيط كالتنمية‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ القدرة عمى التعبير كحرية الرأم لجميع أفراد المجتمع بشكؿ كاؼ بغض النظر عف‬
‫مستكياتيـ االقتصادية كاالجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬عدـ إتاحة الفرصة الكافية لمساىمة في إحدل مراحؿ العمؿ المجتمعي كذلؾ بسبب‬
‫محدكدية النطاؽ االقتصادم‪.‬‬
‫‪-‬الفجكة الكاسعة بيف أصحاب القرار في مؤسسات المجتمع التنمكية كالعامميف فييا مف جية‬
‫كالسكاف مف جية أخرل‬
‫‪-‬غياب سياسات التحفيز كالتشجيع مف الدكلة‪.‬‬
‫‪-‬عدـ معرفة العامميف لحدكد مشاركتيـ كفيميـ لممشاركة كمتطمباتيا كظركفيا‪.‬‬
‫‪-‬غياب سياسات التحفيز كالتشجيع مف الدكلة"‪.1‬‬

‫كلتعزيز كتكسيع نطاؽ المشاركة الشبابية لؤلجياؿ المستقبؿ‪ ،‬قدمت مجمكعة مف‬
‫التكصيات إلى المؤتمر العاـ المنعقد في دكرتو السابعة الثبلثيف كأىـ ما جاء فيو اآلتي‪":‬‬

‫محور األول‪ :‬رسـ السياسات كاستعراضيا بمشاركة الشباب كقد اشتمؿ عمى النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ... ‬نناشد اليكنسكك أف تجعؿ مشاركة الشباب في المؤتمر العاـ مسألة رسمية مف‬
‫خبلؿ ضماف إدراج مندكب عف الشباب في الكفكد الكطنية ‪ ...‬كما ينبغي ضماف‬
‫مشاركة الشباب مف جميع الدكؿ األعضاء عمى قدـ المساكاة‪.‬‬

‫‪1‬ياسر زيدية‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪107‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬يجب أف تكفؿ اليكنسكك مشاركة الشباب في تنفيذ كمتابعة اإلستراتيجية التنفيذية بشأف‬
‫الشباب‪ ،‬كمشاركة منظمات الشباب في عممية صنع القرار كاجراء التنفيذ كالمتابعة‪.1" .‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬تنمية القدرات مف أجؿ االنتقاؿ إلى مرحمة البمكغ‬

‫‪ ‬ينبغي أف تعترؼ الدكؿ األعضاء بالميارات كالكفاءات التي يكتسبيا الشباب مف خبلؿ‬
‫التعميـ كالتدريب عمى الصعيديف النظامي كغير النظامي‪ ،‬كذلؾ باستحداث أدكات‬
‫كآليات لتقدير ىذه الميارات كالكفاءات كاقرارىا‪.‬‬
‫‪ ... ‬كينبغي تضميف المناىج الدراسية مكاد بشأف الدراية المعمكماتية كميارات م ازكلة‬
‫األعماؿ الحرة‪ ،‬كالتعميـ التقني كالميني‪ ،‬كالتعميـ مف اجؿ التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ... ‬األكلكية لعمالة الشباب كذلؾ باتخاذ التدابير التالية‪ :‬تضيؽ الفجكة بيف النظـ‬
‫التعميمية كعالـ العمؿ‪ ،‬كمساندة تكفير فرص لمجميع لمتمرف في المؤسسات‪ ...،‬تشجيع‬
‫مزاكلة األعماؿ الحرة كانشاء المشركعات االجتماعية‪.2" ...‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬االلتزاـ المدني كالمشاركة الديمقراطية كاالبتكار االجتماعي‬

‫‪ ... ‬كال بد مف تعميـ الشباب معنى التحمي بركح المبادرة عمى صعيد العمؿ االجتماعي‬
‫كالكيفية التي يجرل بيا العمؿ في ىذا الصدد‪ ،‬كذلؾ باالستفادة مف أسمكب التعميـ بيف‬
‫األقراف كتشجيعو‪.‬‬
‫‪ ... ‬تكفير فرص لتمكيؿ مشركعات تعنى بتنمية أكضاع الشباب تنمية مستدامة مف‬
‫النكاحي االقتصادية كاالجتماعية كالبيئية‪ ....‬كامكانيات إنشاء مشركعات اجتماعية‪،‬‬
‫كتتيح التعمـ بيف األجياؿ‪ ،‬مع آليات لمساعدة الشباب عمى تمكيؿ ىذه المشركعات‬
‫كابراز أىميتيا أماـ المستثمريف المحتمميف كعامة الجميكر‪.‬‬

‫‪1‬أحمد الينداكم‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.2‬‬


‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪108‬‬
‫الشباب والمشاركة المجتمعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪.... ‬كما ينبغي عمى اليكنسكك تكافر االلتزاـ بالمسؤكلية االجتماعية كقبكؿ المساءلة عمى‬
‫الصعيد المالي في إطار المبادرات التي يقكدىا الشباب‪.‬‬
‫‪ ... ‬تضميف القكانيف الكطنية خطط عمؿ تكفؿ تنمية جميع الشباب كمشاركتيـ‬
‫كدمجيـ‪ ،‬مما يشجع الشباب عمى المشاركة كاالندماج في المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬الكشؼ عف كؿ العكامؿ االجتماعية كالثقافية كاالقتصادية التي تسيـ في بقاء أشكاؿ‬
‫القمع كالتفاكت بصكرة منيجية كتمقائية كتشجعيا"‪.1‬‬

‫خالصـــــــــة‪:‬‬

‫بعد العرض الكامؿ لمحاكر الفصؿ يمكف القكؿ‪ ،‬أف الشباب كاقع اجتماعي كحالة‬
‫نفسية كخاصية فيزيكلكجية يتسـ بيا مجمكعة مف األفراد دكف سكاىـ مف أفراد المجتمع‪ ،‬كال‬
‫يمكف حصر بدايتيا كنيايتيا بفترة عمرية معينة كذلؾ لتأثر بالعكامؿ كالتغيرات البيئية‬
‫المحيطية‪ ،‬مما قد يجعميا تطكؿ كتمتد إلى مراحؿ عمرية متأخرة أك العكس‪ ،‬ككما أف‬
‫حاجات الشباب تختمؼ مف فرد إلى آخر كمف مجتمع إلى آخر تبعا لؤلكضاع االقتصادية‬
‫كاالجتماعية كالسياسية الراىنة‪ ،‬كىذا ما يجعؿ مف مشاكؿ الشباب عديدة كمتعددة إلى أف‬
‫أعميا كأشمميا لدل معظـ الشباب‪ ،‬ىي البطالة كالتيميش كمشكمة االنحراؼ كتعاطي‬
‫المخدرات التي ىي نتيجة لممشاكؿ السابقة‪ ،‬لكف يمكف تجاكزىا كتخطييا باالىتماـ بفئة‬
‫الشباب كتنميتيـ عف طريؽ تمكينيـ مف التعميـ كالتككيف الجيد كالكلكج لعالـ الشغؿ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تنسيؽ جيكدىـ كتكجييو الخدمة الصالح العاـ عف طريؽ تحفيزىـ عمى‬
‫المشاركة المجتمع ية بمختمؼ أشكاليا االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية‪ ،‬لممساىمة في بناء‬
‫المجتمع كاعادة االستقرار لبناه كذلؾ بإشراؾ كتفعيؿ جيكد جميع الفئات االجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬أحمد الينداكم‪ :‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.4-3‬‬


‫‪109‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬


‫تمهيد‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المقاربات النظرية المفسرة لممقاول والمقاوالتية‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع المقاولين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العوامل المساهمة في بروز المقاولين‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دوافع الشباب نحو المقاولة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬العوامل المساهمة في نجاح مشروع المقاول‪.‬‬

‫خالصة‪.‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إف تعقد ظاىرة المقاولة وتعدد جوانبيا وانتشارىا في جميع المجتمعات بصور مختمفة‬
‫وبأشكاؿ متعددة‪ ،‬أوجد العديد مف االتجاىات الفكرية واألطر النظرية التي تعنى بدراسة‬
‫وتحميؿ شخص المقاوؿ والعوامؿ الدافعة لفعؿ المقاولة‪ ،‬وقد عمؿ ذلؾ عمى إثراء أدبيات‬
‫المقاولة لتشمؿ النواحي النفسية واالجتماعية واالقتصادية لشخص المقاوؿ‪ ،‬وبذلؾ لـ يعد‬
‫موضوع المقاولة حك ار عمى العموـ االقتصادية‪ ،‬بؿ أصبح محور اىتماـ وتدارس العديد مف‬
‫العموـ االجتم اعية واإلنسانية وعمى رأسيا عمـ اجتماع التنظيـ وعمـ اجتماع المؤسسة‪ ،‬وذلؾ‬
‫سعيا منو لفيـ وتفسير ظاىرة المقاوالتية والدوافع المؤدية لفعؿ المقاولة خاصة في‬
‫المجتمعات النامية‪ .‬ومف ىذا المنطمؽ سيتـ التطرؽ في ىذا الفصؿ إلى أىـ المقاربات‬
‫المفسرة لممقاوؿ والمقاوالتية‪ ،‬وأنواعيـ ودوافعيـ لفعؿ المقاولة‪ ،‬وأخي ار العوامؿ المساىمة في‬
‫نجاح مشاريع المقاوليف الناشئيف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المقاربات النظرية المفسرة لممقاول والمقاوالتية‪:‬‬


‫لقد تعددت االتجاىات والتيارات الفكرية التي تناولت بالدراسة والتحميؿ موضوع المقاوؿ‬
‫والمقاوالتية‪ ،‬إال أنو يمكف حصرىا في المقاربات التالية وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬المقاول حسب المقاربة االقتصادية‪:‬‬


‫لقد انصب تركيز ىذا االتجاه في تحديد األنشطة والوظائؼ االقتصادية التي يؤدييا‬
‫المقاوؿ‪" ،‬ويسعى ىذا االتجاه لئلجابة عف التساؤليف التالييف‪ :‬ما ىو تأثير األنشطة‬
‫المقاوالتية عمى االقتصاد؟ ما ىي الظروؼ االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي تشجع‬
‫المقاوالتية؟‬

‫‪111‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كما تضمف ىذا االتجاه محاوالت عديدة لتعريؼ المقاوؿ‪ ،‬مما أدى إلى تطور مفيوـ‬
‫المقاوؿ عبر الزمف تماشيا والتحوالت التي عرفيا النظاـ االقتصادي العالمي‪ ،‬حيث استعممت‬
‫كممة المقاوؿ ألوؿ مرة سنة ‪ 1616‬مف طرؼ مونتكريتيان (‪" )Montchrétien‬وكانت‬
‫تعني الشخص الذي يوقع عقدا مع السمطة العمومية مف أجؿ ضماف انجاز عمؿ ما‪ ،‬أو‬
‫مجموعة أعماؿ مختمفة‪.1"...‬‬

‫ثـ ظيرت بعد ذل ؾ تعريفات أخرى لممقاوؿ لتساير التغيرات الحاصمة في األنشطة‬
‫االقتصادية والمناخ االستثماري السائد‪ ،‬يشير ‪ Richard Canntillion‬إلى أف "المقاوؿ‬
‫ىو كؿ شخص يدخؿ في معاممة تجارية لحسابو الخاص حيث تجرى فييا عمميات التبادؿ‬
‫مف أجؿ الربح واالستثمار واألمواؿ"‪.2‬‬

‫ويشير ‪ Say‬إلى "أف المقاوؿ يحمؿ مجموعة مف الصفات التي ناد ار ما تجتمع لدى‬
‫األشخاص العادييف‪ ،‬وكما تتصؿ وظيفتو بالمخاطرة وال تنفصؿ عنيا الى غاية فقدانو لثروتو‬
‫وشرفو"‪.3‬‬

‫وليذا يعتبر ‪ Say‬المقاوؿ بأنو " الفاعؿ المحوري في عممية اإلنتاج باعتباره المحدد‬
‫لمحاجات والوسائؿ البلزمة إلشباعيا‪ ،‬والذي يقارف بيف اليدؼ والوسائؿ المتاحة لو ‪ ...‬والذي‬
‫يكوف حرصو عمى تحقيؽ ىدفو أعمى مف تمؾ التي لدى العماؿ والمقرضيف الذيف يعيدوف لو‬
‫باألمواؿ"‪.4‬‬

‫‪1‬الجودي محمد عمي‪ :‬نحو تطوير المقاوالتية من خالل التعميم المقاوالتي‪-‬دراسة عمى عينة مف طمبة جامعة الجمفة‪-‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية والعموـ التجارية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪-2014،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ص‪.4-3‬‬
‫‪2‬إسحاؽ رحماني‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Sophie Boutillier. Dimitré Uzunidis,‬‬ ‫‪L’empreinte historique de la théorie de‬‬
‫‪l’entrepreneur. Enseignements tirés des analyses de Jean-Baptiste Say et de Joseph Aloïs‬‬
‫‪Schumpeter, revue inovations, n° 45, 3/2014. p 97- 119‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Brahim. Allali : Vers une théorie de l’entrepreneuriat, Cahier de recherche L4ISCAE,‬‬
‫‪N°17, iscae, p3.‬‬
‫‪112‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وبذلؾ فإف ‪ Cantillon et Say‬يتفقاف عمى أف المقاوؿ ىو‪" :‬الشخص المخاطر‬


‫الذي يقوـ باستثمار أموالو الخاصة‪ .‬ويتخذ ‪ Cantillon‬عدـ اليقيف عنص ار أساسيا في‬
‫تعريفو لممقاوؿ‪ .‬كما يعرؼ أيضا المقاوؿ وبغض النظر عف نشاطو سواء كاف في المجاؿ‬
‫الزراعي‪ ،‬الحرفي‪ ،‬التجاري‪ ،‬أو غيرىا مف المياديف‪ ،‬بأنو الشخص الذي يشتري أو يستأجر‬
‫بسعر أكيد ليبيع أو ينتج بسعر غير أكيد"‪.1‬‬

‫بمعنى أف المقاوؿ ىو كؿ شخص يقوـ باستثمار أموالو في شتى المجاالت االقتصادية‬


‫والتجارية مف أجؿ تحصيؿ األرباح وتعظيـ الفوائد‪ ،‬متحمبل بذلؾ كؿ المخاطر والصعوبات‬
‫التي قد تعترضو‪ ،‬حيث يشتري وينفؽ بأسعار أكيدة ليبيع أو يبادؿ بأسعار غير أكيدة وىو‬
‫جوىر وأساس الفعؿ المقاوالتي‪.‬‬

‫كما نجد أف كبل مف ‪ Say‬و‪ Cantillon‬المذاف ينتمياف إلى المدرسة الفرنسية يميزاف‬
‫بيف نوعيف مف المقاوليف‪ ،‬فاألوؿ يتمثؿ في المقاوؿ الذي يممؾ رؤوس األمواؿ وال يحمؿ فكرة‬
‫المشروع أو إنشاءه‪ ،‬ويختص بإقراض األمواؿ ألصحاب المشاريع مقابؿ االستفادة مف عوائد‬
‫وأرباح مالية‪ ،‬فيو بمثابة المموؿ وىو ما يمكف االصطبلح عميو بالرأسمالي‪ ،‬أما النوع الثاني‬
‫وىو المقاوؿ الحامؿ لفكرة المشروع والمحفز إلنشائو والمتحمؿ لممخطر التي قد تيدد‬
‫مشروعو‪ ،‬والمتحمؿ لمخسائر التي قد تطاؿ أموالو الخاصة والمستدانة مف األطراؼ الممولة‪.‬‬

‫وليذا فإف ‪ Cantillon‬و‪ Say‬يتفقاف عمى أنو‪" :‬ال يشترط أف يكوف المقاوؿ شخصا‬
‫ثريا إذ يمكنو المجوء إلى االقتراض مف اآلخريف‪ ،‬وبذلؾ يفرؽ بيف الرأسمالي الذي تتمثؿ‬
‫ميمتو في إقراض األمواؿ مقابؿ الحصوؿ عمى مبمغ معيف يعرؼ بالفائدة‪ ،‬وبيف المقاوؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪Brahim. Allali : Op cit, p3.‬‬

‫‪113‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الذي يتحمؿ المخاطر التي يمكف أف تعرقؿ نجاح نشاطو الذي أسسو بأموالو الخاصة‪ ،‬أو‬
‫بالمجوء إلى االقتراض مف مبلؾ رؤوس األمواؿ"‪.1‬‬

‫في مقابؿ ذلؾ فإف رواد المدرسة االقتصادية الكبلسيكية اإلنجميزية‪ ،‬وعمى رأسيـ أدام‬
‫سميث ومارشال ال يقيموف ىذا التفريؽ‪ ،‬حيث "نجد أعماؿ ‪ A. Marshal‬الذي يعتبر مف‬
‫أوائؿ الكتاب االنجميز الذيف اىتموا بالمقاوؿ وذلؾ في بداية القرف العشريف‪ ،‬حيث تزامنت‬
‫أعمالو مع ظيور المؤسسات الكبيرة التي شيدت انتشا ار كبي ار في تمؾ الفترة‪ ،‬ولذلؾ فيو‬
‫يعتبر أف تحوؿ االقتصاد مف االعتماد عمى نظاـ الحرؼ الصغيرة‪ ،‬التي يسيرىا العماؿ‬
‫أنفسيـ إلى نظاـ المؤسسات الكبيرة المسيرة مف طرؼ مقاوليف رأسمالييف‪ ،‬يتطمب وجود‬
‫رجاؿ ذوي طاقات كبيرة‪ ،‬تتمثؿ ميمتيـ في تسيير اإلنتاج بطريقة تؤدي إلى جعؿ الجيد‬
‫المبذوؿ يقدـ أحسف نتيجة ممكنة مف أجؿ إشباع الحاجات اإلنسانية"‪.2‬‬

‫وعميو فإف وفرة رؤوس األمواؿ وامتبلكيا ليس شرطا أساسيا حتى يكوف الفرد مقاوال‪،‬‬
‫حيث يمكنو المجوء إلى مصادر التمويؿ المختمفة إلنشاء مشروعو‪ ،‬كوف أساس وجوىر فعؿ‬
‫المقاولة ىو وجود شخص يحمؿ فكرة المشروع‪ ،‬ولو القدرة والرغبة عمى تحقيقيا ويتحمؿ‬
‫المخاطر التي قد تواجيو‪.‬‬

‫أما ‪ J. Schumpeter‬فيرى أف "المقاوليف نوع خاص مف الفاعميف"‪ .3‬إف الذي يدفع‬


‫المقاوؿ ليس الماؿ‪ ،‬وانما االبتياج بالخمؽ‪ ،‬والحمـ بخمؽ إمبراطورية‪ ،‬وما قارف"‪ .4‬أي أنو‬
‫مختمؼ عف الرأسمالييف أو رجاؿ األعماؿ العادي الذيف يسعوف إلى تعظيـ األرباح وتراكـ‬

‫‪1‬الجودي محمد عمي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.5‬‬


‫‪2‬‬
‫‪AzzedineTounés : L’intention entrepreneuriale, thèsedoctorat, faculté de droit, des SC‬‬
‫‪économiques et de gestion, université de Rouen, France, 2003 , p71.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jean-Jacques Gislain : Les origines de l’entrepreneur Schumpétérien, Revue Interventions‬‬
‫‪économiques, 46, 2012, p08.‬‬
‫‪4‬جوزريؼ أ‪ .‬شومبيتر‪ :‬الرأسمالية واالشتراكية والديمقراطية‪ ،‬ترجمة حيدر حاج إسماعيؿ‪ ،‬المنظمة العربية لمترجمة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبناف‪2011 ،‬ف ص ‪.16‬‬
‫‪114‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الثروة‪ ،‬باعتبار أنو موجو بدوافع االبداع والتجديد ويحمؿ خصائص فريدة وسموكات متميزة‪،‬‬
‫تجعمو يسعى إلى اإلنجاز واالبداع واحداث التغيير لكسر الروتيف‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ما سبؽ فإف ‪ Schumpeter‬يعتبر المقاوؿ "أنو المحور الذي حولو‬
‫يدور كؿ شيء"‪ ،1‬أي أنو الفاعؿ الرئيسي والمحوري في العممية االقتصادية‪ ،‬باعتباره‬
‫المحرؾ والمنشط ليا عف طريؽ "‪ ...‬احداث التغيير وكسر الروتيف في عممية اإلنتاج‪،‬‬
‫باستخداـ االبداع وابتكار تقنيات جديدة‪ :‬إنتاج سمع جديدة أو استحداث طريقة جديدة إلنتاج‬
‫سمعة قديمة‪ ،‬أو اكتشاؼ مصادر جديدة لمموارد األولية‪ ،‬أو إعادة ترتيب وتنظيـ فرع‬
‫صناعي"‪.2‬‬

‫وبالتالي فإف دور المقاوؿ يتمثؿ في إيجاد تركيبات جديدة لعوامؿ اإلنتاج مف خبلؿ‪" :‬‬
‫صنع منتج جديد‪ ،‬استعماؿ طريقة جديدة في اإلنتاج‪ ،‬اكتشاؼ قنوات توزيع جديدة‪ ،‬اكتشاؼ‬
‫مصادر جديدة لمموارد األولية أو نصؼ مصنعة‪ ،‬انشاء تنظيمات جديدة لؤلعماؿ"‪.3‬‬

‫ومف خبلؿ ىذه العناصر التي أوردىا ‪ Schumpeter‬نفيـ مدى التغير والتحوؿ‬
‫الحاصؿ في مفيوـ المقاوؿ مف الشخص المغامر الذي يسعى إلى تعظيـ األرباح‪ ،‬إلى‬
‫الشخص المبدع والمطور الساعي إلى إحداث تغييرات وتجديدات‪ ،‬عف طريؽ إيجاد تركيبات‬
‫وتنظيمات جديدة لعوامؿ اإلنتاج‪ ،‬بيدؼ كسر الروتيف وتحقيؽ النجاح والتميز عمى مختمؼ‬
‫األصعدة التنظيمية والتمويمية واإلنتاجية‪ ،‬مما يجعؿ منو كفاعؿ اقتصادي يسعى لتحقيؽ‬
‫التنمية االقتصادية لممجتمع‪ ،‬كما يميز ‪ Schumpeter‬أيضا بيف كؿ مف المقاوؿ‬
‫والمسير"فإذا كاف المقاوؿ ينتج عندما يقوـ شخص باستغبلؿ فرص ربح غير مستغمة‪،‬‬

‫‪1‬جوزريؼ أ‪ .‬شومبيتر‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Joseph Schumpeter : Capitalisme, socialisme et démocratie,chapitres 1 a 14, traduire par‬‬
‫‪Jean-Maric Tremblay, Chicoutimi, Québec, 20 avril 2002, p 159.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Sophie Boutillier. Dimitré Uzunidis, Op. cit, p 97- 119‬‬
‫‪115‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫فالمسير يسعى لمرفع مف فعالية طرؽ اإلنتاج إلى أقصى حد ممكف‪ ،‬وذلؾ بتعظيـ كمية‬
‫المخرجات انطبلقا مف مستوى معيف مف المدخبلت"‪.1‬‬
‫بمعنى أف المقاوؿ يختمؼ عف المسير مف حيث الوظيفة واليدؼ‪ ،‬فاألوؿ يتميز‬
‫بخاصية القدرة عمى تحديد واقتناص فرص العمؿ غير المستغمة والسبؽ إلى استغبلليا قبؿ‬
‫غيره‪ ،‬في ظروؼ تتسـ بعدـ األكدة وارتفاع نسبة المخاطرة‪ ،‬عمى عكس المسير الذي يرتكز‬
‫دوره بشكؿ أساسي عمى تحسيف طرؽ األداء لتحقيؽ الكفاية اإلنتاجية‪ ،‬في ظروؼ ومعطيات‬
‫بيئية تتسـ باالستقرار والوضوح عمى العموـ‪.‬‬

‫في حيف يعتبر )‪ Hayek(1945‬المقاوؿ‪ :‬ىو الشخص الذي يقوـ بالتخطيط والتنسيؽ‬
‫لمموارد باالعتماد عمى المعارؼ والمعمومات المستقات مف جميع المصادر‪ .‬ويمح مثمو مثؿ‬
‫)‪ Kirzner (1973‬عمى دوره في اكتساب واستخداـ المعمومات لبلستجابة لمختمؼ‬
‫التغيرات واالستفادة مف الفرص"‪.2‬‬

‫نفيـ مف تعريؼ ‪ Hayek‬أف المقاوؿ شخص استراتيجي يعتمد في أنشطتو المقاوالتية‬


‫عمى المعارؼ والمعمومات التي يستقييا مف المصادر المختمفة‪ ،‬كالشبكات االجتماعية وشبكة‬
‫المتعامميف عف حالة األسواؽ والمنافسيف‪ ،‬وعمى ضوئيا يقوـ بوضع الخطط واالستراتيجيات‬
‫المختمفة التي تمكنو مف تحديد الفرص واستغبلليا‪.‬‬

‫‪ -2‬المقاول حسب مقاربة األفراد‪:‬‬


‫حاولت ىذه المقاربة فيـ المقاوؿ مف زاوية مغايرة‪ ،‬وذلؾ بتركيزىا عمى دراسة وتحميؿ‬
‫األبعاد النفسية والديمغرافية لمشخص المقاوؿ‪ ،‬ومحاولة الكشؼ عف أىـ المؤشرات النفسية‬
‫والديمغرافية التي تميزه عف غيره‪ ،‬وأيضا عمى العوامؿ التي تدفعو وتحفزه عمى تبني فكرة‬
‫إنشاء المشروع‪ ،‬ومنطمؽ ىذ ه المقاربة جممة التساؤالت التالية‪" :‬مف ىـ المقاولوف؟ لماذا‬

‫‪1‬الجودي محمد عمي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.7‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Brahim. Allali : Op.cit, p4.‬‬
‫‪116‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يقاولوف؟ سمات المقاوؿ ىؿ ىي استعداد اـ اكتساب؟ ما ىي السمات المثالية لممقاوؿ؟ تحدد‬


‫ىذه المقاربة المقاوؿ بخصائصو النفسية وسماتو الشخصية‪ ،‬دوافعو وسموكياتو وأصمو‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعي ومساره الميني"‪.‬‬

‫وعميو فإف الدراسات النفسية‪ ،‬قد حاولت أف تقدـ تحميبلت وتفسيرات موضوعية لفيـ‬
‫الشخص المقاوؿ أكثر فأكثر‪ ،‬ومف أىـ رواد ىذا االتجاه ‪ McClleland‬الذي قاـ بدراسة‬
‫النسؽ القيمي لممقاوؿ والدوافع التي تحفزه إلى المبادرة إلنشاء المشاريع‪ ،‬كما حاوؿ الكشؼ‬
‫عف سبب ارتباط فعؿ المقاولة ببعض األفراد دوف سواىـ‪ ،‬حيث "نجد أعماؿ‬
‫‪ McClleland‬في بداية الستينات‪ ،‬قد بيف مف خبلؿ دراستو أف الخاصية األساسية التي‬
‫تميز سموؾ المقاوؿ ىي الحاجة إلى االنجاز‪ ،‬بمعنى الحاجة لمتفوؽ وتحقيؽ اليدؼ‪ ،‬فحسبو‬
‫المقاوؿ شخص تحكمو حاجة كبيرة لئلنجاز‪ ،‬يبحث عف مواقؼ تسمح لو برفع التحدي والتي‬
‫‪2‬‬
‫مف خبلليا يقوـ بتحمؿ المسؤولية في ايجاد الحموؿ المناسبة لممشاكؿ التي تواجيو"‪.‬‬

‫كما نجد أيضا كبل مف ‪ Paul Rasse& Denis Parisot‬في دراستيما‪ ،‬أنو تتواجد‬
‫لدى المقاوليف ثبلثة قيـ رئيسية‪ ،‬وتتمثؿ في الرغبة في اإلنجاز والتعبير عف الذات‪ ،‬الرغبة‬
‫في االستقبللية والحرية وروح المبادرة والقيادة"‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ferlas Mohammed : Impact des politiques d’aide à l’entrepreneuriat sur l’émergence‬‬
‫‪d’esprit d’entreprise chez les jeunes, Cas : ANSEJ de Tizi-Ouzou, magister en Sciences‬‬
‫‪de Gestion, Université-Mouloud MAMMERI , Tizi-Ouzou, 2012, P32.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Robert Wtterwulghe : La PME une entreprise humaine, DeBoeck Université, Paris, 1998,‬‬
‫‪p46.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪P. Rasse, D. Parisot : Faire le pas, recherche sur les créateurs d’entreprises, cite in, M.‬‬
‫‪Coster, « Entrepreneures et Entrepreneuriat ». in :F.Dany (dir), cadres et entrepreneuriat,‬‬
‫‪Mythes et réalités, éditions des Cahiers du Gdr CADRES, No 2334, 2003, p8.‬‬
‫‪117‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫واستنتج ‪ )2991( Hornaday‬أيضا مف خبلؿ أعمالو حوؿ المقاوالتية‪ ،‬إلى أف‬


‫ىناؾ ثبلثة أبعاد رئيسية لفعؿ المقاولة وىي‪ :‬االبتكار‪ ،‬انشاء تنظيمات‪ ،‬السعي لتحقيؽ‬
‫الربح"‪.1‬‬

‫وبالتالي فإف ىذه الخصائص والسمات السابقة الذكر ىي الفاعمة والمؤثرة بشكؿ أساسي‬
‫في توجيو الفرد لمعمؿ المقاوالتي‪ ،‬والمحفزة لو عمى االنخراط في عالـ األعماؿ لتحقيؽ الذات‬
‫والشعور باإلنجاز والتميز‪ ،‬إال أف تواجدىا وشدتيا قد تختمؼ درجتيا مف فرد آلخر وقد ال‬
‫تجتمع فيو كميا‪ ،‬كما قد ال تكوف كافية أف تجعؿ منو فردا مدفوعا لمعمؿ المقاوالتي‪ ،‬وليذا‬
‫يشير ‪ Gasse‬إلى أنو‪" :‬حتى إذا اجتمعت ىذ ه األبعاد إلنتاج تأثير مشترؾ‪ ،‬فإف كؿ كائف‬
‫بشري ىو كائف معقد في الشخصية وموحد‪ ،‬ويبقى أنو ليس مف الضروري لمنجاح إكساب‬
‫كؿ ىذ ه الخصائص‪ ،‬لكنو يبقى مرغوب فيو تشجيع ظيورىا ونموىا لدى المقاوليف"‪ .2‬وىذه‬
‫إشارة مباشرة مف ‪ Gasse‬إلى أف توفر الخصائص السابقة في الفرد‪ ،‬ال يعني بالضرورة أنو‬
‫سيكوف حتما مقاوال ناجحا‪ ،‬بؿ ىناؾ عوامؿ ومؤثرات أخرى تساىـ في تكويف واعداد األفراد‬
‫ليكونوا مقاولي ف ناجيف‪ ،‬خاصة منيا النسؽ االجتماعي الذي ينشأ فيو الفرد كاألسرة‬
‫ومؤسسات التعميـ والتكويف واألجيزة األخرى التي تعنى بدعـ وتنمية ثقافة المقاوالتية‪ ،‬وليذا‬
‫ظيرت الحاجة لدراسة الخصائص الديموغرافية لممقاوليف ودورىا في تشجيع األفراد عمى‬
‫المقاولة والريادة‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد نجد ‪ Karl Marx‬يصؼ المقاوؿ بأنو يولد رأسماليا وال يولد مقاوال‪،‬‬
‫كما أنو ليس ح ار في نظره بؿ ىو سجيف اليياكؿ االقتصادية واالجتماعية التي يتواجد فييا‪،‬‬
‫والتي فرضت عميو إما أف يكوف محكوـ عميو باالغتناء أو االختفاء‪ ،‬ألف بحموؿ الرأسمالية‬
‫حمت البرجوازية التي ظير فييا العمؿ مقابؿ األجر‪ ،‬وأصبح ىناؾ تركز لمثروة الخاصة التي‬

‫‪1‬‬
‫‪Brahim. Allali : Op.cit,p7.‬‬

‫‪2‬بدراوي سفياف‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪118‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يتـ استثمارىا في أعماؿ إنتاجية"‪ ،1‬بمعنى أف الطبقة االقتصادية واالجتماعية التي ينشأ فييا‬
‫الفرد ىي التي تحدد وضعو ومكانتو في المجتمع‪ ،‬إما أف تممكو وسائؿ اإلنتاج ليكوف‬
‫رأسماليا غنيا يسعى الستثمارىا في األعماؿ اإلنتاجية والربحية لخمؽ الثورة‪ ،‬ما يجعمو مقاوال‬
‫كحالة أبناء األسر البرجوازية‪ ،‬أو بروليتاريا فقي ار تابع لرب العمؿ حالة أبناء الطبقة الكادحة‪.‬‬

‫ويذىب ‪ Kets de vries 1985‬إلى أف القوؿ أنو في مرحمة طفولة الشخص أيف‬
‫نبحث ما الذي يدفع شخص معيف ألف يختار أف يصبح مقاوال أما ‪ ،Fillion 1997‬فيعتبر‬
‫أف مجرد كوف األبويف مقاوليف أو أحد أفراد العائمة‪ ،‬ىذا يزفو إمكانية فرصة أف يصبح الطفؿ‬
‫شخصا مقاوال لما يكبر‪ ،‬وىو ما فيو تركيز لما يعرؼ بالوراثة االجتماعية أو رأسماؿ‬
‫االجتماعي ‪ Capital Social‬الذي يكتسبو األبناء عف آبائيـ"‪.2‬‬

‫وعميو فإف الدراسات الديموغرافية قد ركزت في تحميبلتيا وتفسيراتيا في دراسة‬


‫خصائص المقاوؿ‪ ،‬عمى مؤشرات أكثر واقعية وقدرة عمى المبلحظة‪ ،‬وتتمثؿ في البيئة‬
‫االجتماعية والرأسماؿ االجتماعي والمادي الذي يكتسبو المقاوؿ منيا‪ ،‬وفي نظر ىذه المقاربة‬
‫فإف بروز المقاوؿ وتولد فكرة إنشاء المشروع‪ ،‬مرتبط بالنسؽ االجتماعي الذي ينشأ فيو الفرد‬
‫خاصة األسرة‪ ،‬ودورىا في عممية تنشئتو وتييئتو ثقافيا ومعرفيا ودعمو نفسيا وماديا لمولوج‬
‫عالـ األعماؿ‪ ،‬حيث تعد ىذه األخيرة مؤثرات ومحددات ميمة في اعداد الفرد عمى فعؿ‬
‫المقاولة‪ ،‬واتخاذه ليا كخيار ميني مستقبمي لتجسيد أفكاره وتحقيؽ طموحاتو‪.‬‬

‫وعميو فإف المقاربة النفسية الديموغرافية تجعؿ مف الشخص المقاوؿ‪ ،‬فردا مدفوعا مف‬
‫الداخؿ بجممة مف الدوافع والحاجات النفسية‪ ،‬التي تجعؿ يتحمؿ المسؤوليات ويواجو‬
‫المخاطر في سبيؿ تحقيؽ أىدافو وحاجتو لئلنجاز والتفوؽ‪ ،‬وموجو مف الخارج بمجموعة مف‬

‫‪1‬زينب شنوؼ‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.73‬‬


‫‪2‬ليميا بف صويمح‪ :‬سياسة التشغيل في الجزائر المؤسسة االقتصادية النسوية بعنابة نموذجا‪ ،‬أطروحة دكتوراه عموـ في‬
‫عمـ اجتماع التنمية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪119‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫القيـ والمعارؼ والقوانيف والحوافز‪ ،‬التي تغذي فكره وتوجياتو المينية الكتساح عالـ الشغؿ‪،‬‬
‫واالختيار بيف البدائؿ الممكنة لتحديد أدواره ومكانتو في المجتمع‪ ،‬ويساىـ في ذلؾ كؿ مف‬
‫النسؽ الثقافي والقيمي والديني السائد في المجتمع‪.‬‬

‫رغـ كؿ التفسيرات والتحميبلت التي قدميا ىذا االتجاه لفيـ الشخص المقاوؿ إال أنو‬
‫قوبؿ "بانتقادات كثيرة وذ لؾ نياية الثمانينات‪ ،‬كونو غير قادر عمى تقديـ شرح شامؿ لمظاىرة‪،‬‬
‫فمف الصعب شرح تصرؼ بيذا التعقيد باالعتماد فقط عمى بعض الصفات النفسية أو‬
‫الشخصية"‪.1‬‬

‫‪ -3‬المقاول وسير النشاط المقاوالتي‪:‬‬


‫تبقى الطروحات السابقة تشوبيا الكثير مف النقائص في معالجتيا لمشخص المقاوؿ‪،‬‬
‫وذلؾ لتركيز األولى عمى السياؽ التاريخي لظيور المقاوؿ وتطور ظاىرة المقاوالتية وحصرىا‬
‫في حدود نطاقيا االقتصادي‪ ،‬أما الثانية فاىتمت في تحميبلتيا وتفسيراتيا لمشخص المقاوؿ‬
‫عمى بعض الخصائص النفسية والديمغرافية المؤدية لبروزه وولوجو عالـ المقاوالتية‪ ،‬و"مؤخ ار‬
‫ىناؾ إقرار بأف محددات إنشاء المؤسسة مركبة ومتعددة األبعاد‪ ،‬وىذا ما ميد لظيور ىذه‬
‫المقاربة‪-‬سير النشاط المقاوالتي‪ -‬التي تحاوؿ اإلجابة عف سؤاؿ ماذا يفعل المقاول؟"‪ ،2‬وىذه‬
‫األخيرة غيرت وحدة التحميؿ مف المقاوؿ إلى الممارسة المقاوالتية‪ ،‬أي إلى ما يفعمو المقاوؿ‬
‫في مشروعو وما ىي اسياماتو االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وما ىي العوامؿ المساىمة في‬
‫إنجاح المشاريع الناشئة التي يسيرىا المقاولوف الجدد‪ ،‬ومف أىـ رواد ىذا االتجاه‪:‬‬
‫‪.Gartner, Drucker Bruyat et Julien‬‬

‫حيث نجد ‪ Drucker‬في أعمالو يعتبر أسباب نجاح المقاوؿ تكمف "في اإلبداع الذي‬
‫يعتبر وسيمة ضرورية لزيادة الثروات‪ :‬يجب عمى المقاوليف البحث عف مصادر اإلبداع‪ ،‬وعف‬

‫‪1‬الجودي محمد عمي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.9‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Ferlas Mohammed : op cit, p33.‬‬
‫‪120‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المؤشرات التي تدؿ عمى االبتكارات التي يمكنيا النجاح‪ ،‬ويجب عمييـ أيضا االطبلع عمى‬
‫المبادئ التي تسمح ليذه االبتكارات بالنجاح وتطبيقيا"‪.1‬‬
‫"‪ ...‬والمقاوؿ بالنسبة لو ىو ليس بالرأسمالي مع أنو بحاجة إلى رأسماؿ الستغبللو في‬
‫أي نوع مف أنواع النشاط االقتصادي‪ ،‬وليس مستثمرا‪ ،‬وليس موظفا‪ ،‬بؿ يمكف أف يكوف‬
‫شخصا يعمؿ بمفرده"‪.2‬‬

‫وعميو فإف ‪ Drucker‬يعتبر المقاوؿ ىو كؿ شخص ينشط في المجاؿ االقتصادي‪،‬‬


‫ىدفو التجديد واالبداع سواء في طرؽ التسيير أو في اإلنتاج لتحقيؽ الثروة‪ ،‬وليس بالضرورة‬
‫أف يكوف مالكا لرؤوس األمواؿ ألف باستطاعتو حؿ مشكمة التمويؿ بالمجوء إلى مصادر‬
‫مختمفة‪ ،‬وىذا ما يميزه عف الرأسمالي ونجده حاض ار في المشاريع الصغيرة كما الكبيرة الميـ‬
‫أف يكوف حامبل لفكرة المشروع وقاد ار تجميع الموارد وتنظيميا مف أجؿ اإلنجاز وتحقيؽ‬
‫النجاح‪.‬‬

‫ولتحقيؽ النجاح والفعالية التنظيمية اقترح ‪ Drucker‬مجموعة مف اإلجراءات لتنظيـ‬


‫المقاولة وحددىا في النقاط اآلتية‪":‬‬

‫‪ ‬تقسيـ العمؿ‬
‫‪ ‬تكويف أفراد مقاولتو واكسابيـ ميارات إبداعية‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيؽ بيف مختمؼ العمميات في المقاولة"‪.3‬‬

‫أما ‪ Gartner‬فركز بشكؿ أساسي عمى سير العمميات األساسية في إنشاء مشروع‬
‫جديد‪ ،‬حيث "قدـ نموذجا يصؼ عممية إنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬ىذا النموذج لو أربعة أبعاد‬
‫تتمثؿ في‪ :‬المحيط‪ ،‬الفرد‪ ،‬سير العممية والمؤسسة‪ ،‬يعتبر الباحث مجموع النشاطات التي‬

‫‪1‬الجودي محمد عمي‪ :‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص‪.9‬‬


‫‪ 2‬زينب شنوؼ‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Roger Aim: L’essentiel de la theéorie des organization, Gualion Editeur Les Carrés, Paris,‬‬
‫‪2006, p 130.‬‬
‫‪121‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تسمح بإنشاء مؤسسة جديدة كمتغير واحد ضمف النموذج الذي قدمو دوف إىماؿ األبعاد‬
‫األخرى‪ ،‬وتتمثؿ ىذه النشاطات فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬البحث عف الفرصة‪.‬‬
‫‪ -‬جمع الموارد‪.‬‬
‫‪ -‬تصميـ المنتج‪.‬‬
‫‪ -‬إنتاج المنتج‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تحمؿ المسؤولية أماـ الدولة والمجتمع‪".‬‬

‫وسنحاوؿ في الجدوؿ اآلتي التطرؽ كرونولوجيا ألىـ التعاريؼ التي أوردىا المفكروف‬
‫حوؿ شخص المقاوؿ‪ ،‬لفيـ فعؿ المقاولة في سياقو التاريخي‪.‬‬
‫الجدول (‪ :)02‬يوضح أهم التطورات الحاصمة في نظريات المقاوالتية وفي مفهوم المقاول‪.‬‬

‫ىو الشخص الذي يقوـ بتسيير مشاريع إنتاجية كبيرة‪.‬‬ ‫العصور‬


‫الوسطى‬
‫الشخص الذي يتعاقد مع السمطة العمومية لضماف تحقيؽ مختمؼ‬ ‫القرف ‪17‬‬
‫األعماؿ مع األرباح والخسارة‬
‫‪ :Richard Cantillon‬الشخص الدي ضماناتو غير أكيدة‪.‬‬ ‫‪1725‬‬
‫‪ :J.Baptistesay‬يميز بيف أرباح المقاوؿ واألرباح التي يحققيا‬ ‫‪1803‬‬
‫الرأسمالي‬
‫‪ :Francis Walker‬يفرؽ بيف الذيف يسيموف باألمواؿ ويحصموف عمى‬ ‫‪1876‬‬
‫األرباح وبيف الديف يحصموف عمى األرباح مف خبلؿ قدراتيـ التسييرية‪.‬‬
‫‪ :J.Schumpeter‬المقاوؿ ىو المبتكر والمطور لتكنولوجيا جديدة‪.‬‬ ‫‪1934‬‬
‫‪ :D.McClelland‬ىو الشخص الدي الديناميكي الذي يميؿ لممخاطرة‬ ‫‪1961‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Alain Fayolle : Introduction à l’entrepreneuriat, Dunod, Paris, 2005, p14.‬‬

‫‪122‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المحسوبة‪.‬‬
‫‪ :Peter Druker‬ىو الذي يعظـ الفرص‪.‬‬ ‫‪1964‬‬
‫‪ :Albert Shapero‬ىو الذي يستثمر فرص األعماؿ‪ ،‬ينظـ اآلليات‬ ‫‪1975‬‬
‫االجتماعية واالقتصادية ويتجمؿ مخاطر الفشؿ‪.‬‬
‫‪ :Karl Vesper‬ينظر لممقاوؿ بشكؿ مختمؼ مف طرؼ عمماء‬ ‫‪1980‬‬
‫االقتصاد‪ ،‬عمماء النفس‪ ،‬رجاؿ األعماؿ والسياسييف‪.‬‬
‫‪ :Gifford Pinchot‬ىو المقاوؿ داخؿ المؤسسة‪.‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪ :Robert Hisrich‬المقاوالتية ىي عممية إنشاء شيء مختمؼ وذات‬ ‫‪1985‬‬
‫قيمة مع تخصيص الوقت والجيد البلزـ وتحمؿ تكاليؼ المخاطرة‬
‫المالية‪ ،‬النفسية واالجتماعية‪ ،‬مقابؿ الحصوؿ عمى المكافآت المالية‬
‫والتقدير النفسي‪.‬‬
‫‪Source : Hissich&. Peters 1‬‬

‫عمى الرغـ مف مساعي المقاربات السابقة لفيـ وتفسير ظاىرة المقاولة‪ ،‬بالتعرض‬
‫لمختمؼ التحوالت الحاصمة لمفيوـ المقاوؿ والدوافع المحركة لو عمى فعؿ المقاولة‪ ،‬ومحاولة‬
‫صياغة الخصائص النفسية والشخصية المميزة لو‪ ،‬وتحديد العوامؿ المحيطية المساىمة في‬
‫إنشاءه لممشروع‪ ،‬إال أنيا تبقى دائما قاصرة لتركيزىا عمى جوانب معينة دوف األخرى‪ ،‬في‬
‫حيف أف فيـ ظاىرة المقاولة يتطمب دراسة وتحميؿ كافة أبعادىا مجتمعة اقتصادية‪،‬‬
‫اجتماعية‪ ،‬نفسية وثقافية‪ ،‬وىذ ا ما أدى إلى بروز النموذج السوسيولوجي الجديد‪ ،‬مف خبلؿ‬
‫رؤيتو الموسعة لممسار المقاوالتي والمركز عمى العوامؿ السوسيواقتصادية والنفسية والثقافية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪R.D. Hissich, M. Peters : Entrepreneurship, cite in, G.M. Eduardo, entrepreneurship and‬‬
‫‪economics, Working Paper Sseries, August, 2006, p3. Sur site‬‬
‫‪https://mpra.ub.uni-muenchen.de/2136/1/MPRA_paper_2136.pdf.le.60 /60 /0607‬‬
‫‪123‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ونظرتو لممقاولة مف خبلؿ طابعيا السوسيولوجي والدي يخضع لمعوامؿ التاريخية‬


‫واالجتماعية والييكمية والثقافية لمجتمع معيف"‪.1‬‬

‫‪ -4‬المقاول وفق مقاربة المقاوالتية االجتماعية‪:‬‬


‫"المقاوالتية االجتماعية حاضرة في األدبيات الغربية لدى كؿ مف ‪Brouard et‬‬
‫‪ ،Larivet 2009 Neubaum et Shulman 2006‬وأيضا ىناؾ وعي حوؿ تعدد أبعد‬
‫ىذا المفيوـ واحتوائو لزاويتيف أو جانبيف‪ :‬المقاوالتية والمجتمع‪.‬‬

‫فحسب كؿ مف ‪ Predo et Mclean‬فإف الزاوية األولى "المقاوالتية" تتصؿ ببداية‬


‫األنشطة وخمؽ القيمة لممقاوؿ ولممجتمع‪ ،‬فالمقاوؿ يستخدـ االبتكار‪-‬التجديد‪-‬لتحديد فرص‬
‫األعماؿ‪ ،‬وينظـ الموارد المتاحة لو لتحقيؽ األىداؼ المحددة‪.‬‬

‫أما الزاوية الثانية حسب )‪ (Brickerhoff et Tan‬فتتصؿ "بالميمة االجتماعية"‪،‬‬


‫والتي توضح العناصر الرئيسية التي تميز المقاوالتية االجتماعية عف المقاوالتية الكبلسيكية‪،‬‬
‫ومف دوف ىذه الميمة ال تكوف في الحقيقة مقاوالتية اجتماعية‪ ،‬وىذه الميمة االجتماعية في‬
‫بعض األحياف مدمجة في ميمة اقتصادية‪ .‬تقوـ المقاولة االجتماعية بدور الفاعؿ في التغيير‬
‫االجتماعي بطريقة عقبلنية واعية وبشكؿ تطوعي وغير عشوائي"‪.2‬‬

‫لكف أساس المقاولة االجتماعية ىي وجود المقاوؿ االجتماعي الذي يتسـ حسب‬
‫‪ " M.Grannovetter‬بخصائص شخصية فريدة تميزه عف باقي األفراد وخصائص‬
‫اجت ماعية تتمثؿ في التضامف وروح العمؿ الجماعي والتعاوف‪ ،‬باإلضافة إلى خصائص‬
‫ثقافية مثؿ القيـ وتأثيرىا عمى الفعؿ المقاوالتي"‪.3‬‬

‫‪1‬بدراوي سفياف‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Sophie Brouard ;Ouafa Sakka : Op cit, p49.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jean-Louis Laville, Encastrement et nouvelle sociologie économique : de Granovetter a‬‬
‫‪Polanyi et Mauss, Revue Interventions écomiques En ligne, n° 38, 2008, consulté le 14‬‬
‫‪février 2018. URL : http://journals.openedition.org/interventionseconomiques/245‬‬
‫‪124‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وبالتالي فاف المقاولة االجتماعية ىي مجموعة األنشطة وعمميات اإلنشاء الساعية‬


‫لتحقيؽ الربح وتعظيـ الفوائد‪ ،‬وفي نفس الوقت إلى تدعيـ القيمة االجتماعية‪ ،‬أي أف المقاولة‬
‫االجتماعية تسعي إلى خمؽ قيمة اقتصادية واجتماعية جديدة معا في الوقت نفسو‪ ،‬وذلؾ عف‬
‫طريؽ دمج المقاوليف لؤلىداؼ االجتماعية واالقتصادية والبيئية في أنشطتيـ والسعي‬
‫لتحقيقيا‪ ،‬بما يعود بالفائدة لجميع األطراؼ المساىمة والفاعمة والحاضنة‪ ،‬وىذا النوع مف‬
‫المقاوليف ىو النموذج الذي تتمحور عميو دراستنا‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)03‬يوضح خصائص كل من المقاول االجتماعي والمقاول االقتصادي‬

‫المقاولون االقتصاديون‬ ‫المقاولون االجتماعيون‬


‫الخبرات والقدرات الشخصية‬ ‫الخبرات الجماعية‬ ‫القوى‬
‫األرباح المالية‬ ‫تنمية القدرات‬ ‫التوجهات‬
‫قصيرة المدى‬ ‫طويمة المدى‬ ‫الرؤية‬
‫غير محددة‬ ‫محددة برؤية‬ ‫كمية اإلنتاج والخدمات‬
‫الربح ىو الغاية‬ ‫الربح وسيمة‬ ‫األرباح‬
‫توزيعيا عمى المسيميف‬ ‫اعادة استثمارىا‬
‫األصوؿ الشخصية وأصوؿ‬ ‫فعالية التنظيـ‪ ،‬الصورة‪،‬‬ ‫المخاطر‬
‫المستثمريف‬ ‫الثقة‬
‫تابع لرب العمؿ ولتوجيياتو‬ ‫جعؿ التنظيـ غير تابع‬ ‫االستقاللية‬
‫لممانحيف‬

‫‪Source : Sophie Brouard ; OuafaSakka1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Sophie Brouard ;OuafaSakka :op.cit., p59.‬‬
‫‪125‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ومما سبؽ يمكف القوؿ أف المقاوؿ لـ يعد ذلؾ الشخص المخاطر‪ ،‬الذي يقوـ بتركيبات‬
‫جديدة لوسائؿ اإلنتاج مف أجؿ لتحقيؽ الفوائد وتعظيـ األرباح الشخصية فقط‪ ،‬بؿ أصبح‬
‫بمثابة الفاعؿ االقتصادي واالجتماعي الذي يسعى إلى االستفادة مف خبرات جميع شركائو‪،‬‬
‫ويحرص عمى تنميتيا ويممؾ رؤية واضحة‪ ،‬وىدفو ىو تحقيؽ المصالحة العامة مف خبلؿ‬
‫الموازنة بيف المصالح االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -5‬المقاول من منظور ديني‪:‬‬


‫لقد ساىمت بعض الديانات الوضعية والسماوية في بروز فئة المقاوليف‪ ،‬وذلؾ مف‬
‫خبلؿ قيميا وتعاليميا التي تشجع الفرد عمى مزاولة األعماؿ‪ ،‬بحيث جعمت مف العمؿ قيمة‬
‫إنسانية وأخبلقية سامية فيو رفعة وتعفؼ‪ ،‬خاصة منيا الديانة اإلسبلمية والمذىب‬
‫البروتستانتي‪.‬‬

‫‪ 1-5‬ماكس فيبر‪:‬‬
‫قدـ ماكس فيبر في كتابو "األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية" سنة ‪،1905‬‬
‫تفسي ار وتحميبل سوسيو‪-‬اقتصاديا لمعوامؿ المؤدية لنشأة الرأسمالية في المجتمع الغربي‪،‬‬
‫وبروز فئة المقاوليف الرأسمالييف‪ ،‬حيث "اعتبر أف المقاولة خاصية غربية ترتبط بأخبلقيات‬
‫معينة‪ ،‬وبالتحديد األخبلؽ البروتستانتية‪ ،‬واعتناؽ ىذه األخيرة يقود إلى قياـ نظاـ اقتصادي‬
‫رأسمالي الذي ىو أساس التطور االقتصادي"‪.1‬‬

‫ووفقا لممنظور الفيبري فإ ف "الرأسمالية بمختمؼ أشكاليا وجدت في العديد مف األقطار‬


‫وفي مختمؼ األنشطة‪ ،‬فوجد تجار الجممة أو التجزئة‪ ،‬الدائنوف‪ ،‬القروض والمصارؼ‪ ،‬أسواؽ‬
‫التمويؿ والعمميات العقارية في اليند‪ ،‬الصيف‪ ،‬بابؿ‪ ،‬مصر‪ ،‬في العصور القديمة‬
‫والوسطى‪...‬إلخ‪ ،‬لكنيا اتسمت بالبلعقبلنية‪ ،‬عكس ما عرفو المجتمع األوروبي مف عقبلنية‬

‫‪1‬‬
‫‪Khaled Bouabdallah et Abdallah Zouache : Entrepreneuriat et développement‬‬
‫‪économique , les cahiers du CREAD, Alger, n 73, 2005, p2.‬‬
‫‪126‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫إنتاجية وتنظيمية مبنية عمى أسس األخبلؽ والقيـ الدينية البروتستانتية"‪ ،1‬وبالتالي فعمى رغـ‬
‫مف انتشار بعض األنشطة الربحية والتجارية في المجتمعات القديمة‪ ،‬إال أنيا ال ترقى إلى‬
‫مستوى الفعؿ العقبلني الذي يقوـ عمى العمـ والتنظيـ‪ ،‬كوف ىدفيا الرئيسي ىو تعظيـ األرباح‬
‫واكتناز الثروة دوف أي وازع ديني أو أخبلقي يضبط نشاطيا‪ ،‬ولذلؾ فإف "‪ ...‬الرأسمالية لـ‬
‫تشيد إال في الغرب انتشارىا الكبير وأنماطيا وأشكاليا وميوليا‪ ،‬التي لـ تبرز في أي مكاف‬
‫آخر"‪.2‬‬

‫ويرجع ماكس فيبر األسباب المؤدية لبروز المقاوليف الغربييف‪ ،‬لمقيـ والتعاليـ التي‬
‫تنادي إلييا الديانة البروتستانتية خاصة المذىب الكالفيني‪..." ،‬التي ىي التقشؼ وعقبلنية‬
‫االنفاؽ والتوفير واستثمار األمواؿ في المشاريع االقتصادية ذات النفع العاـ‪ .‬مع اإليماف‬
‫بالقيـ االقتصادية التي رأسيا اإلخبلص في العمؿ والصدؽ واإليثار والتخمي عف االستيبلؾ‬
‫المظيري واالبتعاد عف التبذير واضاعة الثروة"‪.3‬‬

‫وكما الحظ ماكس فيبر أثناء مراجعتو لئلحصائيات المينية في ألمانيا خبلؿ تمؾ‬
‫الفترة‪ ،‬أف ىناؾ ارتباط وثيؽ بيف طبيعة األعماؿ والوظائؼ والطوائؼ الدينية المتعددة فيقوؿ‪:‬‬
‫"‪...‬أف رجاؿ األعماؿ وأصحاب الحيازات الرأسمالية‪ ،‬وكذلؾ ممثمي الشرائح العميا المصنفة‬
‫مف اليد العاممة‪ ،‬وفوؽ ذلؾ‪ ،‬المبلؾ التقني والتجاري ذا الثقافة الرفيعة في المؤسسات‬
‫الحديثة‪ ،‬ىـ بأغمبية كبيرة مف الطائفة البروتستانتية"‪ ،4‬بمعنى أف انتماء الفرد لبعض‬
‫الطوائؼ والمذاىب الدينية دور في تحديد طبيعة الوظيفة والدور الذي سيشغمو في النسؽ‬
‫االجتماعي‪ ،‬كما تصبغ شخصيتو ببعض الخصائص والسمات التي قد تجعؿ منو فردا مباد ار‬

‫‪1‬بدراوي سفياف‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.70‬‬


‫‪2‬ماكس فيبر‪ :‬األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية‪ ،‬ترجمة محمد عمى مقمد‪ ،‬لبناف‪ ،‬دوف سنة‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪3‬مولود زايد الطبيب‪ :‬دور التنشئة السياسية في تنمية المجتمع‪ ،‬المؤسسة العربية الدولية لمتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪،2001 ،‬‬
‫ص‪.68‬‬
‫‪4‬ماكس فيبر‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪127‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يسعى إلى التممؾ والكسب‪ ،‬ويعتمد عمى الطرؽ العممية في تسيير أعمالو‪ ،‬وعمى إعماؿ‬
‫العقؿ في تحديد الفرص المربحة ودرجة المخاطرة‪ ،‬وعمى الحسبة والرشادة في إنفاؽ أموالو‬
‫لتحقيؽ تراكـ الثروة‪.‬‬

‫وفي الحقيقة ىذه إشارة مباشرة مف ماكس فيبر لمدور األساسي الذي لعبتو الديانة‬
‫البروتستانتية‪ ،‬في تشكؿ الفكر الرأسمالي الغربي الذي يقوـ عمى النزعة الفردانية والعقبلنية‪،‬‬
‫وبروز فئة المقاوليف المتميزيف الذيف تخضع جؿ عبلقاتيـ وتعامبلتيـ االقتصادية لمنطؽ‬
‫العقؿ والحساب‪ ،‬وىذا ما جعؿ منيـ أفرادا مبادريف ومبدعيف قادريف عمى تجاوز المخاطر‬
‫والبليقيف واستبعاد الخوؼ والفشؿ‪ ،‬وبالتالي فإف "‪ ...‬البروتستانتية ىي السبب أو العامؿ‬
‫المستقؿ والرأسمالية ىي النتيجة أو العامؿ المعتمد‪ .‬وىنا يتمكف ماكس فيبر مف تفسير‬
‫العبلقة السببية بيف العامؿ المستقؿ والعامؿ التابع عف طريؽ نظريتو السببية"‪ ،1‬باعتبار أف‬
‫األفراد الغربي مدفوع بقيـ العمـ والعمؿ الجاد والتقشؼ والعقبلنية وتحقيؽ تراكـ الماؿ‬
‫واستثماره‪ ،‬والرغبة في الخبلص وانتشار النظاـ الرأسمالي‪.‬‬

‫‪ 2-5‬غاري تريبو‪:‬‬
‫نجد" ‪ 1995 Garey Tribou‬في كتابو "المقاول المسمم‪ :‬اإلسالم والعقالنية‬
‫المؤسساتية"‪ ،‬ركز عمى أىمية وأثر الديف عمى نجاح المقاوالتية‪ ،‬مستندا في ذلؾ عمى‬
‫فرضية ‪ Weber‬حوؿ الديف اإلسبلمي‪ .‬في نظر ىذا الكاتب المقاوالتية اإلسبلمية ال يتـ‬
‫تحديدىا فقط بالمعتقدات والخضوع إلى السمطة اإلليية‪ ،‬فالمقاوؿ المسمـ يتميز بالحرية‬
‫الفردية‪ ،‬العقبلنية في إدارة المخاطر في المؤسسة‪ ،‬اإلبداع واالبتكار االقتصادي"‪.2‬‬

‫كما أف الكثير مف النصوص القرآنية واألحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬تحث األفراد عمى‬
‫ممارسة األعماؿ والكسب الحبلؿ والمشروع‪ ،‬بحيث تقدس العمؿ وتجعمو في مرتبة العبادات‪،‬‬

‫‪1‬مولود زايد الطبيب‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.68‬‬


‫‪2‬عرابش زينة‪ ،‬ثابتي الحبيب‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪128‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وكما بينت طرؽ تحصيؿ الثروة وكيفية استثمارىا وتصريفيا لتحقيؽ المنفعة العامة‪ ،‬ويقوؿ‬
‫جؿ جبللو‪" :‬ولقد مكناكـ في األرض وجعمنا لكـ فييا معايش قميبل ما تشكروف"‪(.‬سورة‬

‫األعراؼ‪ ،‬اآلية‪ ،)10‬وأيضا نجد حديث الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ‪" :‬التاجر الصدوؽ األميف‬
‫مع النبييف والصديقيف والشيداء"‪( .‬رواه الترمذي‪ 1987 ،‬رقـ ‪ ،1209‬ص‪.1)515‬‬

‫وبذلؾ نجد اإلسبلـ يشجع األفراد إلى السعي لمكسب الحبلؿ‪ ،‬وبارؾ في التجارة والتاجر‬
‫األميف الذي يخمص في عممو‪ ،‬وقنف معامبلتو بجممة مف القيـ واألحكاـ كتحريـ الربا‬
‫واالحتكار والغش والتطفيؼ في المكاييؿ واألوزاف‪ ،‬والمتاجرة في المحرمات التي أضرارىا‬
‫أكثر مف منافعيا‪ ،‬وحثيـ عمى اإلتقاف والصدؽ‪ ،‬واالكتتاب في المعامبلت المالية وجعميا‬
‫مف مسؤولياتو تجاه الناس في الدنيا وأماـ اهلل في اآلخرة‪ ،‬كؿ ىذه األحكاـ والقيـ األخبلقية‬
‫والشرعية ىي بمثابة الحوافز المشجعة والموجية لؤلفراد لممارسة األعماؿ‪ ،‬وتنظيميا تنظيما‬
‫عقبلنيا رشيدا لتعود بالفائدة والمنفعة عمى الخاص والعاـ‪.‬‬

‫كما توصؿ تريبو مف خبلؿ مقارنتو لبعض اآليات القرآنية واألحاديث النبوية‬
‫بالنصوص الموجودة في العقيدة البروتستانتية‪ ،‬إلى وجود ارتباطات وتقاربات بيف القيـ‬
‫اإلسبلمية وعقبلنية المؤسسة‪ ،‬ونفى وجود تعارض بيف العقيدة اإلسبلمية وروح المقاولة‪ ،‬وىذا‬
‫يؤكد صحة طرح ماكس فيبر عف المقاوؿ المسمـ بأنو ال يتميز فقط باعتقاده وخضوعو‬
‫لمسمطة اإلليية‪ ،‬لكف يتميز أيضا بيامش مف الحرية والفردانية وأنو عقبلني ورشيد في ق ارراتو‬
‫التسييرية لمعمميات االقتصادية‪ ،‬ويسعى لئلبداع واالبتكار ويتحمؿ المخاط‬

‫‪1‬عرابش زينة‪ ،‬ثابتي الحبيب‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.242‬‬


‫‪129‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)04‬يمخص النتائج التي توصل إليها تريبو‪.‬‬

‫نتائج ‪Garey Tribou‬‬


‫إف النظاـ اإلسبلمي يشجع الممكية الخاصة ويعززىا اف كانت مف مصادر‬ ‫‪1‬‬
‫مشروعة ويحظر التعامؿ بالربا‪.‬‬
‫الديف اإلسبلمي يشجع عمى الثراء والرفاه االقتصادي‪ ،‬وتحقيؽ الذات بالطريقة‬ ‫‪2‬‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫اإلسبلـ يشجع العمؿ التجاري والصناعي‪ ،‬إضافة إلى أنو يقبؿ ويؤكد عمى‬ ‫‪3‬‬
‫االبتكار ماعدا في مسائؿ الديف‬
‫اإلسبلـ يقوـ عمى أساس تحقيؽ منافع المقاوؿ الخاصة ومنافع المجتمع عمى‬ ‫‪4‬‬
‫حد سواء‪ ،‬فبل يجوز تحقيؽ الربح والثروة دوف استفادة المجتمع مف ذلؾ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬عرابش زينة‪ ،‬ثابتي الحبيب‬

‫كما "أشار ‪ Michel Marchesnay, Pierre-André Julien‬إلى أف العالـ‬


‫اإلسبلمي في القرنيف العاشر والحادي عشر عرؼ استعماؿ بيوت الماؿ‪ ،‬في حيف ظيرت‬
‫البورصات الميمة في أمسترداـ وبراغ ولندف‪ ،‬أيف كانت تتـ المبادالت والمعامبلت المادية‪،‬‬
‫إال مع سنوات ‪ 1409‬و‪ 1530‬و‪ 1554‬عمى التوالي"‪.2‬‬

‫كؿ ىذا يؤكد عمى أف الديف اإلسبلمي حريص عمى نشر وتنمية روح المقاوالتية‬
‫المسؤولة لدى األفراد‪ ،‬ويشجعيـ عمى فعؿ المقاولة‪ ،‬كما أحاطيـ بمجموعة مف القيـ‬
‫واألخبلؽ واألطر التنظيمية لؤلعماؿ والمؤسسات المالية مف صناديؽ الزكاة والبنوؾ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬التي ال تعتمد في تعامبلتيا عمى الربا‪ ،‬وقديما كاف ىناؾ ما يعرؼ ببيت ماؿ‬
‫المسمميف‪ ،‬الذي تودع فيو الزكاة والصدقات والخراج التي يؤتييا أصحاب النصاب واىؿ‬

‫‪1‬عرابش زينة‪ ،‬ثابتي الحبيب‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.246‬‬


‫‪2‬بدراوي سفياف‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪130‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الخيرات لممساكيف والمحتاجيف‪ ،‬مما يضمف عدالة تقسيـ الثروات ويحقؽ الرعاية االجتماعية‬
‫لجميع فئات المجتمع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع المقاولين‪:‬‬


‫تعددت التصنيفات التي أوجدىا المفكروف والدارسوف مف أجؿ التمييز بيف أنواع‬
‫المقاوليف‪ ،‬لكف سنحاوؿ التعرض ألىـ ىذه التصنيفات واستعراضيا لمتعرؼ أكثر فأكثر عمى‬
‫أنواع المقاوليف‪.‬‬

‫‪ -1‬المقاول في الدراسات الغربية‪:‬‬


‫‪ 1-1‬توصؿ ‪ J.Laufer‬مف خبلؿ دراستو المنجزة في الفترة الممتدة بيف ‪1970 -1950‬‬
‫حوؿ ‪ 60‬حالة انشاء لممؤسسات إلى التمييز بيف أربعة أنواع مختمفة لممقاوليف وىي‪":‬‬
‫‪ ‬المقاوؿ المسير أو المبدع‪ :‬ويتميز بتكوينو العالي‪ ،‬ولو مسار ميني ساطع في‬
‫المؤسسات الكبرى وىذا النوع مف المقاوؿ محفز برغبة اإلنشاء والسمطة‪ .‬أىدافو‬
‫تتمحور حوؿ التطوير واإلبداع‪.‬‬
‫‪ ‬المقاوؿ المالؾ الساعي لمنمو‪ :‬ىدفو النمو‪ ،‬والتطور حاضر دائما لدى ىؤالء المقاوليف‪،‬‬
‫وكذلؾ االستقبللية المالية تعد بالنسبة لو ىدؼ أساسي ويسعى لمموازنة بيف اليدفيف‬
‫النمو واالستقبللية المالية‪ .‬ودوافعو إلنشاء المؤسسة تقريبا كتمؾ التي لدى الصنؼ‬
‫األوؿ باإلضافة إلى حاجتو الممحة لمسمطة‪.‬‬

‫‪ ‬المقاوؿ الرافض لمنمو‪ :‬ىذا النوع مف المقاوليف يرفض النمو ويبحث عف الكفاءة‪ .‬ىذا‬
‫المقاوؿ يسعى بشكؿ واضح ليدؼ االستقبلؿ ويرفض النمو مما قد يؤدي إلى عدـ‬
‫تحقيؽ ىدفو األساسي‬
‫‪– ‬االستقبللية‪ .-‬دوافعو متمركزة حوؿ الحاجة لمحكـ والسمطة‪ .‬والتوجو الفني لممقاوؿ‬
‫ولممؤسسة حاضر بقوة في غالب األحياف‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬المقاوؿ الحرفي‪ :‬نجد مثؿ ىذا النوع مف المقاوؿ قد سبقت اإلشارة إليو ودافعو الرئيسي‬
‫ىو الحاجة لبلستقبلؿ وىدفو األساسي ىو بقاء المؤسسة‪ .‬اذف بالنسبة لو االستقبلؿ ىو‬
‫األكثر أىمية مف النجاح االقتصادي"‪.1‬‬

‫‪ 2-1‬دراسة ‪ Schumpeter‬والتي حدد فييا أربعة أنواع لممقاوليف‪:‬‬

‫‪ ‬تجار صناعيوف )‪ (Le fabricant commerçant‬الذي غالبا ما يقدـ مشروعا‬


‫رأسماليا‪ .‬ويقوـ بوظائؼ متعددة‪ ،‬انتقؿ إليو النشاط عف طريؽ التوارث‪.‬‬
‫‪ ‬رواد الصناعة )‪ (Le capitaine d’industrie‬الذي تحركو مصالحو الشخصية‪،‬‬
‫بيدؼ التممؾ أو السيطرة عمى األعماؿ‪.‬‬
‫‪ ‬المدير األجير )‪ (Le directeur salarie‬يتمتعوف بمكانة خاصة‪ ،‬فقد يكوف ميتما‬
‫أو غير ميتـ بنتائج المؤسسة‪ ،‬وفي كؿ األحواؿ فإف سموكو مختمؼ عف سموؾ‬
‫المقاوؿ‪.‬‬
‫‪ ‬المقاوؿ المؤسس ويساىـ بشكؿ كبير في المراحؿ األولى مف حياة المؤسسة‪،‬‬
‫‪ ‬المقاوؿ المؤسس )‪ (Le fondateur‬يشارؾ بقوة في المراحؿ األولى مف انشاء‬
‫المؤسسة‪ ،‬فيو الذي يطمؽ المشروع‪ ،‬لكف سرعاف ما ينسحب"‪.2‬‬

‫‪ 3-1‬وفي دراسة أخرى كانت حوؿ "الخصائص الرئيسية لممقاولين والتي تعد بمثابة‬
‫مفاتيح النجاح ألي مشروع واشتممت الدراسة عمى ‪ 250‬مقاوال"‪.‬‬
‫وقد توصؿ الباحث فييا إلى اقتراح ثبلثة عشر خاصية رئيسية‪ ،‬يعتبرىا محددة لنجاح‬
‫المشروع ومف أىميا ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬الرغبة في التغيير وتشير ىذه الخاصية إلى الرغبة في تغيير الوضعيات‪ ،‬المكانة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪AlianFayolle : le métier de créateurd’entreprise, alliance des consultants industriels‬‬
‫‪francophones, Editions d’Organisation, 2003 P 56-57.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪AlianFayolle :,Ibid, p 59.‬‬
‫‪132‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬التحدي‪ :‬يدفع الرغبة لؤلماـ‪ ،‬ويتحدى المصاعب‪.‬‬


‫‪ ‬التضحية‪ :‬النجاح يتطمب التضحية‪ ،‬الجيد بالماؿ‪ ،‬بالوقت‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة‪ :‬تشير ىذه الخاصية إلى المقاوؿ المشارؾ أي العمؿ الجماعي‪.‬‬
‫‪ ‬عالمية‪ :‬المقاوؿ العالمي‪ ،‬التعامؿ مع مختمؼ المتعامميف في السوؽ‪.‬‬
‫‪ ‬القائد‪ :‬خاصية كاريزمية لممقاوؿ الناجح‪.‬‬
‫‪ ‬استراتيجي‪ :‬تسطير األىداؼ وفؽ خطة إستراتيجية‪.‬‬
‫‪ ‬ذو رؤية‪ :‬التطمع نحو المستقبؿ والبحث عف النمو والتطور"‪.1‬‬

‫وعميو فإف نجاح المقاوؿ غير مرىوف بالمسارات االجتماعية أو العوامؿ االقتصادية‬
‫والمادية لو فقط‪ ،‬بؿ نجاح المقاوؿ يتطمب توافر جميع العوامؿ االجتماعية واالقتصادية‬
‫والشخصية والتنسيؽ بينيا‪ ،‬مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ المنشودة والمتمثمة في إنشاء المشروع‬
‫والحفاظ عمى استم ارره وتحقيؽ النجاح لو‪.‬‬

‫‪ -2‬المقاول في الدراسات الجزائرية‪:‬‬


‫قد يعتقد البعض أف فئة المقاوليف الجزائرييف ظيرت إباف فترة االستقبلؿ‪ ،‬لكف الكتابات‬
‫واألدبيات التاريخية تشير إلى وجودىا في فترات تاريخية قديمة انطبلقا مف الحقبة العثمانية‪،‬‬
‫أي مرحمة بداية تشكؿ الرأسماؿ الجزائري الخاص‪ ،‬والذي شكمو أصحاب الميف والحرؼ‬
‫والتجار ومبلؾ األراضي‪ ،‬لكف ينحصر نشاط ىؤالء في ممارسة بعض األنشطة الحرفية‬
‫والزراعية والتجارية البسيطة‪ ،‬والتي تنحصر في قطاع الصناعات اإلنتاجية والتحويمية‬
‫الخفيفة الموجية لبلستيبلؾ المحمي‪ ،‬وتتمركز معظميا في المدف الكبرى مثؿ–قسنطينة‪،‬‬
‫العاصمة‪ ،‬تممساف‪ ،-‬لكف تطورىا وبروزىا بشكؿ كبير كاف بعد االستقبلؿ خاصة في فترة ما‬
‫بعد الثمانينيات‪ ،‬جراء التحوالت واالنفراج الحاصؿ في التوجيات االقتصادية والسياسية‬
‫واالجتماعية لمدولة‪ ،‬ومف أىميا االعتراؼ بالممكية الفردية واعتبار القطاع الخاص مكمؿ‬

‫‪1‬شويمات كريـ‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.108-107‬‬


‫‪133‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لمقطاع العاـ‪ ،‬كؿ ىذا بيدؼ تجسيد وتحقيؽ التنمية االقتصادية واالجتماعية والخروج مف‬
‫دائرة التخمؼ الذي يعاني منو المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫‪ 1-2‬وقد قاـ ‪ Penef Jean‬بدراسة في الجزائر العاصمة سنة ‪ 1970‬عمى ‪ 220‬مالؾ‬


‫ومسير مؤسسة‪ ،‬بيدؼ التعرؼ عمى أنواع المقاوليف الجزائرييف‪ ،‬وسعى في دراستو لمتعرؼ‬
‫عمى العوامؿ االجتماعية المحفزة عمى ظيور طبقة المقاوليف الجزائرييف‪ ،‬والتعرؼ عمى‬
‫أصوليـ االجتماعية "وقد توصؿ إلى التمييز بيف ثبلثة أنواع مختمفة اعتمادا عمى عينة‬
‫متكونة مف‪ 217‬مقاوؿ موزعة كاآلتي‪ :‬المقاوليف غير المسيريف وعددىـ ‪ ،60‬المقاوليف‬
‫التجار وعددىـ ‪ ،94‬والمقاوليف العماؿ وعددىـ ‪.1"63‬‬

‫‪ ‬مقاولون التجار‪ :‬عموما ىؤالء المقاولوف برزوا في أوساط عائبلت تجارية غنية مف‬
‫الشرؽ الجزائري‪ ،‬اكتسبوا الماؿ والخبرة التجارية منذ الصغر وكما يحضوف بمستوى‬
‫تعميمي بسيط نتيجة التحاقيـ بالمدارس الجزائرية العربية والزوايا القرآنية‪ ،‬وبالتالي‬
‫"معظـ الصناعييف الذيف يتراوح سنيـ ‪50‬سنة إلى ‪60‬سنة في (‪ )1970‬جاءوا مف‬
‫التجارة الكبيرة ‪ ...‬تعمموا في مدارس ابف باديس ألف عائبلتيـ شاركت في جمعية‬
‫العمماء‪ ،‬حركة اإلصبلح اإلسبلمية واحياء المغة والثقافة اإلسبلمية‪ ،‬ىذه العائبلت‬
‫‪2‬‬
‫كانت ميتمة لتحديث االقتصاد‪".‬‬
‫وقد انتيز ىؤالء المقاولوف فرصة صدور قانوف االستثمارات لسنة ‪ ،1966‬الذي وضع‬
‫الكثير مف الضمانات واالمتيازات في يد المستثمر الجزائري وفرض مزيدا مف الرقابة عمى‬
‫االستثمار األجنبي‪ ،‬وقد تضمف األمر رقـ‪ 284-66 :‬المؤرخ في‪" 1966/09/15 :‬الذي لـ‬

‫‪1‬‬
‫‪Penef Jean : Industriels Algériens, centre de recherches et d’études sur les sociétés‬‬
‫‪Méditerranéennes, Edition Centre National de la Recherche Scientifique, Paris, 1981 p 38.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Penef Jean :Les chefs d’entreprises en Algérie, In Acte du colloque : Entreprises et‬‬
‫‪entrepreneurs en Afrique, Harmattan, Paris, 1983, p571.‬‬
‫نقبل عف نيار نعيمة‪ :‬الخمفية المينية واالجتماعية لمشباب المنشئ لممؤسسات المصغرة‪ ،‬دراسة عمى عينة مف الشباب‬
‫المستثمر في الوكالة الوطنية لدعـ تشغيؿ الشباب فروع الجزائر وسط‪ ،‬رسالة ماجيستير في عمـ االجتماع‪ ،‬كمية العموـ‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008-2007 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪134‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يستبعد االستثمارات األجنبية رغـ أنو كاف موجيا بالدرجة األولى لبلستثمار الخاص الوطني‪،‬‬
‫خدمة ليدؼ الحكومة المتمثؿ في تمويؿ االقتصاد عف طريؽ المؤسسات الوطنية في إطار‬
‫توجو سياسي ىدفو التحرر مف الييمنة األجنبية"‪.1‬‬
‫وكنتيجة لبلمتيازات والضمانات التي وضعتيا الدولة لممقاوليف الخواص‪ ،‬أسس ىؤالء‬
‫التجار مشاريعا يسيروىا ويشرفوف عمييا‪ ،‬لكف اىتماميـ كاف منصبا عمى األعماؿ التجارية‪،‬‬
‫"ىؤالء المقاوليف السيما الذيف ىـ عمى رأس مصانع كبيرة تطغى عمى أكثرىـ تصرفات‬
‫تجارية‪ ،‬بحيث يمارسوف ميمة بيع المنتوجات ويعتمدوف عمى تقنيات بسيطة إال أنيا تحقؽ‬
‫الكفاية اإلنتاجية ويشغموف الطمبة أو موظفيف صغار في اإلدارة العمومية‪ ...‬وعمى عكسيـ‬
‫فاف التجار الصغار يعرضوف ىذه الوظائؼ عمى أفراد العائمة‪ ،‬أخ في التسيير اإلداري‪،‬‬
‫وآخر في المصمحة التجارية والثالث تقني"‪.2‬‬
‫‪ ‬المقاولون العمال‪ :‬يتميز ىذا النوع مف المقاوليف بممارستيـ لبعض األنشطة والحرؼ‬
‫العصرية‪ ،‬ويتمركزوف في المدف الكبرى التي تعرؼ حركية اقتصادية ورواجا تجاريا‪،‬‬
‫وقد كانت ليـ خبرة سابقة في تسيير المشاريع أو مارسوا أعماال في مؤسسات جزائرية‬
‫بعد االستقبلؿ خاصة في فترة التسيير الذاتي‪ ،‬أو اشتغموا في الدوؿ الغربية خاصة‬
‫فرنسا كعماؿ أو أصحاب مشاريع صغيرة بصفتيـ جزائرييف مغتربيف استطاعوا جمع‬
‫رؤوس األمواؿ‪ ،‬وليـ الخبرة المينية والتجربة الميدانية الكافية إلنشاء مشاريع جديدة‪ ،‬أو‬
‫تسيير تمؾ التي خمفيا المستوطنوف الفرنسيوف‪ ،‬وحسب تعبير جان بيناف‪ " :‬أنيـ عبارة‬
‫عف عماؿ مؤىميف‪ ،‬مستخدميف في اإلدارة‪ ،‬إطارات متوسطة‪ ،‬أرادوا تحسيف دخميـ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://droit7.blogspot.com/2013/11/blog-post_601.html‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Penef Jean :Les chefs d’entreprises en Algérie, Op.cit, p570.‬‬
‫(نقبل عف نيار نعيمة‪ :‬الخمفية المينية واالجتماعية لمشباب‪ ،‬ص‪.)42‬‬

‫‪135‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يشتركوف فيما بينيـ أثنيف أو ثبلثة‪ ....‬يستأجروف أو يشتروف آالت قديمة ويبيعونيا‬
‫بعد تحويؿ نشاطيـ إلنتاج منتوج آخر"‪.1‬‬

‫وكؿ ىذه العوامؿ شجعت ىؤالء األفراد لمتوجو لممارسة األعماؿ عمى اختبلؼ‬
‫شاكمتيا ونوعيا‪ ،‬مف إنشاء لورشات حرفية ومحبلت تجارية ومقاىي وفنادؽ‪ ،‬نتيجة‬
‫لتوفر رؤوس األمواؿ والخبرة والتجربة المينية المكتسبة إما في الجزائر أو في الدوؿ‬
‫الغربية‪ ،‬وعمى الرغـ مف مستواىـ التعميمي المحدود إال أف لو أثر واضح عمى بروز‬
‫فئة المقاوليف العماؿ في الجزائر‪.‬‬

‫‪ ‬أصحاب المشاريع غير المسيرين‪ :‬وىـ مف مبلؾ المؤسسات وال يباشروف أمور‬
‫التسيير بأنفسيـ إال أنيـ"‪ ...‬يشغموف أعماال أخرى مالكي عقارات‪ ،‬استيراد‬
‫وتصدير‪ ،2"...‬فمنيـ مف يعتمد عمى الكفاءات واإلطارات المحمية مف المسيريف‬
‫الجزائرييف‪ ،‬ومنيـ البعض اآلخر المذيف يعتمدوف في تسيير مؤسساتيـ عمى الكفاءات‬
‫والمسيريف األجانب‪ ،‬ويتميز ىذا النوع مف المقاوليف بمستوى تعميمي عالي كونيـ "أبناء‬
‫موظفيف جزائرييف في فترة االستعمار‪ ،‬درسوا في التعميـ الثانوي أو العالي‪ ...‬حذريف‬
‫ومتمكنيف"‪.3‬‬

‫‪ 2-2‬دراسة ‪ :Madoui et Gillet‬كما أجريا "دراسة ميدانية في ‪ 2002‬بالجزائر‬


‫العاصمة‪ ،‬وفي ‪ 2003‬بمنطقة القبائؿ عمى ما يقارب ‪ 20‬مقاوال ينشطوف في مناطؽ ريفية‬
‫وحضارية‪ ،‬لمتعرؼ عمى أنواع المقاوليف الجزائرييف‪ ،‬وقد توصمت الدراسة إلى أف ىناؾ‬
‫خمسة أنواع مختمفة وىي‪ :‬المقاوؿ اإلطار وكانت نسبتيـ ‪ %42‬مف عينة البحث‪ ،‬المقاوؿ‬

‫‪1‬شويمات كريـ‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Penef Jean : Les chefs d’entreprises en Algérie, Op. cit , p578.‬‬
‫(نقبل عف نيار نعيمة‪ :‬الخمفية المينية واالجتماعية لمشباب‪ ،‬ص‪.)43‬‬
‫‪3‬‬
‫شويمات كريـ‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪136‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الوريث ‪ ،%23‬المقاوؿ المياجر ‪ ،%18‬والمقاوؿ التقميدي" ‪"Tradition entrepreneuriale‬‬

‫بنسبة ‪ ،%11‬وأخي ار المقاوؿ العامؿ بنسبة ‪.1"%6‬‬

‫وقد حاوؿ الباحثاف استعراض جؿ الخصائص والسمات والدوافع التي تميز كؿ نوع مف‬
‫المقاوليف فيما يمي‪":‬‬
‫‪ ‬المقاولون اإلطارات‪" :‬ىـ مف قدما إطارات المؤسسات العمومية تفوؽ أعمارىـ ‪50‬‬
‫سنة‪ ،‬ويتمتعوف بتكويف ميني ومستوى عممي عالي‪ .‬ودوافعيـ إلنشاء المؤسسة متنوعة لكف‬
‫الدافع الرئيسي لدى غالبيتيـ ىو دافع اقتصادي"‪ ،2‬والرغبة في تجسيد المعارؼ والخبرات‬
‫المينية المكتسبة عمييا في القطاع العاـ‪ ،‬باإلضافة إلى حب المينة والسعي لتحقيؽ مكانة‬
‫اجتماعية مرموقة‪ ،‬وضماف مستقبؿ أفضؿ لو وألبنائيـ عف طريؽ إنشاء مؤسسة‪.‬‬

‫‪ ‬أما المقاولون المهاجرون‪" :‬فيـ مف الشباب الجزائرييف المياجريف والمغتربيف بفرنسا‬


‫لمدة طويمة وسنيـ تتجاوز‪ 50‬سنة‪ ،‬رجعوا لموطف بعد سنة ‪ 1980‬والتي تزامنت مع صدور‬
‫قانوف ‪ 3"1982‬الذي حرر بعض الشيء قيود الرقابة االقتصادية عمى القطاع الخاص‪،‬‬
‫والذي بمقتضاه سمح لرجاؿ الماؿ بإنشاء مؤسساتيـ الخاصة‪.‬‬

‫ويتميز ىذا النوع مف المقاوليف "باكتسابيـ لخبرة طويمة في مجاؿ التجارة أو مف خبلؿ‬
‫ممارسة أنشطة مختمفة بفرنسا‪ ،‬وتعد خبرتيـ الداعـ والحافز األساسي إلنشاء مؤسساتيـ وىذا‬
‫بفضؿ نمو وتطور مؤىبلتيـ المينية واالستقبللية والصرامة واالنضباط في عالـ‬
‫األعماؿ"‪،4‬وسبب رجوعيـ لمجزائر ىو إنشاء المؤسسات واالستفادة مف الفرص التي منحتيا‬
‫القوانيف الجديدة المنظمة لمقطاع الخاص‪ ،‬وأيضا ىناؾ "حافز أخر لمدخوؿ وىو االستفادة مف‬
‫المزايا التي تتمتع بيا الجزائر كونيا بمد غالبية سكانو مف الشباب‪ ،‬وبمد واسع جغرافيا والتنمية‬
‫‪1‬‬
‫‪Mohamed Madoui, Anne. Gillet : Crise et mutation du modèle de développementalgérien,‬‬
‫‪du gigantismeindustriel au développement de la PME-PMI, Travail et Emploi n° 101.‬‬
‫‪Janvier- Mars 2005, p80.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid. P80.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ibid. P81.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ibid. P81.‬‬
‫‪137‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫البشرية والقاعدية ضعيفة"‪ ،1‬كؿ ىذه المميزات جعمت مف نسبة المخاطرة ضعيفة بالنسبة‬
‫لممقاوليف المياجريف‪ ،‬إال أف فكرة إنشاء المؤسسة لدى بعض منيـ ىي فكرة متجذرة‪ ،‬لذلؾ‬
‫نجدىـ وجدوا مف الجزائر البيئة األصمية والحاضنة ألفكارىـ والتي تمكنيـ مف تجسيدىا عمى‬
‫أرض الواقع‪.‬‬

‫‪ ‬المقاول الوريث‪ :‬ىـ في األصؿ أبناء عائبلت مقاولة أباءىـ أصحاب مؤسسات‬
‫سابقا‪ ،‬سواء مف صنؼ المقاوليف اإلطارات أو المياجريف أو العماؿ‪.‬‬
‫فيـ مقاولوف شبابا "أنشئوا مؤسسات جديدة في أواخر ‪ 1990‬بتحفيز مف آبائيـ –رأسماؿ‬
‫اقتصادي‪ ،‬رأسماؿ اجتماعي والخبرة‪ ، -‬وبذلؾ يكوف دور اآلباء ىو نقؿ التجارب والمعارؼ‬
‫المقاولية خاصة ما تعمؽ منيا بالمعرفة لقواعد السوؽ( القوانيف االقتصادية‪ ،‬المنافسة)‪،‬‬
‫وأيضا في تمكيف الشاب المقاوؿ مف الشبكات االجتماعية وكيفية االستفادة منيا( أصدقاء‪،‬‬
‫العائمة‪ ،‬اإلدارة أو االمتيازات اإلدارية)"‪ ،2‬فيؤالء الشباب المقاولوف ال يمتمكوف مستوى‬
‫تكويني عالي‪ ،‬لكف خبرتيـ في مؤسسة العائمة جعمتيـ يتعمقوف ويحبوف المينة وتدفعيـ‬
‫لتعمميا وتطويرىا‪ ،‬فدوافعيـ لئلنشاء ىي االستقبللية والحرية وكما أف الدعـ الذي تمنحو‬
‫الدولة أو البنوؾ ليا أثر عمى ذلؾ‪ ،‬وىدفيـ عمى العموـ ىو مواصمة المسار المقاوالتي‬
‫لمعائمة‪ ،‬لكف ليس بنفس الطريقة فممارساتيـ تتسـ بعض التجديدات التقنية والتسييرية مثؿ‬
‫اإلشيار‪ ،‬الجودة‪ ،‬تطوير المنتوج‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ ‬المقاول التقميدي‪" :‬تكوينيـ العممي ضعيؼ بحيث ال يتعدى مستوى االبتدائي وىـ‬
‫مف المسنيف الذيف تتجاوز أعمارىـ ‪ 50‬سنة‪ ،‬أنشئوا مؤسساتيـ التي يسيرونيا اليوـ في‬
‫مرحمة شبابيـ سنوات السبعينات ولكف ليس بالكاد نفسيا أو األولى التي انشأوىا‪ ،‬خبرتيـ في‬
‫مجاؿ المقاولة طويمة وىي تقميد عائمي"‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Mohamed Madoui, Anne. Gillet : Op.cit, P81.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid. P81.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ibid. P82‬‬
‫‪138‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫"دافعيـ ىو إنشاء مؤسسة عائمية لتضـ جميع أفراد العائمة‪ ،‬لمعمؿ فييا والستبعاد حاجة‬
‫لمعمؿ لدى اآلخريف‪ ،‬ويتميزوف باالستقبللية وعدـ االعتماد عمى اآلخريف أو الدولة في‬
‫إنشائيا"‪ ،1‬وكما يسعى ىذا النوع مف المقاوليف لتحقيؽ مصالح اآلخريف انطبلقا مف أفراد‬
‫األسرة إلى المجتمع‪ ،‬فيي تصب في مجاؿ المقاولة االجتماعية التي تبادر لتقديـ اإلعانات‬
‫والمساعدات لممجتمع المحمي‪.‬‬

‫‪ ‬المقاولون العمال‪ :‬يمتاز ىذا النوع "بالخبرة الطويمة في مجاؿ العمؿ‪ ،‬وقد استطاعوا‬
‫في منتصؼ التسعينيات مف إنشاء مؤسساتيـ واعتمدوا في ذلؾ عمى معارفيـ المينية وعمى‬
‫شبكاتيـ العائمية‪ ،‬وعمى خبرتيـ وتجربتيـ اإلدارية والتسييرية وعمى مواردىـ االقتصادية‬
‫الشخصية‪ .‬يمتمكوف مستوى تكويني ثانوي أو شيادة مؤىؿ ميني أو رتبة إطار في‬
‫مؤسسة"‪.2‬‬
‫سبب إنشا ئيـ لممؤسسات ىو "التسريح مف العمؿ أو التخوؼ منو مستقببل نتيجة‬
‫الظروؼ االقتصادية الصعبة في تمؾ الفترة‪ ...‬حيث بمغت نسبة البطالة في سنة ‪1986‬‬
‫‪ %18.2‬مف مجموع السكاف الناشطيف‪ ،‬وتزايدت حتى بمغت سنة ‪ 2001‬نسبة ‪ %27.3‬ما‬
‫يعدؿ ‪ 2.33‬مميوف شخص"‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Mohamed Madoui, Anne. Gillet : op cit P80.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid. P82‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ibid. P82‬‬
‫‪139‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬العوامل المساهمة في بروز المقاولين‪:‬‬


‫تعددت العوامؿ التي مف شأنيا تساىـ في تحفيز الشباب عمى فعؿ المقاولة‪ ،‬وذلؾ‬
‫الرتباط فكرة إنشاء المشروع بخصائص وسيمات الشخص المقاوؿ ودوافعو الذاتية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى العديد مف عوامؿ والمؤثرات المحيطية التي ربما تكوف مشجعة أو مثبطة لو‪ ،‬وبذلؾ‬
‫يمكف تصنيؼ العوامؿ المساىمة في بروز المقاوليف إلى قسميف رئيسييف وىما‪:‬‬

‫‪ -1‬عوامل ذاتية‪" :‬الحاجة إلى االنجاز‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬الرؤية المستقبمية‪ ،‬التضحية والمثابرة‪،‬‬
‫الرغبة في االستقبللية‪ ،‬باإلضافة إلى العديد مف الميارات التقنية والتفاعمية والميارات‬
‫اإلنسانية والفكرية"‪ .1‬وعميو فإف الشاب الذي يطمح ألف يكوف فعبل مقاوال ناجحا‪ ،‬عميو أف‬
‫يتسـ بالدافعية لئلنجاز‪ ،‬والتي تتجسد في إقدامو عمى إطبلؽ مشروع وتحمؿ المسؤوليات‬
‫ونتائج أعمالو‪ ،‬والعمؿ عمى اإلتياف بكؿ ما ىو جديد ومبتكر واإلبداع فيو‪ ،‬مما يجعؿ منو‬
‫فردا مباد ار وخبلقا وسباقا الستغبلؿ الفرص التي لـ تستغؿ بالشكؿ المطموب أو لـ تستغؿ‬
‫بعد ‪.‬‬
‫لكف ذلؾ يستدعي التحمي بروح المخاطرة والثقة بالنفس واإليماف بقدراتو النفسية والفكرية‬
‫والمعرفية‪ ،‬لتجسيد طموحاتو وأفكاره واقعيا باتخاذ الق اررات والتدابير البلزمة إلنشاء المشروع‬
‫المبلئـ وفي الوقت المناسب‪ ،‬ولضماف نجاح جيوده ومساعيو البد مف توفره عمى رؤية‬
‫استراتيجية مستقبمية تفاؤلية‪ ،‬تسمح لو باستشراؼ المستقبؿ والتنبؤ بالنجاح مع إمكانية ورود‬
‫احتماؿ الفشؿ‪ ،‬والتدبير العقبلني لمتقميؿ مف احتماؿ وروده والتخفيؼ مف آثاره‪ ،‬بوضع‬
‫استراتيجيات وحموؿ بديمة لمواجية المواقؼ الطارئة‪ ،‬كؿ ىذا مف شأنو أف يزيد ويقوي مف‬
‫إرادة الشاب المقاوؿ في تحقيؽ االستقبللية بإنشاء مشروعو‪ ،‬والتضحية مف أجمو بالكثير مف‬
‫الرغبات اآلنية وتحمؿ العديد مف المخاطر في سبيؿ بقاءه واستم ارره‪.‬‬

‫‪1‬توفيؽ خذري‪ ،‬عماري عمي‪ :‬المقاوالتية كحل لمشكمة البطالة لخريجي الجامعة‪ :‬دراسة حالة لطمبة جامعة باتنة‪ ،‬ورقة‬
‫مداخمة‪ ،‬المركز الجامعي خنشمة ص ‪ .06‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads/2012/05.‬‬
‫‪140‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -2‬العوامل البيئية‪ :‬وتتمثؿ في النسؽ االجتماعي والثقافي واالقتصادي الذي تمقى فيو الفرد‬
‫تنشئتو االجتماعية األولى‪ ،‬وىذه التنشئة المركبة والمتداخمة حتما ستعمؿ عمى شحنو بجممة‬
‫مف القيـ واالتجاىات والمعارؼ والخبرات المينية‪ ،‬والتي تترجـ واقعيا في سموكاتو وممارساتو‬
‫واختياراتو المينية‪ ،‬ومف بينيا اتخاذه لقرار إنشاء مشروع كمسار ميني لو‪ ،‬وقد أشارت العديد‬
‫مف أعماؿ المفكريف والباحثيف في عمـ االجتماع إلى أف لمبيئة الجغرافية واالجتماعية دور في‬
‫تحديد وتوجيو سموكات وق اررات الفرد‪ ،‬وذلؾ انطبلقا مف إسيامات ابن خمدون حيث ذكر في‬
‫مقدمتو‪" :‬أف العوامؿ الجغرافية تعمؿ عمميا في التأثير عمى الحياة اإلنسانية وعمرانيا‪ ،‬ويرى‬
‫أف المناطؽ المعتدلة ىي التي تكثر فييا التجمعات البشرية ويقاـ فييا العمراف وتزدىر فييا‬
‫الحضارة‪ ،‬وذلؾ سببا في رقي أىميا‪.1"...‬‬

‫كذلؾ نجد في األدبيات السوسيولوجية الغربية الكثير مف العمماء يؤكدوف عمى فكرة أف‬
‫اإلنساف ابف بيئتو‪ ،‬بمعنى أف سموكيات الفرد ما ىي إال انعكاس لصورة المجتمع الذي يعيش‬
‫فيو‪ ،‬حيث يقوؿ دوركايم أنو "حيف يتكمـ الضمير فينا‪ ،‬فاف المجتمع ىو الذي يتكمـ"‪.‬‬

‫ولمعرفة حجـ إسيامات ىذه البيئة العامة في تكويف ودفع األفراد نحو إنشاء المؤسسة‪،‬‬
‫البد أوال مف تفكيكيا إلى العناصر المكونة ليا ومعرفة إسيامات كؿ منيا عمى حده وىي‪":‬‬
‫‪ 1-2‬األسرة‪ :‬تساىـ األسرة المقاولة في تنمية القدرات المقاوالتية لدى أبنائيا وتدفعيـ لمتفكير‬
‫في إنشاء المشاريع والمؤسسات كمستقبؿ ميني‪ ،‬خاصة إذا كاف ىؤالء اآلباء يمتمكوف‬
‫مشاريع خاصة بيـ‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ تشجيع األطفاؿ منذ الصغر عمى انجاز بعض‬
‫النشاطات وتحمؿ بعض المسؤوليات البسيطة‪.‬‬

‫‪1‬ادريس خضير‪ :‬خضير‪ :‬التفكير االجتماعي الخمدوني وعالقته ببعض النظريات االجتماعية‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬الجزائر‪ ،1992 ،‬ص‪.106‬‬
‫‪141‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ 2-2‬الدين‪ :‬يدعو الديف اإلسبلمي الحنيؼ إلى االعتماد عمى النفس في الحصوؿ عمى‬
‫الرزؽ الحبلؿ مف خبلؿ ممارسة األعماؿ والحرص عمى إتقانيا‪ ،‬وقدت بيف النص والسنة‬
‫األحكاـ والشروط الشرعية التي تنظـ تمؾ المعامبلت والممارسات‪ ،‬والتي مف شأنيا أف تنمي‬
‫لدى األفراد حس المسؤولية األخبلقية والمينية والمجتمعية‪.‬‬

‫‪ 3-2‬العادات والتقاليد‪ :‬تعتبر العادات والتقاليد مف العوامؿ المؤثرة عمى توجو إنشاء‬
‫المؤسسات‪ ،‬فالمجتمعات البدوية تمارس الزراعة والرعي مع أبنائيا أما الصناعات التقميدية‬
‫‪1‬‬
‫واألنشطة التجارية فتتوارثيا األجياؿ‪".‬‬
‫وقد "أثبتت العديد مف الدراسات العممية تأثير مرحمة الطفولة والنشأة المبكرة عمى‬
‫الشخصية‪ ،‬حيث تمعب األسرة دو ار جوىريا في تنمية سمات ريادة األعماؿ لدى األطفاؿ‪،‬‬
‫‪....‬كما تمعب األسرة دو ار ميما في وجود الرغبة والمصداقية في مجاؿ األعماؿ كمستقبؿ‬
‫ميني‪... ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ يمكف لؤلسرة أف تشجع أبنائيا عمى بيع بعض المنتجات‬
‫البسيطة لدخوؿ عالـ العمؿ الحر‪ ،‬كما يعتاد الطفؿ في ظؿ األسرة التي تمارس العمؿ‬
‫الخاص عمى العديد مف المصطمحات والعبارات المرتبطة باالستثمار كمسار ميني‪ .‬وبالتالي‬
‫فاف األطفاؿ في ىذه البيئة ينشؤوف ولدييـ تطمع ودافعية إلنشاء أعماؿ خاصة بيـ في‬
‫المستقبؿ"‪.2‬‬
‫وليذا نجد "الدراسات المتعمقة بالفاصؿ االجتماعي لمنشأ المؤسسات‪ ،‬أظيرت أف ىؤالء‬
‫المقاوليف ينتموف في كثير مف األحياف لعائبلت مقاولة‪ ،‬فنسبة إعادة اإلنتاج االجتماعي‬
‫وخاصة فيما يتعمؽ بإعادة إنتاج المؤسسة تفوؽ ‪ %50‬في أوساط ىاتو العائبلت"‪.3‬‬

‫‪1‬توفيؽ خذري‪ ،‬عماري عمي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪08‬‬


‫‪2‬وفاء ناصر المبيريؾ‪ ،‬نوره جاسر الجاسر‪ :‬النظام البيئي لريادة األعمال في المممكة العربية السعودية‪ ،‬كتاب أبحاث‬
‫المؤتمر‪ ،‬المؤتمر السعودي الدولي لجمعيات ومراكز ريادة األعماؿ‪ ،‬نحو بيئة داعمة لريادة األعماؿ في الشرؽ األوسط‪،‬‬
‫جامعة الممؾ سعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪ ،‬الثبلثاء ‪ 1435/11/16-14‬الموافؽ ‪،2014/9/11-9‬‬
‫ص‪.14-13‬‬
‫‪3‬عبد الحميد أبو ناعـ‪ :‬إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬دار الفجر لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬لبناف‪ ،2002 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪142‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ 4-2‬التعميم‪" :‬بعد الوسط العائمي تأتي األوساط التعميمية األخرى (كالمدرسة‪ ،‬الجامعة)‪،‬‬
‫حيث تمعب ىي األخرى دو ار ميما في تعبئة الفكر وتنمية روح المقاولة لدى األفراد‪ ،‬فياتو‬
‫المسارات التعميمية والتكوينية تسمح لمفرد بإكساب القدرات والكفاءات والتي تعد ميمة بؿ‬
‫حاسمة مف أجؿ تجسيد المشروع‪ ،‬فالرأسماؿ البشري لمفرد والمعبر عنو بالشيادات والخبرات‬
‫والكفاء ات‪ ،‬يعد أكثر مف ضروري في عممية إنشاء المؤسسة‪ ،‬بؿ في كثير مف األحياف يكوف‬
‫ىو الدافع الرئيسي لفعؿ المقاولة‪.1"...‬‬

‫وليذا "يعتبر التعميـ بصفة عامة والجامعي بصفة خاصة محو ار أساسيا لتطوير ميارات‬
‫المقاوالتية‪ ،...‬وتعتبر تجربة جامعة منتوري قسنطينة تجربة رائدة عمى المستوى الوطني‬
‫بإنشاء دار لممقاولتية سنة ‪ ،2006‬تتكفؿ بتنشيط ممتقيات وندوات لفائدة الراغبيف في إنشاء‬
‫المؤسسات وكذا التكفؿ بتدريس مادة المقاولتية‪ .2" ..‬وىذا ما يجعؿ مف مؤسسات التعميـ‬
‫والتكويف محيط فعاؿ يساىـ بشكؿ أو بآخر في تكويف الشباب وتحفيزىـ عمى العمؿ‬
‫المقاوالتي مف خبلؿ المادة العممية النظرية المقدمة‪ ،‬والتربصات والتكوينات الميدانية التي‬
‫يكمؼ بيا الطمبة في مراحؿ التعميـ والتكويف‪ ،‬والتي تسمح لو باستكشاؼ عالـ الشغؿ عامة‬
‫واألعماؿ خاصة مما يثير دوافعيـ ويزيد مف طموحاتيـ لولوجو‪.‬‬

‫باإلضافة إلى "الوسط العائمي واألوساط التعميمية والتكوينية‪ ،‬ىناؾ عوامؿ سوسيوثقافية‬
‫يمكف أ ف تؤثر في توجييات األفراد لممقاولة‪ ،‬فالمحيط الذي يعيش فيو الفرد حياتو الشخصية‬
‫أو المينية‪ ،‬يمكف أف يمعب ىو اآلخر دو ار فاعبل في ق اررات الفرد‪ ،‬ويكوف عامبل مؤث ار في‬
‫الفعؿ المقاوالتي"‪.3‬‬

‫‪1‬بوشنوفة أحمد‪ ،‬بوسمييف أحمد‪ :‬متطمبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البمدان النامية‪ ،‬الممتقى الدولي حوؿ‬
‫متطمبات تأىيؿ وتفعيؿ إدارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬بشار أياـ ‪ 18-17‬أفريؿ ‪ ،2006‬ص‪.04‬‬
‫‪http://www.univ-chlef.dz/LABORATOIRES/labo-monde/colloque2.htm‬‬
‫‪2‬توفيؽ خذري‪ ،‬عماري عمي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.09-08‬‬
‫‪3‬بوشنوفة أحمد‪ ،‬بوسمييف أحمد‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪04‬‬
‫‪143‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ 5-2‬التكوين المهني‪ :‬قبؿ التطرؽ لئلسيامات التي يقوـ تقوـ بيا مراكز التكويف الميني‬
‫في دفع الشباب نحو المقاولة‪ ،‬البد مف التطرؽ أوال لمفيوـ التكويف الميني باختصار‪ ،‬والذي‬
‫يمكف تعريفو بوصفو نوع مف التعميـ‪ ،‬وييدؼ إلى اكساب األفراد جممة مف المعارؼ‬
‫والميارات المينية في مجاؿ معيف‪ ،‬فيي في تصور كؿ مف بن كروم ويعقوبي "نظاـ يييئ‬
‫المترشحيف لممارسة نشاط ميني أو التكيؼ معو اعتمادا عمى مكتسبات مدرسية ومينية‬
‫غايتو تحسيف القابمية لمتشغيؿ وأداة لتأىيؿ كفاءات المؤسسات"‪.1‬‬

‫وكما تعرفو منيرة سممي بأنو‪ ":‬جممة مف النشاطات التي تيدؼ إلى إكساب معارؼ‬
‫وميارات وسموكيات يحصؿ عمييا العامؿ أو المتكوف مف خبلؿ دروس نظرية وأعماؿ‬
‫تطبيقية‪ ،‬يوجييا المتخصص بالمينة تجعؿ المتكوف قاد ار عمى مزاولة حرفة ما‪ ،‬وىو عممية‬
‫شاممة تضـ جوانب نفسية وفنية واجتماعية"‪ .2‬بمعنى أف التكويف الميني ىو عممية إعداد‬
‫نفسي واجتماعي لؤلفراد‪ ،‬وتدريبيـ عمى طرؽ االنجاز واألداء في المشاريع واألعماؿ التي‬
‫سينشئونيا مستقببل‪ ،‬أو التي أنشئوىا مسبقا بيدؼ إحداث تغييرات في مستوى معارفيـ‬
‫ومياراتيـ الفنية‪ ،‬وفي طرقيـ التسييرية والتنفيذية تحقيقا لمكفاية والفعالية اإلنتاجية لتمبية‬
‫احتياجات المجتمع‪.‬‬

‫‪ 6-2‬أجهزة الدعم والمرافقة‪" :‬نظ ار ألف ثقافة المقاوالتية تنبع وتبرز مف المجتمع الذي تنشأ‬
‫فيو ممثبل في المؤسسات العامة والخاصة‪ ،‬وىيئات الدعـ المرافقة التي تمعب دو ار أساسيا في‬
‫دفع مف كثافة المقاوالتية ولعؿ مف أىـ ىيئات الدعـ بالجزائر ىي‪(ANDI), (ANGEM), :‬‬
‫)‪ ، CNAC) (ANSEJ‬باإلضافة إلى حاضنات األعماؿ وتعد الجزائر في مجاؿ حاضنات‬

‫‪1‬زبيدة سنوسي وآخروف‪ :‬التكوين المهني ودعم التشغيل في البمدان المغاربية‪ :‬اصبلحات وسيرورات اجتماعية‪ ،‬ترجمة‬
‫مصطفى مرضي‪ ،‬إنسانيات‪ ،‬العدد ‪ ،61-60‬مجمد ‪ ،3-2 ،17‬سبتمبر ‪ ،2013‬دوف ص‪.‬‬
‫‪http://insaniyat.crasc.dz/index.php/fr/54-60-61-2013/1179‬‬
‫‪2‬منيرة سممي‪ ،‬أنيف خالد سيؼ الديف‪ :‬دور مؤسسات التكوين المهني في دفع الشباب نحو المقاوالتية‪ ،‬دراسة حالة‬
‫مؤسسات التكويف الميني لمنطقة الجنوب الشرقي (ورقمة‪ -‬تقرت‪ -‬حاسي مسعود)‪ ،‬مجمة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2013 ،02‬ص‪.165‬‬
‫‪144‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األعماؿ متأخرة نوعا ما مقارنة بالدوؿ النامية والعربية‪ ،‬حيث لـ يصدر مرسوـ ينظـ نشاط‬
‫ىذه األخيرة حتى سنة ‪ 2003‬باستثناء القانوف ‪ ،180/01‬المتضمف القانوف التوجييي لترقية‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سنة ‪ 2001‬والذي أشار إلى مشاتؿ المؤسسات‪ ،‬وقد سعت‬
‫و ازرة المؤسسات الصغيرة والصناعات التقميدية إلى إنشاء ‪ 11‬محضنة‪ ،‬باإلضافة أربع ورشات‬
‫ربط في كؿ مف الجزائر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬سطيؼ‪ ،‬وىراف"‪.1‬‬

‫وليذا فإف "البرامج الحكومية تمد رواد األعماؿ بالدعـ المادي‪ ،‬والتدريب‪ ،‬وتدعـ‬
‫األنشطة الريادية التي يقوموف بيا‪ ،‬أيضا يمكف تطوير برامج رعاية مينية تساىـ في تطوير‬
‫سمات ريادة األعماؿ مثؿ االبتكار واإلبداع‪ ،‬فاف صور الدعـ التي يمكف أف تبذليا مؤسسات‬
‫القطاع العاـ والخاص يمكف أف تأخذ شكؿ الدعـ المادي والدعـ المعنوي‪ ،‬وقد تـ تصنيؼ‬
‫ىذا الدعـ بالدعـ التأىيمي والتدريبي والدعـ المالي والدعـ التنظيمي والدعـ اإلرشادي وال يقؿ‬
‫كؿ نوع أىمية عف النوع اآلخر‪ ،‬إذ أف لكؿ مرحمة مف المراحؿ التي تنشأ بيا المنشأة حاجة‬
‫ماسة ومختمفة مف أنواع الدعـ"‪.2‬‬

‫"وقد "قاـ الصندوؽ المئوية وبالتعاوف مع بنؾ التسميؼ واالدخار بالمممكة العربية‬
‫السعودية سنة ‪ 2010‬بدعـ أكثر مف ‪ 3444‬مشروعا‪ ،‬ويقدر إجمالي الدعـ المعتمد ليذه‬
‫المشاريع ‪ 730‬مميوف رياال وحسب التصنيؼ التفصيمي ليذه المشاريع مف حيث‪ :‬جنس‬
‫المستفيد ‪ %79‬ذكور و‪ %21‬إناث‪ ،‬الفئة العمرية ‪20-18‬سنة‪ %30‬مف‪30-26‬سنة‪%46‬‬
‫مف‪35-31‬سنة ‪ ،%24‬وحسب المستوى التعميمي لممستفيد ابتدائي ‪ %3‬متوسط‪،%21‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانوي ‪ %34‬وجامعي ‪."%42‬‬

‫‪1‬توفيؽ خذري‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪08‬‬


‫‪2‬وفاء ناصر المبيريؾ‪ ،‬نوره جاسر الجاسر‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.24-22‬‬
‫‪145‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كؿ ىذه األفكار واإلحصائيات مف شأنيا أف تبرز أىمية الدور الذي تؤديو البيئة‬
‫االجتماعيةالعامة بمختمؼ مؤسساتيا الرسمية وغير الرسمية‪ ،‬في تكويف وتعميـ وبعث روح‬
‫المقاوالتية لدى فئة الشباب‪ ،‬وتحفيزىـ عمى إنشاء مشاريع خاصة بيـ لتكوف كمستقبؿ ميني‬
‫ليـ‪ ،‬مع سعييا لمتغيير والتحسيف مف الصورة الذىنية السمبية السائدة لدى أفراد المجتمع عف‬
‫عالـ األعماؿ‪ ،‬والتيديدات والمخاطر التي تطاؿ أصحاب المشاريع مف إفبلس وتذبذب في‬
‫الدخؿ وعدـ االستقرار الوظيفي‪ ،‬كؿ ىذه الترددات والمخاوؼ استطاع الشاب المقاوؿ‬
‫تجاوزىا أو الحد مف تأثيراتيا بفضؿ إرادتو وايمانو بقدراتو عمى اإلنجاز‪ ،‬واقتدائو بتجارب‬
‫غيره مف المقاوليف الشباب الناجحة‪ ،‬وتوفر بيئة مشجعة وراعية لمثؿ ىذه المبادرات انطبلقا‬
‫مف المحيط األسري وصوال إلى أقرانو مف الشباب المقاوليف‪ ،‬الذيف استطاعوا تحقيؽ نجاحات‬
‫في عالـ األعماؿ‪ ،‬نييؾ عف اإلمكانيات واالمتيازات التي وفرتيا الجيات الحكومية لمف لديو‬
‫القدرة والرغبة في انشاء مشروع استثماري‪ ،‬يحقؽ مف خبللو الكثير مف المطامح والتطمعات‬
‫االجتماعية واالقتصادية في سبيؿ تحقيؽ التنمية المستدامة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬دوافع الشباب نحو المقاولة‪:‬‬


‫ومما سبؽ يمكف القوؿ أف العوامؿ والمؤثرات التي تشجع الشباب لمتوجو نحو الفعؿ‬
‫المقاوالتي عديدة‪ ،‬فمنيا ما ىو دافع داخمي ومنيا ما ىو حافز خارجي‪ ،‬يعمؿ عمى إيقاظ‬
‫رغبات ونزوات الفرد لمعمؿ الحر المستقؿ لتحقيؽ احتياجاتو واشباعيا‪" ،‬حيث اقترح‬
‫‪ A.Shapero 1975 et L.Sokol 1982‬نموذج ييدؼ إلى تفسير الفعؿ المقاوالتي‪ ،‬أي‬
‫دراسة العناصر المحددة لخيار فعؿ المقاولة أو المسارات المينية األخرى‪.‬‬

‫الحدث المقاوالتي ينتج عف الجمع بيف أربعة متغيرات وىي‪:‬‬


‫‪ -1‬وضع يعجؿ مف الفعؿ المقاوالتي (االنتقاالت السمبية‪ ،‬التأثيرات اإليجابية والوضعيات‬
‫الوسطية)‪.‬‬
‫‪ -2‬إدراؾ الرغبة في الفعؿ (نسؽ القيـ الشخصية)‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -3‬إدراؾ إمكانية اإلنجاز (الوصوؿ لممصادر المالية والبشرية والتقنية)‪.‬‬


‫‪ -4‬التصرؼ النفسي (الميؿ لمفعؿ)"‪ .1‬كما ىو مبيف في الشكؿ اآلتي‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ )02‬يوضح نموذج تكويف الحدث المقاوالتي لػ‪A.Shapero et L.Sokol :‬‬

‫االنتقاالت السمبية‪:‬‬

‫اليجرة االلزامية‬

‫طرد مف العمؿ‬

‫القذؼ‬

‫الطبلؽ‬

‫األوضاع الوسيطية‪:‬‬

‫ادراك امكانية االنجاز‬ ‫إدراك الرغبات‬ ‫الخروج مف الجيش‬

‫انشاء مؤسسة‬ ‫الدعـ المالي‬ ‫الثقافة‬ ‫الخروج مف المدرسة‬

‫نماذج مقاوليف شركاء‬ ‫العائمة‬ ‫الخروج مف السجف‬

‫وسائؿ أخرى‬ ‫الزمبلء واالصدقاء‬ ‫التأثيرات اإليجابية‪:‬‬

‫مف الشركاء‬

‫مف المستثمريف‬

‫مف المستيمكيف‬

‫مف االسواؽ المحتممة‬

‫‪2‬‬
‫المصدر‪ :‬منيرة سممي‪ ،‬أنيف خالد سيؼ الديف‬

‫‪1‬‬
‫‪Sandrine Emin : Les facteurs déterminant la creation d’entreprise par les chercheurs‬‬
‫‪publics : application des modèles d’intention, Revue de L’Entrepreneuriat, Vol 3, n° 1, 2004,‬‬
‫‪p3.‬‬
‫‪2‬منيرة سممي‪ ،‬أنيف خالد سيؼ الديف‪ :‬دور مؤسسات التكوين المهني في دفع الشباب نحو المقاوالتية‪ ،‬مرجع سابؽ‪،‬‬
‫ص‪.158‬‬
‫‪147‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وبذلؾ يعد النموذج الذي وضعو ‪ ..." A.Shapero et L.Sokol‬لحد اآلف المرجع‬
‫األساسي لؤلبحاث في مجاؿ المقاولة‪ ،‬والفكرة األساسية لمنموذج تقوؿ‪ :‬أنو لكي يبادر الفرد‬
‫بتغيير كبير وميـ لتوجيو في الحياة‪ ،‬مثؿ اتخاذ قرار إنشاء مؤسستو الخاصة‪ ،‬فيجب أف‬
‫يسبؽ ىذا القرار حدث ما يقوـ بإيقاؼ وكسر الروتيف المعتاد"‪.1‬‬

‫وبالتالي يمكف تفسير الفعؿ المقاوالتي حسػب كػبل مػف ‪A.Shapero et L.Sokol‬‬
‫بثبلثة عوامؿ رئيسية وىي‪:‬‬

‫أ‪ .‬االنتقػػاالت السمبيػػة (‪ :)Les déplacements négative‬مثػػؿ الطػػبلؽ‪ ،‬اليج ػرة‪ ،‬عػػدـ‬
‫الرضا عف العمؿ‪...‬‬
‫ب‪ .‬األوضاع الوسيطية )‪ :(Les situations intermédiaire‬الخروج مف المدرسة‪ ،‬مف‬
‫الجيش أو السجف‪.‬‬
‫ت‪ .‬االنتقػػاالت اإليجابي ػػة )‪ :(Les déplacements positifs‬مثػػؿ تػػأثير العائم ػػة أو‬
‫األصدقاء‪ ،‬وجود السوؽ أو مستثمريف محتمميف"‪ .2‬وتعتبر ىذه العوامػػؿ أسػاس إحػداث التغييػر‬
‫في مسار حياة األفراد‪ ،‬والمحركػة لمحدث المقاوالتي‪.‬‬

‫وكما يمكف أف نورد أيضا النتائج التي توصمت إلييا إحدى الدراسات الجزائرية‪ ،‬التي‬
‫أجريت عمى عينة تتكوف مف ‪ 172‬شباب مقاوؿ‪ ،‬حيث بينت أف دوافع الشباب لولوج عالـ‬
‫األعماؿ عديدة ومختمفة حسب الجنس‪ ،‬فالدافع األوؿ ىو‪" :‬رغبة الشاب في أف يكوف رب‬
‫عمؿ مستقببل بنسبة ‪ %47،1‬مف العينة‪ ،‬وتتوزع حسب النوع كالتالي‪ %69،6 :‬مف اإلناث‬
‫واقؿ مف ‪ %40‬مف الذكور‪ ،‬كما تمييا ‪ %39‬مف أفراد العينة كاف الخروج مف البطالة ىو‬

‫‪1‬منيرة سبلمي‪ :‬التوجه المقاوالتي لمشباب في الجزائر‪ :‬بيف متطمبات الثقافة وضرورة المرافقة‪ ،‬مداخمة في الممتقى الوطني‬
‫حوؿ‪ :‬استراتيجيات التنظيـ ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 18‬و‪ 19‬أفريؿ ‪ ،2012‬ص‪.4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mohamed Jaouadi : L’impact du comportement entrepreneurial sur l’intention de créer‬‬
‫‪une entreprise, International journal économics& Strategic management of business process,‬‬
‫‪2ndInternational conference on business, economics, marketing & management ressearch‬‬
‫‪(BEMM 14), Vol 5. P 3.‬‬
‫‪148‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الدافع الرئيسي لولوجيـ عالـ األعماؿ‪ ،‬وتتوزع ىذه العينة حسب الجنس إلى ‪ %47،6‬مف‬
‫الذكور مقابؿ ‪ %15،2‬مف اإلناث‪ ،‬وأشار حوالي ‪ %14‬مف عينة البحث أف الدافع يرجع‬
‫إلى أف األعماؿ ىي تقميد عائمي وتتوزع ىذه النسبة حسب النوع االجتماعي إلى ‪%15،2‬‬
‫مف اإلناث و‪ %13،5‬مف الذكور"‪.1‬‬

‫وما يمكف استنتاجو مف خبلؿ ىذه اإلحصائيات‪ ،‬أف دوافع الشباب لمتوجو لعالـ‬
‫األعماؿ مرىوف بالخصائص الشخصية والديمغرافية لمشاب‪ ،‬وطموحاتو وطبيعة المؤثرات‬
‫االجتماعية واالقتصادية المحيطة بو‪ ،‬وكما تجدر اإلشارة إلى أف ىناؾ عامؿ آخر وجد ميـ‪،‬‬
‫وىو تأثير المعارؼ العممية والمينية التي اكتسبيا الشباب في مؤسسات التعميـ بمختمؼ‬
‫أطواره ومراكز التكويف الميني في تحفيزىـ عمى العمؿ المقاوالتي‪ ،‬وىذا ما تـ تأكيده في ىذه‬
‫الدراسة‪" :‬حيث أف معظـ أفراد العينة المبحوثة ذوي مستوى تعميمي معتبر يتراوح بيف التعميـ‬
‫المتوسط والجامعي بنسبة ‪ %64.5‬في حيف نجد بقية أفراد العينة ذوي دراسات مينية بنسبة‬
‫‪.2"%35،5‬‬
‫وعميو يمكف القوؿ أف العوامؿ المحفزة عمى فعؿ المقاولة عديدة‪ ،‬فمنيا ما ىو دافع‬
‫داخمي لدى الفرد كالرغبة في اإلنجاز واالستقبلؿ وتحقيؽ عائد مادي والترقي في السمـ‬
‫االجتماعي‪ ،‬ومنيا ما ىو متصؿ بسماتو وخصائصو كما يحددىا ‪ Gibb. A‬وىي‪" :‬روح‬
‫المبادرة التكيؼ‪ ،‬االبداع‪ ،‬القدرة عمى القيادة‪ ،‬تحمؿ المخاطرة‪ ،‬القدرة عمى حؿ المشاكؿ‪،‬‬
‫الخياؿ‪ ،‬العمؿ الجماعي"‪.3‬‬
‫ومنيا ما ىو مرتبط بالبيئة المحيطية مف عوامؿ سوسيو ثقافية حيث اف لؤلسرة‬
‫والمؤسسات التعميمية وألجيزة الدعـ والمرافقة اسياـ كبير في توجيو الفرد وتحديد خياراتو‬
‫المينية‪ ،‬فضبل عف العوامؿ االقتصادية التي ليا دور كبير في تشجيع أو كبح رغبة الفرد‬

‫‪1‬بدراوي سفياف‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.127‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.129‬‬
‫‪3‬‬
‫شويمات كريـ‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪149‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫عمى فعؿ المقاولة‪ ،‬حيث كمما كاف ىناؾ مصادر لمتمويؿ ووجود أسواؽ لتصريؼ المنتجات‪،‬‬
‫مع وجود حماية قانونية لممقاوليف الناشئيف كمما تحفز الفرد عمى الفعؿ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلؾ‬
‫فإف لمظروؼ الموضوعية الراىنة التي يعيشيا الفرد مثؿ البطالة والفقر دور في اتخاذ قرار‬
‫انشاء المؤسسة‪ ،‬وبالتالي فعندما تتبلقى ىذه العوامؿ كميا أو جميا‪ ،‬فإنيا تؤدي إلى احداث‬
‫تغيير في مسار حياة الفرد المينية ليتمخض عنيا فعؿ المقاولة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬العوامل المساهمة في نجاح مشروع المقاول‪:‬‬


‫لقد أ شارت العديد مف الدراسات في مجاؿ المقاوالتية إلى أف ىناؾ العديد مف العوامؿ‬
‫التي تساىـ في انجاح المؤسسات‪ ،‬ولتحقيؽ ذلؾ يفترض ‪ Vesper‬توفر أربعة عناصر‬
‫رئيسية الطبلؽ المشروع وضماف نجاحة وىي‪" :‬الخبرة‪ ،‬وجود فكرة حوؿ المنتج أو الخدمة‪،‬‬
‫العبلقات الشخصية‪ ،‬توفر الموارد"‪.1‬‬
‫لكف يبقى ىذا الطرح الذي قدمو فيسبر ال يشتمؿ عمى جميع العوامؿ المساىمة في نجاح‬
‫المؤسسات‪ ،‬حيث أف العوامؿ السالفة الذكر يمكف أف نعتبرىا كعوامؿ أساسية إلنشاء‬
‫المؤسسات أكثر مف كونيا عوامؿ لمنجاح والريادة‪ ،‬حيث تشير العديد مف الدراسات والبحوث‬
‫الميدانية إلى وجود عوامؿ أخرى تؤثر بشكؿ كبير عمى نجاح أو فشؿ المؤسسات‪ ،‬فمنيا ما‬
‫ىو متعمؽ بالخصائص الشخصية والديمغرافية لممقاوؿ ومنيا ما ىو متعمؽ بالمناخ العاـ‬
‫الذي ينشط فيو‪ ،‬كالسياؽ االقتصادي والسوسيوثقافي والقوانيف المنظمة والمسيرة لممؤسسات‬
‫عمى اختبلؼ شاكمتيا‪ ،‬باإلضافة إلى عوامؿ أخرى تتعمؽ بالمؤسسة في حد ذاتيا كالشكؿ‬
‫والحجـ‪ ،‬النشاط‪ ،‬المنطقة الجغرافية‪ ،‬التكنولوجيا ‪...‬إلخ‪ ،‬لكف عمى العموـ يمكف حصر وجمع‬
‫العوامؿ المساىمة في إنجاح المؤسسات فيما يمي‪":‬‬
‫‪ ‬خصائص المقاوؿ‪.‬‬
‫‪ ‬السياؽ السوسيوتقافي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Badi Meliani : le fondement stratégique de la démarrage de la petite entreprise,,‬‬
‫‪université du Littoral côte d’Opale, cahiers du Lab.Rii , n° 122, Mars 2006, p07.‬‬
‫‪150‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬السياؽ القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬البيئة الخارجية واختيار مكاف اإلنشاء‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص المؤسسة (التكنولوجيا أو المنتج‪ ،‬الحوكمة واإلدارة‪ ،‬اإلستراتيجية‪،‬‬
‫التنظيـ والموظفيف والتمويؿ)"‪.1‬‬
‫وكما تؤكد أيضا دراسة ‪ H.Youcef et Dj.Hassane‬حوؿ‪" :‬أثر الخصائص‬
‫الشخصية عمى نجاح الشاب المقاول"‪ ،‬إلى أف لمخصائص الشخصية التي يتمتع بيا‬
‫المقاوليف إسياـ في زيادة حظوظ نجاح ىذه المشاريع الشبابية الناشئة كما ىي موضحة في‬
‫اآلتي‪":‬‬

‫‪ -1‬خصائص المقاول‪:‬‬
‫‪ 1-1‬الخصائص السوسيو ديموغرافية‪:‬‬
‫وتتحدد في ستة خصائص أساسية ليا تأثير كبير عمى نجاح مشاريع الشباب المقاوليف‬
‫وىي‪" :‬العمر‪ ،‬الجندر‪ ،‬المحيط األسري‪ ،‬المستوى العممي لآلباء‪ ،‬وخبرتيـ المينية في النشاط‬
‫والحالة العائمية لممقاوؿ"‪.2‬‬
‫يعد العمر مؤشر ميـ في نجاح المشاريع فالنشاط اإلنساني مرتبط بفئة عمرية معينة‬
‫والمحددة بسف العمؿ القانونية‪ ،‬فكمما كانت الفرد شابا كمما كانت قدرتو عمى النشاط والبذؿ‬
‫والعطاء أكبر‪ ،‬وتقؿ ىذه القدرة تدريجيا بمرور الزمف في مرحمة الكيولة والشيخوخة‪ ،‬وكما أف‬
‫الدوافع والمحفزات قد تختمؼ شدتيا وطبيعتيا مف مرحمة عمرية ألخرى‪ ،‬تبعا لسمـ الحاجات‬
‫ودوافع اإلنجاز لدى الفرد‪ ،‬حيث تبيف بعض الدراسات واألعماؿ أف" المقاولوف الشباب ىـ‬
‫األكثر حظوظا في النجاح ألنيـ األكثر رغبة وطموحا"‪ ،3‬في حيف أف نتائج بعض الدراسات‬

‫‪1‬‬
‫‪Diane Saty Kouame : les facteurs de succès ou d’échec des jeunes entreprises innovantes‬‬
‫‪Françaises, selon leurs modes financement et de gouvernance, école doctorale de sciences‬‬
‫‪juridique, politiques, économiques et de gestion, université de Lorraine , 03 Avril 2012, p 99.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪H.Youcef et Dj.Hassane :L’impact des caractéristiquesindividuellessur la réussite d’un jeune‬‬
‫‪, n° 13, 2013, p 13-14.‬مجلة الباحث ‪entrepreneur ,‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Diane Saty Kouame : Ibid, p 101.‬‬
‫‪151‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األخرى تبيف العكس‪ ،‬حيث نجد كؿ مف ‪ Cressy, Wicker et King‬يتفقوف عمى "أف‬
‫المقاولوف الشباب يسجموف نسب نجاح جد ضعيفة"‪ .1‬ألف المقاولوف األكبر سنا استطاعوا أف‬
‫يؤسسوا شبكة عبلقات جد متينة‪ ،‬تسيؿ عمييـ الحصوؿ عمى التمويبلت الكافية إلنشاء‬
‫مشروعيـ‪ .‬وكما أف لمجندر (النوع االجتماعي) تأثير عمى نجاح المشروع‪ ،‬وال نعني ىنا‬
‫بالجندر التميز بيف المقاوليف عمى أساس الجنس أو التركيبة الفيزيولوجية فقط‪ ،‬بؿ يتعدى‬
‫ليشمؿ الجانب الفكري والثقافي والعممي لكؿ مف الذكور واإلناث‪ ،‬حيث تعد ىذه األخيرة‬
‫محددات ذات تأثير كبير عمى إقباؿ أو عزوؼ الشباب عمى األعماؿ المقاولتية‪ ،‬أو‬
‫االنحصار في نوع خاص مف األعماؿ واألنشطة‪ ،‬وكما ليا تأثير عمى نجاح أو فشؿ مشروع‬
‫المقاوؿ الشاب‪ ،‬لكف تبقى نسبة تأثير ىذه قد تختمؼ مف مجتمع إلى آخر وفقا لممنظومة‬
‫القيمية والدينية والتعميمية لكؿ مجتمع‪ ،‬ولممركز والدور االجتماعي المناط بكؿ مف الذكور‬
‫واإلناث‪ ،‬ودرجة الوعي بأىمية القيمة المضافة التي تحققيا أنشطة المرأة المقاولة عمى‬
‫الصعيد االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المحددات السابقة نجد أيضا أف لممحيط األسري لمشاب المقاوؿ إسياـ‬
‫كبير في إنجاح مشروعو‪ " ،‬فالعديد مف الدراسات تظير أف ىناؾ حظوظ كثيرة لمنجاح عندما‬
‫يكوف آباء المقاوليف مبلكا لممؤسسات‪ ،‬ويفترض ‪ Y. Gasse‬أف المقاوليف المستقبميف‬
‫يكتسبوف الخبرة في مرحمة شبابيـ‪ ،‬لذلؾ فيـ األكثر ميبل التخاذ المقاوالتية كخيار ميني‪،‬‬
‫وفعبل الدراسات اإلمبريقية تشير إلى أف تواجد الفرد ضمف عائمة مقاولة يزيد مف فرص نجاح‬
‫مشروعو"‪ .2‬وىذا ما يؤكد أىمية الدور التكويني واإلعدادي الذي تقوـ بو األسرة المقاولة مف‬
‫نقؿ لممعارؼ والخبرات واالتجاىات لؤلبناء‪ ،‬وتشجيعيـ عمى إنشاء مؤسسات خاصة بيـ‬
‫كمستقبؿ ميني يحقؽ ليـ االستقرار الوظيفي واالستقبلؿ المالي‪ ،‬كما يمنح ليـ المزيد مف‬
‫الحرية في اتخاذ الق اررات المختمفة وتحمؿ المسؤولية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Diane Saty Kouame : Op. cit p 101.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪H.Youcef et Dj.Hassane :Op.cit,p .01‬‬
‫‪152‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وكما أف لممستوى التعميمي والتكويني لآلباء تأثير عمى نجاح مشاريع أبنائيـ المقاوليف‪،‬‬
‫فالعديد مف الدراسات توصمت إلى أف الكثير مف الشباب المقاوليف الناجحيف‪ ،‬ىـ في األصؿ‬
‫أبناء آلباء يشغموف وظائؼ إدارية وتسييرية في مؤسسات خاصة أو عامة‪ ،‬فطبيعة الوظائؼ‬
‫التي يشغميا اآلباء والمستوى التعميمي أو التكويني الذي يتميزوف بو باإلضافة إلى خبرتيـ‬
‫المينية‪ ،‬تمكنيـ مف مساعدة أبنائيـ المقاوليف عمى تنظيـ وتسيير مشاريعيـ‪ " ،‬والتعرؼ عمى‬
‫فرص االستثمار المناسبة‪ ...‬ودعـ اآلباء المتعمميف ألبنائيـ خبلؿ عمميات اإلنشاء وتسيير‬
‫المؤسسة الناشئة ىو ما يزيد مف احتماالت النجاح"‪.1‬‬
‫زيادة إلى المستوى التعميمي لآلباء نجد أيضا أف لخبرتيـ في مينة ما أو في نشاط‬
‫معيف‪ ،‬تأثير عمى نجاح مشاريع أبنائيـ المقاوليف‪ ،‬فكمما كانت مؤسسة الشاب المقاوؿ تنشط‬
‫في نفس مجاؿ نشاط العائمة‪ ،‬كمما زادت فرص نجاح مشروعو مقارنة بالشباب الذيف ليسوا‬
‫مف عائبلت ممتينة لمنشاط الذي يقاولوف فيو‪ ،‬حيث تعد خبرة العائمة الطويمة في النشاط‬
‫إطا ار مرجعيا‪ ،‬يستعيف بو الشاب المقاوؿ لتغطية العجز أو النقص الذي يكتنؼ خبرتو‬
‫ومعرفتو لحيثيات ودقائؽ سير العمؿ‪ ،‬ويستعيف بيا أيضا في مواجية المواقؼ الطارئة‬
‫ويستميـ منيا الرؤى والسياسات‪.‬‬

‫كما تمكنو ىذه األخيرة مف االطبلع عمى أخطائيـ والنتائج المترتبة عنيا لتجاوزىا‬
‫مستقببل‪ ،‬واالستفادة منيا كتجارب واقعية في ممارستو ألنشطتو المقاولية‪ ،‬مما يعطيو دفعا‬
‫ودعما قويا لتحقيؽ النجاح لمشروعو أكثر فأكثر‪ ،‬وىذا ما يمكنو مف تخطي ىواجس الخوؼ‬
‫والفشؿ‪ ،‬واعتبارىا احتماال مستبعدا في ظؿ وجود الدعـ والمرافقة العائمية لممشروع‪ ،‬فالدافع‬
‫األ ساسي لئلنشاء لدى ىؤالء المقاوليف الشباب ىو إحياء نشاط مؤسساتيـ العائمية المتوقفة‪،‬‬
‫أو رغبتيـ في االستقبلؿ عف المؤسسة العائمية وانشاء مشروع خاص بيـ‪ ،‬يحقؽ ليـ المزيد‬
‫مف الحرية واالستقبللية وليكونوا أرباب عمؿ مستقبمييف وليحققوا مزيدا مف األرباح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪H.Youcef et Dj.Hassane :Op.cit,p P14..‬‬
‫‪153‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كما نجد أيضا "بعض الدراسات في مجاؿ المقاوالتية ميتمة بدراسة تأثير الحالة العائمية‬
‫لممقاوؿ عمى نجاح مشروعو‪ ،‬فالعديد مف الباحثيف أمثاؿ‪(Evans et Leigthon, :‬‬
‫)‪ ، "Dunn et Holtz-Eakin 2000‬توصموا إلى وجود عبلقة ايجابية بيف أف يكوف‬
‫الفرد متزوجا واحتمالية النجاح في العمؿ المقاوالتي"‪ .1‬يمكف إرجاع ذلؾ ربما إلى الحاجة‬
‫الممحة لمعمؿ والكسب لتغطية النفقات واالحتياجات السرية‪ ،‬والرغبة في االستقبلؿ عف العائمة‬
‫الممتدة بإنشاء مشروع خاص بو‪ ،‬والجعؿ منو كخيار ميني يضمف لو وألبنائو االستقرار‬
‫الوظيفي واالقتصادي والمكانة االجتماعية‪ ،‬ليكونوا مف الطبقة الغنية مستقببل خاصة في ظؿ‬
‫انتشار أزمة البطالة والفقر واستفحاليا لدى األوساط الشبابية‪ ،‬فنجده يضحي بوقتو وجيده‬
‫ويكرسو لمعمؿ مف أجؿ انجاح مشروعو‪ ،‬وربما ىذا ما يفسر درجة نضج الفرد واحساسو‬
‫بمسؤولياتو تجاه عائمتو وتجاه عممو مما يزيد لديو الرغبة في االستقبللية والنجاح‪.‬‬

‫‪ 2-1‬كفاءات المقاول‪:‬‬
‫تعد المؤىبلت العممية والميارات المينية والفنية التي يمتمكيا الشاب المقاوؿ‪ ،‬إحدى أىـ‬
‫مفاتيح تحقيؽ النجاح واالستمرار لمشروعو الناشئ‪ ،‬ويحددىا كؿ مف ‪H.Youcef et‬‬
‫‪ Dj.Hassane‬في‪ ":‬المستوى التعميمي‪ ،‬التكويف الميني‪ ،‬الخبرة)‪.2"(Savoir Faire‬‬

‫إ ف لممستوى التعميمي الجيد لمشاب المقاوؿ تأثير ايجابي عمى نجاح مشروعو‪ ،‬حيث‬
‫يمكنو مف تخطي الكثير مف العراقيؿ سواء المتعمقة باختيار نوع وحجـ المشروع الذي‬
‫والتمويبلت‪ ،‬وكذا المعمومات المتعمقة‬ ‫سينشئو‪ ،‬أو في الحصوؿ عمى مصادر الدعـ‬
‫باحتياجات السوؽ ونوعيتيا وكميتيا والمنافسوف‪ ،‬والمخاطر التي قد تواجو مشروعو في‬
‫مختمؼ مراحؿ إلنشاء وبعدىا‪ ،‬وكما يسيؿ عميو ذلؾ أيضا صياغة الخطط واألىداؼ‬
‫وكيفية الشروع في تنفيذىا وتجسيدىا عمى أرض الواقع‪ ،‬وىذا ما يجعؿ مف المستوى التعميمي‬
‫كمؤثر ايجابي في نجاح المشاريع‪ ،‬حيث تشير إحدى الدراسات الميدانية إلى‪ " :‬أف تدريس‬
‫‪1‬‬
‫‪H.Youcef et Dj.Hassane :Op.cit,P14‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p14.‬‬
‫‪154‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مادة المقاوالتية في المدارس عمؿ عمى إعداد الشباب ألف يكونوا مقاوليف‪ ،‬حيث صرح‬
‫(‪ )%61‬مف المبحوثيف والذيف تتراوح أعمارىـ بيف ‪15‬إلى ‪24‬سنة‪ ،‬بأف التعميـ ساعدىـ عمى‬
‫فيـ دور المقاولوف في المجتمع"‪.1‬‬

‫وكما أف لمتكوينات المينية التي يتابعيا الشباب المقاوليف حوؿ الميف واألنشطة التي‬
‫سيزاولونيا في حياتيـ المينية أثر بالغ األىمية في نجاح المشاريع‪ " ،‬ففي إطار الوكالة‬
‫الوطنية لدعـ وتشغيؿ الشباب ‪ ENSEJ‬تبيف أف الشباب المقاوليف الذيف تابعوا تكوينا مينيا‪،‬‬
‫يتميزوف بنسبة نجاح عالية جدا‪ ،‬واستنتج أف التكويف الميني يساىـ في نجاح المؤسسات"‪،2‬‬
‫وعمى العموـ فإف ىذه التكوينات تمكنيـ مف التعرؼ عمى عالـ األعماؿ وطرؽ األداء‪،‬‬
‫وتزودىـ بمختمؼ الميارات الفنية واألدائية التي يتطمبيا ممارسة مينة ما‪ ،‬وكما تسمح ليـ‬
‫الشيادات والكفاءات المتحصؿ عمييا بإيجاد شركاء لتمويؿ مشاريعيـ ودعميا ومرافقتيا‬
‫لمنيوض بيا‪ ،‬واالستفادة مف برامج القروض واالمتيازات التي وضعتيا الدولة لتشجيع الشباب‬
‫عمى إنشاء المؤسسات‪.‬‬

‫وقد خمصت دراسة ‪ Matouk. B et Nacéra. N‬حوؿ ‪" :‬محددات إنشاء المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ :‬والية بجاية حالة‪ ،‬إلى النتائج التالية‪":‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص ومبلمح المقاوليف‪:‬‬


‫‪ %69 ‬منيـ أنشئوا مشاريعيـ وعمرىـ يتراوح بيف ‪ 30‬إلى ‪ 50‬سنة‪ ،‬مما يشير إلى‬
‫أنيـ أنشئوا مشاريعيـ بعد امتبلكيـ لقدر مف الخبرة المينية ورؤوس األمواؿ الكافية‪.‬‬
‫‪ %70 ‬منيـ أ نشئوا مقاوالتيـ في بمديتيـ مستغميف بذلؾ ممتمكات العائمة‪ .‬مما يوحي‬
‫إلى رغبتيـ في التقميؿ مف التكاليؼ والبقاء قرب الزبائف المحميف لضماف سبلسة‬
‫عممية التوزيع والتسويؽ‪ ،‬والرغبة في المساىمة في تنمية مجتمعيـ المحمي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪European youth forum, prise de position sur l’entreprenariat des jeunes, assemblée générale‬‬
‫‪extraordinaire, Braga, Portugal, 17-20 Novembre, p 07.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪H.Youcef et Dj.Hassane : op.cit, P14.‬‬
‫‪155‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوسط العائمي لممقاوليف‪:‬‬


‫‪ %63.8 ‬يعتبروف أف لموالديف تأثير كبير عمى توجييـ لمعمؿ المقاوالتي‪.‬‬
‫‪ %56.9 ‬منيـ يصرحوف أف ليـ أب أو أخ أو عـ مقاوؿ‪.‬‬
‫‪ %53.45 ‬منيـ يعتبروف االبف األكبر أو البكر في العائمة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوضعية المينية السابقة لممقاوليف‪:‬‬


‫‪ ‬الوضعية المينية السابقة‪ %32.8 :‬يشتغموف في مجاؿ الصناعة‪ %29.3 ،‬في‬
‫التجارة‪ %24.1 ،‬في اإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬الخبرة المينية‪ :‬لمتجربة المينية السابقة دور كبير في اختيار قطاع النشاط أو نوع‬
‫المؤسسة التي سينشئيا المقاوؿ‪ ،‬حيث أف ‪ %56.9‬منيـ أنشئوا مؤسسات ليمارسوا‬
‫نفس األنشطة التي مارسوىا سابقا‪ ،‬أي ما يسمى بعممية إعادة اإلنتاج‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المستوى التعميمي لممقاوليف‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ %43.1 ‬منيـ ذوي مستوى تعميمي عالي‪ %36.2 ،‬ثانوي‪ %31 ،‬تكويف ميني‪".‬‬

‫‪ -2‬السياق القانوني‪:‬‬
‫ونعني بو درجة مرونة أو تعقد القوانيف المنظمة لعممية إنشاء واستحداث المؤسسات‪،‬‬
‫ومدى تشجيعيا لمشباب عمى فعؿ المقاولة‪ ،‬مف خبلؿ االمتيازات والتسييبلت والضمانات‬
‫التي توفرىا لممستثمريف المحمييف واألجانب‪ ،‬والحماية التي توفرىا لممنتجات المحمية مف‬
‫المنافسة األجنبية‪ ،‬بفرض القيود والضرائب الجمركية عمى الواردات والتقميؿ منيا‪ ،‬ومدى‬
‫تدخؿ أجيزة الدولة لتقديـ المساعدات لممؤسسات التي ييددىا شبح الفشؿ‪ ،‬بمنحيا الدعـ‬
‫المالي والموجستيكي إلعادة تنظيـ نفسيا لتجاوز حالة الركود والفشؿ‪" ،‬ففي الواليات المتحدة‬

‫‪1‬‬
‫‪Nacéra Nasroun et Matouk Belattaf : les déterminants de la création des PME : cas de‬‬
‫‪wilaya de Bijaia, colloque national stratégiesd’orqanisation et d’accompagnement des PME‬‬
‫‪en Algérie, Ouargla, 18&19 avril 2012, p09.‬‬
‫‪156‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫األمريكية عندما تعاني مؤسسة مف صعوبة في تسديد ديونيا‪ ،‬يمكنيا أف تقدـ طمب الحماية‬
‫حتى تتمكف مف إعادة تنظيـ شؤونيا‪ ،‬والنظر في ديونيا وتكوف تحت رقابة المشرع "‪.1‬‬

‫كما أف الجزائر ىي األخرى سارت في ىذا التوجو حيث فكرت في كيفية معالجة‬
‫والتصرؼ مع المؤسسات التي قد تواجييا مشاكؿ واختبلالت‪" ،‬بالنسبة لحاالت التعثر التي‬
‫قد تسجميا المؤسسات المصغرة في تسديداتيا تجاه البنوؾ‪ ،‬أنشئ صندوؽ الكفالة المشتركة‬
‫لضماف أخطار القروض سنة ‪ 1998‬لتغطية أخطار القروض الممنوحة مف طرؼ البنوؾ‬
‫لمشباب المستثمر‪ ،‬إضافة إلى ىيكمتو المركزية يوجد عوف معيف في كؿ فروع الوكالة ميمتو‬
‫متابعة –في إطار الوكالة‪ -‬استرجاع قيمة أقساط القرض المستحقة وغير محصمة‪ ،‬حيث قاـ‬
‫مجمس إدارة صندوؽ الضماف بإجراء يتمثؿ في طمب استبلـ مف البنوؾ جداوؿ بعدـ‬
‫استرجاع استحقاقاتيـ مف المؤسسات المصغرة‪ ،‬حتى يتسنى لعوف صندوؽ الضماف التنقؿ‬
‫نحو تمؾ المؤسسات وحثيا عمى دفع مستحقاتيا‪ ،‬وفي حالة عدـ القدرة عمى السداد البحث‬
‫عف مشاكؿ المستثمر وتقديـ الدعـ البلزـ لو"‪ ،2‬وبيذا تكوف القوانيف المتحكمة في إنشاء‬
‫وتنظيـ مؤسسات القطاع الخاص‪ ،‬ذات أثر بالغ األىمية عمى نجاح أو فشؿ مشاريع الشباب‬
‫المق اوليف‪ ،‬كما أف لعدد اإلجراءات اإلدارية والقانونية المتبعة في إنشاء المؤسسة تأثير في‬
‫إنجاح المشاريع أو إفشاليا‪ ،‬فكمما كانت ىذه األخيرة تتطمب إجراءات كثيرة ومدة زمنية‬
‫طويمة‪ ،‬كمما قمت فرص نجاح المشروع‪ ،‬ألف عامؿ الزمف ميـ فالمشروع أنشأ ليحقؽ ويمبي‬
‫حاجات وغايات معينة مرتبطة بظرؼ وزماف محدديف‪ ،‬وىذا ما يفسر نجاح اقتصاد كوريا‬
‫الجنوبية‪ ،‬حيث أف‪" :‬عدد إجراءات إنشاء مؤسسة ال تتعدى خمسة إجراءات وفي أجاؿ ال‬
‫تتعدى سبعة أياـ‪ ،‬نتيجة لذلؾ تنامي دور القطاع الخاص المنتج وىو ما يظير جميا مف‬

‫‪1‬‬
‫‪Diane Saty Kouame : Op.cit., p 102‬‬
‫‪2‬سميماف ناصر‪ ،‬عواطؼ محسف‪ :‬تجربة الجزائر في تمويل المشاريع المصغرة بصيغة القرض الحسن دراسة تقييمية‪،‬‬
‫بحث مقدـ إلى المؤتمر العالمي حوؿ تطوير نظاـ مالي إسبلمي شامؿ تحت عنواف‪ :‬تعزيز الخدمات المالية االسبلمية‬
‫لممؤسسات المتناىية الصغر‪ ،‬الخرطوـ‪ ،‬السوداف‪ ،‬أياـ ‪ 11-10-09‬أكتوبر ‪ ،2011‬ص ‪.10‬‬
‫‪https://bu.univ-ouargla.dz/master/pdf/mosbah-mohamed.pdf‬‬
‫‪157‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خبلؿ مجموعات المؤسسات الصناعية المسماة ‪ ،Chaebols‬التي عممت الحكومة منذ‬


‫مطمع ستينيات القرف العشريف عمى تكوينيا كقاعدة لمتصنيع السريع‪ ،‬مقدمة ليا العديد مف‬
‫التسييبلت مقابؿ إتباعيا لبلستراتيجية التنموية الوطنية‪.1"...‬‬

‫‪ -3‬البيئة الخارجية واختيار مكان االنشاء‪:‬‬


‫‪ 1-3‬البيئة الخارجية‪:‬‬
‫تتمثؿ البيئة الخارجية في جميع العناصر الواقعة خارج إطار المؤسسة‪ ،‬والتي تمارس‬
‫تأثيرات جمة عمييا‪ ،‬حيث يمكف أف تكوف بمثابة عوامؿ مساىمة أو مثبطة لنجاح‬
‫المؤسسات‪ ،‬ويمكف تقسيـ البيئة الخارجية إلى قسميف ىما‪:‬‬
‫أ‪ -‬البيئة الكمية (العامة)‪ :‬وتتضمف المتغيرات البيئية عمى المستوى الكمي مثؿ البيئة‬
‫االقتصادية والسياسية‪ ،‬التكنولوجية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬والثقافية والبيئة الديمغرافية وغيرىا‪.‬‬
‫ب‪-‬البيئة التشغيمية (بيئة النشاط)‪ :‬تتكوف مف األطراؼ الخارجية أو الجميور الخارجي‬
‫والمعني بالمؤسسة‪ ،‬سواء مدخبلتيا أو مخرجاتيا أو لممارسة أعماليا"‪.2‬‬

‫وبالتالي فإف توفر بيئة خارجية (عامة‪ ،‬خاصة) مبلئمة ومشجعة عمى العمؿ أمر في‬
‫غاية األىمية‪ ،‬حيث أف توفر التكنولوجيا المتطورة وسيولة الوصوؿ إلييا مف بيف أبرز‬
‫العوامؿ المساىمة في إنجاح المؤسسات‪ ،‬كونيا توفر الوقت والجيد وتضمف الجودة والنوعية‬
‫في األعماؿ واألنشطة وبالتالي في مخرجاتيا الموجية لجميور المستيمكيف مما يوسع‬
‫قاعدتيا السوقية ويرفع مف أرباحيا ‪ ،‬لكف التطور التكنولوجي اليائؿ والمستمر يجعؿ الكثير‬
‫مف المؤسسات خاصة الصغيرة والناشئة في وضعية حرجة‪ ،‬حيث يستعصي عمى الكثير‬

‫‪1‬ياسميف نوري‪ :‬مكانة القطاع الخاص المنتج في ظل السياسات التنموية في الجزائر‪ :‬بيف الخطاب الرسمي والواقع‬
‫الميداني‪ ،2012-1962‬مذكرة ماجيستير في العموـ السياسية‪ ،‬مدرسة الدكتوراه في القانوف والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2015 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪2‬‬
‫الياشمي بف واضح‪ :‬تأثير متغيرات البيئة الخارجية عمى أداء المؤسسات االقتصادية الجزائرية حالة قطاع خدمة‬
‫الهاتف النقال في الجزائر (‪ ،)2011/2002‬أطروحة دكتوراه في العموـ االقتصادية‪ ،‬كمية العموـ االقتصادية والتجارية‬
‫وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيؼ ‪ ،2014-2013 ،1‬ص ‪.36‬‬
‫‪158‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫منيا مواكبة ىذه التطو ارت‪ ،‬إما لقمة إمكانياتيا المادية أو لصعوبة الوصوؿ لمتكنولوجيا‬
‫واستخداميا نظ ار لطبيعة كفاءاتيا البشرية البسيطة‪.‬‬

‫كما يمكف أف تكوف القوانيف والتشريعات التي تسنيا الدولة كعامؿ مساىـ في خمؽ‬
‫مناخ مناسب لبلستثمار أو العكس‪ ،‬وىذا يتوقؼ عمى فمسفة وتوجيات الدولة نحو تنمية‬
‫اقتصادىا الوطني أـ ال‪ ،‬وعمى مدى اقتناعيا بقدرة القطاع الخاص عمى المساىمة في‬
‫تحقيؽ التنمية الوطنية‪ ،‬حيث أف استبداؿ قوانيف بأخرى أو تعميميا عمى جميع القطاعات‬
‫والمؤسسات‪ ،‬يمكف أف يقمؿ مف فرص االستثمار المتاحة لممؤسسات الناشئة‪ ،‬وذلؾ تبعا‬
‫لطبيعة القيود التشريعية وحجـ الضرائب التي تفرضيا عمى المقاوليف الصغار‪.‬‬

‫فحينما تكوف "‪...‬التشريعات القانونية التي وضعت بالنسبة لممؤسسات واالستثمارات‬


‫الكبيرة ىي نفسيا التي تطبؽ عمى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وىو ما يعتبر إجحافا في‬
‫حقيا مثؿ بعض التكاليؼ التي أثقمت كاىميا كنسبة مساىمة رب العمؿ في التأمينات‬
‫االجتماعية عمى األجور والتي تبمغ ‪ %26‬بالنسبة لمجزائر‪ ،‬في الوقت الذي تصؿ فيو إلى‬
‫‪ %16،36‬في المغرب و‪ %17،5‬بالنسبة إلى تونس"‪ ،1‬وليذا يضطر العديد مف المقاوليف‬
‫إلى ممارسة الغش والتيرب الضريبي وعدـ التصريح الفعمي باألنشطة التي يمارسونيا‪ ،‬مما‬
‫يزيد مف حجـ القطاع الموازي واألنشطة غير مصرح بيا‪ ،‬والتي تؤثر سمبا عمى المؤسسات‬
‫خاصة الناشئة منيا‪ ،‬وذلؾ بالتقميؿ مف فرص نجاحيا وتعريضيا لمكثير مف األزمات‬
‫واالختناقات المالية‪ ،‬لينتيي بيا المطاؼ في مصؼ المؤسسات الفاشمة والموقفة‪.‬‬

‫‪1‬يوسؼ حميدي‪ :‬مستقبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية في ظل العولمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كمية العموـ‬
‫االقتصادية وعموـ التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008-2007 ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪159‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ 2-3‬اختيار مكان اإلنشاء‪:‬‬


‫يعتبر الموقع الجغرافي أو الحيز المكاني إلنشاء المؤسسة عامؿ جد ميـ‪ ،‬فاختيار‬
‫المكاف االستراتيجي والمناسب يزيد مف فرص نجاح المشروع‪ ،‬وىذا االختيار البد أف يكوف‬
‫عمى أساس معطيات واقعية ووفقا لخارطة إستراتيجية مدروسة‪ ،‬ومف أىـ محددات اختيار‬
‫مكاف إنشاء المشروع ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬القرب مف مصادر التمويؿ والتمويف‪.‬‬
‫‪ ‬توفر االسواؽ لتصريؼ المنتجات‪.‬‬
‫‪ ‬توفر البنى التحتية والمواصبلت‪.‬‬
‫‪ ‬توفر الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض نسبة الضرائب التي تفرضيا الدولة بحسب المنطقة الجغرافية‪.‬‬
‫وبالتالي فإف توفر كؿ ىذه العناصر يعمؿ عمى تسييؿ عممية اإلنشاء‪ ،‬كما يضمف‬
‫لممقاوؿ النجاح لمشروعو إلى أبعد الحدود‪ ،‬حيث تشير بعض الدراسات إلى تواجد عنصر‬
‫آخر وجد ميـ يتدخؿ في عممية اختيار موقع إنشاء المؤسسة‪ ،‬وىو رغبة المقاوؿ في البقاء‬
‫قرب منشئو األصمي لبلستفادة مف العقارات والممتمكات الشخصية والعائمية ومف اليد العاممة‬
‫المحمية‪ ،‬لممساىمة في تطوير المجتمع المحمي واخراجو مف دائرة التخمؼ‪ ،‬حيث "أف قوة‬
‫العمؿ وخاصة في اقتصاديات البمداف النامية‪ ،‬مجمميا ليا عبلقة بحياة معيشية متعمقة‬
‫باألرض أي ذىنية ريفية فبلحية أو حرفية فالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يمكف أف تعتبر‬
‫كجياز لنشر الذىنية الصناعية‪ ،‬وىذا بتوطيف ىاتو المؤسسات في الجيات والمناطؽ أيف‬
‫ينعدـ فييا العمؿ الصناعي"‪.1‬‬
‫وكما يعد انشاء المؤسسة في المناطؽ المحمية‪ ،‬تخميص لممقاوؿ مف مشكمة البحث‬
‫عف موقع اإلنشاء خاصة في ظؿ ارتفاع أسعار ايجار وشراء العقارات‪ ،‬والتي تعد تكاليؼ‬
‫ثقيمة ال يستطيع الكثير مف المقاوليف الناشئيف اإليفاء بيا‪ ،‬وكما يضمف لو أيضا تواجده قرب‬

‫‪1‬شويمات كريـ‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫‪160‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المنشأ األصمي مف االطبلع عمى المنافسيف الجدد والمحتمميف‪ ،‬وفرض نفوذه ومكانتو في‬
‫السوؽ المحمية باالعتماد عمى شبكاتو االجتماعية‪ ،‬وكما يتسنى لو مف خبلؿ أنشطتو‬
‫التطوعية والخيرية المساىمة في تنمية المجتمع المحمي‪ ،‬والتي تؤثر بدورىا عمى تحسيف‬
‫صورة وسمعة المؤسسة وترسيخيا في أذىاف المتعامميف وأفراد المجتمع بصورة عامة‪.‬‬

‫‪-4‬خصائص المؤسسة‪:‬‬
‫يحدد ‪ Diane Saty Kouame‬سمات المؤسسة كما أشرنا إلييا سابقا في‪" :‬‬
‫التكنولوجيا أو المنتج‪ ،‬الحوكمة واإلدارة‪ ،‬اإلستراتيجية‪ ،‬التنظيـ والموظفيف والتمويؿ"‪ ،1‬أي كؿ‬
‫ما ىو متعمؽ بالجانب التنظيمي والمالي والبشري‪ ،‬وطبيعة نشاطيا وأىدافيا والتكنولوجيا التي‬
‫تعتمدىا‪ ،‬وسياساتيا تجاه جميورىا الداخمي والخارجي بشكؿ عاـ‪ ،‬إذ تعد ىذه األخيرة عوامؿ‬
‫تؤثر عمى نجاح المؤسسة أو فشميا‪ ،‬فنشاط المؤسسة البد أف يكوف مؤسسا عمى معطيات‬
‫واحصائيات سوسيو‪ -‬اقتصادية الحتياجات السوؽ‪ ،‬بيدؼ االستجابة لمتطمباتو مف حيث‬
‫الكـ والنوع والسعر‪ ،‬ولتحقيؽ ذلؾ البد مف توفر التقنية والتكنولوجيا المتطورة التي تساعد‬
‫عمى خفض التكاليؼ وتوفير الكثير مف الجيد والوقت‪ ،‬وكما تضمف جودة المخرجات مما‬
‫يزيد مف تنافسية المؤسسة‪ ،‬إال أف توفير التقنية والتكنولوجيا العالية الجودة في المؤسسة‬
‫الناشئة تواجييا مشكمتيف أساسيتيف‪:‬‬
‫‪ -‬مالية‪ :‬وتتمثؿ في ضرورة توفر رؤوس أمواؿ ضخمة قد ال يمتمكيا العديد مف‬
‫المقاوليف الناشئيف‪ ،‬لقمة مواردىـ الشخصية ولصعوبة إيجاد جية ممولة‪.‬‬
‫‪ -‬الثانية بشرية وتتمثؿ في نقص الخبرة وضعؼ تكويف المقاوؿ والعماؿ في مجاؿ‬
‫استخداـ التكنولوجيا‪ ،‬وكيفية التعامؿ مع مستجداتيا في مجاؿ العمؿ‪ ،‬وىذا ما جعؿ‬
‫العديد مف المؤسسات تستغني عنيا‪ ،‬وتعتمد بدال منيا عمى تقنيات بسيطة في أداء‬

‫‪1‬‬
‫‪Badi Meliani : Op cit, p07.‬‬
‫‪161‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وظائفيا المختمفة‪ ،‬مما يؤثر بشكؿ سمبي عمى أدائيا وتنافسيتيا وفي اقتناصيا لفرص‬
‫االستثمار‪ ،‬كؿ ىذا مف شأنو الحد والتقميؿ مف حظوظ نجاحيا‪.‬‬
‫وعمى العموـ يمكف إيجاز العوامؿ المؤثرة عمى نجاح أو فشؿ المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬في النقاط التي جاءت بيا الدراسة التي قاـ بيا بنؾ التنمية الكندي )‪(BDC‬‬
‫عمى ‪( 1139‬ـ‪.‬ص‪.‬ـ) كندية وىي كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العوامل الخمس لمنجاح في المشروع‪":‬‬
‫‪ ‬االبتكار وعدـ التوقؼ عند النجاحات السابقة ‪(Innover- ne pas se reposer‬‬
‫)‪ : sur ses lauriers‬فالمؤسسات التي تنجح بشكؿ أفضؿ ىي األكثر قدرة عمى تقديـ‬
‫منتجات وخدمات جديدة والتي تعتمد في ذلؾ عمى التكنولوجيات المتطورة‪ ،‬وتخصص أيضا‬
‫الكثير مف الوقت والموارد لمتعرؼ عمى العوامؿ التي تساىـ في تطويرىا لتحسيف تنافسيتيا‪.‬‬
‫‪ ‬طمب االستشارات الخارجية )‪:( Demander des conseils à l’externe‬حيث‬
‫تمكف االستشارات الخارجية الرسمية مف الحصوؿ عمى المعمومات المتعمقة بالتسويؽ‪،‬‬
‫وصورة العبلمة التجارية لممؤسسة بشكؿ أفضؿ‪ ،‬مما يسمح لممؤسسة باتخاذ الق اررات‬
‫وصياغة االستراتيجيات البلزمة‪.‬‬
‫‪ ‬امتبلؾ مخطط قوي وقياس التقدـ الذي أحرزه‪ :‬ألف نجاح المؤسسة يمر حتما بعممية‬
‫وضع مخطط تنفيذي عمى المدى المتوسط واستخداـ مختمؼ مقاييس النجاعة‪.‬‬
‫‪ ‬توظيؼ أفضؿ الكفاءات ومعرفة كيفية تنظيميا‪ :‬ألف المؤسسات التي تنجح أكثر‬
‫تعتبر أف ميزتيا التنافسية تكمف في توفير بيئة عمؿ محفزة وثقافة مؤسسة ايجابية‪ .‬ولتحقيؽ‬
‫ذلؾ البد توفر المؤسسة عمى إستراتيجية تقوـ عمى‪:‬‬
‫‪ -‬تقييـ ثقافة مؤسستؾ‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ التقشؼ في الوقت والجيد المخصص لمبحث عمى أفضؿ األشخاص لتوظيفيـ‪.‬‬
‫‪ -‬دمج الموظفيف الجدد‪.‬‬
‫‪ -‬ابتكار أنظمة أجور ومكافآت جديدة‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬توطيد العبلقات مع المورديف‪ :‬ف العبلقات الجيدة مع الزبائف أمر ميـ جدا‪ ،‬كما أف‬
‫العبلقات الوطيدة مع المورديف تمنح المؤسسة ميزة تنافسية كبيرة"‪.1‬‬

‫ب‪-‬الهفوات الخمس الواجب تفاديها من أجل نجاح المؤسسة‪":‬‬


‫‪ ‬االعتماد عمى عدد محدود مف الزبائف ومتنوعيف‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ التقميؿ مف أىمية اإلدارة المالية الفعالة‪ ،‬ألف وجود الثغرات في التقارير المالية وفي‬
‫التحميؿ المالي يؤدي إلى ضياع األمواؿ وعدـ كفايتيا‪ ،‬مما يؤدي في النياية إلى تقميؿ‬
‫حظوظ النجاح لمعديد مف المؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ االنتظار حتى فوات األواف لوضع خطة طوارئ‪ ،‬تجاىؿ توجيات األسواؽ‪ :‬إف عدـ‬
‫القدرة عمى قراءة وفيـ التحوالت التي تشيدىا األسواؽ والتكيؼ معيا‪ ،‬عمؿ عمى تقميص عدد‬
‫المؤسسات ووضعيا في مصؼ المؤسسات الفاشمة والموقفة‪.‬‬
‫‪ ‬تأخير طمب المساعدة‪ :‬إ ف التأخير في طمب المساعدة يجعؿ مف المشاكؿ تتفاقـ أكثر‬
‫فأكثر‪ ،‬مما يزيد مف المخاطر المحدقة بالمشروع وتقؿ بذلؾ فرص وحظوظ نجاحو"‪.2‬‬

‫ومما سبؽ نستنتج أف لخصائص جميور الزبائف (المستيمكيف) المستيدؼ مف قبؿ‬


‫المؤسسة‪ ،‬دور بالغ األىمية في تحديد فرص نجاح المؤسسة مف عدميا‪ ،‬ذلؾ أف لقمة‬
‫حجميـ واختبلؼ احتياجاتيـ أو نقص وفائيـ لممؤسسة‪ ،‬يجعميا تواجو اختبلالت في مختمؼ‬
‫وظائفيا‪ ،‬كما يجعؿ مف عممية اتخاذ الق اررات أمر صعب لمغاية بسبب عدـ تجانس‬
‫خصائصيـ وطمباتيـ واذواقيـ‪ ،‬وبالتالي عمى المقاوؿ او المسير أف يسارع إلى وضع‬
‫استراتيجية تسويقية محكمة‪ ،‬تيدؼ إلى االىتماـ أوال بالزبائف الميميف والدائميف واإليفاء‬
‫باحتياجاتيـ نظ ار لمعوائد االقتصادية التي يدرونيا عمى المؤسسة مقابؿ الخدمات والسمع التي‬
‫تقدميا ليـ لزيادة حظوظ نجاحيا‪ ،‬مع االىتماـ واألخذ بعيف االعتبار الزبائف الذيف ىـ أقؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪Banque de développement du Canada : les cinqfacteursclés et les cinqpièges à éviter pour‬‬
‫‪réussir en affaires, semaine de la PME, 2014, p 04-16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p 18-26.‬‬
‫‪163‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أىمية‪ ،‬والذيف عادة ما تكوف طمباتيـ قميمة وفي أوقات وفترات متقطعة‪ ،‬باعتبارىـ الزبائف أو‬
‫المتعامميف المستقبميف لممؤسسة‪ ،‬والذيف يمكنونيا مف توسيع قاعدة جميورىا وبالتالي‬
‫استثماراتيا و أرباحيا‪.‬‬

‫كما أنو عمى المؤسسات أف تحتاط وتأخذ بالحسباف مذ البداية ضرورة وضع خطة‬
‫طوارئ محكمة‪ ،‬لمجابية مختمؼ المشاكؿ واألخطار المالية والتسويقية وحتى البيئية التي‬
‫يمكف أف تعرضيا خبلؿ مسارىا وحياتيا‪ ،‬حيث أشار تقرير )‪ (BDC‬إلى أف حوالي" ‪%30‬‬
‫فقط مف المؤسسات التي شيدت ضائقة مالية وكانت األسباب خارجة عف نطاقيا وارادتيا"‪،‬‬
‫وليذا ال بد عمى المؤسسات الساعية لمنجاح والريادة مف وضع استراتيجية استشرافية‪ ،‬تيدؼ‬
‫مف خبلليا إلى تحديد نقاط ضعفيا لتصحيحيا وتصويبيا ونقاط القوة لتثمينيا ودعميا‪ ،‬سواء‬
‫تعمقت بالجوانب التسييرية التنظيمية أو بالجوانب المالية والبشرية‪ ،‬باإلضافة إلى وضع خطة‬
‫طوارئ لمواجية المواقؼ الطارئة‪ ،‬والتصرؼ السريع إزاء المشاكؿ والعمؿ عمى حميا قبؿ‬
‫تفاقميا‪ ،‬والمجوء إلى الجيات المختصة إلستشارتيا واألخذ باقتراحاتيا‪.‬‬
‫عطفا عمى ما سبؽ فإف انعزاؿ المؤسسة وانغبلقيا عف محيطيا وعدـ تمكنيا مف الوصوؿ‬
‫لمصادر المعمومات‪ ،‬يجعميا بعيدة كؿ البعد عف مجريات األسواؽ‪ ،‬وبالتالي عدـ التحكـ فييا‬
‫مما يجعميا عرضة لمكثير مف األزمات ويقمؿ مف تنافسيتيا‪ ،‬وليذا يتوجب عمييا إيجاد‬
‫إستراتيجية تقوـ عمى اإلنصات لمزبائف والتعرؼ عمى احتياجاتيـ والتعرؼ عمى المنافسيف‪،‬‬
‫وعمى جمع المعمومات المتعمقة بأنشطتيـ وممارساتيـ لبلستفادة منيا‪ ،‬والتعرؼ عمى العوامؿ‬
‫التي تؤثر عمى توازف األسواؽ كالتغير في حجـ ونوع طمبات االستيبلؾ‪ ،‬التحوالت‬
‫االجتماعية‪ ،‬التطور التكنولوجي أو قنوات التوزيع‪...‬إلخ‪ ،‬وليذا عمى المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة التعرؼ عمى ىذه التحوالت والتغيرات الجديدة‪ ،‬ومواكبتيا والتكيؼ معيا لضماف‬
‫استم اررىا وتنافسيتيا في األسواؽ‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫الشباب المقاول وتكوين الحدث المقاوالتي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصـــــــــــة‪:‬‬
‫مما سبؽ نستخمص أف ظاىرة المقاولة معقدة ومركبة‪ ،‬ال يمكف فيميا وتفسيرىا إال في‬
‫ضوء دراسة وتحميؿ كافة أبعادىا االقتصادية واالجتماعية والنفسية والثقافية‪ ،‬وذلؾ باالعتماد‬
‫عمى جميع المقاربات واألطر النظرية‪ ،‬وكما أف دوافع فعؿ المقاولة مختمفة مف شخص إلى‬
‫أخر تبعا لمخصائص والسمات الشخصية لممقاوؿ‪ ،‬والظروؼ االقتصادية واالجتماعية السائدة‬
‫في المجتمع‪ ،‬وكما تساىـ كبل مف األسرة ومؤسسات التعميـ والتكويف ومؤسسات الدولة‬
‫األخرى وعمى رأسيا أجيزة الدعـ والمرافقة‪ ،‬في تشكؿ طبقة الشباب المقاوليف الناشئيف‪ ،‬وذلؾ‬
‫مف خبلؿ تشجيعيـ ودعميـ ماديا ومعنويا عمى إنشاء مشاريع خاصة بيـ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تمكينيـ مف الميارات والمعارؼ التي تضمف نجاحيا واستمرارىا‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهيئات الدعم والمرافقة‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫ثانيا‪ :‬نشأة وتطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬
‫ثالثا‪ :‬الدور االجتماعي واالقتصادي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر‬
‫رابعا‪ :‬المشاكل والصعوبات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أجهزة الدعم والمرافقة‬
‫‪ .1‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪. ANDI‬‬
‫‪ .2‬الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪. ANDPME‬‬
‫‪ .3‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪. ANSEJ‬‬
‫‪ .4‬الصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة ‪. CNAC‬‬
‫‪ .5‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪.ANGEM‬‬

‫خالصة‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحرك الدافع لعجمة التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية لمعظم الدول‪ ،‬وذلك لقدرتيا عمى خمق القيمة المضافة وعمى امتصاص البطالة‪،‬‬
‫كما تتسم ىذه المؤسسات بقدرتيا عمى مسايرة التحوالت والتغييرات الحاصمة في البيئة‬
‫الخارجية‪ ،‬سواء من حيث التكنولوجيا أو من حيث اإلنتاج واألىداف‪ ،‬وعميو سنحاول في ىذا‬
‫الفصل التطرق لمفيوميا ونشأتيا وتطورىا في الجزائر‪ ،‬والتعرف عمى دورىا االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وأخي ار المعيقات والمشاكل التي تعيشيا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬


‫بالرجوع إلى األدبيات االقتصادية الكالسيكية‪ ،‬نجد أن العديد من المفكرين االقتصاديين‬
‫تطرقوا لموضوع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬حيث حاولوا صياغة تصنيفات عديدة‬
‫لمتميز بين أشكال المؤسسات‪ ،‬فنجد ‪ Karl Max‬في كتاباتو حول الرأسمالية يميز بين نظام‬
‫المشغل والمصنع‪ ،‬حيث أن في نظام المشغل والحرفة )‪ )la manufacture‬العامل يستخدم‬
‫أدواتو‪ ،‬أما في المصنع والذي يتميز بكبر الحجم فإن العامل يستخدم اآللة"‪.1‬‬

‫كما أن ‪ Joseph Schumpeter‬كتب حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دون‬


‫تسميتيا بذلك‪ ،‬وفي تصوره فإن المقاول متميز عن المسير باالبتكار والديناميكية والمغامرة‬
‫وبتحمل المخاطرة من أجل االبتكار‪ ... ،‬عمى العموم ىي خصائص تعزى لممؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة ومالمح نموذجية لمسيرييا"‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ammar Sellami: Evolution de la place de la PME/ PMI dans l’economie du‬‬
‫‪developpement: comment et pour quoi? p284.‬‬
‫‪Sur site http://www.enssea.net/enssea/majalat/2520.pdf‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p 284.‬‬
‫‪167‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫ومما سبق نفيم مدى االختالف القائم بين المفكرين االقتصادين في تحديد معايير‬
‫تصنيف المؤسسات‪ ،‬فكارل ماكس يعتبر أن نوع التقنية المستخدمة ىي المعيار أساسي‬
‫لمتفريق بين المؤسسات الصغيرة والكبيرة‪ ،‬أما شومبيتر فيرى أن خصائص المؤسسات‬
‫الصغيرة مسقاة من خصائص المقاول المتمثمة في االبداع واالبتكار والمخاطرة‪ ،‬في حين‬
‫"يرى البعض أن معظم المؤسسات بدأت حسب التسمسل التقميدي‪ ،‬حيث بدأت من صناعات‬
‫حرفية ويدوية وتطورت إلى صناعات صغيرة‪ ،‬ثم نمت لتصبح صناعات متوسطة أو كبيرة‬
‫أو بقيت محافظة عمى وضعيا‪ ،‬إال أن التفريق بين تمك األنواع أمر البد منو‪ ،‬ألن‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل مرحمة متقدمة من مراحل الصناعة الحديثة‪ ،‬بعكس‬
‫الصناعات الحرفية واليدوية بمفاىيميا العامة‪ ،‬والتي ال تمثل إال مرحمة تصنيع بدائية تعتمد‬
‫عمى وسائل إنتاجية تقميدية وميارات فردية متوارثة اجتماعيا"‪.1‬‬

‫كما أن ىذا االختالف والمبس في تعريف وتحديد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ما‬
‫يزال قائما بين الدول إلى يومنا ىذا‪ ،‬إال أن معظميا تركز في تحديدىا لممؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة عمى المعايير التالية‪ :‬حجم أرس المال‪ ،‬عدد العمال‪ ،‬حجم اإلنتاج‪ ،‬الشكل‬
‫القانوني‪ ،‬وكما تتفق عمى الدور الذي تؤديو في المجتمع‪ ،‬وىو السعي إلشباع حاجات‬
‫المستيمكين والمساىمين‪ ،‬ومن بين أىم التعاريف الواردة حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف االتحاد الوروبي‪ :‬فحسب المجمع يمكن تحديد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫كما يمي‪":‬‬
‫‪ ‬المؤسسات المصغرة (الفتية) عدد عماليا اقل من ‪.9‬‬
‫‪ ‬المؤسسات الصغيرة من ‪ 10‬إلى ‪ 99‬عامال‪.‬‬

‫‪1‬شبوطي حكيم‪ :‬الدور االقتصادي واالجتماعي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد الثالث‪،‬‬
‫جوان ‪ ،2008‬ص‪.212‬‬
‫‪168‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ ‬المؤسسات المتوسطة من ‪ 100‬إلى ‪ 499‬عامال"‪.1‬‬

‫لكن في سنة ‪ 1996‬أعادت دول االتحاد األوروبي النظر في التعريف السابق‪،‬‬


‫وتوصمت إلى صياغة تعريف جديد لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة أكثر تحديدا وتفصيال‬
‫بوصفيا‪ " :‬تمك المؤسسات التي تشغل أقل من ‪ 250‬عامل‪ ،‬أو تمك التي يتجاوز رقم‬
‫أعماليا ‪ 40‬مميون أورو‪ ،‬التي تراعي مبدأ االستقاللية‪ ،‬وتضم كل المؤسسات التي تتجاوز‬
‫نسبة التحكم في رأس ماليا أو في حقوق التصويت ‪25‬بالمئة"‪.2‬‬

‫‪ -2‬تعريفها في كندا‪" :‬تعرف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأنيا مستثمرات تجارية ىدفيا‬
‫الربح‪ ،‬وىي تضم أقل من ‪ 500‬عامل‪ ،‬بحصيمة سنوية تقدر بـ‪ 50‬مميون دوالر عمى األقل‪،‬‬
‫وىذه المؤسسات تمثل ‪ %96‬من المؤسسات في كندا‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 1.4‬مميون مؤسسة‬
‫طبقا إلحصائيات ‪.3"2004‬‬

‫‪ -3‬في المغرب‪ :‬يشير "التعريف الذي وضعتو المجنة الفرعية المكمفة بالمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة عدد العمال فييا ال يتجاوز ‪ 200‬عامل‪ ،‬ورقم أعماليا أقل من ‪ 5‬مميون درىم‪،‬‬
‫عند االنشاء (مرحمة التأسيس) و‪ 20‬مميون درىم خالل مرحمة النمو و‪ 50‬مميون درىم في‬
‫مرحمة النضج"‪.4‬‬

‫‪ -4‬التعريف الجزائري‪ :‬يعرف المشرع الجزائري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المادة‬


‫الرابعة من القانون التوجييي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬رقم ‪ 18-10‬المؤرخ في‬
‫‪ 12‬ديسمبر ‪ 2001‬بأنيا " مؤسسة إنتاج السمع و‪ /‬أو الخدمات التي تشغل من ‪ 1‬إلى ‪250‬‬

‫‪1‬يوسف حميدي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪3‬شريف غياط‪ ،‬محمد بوقموم‪ :‬حاضنات العمال التكنولوجية ودورها في تطوير االبداع واالبتكار بالمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة حالة الجزائر‪ ،‬أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2009‬ص‪.46‬‬
‫‪4‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪169‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫شخص وال يتجاوز رقم أعماليا السنوي ‪2‬مميار دينار جزائري وال يتجاوز مجموع حصيمتيا‬
‫السنوية خمسمائة ‪ 500‬مميون دينار"‪.1‬‬

‫قسم المشرع الجزائري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى ثالثة أصناف وىي‪:‬‬
‫مصغرة‪ ،‬صغيرة والمتوسطة‪ ،‬واعتمد في تقسيمو ىذا عمى معيار حجم العمال‪ ،‬رقم األعمال‪،‬‬
‫التحصيالت السنوية لكل مؤسسة كما ىو مبين في اآلتي‪":‬‬

‫‪ .1‬المؤسسة المتوسطة ىي تمك المؤسسة التي تشغل ما بين ‪ 50‬إلى ‪ 250‬شخصا‪،‬‬


‫ورقم أعماليا ما بين ‪ 200‬مميون و‪2‬مميار دينار أو مجموع حصيمتيا السنوية ما بين‬
‫‪ 100‬و‪ 500‬مميون دينار‪.‬‬
‫‪ .2‬المؤسسة الصغيرة ىي تمك المؤسسة التي تشغل ما بين ‪ 10‬إلى ‪ 49‬شخصا‪ ،‬وال‬
‫يتجاوز رقم أعماليا السنوي ‪ 200‬مميون دينار أو ال تتجاوز حصيمتيا السنوية ‪100‬‬
‫مميون دينار‪.‬‬
‫‪ .3‬المؤسسة المصغرة تشغل من ‪ 1‬إلى ‪ 9‬أشخاص‪ ،‬وتحقق رقم أعمال أقل من ‪20‬‬
‫مميون دينار وال يتجاوز مجموع حصيمتيا السنوية ‪ 10‬ماليين دينار"‪.2‬‬
‫وعميو يمكن تمخيص وتحديد المعايير التي اعتمدىا المشرع الجزائري في تعريفو‬
‫لممؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة في الجدول التوضيحي اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬الجريدة الرسمية الجزائرية‪ ،‬رقم‪ ،77‬الصادرة ‪ 15‬ديسمبر ‪ 2001‬عمى الموقع‪:‬‬


‫‪http://journal-officiel-dz.blogspot.com/2012/05/77-15-12-2001.html‬‬
‫‪2‬شبوطي حكيم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.213‬‬
‫‪170‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫جدول رقم (‪ :)05‬معايير التمييز بين حجم المؤسسات في الجزائر‬

‫الحصيمة السنوية‬ ‫المعايير العمالة الموظفة رقم األعمال السنوي‬


‫(مميون دينار)‬ ‫(مميون دينار)‬ ‫(عامل)‬ ‫المؤسسة‬
‫أقل من ‪10‬‬ ‫أقل من ‪20‬‬ ‫‪ 1‬إلى ‪9‬‬ ‫المؤسسة المصغرة‬
‫اقل من ‪100‬‬ ‫أقل من ‪200‬‬ ‫‪ 10‬إلى ‪49‬‬ ‫المؤسسة الصغيرة‬
‫‪ 100‬إلى ‪500‬‬ ‫‪ 200‬إلى ‪2000‬‬ ‫‪ 50‬إلى ‪250‬‬ ‫المؤسسة المتوسطة‬
‫‪1‬‬
‫‪Source : Samia Gharbi‬‬

‫وعميو فإنو من الصعب جدا صياغة تعريف واحد وشامل لممؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬وذلك راجع إلى اختالف الدول في معايير تصنيفيا لممؤسسات‪ ،‬وذلك تبعا‬
‫لمظروف االقتصادية واالجتماعية السائدة في كل واحدة منيا‪ ،‬إلى أنيا غالبية التعاريف تتفق‬
‫في تحديدىا لمفيوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمى المعايير الرئيسة اآلتية‪ :‬حجم أرس‬
‫المال‪ ،‬عدد العمال‪ ،‬حجم التحصيالت السنوية‪ ،‬درجة االستقاللية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى التصنيفات السابقة‪ ،‬نجد ىناك تصنيف أخرى يتخذ من توجو‬
‫المؤسسات المعيار األساسي في التحديد‪ ،‬كما ىو مبين في اآلتي‪":‬‬

‫‪ -1‬المؤسسات العائمية‪ :‬تتميز بكون مكان اقامتيا ىو المنزل‪ ،‬فيي تستخدم في تشغيل‬
‫األيدي العاممة العائمية‪ ،‬ويتم انشاءىا لمساىمة أفراد العائمة وتنتج منتجات تقميدية لمسوق‬
‫بكميات محدودة‪ ،‬وىذا في بعض البمدان الصناعية مثل اليابان وسويسرا‪.‬‬

‫‪-2‬المؤسسات التقميدية‪ :‬يقترب أسموب تنظيم المؤسسات التقميدية من النوع األول من‬
‫المؤسسات المصغرة والمتوسطة كونيا تنتج منتجات تقميدية أو قطعا لفائدة مصنع ترتبط بو‬
‫بشكل تعاقد تجاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Samia Gharbi: Les PME/PMI en Algérie: etat des lieux, Cahier du Lab.RII, n°238, Mars‬‬
‫‪2011, p 05.‬‬
‫‪171‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪-3‬المؤسسات المتطورة والشبو المتطورة‪ :‬تتميز ىده المؤسسات عن غيرىا من المؤسسات‬


‫في اتجاىيا باألخذ بفنون اإلنتاج الحديثة‪ ،‬سواء من ناحية التوسع في استخدام راس المال‬
‫الثابت أو من ناحية تنظيم العمل‪ ،‬أو من ناحية المنتجات التي يتم صنعيا بطريقة عصرية‬
‫ومنظمة وطبقا لممعايير والمقاييس العالمية"‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة وتطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪:‬‬


‫إن القطاع الخاص الجزائري ليس وليد فترة ما بعد االستقالل‪ ،‬بل يمكن ارجاع بوادره‬
‫األولى إلى الفترة العثمانية‪ ،‬وىي الفترة التي بدأ فييا الرأس المال الخاص الوطني بالتشكل‬
‫نتيجة لمتحوالت الحاصمة في المجتمع الجزائري‪ ،‬كاليجرة من األرياف إلى المدن‪ ،‬والتحول‬
‫من األنشطة الزراعية إلى األنشطة الحرفية المنزلية‪ ،‬كل ىذا ساىم في ظيور طبقة الحرفيين‬
‫والصناع المينيين الجزائريين في المدن الكبرى مثل قسنطينة‪ ،‬الجزائر وتممسان‪ ،‬كما عرفت‬
‫بعد ذلك الصناعات الحرفية تطورات عدة‪ ،‬كاالنتقال من المنزل الى المعمل أو الورشة‪،‬‬
‫والتي تسير من قبل المالك أو أفراد العائمة‪ ،‬وتعتمد في عمميات اإلنتاج عمى تقنيات ووسائل‬
‫جد بسيطة وانتاجيتيا جد محدودة ال ترقى لمستوى انتاجية المؤسسة‪.‬‬

‫إال أن ظيور الفعمي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية‪ ،‬يمكن إرجاعو إلى حقبة‬
‫االستعمار الفرنسي‪" ،‬ابتداء من العام ‪ ،1958‬وفي إطار المخطط االستراتيجي االستعماري‬
‫المعروف بمخطط قسنطينة‪ ،‬كان اليدف المقصود من وراء ىذه المؤسسات والوحدات ىو‬
‫وضع سياسة لتطوير صناعة محمية تعود باالمتيازات والفوائد القتصاديات البمد المستعمر‪،‬‬
‫ومنيا‪:‬‬
‫‪ ‬الحصول عمى أرباح ىامة‪ ،‬بسبب انخفاض تكمفة اليد العاممة‪.‬‬
‫‪ ‬توفير بعض السمع والمنتجات محميا بأقل تكمفة‪.‬‬

‫‪1‬نور اليدى برنو‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر "مراحل تطورها ودورها في التنمية"‪ ،‬المركز العربي‬
‫الديمقراطي لمدراسات االستراتيجية‪ ،‬االقتصادية والسياسية‪ 8 ،‬ديسمبر ‪.2016‬‬
‫عهً انًىقع‪http://democraticac.de/?p=40830 :‬‬

‫‪172‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ ‬اإلبقاء عمى تبعية االقتصاد الجزائري لالقتصاد الفرنسي"‪.1‬‬

‫وعمى الرغم من الحركية التي شيدىا القطاع الخاص الوطني في الفترة االستعمارية‪،‬‬
‫إال أنو لم يتخمص من تقوقعو في النشاط الحرفي والفالحي والتحول إلى النشاط الصناعي‪،‬‬
‫ذلك أن الرأسمالية في الحقبة االستعمارية لم تأسس قاعدة صناعية في الجزائر‪ ،‬بل عممت‬
‫عمى االخالل بتوازن البنية االقتصادية الجزائرية‪.‬‬

‫وفشل ىذه السياسة الصناعية راجع إلى‪:‬‬


‫‪-‬ضعف مستوى الدعم لمرأسمال الصناعي في الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬طريقة تطوير القاعدة الصناعية كانت مركزة عمى القطاعات الثالثة األكثر أىمية‪ :‬البناء‬
‫واألشغال العمومية‪ ،‬السمع االستيالكية‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬باستثناء قطاع المحروقات‪.‬‬

‫نتائج ىذه السياسة الصناعية عمى مستوى التييئة واعادة الييكمة االجتماعية ىي‪:‬‬
‫*تمركز الخواص وأرباب العمل الجزائريين في قطاعين ىما‪ :‬التجارة الصغيرة والصناعات‬
‫الحرفية‪.‬‬
‫*عدد الصناعيين الجزائريين في الحقبة االستعمارية قميل جدا‪ 1554 :‬جزائري مقابل ‪5466‬‬
‫أوروبي ‪....‬باإل ضافة إلى الييمنة االقتصادية عمى الصناعيين الجزائريين تمت ىيمنتيم‬
‫كذلك سياسيا وثقافيا‪.2‬‬
‫لكن بعد ‪ 1962‬عرفت المؤسسات االقتصادية الجزائرية تحوالت ىامة وبالخصوص‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬سواء من الناحية القانونيةّ أو اإلنتاج والتسيير‪ ،‬وعميو سنحاول أن نعرض‬
‫أىم المراحل التاريخية التي شيدتيا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر من ‪1962‬‬
‫الى غاية اليوم‪ ،‬ويمكن تقسميا إلى ثالثة مراحل رئيسية وىي‪:‬‬

‫‪1‬يوسف حميدي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Omar Derass : Place du secteur privé industriel national dans l’économie algérienne,‬‬
‫‪Insaniyat, 21 Juin 1997. P 156-174.‬‬
‫‪173‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ -1‬مرحمة ما بعد ‪ 1962‬إلى غاية ما قبل ‪:1988‬‬


‫تميز بداية ىذه المرحمة (‪" )1965-1962‬بحالة سياسية واقتصادية مضطربة وجد‬
‫صعبة‪ .‬وأىم األحداث التي أثرت عمى القطاع الخاص الوطني ىما إثنين‪:‬‬

‫‪-‬اعتماد التسيير الذاتي في القطاع الزراعي والصناعي‪ 300 :‬مؤسسة صناعية مختمفة‬
‫األحجام‪ ،‬كانت مسيرة من قبل العمال‪.‬‬

‫‪-‬صدور قانون‪ 277-63‬المؤرخ في جويمية ‪ 1963‬الذي يعترف بحرية االستثمار وخمق‬


‫المؤسسات‪ ،‬وفقا لمعايي ر جد صارمة‪ ،‬وموجو باألساس لممستثمرين األجانب‪ .‬ترك في تمك‬
‫الفترة القطاع الخاص الوطني في ضبابية معتمة وفقا ألىواء المسؤولين السياسيين‪ :‬بدءا‬
‫بعرقمة تطور القطاع الخاص الوطني والتقميل من أىميتو والحاقو بالقطاع العمومي"‪.1‬‬

‫لم تكن الدولة في تمك الفترة تولي أىمية لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫وبالخصوص التي تنشط في القطاع الخاص‪ ،‬بل عممت عمى تقميصو والحد من تطوره بسبب‬
‫توجياتيا االشتراكية‪ ،‬واعطائيا األفضمية واألولوية لمقطاع العمومي عمى حساب المؤسسات‬
‫الخاصة‪" ،‬وفي ظل تبني خيار الصناعات المصنعة فقد استحوذت المؤسسات الكبرى عمى‬
‫معظم المشاريع االستثمارية‪ ،‬والتي كانت تيتم أساسا بالصناعات الثقيمة مثل‪ :‬صناعة الحديد‬
‫والصمب‪ ،‬صناعة الميكانيك‪ ،‬الصناعة البتروكيماوية‪ ،‬صناعة الطاقة والمحروقات‪.‬‬

‫أما الصناعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬فقد اختصت في الصناعات التحويمية لبعض‬


‫المواد خاصة منيا االستيالكية‪ ،‬وحظيت ىذه الصناعات بأىمية ومكانة ثانوية‪ ،‬إذ انحصر‬
‫دورىا عمى تمبية بعض احتياجات الصناعة الكبيرة"‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Omar Derass : Op.cit, p 156-174.‬‬
‫‪2‬كتوش عاشور‪ ،‬طرشي محمد‪ :‬تنمية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬مخبر العولمة واقتصاديات‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬الممتقى الدولي متطمبات تأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعمي‬
‫شمف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 17‬و‪ 18‬أفريل ‪ ،2006‬ص‪.1039‬‬
‫‪174‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫وعمى حد قول جياللي ليابس فإن‪" :‬القطاع الخاص لم يشجع من طرف الدولة كان‬
‫ميمشا‪ ،‬مما أدى إلى تأخر تشكل فئة المقاولين بالمفيوم الدقيق لممصطمح ومع ذلك فقد‬
‫تمت ىيكمة القطاع الخاص‪ ،‬وأخذ يتطور‪ ،‬ولكن في ظل القطاع العام الذي كان سائدا‬
‫ومييمنا بقوة"‪.1‬‬

‫وتتجسد مساعي الدولة في ىيكمة وتنظيم القطاع الخاص الوطني‪ ،‬في صياغتيا بعض‬
‫القوانين التي تيدف إلى تنظيم شؤونو وتحديد ميامو‪ ،‬ومن بينيا قانون االستثمارات رقم‬
‫‪ 277-63‬المؤرخ في جويمية ‪ ،1963‬والذي يسعى "لعالج اضطرابات المحيط التي كانت‬
‫عقب االستقالل‪ ،‬وان كان ليا أثر ضعيف عمى تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من‬
‫خالل تعبئة رأس المال الوطني واألجنبي‪ ،‬رغم المزايا والضمانات وحجم المبالغ المعتبرة‪،‬‬
‫وفيما بعد تم اتخاذ خيار واضح با نتياج سياسة اقتصادية ذات تخطيط مركزي وممكية عامة‬
‫لوسائل اإلنتاج‪ ،‬وبعمميات تصنيع سريع يرتكز عمى صناعات السمع والتجييزات والمنتجات‬
‫الوسيطية"‪ ،2‬وعميو فإن قانون االستثمار ‪ 1963‬عمل بشكل كبير عمى إضعاف وتيميش‬
‫القطاع الخاص الوطني‪ ،‬كما أعطى ضمانات وامتيازات مالية وجبائية لممستثمر األجنبي‬
‫عمى حساب المستثمر الجزائري‪ ،‬ما أدى إلى إضعاف قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫الجزائرية‪ ،‬وجعل دورىا منحصر في إنتاج بعض السمع االستيالكية الموجية لممجتمع‬
‫المحمي باألساس‪.‬‬

‫ولتغطية النقائص التي تضمنيا قانون ‪ 1963‬عمدت السمطات والجيات الحكومية‬


‫المسؤولة‪ ،‬إلى إصدار قانون االستثمار الجديد رقم ‪ 284-66‬المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر‬
‫‪ 1966‬لتدارك األخطاء السابقة‪ ،‬والذي ييدف في األساس إلى تحسين مناخ االستثمارات‬
‫الوطنية وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص عمى المشاركة في تحقيق التنمية‪" ،‬غير أنو ىو‬

‫‪1‬ليميا بن صويمح‪ :‬مرجع سابق ص ‪.112‬‬


‫‪2‬يوسف حميدي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪175‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫اآلخر وباستثناء إق ارره بمكانة رأس المال الوطني‪ ،‬وامكانية األشخاص الطبيعيين والمعنويين‬
‫الجزائريين أو األجانب منيم‪ ،‬المبادرة في إنجاز استثمارات خاصة مع ضرورة الحصول عمى‬
‫اعتماد مسبق من طرف السمطات اإلدارية‪ ،‬فمقد عمل عمى الحد من نشاط القطاع الخاص‬
‫الوطني‪ ،‬ومكن من احتكار القطاعات االقتصادية الحيوية"‪.1‬‬

‫وفي ىذا الصدد "يضيف جياللي ليابس قائال‪ :‬بأن المرحمة الممتدة من ‪ 1967‬إلى‬
‫‪ 1971‬وىي المرحمة المتضمنة صدور قانون الذي ينص عمى تقديم قروض مالية لمخواص‪،‬‬
‫وىي مرحمة تشكل الرأسمال الخاص"‪.2‬‬

‫لكن رغم التحسينات التي جاء بيا قانون االستثمار ‪ ،1966‬إال أن القطاع الخاص‬
‫الوطني ما يزال محاطا بترسانة من القيود التنظيمية والقانونية‪ ،‬التي تحد من مشاركتو في‬
‫بناء وتطوير االقتصاد الوطني‪ ،‬بل تمنعو من االستثمار في القطاعات الصناعية واإلنتاجية‬
‫الرئيسية‪ ،‬وجعميا حك ار عمى مؤسسات القطاع العمومي‪" ،‬غير أن ىذا الوضع التيميشي‬
‫لممؤسسات الخاصة لم يدم طويال‪ ،‬فقد جاء الميثاق الوطني (‪ )1976‬لتدعيم السياسة‬
‫التنموية المنتيجة في الجزائر التي تركز عمى بناء قاعدة صناعية ثقيمة‪ -‬واضافة شكل‬
‫موازي ليا يتمثل في الصناعات الخفيفة وذلك بفتح المجال أمام القطاع الخاص بخمقو‬
‫لمؤسسات صغيرة ومتوسطة‪ .‬جاء في الميثاق تعمل الدولة عمى توجيو مجيوداتيا في اإلطار‬
‫العام لبرنامج التصنيع من خالل تشجيع القطاع الخاص‪ ...‬واقامة الصناعات الصغيرة"‪.3‬‬

‫إال أن الوضع لم يبقى كما ىو عميو‪ ،‬فبعد صدور قانون االستثمار االقتصادي الوطني‬
‫الخاص رقم ‪ 11-82‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ ،1982‬أدى إلى احداث تحوالت ىامة في‬
‫توجو االقتصاد الوطني ‪ ،‬حيث فسح المجال لمقطاع الخاص لممساىمة في بناء وتطوير‬

‫‪1‬الجودي محمد عمى‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56-55‬‬


‫‪2‬ليميا بن صويمح‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪176‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫االقتصاد الوطني جنبا إلى جنب مع القطاع العمومي‪ ،‬واعتباره الركيزة الثانية لمنيوض‬
‫باالقتصاد الوطني ودفع عجمة التنمية‪ ،‬إال "أنو احتوى ىو اآلخر تضمن عمى مجموعة‬
‫شروط غير محفزة لمقطاع الخاص وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة الحصول عمى موافقة مبدئية عمى كل المشاريع االستثمارية الخاصة‪.‬‬


‫‪ ‬الصعوبة في تمويل المشاريع المعتمدة حيث ال يتعدى تمويل البنك ‪ 30‬بالمئة من‬
‫االستثمار المعتمد‪.‬‬
‫‪ ‬ال ينبغي أن يتجاوز مبمغ االستثمار ‪ 30‬مميون دينار لممؤسسة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة أو المؤسسة ذات األسيم‪ ،‬و‪ 10‬ماليين دينار لممؤسسة الفردية أو شركة‬
‫التضامن‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬منع امتالك عدة مشاريع في نفس الوقت‪.‬‬

‫وعميو فإن التحسينات التي جاء بيا قانون االستثمار االقتصادي الوطني الخاص سنة‬
‫‪ ،1986‬من اعتراف بالقطاع الخاص واعتباره شريكا لمقطاع العمومي في تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬إال أنو ما يزال يفرض قيودا قانونية ومالية غير مشجعة لممستثمرين الخواص‬
‫الذين يسعون إلى إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وذلك بتسقيف حجم التمويالت التي‬
‫تقدميا الدولة لممستثمرين الخواص وتعقد إجراءات اإلنشاء‪ ،‬وعمى رأسيا صعوبة الحصول‬
‫عمى االعتماد من الجيات المختصة‪" ،‬وما يؤكد ذلك أن ما تم إنجازه من المشاريع لم يتعدى‬

‫‪ 373‬مشروعا وىو ما يمثل نسبة ‪ %10‬من مجموع المشاريع المعتمدة‪ ،‬كما ىو مبين في‬

‫الجدول اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬الجودي محمد عمى‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56‬‬


‫‪177‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫الجدول رقم (‪ :)06‬يوضح توزيع (م‪.‬ص‪.‬م) الخاصة المعتمدة وحجم استثماراتها بين الفترة‬
‫الممتدة من ‪ 83‬إلى ‪1987‬‬

‫صناعات‬ ‫الخشب‬ ‫مواد‬ ‫الفروع‬


‫الجمود‬ ‫الغذائية المناجم‬ ‫النسيج البالستيك الكيرباء‬
‫اخرى‬ ‫والورق‬ ‫البناء‬ ‫الصناعية‬
‫عدد المشاريع‬
‫‪81‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪294‬‬ ‫‪468‬‬ ‫‪480‬‬ ‫‪575‬‬ ‫‪613‬‬ ‫‪690‬‬
‫المعتمدة‬
‫‪%02‬‬ ‫‪%03 %07‬‬ ‫‪%08‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫الحصة(‪)%‬‬
‫مبالغ‬
‫‪217‬‬ ‫‪298‬‬ ‫‪654‬‬ ‫‪752‬‬ ‫‪1255 2091‬‬ ‫‪1471‬‬ ‫‪2159‬‬ ‫‪1420‬‬ ‫االستثمار‬
‫(باأللف دج)‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬يوسف حميدي‬

‫نالحظ من خالل بيانات الجدول أن جل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة متركزة حول‬


‫الصناعات االستيالكية والتحويمية الخفيفة كالنسيج والبالستيك والكيرباء‪ ،‬وباستثمارات جد‬
‫قميمة حيث ال تتجاوز مبالغ الواحدة سقف ألفي دينار جزائري‪ ،‬ما يؤكد ضعف مساىمة‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في خمق القيمة المضافة‪ ،‬بسبب قمتيا وضعف رأس ماليا‬
‫باإلضافة إلى تركيزىا في الصناعات التحويمية الخفيفة‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحمة اإلصالحات ‪:1999-1988‬‬


‫عرفت الجزائر في سنة ‪ 1988‬تحوال ىاما في القوانين المنظمة لالقتصاد‪ ،‬وذلك بعد‬
‫"إدخال جممة من اإلجراءات عمى القانون رقم ‪ 25-88‬المؤرخ في ‪1988/07/21‬‬
‫المتعمق بتوجيو االستثمار الخاص‪ ،‬والذي نص عمى السماح لممستثمرين الخواص باالستثمار‬
‫في قطاعات متعددة ما عدا تمك القطاعات االستراتيجية كالمحروقات والصناعات الحديدية‬
‫والنقل الجوي والبحري‪.2"...‬‬

‫‪1‬يوسف حميدي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82‬‬


‫‪2‬إسحاق رحماني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫‪178‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫حيث يعد صدور ىذا القانون منعرج ىام في توجيات الدولة الجزائرية من النظام‬
‫االشتراكي القائم عمى اقتصاد مركزي يتم تمويمو من الخزينة العمومية‪ ،‬إلى اقتصاد السوق‬
‫القائم عمى تحرير االقتصاد والشروع في اإلصالحات الييكمية والمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ ‬إحالل اقتصاد السوق محل االقتصاد المخطط‪.‬‬


‫‪ ‬استقاللية المؤسسات العمومية وخضوعيا لمقواعد التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬تحرير التجارة الخارجية والصرف‪.‬‬
‫‪ ‬استقاللية البنوك التجارية وبنك الجزائر"‪.1‬‬

‫وقد صاحب ىذا التحول نحو اقتصاد السوق صدور مجموعة من القوانين والمراسيم‬
‫التي تييئ لخوصصة المؤسسات العمومية‪ ،‬وتشجع القطاع الخاص عمى االستثمار مثل‬
‫"القانون المتعمق بالنقد والقرض لسنة ‪ 1990‬في المادة ‪ 183‬مبدأ تحرير االستثمار‬
‫األجنبي‪ ،‬اذ يفسح ىذا القانون المجال أمام كل أشكال إسيام أرس المال األجنبي‪ ،‬ويشجع‬
‫كل أشكال الشراكة دون قيود بما في ذلك االستثمار المباشر‪ ،‬إذ أصبح من الممكن استثمار‬
‫الرأس المال األجنبي في كل القطاعات وليس ىناك ما ىو مخصص لمدولة‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬حرية المؤسسات المصرفية األجنبية في الجزائر"‪.2‬‬

‫كما أدى ىذا االنفتاح والتغير في القوانين المنظمة لمحياة االقتصادية‪ ،‬خاصة بعد‬
‫إصدار قانون االستثمار في المرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪،1993‬‬
‫إلى إحداث جممة من التأثيرات خاصة منيا المتعمقة بمسألة المساواة بين المستثمرين‬
‫الجزائريين الخواص واألجانب‪ ،‬واتاحة المزيد من الحرية والتسييالت ليم في انشاء المشاريع‬
‫مع تقديم الضمانات لكال الطرفين‪ ،‬وىذا ما ساىم في إعادة بعث الروح في المؤسسات‬

‫‪1‬عبد الالوي مفيد وآخرون‪ :‬اإلجراءات المتبعة لتفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وواقعها في الجزائر‪ ،‬الممتقى‬
‫الوطني حول‪ :‬واقع وآفاق النظام المحاسبي المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 5‬و‪ 6‬ماي‬
‫‪ ،2013‬ص‪ .3‬عمى الموقع‪http://www.univ-eloued.dz/fr/stock/com-ges-eco/pdf/2.pdf:‬‬
‫‪2‬‬
‫يوسف حميدي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪179‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫الصغيرة والمتوسطة الخاصة‪ ،‬ومن بين اإلجراءات التي نص عمييا قانون ‪ 5‬أكتوبر ‪1993‬‬
‫ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬وضع االستثمار الخاص عمى نفس المستوى مع االستثمار العام‪ ،‬وتقديم مجموعة من‬
‫الضمانات تقر بحرية االستثمار لكل مستثمر وطني أو أجنبي‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم مجموعة من االمتيازات والتدابير التشجيعية لممستثمرين‪ ،‬منيا ما ىو مرتبط‬
‫بالنظام العام‪ ،‬أو ما ىو مرتبط بالنظام الخاص‪.‬‬
‫‪ ‬إلغاء إجبارية الحصول عمى الموافقة المبدئية عمى االستثمار واالكتفاء بمجرد‬
‫التصريح باالستثمار عند وكالة ترقية ودعم االستثمارات"‪.1‬‬

‫وبالتالي سمحت اإلصالحات المطبقة بعد سنة ‪ ،1990‬بإعادة تنشيط قطاع‬


‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العامة والخاصة‪ ،‬حيث عرفت نمو متزايدا وتوزيعا متنوعا في‬
‫مختمف المجاالت والقطاعات اإلنتاجية خاصة الخدمية منيا‪ ،‬مما جعميا تساىم بنسبة معتبرة‬
‫في تشغيل اليد العاممة‪ ،‬كما ىو موضح في الجدولين اآلتيين‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)07‬تطور عدد المؤسسات والعمالة الموظفة سنة ‪1999‬‬


‫العمالة‬ ‫عدد‬ ‫حجم‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الفئة‬
‫الموظفة‬ ‫المؤسسات‬ ‫العمالة‬
‫‪35‬‬ ‫‪221975‬‬ ‫‪93.2‬‬ ‫‪148725‬‬ ‫‪9-0‬‬ ‫المؤسسة المصغرة‬

‫‪27.8‬‬ ‫‪176731‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪9100‬‬ ‫‪49-10‬‬ ‫المؤسسة الصغيرة‬

‫المؤسسة‬
‫‪37.2‬‬ ‫‪235669‬‬ ‫‪1.05‬‬ ‫‪1682‬‬ ‫‪250-50‬‬
‫المتوسطة‬
‫‪100‬‬ ‫‪634375‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪159507‬‬ ‫االجمالي‬
‫المصدر‪ :‬صالحي صالح"‪.2‬‬

‫‪1‬الجودي محمد عمى‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60‬‬


‫‪2‬صالحي صالح‪ :‬أساليب تنمية المشروعات المصغرة والصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري‪ ،‬مجمة العموم‬
‫االقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،3‬ص ‪.28‬‬
‫‪180‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫جدول رقم(‪ :)08‬تطور المؤسسات والتشغيل بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة سنة‪2002‬‬

‫‪%‬‬ ‫حجم التشغيل‬ ‫‪%‬‬ ‫عدد المؤسسات‬ ‫نوع المؤسسات‬


‫‪46.6‬‬ ‫‪340646‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪177773‬‬ ‫المؤسسة المصغرة ‪1‬إبى ‪ 9‬عمال‬
‫المؤسسة الصغيرة ‪ 10‬إلى ‪49‬‬
‫‪24.6‬‬ ‫‪179585‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9429‬‬
‫عامل‬
‫المؤسسة المتوسطة ‪ 50‬إلى ‪250‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪210851‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1402‬‬
‫عامل‬
‫‪100‬‬ ‫‪731080‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪188564‬‬ ‫المجموع‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬صالحي صالح"‬

‫يوضح الجدولين السابقين‪ ،‬أن عدد المؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر عرف تزايدا خالل الفترة ‪ ،2002-1999‬حيث وصمت الزيادة إلى ‪29057‬‬
‫مؤسسة‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة لعدد مناصب الشغل التي توفرىا ىذه األخيرة‪ ،‬حيث تزايدت‬
‫بحوالي ‪ 97‬ألف وظيفة سنة ‪ ،2002‬وىي نتيجة لإلصالحات المطبقة في الجزائر بعد‬
‫‪ ،1990‬والتي أعادت االعتبار لمقطاع الخاص بشكل عام ولممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫بشكل خاص‪ ،‬حيث أصبحت وعاء ىاما الستيعاب قوة العمل واستثمار جيودىا لخمق القيمة‬
‫المضافة‪.‬‬

‫‪ -3‬تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة انطالقا من سنة ‪:2001‬‬


‫نظ ار ألىمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تطوير اقتصاديات الدول المتطورة‪،‬‬
‫سعت الجزائر ىي األخرى إلى تحديث وتطوير منظومتيا االقتصادية‪ ،‬من خالل إعادة‬
‫االعتبار لقطعاتيا االقتصادية المختمفة عمومية كانت أو خاصة‪ ،‬لكن مؤخ ار كان اىتماميا‬
‫منصبا بشكل كبير عمى تطوير وتنمية القطاع الخاص‪ ،‬الذي يزخر بشبكة معتبرة من‬
‫المؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة في شتى المجاالت االقتصادية‪ ،‬والعمل عمى دفعو‬
‫قدما لتحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬ولتجسيد ذلك قامت الجيات المختصة بإصدار مجموعة‬

‫‪1‬صالحي صالح‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪181‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫من القوانين التي من شأنيا ترقية االستثمارات الخاصة‪ ،‬وتحفيز المقاولين الجزائريين عمى‬
‫انشاء المشاريع في إطار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وذلك عن طريق منحيم الكثير‬
‫من االمتيازات المالية والتسييالت اإلدارية‪ ،‬مع ضمان توفير المرافقة الالزمة لممشروع في‬
‫جميع مراحل انشائو‪ ،‬حيث ينص "األمر رقم ‪ 01-03‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت سنة ‪،2001‬‬
‫المتعمق بتطوير االستثمار المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 08-06‬المؤرخ في ‪ 15‬جويمية سنة‬
‫‪ 2006‬عمى ما يمي‪":‬‬
‫‪-‬تقديم مجموعة من المزايا الكفيمة بتشجيع االستثمارات‪ ،‬مع وضع نظام استثنائي يسير عمى‬
‫تقديم مزايا خاصة لالستثمارات التي تنجز في المناطق التي تتطمب تنميتيا خاصة من‬
‫الدولة‪ ،‬وكذلك االستثمارات ذات األىمية الخاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والتي حمت محل وكالة ترقية ودعم االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬إ نشاء المجمس الوطني لالستثمار لدى الوزير المكمف بترقية االستثمارات والموضوع تحت‬
‫سمطة ورئاسة الحكومة‪. ...‬‬
‫‪ -‬إنشاء صندوق لدعم االستثمار والذي يوجو لتمويل التكفل بمساىمة الدولة في كمفة المزايا‬
‫الممنوحة لالستثمارات‪ ،‬وخاصة النفقات المتعمقة بأشغال المنشآت األساسية الضرورية‬
‫إلنجاز االستثمار"‪.1‬‬
‫مكنت اإلجراءات التي تضمنيا قانون ترقية االستثمارات لسنة ‪ 2001‬من توسيع ونمو‬
‫نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وذلك بفضل التسييالت والضمانات التي وضعتيا‬
‫الدولة لممقاولين الجزائريين فضال عن النقاط المذكورة سابقا‪ ،‬فإن القانون التوجييي لترقية‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لسنة ‪ ،2001‬جاء لتحديد الشكل القانوني لممؤسسات‬
‫المصغرة والصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ووضع تعريف محدد لكل منيا وفقا لمجموعة من المعايير‬
‫ورس المال والحصيمة السنوية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإنو ركز عمى مجموعة‬
‫كحجم العمالة‪ ،‬أ‬
‫من النقاط التي من شأنيا ضمان ترقية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وىي‪":‬‬

‫‪1‬الجودي محمد عمى‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64-63‬‬


‫‪182‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ -‬إنشاء مجموعة من التدابير في مجال مساعدة وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬


‫‪ -‬إنشاء مشاتل لممؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة قصد ضمان ترقيتيا‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مراكز التسييل والتي تتكفل بإجراءات تأسيس واعالم وتوجيو ودعم ومرافقة‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء صناديق ضمان القروض لضمان القروض البنكية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪-‬تشجيع التعاون الدولي من أجل توسيع وترقية نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل عمى تشجيع وتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خالل توسيع مجال‬
‫منح االمتيازات عن طريق الخدمات العمومية لصالح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫وتحديد حصة من الصفقات العمومية لممنافسة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪-‬وضع برامج تأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة"‪.1‬‬
‫كل ىذه اإلجراءات القانونية والتنظيمية التي سنتيا الدولة‪ ،‬ساىمت في تعزيز وترقية‬
‫نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وعممت عمى بعث الحس المقاوالتي لدى الكثير من‬
‫الشباب الجزائريين‪ ،‬حيث أن لالمتيازات والتسييالت المقررة والمخصصة دور كبير في دفع‬
‫الشباب المقاولين لمولوج عالم األعمال‪ ،‬والجدولين التاليين يوضحان تطور عدد المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة خالل الفترة الممتدة بين ‪:2006-1994‬‬

‫جدول رقم (‪ )09‬تطور عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة انطالقا من سنة ‪.1994‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫السنوا‬
‫ت‬
‫‪37676‬‬ ‫‪34278‬‬ ‫‪31295‬‬ ‫‪28858‬‬ ‫‪18889‬‬ ‫‪17989‬‬ ‫‪15950‬‬ ‫‪17736‬‬ ‫عدد م ‪2621‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫صم‬
‫‪2‬‬
‫المصدر‪:‬الجودي محمد على‬

‫‪1‬الجودي محمد عمى‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66‬‬


‫‪2‬يوسف حميدي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪183‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫جدول رقم (‪ )10‬تطور عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (السداسي الول من ‪ 2010‬والسداسي الول من ‪.)2011‬‬

‫التطور السنوي‬ ‫السداسي األول‬ ‫السداسي األول‬ ‫طبيعة المؤسسات الصغيرة‬


‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫والمتوسطة‬
‫النسبة(‪)%‬‬ ‫العدد‬

‫‪.1‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة‬


‫‪6.15‬‬ ‫‪22226‬‬ ‫‪383594‬‬ ‫‪361368‬‬ ‫أشخاص معنوية‬
‫‪4.59‬‬ ‫‪5146‬‬ ‫‪117260‬‬ ‫‪112114‬‬ ‫أشخاص طبيعية‬
‫‪6.16‬‬ ‫‪8205‬‬ ‫‪141460‬‬ ‫‪133255‬‬ ‫النشاطات الحرفية‬
‫‪5.86‬‬ ‫‪35577‬‬ ‫‪642314‬‬ ‫‪606737‬‬ ‫المجموع الجزئي ‪1‬‬
‫‪ .2‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية‬
‫‪6.96‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪599‬‬ ‫‪560‬‬ ‫أشخاص معنوية‬
‫‪6.96‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪599‬‬ ‫‪560‬‬ ‫المجموع الجزئي‪2‬‬
‫‪5.86‬‬ ‫‪35616‬‬ ‫‪642913‬‬ ‫‪607297‬‬ ‫المجموع‬
‫‪6.15‬‬ ‫‪22265‬‬ ‫‪384193‬‬ ‫‪361928‬‬ ‫أشخاص معنوية‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬عبد الالوي مفيد وآخرون‬

‫فمن خالل بيانات الجدولين السابقين‪ ،‬يمكن القول أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫في الجزائر في تزايد مستمر خالل الفترة الممتدة بين (‪ ،)2006-1994‬حيث وصل عدد‬
‫(م ص م) سنة ‪ 1994‬إلى ‪ 26212‬مؤسسة‪ ،‬وأخذ ىذا الرقم في تطور وتزايد إلى أن بمغ‬
‫في نياية السداسي األول من سنة ‪ ،607297 2010‬وتزايد ىذا العدد ليصل في نياية‬
‫السداسي األول من سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 642913‬مؤسسة عامة وخاصة بنسبة نمو تقدر‬
‫بـ‪.)%5،86(:‬‬
‫وما يستدعي أيضا المالحظة في بيانات الجدول ىو الفارق الكبير بين عدد المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة العامة والخاصة‪ ،‬حيث يمثل القطاع الخاص في سنة نياية السداسي‬
‫األول من عام ‪ ،2011‬ما نسبتو أزيد من (‪ )%90‬من مجموع المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬وىي نسبة كبير اذا ما قورنت بنسبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية‬
‫والتي ال تتجاوز ‪ ،%1‬وىذا فعال يؤكد عمى انسحاب الدولة وتراجع دورىا في تسيير نسيج‬

‫‪1‬عبد الالوي مفيد وآخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪184‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫المؤسسات الوطنية‪ ،‬بل أصبح دورىا منصب عمى تسيير القطاعات العمومية الكبرى مثل‪:‬‬
‫قطاع المحروقات والمناجم‪.‬‬

‫أما عن اإلحصائيات الصادرة عن وزارة التنمية الصناعية وترقية االستثمار والمتعمقة‬


‫بالسداسي األول من سنة ‪ ،2013‬حول تطور عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر فكانت كاآلتي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ )11‬تطور عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (السداسي الول‪ 2012‬والسداسي الول ‪.)2013‬‬

‫التطور السنوي‬ ‫السداسي األول‬ ‫السداسي األول‬ ‫طبيعة المؤسسات الصغيرة‬


‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫والمتوسطة‬
‫النسبة(‪)%‬‬ ‫العدد‬

‫‪.1‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة‬


‫‪8.38‬‬ ‫‪34185‬‬ ‫‪441964‬‬ ‫‪407779‬‬ ‫أشخاص معنوية‬
‫‪9.36‬‬ ‫‪11699‬‬ ‫‪136622‬‬ ‫‪124923‬‬ ‫أشخاص طبيعية‬
‫‪9.52‬‬ ‫‪14678‬‬ ‫‪168801‬‬ ‫‪154123‬‬ ‫النشاطات الحرفية‬
‫‪8.82‬‬ ‫‪60562‬‬ ‫‪747387‬‬ ‫‪686825‬‬ ‫المجموع الجزئي ‪1‬‬
‫‪ .2‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية‬
‫‪2.50-‬‬ ‫‪14-‬‬ ‫‪547‬‬ ‫‪561‬‬ ‫أشخاص معنوية‬
‫‪2.50-‬‬ ‫‪14-‬‬ ‫‪547‬‬ ‫‪561‬‬ ‫المجموع الجزئي‪2‬‬
‫‪8.81‬‬ ‫‪60548‬‬ ‫‪747934‬‬ ‫‪687386‬‬ ‫المجموع‬
‫‪8.37‬‬ ‫‪34171‬‬ ‫‪442511‬‬ ‫‪408340‬‬ ‫أشخاص معنوية‬

‫‪Source :Ministère du Développement industriel et de la Promotion de l’Investissement1‬‬

‫من خالل معطيات الجدول يمكن القول أن المؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة‬
‫الخاصة‪ ،‬عرفت نموا متزايدا خالل الفترة الممتدة بين السداسي األول من سنة ‪2012‬‬
‫والسداسي األول لسنة ‪ ،2013‬بقدر ـ(‪ )60562‬مؤسسة بنسبة نمو بمغت نسبة (‪،)%8.82‬‬
‫في حين أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية عرفت في نفس الفترة تراجعا يقدر بـ‪:‬‬
‫(‪ )14-‬مؤسسة ما يمثل نسبة (‪ )%2.5-‬من مجموع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministère du Développement industriel et de la Promotion de l’Investissement :opcit,p11.‬‬
‫‪185‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫ثالثا‪ :‬الدور االجتماعي واالقتصادي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬


‫تعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الركيزة األساسية التي تقوم عمييا اقتصاديات الدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬وذلك لما ليا من قدرة عمى تنشيط الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬من خالل توفير‬
‫الكثير من مناصب الشغل وتمبية احتياجات المجتمع من السمع والخدمات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫المساىمة في خمق القيمة المضافة واستيعاب منتجات القطاعات الصناعية الكبرى من المواد‬
‫المصنعة ونصف مصنعة‪ ،‬وعميو فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تقوم عمى العموم‬
‫بدورين محوريين وىما‪:‬‬

‫‪ -1‬الدور االقتصادي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬


‫ويتحدد ىذا الدور في عدة مؤشرات ومن أبرزىا ما يمي‪":‬‬
‫‪ ‬تخفيض كمفة العمل‪ :‬وتفيم ىنا من زاوية صيانة واعادة انتاج قوة العمل‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام الموارد المحمية‪ :‬تساعد ىذه الصناعات في استغالل الموارد المحمية التي ما‬
‫كانت لتستغل وتترك عاطمة‪.‬‬
‫‪ ‬تدعيم المشاركة الوطنية في تنمية االقتصاد‪ :‬تعد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫إحدى وسائل تدعيم المشاركة الوطنية في تنمية االقتصاد‪ ،‬ألنيا تعتمد عمى رؤوس‬
‫األموال الوطنية ومدخرات صغار المدخرين لالستثمار‪ ،‬ومن ثم فإنيا تعد من الوسائل‬
‫التي ترفع من مستوى مشاركة أفراد المجتمع في التنمية‪ ،‬وتساىم في إعداد الوطنيين‬
‫الصناعيين وتكوين مجتمع صناعي‪.‬‬
‫‪ ‬توزيع الصناعة‪ :‬ان إقامة مصانع جديدة في المدن الكبرى أصبح أم ار غير مرغوب‬
‫فيو اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬وذلك بسبب الضغط اليائل عمى المرافق الموجودة‪ ،‬ولذا فإن‬
‫العالج ينطوي عمى توزيع الصناعات الجديدة في المدن الصغيرة واألرياف"‪.1‬‬

‫‪1‬شبوطي حكيم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.216‬‬


‫‪186‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫باإلضافة لألدوار السابقة فإن لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية دور كبير في خمق‬
‫القيمة المضافة والناتج الداخمي الخام‪ ،‬مما يعمل عمى تعظيم دخالت الخزينة العمومية‪،‬‬
‫وسنتعرض ليا بالتفصيل من خالل معطيات الجداول اآلتية‪:‬‬

‫‪ 1-1‬مساهمة في خمق القيمة المضافة‪:‬‬


‫جدول رقم (‪ :)12‬يوضح مساىمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في خمق القيمة‬
‫المضافة ‪2004-2002‬‬
‫سنة ‪2004‬‬ ‫سنة ‪2003‬‬ ‫سنة ‪2002‬‬
‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القطاع القانوني‬
‫المضافة‬ ‫المضافة‬ ‫المضافة‬
‫‪85.53‬‬ ‫‪2038.84‬‬ ‫‪85.1‬‬ ‫‪1784.49‬‬ ‫‪84.68‬‬ ‫‪1585.3‬‬ ‫القطاع الخاص‬
‫‪14.47‬‬ ‫‪344.89‬‬ ‫‪14.09‬‬ ‫‪312.47‬‬ ‫‪15.32‬‬ ‫‪286.79‬‬ ‫القطاع العمومي‬
‫‪100‬‬ ‫‪2383.37‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2096.96‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1872.09‬‬ ‫القيمة المضافة‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪:‬السعيد بريبش" الوحدة مميار دج‬

‫من خالل معطيات الجدول يمكن القول أن القطاع الخاص والممثل في المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬قد ساىم بشكل كبير في السنوات الثالثة ‪ 2004-2003-2002‬في‬
‫خمق القيمة المضافة‪ ،‬حيث بمغ متوسط نسبة مساىمتيا ‪ ،%85‬في حين نجد أن مساىمة‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية في خمق القيمة المضافة‪ ،‬ضعيفة جدا مقارنة‬
‫بالمؤسسات الخاصة‪ ،‬حيث لم تتعدى نسبة مساىمتيا ‪ ،%14.47‬وىذا ما يؤكد عمى تنامي‬
‫دور وأىمية القطاع الخاص بشكل عام في تنمية اقتصاديات الدول خاصة النامية منيا‪.‬‬

‫‪1‬السعيد بريبش‪ :‬مدى مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة في تنمية االقتصادية واالجتماعية‪ :‬حالة الجزائر‪،‬‬
‫مجمة العموم اإلنسانية‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2007‬ص‪.73‬‬
‫‪187‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ 2-1‬زيادة الناتج الداخمي الخام‪:‬‬


‫أما فيما يتعمق بمساىمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في زيادة الناتج الداخمي الخام‬
‫خارج قطاع المحروقات‪ ،‬فيو أيضا في تزايد مستمر كما ىو موضح في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫جدول رقم(‪ :)13‬تطور‪ PIB‬خبرج انًحزوقبث حسب انقطبع انقبنىني ‪0222-022‬‬

‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬

‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫القطاع‬
‫القانوني‬

‫‪21.59‬‬ ‫‪651‬‬ ‫‪21.8‬‬ ‫‪598.65‬‬ ‫‪22.9‬‬ ‫‪550.6‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪505‬‬ ‫‪23.6‬‬ ‫‪481.5‬‬ ‫‪25.2‬‬ ‫‪457.8‬‬ ‫القطاع‬
‫العام‬

‫‪78.41‬‬ ‫‪2364.5‬‬ ‫‪78.2‬‬ ‫‪2146.75‬‬ ‫‪77.4‬‬ ‫‪1884.2‬‬ ‫‪76.9‬‬ ‫‪1679.1‬‬ ‫‪76.4‬‬ ‫‪1560.2‬‬ ‫‪74.8‬‬ ‫‪1356.8‬‬ ‫القطاع‬
‫الخاص‬

‫‪100‬‬ ‫‪3015.4‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2745.4‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2434.8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2184.1‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2041.7‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1814.6‬‬ ‫المجموع‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪:‬السعيد بريبش"‬

‫من خالل معطيات الجدول نالحظ أن القطاع الخاص والمشكل من المؤسسات‬


‫المصغرة والصغيرة والمتوسطة‪ ،‬قد ساىم في زيادة قيمة الناتج الداخمي الخام ()‪ PIB‬خارج‬
‫المحروقات بنسبة ‪ %74.8‬سنة ‪ ،2000‬واستمرت في الزيادة إلى أن بمغت سنة ‪2005‬‬
‫نسبة ‪ ،%78.41‬فيحين أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية‪ ،‬لم يتجاوز متوسط‬
‫اسيامات يا في تشكيل الناتج الداخمي الخام خارج قطاع المحروقات خالل الفترة المذكورة نسبة‬
‫‪ ،%23‬وىذا االختالف الكبير في نسبة المساىمة في خمق الناتج الداخمي الخام بين‬
‫القطاعين راجع لعدة عوامل ومن أىميا‪:‬‬

‫‪-‬وجود فارق كبير في عدد المؤسسات بين القطاعين (‪ )747387‬مؤسسة خاصة و (‪)547‬‬
‫مؤسسة عمومية‪.‬‬

‫‪1‬السعيد بريبش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74‬‬


‫‪188‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪-‬توزع المؤسسات الخاصة عمى جميع القطاعات االقتصادية اإلنتاجية والخدمية‪.‬‬


‫‪-‬زيادة الطمب الوطني عمى استيالك المنتوج المحمي‪.‬‬
‫‪-‬جودة منتجات مؤسسات القطاع الخاص مقارنة بمنتجات القطاع العمومي‪.‬‬
‫‪ -2‬الدور االجتماعي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫تتعدد األدوار االجتماعية التي تؤدييا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومن أبرزىا ما‬
‫يمي‪:‬‬
‫‪ 1-2‬المساهمة في التشغيل‪ :‬تساىم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير في تشغيل‬
‫القوى العاممة وامتصاص البطالة‪ ،‬حيث مكنيا توزعيا عمى جميع القطاعات االقتصادية‬
‫وانتشارىا عمى مستوى القطر الوطني‪ ،‬من استيعاب قدر ىام من الموارد البشرية خاصة في‬
‫المدن والمناطق الداخمية التي تعرف ارتفاعا في نسب البطالة‪ ،‬بسبب ضعف التنمية ونقص‬
‫المرفق العمومي الذي يعمل عمى امتصاصيا‪ ،‬حيث بمغ حجم العمالة في المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة "نياية جوان ‪ )1.915.495( 2013‬أجير وعامل‪ )%97.59( ،‬منيا‬
‫ىي نسبة العمالة في القطاع الخاص أما في القطاع العمومي فمم تتجاوز نسبة‬
‫(‪.1")%2.41‬‬

‫وتشير أيضا االحصائيات الصادرة عن وزارة الصناعة والمناجم أن نسبة التشغيل في‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خالل الفترة الممتدة بين ‪ 2016-2015‬عرفت نموا يقدر بـ‬
‫‪ ، %7.92‬بحجم تشغيل وصل سنة إلى ‪ 2511674‬عامل‪ ،‬في حين كان في سنة ‪2015‬‬
‫‪ 2327293‬عامل"‪.2‬‬

‫وتشير إحصائيات إحدى الدراسات إلى‪" :‬أن نسبة ما تشغمو المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة من اليد العاممة‪ ،‬قد يفوق نسبة ما تشغمو باقي المؤسسات األخرى‪ ،‬إذ بمغت ىذه‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministère du Développementindustriel et de la Promotion de l’Investissement, op.cit p,13.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ministèr de L’Industrie et des Mines, Bulletin d’information statistique, données de‬‬
‫‪l’Année 2016, n° 30, Edition Mai 2017, p 14.‬‬
‫‪189‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫النسبة في دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية)‪ (OCDE‬يب بين ‪ %02-02‬ين انعًبنت‬
‫انًشتغهت في هذه انذول ‪ ،‬كًب أظهزث دراسبث أخزي ارتفبع حجى انتشغيم في انًؤسسبث‬
‫ص‪.‬و بينًب انخفط في انًؤسسبث انكبيزة "‪.1‬‬

‫‪ 2-2‬إعادة تنظيم سوق العمل‪ :‬ويقصد بو ما يمي‪:‬‬


‫‪ ‬تجزئة الطبقة العمالية واضعاف تنظيميم‪ :‬إن انتشار عدد كبير من المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في جسم الجياز االقتصادي‪ ،‬يؤدي إلى تشتيت العمال عمى ىذه‬
‫الوحدات في مجموعات صغيرة يصعب عمييا التنظيم داخل ىذه المؤسسات‪ ،‬األمر‬
‫الذي يجعل العمال أكثر خضوعا ألرباب العمل مما يقمل اإلضرابات في ىذه‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الضغط عمى الحكومات‪ :‬النمو الكبير لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة يضعيا‬
‫في موقع القوة أمام الحكومات‪ ،‬فيما يخص القوانين المتعمقة باألجور والتأمين عمى‬
‫البطالة التي تقبل بتحديد الحد األدنى لألجر عند مستويات منخفضة وضمان قمة‬
‫االضطرابات االجتماعية والمينية‪.2‬‬

‫‪ 3-2‬التوازن االقتصادي واالجتماعي‪ :‬تشجع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عمى تنمية‬


‫السموك االدخاري لدى األفراد بشكل ال يمكن تحقيقو بصورة أخرى‪ ،‬كما أنيا تساعد عمى‬
‫تقميص والحد من النزوح الريفي‪ ،‬والربط بين التصنيع والمنتجات الزراعية‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى‬
‫تقميل المشاكل االقتصادية واالجتماعية الناجمة عن ظاىرة التركيز الصناعي في المدن‬
‫وتحقيق قدر مناسب من عدالة التنمية اإلقميمية‪ ،‬وتحقيق توازن اقتصادي واجتماعي عمى‬
‫المستوى اإلقميمي والكمي"‪.3‬‬

‫‪1‬لزىر العابد‪ :‬إشكالية تحسين القدرة التنافسية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه عموم في‬
‫عموم التسيير‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2013-2012 ،2‬ص‪.34‬‬
‫‪2‬شبوطي حكيم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.217‬‬
‫‪3‬شريف غياط‪ ،‬محمد بوقموم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪190‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ 4-2‬رفع مشاركة اإلناث في النشاط االقتصادي‪ :‬إن تدعيم دور المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة والصناعات الريفية خاصة‪ ،‬والتي يتم ممارستيا في القرى واألقاليم المختمفة‬
‫يساعد عمى رفع نسبة مشاركة اإلناث في األنشطة المختمفة‪ ،‬التي تتطمب عمالة نسائية مثل‬
‫المشغوالت والمالبس المطرزة والنسيج‪ ،‬حيث يساعد ىذا عمى استغال طاقتين واالستفادة من‬
‫أوقات فراغين وزيادة دخمين ورفع مستوى معيشتين‪ ،‬ومن ثم يتحقق االستغالل األمثل لمقوى‬
‫العاممة من النساء ويدعم مشاركتين في النشاط االقتصادي ويحد من بطمتين"‪.1‬‬

‫‪ 5-2‬تكوين نسق متكامل في أداء العمال‪ :‬كما يظير الدور االجتماعي ليذا القطاع‪،‬‬
‫كونو يخمق لدى األفراد قيما تظير في االنتماء في أداء العمل الحرفي إلى نسق أسري‬
‫متكامل‪ ،‬وذلك في الحرف التي تمارس في داخل إطار األسرة الواحدة‪ ،‬األمر الذي ترتب‬
‫عميو تكوين فئة من العمالة المنتجة‪ ،‬والتي تعمل في النسق الواحد‪ ،‬والمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة خاصة الحرفية منيا أو التقميدية‪ ،‬يمكن أن تحقق النسق المتكامل عمى مستوى‬
‫األقاليم المختمفة‪ ،‬وذلك بانتشار ىذه الصناعات والمؤسسات في أرجاء الدولة وعمى مستوى‬
‫المجتمع كمو‪ ،‬وىذا يؤثر عمى تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة"‪.2‬‬

‫باإلضافة لألدوار االجتماعية السابقة فإن لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة قدرة عمى‬
‫بعث الحياة والنشاط في الصناعات التقميدية والحرفية‪ ،‬وذلك من خالل إعادة تنظيميا‬
‫وترقيتيا من نظام التسيير العائمي التقميدي إلى مستوى التنظيمات الحديثة‪ ،‬وادخال‬
‫التكنولوجيا الحديثة عمى أنشطتيا اإلنتاجية لالرتقاء بمنتجاتيا إلى مستويات الجودة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إعداد قوى بشرية مؤىمة ومؤطرة يمكن االعتماد عمييا في تنمية المجتمع‬
‫وتطويره اقتصاديا واجتماعيا‪.‬‬

‫‪1‬شبوطي حكيم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.219-218‬‬


‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.219‬‬
‫‪191‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫رابعا‪ :‬المشاكل والصعوبات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬


‫تواجو المؤسسات بصفة عامة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص الكثير من‬
‫المشاكل والمعيقات‪ ،‬فمنيا ما ىو متعمق بالمنشأ نفسو(المقاول)‪،‬كنقص الخبرة وضعف التكوين‬
‫والتردد‪ ،‬ومنيا ما ىو متعمق بالمناخ العام والمتمثمة في ضبابية القوانين‪ ،‬ونقص مؤسسات‬
‫المال‪ ،‬وشدة المنافسة وغيرىا من العناصر التي قد تؤثر سمبا عمى بقاء واستم اررية‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وبالخصوص تمك التي ىي في طور اإلنشاء‪ ،‬حيث يعد‬
‫تعقد اإلجراءات المتبعة في عممية انشاء المؤسسات‪ ،‬وصعوبة الحصول عمى التمويالت من‬
‫البنوك ونقص العقارات المخصصة إلنشاء المؤسسات‪ ،‬من أبرز المشاكل التي تواجييا‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى غياب سياسات واستراتيجيات من‬
‫شأنيا حماية المؤسسات الناشئة من المنافسة األجنبية خاصة في الفترة األخيرة‪ ،‬أين عرفت‬
‫السوق الوطنية اغراقا بالمنتوجات األجنبية‪ ،‬التي تيدد أمن المؤسسات الوطنية واستقرارىا‬
‫وبالتالي أمن االقتصاد الوطني‪ ،‬وعميو يمكن حصر أىم المشاكل التي تواجييا المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬صعوبة في التمويل أغمب ىذه المؤسسات يتم بتمويل حكومي عن طريق اإلقراض‬
‫البنكي‪ ،‬غير أن البنوك تشترط ضمانات مقابل ذلك وأصحاب ىذه المشاريع ىم في‬
‫الطور األول ال يممكون ذلك‪. ...‬‬
‫‪ .2‬ارتفاع كمفة أرس المال المقترض من البنك غالبا أسعار الفائدة أكبر من التي تمنح‬
‫لممؤسسات الكبيرة ‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلجراءات الحكومية التي تقيد من حرية ىذه المؤسسات مما يحول دون نموىا‬
‫وخاصة بالبمدان النامية‪.‬‬
‫‪ .4‬الضرائب المرتفعة غالبا ما تعرقل استم اررية بقاء ىذه المؤسسات ألنيا ال تتمتع بحجم‬
‫رأس مال كبير‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ .5‬عدم االستقرار االقتصادي "التضخم" ارتفاع أسعار مواد األولية ما ييدد ىذه‬
‫المؤسسات ويحول دون تحقيقيا لألرباح‪.‬‬
‫‪ .6‬المنافسة وخاصة في ظل التفتح االقتصادي‪ ،‬وابرام اتفاقية المنظمة العالمية لمتجارة‪.‬‬
‫‪ .7‬صعوبة تسويق المنتجات وىذا يرجع لمحدودية راس ماليا‪.‬‬
‫‪ .8‬ضعف الدراسة الفنية لممشروع وانعدام الخبرة لدى أصحاب المشاريع أنفسيم"‪.1‬‬

‫خامسا‪ :‬أجهزة الدعم والمرافقة في الجزائر‪:‬‬


‫بعد التسعينيات من القرن العشرين‪ ،‬عرفت الدولة الجزائرية تحوال في توجياتيا‬
‫االقتصادية من النظام االشتراكي إلى نظام السوق الحرة‪ ،‬وقد صاحب ىذا التحول عدة‬
‫إصالحات ومن بينيا إعادة االعتبار لمقطاع الخاص وتشجيع المقاولين عمى إنشاء المشاريع‬
‫والمؤسسات‪ ،‬عن طريق تقديم القروض والتمويالت الالزمة‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من‬
‫االمتيازات الضريبية لممقاولين والمستثمرين في المناطق الداخمية‪ ،‬وذلك في اطار ىيئات‬
‫الداعم والمرافقة التي تعنى بتقديم التمويالت والتشجيعات والتوجييات الالزمة خاصة‬
‫لممقاولين الناشئين‪ ،‬والتي سنحاول التطرق إلييا في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ‪:ANDI‬‬


‫"أنشأت الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار في الجزائر من خالل األمر التشريعي رقم‬
‫‪ 03-01‬في ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬المتعمق بتنمية االستثمار والنظام المطبق عمى االستثمارات‬
‫الوطنية واألجنبية المندرجة في إطار األنشطة االقتصادية إلنتاج السمع والخدمات‪ ،‬فضال‬
‫عمى االستثمارات التي تنجز في إطار منح االمتيازات و‪/‬أو الرخص"‪ ،2‬حيث كانت تعرف‬
‫فيما قبل (‪ )2000-1993‬بوكالة ترقية ودعم ومتابعة االستثمار‪ ،‬وقد صاحب ىذا التغيير‬

‫‪1‬أيت عيسى عيسى‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر آفاق وقيود‪ ،‬مجمة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد‬
‫السادس‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪2‬محمد قوجيل‪ ،‬يوسف قريشي‪ :‬سياسات دعم المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مجمة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد ‪،2015 ،7‬‬
‫ص‪.162‬‬
‫‪193‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫في التسمية مجموعة من التعديالت عمى مستوى اإلطارات المؤسساتية والتنظيمية والمتمثمة‬
‫في‪":‬‬

‫‪ ‬إنشاء المجمس الوطني لالستثمار‪ ،‬ىيئة يترأسيا رئيس الحكومة مكمفة باستراتيجيات‬
‫وأولويات التطوير‪.‬‬
‫‪ ‬إرساء لجنة طعن ما بين و ازرية مكمفة باستقبال شكاوى المستثمرين والفصل فييا‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح أدوار مختمف المتدخمين في مدرج االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة نظام التحفيز عمى االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض آجال الرد لممستثمرين من ‪ 60‬يوما إلى ‪ 72‬ساعة‪.‬‬
‫‪ ‬إلغاء حد التمويل الذاتي المطموب من أجل الحصول عمى المزايا‪.‬‬
‫‪ ‬تبسيط إجراءات الحصول عمى المزايا‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيف ممفات طمب المزايا"‪.1‬‬

‫وىي موزعة عبر القطر الوطني في ‪ 48‬والية وتختص "الوكالة بالقيام بجميع‬
‫اإلجراءات التأسيسية لممؤسسات وتسيل تنفيذ مشاريع االستثمار‪ ،‬والتي تكون في شكل‪:‬‬

‫‪ -‬توسيع قدرات اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪ -‬إنشاء مؤسسات جديدة‬


‫‪ -‬المساىمة في رأسمال الشركة‪.‬‬ ‫‪ -‬إعادة تأىيل وىيكمة المؤسسات‬
‫‪ -‬المساىمة الجزئية أو الكمية في خوصصة بعض المؤسسات العمومية"‪.2‬‬

‫‪1‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬عمى الموقع‪http://www.andi.dz/index.php/ar/a-propos :‬‬


‫‪2‬رضوان أنساعد‪ ،‬محمد فالق‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪194‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ -2‬الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪:ANDPME‬‬


‫تم إنشاؤىا بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 165-05‬المؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ ،2005‬وىي‬
‫مؤسسة عمومية ذات طابع إداري وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقاللية المالية وتقع تحت‬
‫وصاية الوزير المكمف بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والذي يرأس مجمس التوجيو والمراقبة‬
‫كما ىو منصوص في المرسوم ‪ 165-05‬المؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪.1"2005‬‬

‫وتختص الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالميام التالية‪":‬‬

‫‪ ‬القيام بإعادة تأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬


‫‪ ‬تقديم الخبرة واالستشارة ألصحاب المؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم نجاعة تنفيذ البرامج اإلقميمية واقتراح التصحيحات الضرورية‪.‬‬
‫‪ ‬متابعة ديمغرافية المؤسسات (إنشاء‪ ،‬توقف‪ ،‬تغيير النشاط)‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بدراسات متعمقة بالمؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيق مع الييئات المعنية لتطوير االبتكار التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ ‬جمع واستغالل وايصال المعمومة الخاصة بكل فروع نشاط المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيق مع مختمف الييئات المعنية عمى اختالف البرامج المتعمقة بإعادة‬
‫تأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.2‬‬

‫‪ -3‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ‪:ANSEJ‬‬


‫تأسست الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب سنة ‪ 1997‬إذ قامت بتمويل ودعم مئات‬
‫اآلالف من المؤسسات الصغيرة في ‪ 738‬من األنشطة المصغرة منذ نشأتيا إلى غاية سنة‬
‫‪ ،2013‬حيث اعتبرت الفترة الممتدة من سنة ‪ 1997‬إلى غاية ‪ 2010‬الفترة المثمى من‬
‫حيث اإليرادات والنمو االقتصادي لموكالة والشباب المستفيدين منيا إال أن الفترة الممتدة من‬

‫‪1‬محمد قوجيل‪ ،‬يوسف قريشي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.163-162‬‬


‫‪ 2‬الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مديرية الصناعة والمناجم لوالية غرداية‪ ،‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.dipmepi47.dz/index.php/andpme‬‬

‫‪195‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫سنة ‪ 2011‬إلى غاية سنة ‪ 2014‬اعتبرت ىذه الفترة أكبر تحدي لموكالة نظ ار إلى زيادة‬
‫الطمب عمى القروض من دون ربحية محقق‪.1"...‬‬

‫وتمنح الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب لممتقدمين الييا المزايا التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تخفيض حصة المساىمة الشخصية في تمويل االستثمار إلى ‪ %1‬من مبمغ االستثمار‬
‫عندما ال يتجاوز ‪ 5‬مميون دينار‪ ،‬و‪ %2‬من المبمغ عندما يتجاوز ‪ 10‬مميون دينار‪.‬‬
‫‪ ‬توسيع الحد األقصى لمستوى أسعار الفائدة عمى القروض البنكية (‪ %80‬في الشمال‬
‫و‪ %95‬في اليضاب العميا والجنوب) إلى األنشطة الخاصة بالبناء‪ ،‬األشغال العمومية‬
‫والييدروليك والصناعة التحويمية‪.‬‬
‫‪ ‬منح قرض إضافي‪ ،‬إذا لزم االمر‪ ،‬بدون فائدة بمبمغ ‪1‬مميون دينار موجو الستئجار‬
‫المباني المستخدمة لمنشاط‪ ،‬أو القتناء ورشة سيارات مجيزة (ميكانيك عمى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬السباكين والكيربائيين‪ )...‬لخريجي التكوين الميني‪.‬‬
‫‪ ‬منح قرض إضافي‪ ،‬إذا لزم االمر بدون فائدة بمبمغ ‪1‬مميون دينار موجو الستئجار‬
‫محل جماعي لألطباء والمحامين والميندسين المعماريين مع حد أدنى من اثنين (‪)02‬‬
‫من خريجي الجامعات"‪.2‬‬

‫المصدر‪ :‬احصائيات الوكالة الوطنية‬ ‫تشير نتائج الجدول الجدول رقم (‪( )14‬أنظر في المالحق‬
‫لدعم تشغيل الشباب‪ ،)3‬إلى أن عدد المشاريع الممولة من قبل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫لمفترة الممتدة من (‪ )2010/12/31‬إلى غاية (‪ ، )2016/12/31‬قد شيد ارتفاعا كبي ار في‬
‫بعض القطاعات وانخفاضا في البعض اآلخر‪ ،‬حيث عرف قطاع الزراعة والصيد البحري‬
‫نموا بنسبة (‪ ،)%4‬ونفس الشيء بالنسبة لقطاع البناء الذي عرف نسبة نمو تقدر‬

‫‪1‬بودرجة رمزي وآخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.254‬‬


‫‪2‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬فرع باتنة عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.odejbatna.dz/2015-01-12-10-12-50/ansej.html‬‬
‫‪3‬احصائيات الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.ansej.org.dz/index.php/fr/nos-statistiques‬‬

‫‪196‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫بـ‪،)%2( :‬باإلضافة إلى قطاع الصناعة والصيانة بنسبة (‪ ،)%1‬وىذا كان بفعل توجيات‬
‫الوكالة لتمويل مثل ىذه المشاريع وتشجيع الشباب عمى التوجو إلييا‪ ،‬في حين عرف قطاع‬
‫الصناعات الحرفية تراجع ممحوظا بنسبة (‪ )%4-‬وقطاع الخدمات (‪ ،)%3-‬بسبب تراجع‬
‫الوكالة أو عزوفيا عن تمويل مثل ىذه المشاريع التي أغرقت سوق العمل‪ ،‬أما قطاع‬
‫األعمال الحرة فعرف استقرار تاما‪.‬‬

‫‪ -4‬الصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة ‪:CNAC‬‬


‫تم إنشاؤه "بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 188-94‬المؤرخ في ‪ 06‬جويمية ‪،1994‬‬
‫ويساىم الصندوق في نطاق ميامو باالتصال مع المؤسسات المالية‪ ،‬والصندوق الوطني‬
‫لترقية التشغيل في تطوير واحداث أعمال لفائدة البطالين المنخرطين فيو‪ .‬وىذا الصندوق‬
‫موجو لكل شخص يحمل الجنسية الجزائرية ويبمغ من العمر ‪ 50-30‬سنة‪ ،‬مقيم في الجزائر‬
‫ومسجل لدى مصالح الوكالة الوطنية لمتشغيل منذ ‪ 06‬أشير عمى األقل طالبا لمشغل‪ ،‬أو‬
‫مستفيدا من نظام الصندوق الوطني لمتأمين من البطالة‪ ،‬كما ال يشغل أي عمل مأجور عند‬
‫تقديمو لطمب االعانة‪ ،‬ولم يستفد من قبل من اعانة عمومية في اطار احداق النشاط المراد‬
‫القيام بو‪ ،‬وأن ال يكون قد مارس نشاط لحسابو الخاص منذ ‪ 12‬شي ار عمى األقل‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى أن يكون قاد ار عمى تجنيد مساىمة شخصية أو تقديرية أو عينية في شكل مساىمة في‬
‫التركيبة المالية المشروعة"‪.1‬‬

‫كما يعمل الصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة في "‪ ...‬عمى ضمان وتوفير جميع‬
‫الظروف لمتمكن من إنجاز المزيد من المشاريع‪ ،‬كما يوفر أيضا خدمات أو مساعدات مالية‬
‫تشبو إلى حد بعيد ما تقدمو ‪( ANSEJ‬قزض ثالثي بين انًقبول‪ ،CNAC ،‬انبنك)‪ ،‬وكذنك‬
‫انًزافقت في جًيع يزاحم انًشزوع"‪.2‬‬

‫‪1‬ناصر بوشارب‪ ،‬اليام موساوي‪ :‬تمويل الصندوق الوطني لمتأمين عن البطالة لممشاريع النسوية الخاصة بالبناء‬
‫واالشغال العمومية دراسة حالة والية سطيف‪ ،‬مجمة البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬جوان ‪ ،2015‬ص‪.100‬‬
‫‪2‬محمد قوجيل‪ ،‬يوسف قريشي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.163‬‬
‫‪197‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ 5-5‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪:ANGEM‬‬


‫أنشئت ىذه الوكالة سنة ‪ 2004‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 14-04‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫جانفي ‪" ،2004‬وتقوم باإلشراف عمى صندوق الضمان االجتماعي المشترك لمقروض‬
‫المصغرة التي تقدميا البنوك التجارية والمؤسسات المالية لممستفيدين منيا ومن أىم وظائفيا‬
‫تقديم قروض بدون فائدة وتقديم االستثمارات واإلعانات لممستفيدين من قروض الصندوق‬
‫الوطني لمقرض المصغر‪ ،‬كما تعمل عمى توطيد العالقة بين البنوك والمؤسسات المالية‬
‫لتوفير التمويل الالزم لمشاريع استثمارية"‪.1‬‬

‫وتضع الوكالة مجموعة من الشروط المذين يريدون الحصول عمى القرض المصغر‬
‫إلنشاء المشروع وتتمخص ىذه الشروط في اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬أن ال يقل السن عن ‪ 18‬سنة‪ ،‬وليس ىناك حد أدنى‪.‬‬


‫‪ ‬أن يمتمك صاحب المشروع مؤىالت تؤكد من خالل الشيادات‪ ،‬أو رخص العمل‪.‬‬
‫‪ ‬المساىمة الشخصية لصاحب المشروع والتي تمثل ‪ %10‬من التكمفة الكمية‬
‫لممشروع‪.‬‬
‫‪ ‬االشتراك في صندوق ضمان التامين االجتماعي عمى مخاطر فشل القروض‬
‫المصغرة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم االنضمام إلى الشبكة االجتماعية أو األنماط األخرى لمقروض المصغرة"‪.2‬‬

‫وتشير آخر اإلحصائيات الصادرة عن الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر في‬
‫نياية جوان ‪ 2017‬إلى أنيا استطاعت تقديم‪ 796333‬قرض وىي موزعة كما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬حسب طبيعة التمويل‪ )%90،21( :‬منيا كانت لشراء المواد األولية‪،‬‬


‫و(‪)%9،79‬منيا كانت عن طريق التمويل الثالثي (المقاول‪ ،‬الوكالة‪ ،‬البنك)‪.‬‬

‫‪1‬عبد الالوي مفيد وآخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4‬‬


‫‪2‬رضوان أنساعد‪ ،‬محمد فالق‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪198‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫‪ ‬التوزيع حسب الجنس‪ )%62،44(:‬من مجموع القروض استفادت منيا النساء‪،‬‬


‫و(‪)%37،56‬كانت من حظ الرجال‪.‬‬
‫‪ ‬حسب السن‪ )%36،86( :‬كانت لمفئة العمرية (‪ )%31،55( ،)29-18‬كانت لمفئة‬
‫العمرية (‪ ،)39-30‬و(‪ )%17،89‬كانت لمفئة العمرية (‪ ،)49-40‬أما (‪)%9،95‬‬
‫فكانت لمفئة العمرية (‪ )59-50‬وأخي ار نسبة (‪ )%3،76‬فكانت لمفئة العمرية التي‬
‫تتجاوز الستين سنة‪.‬‬
‫‪ ‬حسب قطاع النشاط‪ )%14،11( :‬في القطاع الفالحي‪ )%38،64( ،‬في األشغال‬
‫العمومية‪ )%8،51( ،‬في البناء‪ )%20،83( ،‬في الخدمات‪ )%17،43( ،‬في‬
‫الصناعات الحرفية‪ )%0،39(،‬في التجارة‪ )%0،09(،‬في الصيد البحري‪.‬‬
‫‪ ‬حسب الفئات الخاصة‪ )1497( :‬قرض لذوي االحتياجات الخاصة‪ )1665( ،‬قرض‬
‫لذوي السوابق العدلية‪ )394( ،‬قرض لضحايا العشرية السوداء‪ )95( ،‬لمذين كانوا في‬
‫قائمة الساعين لميجرة غير الشرعية‪ )63( ،‬قرض لألفراد الذين يعانون من مرض‬
‫االيدز‪ )770( ،‬لممغتربين العائدين لموطن"‪.1‬‬

‫نالحظ من خالل اإلحصائيات أن الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‪ ،‬ساىمت‬


‫في استحداث قدر معتبر من المؤسسات والمشاريع‪ ،‬وذلك بفضل القروض التي منحتيا‬
‫لممتقدمين لوكاالتيا المختمفة عبر القطر الجزائري‪ ،‬وذلك في صيغتيو الدعم الكمي من‬
‫الوكالة لشراء المواد األولية واآلالت ودعم ثالثي (المقاول‪ ،‬الوكالة‪ ،‬البنك)‪ ،‬وكما أنيا مكنت‬
‫نسبة معتبرة من النساء في إطالق مشاريعين‪ ،‬وىذا ما ساىم في تمكين المرأة خاصة الماكثة‬
‫في البيت من ولوج عالم األعمال واألنشطة الحرة‪ ،‬وبذلك تفعيل دورىا في إنعاش الحياة‬
‫االقتصادية وتحقيق التنمية‪ ،‬وكما أنيا ساىمت بشكل كبير في تمويل المشاريع أو‬
‫المؤسسات التي تنشط في القطاع الفالحي‪ ،‬وىذا ما يوحي الى دورىا اليام في توجيو‬

‫‪1‬احصائيات الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‪ ،‬عمى الموقع‪:‬‬


‫‪http://www.angem.dz/article/chiffres-cles/‬‬

‫‪199‬‬
‫انًؤسسبث انصغيزة وانًتىسطت وهيئبث انذعى وانًزافقت‬ ‫انفصم انزابع‬

‫المقاولين لمقطاعات الحساسة والرئيسية‪ ،‬باإلضافة إلى إسياميا الكبير في تمكين الفئات‬
‫االجتماعية الخاصة (المعاقين‪ ،‬ذوي السوابق العدلية‪ ،‬ضحايا اإلرىاب‪ )...،‬من إنشاء‬
‫مشاريعيم‪ ،‬من خالل تقديم القروض الالزمة والمرافقة القانونية واالجتماعية واالقتصادية ليم‪،‬‬
‫وىو ما مكنيم من االندماج بشكل طبيعي في الحياة االجتماعية واالقتصادية والمساىمة في‬
‫تنشيطيا‪.‬‬

‫خالصـــــــــــــة‪:‬‬

‫وخالصة القول أن المؤسسات المصغرة والصغيرة والمتوسطة ىي الركيزة األساسية‬


‫التي تقوم عمييا معظم اقتصاديات الدول المتقدمة‪ ،‬وذلك لما ليا من قدرة عمى تنشيط الحياة‬
‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬من خالل استحداث قدر معتبر من مناصب الشغل‪ ،‬وتوفير‬
‫االحتياجات السمعية والخدمية لممجتمعات المحمية‪ ،‬كما أن انتشارىا الواسع في مختمف‬
‫المناطق الجغرافية واستيعابيا لمختمف األنشطة وفي كل المجاالت‪ ،‬يسمح باالستغالل األمثل‬
‫لمموارد البشرية والطبيعية‪ ،‬مما يساىم في خمق القيمة المضافة وبالتالي الناتج الوطني الخام‪،‬‬
‫وليذا ال بد من االىتمام أكثر بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬وذلك‬
‫بتشجيعيا وتحفيزىا عن طريق تخفيف اإلجراءات الضريبية والقانونية المطبقة عمييا‪ ،‬وحماية‬
‫منتجاتيا من منافسة المنتجات األجنبية‪ ،‬وتقديم الدعم والمرافقة لممستثمرين خاصة الناشئين‬
‫منيم‪ ،‬وتمكينيم من االستفادة من تجارب الدولة الرائدة في قطاع المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة لتجاوز المشاكل التي يعانون منيا‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصؿ الخامس‪:‬‬
‫المسؤولية االجتماعية لمشباب المقاوليف في القطاع الخاص‬

‫تمييد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية االجتماعية وسبؿ تنميتيا لدى الشباب المقاوليف‬
‫‪ .1‬نشأة وتطور مفيوـ المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .2‬مكونات وأركاف المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .3‬النسؽ االجتماعي ودوره في تنمية المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .4‬أىمية تنمية وترسيخ المسؤولية االجتماعية لدى الشباب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية االجتماعية في القطاع الخاص‬


‫‪ .1‬مجاالت المسؤولية االجتماعية لممؤسسات‪.‬‬
‫‪ .2‬مميزات المؤسسة المسؤولة اجتماعيا وأخالقيا‪.‬‬
‫‪ .3‬دوافع تبني المسؤولية االجتماعية في القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ .4‬نماذج عف تجارب المسؤولية االجتماعية‬

‫خالصة‪.‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تمييد‪:‬‬
‫احتل مؤخ ار موضوع المسؤولية االجتماعية مقدمة اىتمامات وانشغاالت العديد من‬
‫المنظمات العالمية والدولية‪ ،‬التي تعنى بتقييس األداء االجتماعي والبيئي لممؤسسات ولرجال‬
‫األعمال‪ ،‬خاصة بعد تنامي القطاع الخاص واستحواذ الشباب المقاولين عمى نسبة كبيرة‬
‫منو‪ ،‬وىذا ما يجعل م ن تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين ضرورة ممحة‪،‬‬
‫من أجل تمكينيم من المساىمة في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫المحافظة عمى البيئة الطبيعية‪ ،‬وسيتطرق ىذا الفصل إلى نقطتين محوريتين وىما‪ :‬المسؤولية‬
‫االجتماعية وسبل تنميتيا لدى الشباب المقاولين‪ ،‬والمسؤولية االجتماعية في القطاع الخاص‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية االجتماعية وسبؿ تنميتيا لدى الشباب المقاوليف‬

‫‪ -1‬نشأة وتطور مفيوـ المسؤولية االجتماعية‪:‬‬


‫قد يبدوا لمكثير أن مفيوم المسؤولية االجتماعية عمى انو حديث النشأة‪ ،‬إال أنو في‬
‫الواقع أصيل وليس بجديد كونو الزم المجتمعات منذ القدم‪ ،‬إال أن بداية استخدامو في‬
‫األوساط العممية والفكرية كان في القرن الثامن عشر‪ ،‬خاصة لدى المفكرين والمنظرين‬
‫االقتصاديين أمثال آداـ سميث‪ ،‬الذي تصور "أن احتياجات ورغبات المجتمع سوف تتحقق‬
‫عمى أفضل وجو بفضل التعاون بين المنظمات االقتصادية والمجتمع"‪.1‬‬

‫لكن "تزايد الجدل بخصوص بنية وطبيعة المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال‬
‫ابتداء من سنة ‪ ، 1920‬حيث تحدث العديد من المسيرين عمنا حول ىذا التوجو الجديد‪،‬‬
‫وكانت الحوارات المتعمقة بالمسؤولية االجتماعية في تمك الفترة ترتكز عمى الدالالت الدينية‬
‫لمفيوم الخدمة العامة‪ .‬والوصاية التي تنص عمى فكرة العقد الضمني الذي يميز العالقة بين‬

‫‪1‬مسعودة شريفي‪ ،‬كريمة حاجي‪ :‬المسؤولية االجتماعية والثقافة التنظيمية في منظمات األعماؿ المعاصرة‪ :‬رحمة ألف ميل‬
‫تبدأ بخطوة‪ ،‬مداخمة مقدمة لممشاركة في الممتقى الدولي الثالث‪ :‬منظمات األعمال والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬جامعة بشار‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬من ‪ 14‬إلى ‪ 15‬فيفري ‪ ،2012‬ص‪.2‬‬
‫‪202‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫المنظمة والمجتمع"‪ ،1‬وقد غذت ىذا التوجو الحركات العمالية العالمية واألفكار الماركسية‬
‫والشيوعية‪ ،‬التي تنادي بالعدالة االجتماعية وضرورة حماية مصالح الطبقة العمالية من‬
‫الرأسماليين االنتيازيين‪ ،‬إلى إلزام أرباب العمل بتبني المسؤولية االجتماعية تجاه مختمف‬
‫األطراف المتعاممة معيم خاصة الطبقة العمالية المستضعفة‪.‬‬

‫وخالل "مرحمة ما بعد الحرب العالمية الثانية شيدت المسؤولية االجتماعية نقمة من‬
‫الطرح النظري إلى التجسيد الواقعي‪ ،‬ففي بداية ىذه المرحمة تم تحديد حد أدنى لألجور‬
‫واشراك العاممين في اإلدارة تحت تأثير األفكار االشتراكية إلى جانب ظيور جمعيات حماية‬
‫المستيمك‪ ،‬وتعاظم قوة النقابات وزيادة تأثيرىا في ق اررات المنظمات بشكل عام‪ ،‬وظيور‬
‫جمعيات حماية البيئة التي كانت كثي ار ما تشكل قوة ضغط عمى الحكومات ومن ثم عمى‬
‫المؤسسات‪.2"...‬‬

‫وفي ىذا الصدد يشير ‪ Allouche. J et al 2004‬إلى أن مفيوم المسؤولية‬


‫االجتماعية أخذ يعرف اتساعا ليشمل القضايا االجتماعية والبيئية‪ ،‬وىي نظرة موسعة لممفيوم‬
‫الكالسيكي‪ ،‬حيث أصبحت المسؤولية االجتماعية لممؤسسة تتضمن القيود البيئية واحترام‬
‫القواعد المنظمة لممجتمع المدني باإلضافة إلى مسؤولية إدارة الموارد البشرية"‪ .3‬وبالتالي فإن‬
‫المسؤولية االجتماعية لممؤسسة أو لرجال االعمال‪ ،‬أخذت مناحي وأبعاد اقتصادية واجتماعية‬
‫وبيئية‪ ،‬حيث أصبح لزام عمييم األخذ بعين االعتبار في سياساتيم القضايا االجتماعية‪ ،‬سواء‬
‫المتعمقة بالعمال من اشراكيم في عممية اإلدارة وتحسين لظروف العمل وزيادة األجور‪ ،‬أو‬

‫‪1‬وىيبة مقدم‪ :‬تقييـ مدى استجابة منظمات األعماؿ في الجزائر لممسؤولية االجتماعية دراسة تطبيقية عمى عينة من‬
‫مؤسسات الغرب الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه في عموم التسيير‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة وىران‪،‬‬
‫‪ ،2014-2013‬ص‪.68‬‬
‫‪2‬مسان كرومية‪ :‬المسؤولية االجتماعية وحماية المستيمؾ في الجزائر دراسة حالة المؤسسات العاممة بوالية‪ ،‬رسالة دكتوراه‬
‫عموم‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد‪ ،2014-2013 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Delphine Gendre-Aegerter: La perception du diregeant de PME de sa responsabilité‬‬
‫‪sociale:une aproche par la cartographie cognitive, these doctorate en sciences‬‬
‫‪économiques et social, université de Fribourg, Suisse, 2008, p 134.‬‬
‫‪203‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تمك المتعمقة بالمجتمع المدني والعمل عمى تحقيق تطمعاتو واحترام عاداتو وتقاليده‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى االىتمام بالمسائل البيئية والحفاظ عمييا‪.‬‬

‫وعميو فإن المسؤولية االجتماعية مفيوم واسع ومتشعب ال يمكن حصره في مجال‬
‫محدد أو مستوى معين‪ ،‬فالسموك المسؤول يتمظير في مختمف جوانب حياة الفرد سواء عمى‬
‫المستوى الشخصي الذاتي‪ ،‬أو عمى مستوى العالقات والتفاعالت التي تحدث بين الفرد‬
‫واألفراد اآلخرين أو بين جماعة والجماعات األخرى‪" ،‬وقد عرف ‪Howard R. Bowen‬‬
‫في كتابو المسؤولية االجتماعية لرجال األعمال بااللتزامات التي يتعين عمييم الوفاء بيا‪،‬‬
‫فيما يتخذونو من ق اررات تمس مقاصد المجتمع وقيمو العميا وتتفق مع ضمير المجتمع‪ ،‬وقد‬
‫جاء ىذا التعريف واسعا وفضفاضا‪ ،‬ألنو لم يحدد مجاالت معينة ليذه المسؤولية االجتماعية‬
‫أو أسموب ممارستيا‪ .‬إال أنو كان لو الفضل األول في اإلشارة إلى أن رجال األعمال‬
‫يتحممون مسؤوليات كبيرة أمام مجتمعيم‪.1"...‬‬

‫ففي الدراسات النفسية االجتماعية الغربية يشير جاكوبي ‪" :Jacoby‬إلى أن السنوات‬
‫المنصرمة من النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬فترة بدأ بيا تاريخ المسؤولية االجتماعية‬
‫في المجتمعات الصناعية‪ ،‬نتيجة اشتداد موجة االنتقادات الموجية إلى المشروعات‬
‫الصناعية وتزايدىا خالل تمك الفترة‪ ،‬مما جعل لممسؤولية االجتماعية اىتماما عمميا وعمميا‬
‫ممحوظا من جانب الباحثين في مجاالت عمم النفس واالجتماع واإلدارة واالتصال"‪.2‬‬

‫ففي حقيقة األمر أن ىذه االنتقادات الشديدة والموجية لمتنظيمات الصناعية بشكل‬
‫عام وألرباب العمل بشكل خاص‪ ،‬جاء كنتيجة لمتيميش واالستغالل المطبق عمى العمال‬
‫والموظفين من قبل اإلدارة والمستخدمين‪ ،‬واستثنائيم من عمميات المشاركة فاتخاذ الق اررات‪،‬‬

‫‪1‬وىيبة مقدم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.68‬‬


‫‪2‬منى بنت سعد بن فالح العمري‪ :‬األسموب المعرفي(التروي‪ /‬االندفاع) وعالقتو بالمسؤولية االجتماعية لدى عينة مف‬
‫طالبات كمية التربية لمبنات بمحافظة جدة ‪ ،‬رسالة ماجيستير في عمم النفس‪ ،‬جامعة طيبة‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.51-50‬‬
‫‪204‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وذلك بكبح قدراتيم وكبت آرائيم عن طريق سن ترسانة من القوانين والتعميمات الرسمية‬
‫المجحفة وضرورة االلتزام بيا‪ ،‬مما يجعميم يعيشون حالة من االغتراب والالأمن الوظيفي‬
‫بسبب افتقادىم لمراحة النفسية والحرية الفردية في مكان العمل‪ ،‬حتما كل ىذه الضغوط‬
‫والتجاوزات في حق العمال ساىم في بروز العديد من الدراسات‪ ،‬التي يمكن وصفيا بالمميدة‬
‫لمفيوم المسؤولية االجتماعية داخل التنظيمات الصناعية الكبرى لكونيا الطرف األكثر‬
‫تضر ار داخل التنظيم‪.‬‬
‫ومن أشير تمك الدراسات والبحوث تجارب ألتوف مايو (‪ )1232-1221‬التي قام‬
‫بيا في مصانع ىوثورف الكتريؾ‪ ،‬لدراسة تأثير مجموعة من المتغيرات كالحوافز المادية‬
‫والظروف الفيزيقية وعالقة المشرف بالعمال عمى إنتاجية العامالت‪ ،‬وقد توصمت تجاربو إلى‬
‫أن الظروف الفيزيقية والحوافز المادية ليا تأثير نسبي عمى إنتاجية العمال‪ ،‬في حين أن‬
‫لطبيعة اإلشراف والعالقات اإلنسانية بين المشرفين والعمال األثر األكبر عمى إنتاجيتين‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن العمال يحققون مزيدا من اإلشباع لحاجاتيم النفسية واالجتماعية ما‬
‫يجعميم عمى قدر عال من مسؤولية واألداء في أنشطتيم اإلنتاجية‪.‬‬
‫ويضيف شامبرليف ‪ Chamberlain‬عمى ذلك بقولو‪ ... " :‬أن كبر حجم المشروعات‬
‫الصناعية وتنظيميا ىرميا وتعقد االتصال المباشر بين العاممين‪ ،‬قد أدى إلى خمق مشكالت‬
‫معنوية كاالضطراب‪ ،‬والقمق‪ ،‬وسوء الفيم‪ ،‬وضعف التعاطف‪ ،‬وأصبح الفرد شخصية‬
‫‪1‬‬
‫خاضعة ومستسممة وغير مسؤولة"‪.‬‬

‫لكن لم يبقى مفيوم المسؤولية حبيس المحيط الداخمي لممؤسسة‪ ،‬نتيجة التحوالت‬
‫الحاصمة في الفكر الكالسيكي اإلداري والتنظيمي والقانوني لممؤسسات‪ ،‬فبعد ما كان ينظر‬
‫لممؤسسات كتنظيمات مغمقة أعدت من أجل اإلنتاج وتحصيل األرباح لممالك‪ ،‬أصبح اليوم‬
‫ينظر إلييا عمى أنيا تنظيمات اجتماعية متفاعمة داخميا وخارجيا بالبيئة العامة‪ ،‬وتسعى إلى‬
‫تحقيق مصالح جميع األطراف‪ ،‬وتعنى أيضا بمسألة المساىمة في الحفاظ عمى البيئة‬

‫‪1‬منى بنت سعد بن فالح العمري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51‬‬


‫‪205‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الطبيعية ومواردىا خاصة غير المتجددة منيا‪" ،‬وليذا تذىب النظريات اإلدارية الحديثة في‬
‫تفسيراتيا إلى أن بيئة المؤسسة تتميز بمجموعة من القواعد والمتطمبات االجتماعية والثقافية‪،‬‬
‫المسؤولية‬ ‫‪Di Maggio et Powell, Meyer et Rowan‬‬ ‫ويعتبر كال من‬
‫االجتماعية عمى أنيا استجابة لمضغوط المؤسسية )‪ (Institutionnelles‬التشريعات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫المعايير‪ ،‬انتظارات أصحاب المصالح ‪..‬إلخ"‬

‫وحسب )‪ ... (Cotina & siurana‬فرضت التطورات التكنولوجية المتسارعة عمى‬


‫منظمات األعمال ضرورة االلتزام بتطوير المنتجات‪ ،‬وتطوير ميارات العاممين‪ ،‬والزامية‬
‫االىتمام بالمتغيرات في أذواق المستيمكين‪ ،‬وتنمية ميارات متخذي الق اررات‪ ،‬خاصة في ظل‬
‫التحول من االقتصاد الصناعي إلى اقتصاد المعرفة"‪.2‬‬

‫فمع مطمع السبعينيات من القرن العشرين "بدأ مفيوم المسؤولية االجتماعية يأخذ أبعادا‬
‫أكبر‪ ،‬حيث لم يعد األمر يتعمق باألنشطة التطوعية أو التبرعات بل تعداه ليصبح برامج‬
‫وخطط استراتيجيات‪ ،‬وأصبحت المسؤولية االجتماعية في ىذه المرحمة أكثر نضجا كفكرة‬
‫نظرية وأقوى حضو ار عمى أرض الواقع كممارسة‪ ،‬بحكم تطوير معايير واضحة ومؤشرات‬
‫قياس كمية تطمبيا كثير من المنظمات الدولية خصوصا تمك التي تيتم بما يسمى بالتنمية‬
‫المستدامة"‪.3‬‬

‫أما إذا بحثنا في األدبيات والدراسات السوسيولوجية والنفسية عن جذور المسؤولية‬


‫االجتماعية‪ ،‬فيمكن اعتبارىا نتاج وحوصمة لمجموعة من المؤثرات والتجارب والمعارف التي‬

‫‪1‬‬
‫‪Tarik EL Malki : Environnement des entreprises, responsabilite sociale et performance:‬‬
‫‪analyse empirique dans le cas du Maroc, these de doctorat en Sciences economiques, Aix-‬‬
‫‪Marseille Universite, 2010. P 207-208.‬‬
‫‪2‬محمد فالق‪ :‬مساىمة المسؤولية االجتماعية في تحقيؽ ميزة تنافسية مستدامة في منظمات االعماؿ "دراسة ميدانية‬
‫في المؤسسات االقتصادية الجزائرية الحاصمة عمى شيادة االيزو ‪ ،"2000‬أطروحة دكتوراه في عموم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،2014-2013 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪3‬مسان كرومية‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪206‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫يتعرض ليا الفرد خالل مسار حياتو المختمفة‪ ،‬وقد عبر السيد عثماف عنيا بأنيا‪" :‬تكوين‬
‫ذاتي خاص نحو الجماعة أو الجماعات التي ينتمي إلييا الفرد‪ ،‬ويكون الفرد ىنا مسؤوال ذاتيا‬
‫عن الجماعة واذا أردنا تعمقا أكثر في عبارة مسؤول ذاتيا لرأينا أنيا تعني أنو مسؤول أمام‬
‫ذاتو‪ ،‬أو ىو في الحقيقة مسؤول عن الجماعة أمام صورة الجماعة المنعكسة في ذاتو‪ ،‬أو‬
‫اآلخر العام ‪ ...‬وىي تعبير عن درجة االىتمام والفيم والمشاركة لمجماعة‪ ،‬تنمو تدريجيا عن‬
‫طريق التربية والتطبيع االجتماعي داخل الفرد"‪.1‬‬

‫أما عند ‪" Cough‬ىي شعور الفرد بواجبو االجتماعي تجاه نفسو‪ ،‬ومن يعيش معيم‬
‫من أبناء مجتمعو‪ ،‬ومسؤولية الفرد االجتماعية تتحدد بمقدار استعداده باإلقرار بنتائج‬
‫تصرفاتو تجاه جماعتو التي ينتمي إلييا‪ ،‬فال معنى لممسؤولية االجتماعية دون إدراك الفرد‬
‫لما يترتب عمى أعمالو من نتائج وتبعات"‪.2‬‬

‫أما عند الميتمين بفمسفة األخالق والفمسفة االجتماعية‪ ،‬نجد مارؾ نيبورغ في مقالو‬
‫"عف المسؤولية" يعتبر أن المسؤولية تتخذ معنيين األول "تقني وىو المعنى الذي يقول فيو‬
‫القانون عن الفرد مسؤول أنو مسؤول عن أفعالو يعني بيذا أنو يتمتع بكفاءات ارادية رغباتية‬
‫‪3‬‬
‫معرفية كافية كي يرى نفسو يتحمل مسؤولية عمل خصوصي ما‪"...‬‬

‫أما في المعنى الثاني فإن المسؤولية ىي "شكل من أشكال الفعل‪ :‬التصرف بطريقة‬
‫مسؤولة ىو القيام بميمة أو واجب بطريقة مفكر فييا وحذرة ومتأنية ومعتنى بيا ومتقنة‪،‬‬

‫‪1‬وليد بن عبد العزيز بن سعد الخراشي‪ :‬دور االنشطة الطالبية في تنمية المسؤولية االجتماعية‪ ،‬دراسة ميدانية عمى عينة‬
‫مختارة من طالب جامعة الممك سعود بالرياض‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬قسم الدراسات االجتماعية‪ ،‬جامعة الممك سعود‪ ،‬المممكة‬
‫العربية السعودية‪ ،2004 ،‬ص‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Cough, H.G et Al : A Personality for social responsibility, Journal of abnormal and Social‬‬
‫‪psychology, Vol 1, n° 4, p 74.‬‬
‫نقال عن (أحمد محمد عقمة الزبون‪ :‬المسؤولية ا الجتماعية وعالقتيا بمنظومة القيـ الممارسة لدى طمبة جامعة البمقاء التطبيقية‪ ،‬المجمة األردنية‬
‫لمعموم االجتماعية‪ ،‬المجمد ‪ ،5‬العدد ‪ ،2012 ،3‬ص ‪).346‬‬

‫‪3‬جان فرانسوا دورتيني‪ :‬فمسفات عصرنا تياراتيا‪ ،‬مذاىبيا‪ ،‬أعالميا وقضاياىا‪ ،‬ترجمة أبراىيم صحراوي‪ ،‬مجمة العموم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬الدار العربية لمعموم ناشرون‪ ،‬منشورات االختالف‪ ،‬ط ‪ ،2009 ،1‬ص ‪.444‬‬
‫‪207‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تستعمل العبارة عموما في اطار النشاطات المينية أو األدوار االجتماعية (أب‪ ،‬رئيس‬
‫مؤسسة‪ ،‬رجل سياسة‪...‬إلخ) متضمنة مجموعة من االكراىات واالشتراطات المعقدة نسبيا‬
‫التي يتطمب تفعيميا اىتماما وعناية مدعومين"‪.1‬‬

‫وتعرف المسؤولية االجتماعية في األدبيات الفمسفية‪" :‬بأنيا حس أخالقي يتعممو الفرد‬


‫منذ الصغر‪ ،‬ىذا الحس الذي يدفعو إلى العمل من أجل مصمحة المجموع‪ ،‬ومثل ىذا العمل‬
‫‪2‬‬
‫يبني المجتمع ويطوره في المجاالت كافة‪".‬‬

‫وتعرف أيضا في أدبيات عمم االجتماع‪" :‬بأنيا الشعور الواعي‪ ،‬والمدرك اللتزامات‬
‫الفرد تجاه جماعتو ومجتمعو‪ ،‬كما تعرف بأنيا مجموعة االلتزامات بذمة الفرد‪ ،‬والتي تدفعو‬
‫إلى العمل من أجل المجموع من أجل تنمية المجتمع والدفاع عنو"‪ ،3‬وبذلك فعمى األفراد أن‬
‫يزداد شعورىم ووعييم بضرورة التزاميم بالمسؤولية االجتماعية خاصة في الفترات العصيبة‪،‬‬
‫أين يكون المجتمع بأمس الحاجة لمدعم والمساندة من طرف الفاعمين والناشطين ومن جميع‬
‫أفراده بمختمف شرائحيم االجتماعية‪.‬‬

‫أما المسؤولية االجتماعية في العقيدة اإلسالمية فقد اكتست أىمية بالغة‪ ،‬حيث نجد "في‬
‫تعاليم اإلسالم وتوجيياتو الكثير من األصول والمبادئ الداعية إلى تعزيز صحوة الضمير‬
‫االجتماعي لمفرد‪ ،‬واإلحساس بالمسؤولية نحو الشخص والمجتمع‪ ،‬والمسؤولية أمر مغروس‬
‫في النفوس من جية‪ ،‬ومأمور بيا في اإلسالم من جية أخرى"‪ ،4‬وليذا فإن الفرد وفقا‬
‫لممنظور اإلسالمي جزء من الكل الذي يكممو ويكتمل بو‪ ،‬بحيث يؤثر الفرد فيو كما يتأثر بو‬
‫مشكمين بذلك نسق من العالقات اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬التي تسعى إلى تحقيق التعاون‬
‫والتكافل بين أفرد المجتمع عمى اختالف وتنوع مرجعياتيم الدينية واإلثنية والعرقية والنوع‬

‫‪1‬جان فرانسوا دورتيني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.445‬‬


‫‪2‬وليد بن عبد العزيز بن سعد الخراشي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪3‬عبد الرزاق جدوع محمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.418‬‬
‫‪4‬وليد بن عبد العزيز بن سعد الخراشي‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪208‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫االجتماعي‪ ،‬والتي من شأنيا التأسيس ألسباب الحياة الكريمة لمكل أفرادا كانوا أو جماعات‪،‬‬
‫"ألن األخالق التي تعكس المسؤولية االجتماعية والعدالة ىي أساس مجتمع اإلسالم‪ ،‬كما أن‬
‫األخالق اإلسالمية أو النظام األخالقي مفاىيمو فريدة من نوعيا ألنيا تقوم عمى الوصاية‬
‫اإلليية"‪.1‬‬

‫"وقد ظيرت بعض النماذج المفسرة لممسؤولية االجتماعية فعالم األعمال من منظور‬
‫إسالمي‪ ،‬منيا نموذج وضعو الباحث ‪ Jawed Akhtar Mohamed‬ويرتكز ىذا‬
‫النموذج عمى األصول األخالقية األربعة في اإلسالم التوحيد‪ ،‬العدل‪ ،‬المسؤولية االختيار‪.‬‬
‫والتي تنبثق منيا فروع النظام األخالقي اإلسالمي‪.‬‬

‫ويضم النظام األخالقي األسس األخالقية األربعة‪ :‬التوحيد‪ ،‬العدل‪ ،‬االختيار‪ ،‬المسؤولية‬
‫والتي تمثل القيم الجوىرية في النظام األخالقي اإلسالمي‪ ،‬وتتطور عن ىذه القيم الجوىرية‬
‫أربعة مفاىيم‪ .‬فمفيوم الوصاية مشتق من قاعدة الوصي‪ ،‬عدالة التوزيع مشتق من قاعدة‬
‫العدالة‪ ،‬حرية االختيار من االختيار‪ ،‬المحاسبة مشتقة من المسؤولية‪ .‬دون أن ننسى‬
‫المنظور الفقيي لممعامالت التجارية‪ ،‬فمفيومي الحالل والحرام يوضحان المبادئ التوجييية‬
‫لممعامالت التجارية في االقتصاد اإلسالمي‪.2‬‬

‫ويشير ‪ Jawed Akhtar Mohamed‬إلى أن‪":‬‬

‫‪ ‬مبدأ التوحيد )‪ (Axiom of unity‬مستمد من مفيوم الوصاية‪ ،‬ألن كل شيء عمى‬


‫األرض هلل‪.‬‬
‫‪ ‬إن مبدأ التوازن )‪ (Axiom of equilibrium‬يسمح بخمق نوع من االنسجام‬
‫االجتماعي‪ ،‬وذلك من خالل الدمج بين الموارد الطبيعية والبشرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jawed Akhtar Mohammed: Corporate social responsibility, in Islam, thesis submitted to‬‬
‫‪Auckland university of technology in fulfilment of the requirements for the degree of doctor‬‬
‫‪of Philosophy, faculty of business, New Zealand, 2007, p63.‬‬
‫‪2‬وىيبة مقدم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪209‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬إن مبدأ حرية اإلختيار)‪ (Free will‬يوفر الحرية لألفراد‪ ،‬لكن حرية االختيار في‬
‫اإلسالم مشروطة‪ ،‬فيي خاضعة لموصاية اإلليية‪.‬‬
‫‪ ‬وفي نياية المطاف فإن مبدأ المسؤولية يحمل كل فرد نتائج افعالو‪ ،‬وىذا ما تنص‬
‫عميو الشريعة اإلسالمية"‪.1‬‬

‫ويحدد إبراىيـ العسؿ المسؤولية االجتماعية في اإلسالم في ثالثة جوانب وىي‪:‬‬


‫‪ -1‬مسؤولية الفرد تجاه نفسو‪ :‬إن تكريم اهلل لإلنسان و تفضيمو عمى غيره من المخموقات‪،‬‬
‫وتسخيره لو ما في السماوات واألرض‪ ،‬ىي دعوة ليذا اإلنسان ألن يحافظ عمى بدنو وحياتو‬
‫وبقائو‪ ،‬باعتماد النظافة والطيارة في الجسم والثوب والمكان‪ ،‬وممارسة الرياضة‪ ،‬واألكل من‬
‫الطيبات والوقاية من األمراض ومعالجتيا‪ ،‬وأن يعمل عمى ضبط غرائزه وأن يصرف ىمتو‬
‫إلى اكتساب الصفات الحميدة‪ ،‬وأن يحسن أخالقو في تعامالتو مع الغير‪ ،‬ليكون في النياية‬
‫محال ألمانة التكميف والقيام بالعمل الصالح الذي يساعده عمى التعايش مع الجماعة ويوطد‬
‫عالقات التماسك والتعاون‪...‬‬
‫‪ -2‬مسؤولية المجتمع عن بعضو بعضا‪ :‬الفرد المسمم مسئول عن المجتمع الذي يعيش‬
‫فيو‪ ،‬فيو جزء منو والجزء ال ينفصل عن الكل‪ ،‬والغاية العميا ىي سعادة الكل‪ ،‬وربط القموب‬
‫بأواصر المحبة واألخوة‪ ،‬لقد اجمع الفقياء عمى وجوب نفقة الموسر عمى قريبو المعسر وانو‬
‫يجب عمى األغنياء أن يقوموا بكفاية فقرائيم إذا لم تكف الزكاة‪...‬‬
‫‪ -3‬مسؤولية الدولة عم الفرد والمجتمع‪ :‬بالرغم من الواجبات المالية التي فرضيا اهلل‬
‫عمى المسممين لمفقراء‪ ،‬فان الدولة مسئولة عن الفقراء والمحتاجين‪ ،‬ويحق لكل فقير أن‬
‫يطالب الدولة باإلنفاق عميو‪ ،‬وىذه المسؤولية تجعل الدولة مسئولة عن جميع أفراد‬
‫المجتمع‪.2"...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jawed Akhtar Mohammed: Op cit, p149.‬‬
‫‪2‬إبراىيم العسل‪ :‬التنمية في اإلسالـ مفاىيـ مناىج وتطبيقات‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط ‪ ،1996 ،1‬ص ‪.76-75‬‬
‫‪210‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وعميو فإن التشريع اإلسالمي ال يقيم أي فصل بين مسؤولية الفرد تجاه جماعتو‬
‫ومسؤولية الجماعة تجاه الفرد‪ ،‬ألن كالىما عنصرين متكاممين ومتداخمين يصبان في خدمة‬
‫اإلنسانية‪ ،‬وليذا نجد المنيج اإلسالمي يعطي مفيوما أكثر شمولية لمعنى المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬بحيث لم يحصر مسؤولية الفرد المسمم تجاه األفراد أو الجماعات اإلسالمية‬
‫فقط‪ ،‬بل جعل منيا مسؤولية موسعة وشاممة لكافة أفراد المجتمع الذي يعيش فيو‪ ،‬وتقع عميو‬
‫مسؤولية جميع األطراف التي ىي تحت سمطتو وامرتو او التي تقع عمييا نتائج ممارساتو‬
‫المختمفة‪.‬‬

‫كل ذلك تأت من صميم الفمسفة والقيم واألحكام التي يقوم عمييا الدين اإلسالمي‪،‬‬
‫"والذي ال يدعوا إلى تحسين العالقات بين المسمم والمسمم فقط‪ ،‬ويجعل المسمم مسؤوال عن‬
‫مصمحة إخوانو في الدين فحسب‪ ،‬إذ جعل مسؤولية الفرد المسمم منعكسة عمى جميع أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬قاطعا النظر عن عقائدىم وألوانيم واتجاىاتيم‪ 1".‬وعميو فإن المسؤولية االجتماعية‬
‫مفيوم أصيل ساد المجتمعات اإلنسانية عامة واإلسالمية خاصة‪ ،‬ومؤخ ار أعيد إثارة النقاش‬
‫حولو من قبل قادة المنظمات االقتصادية والجمعيات الحقوقية الغربية‪ ،‬بسبب تفشي قيم‬
‫الفردانية وتخمي أفراد المجتمع عن مسؤولياتيم تجاه الجماعة‪ ،‬ما زاد من ضرورة إعادة النظر‬
‫في تنظيم وترشيد العالقات االجتماعية واالقتصادية الغربية‪ ،‬ىي حدة األزمات االقتصادية‬
‫واختالل التوازن البيئي وتزايد الوعي العمالي بحقوقيم وتكتميم في تنظيمات رسمية وغير‬
‫رسمية‪ ،‬مشكمة بذلك قوة ضاغطة عمى الجيات المستخدمة أو الراعية لشؤونيم ومصالحيم‪،‬‬
‫لممطالبة بتحسين أوضاعيم المينية واالجتماعية‪ ،‬والحفاظ عمى محيطيم الطبيعي الذي‬
‫يشكل مصدر ثروة المجتمع التي من المفروض أن تتشاركيا وتتقاسميا جميع األجيال‪.‬‬

‫‪1‬وليد بن عبد العزيز بن سعد الخراشي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64‬‬


‫‪211‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -2‬مكونات وأركاف المسؤولية االجتماعية‪:‬‬


‫بعد عرض نشأة وتطور مفيوم المسؤولية االجتماعية‪ ،‬قد يستدعي األمر الغوص أكثر‬
‫في المفيوم لمبحث عن أىم عناصره وأركانو‪ ،‬حيث نجد أن ىناك من يحددىا في ثالثة‬
‫عناصر وىي‪ " :‬االىتمام‪ ،‬والفيم‪ ،‬والمشاركة"‪ .1‬حيث يشير كل عنصر إلى مغزى وىدف‬
‫محدد كما سنوضحو في اآلتي‪:‬‬

‫‪ 1-2‬االىتماـ‪" :‬ىو المكون األول لممسؤولية االجتماعية‪ ،‬ويقصد بو‪ :‬االرتباط العاطفي‬
‫بالجماعة التي ينتمي إلييا الفرد وحرصو عمى تقدم واستمرار الجماعة وبموغيا أىدافيا‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وخوفو من ضعفيا وتفككيا‪ ،‬واستيعابو ليا وتفكره فييا"‪.‬‬
‫وكما يمكن أن نميز في عنصر االىتمام لدى الفرد أربع مستويات وفقا لطبيعة‬
‫استجاباتو وتفاعالتو مع الجماعة‪" ،‬فالمستوى األول ىو‪ :‬االنفعال مع الجماعة ويمثل أبسط‬
‫صور االىتمام بالجماعة‪ ،‬فالفرد يساير الحاالت االنفعالية التي يتعرض ليا بصورة‬
‫انصياعية ال إرادية‪ ،‬والحالة عند ىذا المستوى ىي حالة ارتباط عضوي بالجماعة‪ ،‬يتأثر كل‬
‫عضو من أعضائيا بما يجري في تمك الجماعة دون اختيار أو قصد من جانب ىؤالء‬
‫األعضاء‪.‬‬

‫أما الثاني االنفعال مع الجماعة بصورة إرادية‪ ،‬حيث يدرك الفرد ذاتو أثناء انفعالو مع‬
‫الجماعة‪ .‬والمستوى الثالث يعني التوحد مع الجماعة وشعور الفرد بالوحدة المصيرية معيا‬
‫فخيرىا خيره وضرىا ضره‪ ،‬أما المستوى الرابع ويعني تعقل الجماعة وليا شقين أولو استيطان‬
‫الجماعة أي تصبح الجماعة في فكر الفرد وتصوره العقمي‪ ،‬والثاني ىو االىتمام المتفكر أي‬
‫االىتمام المتزن بالجماعة ومشكالتيا ومصيرىا وان ىذا االىتمام ىو المستوى األعمى من‬

‫‪1‬زايد بن عجير الحارثي‪ :‬رجع سابق‪ ،‬ص‪.4‬‬


‫‪2‬محمد سميم مسعد الحارثي‪ :‬الوعي االجتماعي وعالقتو بالمسؤولية االجتماعية لدى طالب المرحمة الثانوية بمدينة‬
‫الرياض ‪ ،‬رسالة ماجيستير في العموم االجتماعية تخصص التأىيل والرعاية االجتماعية‪ ،‬جامعة نايف العربية لمعموم االمنية‪،‬‬
‫الرياض‪1435-1434 ،‬ه‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪212‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫مستويات االىتمام بالجماعة والمرتبط بنمو العقل"‪ .1‬ىذا ما يفسر اختالف مستويات االلتزام‬
‫بالسموك األخالقي والمسؤول عند الشباب المقاولين في عالقاتيم بالعمال والزبائن ومختمف‬
‫األطراف التي يتفاعمون معيا سواء كانت ىيئات أو مؤسسات أو أفرادا‪.‬‬

‫‪ 2-2‬الفيـ‪" :‬يعتبر الفيم من أىم مكونات المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وىو الوعي واإلدراك‪،‬‬
‫وينقسم إلى شقين ىما‪:‬‬
‫الشق األول‪ :‬فيم الفرد لمجماعة في حالتيا الحاضرة من ناحية‪ ،‬ومؤسساتيا ومنظماتيا‬
‫ونظميا وعاداتيا وقيميا وايديولوجياتيا ووضعيا الثقافي‪ ،‬والظروف التي تؤثر في حاضر‬
‫ىذه الجماعة‪ ،‬كذلك فيم تاريخيا الذي بدونو ال يتم فيم حاضرىا وال تصور مستقبميا من‬
‫الناحية األخرى‪.‬‬
‫الشق الثاني‪ :‬فيم الفرد لممغزى االجتماعي لسموكو وأفعالو‪ ،‬ويقصد بو أن يدرك الفرد آثار‬
‫أفعالو وتصرفاتو وق ارراتو عمى الجماعة‪ ،‬أي يفيم القيمة االجتماعية ألي فعل أو تصرف‬
‫اجتماعي يصدر عنو"‪ 2.‬ويتأت ىذا النوع من الفيم من الحضور الفعمي لصورة الجماعة في‬
‫كيان الفرد والمكانة التي تحتميا فيو‪ ،‬باإلضافة إلى محاسبة الفرد لنفسو قبل الغير والمعبر‬
‫عنيا بالوعي االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 3-2‬المشاركة‪" :‬وىي تعبير عن االىتمام والفيم كعاممين أساسيين متحركين معا وىي بذلك‬
‫المظير الخارجي لمحركة الداخمية في الشخصية السميمة‪.‬‬
‫ويعرف الجوىري المشاركة بأنيا العممية التي يمعب الفرد فييا دو ار في الحياة‬
‫االجتماعية لمجتمعو‪ ،‬وتكون لديو الفرصة ألن يشارك في وضع األىداف العامة لممجتمع‪،‬‬
‫ولممشاركة ثالثة جوانب وىي‪:‬‬

‫‪1‬خولة عبد الوىاب القيسي‪ :‬المسؤولية االجتماعية ألطفاؿ الرياض األىمية‪ ،‬كمية التربية لمبنات قسـ رياض األطفاؿ‪،‬‬
‫مجمة البحوث التربوية والنفسية‪ ،‬العدد الثالثون‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪2‬محمد سميم مسعد الحارثي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48-47‬‬
‫‪213‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫األول‪ :‬تقبل الفرد ألدواره االجتماعية وما يرتبط بيا من سموك أو توقعات اجتماعية‪ ،‬فتقبل‬
‫األدوار أولى صورة المشاركة ألن ضد القبول ىو التردد وما يترتب عميو من صراعات لدى‬
‫الفرد‪ ،‬والذي فيو تشتت لقوى الفرد وبالتالي إضعاف لمشاركتو الجماعة‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬المشاركة المنفذة أي المشاركة في العمل الفعمي إلخراج فكرة أو خطة تتفق عمييا‬
‫الجماعة إلى عالم الواقع‪ ،‬أو تنفيذ ما عمى الفرد أداه من عمل‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬المشاركة المقومة وىي نوع من المشاركة الموجية الناقدة‪ ،‬بينما المشاركة المنفذة‬
‫مشاركة مسايرة متقب مة‪ ،‬وعميو فالمشاركة ىي تعبير عن حركة الباطن أو ترجمة لموجدان‬
‫والفكر‪ ،‬فاىتمام الفرد وحرصو عمى جماعتو وفيمو إياىا ال يمكن إال أن يكون مشاركة"‪.1‬‬

‫وبالتالي فالمشاركة ىي مساىمة الفرد في انجاز األعمال والميام مع اآلخرين‪ ،‬بيدف‬


‫حل المشاكل العالقة وتحقيق أعمى مستويات اإلشباع ألعضاء الجماعة أو المجتمع الذي‬
‫يعيش فيو‪ ،‬لمحفاظ عمى تماسكو واستم ارره وفقا لما يمميو عميو اىتمامو وما يتطمبو منو فيمو‪.‬‬
‫وكما يشير سيد عثماف إلى أن المسؤولية االجتماعية في اإلسالم تقوم عمى ثالثة‬
‫أركان وىي‪ :‬الرعاية‪ ،‬اليداية‪ ،‬واإلتقان‪ .‬والرعاية نابعة من االىتمام بالجماعة المسممة بينما‬
‫اليداية نابعة من الفيم لمجماعة ولدور الفرد المسمم فييا وأما اإلتقان فيو يتصل بالمشاركة‬
‫تقبال وتنفيذا وتوجييا"‪.2‬‬

‫ويشير أيضا سيد عثماف في بحثو التحميل األخالقي لممسؤولية االجتماعية‪ ،‬إلى أن‬
‫المسؤولية تتكون من ثالث عناصر أخالقية وىي‪" :‬‬
‫‪ -‬االختيار‪ :‬النشاط العقمي الوجداني المفاضل المرجح المقرر‪ ،‬ويقوم بو الفرد في‬
‫مواقف يرى أنو من الضروري لو أن يتخذ ق ار ار معينا‪ ،‬ويكون االختيار في المسؤولية‬

‫‪1‬خولة عبد الوىاب القيسي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬


‫‪2‬زايد بن عجير الحارثي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪214‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫االجتماعية مركز عمى المقابمة‪ ،‬الموازنة‪ ،‬والتقويم بين البدائل مغزى اجتماعي أو نتائج‬
‫اجتماعية تترتب عمى السموك الذي حرك إليو القرار المختار‪.‬‬
‫‪ -‬اإللزام‪ :‬اىتمام واعي واحتفاء إرادة وحرص وجدان‪ ،‬مظير نزعة الوجود اإلنساني إلى‬
‫االمتداد إلى خارج حدوده الذاتية‪ ،‬وىو شجاعة االلتزام الذاتي في اإلقبال عمى الجماعة إقباال‬
‫مختارا‪ ،‬وتمثيميا تمثيال حرا‪.‬‬
‫‪ -‬الثقة‪ :‬وىي عنصر ضروري لمعنصرين اآلخرين االختيار واإللزام‪ ،‬فيما ال يقومان وال‬
‫يحييان إال بوجود الثقة التي تييئ لتنفيذ االختيار‪ ،‬وتمكن من أداء الواجب الممزم‪ .‬وىي‬
‫تعمل عمى أن تثبت في الوجود النفسي الروحي لإلنسان حيوية تتزايد وتتضاعف بالعمل‬
‫المشارك‪ ،‬واالختيار الحر‪ ،‬وااللتزام الموجب‪ ،‬مما يجعل الذات منشرحة ومنفتحة وأكثر إقباال‬
‫‪1‬‬
‫في حركتيا في الوجود‪ ،‬وأكثر رحابة في التقائيا بالحياة‪ ،‬وأكثر استعدادا لمواجية التبعات"‪.‬‬

‫وكما أن ىناك من يشير إلى أن المسؤولية االجتماعية في اإلسالم تقوم المرتكزات اآلتية‬
‫وىي‪":‬‬
‫‪ -‬المسؤولية والرعاية‪ :‬امر اإلسالم كل من الفرد والجماعة عمى رعاية مصالح بعضيما‬
‫البعض‪ ،‬فكل فرد في المجتمع مأمور برعاية رعيتو ومن ىم تحت يده وىي مسؤولية تتسع‬
‫حتى تشمل كل ذي جاه أو قيادة أو إدارة أو مصمحة‪....‬‬
‫‪-‬التكافل والتعاون‪ :‬أمر اإلسالم الحنيف بالتعاون بين أفراد المجتمع فالمجتمع في نظر‬
‫اإلسالم كالبنيان المرصوص يشد بعضو بعضا‪ ،‬ويدخل في إطار ىذه الصورة موضوع‬
‫التكافل االجتماعي والتضامن االجتماعي الذي يجب أن تضطمع بو الشركات كما تضطمع‬
‫بو الدول واألفراد‪...‬‬

‫‪1‬محمد سميم مسعد الحارثي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪61-60‬‬


‫‪215‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪-‬الرحمة والتعاطف‪ :‬ىي من العناصر الحيوية والقيم اإلسالمية العظيمة‪ ،‬حيث أمر‬
‫اإلسالم بالرحمة بالضعفاء والمساكين وااليتام واالرامل‪ ...‬رعاية مصالحيم وصيانتيا وحفظ‬
‫أمواليم واغنائيم ىي من المسؤوليات واالدوار اليامة لممؤسسات كما لألفراد‪.‬‬
‫‪-‬األخوة‪ :‬إن مفيوم األخوة يجعل المسممين مسؤولين امام بعضيم بعضا كما ىم مسؤولين‬
‫أمام اهلل‪.‬‬
‫‪ -‬العدالة االجتماعية‪ :‬لقد قام دين اإلسالم وشرعو عمى العدل بالحق‪ ....‬لذا فإن مبدا العدالة‬
‫االجتماعية ىو األساس الذي يقوم عميو اإلسالم‪ ،‬وبو يرتدع المسممين عن القيام بالحرام"‪.1‬‬

‫في حين نجد كل من يو وكارتؿ وبياتريس ‪ Yeh, Carter, Pieterse‬يشير إلى‬


‫"أن خصائص وشروط المسؤولية االجتماعية تتضمن امتالك الفرد ليوية ثقافية ونفسية‪،‬‬
‫وتجاوبو مع سمطات الرقابة الخارجية كاإلدارة وسمطة الرقابة الداخمية كالضمير والقيم‬
‫األخالقية‪ ،‬عالوة عمى المعرفة التي يجب أن يمتمكيا الفرد لكي يتمكن من القيام بما يتطمب‬
‫منو من أعمال"‪.2‬‬

‫وعميو فإن المسؤولية االجتماعية لمفرد ىي ذلك الكل المكون من االىتمام والفيم‬
‫والمشاركة‪ ،‬والمعبر عنيا أو المترجمة واقعيا في سموكاتو وأفعالو من التفكر في أسرتو‬
‫وجماعتو وكل األفراد المحيطين بو‪ ،‬واالىتمام بمصالحيم ومنافعيم التي تضمن تماسكيم‬
‫وتحفظ أمنيم‪ ،‬والوعي بأىمية دوره ووظيفتو في إطار الكل وضرورة قيامو بواجباتو وميامو‬
‫تجاه المحيطين بو‪ ،‬باإلضافة إلى المشاركة والتي ىي نتيجة لمعنصرين السابقين‪ ،‬والممثمة‬
‫في مبادرة الفرد لمعمل عمى تحقيق األىداف المجتمع من خالل مشاركتو في حل المشاكل‬

‫‪1‬ىايل عبد المولى‪ ،‬إبراىيم طشطوش‪ :‬الدور االجتماعي لممؤسسات مف منظور اقتصاد إسالمي‪ ،‬المعيد الكندي الربي‬
‫لتنمية الموارد البشرية‪ ،‬األردن‪ ،‬ص ‪ .249-248‬على الموقع‪http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads :‬‬
‫‪pdf/2012/11‬‬
‫‪2‬أحمد عبد المجيد صمادي‪ ،‬عقل محمد البقعاوي‪ :‬الفروؽ في المسؤولية االجتماعية لدى طالب المرحمة الثانوية في‬
‫منطقة حائؿ بالمممكة العربية السعودية في ضوء عدد مف المتغيرات‪ ،‬المجمة األردنية في العموم التربوية‪ ،‬مجمد ‪،11‬‬
‫عدد‪ ،2015 ،1‬ص ‪.74‬‬
‫‪216‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫العالقة والعمل تحسين األوضاع السائدة‪ ،‬كل ىذا يتأت من توفر ثالثة شروط رئيسية في‬
‫شخصية الفرد‪ ،‬وىي االختيار والتي تعني إرادة ورغبة الفرد في تحمل مسؤولية األخريين‪،‬‬
‫والتزامو الداخمي أي يقظة ضميره واحساسو بمسؤولياتو تجاه المحيطين بو وضرورة التفتح‬
‫عمييم‪ ،‬باإلضافة إلى الثقة والتي ىي اقتناع الفرد بوجوب التصرف األخالقي والفعل‬
‫العقالني وضرورة أداء الواجب‪.‬‬

‫‪ -3‬مؤسسات التنشئة االجتماعية ودورىا في تنمية المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫‪ 1-3‬األسرة‪:‬‬
‫تكتسي األدوار والوظائف التي تؤدييا األسرة في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى‬
‫الشباب أىمية قصوى‪ ،‬حيث تعد المؤسسة األولى التي تتولى غرس قيم وثقافة المجتمع لدى‬
‫األبناء عن طريق عمميات التنشئة االجتماعية التي تؤدييا‪" ،‬ومن المتعارف عميو بين عمماء‬
‫االجتماع أن األسرة تقوم بمجموعة من الوظائف األساسية وغير األساسية التي تتفاعل فيما‬
‫بينيا‪ ،‬بيدف اإلبقاء عمى تماسك وتناسق البناء االجتماعي واستم ارريتو‪ ،‬وتشمل الوظائف‬
‫النفسية مثل الحب والشعور باالنتماء‪ ،‬والوظيفة االقتصادية‪ ،‬ثم وظيفة التطبيع االجتماعي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أما الوظائف غير األساسية فتشمل الترويح‪ ،‬والصحة‪ ،‬والتعميم‪ ،‬إلخ"‪.‬‬

‫كل ىذه الوظائف الشخصية والنفسية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬التي تؤدييا األسرة في‬
‫سبيل تعبئة األفراد واعدادىم في مختمف النواحي‪ ،‬يجعميا "مؤسسة من مؤسسات التنشئة‬
‫االجتماعية‪ ،‬ومن أىميا‪ ،‬ألنيا الوعاء الذي يكون فيو الفرد مالمح شخصيتو‪ ،‬ومن أىم‬

‫‪1‬أحمد محمد موسى‪ :‬الشباب بيف التيميش والتشخيص رؤية إنسانية‪ ،‬المكتبة العصرية لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.86-85‬‬
‫‪217‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وظائفيا أنيا تساىم في تكوين أفراد صالحين أسوياء‪ ،‬يتجسد ذلك من خالل سموكيم السوي‪،‬‬
‫وأدوارىم االيجابية في الحياة"‪.1‬‬

‫وبذلك تعد األسرة "من أولى المؤسسات البنيوية التي تؤثر في أفكار ومواقف وسموكية‬
‫وأخالقية الفرد‪ .‬فيي تيتم بتنشئة الطفل تنشئة أخالقية واجتماعية ووطنية‪ ،‬إذ تزرع عنده منذ‬
‫البداية الخصال األخالقية التي يقرىا المجتمع ويعترف بيا‪ ،‬وتصب في عروقو النظام القيمي‬
‫والديني لممجتمع‪ ،‬كما تنمي مياراتو وخبراتو وتجاربو وتدربو عمى اشتغال أدواره االجتماعية‬
‫وأداء مياميا والتزاماتيا بصورة متقنة وجيدة‪ ،‬وىي تشبع حاجاتو العاطفية واالنفعالية وتنظم‬
‫عالقاتو الداخمية مع بقية أفراد األسرة وتحافظ عميو من األخطار الخارجية التي تداىمو"‪.2‬‬

‫باإلضافة إلى مسبق فإن األسرة "جماعة اجتماعية أولية‪ ،‬تتميز بالديناميكية المتجددة‬
‫والمستمرة‪ ،‬من خالل وظائفيا المتعددة التي تضفي عمييا حركية فعالة‪ ،‬تالحظ فعاليتيا من‬
‫خالل األثر االيجابي الذي يالحظ عمى سموك األفراد الذين ىم تحت رعايتيا‪ ،‬ويعيشون في‬
‫‪3‬‬
‫كنفيا‪".‬‬

‫وعميو يمكن القول أن إسيامات األسرة في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى األبناء‪،‬‬
‫يتأت من خالل عممية التنشئة والتي تعرف‪" :‬بأنيا العممية التي تتبناىا األسرة‪ ،‬والتي تستطيع‬
‫من خالليا تمرير األفكار والقيم إلى األبناء بحيث تسيم في بمورة أدوارىم وتكامل شخصياتيم‬
‫كأفراد فاعمين في المجتمع"‪.4‬‬

‫‪1‬عزي الحسين‪ :‬األسرة ودورىا في تنمية القيـ االجتماعية لدى الطفؿ في مرحمة الطفولة المتأخرة‪ ،‬دراسة ميدانية لعينة‬
‫من تالميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة بوسعادة‪ ،‬مذكرة ماجيستير في عمم النفس االجتماعي‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬
‫وزو‪ ،2014-2013 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪2‬مولود زايد الطبيب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪3‬عزي الحسين‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪4‬عبد الرزاق جدوع محمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.418‬‬
‫‪218‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫كما تتجمى إسياماتيا أيضا في كونيا‪" :‬المؤسسة التي عن طريقيا يكسب الطفل المغة‬
‫واالتجاىات والتوقعات وطريقة الحكم الصحيح والخاطئ‪ ،‬وتنسيق حركاتو وأنماط سموكو‬
‫وتطور شخصيتو المتمركزة حول ذاتو إلى شخصية اجتماعية"‪ ،1‬كل ىذا من شأنو أن يبرز‬
‫الدور المحوري الذي تمعبو األسرة في تكوين السموك الواعي والمسؤول لدى أفراد المجتمع‪،‬‬
‫من خالل تعبئتيم بجممة من القيم والمعايير واألحكام‪ ،‬التي بواسطتيا يقيمون التمييز بين ما‬
‫ىو نافع وضار وما ىو صواب وخطأ‪ ،‬كما أنيا تعد العامل الرئيس في جعل الفرد يتخمى‬
‫عن النوازع الذاتية والتحمي بروح الجماعة‪ ،‬عن طريق تطوير مداركو واالرتقاء بشخصيتو من‬
‫مستوى األنا المتمركزة حول ذاتو دون االىتمام بمصالح اآلخرين أو الجماعات األخرى التي‬
‫ينتمي إلييا‪ ،‬إلى مستوى األنا األعمى التي تقوم عمى الشعور الجمعي‪.‬‬

‫وبالتالي فعن طريق التنشئة والتربية الوالدية يتطبع الفرد بقيم التعاون والتعاطف واحترام‬
‫الغير‪ ،‬انطالقا من القاعدة األولى التي تفرض عمى االبن احترام األب واألم والجيران‪،‬‬
‫والسعي لمساعدة المحتاجين وكبار السن والعجزة وااللتزام بالسموك األخالقي تجاه جميع‬
‫الناس‪ ،‬مع تمقينو مبدأ المسؤولية سواء كانت تجاه نفسو او تجاه اآلخرين‪ ،‬وعميو يمكن أن‬
‫تساىم األسرة في تنمية حس المسؤولية االجتماعية لدى ابنائيا عن طريق‪":‬‬
‫‪ ‬غرس تعاليم الدين اإلسالمي‬
‫‪ ‬تعميم األبناء كيفية التفاعل االجتماعي وتكوين العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬غرس مفاىيم حب الوطن واالنتماء‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة سموك االبناء داخل وخارج المنزل"‪.2‬‬

‫ومن خالل ىذه األدوار وأساليب التنشئة التي تمارسيا األسرة في إعداد األفراد عمى‬
‫إحترام مبادئ المجتمع‪ ،‬والخضوع لضوابطو وأحكامو والعمل بقيمو وااللتزام بالسموك‬

‫‪1‬عبد الرزاق جدوع محمد‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.418‬‬


‫‪2‬ميسون محمد عبد القادر مشرف‪ :‬التفكير االخالقي وعالقتو بالمسؤولية االجتماعية وبعض المتغيرات لدى طمبة الجامعة‬
‫اإلسالمية بغزة‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة‪ ،2009 ،‬ص‪.133-132‬‬
‫‪219‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫األخالقي وتغميب المصمحة العامة عمى المصمحة الشخصية‪ ،‬مؤشرات تؤكد عمى أىمية‬
‫دورىا في عممية تنمية وترسيخ المسؤولية االجتماعية لدى األفراد‪" ،‬فمألسرة دور كبير في‬
‫تعميم الطفل النواحي االجتماعية التي تعزز قيمة المسؤولية لديو‪ :‬كالتفاني واإليثار والتضحية‬
‫في سبيل اآلخرين‪ ،‬والتصدي لألخطار التي يتعرض ليا المجتمع‪ ،‬أو التي تسيء إلى‬
‫سمعتو‪ ،‬كما تحاول األسرة الحفاظ عمى أبنائيا من الوقوع في مياوي اإلنحراف والجريمة‪،‬‬
‫وارشادىم إلى المعارف التي توضح ليم فضائل المسؤولية االجتماعية السيما المحافظة عمى‬
‫‪1‬‬
‫المجتمع من األمراض واألخطار والتحديات"‪.‬‬

‫وكما تنمي األسرة أيضا عند "الطفل مفاىيم الوفاء واإلخالص والعدالة ليحصل في‬
‫المستقبل عمى اعتبار اجتماعي محترم بين الناس‪ ،‬ذلك أن الدوافع المصمحية والنفعية‬
‫والوصولية تجعمو يستفيد ماديا‪ ،‬لكن عمى حساب مركزه وقيمتو وسمعتو االجتماعية‪....‬وكذا‬
‫يتعمم الطفل منذ الصغر عمى أن ىناك عالقات تربطو بالمجتمع قائمة عمى األخذ والعطاء‪،‬‬
‫فالطفل يشبع حاجتو إلى االنتماء ويمتزم بقيم المجتمع الذي يعيش فيو وينتمي إليو‪ ،‬وال يتم‬
‫ذلك إال من خالل معاونة األسرة لو عمى إكسابو الضمير االجتماعي"‪.2‬‬

‫وليذا يرى " األنتروبولوجيون المحدثون في األسرة أنيا الوسيط الذي من خاللو يتحقق‬
‫دور الح ضارة في تشكيل الشخصية اإلنسانية‪ .‬بينما ينظر عمماء االجتماع إلى أن األسرة‬
‫كأحد الوسائط االجتماعية في تشكيل الشخصية"‪.3‬‬

‫فنجد إميؿ دوركايـ يذىب إلى أبعد من ذلك حيث يرى أن‪ " :‬الشخصية الفردية في ظل‬
‫المجتمع التقميدي‪ ،‬تتعرض بشكل كبير وممنيج إلى عممية إذابة وامتصاص من طرف‬
‫المجتمع‪ ،‬وحتى إلى أكثر من ذلك‪ ،‬فحسبو دائما فإن الضمير الجمعي يطبق ويكتسح بشكل‬

‫‪1‬عبد الرزاق جدوع محمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.419‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.419‬‬
‫‪3‬السعيد بومعيزة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪220‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تام الضمير الفردي"‪ ،1‬بمعنى أن الواقع الفردي ليس بمنعزل عن الواقع المجتمعي من حيث‬
‫الشروط والظروف التي تحكمو‪ ،‬بحيث يخضع سموكات الفرد وتفاعالتو لجممة من اإلمالءات‬
‫والقيود ويحدد دوره ومركزه ضمن النسق االجتماعي القائم‪ ،‬وليذا نجد "‪...‬النظام العائمي‬
‫والقرابي المرتبط بو يقوم عمى نسق من القيم االجتماعية التي تحث الفرد عمى العمل دائما‬
‫في خدمة عائمتو طبعا‪ ،‬وأيضا لصالح الفرقة أو العشيرة أو القبيمة والتضحية من أجميا‪،‬‬
‫فعضويتو في الجما عة القرابية توجب عميو جممة من االلتزامات والتي تفرض عمى أعضاء‬
‫الجماعة القرابية دون غيرىم‪ ،‬والتي تقضي أن يشيع التعاون االقتصادي والتماسك‬
‫االجتماعي بين أفراد الجماعة القرابية الواحدة وأن تسود بينيم روح الجماعة"‪.2‬‬
‫وليذا "تعتبر األسرة السميمة المؤسسة المكممة لنسيج البناء التحتي ألي مجتمع من‬
‫المجتمعات‪ ،‬لذا فإن التعرف عمى األبعاد األساسية السائدة داخل االسرة يعطينا مؤشرات‬
‫واضحة نحو أساليب اكتساب القيم والعادات‪ ،‬والمحافظة عمى المعتقد الديني وانتقالو من‬
‫اآلباء إلى األبناء‪ ...‬واألسرة الممثمة في االبوين ىي المسؤولة عن بث روح المسؤولية‬
‫واالنتماء لدى األبناء‪ ،‬واحترام القيم السائدة فييا‪ ،‬وتعويدىم عمى احترام األنظمة االجتماعية‬
‫ومعايير السموك‪ ،‬فضال عن المحافظة عمى حقوق اآلخرين واستم اررية التواصل ونبذ‬
‫السموكيات الخاطئة لدى أبنائيا‪.3" ..‬‬

‫‪ 2-3‬المدرسة‪:‬‬
‫إن التنشئة عمى المسؤولي ة االجتماعية عممية مستمرة ومالزمة لمفرد طوال مراحل حياتو‬
‫المختمفة‪ ،‬حيث يتمقاىا من مصادر متعددة ومن بينيا مؤسسات التربية والتعميم وفي مقدمتيا‬
‫المدرسة‪ ،‬والتي وضعت خصيصا "لتربية وتعميم الناشئة مبادئ العموم واألخالق والقيم‬
‫واالتجاىات وتنشئتيم التنشئة الصالحة‪ ،‬التي تخمق منيم مواطنين صالحين يسيمون في‬

‫‪1‬العقبي األزىر‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90‬‬


‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪3‬زياد بركات‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪221‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫خدمة أنفسيم ومجتمعيم وأمتيم‪ .‬ويؤكد عمماء االجتماع أن المدرسة مؤسسة تربوية‬
‫واجتماعية تعنى بتنظيم وضبط سموك الجماعة بطريقة حضارية‪ ،‬وىي كذلك تقوم بتبسيط‬
‫‪1‬‬
‫التراث الثقافي وخبرات الكبار"‪.‬‬
‫وعميو فإن المدرسة تعد الوسط الثاني بعد األسرة الذي يمنح الفرد التربية السميمة والقيم‬
‫اإلنسانية السامية وتزويده بالمعارف العممية‪ ،‬وكما تعمل أيضا عمى تطوير قدراتو الجسمية‬
‫والذىنية وتفاعالتو االجتماعية‪ ،‬من خالل المشاركة في األنشطة الثقافية والرياضية اليادفة‬
‫إلى تنشئة األفراد عمى مبدأ العمل الجماعي‪ ،‬والتحمي بروح الفريق وتعزيز مبدأ أولوية‬
‫المصمحة العامة عمى المصمحة الشخصية‪ ،‬وغرس ثقافة المشاركة المجتمعية لدى أعضائيا‪،‬‬
‫وبذلك تعد الوسيمة المثمى لتكوين أفرادا اجتماعيين وفاعمين في جماعاتيم ومجتمعيم بشكل‬
‫عام‪.‬‬
‫وكما تجد اإلشارة في ىذا المقام إلى دور المعمم الذي يعد الفاعل الرئيسي في اعداد‬
‫التالميذ والطمبة‪ ،‬حيث "يساىم في فتح أذىان تالميذه وكشف استعداداتيم ومواىبيم‪ ،‬وتنمية‬
‫قدراتيم وميوليم واتجاىاتيم المرغوبة في الحياة‪ ،‬ومساعدا ليم عمى اختيار الدراسة والمينة‬
‫المناسبة لميوليم وقدراتيم عمى مواجية حل مشكالتيم الدراسية والشخصية واالجتماعية ‪،2"..‬‬
‫كل ىذا من شأنو أن يجعل من المدرسة والمعممين كإحدى اىم المصادر‪ ،‬التي تعنى بإعداد‬
‫التالميذ والطمبة نفسيا واجتماعيا ومعرفيا لالندماج في المجتمع وتحمل المسؤوليات‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل تعميميم المعايير االجتماعية واالتجاىات والمعتقدات واألدوار االجتماعية األخرى‬
‫المنوطة بيم‪ ،‬وطرق التصرف مع المواقف والتفاعل مع األقران وغيره من األفراد وتبيان‬

‫‪1‬أيت حمودة حكيمة‪ :‬أىمية المدرسة في تنمية القيـ السموكية لدى التالميذ ودورىا في تحقيؽ توافقيـ االجتماعي‪ ،‬مجمة‬
‫الباحث في العموم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬المجمد‪ 3‬العدد ‪ ،5‬عدد خاص‪ ،‬الممتقى الدولي األول حول اليوية والمجاالت‬
‫االجتماعية في ظل التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪ ،2011 ،‬ص‪ .15‬عمى‬
‫الموقع‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/119/3/5/16289 :‬‬
‫‪2‬سييل أحمد اليندي‪ :‬دور المعمـ في تنمية بعض القيـ االجتماعية لدى طمبة الصؼ الثاني عشر بمحافظة غزة مف‬
‫وجية نظرىـ‪ ،‬رسالة ماجستير في أصول التربية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة‪ ،2001 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪222‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الحقوق من الواجبات‪ ،‬كل ىذا من شأنو يسيل عمييم االندماج االجتماعي وتحقيق التكيف‬
‫مع نظمو وقواعده‪.‬‬
‫ونظ ار لتنامي أىمية دور مؤسسات التربية والتعميم في تمقين وتنمية حس المسؤولية لدى‬
‫التالميذ والطمبة‪ ،‬نجد الدولة الجزائرية ساعية إلى توسيع نطاق ىذه المؤسسات‪ ،‬ليشمل جميع‬
‫ربوع الوطن وليمس كافة فئات المجتمع‪ ،‬بشكل مجاني واجبارية تعميم كل األطفال الذين لم‬
‫يتعدى سنيم السادسة عشر‪ ،‬والجدولين التاليين يوضحان تطور عدد مؤسسات التربية‬
‫والتعميم‪ ،‬وعدد المؤطرين من األساتذة لمختمف مراحل التعميم في الجزائر خالل الفترة الممتدة‬
‫من ‪ 1962‬إلى غاية سنة ‪:2007‬‬
‫جدوؿ رقـ (‪ )15‬تطور البنية التحتية المدرسية‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1962‬‬ ‫العدد‬
‫‪168941‬‬ ‫‪170206‬‬ ‫‪107562‬‬ ‫‪19908‬‬ ‫االبتدائي‬
‫‪116255‬‬ ‫‪112895‬‬ ‫‪101261‬‬ ‫‪2488‬‬ ‫المتوسط‬
‫‪62905‬‬ ‫‪62835‬‬ ‫‪54761‬‬ ‫‪1126‬‬ ‫الثانوي‬
‫‪348101‬‬ ‫‪345937‬‬ ‫‪326584‬‬ ‫‪23216‬‬ ‫المجموع‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬األمانة العامة لالتحاد المغرب العربي‬

‫جدوؿ رقـ (‪ )11‬تطور عدد المؤطريف مف األساتذة في مختمؼ األطوار التعميمية‬


‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1962‬‬ ‫العدد‬
‫‪17429‬‬ ‫‪17362‬‬ ‫‪15729‬‬ ‫‪2263‬‬ ‫االبتدائي‬
‫‪4272‬‬ ‫‪4105‬‬ ‫‪3315‬‬ ‫‪364‬‬ ‫المتوسط‬
‫‪1588‬‬ ‫‪1541‬‬ ‫‪1218‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الثانوي‬
‫‪23261‬‬ ‫‪23008‬‬ ‫‪20262‬‬ ‫‪2666‬‬ ‫المجموع‬
‫‪2‬‬
‫المصدر‪ :‬األمانة العامة لالتحاد المغرب العربي‬

‫‪1‬األمانة العامة لالتحاد المغرب العربي‪ ،‬تقرير حوؿ الدراسة الخاصة بأوضاع الشباب المغاربي‪ 2012،‬ص‪ .86-85‬عمى‬
‫‪ttp://www.maghrebarabe.org/admin_files/%C3%A9tude%20jeunesse%20maghr%C3%A9bine.pdf‬‬ ‫الموقع‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.86‬‬
‫‪223‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ويحدد أحمد عبد المجيد صمادي وعقؿ محمد البقعاوي‪ ،‬العوامل المساعدة في نمو‬
‫المسؤولية االجتماعية لدى الطمبة في ثالثة عوامل رئيسية وىي‪" :‬المعمم‪ ،‬المناىج الدراسية‪،‬‬
‫والجماعات التربوية" ‪ ،1‬حيث أن المعمم بالنسبة لمطمبة المثال والقدوة ومصدر اإلليام‪ ،‬وكثير‬
‫منيم يحاولون تقميده واعادة إنتاج تصرفاتو وسموكاتو وتبني مواقفو واتجاىاتو‪ ،‬نظ ار لمعايشتيم‬
‫لو لفترة زمنية ليست باليينة‪ ،‬وليذا ينبغي عمى المعمم أن يكون عمى القدر كافي من‬
‫المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وأن يحرص عمى االلتزام بيا اىتماما وفيما ومشاركة لضمان عممية‬
‫انتقاليا لمطمبة‪ ،‬لكن ىذه العممية تستدعي أيضا وجود لمناىج دراسية مشجعة ومحفزة لمطمبة‬
‫عمى تحمل المسؤولية‪ ،‬من خالل تكميفيم بإعداد البحوث وتحضير الدروس لجعميم شركاء‬
‫مع المعمم في تحمل وتقاسم األعباء الدراسية داخل األقسام‪.‬‬

‫ومما سبق فإن المدرسة تكمل دور األسرة في تنمية المسؤولية االجتماعية عند الطفل‪،‬‬
‫من خالل تقوية المشاعر الجماعية لديو وحثو عمى االعتماد عمى نفسو في نجاحاتو‬
‫وانجازاتو‪ ،‬وكذلك في إرشاده إلى احترام الممكية العامة ألنيا ممك الجميع‪ ،‬وتدريبو عمى‬
‫الشعور بنحف وليس بأنا وتقوية الروابط االجتماعية بينو وبين المجتمع‪ ،‬وتوجييو لممحافظة‬
‫عمى الثروات الطبيعية والوطنية والحرص عمى سمعة الوطن‪ ،‬وتأدية الواجبات بإخالص‬
‫وااللتزام بالميام المنوطة بو‪ ،‬والشعور بالمسؤولية وتحمل األمانة والدفاع عن الوطن‬
‫والتضحية من أجالو‪ ،‬واشعاره بضرورة التعاون االجتماعي واحترام اآلخرين‪. 2"...‬‬

‫‪ 3-3‬دور الجامعة في تنمية المسؤولية االجتماعية‪:‬‬


‫يكتمل دور األسرة والمدرسة في إعداد األفراد عمى تحمل المسؤولية والسعي لممشاركة‬
‫المجتمعية في محطة أخرى وىي المرحمة الجامعية‪ ،‬والتي تيدف حسب جاف "إلى تعميق‬
‫وعي الشباب بقيمتو الذاتية وأىميتو االجتماعية ودوره في تطوير الحياة‪ ،‬كما ترمي إلى تنمية‬

‫‪1‬‬
‫أحمد عبد المجيد صمادي‪ ،‬عقل محمد البقعاوي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪2‬عبد الرزاق جدوع محمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.420‬‬
‫‪224‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫معموماتو بحيث يستطيع التصرف السميم ومواجية المواقف المتجددة واتخاذ الق اررات‬
‫الناضجة"‪.1‬‬
‫وفي ىذا الصدد نجد أيضا الصالح يؤكد عمى أن‪" :‬األنشطة التي يمارسيا الطالب‬
‫تكسبيم خبرات جديدة ساعدتيم عمى تحمل المسؤولية االجتماعية واألسرية وممارسة القيادة‬
‫التبعية‪ ،‬وأن الطالب بممارستيم ليذه األنشطة أصبحوا أكثر قدرة عمى أداء أدوارىم‬
‫ومسؤولياتيم‪ ،‬وقدرتيم عمى المساىمة في تنمية مجتمعيم مستقبال بتحمميم لتمك المسؤولية"‪.2‬‬

‫كل ىذا من شأنو أن يجعل من الجامعة مؤسسة تسعى إلى تكوين الشباب واعدادىم‬
‫لمولوج الحياة المينية‪ ،‬مزودين بمختمف المعارف والخبرات العممية والقيم األخالقية السامية‬
‫التي تدعوا إلى تقديس العمل الجماعي والتضامن مع اآلخرين‪ ،‬وتحمل المسؤولية ونتائج‬
‫أعماليم والثقة في النفس واالنضباط واحترام القوانين والقواعد وااللتزام بالواجبات قبل المطالبة‬
‫بالحقوق ومحاسبة الذات‪ ،‬وتكتمل األدوار التي تؤدييا الجامعة في سبيل تنمية المسؤولية‬
‫االجتماعية لدى الشباب بإتباع ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬ربط المادة العممية لممقرر بالفرد والمجتمع والحياة والبيئة بدال من تدريسيا بشكل‬
‫يعزليا عن محيط الفرد في المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬ترسيخ مبادئ السموك المدني من خالل الندوات والنشاطات الالصفية والمؤتمرات‬
‫التي تسيم في طرح مشكالت المجتمع والبيئة المحمية‪ ،‬وطرح حمول منطقية ليا‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية المعرفة لدى الشباب وتربية كفاءاتيم‪ ،‬وتيذيب مياراتيم‪ ،‬وترسيخ مبادئ الوعي‬
‫ونشره عن طريق ترجمة األفكار إلى أفعال‪ ،‬والشعارات إلى إنجازات‪ ،‬واألىداف إلى نتائج‪.‬‬
‫‪ ‬تكوين المواطن الخموق المعتز بالثوابت الدينية والوطنية لبالده‪ ،‬المتمسك بمقومات‬
‫ىويتو‪ ،‬الممتزم بالواجبات والقوانين‪ ،‬المسيم في الحياة الديمقراطية‪.‬‬

‫‪1‬وليد بن عبد العزيز بن سعد الخراشي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪225‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬تدريب الطمبة عمى كيفية المناقشة الحرة‪ ،‬فيتدرب عمى احترام آراء اآلخرين مع نقدىا‪،‬‬
‫وبيان محاسنيا وعيوبيا واعتماد الحجة واإلقناع والتدريب عمى النقد الذاتي وتوفير فرص‬
‫لمطمبة لممشاركة والحوار"‪.1‬‬

‫وليذا يجب أن يكون دور الجامعات المعاصرة –كونيا طرف يعنى بتحمل المسؤولية‬

‫االجتماعية‪-‬مرك از أساسا عمى إعداد قيادات شبابية مؤىمة‪ ،‬سواء كانوا من المنتسبين إلييا‬
‫بصفة طمبة أو من شباب المجتمع المحمي‪ ،‬عن طريق تزويدىم بمختمف المعارف العممية‬
‫والميارات الفنية واألخالق المينية في سبيل خدمة المجتمع والوطن‪ ،‬والمشاركة في تنميتو‬
‫وذلك من خالل إتباع المحاور اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬المحور األكاديمي‪ :‬ويعتمد عمى تزويد الطمبة ممن لدييم االستعداد ليصبحوا قادة‬
‫نتيجة تطبيق اختبارات خاصة عمييم‪...‬بأحدث المعارف من خالل مناىج تنافسية وأعضاء‬
‫ىيئة تدريس والمكتبات واإلمكانيات المتاحة‪.‬‬

‫‪ ‬محور تنمية الميارات الحياتية والقيادية‪ :‬ويتطمب ذلك أخذ عينات مختارة من‬
‫المجتمع المحمي‪ ،‬حيث يعمموىم عمى تحمل المسؤولية والعمل في روح الفريق الواحد وادارة‬
‫الوقت وحل المشكالت وغيرىا‪ ،‬باإلضافة إلى التكنولوجيا واتقانيم االتصاالت‪ ...‬واخضاعيم‬
‫لدورات داخل وخارج الجامعة‪.‬‬
‫‪ ‬محور األخالق والقيم والتعمم بالقدوة‪ :‬ويركز ىذا المحور عمى دعم احترام الوقت‬
‫واحترام العمل وتقبل واحترام اآلخر والصدق والصراحة والتعبير عن الرأي باحترام‪ ،‬ويتم‬
‫التأكيد عمى ىذه القيم من خالل الممارسة اليومية والمثل األعمى والتقدم المستمر"‪.2‬‬

‫‪1‬عيادة باكير‪ :‬تطور دور الجامعة في خدمة المجتمع في ضوء المسؤولية المجتمعية واالتجاىات العالمية الحديثة‪،‬‬
‫ص‪ .5‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.qou.edu/arabic/conferences/socialResponsibilityConf/dr_ayddaBakeer.pdf 06/01/2016‬‬
‫‪2‬مينار رعد خيون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫‪226‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫لكن الدور الذي تؤديو الجامعة في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب الجامعي‪،‬‬
‫ال يكمل بالنجاح إال إذا ترجم واقعيا بمشاركاتيم ومساىماتيم في الحياة المجتمعية‪" ،‬فنجاحيا‬
‫في تبميغ رسالتيا يتمثل بمقدار قدرة طالبيا عمى االلتزام بمعايير مسؤوليتيم نحو بيئتيم‬
‫كتبميغيم عن األشخاص الذين يعانون من أمراض معدية‪ ،‬ومشاركتيم في االنتخابات‬
‫الطالبية والبرلمانية‪ ،‬ومكافحتيم لممخدرات‪.1"...‬‬

‫‪ 4-3‬مكاف العمؿ‪:‬‬
‫لم يعد ينظر لمكان العمل عمى أنو فضاء لممبادالت أو لمقايضة الجيد العضمي‬
‫والذىني لمعامل مقابل عائد مادي يدفعو رب العمل فقط‪ ،‬بل أصبح ينظر إليو عمى أنو‬
‫فضاء لمعالقات واالتصاالت اإلنسانية‪ ،‬ومكان لتعمم واكتساب الكثير من القيم والمعايير‬
‫واالتجاىات التي تحدد أنماط التفكير والسموك لدى العمال‪ ،‬مما يساعدىم عمى اتخاذ الق ار ارت‬
‫المصيرية المتعمقة بحياتيم المينية‪ ،‬كاالستقرار في نفس النشاط والوظيفة أو التخمي عنيا‬
‫وشغل غيرىا لتحقيق تطمعاتيم االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وإلثبات قدرتيم عمى الفعل والبذل‪.‬‬

‫وكما أن مزاولة أي مينة أو وظيفة‪ ،‬تتطمب من شاغميا التحمي بقدر من المسؤولية‬


‫الشخصية وال قانونية واالجتماعية تجاه نفسو‪ ،‬وتجاه اآلخرين‪ ،‬ممن تقع عمييم آثار ق ارراتو‬
‫ونشاطاتو أفرادا كانوا أو جماعات‪ ،‬وىذه المسؤولية تغرس وتنمى لدى الشباب قبل ولوجيم‬
‫عالم الشغل من طرف مؤسسات التنشئة والتكوين‪ ،‬وأثناء حصوليم عمى منصب شغل‬
‫وتوقيعيم لعقد العمل‪.‬‬

‫"وتظير أىمية العمل كمؤسسة تنشئة اجتماعية من خالل ما يوفره من فرص اإلندماج‬
‫في المجتمع‪ .‬فيو يكتسي قيمة اجتماعية رمزية باإلضافة إلى كونو وسيمة لولوج عالم‬
‫المسؤولية والقيام بدور في المجتمع‪ .‬فبالعمل يحقق الشاب االستقالل المادي واالستقرار‬
‫النفسي‪ ،‬وىو فرصة إلثبا ت الذات عمى المستوى العالئقي من خالل تفاعمو مع البيئة‬

‫‪1‬أحمد محمد عقمة الزبون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬


‫‪227‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫االجتماعية‪ ،‬وتتكون لديو فضاءات متنوعة كفضاء األسرة وفضاء العمل والفضاء الزمني‬
‫‪1‬‬
‫الشخصي‪ ،‬مما يؤدي إلى شكل جديد لالنتماء ىوية مينية مختمفة عن اليوية األسرية"‪.‬‬

‫‪ -4‬أىمية تنمية وترسيخ المسؤولية االجتماعية لدى الشباب‪:‬‬


‫يعد إكساب المسؤولية االجتماعية لمناشئة مطمبا ضروريا وأم ار في غاية األىمية‪ ،‬كونيا‬
‫السبيل الوحيد لجعل الشباب قادرين عمى تحمل أدوارىم والقيام بيا عمى أحسن وجو‪ ،‬فعمى‬
‫مدى درجة التزاميم بيا تتحدد مكانتيم وقيمتيم بين أفراد المجتمع‪ ،‬وىي "من الصفات التي‬
‫يجب غرسيا داخل الفرد‪ ،‬حيث أن الفرد المتسم بتحمل المسؤولية االجتماعية يحقق فائدة‬
‫لجميع األفراد‪ ،‬وتعد تربية اإلنسان عمى تحمل المسؤولية االجتماعية تجاه ما يصدر عنو من‬
‫أفعال وأقوال‪ ،‬مسألة في غاية األىمية لتنظيم الحياة داخل المجتمع اإلنساني‪ ،‬فإذا تحمل‬
‫األفراد مسؤولياتيم ونتائج أعماليم استقرت حياتيم الخاصة والعامة"‪.2‬‬

‫وعميو يمكن تفسير ما نممسو من خمل واضطراب في المجتمع‪ ،‬بغياب حس المسؤولية‬


‫االجتماعية وعدم تحمل األفراد لمواجبات المقررة‪ ،‬أو عدم درايتيم بكيفية التعامل مع المواقف‬
‫التي تواجييم ولذلك‪" ،‬يعد الشعور باالغتراب من أخطر مظاىر نقص المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وىو الغربة عن النفس وعن الواقع وعن المجتمع‪ ،‬ومن أىم أعراضو‪ :‬العزلة‪،‬‬
‫الالانتماء‪ ،‬والالىدف‪ ،‬واالنسحاب‪ ،‬ورفض التعاون‪ ،‬واحتقار الذات والجماعة"‪.3‬‬

‫حتما كل ىذه األعراض ستؤثر بشكل سمبي عمى آلية التعاون والتكافل االجتماعي‬
‫التي تقوم عمييا المجتمعات منذ األزل‪ ،‬وبذلك يتفشى الصراع واختالل األدوار والتيميش‬
‫الذي يطال كثير من الفئات االجتماعية خاصة منيا الشابة‪ ،‬والتي تمثل قوة وطاقة بشرية‬
‫تسيم بشكل فعال في تنمية وتطوير المسارات االقتصادية والثقافية والحضارية لممجتمعات‪.‬‬

‫‪1‬السعيد بومعيزة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬


‫‪2‬‬
‫ميسون عبد القادر مشرف‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.120‬‬
‫‪228‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ونظ ار ألى مية المسؤولية االجتماعية وضرورة تنميتيا لدى الفئات الشابة خاصة في‬
‫المجتمعات والدول المتخمفة‪ ،‬ارتأى "المؤتمر العالمي الحادي عشر لمندوة العالمية لمشباب"‬
‫إلى إقرار جممة من التوصيات واالقتراحات المتعمقة بضرورة اىتمام واعتناء الدول اإلسالمية‬
‫والعربية‪ ،‬بفئة الشب اب وتنمية روح المسؤولية االجتماعية لدييم‪ ،‬وتشجيعيم عمى المشاركة‬
‫المجتمعية الفعالة اليادفة‪ ،‬ومن أىم توصياتو اآلتي‪":‬‬

‫‪ -‬تشجيع المبادرات الفردية والجماعية في العمل االجتماعي والتخطيط لذلك ودعم الشباب‬
‫في ىذا المجال‪.‬‬
‫‪ -‬توجيو مناىج التعمم بكافة مستوياتو في الدول اإلسالمية لتربية الشباب واألجيال عمى‬
‫المشاركة في البرامج االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬االىتمام بالبرامج التي تجمع بين المسؤولية االجتماعية األخالقية وبين البرامج المنتجة‬
‫والداعمة لمبناء األسري في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع القطاع الخاص والمؤسسات األىمية عمى المساىمة بفعالية وجدية في دعم برامج‬
‫المسؤولية االجتماعية والشبابية منيا خاصة‪ ،‬واعطاء األولوية في الفرص والعقود لمشركات‬
‫ذات البرامج االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع الشباب عمى المساىمة في معالجة الفقر والجيل والبطالة‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة الفرص القيادية لمشباب في العمل التطوعي والتخطيط لو‪ ،‬واالستفادة من طاقات‬
‫الشباب وتوجيييا التوجيو السميم"‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫توصيات المؤتمر العالمي الحادي عشر لمندوة العالمية لمشباب االسالمي‪ :‬الشباب والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬جاكرتا‪،‬‬
‫أندونيسيا‪ .2010/10/4-2،‬عمى الموقع‪http://arabic.alshahid.net/read-offline/25692/25692.prin :‬‬
‫‪229‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية االجتماعية في القطاع الخاص‬

‫‪ -1‬مجاالت وأبعاد المسؤولية االجتماعية لممؤسسة‪:‬‬


‫قبل التطرق لمجاالت المسؤولية االجتماعية في القطاع الخاص‪ ،‬البد من الوقوف عمى‬
‫معنى مفيوم المسؤولية االجتماعية لممؤسسة وتحديده وذلك بالتطرق لجممة من التعاريف‬
‫التي صاغيا المفكرون والميتمون بموضوع المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫وكما تعرف كذلك عمى أنيا‪" :‬تحمل المؤسسات لرىانات)‪ (ENJEUX‬التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬والمبادرة تتطمب منيا األخذ بعين االعتبار اآلثار االجتماعية والبيئية في أنشطتيا‬
‫‪1‬‬
‫لتبنى أفضل الممارسات الممكنة والمساىمة كذلك في تحسين المجتمع والحماية البيئية"‪.‬‬
‫وكما جاء في تعريف آخر بمعنى‪" :‬عبارة عن التزام من قبل الشركة بتحقيق التوازن‬
‫بين أطراف متعددة لكنيا مترابطة وتتمثل في مصالح واحتياجات الشركات المنتجة لمسمع أو‬
‫الخدمات والعاممين فييا والبيئة المحيطة والمجتمع"‪.2‬‬
‫ومن خالل التعاريف السابقة يمكن استخالص أىم المجاالت التي يمكن لممقاول‬
‫المساىمة في تحمل المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وكما يمكن تقسيميا إلى مجالين كبيرين‪ :‬فاألول‬
‫يتمثل في االلتزامات والمسؤوليات المتعمقة بالبيئة الداخمية لممؤسسة والمصالح المتعمقة‬
‫بمنتسبييا من العاممين والمساىمين‪ ،‬وتحقيق تطمعاتيم من تحسين لظروف العمل والعوائد‬
‫المالية إلى زيادة اإلنتاجية لتحقيق الربحية وتعظيميا‪ ،‬أما الثاني فيتجسد في المحيط‬
‫الخارجي وما يتضمنو من أفراد وجماعات و مؤسسات‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار الحفاظ‬
‫عمى البيئة أو المحيط الطبيعي وما يحتويو من عناصر وموارد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Benedicte Halba : La responsabilité sociale de l’entreprise – l’exemple du bénévolat de‬‬
‫‪compétences, projet initié par IMS Luxembourg avec un soutien du FSE, Institut de‬‬
‫‪recherche et d’Information sur le Volontariat (iriv) Paris, Octobre 2012,p4.‬‬
‫‪2‬محمد إبراىيم التويجري‪ :‬المسؤولية االجتماعية في القطاع الخاص في المممكة العربية السعودية‪ ،‬المجمة العربية لإلدارة‪،‬‬
‫العدد الرابع‪ ،1988 ،‬ص‪.2‬‬
‫‪230‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫فمفيوم المسؤولية االجتماعية ال ينطوي فقط عمى المساىمات والمبادرات الشكمية‬


‫والمتقطعة التي يقدميا أصحاب األعمال‪ ،‬من مشاركة في بناء المستشفيات وتقديم االعانات‬
‫لممحتاجين‪ ،‬والتي يكون اليدف منيا في الغالب ىو التشيير بالمؤسسة أو الخدمات والسمع‬
‫التي تقدميا في أوق ات المنافسة الشديدة‪ ،‬أو عندما تسعى إلى تحقيق أغراضيا ومصالحيا‬
‫االقتصادية‪ ،‬بل تتعدى ذلك لتكون ثقافة وسموك أخالقي يصدر عن المقاول أو الييئة‬
‫المسيرة لممؤسسة بشكل تطوعي‪ ،‬وعن قناعة منيم بيدف صياغة استراتيجيات وسياسات‬
‫تصب في تحقيق جميع مصالح األطراف وىي‪ " :‬العاممين والموظفين بالشركة‪ ،‬العمالء‬
‫والمستيمكين‪ ،‬وأخي ار المجتمع‪ ،‬فضال عن حماية البيئة‪ ،‬واألثر االيجابي المتوقع لمتعامل مع‬
‫تمك الفئات الثالث ينصب في النياية لصالح المساىمين‪( ،‬أصحاب الشركة) وىذه صورة من‬
‫صور المسؤولية االجتماعية تجاه أصحاب األسيم"‪.1‬‬
‫وليذا "قد يع تقد الكثيرون أن مفيوم المسؤولية االجتماعية مقيد ومرتبط بالعمل الخيري‬
‫والتطوعي فقط‪ ،‬وال ينظر إليو بنظرة إستراتيجية تعود بالفائدة عمى جميع األطراف‪ ،‬فالعرف‬
‫السائد ىو أن المانح ال يستفيد شيئا كما يستفيد المتمقي فيو مفيوم غير دقيق‪ ،‬إذ أن كال من‬
‫المانح والمتمقي مستفيدان بشكل متساوي فيما شريكان مستثمران في نفس المصمحة‬
‫والمشروع يستفيدان معا في األجل القصير ويتم تحقيق التنمية المستدامة في األجل‬
‫الطويل"‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫فؤاد محمد عيسى‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪2‬بابا عبد القادر‪ ،‬وىيبة مقدم‪ :‬المسؤولية االجتماعية ميزة إستراتيجية خالقة لمقيمة (دراسة حالة شركة سوناطراك)‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫في‪:‬‬
‫‪« La revue de l'Économie & de Management », N° 07, Avril 2008 : "Gouvernance d’Entreprise, Éthique‬‬
‫‪des Affaires et Responsabilité Sociales de l'entreprise ", Faculté des Sciences économique et de gestion,‬‬
‫______‪université de Telemcen, En Ligne ; http://fseg.univtlemcen.dz/larevue07/____% 2520___%2520‬‬
‫‪%2520%2520%2520_____%2520____.pdf‬‬

‫‪231‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الجدوؿ رقـ (‪ )11‬يبيف مجاالت المسؤولية االجتماعية لممؤسسات كاآلتي‪:‬‬

‫بعض ما يجب أف تدركو اإلدارة مف دور اجتماعي تجاىيا‬ ‫العنصر‬


‫حماية أصول المنظمة‪ ،‬تحقيق أكبر ربح ممكن‪ ،‬رسم صورة جيدة لممنظمة تعظيم‬
‫المالكوف‬
‫قيمة السيم والمنظمة ككل‪ ،‬زيادة حجم المبيعات‪.‬‬

‫عدالة وظيفية‪ ،‬رعاية صحية‪ ،‬رواتب وأجور مدفوعة‪ ،‬إجازات مدفوعة‪ ،‬فرص تقدم‬
‫العامموف‬
‫وترقية‪ ،‬تدريب مستمر‪ ،‬إسكان لمعاممين ونقميم‪ ،‬ظروف عمل مناسبة‪.‬‬

‫أسعار مناسبة‪ ،‬اإلعالن الصادق‪ ،‬منتجات آمنة وبنوعية جيدة‪ ،‬إرشادات بشأن‬
‫الزبائف‬
‫استخدام المنتج ثم التخمص منو أو من بقاياه‪.‬‬

‫معمومات صادقة‪ ،‬عدم سحب العاممين من اآلخرين بوسائل غير نزيية‪ ،‬منافسة‬
‫المنافسوف‬
‫عادلة ونزيية‪.‬‬
‫أسعار عادلة‪ ،‬االستم اررية في التجييز‪ ،‬تسديد االلتزامات المالية والصدق في‬
‫المجيزوف‬
‫التعامل‪.‬‬
‫خمق فرص عمل‪ ،‬احترام العادات والتقاليد‪ ،‬توظيف المعوقين‪ ،‬دعم األنشطة‬
‫المجتمع‬
‫االجتماعية‪ ،‬دعم البنية التحتية‪ ،‬الصدق في التعامل‪ ،‬المساىمة في حالة الكوارث‪.‬‬

‫التشجير وقيادة المساحات الخضراء‪ ،‬المنتجات غير الضارة‪ ،‬الحد من تموث الماء‬
‫البيئة‬
‫واليواء والتربة‪ ،‬االستخدام األمثل لمموارد وخصوصا غير المتجددة منيا‪.‬‬

‫االلتزام بالقوانين‪ ،‬إعادة التأىيل والتدريب‪ ،‬تكافؤ الفرص بالتوظيف‪ ،‬حل المشكالت‬
‫الحكومة‬
‫االجتماعية‪ ،‬تسديد االلتزامات الضريبية‪.‬‬

‫التعامل الصادق مع الصحافة‪ ،‬احترام أنشطة جماعات حماية البيئة‪ ،‬التعامل الجيد‬ ‫جماعات‬
‫مع جمعيات حماية المستيمك‪ ،‬احترام دور النقابات العمالية والتعامل الجيد معيا‪.‬‬ ‫الضغط‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬مسعودة شريفي‪ ،‬كريمة حاجي‪.‬‬

‫‪1‬مسعودة شريفي‪ ،‬كريمة حاجي‪ :‬المسؤولية االجتماعية والثقافة التنظيمية في منظمات األعماؿ المعاصرة‪ :‬رحمة ألف ميل‬
‫تبدأ بخطوة‪ ،‬مداخمة مقدمة لممشاركة في الممتقى الدولي الثالث‪ :‬منظمات األعمال والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬جامعة بشار‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬من ‪ 14‬إلى ‪ 15‬فيفري ‪ ،2012‬ص‪ .4‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads/2012/06 %A9.doc‬‬
‫‪232‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وليذا أصبحت تعيش منظمات األعمال المعاصرة مرحمة جديدة‪ ،‬ينصب فييا إىتمام‬
‫القيادات اإلدارية عمى صحة العاممين ورفاىيتيم ورضاىم‪ ،‬وتتسم القيادة بالصدق والصراحة‬
‫واإلعداد بالقيم‪ .‬وتحول المنظمات إلى خدمة المجتمع‪ .‬ويتحول دورىا من االستغالل إلى‬
‫الخدمة‪ ،‬وتذوب الحدود التي تفصل العاممين فييا بعضيم عن بعض‪ ،‬والحواجز التي تفصل‬
‫بينيم‪ .‬ومن أبرز سمات ىذه المرحمة أيضا االىتمام بالبيئة واعادة استخدام الموارد الطبيعية‪،‬‬
‫وحمايتيا من النفاذ‪.1"...‬‬

‫إن التطرق لمجاالت المسؤولية االجتماعية يستدعي حتما التفكر في أبعادىا‬


‫ومستوياتيا‪ ،‬حيث ان درجة التزام بأبعاد المسؤولية االجتماعية يختمف من مؤسسة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬تبعا لحجميا وثقافتيا التنظيمية وفمسفتيا‪ ،‬باإلضافة إلى حجم الضغوط الداخمية‬
‫والخارجية التي تمارس عمييا سواء من قبل العاممين‪ ،‬أو من قبل الجميور الخارجي من‬
‫الزبائن والمتعاممين وكافة الييئات الرسمية والقانونية والمدنية‪ ،‬وعمى العموم يمكن تحدد‬
‫مستويات المسؤولة االجتماعية واألخالقية لممؤسسات ودرجة التزاميا بيا‪ ،‬بالرجوع إلى‬
‫النموذج الذي وضعو ‪ ،Carroll‬والذي تضمن أربعة مستويات ومرتبة ترتيبا تصاعديا وىي‪:‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬قانونية‪ ،‬أخالقية‪ ،‬وأخي ار المسؤولية الخيرية‪ ،‬كما ىي موضحة في الشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬مسعودة شريفي‪ ،‬كريمة حاجي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬

‫‪233‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الشكؿ رقـ (‪ :)03‬ىرـ المسؤولية االجتماعية لػ )‪(Carroll‬‬

‫المسؤولية الخيرية‬
‫التصرف كمواطن صالح يسيم في تعزيز الموارد‬
‫في المجتمع وتحسين نوعية الحياة‬

‫المسؤولية األخالقية‬
‫مراعات المنظمة لمجانب األخالقي في ق ارراتيا مما يؤدي إلى أن‬
‫تعمل بشكل صحيح وحق عادل‬

‫المسؤولية القانونية‬
‫إطاعة القانون والذي يعكس ما ىو صحيح أو خطأ في المجتمع وىو‬
‫ما يمثل قواعد العمل األساسية‬

‫المسؤولية اإلقتصادية‬
‫عائدا وىذا يمثل قاعدة أساسية لموفاء بالمتطمبات األخرى‬
‫تحقيق المنظمة ً‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬محمد فالق‬

‫وعميو فإن المؤسسة مطالبة بتحمل العديد من المسؤوليات‪ ،‬فمنيا ماىي مفروضة عمييا‬
‫تستمزم ضرورة اإليفاء بيا‪ ،‬كالمسؤولية االقتصادية والقانونية حتى تضمن بقائيا واستمرارىا‪،‬‬
‫ومنيا ما ىي أخالقية وخيرية تبادر إلييا المؤسسة من أجل تحسين صورتيا وسمعتيا‪ ،‬وتقوي‬
‫من روابطيا مع المجتمع لضمن كسب رضاىم ودعميم ليا‪ ،‬وىو ما يخمق ليا صورة ذىنية‬
‫إيجابية في أذىان العاممين والمتعاممين مما يحسن من ميزتيا التنافسية‪.‬‬

‫‪1‬محمد فالق‪ :‬مساىمة المسؤولية االجتماع ية في تحقيؽ ميزة تنافسية مستدامة في منظمات االعماؿ "دراسة ميدانية في‬
‫المؤسسات االقتصادية الجزائرية الحاصمة عمى شيادة االيزو ‪ ،"2000‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪234‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -2‬مميزات المؤسسة المسؤولة اجتماعيا وأخالقيا‪:‬‬


‫أشار البعض إلى أن المنظمات األخالقية من المؤسسات أو الييئات المتميزة‬
‫باالستقامة األخالقية العالية‪ ،‬ىي تمك التي تتمتع الخصائص التالية‪":‬‬
‫‪ ‬احتفاظ المؤسسة برؤية واضحة عن االستقامة نحو الجيات الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد أنظمة المكافأة والتشجيع طبقا لرؤية االستقامة في المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬تسود المنظمة ثقافة اتخاذ الق اررات اإلدارية المتضمنة أبعاد أخالقية‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول إلى إجماع وائتالف يمنع الصراع بين القيم التي يحمميا المشاركين‪.‬‬

‫وفي االتجاه ذاتو ىناك من يضيف أربعة مبادئ أخرى أساسية كمواصفات ليذه‬
‫المؤسسات وىي‪":‬‬
‫‪ ‬ىادئة في تفاعميا داخميا مع المشاركين‪ ،‬وان القاعدة األساسية ليذا النوع من المنظمات‬
‫ىي بتنفيذ كل ما ىو جيد لتمك األطراف كجزء من الجودة الخاصة التي تمتمكيا‪.‬‬
‫‪ ‬تركز عمى مسأ لة جوىرية تتمثل في أن اآلخرين ينتفعون منيا مثمما تنتفع ىي من‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬المسؤولية فييا فردية وليست جماعية‪ ،‬وتنشأ بتفويض األفراد لممسؤولية الفردية عن‬
‫األعمال التي يقومون بيا‪ ،‬وتكمن القاعدة األساسية ليذا النوع من المنظمات في ىذا المجال‬
‫في شرعية أن اإلفراد مسؤولون عن أنفسيم‪.‬‬
‫‪ ‬ترى أن أنشطتيا تتم في إطار األغراض المحددة سمفا‪ ،‬وأن ىذه األغراض ىي الطريق‬
‫السميم لمعمميات التي يمارسيا األعضاء الذين يمتمكون القيم العالية كما أن ىذه األغراض‬
‫تستخدم لتحديد موقع المنظمة في بيئتيا‪.‬‬
‫فالمنظمات أو المؤسسات ذات الخصائص المحددة أعاله يمكن أن توصف بأنيا أخالقية‬
‫ألنيا تركز في ذلك عمى ضمان األبعاد والمبادئ األخالقية في مختمف جوانب بنائيا"‪.1‬‬

‫‪1‬مسان كرومية‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪235‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ويشير )‪ (Carolyn 1995‬إلى أن لقيم األفراد –خاصة المقاول أو المدير‪-‬في المؤسسة‬


‫دور كبير في تبني المسؤولية االجتماعية‪ ،‬كما يمكن أن تكون ايضا عائق أما ذلك‪ ،‬ومن‬
‫بين أىم تمك القيم الفردية التي قد تساىم في تبني المسؤولية االجتماعية في المؤسسة‪،‬‬
‫وااللتزام بالسموك األخالقي في أنشطتيا تجاه جميع المتعاممين ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬الصدق بين أعضاء المؤسسة ومع زبائنيا‪ ،‬وبقية أصحاب المصالح‪.‬‬


‫‪ ‬االستقامة في القول‪ ،‬الفعل والوعد‪.‬‬
‫‪ ‬االحترام في التفاوض‪ ،‬االتصاالت والعالقات‪.‬‬
‫‪ ‬الثقة واألمانة عمى المستوى الفردي وعمى مستوى فرق العمل‪.‬‬
‫‪ ‬المسؤولية عن األفعال الصحيحة والخاطئة‪.‬‬
‫‪ ‬المواطنة وىي مسألة ال بد من تحقيقيا ألغراض االمتثال لمقوانين الوطنية والتي يتم‬
‫بموجبيا ممارسة األعمال"‪.1‬‬

‫وبذلك فالمسؤولة االجتماعية واألخالقية لممؤسسة قد تأخذ مستويات وأوجو عدة يمكن‬
‫تصنيفيا في ثالثة مجموعات وفقا لتوجياتيا وأىدافيا العامة وىي‪":‬‬
‫‪ -1‬االلتزام االجتماعي‪ :‬أي أن المؤسسة تسعى من خالل مسؤولياتيا األساسية إلى‬
‫تعظيم الربح مع حد أدنى من المسؤولية االجتماعية في حدود ما يفرضو القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬رد الفعل االجتماعي‪ :‬بمعنى المؤسسة مسؤولة عن االستجابة والمشاركة الطوعية في‬
‫معالجة المشكالت التي تتسبب فييا باعتبار المسؤولية االجتماعية سموك رد فعل عمى القيم‬
‫وتوقعات األداء االجتماعي‪.‬‬

‫‪1‬ميدي حياوي ميادة‪ ،‬داود رزاق مخور‪ :‬تأثير أخالقيات االعماؿ في تحقيؽ الميزة التنافسية أنموذج إسالمي مقترح‬
‫لممنظمات المحمية المعاصرة‪ ،‬الغري لمعموم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬السنة السابعة‪ ،‬العدد ‪ ،21‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪236‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -3‬االستجابة االجتماعية‪ :‬تشير إلى التصرفات التي تتعدى مجرد تحقيق التزام اجتماعي‬
‫أو رد فعل إلى االستجابة بشكل طوعي لممشاركة في حل المشكالت االجتماعية وىي بذلك‬
‫تجسد المعنى الشامل"‪.1‬‬
‫في حين نجد ‪ Robbins‬ميز" بين المسؤولية االجتماعية واالستجابة االجتماعية‬
‫واعتبرىما أمران متالزمان‪ ،‬إذ تستند المسؤولية االجتماعية إلى اعتبارات أخالقية مركزة عمى‬
‫النيايات من األىداف بشكل التزامات بعيدة المدى‪ ،‬في حين أن االستجابة االجتماعية ما‬
‫ىي إال رد عممي عمى ما يجري من تغي ارت وأحداث اجتماعية عمى المدى القريب والمتوسط‬
‫بوسائل مختمفة‪ ،‬ونفس الطرح تبناه ‪.2"Kramer&Porter‬‬

‫‪ -3‬دوافع تبني المسؤولية االجتماعية في القطاع الخاص‪:‬‬


‫تتعدد دوافع المؤسسات في تبني المسؤولية االجتماعية تبعا لسياسات وتوجيات‬
‫القائمين عمى إدارتيا‪ ،‬باإلضافة إلى طبيعة المؤثرات المحيطية التي تتعرض ليا وشدتيا‪،‬‬
‫حيث كمما كان الطاقم اإلداري القائم عمى تسييرىا واعيا ومقتنعا بأىمية المسؤولية‬
‫االجتماعية في تنشيط المؤسسة وتحسين أدائيا‪ ،‬كمما كانت توجياتيم نحو تتبني المسؤولية‬
‫االجتماعية وااللتزام بيا كبيرة‪ ،‬وعميو يمكن تمخيص أىم العوامل المساعدة عمى تبني‬
‫المسؤولية في المؤسسات الخاصة في النقاط اآلتية‪":‬‬
‫‪ ‬ازدياد تأثير منظمات األعمال عمى مجتمعاتيا‪ ،‬واكتسابيا وزنا اقتصاديا يؤثر بشكل‬
‫مباشر في المجاالت االجتماعية والبيئية‪ ،‬مما استمزم عمى ىذه المنظمات تحمل تبعات‬
‫نشاطاتيا‪.‬‬
‫‪ ‬تعرف المنظمات بأنيا كيان اجتماعي بالدرجة األولى‪ ،‬لذلك من الطبيعي أن تتحمل‬
‫مسؤولياتيا تجاه المجتمع الذي تعيش فيو‪ ،‬وتشاركو كل ظروفو‪ ،‬وتساىم في حل مشكالتو‬
‫حتى ولو لم تكن ىي المسؤولة عنيا بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬‬

‫‪1‬بودي عبد القادر‪ ،‬بن سفيان زىرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07‬‬


‫‪2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪237‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬تزايد وعي العمالء والمتعاممين مع المنظمات‪ ،‬وحرصيم أن تكون ىذه األخيرة ذات‬
‫سمعة طيبة وتحظى منتجاتيا أو خدماتيا بدرجة عالية من الجودة دونما التسبب في تكمفة‬
‫اجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬تزايد الضغوطات عمى منظمات األعمال من قبل المنظمات غير الحكومية‪ ،‬ىذا‬
‫يستوجب االىتمام بالجوانب االجتماعية واألخالقية والبيئية‪.‬‬
‫‪ ‬أصبحت استم اررية المنظمات مرتبطة بدرجة إشباعيا لمحاجات االجتماعية واألخالقية‪،‬‬
‫وذلك في ظل تمتع المجتمعات بمستويات معيشية عالية غيرت من اىتماماتيا ونظرتيا‬
‫لممنظمات‪.‬‬
‫‪ ‬ظيور مشكالت بيئية واجتماعية واقتصادية عمى المستوى الدولي (التموث‪ ،‬االحتباس‬
‫الحراري‪ ،‬الفقر‪ ،‬البطالة‪ ،‬استغالل األطفال في العمل‪.1")...‬‬
‫وعميو يمكن القول أن المؤسسة الخاصة أصبحت عمى قدر عالي من الوعي‬
‫بمسؤولياتيا االجتماعية واألخالقية والبيئية‪ ،‬والمتأت من وعي وادراك المسؤولين والقائم عمييا‬
‫بأدوارىا االجتماعية واالقتصادية المنوطة بيا‪ ،‬باعتبارىا أحد أىم عناصر المجتمع وبالتالي‬
‫عمييا مشاركتو وتحمل جزء من مسؤولياتو‪ ،‬سواء من النواحي االقتصادية أو االجتماعية أو‬
‫البيئية وذلك لتأكيد حضورىا وشغل دورىا‪ ،‬وكما ساىمت المنظمات غير الحكومية في نشر‬
‫ىذا الوعي وترسيخو لدى رجال األعمال‪ ،‬حيث مكنتيم من التعرف عمى األدوار المنوطة بيم‬
‫بصفتيم شركاء اقتصاديين وفاعمين اجتماعيين‪ ،‬يتحممون جزء من مسؤولية تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية لممجتمعات المحمية التي ينشطون فييا‪ ،‬كما نمت الوعي لدى العمال‬
‫والمتعاممين والمستيمكين بضرورة متابعة ومراقبة أداء المؤسسات‪ ،‬والتبميغ عنيا في حالة‬
‫قياميا بتجاوزات أو تخمييا عن التزاماتيا المقررة‪ ،‬وىو ما يدفع بالمؤسسات إلى توخي الحذر‬
‫في ممارساتيا وأنشطتيا تجنبا لمكثير من المشاكل والمتابعات القانونية‪ ،‬التي من شأنيا أن‬
‫تعرضيا لمغرامات المالية أو أن تيدد سمعتيا‪.‬‬

‫‪1‬وىيبة مقدم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100‬‬


‫‪238‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫كما أن مؤسسات القطاع الخاص أصبحت عمى عمم بالفوائد والمكاسب المتأتية من‬
‫التزاميا بمسؤولياتيا االجتماعية‪ ،‬حيث أضحت ىي التي تبادر إلى العمل بيا وادراج‬
‫األىداف االجتماعية والبيئية في سياساتيا وخططيا‪ ،‬وذلك سعيا منيا لضمان مصالحيا‬
‫السوقية واالجتماعية‪ ،‬وعمى العموم يمكن ايجاز الفوائد أو المكاسب المتأتية من التزام‬
‫مؤسسات القطاع الخاص بالمسؤولية االجتماعية في النقاط التالية‪":‬‬

‫‪ ‬تحسين سمعة الشركات مما يحسن قيمتيا االجتماعية‪.‬‬


‫‪ ‬استقطاب قوة عمل أكثر كفاءة‪.‬‬
‫‪ ‬بناء عالقات قوية وثقة متبادلة وتحقيق تقارب مع الحكومات ومكونات المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من االستقرار االجتماعي والحد من التوترات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬تعطي المسؤولية االجتماعية قيمة مضافة لممساىمين‪.‬‬
‫‪ ‬إخالص أكبر من قبل العمالء وبالتالي زيادة المبيعات‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة اإلنتاجية وتحسين النوعية نتيجة الرضا الوظيفي لدى العاممين الذين‬
‫ينعكس إيجابا عمى إنتاجيتيم وعمى تحسين نوعية المنتج‪.‬‬
‫‪ ‬دعم افراد المجتمع لممؤسسات التي تتحمل مسؤولية اجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬تكوين سمعة طيبة والسمعة الطيبة ركن ىام من أركان نجاح الشركات‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن تعويض تكاليف المسؤولية االجتماعية عمى المدى المتوسط والطويل من‬
‫خالل السمعة التجارية الجيدة"‪.1‬‬
‫كل ىذه المكاسب المتأتية من تبني المسؤولية االجتماعية‪ ،‬من شأنيا أن تساىم في‬
‫إنج اح المؤسسات خاصة الناشئة منيا التي ىي في مرحمة بداية دورة حياتيا‪ ،‬والتي تتسم في‬
‫الغالب بعدم االستقرار الداخمي الناتج عن التوظيف الحديث لمكفاءات البشرية‪ ،‬حيث كثي ار ما‬
‫يحمل ىؤالء العاممين قيما وأنماط سموكية قد تختمف أو تتعارض مع ثقافة المؤسسة‪ ،‬مما‬

‫‪1‬رسالن خضور‪ :‬مرجع سابق‪ ،2011 ،‬ص ‪.6‬‬


‫‪239‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫يجعميم غير منسجمين مع ق اررات وتوجييات اإلدارة وتبرز بذلك مظاىر الصراع التنظيمي‪،‬‬
‫وأيضا عدم االستق ارر الخارجي والممثل في صعوبة ولوج األسواق وتصريف المنتجات‪،‬‬
‫بسبب المنافسة الشديدة التي تفرضيا المؤسسات الكبرى‪ ،‬وليذا عمى المؤسسات الناشئة‬
‫االىتمام أكثر بالعاممين من حيث توفير ظروف العمل المناسبة والعمل عمى تحفيزىم ماديا‬
‫ومعنويا‪ ،‬وتوعيتيم بضرورة تنسيق جيودىم من أجل تحقيق أىداف المؤسسة وبالتالي‬
‫أىدافيم ومصالحيم‪ ،‬واالعتناء بالمتعاممين خاصة منيم الزبائن والمستيمكين من خالل‬
‫تحسين منتجاتيا وخدماتيا‪ ،‬وااللتزام بالسموك األخالقي في معامالتيا وفتح قنوات التواصل‬
‫لتقريبيم من المؤسسة واألخذ باقتراحاتيم وأفكارىم‪ ،‬كل ىذا من شأنو أن يحقق لممؤسسة‬
‫االستقرار الداخمي والتفاعل الخارجي وبالتالي ضمان االستمرار والنجاح ليا‪.‬‬

‫‪ -4‬نماذج عف الشركات المسؤولة اجتماعيا‪:‬‬

‫‪ 1-4‬شركة أنتؿ‪ :‬ىي من أكبر الشركات المتخصصة في رقاقات ومعالجة الكمبيوتر‪ ،‬وقد‬
‫احتمت المركز ‪ 12‬في قائمة ‪ 100‬شركة تقوم بمسؤوليتيا االجتماعية لعام ‪ 2011‬الصادر‬
‫مجمة المسؤولية االجتماعية لمشركات‪ ،‬وقد حصمت الشركة عمى أكثر من ‪ 80‬جائزة دولية‬
‫عن تمك األنشطة ومن أبرزىا‪:‬‬
‫‪ ‬في مجال االىتمام بالتنمية البشرية‪ :‬تبرع حوالي نصف العاممين في الشركة بأكثر من‬
‫مميون ساعة كخدمة في المدارس والمؤسسات غير اليادفة لمربح وذلك عام ‪.2010‬‬
‫‪ ‬في مجال االىتمام بالبيئة‪ :‬تيتم الشركة بإصدار منتجات أقل استخداما لمطاقة‬
‫الكيربائية‪ ،‬عمى سبيل المثال‪ :‬خالل الفترة ‪ 2010/2008‬تعتبر الشركة أكبر متبرع‬
‫الستيالك الطاقة النظيفة في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬في مجال االىتمام باألجيال المستقبمية‪ :‬قامت الشركة باستثمار أكثر من مميار دوالر‬
‫خالل الفترة ‪ 2010/2000‬لتحسين العممية التعميمية في العالم بالتعاون مع حكومات‬
‫الدول"‪.1‬‬

‫‪ 2-4‬مجموعة كارفور‪ :‬تشتير مجموعة كارفور العالمية بأنشطتيا التجارية والصناعية في‬
‫كثير من دول العالم‪ ،‬حيث اشتركت منذ عام ‪ 2000‬في أكثر من ‪200‬مشروع تنموي حول‬
‫العالم‪ ،‬أىم تمك المشروعات ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬تقديم الدعم لبرنامج تطوير المدارس في تايالند بالتعاون مع اليونسكو عام ‪.2001‬‬
‫‪ ‬رعاية حفل موسيقي خيري في باريس لصالح اليالل األحمر الجزائري بعد الفيضانات‬
‫في الجزائر ‪.2001‬‬
‫‪ ‬دعم برنامج لمتدريب الميني لمشباب من ضواحي بوينس أبرس في األرجنتين عام‬
‫‪ ،2002‬ولمدة خمس سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬إطالق برنامج لمرعاية المدرسية بعنوان" المدارس جزء من حياتنا" في كولومبيا بالتعاون‬
‫مع مؤسسة اليونيسيف عام ‪.2002‬‬
‫‪ ‬جمع مبمغ ‪ 1.7‬مميون أورو تبرعات لصالح ضحايا فيضانات تسونامي التي ضربت‬
‫جنوب شرق آسيا عام ‪.2004‬‬
‫‪ ‬افتتاح البقالة االجتماعية ‪ Social grocery store‬في اليونان عام ‪ ،2007‬تقدم تمك‬
‫البقالة منتجات غذائية شيرية بالمجان لألسر الفقيرة‪.‬‬

‫‪1‬محمد فالق‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمشركات‪...‬نماذج عالمية‪ ،‬الشبكة السعودية لممسؤولية االجتماعية‪ ،‬رؤية ‪،2030‬‬
‫المممكة العربية السعودية‪ 11 ،‬ديسمبر ‪ .2017‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪https://www.google.dz/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=1&cad=rja&uact=8&v‬‬
‫‪ed=0ahUKEwiP0Ozxo4LYAhVI1hQKHZiAqcQFgglMAA&url=http%3A%2F%2Fcsrsa.net‬‬
‫‪%2Fpost%2F377&usg=AOvVaw3lJfpv9PruiQxX1_Pg3fXY 11/12/17‬‬

‫‪241‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬االنتياء من أول مشروع في الصين يساعد الفالحين عمى تسويق الفمفل في مقاطعة‬
‫سيشوان بالصين عام ‪.1"2008‬‬

‫‪ 3-4‬شركة قطر لمبتروكيماويات‪QAPCO:‬‬


‫تمتزم شركة قابكو التزاما قويا بتحقيق االزدىار والتنمية المستدامة لدولة قطر‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل سعييا إلحراز األىداف الطموحة الواردة في الرؤية الوطنية لدولة قطر ‪،2030‬‬
‫وتركز في برامج المسؤولية االجتماعية عمى ثالثة جوانب أساسية ىي التعميم والبيئة‬
‫والرياضة فضال عن التنمية المحمية وتبرز اسياماتيا في ىذا المجال في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬مجال التعميم‪ :‬تسعى بصورة عامة إلى توفير الدعم لمميارات والتعميم الفني والعمم‪ ،‬حيث‬
‫قامت مؤخ ار بدعم‪ :‬برنامج كمية اليندسة بجامعة قطر‪ ،‬مثل الحياة ىندسة وأسبوع اليندسة‬
‫ومسابقة الحوسبة كمية اليندسة لمحوسبة ومسابقة التصميمات الكبرى والجسر الخشبي‬
‫ومسابقة غازنا والمكعب الرقمي ويوم التصميمات الميكانيكية والدورات التدريبية السنوية التي‬
‫يقيميا مركز معالجة الغاز‪.‬‬
‫‪ ‬مجال البيئة‪ :‬وذلك من خالل التعاون مع ‪ 35‬كيان مؤيد لحممة "يوم البيئة الخالية من‬
‫النفايات"‪ ،‬أبدت قابكو جيودىا لمتشجيع عمى االستخدام المسؤول لمادة البالستيك والتخمص‬
‫منيا بطريقة سميمة مرة أخرى خالل مبادرة بال نفايات ليذا العام‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ،2015‬شارك ‪ 1500‬متطوع من كل األعمار في تجميع ‪ 1000‬كمغ من‬
‫المخمفات عمى شاطئ الوكرة مع إرسال ‪ %80‬من مخمفات البالستيك إلعادة تدويرىا‪.‬‬

‫‪1‬عرابة رابح‪ ،‬بن داودية وىيبة‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمشركات ودورىا في التنمية–عرض تجارب بعض الشركات‬
‫العالمية‪ ،-‬الممتقى الدولي حول منظمات االعمال والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪،‬‬
‫جامعة بشار‪ 15-14 ،‬فيفري ‪ ،2012‬ص ‪ .15-14‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪https://www.google.dz/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=3&cad=rja&uact=8&ved‬‬
‫‪=0ahUKEwjykY2zsoLYAhVHcRQKHXg6BmMQFgg0MAI&url=http%3A%2F%2Fiefpedia.‬‬
‫‪com%2Farab%2F%3Fp%3D31777&usg=AOvVaw1zxf6pTkh_Q0WZCxVt9mKS le‬‬
‫‪11/12/2017.‬‬

‫‪242‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫يعد التعميم والوعي جزءا ال يتج أز من حممة "بيئة بال نفايات" حيث شارك ‪ 700‬طالب في‬
‫ورش العمل التي تضمنت محاضرات حول الوعي البيئي‪.‬‬

‫‪ ‬الرياضة والصحة‪ :‬قامت قابكو برعاية فعاليات اليوم الرياضي لمدولة التي أقيمت في‬
‫الخور عام ‪.2015‬‬
‫قامت شركة قابكو وقاتوفين بتقديم ‪ 15‬مميون ر قطري لدعم بطولة العالم لكرة اليد الرجالي‬
‫الرابعة والعشرين في ممعب لوسيل بقطر عمى ثالث صاالت مشيدة حديثا‪.‬‬
‫تم التبرع بكل أرباح بيع التذاكر والتي بمغت ‪ 9‬ماليين لاير قطري لبرنامج "عمم طفال" الذي‬
‫تقدمو جمعية التعميم فوق الجميع"‪.1‬‬

‫‪ 4-4‬شركة سوناطراؾ‪ :‬قدمت الشركة العديد من اإلسيامات التي من شأنيا أن تحسن من‬
‫أدائيا االجتماعي تجاه بيئتيا الدخمة والخارجية‪ ،‬وذلك من خالل اآلتي‪":‬‬
‫‪ ‬مجال التكوين الميني‪ :‬ييدف إلى توفير لمشباب والبنات فرصة االندماج في سوق العمل‬
‫بصفة خاصة ضحايا التسرب المدرسي حيث تم سنتي ‪ 2004‬و‪ 2005‬تجييز ‪ 22‬ورشة‬
‫خياطة وحالقة‪.‬‬
‫‪ ‬التعميم ومحو األمية‪ :‬تمت ىذه النشاطات عمى مستوى الجنوب الجزائري‪( ،‬بشار‪،‬‬
‫الوادي‪ ،‬األغواط) وتتمثل في ‪ 06‬حافالت مدرسية‪ ،‬كما استفادت أيضا من كتب مدرسية‬
‫وتجييزات بيداغوجية لفائدة الطمبة المحتاجين‪.‬‬
‫‪ ‬فك العزلة‪ :‬استفادت ‪ 18‬منطقة عمى مستوى واليات (أدرار‪ ،‬البيض‪ ،‬الجمفة‪ ،‬إليزي‪،‬‬
‫األغواط‪ ،‬سوق أىراس) من عممية فك العزلة‪ ،‬وتمثمت اإلسيامات فيما يمي‪ :‬الكيرباء الريفية‬
‫وفتخ الطرقات‪،‬توفير مولد كيربائي لتوفير الكيرباء آلبار السقي والمنازل‪. .....‬‬

‫‪1‬‬
‫شركة قطر لمبتروكيماويات‪ :‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://qapco.com/ar/sustainability/community/sports-and-health/‬‬

‫‪243‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشباب المقاولين في القطاع الخاص‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬الصحة‪ :‬تزويد اليياكل الصحية الموجودة عمى مستوى والية تمنراست بأدوات ‪(Radio‬‬
‫)‪ Mobile‬للتشخيض‪ ،‬استفادت أيضا واليتي بشار واألغواط من ‪ 00‬سيارات إسعاف ‪.1"...‬‬

‫خالصػػػػػػػػة‪:‬‬
‫إن مفيوم المسؤولية االجتماعية كممارسة وفعل الزمت المجتمعات البشرية منذ القدم‪،‬‬
‫إال أن استعماالتو األولى في األوسط العممية يعد حديث نسبيا ويرجع الفضل في ذلك‬
‫لمعمماء والمفكرين االقتصاديين الغربيين في القرن الثامن عشر‪ ،‬أثناء تباحثيم وتناقشيم لسبل‬
‫تحقيق الرفاه االقتصادي لممجتمعات‪ ،‬من خالل تحديد األدوار والمسؤوليات االقتصادية التي‬
‫يجب عمى المقاولين والمالك االلتزام بيا تجاه المجتمع‪ ،‬لكن بعد التحوالت والتغيرات‬
‫الحاصمة في القوانين والمواثيق الدولية‪ ،‬وظيور المنظمات والييئات الدولية التي تعنى‬
‫بحماية حقوق اإلنسان وتنمية المجتمعات والحفاظ عمى البيئة الطبيعية‪ ،‬صحابيا أيضا تحول‬
‫في مفيوم المسؤولية االجتماعية ليتشمل بعد ذلك عمى األبعاد االجتماعية والبيئية‪ ،‬وليذا‬
‫أصبحت محور إىتمام وتدارس العديد من الباحثين والمفكرين في العموم االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬لمبحث والكشف عن مكوناتيا وأركانيا ومصادر اكتسابيا لتعزيزىا وتقويتيا من‬
‫أجل ترسيخيا وتنميتيا لدى أفراد المجتمع‪ ،‬لضمان تفاعل وتكامل أنساق المجتمع فيما بينيا‬
‫لتحقيق التنمية الشاممة والمستدامة‪.‬‬

‫‪1‬محمد فالق‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمشركات النفطية العربية‪ ،‬مرجع سابق ص‪.35-34‬‬
‫‪244‬‬
‫البــــاب الثاني‪ :‬الجانب الميداني‬
‫الفصل السادس‪ :‬اإلجراءات المنهجية لمدراسة‬
‫الميدانية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المنهج وأدوات جمع البيانات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجاالت الدراسة‬
‫‪ .1‬المجال المكاني (الجغرافي)‪.‬‬
‫‪ .2‬المجال الزمني‪.‬‬
‫‪ .3‬المجال البشري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العينة وكيفية إختيارها‪.‬‬


‫رابعا‪ :‬أساليب المعالجة اإلحصائية‬
‫خالصة‪.‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إلجراء دراسة ميدانية عمى الباحث إتباع مجموعة من الخطوات المنيجية واستخدام‬
‫أدوات جمع البيانات‪ ،‬كما يستمزم أيضا تحديد مجتمع البحث بدقة من أجل إخضاعو كميا أو‬
‫جزئيا لمدراسة‪ ،‬بيدف جمع البيانات وتبويبيا ومعالجتيا وتحميميا باالعتماد عمى مجموعة من‬
‫األساليب اإلحصائية‪ ،‬لمخروج بمجموعة من النتائج التي ستناقش فيما بعد في ضوء‬
‫الفرضيات والدراسات السابقة‪ ،‬وسيتطرق ىذا الفصل إلى عرض منيج الدراسة‪ ،‬ومجاالتيا‬
‫الزمنية والمكانة والبشرية‪ ،‬باإلضافة إلى تبيان نوع العينة المعتمدة وكيفية اختيارىا‪ ،‬واألدوات‬
‫التي تم استخداميا في جمع البيانات واألساليب اإلحصائية المستخدمة في معالجتيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المنهج وأدوات جمع البيانات‪:‬‬

‫‪ -1‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫تتعدد المناىج في العموم االجتماعية تبعا لتعدد االتجاىات النظرية والمدارس الفكرية‪،‬‬
‫التي تعنى بدراسة وتحميل الظواىر االجتماعية التي تتسم بالتعقيد وعدم الثبات‪ ،‬والفضل في‬
‫استخدام المنيج في العموم االجتماعية يعود "ألوجست كونت ‪Auguste Comte‬الذي أقحم‬
‫المنيج العممي في البحث االجتماعي‪ ...‬ويقف كونت عمى رأس الداعين إلى ضرورة دراسة‬
‫المجتمع باستخدام نفس األساليب المستخدمة في العموم الطبيعية"‪.1‬‬

‫وبالتالي فإن اعتماد الباحث عمى المنيج في إجراء البحث‪ ،‬يعد ضرورة وحتمية عممية‬
‫يفرضيا عميو البحث العممي‪" ،‬ويعتبر المنيج الطريقة التي يتبعيا الباحث في دراستو لممشكمة‬
‫الكتشاف الحقيقة واإلجابة عن األسئمة واالستفسارات التي يثيرىا موضوع البحث"‪.2‬‬

‫‪1‬إبراىيم أبرش‪ 8‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪2‬محمد شفيق‪ 8‬البحث العممي والخطوات المنهجية في إعداد البحوث االجتماعية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،7764‬ص‪.56‬‬
‫‪247‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫"ويعرفو عمار بحوش بأنو مجموعة القواعد العامة التي يتم وضعيا بقصد الوصول‬
‫إلى الحقيقة في العمم"‪ ،1‬وعميو فإن لممنيج أىمية بالغة في توجيو الباحث في مختمف مراحل‬
‫البحث العممي(القطع‪ ،‬البناء‪ ،‬اإلثبات)‪،‬لموصول إلى الحقائق وتفسيرىا والتعرف عمى القوانين‬
‫التي تحكم الظواىر االجتماعية‪ ،‬والتنبؤ بيا والتحكم فييا وتوجيييا توجييا صحيحا‪.‬‬

‫ونظ ار لطبيعة التساؤالت التي تطرحيا الدراسة واألىداف التي تسعى إلى تحقيقيا‪ ،‬كان‬
‫لزاما عمى الباحث اعتماد المنيج الوصفي باعتباره المنيج المالئم‪ ،‬الذي يمكنو من الوصف‬
‫الدقيق والموضوعي لمدور الذي يؤديو النسق االجتماعي الممثل في (األسرة‪ ،‬مؤسسات‬
‫التعميم والتكوين‪ ،‬أجيزة الدعم والمرافقة)‪ ،‬في تنمية المسؤولية االجتماعية والمحددة في‬
‫(السموك األخالقي‪ ،‬المعارف التنظيمية والميارات المينية‪ ،‬والمشاركة المجتمعية) لدى‬
‫الشباب المقاولين‪ ،‬والتعبير عنو كميا وكيفيا عن طريق جمع البيانات الميدانية وتبويبيا في‬
‫جداول تك اررية‪ ،‬الستخراج النتائج وتحميميا وتفسيرىا بيدف الوصول لمتعميمات‪.‬‬

‫ويعرفو رشيد زرواتي المنيج الوصفي بأنو‪ " :‬المنيج الذي يقوم فيو الباحث بوصف‬
‫الظاىرة كما ىي في الواقع‪ ،‬وصفا دقيقا كما وكيفا"‪.2‬‬

‫ويعرف كذلك بأنو‪" 8‬منيج عممي يقوم عمى أساس وصف الظاىرة أو الموضوع محل‬
‫الدراسة‪ ،‬عمى أن تكون عممية الوصف تعني بالضرورة تتبع ىذا الموضوع ومحاولة الوقوف‬
‫عمى أدق جزئياتو‪ ،‬تفاصيمو‪ ،‬والتعبير عنيا كميا أو كيفيا"‪.3‬‬

‫‪1‬عمار بحوش‪ 8‬دليل الباحث في المنهجية وكتابة الرسائل الجامعية‪ ،‬موفم لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪2‬رشيد زرواتي‪ 8‬مناهج وأدوات البحث العممي في العموم االجتماعية‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،7‬عين‬
‫مميمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.64‬‬
‫‪3‬أحمد عياد‪ 8‬مدخل لمنهجية البحث االجتماعي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الساحة المركزية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.43‬‬
‫‪248‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫‪ -2‬أدوات جمع البيانات المستخدمة في الدراسة‪:‬‬


‫لجمع البيانات عمى الباحث اعتماد أداة أو مجموعة من األدوات كالمالحظة واالستمارة‬
‫والمقابمة‪ ،‬وغيرىا من األدوات والتقنيات األخرى المعتمدة في ذلك‪ ،‬لكن اختيار األداة‬
‫المناسبة يتوقف عمى طبيعة الموضوع ومجتمع البحث والمنيج المستخدم‪ ،‬باعتبارىم‬
‫المحددات الرئيسية في إختيار األداة أو األدوات المناسبة‪ ،‬وىذا ما جعل الباحث يعتمد عمى‬
‫أداتين رئيسيتين وىما‪8‬‬

‫يارتو الميدانية‬
‫‪ 1-2‬المالحظة‪ :‬إعتماد الباحث عمى المالحظة كأداة أولى أثناء ز ا‬
‫لممؤسسات ومشاريع الشباب المقاولين‪ ،‬ويعرفيا رشيد زرواتي بأنيا‪ ..."8‬المشاىدة الدقيقة‬
‫والمنظمة واليادفة لظاىرة ما‪ ،‬مع االستعانة باستخدام بعض األدوات العممية التي تخدم‬
‫المالحظة العممية لظاىرة ما"‪.1‬‬

‫وتمت المالحظة في مراحل عدة‪ ،‬ىدفت إلى محاولة االستكشاف العام لطبيعة عالقات‬
‫العمل السائدة بين المقاولين والعمال والزبائن‪ ،‬ومالحظة مدى مالئمة ظروف العمل‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التعرف عمى مدى التزاميم بإجراءات السالمة المينية وغيرىا من المؤشرات‬
‫التي تندرج ضمن المسؤولية االجتماعية وتسجيميا‪ ،‬مع جراء مقابالت استكشافية بطرح‬
‫بعض األسئمة عن مصادر اكتسابيم لمسموكات األخالقية والمعارف المينية‪ ،‬وعن األنشطة‬
‫المجتمعية التي يشاركون فييا‪ ،‬وقد تم االستعانة بيا في ضبط الفرضيات وبناء االستمارة‬
‫وتفسير النتائج فيما بعد‪ ،‬وكما مكن االستطالع الميداني الذي قام بو الباحث من التعرف‬
‫عمى أفراد مجتمع البحث وتوطيد عالقاتو بيم‪ ،‬مما مكنو من إجراء زيارات ميدانية الحقة‬
‫لمواقع المشاريع‪.‬‬

‫‪1‬رشيد زرواتي‪ 8‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.235‬‬


‫‪249‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫‪ 2-2‬استمارة مقابمة‪ :‬تم االعتماد عمييا كأداة رئيسية لجمع البيانات‪ ،‬باعتبارىا األداة‬
‫التي تسمح لمباحث بجمع أكبر قدر ممكن من البيانات من المبحوثين وبشكل مباشر وفي‬
‫أقل وقت‪ ،‬والتأكد من فيميم لجميع بنودىا فيما صحيحا‪ ،‬باإلضافة إلى سيولة ترميز وتفريغ‬
‫بياناتيا في برنامج الحزمة اإلحصائية لمعموم االجتماعية ‪SPSS‬إلجراء المعالجة اإلحصائية‪.‬‬

‫تعرف بأنيا عبارة عن مجموعة من األسئمة المحددة والمرتبة ترتيبا منيجيا في محاور‬
‫حسب عدد الفرضيات بيدف الحصول عمى اإلجابات أو البيانات التي تسمح من التأكد من‬
‫صحة أو خطأ الفرضيات ويعرف عدلي أبو طاحون االستمارة بأنيا " نموذج يضم مجموعة‬
‫األسئمة توجو إلى أفراد من أجل الحصول عمى معمومات حول موضوع أو مشكمة أو‬
‫موقف"‪.1‬‬

‫وقد تم بناء محاور االستمارة تبعا لفرضيات الدراسة‪ ،‬وكما تمت مراعاة الدقة واإليجاز‬
‫في صياغة أسئمتيا وترتيبيا تريبا منيجيا‪ ،‬وقد اشتممت عمى أربعة محاور رئيسية وىي‪8‬‬
‫المحور األول ويتعمق بالبيانات الشخصية لممبحوثين‪ ،‬المحور الثاني يتعمق بمصادر‬
‫اكتسابيم لمسموك األخالقي‪ ،‬والمحور الثالث يتعمق بمصادر اكتسابيم المعرف التنظيمية‬
‫والمينية‪ ،‬أما الرابع فيتعمق بالمصادر المحفزة عمى المشاركة المجتمعية‪ ،‬وقد تم تجربيا‬
‫مرتين األولى قبل التحكيم عمى عينة متكونة من خمسة مبحوثين‪ ،‬لمتعرف عمى مدى فيميم‬
‫واستجابتيم لبنودىا وكان ذلك في أواخر شير مارس ‪ ،2075‬والمرة الثانية بعد التحكيم‬
‫والتعديل عمى عشرة مبحوثين في منتصف شير ماي من نفس السنة‪.‬‬

‫‪1‬عدلي أبوطاحون‪ 8‬مناهج واجراءات البحث االجتماعي‪ ،‬مكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،7776 ،‬ص‪.202‬‬
‫‪250‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫وبعد عرض االستمارة عمى المحكمين وتعديميا وتجربيا‪ ،‬استقرت عمى ‪ 54‬سؤاال‬
‫موزعين عمى المحاور األربعة كاآلتي‪8‬‬

‫‪ ‬المحور األول (من ‪ 7‬إلى‪ )71‬وتضمن ىذا المحور أسئمة حول الجنس‪ ،‬السن‪،‬‬
‫المستوى والمؤىل‪ ،‬عدد سنوات الخبرة‪ ،‬مصادر التمويل‪ ،‬ممارسة األسرة لممين‬
‫الحرة‪ ،...،‬عدد المستخدمين‪.‬‬
‫‪ ‬المحور الثاني (من‪ 72‬إلى ‪ )13‬وتضمن ىذا المحور ‪ 22‬سؤاال‪ ،‬طمب فييا من‬
‫المبحوثين تريب مصادر اكتسابيم لمسموك األخالقي حسب أىميتيا بوضع عالمة‬
‫الرتبة المناسبة (من ‪ 7‬إلى ‪ )2‬أمام الخيار المناسب‪ ،‬وتمحورت حول المسؤولية‬
‫الشخصية‪ ،‬روح العمل الجماعي‪ ،‬االىتمام بالزبائن‪ ،‬االعتناء بالمتكونين‪ ،‬تحسين صورة‬
‫المينة‪ ،‬التضامن مع أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬المحور الثالث (من‪ 14‬إلى ‪ )37‬وتضمن ‪ 22‬سؤاال‪ ،‬طمب من المبحوثين ترتيب‬
‫مصادر اكتسابيم لممعارف التنظيمية والمينية حسب أىميتيا بوضع عالمة الرتبة‬
‫المناسبة (من ‪ 7‬إلى ‪ )2‬أمام الخيار المناسب‪ ،‬وتمحورت حول األمن والسالمة‬
‫المينية‪ ،‬صيانة المعدات‪ ،‬التسيير البيئي‪ ،‬العالقات العامة‪ ،‬اإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫‪ ‬أما المحور الرابع (من ‪ 40‬إلى ‪ )54‬فتضمن ‪ 75‬سؤاال‪ ،‬حول المصادر التي تحفز‬
‫المبحوثين عمى المشاركة المجتمعية‪ ،‬وتمحورت األسئمة حول اختيار المشروع‬
‫المناسب‪ ،‬المشاركة في األنشطة المجتمعية‪ ،‬تمكين شباب المنطقة‪ ،‬توفير احتياجات‬
‫المجتمع المحمي‪ ،‬تطوير المنتوج الوطني‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫ثانيا‪ :‬مجاالت الدراسة‪:‬‬


‫يعد موضوع دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية االجتماعية لمشباب المقاولين‪،‬‬
‫من المواضيع التي يجب أن تحظى بأولوية الدراسة خاصة في اآلونة األخيرة‪ ،‬أين شيدت‬
‫الجزائر تنامي وتزايد ممحوظ في طبقة أو فئة المقاولين الشباب‪ ،‬نتيجة اإلصالحات التي‬
‫اعتمدتيا الدولة الجزائرية في مجال دعم تشغيل الشباب‪ ،‬وىذا ما دفع بالباحث لدراسة‬
‫الموضوع ميدانيا‪ ،‬لمبحث والكشف عن مصادر اكتساب الشباب المقاولين لممسؤولية‬
‫االجتماعية وسبل تنميتيا‪ ،‬من أجل دفعيم لممساىمة في تحقيق التنمية االجتماعية‬
‫واالقتصادية خاصة في المجتمعات المحمية‪ ،‬التي ما تزال تعاني إلى حد اليوم العديد من‬
‫المشاكل السوسيواقتصادية نتيجة غياب التنمية المحمية‪.‬‬

‫‪ -1‬المجال المكاني (الجغرافي)‪ :‬بموجب األمر رقم ‪ 74/1325‬المؤرخ في ‪ 02‬جويمية‬


‫‪ 1974‬عينت البويرة كوالية مستقمة إداريا عن والية تيزي وزو‪ ،‬وتقع في الشمال الجزائري‬
‫حيث تحدىا من الشمال كال من واليتي بومرداس وتيزي وزو‪ ،‬وجنوبا والية المسيمة‪ ،‬أما شرقا‬
‫فتحدىا واليتي برج بوعريريج وبجاية‪ ،‬ومن الغرب واليتي البميدة والمدية‪ ،‬فيي مركز عبور‬
‫تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب‪ ،‬وتتربع عمى مساحة قدرىا ‪ 2234،24‬كمم مربع‬
‫بنسبة سكان تقارب ‪ 600‬ألف نسمة‪ ،‬موزعين عمى ‪ 72‬دائرة و‪ 23‬بمدية‪ ،‬وكما تتميز‬
‫بطابعيا الفالحي لتوفرىا عمى أزيد من ‪72‬ألف ىكتار من األراضي المسقية وذلك بفضل‬
‫إنشاء سد تسمدين وسد كدية أسردون‪ ،‬المذان مكنا من إنعاش القطاع الفالحي في المنطقة‪،‬‬
‫لكن رغم ذلك نجد أن أغمبية الشباب خاصة في الجية الشرقية عازفين عن النشاط الفالحي‪،‬‬
‫بسبب نقص اإلمكانيات وتفضيميم لمعمل أو الشغل في القطاعات والمجاالت األخرى‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫الشكل رقم (‪ )04‬خارطة توضح المجال الجغرافي الذي أجريت فيه الدراسة الميدانية‬
‫بوالية البويرة‬

‫‪ -2‬المجال الزمني‪ :‬ويقصد بو المدة أو الوقت الذي استغرقو البحث بجانبيو النظري‬
‫والميداني‪ ،‬ألنو من غير المعقول الفصل بين العمل النظري والعمل الميداني‪ ،‬حيث أن‬
‫االنطالقة األولى لمدراسة الميدانية كانت في بداية سنة ‪ ،2073‬أين شرع الباحث في إجراء‬
‫االستكشافات من قراءات واطالعات وبحث عن الدراسات السابقة حول الموضوع ‪،‬باإلضافة‬
‫إلى االستكشافات الميدانية التي مكنتو من جمع بعض المعمومات األولية‪ ،‬التي تسمح‬
‫لمباحث بالتفتح الذىني واالقتراب من الموضوع اقترابا منيجيا‪ ،‬لكن االنطالقة الفعمية لمدراسة‬
‫الميدانية كانت في بداية سنة ‪ ،2075‬أين حدد الباحث توجياتو وأىدافو والمؤشرات التي‬
‫سيخضعي ا لمدراسة الميدانية مع تمكنو من تحديد مجتمع البحث‪ ،‬وبعد التحكيم والتعديل‬
‫والتجريب النيائي لالستمارة المقابمة شرع الباحث في مطمع شير جوان في توزيعيا عمى‬
‫الشباب المقاولين‪ ،‬ودامت العممية إلى غاية أواخر شير سبتمبر من سنة ‪.2075‬‬

‫‪253‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫‪ -3‬المجال البشري‪ :‬تحديد مجتمع البحث من األمور الميمة عند إجراء أي بحث عممي‪،‬‬
‫حيث يسمح التحديد الجيد لمجتمع البحث من اختيار العينة المناسبة التي تكون أكثر تمثيال‬
‫لو‪ ،‬وبالتالي إمكانية تعميم النتائج عميو فيما بعد‪ ،‬ويتمثل مجتمع الدراسة في جميع الشباب‬
‫المقاولين لوالية البويرة ذكو ار كانوا أم إناثا‪ ،‬الذين أنشئوا مؤسسات مصغرة وصغيرة في إطار‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة خالل الفترة الممتدة بين ‪ 2004‬و‪ ،2075‬والمحددة في الوكاالت‬
‫الثالثة اآلتية‪ 8‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ‪ ،ANSEJ‬ووكالة تسيير القرض‬
‫المصغر ‪ ،ANGEM‬والصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة‪ ،CNAC‬عمى أن ال‬
‫يتجاوز سنيم ‪ 23‬سنة‪.‬‬

‫ويعرف مجتمع البحث بأنو مجموعة األفراد أو العناصر أو األجزاء التي يرغب الباحث‬
‫بدراستيا وتعميم نتائج البحث عمييا لكن مجتمع البحث نوعين‪8‬‬

‫‪ ‬المجتمع األصمي‪ 8‬ىو المجتمع الحقيقي والذي يود الباحث بالفعل أن يعمم نتائجو‬
‫عميو‪ ،‬وىذا المجتمع لسوء الحظ ناد ار ما يكون متاحا لمباحث‪.‬‬
‫‪ ‬إما المجتمع الذي يكون الباحث قاد ار عمى تعميم نتائجو عميو بالفعل فيسمى بالمجتمع‬
‫المتاح‪ ،‬ويمثل األول االختيار النموذجي لمباحث‪ ،‬والثاني اختياره الواقعي المتاح"‪.1‬‬
‫ويمكن تحديد مجتمع البحث بالتطرق لمبعض اإلحصائيات الصادرة عن وكاالت وصناديق‬
‫دعم االستثمار لوالية البويرة كما ىي موضحة في الجدول اآلتي‪8‬‬

‫‪1‬صالح مراد‪ ،‬فوزية ىادي‪ 8‬طرائق البحث العممي (تعميماتها واجراءاتها)‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الكويت ‪ ،2002‬ص‪.772‬‬
‫‪254‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫جدول رقم (‪ )18‬يوضح تطور عدد المشاريع الممولة في والية البويرة من طرف‬
‫الوكاالت‪/CNAC/ANSEJ ANGEM‬لسنة ‪.2012/2010‬‬

‫وكاالت‬
‫‪ANGEM‬‬ ‫‪CNAC‬‬ ‫‪ANSEJ‬‬
‫المجموع‬
‫المناصب‬ ‫المؤسسات‬ ‫المناصب‬ ‫المؤسسات‬ ‫المناصب‬ ‫المؤسسات‬ ‫المناصب‬ ‫المؤسسات‬ ‫السنوات‬
‫المستحدثة‬ ‫المستحدثة‬ ‫المستحدثة‬ ‫المستحدثة‬

‫‪1666‬‬ ‫‪636‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪307‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪1359‬‬ ‫‪496‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪1700‬‬ ‫‪7164‬‬ ‫‪7072‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪653‬‬ ‫‪327‬‬ ‫‪7717‬‬ ‫‪577‬‬ ‫‪2077‬‬


‫‪4224‬‬ ‫‪2773‬‬ ‫‪2422‬‬ ‫‪204‬‬ ‫‪7711‬‬ ‫‪475‬‬ ‫‪2457‬‬ ‫‪7072‬‬ ‫‪2072‬‬
‫‪2077‬‬ ‫‪7714‬‬ ‫‪7431‬‬ ‫‪460‬‬ ‫‪607‬‬ ‫‪375‬‬ ‫‪7427‬‬ ‫‪517‬‬ ‫‪2071‬‬
‫‪1741‬‬ ‫‪7526‬‬ ‫‪7541‬‬ ‫‪557‬‬ ‫‪572‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪7206‬‬ ‫‪423‬‬ ‫‪2072‬‬
‫‪1775‬‬ ‫‪7255‬‬ ‫‪7406‬‬ ‫‪343‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪707‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪2073‬‬
‫‪21517‬‬ ‫‪8542‬‬ ‫‪8765‬‬ ‫‪2488‬‬ ‫‪4209‬‬ ‫‪2321‬‬ ‫‪8548‬‬ ‫‪3733‬‬ ‫المجموع‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا عمى إحصائيات الباحثة دريس نعيمة"‬

‫فمن خالل اإلحصائيات السابقة يمكن القول أن حجم مجتمع البحث كبير جدا يتجاوز‬
‫حدود ‪6‬آالف مقاول خالل الفترة ‪ 2070‬و‪ 2073‬فضال عن عدد المقاولين خارج نطاق ىذه‬
‫الفترة الزمنية‪ ،‬باإلضافة إلى انتشار أفراده عمى أزيد من ‪ 23‬بمدية ومعظميا تقع في مناطق‬
‫نائية يصعب جدا الوصول إلييا‪ ،‬باإلضافة إلى وجود حاالت توقف الكثير من المشاريع أو‬
‫تغيير أصحابيا لمنشاط أو لمقرات عمميم‪ ،‬كل ىذا أدى بالباحث إلى إلغاء احتمال إجراء‬
‫المسح واستبدالو بالعينة التي ىي األمكن واألسيل لدراسة الشباب المقاولين‪" ،‬أما الحجم‬
‫الكمي لممؤسسات (ص‪.‬م) الخاصة والعمومية لوالية البويرة فقد بمغت في نياية نوفمبر‬
‫‪ )71137( 2074‬مؤسسة‪ ،‬وتزايد ىذا العدد ليصل في السداسي األول من سنة ‪ 2075‬إلى‬
‫(‪ )71735‬مؤسسة"‪ ،2‬وىذا ما حفز الباحث وقبمو العديد من الباحثين اآلخرين‪ ،‬لدراسة‬

‫‪1‬دريس نعيمة‪ 8‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.755-754-751-750‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Ministèr de L’Industrie et des Mines, Bulletin d’information statistique, Op cit, p 56.‬‬

‫‪255‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫موضوع المقاولة بوالية البويرة باعتبارىا مجال خصب لمدراسة‪ ،‬بسبب االنتشار الواسع‬
‫لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة تمك التي استحدثت من قبل الشباب في إطار أجيزة‬
‫الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العينة وكيفية اختيارها‪:‬‬


‫بعد تحديد مجتمع البحث والتعرف عمى خصائصو العامة (السن‪ ،‬الجنس‪ ،‬المستوى‬
‫التعميمي والثقافي‪ ).. ،‬وحجمو‪ ،‬يكون الباحث أمام أمرين اثنين ال ثالث ليما‪ ،‬األول أن يقوم‬
‫بدراسة مسحية وذلك في حالة مجتمع بحث صغير يمكن حصره واخضاع جميع أفراده‬
‫لمدراسة‪ ،‬وبالتالي فإنو في مثل ىذه الحالة يستحسن عمى الباحث االستغناء عن العينة في‬
‫جمع البيانات‪ ،‬حتى تكون نتائج الدراسة فيما بعد أقرب لمواقع وأكثر دقة وتفسي ار لمشكمة‬
‫الدراسة وأمكن تعميما‪ ،‬إال أن ىذا ال يتماشى مع خصائص مجتمع البحث الحالي‪ ،‬أما‬
‫الحالة الثانية والتي يكون فييا حجم مجتمع البحث كبي ار جدا أو موزعا أو إمكانية الوصول‬
‫إلى جميع أفراده غير ممكنا كما عميو المجتمع الحالي‪ ،‬فعمى الباحث أن يمجأ إلى اختيار‬
‫العينة المناسبة‪ ،‬وىي مجموعة جزئية تحمل معظم خصائص مجتمع البحث األصمي أو‬
‫المتاح‪ ،‬وىي عمى نوعين األول يسمى بالعينات العشوائية أو االحتمالية‪ ،‬حيث تعطى لجمع‬
‫أفراد مجتمع البحث نفس الفرص لتمثيل مجمع البحث األصمي‪ ،‬وتتمثل في العينة العشوائية‬
‫البسيطة‪ ،‬المنتظمة‪ ،‬الطبقية والعنقودية‪ ،‬أما النوع الثاني فيسمى بالعينات غير العشوائية أو‬
‫غير االحتمالية حيث‪ ،‬ال يعطى فييا لجميع العناصر نفس الفرص لتمثيل المجتمع األصمي‪،‬‬
‫وتتمثل في العينة القصدية‪ ،‬العرضية‪ ،‬الحصصية‪ ،‬كرة الثمج‪.‬‬
‫إال أن أفضل ىذه العينات عمى اإلطالق ىي العينة التي تمثل مجتمع البحث تمثيال‬
‫كبيرا‪ ،‬حيث تتوفر في عناصرىا معظم خصائص مجتمع البحث‪ ،‬من حيث السن والجنس‬
‫والمستوى التعميمي وما إلى ذلك من الخصائص التي يتميز بيا‪ ،‬وذلك لمتمكن من تعميم‬
‫النتائج عمى جميع أفراد مجتمع البحث الحقا‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫ونظ ار لخصائص مجتمع البحث األصمي الحالي الذي يتسم باالنتشار الواسع وصعوبة‬
‫الوصول إلى جميع أفراده‪ ،‬بسبب تغيير العديد من الشباب المقاولين لمكان نشاطيم وتوقف‬
‫البعض منيم عن مزاولة أنشطتيم‪ ،‬ارتأى الباحث إلى التعامل مع مجتمع البحث المتاح‪ ،‬إال‬
‫أن ىو اآلخر واجو فيو الباحث العديد من الصعوبات في تحديده واجراء البحث مع جميع‬
‫أفراده‪ ،‬بسبب عدم تجاوبيم مع الباحث إما بالرفض المباشر أو بالتحجج وتقديم أعذار كعدم‬
‫توفر الوقت أو غيابيم عن مكان العمل‪ ،‬وفي كثير من األحيان ما ال يمتزمون بالمواعيد التي‬
‫يحددونيا مع الباحث‪ ،‬كما ال يردون عمى اتصاالتو الياتفية لتجديد مواعيد االلتقاء إال بعد‬
‫محاوالت كثيرة‪ ،‬كل ىذ ا دفع بالباحث إلى اختيار بعض الحاالت الممكنة والممثمة لمجتمع‬
‫البحث المتاح ومقابمتيم لملء االستمارات‪ ،‬والتي وجيتو بدورىا إلى حاالت أخرى من مناطق‬
‫مختمفة من والية البويرة ‪ ،‬والتي تتوفر فييا شروط التالية‪ 8‬أن ال يتجاوز عمره ‪ ،23‬وأن‬
‫يكون قد استفاد من برامج الدعم والمرافقة خالل الفترة الممتدة بين ‪ 2004‬و‪ 2075‬من‬
‫إحدى الوكاالت التالية‪ ،(ANSEJ, ANGEM, CNAC) 8‬وأن يكون ىو المالك‬
‫والمسؤول عن المشروع أو المؤسسة‪ ،‬وبذلك تمكن الباحث من الوصول إلى عينة مكونة من‬
‫‪ 742‬شاب مقاول في مختمف المجاالت المنتشرة في والية البويرة عبر أزيد من ‪ 15‬بمدية‪،‬‬
‫والجدول اآلتي سيوضح أىم الخصائص المعتمدة في جمع أفراد عينة البحث لتمثل مجتمع‬
‫البحث‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )19‬أهم خصائص المعتمدة في جمع أفراد عينة البحث‪.‬‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫البيانات الشخصية‬
‫‪69,8‬‬ ‫‪113‬‬ ‫ذكر‬
‫‪30,2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫أنثى‬
‫الجنس‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫]‪]30-20‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪115‬‬ ‫]‪]40-30‬‬
‫‪9,2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫]‪]50-40‬‬ ‫السن‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪69,8‬‬ ‫‪113‬‬ ‫)‪(ANSEJ‬‬
‫‪24,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫)‪(ANGEM‬‬
‫‪5,6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫)‪(CNAC‬‬ ‫الجهة الممولة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪257‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السادس‬

‫رابعا‪ :‬أساليب المعالجة اإلحصائية‪:‬‬

‫لتحقيق أىداف الدراسة والمتمثمة في الوصول لمنتائج والتعميمات‪ ،‬قام الباحث بجمع‬
‫البيانات وترميزىا وادخاليا في برنامج )‪ (SPSS‬بيدف تبويبيا في جدول رتبية وتك اررية‬
‫لتحميل نتائجيا‪ ،‬وقد استعان في ذلك عمى ما يمي‪8‬‬

‫‪ ‬ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لمسموكات واألفعال حسب أىميتيا بوضع عالمة‬
‫الرتبة المناسبة (من ‪ 7‬إلى ‪ )2‬أمام الخيار المناسب‪.‬‬
‫‪ ‬التك اررات والنسب المئوية والمجاميع لتحديد آراء أفراد عينة البحث حسب كل رتبة‪.‬‬
‫‪ ‬مقياس (ز) لمعرفة مدى وجود فروق في إجابات المبحوثين‪.‬‬

‫خالصــــــــــة‪:‬‬

‫فبعد قيام الباحث بجميع اإلجراءات المنيجية الالزمة إلجراء الدراسة‪ ،‬من اختيار نوع‬
‫المنيج المالئم وتحديد لمجتمع البحث وسحب العينة الممثمة واختيار لألدوات المناسبة لجمع‬
‫البيانات وترميزىا وتفريغيا في جداول ترتيبية تك اررية‪ ،‬تأتي بعدىا مرحمة أخرى ال تقل أىمية‬
‫وىي مرحمة عرض وتحميل النتائج ومناقشتيا والوصول لمتعميمات‪ ،‬وىذا ما سيتم التطرق إليو‬
‫بالتفصيل في الفصل الالحق‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫الفصل السابع‪ 4‬عرض وتحميل بيانات الدراسة‬
‫الميدانية‬

‫تمهيد‬

‫أوال‪ 4‬خصائص العينة‬

‫ثانيا‪ 4‬مصادر اكتساب السموك األخالقي‬

‫ثالثا‪ 4‬مصادر اكتساب المعارف التنظيمية والمهنية‬

‫رابعا‪ 4‬المصادر المحفزة عمى المشاركة المجتمعية‬

‫خالصة‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫تمهيـــــــد‪4‬‬
‫بعد تحديد اإلجراءات المنيجية البلزمة واألدوات المناسبة لجمع البيانات الميدانية‪،‬‬
‫تأتي المرحمة الثانية والتي يتم فييا تفريغ وتبويب تمك البيانات وتمثيميا جدوليا وبيانيا‪،‬‬
‫لقراءتيا وتحميميا وتفسيرىا بغرض مناقشتيا في ضوء الفرضيات‪ ،‬لمتأكد من صدقيا أو‬
‫خطأىا والخروج بنتائج عامة لمدراسة‪.‬‬

‫أوال‪ 4‬خصائص العينة‪4‬‬

‫من الضروري عند إجراء بحث اجتماعي –سوسيولوجي‪ -‬تحديد البيانات الشخصية‬
‫التي سيركز الباحث عمى جمعيا من المبحوثين‪ ،‬والتي ستفيده في مختمف مراحل البحث‪،‬‬
‫سواء في اختيار العينة أو في تحميل النتائج‪ ،‬وعميو فإن اختيارنا لمبيانات الشخصية لم يكن‬
‫محض صدفة بل العتبارات موضوعية وىي‪:‬‬
‫‪ ‬الختيار أفراد العينة الممثمة لمجتمع البحث تمثيبل جيدا‪ ،‬في ىذه الدراسة تم االعتماد‬
‫عمى السن‪ ،‬ومصدر التمويل‪ ،‬كمؤشرات رئيسية لسحب عينة الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬المستوى التعميمي‪ ،‬االنتماء ألسرة مقاولة‪ ،‬والخبرة المينية‪ ،‬لمتعرف عمى الخمفية‬
‫االجتماعية والمينية لممبحوثين‬
‫‪ ‬إجراء التقاطعات مع المؤشرات األخرى لتحميل وتفسير النتائج والكشف عن مدى‬
‫وجود ارتباط في إجابات المبحوثين أم ال‪.‬‬

‫‪062‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)02‬يوضح جنس المبحوثين‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫الجنس‬

‫‪69,8‬‬ ‫‪113‬‬ ‫ذكر‬

‫‪30,2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫أنثى‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫نبلحظ من خبلل الجدول أن أغمب المبحوثين من الذكور وتقدر نسبتيم بـ‪،%69،8 :‬‬
‫أما اإلناث فقد بمغت نسبتيا ‪.%30،2‬‬

‫وىو ما يعكس واقع المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬حيث تشير "االحصائيات الصادرة عن‬
‫و ازرة الصناعة والمناجم في تقريرىا لسنة ‪ ،2017‬إلى أن نسبة المشاريع النسوية الممولة من‬
‫قبل ‪ANSEJ‬بمغت ‪ %10‬فقط من مجموع المشاريع الممولة‪ ،‬في حين بمغت نسبة المشاريع‬
‫النسوية الممولة من قبل ‪ CNAC‬لنفس الفترة ‪ ،1"%18‬وىو ما يؤكد الييمنة الذكورية عمى‬
‫عالم األعمال‪ ،‬وذلك راجع لوجود العديد من القيود والضوابط االجتماعية والثقافية‬
‫واالقتصادية والشخصية‪ ،‬التي من شأنيا أن تعرقل ولوج اإلناث لعالم األعمال‪ ،‬حيث كثي ار‬
‫ما نجد النسق االجتماعي ال يشجع اإلناث عمى الفعل المقاوالتي‪ ،‬خاصة في المناطق‬
‫الريفية والشبو الحضارية‪ ،‬وذلك نابع من قيم وعادات وتقاليد المجتمع المحمي التي تمزم المرأة‬
‫بالعمل في المنزل‪ ،‬إال أن تمك الممانعة والقيود المفروضة عمى ممارسة المرأة لؤلنشطة‬
‫المقاوالتية كان بسبب الخروج من المنزل‪ ،‬أي أن المشكمة تكمن في مكان ممارسة النشاط‬
‫وليس في النشاط في حد ذاتو‪ ،‬وىذا ما يعني أن المجتمع المحمي ال يغيب أو يستثني دور‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministèr de L’Industrie et des Mines, Bulletin d’information statistique de la PME,‬‬
‫‪données de ler semester 2017, n° 31, Edition Novembre 2017, p 30-31.‬‬

‫‪062‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫المرأة في تنشيط الحياة االقتصادية‪ ،‬حيث كثي ار ما نجد األسر تشجع المرأة عمى مزاولة‬
‫العديد من األنشطة الحرفية المنزلية‪ ،‬من صناعة الفخار والحياكة والنسيج والخياطة‪ ،‬وحتى‬
‫في المجال الزراعي من تربية لمحيوانات وزراعة األشجار المثمرة ومختمف الخضروات‪ ،‬التي‬
‫ستستفيد من عوائدىا لحسابيا الشخصي‪ ،‬كما أن لمخصائص الشخصية والديمغرافية لممرأة‬
‫الجزائرية‪ ،‬دور في عزوفيا عن العمل المقاوالتي خاصة المتزوجات منين‪ ،‬حيث أن افتقارىن‬
‫لمخبرة والميارة البلزمة في عالم األعمال‪ ،‬وتخوفين من الفشل ومن عدم اإليفاء بأدوارىن‬
‫كمسؤوالت عن تنشئة وتربية األبناء‪ ،‬يجعمين يترددن في ولوج عالم األعمال‪ ،‬ويفضمن العمل‬
‫المأجور الذي يحقق لين عوائد ثابتة ويضمن لين الكثير من الحقوق واالمتيازات‪ ،‬كالضمان‬
‫االجتماعي والتأمين عمى التقاعد‪ ،‬وما إلى ذلك من الخدمات والضمانات التي قد ال يحققيا‬
‫لين العمل المقاوالتي‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)02‬يبين سن المبحوثين‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫السن‬

‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫]‪]29-20‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪115‬‬ ‫]‪]39-30‬‬

‫‪9,2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫]‪]49-40‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ‪ %71‬من المبحوثين يتراوح سنيم بين (‪ )39-30‬سنة‪،‬‬
‫و‪ %19،8‬منيم أقل من تسعة وعشرون سنة‪ ،‬أما ‪ %9،2‬منيم فتتراوح بين (‪ )49-40‬سنة‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول بأن معظم الشباب المقاولين يتراوح سنيم بين الثبلثين وتسعة‬
‫وثبلثين سنة‪ ،‬وىو مؤشر إيجابي عن تمتعيم بالحيوية والقدرة عمى البذل والعمل ومواجية‬

‫‪060‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫اإلرىاق‪ ،‬كما أنيم يتمتعون بخبرة وميارة مينية طويمة اكتسبوىا من خبلل شغميم لمعديد من‬
‫األعمال‪ ،‬سواء في القطاع العام أو الخاص وحتى في القطاع الموازي غير الرسمي مما‬
‫سيل عمييم إطبلق مشاريعيم الخاصة‪ ،‬باإلضافة إلى أن أغمبيتيم مدفوعين بالعديد من‬
‫العوامل االجتماعية واقتصادية‪ ،‬باعتبارىم من المتزوجين الذين يتحممون العديد من النفقات‬
‫األسرية‪ ،‬مما يجعميم أكثر انضباطا وحزما في أنشطتيم المقاوالتية‪.‬‬

‫أما الشباب المقاولين الذين يقل سنيم عن الثبلثين سنة فمعظميم من خريجي‬
‫مؤسسات التكوين ومؤسسات التعميم العالي‪ ،‬الذين واجيتيم مشكمة البطالة بعد تخرجيم‬
‫مباشرة‪ ،‬لكن مؤىبلتيم العممية وكفئاتيم المينية مكنتيم من االستفادة من برامج الدعم‬
‫والمرافقة إلنشاء المشاريع‪ ،‬عمى الرغم من نقص خبرتيم في مجال المقاوالتية‪ ،‬لكن رغبتيم‬
‫في اإلنجاز والعمل وامتبلكيم لمفكرة والرؤية اإلستراتيجية واستفادتيم من الدعم والمرافقة‪،‬‬
‫جعميم يتغمبون عمى الصعاب ويحققون طموحاتيم في الشغل والدخل من خبلل إنشائيم‬
‫لممشاريع‪.‬‬

‫أ ما الذين يزيد سنيم عن األربعين سنة فمعظميم من العمال الذين يتمتعون بخبرة‬
‫طويمة وميارة عالية نتيجة ممارستيم لتمك األنشطة في إطار المؤسسات العائمية‪ ،‬أو لدى‬
‫المقاولين اآلخرين‪ ،‬لكن عدم رضاىم عن األجور ورغبتيم في االستقبللية وامتبلك مشروع‬
‫خاص بيم‪ ،‬دفعيم لمجوء إلى أجيزة الدعم والمرافقة لبلستفادة من الدعم إلنشاء مشاريعيم‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫‪062‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)20‬يوضح المستوى التعميمي‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫المستوى التعميمي‬

‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ابتدائي‬

‫‪30,2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫متوسط‬

‫‪43,2‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ثانوي‬

‫‪22,8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫جامعي‬

‫‪100,0‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %43،2‬من المبحوثين ذوي مستوى تعميمي ثانوي‪ ،‬و‪%30،2‬‬
‫منيم ذوي مستوى تعميم متوسط‪ ،‬و‪ %22،8‬منيم ذوي مستوى تعميمي جامعي‪ ،‬و‪%3،7‬‬
‫منيم ذوي مستوى تعميمي ابتدائي‪.‬‬
‫وعميو يمكن القول أن أغمب الشباب المقاولين من ذوي مستوى تعميمي متوسط وثانوي‪،‬‬
‫وىذا ما مكنيم من ولوج مؤسسات التكوين والتميين بعدما تم فصميم من مؤسسات التعميم‪،‬‬
‫لمتكون عمى المين والحرف والحصول عمى مؤىبلت وشيادات‪ ،‬مكنتيم بعد ذلك من‬
‫االستفادة من برامج الدعم والمرافقة إلنشاء مشاريعيم الخاصة‪ ،‬وىذا ما يستدعي االىتمام‬
‫أكثر بتطوير وتحسين مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬لما ليا من دور في إعداد الكفاءات‬
‫البشرية لمولوج عام الشغل‪.‬‬
‫أما الذين يتمتعون بمستوى تعميمي جامعي‪ ،‬فأغمبيم من أصحاب التخصصات التقنية‬
‫والفبلحية‪ ،‬والذين يتمتعون بقدر كبير من المعارف العممية في مجال نشاطيم‪ ،‬فقد لجئوا إلى‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة لمحصول عمى الدعم المالي‪ ،‬لتجسيد أفكارىم ومعرفيم عمى أرض‬
‫الواقع‪ ،‬ولتجنب الوقوع في مشكمة البطمة‪.‬‬

‫‪062‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما الشباب المقاولين الذين يتمتعون بمستوى تعميمي ال يتجاوز االبتدائي‪ ،‬فكميم أبناء‬
‫ألسر مقاولة أو حرفية‪ ،‬اكتسبوا منيا المعرفة والخبرة المينية خبلل ممارستيم لتك األنشطة‬
‫في إطار مؤسسة العائمية‪ ،‬أما عن كيفية حصوليم عمى الدعم والمرافقة‪ ،‬فكان عن طريق‬
‫استصدار شيادة العمل عند رب العمل‪ ،‬وبعد ذلك وجيوا لغرفة الصناعة التقميدية والحرف‪،‬‬
‫التي أجرت ليم تكوينا تأىيميا ومنحيم شيادة الكفاءة‪ ،‬التي مكنتيم من االستفادة من أجيزة‬
‫الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)23‬يظهر الحالة العائمية‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫الحالة المدنية‬

‫‪37‬‬ ‫‪60‬‬ ‫أعزب‬

‫‪1212‬‬ ‫‪99‬‬ ‫متزوج‬

‫‪1,9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مطمق‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫نبلحظ من خبلل نتائج الجدول أن ‪ %61،1‬من المبحوثين من المتزوجين‪ ،‬و‪%37‬‬


‫منيم من العزاب‪ ،‬في حين أن ‪ %1،9‬من المطمقين‪.‬‬
‫ومما سبق يمكن القول أن أكثر من نصف الشباب المقاولين من المتزوجين‪ ،‬ما يعني‬
‫أنيم مطالبين بتحمل الكثير من النفقات والمصاريف‪ ،‬وىذا ما جعميم يتخذون من المقاولة‬
‫خيا ار مينيا يضمن ليم وألفراد أسرىم الدخل الكافي‪ ،‬حيث صرح العديد من المبحوثين أنيم‬
‫كانوا فيما سبق عماال أجراء عند الخواص‪ ،‬لكن تدني األجور وعدم استقرار العمل وكثرة‬
‫االستغبلل الذي يتعرضون لو‪ ،‬دفعيم التخاذ قرار إنشاء مشاريع خاصة بيم تكفييم وتكفي‬
‫أفراد أسرىم حاجة العمل عند اآلخرين‪.‬‬

‫‪062‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما العزاب فيشكمون أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ ،‬حيث اتخذوا قرار إنشاء المشروع‬
‫بعد تيقنيم من صعوبة الحصول عمى منصب عمل قار‪ ،‬كما أنيم في مقتبل العمر وال‬
‫يتحممون الكثير من االلتزامات‪ ،‬وبالتالي فبإمكانيم تحمل مخاطرة إنشاء المشروع‪ ،‬والذي قد‬
‫يكون فيما بعد السبيل الذي يمكنيم من تحسين أوضاعيم االقتصادية واالجتماعية والتأسيس‬
‫لمحياة الزوجية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)02‬يشير إلى الكفاءة المهنية لممبحوثين‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫الكفاءة المهنية‬

‫‪1173‬‬ ‫‪110‬‬ ‫تقني‬

‫‪12.96‬‬ ‫‪21‬‬ ‫تقني سامي‬

‫‪19.13‬‬ ‫‪31‬‬ ‫شيادة عميا‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫نبلحظ من خبلل نتائج الجدول أن ‪ %67،9‬من المبحوثين تقنيين‪ ،‬و‪ %19،13‬منيم‬


‫من ذوي شيادات عميا أي من ذوي الشيادات الجامعية‪ ،‬و‪ %12،96‬تقنيين ساميين‪.‬‬
‫ومنو يمكن القول أن أغمب الشباب المقاولين من التقنيين‪ ،‬الذين يتراوح مستواىم‬
‫التعميمي بين االبتدائي والثانوي‪ ،‬ما مكنيم من متابعة تكوينات في مؤسسات التكوين‬
‫والتميين‪ ،‬خاصة في مجال المين الحرفية كالتمحيم والنجارة والخياطة والحبلقة وغيرىا من‬
‫التخصصات‪ ،‬التي ال يتطمب التكون فييا مستويات تعميمية عميا‪ ،‬باعتبارىا مين تعتمد عمى‬
‫الميارة اليدوية أكثر من المعرفة العممية‪.‬‬
‫أما التقنيين الساميين فمعظميم من ذوي مستوى تعميمي نيائي في الشعب العممية‬
‫والتقنية‪ ،‬مما مكنيم من متابعة تكوينات في المعاىد العميا في التخصصات التقنية‪ ،‬كالتبريد‬

‫‪066‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫الصناعي والصيانة الصناعية وغيرىا من التكوينات المتخصصة‪ ،‬التي تتطمب من المتكونين‬


‫امتبلكيم لقدر معتبر من المعارف العممية خاصة في مجال الرياضيات والفيزياء والكيمياء‪،‬‬
‫وبعد تخرجيم واكتسابيم لمخبرة في مجال نشاطيم‪ ،‬اتخذوا قرار إنشاء مشاريع خاصة بيم‪،‬‬
‫وىذا دفعيم لمجوء إلى أجيزة الدعم والمرافقة لمحصول عمى التمويل إلطبلق مشاريعيم‪.‬‬
‫أما ذوي الشيادات العميا فكميم من خريجي الجامعات والمعاىد العميا‪ ،‬واجيتيم البطالة‬
‫بعد استكماليم لمدراسات العميا‪ ،‬فقرروا إنشاء مشاريع تتبلءم وتخصصاتيم العممية‪ ،‬بما أنيم‬
‫عمى قدر عالي من المعارف العممية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)02‬يوضح مجال نشاط المبحوثين‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫النشاط‬

‫‪814.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الزراعة‬

‫‪8‬‬ ‫‪13‬‬ ‫البناء والتعمير‬

‫‪819.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الصناعة‬

‫‪6241‬‬ ‫‪56‬‬ ‫األنشطة الحرفية‬

‫‪0042‬‬ ‫‪37‬‬ ‫خدمات مختمفة‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %34،6‬من المبحوثين ينشطون في مجال األنشطة الحرفية‪،‬‬


‫و‪ %22،8‬منيم في مجال الخدمات المختمفة‪ ،‬و‪ %19،8‬في مجال الصناعة‪ ،‬و‪%14،8‬‬
‫منيم في مجال الزراعة‪ ،‬وأخي ار ‪ %8‬منيم في مجال البناء والتعمير‪.‬‬
‫ومنو يمكن القول أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين ينشطون في مجال األنشطة‬
‫الحرفية والتقميدية‪ ،‬كالخياطة والطبخ والحمويات والنسيج وغيرىا من األنشطة الحرفية المنتشرة‬

‫‪062‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫في المنطقة‪ ،‬والتي تتماشى واحتياجات المجتمع المحمي‪ ،‬أما الذين ينشطون في الخدمات‬
‫المختمفة‪ ،‬فكثير م ا نجدىم يديرون في الحقيقة محبلت تجارية خدمية‪ ،‬كقاعات األنترنيت‬
‫ورياض األطفال واصبلح اليواتف النقالة والمعدات االليكترونية‪ ،‬وغيرىا من األنشطة‬
‫الخدماتية المختمفة‪ ،‬أما الذين ينشطون في الصناعة‪ ،‬فأغمبيم متخصصين في الصناعات‬
‫الغذائية التي تعتمد عمى المواد األولية المحمية‪ ،‬من الزيتون والحميب وغيرىا من المنتجات‬
‫الزراعية‪ ،‬فضبل عن بعض الصناعات التحويمية الخفيفة الموجية أساسا لمسوق المحمية‪ ،‬مثل‬
‫صناعة الورق والببلستيك واألثاث المنزلي‪ ،‬أما الذين ينشطون في مجال الزراعة وىو النشاط‬
‫األكثر مبلئمة مع الخصائص الطبيعية لممنطقة‪ ،‬فأغمبيم يركزون عمى زراعة األشجار‬
‫المثمرة وعمى تربية الحيوانات‪ ،‬كاألبقار الحموب أو المحوم والدجاج واألرانب وحتى تربية‬
‫النحل وانتاج العسل‪ ،‬أما الذين ينشطون في مجال البناء والتعمير‪ ،‬فأغمبيم توارثوا المينة أو‬
‫الصنعة عن عائبلتيم‪ ،‬باعتبارىا تنشط في ىذا المجال منذ أواخر الثمانينيات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬وىذا ما جعميم ينشئون مشاريعيم في مجال البناء والتعمير‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)01‬يشير إلى عدد سنوات خبرة المبحوثين في النشاط‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫الخبرة‬

‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫أقل من ‪ 05‬سنوات‬

‫‪59,3‬‬ ‫‪96‬‬ ‫]‪]10-05‬‬

‫‪24,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫]‪]15-10‬‬

‫‪7,4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪15‬سنة فأكثر‬

‫‪100,0‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫‪062‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %59،3‬من المبحوثين تتراوح سنوات خبرتيم في مجال‬


‫نشاطيم بين ]‪ ، ]10-05‬و‪ %24،7‬منيم تتراوح بين ]‪ ]15-10‬سنة‪ ،‬و‪ %8،6‬منيم تقل‬
‫عن الخمسة سنوات‪ ،‬أما الذين تزيد خبرتيم في مجال نشاطيم عن الخمسة عشر سنة فقد‬
‫بمغت ‪.%7،2‬‬
‫ومما سبق نستنتج أن معظم الشباب المقاولين يتمتعون بخبرة طويمة في مجال نشاطيم‬
‫تزيد عن الخمسة سنوات‪ ،‬وذلك راجع لممارستيم ليا لسنوات طويمة قبل إنشائيم لممشروع‪،‬‬
‫فأغ مبيم كانوا ينشطون في مؤسساتيم العائمية أو لدى المقاولين والحرفيين اآلخرين‪ ،‬لكن بعد‬
‫اكتسابيم لمخبرة والميارة المينية‪ ،‬قرروا االنفصال عنيم وانشاء مشاريعيم الخاصة‪ ،‬حيث‬
‫تفضل العديد من الشباب المقاولين بالقول‪" :‬أن انشاء المشروع وترأسو ىو الحمم الذي راودىم‬
‫منذ أ ن كانوا صغارا‪ ،‬وىو اقتداء بأفراد أسرىم الذين يممكون مشاريعا خاصة بيم‪ ،‬حتى وان‬
‫كانت صغيرة إال أنيا مكنتيم من تحقيق مكانة اجتماعية ومكاسب مالية معتبرة"‪ ،‬وليذا فأنيم‬
‫يسارعون إلى تجسيد أفكارىم وطموحاتيم‪ ،‬خاصة أن مشكمة التمويل يمكن تجاوزىا من‬
‫خبلل المجوء إلى أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬وعمى رأسيا الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪،‬‬
‫والوكالة الوطنية لتسير القرض المصغر‪ ،‬والصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة‪.‬‬
‫أما الشباب المقاولين الذين انشئوا مشاريعيم الخاصة‪ ،‬وخبرتيم في مجال نشاطيم تقل‬
‫عن خمسة سنوات‪ ،‬فكان قرارىم في إنشاء المشروع بدافع تخطي مشكمة البطالة‪ ،‬عمما أن‬
‫جميم من الذكور ذوي شيادات عميا‪ ،‬وىو ما يفسر مدى استفحال ظاىرة البطالة لدى فئة‬
‫الشباب الجامعيين خاصة الذكور منيم‪ ،‬أكثر من الشباب ذوي مستويات تعميمية متوسطة‬
‫ودنيا‪ ،‬وذلك راجع لرفضيم لعقود ما قبل التشغيل أو العمل في مناصب شغل ال تتوافق‬
‫وتكويناتيم العممية‪ ،‬وبالتالي يفضمون المخاطرة بإنشاء المشاريع عمى قبول مثل تمك العقود‬
‫والمناصب‪ ،‬التي ال تضمن ليم منصب قا ار وال أج ار محترما يغطي احتياجاتيم‪ ،‬ما جعل من‬

‫‪062‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫مستقبميم الميني مجيوال‪ ،‬وليذا يبادرون ويتحممون مخاطرة إنشاء المشاريع التي سيحققون‬
‫من خبلليا طموحاتيم وأىدافيم‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)01‬يوضح المصدر التي تحصل منها المبحوثين عمى التمويالت‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫مصدر التمويل‬

‫‪69,8‬‬ ‫‪113‬‬ ‫)‪(ANSEJ‬‬

‫‪24,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫)‪(ANGEM‬‬

‫‪5,6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫)‪(CNAC‬‬

‫‪100,0‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫توضح نتائج الجدول أن ‪ %69،8‬من المبحوثين تحصموا عمى التمويبلت من الوكالة‬


‫الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬و‪ %24،7‬منيم من الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‪،‬‬
‫و‪ %5،6‬منيم من الصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة‪.‬‬
‫ومنو يمكن القول أن كل الشباب المقاولين استفادوا من التمويبلت من أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة الثبلثة‪ ،‬لكن أغمبيتيا كانت من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬وذلك راجع‬
‫لبلمتيازات التي تقدميا لمشباب والتي تصل إلى حدود ‪1‬مميون دينار جزائري‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أنيا تختص بتمويل الشباب الذين يتراوح سنيم بين ‪ 35-19‬سنة‪ ،‬ويمكن أن يصل إلى ‪40‬‬
‫سنة في حالة كون الشخص المتقدم لوكالتيا مسير لمؤسسة‪ ،‬لكن بشرط أن يضمن تشغيل‬
‫أربعة عمال بما فييم الشركاء‪ ،‬باإلضافة إلى مرافقتيم بمتابعة سير نشاط مشاريعيم مع‬
‫الحرص عمى احترام بنود دفاتر الشروط التي تربطيم بالوكالة‪ ،‬وتقديم التوجييات‬
‫والمساعدات عند الحاجة لدى المؤسسات األخرى والييئات المعنية بإنجاز االستثمارات‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما المستفيدين من الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‪ ،‬فأغمبيم من اإلناث‬


‫المواتي يمارسن األنشطة الحرفية التقميدية‪ ،‬حيث توجين ليذه الوكالة من أجل االستفادة من‬
‫القرض الذي يصل إلى ‪ 100‬ألف دج‪ ،‬لشراء تجييزات صغيرة ومواد أولية لبدء النشاط‪،‬‬
‫حيث تسمح ىذه الوكالة بتمويل األفراد الذين يزيد سنيم عن ‪18‬سنة‪ ،‬عمى أال يكون ليم‬
‫دخل أو أجر ثابت‪ ،‬ويرمي في األساس إلى ترقية عمل المرأة الماكثة بالبيت واشراكيا في‬
‫الحياة االقتصادية‪.‬‬
‫أما عن المستفيدين من الصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة‪ ،‬فكميم من العمال الذين‬
‫اشتغموا عند أرباب العمل ثم سرحوا‪ ،‬أو أنيم مارسوا صنعة أو نشاط حرفي فيما قبل‪ ،‬حيث‬
‫يتعامل الصندوق مع األفراد الذين يتراوح سنيم بين ‪ 50-30‬سنة‪ ،‬عمى أن ال يكونوا‬
‫شاغمين لمنصب عمل مأجور أو يمارسون نشاطا لحسابيم الخاص عند إيداعيم لطمب‬
‫اإلعان ة‪ ،‬وأن ال يكونوا مسجمين لدى مصالح الوكالة الوطنية لمتشغيل‪ ،‬أو أن يكونوا‬
‫مستفيدين من تعويضات الصندوق الوطني لمتأمين عمى البطالة‪ ،‬وذلك لتمويميم القتناء‬
‫المعدات واآلالت والتجييزات المختمفة إلنشاء المشاريع الجديدة أو إلعادة تنشيط المتوقفة‬
‫منيا‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)02‬يوضح سنة إنشاء المبحوثين لمشاريعهم‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬

‫‪29,6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫قبل سنة ‪2010‬‬

‫‪53,1‬‬ ‫‪86‬‬ ‫]‪]2014-2010‬‬

‫‪17,3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫]‪]2017-2014‬‬

‫‪100,0‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ‪%53،1‬من المبحوثين أنشئوا مشاريعيم خبلل الفترة‬
‫الممتدة بين]‪ ،]2014-2010‬و‪ %29،6‬منيم قبل سنة ‪ ،2010‬و‪ %17،3‬من المبحوثين‬
‫خبلل الفترة الممتدة بين ]‪.]2017-2014‬‬

‫ومنو يمكن القول أن أغمب الشباب المقاولين انشئوا مشاريعيم بين الفترة ‪]2014-‬‬
‫]‪ ،2010‬وذلك راجع لمعديد من العوامل السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي تميزت بيا‬
‫تمك الفترة‪ ،‬حيث شيدت الجزائر اضطرابات داخمية كخروج الشعب لمشارع في ديسمبر‬
‫‪ 2010‬لمتنديد بسوء األوضاع المعيشية وارتفاع أسعار المواد األساسية‪ ،‬والتي أطمقت عمييا‬
‫وسائل اإلعبلم بثورة الزيت والسكر‪ ،‬باإلضافة وجود العديد من اإلضرابات واالحتجاجات‪،‬‬
‫خاصة تمك التي نظمتيا التنسيقية الوطنية لمتغيير الديمقراطي كل يوم سبت في الجزائر‬
‫العاصمة لممطالبة بالتغيير‪ ،‬ويشير عبد الناصر جابي إلى أنو "‪ ...‬شيد السداسي األول من‬
‫سنة ‪ 2011‬غميانا اجتماعيا غير مسبوق‪ ،‬قوبل ىذا الغميان بإجراءات لتيدئة الجبية الشعبية‬
‫االجتماعية والسعي نحو إصبلحات سياسية واجتماعية لفت حوليا جميع أطياف المجتمع‬
‫المدني الجزائري من أحزاب وجمعيات وشخصيات وطنية"‪.1‬‬

‫كما أن األوضاع السياسية المضطربة لمدول المجاورة ‪-‬تونس ومصر وليبيا‪ -‬دور في‬
‫دفع الدولة‪ ،‬إلى التفكير في حمول وآليات من شأنيا إخماد تمك الحركات واالحتجاجات ومن‬
‫أىميا‪ :‬تدعيم أسعار ا لمواد األولية‪ ،‬وتشجيع الشباب البطال عمى االستفادة من برامج أجيزة‬
‫الدعم والمرافقة‪ ،‬واعتماد أغمب المشاريع التي تمت دراستيم في تمك الوكاالت‪ ،‬مما جعل‬
‫حجم المشاريع المنشأة في تمك الفترة الزمنية كبير جدا‪.‬‬

‫‪1‬اليواري بوزيدي‪ ،‬عابر حفيظة‪ :‬احتجاجات الشباب عقود االدماج المهني أنموذجا‪revue de développement ،‬‬
‫‪ ،humain‬العدد ‪ ،7‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.201‬‬

‫‪020‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما التي أنشئت قبل ‪ 2010‬فمعظميا مشاريع عرفت مراحل إنشائيا العديد من‬
‫المشاكل والتعطيبلت البيروقراطية كما صرح المبحوثين بقوليم‪ " :‬يجرونا‪ ،‬يتمسخرو بينا‪،‬‬
‫يعطيو لحبابيم‪ ،‬كل خطرة يقولوا عاودوا كواغطكم‪...‬ألخ"‪ ،‬وىذا نتيجة لمممارسات التسييرية‬
‫البلمسوؤلية لمقائمين عمى أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬حيث صرح العديد من الشباب المقاولين أن‬
‫إصرارىم وعزميم عمى مواصمة المشوار أثمر عنو بعد مرور أزيد من سنتين والدة مشاريعيم‪.‬‬

‫أما الذين انشئوا مشاريعيم خبلل الفترة بعد ‪ ،2014‬فيم من الشباب الذين دفعتيم‬
‫البطالة إلى المجوء لؤلجيزة الدعم والمرافقة لبلستفادة من التمويبلت‪ ،‬ومعظميم اقتدوا بالذين‬
‫استفادوا خبلل الفترة السابقة أي ‪ 2010‬و‪.2014‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)03‬يبين مدى ممارسة أفراد أسر المبحوثين لألنشطة الحرة‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬

‫‪77,8‬‬ ‫‪126‬‬ ‫نعم‬

‫‪22,2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ال‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %77،8‬من المبحوثين أفراد أسرىم يمارسون األنشطة الحرة‪،‬‬
‫أما ‪ %22،2‬منيم ال يمارس أفراد أسرىم لؤلنشطة الحرة‪.‬‬

‫ومنو نستنتج أن معظم الشباب المقاولين من أسر ممارسة لؤلنشطة الحرة‪ ،‬وىذا ما‬
‫جعميم يختارون عالم األعمال كخيار ومسار ميني ليم‪ ،‬وذلك لتشبعيم بأفكار ومفاىيم‬
‫العمل الحر كاالستثمار والربح والمال وغيرىا من المفاىيم األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى اكتسابيم‬
‫لمميارة والخبرة في مجال نشاط األسرة وفي مجاالت وأنشطة أخرى‪ ،‬مما رسخ وثبت في‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أذىانيم فكرة العمل الحر‪ ،‬وتفضيمو عمى العمل المأجور أو العمل كموظفين في القطاع‬
‫العمومي‪ ،‬عمى الرغم من أن أغمبيم من ذوي مستوى عممي يمكنيم من ذلك‪.‬‬

‫أما الشباب المقاولين الذين ال يمارس أفراد أسرىم لؤلنشطة الحرة‪ ،‬فأغمبيم اكتشفوا عالم‬
‫األعمال أثناء تكونيم في مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬كما زاد تربصيم في الورشات من‬
‫انفتاحيم عمى عالم األعمال الحرة والتعرف عمى خباياه‪ ،‬والفضل يرجع إلى المكونين‬
‫والممينين الذين زودوىم بالعديد من المعارف والميارات والمفاىيم التي تمكنيم من ولوجو‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)62‬يوضح األفراد الممارسين لمنشاط الحرفي في األسرة‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬

‫‪62,7‬‬ ‫‪79‬‬ ‫األب‬

‫‪4,8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األم‬

‫‪26,2‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األخ‬

‫‪6,3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العم‬

‫‪100‬‬ ‫‪126‬‬ ‫المجموع‬

‫نبلحظ من خبلل نتائج الجدول أن ‪ %62،7‬من المبحوثين أجابوا بأن األب ىو‬
‫الممارس لؤلنشطة الحرة في األسرة‪ ،‬و‪ %26،2‬منيم أجابوا بأنو األخ‪ ،‬و‪ %6،3‬أجابوا بأنو‬
‫العم‪ ،‬أما ‪ %4،8‬منيم أجابوا بأن األم ىي التي تمارس النشاط الحر في األسرة‪.‬‬

‫ومنو يمكن القول أن أغمب الشباب المقاولين أجابوا بأن األب ىو الممارس لؤلنشطة‬
‫الحرة في األسرة‪ ،‬وىو الشائع لدى أغمب األسر المقاولة الجزائرية‪ ،‬حيث أنو في الغالب ما‬
‫يكون األب ىو المؤسس األول لممشروع‪ ،‬ومن ثم تنقل الممكية أو صبلحيات اإلشراف عميو‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫لؤلخ األكبر ومن بعده لؤلخوة اآلخرين‪ ،‬باعتبار أن األسرة الجزائرية أسرة أبوية وتعتمد عمى‬
‫اليرمية في تقسيم السمطة والعمل‪ ،‬حيث كثي ار ما تمي سمطة األب سمطة االبن األكبر‪ ،‬سواء‬
‫في اتخاذ الق اررات أو في تحمل مسؤولية األسرة بصفة عامة‪ ،‬وتشير نتائج الجدول أيضا إلى‬
‫أن أزيد من ربع الشباب المقاولين‪ ،‬أجابوا بأن األخ األكبر ىو الممارس لؤلنشطة الحرة في‬
‫األسرة وأغمبيم ورثوىا عن األب كفكرة أو كمشروع قائم‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة المقاولين‬
‫الذين أجابوا بأن العم ىو الممارس لؤلنشطة الحرة في األسرة‪ ،‬حيث غالبا ما يكمف االبن‬
‫األكبر في األسرة الممتدة باإلشراف عمى ممتمكاتيا ومشاريعيا‪.‬‬

‫أما الذين أجابوا بأن األم ىي التي تمارس األنشطة الحرة في األسرة‪ ،‬فيشير إلى مدى‬
‫االنفتاح والتحول االجتماعي الحاصل في المجتمع الجزائري‪ ،‬خاصة بعد سنة ‪ 1999‬نتيجة‬
‫خروج المرأة لمعمل بشكل كبير‪ ،‬حيث لم يعد مجال شغل المرأة مقتص ار عمى الوظائف‬
‫التقميدية في الوظيف العمومي مثل التعميم والصحة‪ ،‬بل اتسع ليشمل عالم األعمال وذلك‬
‫بدواعي عدة‪ ،‬منيا ما ىو اقتصادي كغبلء المعيشة وزيادة متطمبات الحياة العصرية‪ ،‬ومنيا‬
‫ما ىو سوسيو‪-‬ثقافي كمطالبتيا بضرورة االستفادة من الضمان االجتماعي والتأمين عمى‬
‫التقاعد‪ ،‬باإلضافة إلى التحوالت والتغيرات األخرى مثل تغير قيمة العمل المنزلي في‬
‫المجتمع الجزائري‪ ،‬حيث أصبح ينظر إليو عمى أساس أنو ليس عمبل اقتصاديا‪ ،‬لغياب‬
‫المقابل المادي أو األجر والحقوق األخرى المذكورة سبقا‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)62‬يوضح دور نشاط األسرة في اتخاذ المبحوثين لقرار إنشاء‬
‫المشروع‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬

‫‪16‬‬ ‫‪102‬‬ ‫نعم‬

‫‪37‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ال‬

‫‪100,0‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %63‬من المبحوثين أجابوا بـ "نعم" لنشاط األسرة دور في‬
‫اتخاذىم لقرار إنشاء المشروع‪ ،‬أما ‪ %37‬منيم فأجابوا بـ "ال"‪ ،‬أي ليس لنشاط األسرة دور في‬
‫اتخاذىم لقرار إنشاء المشروع‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول أن أغمب الشباب المقاولين أجابوا بـ "نعم" لنشاط األسرة دور في‬
‫اتخاذىم لقرار إنشاء المشروع‪ ،‬وذلك راجع لطبيعة التنشئة االجتماعية التي تعرض ليا‬
‫الشباب المقاولين في إطار أسرىم المقاولة‪ ،‬حيث نشئوا عمى مفاىيم وقيم وسموكات تختمف‬
‫عن تمك التي ينشأ عمييا األفراد اآلخرين في األسرة غير المقاولة‪ ،‬ما اكسبيم مبادئ‬
‫وميارات العمل في األنشطة الحرة‪ ،‬والتي تبدأ بتكميفيم بأداء ببعض األعمال البسيطة‪،‬‬
‫وسرعان ما تتحول إلى تكميفيم باإلشراف عمى تسييرىا‪ ،‬وخبلل تمك الفترة فإن الشاب المقاول‬
‫يصبح شغوفا ومحبا لممينة‪ ،‬ومكتسبا لممعارف والميارات التي تتطمبيا لشغميا‪ ،‬وبالتالي يتولد‬
‫لديو قرار اختيارىا كمسار ميني لو‪ ،‬سواء باالحتفاظ بالمشروع العائمي واإلشراف عميو‪،‬‬
‫أو باالنفصال عنو وانشاء مشروع خاص بو‪ ،‬خصوصا أن األسر المقاولة تشجع أبنائيا بعد‬
‫تكوينيم واعدادىم‪ ،‬عمى االنفصال والتأسيس لمشاريعيم الخاصة‪ ،‬وتقديميا ليم الدعم مادي‬
‫ومعنوي‪.‬‬

‫‪026‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما الذين أجابوا بـ "ال"‪ ،‬أي أنو ليس لنشاط األسرة دور في اتخاذىم لقرار إنشاء‬
‫المشروع‪ ،‬فراجع إلى اختبلف نشاط األسرة عن أنشطتيم‪ ،‬وبالتالي فإن قرار إنشائيم لممشروع‬
‫نابع من مؤسسات التكوين والتميين ومن أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬حيث أن األولى وجيتيم‬
‫لنوع التكوين الذي يناسب مستواىم العممي وما يطمبو سوق العمل‪ ،‬والثانية وجيتيم لنوع‬
‫المشروع الذي يتبلءم وتكويناتيم وما يستجيب الحتياجات المجتمع‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك أن‬
‫لتوجييات وارشادات المقاولين اآلخرين دور في اتخاذىم لقرار إنشاء المشروع‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)60‬يوضح نوع المؤسسات التي أنشئها المبحوثين‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬

‫‪2312‬‬ ‫‪145‬‬ ‫مؤسسة مصغرة‬

‫‪10,5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫مؤسسة صغيرة‬

‫‪100,0‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫نبلحظ من خبلل نتائج الجدول أن ‪ %89،5‬من المبحوثين أنشئوا مؤسسات مصغرة‪،‬‬


‫و‪ %10،5‬منيم خمقوا مؤسسات صغيرة‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول أن معظم المبحوثين انشئوا مؤسسات مصغرة والتي ال يتعدى سقف‬
‫تشغيميا ‪ 9‬عمال‪ ،‬ورأس ماليا السنوي ال يتجاوز ‪20‬مميون دج‪ ،‬وحصيمتيا السنوية ال تزيد‬
‫عن ‪ 10‬م بليين دينار جزائري‪ ،‬وذلك لسيولة تسييرىا وتماشييا مع طبيعة أنشطتيم التي‬
‫عادة ال تتطمب خمق مؤسسة كبيرة‪ ،‬باإلضافة إلى قمة رأس ماليا وسيولة تسديده لمجيات‬
‫الممولة في اآلجال القانونية‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما المؤسسات الصغيرة فقدرة تشغيميا تتراوح بين ‪ 49-10‬عامل ورقم أعماليا السنوية‬
‫ال تتجاوز ‪ 200‬مميون دينار جزائري‪ ،‬وحصيمتيا السنوية ال تتعدى ‪ 100‬مميون دينار‬
‫جزائري‪ ،‬وغالبيتيا ىي توسيع لممؤسسات المصغرة‪ ،‬أو أن طبيعة نشاطيا يفرض عمييا ىذا‬
‫الشكل من التصنيف ومعظميا تنشط في مجال الصناعة‪.‬‬

‫وكخالصة جزئية لنتائج الجداول السابقة يمكن القول أن أفراد عينة الدراسة تتوفر فييم‬

‫جممة من الخصائص الشخصية ( الشباب‪ ،‬المؤىبلت العممية والمينية‪ ،‬والخبرة في‬


‫المجال‪ ،)...‬والديمغرافية والمتمثمة في ( أبناء أسر مقاولة‪ ،‬متزوجين‪ ،‬توجيو أسري‪ )..‬وأخرى‬
‫مالية تتمثل في استفادتيم من التمويبلت في إطار برامج الدعم خاصة وكالة ‪ ،ANSEJ‬كل‬
‫ىذا يجعمنا نتسم فييم روح المقاوالتية والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬من تحمي بالسموك األخبلقي‬
‫مع المتعاممين الداخميين من العمال والمتكونين‪ ،‬والخارجيين من كل أطياف المجتمع زبائنا‬
‫كانوا أو موردين وغيرىم‪ ،‬والتمكن التنظيمي والميني في تدبير مشاريعيم وادارتيا وفقا‬
‫لممعايير الجودة والسبلمة المينية‪ ،‬فضبل عن مشاركاتيم المجتمعية من خبلل االستجابة‬
‫بالقدر المستطاع الحتياجات وانتظارات المجتمع المحمي والوطني‪ ،‬وىذا ما سنحاول الكشف‬
‫عنو في بقية الفصل‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ثانيا‪ 4‬مصادر اكتساب السموك األخالقي‪4‬‬


‫السموك األخبلقي من سمات الفرد المسؤول‪ ،‬ومن واجب كل فرد في المجتمع االلتزام‬
‫بو في تفاعبلتو وعبلقاتو بالمحيطين بو‪ ،‬سواء داخل المنزل أو في مكان العمل‪ ،‬كما أن‬
‫شغل وظيفة ما أو ممارسة مينة أو نشاط معين‪ ،‬يستمزم من شاغمو التحمي بالعديد من‬
‫السموكات األخبلقية‪ ،‬وليذا عادة ما نجد المقاولون يتحمون ببعض السموكات األخبلقية من‬
‫حسن المعاممة والصدق واألمانة‪ ،‬وسنحاول من خبلل ىذا المحور البحث والكشف عن أىم‬
‫المصادر التي ساىمت في إكساب الشباب المقاولين محل الدراسة السموك األخبلقي‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)66‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك الرقابة الذاتية عمى األفعال‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬

‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬


‫‪5,6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪14,2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪76,5‬‬ ‫‪124‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪40,1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪10,5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪38,9‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪21,0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪9,3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪51,9‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪19,1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪25,3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،84‬‬ ‫‪3،55‬‬ ‫‪3،20‬‬ ‫‪5،80‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين معطيات الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك الشعور بالرقابة‬
‫الذاتية عمى األفعال‪ ،‬كان عمى النحو التالي‪ %76.5 :‬منيم يخصون األسرة بالمرتبة األولى‬
‫فيما يتعمق باكتسابيم لسموك الشعور بالرقابة الذاتية عمى األفعال‪ ،‬في حين نجد ‪%45.5‬‬
‫من المبحوثينيدرجون مؤسسات التكوين في المرتبة الثانية‪ ،‬أما مؤسسات التعميم فيدرجونيا‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫في المرتبة الثالثة بنسبة اتفاق تقدر بـ‪ ،%30.9 :‬وتأتي في المرتبة الرابعة واألخيرة أجيزة‬
‫الدعم والمرافقة بنسبة إجماع تقدر بـ‪ ،%51.9 :‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫عمى العموم يمكن القول أن معظم الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن األسرة هي المصدر‬
‫الرئيسي الكتسابهم لسموك الشعور بالرقابة الذاتية عمى األفعال‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين‬
‫ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪،‬إذ أن اإلجابات تشير إلى وجود‬
‫اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في إكساب الشباب المقاولين لسموك الشعور‬
‫بالرقابة الذاتية عمى األفعال‪ ،‬لكن ما يستدعي المبلحظة والتحميل‪ ،‬ىو تخصيصيم المرتبة‬
‫األولى لؤلسرة بنسبة إجماع تفوق ثبلثة أرباع‪ ،‬وىو ما يشير إلى وجود فروق جوىرية في‬
‫درجة مساىمة كل من المؤسسات السابقة في عممية إكساب المقاولين لسموك الرقابة الذاتية‬
‫في األنشطة‪ ،‬ويمكن تفسير ذلك بوجود ثقافة مقاوالتية لدى أسر المبحوثين‪ ،‬حيث تتضمن‬
‫قيما ومعايي ار تتماشى وروح العمل المقاوالتي‪ ،‬خاصة مبدأ المسؤولية الشخصية عمى األفعال‬
‫واألنشطة المختمفة‪ ،‬حيث تشير نتائج الجدول رقم (‪ )29‬إلى أن ‪ %77.8‬من الشباب‬
‫المقاولين ىم من أسر ممارس لؤلنشطة الحرة كالتجارة والحرف والخدمات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫دور في اتخاذىم لقرار إنشاء‬ ‫ذلك أن نجد أن ‪ %63‬منيم يقرون بأن لنشاط األسرة‬
‫مشاريعيم‪ ،‬وىو ما يفسر حدوث عممية انتقال المفاىيم والقيم والسموكات السائدة في األسرة‪،‬‬
‫إلى الشباب المقاولين عن طريق عممية التنشئة األسرية‪ ،‬وىذا ما جعل معظميم يصنفون‬
‫الوسط األسري في المرتبة األولى من حيث إكسابيم لسموك الشعور بالرقابة الذاتية عمى‬
‫األفعال‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫كما أن لمؤسسات التكوين والتميين أىمية بالغة في عممية إكساب الشباب المقاولين‬
‫لسموك الشعور بالرقابة الذاتية عمى األفعال‪ ،‬ما جعميا تحتل المرتبة الثانية بعد األسرة‪،‬‬
‫ويرجع ذلك إلى أىمية دورىا في عممية غرس المسؤولية الشخصية واالجتماعية لدى الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬وذلك عن طريق الدروس النظرية واألنشطة التطبيقية الميدانية التي يتابعا‬
‫المتربصون خبلل مرحمة التكوين‪ ،‬كما ال يجب أن يخفى عمينا أن أغمب ىؤالء الشباب‬
‫المقاولين من خريجي ىذه المؤسسات‪ ،‬حيث استطاعت أن تترك فييم العديد من االنطباعات‬
‫الجيدة عن عالم الشغل‪ ،‬والتي ربما عجزت مؤسسات التعميم عن القيام بيا‪ ،‬وىذا ما جعميا‬
‫تتأخر في الترتيب لتحتل المرتبة الثالثة‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني أن مؤسسات التعميم ال تقوم‬
‫بدورىا المحوري‪ ،‬والمتمثل أساسا في تربية وتعميم الناشئة القيم الحميدة والتحمي بالسموك‬
‫األخبلقي‪ ،‬سواء في الوسط المدرسي أو المجتمعي‪ ،‬فتموقعيا في المرتبة الثالثة‪ ،‬يرجع في‬
‫الغالب إلى التجربة السمبية التي عايشيا العديد من الشباب في المدرسة خبلل فترة عمرية‬
‫يمكن أن توصف بالمراىقة‪ ،‬والتي تتميز باالضطرابات والقمق والشعور بالعدائية تجاه‬
‫المنظومة التربوية بصفة عامة‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)62‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك إتقان العمل‬


‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬

‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬

‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪69,1‬‬ ‫‪112‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪59,9‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪25,3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪16,7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪54,3‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪69,8‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪5،29‬‬ ‫‪4،48‬‬ ‫‪4،40‬‬ ‫‪5،39‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن األسرة تصدرت ترتيب المبحوثين بنسبة ‪ ،%69،1‬لتحتل بذلك‬
‫المرتبة األولي فيما يتعمق بمصدر اكتساب المبحوثين لسموك إتقان العمل‪ ،‬في حين جاءت‬
‫مؤسسات التكوين الميني في المرتبة الثانية بنسبة استجابة المبحوثين تقدر بـ‪ ،%59،9 :‬في‬
‫حين أن المرتبة الثالثة كانت لمؤسسات التعميم والتي تمثميا نسبة استجابة تقدر بـ‪،%54،3 :‬‬
‫أما المرتبة األخيرة فكانت ألجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%69،8‬وما يؤكد ذلك ىي داللة‬
‫قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومما سبق يمكن القول أن أزيد من ثمثي الشباب المقاولين أجابوا بأن األسرة هي‬
‫المصدر الرئيسي واألول الكتسابهم لسموك إتقان العمل وتميها مؤسسات التكوين ثم‬
‫مؤسسات التعميم وبعدها أجهزة الدعم والمرافقة بدرجة أقل‪ 4‬وىو ما يؤكد وجود اتفاق عام‬
‫لدى الشباب المقاولين حول أىمية دور النسق االجتماعي في إكسابيم لسموك إتقان العمل‪4‬‬
‫لكن ما قد يستدعي الوقوف عميو بالتحميل والتفسير ىو وجود ما يزيد عن ثمثي من الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬الذين أكدوا عمى أن األسرة ىي المصدر الرئيسي الذي مكنيم من اكتساب سموك‬

‫‪020‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫إتقان العمل‪ ،‬وذلك راجع لكونيا المؤسسة األولى التي تعنى بتنشئة األفراد عمى قيمة العمل‪،‬‬
‫وتمقنيم طرق األداء السميمة من أجل إتقانو‪ ،‬كونو وظيفة نفسية واجتماعية مثل ما ىو وظيفة‬
‫اقتصادية‪ ،‬حيث يسمح إتقان العمل لؤلفراد بتحقيق االستقبلل المادي واإلشباع النفسي‪،‬‬
‫وعمى إثره أيضا تتحدد مكانتيم االجتماعية في النسق العام‪ ،‬وليذا نجد األسرة عامة واألسرة‬
‫المقاولة‪ ،‬حريصة عمى تشجيع أبنائيا عمى بذل الجيد في سبيل تقديم ما ىو أفضل وأصمح‪،‬‬
‫سواء ألنفسيم أو لغيرىم من أفراد المجتمع‪ ،‬وتمقنيم أيضا مبادئ السموك األخبلقي وأىمية‬
‫االلتزام بو في أنشطتيم المقاوالتية‪ ،‬وعمى تحمل مسؤولية أعماليم وما يترتب عنيا من ثواب‬
‫أو عقاب ومن ربح أو خسارة‪.‬‬
‫إن إدراج الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية فيما يتعمق‬
‫باكتسابيم لسموك إتقان العمل‪ ،‬فراجع لمدور التكويني والتأىيمي الذي تؤديو تمك المؤسسات‪،‬‬
‫خاصة فيما يتعمق بإعداد المتكونين من الناحية المعرفية والمينية‪ ،‬عن طريق التكوين‬
‫النظري والميداني المتخصص في نشاط معين‪ ،‬والذي يعد مرحمة تكميمية لما اكتسبوه من‬
‫ميارات وخبرات مينية مسبقا‪ ،‬من خبلل مشاركاتيم في ممارسة األعمال في إطار المؤسسة‬
‫العائمية‪.‬‬
‫أما ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فيما يتعمق باكتسابيم‬
‫لسموك إتقان العمل‪ ،‬فراجع إلى التمثبلت التي يحممونيا عن مفيوم العمل‪ ،‬حيث أن معظميم‬
‫يعتقدون أن العمل محصور في األنشطة اإلنتاجية والتجارية‪ ،‬وبالتالي فما دونيا ليس بعمل‪،‬‬
‫فضبل عن اعتقادىم بأن دور مؤسسات التعميم ىو التربية وتمقين العموم‪ ،‬وليس تعميم الناشئة‬
‫ميارات العمل الميني‪ ،‬وبالتالي فإن ىذه التصورات والتمثبلت نابعة عن ضعف تجربة وخبرة‬
‫الشباب المقاولين في مؤسسات التعميم‪ ،‬كون غالبيتيم من ذوي مستوى تعميم ما دون‬
‫الجامعي‪ ،‬الذي ييدف في األساس إلى التربية األخبلقية وتمقين الطمبة المعرف العممية‪ ،‬أكثر‬
‫منو إعداد لمحياة المينية‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة لمترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪ ،‬فراجع‬
‫لكونيا مؤسسات وىيئات تعنى بالدرجة األولى بتدعيم الشباب المقاولين بالموارد المالية‪،‬‬
‫والمرافقة القانونية والتنظيمية لممشاريع المنشأة في إطار وكاالتيا المختمفة‪ ،‬وبالتالي فإسياميا‬
‫في إكساب الشباب المقاولين سموك إتقان العمل يبقى ضعيف إلى حد ما‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)62‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تجنب التعامل مع العمالء غير نزهاء‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪27,2‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪8,0‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪73,5‬‬ ‫‪119‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪58,6‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪13,0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪6,2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪33,3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪46,9‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪61,7‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪21,0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،91‬‬ ‫‪4،22‬‬ ‫‪3،42‬‬ ‫‪5،68‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫توضح نتائج الجدول أن األسرة تتصدر الترتيب الذي وضعو المبحوثين لمصادر‬
‫اكتسابيم لسموك تجنب التعامل مع العمبلء غير النزييين‪ ،‬حيث أن معظميم يدرجونيا في‬
‫المرتبة األولى بنسبة تقدر بـ‪ ،%73،5 :‬ثم تمييا في المرتبة الثانية مؤسسات التكوين‬
‫والتميين بنسبة ‪ ،%58،6‬وتأتي بعدىا مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة بنسبة ‪،%46،9‬‬
‫أما المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت من نصيب أجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ %61،7‬من‬
‫إجابات المبحوثين‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫من خبلل النتائج السابقة يمكن القول أن معظم الشباب المقاولين‪ 4‬يقرون بأن األسرة‬
‫هي المصدر الرئيسي واألول في اكتسابهم لسموك تجنب التعامل مع العمالء غير النزهاء‪4‬‬
‫وتميها مؤسسات التكوين والتمهين‪ 4‬ثم مؤسسات التعميم وبعدها أجهزة الدعم والمرافقة‬
‫بدرجة أقل‪ ،‬وىذا نابع من سمو ورفعة القيم الدينية واالجتماعية والتربوية لؤلسرة الجزائرية‪،‬‬
‫كون التنشئة األسرية قائمة عمى تعاليم الدين اإلسبلمي التي تحرم الربا والغش‪ ،‬وتدعو إلى‬
‫اإلخبلص واألمانة والصدق في المعامبلت‪ ،‬وتشجع األفراد عمى االلتزام بالخمق الحسن‬
‫والرضا بالكسب الحبلل‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك أن لمضوابط االجتماعية إسيام كبير في منع‬
‫انتشار مثل تمك المعامبلت والعبلقات‪ ،‬وذلك عن طريق االستبعاد والتيميش واالحتقار الذي‬
‫يمارسو المجتمع تجاه الفرد غير النزيو‪ ،‬وعمى إثر ذلك تصدرت األسرة المرتبة األولى في‬
‫ترتيب الشباب المقاولين‪ ،‬لمصادر اكتسا بيم لسموك تجنب التعامل مع العمبلء ومختمف‬
‫األفراد والجيات غير النزيية‪ ،‬وذلك من حرص األسرة عمى تجنيب أبنائيا الوقوع في العديد‬
‫من االنحرافات‪ ،‬التي ستؤثر بشكل مباشر عمى شخصيم وعمى سمعة مشاريعيم‪.‬‬
‫أما تمركز مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية بعد األسرة‪ ،‬فراجع لدورىا‬
‫المحوري في تنمية وتوسيع الثقافة القانونية والتنظيمية لمشباب المقاولين‪ ،‬من خبلل اطبلعيم‬
‫عمى النصوص المنظمة لؤلنشطة التي يتكونون فييا‪ ،‬واإلجراءات الردعية التي يمكن أن‬
‫يتعرضوا ليا جراء إخبلليم بالتعميمات والقوانين المنظمة لنشاطيم‪ ،‬أو بسبب ممارساتيم غير‬
‫القانونية من غش أو تيرب أو تعامل مع جيات غير رسمية بطرق غير قانونية‪.‬‬
‫أما تموقع مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلى ضعف إسياميا في عممية‬
‫إكساب الشباب المقاولين لسموك تجنب التعامل مع العمبلء غير النزىاء‪ ،‬بسبب تركيز دورىا‬
‫عمى وظيفة التعميم أ كثر من األدوار األخرى كالتربية والتثقيف وغيرىا من األدوار المنوطة‬
‫بيا‪ ،‬وأفضل دليل عمى اعتبلل دور المنظومة التعميمية في مسألة إكساب الشباب النزاىة‬
‫واإلخبلص‪ ،‬ىو االنتشار الواسع والفاضح لظاىرة الغش في األوساط التعميمية في مختمف‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫مستوياتيا‪ ،‬والتسريب المتكرر لمواضيع االمتحانات الرسمية‪ ،‬التي ىي في الحقيقة امتحانات‬


‫تحدد مصير األمم والمجتمعات‪.‬‬
‫أما عن ترتيب أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الرابعة واألخيرة‪ ،‬فراجع إلى ضعف‬
‫إسياماتيا في توعية الشباب المقاولين عمى ضرورة تجنب التعامل مع العمبلء غير النزىاء‪،‬‬
‫بسبب البلمسوؤلية ونقص المتابعة والمرافقة الفعمية ألصحاب المشاريع‪ ،‬والتي من المفروض‬
‫ىي المسؤولة األولى عمى مثل ىذه المبادرات‪ ،‬التي من شأنيا العمل عمى ترسيخ الوعي‬
‫والسموك العقبلني في أوساط الشباب المقاولين‪ ،‬لتجنيبيم الوقوع في االنحرافات والممارسات‬
‫غير النزيية‪ ،‬التي ينجر ع نيا الكثير من المتابعات القانونية والخسائر المادية‪ ،‬والتي من‬
‫شأنيا أن تيدد بقاء واستم ار المشروع وبالتالي الفشل وضياع المال العام‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)61‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تحمل نتائج أفعال العمال‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬

‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬


‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪19,1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪60,5‬‬ ‫‪98‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪51,9‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪29,6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪64,2‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪25,9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪74,7‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪5،87‬‬ ‫‪4،99‬‬ ‫‪3،96‬‬ ‫‪4،76‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %60،5‬من المبحوثين يرتبون األسرة في المرتبة األولى‪،‬‬


‫ومؤسسات التعميم في المرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%51،9‬في حين رتبوا مؤسسات التكوين‬

‫‪026‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫والتميين في المرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%64،2‬أما أجيزة الدعم والمرافقة فقد جاءت في المرتبة‬
‫الرابعة بنسبة استجابة تقدر بـ ‪ ،%74،7‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يقرون بأن األسرة هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك تحمل نتائج أفعال العمال‪ 4‬وتميها مؤسسات التعميم ثم‬
‫مؤسسات التكوين والتمهين وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬وىو ما يثبت وجدود اتفاق‬
‫عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك تحمل نتائج أفعال العمال‪،‬ويعود‬
‫ذلك إلى وجود ثقافة مقاوالتية لدى أغمب أسر الشباب المقاولين‪ ،‬والتي تقوم عمى مبدأ‬
‫التسيير المسؤول لممشاريع‪ ،‬فكل خطأ أو انحراف يحصل داخل المؤسسة يتحمل نتائجو‬
‫وتبعاتو بالدرجة األولى المقاول‪ ،‬باعتباره المسؤول األول أمام الجيات القانونية والمجتمعية‬
‫وحتى أمام األسرة ذاتيا‪ ،‬كونو القائد والمالك والمشرف عمى مختمف األنشطة داخل‬
‫المؤسسة‪ ،‬وليذا نجد األسر المقاولة حريصة كل الحرص عمى تمنية حس المسؤولية‬
‫الشخصية واالجتماعية والقانونية لدى أبنائيا منذ الصغر‪ ،‬أمبل في تجنبيم الوقوع في‬
‫النزاعات والخصومات العمالية‪ ،‬والمتابعات القانونية والغرامات المالية من الجيات الرسمية‪،‬‬
‫خاصة من مصالح الرقابة وقمع الغش ومفتشية العمل‪ ،‬المتان تعدان آليتان لمراقة وضمان‬
‫السير الحسن لممؤسسات‪،‬خاصة منيا المؤسسات المصغرة والصغيرة التي تتفشى فييا العديد‬
‫من الممارسات غير القانونية‪ ،‬كعدم احترام شروط النظافة والسبلمة أو عدم التصريح‬
‫بالعمال لدى مصمحة الضمان االجتماعي‪ ،‬بسبب كثرة دوران العمل فييا وافتقادىا ألنظمة‬
‫تسيير متخصصة تعنى بتدبير مواردىا المادية وبشرية‪.‬‬

‫أما ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التعميم في المرتبة الثانية بعد األسرة‪ ،‬فراجع‬
‫لمساعي وجيود الجامعات والمعاىد الوطنية في نشر الثقافة المقاوالتية في أوساط الشباب‬
‫الجامعي وغير الجامعي‪ ،‬وذلك عن طريق عقد مؤتمرات وندوات عممية بمشاركة العديد من‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫األطراف االجتماعية‪ ،‬من أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬ومؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الجمعيات والتنظيمات التي تعنى بشؤون الشباب والشغل‪ ،‬لمنقاش وتبادل المعارف والخبرات‬
‫حول كيفية بعث وتنمية روح المقاوالتية في األوساط الشبابية‪ ،‬وتشجيعيم عمى إطبلق‬
‫المشاريع باعتبارىا آلية لخمق الشغل لمشاب المقاولين‪ ،‬ولمفئات االجتماعية األخرى التي‬
‫تعاني من مشكمة البطالة‪.‬‬

‫إن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثالثة‪ ،‬راجع إلى‬
‫وجود بعض النقائص في مضامين برامج التكوين المقدم لممتربصين في مجال عبلقات‬
‫العمل وميارات التعامل مع العمال‪ ،‬وذلك بسبب تركيز مؤسسات التكوين والتميين عمى‬
‫البعد األدائي والتقني لممتكونين‪ ،‬باإلضافة إلى محدودية الوقت المخصص لمتكوين التعميمي‬
‫في المراكز‪ ،‬والذي ال يتعدى في بعض التخصصات المينية ستة ساعات أسبوعيا‪ ،‬إال أن‬
‫ذلك ال ينفي الدور الكبير الذي تؤديو مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬في إعداد المتكونين من‬
‫النواحي األخبلقية والتنظيمية والفنية‪.‬‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة ترتيب الشباب المقاولين لمصادر اكتسابيم لسموك‬
‫تحمل نتائج أفعال العمال‪ ،‬فكان بسبب نقص التوجييات والتكوينات المتعمقة بيذا المؤشر‪،‬‬
‫والتي من المفروض أن تقدميا لكل مستفيد من الدعم المالي فإطار أجيزتيا‪ ،‬وىذا ما يفسر‬
‫سبب فشل العديد من المشاريع المنجزة من قبل الشباب‪ ،‬وبالخصوص الذين يفتقرون‬
‫ألساسيات العمل المقاوالتي‪ ،‬أو الذين تنقصيم الخبرة في مجال تسيير المورد البشري‪ ،‬مما‬
‫يخمق العديد من المشاكل التنظيمية واإلنتاجية والمالية لممشروع‪ ،‬وبالتالي عدم تحقيق‬
‫األىداف المسطرة من قبل المقاول والنتائج المنتظرة من أجيزة الدعم والمرافقة ذاتيا‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)61‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك التحمي بروح العمل الجماعي مع العمال‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪16,7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪13,0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪56,8‬‬ ‫‪92‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪18,5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪46,9‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪27,8‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪14,2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪32,7‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪29,0‬‬ ‫‪47‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪64,8‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪28,4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪5،21‬‬ ‫‪3،36‬‬ ‫‪2،43‬‬ ‫‪4،58‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن األسرة تصدرت المرتبة األولى في ترتيب المبحوثين‬
‫لمصادر اكتسابيم لسموك التحمي بروح العمل الجماعي مع العمال بنسبة ‪ ،%56،8‬أما‬
‫المرتبة الثانية فكانت لمؤسسات التكوين والتميين بنسبة ‪ %46،9‬من إجابات المبحوثين‪،‬‬
‫وحظيت مؤسسات التعميم بالمرتبة الثالثة بنسبة ‪ %30،9‬من إجابات المبحوثين‪ ،‬وتتذيل‬
‫بذلك أجيزة الدعم والمرافقة ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك التحمي بروح العمل‬
‫الجماعي مع العمال بنسبة ‪ ،%64.8‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫وبالتالي فإن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن األسرة هي المصدر‬


‫الرئيسي الكتسابهم سموك التحمي بروح العمل الجماعي مع العمال‪ 4‬وتميها مؤسسات‬
‫التكوين والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬وىو ما يظير‬
‫وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك التحمي بروح العمل‬
‫الجماعي مع العمال‪ ،‬وىذا نابع من أىمية الدور الذي تؤديو األسرة في تنشئة أبنائيا منذ‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫الصغر عمى العمل الجماعي والتحمي بروح الفريق‪ ،‬كون غالبية الشباب المقاولين يشاركون‬
‫أسرىم في أنشطتيم الحرفية والتجارية‪ ،‬والتي تتطمب تضافر وتكامل جيود جميع أفراد األسرة‬
‫من أجل ضمان السير الحسن ليا‪ ،‬كما أن العمل في الجو العائمي يعمل عمى تحسين‬
‫العبلقات اإلنسانية وتقوية الروابط االجتماعية بين األفراد المتفاعمين‪،‬وبذلك تسود بينيم قيم‬
‫االنتماء والوالء والشعور بالضمير الجمعي‪ ،‬وبالتالي الشعور بالمسؤولية تجاه الجماعة‬
‫وضرورة الحفاظ عمييا عن طريق العمل عمى تحقيق أىدافيا‪ ،‬وصد أي انحراف أو‬
‫اضطراب قد يخل بانسجاميا وتماسكيا في إطار آلية التضامن اآللي‪ ،‬التي أشار إلييا إميل‬
‫دوركهايم في مؤلفو "تقسم العمل االجتماعي" ويقول‪ ..." :‬تبعا لمقيمة التي ما تزال األسرة‬
‫تتمتع بيا في نظرنا‪ ،‬أنو إذا كانت وما تزال دوما مدرسة تعمم التضحية وانكار الذات‪ ،‬والبؤرة‬
‫الممتازة لؤلخبلق‪ ،‬فذلك بحكم الصفات الخاصة التي تمتاز بيا‪ ،‬والتي ال توجد أبدا في أي‬
‫‪1‬‬
‫مجال آخر‪"..‬‬

‫أما ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬فيما يتعمق‬
‫باكتسابيم لسموك التحمي بروح العمل الجماعي مع العمال‪ ،‬تأت من خبلل تجربتيم الميدانية‬
‫أثناء تربصيم في المؤسسات أو ورشات التميين‪ ،‬حيث أن لممكون أو المؤطر دور رئيسي‬
‫في غرس مثل ىذه السموكات والقيم لدى ممتيني الحرفة‪ ،‬فعادة ما نجدىم حريصون كل‬
‫الحرص عمى تقديم النصائح والتوجييات واإلرشادات لممتكونين‪ ،‬حول أىمية تنسيق جيودىم‬
‫من أجل تحقيق أىداف التنظيم‪ ،‬فيم بمثابة األوصياء أو الوالة عمى شؤون المتكونين‪ ،‬وليذا‬
‫يعمدون غالبا إلى ممارسة السمطة األبوية عمييم‪ ،‬حيث يمقنوىم مبادئ العمل وأخبلقياتو من‬
‫إتقان العمل واحترام الوقت وحسن معاممة لمزبائن‪ ،‬باعتبار أن ىذه المؤسسات والورشات‬

‫‪1‬أميل دوركيايم‪ :‬في تقسيم العمل االجتماعي‪ ،‬ترجمة‪ :‬حافظ الجمالي‪ ،‬المجنة المبنانية لترجمة الروائع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1982‬ص ‪.25‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ال تختمف كثي ار عن نمط المؤسسات العائمية‪ ،‬من حيث التنظيم والتسيير ونمط العبلقات‬
‫اإلنسانية واالجتماعية السائدة فييا‪.‬‬

‫كما أن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلى أن‬
‫غالبية المبحوثين من ذوي مستوى ما دون الجامعي‪ ،‬مما جعل معرفتيم واطبلعيم بدور‬
‫مؤسسات التعميم ال يتعدى حدود تمقين التبلميذ المعارف العممية واألخبلق العامة‪ ،‬وليس‬
‫المعارف واألخبلق ال مينية كما ىو سائد في الجامعات والمعاىد‪ ،‬لكن يبقى لمؤسسات التعميم‬
‫بمختمف مستوياتيا إسيام كبير في إشاعة سموك العمل الجماعي لدى الطمبة والتبلميذ‪ ،‬من‬
‫خبلل األنشطة العممية والثقافية والرياضية التي تنظميا‪ ،‬وليذا نجد نسبة‪%26‬فقطمن‬
‫الشباب المقاولين يرتبون مؤسسات التعميم في المرتبة األولى‪ ،‬وجميم من ذوي المستوى‬
‫الجامعي‪.‬‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة لترتيب الشباب المقاولين‪ ،‬يعود إلى ضعف إسياميا‬
‫في إعداد وتكوين المستفيدين من برامجيا من ناحية عبلقات العمل‪ ،‬بسبب تمركز وانحصار‬
‫دورىا عمى تأطيرىم من النواحي المالية والقانونية‪ ،‬كل ىذا جعل أغمب الشباب المقاولين‬
‫يدرجونيا في المرتبة الرابعة واألخيرة‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)62‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك التنازل عن بعض المصالح الشخصية لتحقيق‬
‫مصالح العمال‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪86,4‬‬ ‫‪140‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪54,3‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪16,0‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪59,9‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪61,7‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪28,4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،75‬‬ ‫‪4،35‬‬ ‫‪4،38‬‬ ‫‪6،59‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫يبين الجدول الترتيب الذي وضعو المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك التنازل عن‬
‫بعض المصمح الشخصية لتحقيق مصالح العمال‪ ،‬حيث جاءت في المرتبة األولى األسرة‬
‫بنسبة ‪ %86،4‬من إجابات المبحوثين‪ ،‬أما المرتبة الثانية فكانت لمؤسسات التعميم بنسبة‬
‫‪ ،%54.3‬في حين رتبت مؤسسات التكوين في الرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%59،9‬أما المرتبة‬
‫الرابعة واألخيرة فكانت من نصيب أجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ %61،7‬من إجابات‬
‫المبحوثين‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬
‫وعميو يمكن القول بأن معظم الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن األسرة هي المصدر‬
‫الرئيسي الكتسابهممسموك التنازل عن بعض المصمح الشخصية لتحقيق مصالح العمال‪4‬‬
‫وتميها مؤسسات التعميم ثم مؤسسات التكوين والتمهين وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬‬
‫وىو ما يبين وجود اتفاق عام‪ ،‬حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك التنازل‬
‫عن بعض المصمح الشخصية لتحقيق مصالح العمال‪،‬والفضل في ذلك يعود لدور األسرة في‬
‫تنشئة األفراد عمى إيثار الغير‪ ،‬والتخمي عن النوازع الفردية من أجل تحقيق مصمحة العامة‪،‬‬
‫‪020‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ويتأت ذلك أيضا من التربية األسرية لؤلبناء القائمة عمى احترام الكبير والعطف عمى‬
‫الصغير‪ ،‬وىي في الحقيقة قيم دينية وانسانية سامية‪ ،‬تعمل عمى نقل شخصية الفرد من‬
‫مستوى "األنا" الدوني إلى المستوى "األنا األعمى" االجتماعي‪ ،‬وليذا تشجع األسر المقاولة‬
‫أبنائيا عمى التحمي بيذا السموك االجتماعي والحضاري‪ ،‬لما لو من آثار إيجابية عمى تحديد‬
‫مكانتيم االجتماعية‪ ،‬وعمى تحسين سمعة مشاريعيم االستثمارية في أذىان المتعاممين‪.‬‬
‫أما عن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التعميم في المرتبة الثانية‪ ،‬فراجع ألىمية‬
‫دورىا وبالخصوص الجامعة‪ ،‬في نشر قيم التعاون والتكافل االجتماعي في أوساط التبلميذ‬
‫والطمبة‪ ،‬وتشجيعيم عمى التحمي بروح الجماعة والسعي لتقديم المساعدة لزمبلئيم عند‬
‫الحاجة‪ ،‬سواء بتخصيص جزء من وقتيم‪ ،‬أو تقديم شيء من وسائميم الشخصية لزمبلئيم في‬
‫المدرسة أو الجامعة بغية تحقيق مصالحيم وأىدافيم‪ ،‬وىذا السموك التضامني منتشر بكثرة‬
‫في أوساط شبابنا من األقسام النيائية والجامعات‪ ،‬حيث نجد كثير منيم من يعمد إلى وضع‬
‫وسائمو وأدواتو من الحاسب المحمول والكتب في تصرف زمبلئو‪ ،‬الذين لم تسعفيم ظروفيم‬
‫االقتصادية واالجتماعية عمى امتبلك مثل تمك الوسائل واألدوات‪ ،‬وىذا ما يجعل من سموك‬
‫التنازل عن بعض المصمح الشخصية لتحقيق مصالح العمال لدى الشباب المقاولين‪ ،‬ما ىو‬
‫إال امتداد لما اكتسبوه من سموكيات في مؤسسات التعميم بمختمف مستوياتيا‪.‬‬
‫كما أن ترتيب المبحوثين لمؤسسات التكوين والتميين في الرتبة الثالثة‪ ،‬كان بسبب‬
‫تركي ز دورىا عمى تكوين المتربصين من الناحية الفنية والميارية أكثر من تركيزىا عمى ىذا‬
‫المؤشر‪ ،‬والذي من المفروض عمى ىذه المؤسسات االىتمام بتنميتو في أوساط المتكونين‪،‬‬
‫ألن الحياة المينية تعتمد كثي ار عمى تكافل وتضامن الحرفيين والمينيين فيما بينيم خاصة في‬
‫أوقات الحاجة‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني أن مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬ال تعمل عمى نشر‬
‫الكثير من السموكات اإليجابية في أوساط المتكونين‪ ،‬لكن ربما الخمل والقصور يكمن في‬
‫الطريقة التي يتبعيا المكونون في نشر ىذا السموك بين الشباب المتكونين‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫نفس الشيء بالنسبة ألجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬التي تذيمت ترتيب الشباب المقاولين‬
‫لمصادر اكتسابيم لسموكالتنازل عن بعض المصمح الشخصية لتحقيق مصالح العمال‪ ،‬حيث‬
‫أن دور المرافقين في كثير من األحيان‪ ،‬ال يتعدى حدود التعريف بخطوات األساسية إلنشاء‬
‫المشروع لممتقدمين لبلستفادة من الدعم‪ ،‬باإلضافة إلى المتابعة والمرافقة لممشروع من الناحية‬
‫المالية والقانونية‪ ،‬وبذلك فإن تركيزىا ليس منصبا عمى تكوينيم من ناحية عبلقات العمل‬
‫وادارة الموارد البشرية‪ ،‬بقدر ما ىي مركزة عمى تكوينيم في الجوانب االقتصادية‪ ،‬وىذا ما‬
‫جعميم يرتبونيا في المرتبة األخيرة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)63‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك التضامن مع قضاياالعمال‬


‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪30,2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪34,6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪22,8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪44,4‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪26,5‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪51,2‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28,4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،02‬‬ ‫‪3،62‬‬ ‫‪2،44‬‬ ‫‪2،73‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك التضامن مع‬
‫قضايا العمال كان كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى كانت لؤلسرة بنسبة ‪ ،%34،6‬أما المرتبة الثانية‬
‫فكانت لمؤسسات التكوين والتميين بنسبة تقدر بـ ‪ ،%43،8‬في حين كانت المرتبة الثالثة‬
‫لمؤسسات التعميم بنسبة ‪ ،%26،5‬أما في المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت من نصيب أجيزة‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫الدعم والمرافقة بنسبة ‪ %51،2‬من إجابات المبحوثين‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل‬
‫الرتب‪.‬‬
‫ومنو نستنتج أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن األسرة هي المصدر‬
‫األول الكتسابهم لسموك التضامن مع قضايا العمال‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين والتمهين ثم‬
‫مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪ 4‬وىو ما يؤكد عمى وجود اتفاق عام‬
‫حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك التضامن مع قضايا العمال‪ 4‬لكن قد‬
‫يتساءل البعض ىل من المعقول أن تقوم األسرة ذات ثقافة مقاوالتية عمى تنمية مثل ىذا‬
‫السموك لدى أبنائيا؟‬

‫اإلجابة تكون كاآلتي‪ :‬طبعا األسرة المقاولة تسعى إلى ترسيخ وتنمية سموك التضامن مع‬
‫قضايا العمال لدى أبنائيا المقاولين‪ ،‬وذلك لوعييا بأىمية االلتزام بو في األنشطة المقاوالتية‪،‬‬
‫نتيجة خبرتيا وتجربتيا الميدانية‪ ،‬فكمما زاد االىتمام بالعمال‪ ،‬كمما ىناك استقرار في‬
‫المؤسسة وانتاجية مرتفعة وسمعة عالية سواء لدى العمال أنفسيم‪ ،‬أو لدى المتعاممين وجميع‬
‫أفراد المجتمع ككل‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإنو ميما تميزت ثقافة األسر المقاولة عن ثقافة‬
‫األسر األخرى‪ ،‬إال أنيا ال تنسمخ عن ثقافة المجتمع وقيمو ومعتقداتو واتجاىاتو‪ ،‬فيي‬
‫خاضعة لمضبط االجتماعي سواء من قبل المجتمع المدني‪ ،‬أو من قبل الجيات الرسمية‬
‫كالنقابات العمالية والجيات القانونية المنظمة والمراقبة ألداء مؤسساتيا‪.‬‬

‫كما أن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬فراجع‬
‫إلى دور مفتشية العمل التي تتابع شؤون المتكونين عن كثب‪ ،‬حيث ال تخمو ورشات التميين‬
‫من الزيارات الدورية ألعوان مفتشية العمل‪ ،‬التي تتقصى مجريات وظروف العمل والتكوين‪،‬‬
‫حيث سمحت لممتكونين من التعرف عمى القوانين واإلجراءات التي تحدد حقوقيم من‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫واجباتيم‪ ،‬كمتكونين أو عماال أو أرباب عمل مستقببل‪ ،‬كل ىذا جعل من المبحوثين يدرجونيا‬
‫في المرتبة الثانية بعد األسرة‪.‬‬

‫أما عن ترتيبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فكان بسبب نقص إسياميا في‬
‫التوعية القانونية واالجتماعية والسياسية لمتبلميذ والطمبة‪ ،‬حيث تقزم فعل التضامن بمفيومو‬
‫الواسع في بعض األعمال الخيرية والتطوعية مثل‪ :‬التضامن مع الفقراء والمساكين وغيره من‬
‫القضايا اإلنسانية‪ ،‬التي كثي ار ما يكون فحواىا شعارات ال مواقف وأفعال‪ ،‬كل ىذا ربما جعل‬
‫من المبحوثين بصفتيم شباب وعيين قادرين عمى تمييز الحقيقة من الخيال والفعل من‬
‫الشعار‪ ،‬يرتبون مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة ما قبل األخيرة‪.‬‬

‫ربما نفس الكبلم الذي قيل عن مؤسسات التعميم‪ ،‬يقال عن أجيزة الدعم والمرافقة‬
‫أو أكثر‪ ،‬بدليل تذيميا الدائم لترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لمسموكات األخبلقية‬
‫والمينية‪ ،‬وكما أشرنا في التحميل السابق أن الدور الرئيسي ألجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬ىو الدعم‬
‫المالي والمرافقة القانونية والتنظيمية لممشروع‪ ،‬عمى الرغم من كثرت الشعارات التي تحمميا‬
‫ىذه المؤسسات حول دورىا في توعية وتكوين حاممي المشاريع‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىو الواقع‬
‫المرير الذي تعيشو الكثير من المؤسسات المنشأة في إطار أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫‪026‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك إسداء النصائح لممقاولين الناشئين‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪40,1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪13,0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪46,9‬‬ ‫‪76‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪34,6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪13,0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪7,4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪40,1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬

‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،81‬‬ ‫‪3،69‬‬ ‫‪3،38‬‬ ‫‪3،94‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال(‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تكشف نتائج الجدول المستخمصة من إجابات المبحوثين‪ ،‬أن مصادر اكتسابيم لسموك‬
‫إسداء النصائح لممقاولين الناشئين عمى الترتيب اآلتي‪ %46،9 :‬من المبحوثين يقرون بأن‬
‫األسرة ىي المصدر الرئيسي في اكتسابيم سموك إسداء النصائح لممقاولين الناشئين‪ ،‬والمرتبة‬
‫الثانية كانت لمؤسسات التكوين والتميين بنسبة إجابات تقدر بـ ‪ ،%45،7‬أما المرتبة الثالثة‬
‫فكانت من نصيب مؤسسات التعميم بنسبة تقدر بـ ‪ ،%11،7‬أما المرتبة الرابعة واألخيرة‬
‫حظيت بيا أجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ %45،7‬من إجابات المبحوثين حول اكتسابيم منيا‬
‫لسموك اسداء النصائح لممقاولين الناشئين‪،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫إذن يمكن القول أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن األسرة هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك إسداء النصائح لممقاولين الناشئين‪ 4‬وتميها مؤسسات‬
‫التكوين والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬وىو ما يثبت‬
‫وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك إسداء النصائح‬
‫لممقاولين الناشئين‪ 4‬فمن خبلل احتكاكنا بأفراد عينة الدراسة‪ ،‬تممسنا أن غالبية األسر شجعت‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫الشباب المقاولين عمى المضي قدما إلنشاء مشاريعيم الخاصة واالستقبلل عن المؤسسة‬
‫العائمية‪ ،‬حيث قدمت ليم النصائح والتوجييات سواء المتعمقة باختيار نوع النشاط أو مكان‬
‫اإلنشاء‪ ،‬كل ىذا ترك فييم انطباع إيجابي حول ضرورة تشجيع أفراد األسرة اآلخرين‬
‫واألصدقاء واألقارب عمى إنشاء مشاريع جديدة‪ ،‬وتزويدىم بمختمف اإلرشادات والتوجييات‬
‫المتعمقة بالجيات الداعمة وا لممولة‪ ،‬ونوع األنشطة التي يزيد عمييا الطمب في المجتمع‪،‬‬
‫بيدف مساعدتيم عمى تحقيقيم لبلستقبللية المالية والمكانة االجتماعية‪ ،‬كما أن تصريحات‬
‫بعض المبحوثين تشير عمى أن تشجيعيم لمشباب اآلخرين عمى إطبلق المشاريع‪ ،‬يعد نجاحا‬
‫ينسب ليم ويزيد من تشريفيم ومكانتيم لدى أفراد المجتمع‪.‬‬

‫أما ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬فراجع إلى‬
‫الدور الميم لممكونين والمشرفين القائمين عمى عممية التكوين والتميين‪ ،‬حيث يقوم ىؤالء‬
‫بإسناد وتكميف الممتينين القدامى بعممية اإلشراف عمى المتربصين الجدد وتعميميم أساسيات‬
‫العمل في الصنعة أو الحرفة‪ ،‬والوضعيات الصحيحة وتزويدىم بمختمف التعميمات‬
‫واإلرشادات المتعمقة بالشغل‪ ،‬وبذلك يصبح ىذا السموك راسخ في شخصية وثقافة المتكونين‬
‫ويبلزميم أينما حموا وذىبوا‪ ،‬وليذا يعد سموك إسداء النصائح لممقاولين الناشئين امتداد لعممية‬
‫اإلشراف والتوجيو‪ ،‬التي يقوم بيا المتكونين القدامى لممتربصين الجدد في مؤسسات التكوين‬
‫والتميين‪ ،‬ىذا ما يفسر ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة‬
‫الثانية بعد األسرة‪.‬‬

‫كما أن ترتيبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فنابع من دورىا في تحسيس‬


‫وتوعية التبلميذ والطمبة‪ ،‬بأىمية تقديم النصائح واإلرشادات لمزمبلء واألصدقاء عند حاجة‬
‫إلييا‪ ،‬لكن عمى الرغم من أىمية دور مؤسسات التعميم في غرس مثل ىذه القيم والسموكات‬
‫الحميدة‪ ،‬إال أن أثرىا عمى المبحوثين يبقى جد ضعيف مقارنة باألسرة ومؤسسات التكوين‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫والتميين‪ ،‬وربما يعود ذلك إلى نقص التجسيد الفعمي والواقعي لممثل والقيم في الوسط‬
‫المدرسي أو الجامعي‪ ،‬وىذا ما يفسر تأخرىا في سمم الترتيب‪.‬‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة لترتيب الشباب المقاولين لمصادر اكتسابيم لسموك‬
‫إسداء النصائح لممقاولين الناشئين‪ ،‬فراجع إلى ضعف دورىا التوعوي والتثقيفي لحاممي‬
‫المشاريع‪ ،‬واكتفائيا بدور الموجو والمتابع لخطوات واجراءات إطبلق المشاريع وتقديم‬
‫التمويبلت‪ ،‬إال أن ذلك ال ينفي قياميا ببعض المساىمات والمبادرات المتعمقة بتوجيو الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬إلى تنسيق جيودىم والتعاون فيما بينيم من أجل إنجاح مشاريعيم‪ ،‬عن طريق‬
‫عقد اجتماعات وندوات مع الشركاء االجتماعيين وممثمي أرباب العمل‪ ،‬واقامة صالونات‬
‫ومعارض لمتعريف بنجاحات وتجارب المقاولين الناجحين‪ ،‬إلى أن أثرىا عمى الشباب‬
‫المقاولين يبقى جد محدود وضعيف وربما لعدم جدية تمك الفعاليات والندوات‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك التضامن مع المقاولين المذين تواجه‬
‫مشاريعهم أزمات‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪13,0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪7,4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪72,8‬‬ ‫‪118‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪40,1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪38,9‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪21,0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪25,9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪24,1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪6,2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪61,1‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪30,2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،47‬‬ ‫‪3،23‬‬ ‫‪3،15‬‬ ‫‪5،63‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫توضح نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك التضامن مع‬
‫المقاولين الذين تواجو مشاريعيم أزمات كان كاآلتي‪%72،8 :‬منيم يرتبون األسرة في المرتبة‬
‫األولى‪ ،‬أو‪ %40،1‬منيم يرتبون مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬أما المرتبة‬
‫الثالثة فكانت ألجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%25،9‬وفي حين أن المرتبة األخيرة كانت‬
‫لمؤسسات التعميم بنسبة ‪ ،%30،2‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومنو فإن معظم الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن األسرة هي المصدر الرئيسي‬
‫الكتسابهم لسموك التضامن مع المقاولين الذين تواجه مشاريعهم أزمات‪ 4‬وتميها مؤسسات‬
‫التكوين والتمهين ثم أجهزة الدعم والمرافقة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪4‬وىو ما يبين‬
‫وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك التضامن مع المقاولين‬
‫الذين تواجو مشاريعيم أزمات‪ ،‬وىذا راجع ألىمية دور األسرة في تنمية حس المسؤولية تجاه‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫اآلخرين لدى أبنائيا‪ ،‬حيث تمقنيم منذ الصغر مفاىيم التضامن والتعاطف مع اآلخرين‪ ،‬سواء‬
‫كان تجاه اإلخوة واألقارب‪ ،‬أو تجاه غيرىم من األفراد الذين تواجييم مشاكل وأزمات‪ ،‬كماال‬
‫يخفى عمينا أن مثل ىذه السموكات منتشرة بكثرة في أوساط العائبلت المقاولة‪ ،‬لما تحظى بو‬
‫من مكانة اجتماعية واقتصادية مرموقة في المجتمع المحمي‪ ،‬فيي محط أنظار ومقصد كل‬
‫من تواجيو مشكمة أو ضائقة خاصة من الناحية المادية‪ ،‬وليذا نجد في الغالب ىذه األسر‬
‫مبادرة إلى تقديم المساعدات واإلعانات ألصحاب الحاجة بدوافع عدة‪ :‬منيا ما ىو دافع‬
‫أنساني أخبلقي‪ ،‬ومنيا ما ىو دافع منفعي براغماتي لتأكيد مكانتيا أو توسيعيا في النسق‬
‫االجتماعي‬

‫كما تجدر اإلشارة أيضا إلى مسألة التعاون والتكافل القائم بين أفراد الفئة االجتماعية‬
‫الواحدة‪ ،‬حيث لمح بعض المبحوثين إلى وجود معامبلت مالية بين األسر المقاولة‪ ،‬فيم‬
‫يقرضون ويساعدون بعضيم بعضا عمى تجاوز األزمات والمشاكل‪ ،‬وتصل عبلقاتيم القائمة‬
‫عمى الثقة في بعض األحيان‪ ،‬إلى درجة القيام بشركات دون عقود رسمية توثق ذلك‪ ،‬وعميو‬
‫يمكن القول أن كل ىذه الممارسات عممت عمى ترسيخ سموك التضامن مع المقاولين الذين‬
‫تواجو مشاريعيم أزمات لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وىذا ما جعميم يخصونيا بالمرتبة األولى في‬
‫ترتيبيم لممصادر‪.‬‬

‫كما أن ترتيبيم لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية بعد األسرة‪ ،‬راجع إلى‬
‫جيود تمك المؤسسات والمتعاممين معيا من المينيين والحرفيين‪ ،‬في نشر قيم التعاون‬
‫والتضامن بين المتكونين فيما بينيم‪ ،‬من أجل تجاوز صعوباتيم ومشاكميم خاصة منيا‬
‫المتعمقة بمسألة تعمم المينة أو الصنعة‪ ،‬حيث كثي ار ما يجد المتكون نفسو في موقف يجيل‬
‫كيفية التعامل والتصرف معو‪ ،‬أو أمام عمل ال يعرف كيف تأديتو‪ ،‬فيطمب المشرف‬
‫أو المكون من زمبلئو التدخل لتقديم المساعدة ونفس الشيء بالنسبة لممتكونين اآلخرين‪،‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وبذلك يترسخ ىذا السموك في شخصيتيم وفي ثقافتيم المينية‪ ،‬ويبلزميم حتى بعد استكماليم‬
‫لفترة الت كوين‪ ،‬وىذا ما جعل الشباب المقاولين يرتبون مؤسسات التكوين في المرتبة الثانية‬
‫من حيث مصادر اكتسابيم لسموك التضامن مع المقاولين الذين تواجو مشاريعيم أزمات‪.‬‬

‫أما عن ترتيب أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثالثة‪ ،‬فكان بسبب تغييب دور ىذه‬
‫األجيزة في مسألة التنسيق بين المقاولين الحاممين لممشاريع‪ ،‬باإلضافة إلى فشميا في تكوين‬
‫قيادات شبابية من شأنيا العمل عمى مساعدة المقاولين الناشئين‪ ،‬لتجاوز الصعوبات‬
‫والمشاكل التي تحدق بمشاريعيم خاصة في السنوات األولى لئلنشاء‪ ،‬وليذا جاء ترتيبيا من‬
‫قبل الشباب المقاولين في المرتبة الثالثة ما قبل األخيرة‪.‬‬

‫أما عن تذيل مؤسسات التعميم لسمم الترتيب وتمركزىا في المرتبة الرابعة‪ ،‬فراجع‬
‫لضعف دورىا في غرس مثل تمك السموكات لدى التبلميذ والطمبة‪ ،‬نتيجة تركيز برامجيا عمى‬
‫التدريب النظري‪ ،‬حيث تغيب فييا الكثير من األنشطة التطبيقية والعممية التي تنمي السموك‬
‫التعاوني والتضامني بين الفاعمين‪ ،‬من أجل تسيير أمورىم سواء المتعمقة بحياتيم العممية‬
‫أو المينية‪ ،‬وىذا ما يفسر سبب ترتيبيا من قبل الشباب المقاولين في المرتبة األخيرة‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)20‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك المعاممة الحسنة لمزبائن‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪71,6‬‬ ‫‪116‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪13,0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪36,4‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪34,6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪35,2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪58,6‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،62‬‬ ‫‪3،54‬‬ ‫‪2،81‬‬ ‫‪5،63‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك المعاممة الحسنة‬
‫لمزبائن كان كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى لكانت لؤلسرة بنسبة ‪ %71،6‬من إجابات المبحوثين‪،‬‬
‫والمرتبة الثانية تعود لمؤسسات التكوين والتميين بنسبة ‪ %43،8‬من إجابات المبحوثين‪ ،‬أما‬
‫المرتبة الثالثة فكانت لمؤسسات التعميم بنسبة ‪ %35،2‬من إجابات المبحوثين‪ ،‬في حين‬
‫جاءت أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الرابعة واألخيرة بنسبة إجابات تقدر بـ ‪ ،%58،6‬وما‬
‫يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول أن أزيد من ثمثي الشباب المقاولين‪ ،‬يقرون بأن األسرة هي المصدر‬
‫الرئيسي الكتسابهم لسموك المعاممة الحسنة لمزبائن‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين والتمهين ثم‬
‫مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪ 4‬وىو ما يثبت عمى وجود اتفاق عام‬
‫حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك لسموك المعاممة الحسنة لمزبائن‪،‬وىذا‬
‫راجع أساسا لدور األسرة في تنشئة األبناء منذ الصغر عمى األخبلق الحميدة وعمى آداب‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫المعاممة‪ ،‬باإلضافة إلى تمقينيم أنماط السموك واألفعال المقبولة وتشجيعيم عمى إتباعيا‬
‫والتحمي بيا‪ ،‬وتبيان المرفوضة منيا اجتماعيا والنتائج السمبية التي تترتب عمى فاعميا‪،‬‬
‫وبالتالي تصبح األسرة اإل طار الذي يمكن الفرد من اكتساب األحكام والقيم والمعايير‪،‬‬
‫فردا‬
‫المنظمة والموجية لمختمف أفعالو وتصرفاتو في تفاعبلتو مع اآلخرين‪ ،‬سواء كانوا أ ا‬
‫أو جماعة أو مجتمعا‪.‬‬

‫لكن قد نجد ميمة تربية األبناء عمى سموك المعاممة الحسنة لآلخرين‪ ،‬أكث ار حضو ار‬
‫وانتشا ار في أوساط األسر المقاولة‪ ،‬لما تتناقمو من شعارات ومقوالت تمجد الزبون وتجعمو في‬
‫مراتب مثالية مثل‪" :‬الزبون ممك" أو أن " الزبون دائما عمى حق" وما إلى ذلك من مقوالت‬
‫شييرة‪ ،‬حيث أن ترديد األسرة المقاولة لمثل ىذه الشعارات‪ ،‬ينمي لدى أبنائيا خصائص‬
‫شخصية وميارات تفاعمية من نوع خاص قد ال تتوافر لدى أبناء األسر األخرى‪ ،‬وبذلك‬
‫تصبح خدمة الزبائن ونيل رضاىم وكسب ودىم وثقتيم والحفاظ عمييا‪ ،‬غاية الشباب‬
‫المقاولين من أجل ضمان بقاء واستمرار مشاريعيم‪.‬‬

‫كما أن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية بعد‬
‫األسرة‪ ،‬فنابع من إدراكيم بأىمية دورىا بشكل عام‪ ،‬وبأىمية جيود المكون أو المشرف بشكل‬
‫خاص‪ ،‬في إكسابيم األخبلق المينية وميارات التفاعل مع المتعاممين زبائنا كانوا أو موردين‪،‬‬
‫وذلك من خبلل األنشطة التفاعمية واالتصالية التي يجرونيا مع المتعاممين بشكل يومي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن لبلحتكاك بالمشرفين والمكونين ومعايشة أساليبيم وطرق تعامميم مع‬
‫األطراف المتعاممة‪ ،‬دور في اكتسابيم لمخبرة والمعرفة‪ ،‬حيث مكنيم ذلك من تعمم أساسيات‬
‫العمل األدائي والسموكي واألخبلقي في نفس الوقت‪ ،‬ليذا نجد جون ديوي في مؤلفو‬
‫"المدرسة والمجتمع"‪" 4‬اىتم بالعمل كعممية تربوية‪ ،‬ودعا إلى ضرورة العناية باألعمال اليدوية‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫والمينية في المنيج المدرسي وعدم اإلقبلل من شأنيا كما دعا إلى مبدأ الفعالية ‪Activity‬‬
‫في الحصول عمى الخبرة والتعميم"‪.1‬‬

‫أما عن ترتيبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع أساسا إلي فشل برامجيا في‬
‫تق ديم تكوين أو تعميم عممي وميني لمتبلميذ والطمبة‪ ،‬حيث ينحصر دورىا في تمقينيم‬
‫المعارف العممية النظرية‪ ،‬التي ال تنمي في الغالب لدى التبلميذ والطمبة الميارات التفاعمية‬
‫واالتصالية مع المتعاممين والشركاء‪ ،‬لكن قد نجد حضو ار لمتكوين العممي الميداني في الوسط‬
‫الجامعي‪ ،‬وفي المعاىد المتخصصة في بعض الميادين العممية والتقنية مثل الطب واليندسة‬
‫والمحاسبة‪ ،‬لكن تبقى محدودة جدا مقارنة بما تقدمو مثيبلتيا من المؤسسات في الدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬وىذا ما جعل أزيد من ثمث الشباب المقاولين يرتبونيا في المرتبة ما قبل األخيرة‪.‬‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة لترتيب الشباب المقاولين‪ ،‬فكان بسبب ضعف‬
‫الدور التكويني والتثقيفي ليذه المؤسسات فيما يتعمق بمؤشر المعاممة الحسنة الزبائن‪ ،‬حيث‬
‫نجد أغمب توجيياتيا وتعميماتيا مركزة عمى توعية المستفيدين‪ ،‬بضرورة احترام العقود‬
‫واالتفاقيات التي ابرموىا مع الجيات الممولة من مؤسسات البنوك والتأمينات‪ ،‬وضرورة‬
‫االلتزام برزنامة تسديد القروض والمستحقات الضريبية في اآلجال المحددة‪ ،‬واطبلعيم عمى‬
‫أىم اإلجراءات العقابية التي يمكن التعرض ليا في حالة مخالفة تمك النصوص‪ ،‬وبالتالي كل‬
‫ىذا جعل من أجيزة الدعم والمرافقة تتأخر في ترتيب الشباب المقاولين‪.‬‬

‫‪1‬جون ديوي‪ 4‬المدرسة والمجتمع‪ ،‬ترجمة أحمد حسن الرحيم‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة لمطباعة والنشر‪ ،‬ط ‪ ،2‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،1978 ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)26‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك احترام آجال تقديم المنتج أو الخدمة لمزبائن‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪16,7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪16,7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪61,7‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪6,2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪66,0‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪14,2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪22,2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪36,4‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪24,1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪66,7‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪33,3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪5‬‬ ‫‪4،21‬‬ ‫‪3،16‬‬ ‫‪4،91‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول المحصل عمييا من خبلل تبويب إجابات المبحوثين‪ ،‬حول مصادر‬
‫اكتسابيم لسموك احترام آجال تقديم المنتج أو الخدمة لمزبائن إلى الترتيب التالي‪%61،7 :‬‬
‫منيم يرتبون األسرة في المرتبة األولى‪ %66 ،‬منيم يرتبون مؤسسات التكوين والتميين في‬
‫المرتبة الثانية‪ ،‬أما ‪ %36،4‬منيم يرتبون مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬والمرتبة الرابعة‬
‫خصوا بيا أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومنو نتوصل إلى أن أزيد من ثمثي الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن األسرة هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك احترام آجال تقديم المنتج أو الخدمة لمزبائن‪ 4‬وتميها‬
‫مؤسسات التكوين والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪ 4‬وىو‬
‫ما يظير بوجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك احترام آجال‬
‫تقديم المنتج أو الخدمة لمزبائن‪،‬وذلك ناتج عن الجيود الكبيرة التي تبذليا األسرة في تعميم‬
‫أبنائيا منذ الصغر االنضباط في المواعيد واحترام الوقت‪ ،‬سواء في المسائل المتعمقة بحياتيم‬
‫األسرية مثل وقت النوم وقت األكل‪ ،‬أو المتعمقة بالحياة المدرسية من مواقيت الذىاب‬

‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫لممدرسة والعودة منيا‪ ،‬ووقت المراجعة وانجاز الواجبات المدرسية وغيرىا من األعمال‬
‫اليومية‪ ،‬التي عادة ما تمارس األسرة رقابة عمى أبنائيا من أجل ضمان انضباطيم واحتراميم‬
‫لتمك القواعد والتعميمات النظامية‪ ،‬وىذا األمر الشائع لدى جميع األسر عمى اختبلف‬
‫مستواىا االجتماعي والثقافي واالقتصادي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى األبعاد السابقة (الحياة األسرية‪ ،‬الحياة المدرسية)‪ ،‬نجد األسرة المقاولة‬
‫حريصة عمى غرس وتنمية سموك احترام المواعيد واآلجال في الحياة المينية والعممية لدى‬
‫أبنائيا‪ ،‬كونيم الوارثون ألنشطتيم المقاوالتية مستقببل‪ ،‬أو المؤسسون لمشاريع جديدة خاصة‬
‫بيم‪ ،‬ولضمان نجاحيم تعمد األسرة المقاولة إلى تنشئة الشباب المقاولين‪ ،‬عمى قيم احترام‬
‫اآلجال والمواعيد في معامبلتيم سواء كان مع الزبائن أو مع المتعاممين اآلخرين‪ ،‬بيدف‬
‫ضمان خدمة العمبلء والزبائن وكسب رضاىم‪ ،‬مما يعمل عمى تحسين سمعة وصورة‬
‫مشاريعيم لدى أفراد المجتمع عامة والمتعاممين خاصة‪.‬‬

‫كما أن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬راجع‬
‫لدورىا في إعداد المتكونين بمختمف القيم واألخبلق المينية‪ ،‬والتي يكتسبونيا في الغالب من‬
‫المشرفين والمكونين‪ ،‬من خبلل تعميماتيم وارشاداتيم المتعمقة بكيفية التعامل مع الزبائن‬
‫والمتعاممين بصفة عامة‪ ،‬حيث أن لتوجيياتيم األثر البالغ في صقل شخصيتيم وفي تعديل‬
‫وتصويب سموكاتيم المينية‪ ،‬كما يتيح ليم التكوين الميداني من اكتشاف األىمية القصوى‬
‫الحترام آجال تقديم المنتجات أو الخدمات لمزبائن‪ ،‬سواء فيكسب رضاىم وودىم أو في‬
‫توسيع قاعدتيم‪ ،‬ما يعمل عمى زيادة حظوظ النجاح لممشروع‪ ،‬فقد عبر بعض المبحوثين أن‬
‫سبب نجاح مشاريعيم ىو اكتسابيم لقاعدة واسعة من الزبائن‪ ،‬نتيجة حرصيم عمى اإليفاء‬
‫باحتياجاتيم بالكيفية المطموبة وفي الوقت المحدد‪ ،‬كما عمل ىؤالء الزبائن عمى التشيير‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫بأعماليم لدى زمبلئيم وأقاربيم‪ ،‬ما أدى إلى توسع قاعدة الزبائن وبالتالي الزيادة في الطمب‬
‫عمى خدمات ومنتجات المؤسسة‪.‬‬

‫أما عن ترتيبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فيما يتعمق بتعمميم سموك‬
‫االنضباط واحترام اآلجال في الحياة المينية‪ ،‬فراجع إلى ضعف دور المعممين واألساتذة‬
‫والطاقم التربوي في غرس مثل ىذه القيم والسموكات المينية لدى التبلميذ‪ ،‬لكن يبقى المدرسة‬
‫ومؤسسات التعميم بصفة عامة إسيام نسبي في تمقين التبلميذ والطمبة قيم احترام وقت‬
‫واالنضباط في انجاز األعمال‪.‬‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة لسمم ترتيب مصادر اكتساب الشباب المقاولين‬
‫لسموك احترام آجال تقديم المنتج أو الخدمة لمزبائن‪ ،‬فراجع إلى محدودية مياميا واقتصار‬
‫دورىا عمى دراسة ممفات المتقدمين لمحصول عمى التمويبلت‪ ،‬وتوجيييم لممؤسسات المالية‬
‫المتخصصة في تقديم التمويبلت‪ ،‬واإلشراف عمى عممية إنشاء المشروع دون االىتمام‬
‫بالجانب التكويني واإلعدادي لممقاولين‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك أولوية خدمة الزبون عمى تعظيم األرباح‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪77,8‬‬ ‫‪126‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪47,5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪34,0‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪18,5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪47,5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪95,1‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪6،87‬‬ ‫‪3،95‬‬ ‫‪3،40‬‬ ‫‪5،97‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫توضح نتائج الجدول أن ‪ %77،8‬من المبحوثين يدرجون األسرة في المرتبة األولى في‬
‫ترتيبيم لمصادر اكتسابيم لسموك أولوية خدمة الزبون عمى تعظيم األرباح‪ ،‬أما المرتبة الثانية‬
‫فكانت لمؤسسات التكوين والتميين بنسبة ‪ ،%47،5‬وجاءت مؤسسات التعميم في المرتبة‬
‫الثالثة بنسبة ‪ ،%43،8‬والمرتبة الرابعة واألخيرة كانت من نصيب أجيزة الدعم والمرافقة‬
‫بنسبة ‪ ،%95،1‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫إذن نستنتج أن معظم الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن األسرة هي المصدر الرئيسي‬
‫الكتسابهم لسموك أولوية خدمة الزبون عمى تعظيم األرباح‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين‬
‫والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬وىو ما يبرىن عمى وجود‬
‫اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬لسموك أولوية خدمة الزبون عمى تعظيم‬
‫األرباح‪ ،‬حيث تشير التحميبلت السابقة إلى أن األسر المقاولة تسعى دوما إلى االىتمام‬
‫بالزبائن والحفاظ عمييم‪ ،‬من خبلل التحسين المستمر في نوعية الخدمات المقدمة ليم وفي‬
‫أساليب معاممتيم‪ ،‬كما ىو مشار إليو في الجدولين السابقين‪ ،‬فيم الرأس المال الحقيقي‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫لممؤسسات ومصدر أرباحيا والغاية من إنشائيا‪ ،‬ليذا تحرص األسر المقاولة إلى توعية‬
‫أبنائيا بأىمية االستثمار في الزبون‪ ،‬واالجتياد بكل الطرق والوسائل من أجل كسبيم والحفاظ‬
‫عمييم‪ ،‬خاصة بتحسين المعاممة وااللتزام بمواعيد تقديم الخدمات والمنتجات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اعتماد سياسة ترشيد األسعار واالعتناء بجودة المنتجات المقدمة ليم‪ ،‬كل ذلك بيدف‬
‫إرضائيم والتوسيع من قاعدتيم‪ ،‬ففي اعتقاد بعض المبحوثين أنو "ميما كانت صفة الزبون‬
‫دائم أو غير دائم‪ ،‬يشتري كثي ار أو قميبل‪ ،‬يحقق لنا فوائد كثيرة أم بسيطة‪ ،‬في األخير كميم‬
‫يحققون أربحا لممؤسسة‪ ،‬سواء كانت أرباحا مالية أو غير مالية‪ ،‬باعتبارىم يشكمون قاعدة‬
‫واسعة من جميور المؤسسة ال ذي يعد مكسبا رمزيا ليا في أنظار المنافسين"‪ ،‬كل ذلك جعل‬
‫الشباب المقاولين يرتبون األسرة في المرتبة األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموك أولوية‬
‫خدمة الزبون عمى تعظيم األرباح‪.‬‬
‫كما أن ترتيبيم لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬كان بسبب دورىا‬
‫التوعوي والتكويني الذي تمنحو لممتكونين‪ ،‬من خبلل الدروس النظرية واألنشطة العممية في‬
‫الورشات‪ ،‬حيث يعمل كبل من المشرف والمكون عمى تمقين المتكونين مثل ىذه السموكات‬
‫والقيم‪ ،‬وكما يكتسبونيا أيضا من خبلل معايشتيم ومبلحظاتيم كيفية معاممة المكونين لمزبائن‬
‫والموردين‪ ،‬بمعنى أن تواجد الفرد في مثل ىذه البيئة‪ ،‬يمكنو من اكتساب الكثير من المعارف‬
‫والخبرات في مجال التسيير العقبلني المؤسسات‪ ،‬سواء من الناحية المادية أو من الناحية‬
‫البشرية‪ ،‬بمعنى تمكين الشاب المقاول من التوفيق بين الجانب الربحي والجانب العبلئقي مع‬
‫مختمف المتعاممين‪ ،‬وبالخصوص الزبائن الذين ىم في األساس مصدر تمك األرباح والعوائد‪.‬‬
‫أما ترتيب مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع لعدم اىتماميا بتعميم التبلميذ‬
‫والطمبة مثل ىذه السموكات والقيم‪ ،‬كون ميمتيا األساسية ىي نشر المعرفة العممية‪ ،‬لكن ذلك‬
‫ال يعني أنيا ال تقوم بميمة نشر القيم الحميدة والسموك األخبلقي بين الطمبة والتبلميذ‪ ،‬والتي‬
‫ستكون مصدر سموكاتيم مستقببل في الحياة المينية‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وربما نفس الكبلم الذي قيل عن مؤسسات التعميم يقال أيضا عن أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة‪ ،‬التي ميمتيا حسب ما صرح بو المبحوثين‪ ،‬ىو دراسة ممفات المتقدمين لبلستفادة‬
‫من الدعم ومرافقتيم عمى إنشاء المشاريع فقط‪ ،‬لكن ميما يكن األمر ال يمكن نفي دورىا في‬
‫تنمية الجوانب التسييرية األخرى لممقاولين‪ ،‬خاصة ما تعمق منيا بالجانب القانوني والمالي‪،‬‬
‫كما يمكن إرجاع سبب إدراجيا في المرتبة األخيرة من قبل الشباب المقاولين‪ ،‬إلى اكتسابيم‬
‫القبمي لمسموك في مؤسسة األسرة‪ ،‬أو ربما لنقص إدراكيم ووعييم بميام أجيزة الدعم والمرافقة‬
‫واعتبار أن دورىا منحصر فقط عمى تمويل ومتابعة المشاريع‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك المعاممة اإلنسانية لممتكونين‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪32,1‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪61,1‬‬ ‫‪99‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪59,3‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪25,3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪25,9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪34,0‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪28,4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪60,5‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪37,7‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،75‬‬ ‫‪4،33‬‬ ‫‪3،17‬‬ ‫‪4،79‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك المعاممة اإلنسانية‬
‫لممتكونين كان كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى كانت لؤلسرة بنسبة ‪ %61،6‬من إجابات المبحوثين‪،‬‬
‫في المرتبة الثانية جاءت مؤسسات التكوين بنسبة ‪ ،%59،3‬فحين احتمت مؤسسات التعميم‬
‫المرتبة الثالثة بنسبة إجابات تقدر بـ ‪ ،%28،4‬أما المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت ألجيزة‬
‫الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%60،5‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وعميو يمكن القول أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن األسرة هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابهممسموك المعاممة اإلنسانية لممتكونين‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين‬
‫والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬وىو ما يؤكد عمى وجود‬
‫اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك المعاممة اإلنسانية لممتكونين‪،‬‬
‫والمعروف عن األسرة الجزائرية أنيا تتميز بالقيم اإلنسانية السامية‪ ،‬النابعة من تعميم الدين‬
‫اإلسبلمي الحنيف ومن السنة النبوية الشريفة‪ ،‬المتان تدعوان إلى الرحمة واإلحسان والبر‬
‫والتسامح والكرم وتولي مسؤولية الرعية‪ ،‬وبالتالي فيي قيم تعزز في نفوس أفراد األسرة‬
‫اإلحساس بالمسؤولية تجاه اآلخر‪ ،‬وضرورة معاممتو بالرحمة واحترام إنسانيتو‪ ،‬فكثي ار من ينشأ‬
‫الشباب المقاولينعمى ىذه القيم اإلنسانية وتعززىا ممارسات األسرة تجاه العمال‪ ،‬من خبلل‬
‫حرصيا عمى توفير ظروف العمل الجيدة ‪ ،‬وعمى تقدير جيودىم وتثمينيا بمكافئات وأجور‬
‫محترمة تحقق ليم الرضا‪ ،‬وعميو فإن ىذه القيم والسموكات من شأنيا أن تنمي لدى الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬سموك المعاممة اإلنسانية سواء تجاه أفراد األسرة أو تجاه المتكونين أو تجاه األفراد‬
‫المجتمع بصفة عامة‪.‬‬

‫كما أن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين في المرتبة الثانية‪ ،‬نابع من التجربة‬
‫التي عايشوىا خبلل فترة تربصيم في الورشات‪ ،‬حيث أن العديد منيم تعرضوا فييا لمكثير‬
‫من الممارسات البلإنسانية نتيجة تسمط المكونين‪ ،‬وسوء تقديرىم ليم سواء باستعماليم لمعنف‬
‫المفظي أو الجسدي‪ ،‬حيث صرح العديد من المبحوثين أنيم تعرضوا لمتوبيخ ولمكبلم البلذع‬
‫ولبلستغبلل من قبل المكونين‪ ،‬لكن إصرارىم عمى تعمم المينة والصنعة جعل منيم يتقبمون‬
‫الوضع‪ ،‬وليذا فإن لمتجربة السابقة أثر عمى سموكيم اليوم بصفتيم أرباب عمل‪ ،‬حيث‬
‫مكنتيم من إدراك أىمية المعاممة اإلنسانية لمعمال ولممتكونين وضرورة احتراميم‪ ،‬وعمى‬
‫تصحيح ىفواتيم وأخطائيم بالطرق الحضارية‪ ،‬ومعاقبتيم بما تمميو القوانين والنصوص‬
‫التنظيمية‪ ،‬وليس بالتعنيف واإلذالل المذان من شأنيما أن يمس بكرامتيم وانسانيتيم‪ ،‬كما أن‬
‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ىناك من الشباب المقاولين من صرحوا عكس ذلك‪ ،‬بأن ليم تجربة إيجابية مع المكونين‪،‬‬
‫حيث كانوا مصدر اليام ليم بسبب معاممتيم اإلنسانية وأخبلقيم المينية‪ ،‬فمنيم من كان يدفع‬
‫ليم أجو ار مقابل األعمال التي ينجزونيا‪ ،‬باإلضافة إلى المنح في المناسبات واألعياد‪ ،‬إال أن‬
‫األجواء ال تخموا من بعض التوبيخ والعقوبات‪.‬‬

‫وعميو فإن لكبل التجربتين دور في تمنية حس المسؤولية اإلنسانية لدى الشباب المقاولين‪،‬‬
‫كما رسخت فييم سموك المعاممة اإلنسانية سواء تجاه المتكونين أو تجاه المتعاممين وأفراد‬
‫المجتمع بصفة عامة‪.‬‬

‫أما ترتيبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلى اعتقاد الشباب المقاولين‬
‫بأن مؤسسات التعميم ليس ليا دور كبير في إكسابيم سموك المعاممة اإلنسانية لممتكونين‪ ،‬إال‬
‫أنيم ال ينفون إسياميا في شحنيم بالقيم األخبلقية واإلنسانية السامية‪ ،‬كالتسامح والمحبة‬
‫واإلحسان إلى الغير‪ ،‬لكن يبقى دورىا مقارنة بالمؤسسات السابقة ضئيل وغير مؤثر في‬
‫نفوسيم كونيا في الغالب تنادي بشعارات ومقوالت يرددىا المعممون واألساتذة وفي مناسبات‬
‫محددة فقط‪.‬‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة تريب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك المعاممة‬
‫اإلنسانية لممتكونين‪ ،‬راجع لضعف دورىا في تحسيس المقاولين المستفيدين من المشاريع‬
‫بأىمية وضرورة االعتناء بالمتكونين‪ ،‬بسبب نقص التأطير أو لضعف دور المرافقين في‬
‫التحسيس والتوعية‪ ،‬وعدم قدرتيم عمى التأثير في المستفيدين من الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)21‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك التكوين الجيد لممتكونين‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪46,9‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪21,0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪10,5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪57,4‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22,2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪34,6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪46,3‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪21,0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪32,7‬‬ ‫‪53‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،04‬‬ ‫‪3،66‬‬ ‫‪3،59‬‬ ‫‪2،74‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم سموك التكوين الجيد‬
‫لممتكونين كان كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى كانت ألجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%46،9‬وفي‬
‫المرتبة الثانية جاءت مؤسسات التكوين والتميين بنسبة ‪ ،%57،4‬أما في المرتبة الثالثة‬
‫جاءت مؤسسات التعميم بنسبة تقدر بـ ‪ ،%43،8‬أما المرتبة الرابعة فكانت لؤلسرة بنسبة‬
‫‪ ،%32،7‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومن خبلل نتائج الجدول يمكن القول أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا‬
‫بأن أجهزة الدعم والمرافقة هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك التكوين الجيد‬
‫لممتكونين ‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل‬
‫األسرة‪4‬وىو ما يبين بوجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك‬
‫التكوين الجيد لممتكونين‪ ،‬ويعود ذلك إلى السياسات الجديدة التي اعتمدتيا أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة بعد سنة ‪ ،2010‬حيث أصبت أكثر حرصا عمى توعية المستفيدين من برامجيا‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫بضرورة المشاركة المجتمعية‪ ،‬من خبلل العمل عمى تحسين جودة التكوين المقدم لممتكونين‬
‫أو لمعمال الذين ينشطون في مشاريعيم‪ ،‬بيدف تحسين أداء المؤسسات الناشئة وضمان‬
‫بقائيا واستمرارىا‪ ،‬حيث نجد غالبة الشباب المقاولين الذين صرحوا بأن أجيزة الدعم والمرافقة‬
‫ىي التي أكسبتيم ىذا السموك ىم من المستفيدين في الفترة ما بعد سنة ‪ ،2010‬وىو ما‬
‫يفسر بداية التحول الحاصل في سياسات وأىداف أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬من وكاالت تعنى‬
‫بتمويل المشاريع إلى وكاالت وأجيزة تعنى أيضا بتشجيع المقاولين عمى المشاركة‬
‫المجتمعية‪ ،‬وعمى تحمل جزء من مسؤولية خدمة المجتمع باعتبار المقاولين طرف في عممية‬
‫التنمية االجتماعية‪.‬‬

‫إن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية من حيث‬
‫مصادر اكتسابيم لسموك التكوين الجيد لممتكونين‪،‬نابع من دور تمك األخيرة في توعية‬
‫المتكونين بأىمية إعداد كفاءات بشرية في المستقبل‪ ،‬سواء كانوا مشرفين في مؤسسات أو‬
‫أرباب عمل‪ ،‬كما ساىمت التكوينات التي استفاد منيا الشباب المقاولين في الورشات أثناء‬
‫فترة تربصيم من تعمم ىذه القيم والسموكات‪ ،‬وذلك من خبلل إشرافيم عمى عممية تكوين‬
‫المتربصين الجدد وتعميميم أساسيات العمل‪ ،‬كل ىذه العوامل سمحت بترسيخ سموك التكوين‬
‫الجيد لممتكونين لدى أفراد عينة الدراسة‪.‬‬

‫أما ترتيبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلى كون المؤسسات التربوية ال‬
‫تعنى بتنمية مثل ىذه السموكات والميارات المينية لدى التبلميذ‪ ،‬إال أن ذلك ال ينطبق عمى‬
‫المعاىد والجامعات‪ ،‬التي كثي ار ما تتضمن برامجيا مواد تعميمية تعنى بتزويد الطمبة‬
‫بالمعارف التنظيمية والمينية‪ ،‬وحتى التكوين الميداني في المخابر والورشات أو في‬
‫المؤسسات‪ ،‬ليذا نجد معظم الشباب المقاولين الذين رتبوا مؤسسات التعميم في المرتبة األولى‬
‫والثانية من ذوي مستوى تعميمي ثانوي فما أكثر‪ ،‬لكن يبقى دور مؤسسات التعميم في‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫إكسابالشباب المقاولين مسموك التكوين الجيد لممتكونين‪ ،‬ضعيف مقارنة بما تقدمو كبل من‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة ومؤسسات التكوين والتميين‪.‬‬

‫أما عن ترتيب لؤلسرة كمصدر رابع وأخير في اكتسابيم لسموك التكوين الجيد‬
‫لممتكونين‪ ،‬فراجع إلى عدم تدخل أفراد األسرة في شؤونيم فيما يتعمق بتكوين المتربصين‪،‬‬
‫باعتبارىم خبراء ومتخصصين في المجل‪ ،‬باإلضافة إلى ثقتيا بقدراتيم وكفاءاتيم عمى تقديم‬
‫تكوين عالي الجودة لممتربصين‪ ،‬لكن ذلك ال ينفي دور األسرة في تحسيس الشباب المقاولين‬
‫بضرورة االىتمام بنوعية التكوين الذي يقدمونو لممتربصين‪ ،‬حيث أن ىناك ما يزيد عن ثمث‬
‫أفراد عينة الدراسة وكميم من األسر المقاولة يدرجونيا في المرتبة األولى والثانية‪ ،‬مما يشير‬
‫إلى أن لؤلسرة المقاولة دور في إكساب الشباب المقاولين سموك التكوين الجيد لممتكونين‬
‫حتى وان كانت ال تنشط في نفس المجال والنشاط‪ ،‬إال أنيا حريصة عمى تنمية حس‬
‫المسؤولية لدى المبحوثين سواء تجاه المتربصين أو تجاه العمال‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)21‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك التحفيز المادي لممتكونين‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪45,1‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪46,3‬‬ ‫‪75‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪75,9‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪24,1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪24,1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪35,8‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪40,1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪46,3‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪31,5‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،03‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2،72‬‬ ‫‪3،88‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %46،3‬من المبحوثين يدرجون األسرة في المرتبة األولى في‬
‫ترتيبيم لمصادر اكتسابيم لسموك التحفيز المادي لممتكونين‪ ،‬و‪ %75،9‬منيم يرتبون‬
‫مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬أما ‪ %35،8‬منيم يرتبون مؤسسات التعميم‬
‫في المرتبة الثالثة‪ ،‬أما أجيزة الدعم والمرافقة فاحتمت المرتبة الرابعة في تريب المبحوثين‬
‫لمصادر اكتسابيم لسموك التحفيز المادي لممتكونين بنسبة ‪ ،%46،3‬وما يؤكد ذلك ىي‬
‫داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬
‫وعميو فإن ما يقارب نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن األسرة هي المصدر‬
‫الرئيسي الكتسابهم لسموك التحفيز المادي لممتكونين‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين والتمهين‬
‫ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬وىو ما يبرز وجود اتفاق عام حول‬
‫أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك التحفيز المادي لممتكونين‪ ،‬وذلك راجع إلى‬
‫النصائح والتوجييات التي تقدميا األسرة لممبحوثين‪ ،‬والنابعة من قيميا وعاداتيا االجتماعية‬
‫التي تشجع عمى التعاون والتكافل االجتماعي بين األفراد‪ ،‬ومن ثقافتيا المقاوالتية التي تقر‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫بأىمية الحوافز المادية في تحقيق رضا العمال أو المتكونين‪ ،‬حيث كمما كانت ىناك حوافز‬
‫مادية كمما كان ىناك استقرار في المؤسسة وتحسن في أداء العمال أو المتكونين‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى أن الحوافز المادية التي تقدم لممتكونين ليا بعد أخبلقي إنساني ديني‪ ،‬حيث تدخل في‬
‫إطار الصدقة أو اليبة أو المساعدات الخيرية‪ ،‬باعتبار أن الفرد المتكون ليس لو مصد ار‬
‫لبلسترزاق أو مصاد ار لمدخل‪ ،‬فضبل عن كون المتكون يبذل جيدا في المؤسسة أو الورشة‬
‫سواء كان عضميا أو فكريا‪ ،‬وبالتالي فمن حقو الحصول عمى مقابل حتى وان لم تقره‬
‫المصادر أو الجيات القانونية‪ ،‬ألن الضمير الشخصي والجمعي يقره‪ ،‬ليذا نجد األسر عامة‬
‫والمقاولة خاصة واعية بمسؤولياتيا تجاه المتكونين أو العمال بصفة عامة‪.‬‬
‫كما أن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين كمصدر ثاني بعد األسرة‬
‫في اكتسابيم لسموك التحفيز المادي لممتكونين‪ ،‬نابع من تجربتيم ومعايشتيم لظروف‬
‫المتكونين خبلل فترة تربصيم في مؤسسات التكوين وورشات التميين‪ ،‬حيث سمحت ليم تمك‬
‫التجربة بادراك مدى حاجة المتكون في تمك الفترة لمحوافز المادية‪ ،‬سواء كانت متعمقة باألجر‬
‫أو بالوسائل واألدوات البلزمة لمتكون في الصنعة والحرفة‪ ،‬كل ذلك عمل عمى تنمية وعييم‬
‫بضرورة التحفيز المادي لمعمال بشكل عام‪ ،‬والمتكونين بشكل خاص لئليفاء باحتياجاتيم‬
‫الضرورية‪ ،‬باإلضافة إلى أن الحوافز التي تقدم لممتكونين ىي تشجيع عمى بذل الجيد والقيام‬
‫بالميام عمى أحسن وجو مما يعود بالفائدة عمى المتكون وعمى الورشة أو المؤسسة‪.‬‬
‫أما ترتيبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فكان بفضل جيود واسيامات‬
‫الجامعات والمعاىد العميا في تحسيسيم‪ ،‬بأىمية الحوافز المالية في تشجيع العمال والمتكونين‬
‫عمى بذل الجيد والعطاء‪ ،‬باعتبار أن الجيد يكون عمى قدر األجر والعوائد المالية التي‬
‫يتحصل عمييا العامل‪ ،‬لكن ما يجعل من مؤسسات التعميم تتأخر في الترتيب الذي وضعو‬
‫الشباب المقاولين لمصادر اكتسابيم لسموك التحفيز المادي لممتكونين‪ ،‬ىو مستواىم التعميمي‬
‫الذي ال يتعدى لدى غالبيتيم التعميم الثانوي‪ ،‬مما جعل معارفيم محدودة في ىذا المؤشر‪،‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫باعتبار أن التعميم في المستويات األولى ييدف إلى تمقين التبلميذ العموم والمعارف وليس‬
‫التكوين المتخصص‪.‬‬
‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة سمم الترتيب‪ ،‬فراجع إلى غياب دور المرافقين في‬
‫تحسيس وتوعية الشباب المقاولين‪ ،‬بأىمية التحفيز المادي لممتكونين ولمعمال في تنشيط‬
‫المشاريع‪ ،‬باعتبارىا الوسيمة التي تمكنيم من استقطاب الكفاءات البشرية واالستفادة من‬
‫خبرتيا وتجربتيا المينية لمنيوض بمشاريعيم‪ ،‬وىو ما يفسر العجز الذي تعاني منو الكثير‬
‫من المؤسسات التي أنشئت في إطار أجيزة الدعم والمرافقة كدوران العمل‪ ،‬وقمة اإلنتاجية‬
‫وارتفاع تكاليف‪ ،‬بسبب ضعف أنظمة األجور والحوافز مما جعميا غير قادرة عمى استقطاب‬
‫اإلطارات والفنيين المتخصصين الذين يممكون الخبرة والمعرفة المينية في المجال‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تشريف المهنة لدى أفراد المجتمع‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪26,5‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪58,6‬‬ ‫‪95‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪48,8‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪32,7‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪18,5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪17,3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪41,4‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪46,3‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪42,6‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪11,1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،61‬‬ ‫‪3،48‬‬ ‫‪3،47‬‬ ‫‪4،46‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تظير نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك تشريف المينة لدى‬
‫أفراد المجتمع كان كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى كانت لؤلسرة بنسبة ‪ %58،6‬من إجابات‬
‫المبحوثين‪ ،‬لتحتل المرتبة الثانية مؤسسات التكوين والتميين بنسبة ‪ ،%48،8‬في حين‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫تمركزت مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%19،8‬أما المرتبة الرابعة واألخيرة‬
‫كانت ألجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%46،3‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومنو يمكن القول أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن األسرة هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك تشريف المهنة لدى أفراد المجتمع‪ 4‬وتميها مؤسسات‬
‫التكوين والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪ 4‬وىو ما يشير‬
‫إلى وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك تشريف المينة لدى‬
‫أفراد المجتمع‪ ،‬وذلك راجع ألىمية دور األسرة في تنشئة األفراد عمى تقديس وتشريف العمل‪،‬‬
‫ميما كانت طبيعتو أو نوعو شرط أن ال يكون محرما أو ممنوعا‪ ،‬كونو مصد ار لبلسترزاق‬
‫والتعفف‪ ،‬لكن الفضل األكبر في تشريف العمل والمين يرجع لؤلسر المقاولة أو الحرفية‪،‬‬
‫التي تزاول إلى يومنا ىذا أعماال تعد في تمثبلت الكثير من أفراد المجتمع أعماال بخسة‪،‬‬
‫أو أنيا أعماال غير مشرفة لممتينييا وألسرتو بصفة عامة‪ ،‬وعمى سبيل الذكر حرفة الرعي‬
‫وتربية الدواجن‪ ،‬الذبح والسمخ‪ ،‬أو مينة اإلسكافية أو أعمال النظافة‪ ،‬وغيرىا من المين‬
‫والحرف التي ينبذىا أفراد المجتمع‪ ،‬باعتبارىا أنشطة غير مشرفة تمحق بممتينييا االحتقار‬
‫والدونية في السمم االجتماعي‪.‬‬

‫وبالتالي فإن لؤلسر المقاولة نظرة مغايرة لؤلنشطة والمين الحرفية التي يعتبرىا الكثير‬
‫أعماال غير مشرفة‪ ،‬فيي تعتبرىا حرفة أو صنعة كفتيم حاجة الناس منذ القدم‪ ،‬وعمى أنيا‬
‫ارث عائمي ال يمكن التخمي عنو باعتبارىا جزء من ىوية المجتمع المحمي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك فإنيا مكنت اليوم الكثير من تمك األسر من اعتبلء السمم االجتماعي واالقتصادي‪،‬‬
‫خاصة بعد امتبلكيا لرؤوس أموال معتبرة‪ ،‬وتمكن أبنائيم من االلتحاق بالتعميم الجامعي‬
‫والتكون في المعاىد العميا‪ ،‬بل اليوم أصبحت األسر الحرفية تمانع في تمقين الحرف والصنع‬
‫لغير أبنائيا‪ ،‬خاصة بعد استفحال ظاىرة البطالة وعجز الوظيفة العمومية عن االستجابة‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫لحجم عرض العمل‪ ،‬والذي ال يحقق في الغالب الكثير من العوائد المالية لمموظفين‪ ،‬عمى‬
‫عكس ذلك نجد معظم الممتينين لمحرف والمين التي كانت في السابق محل احتقار‬
‫واستيجان أفراد المجتمع‪ ،‬قد حققوا مكاسب مالية واجتماعية معتبرة‪ ،‬كل ىذا ترك انطباعا‬
‫إيجابيا لدى المبحوثين عن الحرف والمين التي ينشطون فييا‪ ،‬بل أصبحت مصدر فخر ليم‬
‫أما أفراد المجتمع‪ ،‬لما حققت ليم من تميز عن باقي أقرانيم من األسر غير المقاولة‪.‬‬

‫كما ساىمت أيضا مؤسسات التكوين والتميين في إعادة االعتبار لمحرف اليدوية‬
‫والتقميدية‪ ،‬التي كان معظميا ميددة بالزوال بسبب عزوف ألفراد المجتمع عنيا‪ ،‬حيث عممت‬
‫عمى إحيائيا وبعثيا‪ ،‬من خبلل التكوينات التي توفرىا لممتربصين عمى يد مكونين مينيين‬
‫ذوي كفاءة عالية‪ ،‬باإلضافة إلى منح الشيادات التأىيمية التي تمكن المتكونين من دخول‬
‫عام الشغل‪ ،‬واالستفادة من برامج الدعم والمرافقة التي وضعتيا الدولة في خدمة الشباب‬
‫الحاممين لممشاريع‪ ،‬عن طريق تقديم تمويبلت وتسييبلت ومرافقة إلنشاء مشاريع جديدة‪ ،‬كل‬
‫ىذه العوامل شجعت المبحوثين عمى تعمم الحرف والمين وزادت من تعمقيم واعتزازىم بيا‬
‫أمام أفراد المجتمع‪.‬‬

‫أما عن ترتيبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلى دورىا في غرس بعض‬
‫القيم كحب العمل واإلتقان وغيرىا من القيم لدى التبلميذ والطمبة‪ ،‬باإلضافة إلى تبيان أىميتو‬
‫في تحسين وتطوير حياة األفراد والمجتمعات‪ ،‬لكن يبقى تأثيرىا ضعيف بسبب غياب التكوين‬
‫العممي الذي يرسخ مبادئ العمل وأىميتو وأىدافو‪ ،‬وبذلك تختزل قيمة العمل والمين في‬
‫المقوالت والشعارات المجردة‪ ،‬التي ال يتعدى تأثيرىا حدود أثير الحكمة المشيورة التي ال‬
‫تغيب عن أي قسم في المدرسة‪ ،‬أو عن أي مدرج في الجامعة "العمم نور والجيل ظبلم"‪.‬‬

‫أما ترتيب الشباب المقاولين ألجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الرابعة واألخير‪ ،‬فكان‬
‫بسبب تركيز تمك األخيرة عمى ميمة توجيو المتقدمين إلى وكاالتيا لنوع المشاريع المناسبة‪،‬‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫والتي يمكن ليم إنشاءىا وفقا لمؤىبلتيم العممية والمينية التي يحوزون عمييا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫توجيييم لممؤسسات المالية التي ستتكفل بدعم مشاريعيم ومرافقتيم عمى إنشاء المشروع‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)23‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تحسين صورة الممتهنين لممهنة لدى أفراد‬
‫المجتمع‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪17,9‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪41,4‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪35,8‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪25,9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪24,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪25,3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪24,1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪37,0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪29,0‬‬ ‫‪47‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪56,2‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪32,7‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪11,1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،63‬‬ ‫‪3،44‬‬ ‫‪2،65‬‬ ‫‪2،86‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن المبحوثين يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتميين ىي المصادر‬


‫األول في اكتسابيم لسموك تحسين صورة الممتينين لممينة لدى أفراد المجتمع بنسبة‬
‫‪ ،%41،4‬والمصدر الثاني ىي أجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%25،9‬وفي المصدر الثالث‬
‫ىو مؤسسات التعميم بنسبة ‪ ،%37‬أما المصدر الرابع واألخير فتمثل في األسرة بنسبة‬
‫‪ ،%11،1‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫من خبلل النتائج السابقة يمكن القول أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن‬
‫مؤسسات التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهمسموك تحسين صورة‬
‫الممتهنين لممهنة لدى أفراد المجتمع‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم‬

‫‪200‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وبدرجة أقل األسرة‪4‬وىو ما يؤكد عمى وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪،‬‬
‫في تنمية سموك تحسين صورة الممتينين لممينة لدى أفراد المجتمع‪ ،‬وذلك من خبلل تحسيس‬
‫وتوعية المقاولين بأىمية دورىم‪ ،‬كمستثمرين قادرين عمى تحقيق الكثير من تطمعات‬
‫وانتظارات أفراد المجتمع السمعية والخدمية‪ ،‬واعتبارىم طرف أو شريك ىام في عممية تنمية‬
‫المجتمع من خبلل م شاريعيم‪ ،‬كالعمل عمى خمق مناصب شغل ألنفسيم أوال‪ ،‬ولغيرىم ممن‬
‫يعانون من مشكمة البطالة‪ ،‬كما أن مؤسسات التكوين والتميين استطاعت أن تسوق صورة‬
‫إيجابية عن الحرفين والمينيين‪ ،‬وابراز أىمية تعمم الصنعة أو المينة في تحسين األوضاع‬
‫االقتصادية واالجتماعية لممتينييا‪ ،‬وتمكينيم من تجاوز مشكمة البطالة وتحقيق مداخل‬
‫معتبرة ليم‪ ،‬باإلضافة إلى حمايتيم من الوقوع في االنحراف كتعاطي المخدرات أو المتاجرة‬
‫بيا‪،‬وما ينجر عنيا من عواقب وخيمة كالسجن والتشويو لسمعتيم في المجتمع‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى اضطراب عبلقاتيم بأسرىم وأقاربيم ومع كافة أفراد المجتمع‪ ،‬كل ذلك عمل عمى تشجيع‬
‫المبحوثين عمى امتيان الصنع والحرف‪ ،‬وعمى التحسين والتمميع من صورة وسمعة ممتينييا‬
‫أمام أفراد المجتمع‪.‬‬

‫أما ترتيبيم ألجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية فراجع لمتمويبلت التي استفادوا‬
‫منيا في إطار أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬التي ليا دور في تحسين وضعيتيم االقتصادية‬
‫ومكانتيم االجتماعية‪ ،‬حيث عبر العديد من الشباب المقاولين أنيم لم يبقوا كما كانوا سابقا‬
‫عماال أو شغاال بسطاء لدى أرباب العمل‪ ،‬الذين يستغمونيم بأجور بخسة بسبب ضعف‬
‫إمكانياتيم وحاجتيم الممحة لمعمل‪ ،‬بل أصبحوا اليوم ىم أيضا أرباب عمل ويشغمون أفراد‬
‫أسرىم وأقاربيم‪ ،‬مما كفاىم حاجة العمل عند اآلخرين‪ ،‬وسمح ليم بالقيام بالتأمينات عمى‬
‫التقاعد‪ ،‬كل ىذه االمتيازات والتشجيعات عممت عمى تحسين صورتيم كممتينين لممين لدى‬
‫أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلى دورىا في‬
‫توعية التبلميذ والطمبة بأىمية كل أفراد المجتمع ميما كانت وظيفتيم أو مينتيم‪ ،‬كما تتضمن‬
‫البرامج التعميمية عمى العديد من النصوص التي تتناول مواضيع الحرف والمين في‬
‫المجتمع‪ ،‬كالخباز والفبلح والبقال والنجار‪ ،‬التي تحاول أنتبرز من خبلليا أىميتيم في حياة‬
‫أفراد المجتمع‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك نجد أيضا أن لمجامعات والمعاىد إسيام في نشر ثقافة‬
‫العمل الميني والحرفي لدى الطمبة‪ ،‬وتحسيسيم بأىميتو االقتصادية واالجتماعية في تنمية‬
‫وتطوير اقتصاديات الدول‪ ،‬لكن يبقى دور مؤسسات التعميم ضعيف وتشوبو الكثير النقائص‪،‬‬
‫كغياب التطبيق والتجسيد الفعمي لتك المعارف والنصوص عمى أرض الواقع‪ ،‬ففي كثير من‬
‫األحيان ما نجد أن ىؤالء الذين يدرسون تمك النصوص والمقاييس ىم أنفسيم من يحتقرون‬
‫الممتينين لمحرف والمين الحرفية واليدوية‪ ،‬وعمى العموم تبقى مؤسسات التعميم مصد ار من‬
‫مصادر اكتساب الشباب المقاولين لسموك تحسين صورة الممتينين لممينة لدى أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬بدليل وجود نسبة ‪ %30‬من المبحوثين يدرجونيا في المرتبة األولى‪.‬‬
‫أما عن تذيل األسرة لمترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين لمصادر اكتسابيم لسموك‬
‫تحسين صورة الممتينين لممينة لدى أفراد المجتمع‪ ،‬فراجع القتناعيا بأىمية الحرف والمين‬
‫التي تزاوليا في تنشيط الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وعدم اكتراثيا من نظرة اآلخرين ليا‬
‫عمبل بالمثل الشعبي الذي يقول‪" :‬خدام الناس سيدىم"‪ ،‬وبالتالي فقضية تحسين صورتيم‬
‫كممتينين لتمك الحرف غير واردة باعتبارىا ليس إشكاال بالنسبة ليا‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني أن‬
‫األسر الحرفية ال تحث أبنائيا عمى تحسين صورتيم كممتينين لممين والحرف‪ ،‬التي ربما قد‬
‫ال تروق لمكثير من أفراد المجتمع‪ ،‬وذلك من خبلل تشجيع الشباب المقاولين عمى التفاني‬
‫واإلخبلص في العمل‪ ،‬وعمى االلتزام بالسموك األخبلقي في تعامبلتيم المختمفة مع العمبلء‪،‬‬
‫كل ذلك بيدف التحسين من قيمة ومكانة الممتينين لممين والحرف والصنع لدى الزبائن‬
‫والمتعاممين‪ ،‬ولدى جميع أفراد المجتمع بصفة عامة‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تشجيع الشباب عمى التكوين في المهنة‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪48,8‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪21,0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪57,4‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪22,8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪66,7‬‬ ‫‪108‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪46,3‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪48,8‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،22‬‬ ‫‪3،66‬‬ ‫‪3،99‬‬ ‫‪4،99‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫توضح نتائج الجدول إلى أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك تشجيع‬
‫الشباب عمى التكوين في المينة كان كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى كانت ألجيزة الدعم والمرافقة‬
‫بنسبة ‪ ،%48،8‬أما المرتبة الثانية فكانت لمؤسسات التكوين والتميين بنسبة ‪ ،%57،4‬في‬
‫حين جاءت األسرة بنسبة ‪ ،%66،7‬أما المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت لمؤسسات التعميم‬
‫بنسبة ‪ ،%48،8‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫من خبلل النتائج السابقة يمكن القول أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون‬
‫أن أجهزة الدعم والمرافقة هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك تشجيع الشباب عمى‬
‫التكوين في المهنة‪ 4‬وتميهامؤسسات التكوين والتمهين ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات‬
‫التعميم‪4‬وىو ما يظير وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك‬
‫تشجيع الشباب عمى التكوين في المينة‪ ،‬وأغمبيم ممن ينشطون في قطاع الصناعة والحرف‬
‫التقميدية والزراعية‪ ،‬وذلك راجع أساسا لمحوافز واالمتيازات والتسييبلت‪ ،‬التي منحتيا إياىم‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة من أجل إنشاء مشاريعيم‪ ،‬باإلضافة إلى توعيتيم وتحسيسيم بأىمية‬
‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫دورىم في توجيو الشباب اآلخرين‪ ،‬إلى التكون في مثل ىذه المين والحرف التي يزيد الطمب‬
‫عمييا في المجتمع‪ ،‬وليذا أدرجت المشاريع الصناعية والفبلحية والصناعات التقميدية في‬
‫قائمة المشاريع ذات األولوية في الدعم‪ ،‬بيدف تحفيز الشباب المقاولين لبلستثمار في ىذه‬
‫المجاالت االقتصادية التي لم تستغل بعد بالشكل المطموب‪ ،‬وذلك لتحقيق التوزيع المتوازن‬
‫لبلستثمارات في القطاعات االقتصادية المختمفة‪ ،‬كل ىذا عمل عمى تشجيع الشباب‬
‫المقاولين التكون في المين التي ينشطون فييا‪.‬‬
‫كما أن ترتيبيم لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬راجع ألىمية دورىا في‬
‫توجيييم لمتكون في االختصاصات التي تتبلءم والسياسات التنموية لمدولة‪ ،‬واحتياجات سوق‬
‫العمل المحمية والوطنية‪ ،‬حيث مكنتيم تمك األخيرة من االطبلع عمى المين التي يزيد طمب‬
‫العمل عمييا في القطاع الخاص والعام‪ ،‬بل حتى في القطاع الموازي غير الرسمي الذي‬
‫يشكل قاعدة اقتصادية معتبرة‪ ،‬كل ذلك عمل عمى توعية المبحوثين بضرورة تشجيع الشباب‬
‫عمى التكوين في المين التي ينشطون فييا من أجل االستجابة الحتياجات سوق العمل‬
‫المحمية والوطنية‪.‬‬
‫أما ىن تأخر األسرة في الترتيب فراجع إلى عاممين رئيسين‪ :‬األول يتمثل في محدودية‬
‫معمومات األسر بطبيعة احتياجات سوق العمل من الوظائف والمين‪ ،‬وىذا ما قد يجعميا ال‬
‫تقوم بتوجيو الشباب لمتكون في بعض المين والحرف التي تكون محل طمب في المجتمع‪،‬‬
‫أو أنيا ال تقوم بتوجيييم إلييا عن قصد منيا‪ ،‬باعتبار أن تمك المين والحرف تتطمب من‬
‫شاغميا بذل الكثير من الجيد‪ ،‬أو أنيا تتسم بالخطورة وتعرض شاغميا لمعديد من األزمات‬
‫الصحية أو اإلصابات التي من شأنيا تعريضيم إلعاقات واصابات خطيرة‪.‬‬
‫أما الثاني فيو عامل براغماتي منفعي‪ ،‬حيث تعمد العديد من األسرة إلى احتكار بعض‬
‫الحرف والصنع واالحتفاظ بيا لنفسيا وألبنائيا كمصدر دخل خاص ليم‪ ،‬ولتجنب ظيور‬
‫المنافسين الذين قد ييددون مصالحيم واستثماراتيم‪ ،‬مما يضعف قبضتيم وىيمنتيم عمى‬

‫‪206‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫النشاط‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني أن جميع األسر تفكر بنفس المنطق البراغماتي‪ ،‬بدليل وجود‬
‫نسبة من الشباب المقاولين الذين يقرون بأن األسرة ىي المصدر الرئيسي في اكتسابيم‬
‫لسموك تشجيع الشباب عمى التكوين في المينة‪.‬‬

‫أما عن تذيل مؤسسات التعميم لسمم الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين لمصادر‬
‫اكتسابيم سموك تشجيع الشباب عمى التكوين في المينة‪ ،‬فراجع لضعف دورىا في نشر ثقافة‬
‫المقاوالت ية في أوساط التبلميذ والطمبة‪ ،‬بسبب تركيز برامجيا عمى تمقين المعارف العممية‬
‫النظرية وعدم اىتماميا بإعداد التبلميذ والطمبة لمولوج عام األعمال‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك مراعاة القدرة الشرائية لمفئات ذات الدخل‬
‫المحدود‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪26,5‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪27,8‬‬ ‫‪45‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪63,6‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪24,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪24,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪45,1‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪30,2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪52,5‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،45‬‬ ‫‪4،75‬‬ ‫‪3،91‬‬ ‫‪2،51‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫توضح نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك مراعاة القدرة‬
‫الشرائية لمفئات ذات الدخل المحدود‪ ،‬كان بالدرجة األولى من أجيزة الدعم والمرافقة بنسبة‬
‫‪ ،%40،7‬في حين جاءت مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية بنسبة ‪،%63،6‬‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب مؤسسات التعميم بنسبة‪ ،%45،1‬وفي المرتبة الرابعة‬
‫نجد األسرة بنسبة ‪ ،%17،3‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومنو يمكن القول أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬يقرون بأن أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك مراعاة القدرة الشرائية لمفئات ذات الدخل‬
‫المحدود‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل األسرة‪ 4‬وىو‬
‫ما يثبت وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك مراعاة القدرة‬
‫الشرائية لمفئات ذات الدخل المحدود‪ ،‬وذلك راجع لدورىا المحوري في توعية المقاولين بأىمية‬
‫اعتماد سياسات سعرية تنافسية خاصة في المراحل األولى من حياة المشروع‪ ،‬كون اليدف‬
‫الرئيسي في تمك المرحمة ليس تعظيم األرباح بقدر ما ىو ضمان البقاء واالستمرار المشاريع‪،‬‬
‫عن طريق جذب الزبائن وزيادة الطمب عمى منتجاتيم وخدماتيم‪ ،‬مما يضمن لممشروع البقاء‬
‫واالستمرار‪ ،‬كما أن ىذه األخيرة تمنح لممستفيدين امتيازات جبائية كاإلعفاء من الرسم عمى‬
‫القيمة المضافة‪ ،‬ومن الضرائب في مرحمة االستغبلل‪ ،‬باإلضافة إلى اإلعانات المالية التي‬
‫تقدميا ليم كالقروض بدون فائدة‪ ،‬وتخفيض نسب الفوائد البنكية‪ ،‬مع تمديد آجال تسديد‬
‫القروض تصل في كثير من األحيان إلى أزيد من ‪ 10‬سنوات‪ ،‬كل ىذه المحفزات شجعت‬
‫المبحوثين عمى اعتماد سياسات تسعيرية تتماشى والقدرة الشرائية لمفئات ذات الدخل‬
‫المحدود‪.‬‬

‫كما أن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬متأت‬
‫من أىمية الدروس التكوينية التي تقدميا تمك األخيرة عن طرق تسيير المشاريع والسياسات‬
‫التي يجب عمى الشباب المقاولين إتباعيا‪ ،‬كما مكنيم العمل في الورشات من االطبلع عمى‬
‫األسعار المتداولة في السوق‪ ،‬وطرق تحديدىا من قبل المكونين أو المشرفين‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اطبلعيم عمى نوع الزبائن الذين يقبمون عمى منتجاتيم وخدماتيم وقدراتيم الشرائية‪ ،‬كل ذلك‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫عمل عمى توعية الشباب المقاولين‪ ،‬بأىمية اعتماد سياسة سعرية معقولة تراعي القدرة‬
‫الشرائية ألغمبية أفراد المجتمع المحمي‪ ،‬وذلك لضمان النجاح لمشاريعيم خاصة في السنوات‬
‫األولى لئلنشاء‪.‬‬

‫أما عن ترتيبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع لضعف دورىا مقارنة‬
‫بالمؤسستين السابقتين في إكسابيم سموك مراعاة القدرة الشرائية لمفئات ذات الدخل المحدود‪،‬‬
‫بسبب عدم توافق برامجيا ومضامينيا الدراسية والتكوينية مع متطمبات سوق العمل أو الحياة‬
‫المقاوالتية‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني أن مؤسسات التعميم ال تسيم في تنمية قيم التعاون والتضامن‬
‫لدى التبلميذ والطمبة‪ ،‬باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن أغمب المبحوثين لم يتجاوز مستواىم‬
‫العممي الثانوي‪ ،‬وىذا ما حجب عمى الكثير منيم مضامين وأىداف التكوين أو التعميم العالي‬
‫فيما يتعمق بتزويد الطمبة بالمعارف العممية والمينية‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي نسبة ‪ %30‬من‬
‫الشباب المقاولين الذين يدرجون مؤسسات التعميم في المرتبة األولى‪ ،‬من حيث مصادر‬
‫اكتسابيم لسموك مراعاة القدرة الشرائية لمفئات ذات الدخل المحدود‪ ،‬واغمبيم من الجامعيين‬
‫ومن ذوي شيادات مينية عميا‪.‬‬

‫أما عن تذيل األسرة الترتيب‪ ،‬فراجع لضعف دورىا في توجيو الشباب المقاولين نحو‬
‫اعتماد سياسات سعرية تتماشى والقدرة الشرائية لمفئات ذات الدخل المحدود‪ ،‬بسبب نقص‬
‫خبرتيا في مجال التسيير االستراتيجي لممشاريع‪ ،‬واعتقادىا أن تخفيض األسعار ىو أمر‬
‫سمبي‪ ،‬قد يؤدي بالمشاريع إلى الوقوع في العجز المالي أو اإلفبلس ىذا من جية‪ ،‬ومن جية‬
‫أخرى فإن األسر المقاولة تفكر بمنطق رأس مالي براغماتي خاصة عند غياب المنافسة‬
‫وضعف الرقابة‪ ،‬حيث تسعى إلى اقتناص الفرص لتعظيم األرباح من خبلل رفع األسعار‬
‫خاصة عندما يكون الطمب أكثر من العرض‪ ،‬إال أن ذلك ال يسري عمى جميع األسر‬
‫المقاولة‪ ،‬حيث نجد العديد منيا تسعى لمتوفيق بين األمرين تحقيق األرباح ومراعاة القدرة‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫الشرائية لمفئات ذات الدخل المحدود‪ ،‬خاصة في بعض المواسم والمناسبات‪ ،‬أو في بعض‬
‫المنتجات والخدمات التي تعد ضرورية في حياة أفراد المجتمع المحمي‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ 4)20‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تقديم عروض خاصة في المناسبات الدينية‬
‫والوطنية‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪54,9‬‬ ‫‪89‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪16,7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪22,2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪17,3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪37,7‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪32,1‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪13,0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪52,5‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،06‬‬ ‫‪3،33‬‬ ‫‪2،89‬‬ ‫‪4،16‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك تقديم عروض‬
‫خاصة في المناسبات الدينية والوطنية جاء كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى كانت لؤلسرة بنسبة‬
‫‪ ،%54،9‬المرتبة الثانية كانت لمؤسسات التكوين والتميين بنسبة ‪ ،%45،7‬أما المرتبة‬
‫الرابعة فكانت مؤسسات التعميم بنسبة ‪ ،%32،1‬وفي المرتبة الرابعة واألخيرة جاءت أجيزة‬
‫الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%52،5‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن األسرة هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك تقديم عروض خاصة في المناسبات الدينية والوطنية‪4‬‬
‫وتميها مؤسسات التكوين والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة‪4‬وىو ما يظير وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك‬
‫تقديم عروض خاصة في المناسبات الدينية والوطنية‪ ،‬ويرجع ذلك إليمانيا بقدسية وعظمة‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ىذه المناسبات الدينية والوطنية وضرورة إحيائيا واالحتفال بيا‪ ،‬وبذلك نجد األسرة الجزائرية‬
‫عاكفة عمى إحيائيا بممارسة شعائرىا وطقوسيا فعمى سبيل الذكر ال الحصر‪ ،‬نجدىا في‬
‫مناسبة عاشوراء أو عند حمول شير رمضان أو السنة اليجرية تقوم بالكثير من اإلعدادات‬
‫إذانا بإحيائيا‪ ،‬وتتسابق إلى تقديم المساعدات واليدايا فيما بينيا أو باألحرى لؤلسر الفقيرة‬
‫أو المعوزة‪ ،‬وربما قد نجد ىذا السموك منتش ار أكثر في األسر المقاولة التي ربما تجدىا فسحة‬
‫أو فرصة لمتأكيد عمى مكانتيا وحضورىا المتميز بين العائبلت األخرى‪ ،‬حيث تبادر إلى‬
‫تقديم المساعدات والتبرعات لممحتاجين‪ ،‬كتحمل نفقات بعض التبلميذ في موسم الدخول‬
‫المدرسي‪ ،‬أو رعاية بعض األنشطة االجتماعية الخيرية كتنظيم ختان جماعي ألبناء األسر‬
‫المعوزة‪ ،‬وغيرىا من الفعاليات التي تساىم جميع األسر بصفة عامة واألسر المقاولة بصفة‬
‫خاصة في تقديم المساعدات الخيرية لذوي الحاجة‪ ،‬كل ذلك ساىم في تنمية حس المسؤولية‬
‫لدى الشباب المقاولين‪ ،‬مما جعميم يبادرون إلى تقديم عروض خاصة في المناسبات الدينية‬
‫والوطنية ألفراد المجتمع المحمي‪.‬‬
‫كما أن العديد من الشباب المقاولين اكتسبوا ىذا السموك من مؤسسات التكوين الميني‪،‬‬
‫وذلك ارجع لدورىا في تحسيسيم وتوعيتيم بأىمية المشاركة المجتمعية‪ ،‬حيث عبر العديد من‬
‫المبحوثين أن لؤلنشطة والفعاليات التي تنظميا ىذه المؤسسات‪ ،‬إلحياء المناسبات الدينية‬
‫والوطنية والتكريمات التي تقام عمى شرف المكونين القدامى‪ ،‬ساىمت في تشجيعيم عمى‬
‫المشاركة في إحيائيا ورعايتيا‪ ،‬وذلك بتقديم خدمات من دون مقابل‪ ،‬كل ذلك سمح ليم‬
‫باكتساب ىذا السموك التعاوني‪ ،‬بل أصبح يبلزميم حتى بعد إنشائيم لمشاريعيم من خبلل‬
‫تقديم عروض خاصة في المناسبات الدينية والوطنية ألفراد المجتمع المحمي‪.‬‬
‫أما ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع لدور المدرسة‬
‫في تعميميم سموك التضامن والتعاون مع اآلخرين خاصة في المناسبات الدينية والوطنية‪،‬‬
‫وحتى في المناسبات الشخصية كتقديم اليدايا لزمبلئيم التبلميذ في أعياد ميبلدىم‪ ،‬أو عند‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫نجاحيم في االمتحانات‪ ،‬باإلضافة إلى توعيتيم بضرورة تقديم المساعدة لمفقراء والمحتاجين‪،‬‬
‫وغيرىا من القيم والسموكات التي تنمي فييم حس المسؤولية تجاه اآلخرين‪ ،‬خاصة في‬
‫المناسبات التي يجب أن يشارك في إحيائيا جميع أفراد المجتمع دون استثناء‪.‬‬
‫أما عن ترتيبيم ألجيزة الدعم والم ارفقة في المحطة الرابعة واألخيرة‪ ،‬فراجع إلى غياب‬
‫دورىا في تحسيس وتوعية الشباب المقاولين‪ ،‬بضرورة تقديم عروض خاصة في المناسبات‬
‫الدينية والوطنية ألفراد المجتمع المحمي والمشاركة في إحيائيا‪ ،‬وذلك بسبب تركيزىا عمى‬
‫تكوينيم وتأطيرىم في النواحي المالية والقانونية‪ ،‬إال أن ذلك ال ينفي دورىا ومساعييا في‬
‫تشجيع المبحوثين عمى المشاركة المجتمعية‪ ،‬من خبلل خمق مناصب شغل وتوفير السمع‬
‫والخدمات التي يحتاجيا المجتمع‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)26‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تقديم المساعدات الخيرية لممحتاجين‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪54,3‬‬ ‫‪88‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪50,6‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪27,2‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪27,2‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪32,1‬‬ ‫‪52‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪50,6‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،32‬‬ ‫‪4،08‬‬ ‫‪3،24‬‬ ‫‪4،43‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫توضح نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك تقديم المساعدات‬
‫الخيرية لممحتاجين جاءت كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى كانت لؤلسرة بنسبة ‪ ،%54،3‬في المرتبة‬
‫الثانية جاءت مؤسسات التكوين والتميين بنسبة ‪ ،%50،6‬في حين جاءت مؤسسات التعميم‬

‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫في المرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%27،2‬أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة بنسبة ‪ ،%50،6‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫وعميو فإن أزيد من نصف المبحوثين‪ 4‬يقرون بأن األسرة هي المصدر الرئيسي‬
‫الكتسابهم سموك تقديم المساعدات الخيرية لممحتاجين‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين والتمهين‬
‫ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬وىو ما يثبت وجود اتفاق عام حول‬
‫أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك تقديم المساعدات الخيرية لممحتاجين‪ ،‬فسموك‬
‫منتشر بكثرة في أوساط األسر الجزائرية‪،‬والنابع من النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة‪،‬‬
‫التي تحث عمى مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين بالصدقات والزكاة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫العرف والعادات والتقاليد االجتماعية‪ ،‬التي ساىمت في ترسيخ مثل ىذه السموكات والقيم‬
‫النبيمة التي تيدف إلى تحقيق نوع من العدالة االجتماعية‪ ،‬فنجد مثبل في منطقة القبائل ما‬
‫يسمى بـ‪" :‬ثمشرط" و "ثشممث"‪ ،‬وىي نشاطات اجتماعية تعنى بجمع التبرعات والصدقات من‬
‫أىل القرية‪ ،‬كل عمى حسب قدرتو ورغبتو من أجل شراء العجول وذبحا ليستفيد جمع سكان‬
‫القرية أو البمدية من المحم‪ ،‬وكما يصاحب ىذا الحدث القيام بختان جماعي لؤلطفال‪ ،‬واعداد‬
‫الطعام ألىل القرية ولمزوار وعابري السبيل‪ ،‬أو جمع تبرعات لممرضى الذين يحتاجون‬
‫إلجراء عمميات جراحية أو العبلج في الخارج أو لمذين يعانون من أمراض مزمنة‪ ،‬كل ىذه‬
‫الممارسات التي تقوم بيا األسر من شأنيا أن تنمي لدى أبنائيا السموك التضامني والتعاوني‪،‬‬
‫وىذا ما جعل الشباب المقاولين يرتبون األسرة في المرتبة من حيث مصادر اكتسابيم لسموك‬
‫تقديم المساعدات الخيرية لممحتاجين‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫كما أن لمؤسسات التكوين والتميين دور ىام في إكساب الشباب المقاولين مثل ىذا‬
‫السموك‪ ،‬حيث عادة ما نجد المشرفين عمى الورشات التي يتكونون فييا‪ ،‬يقدمون مساعدات‬
‫خيرية سواء مالية أو سمعية أو خدمية لممحتاجين‪ ،‬ولمجمعيات الخيرية التي تعنى بجمع‬
‫التبرعات‪ ،‬حيث عبر العديد من المبحوثين أنيم رغم حاجتيم القصوى لممال في تمك‬
‫المرحمة‪ ،‬باعتبار أن مصدر مدخبلتيم يتمثل في المنحة التي تقدميا مؤسسات التكوين‬
‫والمصروف الذي يتكرم بو المشرف‪ ،‬إال أنيم يقدمون أيضا مساعدات لتمك الجمعيات‪،‬‬
‫خاصة عندما يكون اليدف منيا عبلج شخص مريض أو تحمل تكاليف زواج شخص فقير‪،‬‬
‫كل ىذه العوامل والمؤثرات ساىمت بشكل كبير في إكساب الشباب المقاولين لسموك تقديم‬
‫المساعدات الخيرية لممحتاجين‪.‬‬

‫أما عن تريبيم لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فذلك ال يعني أنيا ال تؤدي دور‬
‫توعية التبلميذ والطمبة بضرورة مساعدة اآلخرين أو التعاون والتضامن مع المحتاجين‬
‫والمستضعفين‪ ،‬لكن الخمل يكمن في غياب التطبيق والممارسة الفعمية لتمك القيم في‬
‫مؤسساتيا‪ ،‬كون األنشطة الخيرية والتضامنية مغيبة إال في بعض المناسبات والحفبلت‬
‫التكريمية لمطمبة المتفوقين أو عند تنظيم الرحبلت‪ ،‬ليذا جاءت في الترتيب الثالث بعد كل‬
‫من األسرة ومؤسسات التكوين والتميين‪.‬‬

‫أما عن ضعف دور أجيزة الدعم والمرافقة في ما يتعمق بإكساب المبحوثين سموك تقديم‬
‫المساعدات الخيرية لممحتاجين‪ ،‬فربما راجع إلى عدم تركيزىا عمى مثل ىذه الممارسات‬
‫والسموكات‪ ،‬العتبارىا أن الشاب المقاول والمؤسس لممشروع ىو بحد ذاتو شخص محتاج‪،‬‬
‫بل ربما حاجتو لمدعم والمساندة تفوق احتياجات اآلخرين‪ ،‬كونو في بدايات تأسيس حياتو‬
‫المينية القائمة عمى المخاطرة‪ ،‬والمثقمة بالمسؤوليات والديون التي يجب تسديدىا في اآلجال‬
‫المحددة‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية تعرضو لمكثير من األزمات والعقبات األخرى‪ ،‬التي من‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫شأنيا أن تمحق بو الكثير من األضرار‪ ،‬إلى أن ذلك ال يعني أن أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬ال‬
‫تسعى إلى تنمية سموك تقديم المساعدات الخيرية لممحتاجين لدى الشباب المقاولين‪ ،‬لكن‬
‫ربما تقوم بيا بطرق أخرى كما تشير نتائج الجدول رقم (‪ )30‬إلى أن ازيد من ثمث الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬يقرون بأن مصادر اكتسابيم لسموك مراعاة القدرة الشرائية لمفئات ذات الدخل‬
‫المحدود‪ ،‬كان بالدرجة األولى من أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك المشاركة في األعمال التطوعية الموجهة ألفراد‬
‫المجتمع‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪77,8‬‬ ‫‪126‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪20,4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪37,7‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪33,3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪48,8‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪72,8‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫‪5،71‬‬ ‫‪3،64‬‬ ‫‪2،59‬‬ ‫‪5،99‬‬ ‫قيمة "ز"‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬

‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم سموك المشاركة في‬
‫األعمال التطوعية الموجية ألفراد المجتمع كان بالدرجة األولى من قبل األسرة بنسبة‬
‫‪ ،%77،8‬لتحتل مؤسسات التكوين والتميين المرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%37،7‬وفي المرتبة‬
‫الثالثة جاءت مؤسسات التعميم بنسبة ‪ ،%30،9‬أما المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت من‬
‫نصيب أجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%72،8‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ومنو يمكن القول أن معظم الشباب المقاولين‪ 4‬يؤكدون بأن األسرة هي المصدر‬
‫الرئيسي الكتسابهم سموك المشاركة في األعمال التطوعية الموجهة ألفراد المجتمع‪ 4‬وتميها‬
‫مؤسسات التكوين والتمهين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬وىو ما‬
‫يؤكد وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك المشاركة في‬
‫األعمال التطوعية الموجية ألفراد المجتمع‪ ،‬ويرجع ذلك أساسا إلى احتفاظ األسرة الجزائرية‬
‫الحديثة بالرواسب الثقافية لؤلسرة التقميدية الممتدة‪ ،‬والتي تقوم عمى آلية التكافل االجتماعي‬
‫والتضامن اآللي بين أفرادىا‪ ،‬وبينيا وبين األسر األخرى‪ ،‬فكثي ار ما ينشأ الفرد فييا متشبعا‬
‫بمفاىيم التعاون والتضامن والعمل التطوعي‪ ،‬خاصة في المجتمعات الريفية أو المحافظة‬
‫عمى نمط العبلقات التقميدية كالمنطقة التي أجريت فييا الدراسة‪ ،‬حيث ما تزال األسرة‬
‫محافظة عمى مفيوم "ثيوي از" ومفيوم "ثجمعث"‪ ،‬والتي تحمل في مضامينيا الكثير من‬
‫الدالالت عن العمل الجماعي والتطوعي والخيري‪ ،‬كما أن لؤلسر المقاولة لتمك المنطقة‬
‫إسيام كبير في رعاية مثل ىذه األعمال الخيرية‪ ،‬كالمساىمة في بناء المساجد‪ ،‬وشق‬
‫أو تعبيد الطرق‪ ،‬وحفر أبار المياه وايصال القرى والمداشر النائية بالمياه الصالحة لمشرب‪،‬‬
‫وما إلى ذلك من األعمال التطوعية الموجية لخدمة احتياجات المجتمع المحمي‪ ،‬إذن كل‬
‫ىذه المؤثرات والمحفزات البيئية من شأنيا أن تجعل من األسرة المصدر األول في اكتساب‬
‫الشباب المقاولين لسموك المشاركة في األعمال التطوعية الموجية ألفراد المجتمع‪.‬‬

‫كما أن تريب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬كان‬
‫بفعل إسياميا الكبير في نشر وترسيخ مثل ىذه السموكات لدى الممتينين والمتكونين‪ ،‬خاصة‬
‫في أعمال الورشات‪ ،‬التي كثي ار ما يوجو فييا المتكونين إلى القيام ببعض التصميحات‬
‫والخدمات لمجمعيات الخيرية والنوادي الرياضية المحمية‪ ،‬حيث صرحت بعض المقاوالت‬
‫أنين كثي ار ما يسيمن في رعاية وتنظيم المعارض والتظاىرات الثقافية التي تقام في المنطقة‪،‬‬
‫كإحياء "الناير" أو ما يسمى برأس السنة األمازيغية‪ ،‬حيث يقدمن فييا مختمف الصناعات‬
‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫التقميدية من ألبسة وأواني فخارية وأكبلت الشعبية ومنتجات محمية‪ ،‬بيدف المساىمة في‬
‫الحفاظ والتعريف بالموروث الثقافي واالجتماعي لممنطقة‪ ،‬حتى وان كان ذلك يكمفين الكثير‬
‫من الوقت والمال‪ ،‬كل ذلك جعل الشباب المقاولين يدرجون مؤسسات التكوين والتميين في‬
‫المرتبة الثانية بعد األسرة‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم لسموك المشاركة في األعمال‬
‫التطوعية الموجية ألفراد المجتمع‪.‬‬

‫أما عن تأخر مؤسسات التعميم في سمم ترتيب مصادر اكتساب الشباب المقاولين‬
‫لسموك المشاركة في األعمال التطوعية الموجية ألفراد المجتمع‪ ،‬فراجع لضعف إسياميا في‬
‫نشر وتنمية مثل ىذه السموكات لدى التبلميذ والطمبة‪ ،‬والى انسحابيا من المشاركة في‬
‫الفعاليات واألنشطة الخيرية والتطوعية التي تقام في المجتمع المحمي‪ ،‬وذلك بتغييب دو ار‬
‫ألنشطة الطبلبية المعيودة سابقا‪ ،‬كإشراك التبلميذ في إحياء عيد الشجرة أو عيد االستقبلل‬
‫أو مختمف التظاىرات التي تنظم في المجتمع‪ ،‬كل ذلك جعل من المبحوثين يرتبونيا في‬
‫المرتبة الثالثة ما قبل األخيرة‪.‬‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة الترتيب‪ ،‬فراجع بالدرجة األولى إلى ما تم التعرض‬
‫إليو في التحميبلت السابقة‪ ،‬والمتمثمة في تركيز ىذه األخيرة عمى ميمة تعريف حاممي‬
‫المشاريع بالخطوات األساسية إلنشاء المشروع‪ ،‬والمجاالت التي يجب االستثمار فييا‪،‬‬
‫والجيات المعنية بالتمويل والشروط المعمول بيا‪ ،‬إال أن ذلك ال ينفي إسياميا في تشجيع‬
‫الشباب المقاولين عمى المشاركة المجتمعية‪ ،‬من خبلل القيام ببعض اإلسيامات حتى وان‬
‫كانت غير مباشرة‪ ،‬لكن يبقى ليا وقع كبير في المجتمع مثل العمل عمى توفير مناصب‬
‫شغل‪ ،‬وعمى تحقيق احتياجات المجتمع المحمي من السمع والخدمات‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫كخالصة لنتائج الجداول السابقة‪ ،‬فإن المؤسسات االجتماعية والتربوية والتشغيمية‬


‫السابقة‪ ،‬تتشارك فيما بينيا دور ترسيخ وتنمية السموك األخبلقي لدى الشباب المقاولين‪ ،‬لكن‬
‫يبقى دور األسرة ىو األكثر برو از واسياما‪ ،‬ما يرشحيا لتكون المصدر الرئيسي لتنشئة‬
‫الشباب المقاولين عمى القيم األخبلقية والمينية‪ ،‬وعمى التحمي بأنماط السموك المسؤول والفعل‬
‫العقبلني سواء تجاه ذواتيم أو تجاه اآلخرين‪ ،‬كل ىذا جعل ميم يتحمون بالمسؤولية األخبلقية‬
‫في أنشطتيم المقاوالتية‪ ،‬وعمى العموم يمكن القول بأن ىناك اتفاق عام بين الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك األخبلقي خاصة مؤسسة‬
‫األسرة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ثالثا‪ 4‬مصادر اكتساب المعارف التنظيمية والمهنية‪4‬‬


‫إن معرفة المقاول بالقوانين والتعميمات التنظيمية المقننة لمنشاط أو المينة أمر في غاية‬
‫األىمية‪ ،‬مثميا مثل المعرفة بالميارات األدائية والمينية كاإلتقان والجودة‪ ،‬من أجل ضمان‬
‫السير الحسن والمسؤول لممشروع‪ ،‬وسنحاول في ىذا الفصل البحث والكشف عن أىم‬
‫المصادر التي اكتساب منيا الشباب المقاولين محل الدراسة معارفيم التنظيمية والمينية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك احترام إجراءات السالمة المهنية والوقاية‬
‫من حوادث العمل‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫التكوين‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪42,0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪32,7‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪33,3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪58,0‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪28,4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪25,9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪34,6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪34,6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪50‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪2،85‬‬ ‫‪4،86‬‬ ‫‪2،90‬‬ ‫‪4،04‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك احترام إجراءات‬
‫السبلمة المينية والوقاية من حوادث العمل متأت بالدرج األولى من مؤسسات التكوين‬
‫والتميين بنسبة ‪ ،%42‬ومن أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%33،3‬ومن‬
‫األسرة في المرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%45،7‬ومن مؤسسات التعميم في المرتبة الرابعة بنسبة‬
‫‪ ،%34،6‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫إذن من خبلل النتائج السابقة يمكن القول أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪4‬‬
‫يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك احترام‬
‫إجراءات السالمة المهنية والوقاية من حوادث العمل‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم‬
‫األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪ 4‬وىو ما يظير وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق‬
‫االجتماعي في تنمية سموك احترام إجراءات السبلمة المينية والوقاية من حوادث العمل‪ ،‬وىذا‬
‫أمر منطقي جدا ألن ىذه المؤسسات كثي ار ما تركز عمى تقديم دروس نظرية وعممية‬
‫لممتكونين في مجال الوقاية والسبلمة المينية‪ ،‬كما يمكنيم التكوين في الورشات من ممارسة‬
‫معارفيم النظرية‪ ،‬ويحرص خبلليا المشرفون والمكونون عمى مراقبة مدى التزام واحترام‬
‫المتكونين إلجراءات السبلمة‪ ،‬من استخدام لوسائل الحماية‪ ،‬واتخاذ الوضعيات الصحيحة‬
‫عند انجاز الميام‪ ،‬كما أن لمرقابة التي تقوم بيا مفتشية العمل دور كبير في تطبيق تمك‬
‫التعميمات واإلجراءات‪ ،‬حيث تعرض كل من يخل بيا إلى عقوبات تأديبية لممتكونين وجنائية‬
‫ومالية لممشرفين والمكونين‪ ،‬كل ىذه العوامل عممت بشكل كبير عمى نشر وترسيخ سموك‬
‫احترام إجراءات السبلمة المينية والوقاية من حوادث العمل لدى الشباب المقاولين‪.‬‬

‫ونفس الشيء بالنسبة ألجيزة الدعم والمرافقة التي كثي ار ما تقوم بتوعية المستفيدين من‬
‫الدعم بمخاطر العمل‪ ،‬وكيفية مواجيتيا واإلجراءات المتبعة في ذلك‪ ،‬كما أن مرافقتيا‬
‫لممشروع يسمح ليا بتتبع وتتحرى ما يقوم بو المستفيدين‪ ،‬سواء بالرقابة المباشرة لمكان‬
‫العمل أو لممشروع من خبلل أعوان الرقابة ومفتشية العمل‪ ،‬أو من خبلل اإلجراءات اإلدارية‬
‫المعمول بيا كالتأمينات عمى المخاطر سواء لممعدات أو العقارات‪ ،‬والوثائق التي تثبت‬
‫تصريح المستخدمين لدى مؤسسات الضمان االجتماعي‪ ،‬كل ىذه اإلجراءات المتبعة ساىمت‬
‫بشكل كبير في إكساب المبحوثين لسموك احترام إج ارءات السبلمة المينية والوقاية من‬
‫حوادث العمل لدى الشباب المقاولين‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫كما أن لؤلسرة إسيام كبير في توعية وتحسيس الشباب المقاولين‪ ،‬بضرورة احترام‬
‫إجراءات السبلمة المينية والوقاية من حوادث العمل خاصة األسر المقاولة‪ ،‬وبالتالي فميما‬
‫كان نوع نشاطيا أو حجم مشروعيا فإنيا تتمتع بقدر ال بأس بو من ثقافة السبلمة المينية‬
‫والوقاية من حوادث العمل‪ ،‬كما أنيا عمى اطبلع بالمخاطر التي قد تنجر عن اإلخبلل بتمك‬
‫القواعد والتعميمات من خسائر مادية وبشرية‪ ،‬كاإلصابات البميغة واإلعاقات الدائمة‪ ،‬إلى‬
‫الخسائر المادية الفادحة التي قد تيدد أمن واستقرار المشروع‪ ،‬ناىيك عن العقوبات القانونية‬
‫والغرامات المالية في حالة اكتشاف وجود تسيب أو ال مسؤولية في التسيير‪ ،‬ليذا نجدىا‬
‫حريصة عمى توعية الشباب المقاولين بضرورة احترام إجراءات السبلمة المينية والوقاية من‬
‫حوادث العمل‪.‬‬

‫أما عن تذيل مؤسسات التعميم لسمم الترتيب‪ ،‬فكان بسبب افتقار برامجيا لؤلنشطة التي‬
‫من شأنيا أن تثقف التبلميذ والطمبة في مجال السبلمة المينية والوقاية من حوادث العمل‪،‬‬
‫وذلك راجع الىتماميا بوظيفة التكوين العممي والمعرفي لمتبلميذ والطمبة‪ ،‬إال أن ذلك ال ينفي‬
‫وجود بعض المواد والمقاييس التي تعنى بنشر ثقافة السبلمة من الحوادث والمخاطر بصفة‬
‫عامة‪ ،‬سواء في المؤسسات التربوية أو في الجامعات والمعاىد‪ ،‬لكن المشكل يبقى في غياب‬
‫فضاء يسمح ليؤالء التبلميذ والطمبة بتطبيق وممارسة تمك المعرف المكتسبة‪ ،‬ليذا جاء دور‬
‫مؤسسات التعميم ثانوي مقارنة بالمؤسسات السابقة‪ ،‬في ما يتعمق بإكساب الشباب المقاولين‬
‫لسموك احترام إجراءات السبلمة المينية والوقاية من حوادث العمل‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)21‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك إجراء الفحوصات الطبية الدورية‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫التكوين‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪47,5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪22,8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪21,0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪40,1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪16,0‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪18,5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪41,4‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪31,5‬‬ ‫‪51‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪32,7‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪47,5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،30‬‬ ‫‪3،87‬‬ ‫‪3،39‬‬ ‫‪3،44‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك إجراء الفحوصات‬
‫الطبية الدورية كان كاآلتي‪ :‬تصدرت مؤسسات التكوين والتميين الترتيب بنسبة ‪ ،%47،5‬ثم‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%40،1‬لتأتي مؤسسات التعميم في المرتبة‬
‫الثانية بنسبة ‪ ،%41،4‬في آخر الترتيب جاءت األسرة بنسبة ‪ ،%47،5‬وما يؤكد ذلك ىي‬
‫داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬
‫وعطفا عمى ما سبق‪ ،‬يمكن القول أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن‬
‫مؤسسات التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك إجراء الفحوصات‬
‫الطبية الدورية‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل األسرة‪ 4‬وىو‬
‫ما يبين وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي في تنمية سموك إجراء‬
‫الفحوصات الطبية الدورية‪ ،‬وذلك راجع لجيودىا الكبيرة في نشر ثقافة الصحة المينية لدى‬
‫المتكونين‪ ،‬سواء بالتكوين النظري من خبلل تقديم دروس لمتعريف باألمراض المينية وطرق‬
‫الوقاية منيا لممتكونين‪ ،‬أو من خبلل التدريب العممي في الورشات والمعامل‪ ،‬أين يمزم كل‬
‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫المتكونين بإجراء فحوصات دورية لمتأكد من سبلمتيم الصحية وخموىا من األمراض المعدية‪،‬‬
‫كل ىذا عمل عمى إكساب الشباب المقاولين سموك إجراء الفحوصات الطبية الدورية‪.‬‬

‫كما تساىم أيضا أجيزة الدعم والمرافقة في توعية المستفيدين‪ ،‬بضرورة القيام‬
‫بالفحوصات الطبية والمخبرية ليم ولمعمال الذين ينشطون في مشاريعيم‪ ،‬وذلك لحمايتيم من‬
‫تأثيرات ومضاعفات بعض المواد المموثة التي تدخل في أنشطتيم اإلنتاجية‪ ،‬كما أن‬
‫لمفحوصات الطبية الدورية بعد وقائي آخر والمتمثل في حماية صحة المستيمكين‪ ،‬حيث أنو‬
‫من الممكن أن تنتقل بعض األمراض واألوبئة من العمال إلى المستيمكين‪ ،‬عن طريق‬
‫استيبلكيم لممنتجات أو االستفادة من خدمات المؤسسات خاصة في المجال الصناعات‬
‫الغذائية والحيوانية‪ ،‬أو الخدمات األخرى مثل اإلطعام والفندقة والحبلقة وغيرىا من األنشطة‪،‬‬
‫التي ممن الممكن أن تعرض المستيمكين لمعديد من األخطار الصحية‪ ،‬ليذا نجد أجيزة‬
‫الدعم والمرافقة حريصة عمى توعية المقاولين المستفيدين من برامجيا‪ ،‬بضرورة إجراء‬
‫الفحوصات الطبية الدورية ألنفسيم ولمعمال‪ ،‬وذلك لضمان سبلمتيم وسبلمة المستيمكين‪،‬‬
‫ولتجنيب أنفسيم الكثير من المشاكل والمتابعات القانونية من قبل أعوان التفتيش والرقابة‬
‫ومصمحة المستيمكين‪ ،‬كل ىذا ساىم في عزيز سموك إجراء الفحوصات الطبية الدورية لدى‬
‫الشباب المقاولين‪.‬‬
‫أما عن تريب الشباب المقاولين لمؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع لضعف‬
‫مساىمتيا في توعيتيم بأىمية وضرورة إجراء الفحوصات الطبية الدورية‪ ،‬إال انو يبقى ليا‬
‫إسيام كبير في تعميم التبلميذ والطمبة شروط وقواعد النظافة‪ ،‬وتحسيسيم بمخاطر األمراض‬
‫التي تنتج عن غيابيا وكيفية الوقاية منيا‪ ،‬وما يؤكد ىذا ىو وجود نسبة ‪ %22‬من‬
‫المبحوثين الذين أدرجوىا في المرتبة األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموكإجراء‬
‫الفحوصات الطبية الدورية‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن تذيل األسرة لسمم الترتيب‪ ،‬فراجع لغياب ثقافة الوقاية الصحية بصفة عامة لدى‬
‫أغمب األسر الجزائرية‪ ،‬وثقافة الوقاية والصحة المينية لدى األسر المقاولة بصفة خاصة‪،‬‬
‫وىو ما يستدعي إجراء دراسات معمقة عن األسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك‪ ،‬إال أن‬
‫ذلك ال يسري عمى جميع األسر‪ ،‬حيث أن ىناك نسبة ‪ %21‬من الشباب المقاولين‪ ،‬من‬
‫أدرجوا األسرة في المرتبة األولى في ترتيبيم لمصادر اكتسابيم لسموك إجراء الفحوصات‬
‫الطبية الدورية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)21‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك استعمال وسائل الوقاية والحماية أثناء مزاولة‬
‫األنشطة‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪56,2‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪26,5‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪42,0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪40,1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪12,3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪29,6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪46,9‬‬ ‫‪76‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪29,6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪31,5‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪38,9‬‬ ‫‪63‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،40‬‬ ‫‪4،57‬‬ ‫‪2،85‬‬ ‫‪3،63‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن تريب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك استعمال وسائل‬
‫الوقاية والحماية أثناء مزاولة األنشطة جاء كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى لمؤسسات التكوين‬
‫والتميين بنسبة ‪ ،%56،2‬المرتبة الثانية كانت ألجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%42‬أما‬
‫المرتبة الثالثة فكانت لؤلسرة بنسبة ‪ ،%46،9‬في حين كانت المرتبة الرابعة واألخيرة‬
‫لمؤسسات التعميم بنسبة ‪ ،%31،1‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وعميو فإن أكثر من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التكوين‬


‫والتمهين‪ 4‬هي المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك استعمال وسائل الوقاية والحماية أثناء‬
‫مزاولة األنشطة‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪4‬‬
‫ما يشير إلى وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك‬ ‫وىو‬
‫استعمال وسائل الوقاية والحماية أثناء مزاولة األنشطة‪ .‬ويرجع ذلك لمدروس والشروحات التي‬
‫تقدميا تمك األخيرة لممتكونين‪ ،‬في مجال الحماية والسبلمة المينية‪ ،‬وعن أىمية استعمال‬
‫وسائل الحماية أثناء تأدية الميام‪ ،‬والمخاطر التي قد تنجر عن عدم استخداميم ليا‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن لمتدرب والتكوين في الورشات دور كبير في ترسيخ تمك المعارف لدى‬
‫المتكونين‪ ،‬وذلك من خبلل التطبيق والممارسة الفعمية‪ ،‬كل ذلك جعل منيم يقتنعون بأىمية‬
‫وضرورة استعمال وسائل الوقاية والحماية‪ ،‬في الحفاظ عمى صحتيم وسبلمتيم من مخاطر‬
‫العمل‪ ،‬وىذا ما دفع بالشباب المقاولين إلى ترتيب مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة‬
‫األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموك استعمال وسائل الوقاية والحماية أثناء مزاولة‬
‫األنشطة‪.‬‬

‫كما أن ألجيزة الدعم والمرافقة دور كبير في نشر مثل ىذه القيم والسموكات لدى‬
‫المستفيدين من برامجيا‪ ،‬وذلك من خبلل تحسيسيم وتوعيتيم بضرورة استعمال وسائل الوقاية‬
‫والحماية أثناء مزاولة األنشطة‪ ،‬باعتبارىم المسؤولون عن جميع الحوادث واألخطار التي قد‬
‫تمحق بالعمال ‪ ،‬أو عن تمك التي تصيب الوسائل والمعدات التي زودتيم بيا‪ ،‬حيث أن كل‬
‫إصابة بشرية أو عطل في المعدات يكمفيم الكثير من الخسائر والنفقات المالية‪ ،‬بل قد‬
‫تعرضيم في بعض األحيان لممتابعات من الجيات القانونية التي تسير عمى ضمان السير‬
‫الحسن لممشاريع‪ ،‬كل ذلك ساىم في تنمية سموك استعمال وسائل الوقاية والحماية أثناء‬
‫مزاولة األنشطة لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وليذا جاءت مؤسسات الدعم والمرافقة في المرتبة‬
‫الثانية من حيث ترتيبيم لمصادر اكتسابيم لذلك السموك‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن تريب الشباب المقاولين لؤلسرة في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلى ثقافتيا المحدودة‬
‫في مجال استعمال وسائل الوقاية والحماية‪ ،‬والى عدم اقتناعيا بأىميتيا واعتبارىا أمو ار‬
‫تسبب اإلزعاج وفقدان التركيز أثناء العمل‪ ،‬بسبب عدم االعتياد عمييا وعدم إدراكيا‬
‫بالمخاطر التي تيدد سبلمتيم‪ ،‬وىذا األمر ال يقتصر عمى الحياة المينية فقط‪ ،‬بل نجده حتى‬
‫في األعمال اليومية أو المنزلية‪ ،‬فكثي ار ما نجد أفراد األسرة يقومون بإصبلحات كيربائية من‬
‫دون قطع الموصل‪ ،‬أو تركيب المدافئ من دون أخذ االحتياطات والوسائل التي تقييم خطر‬
‫انبعاث الغازات السامة‪ ،‬كل ىذا عمل عمى تأخير األسرة في ترتيب الشباب المقاولين‪،‬‬
‫لمصادر اكتسابيم لسموك استعمال وسائل الوقاية والحماية أثناء مزاولة األنشطة‪.‬‬

‫أما عن تذيل مؤسسات التعميم سمم الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪ ،‬لمصادر‬
‫اكتسابيم لسموك استعمال وسائل الوقاية والحماية أثناء مزاولة األنشطة‪ ،‬فراجع لضعف‬
‫إسياميا في نشر وترسيخ مثل ىذه السموكات المينية لدى التبلميذ والطمبة‪ ،‬بسبب نقص‬
‫التحسيس والتوعية بالمخاطر الميني ة‪ ،‬باإلضافة إلى غياب األنشطة المدرسية أو الميدانية‪،‬‬
‫التي تمكن التبلميذ والطمبة بصفة عامة من االطبلع عمى تمك الوسائل‪ ،‬وتجريبيا بيدف‬
‫تكوينيم وتثقيفيم من ناحية الوقاية والسبلمة المينية‪ ،‬وليذا جاءت مؤسسات التعميم في‬
‫المرتبة الرابعة واألخيرة‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تبميغ الجهات المعنية باألمن والحماية‬
‫المدنية في حالة حدوث خطر ما‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪58,6‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪22,8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪30,2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪37,7‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪33,3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪59,3‬‬ ‫‪96‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪50,6‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪29,0‬‬ ‫‪47‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،73‬‬ ‫‪4،73‬‬ ‫‪2،73‬‬ ‫‪3،84‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن المبحوثين رتبوا مصادر اكتسابيم لسموك تبميغ الجيات‬
‫المعنية باألمن والحماية المدنية في حالة حدوث خطر ما‪ ،‬كاآلتي‪ :‬مؤسسات التكوين‬
‫والتميين في المرتبة األولى بنسبة ‪ ،%58،6‬أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية بنسبة‬
‫‪ ،%30،2‬واألسرة في المرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%59،3‬وفي المرتبة الرابعة مؤسسات التعميم‬
‫والتكوين بنسبة ‪ ،%20،4‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫وبناء عمى ما تقدم يمكن القول أن أكثر من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن‬
‫مؤسسات التكوين والتمهين‪ 4‬هي المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك تبميغ الجهات المعنية‬
‫باألمن والحماية المدنية في حالة حدوث خطر ما‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم األسرة‬
‫وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪4‬وىو ما يؤكد عمى وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق‬
‫االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك تبميغ الجيات المعنية باألمن والحماية المدنية في حالة حدوث‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫خطر ما‪ ،‬حيث تمت اإلشارة في تحميبلتنا السابقة إلى أن مؤسسات التكوين والتميين‪،‬‬
‫تحرص عمى تقديم تكوينات وتوجييات لممتكونين في مجال الحماية والسبلمة المينة‪ ،‬سواء‬
‫كان عن طريق الدروس النظرية أو عن طريق التدريب العممي في الورشات‪ ،‬كل ىذا مكن‬
‫المتكونين من التعرف عمى طرق التصرف والتدخل الصحيحة في المواقف والحاالت الطارئة‬
‫والمستعجمة‪ ،‬وىذا ما جعل الشباب المقاولين يدرجونيا في المرتبة األولى‪.‬‬

‫كما أن ألجيزة الدعم والمرافقة إسيام كبير في إكساب الشباب المقاولين‪ ،‬لسموك تبميغ‬
‫الجيات المعنية باألمن والحماية المدنية في حالة حدوث خطر ما‪ ،‬حيث نجدىا حريصة كل‬
‫الحرص عمى تحسيسيم بأىمية أخذ الحيطة والحذر في أنشطتيم المقاوالتية‪ ،‬وكما تعمل‬
‫عمى تمكينيم من أرقام األمن والحماية المدنية‪ ،‬خاصة في الفترة األخيرة أين شيدت‬
‫مؤسسات البنوك والتأمينات الكثير من الخسائر‪ ،‬بسبب السرقات المتكررة لمركبات ومعدات‬
‫المستفيدين من الدعم‪ ،‬والحوادث المتكررة التي تحصل داخل المؤسسات بسبب نقص الخبرة‬
‫في التسيير‪ ،‬كل ىذا دفع بأجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬إلى تحسيس وتوعية الشباب المقاولين‬
‫بضرورة التصرف السميم عند استشعار الخطر‪ ،‬وذلك باالتصال بالجيات المعنية بيدف‬
‫التدخل سواء لمتقميل من حجم الكوارث أو لمنعيا بتاتا‪ ،‬وليذا جاءت في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫أما عن تأخر األسرة في تريب الشباب المقاولين‪ ،‬فراجع أساسا إلى غياب ثقافة التبميغ‬
‫عن المخاطر لدى أغمب األسر الجزائرية‪ ،‬بسبب تخوفيا من اإلجراءات البيروقراطية التي‬
‫تمارسيا جيات األمن والحماية في حق المبمغين‪ ،‬كاالستدعاءات المتكررة إلى جمسات‬
‫االستماع‪ ،‬كل ىذا جعل من األسرة ال تؤدي دورىا التحسيسي والتوعوي بالشكل المطموب‪،‬‬
‫بل تكون في ك ثير من األحيان ىي العائق أمام تعمم أبنائيا لمثل ىذه السموكات الواعية‬
‫والمسؤولة‪ ،‬وذلك حرص منيا عمى تجنيبيم الوقوع في الممارسات البيروقراطية لمجيات‬
‫األمنية والقضائية‪ ،‬كل ىذا جعل من الشباب المقاولين يدرجون األسرة في المرتبة الثالثة ما‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫قبل األخيرة‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم لسموك تبميغ الجيات المعنية باألمن والحماية‬
‫المدنية في حالة حدوث خطر ما‪ ،‬إال أن ذلك ال يسري عمى جميع األسر‪ ،‬حيث أن ىناك‬
‫بعض منيا‪ ،‬من تسعى إلى تعزيز مثل ىذه السموكات لدى أبنائيا منذ الصغر‪ ،‬انطبلقا من‬
‫توعيتيم بضرورة تبميغ األب أو األم في حالة اكتشافيم وجود أو حدوث خطر ما في المنزل‪،‬‬
‫كحدوث ش اررة الكيربائية‪ ،‬أو انبعاث الغاز أو تسرب لممياه‪ ،‬وما إلى ذلك من السموكات‬
‫المسؤولة والواعية‪.‬‬

‫أما عن تذيل مؤسسات التعميم سمم الترتيب‪ ،‬فكان بسبب تراجع دورىا التحسيسي‬
‫والتوعوي المعيود بيا‪ ،‬وعدم قدرتيا عمى التأثير في شخصية التبلميذ والطمبة بسبب غياب‬
‫القدوة أي الفاعل الذي يقتدي بو التبلميذ والطمبة‪ ،‬والى غياب األنشطة العممية التي تنمي‬
‫المسؤولية في نفوسيم والوعي في مداركم‪ ،‬وبالتالي أصبح دورىا ال يتعدى توعية التبلميذ‬
‫والطمبة بضرورة التبميغ عن الذين يكسرون أو يخربون ممتمكاتيا‪ ،‬وىذا ما جعل وقعيا وأثرىا‬
‫عمى الشباب المقاولين ضعيف إلى حد كبير‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)23‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تقديم اإلسعافات األولية واجراءات النجدة‬
‫لممصاب‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪50,6‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪30,9‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪33,3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪46,3‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪16,7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪10,5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪47,5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،97‬‬ ‫‪4،22‬‬ ‫‪3،71‬‬ ‫‪3،51‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ‪ %50،6‬المبحوثين يرتبون مؤسسات التكوين في المرتبة‬


‫األولى فيما يتعمق بمصادر اكتسابيم لسموك تقديم اإلسعافات األولية واجراءات النجدة‬
‫لممصاب في الحين‪ %33،3 ،‬منيم يرتبون أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية‪،‬‬
‫و‪ %45،7‬منيم يدرجون مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬في أن ‪ %45،7‬منيم يرتبون‬
‫األسرة في المرتبة الرابعة‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫إذن يمكن القول أن أكثر من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن مؤسسات‬


‫التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك تقديم اإلسعافات األولية‬
‫واجراءات النجدة لممصاب في الحين‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم‬
‫وبدرجة أقل األسرة‪4‬وىو ما يبرز وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في‬
‫تنمية سموك تقديم اإلسعافات األولية واجراءات النجدة لممصاب في الحين لدى الشباب‬
‫المقاولين‪،‬وذلك راجع لمتكوين الجيد الذي تقدمو مؤسسات التكوين والتميين لممتربصين‪،‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وأىدافو الساعية إلى إعداد المتكونين من نواحي األمن والسبلمة المينية‪ ،‬وحتى في عبلقاتيم‬
‫وتفاعبلتيم مع العمال والعمبلء‪ ،‬كما أن لمتدريب والتميين في الورشات‪ ،‬أثر بالغ األىمية‬
‫عمى تعمم المتكونين لسموك تقديم النجدة وكيفية القيام بيا‪ ،‬وتقييم الوضعيات ودرجة خطورتيا‬
‫وما إلى ذلك من المعارف والسموكات‪ ،‬التي من شأنيا أن تنقذ حياة اآلخرين‪ ،‬ليذا جاءت‬
‫مؤسسات التكوين والتميين في صدارة ترتيب‪.‬‬

‫كما نبلحظ أيضا أن ألجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬دور ىام في إكساب الشباب المقاولين‬
‫سموك تقديم اإلسعافات األولية واجراءات النجدة‪ ،‬وذلك من خبلل تحسيسيم وتوعيتيم‬
‫بضرورة التكون في مجال الوقاية والسبلمة المينية‪ ،‬باعتبارىم المسؤولين عن كل ما يجري‬
‫في مشاريعيم‪ ،‬باإلضافة إلى كونيم مشرفين ومسؤولين عمى ميمة تشغيل األفراد‪ ،‬واعداد‬
‫المقاولين ناشئين‪ ،‬كل ىذا جعل من الشباب المقاولين يدرجون أجيزة الدعم والمرافقة في‬
‫المرتبة الثانية من حيث مصادر اكتسابيم لسموك تقديم اإلسعافات األولية واجراءات النجدة‪.‬‬

‫أما عن تريب مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلى ضعف إسياماتيا في‬
‫تمقين واكساب الشباب المقاولين‪ ،‬لسموك تقديم اإلسعافات األولية واجراءات النجدة‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب غياب التعميم العممي في ىذه المؤسسات واكتفائيا بتقديم الدروس نظرية‪ ،‬و ىذا ما‬
‫يجعل التبلميذ والطمبة في كثير من األحيان ال يستوعبون الغاية من تمك الدروس والمعارف‪،‬‬
‫وال يستفيدون منيا في مواجية المواقف التي تعترضيم في حياتيم اليومية والمينية‪ ،‬كل ذلك‬
‫جعل من إسيامات مؤسسات التعميم ضعيفة من حيث األثر الذي تتركو في سموكات الطمبة‬
‫والتبلميذ‪ ،‬وىو ما يفسر تأخرىا في ترتيب الشباب المقاولين لمصادر اكتسابيم سموك تقديم‬
‫اإلسعافات األولية واجراءات النجدة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن تذيل األسرة لمترتيب‪ ،‬فراجع إلى محدودية ثقافتيا في الجوانب المتعمقة بتقديم‬
‫اإلسعافات األولية واجراءات النجدة لممصاب‪ ،‬وىذا ما جعل اسياميا في تنمية سموك تقديم‬
‫اإلسعافات األولية واجراءات النجدة لممصاب لدى الشباب المقاولين ضعيف جدا‪ ،‬وما يؤكد‬
‫ذلك ىي نسبة ‪%3،1‬من الشباب المقاولين المذين يدرجونيا في المرتبة األولى‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)12‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك إجراء الفحوصات التقنية لمعتاد في اآلجال‬
‫المحددة‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪58,0‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪7,4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪29,6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪32,1‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪16,7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪7,4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪35,8‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪50,6‬‬ ‫‪82‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪47,5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪40,1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪12,3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،04‬‬ ‫‪4،58‬‬ ‫‪3،03‬‬ ‫‪4،17‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫توضح نتائج الجدول أن المبحوثين رتبوا مصادر اكتسابيم لسموك إجراء الفحوصات‬
‫التقنية لمعتاد في اآلجال المحددة‪ ،‬جاء كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى كانت لمؤسسات التكوين‬
‫والتميين بنسبة قدرىا ‪ ،%58‬والمرتبة الثانية كانت ألجيزة الدعم والمرافقة بنسبة تقدر بـ‬
‫‪ ،%43،8‬وفي المرتبة الثالثة جاءت األسرة بنسبة ‪ ،%50،6‬في حين احتمت مؤسسات‬
‫التعميم المرتبة الرابعة بنسبة ‪ ،%40،1‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫من خبلل تمك النتائج يمكن القول أن أكثر من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يقرون بأن‬
‫مؤسسات التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك إجراء الفحوصات‬
‫التقنية لمعتاد في اآلجال المحددة‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل‬
‫مؤسسات التعميم‪4‬وىو ما يثبت وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في‬
‫تنمية سموك إجراء الفحوصات التقنية لمعتاد في اآلجال المحددة لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وىذا‬
‫ما يؤكد أىمية ىذه المؤسسات في تكوين المتربصين من الناحية التقنية‪ ،‬وذلك من خبلل‬
‫تقديم الدروس والشروحات المتعمقة بكيفيات استخدام الوسائل وطرق صيانتيا والحفاظ عمييا‪،‬‬
‫كما يدعم التربص الميداني في الورشات التكوين النظري الذي تحصل عميو المتكونين‪،‬‬
‫حيث يمكنيم من تطبيق المعارف النظرية وتجسيدىا عمى أرض الواقع‪ ،‬واالستفادة من‬
‫التوجييات والتعميمات التي يقدميا المشرفون والمكونون عن كيفية إجراء التصميحات‬
‫والصيانة المختمفة لوسائل العمل‪ ،‬فكثي ار ما تسند ميام إصبلح وصيانة المعدات والوسائل‬
‫المستخدمة في األنشطة لممتكونين‪ ،‬كل ىذه العوامل عممت عمى إكساب الشباب المقاولين‬
‫سموك إجراء الفحوصات التقنية لمعتاد في اآلجال المحددة‪.‬‬

‫وي دعم ىذا السموك في مرحمة أو في مؤسسات أخرى وىي أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬حيث‬
‫تحرص ىذه األخيرة عمى توعية الشباب المقاولين‪ ،‬بضرورة االعتناء بالمعدات واآلالت‬
‫ومختمف الوسائل التي دعمتيم بيا‪ ،‬بيدف الحفاظ عمى حالتيا الجيدة تفاديا لبلىتبلكات‬
‫المبكرة‪ ،‬التي تزيد من تكاليف ونفقات المشروع وىو ما يزال في بداياتو األولى‪ ،‬مما قد ييدد‬
‫بقاء واستمرار المشروع واالنتياء بو في مصف المشاريع الفاشمة‪ ،‬كل ىذه الجيود التوعوية‬
‫والتحسيسية التي تقوم بيا أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬عممت عمى ترسيخ وتنمية سموك إجراء‬
‫الفحوصات التقنية لمعتاد في اآلجال المحددة لدى الشباب المقاولين‪ ،‬مما جعميم يدرجونيا‬
‫في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن ترتيب األسرة في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلسياميا الكبير في تشجيع الشباب‬
‫المقاولين عمى االعتناء باآلالت والوسائل‪ ،‬وذلك حرصا منيا عمى ضمان صبلحيتيا‪ ،‬كما‬
‫أن ىذا السموك منتشر بكثرة في أوسط األسر المقاولة والممارسة لؤلنشطة الحرة‪ ،‬حيث‬
‫نجدىا حريصة كل الحرص عمى إصبلح وصيانة وسائميا ومعداتيا سواء كانت صغيرة‬
‫أو كبيرة‪ ،‬ألن في نظرىم كل عطل أو خمل يحدث فييا‪ ،‬يعني إخبلل بسير العمل أو توقفو‪،‬‬
‫وبالتالي ىدر لممال وتعطيل لمصالح العمبلء والزبائن‪ ،‬ليذا تبادر األسر المقاولة إلى إجراء‬
‫الفحوصات التقنية واإلصبلحات المختمفة لموسائل والمعدات التي يعتمدون عمييا في تأدية‬
‫أنشطتيم قبل حدوث األعطال‪ ،‬لكن قد ال يكون تأثير األسرة عمى نفس درجة تأثير‬
‫المؤسسات السابقة بسبب افتقادىا لمكثير من المعارف والخبرات‪ ،‬إال أن ذلك لم يمنعيا من‬
‫إكساب الشباب المقاولين لسموك إجراء الفحوصات التقنية لمعتاد في اآلجال المحددة‪.‬‬

‫أما عن تذيل مؤسسات التعميم لسمم الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪ ،‬فراجع كما‬
‫تم التطرق إليو في العديد من التحميبلت السابقة‪ ،‬إلى غياب الجانب العممي في مؤسسات‬
‫التعميم وانحصار دورىا في تمقين التبلميذ والطمبة المعارف النظرية‪ ،‬وبذلك فإسياميا في‬
‫تنمية ىذا الجانب لدى الشباب المقاولين يبقى ضعيف إلى حد ما‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)12‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك مراجعة تاريخ صالحية وسائل الوقاية من‬
‫الحرائق‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪17,9‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪48,1‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪17,9‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪16,0‬‬ ‫‪26‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪34,6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪32,1‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪49,4‬‬ ‫‪80‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪47,5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪13,0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪28,4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪11,1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،04‬‬ ‫‪3،52‬‬ ‫‪3،67‬‬ ‫‪3،76‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك مراجعة تاريخ‬
‫صبلحية وسائل الوقاية من الحرائق جاء كاآلتي‪ :‬في المرتبة األولى نجد مؤسسات التكوين‬
‫والتميين بنسبة ‪ ،%48،1‬وفي المرتبة الثانية جاءت أجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪،%34،6‬‬
‫وفي المرتبة الثالثة جاءت األسرة بنسبة ‪ ،%49،4‬أما المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت‬
‫لمؤسسات التعميم بنسبة ‪ ،%28،4‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫من خبلل ما سبق نستنتج أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يؤكدون عمى أن‬
‫مؤسسات التكوين والتمهين‪ 4‬هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك مراجعة تاريخ‬
‫صالحية وسائل الوقاية من الحرائق‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل‬
‫مؤسسات التعميم‪4‬وىو ما يبرز وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في‬
‫تنمية سموك مراجعة تاريخ صبلحية وسائل الوقاية من الحرائق لدى الشباب المقاولين‪ 4‬حيث‬
‫ساىمت جيود تمك المؤسسات في توعية المتكونين بضرورة تحين وتجديد وسائل الوقاية من‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫الحرائق‪ ،‬والتي تعد جد ميمة في إخماد النيران في حالة نشوبيا في المؤسسات أو في‬
‫المنازل‪ ،‬كما تقمل من الخسائر المادية واإلصابات البشرية‪ ،‬باإلضافة إلى أن لممداىمات‬
‫التفتيشية والرقابية التي يقوم بيا أعوان مصالح الرقابة ومفتشية العمل لمورشات‪ ،‬دور ىام في‬
‫ترسيخ مثل ىذه السموكات لدى المتكونين‪ ،‬حيث تقوم بمراقبة مدى صبلحية تمك المعدات‬
‫وتطابقيا لمعايير السبلمة‪ ،‬كما تقدم لممتكونين توجييات وارشادات عن كيفية استعماليا في‬
‫حالة وجود حريق‪ ،‬باإلضافة إلى النصائح واإلرشادات األخرى المتعمقة بالوقاية والحماية من‬
‫المخاطر المينية‪ ،‬وىذا ما جعل الشباب المقاولين يخصون مؤسسات التكوين والتميين‬
‫بالمرتبة األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموك مراجعة تاريخ صبلحية وسائل الوقاية من‬
‫الحرائق‪.‬‬

‫كما ينمى ىذا السموك في محطة أخرى ال تقل أىمية عن سابقتيا وىي أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة‪ ،‬والتي تسير عمى تحسيس وتوعية الشباب المقاولين بضرورة مراجعة صبلحية‬
‫وسائل الوقاية من الحرائق وتحيينيا بشكل دوري‪ ،‬بل ترشدىم في كثير من األحيان إلى‬
‫األماكن التي يجب أن توضع فييا‪ ،‬مع ضرورة تكوين العمال عمى كيفية استعماليا في حالة‬
‫وجود الحريق‪ ،‬باإلضافة إلى تزويدىم بأرقام مصالح الحماية المدنية ورجال اإلطفاء لبلتصال‬
‫بيم‪ ،‬في حالة حدوث حريق يصعب التحكم فيو‪ ،‬كل ذلك بيدف الحفاظ عمى سبلمتيم‬
‫وسبلمة ممتمكاتيم التي ىي في األساس ما تزال دين ثقيل عمييم‪ ،‬كل ذلك ساىم بشكل كبير‬
‫في إكساب الشباب المقاولين لسموك مراجعة تاريخ صبلحية وسائل الوقاية من الحرائق‪ ،‬مما‬
‫جعميم يرتبونيا في المرتبة الثانية بعد مؤسسات الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن تأخر األسرة في سمم الترتيب‪ ،‬فراجع إلى ضعف دورىا مقارنة بالمؤسستين‬
‫السابقتين‪ ،‬وذلك بسبب غياب ثقافة األمن والوقاية من مخاطر الحرائق لدى أغمب األسر‬
‫الجزائرية‪ ،‬والتي من الفروض أن تحتاط منيا كل األسر‪ ،‬ألن نشوب الحرائق غير مقتصر‬
‫عمى األماكن العمومية أو الورشات والمصانع‪ ،‬لكن ما يستدعي الدراسة والتحميل أكثر ىو‪،‬‬
‫أن معظم األسر وان لم نقل كميا عمى عمم ودراية بضرورة توفر مثل ىذه الوسائل الوقائية‬
‫في كل األماكن‪ ،‬لكن في ممارساتيا الواقعية ال نجد ليا أثرا‪ ،‬سواء في المنازل أو في‬
‫المحبلت والورشات وحتى في بعض المؤسسات‪ ،‬كل ذلك جعل من الشباب المقاولين‬
‫يؤخرون ترتيب األسرة في سمم مصادر اكتسابيم لسموك مراجعة تاريخ صبلحية وسائل‬
‫الوقاية من الحرائق‪.‬‬

‫أما عن مؤسسات التعميم‪ ،‬فإسياميا ضعيف جدا بسبب غياب دورىا التحسيسي‬
‫والتوعي لمتبلميذ والطمبة‪ ،‬بضرورة تواجد مثل ىذه الوسائل والمعدات سواء في المنازل‪،‬‬
‫أو في المرفق العمومي وضرورة مراقبة صبلحيتيا‪ ،‬ومن المفروض أن مثل ىذه المواضيع‬
‫والمسائل تدرج ضمن األنشطة الصفية والبلصفية لمتبلميذ‪ ،‬وضمن أعمال الورشات والمخابر‬
‫في الجامعات والمعاىد‪ ،‬كتكميفيا لمطمبة بميمة مراجعتيا مدى صبلحيتيا والتدرب عمى طرق‬
‫استعماليا‪ ،‬مما يساىم في تنمية ثقافة السبلمة والوقاية من مخاطر الحرائق لدى الناشئة‪،‬‬
‫وعميو فإن مؤسسات التعميم لم تساىم بالشكل والكيفية المطموبة في إكساب الشباب المقاولين‬
‫سموك مراجعة تاريخ صبلحية وسائل الوقاية من الحرائق‪ ،‬مما جعميم يدرجونيا في المرتبة‬
‫األخيرة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)10‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك مراجعة تاريخ صالحية عمبة اإلسعافات األ ولية‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46,9‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪14,2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪37,7‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪27,8‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪22,8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪28,4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪46,3‬‬ ‫‪75‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪25,3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪34,6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪34,6‬‬ ‫‪56‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،58‬‬ ‫‪3،79‬‬ ‫‪2،67‬‬ ‫‪3،83‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم سموك مراجعة تاريخ‬
‫صبلحية عمبة اإلسعافات األولية كان كالتالي‪ :‬المرتبة األولى مؤسسات التكوين والتميين‬
‫بنسبة ‪ ،%46،9‬والمرتبة الثانية ألجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%37،7‬والمرتبة الثالثة‬
‫لؤلسرة بنسبة ‪ ،%46،3‬أما المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت لمؤسسات التعميم بنسبة‬
‫‪ ،%34،6‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫إذن يمكن القول أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يصرحون بأن مؤسسات‬
‫التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك مراجعة تاريخ صالحية عمبة‬
‫اإلسعافات األولية‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات‬
‫التعميم‪4‬وىو ما يبين وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك‬
‫مراجعة تاريخ صبلحية عمبة اإلسعافات األولية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وىو ما يؤكد أىمية‬
‫التكوين الذي تقدمو تمك األخيرة لممتكونين في مجال التدبير الرشيد لموسائل والمعدات‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫المتعمقة بالصحة والسبلمة المينية‪ ،‬من أدوية وضمادات وما إلى ذلك من وسائل‪ ،‬وبالتالي‬
‫فوجودىا وصبلحيتيا لبلستعمال مطمب في غاية األىمية خاصة في الورشات والمؤسسات‬
‫الحرفية‪ ،‬التي عادة ما يكون العمل فييا محفوفا بالعديد من المخاطر واإلصابات‪ ،‬كما أن‬
‫التربصات التي خضع ليا الشباب المقاولين في الورشات‪ ،‬زاد من قناعاتيم بأىميتيا وضرورة‬
‫توافرىا في مكان العمل‪ ،‬كونيم تعرضوا في العديد من المرات إلصابات أثناء تأدية مياميم‪،‬‬
‫ما جعميم يمجئون إلى استخداميا وتجنب االنتقال لممراكز الصحية‪ ،‬التي تأخذ من وقتيم‬
‫الكثير من أجل الحصول عمى خدمة بسيطة بسبب طوابير االنتظار الطويمة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك أن ألعوان الرقابة ولمفتشية العمل دور ىام في إكسابيم مثل ىذا السموك‪ ،‬حيث يعد‬
‫غيابيا أو عدم صبلحيتيا خرق لمتعميمات وارشادات العمل‪ ،‬مما يعرضيم لمعقوبات من‬
‫طرف الجيات المعنية‪ ،‬وبالتالي فكل ىذه العوامل ساىمت في إكساب الشباب المقاولين‬
‫سموك مراجعة تاريخ صبلحية عمبة اإلسعافات األولية‪.‬‬

‫كما أن ألجيزة الدعم والمرافقة دور ىام في نشر مثل ىذه السموكات المسؤولة‪ ،‬لدى‬
‫المستفيدين من برامج الدعم والمرافقة‪ ،‬حيث تعمل ىذه األخيرة عمى توعيتيم بضرورة توفيرىا‬
‫وتحيينيا كمما تطمب األمر ذلك‪ ،‬بيدف ضمان صحة وسبلمة العاممين‪ ،‬كما أنيا تجنبيم‬
‫الجزاء والتأديب التي قد تتخذىا الجيات المعنية بمراقبة أنشطة المؤسسات في حقيم‪ ،‬مما قد‬
‫يضر بسمعة ومكانة المؤسسة لدى المتعاممين ولدى الجيات الحكومية‪ ،‬كل ىذا ساىم في‬
‫ترسيخ وتنمية سموك مراجعة تاريخ صبلحية عمبة اإلسعافات األولية لدى الشباب المقاولين‪.‬‬

‫أما تأخر األسرة في الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين لمصادر اكتسابيم لسموك‬
‫مراجعة تاريخ صبلحية عمبة اإلسعافات األولية‪ ،‬فراجع أساسا إلى غياب ثقافة العناية‬
‫الصحية المنزلية لدى أغمب األسر الجزائرية‪ ،‬حيث ناد ار ما نجد أس ار تممك عمبة اإلسعافات‬
‫األولية في المنزل‪ ،‬ويرجع ذلك لعدة أسباب منيا ما ىو ثقافي كتجنب األسر استخدام األدوية‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫الصيدالنية في الحاالت غير الخطيرة وتفضيميا لمبدائل التقميدية‪ ،‬ومنيا ما ىو اقتصادي‬


‫براغماتي وىو لجوء أغمبيا إلى المصحات العمومية التي تقدم الخدمات بالمجان‪ ،‬لكن ما‬
‫يستدعي التفسير والتحميل أكثر ىو غياب مثل ىذا السموك في أوساط األسر المقاولة‪ ،‬التي‬
‫من المفروض أنيا عمى قدر معتبر من الوعي الصحي سواء في مكان العمل أو في المنزل‪،‬‬
‫وىو ما يستدعي ربما إجراء دراسات معمقة حول ىذا الموضوع‪ ،‬لمتعرف أكثر عمى األسباب‬
‫واقتراح الحمول‪ ،‬وبالتالي كل النقاط المذكورة سمفا‪ ،‬جعمت من إسيام األسرة في إكساب‬
‫الشباب المقاولين لسموك مراجعة تاريخ صبلحية عمبة اإلسعافات األولية ضعيف‪ ،‬وىو ما‬
‫يفسر سبب تمركزىا في المرتبة ما قبل األخيرة‪.‬‬

‫أما عن تذيل مؤسسات التعميم سمم الترتيب‪ ،‬فراجع إلى ضعف دورىا التحسيسي‬
‫والتوعي في مجال نشر الوعي الصحي لدى التبلميذ والطمبة‪ ،‬حتى أن الكثير من ىذه‬
‫المؤسسات ال يتوفر فييا مثل ىذه الوسائل والتجييزات الضرورية‪ ،‬خاصة في المدارس‬
‫االبتدائية التي تعرف نشاط مفرطا لمتبلميذ‪ ،‬مما قد ينجر عنو العديد من الحوادث التي‬
‫تستدعي التدخل السريع‪ ،‬لتقديم اإلسعافات األولية تفاديا لممضاعفات وتفاقم الوضع‪ ،‬كل ذلك‬
‫جعل من الشباب المقاولين يدرجونيا في المرتبة الرابعة واألخيرة‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم‬
‫لسموك مراجعة تاريخ صبلحية عمبة اإلسعافات األولية‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)16‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك ابتكار طرق إنتاجية جديدة لمتقميل من المخمفات‬
‫الصناعية‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪51,2‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪27,8‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪12,3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪47,5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪28,4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪12,3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪37,0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪42,0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪22,8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪35,2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،09‬‬ ‫‪3،23‬‬ ‫‪3،36‬‬ ‫‪3،58‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ ،%51،2‬من المبحوثين يدرجون مؤسسات التكوين والتميين‬


‫في المرتبة األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموك ابتكار طرق إنتاجية جديدة لمتقميل من‬
‫المخمفات الصناعية‪ ،‬و‪ %47،5‬منيم يرتبون أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية‪،‬‬
‫و‪ %40،7‬منيم يرتبون األسرة في المرتبة الثالثة‪ ،‬أما ‪ %22،8‬منيم فيرتبون مؤسسات‬
‫التعميم في المرتبة الرابعة‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫إذن من خبلل قراءة نتائج الجدول نستنتج أن ما يزيد عن نصف الشباب المقاولين‪4‬‬
‫يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك ابتكار‬
‫طرق إنتاجية جديدة لمتقميل من المخمفات الصناعية‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم‬
‫األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪4‬وىو ما يثبت عمى وجود اتفاق عام حول أىمية دور‬
‫النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك ابتكار طرق إنتاجية جديدة لمتقميل من المخمفات‬
‫الصناعية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬ويرجع ذلك لنوعية التكوين الذي تقدمو ىذه المؤسسات‬

‫‪262‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫لممتكونين‪ ،‬والقائم عمى االبتكار والتجديد في العمميات اإلنتاجية‪ ،‬والتسيير البيئي لنفايات‬
‫ومخمفات المؤسسات وتثمينيا‪ ،‬كما يسمح التميين في الورشات بالتطبيق الفعمي لتمك‬
‫المعرف النظرية‪ ،‬حيث يحرص المشرفون والمكونون عمى تمقين المتربصين طرق وتقنيات‬
‫اإلنتاج الحديثة‪ ،‬التي تيدف إلى زيادة اإلنتاجية والتحسين من النوعية والتقميل من المخمفات‪،‬‬
‫والتي تعد في الحقيقة أمواال يجب تثمينيا عن طريق ابتكار طرق جديدة‪ ،‬من شأنيا االستفادة‬
‫منيا مرة أخرى في خمق القيمة‪ ،‬سواء بتدويرىا أو بتجميعيا وبيعيا كمواد أولية تدخل في‬
‫الصناعات األخرى‪ ،‬وىذا ما يمكن المؤسسة من تدبير مواردىا واستغبلليا إلى أقصى الحدود‬
‫الممكنة ‪ ،‬كل ىذا جعل من الشباب المقاولين يرتبون مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة‬
‫األولى‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم لسموك ابتكار طرق إنتاجية جديدة لمتقميل من المخمفات‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫كما تساىم أيضا أجيزة الدعم والمرافقة في تنمية مثل ىذه السموكات لدى المستفيدين‬
‫من برامجيا‪ ،‬وذلك عن طريق منحيم تكوينات في مجال نشاطيم‪ ،‬وتزويدىم بالمعمومات‬
‫والمستجدات المتعمقة بالتكنولوجيات الحديثة المطبقة في العمميات اإلنتاجية‪ ،‬والتي تسمح‬
‫بزيادة اإلنتاجية والتقميل من التكاليف‪ ،‬من خبلل االستخدام األمثل لممواد األولية وتدوير‬
‫المخمفات الصناعية‪ ،‬كما تعمل عمى توجيييم نحو الوكبلء المعتمدين لمتزود بيا لضمان‬
‫السير الحسن لممشاريع‪ ،‬كل ىذه اإلسيامات نمت في الشباب المقاولين سموك ابتكار طرق‬
‫إنتاجية جديدة لمتقميل من المخمفات الصناعية وىذا ما جعميم يدرجونيا في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫أما عن تريب األسرة في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع لمتوجييات والنصائح التي تقدميا‬
‫لمشباب المقاولين حول أىمية االستغبلل األمثل لمموارد في األنشطة اإلنتاجية‪ ،‬وما يحققو‬
‫ذلك من عوائد مالية عمى المشروع‪ ،‬كما أن لؤلسر المقاولة إسيام في تمقين وترسيخ مثل ىذه‬
‫السموكات لدى أبنائيا‪ ،‬أثناء تشغيميم في مؤسساتيا وأنشطتيا اإلنتاجية المختمفة‪ ،‬حيث‬

‫‪260‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫تحرص عمى تقديما إلرشادات والتعميمات عن كيفية إنجاز األعمال والقيام بالميام‪ ،‬من أجل‬
‫ضمان االستغبلل األمثل لمموارد‪ ،‬باإلضافة إلى كيفية تدوير المخمفات وتجميعيا لبلستفادة‬
‫منيا في انجاز أعمال أخرى‪ ،‬مما يضمن التدبير العقبلني لمموارد والتسيير البيئي لمنفايات‪،‬‬
‫لكن يبقى إسياميا متوسط مقارنة بالمؤسستين السابقتين بسبب إفقارىا لممعارف التنظيمية‬
‫والميارات المينية الحديثة‪.‬‬

‫أما عن تذيل مؤسسات التعميم لمترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪ ،‬لمصادر‬
‫اكتسابيم لسموك ابتكار طرق إنتاجية جديدة لمتقميل من المخمفات الصناعية‪ ،‬فراجع لغياب‬
‫ثقافة التسيير البيئي لمنفايات في المؤسسات التعميمية‪ ،‬حيث كثي ار ما نجدىا ترمي مخمفاتيا‬
‫المشكمة أساسا من مادة الورق في المكبات العمومية‪ ،‬كما أن دورىا التعميمي والتحسيسي في‬
‫ىذا المجال ضعيف جدا‪ ،‬حيث ينحصر في تقديم توجييات حول كيفية الحفاظ عمى نظافة‬
‫المحيط كعدم رمي األوساخ في الطرق واألماكن العمومية‪ ،‬وما إلى ذلك من التوجييات التي‬
‫تبقى نظرية أكثر منيا عممية‪ ،‬ليذا لم يكن ليا أثر ذا وقع عمى الشباب المقاولين‪ ،‬مما‬
‫جعميم يرتبونيا في المرتبة األخيرة‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)12‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك ترشيد استهالك الطاقة‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪39,5‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪38,3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪35,8‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪36,4‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪10,5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪24,1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪26,5‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪51,9‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪24,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،09‬‬ ‫‪3،54‬‬ ‫‪3،20‬‬ ‫‪3،54‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ‪ %39،5‬من المبحوثين يرتبون مؤسسات التكوين والتميين‬
‫في المرتبة األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموك ترشيد استيبلك الطاقة‪ ،‬و‪%35،8‬‬
‫منيم يدرجون أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية‪ ،‬و‪ %45،7‬من المبحوثين يرتبون‬
‫األسرة في المرتبة الثالثة‪ ،‬أما في المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت من نصيب مؤسسات التعميم‬
‫بنسبة تقدر بـ ‪ ،%24،7‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬
‫ومن خبلل النتائج السابقة نستخمص أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن‬
‫مؤسسات التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك ترشيد استهالك‬
‫الطاقة‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪4‬وىو ما يؤكد‬
‫عمى وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك ترشيد استيبلك‬
‫الطاقة لدى الشباب المقاولين‪ ،‬ويرجع الفضل في ذلك إلى دورىا الرئيسي في تحسيس‬
‫وتوعية المتكونين بأىمية االستخدام العقبلني والرشيد لمطاقة‪ ،‬سواء كانت كيرباء أو ماء‬
‫أو مواد بترولية‪ ،‬أوال من أجل تقميل تكاليف وأعباء اإلنتاج‪ ،‬ثانيا لمحفاظ عمى الموارد‬

‫‪262‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫الطاقوية خاصة غير المتجددة من النفاذ‪ ،‬باإلضافة إلى الحفاظ عمى البيئة والمحيط‬
‫الطبيعي‪ ،‬الذي يعاني في السنوات األخيرة من العديد من االختبلالت والتموثات التي تيدد‬
‫حياة الكائنات الحية بشكل عام‪ ،‬كما يساىم التربص في الورشات من تعزيز سموك ترشيد‬
‫استيبلك الطاقة لدى المتكونين‪ ،‬وذلك بفضل التوجييات واإلرشادات التي يقدميا ليم‬
‫المشرفون والمكونون‪ ،‬عن كيفيات التقميل من حجم االستيبلك‪ ،‬كتوقيف اآلالت والمعدات في‬
‫فترات الراحة أو عند االنتياء من استعماليا مباشرة‪ ،‬وما إلى ذلك من التقنيات التي من‬
‫شأنيا أن تقمل من استيبلك الطاقة‪ ،‬كل ىذا عمل عمى تنمية سموك ترشيد استيبلك الطاقة‬
‫لدى الشباب المقاولين‪.‬‬
‫كما يتعزز ىذا السموك في مؤسسات أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬التي تقدم لممستفيدين‬
‫مجمل التعميمات والتوصيات التي ينبغي عمييم إتباعيا‪ ،‬من أجل التقميل من حجم فواتير‬
‫استيبلك الطاقة‪ ،‬والحد من التكاليف اإلضافية التي من شأنيا أن تؤدي بالمشاريع إلى‬
‫الوقوع في العجز المالي‪ ،‬مما ييدد بقائيا واستمرارىا‪ ،‬وكما تحرص أيضا عمى تحسيسيم‬
‫بأىمية اعتماد التسيير البيئي في المشاريع‪ ،‬كونو يحقق ليا ميزة تنافسية يسمح ليا بفرض‬
‫نفسيا في األسواق‪ ،‬وحتى الحصول مستقببل عمى معايير األداء البيئي ‪ ،ISO14000‬كل‬
‫ىذا من شأنو أن يعمل عمى تنمية سموك ترشيد استيبلك الطاقة لدى الشباب المقاولين‪.‬‬
‫أما عن تأخر األسرة في الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪ ،‬فكان بسبب ضعف‬
‫دورىا التحسيسي مقارنة بالمؤسستين السابقتين‪ ،‬حيث كثي ار ما نجد مظاىر اإلسراف في‬
‫استيبلك الطاقة الكيربائية والمياه وغيرىا من الموارد منتش ار في األسر الجزائرية بشكل عام‪،‬‬
‫ولدى األسر المقاولة بشكل خاصة نتيجة لغياب ثقافة التدبير المنزلي العقبلني‪ ،‬والذي يمكن‬
‫إرجاعو إلى عدة عوامل‪ :‬منيا ما ىو اقتصادي كتحسن مداخيل تمك األسر وعدم اكتراثيا‬
‫بدفع الفواتير‪ ،‬ومنيا ما ىو ثقافي ويتمثل في غياب الوعي بضرورة الحفاظ عمى ىذه‬
‫المكاسب لؤلجيال البلحقة‪ ،‬إال أن ذلك ال يسري عمى جميع األسر‪ ،‬حيث أن ىناك منيا من‬

‫‪262‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫تحرص عمى ترشيد استيبلكاتيا ليس في الطاقة فحسب‪ ،‬بل وفي جميع األمور‪ ،‬وذلك راجع‬
‫لثقافتيا ووعييا بأىمية ترشيد االستيبلك وباعتمادىا عمى الحسبة في النفقات‪ ،‬بدليل أن‬
‫ىناك نسبة ‪ %13،6‬من الشباب المقاولين ممن يدرجونيا في المرتبة األولى من حيث‬
‫مصادر اكتسابيم لسموك ترشيد استيبلك الطاقة‪.‬‬
‫أما عن ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التعميم في المرتبة الرابعة واألخيرة‪ ،‬فراجع‬
‫لغياب دورىا التحسيسي والتوعوي في مجال ترشيد استيبلك الطاقة‪ ،‬مما جعل من إسياماتيا‬
‫في تنمية مثل ىذه السموكات لدى التبلميذ والطمبة ضعيفة جدا‪ ،‬كل ىذا دفع بالشباب‬
‫المقاولين إلى ترتيبيا في المرتبة الرابعة واألخيرة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ 4)12‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك فرز النفايات والمخمفات الصناعية حسب نوعها‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪12,3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪32,7‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪11,1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪35,2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31,5‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪17,9‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪16,0‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪21,0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪25,9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪37,0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪36,4‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪36,4‬‬ ‫‪59‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،03‬‬ ‫‪3،43‬‬ ‫‪2،69‬‬ ‫‪3،04‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تبرز نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك فرز النفايات‬
‫والمخمفات الصناعية حسب نوعيا كان كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى كانت لمؤسسات التكوين‬
‫والتميين بنسبة ‪ ،%43،8‬والمرتبة الثانية كانت ألجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%35،2‬أما‬

‫‪266‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫المرتبة الثالثة فكانت لؤلسرة بنسبة ‪ ،%37‬أما المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت لمؤسسات‬
‫التعميم بنسبة ‪ ،%23،5‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول أن ازيد من ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن مؤسسات التكوين‬
‫والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك فرز النفايات والمخمفات الصناعية‬
‫حسب نوعها‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪ 4‬وىو‬
‫ما يشير إلى وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك فرز‬
‫النفايات والمخمفات الصناعية حسب نوعيا لدى الشباب المقاولين‪ ،‬ويرجع ذلك لدورىا الكبير‬
‫في تحسيس وتوعية المتكونين‪ ،‬بأىمية التسيير البيئي لمنفايات الصناعية عن طريق فرز كبل‬
‫منيا حسب طبيعتيا‪ ،‬وذلك لتثمينيا ولبلستفادة منيا مرة أخرى سواء بإعادة تدويرىا‪،‬‬
‫أو تجميعيا وبيعيا لبلستعماالت األخرى‪ ،‬مما يساىم في تعظيم عوائد المؤسسات‪ ،‬كما أن‬
‫لفرز النفايات بعد وقائي إنساني وبيئي‪ ،‬ويتمثل في وقاية أعوان النظافة من اإلصابات‬
‫الخطيرة‪ ،‬جراء احتكاكيم المباشر بالنفايات الخطيرة مثل‪،:‬األحماض‪ ،‬المواد المسرطنة‪،‬‬
‫الزجاج‪ ،‬وما إلى ذلك من النفايات التي تيدد صحة وسبلمة عمال النظافة وأفراد المجتمع‬
‫ومختمف العناصر البيئية بصفة عامة‪ ،‬كما يعزز ىذا السموك في ورشات التميين من خبلل‬
‫تطبيق تمك المعارف المكتسبة عمى أرض الواقع‪ ،‬وادراك األىمية االقتصادية والبيئية لذلك‬
‫السموك المسؤول‪ ،‬وبالتالي عمل كل ذلك عمى ترسيخ وتنمية سموك فرز النفايات والمخمفات‬
‫الصناعية حسب نوعيا لدى الشباب المقاولين مما جعميم يخصون مؤسسات التكوين‬
‫والتميين بالمرتبة األولى من حيث مصادر اكتسابيم لذلك السموك‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫كما تساىم أيضا أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬في نشر وتنمية سموك فرز النفايات والمخمفات‬
‫الصناعية لدى المستفيدين من برامجيا‪ ،‬وذلك من خبلل التوجييات واإلرشادات التي تقدميا‬
‫ليم كل حسب نشاطو‪ ،‬وتشجيعيم عمى االستغبلل العقبلني لمموارد لضمان نجاح مشاريعيم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تحفيزىم عمى اعتماد سياسة التسيير البيئي أو التسيير األخضر لممشاريع‪،‬‬
‫لمالو من عوائد إيجابية كتحقيق الميزة التنافسية‪ ،‬وتحسين صورتيا ليا لدى كافة المتعاممين‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تدعيم حظوظيا في الحصول عمى شيادة اإليزو في الجودة واألداء البيئي‪،‬‬
‫كل ذلك عمل عمى تنمية سموك فرز النفايات والمخمفات الصناعية حسب نوعيا لدى الشباب‬
‫المقاولين‪.‬‬

‫أما عن تأخر األسرة في ترتيب الشباب المقاولين‪ ،‬لمصادر اكتسابيم لسموك فرز‬
‫النفايات والمخمفات الصناعية حسب نوعيا‪ ،‬راجع أساسا إلى غياب ثقافة فرز النفايات في‬
‫األسر الجزائرية‪ ،‬حيث كثي ار ما نجدىا ال تفصل بين النفايات العضوية والنفايات القابمة‬
‫لمتدوير‪ ،‬فكميا تصب في مكان واحد‪ ،‬وذلك بسبب ضعف سياسة وجيود الدولة في مجال‬
‫التسيير البيئي لممجتمع ولممرفق العام‪ ،‬ويتجمى ذلك في نقص الوسائل والتجييزات‬
‫المخصصة لذلك (مكب واحد لجميع النفايات)‪،‬ونقص الحمبلت التحسيسية والتوعوية التي‬
‫تعنى بتثقيف أفراد المجتمع في ىذا المجال‪ ،‬لكن عمى الرغم من ذلك تبقى األسرة ىي‬
‫المصدر األول الذي يكتسب منو األفراد مبادئ النظافة واالعتناء بالمحيط‪ ،‬والقاء النفايات‬
‫في األماكن المخصص ليا‪.‬‬

‫كما أ ن تذيل مؤسسات التعميم سمم الترتيب فراجع لضعف دورىا في نشر وتنمية مثل‬
‫ىذه السموكات الحضارية في أوساط التبلميذ والطمبة‪ ،‬بسبب غياب ثقافة فرز النفايات في‬
‫ىذه المؤسسات أصبل‪ ،‬حيث كثي ار ما نجدىا ىي األخرى ال تختمف عن النمط األسري في‬
‫طريقة تخمصيا من نفاياتيا‪ ،‬عمى الرغم من أن أغمبيا قابمة لمتدوير واالستفادة منيا مرة‬

‫‪262‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أخرى‪ ،‬لكن غياب دور الدولة وضعف التجييزات المخصصة لتسيير نفايات المرفق العام‪،‬‬
‫جعل من مؤسسات التعميم تنتيج األسموب المعتمد في المجتمع‪ ،‬وىو إلقاء جميع النفايات‬
‫في حاوية أو في مكب واحد‪ ،‬كل ىذا عمل عمى إضعاف دورىا في إكساب الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬لسموك فرز النفايات والمخمفات الصناعية حسب نوعيا‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)11‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك التخمص من النفايات السامة في األماكن‬
‫المخصصة لها‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪38,3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪41,4‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪30,9‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪38,3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪11,1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪13,0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪34,0‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪29,6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪44,4‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪42,0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،62‬‬ ‫‪3،14‬‬ ‫‪3،43‬‬ ‫‪3،22‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تظير نتائج الجدول أن ‪ %41،4‬من المبحوثين يرتبون مؤسسات التعميم في المرتبة‬


‫األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموك التخمص من النفايات السامة في األماكن‬
‫المخصصة ليا‪ ،‬و‪ %38،3‬منيم يرتبون مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪،‬‬
‫و‪ %29،6‬يرتبون األسرة في المرتبة الثالثة‪ ،‬أما ‪ %44،4‬منيم يرتبون أجيزة الدعم والمرافقة‬
‫في المرتبة الرابعة‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وعميو يمكن القول أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين يعتبرون‪ 4‬أن مؤسسات التعميم‬
‫هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك التخمص من النفايات السامة في األماكن‬
‫المخصصة لها‪4‬وتميها مؤسسات التكوين والتمهين ثم األسرة وبدرجة أقل أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة‪ 4‬وىو ما يثبت عمى وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية‬
‫سموك التخمص من النفايات السامة في األماكن المخصصة ليا لدى الشباب‬
‫المقاولين‪،‬وأغمبيم من التقنيين الساميين وذوي الشيادات العميا‪ ،‬وقد اكتسبوا ذلك من خبلل‬
‫الدروس والمحاضرات التي تقدميا تمك المؤسسات‪ ،‬حول المخاطر التي تنجم عن التفريغ‬
‫العشوائي لمنفايات السامة عمى حياة اإلنسان والكائنات الحية بصفة عامة‪ ،‬من انتشار‬
‫لؤلمراض المزمنة‪ ،‬وانقراض بعض الفصائل الحيوانية والنباتية بسبب التموث الذي تحدثو تمك‬
‫النفايات‪ ،‬كل ىذا عمل عمى توعية الشباب المقاولين بضرورة االلتزام بسموك التخمص من‬
‫النفايات السامة في األماكن المخصصة ليا‪.‬‬

‫كما أن لمؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬إسيام كبير في توعية المتكونين بمخاطر التفريغ‬
‫ا لعشوائي لمنفايات الصناعية السامة‪ ،‬لما تشكمو من تيديدات عمى أمن واستقرار الحياة‬
‫البشرية والحيوانية وعمى التوازن البيئي‪ ،‬وذلك من خبلل الدروس التي تقدميا لممتكونين‪،‬‬
‫واألنشطة واألعمال التطبيقية التي يزاولونيا في ورشات التميين‪ ،‬حيث تعد التوجييات‬
‫والتعميمات التي يقدميا المشرفون والمكونون‪ ،‬ذات أثر بالغ في تمقين وترسيخ سموك التخمص‬
‫من النفايات السامة في األماكن المخصصة ليا لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وىذا ما جعميم‬
‫يدرجونيا في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫أما عن تمركز األسرة في المرتبة الثالثة‪ ،‬فراجع إلى ضعف دورىا في نشر وترسيخ‬
‫سموك ا لتخمص من النفايات السامة في األماكن المخصصة ليا لدى الشباب المقاولين‪،‬‬
‫كونيا تفتقد لثقافة التسيير البيئي لمنفايات‪ ،‬باإلضافة إلى جيميا بالمخاطر والعواقب التي قد‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫تنجر عن التخمص العشوائي لمنفايات‪ ،‬سواء كانت سامة أو غير السامة من تيديد لحياة‬
‫األفراد واخبلل لمتوازن البيئي‪ ،‬إال أن ذلك ال يسري عمى جميع األسر‪ ،‬ألن ىناك البعض‬
‫منيا من تممك قد ار معتب ار من الوعي الصحي والبيئي‪ ،‬ما يجعميا عمى دراية بالمخاطر التي‬
‫تنجر عن ذلك‪ ،‬وليذا تكون حريصة عمى تحسيس وتوعية أبنائيا بضرورة التصرف السميم‪،‬‬
‫وما يؤكد ذلك وجود نسبة تقارب ‪ %10‬من الشباب المقاولين‪ ،‬الذين يدرجون األسرة في‬
‫المرتبة األولى من حيث اكتسابيم لسموك التخمص من النفايات السامة في األماكن‬
‫المخصصة ليا‪.‬‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة ترتيب المبحوثين‪ ،‬فربما راجع إلى عدم تركيز‬
‫برامجيا التكوينية والتحسيسية عمى ىذا البعد‪ ،‬الذي ىو من الفروض أن تحرص عمى نشره‬
‫وترسيخو لدى المستفيدين من برامجيا‪ ،‬كونو من القضايا التي أثارت الكثير من النقاشات في‬
‫المحافل الوطنية والدولية‪ ،‬سواء من قبل الجيات المعنية بحماية البيئة ومن قبل المجتمع‬
‫المدني‪ ،‬وليذا أدرجيا الشباب المقاولين في المركز األخير‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم‬
‫لسموك التخمص من النفايات السامة في األماكن المخصصة ليا‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)11‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك اإلشهار الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدمها‬
‫المؤسسة‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪37,0‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪33,3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪58,0‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪14,2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪35,2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪16,0‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪38,3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪35,2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪58,0‬‬ ‫‪94‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪2،92‬‬ ‫‪4،38‬‬ ‫‪3،40‬‬ ‫‪4،24‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك اإلشيار‬
‫الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدميا المؤسسة كان كاآلتي‪ :‬مؤسسات التعميم في المرتبة‬
‫األولى بنسبة ‪ ،%40،7‬مؤسسات التكوين في المرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%58‬أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة في المرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%16‬األسرة في المرتبة الرابعة بنسبة ‪ ،%58‬وما يؤكد‬
‫ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومنو يمكن القول أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن مؤسسات التعميم‬
‫هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك اإلشهار الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدمها‬
‫المؤسسة‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين والتمهين ثم أجهزة الدعم والمرافقة وبدرجة أقل‬
‫األسرة‪4‬وىو ما يبين وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك‬
‫اإلشيار الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدميا المؤسسة لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وأغمبيم‬
‫من ذوي المستوى التعميمي الثانوي والجامعي‪ ،‬والذين زاولوا تكوينات في الجامعات والمعاىد‬
‫العميا‪ ،‬وذلك راجع ألىمية الدروس المقدمة في مجال التسويق والعبلقات العامة‪ ،‬والتي تسعى‬

‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫إلى توعية الطمبة والمتكونين بأىمية اعتماد اإلشيار الصادق في عالم األعمال‪ ،‬كونو يسمح‬
‫ل ممستيمكين بالتعرف عمى منتجات وخدمات المؤسسات بالمواصفات نوعية التي ىي عمييا‬
‫في الواقع دون تظميل‪ ،‬مما يزيد من ثقة المستيمكين بالمؤسسات وبمنتجاتيا‪ ،‬وىذا في الحقيقة‬
‫مطمب في غاية األىمية خاصة في المشاريع الناشئة‪ ،‬التي تسعى لجذب الزبائن وكسب‬
‫ثقتيم‪ ،‬من خبلل اعتماد عمى اإلشيار الصادق‪ ،‬كل ىذا جعل من الشباب المقاولين‪،‬‬
‫يدركون أىمية اعتماد اإل عبلن الصادق في عالم األعمال‪ ،‬وبالتالي التزاميم بسموك الترويج‬
‫األخبلقي لمنتجات وخدمات مؤسساتيم‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىو ترتيبيم لمؤسسات التعميم في‬
‫المرتبة األولى‪.‬‬

‫كما أن لمؤسسات التكوين والتميين دور كبير في نشر وترسيخ سموك اإلشيار‬
‫الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدميا المؤسسة لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وذلك راجع‬
‫باألساس من حرصيا عمى تنمية السموك األخبلقي لدى المتكونين بشكل عام‪ ،‬وفي عبلقاتيم‬
‫بالزبائن بشكل خاص‪ ،‬وذلك عن طريق تشجيعيم عمى الشعور بالرقابة الذاتية عمى األعمال‬
‫وعمى إتقان األعمال‪ ،‬كما ىو موضح في الجداول السابقة (‪ ،)34( )33‬وىما العاممين‬
‫الرئيسيين في جعل المتكونين يكتسبون سموك اإلشيار الصادق لممنتجات والخدمات التي‬
‫تقدميا مؤسساتيم‪ ،‬باإلضافة إلى أن لمتربصات والتكوين في الورشات‪ ،‬إسيام كبير في‬
‫ترسيخ ىذا السموك لدى المتكونين‪ ،‬حيث أن التعامل المباشر بالزبائن وجيا لوجو يعمل عمى‬
‫توطيد العبلقات‪ ،‬لتتعدى حدود العبلقة االقتصادية القائمة عمى متعامل وزبون‪ ،‬إلى عبلقات‬
‫اجتماعية إنسانية قائمة عمى المسؤولية والثقة واإلخبلص المتبادل بين الطرفين‪ ،‬كل ىذا من‬
‫شأنو أن يزيد من وعي المتكونين‪ ،‬بأىمية االلتزام بسموك اإلشيار الصادق لممنتجات‬
‫والخدمات التي تقدميا المؤسسة لمزبائن‪ ،‬وليذا جاء ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات‬
‫التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن تأخر أجيزة الدعم والمرافقة في ترتيب الشباب المقاولين‪ ،‬لمصادر اكتسابيم‬
‫لسموك اإلشيار الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدميا المؤسسة‪ ،‬فراجع لنقص مساىمتيا‬
‫في تكوين المستفيدين في ىذا البعد‪ ،‬والذي من المفروض أن تولي لو اىتماما بالغا‪ ،‬كونو‬
‫من العوامل الرئيسية التي تساىم في إنجاح المشاريع خاصة الناشئة منيا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تركيزىا عمى وظيفة التوجيو والتمويل لممتقدمين لبلستفادة من المشاريع‪ ،‬إال أنو ال يمكن نفي‬
‫جيودىا في تقديم التوجييات والنصائح البلزمة لممستفيدين‪ ،‬حول أىمية االعتماد عمى‬
‫اإلشيار وعمى شفافيتو ومصداقيتو‪ ،‬حيث أن ىناك نسبة ‪ %15،4‬من الشباب المقاولين من‬
‫يدرجيا في المرتبة األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموكاإلشيار الصادق لممنتجات‬
‫والخدمات التي تقدميا المؤسسة‪.‬‬

‫أما عن تذيل األسرة سمم الترتيب‪ ،‬فراجع لضعف إسياميا في تنمية سموكاعتماد‬
‫اإلشيار الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدميا المؤسسة لدى الشباب المقاولين‪ ،‬والسبب‬
‫في ذلك ىو غياب ثقافة اإلشيار واإلعبلن لدى معظم األسر المقاولة‪ ،‬وذلك لمحدودية‬
‫مستواىا التعميمي‪ ،‬وانتياجيا لطرق التسيير التقميدية المتوارثة في تدبير شؤون مشاريعيا‪،‬‬
‫لكن كل ىذا ال يعني أن األسرة المقاولة‪ ،‬ال تعتمد عمى اإلشيار الصادق في الترويج‬
‫لمنتجات وخدماتيا‪ ،‬لكن الخمل يكمن في الطريقة التي تتبعيا واألمور التي تركز عمى‬
‫إبرازىا‪ ،‬حيث عادة ما تعتمد عمى الزبون كقناة رئيسية في عممية التشيير‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تركيزىا في عممية التشيير عمى إبراز مدى إتقان األعمال‪ ،‬وااللتزام بمواعيد التسميم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى اعتماد سياسات سعرية ترضي الزبائن‪ ،‬لكن ىذه الطريقة في نظر أغمب‬
‫الشباب المقاولين غير كافية وال ترقى ألن تكون إشيا ار‪ ،‬مقارنة بما تعمموه في مؤسسات‬
‫التعميم والتكوين‪ ،‬وليذا عمدوا إلى إدراج األسرة كمصدر رابع من حيث اكتسابيم‬
‫لسموكاإلشيار الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدميا المؤسسة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)12‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة في‬
‫عممية الترويج لمنتجات المؤسسة‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪26,5‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪50,6‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪9,3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪26,5‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪61,1‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪10,5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪22,2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪12,3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪38,3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪37,7‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪18,5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪43,8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪2،99‬‬ ‫‪4،15‬‬ ‫‪4،05‬‬ ‫‪3،20‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %50،6‬من المبحوثين‪ ،‬يرتبون مؤسسات التعميم في المرتبة‬


‫األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموك استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة في عممية‬
‫الترويج لمنتجات المؤسسة‪ ،‬و‪ %61،1‬منيم يرتبون مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة‬
‫الثانية‪ ،‬و‪ %38،3‬منيم يرتبون األسرة في المرتبة الثالثة‪ ،‬أما ‪ %37،7‬منيم فيرتبون أجيزة‬
‫الدعم والمرافقة في المرتبة الرابعة واألخيرة‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومن النتائج السابقة يمكن القول أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن‬
‫مؤسسات التعميم هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك استخدام الوسائط التكنولوجية‬
‫الحديثة في عممية الترويج لمنتجات المؤسسة‪ 4‬وتميها مؤسسات التكوين والتمهين ثم‬
‫األسرة وبدرجة أقل أجهزة الدعم والمرافقة‪ 4‬وىو ما يؤكد عمى وجود اتفاق عام حول أىمية‬
‫دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة في عممية‬
‫الترويج لمنتجات المؤسسة لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وىذا يشير في الحقيقة إلى أىمية دور‬
‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ىذه المؤسسات في تكوين التبلميذ والطمبة عمى طرق توظيف تكنولوجية االتصال الحديثة‬
‫في الحياة العممية واالجتماعية والمينية‪ ،‬حيث تسمح تمك الدروس والتطبيقات الموجية لمطمبة‬
‫في مجال اإلعبلم اآللي واستخدام البرمجيات بتعمم كيفية التحكم في ىذه التكنولوجيات‬
‫الحديثة‪ ،‬كما أن موضوع التجارة االلكترونية أصبح متداوال بكثرة في المؤسسات التعميمة‬
‫سواء في األقسام الدراسية أو في الندوات والمؤتمرات العممية‪ ،‬كل ىذا من شأنو أن يساىم‬
‫في تنمية سموك استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة في عممية الترويج لمنتجات المؤسسة‬
‫لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وىذا ما جعميم يدرجونيا في المرتبة األولى‪.‬‬

‫كما أن لمؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬إسيام كبير في نشر مثل ىذه السموكات لدى‬
‫المتكونين‪ ،‬حيث كثي ار ما تركز عمى تقدم دروسا في التسويق االلكتروني والوسائل‬
‫المستخدمة فيو‪ ،‬وابراز أىمية اعتماده فبإنجاح المشاريع‪ ،‬حيث عبر العديد من الشباب‬
‫المقاولين وأغمبيم ممن ينشطون في مجال الصناعة والحرف التقميدية‪ ،‬أنيم بعد تمقييم لتمك‬
‫المعارف والتوجييات‪ ،‬أصبحوا من المتتبعين وأعضاء في صفحات ومواقع اإلعبلنات‬
‫واإلشيارات‪ ،‬التي تعنى بعرض أحدث منتجات أو الخدمات التي تدخل في مجال األنشطة‬
‫التي يزاولونيا‪ ،‬كما يشاركون بنشر خدماتيم ومنتجاتيم المختمفة بيدف تعريف جميور‬
‫المستيمكين بيا‪ ،‬وىذا ما جعل من الشباب المقاولين يدرجون مؤسسات التكوين والتميين في‬
‫المرتبة الثانية‪.‬‬

‫أما عن تأخر أجيزة الدعم والمرافقة في الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪،‬‬
‫لمصادر اكتسابيم لسموك استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة في عممية الترويج لمنتجات‬
‫المؤسسة‪ ،‬فراجع أساسا إلى تقزيم دورىا‪ ،‬وحصره في توجيو المتقدمين لبلستفادة من الدعم‬
‫والمرافقة‪ ،‬نحو المشاريع التي تتبلءم وتخصصيم العممي أو مع تكوينيم الميني‪ ،‬كما‬
‫ستوضحو نتائج الجداول البلحقة‪ ،‬باإلضافة إلى التمويل المالي والموجستي والمتابعة الميدانية‬

‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫لنشاط المشاريع‪ ،‬كل ىذا جعل من الشباب المقاولين يدرجونيا في المرتبة الثالثة‪ ،‬من حيث‬
‫مصادر اكتسابيم لسموك استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة في عممية الترويج لمنتجات‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫أما عن تذيل األسرة الترتيب وتمركزىا في المرتبة الرابعة‪ ،‬فراجع لضعف دورىا في‬
‫نشر مثل ىذه السموكات لدى أبنائيا المقاولين‪ ،‬وذلك بسبب محدودية ثقافتيا وعدم اقتناعيا‬
‫ب نجاعة ىذه الوسائط في عممية الترويج لممنتجات‪ ،‬باعتبار أن الزبون ال يثق إال بالممموس‬
‫والمحسوس وبالعميل شخصيا‪ ،‬وفعبل ىذه ىي الثقافة السائدة في مجتمعنا الجزائري‪ ،‬حيث‬
‫نجد أفراده يتعاممون بتحفظ وحذر شديدين مع االشيارات واإلعبلنات الترويجية‪ ،‬بسبب عدم‬
‫مصداقيتيا وعدم تطابق مضمونيا بما يقدم ليم فعبل عند االقتناء‪ ،‬وأيضا بسبب ضعف‬
‫قدرتيا عمى التأثير في الزبون‪ ،‬كل ىذا جعل من الشباب المقاولين يدرجون األسرة في‬
‫المرتبة األخيرة‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم لسموك استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة في‬
‫عممية الترويج لمنتجات المؤسسة ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)13‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك الرد عمى استفسارات وانشغاالت الزبائن‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪35,8‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪30,2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪45,7‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪10,5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪31,5‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪38,3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪39,5‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪22,2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪38,3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،18‬‬ ‫‪3،74‬‬ ‫‪3،04‬‬ ‫‪3،11‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك الرد عمى‬
‫استفسارات وانشغاالت الزبائن كان كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى لمؤسسات التكوين والتميين بنسبة‬
‫‪ ،%45،7‬والمرتبة الثانية كانت ألجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%30،2‬والمرتبة الثالثة‬
‫كانت من نصيب األسرة بنسبة ‪ ،%38،3‬أما المرتبة الرابعة واألخيرة فكانت لمؤسسات‬
‫التعميم بنسبة ‪ ،%22،2‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫إذن يمكن القول أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يؤكدون عمى أنمؤسسات‬
‫التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك الرد عمى استفسارات وانشغاالت‬
‫الزبائن‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪ 4‬وىو‬
‫ما يثبت وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك الرد عمى‬
‫استفسارات وانشغاالت الزبائن لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وبالتالي يمكن إرجاع ذلك إلى‬
‫ا لتوجييات والتوضيحات التي تقدميا ىذه المؤسسات لممتكونين‪ ،‬حول ضرورة فتح قنوات‬
‫االتصال لتمكين المتعاممين من إيصال انشغاالتيم واحتياجاتيم لممؤسسات‪ ،‬وما لذلك من‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أىمية بالغة في تحقيق الترابط والتقارب بينيا وبين جميور المتعاممين زبائنا كانوا أو موردين‪،‬‬
‫كما ينمى ويعزز ىذا السموك لدى المتكونين في ورشات التميين من خبلل تعمم تمك األنماط‬
‫السموكية‪ ،‬حيث كثي ار ما يجد المتكونون أنفسيم مكمفين بميمة استقبال الزبائن واإلجابة عمى‬
‫استفساراتيم المختمفة‪ ،‬سواء تعمقت بنوعية المنتوجات والخدمات التي تقدميا المؤسسة‬
‫أو األسعار التي تطبقيا‪ ،‬أو العروض التي يمكن منحيا لمزبائن‪ ،‬وما إلى ذلك من‬
‫االستفسارات المختمفة‪ ،‬كل ىذا عمل عمى إكساب وتنمية سموك الرد عمى استفسارات‬
‫وانشغاالت الزبائن لدى الشباب المقاولين‪ ،‬مما جعميم يدرجونيا في المرتبة األولى‪.‬‬

‫كما أن ألجيزة الدعم والمرافقة إسيام كبير في تمقين مثل ىذا السموك لممستفيدين من‬
‫برامج الدعم والمرافقة‪ ،‬وذلك حرصا منيا عمى ضمان خدمة الزبائن بالشكل الذي يحقق‬
‫رضاىم‪ ،‬ويزيد من طمبيم عمى منتجات وخدمات تمك المؤسسات‪ ،‬وذلك بيدف تنشيطيا‬
‫وتوسيع شبكاتيا في األسواق لضمان بقائيا واستمرارىا‪ ،‬ولتجاوز األزمات المالية خاصة في‬
‫السنوات األولى لئلنشاء‪ ،‬التي تعد أصعب المراحل عمى اإلطبلق‪ ،‬كل ىذا عمل عمى‬
‫إكساب الشباب المقاولين سموك الرد عمى استفسارات وانشغاالت الزبائن‪.‬‬

‫أما عن تأخر مؤسسات التعميم في ترتيب الشباب المقاولين لمصادر اكتسابيم لسموك‬
‫الرد عمى استفسارات وانشغاالت الزبائن‪ ،‬فراجع إلى غياب التكوين والتأطير العممي لمتبلميذ‬
‫والطمبة عمى مثل ىذه الممارسات‪ ،‬التي ىي في األساس جد ىامة في عالم األعمال‪ ،‬حيث‬
‫كثي ار ما نجد أن ىذه المؤسسات تعتمد عمى التكوين والتعميم النظري‪ ،‬وتكتفي بتقديم دروس‬
‫ومحاضرات تعني بالعبلقات العامة واالتصال التنظيمي‪ ،‬لكن تبقى غير كافية وال ترقى‬
‫لتزويد الشباب المقاولين بكافة المعارف التنظيمية والمينية التي يحتاجونيا في أنشطتيم‬
‫المقاوالتية‪ ،‬وليذا تم إدراجيا من قبميم في المرتبة الثالثة ما قبل األخيرة‪ ،‬من حيث مصادر‬
‫اكتسابيم لسموك الرد عمى استفسارات وانشغاالت الزبائن‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ونفس الشيء بالنسبة لؤلسرة‪ ،‬فيي ال تزود الشباب المقاولين بالمعارف العممية‬
‫والتنظيمية‪ ،‬التي من شأنيا أن تنمي سموك الرد عمى استفسارات وانشغاالت الزبائن‪ ،‬وادراجيا‬
‫في أولويات اىتماماتيم‪ ،‬وذلك لمحدودية ثقافتيا التنظيمية واعتمادىا عمى األنماط التسييرية‬
‫التقميدية والمتعارف عمييا محميا‪ ،‬لكن عمى الرغم من ذلك فيي حريصة كل الحرص عمى‬
‫تعميم الشباب المقاولين أصول وآداب المعامبلت‪ ،‬وتوعيتيم بضرورة التحمي بسموك األخبلقي‬
‫والمعاممة الحسنة لمزبائن‪ ،‬لكن تبقى تمك اإلسيامات والتوجييات المقدمة ليم قائمة عمى‬
‫المنطق المجتمعي ال عمى المنطق العممي‪ ،‬وليذا نجدىم يدرجون األسرة في المرتبة األخيرة‬
‫من حيث مصادر اكتسابيم لسموك الرد عمى استفسارات وانشغاالت الزبائن‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)12‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك االستعانة بالمتعاممين لتحديد احتياجات السوق‬
‫السمعية والخدمية‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪21,0‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪47,5‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪19,8‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪37,7‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪42,0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪13,6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪10,5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪61,7‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪14,2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪27,8‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪62,3‬‬ ‫‪101‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،23‬‬ ‫‪3،85‬‬ ‫‪4،81‬‬ ‫‪4،78‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫توضح نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك االستعانة‬


‫بالمتعاممين لتحديد احتياجات السوق السمعية والخدمية‪ ،‬كان عمى النحو اآلتي‪%47،5 :‬من‬
‫المبحوثين يرتبون مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة األولى‪ ،‬و‪ %37،7‬منيم يرتبون‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية‪ ،‬و‪ %61،7‬منيم يرتبون مؤسسات التعميم في المرتبة‬
‫الثالثة‪ ،‬و‪ %62،3‬يرتبون األسرة في المرتبة الرابعة واألخيرة‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم‬
‫"ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومنو نستنتج أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن مؤسسات التكوين‬
‫والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك االستعانة بالمتعاممين لتحديد احتياجات‬
‫السوق السمعية والخدمية‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل‬
‫األسرة‪4‬وىو ما يبين وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك‬
‫االستعانة بالمتعاممين لتحديد احتياجات السوق السمعية والخدمية لدى الشباب المقاولين‪،‬‬
‫ويرجع ذلك إلى الدروس التي تعنى بتحسيس المتكونين بأىمية استخدام الشبكات االجتماعية‬
‫لمنجاح في عالم األعمال‪ ،‬كاالعتماد عمى شبكة المتعاممين في جمع المعمومات حول‬
‫أوضاع السوق واحتياجاتو السمعية والخدمية‪ ،‬سواء من حيث الكم والنوع أو السعر‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى التعرف عمى المنافسين واال ستراتيجيات التي يتبعونيا في عممية تسويق منتجاتيم‪،‬‬
‫باعتبار أن المتعاممين مصدر ىام لمتزود بالمعمومات التي قد ال تتوفر لدى الكثير من‬
‫المؤسسات والمشاريع الناشئة‪ ،‬كما يعزز ىذا السموك لدى المتكونين خبلل تربصيم في‬
‫المؤسسات وورشات التميين‪ ،‬من خبلل معايشتيم التجربة عمى أرض الواقع‪ ،‬حيث عبر‬
‫بعض الشباب المقاولين أن الموردون يزودونيم في كثير من الحاالت بالمعمومات عن كمية‬
‫ونوعية المواد األولية التي يقتنييا المنافسون‪ ،‬مما يمكنيم من التعرف عمى حجم إنتاجيتيم‬
‫ونوعيتيا وتوقع األسعار التي سيطبقونيا‪ ،‬وبالتالي توقع تأثيرىم في السوق‪ ،‬كما أن لمموزعين‬
‫دور في التعرف عمى األسواق التي يرتفع فييا الطمب عمى منتجاتيم‪ ،‬وعميو فإن ليذه‬
‫التجارب والخبرات التي عايشيا الشباب المقاولين في مؤسسات التكوين وورش التميين‪،‬‬
‫اقتناعيم بأىمية االستعانة بالمتعاممين لتحديد احتياجات السوق السمعية‬ ‫عممت عمى‬
‫والخدمية‪ ،‬وىذا ما جعميم يدرجونيا في المرتبة األولى‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫كما أن ألجيزة الدعم والمرافقة دور ىام في تحسيس وتوعية المستفيدين من الدعم‪،‬‬
‫بضرورة االستعانة بشبكة المتعاممين في تحديد احتياجات السوق السمعية والخدمية‪ ،‬وذلك‬
‫بمراجعتيم واستشارتيم واألخذ بنصائحيم‪ ،‬سواء كانوا زبائن أو موردين أو موزعين‪ ،‬وحتى‬
‫االستعانة بأجيزة الدعم والمرافقة ذاتيا‪ ،‬كونيا عمى اطبلع دائم بمستجدات السوق المتبلكيا‬
‫شبكة من االتصاالت مع مختمف الجيات‪ ،‬مما يمنحيا القدرة عمى الوصول لممعمومات‬
‫الصحيحة في الوقت المناسب‪ ،‬ومن ثم تزويدىم بتمك المعمومات لبلستعانة بيا‪ ،‬في تحديد‬
‫فرص االستثمار واقتناصيا لبلستفادة منيا‪ ،‬وىذا ما جعل من الشباب المقاولين يدرجون‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم لسموك االستعانة‬
‫بالمتعاممين لتحديد احتياجات السوق السمعية والخدمية‪.‬‬
‫أما عن تأخر مؤسسات التعميم في الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪ ،‬لمصادر‬
‫اكتسابيم لسموك االستعانة بالمتعاممين لتحديد احتياجات السوق السمعية والخدمية‪ ،‬راجع إلى‬
‫غياب الجانب العممي في عممية التكوين والتعميم‪ ،‬والتركيز عمى الشق النظري‪ ،‬وىذا ما جعل‬
‫إسياميا ضعيفا مقارنة بالمؤسستين السابقتين‪ ،‬المتان توليان لمتكوين العممي األىمية البالغة‪،‬‬
‫في إكساب الشباب المقاولين لممعارف التنظيمية والمينية التي سيحتاجون إلييا في أنشطتو‬
‫المقاولية‪ ،‬كما ال ننسى أن معظم أفراد العينة من ذوي مستوى تعميمي ما دون الجامعي‪،‬‬
‫والذي يعنى أساسا بتكوين التبلميذ من الناحية المعرفية وليس المينية‪ ،‬كما ىو سائد في‬
‫الجامعات والمعاىد العميا‪ ،‬وعمى الرغم من ذلك فإن لمؤسسات التعميم إسيام كبير‪ ،‬في‬
‫تكوين التبلميذ والطمبة من الناحية العممية والمعرفية بشكل عام‪ ،‬والتي سيستفيدون منيا‬
‫مستقببل سواء في الحياة اليومية أو المينية‪.‬‬
‫أما عن تذيل األسرة لمترتيب‪ ،‬فراجع إلى ضعف دورىا في نشر وترسيخ سموك‬
‫االستعانة بالمتعاممين لتحديد احتياجات السوق السمعية والخدمية لدى الشباب المقاولين‪،‬‬
‫بسبب محدودية ثقافتيا التنظيمية واعتمادىا عمى أنماط التسيير التقميدية‪ ،‬التي ال تعتمد عمى‬

‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫التخطيط واالستراتيجيات‪ ،‬حيث أن أغمب ىذه األسر ال تسعى لتطوير وتوسيع مشاريعيا‬
‫بقدر ما تسعى إلى الحفاظ عمى بقائيا واستمرارىا‪ ،‬كل ذلك جعل من الشباب المقاولين‬
‫يعتبرون األسرة‪ ،‬كمصدر ثانوي في اكتسابيم سموك االستعانة بالمتعاممين لتحديد احتياجات‬
‫السوق السمعية والخدمية‪ ،‬لكن إذا كان ذلك ينطبق عمى الكثير من األسر المقاولة‪ ،‬فإنو ال‬
‫يسري عمى البعض منيا‪ ،‬حيث يبين الجدول أن ىناك نسبة ‪ %11،7‬من الشباب المقاولين‬
‫ممن يدرجونيا في المرتبة األولى‪ ،‬وىو ما يفسر وجود ثقافة تنظيمية لدى بعض األسر‪،‬‬
‫كاعتمادىا عمى التخطيط االستراتيجي وعمى المنطق المقاولي في تسيير مشاريعيا‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)12‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك األخذ بمالحظات واقتراحات المتعاممين وجعمها‬
‫في مقدمة اهتمامات المؤسسة‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الرتبة‬
‫‪27,2‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪38,9‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪24,1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪38,9‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪36,4‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪8,0‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪16,7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪24,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪42,0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪31,5‬‬ ‫‪51‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪32,1‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪25,9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪42,0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪3،66‬‬ ‫‪3،19‬‬ ‫‪3،65‬‬ ‫‪3،17‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبرز نتائج الجدول أن ‪ %38،9‬من المبحوثين يرتبون مؤسسات التكوين والتميين في‬
‫المرتبة األولى من حيث مصادر اكتسابيم لسموك األخذ بمبلحظات واقتراحات المتعاممين‬
‫وجعميا في مقدمة اىتمامات المؤسسة‪ ،‬و‪ %38،9‬منيم يرتبون أجيزة الدعم والمرافقة في‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫المرتبة الثانية‪ ،‬و‪ %42‬منيم يرتبون مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬و‪ %42‬أخرى‬
‫ترتب األسرة في لمرتبة الرابعة واألخيرة‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬يقرون بأن مؤسسات التكوين‬
‫والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك األخذ بمالحظات واقتراحات المتعاممين‬
‫وجعمها في مقدمة اهتمامات المؤسسة‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم‬
‫وبدرجة أقل األسرة‪4‬وىو ما يبرز وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في‬
‫تنمية سموك األخذ بمبلحظات واقتراحات المتعاممين وجعميا في مقدمة اىتمامات‬
‫المؤسسةلدى الشباب المقاولين‪ ،‬وىذا متأت من التوجييات والدروس التي يتمقاىا المتكونون‬
‫في مؤسسات التكوين الميني‪ ،‬حول ضرورة االىتمام واالعتناء بالمتعاممين واألخذ باقتراحاتيم‬
‫ومبلحظاتيم والعمل بيا‪ ،‬لئليفاء باحتياجاتيم وتحقيق رضاىم‪ ،‬كما يسمح التربص في‬
‫ورشات التكوين والتميين لممتكونين‪ ،‬باالحتكاك المباشر بالزبائن والتعرف عمى رغباتيم‬
‫وأذواقيم‪ ،‬ومن ثم العمل عمى تحقيقيا واشباعيا لكسب رضاىم‪ ،‬وبالتالي فإن لمتجارب‬
‫والخبرات التي عايشيا الشباب المقاولين في ورشات التكوين والتميين‪ ،‬دور في اكتسابيم‬
‫لسموك األخ ذ بمبلحظات واقتراحات المتعاممين وجعميا في مقدمة اىتمامات المؤسسة‪ ،‬وىذا‬
‫ما جعميم يدرجون مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة األولى‪.‬‬

‫كما تشجع أجيزة الدعم والمرافقة المستفيدين من برامجيا‪ ،‬عمى األخذ بمبلحظات‬
‫واقتراحات المتعاممين وجعميا في مقدمة اىتماماتيم‪ ،‬لبلستفادة منيا في وضع الخطط‬
‫واالستراتيجيات اإلنتاجية والتسويقية‪ ،‬ومن ثم العمل عمى تحقيقيا بالشكل المطموبة وفي‬
‫الوقت المحدد‪ ،‬من أجل نيل رضاىم والحفاظ عمييم ولزيادة أرباح المشاريع‪ ،‬وىو اليدف‬
‫المنشود من وراء تبني ىذا السموك‪ ،‬ليذا نجد أجيزة الدعم والمرافقة حريصة كل الحرص‬
‫عمى تزويد الشباب المقاولين بجميع النصائح والتوجييات‪ ،‬التي من شأنيا أن تعمل عمى‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫إنجاح مشاريعيم خاصة في سنوات األولى لئلنشاء‪ ،‬والتي تعد المحطة التي تكثر فييا‬
‫التيديدات ومخاطر الوقوع في اإلفبلس والفشل‪ ،‬كل ذلك عمل عمى توعية الشباب المقاولين‪،‬‬
‫بأىمية اكتسابيم لسموك األخذ بمبلحظات واقتراحات المتعاممين وجعميا في مقدمة اىتمامات‬
‫المؤسسة‪ ،‬ليذا نجدىم يدرجونيا في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫أما عن تأخر مؤسسات التعميم في الترتيب‪ ،‬فراجع كما تمت اإلشارة إليو في العديد من‬
‫تحميبلتنا السابقة‪ ،‬إلى غياب التكوين العممي والميني في برامجيا التعميمية‪ ،‬وتركيزىا عمى‬
‫تمقين التبلميذ والطمبة المعارف النظرية‪ ،‬مما يجعل دورىا في إكساب الشباب المقاولين‬
‫لسموك األخذ بمبلحظات واقتراحات المتعاممين وجعميا في مقدمة اىتمامات المؤسسة‬
‫ضعيفا‪.‬‬

‫أما عن تذيل األسرة سمم الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪ ،‬فراجع إلى ضعف‬
‫ثقافتيا التنظيمية‪ ،‬والى نقص خبرتيا في أنماط التسيير الحديث لممؤسسات‪ ،‬وىذا ما جعل‬
‫من إسياميا في نشر وترسيخ سموك األخذ بمبلحظات واقتراحات المتعاممين‪ ،‬وجعميا في‬
‫مقدمة اىتمامات المؤسسة لدى الشباب المقاولين ضعيف جدا‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)10‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك ابتكار طرق وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات‬
‫وخدمات المؤسسات األخرى‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪51,9‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪17,3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪22,2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪35,2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪19,1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪40,7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪5,6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪29,0‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪42,0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪50,6‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪49,4‬‬ ‫‪80‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،18‬‬ ‫‪4،20‬‬ ‫‪3،41‬‬ ‫‪3،70‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك ابتكار طرق وتقنيات‬
‫جديدة لمنافسة منتجات وخدمات المؤسسات األخرى جاء كاآلتي‪ :‬المرتبة األولى لمؤسسات‬
‫التكوين والتميين بنسبة ‪ ،%51،9‬والمرتبة الثانية لمؤسسات التعميم بنسبة ‪ ،%40،7‬أما‬
‫المرتبة الثالثة فكانت لؤلسرة بنسبة ‪ ،%23،5‬وأخي ار المرتبة الرابعة ألجيزة الدعم والمرافقة‬
‫بنسبة ‪ ،%50،6‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومنو فإن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يقرون بأن مؤسسات التكوين والتمهين‬
‫هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك ابتكار طرق وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات‬
‫وخدمات المؤسسات األخرى‪ 4‬وتميها مؤسسات التعميم ثم األسرة وبدرجة أقل أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة‪ ،‬وىو ما يشير إلى وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية‬
‫سموك ابتكار طرق وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات وخدمات المؤسسات األخرى لدى‬
‫الشباب‪ ،‬ويرجع الفضل في ذلك إلى التكوين التمييني الذي تمقاه المتكونون في الورشات‬
‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫عمى يد المشرفين والمكونين‪ ،‬حيث تتميز كل ورشة أو مؤسسة بأساليب وأنماط إنتاجية‬
‫مختمفة عن تمك السائدة في المؤسسات والورشات األخرى‪ ،‬وىو ما يدخل ضمن أسرار‬
‫المين‪ ،‬حيث يعمل المشرفون عمى تمقين المتكونين ىذه األساليب والطرق التي من شأنيا أن‬
‫تجعل من منتجاتيم وخدماتيم مختمفة ومتميزة عن تمك التي يقدميا المنافسون‪ ،‬من أجل‬
‫جذب أ كبر قدر من الزبائن وزيادة الطمب عمى منتجاتيم‪ ،‬كل ذلك عمل عمى توعية الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬بضرورة ابتكار طرق وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات وخدمات المؤسسات‬
‫األخرى‪ ،‬بما يتوافق واحتياجات المستيمك بصفة عامة والزبون بصفة خاصة‪ ،‬وليذا جاء‬
‫ترتيبيا في المرتبة األولى من طرف الشباب المقاولين‪.‬‬

‫كما أن لمؤسسات التعميم إسيام كبير في ىذا المجال خاصة منيا الجامعات والمعاىد‬
‫العميا‪ ،‬التي تسير عمى تعريف الطمبة بأحدث التقنيات وطرق اإلنتاج العصرية‪ ،‬وذلك‬
‫باستعراض نماذج وأساليب اإلنتاج التي تنتيجيا الشركات العالمية الرائدة‪ ،‬لكن المبلحظ أن‬
‫ىناك دوما خمل في عممية التكوين والتعميم في ىذه المؤسسات‪ ،‬فعمى الرغم من أىمية المادة‬
‫العممية التي تقدميا لمطمبة إال أن تغييب الجانب العممي التطبيقي يجعل منيا ال تستجيب‬
‫لمتطمبات التكوين المتخصص‪ ،‬لكن عمى العموم يبقى دورىا ذا إسيام كبير في تعريف‬
‫الشباب المقاولين بأىمية ابتكار طرق وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات وخدمات المؤسسات‪،‬‬
‫وىو ما يفسر إدراجيم ليا في المرتبة الثانية‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم لسموك ابتكار طرق‬
‫وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات وخدمات المؤسسات األخرى‪.‬‬

‫أما عن تأخر األسرة في الترتيب‪ ،‬فراجع إلى ضعف إسياميا في تمقين المبحوثين‪،‬‬
‫سموك ابتكار طرق وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات وخدمات المؤسسات األخرى‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب محدودية معارفيا ومياراتيا التنظيمية والمينية في مجال نشاطيا‪ ،‬عمى الرغم من‬
‫طول سنوات خبرتيا في المجال‪ ،‬وسبب ذلك ىو اكتفائيا بتناقل الخبرة والميارة المتوارثة‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫عبر األجيال بين أفراد األسرة الواحدة‪ ،‬ما يعني افتقارىم لمتكوين المتخصص في النشاط إال‬
‫أن ذلك يسري عمى جميع األسر‪ ،‬حيث أن البعض من استطاعت الخروج عن النمط‬
‫التقميدي وبتشجيع أبنائيا عمى التكون في الجامعات والمعاىد العميا لبلستزادة من معارفيا‪،‬‬
‫وبذلك استطاعت أن تعد جيبل جديدا متعمما ومتخصصا‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي نسبة ‪%22،2‬‬
‫من الشباب المقاولين الذين رتبوا األسرة في المرتبة األولى‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم‬
‫لسموك ابتكار طرق وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات وخدمات المؤسسات األخرى‪.‬‬

‫أما عن تذيل أجيزة الدعم والمرافقة الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪ ،‬فراجع إلى‬
‫ضعف إسياماتيا في نشر ىذا السموك بين المستفيدين من برامجيا‪ ،‬بسبب تركيز اىتماميا‬
‫عمى األمور التسييرية والقانونية والمالية لممشاريع‪ ،‬باإلضافة إلى افتقارىا لمخبرة في مجال‬
‫الصناعات الحرفية التي يسود أنشطتيا الكثير من الكتمان والتحفظ عنيا‪ ،‬باعتبارىا أسرار‬
‫مينية ال يطمع عمييا إال أىل الصنعة‪ ،‬كل ىذا جعل من إسيام أجيزة الدعم والمرافقة في‬
‫نشر وترسيخ سموك ابتكار طرق وتقنيات جديدة‪ ،‬لمنافسة منتجات وخدمات المؤسسات‬
‫األخرى لدى الشباب المقاولين ضعيف جدا‪ ،‬وىو ما يفسر احتبلليا لممرتبة الرابعة واألخيرة‬
‫في ترتيبيم لممصادر‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)16‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك توسيع شبكات التوزيع‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪56,2‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪25,3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪38,3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪22,2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪16,0‬‬ ‫‪26‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪33,3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪43,2‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪51,2‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪33,3‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،29‬‬ ‫‪4،46‬‬ ‫‪2،63‬‬ ‫‪3،51‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫القرار‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ترتيب المبحوثين لمصادر اكتسابيم لسموك توسيع شبكات‬
‫التوزيع جاء كاآلتي‪ %56،2 :‬منيم يرتبون مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة األولى‪،‬‬
‫ونسبة ‪ %38،3‬منيم يرتبون أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية‪ ،‬في حين أن ‪%43،2‬‬
‫منيم يرتبون األسرة في المرتبة الثالثة‪ ،‬وفي األخير فإن ‪ %33،3‬من المبحوثين يدرجون‬
‫مؤسسات التعميم في المرتبة الرابعة واألخيرة‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن مؤسسات‬


‫التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك توسيع شبكات التوزيع‪ 4‬وتميها‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪ 4‬وىو ما يؤكد عمى وجود‬
‫اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية سموك توسيع شبكات التوزيع لدى‬
‫الشباب المقاولين‪ ،‬كل ىذا كان بفضل دورىا في تعريفيم بأىم الوظائف التي تقوم بيا‬
‫المؤسسات خاصة منيا وظيفة التوزيع‪ ،‬باعتبارىا حمقة وصل بين المنتجين والمستيمكين‪،‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ليذا نجدىا حريصة عمى توعية المتكونين بضرورة تنشيطيا وتوسيعيا لضمان وصول‬
‫منتجاتيم إلى األسواق والمستيمكين‪ ،‬كما يساىم أيضا التكوين في الورشات من اكتشاف‬
‫أىمية توسيع شبكات التوزيع في زيادة مبيعات المؤسسات‪ ،‬حيث كمما كان ىناك توزيع‬
‫وتوصيل لممنتجات إلى المستيمكين بالكمية الكافية وفي الوقت المناسب‪ ،‬كمما حققت‬
‫المؤسسة أو الورشة معدالت مرتفعة من المبيعات وبالتالي الزيادة في المداخيل واألرباح‪،‬‬
‫وال عكس صحيح‪ ،‬وىذا ما يفسر ترتيب الشباب المقاولين لمؤسسات التكوين والتميين في‬
‫المرتبة األولى‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم لسموك توسيع شبكات التوزيع‪.‬‬

‫كما أن ألجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬إسيام كبير في توعية المستفيدين بضرورة االىتمام‬
‫بتوسيع شبكات التوزيع‪ ،‬وذلك من خبلل تقديم توجييات وتعميمات عمى كيفية وضع الخطط‬
‫لمتنسيق بين الموزعين في تنفيذ العممية‪ ،‬بيدف ضمان وصول منتجاتيا إلى األسواق في‬
‫الوقت المناسب وبالكمية الكافية‪ ،‬واالستجابة الحتياجات المستيمكين‪ ،‬وبالتالي اإلبقاء‬
‫والحفاظ عمى جميورىا الخارجي‪ ،‬بعيدا عن عروض ومنتجات المؤسسات المنافسة مما‬
‫يضمن ليا حصتيا السوقية‪ ،‬وليذا نجد المؤسسات الناجحة تولي لوظيفة التوزيع نفس‬
‫األىمية التي تولييا لئلنتاج‪ ،‬باعتبارىا الوظيفة المحورية التي تنسق بين المنتجين والمسوقين‪،‬‬
‫وبالتالي فإن لمتعميمات والتوضيحات التي تقدميا أجيزة الدعم والمرافقة دور في توعية‬
‫الشباب المقاولين بضرورة اكتساب سموك توسيع شبكات التوزيع‪ ،‬لما لو من أىمية في إنجاح‬
‫مشاريعيم‪ ،‬ليذا نجدىم يرتبونيا في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫أما عن ضعف إسيامات األسرة في إكساب الشباب المقاولين لسموك توسيع شبكات‬
‫التوزيع‪ ،‬فراجع إلى نقطتين أساسيتان‪ :‬وتتمثل األولى في أن بعض أسر الشباب المقاولين‬
‫ليس ليا دراية بأمور تسيير المشاريع‪ ،‬كونيا أسر غير مقاولة ونسبتيا ‪ ،%22،22‬أما‬
‫النقطة الثانية فتتمثل فيمحدودية الثقافة التنظيمية لؤلسر المقاولة ونقص خبرتيا في مجال‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫تسيير بسبب صغر حجم المشاريع التي تشرف عمييا‪ ،‬ففي الغالب ال يفصل مكان اإلنتاج‬
‫عن مكان التسويق ومعظم الزبائن من المجتمع المحمي‪ ،‬باإلضافة إلى شح مواردىا المالية‬
‫مما يجعل من تجييز عممية التوزيع بالمعدات والوسائل البلزمة أم ار مكمفا‪ ،‬إال أن ىذا‬
‫ال يسري عمى جميع األسر‪ ،‬فمنيا من سعت إلى توسيع مشاريعيا وتطويرىا بإدخال‬
‫التكنولوجيا الحديثة عمى عممية اإلنتاج‪ ،‬واعتماد أنماط التسيير الحديثة من إشيار وتوزيع‬
‫وما إلى ذلك من التطويرات‪ ،‬وما يؤكد ذلك وجود نسبة ‪ %25،3‬من الشباب المقاولين الذين‬
‫رتبوا األسرة في المرتبة األولى‪ ،‬من حيث مصادر اكتسابيم لسموك توسيع شبكات التوزيع‪.‬‬

‫أما عن تذيل مؤسسات التعميم الترتيب الذي وضعو الشباب المقاولين‪ ،‬فراجع إلى‬
‫ضعف إسياميا في تكوينيم في مجال عالم األعمال‪ ،‬بسبب اقتصار وظيفتيا عمى تمقينيم‬
‫المعارف العممية النظرية‪ ،‬لكن قد نجد الجامعات والمعاىد العميا تقدم لمطمبة بعض التكوينات‬
‫العممية والميدانية في مجال عالم األعمال‪ ،‬كتكميفيم بإجراء تربصات ميدانية في المؤسسات‪،‬‬
‫وليذا أدرجيا الشباب المقاولين في المرتبة األخيرة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)12‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لسموك تقديم منتجات وخدمات تمبي احتياجات‬
‫الزبائن‬
‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫الرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪44,4‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪38,9‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪16,7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫المرتبة األولى‬
‫‪34,0‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪45,1‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المرتبة الثانية‬
‫‪11,7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪10,5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪39,5‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪38,3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫المرتبة الثالثة‬
‫‪54,3‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪16,0‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪29,6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫المرتبة الرابعة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬
‫‪4،45‬‬ ‫‪3،63‬‬ ‫‪3،51‬‬ ‫‪3،20‬‬ ‫قيمة "ز"‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مستوى الداللة‬
‫دال (‪)20‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫دال (‪)26‬‬ ‫دال (‪)22‬‬ ‫القرار‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %44،4‬من المبحوثين يرتبون مؤسسات التكوين والتميين في‬
‫المرتبة األولى من حيث اكتسابيم لسموك تقديم منتجات وخدمات تمبي احتياجات الزبائن‪،‬‬
‫و‪ %34‬منيم يرتبون أجيزة الدعم والمرافقة في المرتبة الثانية‪ ،‬فيحين أن ‪ %39،5‬منيم‬
‫يرتبون مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬أما ‪ %29،6‬فيرتبون األسرة في المرتبة الرابعة‬
‫واألخيرة‪ ،‬وما يؤكد ذلك ىي داللة قيم "ز" لكل الرتب‪.‬‬

‫ومما سبق يمكن القول أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن مؤسسات‬
‫التكوين والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم لسموك تقديم منتجات وخدمات تمبي‬
‫احتياجات الزبائن‪ 4‬وتميها أجهزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل‬
‫األسرة‪4‬وىو ما يسمح استنتاج وجود اتفاق عام حول أىمية دور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية‬
‫سموك تقديم منتجات وخدمات تمبي احتياجات الزبائنمدى الشباب المقاولين‪ ،‬وىذا نابع من‬
‫المعارف التي يتمقاىا المتك ونون في ىذه المؤسسات عن كيفية تطوير المنتجات والخدمات‪،‬‬
‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫سواء من ناحية النوعية أو الكمية أو الشكل‪ ،‬وحتى في نوعية المواد المستخدمة في التغميف‬
‫والتعبئة‪ ،‬لما لذلك من أىمية في تمبية احتياجات المستيمكين بصفة عامة والزبائن بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬كما يعزز ىذا السموك في ورشات التميين عن طريق التوجييات والشروحات التي‬
‫يقدميا المشرف لممتكونين‪ ،‬وىي حوصمة خبراتو وتجاربو الميدانية حول الخصائص‬
‫والمواصفات‪ ،‬التي يرغب الزبون توافرىا في المنتج‪ ،‬كما يسمح التكوين التمييني من احتكاك‬
‫المتكونين بالزبائن بشكل مباشرة‪ ،‬واإلنصات إلى احتياجاتيم والتعرف عمى أذواقيم‪ ،‬كل ذلك‬
‫عمل عمى توعية الشباب المقاولين‪ ،‬بضرورة تقديم منتجات وخدمات تمبي احتياجات الزبائن‬
‫لتحقيق تطمعاتيم وانتظاراتيم‪ ،‬وىذا ما جعميم يخصون مؤسسات التكوين والتميين بالمرتبة‬
‫األولى‪.‬‬

‫كما أن ألجيزة الدعم والمرافقة إسيام كبير في تشجيع الشباب المقاولين‪ ،‬عمى تقديم‬
‫منتجات وخدمات تمبي احتياجات الزبائن‪ ،‬ألن اليدف الرئيسي من إنشاء المشروع ىو خدمة‬
‫الزبائن والمستيمكين وأفراد المجتمع ككل‪ ،‬وليذا يتوجب عمييم العمل عمى إشباع رغباتيم‬
‫بالمنتجات الجيدة وبالكميات الكافية‪ ،‬وفي نفس الوقت فإن تمبية احتياجات الزبائن يعمل عمى‬
‫ضمان العوائد المالية الكافية لممشروع‪ ،‬وبالتالي ضمان بقائو واستم ارره وامكانية النمو‬
‫والتطور‪ ،‬وبالتالي فإن لتوجييات وتعميمات أجيزة الدعم والمرافقة دور كبير في تبني الشباب‬
‫المقاولين لسموك تقديم منتجات وخدمات تمبي احتياجات الزبائن‪.‬‬

‫أما عن تأخر مؤسسات التعميم في ترتيب الشباب المقاولين لمصادر اكتسابيم لسموك‬
‫تقديم منتجات وخدمات تمبي احتياجات الزبائن‪ ،‬فراجع إلى نقطتين أساسيتان وىما‪ :‬األولى‬
‫تتمثل في أن أغمب الشباب المقاولين من ذوي مستوى تعميمي ال يتجاوز الثانوي‪ ،‬مما يجعل‬
‫اطبلعيم عمى مضامين وأىداف مؤسسات التعميم العالي من جامعات ومعاىد يكاد يكون‬
‫منعدما‪ ،‬أما النقطة الثانية ىي أنو عمى الرغم من تضمن برامج التعميم العالي لدروس‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وتكوينات لمطمبة في المجال الميني أو المقاولي‪ ،‬إلى أنو يغيب عنيا الجانب العممي‬
‫التطبيقي‪ ،‬فمن غير المعقول أن يقتنع الطالب بأىمية المعارف النظرية من دون الممارسة‪،‬‬
‫ألن الغاية من تعمم تمك المعارف ىو التدرب عمييا واالستفادة منيا في الحياة المينية‪ ،‬بكبلم‬
‫آخر فإن التعميم النظري من دون تكوين عممي يبقى قاص ار لمتطمبات التكوين المتخصص‪،‬‬
‫ليذا جاء ترتيب مؤسسات التعميم في المرتبة الثالثة‪ ،‬والتي يمكن القول عنيا متأخرة مقارنة‬
‫بالمصادر األخرى‪ ،‬والتي من المفروض أن تكون المصدر األكثر إسياما في إعداد‬
‫اإلطارات المكونة‪ ،‬لمولوج عام الشغل واألعمال والدفع بو قدما نحو الرقي والتقدم‪.‬‬

‫أما عن تذيل األسرة سمم الترتيب‪ ،‬فراجع إلى افتقارىا لممعرفة العممية والتنظيمية‪،‬‬
‫ولمفيوم جودة المنتج‪ ،‬وعدم تدخميا في نشاط المبحوثين باعتبارىم مؤىمين ومتخصصين‬
‫ال يحتاجون لنصائحيا وتوجيياتيا‪ ،‬باإلضافة إلى رفض الشباب المقاولين لتدخل أي شخص‬
‫من العائمة في شؤونيم المينية‪ ،‬بصفتيم المالكين والمسؤولين عن أنشطتيم ومشاريعيم‪ ،‬إال‬
‫أن ذلك ال ينفي مساعي األسرة في تشجيع الشباب المقاولين عمى تقديم منتجات وخدمات‬
‫تمبي احتياجات الزبائن‪ ،‬حيث أن ىناك نسبة ‪ %16،7‬من المبحوثين من يرتبيا في المرتبة‬
‫األولى‪ ،‬ولذلك تبقى األسرة ىي المصدر الرئيسي‪ ،‬في إكساب المبحوثين أىم القيم األخبلقية‬
‫والمينية‪ ،‬من إتقان لؤلعمال وحسن معاممة الزبائن وما إلى ذلك من السموكات‪ ،‬التي من‬
‫شأنيا أن تجعل منيم مقاولين مسؤولين‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)12‬مصادر اكتساب المبحوثين المعرفة بالخطوات األساسية لإلنشاء المشروع حسب‬
‫جنسهم‬
‫المجموع‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الجنس‬

‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫المصدر‬

‫‪6243‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪2143‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23،9‬‬ ‫‪27‬‬ ‫األسرة‬


‫‪4،9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪16،3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫مؤسسات التكوين‬
‫‪2142‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪30،6‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪78‬‬ ‫أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة‬
‫‪6،8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪6،1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7،1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األصدقاء‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪113‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ‪ %57،4‬من المبحوثين‪ ،‬يقرون بأن مصدر اكتسابيم‬
‫المعرفة بالخطوات األساسية إلنشاء المشروع‪ ،‬كان من أجيزة الدعم والمرافقة وأغمبيم من‬
‫الذكور‪ ،‬في حين نجد نسبة ‪ %30،9‬من المبحوثين‪ ،‬يصرحون بأن مصدر اكتسابيم لممعرفة‬
‫بالخطوات األساسية إلنشاء المشروع‪ ،‬ىي األسرة واغمبيم من اإلناث‪ ،‬كما أن ىناك نسبة‬
‫‪ %6،8‬منيم‪ ،‬من يرجع ذلك إلى األصدقاء خاصة الذكور‪ ،‬أما ‪ %4،9‬من المبحوثين‪،‬‬
‫فيرجعون مصدر اكتسابيم المعرفة بالخطوات األساسية إلنشاء المشروع‪ ،‬لممؤسسات التكوين‬
‫والتميين وكميم من اإلناث‪.‬‬

‫ومما سبق يمكن القول بأن أغمب الشباب المقاولين‪ 4‬يرجعون مصدر اكتسابهم‬
‫المعرفة بالخطوات األساسية إلنشاء المشروع ألجهزة الدعم والمرافقة‪ ،‬باعتبارىا الجية‬
‫األولى التي تعنى بتعريف المتقدمين لوكاالتيا‪ ،‬بأىم الخطوات واإلجراءات اإلدارية والقانونية‬
‫المتبعة‪ ،‬من أجل االستفادة من برامج الدعم والمرافقة‪ ،‬أما عن ارتفاع نسبة الذكور مقارنة‬
‫باإلناث‪ ،‬فيمكن إرجاعو إلى احتكاكيم المباشر ودائم بأجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬حيث صرح‬
‫الكثير منيم أنيم كانوا يمتحقون بيا تقريبا بشكل يومي‪ ،‬وذلك لمتابعة مدى تقدم ممفاتيم‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫نتيجة تخوفيم من التعطيبلت البيروقراطية بالمفيوم المجتمعي‪ ،‬أما عن سبب ضعف نسبة‬
‫اإلناث ‪ ،‬فراجع إلى اعتمادىن عمى مصادر أخرى بديمة خاصة األسرة منيا‪ ،‬وكما نستنتج أن‬
‫أغمب اإلناث‪ ،‬يتجنبن الذىاب بشكل دوري لوكاالت الدعم والمرافقة‪ ،‬بسبب وجود العديد من‬
‫العراقيل التي تمنعين من االلتحاق بيا شخصيا‪ ،‬باإلضافة إلى عامل أخر وىو انتداب األب‬
‫أو األخ بيذه الميمة في أغمب األحيان‪.‬‬

‫أما عن المبحوثين الذين يقولون بأن مصدر معرفتيم بالخطوات األساسية إلنشاء‬
‫المشروع ىي األسرة‪ ،‬فأغمبيم إناث من أسر مقاولة‪ ،‬والتي عادة ما يكون أفرادىا قد استفادوا‬
‫من برامج الدعم والمرافقة من قبل‪ ،‬أو أنيم عمى اطبلع بتمك الخطوات‪ ،‬بحكم عبلقاتيم‬
‫بزمبلئيم ممن استفادوا من برامج الدعم والمرافقة‪ ،‬وليذا يمكن القول أن لؤلسرة المقاولة دور‬
‫ىام في إعبلم اإلناث‪ ،‬بأىم الخطوات األساسية إلنشاء المشاريع‪ ،‬وىذا ما قمل من اعتمادىن‬
‫عمى وكاالت أجيزة الدعم والمرافقة مقارنة بالذكور كما ىو مبين في الجدول‪.‬‬

‫أما عن مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬وجماعة الرفاق واألصدقاء‪ ،‬فإسياميم في تعريف‬


‫المبحوثين بالخطوات األساسية إلنشاء مشروع جديد‪ ،‬تبقى ضعيفة مقارنة بسابقاتيا‪ ،‬وذلك‬
‫راجع لشح ونقص المعمومات والتوجييات التي تقدميا لممبحوثين‪ ،‬باإلضافة إلى عدم إقبال‬
‫المبحوثين عمييا‪ ،‬بسبب وجود مصادر موثوق فييا أكثر‪ ،‬لكن تبقى في العديد من الحاالت‬
‫مصدر لمحصول عمى المعرفة لمعديد من المبحوثين‪ ،‬بل ىي الحافز والموجو ليم إلنشاء‬
‫المشاريع‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)11‬مدى مساهمة المصادر التي عرفت المبحوثين بخطوات إنشاء المشروع في تعريفهم‬
‫بالجهات الممولة‬
‫المجموع‬ ‫األصدقاء‬ ‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫التكوين‬ ‫معرفة‬

‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الجهات الممولة‬

‫‪12‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2042‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪30‬‬ ‫نعم‬

‫‪29‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪17،2‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ال‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪50‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %71‬من المبحوثين‪ ،‬يعتبرون أن المصادر التي أكسبتيم‬


‫المعرفة بالخطوات األساسية إلنشاء المشروع‪ ،‬ساىمت في تعريفيم بالجيات الممولة‪ ،‬خاصة‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة بنسبة ‪ ،%82،8‬أما المبحوثين الذين نفوا اسيام تمك المصادر في‬
‫تعريفيم بالجيات الممولة فنسبتيم ‪.%29‬‬

‫ومما سبق نستنتج أن أغمب الشباب المقاولين يقرون بأن المصادر التي أكسبتهم‬
‫المعرفة بالخطوات األساسية إلنشاء المشروع هي التي عرفتهم بالجهات الممولة‪ ،‬خاصة‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة التي كان ليا الدور الرئيسي في تعرفيم عمييا‪ ،‬وذلك راجع لممعمومات‬
‫والتوجييات التي تزود بيا المتقدمين لوكاالتيا‪ ،‬أو التي تضعيا عمى االنترنت لممتصفحين‬
‫لمواقعيا‪ ،‬باإلضافة أنيا المسؤولة األولى عن عممية التوجيو والمرافقة‪ ،‬والوسيط بين حاممي‬
‫المشاريع والمؤسسات المالية الممولة ليم‪ ،‬وليذا حظيت بأكبر نسبة من إجابات المبحوثين‪،‬‬
‫فيما يتعمق بالمصادر التي عرفتيم بالجيات الممولة لمشاريعيم‪ ،‬باإلضافة إلى مساىمة كبل‬
‫من األسرة ومؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬في حين نجد أنو ليس ىناك لؤلصدقاء أي إسيام‬
‫يذكر حسب المبحوثين‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن المبحوثين الذين نفوا إسيام المصادر التي أكسبتيم المعرفة بالخطوات‬
‫األساسية إلنشاء المشروع‪ ،‬تعريفيم بالجيات الممولة‪ ،‬فراجع إلى عدة اعتبارات‪ ،‬كعدم إسيام‬
‫األسرة ومؤسسات التكوين والتميين واألصدقاء في تعريف المبحوثين بالجيات الممولة‪،‬‬
‫باعتبارىا أنيا ليست مخولة ليذا األمر‪ ،‬وبالتالي ليس بالضرورة أن تطمعيم بالجيات‬
‫الممولة‪ ،‬إال أنو كان بإمكانيا تزويدىم ببعض المعمومات عنيا‪.‬‬

‫لكن إذا كان ذلك ينطبق عمى المصادر السابقة‪ ،‬فإنو ال يسري عمى أجيزة الدعم والمرافقة‪،‬‬
‫التي تعد المسؤولة األولى عن عممية دراسة ممفات المتقدمين لبلستفادة من برامجيا‪ ،‬والبحث‬
‫ليم عن الممولين لمشاريعيم‪ ،‬وبالتالي فإن نفييم لذلك‪ ،‬راجع اللتباس األمور عمييم في‬
‫االجتماعات التي تعقد بحضور األطراف الثبلثة (ممثل الوكالة‪ ،‬ممثل البنك‪ ،‬والمقاول)‪،‬‬
‫نتيجة تخوفيم وتردد من جو االجتماعات‪ ،‬ومن رفض ممثمي البنوك تمويل مشاريعيم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إخضاعيم لبلستجوابات واالستفسارات‪ ،‬حول أىمية مشاريعيم ومدى قدرتيم‬
‫عمى تحقيق النجاح وتسديد القروض في اآلجال المحددة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4) 11‬مدى معرفة المبحوثين بالقوانين المنظمة لنشاطهم حسب المستوى التعميمي‬
‫المجموع‬ ‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫متوسط‬ ‫ابتدائي‬ ‫المستوى‬

‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫التعميمي‬
‫معرفة القوانين‬
‫‪1241‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪40،5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1043‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪1646‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪3‬‬ ‫نعم‬

‫‪38،3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪2342‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪27،1‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪36،7‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ال‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %61،7‬من المبحوثين أجابوا بـ "نعم"‪ ،‬أي أنيم عمى عمم بأىم‬
‫القوانين المنظمة لنشاط مشاريعيم‪ ،‬وأغمبيم من ذوي مستوى تعميمي ثانوي‪ ،‬أما المبحوثين‬
‫الذين أجابوا بـ "ال" فنسبتيم ‪ %38،3‬وأغمبيم من الجامعيين‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وعميو يمكن القول أن أغمب الشباب المقاولين عمى عمم بأهم القوانين المنظمة‬
‫لنشاط مشاريعهم خاصة الثانويين منهم‪ ،‬وىذا راجع ألىمية دور مؤسسات التعميم بصفة‬
‫عامة ومؤسسات التكوين الميني بصفة خاصة في نشر الثقافة القانونية والتنظيمية لدى‬
‫الشباب المقاولين‪ ،‬من خبلل الدروس والمحاضرات التي تقدميا ليم‪ ،‬لكن ما يستدعي‬
‫التحميل والتفسير أكثر ىو انتشار الثقافة القانونية والتنظيمية لدى الثانويين‪ ،‬والذي يمكن‬
‫إرجاعو لمستواىم العممي المعتبر‪ ،‬الذي مكنيم من االلتحاق بمؤسسات التكوين والتميين‬
‫والمعاىد العميا‪ ،‬لمتكون في التخصصات المينية‪ ،‬ومن ثم االلتحاق بعالم الشغل الذي مكنيم‬
‫من معرفة الكثير من القوانين المنظمة لمنشاط الذي يزاولونو‪ ،‬عمى عكس الجامعيين الذين‬
‫يتأخرون في الولوج لعام األعمال‪ ،‬بسبب اآلمال التي يعمقونيا عمى الوظيفة العمومية‬
‫لمحصول عمى منصب عمل‪ ،‬وبالتالي فكثي ار منجد ثقافتيم القانونية في مجال األعمال‬
‫ضعيفة عمى الرغم من مستواىم العممي العالي‪.‬‬
‫أما الشباب المقاولين الذين ينفون معرفتيم بأىم القوانين المنظمة لنشاط مشاريعيم‪،‬‬
‫فأغمبيم من الجامعيين وذوي مستوى تعميمي ابتدائي‪ ،‬الذين تنقصيم الخبرة في مجال‬
‫األعمال حيث أن الجامعيين عادة ما يتأخرون في االلتحاق بعالم األعمال‪ ،‬بسبب طول‬
‫الفترة التي يقضونيا في متابعة الدراسات العميا‪ ،‬أما عن ذوي مستوى التعميم االبتدائي‪ ،‬فراجع‬
‫أساسا إلى نقص تكوينيم المعرفي والميني‪ ،‬فأغمبيم أقحموا في مؤسسات التكوين والتميين‬
‫بطرق غير قانونية‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)12‬يوضح مصادر اكتساب المبحوثين لاللتزامات القانونية‬


‫احترام رزنامة‬ ‫تسديد الضرائب في‬ ‫دفع تأمينات‬ ‫تصريح العمال لدى‬ ‫االلتزامات‬
‫تسديد القروض‬ ‫اآلجال القانونية‬ ‫واشتراكات العمال في‬ ‫صندوق الضمان‬ ‫القانونية‬
‫لمجهات الممولة‬ ‫اآلجال القانونية‬ ‫االجتماعي‬ ‫مصادر‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫اكتسابها‬
‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪25,3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪18,5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪22,2‬‬ ‫‪36‬‬ ‫األسرة‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪30,2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫مؤسسات التعميم‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪44,4‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪25,9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫مؤسسات التكوين‬
‫‪78,4‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪67,9‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪28,4‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن مصادر اكتساب المبحوثين‪ ،‬لسموك تصريح العمال لدى‬
‫صندوق الضمان االجتماعي كان كاآلتي‪ %30،2 :‬منيم من مؤسسات التعميم‪ ،‬و‪%25،9‬‬
‫منيم من مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬و‪ %22،2‬منيم من األسرة‪ ،‬و‪ %21،6‬من المبحوثين‬
‫من أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫أما عن مصادر اكتساب الشباب المقاولين سموك االلتزام بدفع تأمينات واشتراكات‬
‫العمال في اآلجال القانونية‪ ،‬فجاءت كما يمي‪ %44،4 :‬منيم من مؤسسات التكوين‬
‫والتميين‪ ،‬و‪ %28،4‬منيم من أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬في حين أن ‪ %18،5‬منيم من‬
‫األسرة‪ ،‬أما ‪ %8،6‬منيم فقد اكتسبوه من مؤسسات التعميم‪.‬‬

‫أما عن مصادر اكتسابيم سموك االلتزام بتسديد الضرائب في اآلجال القانونية فكان‬
‫كاآلتي‪ %67،9 :‬منيم من أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬و‪ %25،3‬منيم من األسرة‪ ،‬أما ‪%6،8‬‬
‫منيم من مؤسسات التكوين والتميين‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫كما نبلحظ أيضا من خبلل الجدول‪ ،‬أن مصادر اكتساب المبحوثين سموك احترام‬
‫رزنامة تسديد القروض لمجيات الممولة كان كاآلتي‪ %78،4 :‬منيم اكتسبوه من أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة‪ ،‬و‪ %21،4‬منيم اكتسبوه من األسرة‪.‬‬

‫مما سبق يمكن القول أن ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون مؤسسات التعميم هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك تصريح العمال لدى صندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬وذلك‬
‫راجع إلى أىمية دور مؤسسات التعميم وبالخصوص الجامعة في تزويد الشباب المقاولين‬
‫خبلل المرحمة الجامعية بالثقافة التنظيمية والقانونية‪ ،‬خاصة ما تعمق منيا بالتزاماتيم‬
‫أو المستخدمين‪ ،‬وذلك حرص منيا عمى تجنب العقوبات والغرامات‬ ‫وواجباتيم تجاه العمال‬
‫التي توقع عمى أرباب العمل الذين يخمون بالتزاماتيم ووجباتيم تجاه العمال‪.‬‬

‫كما نستنتج أيضا أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون مؤسسات التكوين‬
‫والتمهين هي المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك االلتزام بدفع تأمينات واشتراكات العمال‬
‫في اآلجال القانونية‪ 4‬وذلك راجع لمدور التحسيسي والتكويني الذي تقوم بو ىذه المؤسسات‪،‬‬
‫من أجل إعداد المتكونين من النواحي مينية وقانونية لمولوج عالم الشغل‪ ،‬كما تسمح أيضا‬
‫التربصات التي يقوم بيا المتكونون في الورشات من تعمم العديد من االلتزامات القانونية‪،‬‬
‫وذلك بفضل التوجييات والتعميمات التي يقدميا ليم المشرفون والمكونون‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫أن لممداىمات التفتيشية التي يقوم بيا أعوان الرقابة ومفتشي العمل لمورشات‪ ،‬دور كبير في‬
‫تنمية الثقافة القانونية لممتكونين وذلك من خبلل تقديم الشروحات والتعميمات والنصوص‬
‫القانونية التي تكفل حقوق العمال‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فإن أغمب الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن أجهزة الدعم والمرافقة‬
‫هي المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك االلتزام بتسديد الضرائب في اآلجال القانونية‪ ،‬وذلك‬
‫راجع لدور المرافقين في توعيتيم وتحسيسيم‪ ،‬بضرورة االلتزام بتسديد الضرائب في اآلجال‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫القانونية‪ ،‬كون التأخير في دفعيا يعرضيم لممزيد من المخالفات والغرامات المالية‪ ،‬التي‬
‫ستثقل ميزانية ال مشاريع مما قد يعرضيا لئلفبلس أو لمتوقيف والمصادرة‪ ،‬أما في حالة‬
‫التزاميم بدفع الضرائب في اآلجال القانونية فإنيم سيساىمون في إثراء خزينة الدولة‪ ،‬وبالتالي‬
‫الزيادة الدخل الوطني‪ ،‬باإلضافة إلى تحسين سمعة مشاريعيم لدى مؤسسات المال‪ ،‬التي‬
‫ربما سيستفيدون منيا مرة أخرى‪.‬‬

‫كما نستخمص من نتائج الجدول السابق أن معظم الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أجهزة‬
‫الدعم والمرافقة هي المصدر الرئيسي الكتسابهم سموك احترام رزنامة تسديد القروض‬
‫لمجهات الممولة‪ ،‬وذلك متأت من جيود المرافقين الذين يحرصون عمى توعية الشباب‬
‫المقاولين بضرورة العمل واالجتياد من أجل تسديد القروض لمجيات الممولة في اآلجال‬
‫القانونية‪ ،‬بيدف االستفادة من االمتيازات والتمويبلت توسيع المشروع‪ ،‬باإلضافة إلى تخمص‬
‫من التبعية لممؤسسات المالية‪ ،‬كما أن التأخير في تسديد الديون يعرضيم لمعديد من‬
‫العقوبات الجنائية والغرامات المالية‪ ،‬باإلضافة إلى حجز ومصادرة ممتمكاتيم الشخصية‪.‬‬

‫كخالصة لما تم عرضو والتوصل إليو من النتائج السابقة‪ ،‬فإن تعميم وتمقين المعارف‬
‫التنظيمية والميارات المينية تتشاركيا جميع مؤسسات النسق االجتماعي‪ ،‬لكن اإلسيام‬
‫األكبر يعود لمؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬التي استطاعت أن تؤىل الشباب المقاولين نظريا‬
‫من خبلل الدروس في مراكز التكوين الميني‪ ،‬ومينيا من خبلل التربصات والتكوينات‬
‫الميدانية في الورشات عمى يد المشرفين والمكونين المينيين المتخصصين‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫إكسابيم الثقافة التنظيمية التي ىي أساسية في أي مشروع مقاوالتي‪ ،‬وبذلك فإن نتائج‬
‫الجداول تؤكد عمى أن النسق االجتماعي يساىم إيجابا في تنمية المسؤولية المينية لدى‬
‫الشباب المقاولين محل الدراسة‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫رابعا‪ 4‬المصادر المحفزة لمشباب المقاولين عمى المشاركة المجتمعية‪4‬‬


‫تمعب المؤسسات الصغيرة والمصغرة دور بالغ األىمية في تطوير وتنشيط الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية في المجتمعات المحمية‪ ،‬وذلك لما ليا من قدرة عمى توفر السمع‬
‫والخدمات‪ ،‬واعادة بعث النشاط والحركية في المجاالت االقتصادية األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫قدرتيا عمى المشاركة المجتمعية من خبلل خمق مناصب شغل جديدة وتمكين المرأة من‬
‫دخول سوق العمل‪ ،‬وغير ذلك من اإلسيامات التي تصب في مصمحة المجتمع المحمي‪،‬‬
‫وسنحاول في ىذا الفصل البحث عن أىم المصادر المحفزة لمشباب المقاولين عمى المشاركة‬
‫المجتمعية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)13‬يوضح المصادر التي وجهت المبحوثين الختيار نوع المشروع حسب قطاع النشاط‬

‫المجموع‬ ‫خدمات‬ ‫صناعات‬ ‫الصناعة‬ ‫أشغال البناء‬ ‫الزراعة‬ ‫االلتزامات‬


‫مختمفة‬ ‫حرفية‬ ‫القانونية‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫المصدر‬

‫‪6240‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪21،6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪26،8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪34،4‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪23،1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪12‬‬ ‫األسرة‬

‫‪9،9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪8،10‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8،18‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مؤسسات التعميم‬

‫‪4،7‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪2،16‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4،5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4،9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫مؤسسات‬
‫التكوين‬
‫‪2042‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪2242‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1143‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪6142‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1143‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪24‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ‪ %52،2‬من المبحوثين يقرون بأن أجيزة الدعم والمرافقة‪،‬‬
‫ىي التي وجيت خياراتيم لنوع المشروع المناسب‪ ،‬خاصة الذين ينشطون في قطاع أشغل‬
‫البناء‪ ،‬و‪ %30،2‬منيم‪ ،‬يقرون بأن األسرة ىي التي وجيتيم لنوع المشروع الذي سينشئونو‪،‬‬
‫وأغمبيم ينشطون في قطاع الزراعة‪ ،‬في حين نجد نسبة ‪ %9،9‬من المبحوثين‪ ،‬يقرون بأن‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫مؤسسات التعميم ىي التي وجيت خياراتيم لنوع المشروع المناسب‪ ،‬وأغمبيم ينشطون في‬
‫قطاع الزراعة‪ ،‬أما المبحوثين الذين أجابوا‪ ،‬بأن مؤسسات التكوين والتميين ىي التي وجيت‬
‫خياراتيم لنوع المشروع المناسب‪ ،‬فنسبتيم ‪ %4،7‬واغمبيم ينشطون في قطاع الصناعة‪.‬‬

‫وعميو فإن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يعتبرون أن أجهزة الدعم والمرافقة هي‬
‫التي وجهت خياراتهم نحو المشروع المناسب‪ ،‬وأغمبيم ينشطون في قطاع البناء‪ ،‬وىذا‬
‫تشجيع منيا لمشباب عمى االستثمار في قطاع البناء‪ ،‬الذي يعرف في الفترة األخيرة نقصا‬
‫فادحا في عدد المؤسسات‪ ،‬عمى الرغم من إطبلق العديد من المشاريع سواء في مجال‬
‫البناء‪ ،‬أو في األشغال العمومية‪ ،‬وذلك سعيا منيا لتحقيق التوزيع المتوازن لبلستثمارات بين‬
‫مختمف القطاعات‪ ،‬باإلضافة إلى أن تخصصات ىؤالء الشباب تتماشى ومتطمبات الشغل‬
‫في قطاع البناء‪.‬‬

‫أما الذين أجابوا أن األسرة ىي التي وجيت خياراتيم نحو نوع المشروع المناسب‪،‬‬
‫فغالبيتيم ينشطون في قطاع الزراعة‪ ،‬وذلك راجع لتوفرىا عمى األراضي الزراعية‪ ،‬إال أن‬
‫إمكانياتيم المادية ال تسمح ليم باستغبلليا‪ ،‬ليذا وجيت الشباب المقاولين لبلستفادة من‬
‫الدعم لبلستثمار في قطاع الزراعة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك أنيا تممك من الخبرة في مجال‬
‫الزراعة ما يضمن ليم النجاح لمشاريعيم‪.‬‬

‫في حين أن الشباب الذين أجابوا بأن مؤسسات التعميم ىي التي وجيت خياراتيم لنوع‬
‫المشروع المناسب‪ ،‬فأغمبيم ينشطون في قطاع الزراعة‪ ،‬وىذا راجع لجيود مؤسسات التعميم‬
‫في تشجيع الشباب عمى االستثمار في القطاع الزراعي‪ ،‬وذلك من خبلل الدروس التي‬
‫تقدميا لمتبلميذ والطمبة‪ ،‬عن أىمية القطاع الزراعي في تنشيط الحياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى تعريفيم باالمتيازات والتمويبلت التي خصصتيا الدولة‬
‫لممستثمرين في القطاع الزراعي‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما الذين أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتميين ىي التي وجيت خياراتيم نحو‬
‫المشروع المناسب‪ ،‬وأغمبيم من الذين ينشطون في الصناعة‪ ،‬ويرجع ذلك إلى دور تمك‬
‫المؤسسات في توجيو المتكونين‪ ،‬منذ البداية لمتكون في تمك المجاالت الصناعية‪ ،‬التي يكثر‬
‫عمييا الطمب في المجتمع‪ ،‬خاصة الصناعات الغذائية والتحويمية مثل إنتاج األعبلف‬
‫الحيوانية‪ ،‬وصناعات المصبرات التي تتماشى والقطاع الزراعي المحمي‪ ،‬باعتبار أن والية‬
‫البويرة منطقة فبلحية تزخر بالعديد من المنتجات القابمة لمتصنيع‪ ،‬كالزيتون‪ ،‬الحميب‪ ،‬المحوم‪،‬‬
‫وغيرىا من المنتجات الفبلحية التي تدخل في الصناعات الغذائية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مدى تمقي المبحوثين لمشروحات حول أهمية مشاريعهم في إحياء األنشطة‬
‫المحمية األخرى من طرف المصادر الموجهة الختياراتهم‬
‫المجموع‬ ‫أجهزة الدعم‬ ‫مؤسسات‬ ‫مؤسسات التعميم‬ ‫األسرة‬ ‫المصدر‬
‫والمرافقة‬ ‫التكوين‬ ‫تقديم‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الشروحات‬
‫‪1241‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1242‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪18،8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2142‬‬ ‫‪28‬‬ ‫نعم‬

‫‪38،3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪25،9‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2240‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪42،9‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ال‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪49‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير نتائج الجدول أن ‪ %61،7‬من المبحوثين أجابوا بـ "نعم"‪ ،‬أي أنيم تمقوا شروحات‬
‫حول أىمية مشاريعيم في إحياء األنشطة المحمية األخرى‪ ،‬من المصادر التي وجيت‬
‫اختياراتيم خاصة أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬في حين نجد نسبة ‪ %38،3‬من المبحوثين‪ ،‬ينفون‬
‫تقديم تمك المصادر لمشروحات حول أىمية مشاريعيم في معاودة بعث األنشطة المحمية‪،‬‬
‫خاصة مؤسسات التعميم‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ومنو نستنتج أن أغمب الشباب المقاولين‪ 4‬تمقوا شروحات حول أهمية مشاريعهم في‬
‫إحياء األنشطة المحمية األخرى‪ 4‬من المصادر التي وجهت اختياراتهم لنوع المشاريع‪4‬‬
‫خاصة منيا أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬وذلك راجع لدورىا في تحسيس وتوعية الشباب المقاولين‪،‬‬
‫بأىمية أنشطتيم المقاولية في تنشيط الحياة االقتصادية المحمية والوطنية‪ ،‬بتوجيييم لنوع‬
‫األنشطة التي تتبلءم وتتكامل مع األنشطة المحمية األخرى‪ ،‬بيدف التنسيق بين القطاعات‬
‫االقتص ادية المختمفة‪ ،‬وخمق التوازنات في االستثمارات‪ ،‬مما يسمح باالستجابة الحتياجات‬
‫المجتمع المحمي والوطني من السمع والخدمات‪ ،‬باإلضافة إلى استغبلل الموارد واإلمكانيات‬
‫المادية والبشرية التي تزخر بيا المنطقة‪ ،‬كل ىذه المساعي والجيود التي تبذليا أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة‪ ،‬جعل منيا المصدر الرئيسي الذي يمكن الشباب المقاولين‪ ،‬من معرفة أىمية‬
‫مشاريعيم في تنشيط الحياة االقتصادية واالجتماعية لممجتمع المحمي‪.‬‬

‫أما عن الشباب المقاولين‪ ،‬الذين نفوا تمقييم لمشروحات حول أىمية مشاريعيم في احياء‬
‫األنشطة المحمية‪ ،‬من المصادر التي وجيت اختياراتيم لنوع المشاريع‪ ،‬خاصة مؤسسات‬
‫التعميم‪ ،‬فراجع لعدة أسباب واعتبارات منيا ما ىو متعمق بنوع المشروع حيث أغمب مشاريع‬
‫ىؤالء الشباب المقاولين معروفة ومنتشرة بكثرة في المجتمع المحمي مما ال يستدعي التطرق‬
‫ألىميتيا سواء تجاه المقاول أو تجاه المجتمع المحمي واألنشطة األخرى السائدة فيو‪ ،‬باعتبار‬
‫أن الشباب المقاول متخصصين في تمك األنشطة‪ ،‬أما االعتبار الثاني فيتمثل في تخمي‬
‫بعض تمك المصادر خاصة مؤسسات التعميم عن دورىا في توعية وتحسيس الشباب‬
‫المقاولين بأىمية المشاريع التي يطمقونيا بسبب نقص وشح معموماتيا عن متطمبات‬
‫واحتياجات المجمع المحمي من السمع والخدمات والمين والحرف نتيجة غياب اإلحصائيات‬
‫والبيانات المتعمقة باحتياجات المجتمع المحمي وحتى الوطني‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4) 22‬يوضح مدى قدرة المبحوثين عمى االستجابة الحتياجات المجتمع المحمي حسب قطاع‬
‫النشاط‬
‫المجموع‬ ‫مؤسسة صغيرة‬ ‫مؤسسة مصغرة‬ ‫نوع المؤسسة‬
‫االستجابة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫الحتياجات المجتمع‬
‫‪1241‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪57،2‬‬ ‫‪83‬‬ ‫نعم‬
‫‪38،3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪2042‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ال‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪145‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ‪ %61،7‬من المبحوثين أجابوا بـ "نعم"‪ ،‬أي بإمكانيم‬
‫االستجابة الحتياجات المجتمع المحمي السمعية والخدمية‪ ،‬ومعظميم ينشطون في قطاع‬
‫المؤسسات الصغيرة‪ ،‬أما ‪ %38،3‬منيم أجابوا بـ "ال"‪ ،‬بمعنى أنيم غير قادرين عمى تمبية‬
‫احتياجات المجمع المحمي السمعية والخدمية‪ ،‬فكميم من قطاع المؤسسات المصغرة‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول أن أغمب الشباب المقاولين‪ 4‬بإمكانهم االستجابة الحتياجات‬


‫المجتمع المحمي السمعية والخدمية‪ ،‬وذلك راجع لنوع أنشطتيم التي تتوافق واحتياجات‬
‫السوق المحمية‪ ،‬باإلضافة إلى حجم مشاريعيم التي ىي في الغالب مؤسسات صغيرة‪ ،‬يمكن‬
‫القول عنيا بأنيا ناجحة إلى حد كبير‪ ،‬سواء من حيث كمية إنتاجيتيا ونوعيتيا الجيدة‬
‫المتبلكيا التكنولوجيا واعتمادىا عمى أنماط التسيير الحديثة‪ ،‬فضبل عن تشغيميا لموارد‬
‫بشرية تتسم بالكفاءة العممية والميارة والخبرة المينية في النشاط‪ ،‬كل ىذا جعل من تمك‬
‫المؤسسات الصغيرة‪ ،‬قادرة عمى فرض نفسيا وتسويق منتجاتيا السمعية والخدمية في المجتمع‬
‫المحمي‪ ،‬بل إلى ابعد من ذلك بتوسيع نطاق تسويقيا لممنتوجات ليشمل الواليات األخرى‪،‬‬
‫وذلك بفضل المعارف التنظيمية والمينية التي يتمتع بيا الشباب المقاولين في مجال‬
‫نشاطيم‪ ،‬والدعم المادي والموجستي الذي استفادوا منو من أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬من تمويل‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫بالمعدات واآلالت والمركبات التي تتطمبيا عممية اإلنتاج والحفظ والتوزيع‪ ،‬حيث صرح بعض‬
‫المقاولين الشباب بأن منتجاتيم تسوق عمى مستوى القطر الوطني‪ ،‬خاصة منيا منتجات‬
‫الزيتون ومشتقاتو‪ ،‬بل في كثير من األحيان ما يصل تسويقيا إلى البمدان األوروبية‪ ،‬لكن من‬
‫خبلل المغتربين الجزائريين والسواح األجانب‪ ،‬الذين يفضمون اقتناء المنتوج الجزائري عن‬
‫منتجات الدول األخرى‪ ،‬لجودتيا خاصة أنيا طبيعية ولسعرىا المعقول‪.‬‬

‫أما عن الشباب المقاولين الذين أجابوا بأنيم‪ ،‬غير قادرين عمى تمبية احتياجات‬
‫المجتمع الممحي‪ ،‬وكميم من الذين يممكون مؤسسات مصغرة‪ ،‬فراجع إلى صغر مشاريعيم‬
‫التي ىي مؤسسات مصغرة ال يتجاوز عدد أفرادىا ‪ 9‬عمال‪ ،‬وأغمبيم ال يمتمكون الخيرة‬
‫والميارة المينية العالية‪ ،‬باإلضافة إلى افتقارىم لمتكنولوجيا الحديثة التي تسمح ليم بزيادة‬
‫اإلنتاج والتقميل من تكاليفو‪ ،‬كل ىذا عمل عمى تسقيف حجم منتجات وخدمات مؤسساتيم‪،‬‬
‫عمى الرغم من ارتفاع الطمب عمييا من قبل المستيمك المحمي‪ ،‬لجودتيا ولمبلئمة أذواقيم‬
‫ورغباتيم‪ ،‬ومن بين أىم ىذه المنتجات العسل والتين المجفف‪ ،‬والعجائن التقميدية من‬
‫الكسكسي والبركوكس‪ ،‬وحتى األلبسة التقميدية المحمية‪ ،‬لكن شح الموارد المحمية في السنوات‬
‫األخيرة المنصرمة بسبب مشكل الجفاف والحرائق واألمراض‪ ،‬عمل عمى تراجع كمية‬
‫المحاصيل الفبلحية والحيوانية المحمية‪ ،‬باإلضافة إلى نقص التكنولوجيا والكفاءات البشرية‪،‬‬
‫جعل من ىذه المؤسسات‪ ،‬ال تستجيب بالشكل المطموب والكافي الحتياجات المجتمع‬
‫المحمي‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)20‬يوضح أهم الخدمات التي سيركز المبحوثين عمى توفيرها لممجتمع المحمي حسب قطاع النشاط‬
‫المجموع‬ ‫خدمات‬ ‫صناعات‬ ‫الصناعة‬ ‫أشغال‬ ‫الزراعة‬ ‫قطاع النشاط‬
‫مختمفة‬ ‫حرفية‬ ‫البناء‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الخدمات‬
‫‪0341‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪24،3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪28،6‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪2642‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪37،5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫وفرة المنتج‬
‫‪6،8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13،5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10،7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫أسعار معقولة‬

‫‪2343‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪2242‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2242‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪2146‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1042‬‬ ‫‪15‬‬ ‫جودة المنتج‬
‫‪3،7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8،1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5،4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫وفرة المنتج‬
‫بأسعار معقولة‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪24‬‬ ‫المجموع‬

‫توضح نتائج الجدول أن ‪ %59،9‬من المبحوثين يركزون في أنشطتيم عمى خدمة‬


‫توفير منتجات ذات جودة عالية ألفراد المجتمع المحمي‪ ،‬ومعظميم ينشطون في قطاع البناء‪،‬‬
‫في حين أن ‪ %29،6‬منيم يركزون عمى تحقيق الوفرة في المنتجات‪ ،‬خاصة منيم الذين‬
‫ينشطون في قطاع الصناعة‪ ،‬أما الذين أجابوا بأنيم يركزون عمى توفير أسعار معقولة‬
‫فنسبتيم ال تتجاوز ‪ ،%6،8‬وأغمبيم يمارسون أنشطة خدماتية مختمفة‪ ،‬في حين أن ‪%3،7‬‬
‫من المبحوثين يركزون عمى توفير المنتجات بأسعار معقولة‪.‬‬

‫ومما سبق نستنتج أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يركزون في أنشطتهم عمى‬
‫خدمة توفير منتجات بجودة عالية‪ ،‬وذلك بيدف تمبية احتياجات المجتمع المحمي من‬
‫المنتجات والخدمات بالنوعية المطموبة‪ ،‬لتحقيق إشباع رغباتيم وأذواقيم‪ ،‬ومن أجل جذب‬
‫أكبر قدر ممكن من الزبائن والمستيمكين‪ ،‬لزيادة حصتيا السوقية وتعظيم أرباحيا‪ ،‬ولمنافسة‬
‫المؤسسات األخرى التي تنشط في نفس المجال أو النشاط‪ ،‬وليذا يسارع الشباب المقاولين‬
‫إلى التطوير في منتجاتيم والتحسين من نوعيتيا‪ ،‬خاصة أن األسواق في الفترة األخيرة‬
‫شيدت تراجعا ممحوظا في حجم المبيعات‪ ،‬وارتفاعا في حدة المنافسة بسبب قمة الطمب عمى‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫منتجاتيا وخدماتيا‪ ،‬نتيجة تدني القدرة الشرائية لممواطنين بصفة عامة بعد تراجع أسعار‬
‫البترول‪ ،‬وىذه األزمة أثرت سمبا بشكل كبير عمى نشاط قطاع البناء‪ ،‬الذي عرف ارتفاعا‬
‫فادحا في أسعار مواد البناء المحمية والمستوردة‪ ،‬من االسمنت والحديد والخشب والدىن‬
‫والصباغة‪ ،‬وما إلى ذلك من المواد التي تدخل في مجال البناء‪.‬‬

‫أما الذين أجابوا بأنيم يركزون أساسا عمى توفير المنتجات بالكمية المطموبة‪ ،‬فراجع‬
‫إلى ارتفاع الطمب عمى منتجاتيم التي تعد مواد أساسية مثل‪ :‬إنتاج البيض والحميب‪ ،‬إنتاج‬
‫األعبلف الحيوانية والمحوم والخبز‪ ،‬وما إلى ذلك من المنتجات الضرورية‪ ،‬التي ال يمكن‬
‫االستغناء عنيا سواء في االستيبلك المنزلي أو في ممارسة األنشطة األخرى‪ ،‬ليذا ركز‬
‫ىؤالء الشباب المقاولين‪ ،‬عمى إستراتيجية تعظيم اإلنتاج دون االىتمام بالنوعية والسعر‪،‬‬
‫بسبب اختبلل توازن السوق في العرض والطمب‪ ،‬وغياب المنافسة والرقابة الفعمية من قبل‬
‫مصالح المراقبة وقمع الغش‪.‬‬

‫أما عن الذين أجابوا بأنيم يركزون عمى توفير أسعار معقولة‪ ،‬فأغمبيم ينشطون في‬
‫قطاع الصناعات الحرفية والخدمات المختمفة‪ ،‬التي عرفت في الفترة األخيرة ركودا وتراجعا‬
‫في حجم المبيعات والخدمات التي تقدميا لممستيمكين‪ ،‬بسبب تراجع الطمب عمييا نتيجة‬
‫تدىور األوضاع االقتصادية‪ ،‬وضعف القدرة االستيبلكية ألغمب المواطنين‪ ،‬ليذا لجأ ىؤالء‬
‫الشباب المقاولين إلى اعتماد إستراتيجية خفض األسعار لجذب الزبائن إلييا وزيادة الطمب‬
‫عمى منتجاتيا وخدماتيا‪ ،‬مثل ما نجده عند الشباب الذين أجابوا‪ ،‬بأنيم يركزون عمى توفير‬
‫المنتجات بالكمية المطموبة وبأسعار معقولة تراعي القدرة الشرائية لممستيمكين‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)26‬يوضح المصادر التي وجهت المبحوثين لنوع الخدمات التي سيوفرونها لممجتمع المحمي‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫المصادر‬


‫‪31،5‬‬ ‫‪51‬‬ ‫األسرة‬
‫‪3،7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مؤسسات التعميم‬
‫‪9،9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫مؤسسات التكوين‬
‫‪2243‬‬ ‫‪89‬‬ ‫أجهزة الدعم والمرافقة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫تبرز نتائج الجدول أن ‪ %54،9‬من المبحوثين يقرون بأن أجيزة الدعم والمرافقة ىي‬
‫المصدر الرئيسي الذي وجييم لنوع الخدمات التي سيوفرونيا لممجتمع المحمي‪ ،‬أما ‪%31،5‬‬
‫منيم أجابوا بأن األسرة ىي التي وجعتيم لنوع الخدمات‪ ،‬في حين نجد ‪ %9،9‬منيم أجابوا‬
‫بأن مؤسسات التكوين والتميين ىي الموجية ليم لنوع الخدمات‪ ،‬أما ‪ %3،7‬منيم أجابوا بأن‬
‫مؤسسات التعميم ىي التي وجيتيم لنوع الخدمات التي سيوفرونيا لممجتمع المحمي‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول بأن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة هي التي وجهتهم لنوع الخدمات التي سيوفرونها لممجتمع المحمي‪ ،‬وذلك متأت‬
‫من التوجييات والشروحات التي تقدميا لممستفيدين من برامجيا‪ ،‬حول المشاريع التي ينبغي‬
‫عمييم االستثمار فييا‪ ،‬وأىميتيا ودورىا في إنعاش وتنشيط الحياة االقتصادية واالجتماعية‬
‫لممجتمع المحمي‪ ،‬وليذا نجد أجيزة الدعم والمرافقة حريصة عمى توعية الشباب المقاولين‪،‬‬
‫باألدوار االجتماعية واالقتصادية المناطة بيم وبمشاريعيم‪ ،‬التي أنشأت خصيصا لخدمتيم‬
‫أوال‪ ،‬ولبلستجابة الحتياجات وانتظارات المجتمع المحمي السمعية والخدمية‪ ،‬مع مراعاة القدرة‬
‫الشرائية ألفراده باعتبار أن معظميم من الطبقة المتوسطة ذات الدخل المحدود‪.‬‬

‫أما الذين أجابوا بأن األسرة ىي التي وجيتيم لنوع الخدمات التي سيقدمونيا لممجتمع‬
‫المحمي‪ ،‬فنابع من خبرتيا ودرايتيا باعتبارىا أسر مزاولة لؤلنشطة والمين الحرة‪ ،‬مما يجعميا‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫عمى اطبلع بأىم احتياجات المجتمع السمعية والخدمية‪ ،‬والقدرات الشرائية لطبقاتو االجتماعية‬
‫المختمفة‪ ،‬فضبل عن المعمومات التي تمتمكيا عن حالة األسواق من حيث العرض والطمب‬
‫وحدة المنافسة‪ ،‬وما الى ذلك من المؤشرات التي سيعتمد عمييا الشباب المقاولين‪ ،‬في اتخاذ‬
‫الق اررات الصائبة ووضع االستراتيجيات المناسبة‪ ،‬التي تمكنيم من االستجابة الحتياجات‬
‫وانتظارات المجتمع المحمي‪ ،‬وتحقيق أىداف المشاريع‪ ،‬وبالتالي تحقيق المنفعة العامة‪.‬‬

‫أما الذين أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتميين ىي التي وجيتيم لنوع الخدمات التي‬
‫سيوفرونيا لممجمع المحمي‪ ،‬فراجع لدورىا في توعيتيم وتحسيسيم بأىمية دورىم في المساىمة‬
‫في خدمة المجتمع المحمي‪ ،‬من خبلل االستجابة الحتياجاتو ومراعاة ظروف أفراده‪ ،‬وذلك‬
‫انطبلقا من توجيييا لممتكونين نحو نوع النشاط أو المينة‪ ،‬التي سيتكونون عمييا وتبيان‬
‫الغاية من ذلك‪ ،‬بمعنى أن مؤسسات التكوين والتميين تعمل عمى فتح تكوينات في‬
‫تخصصات‪ ،‬انطبل قا من دراسة احتياجات سوق العمل من القوى العاممة ونوعيتيا‬
‫ولبلستجابة لو‪.‬‬

‫في حين أن الشباب المقاولين الذين أجابوا بأن مؤسسات التعميم‪ ،‬ىي التي وجيتيم‬
‫لنوع الخدمات التي سيوفرونيا لممجتمع المحمي‪ ،‬وكميم من ذوي مستوى تعميمي جامعي‪،‬‬
‫حيث مكنتيم الدروس والمحاضرات والممتقيات العممية‪ ،‬من التعرف عمى أىم احتياجات‬
‫المجتمع سواء المحمي منو أو الوطني من السمع والخدمات‪ ،‬وكذا التعرف عمى أىم المنافسين‬
‫الذين ينشطون في نفس المجال‪ ،‬واالستراتيجيات المتبعة من قبميم لفرض منتجاتيم وخدماتيم‬
‫في األسواق‪ ،‬كل ذلك عمل عمى تمكين الشباب المقاولين الجامعيين‪ ،‬من معرفة الطرق‬
‫العممية في تسيير مشاريعيم‪ ،‬كاالعتماد عمى العبلقات العامة واالستطبلعات الميدانية‬
‫ومراجعة اإلحصائيات الصادرة عن الييئات الرسمية‪ ،‬في تحديد احتياجات المجتمع المحمي‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)22‬يوضح مدى مشاركة المبحوثين في رعاية التظاهرات التي تقام في المناطق التي ينشطون‬
‫فيها حسب قطاع النشاط‬
‫المجموع‬ ‫خدمات‬ ‫صناعات‬ ‫الصناعة‬ ‫أشغال البناء‬ ‫الزراعة‬ ‫قطاع النشاط‬
‫مختمفة‬ ‫حرفية‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫المشاركة‬
‫‪1342‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪2242‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1241‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪1243‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪2642‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪18‬‬ ‫نعم‬

‫‪30،9‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪45،9‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪21،4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪28،1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2140‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ال‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪24‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ‪ %69،1‬من المبحوثين أجابوا بـ " نعم"‪ ،‬يشاركون في حضور‬
‫ورعاية التظاىرات التي تقام في المناطق التي ينشطون فييا‪ ،‬خاصة منيم أصحاب‬
‫الصناعات الحرفية والصناعات الخفيفة‪ ،‬أما ‪ %30،9‬من المبحوثين أجابوا بـ "ال"‪ ،‬أي أنيم‬
‫ال يشاركون في حضور ورعاية التظاىرات التي تقام في المناطق التي ينشطون فييا‪ ،‬خاصة‬
‫منيم الذين ينشطون في قطاع البناء‪.‬‬

‫وعميو يمكن القول بأن أغمب الشباب المقاولين يشاركون في حضور ورعاية‬
‫التظاهرات التي تقام في المناطق التي ينشطون فيها‪ ،‬خاصة منيم أصحاب الصناعات‬
‫الحرفية‪ ،‬وذلك راجع لرغبتيم في مشاركة المجتمع فعالياتو وتظاىراتو الثقافية والتجارية‪ ،‬أوال‬
‫بيدف التعريف بمنتجاتيم وخدماتيم لممستيمكين والمتعاممين خاصة األجانب منيم‪ ،‬وثانيا‬
‫لتصريف منتجاتيم التي عادة ما تكون مكدسة ومتراكمة‪ ،‬نتيجة نقص الطمب عمييا نتيجة‬
‫منافسة المنتجات األجنبية ليا‪ ،‬باإلضافة إلى االلتقاء بالحرفيين والصناع من المناطق‬
‫األخرى‪ ،‬التي ربما يستفيد بعضيم من بعض في مجال تطوير المنتجات‪ ،‬من حيث المواد‬
‫األولية والتقنيات المستخدمة في اإلنتاج‪ ،‬بيدف التحسين من جودتيا والتقميل من التكاليف‬
‫وغيرىا من األمور المتعمقة بممارسة الحرفة أو المينة‪ ،‬كما ال ننسى أن لممشاركة في مثل‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ىذه المحافل‪ ،‬يساىم في تحسين صورة المينة وممتينييا لدى أفراد المجتمع المحمي‬
‫والوطني‪ ،‬مما يحسن من صورة وسمعة المشروع وبالتالي ترقية الصناعات الحرفية والتقميدية‪.‬‬

‫أما الشباب الذين أجابوا بأنيم ال يشاركون في حضور ورعاية التظاىرات التي تقام في‬
‫المناطق التي ينشطون فييا‪ ،‬خاصة منيم الذين ينشطون في قطاع البناء‪ ،‬فراجع إلى غياب‬
‫مثل ىذه الفعاليات والتظاىرات الثقافية والتجارية في المناطق التي ينشطون فييا‪ ،‬وفي حالة‬
‫وجودىا وتنظيميا فعادة ما تكون في مناسبات وأوقات ال تسمح ليم الظروف‪ ،‬بالمشاركة‬
‫وغمق ورشاتيم ومحبلتيم التي يقصدىا الزبائن في تمك الفترة‪ ،‬باإلضافة إلى عدم اقتناعيم‬
‫بأىمية تمك التظاىرات والفعاليات في تنشيط مشاريعيم‪ ،‬باعتبار أنيم مكتفون ويممكون من‬
‫الزبائن ما يضمن ليم تصريف منتجاتيم‪ ،‬وبالتالي ىدفيم األساسي ىو الحفاظ عمييم وعمى‬
‫سير النشاط بالشكل الطبيعي المألوف‪ ،‬وىو ما يوحي إلى عدم رغبة معظميم في توسيع‬
‫مشاريعيم‪ ،‬لكن عمى العموم فإن معظم الشباب المقاولين‪ ،‬يسعون إلى المشاركة والمساىمة‬
‫في رعاية وتنظيم مختمف الفعاليات والتظاىرات‪ ،‬التي تقام بالمنطقة التي ينشطون فييا‪ ،‬سواء‬
‫أكدوا حضورىم ومشاركتيم أم لم يؤكدوا ذلك‪ ،‬لكن حتما سيساىمون في تمويميا وفي تكميف‬
‫من ينوب عنيم في تنظيميا والسير عمى إنجاحيا‪ ،‬وذلك بدافع ضميرىم الجمعي ووعييم‬
‫المجتمعي بضرورة المشاركة المجتمعية‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4) 22‬يوضح نوع األنشطة المجتمعية التي يشارك المبحوثين في تنظيمها ورعايتها حسب جنسهم‬
‫المجموع الكمي‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الجنس‬

‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫األنشطة المجتمعية‬


‫‪13‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪16،3‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪11،5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫تنظيف األحياء‬
‫‪9،3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪2646‬‬ ‫‪15‬‬ ‫المسابقات الرياضية‬
‫‪22،8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪11،5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫إحياء عادات وتقاليد المنطقة‬
‫‪2243‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪34،7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪72‬‬ ‫التبرع لممحتاجين‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪113‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %54،9‬من المبحوثين يشاركون في تقديم التبرعات لممحتاجين‬


‫خاصة الذكور منيم‪ ،‬و‪ %22،8‬منيم يشاركون في إحياء عادات وتقاليد المنطقة وأغمبيم من‬
‫اإلناث‪ ،‬اما ‪ %13‬منيم فيشاركون في تنظيف األحياء خاصة اإلناث‪ ،‬في حين نجد نسبة‬
‫‪ %9،3‬من المبحوثين يشاركون في تنظيم المسابقات الرياضية وكميم من الذكور‪.‬‬

‫ومما سبق نستنتج أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يشاركون في تقديم التبرعات‬
‫لممحتاجين خاصة الذكور منهم‪ ،‬وذلك رجع لوعييم بأىمية تقديم التبرعات واإلعانات‬
‫لممعوزين في المجتمع المحمي‪ ،‬من الفقراء والعجزة والمرضى وما إلى غيرىم ممن ىم في‬
‫أمس الحاجة إلعاناتيم‪ ،‬كما أن مركزىم االجتماعي مكنيم من االطبلع والتعرف عمى ىؤالء‬
‫الفئات المحتاجة‪ ،‬كما أنيم قبمة ومقصد العديد من الجمعيات الخيرية واإلنسانية‪ ،‬حيث كثي ار‬
‫ما تمجأ إلييم لجمع التبرعات باعتبارىم مبلكا وذوي أموال يمكن التبرع بجزء منيا‪ ،‬كما‬
‫ال تفوتنا مسألة جد ميمة وىي أن المقاولين الجزائريين يسيرون مشاريعيم بمنطق ديني‬
‫ومجتمعي أكثر منو منطقا مقاوالتي تنظيمي‪ ،‬حيث كثي ار ما يدرجون مفاىيم مثل‪ :‬الصدقة‬
‫تمنع المصائب وتزيد في البركة‪ ،‬وما إلى ذلك من المفاىيم واألفكار المجتمعية‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن الشباب المقاولين الذين أجابوا بأنيم يشاركون في إحياء عادات وتقاليد المنطقة‬
‫وأغمبيم من اإلناث‪ ،‬يعني في الحقيقة نجد العنصر النسوي ىي األكثر نشاطا واسياما في‬
‫ىذا المؤشر‪ ،‬وذلك من خبلل تأكيد حضورىا مشاركتيم المتميزة في إحياء عادات وتقاليد‬
‫المنطقة سواء في البيت أو الورشات والمحبلت وحتى في دور الثقافة ومؤسسات التكوين‬
‫والتميين‪ ،‬من خبلل ارتدائيا لمباس التقميدي واعدادىا لؤلطباق واألكبلت الشعبية لممنطقة‬
‫وتكريم الشخصيات البارزة‪ ،‬باإلضافة إلى الممارسات األخرى الفمكمورية التي تحفظ ثقافة‬
‫المنطقة بصفة عامة‪ ،‬لكن عمى الرغم من الحضور والمشاركة النسوية الكبيرة‪ ،‬يبقى لمذكور‬
‫أساليبيم الخاصة في المشاركة واحياء التقاليد والعادات إال أنيا ضعيفة مقارنة بالعنصر‬
‫النسوي‪.‬‬

‫أما الذين أجابوا بأنيم يشاركون في حمبلت تنظيف األحياء‪ ،‬فراجع إلى ممارستيم ليذا‬
‫الفعل تقريبا بشكل يومي‪ ،‬بمعنى أن كل من المقاولين والمقاوالت ينظفون أحيائيم السكنية‪،‬‬
‫أو األحياء التي تتواجد بيا محبلتيم وورشاتيم‪ ،‬وذلك لتنظيفيا من بقايا ونفايات أنشطتيم‬
‫أو تمك التي يخمفيا الزبائن والسكان‪ ،‬باإلضافة إلى أنيا أمر ضروري لتفادي المشاكل مع‬
‫أعوان الرقابة والنظافة‪ ،‬وتحسين سمعتيا وصورتيا لدى الجيات القانونية والزبائن‬
‫والمستيمكين بصفة عامة‪ ،‬ألن واجية المؤسسات ىي التي تعكس صورتيا ومكانتيا في‬
‫أذىان الجميور‪.‬‬

‫أما عن الشباب المقاولين الذين أجابوا بأنيم يشاركون في تنظيم ورعاية المسابقات‬
‫الرياضية فكميم من الذكور‪ ،‬وىذا نابع عن الثقافة المحمية التي تجعل من الرياضة بشكل‬
‫عام ممارسة ذكورية‪ ،‬خاصة في المناطق الشبو الحضارية والريفية‪ ،‬ليذا غيب العنصر‬
‫النسوي في ىذا المؤشر‪ ،‬عمى الرغم من أن المنطقة عرفت مؤخ ار حركية ونشاط في الرياضة‬

‫‪226‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫النسوية‪ ،‬بسبب توفر العديد من القاعات الرياضية والمسابح والمبلعب وغيرىا من البنى‬
‫التحتية‪ ،‬التي تشجع الرياضة بصفة عامة والرياضة النسوية بصفة خاصة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ 4)21‬يوضح المصادر التي حفزت المبحوثين عمى المشاركة في تنظيم ورعاية األنشطة‬
‫المجتمعية‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫المصادر‬
‫‪59,9‬‬ ‫‪97‬‬ ‫األسرة‬

‫‪36,4‬‬ ‫‪59‬‬ ‫مؤسسات التعميم‬


‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الجمعيات الخيرية‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير نتائج الجدول إلى أن ‪ %59،9‬من المبحوثين أجابوا بأن األسرة ىي المصدر‬
‫الذي حفزىم عمى المشاركة في تنظيم ورعاية األنشطة المجتمعية‪ ،‬و‪ %36،4‬اجابوا بأن‬
‫مؤسسات التعميم ىي التي حفزتيم عمى المشاركة‪ ،‬في حين نجد ‪ %3،7‬منيم يرجعونيا‬
‫ألجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫ومنو نستخمص أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يؤكدون بأن األسرة هي‬
‫المصدر الرئيسي الذي حفزهم عمى المشاركة في تنظيم ورعاية األنشطة المجتمعية‪ ،‬وىو‬
‫ما يفسر دور األسرة في تنشئة األفراد عمى قيم المجتمع وضرورة مشاركتو في جميع فعالياتو‬
‫اجتماعية كانت أو ثقافية أو سياسية‪ ،‬وىذا الحس والوعي يبدأ الفرد في اكتسابو في مراحل‬
‫حياتو األولى‪ ،‬انطبلقا من مشاركاتو في األنشطة المنزلية والعائمية سواء في األيام العادية‬
‫من تنظيف لممنزل والحي‪ ،‬أو في المناسبات واألفراح واألعياد الدينية والوطنية والمحمية‪،‬‬
‫التي تقام في المنطقة مثل تويزة‪ ،‬ثمشرط‪ ،‬أنزار‪ ،‬وغيرىا من األنشطة المجتمعية التي يزخر‬
‫بيا المجتمع المحمي والوطن الجزائري‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫كما ينمى ىذا الحس والوعي بالمسؤولية وضرورة المشاركة المجتمعية‪ ،‬في محطة ثانية‬
‫ال تقل أىمية‪ ،‬وىي مؤسسات التعميم بكافة أطوراه من المدرسة إلى الجامعة‪ ،‬والتي تحرص‬
‫عمى تمقين التبلميذ والطمبة حس المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وذلك من خبلل نشر قيم التعاون‬
‫والتضامن والمشاركة في األعمال التطوعية والخيرية‪ ،‬سواء في بيئتيا الداخمية أو في بيئتيا‬
‫المحيطية الخارجية‪ ،‬كالمساىمة في تنظيف محيطيا الداخمي والخارجي من النفايات‬
‫واألوساخ‪ ،‬والمشاركة في تشجير األحياء‪ ،‬واالنخراط في النوادي الرياضية والجمعيات الثقافية‬
‫والخيرية‪ ،‬كل ىذا ترك فييم انطبعا إيجابيا عن المشاركة المجتمعية‪ ،‬مما رسخ في سموك‬
‫الشباب المقاولين‪.‬‬

‫كما أن لمجمعيات الخيرية دور كبير في نشر ثقافة المشاركة المجتمعية لدى الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬وذلك من خبلل تنظيميا لحمبلت تحسيسية وتوعوية لفائدة أفراد المجتمع المحمي‪،‬‬
‫ونشر اإلعبلنات إلببلغكم بنشاطاتيا وأىدافيا‪ ،‬باإلضافة إلى توجيو دعوات لممقاولين‬
‫المحميين‪ ،‬وعرض برامجيم وأعماليم عمييم‪ ،‬بيدف إشراكيم كطرف ممول وراعي لؤلنشطة‬
‫التي يقومون بيا‪ ،‬ىذا ما زاد من إحساس الشباب المقاولين بأىميتيم كطرف مساىم في‬
‫تحسين وضعية الكثير من المحتاجين‪ ،‬أو في تمويل ورعاية العديد من األنشطة المجتمعية‪،‬‬
‫سواء كانت رياضية أو ثقافية أو خيرية موجية لفئات معينة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)21‬يوضح نوع اإلسهامات التي يقدمها المبحوثين لشباب المنطقة حسب نوع المؤسسة‬
‫المجموع‬ ‫مؤسسة صغيرة‬ ‫مؤسسة مصغرة‬ ‫نوع المؤسسة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫اإلسهامات المقدمة لمشباب‬
‫‪2641‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪17،6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2143‬‬ ‫‪84‬‬ ‫تكوينهم في مجال نشاط المشروع‬
‫‪03‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪2142‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪26،9‬‬ ‫‪39‬‬ ‫تشغيمهم في المشروع‬
‫‪17،3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪6246‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪15،2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫تشجيعهم عمى إنشاء مشاريعهم‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪145‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %53،7‬من المبحوثين أجابوا بأنيم يساىمون في تكوين شباب‬
‫المنطقة في مجال نشاط مشاريعيم‪ ،‬خاصة الذين يممكون مؤسسات مصغرة‪ ،‬و‪ %29‬من‬
‫المبحوثين أجابوا بأنيم يساىمون في تشغيل شباب المنطقة خاصة منيم أصحاب المؤسسات‬
‫الصغيرة‪ ،‬أما ‪ %17،3‬منيم أجابوا بأنيم يشجعون شباب المنطقة عمى إنشاء مشاريع خاصة‬
‫بيم‪ ،‬وأغمبيم من مالكي المؤسسات الصغيرة‪.‬‬

‫ومنو يمكن القول بأن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يساهمون في تكوين شباب‬
‫المنطقة في مجال نشاط مشاريعهم‪ ،‬خاصة الذين يممكون مؤسسات مصغرة‪ ،‬وذلك راجع‬
‫إلى دورىم في اإلشراف عمى عممية تكوين المنتسبين إلى مؤسسات التكوين والتميين‪،‬‬
‫واعدادىم لتعمم الصنعة والحرفة‪ ،‬من خبلل تعميميم مبادئ العمل األساسية والوضعيات‬
‫الصحيحة‪ ،‬واسداء التوجييات والتعميمات المختمفة‪ ،‬بيدف تحضيرىم لولوج سوق العمل‬
‫ليصبحوا بدورىم أرباب عمل‪ ،‬يشرفون عمى إعداد وتكوين األجيال البلحقة‪.‬‬

‫أما الشباب المقاولين الذين أجابوا بأنيم يساىمون في تشغيل شباب المنطقة‪ ،‬ومعظميم‬
‫من أصحاب المؤسسات الصغيرة‪ ،‬والتي تتسم بقدرتيا عمى استيعاب وتشغيل قدر معتبر من‬
‫العمال‪ ،‬والذي يتراوح من ‪ 10‬إلى ‪ 49‬عامل‪ ،‬وىذا ما يجعميا تتفوق في ىذا المؤشر عمى‬
‫المؤسسات المصغرة‪ ،‬التي تصل قدرتيا في التشغيل إلى ‪ 9‬العمال عمى أقصى تقدير‪ ،‬لكن‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ذلك ال ينفي اإلسيامات الكبير لممؤسسات المصغرة‪ ،‬في توفير العديد من مناصب الشغل‬
‫نظ ار لكثرة عددىا وانتشارىا في جميع المناطق‪ ،‬سواء في المدينة أو الضواحي وحتى في‬
‫األرياف‪ ،‬وموزعة عمى مختمف القطاعات االقتصادية الثبلثة ‪،‬الصناعة والزراعة والخدمات‪،‬‬
‫مما يجعل من إسياماتيا تمس جميع الفئات االجتماعية والمناطق الجغرافية لموالية‪ ،‬كما أن‬
‫منتجاتيا وخدماتيا كثي ار ما تمبي احتياجات المجتمع المحمي‪ ،‬الذي يعتمد عمييا كثي ار في‬
‫تمبية متطمبات ومستمزمات حياتو اليومية‪.‬‬

‫أما الشباب المقاولين الذين أجابوا بأنيم‪ ،‬يشجعون شباب المنطقة عمى إنشاء مشاريع‬
‫خاصة بيم‪ ،‬وأغمبيم من مالكي المؤسسات الصغيرة‪ ،‬وذلك تحفيز منيم ألبناء المنطقة الذين‬
‫يعانون كثي ار من مشكمة البطالة‪ ،‬عمى االستفادة من برامج أجيزة الدعم والمرافقة إلطبلق‬
‫مشاريع جديدة تكفييم حاجة العمل عند اآلخرين‪ ،‬وكما تسمح بتوفير العديد من مناصب‬
‫الشغل لمفئات‪ ،‬التي ربما ال تممك المؤىبلت التي تسمح ليا باالستفادة من تمك البرامج‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن والية البويرة ما تزال منطقة بكر لم تستغل بعد إمكانياتيا الطبيعية‬
‫والسوقية‪ ،‬خاصة أن في السنوات األخيرة عرفت تزايدا سكانيا ونموا حضاريا‪ ،‬بفضل‬
‫المشاريع التنموية التي مست العديد من القطاعات الحيوية خاصة منيا الزراعي والصناعي‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4) 22‬يوضح المصادر التي حفزت المبحوثين عمى المساهمة بمشاريعهم في ترقية شباب‬
‫المنطقة‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬
‫‪4,9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األسرة‬
‫‪3,7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مؤسسات التعميم‬
‫‪37‬‬ ‫‪60‬‬ ‫مؤسسات التكوين‬

‫‪54,3‬‬ ‫‪88‬‬ ‫أجهزة الدعم والمرافقة‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫نبلحظ من خبلل نتائج الجدول أن ‪ %54،3‬من المبحوثين أجابوا بأن أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة ىي المصدر الذي حفزىم عمى المساىمة في ترقية وتمكين شباب المنطقة من‬
‫الشغل‪ ،‬كما أن ‪ %37‬منيم أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتميين ىي المصدر الذي حفزىم‬
‫تكوين وترقية شباب المنطقة‪ ،‬أما ‪ %4،9‬منيم أجابوا بأن األسرة ىي المصدر الذي شجعيم‬
‫عمى ذلك‪ ،‬في حين أن ‪ %3،7‬منيم أجابوا بأن مؤسسات التعميم ىي المصدر الذي شجعيم‬
‫عمى تمكين وترقية شباب المنطقة‪.‬‬

‫ومما سبق نستنتج أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يقرون بأن أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة هي المصدر الرئيسي في تحفيزهم عمى المساهمة في تمكين وترقية شباب‬
‫المنطقة‪ ،‬وذلك راجع لجيودىا ومساعييا في تحسيسيم وتوعيتيم بأدوارىم االقتصادية‬
‫واالجتماعية المنوطة بيم‪ ،‬وتشجيعيم عمى المشاركة المجتمعية من خبلل مشاريعيم بتوفير‬
‫المنتجات والخدمات البلزمة‪ ،‬والتقميل من حجم البطالة‪ ،‬وتكوين شباب المنطقة وتمكينيم من‬
‫ولوج عالم الشغل‪ ،‬باإلضافة إلى التنسيق مع األنشطة المحمية السائدة في المنطقة‪ ،‬لتثمين‬
‫مواردىا الطبيعية والبشرية‪ ،‬بيدف تحقيق التنمية لممجتمع المحمي‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما عن الشباب المقاولين الذين أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬ىي المصدر‬
‫الذي حفزىم تكوين وترقية شباب المنطقة‪ ،‬فراجع لدورىا المحوري في توعيتيم بأىميتيم‬
‫كفاعمين اجتماعيين‪ ،‬قادرين عمى المساىمة في تشجيع الشباب اآلخرين عمى التكون في‬
‫األنشطة والمين‪ ،‬التي يزيد عمييا الطمب في المجتمع المحمي‪ ،‬باإلضافة إلى اإلشراف عمييم‬
‫وتكوين واعداد لولوج عالم الشغل‪ ،‬سواء بتوظيفيم في مشاريعيم أو إطبلق وانشاء مشاريع‬
‫جديدة خاصة بيم‪ ،‬كل ىذا عمل عمى تحفيز الشباب المقاولين‪ ،‬لممساىمة في تمكين وترقية‬
‫شباب المجتمع المحمي وتثمينيم واالستثمار فييم‪.‬‬

‫أما الذين أجابوا بأن األسرة‪ ،‬ىي المصدر الذي شجعيم عمى المساىمة في تمكين‬
‫وترقية شباب المنطقة‪ ،‬فراجع إلسياماتيا في توعية الشباب المقاولين‪ ،‬بضرورة المساىمة في‬
‫تمكين غيره من الشباب من ولوج عالم الشغل‪ ،‬انطبلقا من تشجيعا ليم عمى تكوين وتشغيل‬
‫أفراد األسرة وأبناء الجيران واألصدقاء‪ ،‬خاصة أن في الفترة األخيرة شممت البطالة جميع‬
‫الفئات الشابة ذكو ار كانوا أو إناثا‪ ،‬ذوي مستوى تعميمي عالي أو منخفض‪ ،‬كل ىذا جعل من‬
‫الشباب المقاولين يبادرون إلى المساىمة في ترقية وتمكين شباب المنطقة من الشغل‪ ،‬إال أن‬
‫اسيام األسرة في ترسيخ وتنمية ىذا الحس لدى الشباب المقاولين‪ ،‬محتشم وضعيف جدا‬
‫مقارنة بإسيامات المؤسستين السابقتين‪.‬‬

‫أما الذين صرحوا بأن مؤسسات التعميم‪ ،‬ىي المصدر الذي شجعيم عمى تمكين وترقية‬
‫شباب المنطقة‪ ،‬فراجع لمدروس والتوجييات التي تقدميا لمشباب المقاولين في مراحميم‬
‫التعميمية المختمفة‪ ،‬خاصة منيا المرحمة الجامعية‪ ،‬لكن عمى الرغم من ذلك يبقى إسياميا‬
‫في ىذا المؤشر ضعيف جدا‪ ،‬مقارنة بأجيزة الدعم والمرافقة ومؤسسات التكوين والتميين‪،‬‬
‫المتان كان ليما األثر األكبر في تعميم واكساب الشباب المقاولين‪ ،‬الشعور بمسؤولية تمكين‬
‫وترقية شباب المنطقة لمولوج عالم الشغل‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)23‬يوضح طبيعة األهداف المجتمعية التي يسعى المبحوثين لممساهمة في تحقيقها من خالل‬
‫مشاريعهم حسب جنسهم‬
‫المجموع‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الجنس‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫األنشطة المجتمعية‬

‫‪2346‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪36،7‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪78‬‬ ‫تخفيض نسبة البطالة‬


‫‪2342‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪2142‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2،7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تمكين المرأة من ولوج عالم الشغل‬
‫‪3،1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪5‬‬ ‫تشغيل نسبة من ذوي االحتياجات الخاصة‬
‫‪18،5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪6،1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0643‬‬ ‫‪27‬‬ ‫تحسين األوضاع االجتماعية واالقتصادية‬
‫لممجتمع المحمي‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪113‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %59،3‬من المبحوثين يقرون بأنيم يسعون من خبلل‬


‫مشاريعيم إلى المساىمة في تخفيض نسبة البطالة وأغمبيم من الذكور‪ ،‬و‪ %19،1‬منيم‬
‫يسعون من خبلل مشاريعيم إلى تمكين المرأة من ولوج عالم الشغل‪ ،‬ومعظميم من اإلناث‪،‬‬
‫في حين أن ‪ %18،5‬من المبحوثين يسعون من خبلل مشاريعيم إلى تحسين األوضاع‬
‫االجتماعية واالقتصادية لممجتمع المحمي وأكثرىم من الذكور‪ ،‬أما ‪ %3،1‬من المبحوثين‬
‫فيسعون من خبلل مشاريعيم إلى تشغيل نسبة من ذوي االحتياجات الخاصة وكميم من‬
‫الذكور‪.‬‬

‫ومنو فإن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يسعون من خالل مشاريعهم إلى‬
‫المساهمة في تخفيض نسبة البطالة وأغمبهم من الذكور‪ ،‬وىذا راجع إلى إدراكيم ووعييم‬
‫بمدى تفاقم واستفحال ظاىرة البطالة‪ ،‬لدى الشباب الجزائريين بشكل عام ولدى شباب منطقة‬
‫البويرة بشكل خاص‪ ،‬نتيجة ضعف قطاع التشغيل سواء العمومي منو أو الخاص‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى إسيامات كل من أجيزة الدعم والمرافقة ومؤسسات التكوين في تحسيسيم وتوعيتيم‪،‬‬
‫بضرورة المشاركة والمساىمة في تشغيل الطاقات الشابة العاطمة عن العمل‪ ،‬من أجل‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫االستفادة من طاقاتيا الفيزيولوجية ومن مياراتيا المينية ومعارفيا العممية‪ ،‬وتوجيييا لخدمة‬
‫أىداف التنظيم أو المشروع‪ ،‬وبالتالي خدمة مصالح العمال ومصالح المجتمع ككل‪.‬‬

‫كما نجد العديد منيم‪ ،‬يسعون من خبلل مشاريعيم إلى تمكين المرأة من ولوج عالم‬
‫الشغل‪ ،‬ومعظميم من اإلناث‪ ،‬وذلك راجع لوعي الشابة المقاولة بضرورة إشراك العنصر‬
‫النسوي في الحياة االقتصادية‪ ،‬وذلك من خبلل تمكين مثيبلتيا من الولوج عالم الشغل سواء‬
‫بتشغيمين في مشاريعين‪ ،‬أو بتشجيعين عمى إنشاء واطبلق مشاريع خاصة بين‪ ،‬وذلك‬
‫لثمين جيودىن وتطوير معارفين في عالم األعمال‪ ،‬باإلضافة إلى رغبتين في تعزيز مكانة‬
‫المقاولة النسوية والتوسيع من نطاقيا لتشمل كافة المجاالت االقتصادية‪ ،‬والتي أضحت‬
‫مؤخ ار موضوع نقاش في العديد من المحاضرات والندوات العممية‪ ،‬ومحو ار أساسيا في البرامج‬
‫التنموية التي تعنى بتطوير ورقية المقاوالتية في الجزائر‪.‬‬

‫أما الشباب المقاولين الذين أجابوا بأنيم‪ ،‬يسعون من خبلل مشاريعيم إلى تحسين‬
‫األوضاع االجتماعية واالقتصادية لممجتمع المحمي وأكثرىم من الذكور‪ ،‬فراجع لوعييم بأىم‬
‫المشاكل التي تعاني منيا المنطقة‪ ،‬واحساسيم بضرورة العمل عمى تنمية المجتمع المحمي‪،‬‬
‫ودفعو قدما نحو التقدم والتطور‪ ،‬وذلك من خبلل المساىمة في تنشيط وبعث الحياة في‬
‫األنشطة االقتصادية المحمية األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى تشغيل أبناء المنطقة في أنشطتيم‬
‫ومشاريعيم‪.‬‬

‫أما الذين أجابوا بأنيم يسعون من خبلل مشاريعيم‪ ،‬إلى تشغيل نسبة من ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة وكميم من الذكور‪ ،‬فراجع إلى تعاطفيم وتضامنيم مع تمك الفئة‬
‫االجتماعية‪ ،‬التي تعاني الكثير من التيميش خاصة في المناطق الريفية والشبو الحضارية‪،‬‬
‫والتي تتميز بصعوبة وقسوة ظروف العيش وقمة الموارد التي تمكن ىذه الفئة من كسب‬
‫الرزق‪ ،‬ليذا نجد ىؤالء الشباب المقاولين يبادرون إلى تشغيل ذوي االحتياجات الخاصة في‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫مشاريعيم وأنشطتيم‪ ،‬من اجل تمكينيم من الحصول عمى مورد رزق قد يغطي احتياجاتيم‬
‫واحتياجات أسرىم‪ ،‬ويحقق ليم المكانة في المجتمع‪ ،‬كما ال ننسى ان ليذا الفعل االستراتيجي‬
‫والعقبلني‪ ،‬عوائد عظيمة عمى المشاريع والمؤسسات التي توظفيم‪ ،‬خاصة منيا العوائد‬
‫المعنوية كالتحسين من صورة تمك المؤسسات في أذىان أفراد المجتمع المحمي‪ ،‬وكسب‬
‫دعميم وتأييدىم لممارساتيا المختمفة‪ ،‬مما يزيد من قدرتيا التنافسية وبالتالي من عوائدىا‬
‫المالية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)32‬يوضح المصادر التي دفعت بالمبحوثين إلى التفكير في إدراج األهداف‬
‫المجتمعية في مشاريعهم‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫المصادر‬
‫‪9,9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫األسرة‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪14‬‬ ‫مؤسسات التعميم‬
‫‪21‬‬ ‫‪34‬‬ ‫مؤسسات التكوين‬

‫‪60,5‬‬ ‫‪98‬‬ ‫أجهزة الدعم والمرافقة‬

‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %60،5‬من المبحوثين أجابوا‪ ،‬بأن أجيزة الدعم والمرافقة ىي‬
‫التي دفعتيم لمتفكير في إدراج األىداف المجتمعية في مشاريعيم‪ ،‬و‪ %21‬منيم أجابوا بأن‬
‫مؤسسات التكوين والتميين ىي التي دفعتيم لمتفكير في ذلك‪ ،‬في حين أن ‪ %9،9‬منيم‬
‫يرجعونيا لؤلسرة‪ ،‬أما ‪ %8،6‬منيم فيرجعونيا لمؤسسات التعميم‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن القول بأن أغمب الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن أجهزة الدعم والمرافقة‪4‬‬
‫هي المصدر الرئيسي الذي دفعهم لمتفكير في ضرورة إدراج األهداف المجتمعية في‬
‫مشاريعهم‪ ،‬وذلك راجع لحرصيا عمى تحسيسيم وتوعيتيم بضرورة االىتمام باألداء‬
‫االجتماعي لمشاريعيم‪ ،‬باعتبار أن ذلك سيمكنيم من المساىمة في تحسين األوضاع‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫االجتماعية واالقتصادية لممجتمع المحمي‪ ،‬وفي نفس الوقت من تشكيل صورة ذىنية إيجابية‬
‫لمشاريعيم لدى المتعاممين ولدى جميع أفراد المجتمع المحمي‪ ،‬مما يزيد من حظوظيم في‬
‫النجاح وتخطي الكثير من األزمات خاصة في السنوات األولى لئلنشاء‪ ،‬والتي تعد أصعب‬
‫المراحل وأخطرىا عمى اإلطبلق‪ ،‬باعتبار أن اغمب ىذه المشاريع تتعرض لمتوقف‪ ،‬حيث‬
‫"تشير إحصائيات السداسي األول من سنة ‪ ،2013‬إلى أن عدد المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة الخاصة المنشئة في تمك الفترة في مختمف القطاعات القانونية‪ ،‬بمغت ‪34811‬‬
‫مؤسسة‪ ،‬في حين تعرض ‪ 2661‬منيا لمتوقيف‪ ،‬كما تم إعادة تنشيط ‪ 3962‬مؤسسة‬
‫أخرى"‪ ،1‬وىو ما يؤكد سبب حرص أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬عمى توعية الشباب المقاولين‬
‫بضرورة إدراج األىداف المجتمعية في مشاريعيم من أجل إنجاحيا‪.‬‬

‫كما أن الذين أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتميين ىي التي دفعتيم لمتفكير في ذلك‪،‬‬
‫فراجع لمساعييا في نشر الوعي لدى الشباب المقاولين‪ ،‬بضرورة إدراج اىتمامات وانشغاالت‬
‫المجتمع المحمي ضمن أىداف مشاريعيم‪ ،‬والعمل عمى تحقيق انتظارات وتوقعات أفراده‪ ،‬من‬
‫أجل التأكيد عمى دورىم ومركزىم في النسق العام‪ ،‬باعتبارىم أطراف فاعمة في تجسيد التنمية‬
‫االجتماعية واالقتصادية لممجتمع المحمي والوطني‪.‬‬

‫في حين أن الشباب المقاولين الذين أجابوا بأن األسرة ىي التي دفعتيم لمتفكير في‬
‫إدراج األىداف المجتمعية في مشاريعيم‪ ،‬فراجع لدورىا في حثيم عمى المساىمة في تشغيل‬
‫شباب المنطقة سواء كانوا من أفراد األسرة أو الجيران‪ ،‬وغيرىم من الشباب خاصة اإلناث‬
‫المغموب عميين كالمطمقات واألرامل منيم وذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬الذين يتوسطون في‬
‫الغالب بأفراد األسرة لتشغيميم في مشاريع أبنائيم المقاولين‪ ،‬وىذا ما يجعل من األسرة تبادر‬

‫‪1‬‬
‫‪Ministère du Développement industriel et de la Promotion de l’Investissement : Bulletin‬‬
‫‪d’information statistique de la PME, données du 1er semestre 2013, n°23, Novembre 2013,‬‬
‫‪p10.‬‬
‫‪206‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫إلى تحسيس أبنائيا‪ ،‬بأىمية تشغيل تمك الفئة االجتماعية في مشاريعيم لما قد تجمبو ليم‪ ،‬من‬
‫الرزق والبركة وحسن السمعة لدى أفراد المجتمع المحمي‪ ،‬إال أن األسرة لم يكن ليا اإلسيام‬
‫الكبير في نشر ىذا الوعي لدى الشباب المقاولين مقارنة بالمؤسستين السابقتين‪.‬‬

‫أما الشباب المقاولين الذين أجابوا بأن مؤسسات التعميم‪ ،‬ىي التي دفعتيم لمتفكير في‬
‫ضرورة إدراج األىداف المجتمعية في مشاريعيم‪ ،‬فكان نتيجة لمدروس والمحاضرات التي‬
‫تقدميا ليم في مراحميم التعميمية عن الدور االجتماعي واالقتصادي لممشاريع الشبابية في‬
‫خدمة المجتمع خاصة من حيث توفير االحتياجات السمعية والخدمية وفي توفير لمناصب‬
‫شغل لمبطالين‪ ،‬مما يساىم في تحسين الظروف االجتماعية واالقتصادية لممجتمع المحمي‬
‫الذي ينشطون فيو‪ ،‬إال أن إسيامات ِمؤسسات التعميم تبقى جد ضعيفة مقارنة بالمصادر‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)32‬يوضح مدى تفكير المبحوثين في توسيع مشاريعهم في المستقبل حسب نوع المؤسسة‬
‫المجموع‬ ‫مؤسسة صغيرة‬ ‫مؤسسة مصغرة‬ ‫نوع المؤسسة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫توسيع المشروع‬
‫‪1242‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪2240‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1246‬‬ ‫‪99‬‬ ‫نعم‬
‫‪29،6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪11،8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6241‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ال‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪145‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %4،70‬من المبحوثين أجابوا بـ "نعم"‪ 4‬يفكرون في توسيع‬


‫مشاريعيم في المستقبل‪ ،‬ومعظميم ينشطون في قطاع المؤسسات الصغيرة‪ ،‬في حين أن‬
‫نسبة الذين أجابوا بـ "ال"‪ ،%29،9‬أي أنيم ال يفكرون في توسيع مشاريعيم في المستقبل‪،‬‬
‫وأغمبيم ينشطون في قطاع المؤسسات المصغرة‪.‬‬

‫ومما سبق يمكن القول أن أغمب الشباب المقاولين‪ 4‬يفكرون في توسيع مشاريعهم‬
‫في المستقبل‪ 4‬ومعظمهم ينشطون في قطاع المؤسسات الصغيرة‪ ،‬وذلك راجع لمنجاح الذي‬
‫حققوه عمى الصعيد االقتصادي واالجتماعي في مشاريعيم‪ ،‬نتيجة قدرتيم عمى التسيير الجيد‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫ليا وتمكنيم من تحقيق األىداف المسطرة مسبقا‪ ،‬خاصة منيا استكماليم لتسديد القروض‬
‫أو المشارفة عمى إتمام ذلك‪ ،‬وىذا ما دفعيم أساسا لمتفكير في توسيع مشاريعيم‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى وجود حوافز ودوافع ال تقل أىمية عن سابقتيا‪ ،‬كاستشعارىم لوجود فرص استثمار في‬
‫مجاالت أخرى مكممة ألنشطتيم الحالية‪ ،‬والتي ستدر عمييم أرباحا طائمة وتمكنيم من‬
‫التغمغل أكثر في األسواق المحمية والتوسع في األسواق الوطنية‪ ،‬خاصة الذين ينشطون منيم‬
‫في قطاع الصناعات الغذائية‪ ،‬التي تعتمد باألساس عمى المواد األولية المحمية مما يجعميا‬
‫حك ار عمييم‪ ،‬كما أن ىناك عامل آخر دفعيم لمتفكير في ذلك‪ ،‬وتتمثل في تشجيعات الدولة‬
‫وأجيزة الدعم والمرافقة لمشباب المقاولين الناجحين‪ ،‬عمى توسيع مشاريعيم سواء بشكل فردي‬
‫أو من إقامة شركات مع المقاولين اآلخرين‪ ،‬وتدعيميم باألموال والعقارات واألراضي‪ ،‬بيدف‬
‫زيادة اإلنتاج الوطني والتقميل من نسبة الواردات خاصة في المواد األكثر استيبلكا‪،‬‬
‫باإلضافة إلى المساىمة في تخفيض نسبة البطالة بخمق المزيد من مناصب الشغل‪.‬‬

‫أما الذين أجابوا بأنيم ال يفكرون في توسيع مشاريعيم في المستقبل‪ ،‬وأغمبيم ينشطون‬
‫في قطاع المؤسسات المصغرة‪ ،‬فراجع إلى عدة عوامل منيا ما ىو متعمق بالمشروع كعمره‬
‫وحالتو االقتصادية ونوع النشاط‪ ،‬حيث أن ليذه المؤشرات تأثيرات كبير في قرار توسيع‬
‫المشروع لدى الشباب المقاولين‪ ،‬باعتبار أن توسيع المشروع يتطمب منيم أوال تسديد‬
‫القروض‪ ،‬وىذا ما ال يتسنى ليم إلى بعد أزيد من خمسة سنوات من تاريخ إنشائو‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى مدى قدرتيم عمى فرض مكانتيم ضمن المنافسين الذين ينشطون في نفس المجال‪ ،‬أما‬
‫العامل الثاني فيتمثل في خصائص المقاولين‪ ،‬حيث كثي ار ما نجدىم ال يسعون إلى النمو‬
‫والتطور بقدر ما يسعون لمبقاء والحفاظ عمى مشاريعيم المصغرة‪ ،‬التي تكفييم حاجة العمل‬
‫عند اآلخرين‪ ،‬وذلك لضعف رؤاىم ومحدودية أىدافيم وتخوفيم من التغيير والتطوير‪ ،‬نتيجة‬
‫اعتيادىم عمى العمل في المشاريع المصغرة‪ ،‬مما يشير إلى محدودية معارفيم التنظيمية‬
‫والمينية في مجال المقاوالتية‪ ،‬أما العامل الثالث واألخير فيتمثل في البيئة المحيطية‪ ،‬ومدى‬
‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫مبلئمتيا وتحفيزىا لمشباب المقاولين عمى التفكير في توسيع مشاريعيم‪ ،‬حيث أن لممعيقات‬
‫البيئية دور كبير في جعل المقاولين يرفضون أو يتخوفون من توسيع مشاريعيم‪ ،‬بسبب عدم‬
‫استقرار السوق الوطنية خاصة بعد انفتاحيا عمى السوق العالمية‪ ،‬حيث أضحت المنتجات‬
‫األجنبية خاصة منيا الصينية‪ ،‬الخطر األول الذي ييدد المنتجات الوطنية نتيجة انخفاض‬
‫أسعارىا مقارنة بالمحمية‪ ،‬مما يجعل المستيمك يقبل عمييا بشكل كبير‪ ،‬باإلضافة إلى ارتفاع‬
‫تكمفة اإلنتاج في المؤسسات الوطنية‪ ،‬نتيجة استيراد المواد األولية والتكنولوجيا بالعمبلت‬
‫الصعبة‪ ،‬وفرض ضرائب وغرامات مالية مجحفة عمى المنتجين‪ ،‬حيث بمغت نسبة الضريبة‬
‫عمى القيمة المضافة ‪%19‬في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وىو إجراء غير محفز‬
‫لمشباب المقاولين الذين يسيرون مؤسسات مصغرة‪ ،‬وليذا نجدىم ال يسعون إلى توسيع‬
‫مشاريعيم من أجل تفادي كل تمك المخاطر والتكاليف التي سترىقيم كثيرا‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)30‬يوضح الهدف من وراء تفكير المبحوثين في توسيع مشاريعهم مستقبال حسب جنسهم‬
‫المجموع‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الجنس‬

‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫الهدف‬


‫‪1346‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪3043‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪1241‬‬ ‫‪53‬‬ ‫خمق مناصب شغل جديدة‬
‫‪23،7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪7،1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0342‬‬ ‫‪25‬‬ ‫االستثمار في مجاالت أخرى‬
‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪346‬‬ ‫‪8‬‬ ‫إقامة شراكة مع مقاولين آخرين‬
‫‪100‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪88‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير نتائج إلى أن ‪ %69،3‬من المبحوثين ييدفون من وراء توسيعيم لممشروع إلى‬
‫خمق مناصب شغل جديدة خاصة اإلناث منيم‪ ،‬و‪ %23،7‬منيم ييدفون إلى االستثمار في‬
‫مجاالت أخرى خاصة الذكور‪ ،‬أما ‪ %7‬من المبحوثين ييدفون إلى إقامة شراكة مع المقاولين‬
‫اآلخرين وكميم من الذكور‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وعميو يمكن القول أن أغمب الشباب المقاولين‪ 4‬يهدفون من وراء رغبتهم في توسيع‬
‫المشروع إلى خمق مناصب شغل جديدة خاصة اإلناث منهم‪ ،‬وذلك راجع إلى نجاح‬
‫مشاريعيم وتزايد الطمب عمى خدماتيم ومنتجاتيم خاصة في المجتمع المحمي‪ ،‬الذي يعتمد‬
‫عمييا بشكل كبير في تمبية احتياجاتو المختمفة‪ ،‬ولضمان استمرار وفرة المنتجات والخدمات‬
‫بالشكل الذي يخدم المستيمكين ويمبي فعبل احتياجاتيم وأذواقيم‪ ،‬كان البد عمى الشباب‬
‫المقاولين من زيادة التشغيل‪ ،‬خاصة أن المعروض من قوة العمل من قبل الوكالة الوطنية‬
‫لمتشغيل كبير ووفير‪ ،‬عمما أن أجورىم أقل من تمك التي يدفعونيا لمعمال ذوي العقود غير‬
‫المحددة‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية تصريفيم بعد انتياء مدة العقد المحدود دون أي تعويضات‪،‬‬
‫كل ىذا جعل من الشباب المقاولين الذين يسعون إلى توسيع مشاريعيم‪ ،‬يمجئون إلى‬
‫المعروض من القوى العاممة لدى الوكالة الوطنية لمتشغيل‪ ،‬لقمة تكمفتيا ولبلستفادة من‬
‫االمتيازات التي تمنحيم إياىم الدولة‪.‬‬

‫كما أن الذين ييدفون من وراء توسيع مشاريعيم إلى االستثمار في مجاالت أخرى‪،‬‬
‫فكان بسبب رغبتيم في توسيع نطاق استثماراتيم وعدم حصرىا في قطاع أو نشاط واحد‪،‬‬
‫بيدف التقميل من تبعيتيم لممستثمرين اآلخرين خاصة في التزود بالمواد األولية‪ ،‬وكذا‬
‫اإلشراف عمى عممية التوزيع والتسويق‪ ،‬التي يجنى من ورائيا أرباحا طائمة تسمح ليم بتعظيم‬
‫أمواليم‪ ،‬باإلضافة إلى رغبتيم الممحة في االستفادة من االمتيازات التي تمنحيا الدولة‪،‬‬
‫خاصة منيا العقارات واألراضي التي تعد العائق الكبير أمام حاممي المشاريع‪ ،‬بمعنى أن‬
‫ىؤالء الشباب المقاولين‪ ،‬يممكون رؤى إستراتيجية في مجال االستثمارات ويسعون لمنمو‬
‫والتطور في عالم األعمال‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫أما الشباب المقاولين الذين ييدفون إلى إقامة شراكة مع المقاولين اآلخرين‪ ،‬فكان‬
‫بسبب حدة منافسة الشركات الكبرى وتضيقيا الخناق عمييا‪ ،‬خاصة في مجال الصناعة‬
‫الغذائية وفي قطاع البناء والتعمير‪ ،‬التي أضحت فييا المؤسسات الصغيرة تعاني الكثير من‬
‫الضغوطات‪ ،‬خاصة في الفوز بالمناقصات سواء المحمة أو الوطنية‪ ،‬بسبب افتقارىا لمتأىيل‬
‫ولممعدات واآلالت البلزمة إلنجاز األعمال‪ ،‬والتي يتطمب توفرىا لدى المقاولين الناشئين‬
‫تخصيص أموال باىظة تقدر بالمبليير من السنتيمات‪ ،‬وىذا ما جعميم يسعون إلى إقامة‬
‫شركات مع المقاولين اآلخرين‪ ،‬لمواجية منافسة الشركات والمؤسسات الكبرى ليم‪ ،‬والتخمص‬
‫من تبعيتيم ليا في الحصول عمى المناوالت‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4) 36‬يوضح مدى تفكير المبحوثين في المشاركة في المعارض لمتعريف بمنتجاتهم حسب‬
‫نوع المؤسسة‬
‫المجموع الكمي‬ ‫مؤسسة صغيرة‬ ‫مؤسسة مصغرة‬ ‫نوع المؤسسة‬

‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫المشاركة في المعارض‬


‫‪2241‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪1241‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2143‬‬ ‫‪84‬‬ ‫نعم‬
‫‪41،4‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪35،3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2042‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ال‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪145‬‬ ‫المجموع‬

‫نبلحظ من خبلل نتائج الجدول أن ‪ %58،6‬من المبحوثين أجابوا بـ "نعم"‪ 4‬يفكرون في‬
‫المشاركة في المعارض لمتعريف بمنتجاتيم خاصة أصحاب المؤسسات الصغيرة‪ ،‬أما‬
‫المبحوثين الذين أجابوا بـ "ال"‪ 4‬أي أنيم ال يفكرون في المشاركة في المعارض لمتعريف‬
‫بمنتجاتيم‪ ،‬فنسبتيم ‪ %41،4‬وأغمبيم من أصحاب المؤسسات المصغرة‪.‬‬

‫ومنو يمكن القول أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬يفكرون في المشاركة في‬
‫المعارض لمتعريف بمنتجاتهم خاصة أصحاب المؤسسات الصغيرة‪ ،‬وذلك راجع لوعييم‬
‫واقتناعيم بأىمية تمك المعارض في التعريف بمؤسساتيم ومنتجاتيم‪ ،‬خاصة لدى المتعاممين‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫والمستيمكين من خارج المجتمع المحمي أو منطقة نشاطيم‪ ،‬باإلضافة إلى االحتكاك‬


‫بالمقاولين والمستثمرين األجانب لتبادل المعارف والخبرات‪ ،‬وربما قد تتطور العبلقات فيما‬
‫بينيم لتصل إلى مستوى إقامة شركات مستقببل‪ ،‬وىذا مؤشر إيجابي عن وجود ثقافة‬
‫المقاوالتية لدى العديد من الشباب المقاولين‪ ،‬والمكتسبة من النسق االجتماعي المعبر عنو‪،‬‬
‫بمؤسسا ت األسرة ومؤسسات التعميم والتكوين‪ ،‬ومن أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬التي عممت بشكل‬
‫متكامل عمى نشر وتنمية ثقافة المقاوالتية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬مما جعميم يمتزمون‬
‫بمسؤولياتيم تجاه مشاريعيم وتجاه المتعاممين بصفة عامة‪.‬‬

‫أما الشباب المقاولين الذين أجابوا بأنيم‪ ،‬ال يفكرون في المشاركة في المعارض‬
‫لمتعريف بمنتجاتيم‪ ،‬فأغمبيم من أصحاب المؤسسات المصغرة‪ ،‬الذين ال يطمحون إلى النمو‬
‫والتطور بقدر رغبتيم في االستقرار واالستمرار لمشاريعيم‪ ،‬انطبلقا من كونيم ينشطون في‬
‫مجاالت وأنشطة حرفية أو خدماتية بسيطة‪ ،‬موجية باألساس لخدمة المجتمع المحمي‪،‬‬
‫وال يتطمب شغميا الكثير من رؤوس األموال وال التكنولوجيا العالية وال حتى إلى عدد كبير‬
‫من اليد العاممة‪ ،‬إال أن ذلك ال يمغي ضرورة مشاركتيم في المعارض والصالونات التجارية‪،‬‬
‫التي تقام عمى األقل في المناطق التي ينشطونيا فييا‪ ،‬وذلك لترقية الصناعات الحرفية‬
‫والتقميدية واخراجيا من عزلة الجيوية والطابع التقميدي البحت‪ ،‬والعمل عمى تطويرىا وتحسين‬
‫منتجاتيا بما يتماشى ومعايير الجودة‪ ،‬وما يتبلءم وأذواق المستيمكين سواء المحميين منيم‬
‫أو األجانب‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول رقم (‪ 4)32‬يوضح مصدر اكتساب المبحوثين لفكرة المشاركة في المعارض لمتعريف بمنتجاتهم‬
‫حسب جنسهم‬
‫المجموع‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الجنس‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫المصدر‬
‫‪44،2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪1142‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26،2‬‬ ‫‪16‬‬ ‫مؤسسات التكوين‬
‫‪2242‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪23،5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1642‬‬ ‫‪45‬‬ ‫أجهزة الدعم والمرافقة‬
‫‪100‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪61‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين نتائج الجدول أن ‪ %55،8‬من المبحوثين أجابوا بأن أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬ىي‬
‫المصدر الرئيسي في اكتسابيم لفكرة المشاركة في المعارض لمتعريف بمنتجاتيم خاصة‬
‫الذكور منيم‪ ،‬و‪ %44،2‬منيم أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬ىي مصدر اكتسابيم‬
‫لفكرة المشاركة في المعارض لمتعريف بمنتجاتيم ومعظميم من اإلناث‪.‬‬

‫ومن النتائج السابقة يمكن القول أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ 4‬أجابوا بأن‬
‫أجهزة الدعم والمرافقة هي المصدر الرئيسي في اكتسابهم لفكرة المشاركة في المعارض‬
‫لمتعريف بمنتجاتهم‪ ،‬خاصة الذكور منيم‪ ،‬وذلك راجع لدورىا الكبير في تحسيسيم بأىمية‬
‫المشاركة في المعارض والصالونات‪ ،‬لمتعريف بالمنتجات والخدمات التي يقدمونيا لجميور‬
‫المستيمكين‪ ،‬باعتبارىا فسحة إشيارية ال تكمفيم الكثير‪ ،‬وكما تسمح ليم بمد جسور التواصل‬
‫والتفاعل مع المتعاممين لمتعرف عمى احتياجاتيم ورغباتيم‪ ،‬وأنيا فرصة مثالية لتصريف أكبر‬
‫قدر من المنتجات وال خدمات في أقل وقت‪ ،‬مما سيساىم في زيادة عائداتيم وأرباحيم‪ ،‬كما‬
‫أن لمشاركة الشباب المقاولين في المعارض والصالونات إسيام في ترقية المنتوج الوطني‬
‫وتثمينو‪ ،‬وذلك من خبلل االستفادة من تجارب خبرات العارضين اآلخرين سواء الوطنيين‬
‫منيم أو األجانب‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫كما أن الذين أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬ىي مصدر اكتسابيم لفكرة‬
‫المشاركة في المعارض لمتعريف بمنتجاتيم ومعظميم من اإلناث‪ ،‬وذلك راجع لجيود ىذه‬
‫المؤسسات في تحسيس الشباب المقاولين أثناء فترة تربصيم وتكونيم فييا‪ ،‬بضرورة المشاركة‬
‫في المعارض والصالونات‪ ،‬بيدف تعريف جميور المستيمكين بصناعاتيم الحرفية والتقميدية‬
‫والمنتجات والخدمات التي يقدمونيا‪ ،‬باإلضافة إلى إحيائيا وبعثيا من جديد بإخراجيا من‬
‫تقوقعيا في الورشات والمحبلت أو المنازل‪ ،‬إلى الفضاء العمومي واالقتصادي واالجتماعي‬
‫العام‪ ،‬وتشجيع الشباب اآلخرين عمى تجاوز ترددىم والتكون فييا‪ ،‬بل حتى العمل عمى‬
‫تحسين صورة المين وسمعة ممتينييا في أذىان أفراد المجتمع ككل‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ 4)32‬يوضح مدى سعي المبحوثين لممساهمة في تطوير المنتوج الوطني والتقميل من حدة‬
‫منافسة المنتجات األجنبية له حسب نوع المؤسسة‬
‫المجموع الكمي‬ ‫مؤسسة صغيرة‬ ‫مؤسسة مصغرة‬ ‫نوع المؤسسة‬
‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫تطوير المنتوج الوطني‬
‫‪2243‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪49،7‬‬ ‫‪72‬‬ ‫نعم‬
‫‪45،1‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪2246‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ال‬
‫‪100‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪145‬‬ ‫المجموع‬

‫تبرز نتائج الجدول أن ‪ %54،9‬من المبحوثين أجابوا بـ "نعم"‪ ،‬سيساىمون في تطوير‬


‫المنتوج الوطني والتقميل من حدة منافسة المنتجات األجنبية لو‪ ،‬خاصة الذين ينشطون منيم‬
‫في قطاع المؤسسات الصغيرة‪ ،‬أما الذين أجابوا بـ "ال"‪ ،‬أي أنيم ال يساىمون في تطوير‬
‫المنتوج الوطني والتقميل من حدة منافسة المنتجات األجنبية لو‪ ،‬فنسبتيم ‪ %45،1‬وكميم‬
‫ينشطون في قطاع المؤسسات المصغرة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫وبالتالي فإن أزيد من نصف الشباب المقاولين أجابوا بأنهم سيساهمون في تطوير‬
‫المنتوج الوطني والتقميل من حدة منافسة المنتجات األجنبية له‪ ،‬خاصة الذين ينشطون‬
‫منيم في قطاع المؤسسات الصغيرة‪ ،‬وذلك راجع لمنجاح الذي أحرزوه في مشاريعيم خاصة‬
‫في الجانب االقتصادي‪ ،‬باعتبار أن أغمبيم استطاعوا تحقيق أعمى مستويات في اإلنتاجية‬
‫وفي المبيعات‪ ،‬مما يشير إلى تمكنيم من فرض منتجاتيم في األسواق المحمية والوطنية‪،‬‬
‫ومواجية منافسة منتجات المؤسسات األخرى‪ ،‬وذلك متأت من كفاءتيم وخبرتيم في مجال‬
‫تدبير المؤسسات‪ ،‬سواء من الناحية المالية أو من الناحية اإلنتاجية وحتى من ناحية الموارد‬
‫البشرية‪ ،‬كل ىذا أفضى إلى تمكنيم من تقديم منتجات وخدمات ذات جودة معتبرة وبأسعار‬
‫معقولة‪ ،‬تتماشى والقدرة الشرائية لممعظم المستيمكين من ذوي الدخل المحدود‪ ،‬وىذا ما جعميم‬
‫يقبمون عمييا‪.‬‬

‫أما الشباب الذين أجابوا أنيم ال يساىمون في تطوير المنتوج الوطني والتقميل من حدة‬
‫منافسة المنتجات األجنبية لو‪ ،‬وكميم ينشطون في قطاع المؤسسات المصغرة‪ ،‬فراجع إلى‬
‫عوامل عدة وىي‪ :‬افتقارىم لمخبرة والميارة الفنية والمعدات التكنولوجية الحديثة‪ ،‬مما جعل‬
‫كمية منتجاتيم وخدماتيم ال تستجيب لحجم الطمب عمييا محميا أو وطنيا‪ ،‬وفي كثير من‬
‫األحيان ال ترقى لمستويات الجودة المطموبة‪ ،‬باإلضافة إلى ارتفاع تكاليف إنتاجيا بسبب‬
‫غبلء المواد األولية التي تدخل في صناعتيا‪ ،‬مما يجعل من أسعارىا غير تنافسية مقارنة‬
‫بأسعار منتجات المؤسسات الكبرى الوطنية منيا أو األجنبية‪ ،‬وبالتالي كل تمك العوامل‬
‫جعمت من الشباب المقاولين خاصة الذين ينشطون منيم في قطاع المؤسسات المصغرة‪،‬‬
‫ال يساىم في تطوير المنتوج الوطني والتقميل من حدة منافسة المنتجات األجنبية لو‪ ،‬لكن‬
‫يبقى لتواجدى ا ونشاطيا إسيام معتبر في تغطية بعض احتياجات المجتمع المحمي السمعية‬
‫والخدمية‪ ،‬وكما تمكن من توفير بعض مناصب الشغل ألفراد المجتمع مما يساىم في التقميل‬
‫من نسبة البطالة‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل السابع‬

‫خالصـــــــة‪4‬‬

‫من النتائج السابقة يظير أن لؤلسرة ولمؤسسات التعميم والتكوين إسيام معتبر في‬
‫توجيو الشباب لفعل المقاولة‪ ،‬كما أنيا ليا دور في تحفيزىم عمى المشاركة المجتمعية بشكل‬
‫أو بآخر‪ ،‬لكن يبقى دورىا واسياميا نسبي وأقل تأثي ار بتمك التي تؤدييا أجيزة الدعم والمرافقة‪،‬‬
‫والتي تعد بمثابة الدافع والمحفز لمشباب المقاولين عمى المشاركة المجتمعية‪ ،‬بدءا بالتوجيو‬
‫نحو المشروع المبلئم والمناسب ليستجيب لمطمب االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬وصوال إلى حثيم‬
‫عمى ترقية الصناعات الحرفية وتطويرىا وبالتالي المساىمة في تحسين وترقية المنتوج‬
‫الوطني‪.‬‬

‫وعمى العموم فإن النسق االجتماعي بجميع أنساقو (األسرة‪ ،‬مؤسسات التعميم‪،‬‬
‫مؤسسات التكوين والتميين‪ ،‬أجيزة الدعم والمرافقة) قد أدت أدوارىا ومياميا في حدود‬
‫اختصاصيا بشكل جيد‪ ،‬فضبل عمى التنسيق بين جيودىا من أجل المساىمة الفعالة في‬
‫ترسيخ وتنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وىذا ما سنحاول التطرق إليو‬
‫بالتفصيل والتدقيق في الفصل البلحق بمناقشة نتائج الدراسة الميدانية لمتأكد من صدق‬
‫الفرضيات أو عدمو‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬نتائج الدراسة الميدانية‬

‫تمهيد‬

‫أوال‪ :‬مناقشة نتائج الدراسة الميدانية‬

‫‪.1‬مناقشة نتائج الدراسة الميدانية في ضوء الفرضية الفرعية األولى‬

‫‪.2‬مناقشة نتائج الدراسة الميدانية في ضوء الفرضية الفرعية الثانية‬

‫‪.3‬مناقشة نتائج الدراسة الميدانية في ضوء الفرضية الفرعية الثالثة‬

‫ثانيا‪ :‬النتائج العامة‬

‫خاتمة‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫تمهيــــــــــد‪:‬‬

‫بعد عرض البيانات وتحميل النتائج البد من مناقشتيا في ضوء الفرضيات لمتأكد من‬
‫مدى صدقيا أو عدميا‪ ،‬وىو اليدف الرئيس من إجراء البحث‪ ،‬كما سيتم مناقشتيا أيضا في‬
‫ضوء نتائج الدراسات السابقة والتراث النظري‪ ،‬وىذا الدمج في مناقشة النتائج كان بسبب‬
‫نقص الدراسات السابقة المطابقة‪ ،‬أما التي تمكن الباحث من التوصل إلييا فأغمبيا تتسم بما‬
‫يمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن أغمب الدراسات النفسية واالجتماعية التي تناولت موضوع مصادر تنمية المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬كانت حول األطفال أو التالميذ أو الشباب الجامعي‪ ،‬وىذا ما يجعميا تختمف‬
‫عن الدراسة الحالية التي تيدف إلى دراسة دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية‬
‫االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬مما يجعل مجتمع البحث الحالي يختمف عن مجتمعات‬
‫البحث في الدراسات السابقة‪ ،‬وبالتالي االختالف في أبعاد ومؤشرات المسؤولية االجتماعية‬
‫التي ستخضع لمدراسة واالختبار الميداني عن تمك التي اعتمدتيا الدراسات السابقة‪ ،‬وذلك‬
‫تماشيا مع ما تفرضو إشكالية الدراسة وفروضيا وطبيعة مجتمع البحث عمى الباحث‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما عن الدراسات االقتصادية فقد انصب اىتماميا عمى قياس األداء االجتماعي والبيئي‬
‫لرجال األعمال في القطاع الخاص‪ ،‬والتعرف عمى الفوائد واألرباح التي تحققيا ليم‪ ،‬في حين‬
‫أن الدراسة الحالية تيدف إلى التعرف عمى المصادر التي يكتسب منيا الشباب المقاولين‬
‫لثقافة المسؤولية االجتماعية‪ ،‬ودور كال من األسرة ومؤسسات التعميم والتكوين وأجيزة الدعم‬
‫والمرافقة في تنميتيا وتعزيزىا لدى الشباب المقاولين في أنشطتيم المقاوالتية‪.‬‬

‫‪438‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫أوال‪ :‬مناقشة نتائج الدراسة الميدانية‪:‬‬

‫‪ -1‬مناقشـــــة نتـــــائج الدراســـــة الميدانيـــــة فـــــي ضـــــوء الفرضـــــية الفرعيـــــة األولـــــى‪ :‬والتي ييي‬
‫مفادىا"تساهم األسرة في دفع الشباب المقاولين لاللتزام بالسـموك األخالقـي فـي مشـاريعهم"‪،‬‬
‫تشير نتائج الجداول من (‪ )33‬إلى (‪ )54‬إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬المسؤولية الشخصية‪:‬‬


‫‪ ‬أن معظييم الشييباب المقيياولين يعتبييرون أن األســرة هــي المصــدر الرئيســي الكتسييابيم‬
‫سييموك الشييعور بالرقابيية الذاتييية عمييى األفعييال وتمييييا مؤسسييات التكييوين ثييم مؤسسييات التعميييم‬
‫وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من ثمثي الشباب المقياولين أجيابوا بيأن األسـرة هـي المصـدر الرئيسـي واألول‬
‫الكتسييابيم سييموك إتقييان العمييل وتمييييا مؤسسييات التكييوين ثييم مؤسسييات التعميييم وبعييدىا أجي يزة‬
‫الدعم والمرافقة بدرجة أقل‪.‬‬
‫‪ ‬أن معظييم الشييباب المقيياولين يقييرون بييأن األســرة هــي المصــدر الرئيســي واألول فييي‬
‫اكتسابيم سموك تجنيب التعاميل ميع العميالء غيير النزىياء‪ ،‬وتميييا مؤسسيات التكيوين والتمييين‪،‬‬
‫ثم مؤسسات التعميم وبعدىا أجيزة الدعم والمرافقة بدرجة أقل‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيييد ميين نصييف الشييباب المقيياولين يقييرون بييأن األســـرة هـــي المصـــدر الرئيســـي‬
‫الكتسييابيم سييموك تحمييل نتييائج أفعييال العمييال‪ ،‬وتمييييا مؤسسييات التعميييم ثييم مؤسسييات التكييوين‬
‫والتميين وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫ب‪ -‬روح العمل الجماعي‪:‬‬


‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن األسرة هي المصدر الرئيسي‬
‫الكتسابيم سموك التحمي بروح العمل الجماعي مع العمال‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين‬
‫ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫‪439‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪ ‬أن معظم الشباب المقاولين أجابوا بأن األسرة هي المصدر الرئيسي في اكتسابيم‬
‫سموك التنازل عن بعض المصمح الشخصية لتحقيق مصالح العمال‪ ،‬وتمييا مؤسسات التعميم‬
‫ثم مؤسسات التكوين والتميين وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين أجابوا بأن األسرة هي المصدر األول الكتسابيم‬
‫سموك التضامن مع قضايا العمال‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم مؤسسات التعميم‬
‫وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن األسرة هي المصدر الرئيسي في‬
‫اكتسابيم سموك إسداء النصائح لممقاولين الناشئين‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم‬
‫مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن معظم الشباب المقاولين أجابوا بأن األسرة هي المصدر الرئيسي الكتسابيم‬
‫سموك التضامن مع المقاولين الذين تواجو مشاريعيم أزمات‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين‬
‫والتميين ثم أجيزة الدعم والمرافقة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬

‫ت‪ -‬االهتمام بالزبائن‪:‬‬


‫‪ ‬أن أزيد من ثمثي الشباب المقاولين يقرون بأن األسرة هي المصدر الرئيسي‬
‫الكتسابيم سموك المعاممة الحسنة لمزبائن‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم مؤسسات‬
‫التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬بأن أزيد من ثمثي الشباب المقاولين يعتبرون أن األسرة هي المصدر الرئيسي في‬
‫اكتسابيم سموك احترام آجال تقديم المنتج أو الخدمة لمزبائن‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين‬
‫والتميين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن معظم الشباب المقاولين أجابوا بأن األسرة هي المصدر الرئيسي في اكتسابيم‬
‫سموك أولوية خدمة الزبون عمى تعظيم األرباح‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم‬
‫مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫ث‪ -‬االعتناء بالمتكونين‪:‬‬


‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن األسرة هي المصدر الرئيسي في‬
‫اكتسابيم سموك المعاممة اإلنسانية لممتكونين‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم مؤسسات‬
‫التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين أجابوا بأن أجيزة الدعم والمرافقة ىي المصدر‬
‫الرئيسي الكتسابيم سموك التكوين الجيد لممتكونين‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم‬
‫مؤسسات التعميم وبدرجة أقل األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن األسرة هي المصدر الرئيسي‬
‫الكتسابيم سموك التحفيز المادي لممتكونين‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم مؤسسات‬
‫التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫ج‪ -‬تحسين صورة المهنة‪:‬‬


‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن األسرة هي المصدر الرئيسي في‬
‫اكتسابيم سموك تشريف المينة لدى أفراد المجتمع‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم‬
‫مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيمسموك تحسين صورة الممتينين لممينة لدى أفراد المجتمع‪ ،‬وتمييا‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن أجهزة الدعم والمرافقة هي‬
‫المصدر الرئيسي في اكتسابيم سموك تشجيع الشباب عمى التكوين في المينة‪ ،‬وتمييا‬
‫مؤسسات التكوين والتميين ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫ح‪ -‬التضامن مع أفراد المجتمع‪:‬‬


‫‪ ‬أن ازيد من ثمث الشباب المقاولين يقرون بأن أجهزة الدعم والمرافقة هي المصدر‬
‫الرئيسي في اكتسابيم سموك مراعاة القدرة الشرائية لمفئات ذات الدخل المحدود‪ ،‬وتمييا‬
‫مؤسسات التكوين والتميين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن األسرة هي المصدر الرئيسي‬
‫الكتسابيم سموك تقديم عروض خاصة في المناسبات الدينية والوطنية‪ ،‬وتمييا مؤسسات‬
‫التكوين والتميين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أكثر من نصف المبحوثين يقرون بأن األسرة هي المصدر الرئيسي في اكتسابيم‬
‫سموك تقديم المساعدات الخيرية لممحتاجين‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم مؤسسات‬
‫التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن معظم الشباب المقاولين يؤكدون بأن األسرة هي المصدر الرئيسي الكتسابيم‬
‫سموك المشاركة في األعمال التطوعية الموجية ألفراد المجتمع‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين‬
‫والتميين ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫ومن النتائج السابقة يمكن القول أن لألسرة الدور الرئيس في إكساب الشباب المقاولين‬
‫لمسموك األخالقي في مشاريعيم‪ ،‬باعتبارىا النسق االجتماعي األول الذي يعنى بتنشئة وتربية‬
‫الشباب المقاولين‪ ،‬عمى الشعور بالرقابة الذاتية والمسؤولية الشخصية عن األفعال التي‬
‫تصدر عنيم‪ ،‬والتحمي بروح العمل الجماعي‪ ،‬وحثيم عمى ضرورة االىتمام بالمتعاممين‬
‫واالعتناء بالمتكونين‪ ،‬باإلضافة إلى تشجيعيم عمى تحسين وتشريف صورة المينة والممتينين‬
‫ليا في أذىان أفراد المجتمع والتضامن مع قضاياه‪ ،‬كل ىذا بيدف غرس وتنمية السموك‬
‫األخالقي لدى الشباب المقاولين‪ ،‬والزاميم عمى التحمي بو في حياتيم األسرية والمينية‪ ،‬مما‬
‫يجعميم عمى قدر عالي من المسؤولية األخالقية في ممارستيم ألنشطتيم المقاوالتية‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق عممية التطبيع االجتماعي التي تمارسيا عمى الشباب المقاولين في مختمف‬
‫مراحل حياتيم‪ ،‬والتي تيدف إلى إكسابيم سموكات ومعايير واتجاىات تتماشى واألدوار‬
‫‪442‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫االجتماعية والمينية المناطة بيم‪ ،‬والتي جعمت منيم مقاولين مسؤولين وممتزمين أخالقيا في‬
‫مشاريعيم وفي أنشطتيم المقاولية‪.‬‬

‫‪ ‬ومنو يمكن القول بأن الفرضية الفرعية األولى والتي مفادىا "تساهم األسرة في دفع‬
‫الشباب المقاولين لاللتزام بالسموك األخالقي في مشاريعهم "قد تحققت بدرجة عالية جدا‪،‬‬
‫وبالتالي قبوليا‪.‬‬

‫وىو ما تشير إليو نتائج دراسة شويمات كريم بعنوان‪" :‬دوافع إنشاء وسيرورة المؤسسة‬
‫المصغرة لدى الشباب البطال‪ -‬تجربة المؤسسات الصغيرة الناشئة في إطار الوكالة الوطنية‬
‫لدعم تشغيل الشباب‪ ،-‬أن بحكم الطابع العائمي الذي يميز شكل المؤسسة المصغرة‪ ،‬يحاول‬
‫الشاب المقاول أن يفعل المعايير والقيم االجتماعية الموجودة والمتداولة في العائمة (التعاون‪،‬‬
‫االحترام‪ ،‬اإلخالص‪ ،‬الوفاء‪ )...‬ليخمق منيا مقومات فاعمة"‪ ،1‬وىو ما يؤكد إسيامات األسرة‬
‫في غرس وتنمية السموك األخالقي لدى الشباب المقاولين والزاميم عمى التحمي بو في‬
‫أنشطتيم المقاوالتية‪ ،‬وذلك لتفادي الوقوع في المشاكل مع العاممين والمتعاممين‪ ،‬والتي من‬
‫شأنيا أن تضع سمعة وصورة المشروع عمى المحك وبالتالي تعريضو لمفشل‪.‬‬

‫كما تشير نتائج دراسة بدراوي سفيان بعنوان‪" :‬ثقافة المقاولة لدى الشباب الجزائري‬
‫المقاول‪ ،‬دراسة ميدانية بوالية تممسان"‪ ،‬أن ىناك عالقة قوية لممقاول الشاب مع العائمة‬
‫وتتسم بنوع من البراغماتية‪ ،‬أي أن الشاب يحتفظ بعالقات ميمة مع المؤسسة األسرية‬
‫باعتبارىا سندا ميما‪ ،‬ودعما يمكن الرجوع إليو كمما اقتضى الحال إلى ذلك خصوصا في‬
‫زمن الفوضى‪ ،‬وعيد أصبح التنبؤ فيو بما سيأتي صعب المنال‪ ،‬والتكين بالمستقبل ومفاجآتو‬
‫في عداد المستحيل‪... .‬وفي حالة الصعوبات المادية"‪ ،2‬بمعنى أن األسرة ىي اإلطار‬
‫المرجعي الذي يمجأ إليو الشاب المقاول‪ ،‬لتجاوز المواقف طارئة أو المشاكل التي تعترضو‬

‫‪1‬شويمات كريم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.313‬‬


‫‪2‬بدراوي سفيان‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.214-213‬‬
‫‪443‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫مع العمال أو المتعاممين‪ ،‬سواء كان ىذا المشكل متعمق بالناحية المادية أو الناحية التنظيمية‬
‫والتسييرية‪ ،‬مما يؤكد أن األسرة ىي الموجو الرئيسي لسموكات وق اررات الشاب المقاول في‬
‫مشاريعيم‪.‬‬

‫وكما توصمت أيضا دراسة الباحثة قادري حميمة بعنوان‪" :‬اتجاىات الشباب نحو‬
‫المسؤولية االجتماعية دراسة مقارنة عمى عينة من شباب مدينة وىران"‪ ،1‬إلى أنو يمكن أن‬
‫تنمى المسؤولية االجتماعية من خالل عممية التربية والتنشئة االجتماعية‪ ،‬خاصة األسرة التي‬
‫ليا أكبر تأثير عمى أبنائيا‪ ،‬ما يعني أن لألسرة الدور الرئيس في تنشئة الشباب عمى السموك‬
‫األخالقي‪ ،‬واعدادىم لتحمل المسؤولية االجتماعية في حياتيم العامة والمينية‪ ،‬كما تشير‬
‫الدراسة أيضا إلى أن ىناك عالقة وثيقة بين الفرد ومعايشتو لمقيم المجتمعية السوية‪ ،‬وبين‬
‫تحمل المسؤولية االجتماعية‪ ،‬كل ىذا يجعل من الفرضية الفرعية األولى والتي مفادىا"تساهم‬
‫األسرة في دفع الشباب المقاولين لاللتزام بالسموك األخالقي في مشاريعهم "تتطابق مع‬
‫نتائج الدراسات السابقة‪.‬‬

‫أما عن تموقع نتائج ىذه الدراسة في التراث النظري وبالتحديد مع النظرية النسقية‪،‬‬
‫فنجدىا تتوافق مع ما تمت اإلشارة إليو من قبل بارسونز‪" ،‬أن الناس يكتسبون القيم والمعايير‬
‫(القواعد) واألدوار األساسية من خالل التنشئة االجتماعية‪ ،‬وأن النجاح في إدماج قيم‬
‫المجتمع ومع اييره وأدواره شرط الزم لمنظام االجتماعي‪ ،‬وأن اإلخفاق في إكسابيا أو قبوليا‬
‫عالمة عمى االنحراف"‪ ،2‬وبذلك فإن األسرة تعد من أىم مؤسسات التنشئة االجتماعية‪ ،‬التي‬
‫تعنى بإكساب األفراد القيم والمعايير السوية واألدوار االقتصادية واالجتماعية المنوطة بيم‪،‬‬
‫وبالتالي فنج احيا في ترسيخ وتنمية السموك األخالقي لدى الشباب المقاولين‪ ،‬يحفظيم من‬
‫الوقوع في االنحرافات ويدفعيم لاللتزام بمسؤولياتيم االجتماعية والقيام بأدوارىم عمى أحسن‬

‫‪1‬قادري حميمة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬دون ص‪.‬‬


‫‪2‬مصطفى خمف عبد الجواد‪ :‬قراءات معاصرة في نظرية عمم االجتماع‪ ،‬مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،2002 ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪444‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫وجو‪ ،‬والمبادرة لمعمل من أجل تحقيق أىداف ومصالح النسق العام أو المجتمع ككل‪ ،‬مما‬
‫يضمن تماسكو واستم ارره‪.‬‬
‫‪ -2‬مناقشة نتائج الدراسة الميدانية في ضوء الفرضية الفرعية الثانية‪:‬‬
‫والتي مفادىا"تساهم مؤسسات التعميم والتكوين إيجابا في إكساب الشباب المقاولين‬
‫المعارف التنظيمية والمهنية من أجل تسيير مشاريعهم"‪ ،‬حيث تشير نتائج الجداول من‬
‫(‪)55‬إلى (‪ )78‬إلى ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬األمن والسالمة المهنية‪:‬‬


‫‪ ‬أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيم سموك احترام إجراءات السالمة المينية والوقاية من حوادث‬
‫العمل‪ ،‬وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين اجابوا بأن مؤسسات التكوين والتمهين هي‬
‫المصدر الرئيسي في اكتسابيمسموك إجراء الفحوصات الطبية الدورية‪ ،‬وتمييا أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أكثر من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيم سموك استعمال وسائل الوقاية والحماية أثناء مزاولة األنشطة‪،‬‬
‫وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أن أكثر من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬ىي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيم سموك تب ميغ الجيات المعنية باألمن والحماية المدنية في حالة‬
‫حدوث خطر ما‪ ،‬وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أكثر من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي في اكتسابيم سموك تقديم اإلسعافات األولية واجراءات النجدة لممصاب في‬
‫الحين‪ ،‬وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل األسرة‪.‬‬

‫‪445‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫ب‪ -‬صيانة العتاد‪:‬‬


‫‪ ‬أن أكثر من نصف الشباب المقاولين يقرون بأن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيم سموك إجراء الفحوصات التقنية لمعتاد في اآلجال المحددة‪،‬‬
‫وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين يقرون بأن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي في اكتسابيمسموك مراجعة تاريخ صالحية وسائل الوقاية من الحرائق‪،‬‬
‫وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين يقرون بأن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيمسموك مراجعة تاريخ صالحية عمبة اإلسعافات األولية‪ ،‬وتمييا‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬

‫ت‪ -‬التسيير البيئي‪:‬‬


‫‪ ‬أن ما يزيد عن نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين‪،‬‬
‫هي المصدر الرئيسي في اكتسابيم سموك ابتكار طرق إنتاجية جديدة لمتقميل من المخمفات‬
‫الصناعية‪ ،‬وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أن ازيد من ثمث الشباب المقاولين أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي في اكتسابيم سموك ترشيد استيالك الطاقة‪ ،‬وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم‬
‫األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيمسموك فرز النفايات والمخمفات الصناعية حسب نوعيا‪ ،‬وتمييا‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التعميم‪ ،‬هي المصدر‪،‬‬
‫الرئيسي الكتسابيم سموك التخمص من النفايات السامة في األماكن المخصصة ليا‪ ،‬وتمييا‬
‫مؤسسات التكوين والتميين ثم األسرة وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪446‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫ث‪ -‬العالقات العامة‪:‬‬


‫‪ ‬أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التعميم هي المصدر‪،‬‬
‫الرئيسي الكتسابيم سموك اإلشيار الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدميا المؤسسة‪،‬‬
‫وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم أجيزة الدعم والمرافقة وبدرجة أقل األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التعميم هي المصدر‪،‬‬
‫الرئيسي في اكتسابيم سموك استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة في عممية الترويج‬
‫لمنتجات المؤسسة‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين ثم األسرة وبدرجة أقل أجيزة الدعم‬
‫والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أنما يقارب نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيمسموك الرد عمى استفسارات وانشغاالت الزبائن‪ ،‬وتمييا أجيزة‬
‫الدعم والمرافقة ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أنما يقارب نصف الشباب المقاولين أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي في اكتسابيم سموك االستعانة بالمتعاممين لتحديد احتياجات السوق السمعية‬
‫والخدمية‪ ،‬وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين يقرون بأن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيم سموك ابتكار طرق وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات وخدمات‬
‫المؤسسات األخرى‪ ،‬وتمييا مؤسسات التعميم ثم األسرة وبدرجة أقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلبداع واالبتكار‪:‬‬


‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي في اكتسابيم سموك توسيع شبكات التوزيع‪ ،‬وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة ثم‬
‫األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬

‫‪447‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪ ‬أن ما يقارب نصف الشباب المقاولين أجابوا بأن مؤسسات التكوين والتمهين‪ ،‬هي‬
‫المصدر الرئيسي الكتسابيم لسموك تقديم منتجات وخدمات تمبي احتياجات الزبائن‪ ،‬وتمييا‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة ثم مؤسسات التعميم وبدرجة أقل األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬بأن أغمب الشباب المقاولين‪ ،‬يرجعون مصدر اكتسابيم المعرفة بالخطوات األساسية‬
‫إلنشاء المشروع ألجهزة الدعم والمرافقة‪ ،‬وتمييا األسرة ثم األصدقاء وبدرجة أقل مؤسسات‬
‫التكوين‪.‬‬
‫‪ ‬أن أغمب الشباب المقاولين يقرون بأن المصادر التي أكسبتيم المعرفة بالخطوات‬
‫األساسية إلنشاء المشروع ىي التي عرفتيم بالجيات الممولة‪.‬‬

‫ح‪ -‬المعرفة بالقوانين المنظمة لمنشاط‪:‬‬


‫‪ ‬أن أغمب الشباب المقاولين عمى عمم بأهم القوانين المنظمة لنشاط مشاريعيم‪.‬‬
‫‪ ‬أن ثمث الشباب المقاولين‪ ،‬يعتبرون مؤسسات التعميم هي المصدر الرئيسي‬
‫الكتسابيم سموك االلتزام بتصريح العمال لدى صندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬وتمييا مؤسسات‬
‫التكوين‪ ،‬ثم األسرة وبدرجة اقل أجيزة الدعم والمرافقة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من ثمث الشباب المقاولين‪ ،‬يعتبرون مؤسسات التكوين والتمهين هي‬
‫المصدر الرئيسي‪ ،‬في اكتسابيم سموك االلتزام بدفع تأمينات واشتراكات العمال في اآلجال‬
‫القانونية‪ ،‬وتمييا أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬ثم األسرة وبدرجة اقل مؤسسات التعميم‪.‬‬
‫‪ ‬أن أغمب الشباب المقاولين‪ ،‬يعتبرون أن أجهزة الدعم والمرافقة هي المصدر‬
‫الرئيسي ‪ ،‬في اكتسابيم سموك االلتزام بتسديد الضرائب في اآلجال القانونية‪ ،‬وتمييا األسرة ثم‬
‫مؤسسات التكوين‪.‬‬
‫‪ ‬أن معظم الشباب المقاولين‪ ،‬يعتبرون أجهزة الدعم والمرافقة هي المصدر الرئيسي‬
‫في كتسابيم سموك احترام رزنامة تسديد القروض لمجيات الممولة‪ ،‬وتمييا األسرة‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫ومن النتائج السابقة يمكن القول أن لمؤسسات التعميم إسيام نسبي في إكساب الشباب‬
‫المقاولين لممعارف التنظيمية والمينية‪ ،‬حيث ينحصر دورىا بشكل كبير في إكسابيم لسموك‬
‫التخمص من النفايات السامة في األماكن المخصصة ليا‪ ،‬وسموك االعتماد عمى اإلشيار‬
‫الصادق لممنتجات والخدمات التي تقدميا المؤسسة‪ ،‬باإلضافة لسموك استخدام الوسائط‬
‫التكنولوجية الحديثة في عممية الترويج لمنتجات المؤسسة‪ ،‬والتصريح بالعمال لدى صندوق‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫إال أن اإلسيام األكبر في عممية إكساب الشباب المقاولين لممعارف التنظيمية والمينية‪،‬‬
‫راجع لمؤسسات التكوين والتميين التي تقدم ليم تكوينات جيدة ومتخصصة في مجال‬
‫نشاطيم‪ ،‬التي من شأنيا أن تجعل منيم فعال مقاولين مكونين وقادرين عمى مباشرة تسيير‬
‫مشاريعيم‪ ،‬بما يتماشى ومتطمبات المسؤولية االجتماعية‪ ،‬من معرفة بقواعد األمن والسالمة‬
‫المينية‪ ،‬وكيفية الحفاظ عمى المعدات واآلالت وطرق إجراء الصيانة الدورية ليا‪ ،‬والحفاظ‬
‫عمى البيئة الطبيعية بالتخفيف من التأثيرات السمبية التي تحدثيا أنشطيا‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫االستيالك العقالني لمطاقة ولمموارد الطبيعية خاصة غير المتجددة منيا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اعتماد سياسة التسيير البيئي لمنفايات الصناعية وتدورييا‪ ،‬لما تشكمو من تيديدات كبيرة عمى‬
‫األمن والسالمة البيئية‪ ،‬باإلضافة إلى تحسيسيم وتوعيتيم بضرورة االعتماد عمى وظيفة‬
‫العالقات العامة‪ ،‬في جمع المعمومات عن رغبات وأذواق المستيمكين واستراتيجيات‬
‫المنافسين‪ ،‬وغيرىا من المعمومات عن الجميور الخارجي لممؤسسة‪ ،‬فضال عن تمكينيم من‬
‫إبداع وابتكار طرق إنتاجية وتسويقية جديدة ‪،‬من شأنيا تشكيل صورة إيجابية وخمق ميزة‬
‫تنافسية لمؤسساتيم الناشئة‪ ،‬كل ىذا بيدف إعدادىم وتييئتيم معرفيا ومينيا لاللتزام‬
‫بمسؤولياتيم المينية في مشاريعيم‪ ،‬وىذا ما جعل أغمب الشباب المقاولين‪ ،‬يؤكدون عمى أن‬
‫مؤسسات التعميم والتكوين ىي المصدر الرئيسي في اكتسابيم المعارف التنظيمية والمينية‪،‬‬
‫التي جعمت منيم مقاولين واعيين بمسؤولياتيم المينية والقانونية في مشاريعيم‪.‬‬

‫‪449‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫ومنو يمكن القول بأن الفرضية الفرعية الثانية التي مفادىا "تساهم مؤسسات التعميم‬ ‫‪‬‬
‫والتكوين إيجابا في إكساب الشباب المقاولين المعارف التنظيمية والمهنية من أجل تسيير‬
‫مشاريعهم "قد تحققت بدرجة متوسطة وبالتالي قبوليا‪.‬‬

‫وىو ما تؤكده نتائج دراسة دريس نعيمة بعنوان‪" :‬الخمفية المهنية لممرأة المقاولة في‬
‫الجزائر‪ ،‬دراسة ميدانية عمى عينة من السيدات المقاوالت بوالية البويرة"‪ ،‬أن لمميارات‬
‫االجتماعية والمؤىالت المينية والعممية لممرأة المقاولة دور في توجيييا لمجال المقاولة‪،‬‬
‫حيث أن ‪ %7،;7‬من المقاوالت عممن قبل مشروعين الحالي‪ ،‬ولمدة تفوق أربعة سنوات‬
‫بنسبة <‪ .%8‬وأن ‪ %88‬منين مستواىن جامعي و ‪ %<،17‬منين تمقين تكوينا في مختمف‬
‫الييئات والمراكز‪ ،‬باإلضافة إلى أن ‪ %=:‬من المقاوالت يمارسن العمل اإلبداعي في عممين‬
‫المقاوالتي‪ ،‬ويتمتعن بصفات التضحية والمسؤولية بنسبة ‪ ،%3917‬و‪ %،<1:‬بصفات‬
‫اإلبداع والمبادرة‪.1"..‬‬
‫ويفيم من ىذه النتائج أن لمؤسسات التعميم والتكوين‪ ،‬إسيام كبير في إكساب النساء‬
‫المقاوالت المعارف العممية والميارات المينية التي يحتجن إلييا لمولوج لعالم األعمال‪ ،‬وانشاء‬
‫المشاريع المناسبة والمالئمة لطبيعة تكويناتين المينية ومؤىالتين العممية‪ ،‬وىذا ما جعمين‬
‫عمى قدر من الوعي بمسؤولياتين المينية واالجتماعية تجاه أنفسين كمستثمرات وصاحبات‬
‫مؤسسات‪ ،‬وتجاه غيرىن من المتعاممين وأفراد المجتمع ككل‪ ،‬وكما أن لمميارات االجتماعية‬
‫التي اكتسبنيا من المحيط األسري ومن األصدقاء والجماعات االجتماعية األخرى‪ ،‬دور في‬
‫اختيارىن لق ارر إنشاء المشروع كمستقبل ميني لين‪ ،‬وىو ما يتفق مع نتائج الدراسة الحالية‬
‫التي تبين أن معظم الشباب المقاولين أبناء ألسر مقاولة أو ممارسة ألعمال حرة‪ ،‬ومعظميم‬
‫يؤكدون عمى أن لنشاط األسرة دور في اتخاذىم لقرار إنشاء المشروع‪ ،‬وكما أن معظميم تمقوا‬
‫تكوينات مينية في مراكز التكوين والتميين‪ ،‬التي مكنتيم من إكساب المعارف التنظيمية‬
‫والمينية التي تسمح ليم بإنشاء مشاريعيم وتسييرىا‪ ،‬من المعرفة بإجراءات األمن والسالمة‬

‫‪1‬دريس نعيمة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.275‬‬


‫‪450‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫المينية وكيفية صيانة العتاد والتسيير البيئي لممشروع واعتماد العالقات العامة واإلبداع‬
‫واالبتكار‪ ،‬باإلضافة إلى المعرفة بأىم القوانين المنظمة لنشاط مشاريعيم‪.‬‬

‫كما تشير نتائج دراسة زياد بركات بعنوان‪" :‬من المسؤول بشكل رئيسي عن تعميم‬
‫القيم لمشباب؟ البيت أم المدرسة أم المسجد"‪ ،‬إلى أن القيم التي تمعب المدرسة دو ار رئيسيا‬
‫في تعميميا لمشباب فتتمثل في اآلتي‪ :‬التفاني في العمل‪ ،‬الحداثة والتطور والمعاصرة‪،‬‬
‫الشعور باإلنتاجية والعمل‪ ،‬الميارة والحذاقة والبراعة‪ ،‬االقتدار والكفاءة والكفاية والمقدرة‪،‬‬
‫االلتزام واالىتمام والمبادرة‪ ،‬الشعور بالجمال والمتعة الفنية والتنظيم‪...‬إلخ"‪ ،1‬وكميا قيم مينية‬
‫سامية وتوافرىا في الفرد أمر في غاية األىمية من أجل ضمان أدائو لمميام واألعمال‬
‫الموكمة لو عمى أحسن وجو وأفضل أداء‪ ،‬وىو ما يتفق مع نتائج الدراسة الحالية التي بينت‬
‫أ ن مؤسسات التعميم والتكوين ىي المصدر الرئيسي في اكتساب الشباب المقاولين لمسموكات‬
‫التالية‪ :‬ابتكار طرق إنتاجية جديدة لمتقميل من المخمفات الصناعية‪ ،‬استخداما لوسائط‬
‫التكنولوجية الحديثة في عممية الترويج لمنتجات المؤسسة‪ ،‬اإلشيار الصادق لممنتجات‬
‫والخدمات التي تقدميا المؤسسة‪ ،‬ابتكار طرق وتقنيات جديدة لمنافسة منتجات وخدمات‬
‫المؤسسات األخرى‪ ،‬تقديم منتجات وخدمات تمبي احتياجات الزبائن‪ ..‬وغيرىا من السموكات‬
‫المينية التي يتطمبيا التسيير اإلبداعي والمسؤول لممشروع‪.‬‬

‫في حين تتعارض نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة عبد الرزاق جدوع محمد‬
‫والموسومة بي‪ " :‬دور المؤسسات التربوية في تنمية المسؤولية االجتماعية عند األطفال األسرة‬
‫والمدرسة أنموذجا"‪ ،2‬والتي توصمت إلى أن ىناك ضعف وقصور في قدرة األسرة والمدرسة‬
‫عمى تسميح الطفل بالوعي االجتماعي من حيث اإليمان بقيم المسؤولية والثقة بالنفس‪،‬‬
‫واالىتمام بالجماعة والمجتمع عمى حساب نفسو وأسرتو والتعاون مع األصدقاء‪ ،‬واالعتراف‬
‫بالتقصير إذا وقع منو‪ ،‬وىو ما يتنافى ونتائج الدراسة الحالية التي بينت أن لألسرة‬

‫‪1‬زياد بركات‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬


‫‪2‬عبد الرزاق جدوع محمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.436‬‬
‫‪451‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫ومؤسسات التعميم إسيام كبير في شحن الشباب بالقيم األخالقية والمعارف العممية‪ ،‬التي من‬
‫شأنيا أن تنمي فييم حس المسؤولية االجتماعية وأن تنقل شخصيتيم من مستوى األنا‬
‫الشخصي إلى مستوى األنا االجتماعي‪.‬‬

‫أما عن تموقع نتائج ىذه الدراسة في التراث النظري وبالتحديد مع النظرية النسقية‬
‫فنجدىا تتوافق مع طرح بارسونز فيما يتعمق بتناغم وتساند األنساق الفرعية المشكمة لمنسق‬
‫االجتماعي‪ ،‬حيث تعد مؤسسات التعميم والتكوين المحطة الثانية بعد األسرة التي يتمقى فييا‬
‫الشباب المقاولين‪ ،‬مختمف المعارف العممية والميارات المينية وأنماط السموك السوي الذي‬
‫يسمح ليم بتحقيق التكيف والتوافق االجتماعي مع البيئة المحيطة‪ ،‬وبالتالي فإن مؤسسات‬
‫التعميم بمثابة "‪ ...‬تنظيم اجتماعي ضروري ألي مجتمع‪ ،‬وذلك ألن وجود المجتمع واستم ارره‬
‫يعتمد عمى نقل تراثو االجتماعي والثقافي بين أجيالو من جية‪ ،‬وغرس قيم المجتمع ومعاييره‬
‫وتأكيدىا لدى أعضائو من جية أخرى "‪،1‬وبذلك فيي المؤسسة التي تعنى بإعداد األفراد‬
‫لالندماج في مجتمعيم‪ ،‬والعمل عمى تحقيق أىدافو والحفاظ عمى ديمومتو واستم ارره‪ ،‬من‬
‫خالل القيام باألدوار والوظائف الموكمة ليم‪ ،‬وتحمل مسؤولياتيم الشخصية واالجتماعية تجاه‬
‫جميع الفاعمين دون اإلخالل أو المساس بقيم ومعايير المجتمع‪.‬‬
‫وكما "ال يتم إ نماء القدرة اإلنتاجية في المجتمع ما لم تتنوع صنوف التعميم‪ ،‬ويتعزز‬
‫التعميم الميني والذي سبقت اإلشارة إليو‪ ،‬وفي مختمف المراحل وتفتيح العقول‪ ،‬وتمكينيا من‬
‫أساليب التفكير العممي‪ ،‬وترويضيا عمى االستقالل‪ ،‬والمبادرة وتحمل المسؤوليات‪ ،‬والتبعات‬
‫وادراك المشكالت وسموك السبل الصحيحة لحميا"‪ ،2‬كل ىذا من شأنو أن يؤكد عمى أىمية‬
‫مؤسسات التعميم والتكوين في إكساب الشباب المقاولين مختمف المعارف العممية والقيم‬
‫االجتماعية والمينية‪ ،‬التي من شأنيا أن تجعل منيم مقاولين مبادرين لممساىمة في خدمة‬
‫وتنمية مجتمعاتيم المحمية ومن ثم المجتمع الوطني‪ ،‬من خالل االستجابة الحتياجات أفراده‬

‫‪1‬‬
‫أيت حمودة حكيمة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.424‬‬
‫‪452‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫وتحقيق توقعاتيم وانتظاراتيم‪ ،‬والمساىمة في تحسين أوضاعيم االجتماعية واالقتصادية‬


‫والحفاظ عمى موروثو الثقافي والطبيعي من الضياع والزوال‪.‬‬
‫‪ -3‬مناقشــة نتــائج الدراســة الميدانيــة فــي ضــوء الفرضــية الفرعيــة الثالثــة‪ :‬والتييي مفادىييا‬
‫اآلتي‪":‬تشجع أجهزة الدعم والمرافقة الشباب المقاولين عمى المشاركة المجتمعيـة مـن خـالل‬
‫مشاريعهم"‪ ،‬وىذا ما تؤكده نتائج الجداول التالية من (‪ )79‬إلى(‪:)95‬‬

‫أ‪ -‬اختيار المشروع المناسب‪:‬‬


‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين يعتبرون أن أجهزة الدعم والمرافقة هي‬
‫المصدر الرئيسي الذي وجو خياراتيم نحو المشروع المناسب‪ ،‬وتمييا األسرة‪ ،‬ثم مؤسسات‬
‫التعميم‪ ،‬وبدرجة أقل مؤسسات التكوين‪.‬‬
‫‪ ‬أن أغمب الشباب المقاولين‪ ،‬تمقوا شروحات حول أىمية مشاريعيم في إحياء‬
‫األنشطة المحمية األخرى‪ ،‬من المصادر التي وجيت اختياراتيم لنوع المشاريع‪.‬‬

‫ب‪ -‬توفير احتياجات المجتمع المحمي‪:‬‬


‫‪ ‬أن أغمب الشباب المقاولين‪ ،‬بإمكانيم االستجابة الحتياجات المجتمع المحمي السمعية‬
‫والخدمية‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ ،‬يركزون في أنشطتيم عمى خدمة توفير‬
‫منتجات بجودة عالية‪.‬‬
‫‪ ‬بأن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ ،‬أجابوا بأن أجهزة الدعم والمرافقة هي‬
‫المصدر الرئيسي الذي وجييم لنوع الخدمات التي سيوفرونيا لممجتمع المحمي‪ ،‬وتمييا‬
‫األسرة‪ ،‬ثم مؤسسات التكوين وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬

‫‪453‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫ت‪ -‬المشاركة في تظاهرات وفعاليات المجتمع‪:‬‬


‫‪ ‬بأن أغمب الشباب المقاولين يشاركون في حضور ورعاية التظاىرات التي تقام في‬
‫المناطق التي ينشطون فييا‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ ،‬يشاركون في تقديم التبرعات لممحتاجين خاصة‬
‫الذكور منيم‪.‬‬
‫‪ ‬بأن أزيد من نصف الشباب المقاولين يؤكدون بأن األسرة هي المصدر الرئيسي الذي‬
‫حفزىم عمى المشاركة في تنظيم ورعاية األنشطة المجتمعية‪ ،‬وتمييا مؤسسات التعميم‪ ،‬ثم‬
‫الجمعيات الخيرية‪.‬‬

‫ث‪ -‬تكوين وتمكين شباب المنطقة‪:‬‬


‫‪ ‬بأن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ ،‬يساىمون في تكوين شباب المنطقة في مجال‬
‫نشاط مشاريعيم‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ ،‬يسعون من خالل مشاريعيم إلى المساىمة في‬
‫تخفيض نسبة البطالة وأغمبيم من الذكور‪.‬‬
‫‪ ‬أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ ،‬يقرون بأن أجهزة الدعم والمرافقة هي المصدر‬
‫الرئيسي الذي حفزىم عمى المساىمة في تمكين وترقية شباب المنطقة‪ ،‬وتمييا مؤسسات‬
‫التكوين‪ ،‬ثم األسرة وبدرجة أقل مؤسسات التعميم‪.‬‬

‫ج‪ -‬المساهمة في تحقيق األهداف المجتمعية‪:‬‬


‫‪ ‬أن أغمب الشباب المقاولين يفكرون في توسيع مشاريعيم في المستقبل‪ ،‬ومعظميم‬
‫ينشطون في قطاع المؤسسات الصغيرة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أغمب الشباب المقاولين‪ ،‬ييدفون من وراء رغبتيم في توسيع المشروع إلى خمق‬
‫مناصب شغل جديدة خاصة اإلناث منيم‪.‬‬

‫‪454‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪ ‬أن أغمب الشباب المقاولين أجابوا بأن أجهزة الدعم والمرافقة هي المصدر الرئيسي‬
‫الذي دفعيم لمتفكير في ضرورة إدراج األىداف المجتمعية في مشاريعيم‪ ،‬وتمييا مؤسسات‬
‫التكوين‪ ،‬ثم األسرة وبدرجة اقل مؤسسات التعميم‪.‬‬

‫ح‪ -‬المشاركة في المعارض والصالونات التجارية‪:‬‬


‫‪ ‬أن ازيد من نصف الشباب المقاولين‪ ،‬يفكرون في المشاركة في المعارض لمتعريف‬
‫بمنتجاتيم خاصة أصحاب المؤسسات الصغيرة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪ ،‬أجابوا بأن أجهزة الدعم والمرافقة هي المصدر‬
‫الرئيسي في اكتسابيم لفكرة المشاركة في المعارض لمتعريف بمنتجاتيم‪ ،‬وتمييا مؤسسات‬
‫التكوين‪.‬‬
‫‪ ‬أن أزيد من نصف الشباب المقاولين أجابوا بي "نعم"‪ ،‬سيساىمون في تطوير المنتوج‬
‫الوطني والتقميل من حدة منافسة المنتجات األجنبية لو‪.‬‬

‫ومن النتائج السابقة نستخمص أن أجيزة الدعم والمرافقة تشجع الشباب المقاولين عمى‬
‫المشاركة المجتمعية‪ ،‬وذلك من خالل توجيييم لنوع المشاريع المناسبة‪ ،‬التي ستستجيب‬
‫الحتياجات أفراد المجتمع المحمي السمعية والخدمية‪ ،‬سواء من حيث الوفرة والنوعية الجيدة‬
‫أو من حيث األ سعار المناسبة التي تتماشى وقدراتيم الشرائية‪ ،‬وعمى المساىمة في تنظيم‬
‫ورعاية األنشطة المجتمعية من تقديم لمتبرعات لممحتاجين‪ ،‬واحياء لمعادات وتقاليد المنطقة‬
‫ورعاية المسابقات الرياضية‪ ،‬باإلضافة إلى تشجيعيم عمى تمكين شباب المنطقة من ولوج‬
‫عالم الشغل بالتكوين والتوظيف‪ ،‬خاصة منيم فئة ذوي االحتياجات الخاصة والعنصر‬
‫النسوي‪ ،‬باإلضافة إلى المساىمة في ترقية المنتوج الوطني من خالل المشاركة في المعارض‬
‫والصالونات لمتعريف بو‪ ،‬والعمل تحسين جودتو وتخفيض تكاليفو لمتقميل من منافسة‬
‫المنتجات األجنبية لو‪.‬‬

‫‪455‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪ ‬ومنو يمكن القول أن الفرضية الفرعية الثالثة والتي مفادىا‪"،‬تشجع أجهزة الدعم‬
‫والمرافقة الشباب المقاولين عمى المشاركة المجتمعية من خالل مشاريعهم"‪ ،‬قد‬
‫تحققت بدرجة عالية جدا وبالتالي قبوليا‪.‬‬

‫وذلك ما أشار إليو كال من بن يعقوب الطاهر ومهري أمال في دراستيما الموسومة‬
‫بي‪":‬تقييم نتائج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ANSEJ‬من حيث التمويل واإلنجازات‬
‫المحققة في إطار النيوض بالمؤسسات المصغرة"‪ ،‬أن الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫استطاعت تحقيق عدد معتبر من المشاريع منذ بداية نشاطيا‪ ،‬مما ساىم فعال في تراجع‬
‫نسب البطالة وتحقيق التشغيل عمى مستوى كافة أقطار التراب والوطني‪ ،‬وعمى وجو‬
‫الخصوص والية سطيف التي كان ليا نصيب ىام من ىذه المشاريع‪ ،‬كما تيدف الوكالة إلى‬
‫توجيو الشباب إلى المشاريع الفالحية والصيد البحري‪ ،‬قطاع البناء واألشغال العمومية وىذه‬
‫المشاريع تستجيب لسوق العمل‪ ،‬ومن جية أخرى لضمان استرداد الديون في اآلجال‬
‫المحددة‪.1"..‬‬

‫وىو ما يتفق مع نتائج الدراسة الحالية التي تبين أن أزيد من نصف الشباب المقاولين‪،‬‬
‫يصرحون بأن أجيزة الدعم والمرافقة ىي التي وجيت خياراتيم نحو المشروع المناسب‪ ،‬وأن‬
‫أغمبيم ييدفون من وراء رغبتيم في توسيع المشروع إلى خمق مناصب شغل جديدة‪،‬‬
‫با إلضافة إلى أن أغمب الشباب المقاولين يصرحون بأن أجيزة الدعم والمرافقة ىي المصدر‬
‫الرئيسي الذي أكسبيم سموك االلتزام بتسديد الضرائب في اآلجال القانونية‪ ،‬واحترام رزنامة‬
‫تسديد القروض لمجيات الممولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن يعقوب الطاىر‪ ،‬ميري أمال‪ :‬تقييم نتائج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ANSEJ‬من حيث التمويل‬
‫واإلنجازات المحققة في إطار النهوض بالمؤسسات المصغرة دراسة‪ ،‬حول والية سطيف‪ ،‬أبحاث المؤتمر الدولي‪ :‬تقييم آثار‬
‫برامج االستثمارات العامة وانعكاساتيا عمى التشغيل واالستثمار والنمو االقتصادي خالل فترة ‪ ،2014-2001‬كمية العموم‬
‫االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ 12-11 ،1‬مارس ‪ ،2013‬ص‪ .24‬عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://eco.univ-setif.dz/seminars/Pub_Invstmnt/5-15.pdf‬‬

‫‪456‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫لكن تشير نتائج دراسة بودرجة رمزي وآخرون والموسومة بي‪" :‬دور الوكالة الوطنية لدعم‬
‫تشغيل الشباب في خمق المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المستثمرين"‪ ،‬إلى عكس ذلك‬
‫تماما أي أن الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ال تساىم في تنمية المسؤولية االجتماعية‬
‫لدى الشباب المقاولين‪ ،‬وبالتالي عدم تشجيعيم عمى المشاركة المجتمعية‪ ،‬كما توضحو‬
‫إجابات مسؤولي الوكالة في اآلتي‪:‬‬
‫‪ )%57( ‬من المبحوثين–مسؤولي الوكالة‪ -‬يعطون أىمية ألبعاد المسؤولية بعد قبول‬
‫المشروع وتأخذ بعين االعتبار خالل دراسة المشروع‪ ،‬في حين أن (‪ )%43‬منيم ال يعطون‬
‫أىمية ليذه األبعاد وأنيا ال تأخذ بعين االعتبار في تقييم المشروع‪ ،‬مبررين إجاباتيم بأن‬
‫الوكالة تيتم بتشغيل الفرد دون التطرق ليذه األبعاد‪.‬‬
‫‪ ‬أن (‪ ) %80‬من المبحوثين الذين يعطون أىمية لممسؤولية االجتماعية‪ ،‬يعتبرون أن‬
‫البعد االقتصادي ىو البعد الوحيد الذي يعتبر ميم بالنسبة ليم لمموافقة عمى المشروع‪،‬‬
‫و(‪ )%20‬فقط منيم من يولي األىمية لمبعد االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن (‪ )%100‬كل المبحوثين ينفون تعريف المستثمرين بأىمية ممارسة المسؤولية‬
‫االجتماعية في مؤسساتيم‪.‬‬
‫في حين تتفق بعض نتائجيا األخرى بما توصمت إليو الدراسة الحالية ويظير ذلك في‪:‬‬
‫‪ ‬أن أغمب المبحوثين يعتبرون أن برامج التكوين ذات أىمية بالغة في تطوير ميارات‬
‫المقاولين الناشئين‪ ،‬من حيث القيادة وتسيير المشروع وبالتالي االستدامة لممؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬أن أغمب المبحوثين يعتبرون أن لممارسة الشباب المقاولين لممسؤولية االجتماعية في‬
‫مشاريعيم أمر في غاية األىمية‪ ،‬كونيا تعود بالفائدة عمى كل من الوطن والوكالة والمستثمر‬
‫نفسو"‪.1‬‬

‫‪1‬بودرجة رمزي وآخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.258-256‬‬


‫‪457‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫أما عن تموقع نتائج ىذه الدراسة في التراث النظري وبالتحديد مع النظرية النسقية‬
‫فنجدىا تتوافق مع وظيفة تحقيق اليدف‪ ،‬وعمى الرغم من أن أجيزة الدعم والمرافقة تمزم‬
‫الشباب المقاولين باإليفاء بالتزاماتيم القانونية تجاه الجيات الممولة لمشاريعيم‪ ،‬إال أن ذلك‬
‫لم يمنع يا من تشجيعيم عمى المشاركة المجتمعية‪ ،‬باالختيار بين البدائل المتاحة في النسق‬
‫الثقافي األسموب الذي يتماشى مع نمط الشخصية لكل مقاول‪ ،‬من أجل تحقيق أىدافيم‬
‫المتمثمة في ضمان بقاء واستمرار مشاريعيم‪ ،‬وتحقيق احتياجات ومصالح المجتمع من تقديم‬
‫لممساعدات والتبرعات والعمل عمى التخفيف من المشاكل االجتماعية واالقتصادية التي‬
‫يعاني منيا‪ ،‬كل ىذا من شأنو أن يجعل من أجيزة الدعم والمرافقة كييئات محفزة لمشباب‬
‫المقاولين عمى المشاركة المجتمعية بمشاريعيم‪ ،‬وااللتزام بمسؤولياتيم االجتماعية بخمق‬
‫مناصب شغل جديدة‪ ،‬وتمكين المرأة من ولوج عالم الشغل‪ ،‬وبالتأكيد توفير احتياجات‬
‫المواطنين وتطوير المنتوج الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬إذن بما أن الفرضيات الفرعية األولى والثالثة قد تحققتا بدرجة عالية‪ ،‬والفرضية الثانية‬
‫بدرجة متوسطة‪ ،‬فإنو باإلمكان القول أن الفرضية العامة والتي مفادىا "يؤدي النسق‬
‫االجتماعي دو ار ايجابيا في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين"‪ ،‬قد‬
‫تحققت بدرجة عالية وبالتالي قبوليا‪.‬‬

‫‪458‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫ثانيا‪ :‬النتائج العامة لمدراسة‪:‬‬


‫بعد عرض وتحميل بيانات الدراسة الميدانية ومناقشتيا في ضوء الفرضيات‪ ،‬تم‬
‫التوصل إلى جممة من الحقائق المتعمقة بدور النسق االجتماعي‪ ،‬في تنمية المسؤولية‬
‫االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬الذين استفادوا من أجيزة الدعم والمرافقة بوالية البويرة‪،‬‬
‫وىي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن األسرة ىي المصدر األول والرئيسي لتنمية المسؤولية األخالقية لدى الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬وتمييا مؤسسات التكوين والتميين في المرتبة الثانية‪ ،‬وذلك من خالل إسياميما‬
‫الكبير في اكتساب الشباب المقاولين لمسموك األخالقي‪ ،‬والزاميم عمى التحمي بو في‬
‫مشاريعيم وأنشطتيم المقاولية‪ ،‬خاصة ما تعمق منيا باألبعاد التالية‪ :‬المسؤولية الشخصية‪،‬‬
‫روح العمل الجماعية‪ ،‬االىتمام بالزبائن‪ ،‬االعتناء بالمتكونين‪ ،‬تحسين صورة المينة‬
‫والممتينين ليا في أذىان أفراد المجتمع‪ ،‬وأخي ار التضامن مع أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬أن مؤسسات التكوين والتميين ىي المصدر الرئيسي في تنمية المسؤولية المينية لدى‬
‫الشباب المقاولين‪ ،‬وتمييا في المرتبة الثانية أجيزة الدعم والمرافقة‪ ،‬وذلك بفضل إسياميما‬
‫الكبي ر في إكساب الشباب المقاولين‪ ،‬لممعارف التنظيمية والمينية التي يتطمبيا تسيير‬
‫المشاريع وممارسة األنشطة المقاولية‪ ،‬من المعرفة بإجراءات األمن والسالمة المينية‪ ،‬واجراء‬
‫الصيانة لمعتاد والمعدات‪ ،‬واالعتماد عمى سياسة التسيير البيئي‪ ،‬وعمى العالقات العامة في‬
‫الوصول لممعمومات‪ ،‬باإلضافة إلى اإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫‪ -3‬أن لمؤسسات التعميم إسيام نسبي في إكساب الشباب المقاولين لممعارف التنظيمية‬
‫والمينية‪ ،‬حيث ينحصر دورىا بشكل كبير في إكسابيم‪ ،‬لسموك التخمص من النفايات السامة‬
‫في األماكن المخصصة ليا‪ ،‬وسموك االعتماد عمى اإلشيار الصادق لممنتجات والخدمات‬
‫التي تقدميا المؤسسة‪ ،‬باإلضافة لسموك استخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة في عممية‬
‫الترويج لمنتجات المؤسسة‪.‬‬

‫‪459‬‬
‫نتائج الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الثامن‬

‫‪ -4‬أن أجيزة الدعم والمرافقة ىي المصدر الرئيسي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى‬
‫الشباب المقاولين‪ ،‬وذلك من خالل تشجعيا وتحفيزىا ليم عمى المشاركة المجتمعية بتوجيييم‬
‫لنوع المشاريع المناسبة‪ ،‬والخدمات التي سيركزون عمى تقديميا لممجتمع المحمي‪ ،‬والمساىمة‬
‫في تمكين وترقية شباب المنطقة لمولوج عالم الشغل‪ ،‬وادراج األىداف المجتمعية ضمن‬
‫أىداف المؤسسة‪ ،‬باإلضافة إلى تشجيعيم عمى المساىمة في ترقية المنتوج الوطني‪ ،‬من‬
‫خالل المشاركة في المعارض والصالونات لمتعريف بو‪ ،‬والعمل تحسين جودتو وتخفيض‬
‫تكاليفو لمتقميل من منافسة المنتجات األجنبية لو‪.‬‬

‫ومنو خالل النتائج السابقة التي أكدت صدق الفرضيات وصحتيا‪ ،‬نستنتج أن لمنسق‬
‫االجتماعي دور إيجابي في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب المقاولين‪ ،‬إذ تساىم‬
‫األسرة في تنمية السموك األخالقي من خالل تنشئتيم عمى القيم األخالقية والمينية‪،‬‬
‫ومؤسسات التعميم والتكوين تساىم في إكسابيم المعارف التنظيمية والمينية من خالل التعميم‬
‫والتكوين والتميين‪ ،‬وأجيزة الدعم والمرافقة تحفزىم وتدفعيم عمى المشاركة المجتمعية‪ ،‬من‬
‫خالل التوجيو والمرافقة فضال عمى التمويالت واالمتيازات الجبائية والضريبة التي تمنحيا‬
‫لمشباب المقاولين‪ ،‬كل ىذا من أجل المساىمة في تحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية‬
‫خاصة في المجتمعات المحمية‪.‬‬

‫كما سمح تكامل أدوار المؤسسات السابقة وتضافر جيودىا‪ ،‬من إعداد جيل من‬
‫الشباب المقاولين الذين يتسمون بروح المسؤولية االجتماعية‪ ،‬والتي تجعل منيم فاعمين‬
‫مبادرين إلى إحداث ا لتغيير في األوضاع االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عن طرق بث النشاط في‬
‫القطاعات اإلنتاجية المختمفة‪ ،‬التي من شأنيا أن تستوعب المعروض من القوى العاممة‬
‫العاطمة‪ ،‬باإلضافة إلى استغالل الموارد المحمية وتثمينيا‪ ،‬والتقميل من حدة منافسة المنتجات‬
‫األجنبية المستوردة‪.‬‬

‫‪460‬‬
‫خــاتمـــــــــــــــــــــــــة‬
‫خاتمـــة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫يقول بيتر دراكر‪ " :‬لعل الدرس األكثر أىمية ىو أن المنصب ال يعطي امتيا از أو يمنح‬
‫قوة‪ ،‬وانما يفرض مسؤولية"‪.‬‬

‫انطالقا من ىذه المقولة فقد أصبح اليوم لزاما عمى الشباب المقاولين‪ ،‬الذين وصفيم‬
‫شومبيتر بالمخاطرين والمبدعين والمبادرين إلى الخمق والتجديد‪ ،‬أن يتجاوزوا ىذا الوصف‬
‫التقميدي ليكونوا بمثابة فاعمين اقتصاديين واجتماعيين‪ ،‬مبادرين إلى تطوير فعل اجتماعي‬
‫يستجيب الحتياجات وانتظارات المجتمع بإنشاء المقاوالت‪ ،‬التي تنطوي عمى مجموعة من‬
‫األنشطة والعمميات المنظمة اليادفة إلى خمق قيمة اجتماعية واقتصادية‪ ،‬تعود بالفائدة عمى‬
‫جميع األطراف (المقاولين‪ ،‬العمال‪ ،‬المتعاممين والمجتمع ككل)‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار‬
‫القضية البيئية بالبحث عن اآلليات والحمول‪ ،‬التي من شأنيا أن تقمل من التأثيرات السمبة‬
‫التي تنجر عن ممارستيم ألنشطتيم االقتصادية المختمفة‪.‬‬

‫واليوم أضحت الجزائر تزخر بشريحة معتبرة من الشباب المقاولين‪ ،‬الذين ساىموا في‬
‫توسيع النسيج المؤسساتي لمقطاع الخاص‪ ،‬وبث النشاط والحيوية في قطاعاتو المختمفة‬
‫فالحية‪ ،‬صناعة وخدماتية‪ ،‬وذلك عن طريق إنشاء الكثير من المؤسسات المصغرة والصغيرة‬
‫في إطار وكالت الدعم والمرافقة‪ ،‬التي استحدثتيا الدولة الجزائرية من أجل ترقية الشغل‬
‫ومحاربة البطالة عن طريق تنمية ثقافة المقاوالتية‪ ،‬حيث حقق الكثير من ىؤالء الشباب‬
‫المقاولين نجاحات عمى الصعيد االجتماعي أكثر منو عمى الصعيد االقتصادي‪ ،‬والذي‬
‫يالحظ في عدد مناصب الشغل المستحدثة وتمكين المرأة الريفية من ولوج عالم الشغل‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إحياء األنشطة الحرفية في المناطق النائية واعادة االعتبار لثرواتيا الطبيعية‬
‫والبشرية‪ ،‬وىذا ما يترجم التوجيات االجتماعية لمشباب المقاولين ورغبتيم في المشاركة‬
‫الفعالة في تنمية المجتمع‪.‬‬

‫‪462‬‬
‫خاتمـــة‬

‫لكن مبادرة ا لشباب المقاولين لتحمل المسؤولية االجتماعية في أنشطتيم المقاوالتية لم‬
‫يكن محض صدفة‪ ،‬بل أفرزتو تضافر جيود وأدوار النسق االجتماعي (األسرة‪ ،‬المؤسسات‬
‫التعميمية‪ ،‬مؤسسات التكوين‪ ،‬أجيزة الدعم والمرافقة)‪ ،‬في تنشئتيم عمى القيم األخالقية‬
‫واالجتماعية السميمة‪ ،‬وعمى تمقينيم المعارف التنظيمية والمينية التي ترشحيم لولوج عالم‬
‫المقاوالتية‪ ،‬لممارسة مياميم وأدوارىم في إطار النسق العام‪ ،‬إال أن تمك الجيود واالعدادات‬
‫السابقة تبقى ضعيفة األثر وغير بارزة في سموكات وممارسات الشباب المقاولين‪ ،‬ما لم‬
‫تتوفر عوامل بيئية محفزة ومشجعة عمى المشاركة المجتمعية بمختمف أبعادىا‪.‬‬

‫وقد أكدت نتائج الدراسة التي أجريت عمى عينة من الشباب المقاولين من والية البويرة‪،‬‬
‫إلى أن لمنسق االجتماعي دور إيجابي في تنمية المسؤولية االجتماعية لدى الشباب‬
‫المقاولين‪ ،‬حيث تساىم جميع أنساقو ومؤسساتو من (األسرة‪ ،‬المؤسسات التعميمية‪ ،‬مؤسسات‬
‫التكوين والتميين‪ ،‬أجيزة الدعم والمرافقة)‪ ،‬بدرجات متفاوتة في تمقينيم مختمف السموكات‬
‫والقيم والمعارف‪ ،‬التي من شأنيا أن تجعل منيم مقاولين مسؤولين أخالقيا ومينيا واجتماعيا‬
‫في مشاريعيم‪ ،‬وذلك تبعا لممكانة والدور الذي تشغمو كال منيا في النسق االجتماعي‪.‬‬

‫وتظير نتائج الجداول المتعمقة بمحور مصادر اكتساب السموك األخالقي‪ ،‬أن األسرة‬
‫ىي المصدر الرئيسي في اكتساب الشباب المقاولين لو‪ ،‬كونيا المحطة األولى التي تعنى‬
‫بتنشئة الشباب عمى مفيوم العمل وقيمتو االقتصادية واالجتماعية واألخالقية‪ ،‬وعمى ضرورة‬
‫تحمل مسؤولية أفعاليم وأعماليم‪ ،‬وعمى التحمي بروح العمل الجماعي سواء مع أفراد األسرة‬
‫أو مع غيرىم من أفراد المجتمع‪ ،‬واالىتمام بالعاممين والمتعاممين والزبائن‪ ،‬وعمى ضرورة‬
‫التعاون والتضامن مع أفراد المجتمع ومشاركتو في تحمل بعض األعباء االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وتستمر إسيامات األسرة في توجيو وترشيد سموكات الشباب المقاولين إلى‬
‫مراحل عمرية متقدمة‪ ،‬وذلك لمعالقات والصالت القوية التي تجمعيم بأسرىم ولثقتيم الكبيرة‬
‫في قدرتيا عمى حل مشاكميم المينية وتجاوزىا‪.‬‬

‫‪463‬‬
‫خاتمـــة‬

‫كما بينت نتائج الجداول المتعمقة بمحور مصادر اكتساب المعارف التنظيمية والمينية‪،‬‬
‫أن لمؤسسات التكوين والتميين الدور الرئيسي في إكساب الشباب المقاولين لممعارف‬
‫التنظيمية والمينية‪ ،‬التي من شأنيا أن تجعل منيم مقاولين قادرين عمى مباشرة إنشاء‬
‫المشاريع وتسييرىا‪ ،‬أما عن إسيامات مؤسسات التعميم فتبقى نسبية إلى حد ما خاصة في‬
‫المستويات التعميم األولى‪ ،‬وذلك راجع لغياب التعميم الميني والعممي والتكوين التخصصي‬
‫في المدارس‪ ،‬وىذا ما جعل من مؤسسات التكوين والتميين تحتل المراتب األولى في إجابات‬
‫المبحوثين‪ ،‬عن مصادر اكتسابيم لممعرف التنظيمية والمينية لتسير مشاريعيم‪ ،‬واعتبارىا‬
‫السبيل السالك لمولوج عالم الشغل خاصة بعد تفاقم ظاىرة البطالة لدى الشباب بسبب عجز‬
‫القطاع العمومي عن توظيفيم‪.‬‬

‫عمى رغم من أىمية األدوار واالسيامات التي تؤدييا كال من األسرة ومؤسسات التعميم‬
‫والتكوين‪ ،‬إال أنيا لم تكن كافية لتحقيق مطامح الشباب الحاممين لممشاريع في تجسيد أفكارىم‬
‫وتوظيف معارفيم ومياراتيم‪ ،‬لو ال إسيامات أجيزة الدعم والمرافقة التي فتحت لمكثير منيم‬
‫آفاقا واسعة لتجسيد أفكارىم وتوظيف خبرتيم ومعارفيم في مجال األعمال‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫الدعم المالي والمرافقة التي تقدميا ليم‪ ،‬باإلضافة إلى منحيا االمتيازات لممقاولين الذين‬
‫يحممون مشاريعا اجتماعية تسعى إلى تحقيق المردودية االقتصادية والتنمية االجتماعية‪،‬‬
‫حيث بينت نتائج الجداول المتعمقة بمحور المصادر المحفزة عمى المشاركة المجتمعية‪ ،‬أن‬
‫أجيزة الدعم والمرافقة ىي المصدر الرئيسي الذي حفز الشباب المقاولين عمى اختيار نوع‬
‫المشروع المناسب‪ ،‬وعمى توفير احتياجات المجتمع وتمكين الشباب المجتمع المحمي من‬
‫ولوج عالم الشغل‪ ،‬باإلضافة إلى مشاركة المجتمع في تظاىراتو وفعالياتو المختمفة والمساىمة‬
‫في تنمية المنتوج الوطني من خالل المشاركة في المعرض والتعريف بو‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫خاتمـــة‬

‫كل ىذا يبرز مدى التساند واالعتماد المتبادل بين مؤسسات النسق االجتماعي وتكامل‬
‫أدوارىا‪ ،‬في سبيل إعداد الشباب المقاولين لمولوج عالم األعمال وااللتزام بالمسؤوليات‬
‫األخالقية والمينية واالجتماعية المنوطة بيم تحقيقا لممنفعة العامة‪.‬‬

‫‪465‬‬
‫قائمة المراجـــــــع‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال المصـــــــــــادر‬

‫ثانيا‪ :‬المراجــــــع‪:‬‬
‫‪-1‬الكتب‪:‬‬

‫أ‪-‬الكتب بالمغة العربية‪:‬‬

‫‪-1‬إبراهيم أبراش‪ :‬المنيج العممي وتطبيقاتو في العموم االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2009،‬‬

‫‪-2‬إبراهيم العسل‪ :‬التنمية في اإلسالم مفاىيم مناىج وتطبيقات‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬


‫لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪.1996 ،1‬‬

‫‪-3‬أحمد عياد‪ :‬مدخل لمنيجية البحث االجتماعي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الساحة‬
‫المركزية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.65‬‬

‫‪-4‬أحمد محمد موسى‪ :‬الشباب بين التيميش والتشخيص رؤية إنسانية‪ ،‬المكتبة العصرية‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪،2009 ،‬ص‪.86-85‬‬

‫‪-5‬ادريس خضير‪ :‬التفكير االجتماعي الخمدوني وعالقتو ببعض النظريات االجتماعية‪،‬‬


‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط ‪ ،2‬الجزائر‪ ،1992 ،‬ص‪.106‬‬

‫‪-6‬إسماعيل سعد‪ :‬الشباب والتنمية في المجتمع السعودي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‬


‫اإلسكندرية‪ ،1989 ،‬ص‪.35‬‬

‫‪-7‬إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي‪ :‬مصطمحات عصر العولمة‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار الثقافية لمنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪.2007 ،‬‬

‫‪-8‬إميل دوركهايم‪ :‬في تقسيم العمل االجتماعي‪ ،‬ترجمة‪ :‬حافظ الجمالي‪ ،‬المجنة المبنانية‬
‫لترجمة الروائع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1982 ،‬‬

‫‪466‬‬
‫‪-9‬بالل خالف السكرانة‪ :‬الريادة وادارة منظمات األعمال‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬

‫‪-10‬جان فرانسوا دورتيني‪ :‬فمسفات عصرنا تياراتيا‪ ،‬مذاىبيا‪ ،‬أعالميا وقضاياىا‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫أبراهيم صحراوي‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪ ،‬الدار العربية لمعموم ناشرون‪ ،‬منشورات االختالف‪،‬‬
‫ط ‪.2009 ،1‬‬

‫‪-11‬جون ديوي‪ :‬المدرسة والمجتمع‪ ،‬ترجمة‪ :‬أحمد حسن الرحيم‪ ،‬منشورات دار مكتبة‬
‫الحياة لمطباعة والنشر‪ ،‬ط ‪ ،2‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1978 ،‬‬

‫‪-12‬جوزيف أ‪ .‬شومبيتر‪ :‬الرأسمالية واالشتراكية والديمقراطية‪ ،‬ترجمة حيدر حاج إسماعيل‪،‬‬


‫المنظمة العربية لمترجمة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2011 ،‬‬

‫‪-13‬دانييال جرساني وآخرون‪ :‬الشباب ‪-‬ثروة لم تنل قيمتيا المستحقة نحو أجندة جديدة‬
‫في الشرق االوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬التقدم والتحديات والطريق إلى األمام‪ ،‬البنك الدولي‪،‬‬
‫سبتمبر ‪ ،2007‬ص ‪.4-3‬‬

‫‪-14‬رث واالس‪ :‬النظرية المعصرة في عمم االجتماع‪ ،‬ترجمة محمد عبد الكريم الحوراني‪،‬‬
‫دار مجدالوي لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪.2011،‬‬

‫‪-15‬رشيد زرواتي‪ :‬مناىج وأدوات البحث العممي في العموم االجتماعية‪ ،‬دار الهدى‬
‫لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عين مميمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.86‬‬

‫‪-16‬رضا المصري‪ ،‬فاتن عمارة‪ :‬مراىقة بال إرىاق‪ ،‬البيان لمترجمة والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1482‬ه‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫‪-17‬زايد بن عجير الحارثي‪ :‬واقع المسؤولية الشخصية واالجتماعية لدى الشباب‬


‫السعودي وسبل تنميتيا‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬أكاديمية نايف العربية لمعموم األمنية‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬الرياض‪.2001 ،‬‬

‫‪-18‬سممى محمود جمعة‪ :‬طريقة العمل مع الجماعات‪ ،‬المكتبة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬


‫‪.2000‬‬

‫‪467‬‬
‫‪-19‬صالح مراد‪ ،‬فوزية هادي‪ :‬طرائق البحث العممي (تعميماتيا واجراءاتيا)‪ ،‬دار الكتاب‬
‫الحديث‪ ،‬الكويت ‪ ،2002‬ص‪.112‬‬

‫‪-20‬عبد الحميد أبو ناعم‪ :‬إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬دار الفجر لمنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫لبنان‪ ،2002 ،‬ص‪.20‬‬

‫‪-21‬عادلي أبوطاحون‪ :‬مناىج واجراءات البحث االجتماعي‪ ،‬مكتب الجامعي الحديث‪،‬‬


‫اإلسكندرية‪ ،1998 ،‬ص‪.204‬‬

‫‪-22‬عمار بحوش‪ :‬دليل الباحث في المنيجية وكتابة الرسائل الجامعية‪ ،‬موفم لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.29‬‬

‫‪-23‬ماجد الزيود‪ :‬الشباب والقيم في عالم متغير‪ ،‬دار الشروق لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪-24‬ماكس فيبر‪ :‬األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد عمى مقمد‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫دون سنة‪.‬‬

‫‪-25‬محمد سيد فهمي‪ :‬العولمة والشباب من منظور اجتماعي‪ ،‬دار الوفاء لمطباعة والنشر‪،‬‬
‫مصر‪.2007 ،‬‬

‫‪-26‬محمد شفيق‪ :‬البحث العممي والخطوات المنيجية في إعداد البحوث االجتماعية‪،‬‬


‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬الجزائر‪.1986 ،‬‬

‫‪-27‬مصطفى خمف عبد الجواد‪ :‬قراءات معاصرة في نظرية عمم االجتماع‪ ،‬مطبوعات‬
‫مركز البحوث والدراسات االجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص ‪.139‬‬

‫‪-28‬مصطفى حسان‪ :‬المشاركة السياسية واالجتماعية لمشباب‪ ،‬مكتبة االنجمو المصرية‪،‬‬


‫القاهرة‪ ،2007 ،‬ص‪( .265-260‬نقال عن الفصل‪ 2‬الرعاية االجتماعية لمشباب) عمى‬
‫الموقع‪http://thesis.univ-biskra.dz/1221/4/.pdf. le 10/02/17:‬‬

‫‪-29‬ممكة أبيض‪ :‬الثقافة وقيم الشباب‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة السورية‪ ،‬دمشق ‪.1984‬‬

‫‪468‬‬
‫ المؤسسة العربية‬،‫ دور التنشئة السياسية في تنمية المجتمع‬:‫مولود زايد الطبيب‬-30
.2001 ،‫ عمان‬،1‫ ط‬،‫الدولية لمتوزيع‬

‫ المؤسسات الجامعية‬،‫ إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬:‫نبيل جواد‬-31


.1‫ ط‬،‫لمدراسات والنشر والتوزيع‬

‫ النظام البيئي لريادة األعمال في المممكة‬:‫ نوره جاسر الجاسر‬،‫وفاء ناصر المبيريك‬-32
‫ المؤتمر السعودي الدولي لجمعيات ومراكز ريادة‬،‫ كتاب أبحاث المؤتمر‬،‫العربية السعودية‬
،‫ الرياض‬،‫ جامعة الممك سعود‬،‫ نحو بيئة داعمة لريادة األعمال في الشرق األوسط‬،‫األعمال‬
.2014/9/11-9 ‫ الموافق‬1435/11/16-14 ‫ الثالثاء‬،‫المممكة العربية السعودية‬

:‫الكتب بالمغة األجنبية‬-‫ب‬

33- Alain. Beitone, Estelle. Hemdane: La definition de l’entreprise


dans les manuels de sciences économiques et sociales en classe de
seconde, Skhole, hors-série 1, I U F M de l’académie d’Aix Marseille,
2005.
34-Alain Fayolle: Introduction à l’entrepreneuriat, Dunod, Paris,
2005.
35-Alian Fayolle : le métier de créateur d’entreprise, alliance des
consultants industriels francophones, Editions d’Organisation, 2003.
36- Joseph Schumpeter : Capitalisme, socialisme et. démocratie,
chapitres 1 a 14, traduire par Jean-Maric Tremblay, Chicoutimi,
Québec, 20 avril 2002.
37- Kairos Future: Les jeunesses face a leur avenir, foundation pour
l’innovation politique, Paris, France, 2008.
38-Lanoizelee-Quairel et Frrancoise Capron Michel: la responsabilité
sociale Des entreprises, la decoverte :EDI, Paris 2007.
39-Penef Jean: Industriels Algériens, centre de recherches et
d’études sur les sociétés Méditerranéennes, Edition Centre National
de la Recherche Scientifique, Paris, 1981.
40-Robert Wtterwulghe : La PMEune entreprise humaine, De
Boeck Université, Paris, 1998.
469
‫‪41-Roger Aim: L’essentiel de la theéorie des organization, Gualion‬‬
‫‪Editeur Les Carrés, Paris, 2006.‬‬
‫‪42-S.Davy, J. Verna: L’Entrepreneuriat Social: un lever pour la‬‬
‫‪croissance et l’emploi definition, acteurs et enjeux, INES, 2012.‬‬

‫‪-2‬المقاالت والممتقيات‪:‬‬

‫أ‪-‬مقاالت وممتقيات بالمغة العربية‪:‬‬

‫‪-43‬أحمد الهنداوي‪ :‬إن الشباب ال يشكمون فقط جيل المستقبل‪ ،‬وانما ىم شركاء اليوم‬
‫أيضا‪ ،‬منتدى اليونسكو الثامن لمشباب‪ ،‬الدورة السابعة والثالثون‪ ،‬باريس‪.2013/11/7 ،‬‬

‫عمى‬ ‫‪-44‬أحمد سعيد تاج الدين‪ :‬الشباب والمشاركة السياسية‪ ،‬ترجمة‪ :‬نشوى عبد الحميد‪.‬‬
‫الموقع‪http://ywbod.org/arabic/images/doc/youth5.pdf:‬‬

‫‪-45‬أحمد محمد عقمة الزبون‪ :‬المسؤولية االجتماعية وعالقتيا بمنظومة القيم الممارسة‬
‫لدى طمبة جامعة البمقاء التطبيقية‪ ،‬المجمة األردنية لمعموم االجتماعية‪ ،‬المجمد ‪ ،5‬العدد ‪،3‬‬
‫‪.2012‬‬

‫‪-46‬أساور عبد الحسين عبد السادة‪ :‬الشباب والمشاركة المجتمعية دراسة ميدانية في‬
‫جامعة بغداد ‪ ،‬كمية التربية لمبنات قسم الخدمة االجتماعية‪ ،‬مجمة البحوث التربوية والنفسية‪،‬‬
‫العدد الثاني والثالثون‪ ،‬دون سنة‪.‬‬

‫‪-47‬أكاديمي سوريا‪ :‬دور المسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال في التنمية‪-‬عرض‬


‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫تجارب بعض الشركات العالمية‪،-‬‬
‫‪le 11/12/2017http://shikmos.blogspot.com/2012/10/blog-post_31.html‬‬

‫‪ -48‬أيت حمودة حكيمة‪ :‬أىمية المدرسة في تنمية القيم السموكية لدى التالميذ ودورىا‬
‫في تحقيق توافقيم االجتماعي‪ ،‬مجمة الباحث في العموم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬المجمد ‪،3‬‬
‫العدد ‪ ،5‬دون سنة‪.‬‬

‫‪-49‬أيت عيسى عيسى‪ :‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر آفاق وقيود‪ ،‬مجمة‬
‫اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬دون سنة‪.‬‬

‫‪470‬‬
‫‪-50‬بابا عبد القادر‪ ،‬وهيبة مقدم‪ :‬المسؤولية االجتماعية ميزة استراتيجية خالقة لمقيمة‬
‫سوناطراك)‪.‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫(دراسة حالة شركة‬
‫‪« La revue de l'Économie & de Management », N° 07, Avril 2008 : "Gouvernance d’Entreprise, Éthique‬‬
‫‪des Affaires et Responsabilité Sociales de l'entreprise ", Faculté des Sciences économique et de gestion,‬‬
‫______‪université de Telemcen, En Ligne ; http://fseg.univtlemcen.dz/larevue07/____% 2520___%2520‬‬
‫‪%2520%2520%2520_____%2520____.pdf‬‬

‫‪-51‬بن يعقوب الطاهر‪ ،‬مهري أمال‪ :‬تقييم نتائج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب‪ ANSEJ‬من حيث التمويل واإلنجازات المحققة في إطار النيوض بالمؤسسات‬
‫المصغرة دراسة‪ ،‬حول والية سطيف‪ ،‬أبحاث المؤتمر الدولي‪ :‬تقييم آثار برامج االستثمارات‬
‫العامة وانعكاساتها عمى التشغيل واالستثمار والنمو االقتصادي خالل فترة ‪،2014-2001‬‬
‫كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ 12-11 ،1‬مارس ‪.2013‬‬
‫عمى الموقع‪http://eco.univ-setif.dz/seminars/Pub_Invstmnt/5-15.pdf:‬‬

‫‪-52‬بودرجة رمزي وآخرون‪ :‬دور الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب في خمق المسؤولية‬
‫االجتماعية لدى الشباب المستثمرين دراسة حالة وكالة تبسة‪ ،‬مجمة اقتصاديات المال‬
‫واألعمال المجمد ‪ ،1‬العدد‪ ،2‬جوان ‪.2017‬‬

‫‪ -53‬بودي عبد القادر‪ ،‬بن سفيان زهرة‪ :‬المسؤولية االجتماعية لممقاول ومؤسستو‬
‫الجزائر‪.‬عمى الموقع‬ ‫الخاصة في تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬قسم عموم التسيير‪ ،‬جامعة بشار‪،‬‬
‫‪https://www.google.dz/search?q=bih=662‬‬

‫‪-54‬بوشنوفة أحمد‪ ،‬بوسمهين أحمد‪:‬متطمبات تأىيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬


‫البمدان النامية‪ ،‬الممتقى الدولي حول متطمبات تأهيل وتفعيل إدارة المؤسسات الصغيرة‬
‫‪.2006‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬بشار أيام ‪ 18-17‬أفريل‬
‫‪http://www.univ-chlef.dz/LABORATOIRES/labo-monde/colloque2.htm‬‬

‫‪-55‬توفيق خذري‪ ،‬عماري عمي‪ :‬المقاوالتية كحل لمشكمة البطالة لخريجي الجامعة‪ :‬دراسة‬
‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫حالة لطمبة جامعة باتنة‪ ،‬ورقة مداخمة‪ ،‬المركز الجامعي خنشمة‪.‬‬
‫‪http://ktb.com/book/econom08276-‬‬

‫‪-56‬خالد خمف‪ ،‬سالم الزريقات‪:‬أثر التوجو اإلستراتيجي في تحقيق المسؤولية االجتماعية‪،‬‬


‫دراسة تطبيقية في المصارف التجارية األردنية‪ ،‬مجمة كمية بغداد لمعموم االقتصادية‪ ،‬العدد‬
‫الحادي والثالثون‪.2012 ،‬‬
‫‪471‬‬
‫‪-57‬خالد عبد السالم‪ :‬عوامل االنحراف االجتماعي لدى الشباب الجزائري واستراتيجيات‬
‫التكفل والعالج‪ ،‬دراسة نفسية وتربوية‪ ،‬مخبر تطوير الممارسات النفسية والتربوية‪ ،‬العدد ‪،13‬‬
‫سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪.2014‬‬

‫‪-58‬خولة عبد الوهاب القيسي‪ :‬خولة عبد الوهاب القيسي‪ :‬المسؤولية االجتماعية ألطفال‬
‫الرياض األىمية‪ ،‬كمية التربية لمبنات قسم رياض االطفال‪ ،‬مجمة البحوث التربوية والنفسية‪،‬‬
‫العدد الثالثون‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬دون سنة‪.‬‬

‫‪-59‬رسالن خضور‪ :‬رسالن خضور‪ :‬المسؤولية االجتماعية لقطاع األعمال‪ ،‬جمعية العموم‬
‫االقتصادية السورية‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادية الرابعة والعشرون حول التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية في سوريا من ‪ 25‬جانفي‪ 28-‬أفريل ‪ ،2011‬دمشق‪.2011 ،‬‬

‫‪-60‬رشيد حمدوش‪ :‬مفيوم الشباب وعممية بناء الرباط االجتماعي‪ :‬عناصر لمنقاش مع‬
‫محاولة بناء نمطية لمشباب في المجتمع الجزائري المعاصر‪ ،‬مجمة عموم االنسان والمجتمع‪،‬‬
‫العدد ‪ ،5‬مارس ‪.2013‬‬

‫‪-62‬رضوان أنساعد‪ ،‬محمد فالق‪ :‬دور آليات التشغيل في تنمية ثقافة المقاوالتية لدى‬
‫الطمبة الجامعيين‪ ،‬الممتقى الدولي حول الروح المقاوالتية كأداة لمتنمية المستدامة‪ ،‬جامعة‬
‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫قصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪15‬و‪ 16‬فيفري ‪.2013‬‬
‫‪http://www.univ-chlef.dz/drupub/sites/default/files/redwan%20.pdf‬‬

‫‪-62‬زبيدة سنوسي وآخرون‪ :‬التكوين الميني ودعم التشغيل في البمدان المغاربية‪:‬‬


‫اصالحات وسيرورات اجتماعية‪ ،‬ترجمة مصطفى مرضي‪ ،‬إنسانيات‪ ،‬العدد ‪ ،61-60‬مجمد‬
‫‪ ،3-2 ،17‬سبتمبر ‪.2013‬‬

‫‪-63‬زياد بركات‪ :‬من المسؤول بشكل رئيسي عن تعميم القيم لمشباب؟ البيت أم المدرسة أم‬
‫‪.2005‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫المسجد‪ ،‬قسم عمم النفس‪ ،‬جامعة القدس المفتوحة‪،‬‬
‫‪http://www.qou.edu/home/sciResearch/researchersPages/ziadBarakat/r5_drZiadBarakat.pdf‬‬

‫‪-64‬السعيد بريبش‪ :‬مدى مساىمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة في تنمية‬


‫االقتصادية واالجتماعية ‪ :‬حالة الجزائر‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬نوفمبر ‪.2007‬‬

‫‪472‬‬
‫‪-65‬سعيد بن سعيد ناصر حمدان‪ :‬دور العوامل االجتماعية والثقافية في المشاركة‬
‫التطوعية لمشباب السعودي رؤية اجتماعية ودراسة تحميمية‪ ،‬مركز البحوث والدراسات‬
‫االجتماعية‪ ،‬جامعة الممك خالد –أبها‪ ،-‬المممكة العربية السعودية‪ ،‬دون سنة‪.‬‬

‫‪-66‬سميمان ناصر‪ ،‬عواطف محسن‪ :‬تجربة الجزائر في تمويل المشاريع المصغرة بصيغة‬
‫القرض الحسن دراسة تقييمية‪ ،‬بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي حول تطوير نظام مالي‬
‫إسالمي شامل تحت عنوان‪ :‬تعزيز الخدمات المالية االسالمية لممؤسسات المتناهية الصغر‪،‬‬
‫‪.2011‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫الخرطوم‪ ،‬السودان‪ ،‬أيام ‪ 11-10-09‬أكتوبر‬
‫‪https://bu.univ-ouargla.dz/master/pdf/mosbah-mohamed.pdf?idmemoire=54305‬‬

‫‪-67‬شبوطي حكيم‪ :‬الدور االقتصادي واالجتماعي لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬أبحاث‬


‫اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جوان ‪.2008‬‬

‫‪-68‬شريف غياط‪ ،‬محمد بوقموم‪ :‬حاضنات األعمال التكنولوجية ودورىا في تطوير االبداع‬
‫واالبتكار بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حالة الجزائر‪ ،‬أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬العدد‬
‫السادس‪ ،‬ديسمبر ‪.2009‬‬

‫‪-69‬صالحي صالح‪ :‬أساليب تنمية المشروعات المصغرة والصغيرة والمتوسطة في‬


‫االقتصاد الجزائري‪ ،‬مجمة العموم االقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬العدد ‪.2004 ،3‬‬

‫‪-70‬عبد الرزاق جدوع محمد‪ :‬دور المؤسسات التربوية في تنمية المسؤولية االجتماعية‬
‫عند األطفال األسرة والمدرسة أنموذجا‪ ،‬دراسة ميدانية لعدد من األسر والمدارس االبتدائية في‬
‫محافظة ديالي‪ ،‬مجمة الفراهيدي العدد الخاص بالمؤتمر الثالث‪ ،‬العدد‪ ،1‬السنة األولى كانون‬
‫األول ‪.2009‬‬

‫‪-71‬عبد الالوي مفيد وآخرون‪ :‬اإلجراءات المتبعة لتفعيل دور المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وواقعيا في الجزائر‪ ،‬الممتقى الوطني حول‪ :‬واقع وآفاق النظام المحاسبي المالي‬
‫في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 5‬و‪ 6‬ماي ‪.2013‬‬

‫‪-72‬عبد المجيد صمادي‪ ،‬عقل محمد البقعاوي‪ :‬الفروق في المسؤولية االجتماعية لدى‬
‫طالب المرحمة الثانوية في منطقة حائل بالمممكة العربية السعودية في ضوء عدد من‬
‫المتغيرات‪ ،‬المجمة االردنية في العموم التربوية‪ ،‬مجمد ‪ ،11‬عدد‪.2015 ،1‬‬
‫‪473‬‬
‫‪-73‬عرابة رابح‪ ،‬بن داودية وهيبة‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمشركات ودورىا في التنمية–‬
‫عرض تجارب بعض الشركات العالمية‪ ،-‬الممتقى الدولي حول منظمات االعمال والمسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة بشار‪ 15-14 ،‬فيفري‬
‫عمى الموقع‪.http://csrsa.net/post/450 le 11/12/2017.‬‬ ‫‪.2012‬‬

‫‪-74‬عرابش زينة‪ ،‬ثابتي الحبيب‪ :‬الريادة والمسؤولية االجتماعية من المنظور االسالمي‪:‬‬


‫دراسة حالة المؤسسات الجزائرية‪ ،‬مجمة الحجاز المحكمة لمدراسات اإلسالمية والعربية‪ ،‬العدد‬
‫التاسع‪ ،‬محرم ‪1436‬ه‪ /‬نوفمبر ‪.2014‬‬

‫‪-75‬عزت حجازي‪ :‬الشباب العربي ومشكالتو‪ ،‬المجمس الوطني لمثقافة والفنون واآلداب‪،‬‬
‫سمسمة كتب ثقافية شهرية‪ ،‬العدد ‪ ،6‬الكويت‪ ،‬فبراير ‪.1985‬‬

‫‪-76‬العقبي األزهر‪ :‬المراكز واألدوار االجتماعية ومحدداتيا الثقافية في النظام األسري‬


‫العربي‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جوان ‪.2012‬‬

‫‪-77‬عمى أحمد الطراح‪ :‬المشكالت الشخصية والمجتمعية لمشباب الجامعي الكويتي دراسة‬
‫ميدانية مقارنة‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬مجمد ‪ ،19‬العدد ‪ ،2‬أكتوبر ‪.2003‬‬

‫‪-78‬عيادة باكير‪ :‬تطور دور الجامعة في خدمة المجتمع في ضوء المسؤولية المجتمعية‬
‫ص‪.5‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫واالتجاىات العالمية الحديثة‪،‬‬
‫‪http://colleges.jazanu.edu.sa/saf/Documents/books/%D8% %B9.pdf‬‬

‫‪-79‬غنية بن عبد اهلل‪ :‬دوافع محاوالت االنتحار لدى المراىقات‪ ،‬مجمة اآلداب والعموم‬
‫االجتماعية‪ ،‬منشورات سعد دحمب البميدة‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جوان ‪.2012‬‬

‫‪-80‬فايز كمال شمدان‪ ،‬سمية مصطفى صايمة‪ :‬المسؤولية االجتماعية لدى أعضاء ىيئة‬
‫التدريس في الجامعة اإلسالمية وسبل تفعيميا‪ ،‬المجمة العربية لضمان جودة التعميم‬
‫الجامعي‪ ،‬المجمد السابع‪ ،‬العدد‪.2014 ،18‬‬

‫‪-81‬فريد صبح القيق‪ :‬دور المشاركة المجتمعية في تحقيق التنمية المستدامة‪ :‬الخطط‬
‫التنموية اإلستراتيجية لممدن الفمسطينية كحالة دراسية‪ ،‬مجمة فمسطين لألبحاث والدراسات‪،‬‬
‫فبراير ‪.2014‬‬

‫‪474‬‬
‫‪-82‬قادري حميمة‪:‬اتجاىات الشباب نحو المسؤولية االجتماعية‪ :‬دراسة مقارنة عمى عينة‬
‫من شباب مدينة وهران‪ ،‬مجمة الجامعة قصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪ ،‬العدد ‪ ،16‬جوان ‪.2016‬‬

‫‪-83‬كامل عمران‪ :‬النموذج االجتماعي‪ :‬مشكالتو ومصادره‪ ،‬مجمة جامعة دمشق‪ ،‬المجمد‬
‫‪ ،27‬العدد الثالث والرابع‪.2011 ،‬‬

‫‪-84‬كتوش عاشور‪ ،‬طرشي محمد‪ :‬تنمية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر ‪ ،‬مخبر العولمة واقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬الممتقى الدولي متطمبات تأهيل المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪17‬‬
‫و‪ 18‬أفريل ‪.2006‬‬

‫‪-85‬كمال بوقرة‪ ،‬إسحاق رحماني ‪ :‬المقاولة الخاصة كآلية تنموية بمجتمع العمل دراسة‬
‫سوسيو‪ -‬اقتصادية لمفعل المقاوالتي في الجزائر‪ ،‬مجمة الدراسات والبحوث االجتماعية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،21‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي‪ ،‬مارس ‪.2017‬‬

‫‪-86‬ماجد ممحم أبو حمدان‪ :‬طرائق التنشئة االسرية وعالقتيا بمدى مشاركة الشباب في‬
‫اتخاذ القرار داخل األسرة‪ ،‬دراسة ميدانية عمى عينة من شباب جامعة دمشق‪-‬كمية اآلداب‪،‬‬
‫مجمة جامعة دمشق‪ ،‬المجمد ‪ ،27‬العدد الثالث والرابع‪.2011 ،‬‬

‫‪-87‬محمد إبراهيم التويجري‪ :‬المسؤولية االجتماعية في القطاع الخاص في المممكة‬


‫العربية السعودية‪ ،‬المجمة العربية لإلدارة‪ ،‬العدد الرابع‪.1988 ،‬‬

‫‪-88‬محمد فالق‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمشركات النفطية العربية شركتي"سوناطراك‬


‫الجزائرية‪ ،‬أرامكو السعودية" أنموذجا‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬عدد‪.2013 ،12‬‬

‫‪-89‬محمد فالق‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمشركات‪...‬نماذج عالمية‪ ،‬الشبكة السعودية‬


‫عمى‬ ‫لممسؤولية االجتماعية‪ ،‬رؤية ‪ ،2030‬المممكة العربية السعودية‪ 11 ،‬ديسمبر ‪.2017‬‬
‫الموقع‪. Le 11/12/2017http://csrsa.net/post/377:‬‬

‫‪-90‬محمد قوجيل‪ ،‬يوسف قريشي‪ :‬سياسات دعم المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مجمة أداء‬
‫المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.2015 ،7‬‬

‫‪475‬‬
‫‪-91‬مختار مروفل‪ :‬قراءة في التقرير السنوي لممعيد الفرنسي لمعالقات الدولية حول‬
‫الشباب لسنة ‪ ،2014‬الشباب نحو االنفجار‪ ،‬إضافات‪ ،‬العدد ‪ ،28‬خريف ‪.2014‬‬

‫‪-92‬مسعودة شريفي‪ ،‬كريمة حاجي‪ :‬المسؤولية االجتماعية والثقافة التنظيمية في منظمات‬


‫األعمال المعاصرة‪ :‬رحمة ألف ميل تبدأ بخطوة‪ ،‬مداخمة مقدمة لممشاركة في الممتقى الدولي‬
‫الثالث‪ :‬منظمات األعمال والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬من ‪ 14‬إلى ‪15‬‬
‫فيفري ‪.2012‬‬
‫‪-93‬منيرة سالمي‪ :‬التوجو المقاوالتي لمشباب في الجزائر‪ :‬بين متطمبات الثقافة وضرورة‬
‫المرافقة‪ ،‬مداخمة في الممتقى الوطني حول‪ :‬استراتيجيات التنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة‬
‫‪.2012‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 18‬و‪ 19‬أفريل‬
‫‪https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/bitstream/123456789/.../48.pdf.‬‬

‫‪-94‬منيرة سممي‪ ،‬أنين خالد سيف الدين‪ :‬دور مؤسسات التكوين الميني في دفع الشباب‬
‫نحو المقاوالتية‪ ،‬دراسة حالة مؤسسات التكوين المهني لمنطقة الجنوب الشرقي (ورقمة‪-‬‬
‫تقرت‪ -‬حاسي مسعود)‪ ،‬مجمة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.2012 ،02‬‬

‫‪-95‬مهدي حياوي ميادة‪ ،‬داود رزاق مخور‪ :‬تأثير أخالقيات االعمال في تحقيق الميزة‬
‫التنافسية أنموذج إسالمي مقترح لممنظمات المحمية المعاصرة‪ ،‬الغري لمعموم االقتصادية‬
‫واإلدارية‪ ،‬السنة السابعة‪ ،‬العدد ‪ ،21‬دون سنة‪ ،‬ص ‪129‬‬

‫‪-96‬مينار رعد خيون‪ :‬الجامعات ودورىا في تأىيل الشباب لتحمل المسؤولية المجتمعية‪،‬‬
‫مجمة كمية التراث الجامعة‪ ،‬العدد السادس عشر‪ ،‬دون سنة‪.‬‬

‫‪-97‬ناصر بوشارب‪ ،‬الهام موساوي‪ :‬تمويل الصندوق الوطني لمتأمين عن البطالة‬


‫لممشاريع النسوية الخاصة بالبناء واالشغال العمومية دراسة حالة والية سطيف‪ ،‬مجمة‬
‫البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬جوان ‪.2015‬‬

‫‪-98‬نقاز سيد أحمد‪ :‬ظاىرة العنف داخل المجتمع الجزائري‪ ،‬مجمة اآلداب والعموم‬
‫االجتماعية‪ ،‬منشورات سعد دحمب البميدة‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جوان ‪.2012‬‬

‫‪-99‬نور الدين ثنيو‪ :‬الشباب الجزائري والسياسة‪ ،‬مجمة إضافات‪ ،‬العدد ‪ ،34-33‬صيف‬
‫وخريف‪.2013‬‬

‫‪476‬‬
‫ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر "مراحل تطورىا ودورىا‬:‫نور الهدى برنو‬-100
8 ،‫ االقتصادية والسياسية‬،‫ المركز العربي الديمقراطي لمدراسات االستراتيجية‬،"‫في التنمية‬
http://democraticac.de/?p=40830 :‫عمى الموقع‬ .2016 ‫ديسمبر‬

‫ الدور االجتماعي لممؤسسات من منظور‬:‫ إبراهيم طشطوش‬،‫هايل عبد المولى‬-101


‫على‬.249-248 ‫ ص‬،‫ األردن‬،‫ المعهد الكندي الربي لتنمية الموارد البشرية‬،‫اقتصاد إسالمي‬
http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads pdf/2012/11:‫الموقع‬

،‫ مجمة إضافات‬،‫ االستبعاد االجتماعي ومخاطره عمى المجتمع‬:‫هدى أحمد الديب‬-102


.2015 ،‫ صيف خريف‬،32-31 ‫العدد‬

:‫المقاالت والممتقيات بالمغة األجنبية‬-‫ب‬

301-Aknine.S.R et Ferfera.Y: Entrepreneuriat et création


d’entreprises en Algérie : une lecture a partite des dispositifs de
soutien et d’aide a la création des entreprise,Revue des Sciences
Economiques et de Gestion , N°14, 2014.
301- Ammar Sellami, Evolution de la place de la PME/ PMI dans
l’economie du developpement: comment et pour quoi?,. Sur site
http://www.enssea.net/enssea/majalat/2520.pdf
301-Badi Meliani : le fondement strategique de la demarrage de la
petite entreprise, université du Littoral côte d’Opale, cahiers du
Lab.Rii , N°122, Mars 2006.
301-Banque de développement du Canada: les cinq facteurs clés et
les cinq pièges à éviter pour réussir en affaires, semaine de la PME,
2014.
301-Benedicte Halba: La responsabilité sociale de l’entreprise –
l’exemple du bénévolat de compétences, projet initié par IMS
Luxembourg avec un soutien du FSE, Institut de recherche et
d’Information sur le Volontariat (iriv) Paris, Octobre
2012.http://www.iriv.net/pdf/1-0-2012-%20article%20IMS-final%2030112012.pdf
300-Brahim Allali :Vers une théorie de l’entrepreneuriat, Cahier de
recherche L4ISCAE, N°17, Maroc.

477
301-Chigunta. F : L’entrepreneuriat chez les jeunes :relever les
grandes défis stratégiques, L’actualité des services aux entrepreneures,
n° 07, Décembre 2003.
330- Cough, H.G et Al : Personality for social responsibility,
Journal of abnormal and Social psychology, Vol 1, n° 4.
333- CREDOC, Les jeunes d’aujourd’hui : quelle société pour
demain ?, cahier de recherche, n° 292,Décember 2012.
331-European youth forum : Prise de position sur l’entreprenariat
des jeunes, assemblée générale extraordinaire, Braga, Portugal, 17-20
Novembre.
331-François Dany : Cadres et Entrepreneuriat, Mythes et
Réalités, organisé par E.M, Lyon, Ecully, actes de la journée du 06
Juin 2002.
331-H.Youcef et Dj.Hassane: L’impact des caractéristiques
individuelles sur la réussite d’un jeune entrepreneur, ‫مجلة‬
،3131 31‫العدد‬،‫الباحث‬.
331-Introduction à la responsabilité sociale des entreprises pour
les petites et moyennes entreprises, Commission Européenne
Direction générale des entreprises.
http://www.europa.eu.int/comm/enterprise/csr/index.htm

331-Jean-François René: La jeunesse en mutation: d’un temps


social a un espace social précaire, Sociologie et sociétés, vol 25, n°
1, 1993.
331-Jean-Jacques Gislain : Les origines de l’entrepreneur
Schumpétérien, Revue Interventions économiques, 46, 2012.
330-Jean-Louis Laville : Encastrement et nouvelle sociologie
économique : de Granovetter a Polanyi et Mauss, Revue Interventions
écomiques En ligne, n° 38, 2008. consulté le 14 février 2018. URL: ht Jean-Louis
Laville tp://journals.openedition.org/interventionseconomiques/245

331-Khaled Bouabdallah et Abdallah Zouache : Entrepreneuriat et


développement économique, les cahiers du CREAD, Alger, n° 73,
2005.

478
310-Ministère du Développement industriel et de la Promotion de
l’Investissement, Bulletin d’information statistique de la PME,
Données du 1er semestre 2013, n° 23, Novembre 2013.
313-Ministèr de L’Industrie et des Mines, Bulletin d’information
statistique, données de l’Année 2016, n° 30, Edition Mai 2017.
311-Ministèr de L’Industrie et des Mines, Bulletin d’information
statistique de la PME, données de ler semester 2017, n° 31, Edition
Novembre 2017.
311-Ministère de L’Education du Loisir et du Sport, Défi de
l’entrepreneuriat jeunesse, Le Portfolio de l’entreneuriat au
secondaire, Québec, 2008.
311-Mohamed Jaouadi :L’impact du comportement entrepre-
neurial sur l’intention de créer une entreprise, International journal
économics& Strategic management of business process,
2ndInternational conference on business, economics, marketing &
management ressearch (BEMM 14), Vol 5. Sur site
http://ipco-co.com/ESMB/BEMM%202014-papers/33.pdf.

311-Mohamed Madoui, Anne. Gillet : Crise et mutation du modèle


de développement algérien, du gigantisme industriel au
développement de la PME-PMI , Travail et Emploi, N° 101, Janvier-
Mars 2005.
311-Nacéra Nasroun et Matouk Belattaf: les déterminants de la
création des PME: cas de wilaya de Bijaia, colloque national
stratégies d’orqanisation et d’accompagnement des pme en Algérie,
Ouargla, 18&19 avril2012.
311-Omar Derass, Place du secteur privé industriel national dans
l’économie algérienne, Insaniyat, 21 Juin 1997.
310-Olivier Galland:Un nouvel âge de la vie, revue Française de
sociologie, vol. 31, N° 4, Oct.- Dec, 1990.
311-P. Rasse, D. Parisot : Faire le pas, recherche sur les créateurs
d’entreprises, cite in, M. Coster, « Entrepreneures et
Entrepreneuriat ». in : F.Dany (dir), cadres et entrepreneuriat, Mythes
et réalités, éditions des Cahiers du Gdr CADRES, N° 2334, 2003.
479
310-R.D. Hissich, M. Peters: Entrepreneurship, cite in, G.M.
Eduardo, entrepreneurship and economics, Working Paper Sseries,
August, 2006.
313-Said Ziane : Les jeunes entrepreneurs en Algérie : Profil
psychosociologique et contraintes environnementales, Revue Sciences
Humaines, N° 33, Juin 2010.
311-Samia Gharbi: Les PME/PMI en Algérie : état des lieux, Cahier
du Lab.RII, n°238, Mars 2011.
311-Sandrine Emin: Les facteurs déterminant la creation
d’entreprise par les chercheurs publics : application des modèles
d’intention, Revue de L’Entrepreneuriat, Vol 3, n° 1.
311-Sophie Boutillier. Dimitré Uzunidis : L’empreinte historique de
la théorie de l’entrepreneur. Enseignements tirés des analyses de
Jean-Baptiste Say et de Joseph Aloïs Schumpeter, revue inovations,
n° 45, 3/2014.
311-Sophie Brouard; Ouafa Sakka: Entrepreneuriat social et
participation citoyenne, revue Canadienne de recherche sur les
OSBL et l’économie sociale, vol. 1, n° 1, automne/ Fall2010.
:‫الرسائل الجامعية‬-3

:‫بالمغة العربية‬-‫أ‬

،‫ المقاولة في القطاع الخاص وعالقتيا بتنمية مجتمع العمل‬: ‫ إسحاق رحماني‬-136


‫ في عمم االجتماع‬L M D ‫ أطروحة دكتوراه‬،‫دراسة ميدانية لممقاوالت الخاصة بوالية البويرة‬
.2017-2016 ،1 ‫ جامعة باتنة‬،‫تنظيم وعمل‬

‫ دراسة ميدانية بوالية‬،‫ ثقافة المقاولة لدى الشباب الجزائري المقاول‬: ‫بدراوي سفيان‬-137
،‫ تخصص عمم اجتماع التنمية البشرية‬،‫ رسالة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ل م د‬،‫تممسان‬
.2015-2014،‫ تممسان‬،‫جامعة أبي بكر بمقايد‬

‫دراسة‬-‫ نحو تطوير المقاوالتية من خالل التعميم المقاوالتي‬:‫الجودي محمد عمي‬-138


‫ كمية العموم االقتصادية والعموم التجارية‬،‫أطروحة دكتوراه‬-‫عمى عينة من طمبة جامعة الجمفة‬
.2015-2014،‫ الجزائر‬،‫ بسكرة‬،‫ جامعة محمد خيضر‬،‫وعموم التسيير‬
480
‫‪-139‬حمد ثامر خيون‪ :‬دور المشاركة المجتمعية في التنمية المحمية في العراق دراسة‬
‫ميدانية في محافظة واسط‪ ،‬ماجيستير في اآلداب(عمم االجتماع)‪،‬جامعة المنصورة ‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫‪.2014‬‬

‫درسة ميدانية عمى‬


‫‪-140‬دريس نعيمة‪ :‬الخمفية االجتماعية لممرأة المقاولة في الجزائر‪ ،‬ا‬
‫عينة من السيدات المقاوالت بوالية البويرة‪ ،‬أطروحة دكتوراه مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫الطور الثالث في عمم االجتماع‪ ،‬جامعة محمد البشير االبراهيمي‪ ،‬برج بوعريريج‪-2016 ،‬‬
‫‪.2017‬‬

‫‪-141‬زينب شنوف‪ :‬تشكيل اليوية الجماعية عند المقاولين الشباب‪ -‬دراسة ميدانية لعينة‬
‫من المقاولين الشباب أصحاب مؤسسات الصناعة التقميدية الحرفية بورقمة‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه ل‪.‬م‪.‬د في عمم اجتماع اإلدارة والعمل‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.2017-2013 ،‬‬

‫‪-142‬سالم بن بشير الضبعان الشراري‪ :‬صراع الدور وعالقتو بالسموك اإلداري لمديري‬
‫التربية والتعميم في المممكة العربية السعودية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اإلدارة التربوية‬
‫والتخطيط‪ ،‬كمية التربية جامعة أم القرى‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪ ،‬دون سنة‪.‬‬

‫‪-143‬سهيل أحمد الهندي‪ :‬دور المعمم في تنمية بعض القيم االجتماعية لدى طمبة الصف‬
‫الثاني عشر بمحافظة غزة من وجية نظرىم‪ ،‬رسالة ماجستير في أصول التربية‪ ،‬الجامعة‬
‫اإلسالمية غزة‪.2001 ،‬‬

‫‪-144‬شويمات كريم‪ :‬دوافع إنشاء وسيرورة المؤسسة المصغرة لدى الشباب البطال تجربة‬
‫المؤسسات المصغرة الناشئة في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫في عمم االجتماع التنظيم والعمل‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2011-2010 ،2‬‬

‫‪-145‬السعيد بومعيزة‪ :‬أثر وسائل االعالم عمى القيم والسموكيات لدى الشباب دراسة‬
‫استطالعية بمنطقة البميدة‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة في عموم اإلعالم واالتصال‪ ،‬قسم عموم‬
‫االعالم واالتصال‪ ،‬كمية العموم السياسية واالعالم‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006-2005 ،‬‬

‫‪-145‬عزي الحسين‪ :‬األسرة ودورىا في تنمية القيم االجتماعية لدى الطفل في مرحمة‬
‫الطفولة المتأخرة ‪ ،‬دراسة ميدانية لعينة من تالميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة بوسعادة‪،‬‬

‫‪481‬‬
‫مذكرة ماجيستير في عمم النفس االجتماعي‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪-2013 ،‬‬
‫‪.2014‬‬

‫‪-146‬عمى عابد‪ :‬دور التخطيط والرقابة في إدارة المشاريع باستخدام التحميل الشبكي‬
‫دراسة حالة مشروع بناء ‪ 40‬وحدة سكنية ‪ LSP‬بتيارت‪ ،‬ماجستير في العموم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة أبو بكر بمقايد تممسان‪.2011-2010 ،‬‬

‫‪-147‬فؤاد محمد عيسى‪ :‬المسؤولية االجتماعية لمقطاع الخاص في مصر‪ ،‬دراسة حالة‬
‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫تطبيقية لقياس وتقييم المسؤولية االجتماعية لمشركات‪.‬‬
‫‪http://www.academia.edu/9196538/pdf‬‬
‫‪-148‬فوشان عبد القادر‪ :‬الدين واالندماج االجتماعي عند الشباب‪ ،‬دراسة سوسيولوجية‬
‫ميدانية لشباب الطريقة القادرية البوتشيشية بمعسكر‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬كمية العموم‬
‫االجتماعية‪ ،‬قسم عمم االجتماع‪ ،‬وهران‪.2011-2010،‬‬

‫‪-149‬لزهر العابد‪ :‬إشكالية تحسين القدرة التنافسية لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه عموم في عموم التسيير‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2013-2012 ،2‬‬

‫‪-150‬ليميا بن صويمح‪ :‬سياسة التشغيل في الجزائر المؤسسة االقتصادية النسوية بعنابة‬


‫نموذجا‪ ،‬أطروحة دكتوراه عموم في عمم اجتماع التنمية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪-2010 ،‬‬
‫‪.2011‬‬

‫‪-151‬ليندة لطيفة بن مهرة‪ :‬ثقافة األجير الشاب واستراتيجيات تحقيق حاجاتو‪ ،‬حالة‬
‫المديرية الجهوية نفطال تممسان‪ ،‬رسالة دكتوراه ل م د في عمم اجتماع التنمية البشرية‪،‬‬
‫جامعة ابي بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪.2015-2014 ،‬‬

‫‪-152‬محمد سميم مسعد الحارثي‪ :‬الوعي االجتماعي وعالقتو بالمسؤولية االجتماعية لدى‬
‫طالب المرحمة الثانوية بمدينة الرياض‪ ،‬رسالة ماجيستير في العموم االجتماعية تخصص‬
‫التأهيل والرعاية االجتماعية‪ ،‬جامعة نايف العربية لمعموم األمنية‪ ،‬الرياض‪-1434 ،‬‬
‫‪1435‬ه‪.‬‬

‫‪482‬‬
‫‪-153‬محمد فالق‪ :‬مساىمة المسؤولية االجتماعية في تحقيق ميزة تنافسية مستدامة في‬
‫منظمات االعمال "دراسة ميدانية في المؤسسات االقتصادية الجزائرية الحاصمة عمى‬
‫شيادة االيزو ‪ ،"9000‬أطروحة دكتوراه في عموم التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعمي الشمف‪،‬‬
‫‪.2014-2013‬‬

‫‪-154‬محمود زكي جابر‪ ،‬ناصر عمى مهدي‪ :‬دور الجامعات في تعزيز مفاىيم المسؤولية‬
‫االجتماعية لدى طمبتيا ‪ ،‬دراسة ميدانية مقارنة بين جامعتي حموان (ج‪.‬م‪.‬ع)‪ ،‬وجامعة األزهر‬
‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫غزة فمسطين‪.2011،‬‬
‫‪http://www.qou.edu/arabic/conferences/socialResponsibilityConf/dr_nasserMahdi.pdf‬‬

‫‪-155‬مسان كرومية‪ :‬المسؤولية االجتماعية وحماية المستيمك في الجزائر دراسة حالة‬


‫المؤسسات العاممة بوالية‪ ،‬رسالة دكتوراه عموم‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتسيير‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بمقايد‪ ،2014-2013 ،‬ص‪.35‬‬

‫‪-156‬مسفر بن حسن القحطاني‪ :‬أثر البيئة االجتماعية عمى الدعوة‪ ،‬رسالة ماجيستير‪،‬‬
‫كمية الدعوة واإلعالم‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود االسالمية‪ ،‬المممكة العربية‬
‫السعودية‪1426-1425،‬ه‪.‬‬

‫‪-157‬منى بنت سعد بن فالح العمري‪ :‬األسموب المعرفي(التروي‪ /‬االندفاع) وعالقتو‬


‫بالمسؤولية االجتماعية لدى عينة من طالبات كمية التربية لمبنات بمحافظة جدة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجيستير في عمم النفس‪ ،‬جامعة طيبة‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪.2007 ،‬‬

‫‪-158‬نيفين محمد عيسى‪ :‬دور وسائل االعالم المرئي في تمكين الشباب لممشاركة‬
‫المجتمعية "دراسة تحميمية تقويمية لبعض برامج القناة الفضائية السورية"‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه في أصول التربية‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬سوريا‪.2015-2014 ،‬‬

‫‪-159‬الهاشمي بن واضح‪ :‬تأثير متغيرات البيئة الخارجية عمى أداء المؤسسات‬


‫االقتصادية الجزائرية حالة قطاع خدمة الياتف النقال في الجزائر (‪،)2011/2008‬‬
‫أطروحة دكتوراه في العموم االقتصادية‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس سطيف ‪.2014-2013 ،1‬‬
‫‪483‬‬
‫‪-160‬وليد بن عبد العزيز بن سعد الخراشي‪ :‬دور االنشطة الطالبية في تنمية المسؤولية‬
‫االجتماعية‪ ،‬دراسة ميدانية عمى عينة مختارة من طالب جامعة الممك سعود بالرياض‪،‬‬
‫رسالة ماجيستير‪ ،‬قسم الدراسات االجتماعية‪ ،‬جامعة الممك سعود‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪.2004‬‬

‫‪-161‬وهيبة مقدم‪ :‬تقييم مدى استجابة منظمات األعمال في الجزائر لممسؤولية‬


‫االجتماعية دراسة تطبيقية عمى عينة من مؤسسات الغرب الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه في عموم‬
‫التسيير‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة وهران‪.2014-2013 ،‬‬

‫‪-162‬ياسر زيدية‪ :‬دراسة حول المشاركة المجتمعية في قطاع غزة دراسة حالة بمدية‬
‫المغازي ‪ ،‬بحث مقدم الستكمال متطمبات النجاح لنيل درجة الدبموم العالي في إدارة مؤسسات‬
‫المجتمع المدني من التعميم المستمر‪ ،‬معهد التنمية المجتمعية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪،‬‬
‫‪.2012-2011‬‬

‫‪-163‬ياسمين نوري‪ :‬مكانة القطاع الخاص المنتج في ظل السياسات التنموية في‬


‫الجزائر‪ :‬بين الخطاب الرسمي والواقع الميداني‪ ،2012-1962‬مذكرة ماجيستير في العموم‬
‫السياسية‪ ،‬مدرسة الدكتوراه في القانون والعموم السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫‪.2015‬‬

‫‪-164‬يزيد عباسي‪ :‬مشكالت الشباب االجتماعية في ضوء التغيرات االجتماعية الراىنة في‬
‫الجزائر ‪ ،‬دراسة ميدانية عمى عينة من طمبة جامعة جيجل القطب الجامعي تاسوست جيجل‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‪ ،‬كمية العموم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2016-2015 ،‬‬

‫‪-165‬يوسف حميدي‪ :‬مستقبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية في ظل العولمة‪،‬‬


‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كمية العموم االقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2008-2007 ،‬‬

‫‪484‬‬
:‫بالمغة األجنبية‬-‫ب‬

166-Azzedine Tounés: L’intention entrepreneuriale, thèse


doctorat, faculté de droit, des SC économiques et de gestion,
université de Rouen, France, 2003.
311-Diane Saty Kouame: les facteurs de succès ou d’échec des
jeunes entreprises innovantes Françaises, selon leurs modes
financement et de gouvernance, école doctorale de sciences
juridique, politiques, économiques et de gestion, université de
Lorraine , 03 Avril 2012.
310-Delphine Gendre-Aegerter: La perception du diregeant de
PME de sa responsabilité sociale:une aproche par la
cartographie cognitive, these doctorate en sciences économiques
et social, université de Fribourg, Suisse, 2008.
311-Ferlas Mohammed: Impact des politiques d’aide à
l’entrepreneuriat sur l’émergence d’esprit d’entreprise chez les
jeunes، Cas: ANSEJ de Tizi-Ouzou, magister en Sciences de
Gestion, Univ-Mouloud Mammeri, Tizi-Ouzou, 2012.
310-Jawed Akhtar Mohammed: Corporate social responsibility,
in Islam, thesis submitted to Auckland university of technology in
fulfilment of the requirements for the degree of doctor of
Philosophy, faculty of business, New Zealand, 2007.
313-Tarik EL Malki: Environnement des entreprises,
responsabilite sociale et performance: analyse empirique dans
le cas du Maroc, these de doctorat en Sciences economiques, Aix-
Marseille Universite, 2010.
2‫القوانين والمواثيق‬-1
‫ الجريدة الرسمية‬،2001 ‫ ديسمبر‬12 ‫ المؤرخ في‬18-10 ‫القانون التوجيهي رقم‬-172
.2001 ‫ ديسمبر‬15 ،77 ‫ رقم‬،‫الجزائرية‬

:‫عمى الموقع‬ .2014 ‫ جانفي‬،‫ الفصل الثامن‬،‫ الباب األول‬:‫دستور الجمهورية التونسية‬-173
https://www.constituteproject.org/constitution/Tunisia_2014.pdf?lang=ar

485
‫‪-174‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ :‬استراتيجية برنامج األمم المتحدة االنمائي لممساواة‬
‫‪.2017-2014‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫بين الجنسين‪ ،‬شباب ممكن‪ ،‬مستقبل مستدام‪،‬‬
‫‪file:///C:/Users/acer/Downloads/UNDP-Youth-Strategy-2014-2017-AR%20(3).pdf‬‬

‫‪-1‬المواقع االلكترونية‪2‬‬
‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫‪-175‬إحصائيات الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‪،‬‬
‫‪http://www.angem.dz/article/chiffres-cles/‬‬

‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫‪-176‬إحصائيات الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪،‬‬


‫‪http://www.ansej.org.dz/index.php/fr/nos-statistiques‬‬

‫‪-177‬األمانة العامة لالتحاد المغرب العربي‪ :‬تقرير حول الدراسة الخاصة بأوضاع الشباب‬
‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫المغاربي‪.2012 ،‬‬

‫‪-178‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ :‬إستراتيجية برنامج األمم المتحدة اإلنمائي لممساواة‬
‫ص‪.13‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫بين الجنسين‪ ،‬شباب ممكن‪ ،‬مستقبل مستدام‪،2017-2014 ،‬‬
‫‪.file:///C:/Users/acer/Downloads/UNDP-Youth-Strategy-2014-2017-AR%20(2).pdf‬‬
‫‪-179‬توصيات المؤتمر العالمي الحادي عشر لمندوة العالمية لمشباب اإلسالمي‪ :‬الشباب‬
‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬جاكرتا‪ ،‬اندونيسيا‪.‬‬
‫‪http://arabic.alshahid.net/read-offline/25692/25692.prin‬‬

‫‪-180‬دليل المتدرب‪ :‬البرنامج التدريبي دور مجمس األمناء في تحقيق المشاركة‬


‫ص‪.29‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫المجتمعية‪2008،‬‬
‫‪http://egypt.worlded.org/Docs/ERPCommunityParticipationTrainee.pdf. le 10/02/2017‬‬

‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫‪-181‬شركة قطر لمبتروكيماويات‪:‬‬


‫‪http://qapco.com/ar/sustainability/community/sports-and-health‬‬

‫‪-182‬عبد الرحيم العطري‪ :‬سوسيولوجيا الشباب‪ ،‬من االنتفاضة إلى سؤال العالئق‪،‬‬
‫المتمدن‪ .‬عمى الموقع‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=39783:‬‬ ‫الحوار‬

‫‪486‬‬
‫‪-183‬المجمس األعمى لمشباب‪ :‬اإلستراتيجية الوطنية لمشباب في األردن‪،2009-2005‬‬
‫عمى الموقع‪:‬‬ ‫عمان‪ ،‬المممكة األردنية الهاشمية‪.2004/09/15 ،‬‬
‫‪http://www.jordandesert.org.jo/files/straitgies/1.pdf‬‬

‫‪-184‬المجمس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ :‬ما مكانة الشباب في التنمية المستدامة‬


‫عمى الموقع‪http://www.cnes.dz/ar/wp-content/uploads/RNDH2013-2015.pdf:‬‬ ‫في الجزائر‪.‬‬

‫‪-185‬مفوضية االتحاد اإلفريقي‪ ،‬ميثاق الشباب اإلفريقي‪ ،‬الدورة العادية السابعة لممؤتمر‪،‬‬
‫‪.2006‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫بانجول‪ ،‬جامبيا‪2 ،‬يوليو‬
‫‪http://www.cnes.dz/ar/wp-content/uploads/RNDH2013-2015.pdf le10/02/2017.‬‬

‫‪-186‬و ازرة االقتصاد والتخطيط السعودية‪ ،‬الشباب والتنمية‪ ،‬خطة التنمية التاسعة‪،‬‬
‫عمى الموقع‪ :‬خطة‪02%‬التنمية‪02%‬التاسعة‪https://www.mep.gov.sa/.../Plans/.../0%‬‬ ‫الفصل‪.18‬‬

‫عمى الموقع‪http://www.andi.dz/index.php/ar/a-:‬‬ ‫‪-187‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬


‫‪propos‬‬

‫‪-188‬الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مديرية الصناعة والمناجم‬


‫عمى الموقع‪http://www.dipmepi47.dz/index.php/andpme:‬‬ ‫لوالية غرداية‪.‬‬

‫باتنة‪.‬عمى الموقع‪:‬‬ ‫‪-189‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬فرع‬


‫‪http://www.odejbatna.dz/2015-01-12-10-12-50/ansej.html‬‬

‫‪-190‬القانون الشامل‪ :‬نظام رقابة االستثمارات في الجزائر‪ ،‬األمر رقم ‪ 284-66‬المؤرخ‬


‫عمى الموقع‪http://droit7.blogspot.com/2013/11/blog-post_601.html:‬‬ ‫في ‪.1966/09/15‬‬
‫‪313-Arab British Academy for Higher Education‬‬
‫‪.http://www.abahe.co.uk/b/healthcare-management/healthcare-management-42.pdf. Le‬‬
‫‪09/02/2017‬‬

‫‪487‬‬
‫المــــالحـــــــــــــــــــق‬
‫استمارة بحث‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة لمين دباغين سطيف ‪2‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫قسم علم االجتماع‬


‫تخصص تنظيم وعمل‬

‫استمارة حبث‬

‫دور النسق االجتماعي في تنمية المسؤولية االجتماعية‬


‫لدى الشباب المقاولين‪.‬‬

‫دراسة ميدانية على عينة من الشباب المقاولين بوالية البويرة‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه طور ثالث في علم االجتماع التنظيم والعمل‬

‫األستاذة‪:‬‬ ‫تحت إشراف‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫د‪ .‬أنور مقراني‬ ‫عبد الرزاق منيش‬

‫‪2017/2016‬‬
‫*مالحظة‪ :‬ان بيانات االستمارة ستحاط بالسرية التامة وتستخدم ألغراض علمية فقط‪.‬‬
‫استمارة بحث‬

‫بعدد السدالم واييدب التحيددا‪ ،‬أتقددم الدس سدديادتلم المحترمدة بعملدي الدفا ممددال فديلم ‪ -‬فضدال ال أمددرا‪-‬‬

‫التعاون معي‪ ،‬باإلدالء بأجوبتلم لملء االستمارة وذلك خدمة للعلم‪ ،‬وجزاكم اهلل خير جزاء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬البيانات الشخصية‪ :‬ضع عالمت )‪ )x‬أمام االجابت المناسبت‪.‬‬

‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫‪ -1‬الجنس‪:‬‬


‫‪ -2‬السن‪........ :‬‬
‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫متوسط‬ ‫‪ -3‬المستوى التعميمي‪ :‬ابتدائي‬
‫مطمق‬ ‫متزوج‬ ‫أعزب‬ ‫‪ -4‬الحالة العائمية ‪:‬‬
‫‪ -5‬الكفاءة المينية المتحصل عمييا‪..................................................................:‬‬
‫‪ -6‬مجال النشاط‪...................................................................................:‬‬
‫‪ -7‬عدد سنوات الخبرة في النشاط‪...........................................................………:‬‬
‫‪ -8‬من أين تحصمت عمى التمويالت لمشروعك‪:‬‬
‫‪ANSEJ‬‬ ‫‪ANGEM‬‬ ‫‪CNAC‬‬
‫‪ -9‬سنة انشائك لممشروع‪.................................. :‬‬
‫ال‬ ‫‪ -11‬ىل مارس أحد أفراد أسرتك لنوع معين من األعمال الحرة‪ :‬نعم‬
‫‪-11‬في حالة اإلجابة "بنعم"‪ ،‬من ىو‪................................................................ :‬‬

‫‪-12‬وىل لنشاط (مينة) األسرة دور في اتخاذك لقرار انشاء المشروع؟‬


‫‪..............................................................................................................................................................‬‬
‫‪..............................................................................................................................................................‬‬

‫متوسطة‬ ‫صغيرة‬ ‫مصغرة‬ ‫‪ -13‬نوع مؤسستك‪:‬‬


‫استمارة بحث‬

‫ثانيا‪ :‬مصادر اكتساب السموك األخالقي‪.‬‬

‫عادة ما نجد المقاولون يتحمون بالسموكيات اآلتية‪ ،‬حدد مصدر اكتسابك ليذه السموكيات مرتبا إياىا حسب‬
‫أىميتيا‪ ،‬بوضع عالمة الرتبة المناسبة (من ‪ 11‬إلى ‪ )14‬أمام الخيار المناسب‪.‬‬

‫مؤسسات مؤسسات أجهزة الدعم‬


‫أخرى تذكر‬ ‫األسرة‬ ‫اكتساب السموك األخالقي‬
‫والمرافقة‬ ‫التكوين‬ ‫التعميم‬
‫المسؤولية الشخصية‬
‫‪-14‬الشعور بالرقابة الذاتية عمى األفعال‪.‬‬
‫‪-15‬اتقان األعمال‪.‬‬
‫‪-16‬تجن ببب التعام ببل م ببع المتع بباممين ي ببر‬
‫النزىاء‪.‬‬
‫‪-17‬تحمل نتائج أفعال العمال‪.‬‬
‫روح العمل الجماعي‬
‫‪-18‬التحم ب ببي ب ب ببروح العم ب ببل الجم ب بباعي م ب ببع‬
‫العمال‪.‬‬
‫المصبب ب ب ب ببال‬ ‫‪-19‬التنبب ب ب ب ببازل عبب ب ب ب ببن بع ب ب ب ب ب ب‬
‫الشخصية لتحقيق مصال العمال‪.‬‬
‫‪-21‬التضامن مع قضايا العمال‪.‬‬
‫‪-21‬اسداء النصائ لممقاولين الناشئين‪.‬‬
‫‪-22‬التضببامن مببع المقبباولين المببذين تواجببو‬
‫مشاريعيم أزمات‪.‬‬
‫االهتمام بالزبائن‬
‫‪-23‬المعاممة الحسنة لمزبائن‪.‬‬
‫‪-24‬احت برام آجببال تقببديم المنببتج أو الخدمببة‬
‫لمزبائن‪.‬‬
‫‪-25‬إرض ب بباء الزب ب ببائن أول ب ببى عم ب ببى تع ب ببيم‬
‫استمارة بحث‬

‫األرباح‬
‫االهتمام بالمتكونين‬
‫‪-26‬المعاممة اإلنسانية لممتكونين‪.‬‬
‫‪-27‬التكوين الجيد لممتكونين‪.‬‬
‫‪-28‬التحفيز المادي لممتكونين‪.‬‬
‫تحسين صورة المهنة‬
‫‪-29‬تشريف المينة لدى أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪-31‬تحسببين صببورة الممتينببين لممينببة لببدى‬
‫أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪-31‬تش ب ببجيع الش ب ببباب عم ب ببى التك ب ببوين ف ب ببي‬
‫المينة‪.‬‬
‫التضامن مع افراد المجتمع‬
‫‪-32‬م ارع ب بباة الق ب ببدرة الشب ب برائية لمفئ ب ببات ذات‬
‫الدخل المحدود‪.‬‬
‫خاصببة فببي المناسبببات‬ ‫‪-33‬تقببديم عببرو‬
‫الدينية والوطنية‪.‬‬
‫‪-34‬تقديم المساعدات الخيرية لممحتاجين‪.‬‬
‫‪-35‬المش ب ب ب بباركة ف ب ب ب ببي األعم ب ب ب ببال الخيري ب ب ب ببة‬
‫الموجية ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫استمارة بحث‬

‫ثالثا‪:‬مصادر اكتساب المعارف التنظيمية والمهنية‬


‫التسيير الجيد والمسؤول لممشروع يتطمب اكتساب المقاول لمجموعة من المعارف التن يمية والميارات‬
‫المينيةالتالية‪ ،‬حدد مصدر اكتسابك ليذه السموكيات مرتبا إياىا حسب أىميتيا‪ ،‬بوضع عالمة الرتبة‬
‫المناسبة (من ‪ 11‬إلى ‪ )14‬أمام الخيار المناسب‪.‬‬

‫أخرى‬ ‫مؤسسات مؤسسات أجهزة الدعم‬


‫األسرة‬ ‫اكتساب المعارف التنظيمية والمهنية‬
‫تذكر‬ ‫والمرافقة‬ ‫التكوين‬ ‫التعميم‬
‫األمن والسالمة المهنية‬
‫‪-36‬احترام إجراءات السالمة المينيبة والوقايبة‬
‫من حوادث العمل‪.‬‬
‫‪-37‬اجراء الفحوصات الطبية الدورية‬
‫‪ -38‬اسببتعمال وسببائل الوقايببة والحمايببة أثنبباء‬
‫مزاولة األنشطة‪.‬‬
‫‪ -39‬تبميببا الجيببات المعنيببة ببباألمن والحمايببة‬
‫المدنية في حالة حدوث خطر ما‪.‬‬
‫‪ -41‬تقب ب ببديم اإلسب ب ببعافات األوليب ب ببة واج ب ب براءات‬
‫النجدة لممصاب‪.‬‬
‫صيانة العتاد‬
‫‪ -41‬اج ب براء الفحوصب ببات التقنيب ببة لمعتب بباد فب ببي‬
‫اآلجال المحددة‪.‬‬
‫‪ -42‬مراجعببة تبباريح صببالحية وسببائل الوقايببة‬
‫من الحرائق‪.‬‬
‫‪ -43‬مراجعب ب ب ب ب ببة تب ب ب ب ب بباريح صب ب ب ب ب ببالحية عمبب ب ب ب ب ببة‬
‫اإلسعافات األولية‪.‬‬
‫التسيير البيئي‬
‫‪-44‬ابتكببار طببرق انتاجيببة جديببدة لمتقميببل مببن‬
‫المخمفات الصناعية‪.‬‬
‫‪-45‬ترشيد استيالك الطاقة‪.‬‬
‫‪-46‬ف ب ب ببرز النفاي ب ب ببات والمخمف ب ب ببات الص ب ب ببناعية‬
‫استمارة بحث‬

‫حسب نوعيا‪.‬‬
‫‪-47‬ال ب ب ببتخمف م ب ب ببن النفاي ب ب ببات الس ب ب ببامة ف ب ب ببي‬
‫األماكن المخصصة ليا‪.‬‬
‫العالقات العامة‬
‫‪-48‬االش ببيار الص ببادق لممنتج ببات والخ ببدمات‬
‫التي تقدميا المؤسسة‪.‬‬
‫‪-49‬اسب ببتخدام الوسب ببائط التكنولوجيب ببة الحديثب ببة‬
‫في عممية الترويج لمنتجات المؤسسة‪.‬‬
‫‪-51‬الرد عمى استفسارات وانشغاالت الزبائن‪.‬‬
‫‪-51‬االسب ب ب ب ببتعانة بالمتعب ب ب ب بباممين فب ب ب ب ببي تحديب ب ب ب ببد‬
‫احتياجات السوق السمعية والخدمية‪.‬‬
‫‪-52‬االخببذ بمالح ببات واقت ارحببات المتعبباممين‬
‫وجعميا في مقدمة اىتمامات المؤسسة‪.‬‬
‫االبداع واالبتكار‬
‫‪-53‬ابتكب ببار طب ببرق وتقنيب ببات جديب ببدة لمنافسب ببة‬
‫منتجات وخدمات المؤسسات األخرى‪.‬‬
‫‪-54‬توسيع شبكات التوزيع‬
‫‪-55‬تقببديم منتجببات وخببدمات تمبببي احتياجببات‬
‫الزبائن‪.‬‬

‫‪ -56‬من اين لك المعرفة بالخطوات األساسية المتبعة إلنشاء مشروع جديد؟‬


‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫ال‬ ‫‪-57‬وىل عرفك بأىم الجيات المتخصصة في تمويل المشاريع؟ نعم‬
‫ال‬ ‫‪-58‬ىل أنت عمى عمم بأىم القوانين المن مة لنشاط مشروعك؟ نعم‬
‫‪-59‬حدد مصدر معرفتك بااللتزامات القانونية اآلتية‪ ،‬بوضع امام كل عبارة أحد الخيارات التالية‪ (:‬األسرة‪،‬‬

‫مؤسسات التعميم‪ ،‬مؤسسات التكوين‪ ،‬أجيزة الدعم والمرافقة)‪.‬‬

‫*التصري بالعمال لدى صندوق الضمان االجتماع‪. ................................................ .‬‬


‫*دفع تأمينات واشتراكات العمال في اآلجال القانونية‪. .............................................. .‬‬
‫استمارة بحث‬

‫*تسديد المستحقات الضريبية في اآلجال القانونية‪. .................................................. .‬‬


‫لمجيات الممولة لممشروع‪. ........................................... .‬‬ ‫*احترام رزنامة تسديد القرو‬

‫رابعا‪ :‬المصادر المحفزة عمى المشاركة المجتمعية‪.‬‬

‫‪-06‬من وجه خياراتك إلشناا ذاا اشماوو؟‬


‫أجهزة الدعم واشموافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعليم‬ ‫األسوة‬
‫أخوى تاكو‪...................................................................................‬‬
‫‪-06‬وذل قدمت لك التوجيهات والاووحات الكافية حول أمهية ماووعك يف إعادة بعث النااط يف اشمااريع‬
‫ال‬ ‫احمللية األخوى شنعم‬

‫‪ -62‬وذل تعتقد فعال أشنك ستساذم يف تلبية احتياجات اجملتمع احمللي ‪.....................................‬‬
‫‪......................................................................................................‬‬
‫‪-63‬ماذي أذم اخلدمات اليت سرتكز على توفريذا ألفواد اجملتمع احمللي‪:‬‬
‫*تقدمي عووض خاصة يف اشمناسبات‬ ‫*وفوة اشمنتج‪.‬‬
‫*أسعار تنافسية (معقولة)‬
‫*جودة اشمنتج‬
‫*أخوى تاكو‪.......................................................................................:‬‬
‫‪-64‬من وجهك للرتكيز عليها‪:‬‬
‫أجهزة الدعم واشموافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعليم‬ ‫األ سوة‬
‫أخوى تاكو‪........................................................................................‬‬
‫ال‬ ‫‪-65‬ذل تاارك يف حضور ورعاية التظاذوات اليت تقام يف اشمنطقة اليت تناط فيها شنعم‬

‫‪ -66‬ماذي األشناطة اجملتمعية اليت تاارك يف تنظيمها ورعايتها‪:‬‬


‫تكومي الاخصيات البارزة يف اشمنطقة‬ ‫*محالت تنظيف األحيا‬
‫الترب؟ للمحتاجني‬ ‫* اشمسابقات الوياضية‬
‫*إحيا عادات وتقاليد اشمنطقة‬
‫أخوى تاكو‪........................................................................................ :‬‬
‫استمارة بحث‬

‫‪ -67‬من شجعك على القيام بالك‪:‬‬


‫أجهزة الدعم واشموافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعليم‬ ‫األسوة‬
‫أخوى تاكو‪..........................................................................................:‬‬
‫‪-68‬ما ذي اإلسهامات اليت ميكن ان تقدمها لاباب اشمنطقة من خالل ماووعك‪:‬‬
‫*تكوينهم يف جمال شنااط اشماوو؟‪.‬‬
‫*تاغيلهم يف اشماوو؟‪.‬‬
‫*تاجيعهم على اشناا مااريع خاصة هبم‬
‫*توجيههم لالستثمو يف اشمااريع اليت مل تستغل بعد بالاكل الكايف‬
‫أخوى تاكو‪..................................................................................... :‬‬
‫‪-69‬ومن شجعك على القيام بالك‪.‬‬
‫أجهزة الدعم واشموافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعليم‬ ‫االسوة‬
‫أخوى تاكو‪......................................................................................... :‬‬
‫‪-70‬ماذي األذداف اجملتمعية اليت تسعى للمسامهة يف حتقيقها من خالل ماووعك يف اجملتمع احمللي‪:‬‬
‫*ختفيض شنسبة البطالة‬
‫*دتكني اشموأة من ولوج عامل الاغل‬
‫*توفيز بعض مناصب العمل لذوي االحتياجاث الخاصت‬

‫*اشمسامهة يف حتسني األوضا؟ االجتماعية واالقتصادية للمجتمع احمللي‬


‫أخوى تاكو‪......................................................................................... :‬‬
‫‪-71‬ومن دفعك للتفكري يف ذلك‪:‬‬
‫أجهزة الدعم واشموافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعليم‬ ‫االسوة‬
‫أخوى تاكو‪......................................................................................... :‬‬
‫‪.‬‬

‫ال‬ ‫شنعم‬ ‫‪ -72‬ذل تفكو يف توسيع اشماوو؟ مستقبال‬


‫‪ -37‬يف حالة اإلجابة بنعم ذل من أجل‪:‬‬
‫*خلق مناصب عمل جديدة‬
‫* االستثمار يف جماالت أخوى‬
‫*إقامة شواكة مع مقاولني آخوين‬
‫استمارة بحث‬

‫أخوى تاكو‪......................................................................................... :‬‬


‫ال‬ ‫‪-37‬ذل تفكو يف اشمااركة يف معارض اشمنتجات للتعويف مبنتجاتك شنعم‬
‫‪ -37‬يف حالة اإلجابة "بنعم" من أين استمدت تلك الفكوة من‪:‬‬
‫أجهزة الدعم واشموافقة‬ ‫مؤسسات التكوين‬ ‫مؤسسات التعليم‬ ‫األسوة‬
‫أخوى تاكو‪.........................................................................................:‬‬
‫‪ -30‬وذل تعتقد اشنك بالك ستساذم يف تطويو اشمنتوج الوطين والتقليل من حدة منافسة اشمنتجات األجنبية له‬
‫‪......................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................‬‬

‫نشكركم على حسن التعاون‬


‫جدول رقم (‪ )41‬يوضح‪ :‬تطور عدد المشاريع المنشأة في إطار الوكالة وتوجهاتها الجديدة لنوع‬
‫األنشطة التي تركز عمى تمويمها خالل الفترة الممتدة من (‪ )1242/41/14‬إلى غاية (‪)1242/41/14‬‬

‫الزراعة‬
‫أعمال‬ ‫الصناعة‬ ‫أشغال‬
‫‪Total‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪ %‬خدمات‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الحرف‬ ‫‪%‬‬ ‫والصيد‬
‫حرة‬ ‫والصيانة‬ ‫البناء‬
‫البحري‬

‫‪79‬‬ ‫‪21‬‬ ‫بدايةاالنشاءفي‬


‫‪140 503‬‬ ‫‪56%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪3648‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪10 807‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪9 818‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪11% 15 171‬‬
‫‪080‬‬ ‫‪979‬‬ ‫‪4232/34/53‬‬

‫‪29‬‬
‫‪42 832‬‬ ‫‪68%‬‬
‫‪228‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪569‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪2 118‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪3 672‬‬ ‫‪8% 3 559‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪3 686‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪45‬‬
‫‪65 812‬‬ ‫‪69%‬‬
‫‪167‬‬
‫‪1%‬‬ ‫‪826‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪3 301‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪4 375‬‬ ‫‪8% 5 438 10% 6 705‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪21‬‬
‫‪43 039‬‬ ‫‪49%‬‬
‫‪192‬‬
‫‪2%‬‬ ‫‪1 042‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪3 333‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪4 347‬‬ ‫‪11% 4 900 19% 8 225‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪12‬‬
‫‪40 856‬‬ ‫‪32%‬‬
‫‪944‬‬
‫‪4%‬‬ ‫‪1 450‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪6 614‬‬ ‫‪12%‬‬ ‫‪5 106‬‬ ‫‪10% 4 255 26% 10 487‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪23 676‬‬ ‫‪20% 4 688 5%‬‬ ‫‪1 205‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫‪4 913‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪3 838‬‬ ‫‪9% 2 170 29% 6 862‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪11 262‬‬ ‫‪21% 2 355 6%‬‬ ‫‪716‬‬ ‫‪24%‬‬ ‫‪2720‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫‪1672‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪31%‬‬ ‫‪3479‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪194‬‬ ‫‪42‬‬ ‫بدايةاالنشاءفي‬


‫‪367 980‬‬ ‫‪53%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪9 456‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪33 806‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪32 828 12%‬‬ ‫‪15% 54 615‬‬
‫‪654‬‬ ‫‪621‬‬ ‫‪4232/34/53‬‬
:‫امللخص‬
‫ كوهه ًلرتن مبسؼى احلكومات‬،‫حيجز مفهوم املسؤومية الاجامتغية اميوم حزيا مؼرفيا وثدبرياي يف امنلاش امؼلمي‬
‫ بذكل تروم ادلراسة امتأكيد‬.‫واملؤسسات املامية ادلومية امرايم اىل ثوظني امنشاط امللاواليت مضن اظار امتمنية املس تدامة‬
،‫ػىل أن اشاػة هذا املفهوم يف اموسط امش بايب امللاول يرثبط بفهم ادلور اذلي ًؤدًه امنسق الاجامتغي(الرسة‬
‫ يف ظل جمال‬،‫ يف امتفكري واحتضان وثعوير امللاوةل‬،)‫ أهجزة ادلمع واملرافلة‬،‫ مؤسسات امتكوين‬،‫املؤسسات امتؼلميية‬
‫ وثُظهر ادلراسة اميت أجرًت ػىل غينة من امش باب امللاومني‬.‫ والاهتظارات اجملمتؼية‬،‫سوس يو اكتصادي ملئ ابمشكوك‬
‫ فامي ثؤدي مؤسسات‬،‫ أن الرسة متثل املصدر امرئيس متمنية امسلوك الخاليق دلى امش باب امللاومني‬،‫من والًة امبويرة‬
‫ يف‬.‫امتكوين والمتهني دورا يف اكساهبم املؼارف امتنظميية واملهنية اميت ثبين ثصورمه احلريف وامللزتم غن املرشوع امللاواليت‬
‫الخري ثتكيف امللاوةل مع حميعها اجملمتؼي والاكتصادي من خالل خعاظة مؼنوًة ومادًة ثلدهما أهجزة ادلمع واملرافلة‬
‫ وتمنية ثبادل اجيايب مصورة ملاوةل غري ثلليدًة حتوز ػىل اػرتاف جممتؼي ابملؼىن‬،‫لجل احتضان مرشوػات امش باب‬
.‫االوساين والخاليق‬
.‫ امش باب امللاومني‬،‫ املسؤومية الاجامتغية‬،‫ امنسق الاجامتغي‬،‫ ادلور‬:‫املكامت املفتاحية‬

Summary:

The concept of social responsibility holds today a cognitive and managerial


space in the scientific debate, as it is combined with the endeavor of
governments and international financial institutions that aims to settle
entrepreneurial activity within the framework of sustainable development.
So, the study wants to emphasize that the diffusion of this concept within
the youth entrepreneurial world is related to the understanding of the role
played by the social system (family, educational institutions, training
institutions, support and accompaniment bodies) in thinking, harboring and
developing the enterprise within a socio-cultural field full of doubts and
societal expectations. The study conducted on a sample of young
entrepreneurs from the province of Bouira, shows that the family is the main
source for the development of ethical behavior among the young
entrepreneurs, while the training institutions play a role in providing them
with organizational and professional knowledge that builds their craft and
conformist vision of the entrepreneurial project. Finally, the enterprise
adapts to its social and economic environment through moral and material
steps provided by the support and accompaniment agencies for receiving
youth projects and developing a positive exchange of a non-traditional
entrepreneurial image that has a community recognition in the human and
moral sense.

Keyword : role, social system, social responsibility, young entrepreneurs.

You might also like