Professional Documents
Culture Documents
محاضرات
محاضرات
من إعداد:
األستاذة :جعيجع نبيلة
أستاذ حماضر بقسم العلوم التجارية
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري
جامعة حممد بوضياف ابملسيلة
1
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
ملخص:
نظرا لكون التفاوض علم له أصوله ومناهجه ونظرايته وأساليبه ،وهو علم جديد آخذ يف التشكيل ،إال أنه
حيظى ابهتمام الباحثني يف العلوم االجتماعية الذين حياولون أتسيس نظرايت له ،لتعلقه بقضااي جوهرية ومهمة
لبناء اجملتمعات على النحو األفضل ،وتفعيل عملية التواصل داخل اجملتمعات وفيما بينها على املستوى العاملي،
ودراسة علم التفاوض فرضته ممارسة عملية املفاوضات بصورة مل يسبق هلا مثيل ،من خالل التطورات اليت أدت إىل
جعل العامل قرية صغرية .لذلك أردان أن نتناول يف هذه املطبوعة مقياس تقنيات التفاوض الدويل حسب الربانمج
الذي حددته وزارة التعليم العايل والبحث العلمي للسداسي السادس من العام الدراسي للسنة الثالثة جتارة دولية،
فجاء هذا املقياس لتحقيق األهداف التالية:
-متكني الطالب من التعرف على اإلطار املفاهيمي للتفاوض واملفاوضات وأنواعه وأطرافه.
-التعرف على مناهج واسرتاتيجيات التفاوض والتكتيكات املتبعة يف ذلك.
-معرفة كيفية احلوار والتقنيات املتبعة يف اإلقناع.
-متكني الطالب من فهم شخصية املفاوض الناجح واملهارات واخلصائص اليت جيب ان يتصف هبا.
-التطرق إىل اإلسرتاتيجية اليت يتبعها املفاوض بعد هناية عملية املفاوضات.
2
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
برانمج املقياس:
3
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
متهي ـد:
التفاوض عملية قدمية قدم التاريخ ،فقد استخدم اإلنسان التفاوض يف تنظيم العالقات مع غريه من
خالل احملاداثت الشفوية اليت كانت الوسيلة األوىل لالتصال والتفاوض وتبادل الرأي يف خمتلف املواضيع والقضااي
واملشاكل ،وكان احلوار والنقاش بني األفراد واجلماعات فيما يتعلق بعالقتهم احلياتية الوسيلة األوىل للتفاهم والتوافق
يف العالقات واملعامالت التجارية ،ومع ظهور احلضارات القدمية اليت اهتمت بتنظيم عالقاهتا اخلارجية وإجراء
املفاوضات ،جند أن املصريني والبابليني كانوا يعقدون املعاهدات اخلاصة ابلتحالفات والصداقات ،كما أن
املفاوضات العسكرية (احلربية ) كانت أسلوابً شائعاً ،نتيجة كثرة الصدامات املسلحة اليت كانت تنشب فيما بني
القبائل ،أو املدن ،أو الدول أو الشعوب ،ومع نشأة األمم وظهور الدولة احلديثة مبؤسساهتا السياسية والقانونية
واالقتصادية واالجتماعية تطورت وتعقدت وتنوعت العالقات بني اجلماعات واملؤسسات والتكتالت املختلفة
داخل الدولة الواحدة كما تطورت العالقات بني الدول املختلفة ،ويف ظل هذا التطور أصبح التفاوض سواء على
املستوى احمللي أو اإلقليمي أو الدويل أداة هامة يف تسوية املشاكل وحل اخلالفات والقضاء على األزمات وزايدة
التفاهم والتفاعل وإقامة التوازن بني املصاحل املختلفة وبني احلقوق والواجبات ،فنحن نعيش عصر املفاوضات،
سواء بني األفراد أو الدول أو الشعوب؛ يف كافة جوانب حياتنا اليت هي سلسلة من املواقف التفاوضية لذلك
تظهر ضرورة التفاوض و أمهيته أثراً واضحاً على حياتنا ،وفيما يلي سنتناول بشيء من التفصيل ماهية التفاوض
وأنواعه ومناهجه واسرتاتيجياته .
4
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
1
Gavin Kennedy, Everything Is Negotiable, Arrow Book limited, 1987.
2ثابت عبد الرحمن ادريس ،التفاوض :مهارات واستراتيجيات ،الدار الجامعية ،0441 ،ص 00
3صديق محمد عفيفي ،جرمين حزين سعد :التفاوض الفعال في الحياة واألعمال ،مكتبة عين شمس للنشر ،مصر ،الطبعة
السابعة ،0441 ،ص11 :
4أحمد فهمي جالل ،مهارات التفاوض ،مركز تطوير الدراسات العليا والبحوث ،كلية الهندسة ،جامعة القاهرة،0441 ،
www.capscu.comيوم .0411/40/00 :
5
Barlow, G, and Eiso, G Purchasing Negotiations, N.Y,C.B.I Publishers Co1983, p3
5
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-هو أسلوب للحوار والتعبري عن وجهات النظر انطالقا من موقف معني بغية الوصول إىل اتفاق ملزم بني
األطراف املشرتكة يف عملية التفاوض حول موضوع معني يكون اقتصاداي أو سياسيا أو اجتماعيا أو غريه من
دولتني أو عدة دول وكذلك بني املنظمات حول التحالفات أو االندماجات وغريها..1
هو عقد حماداثت لالتفاق حول هدف معني أو مشكلة قائمة أو مرتقبة مثل التفاوض حول مشكلة مياه النيل
بني مصر والسودان من انحية وأثيوبيا وابق يدول املنبع لتحقيق املصاحل املشرتكة.2
من خالل هذه التعاريف خنلص إىل أن التفاوض هو عملية اجتماعية ونفسية ومنطقية تعتمد على
التفاعل ،التأثري النفسي واإلقناع واحلث من خالل احلوار وتبادل وجهات النظر اهلادفة بني طرفني أو أكثر لديهما
تباين يف اآلراء واألهداف اليت يسعى كل منهما لتحقيقها وتتعلق بقضية أو خالف أو نزاع أو صفقة أو
مسالة معينة تربط مصاحلهما ،وذلك بغرض التوصل إىل حل أو اتفاق مقبول ومرضي جلميع األطراف.
التفاوض ه و موقف تعبريي حركي قائم بني طرفني و أكثر حول قضية من القضااي يتم من خالله عرض
تبادل وتقريب ومواءمة وتكييف وجهات النظر واستخدام كافة أساليب اإلقناع للحفاظ على املصاحل القائمة أو
للحصول على منفعة جديدة إبجبار اخلصم ابلقيام بعمل معني أو االمتناع عن عمل معني يف إطار عالقة االرتباط
بني أطراف العملية التفاوضية جتاه أنفسهم أو جتاه الغري.
اثنيا :الفرق بني التفاوض واملساومة واملشاورة
أ -الفرق بني التفاوض واملساومة :هناك تشابه كبري وخلط بني املفهومني التفاوض واملساومة ،وملعرفة الفرق بني
التفاوض واملساومة جيب طرح التساؤل التايل :هل التفاوض يساوى املساومة ؟
حيدث أحياان خلط بني مفهوم التفاوض Negotiationومفهوم املساومة
Bargaining
التفاوض مفهوم يدل على عملية ديناميكية يراد هلا أن حتل ما بني الطرفني املتنازعني من مشكالت خالفية
مشرتكة ،ومن مث فهي عملية عقلية تقوم على احرتام متبادل بني طرفيها ،حيرتم فيها كل طرف حاجات
ومصاحل وأهداف الطرف اآلخر وال خيرج منها طرف وقد حقق مكاسب ومغامن على حساب الطرف اآلخر.
أما املساومة فهي عملية نفعية حبتة ،إذ يسعى فيها كل طرف لتحقيق مكاسب جتئ ابلضرورة على حساب
خسارة الطرف الثاين ،ومن مث فهي عملية أقل قيمة واحرتاما من عملية التفاوض .فنحن حني نبتغى شراء
سيارة أو جهاز تكييف أو حاسبا اليا فإمنا نسعى دائما للحصول على أرخص سعر ،ومن مث حنن نساوم
1المرجع نفسه،
2عبد هللا جماعة ،أحمد ابراهيم عبد الهادي ،التفاوض اصول عملية ومهارات وفنون ،برنامج مهارات التسويق والبيع،
مركز التعليم المفتوح بجامعة بنها ،ص ،10من الموقع االلكترونيwww.olc.bu.edu.eg/olc :
6
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
البائع على حتقيق أكرب خصم ممكن هو مكسب لنا وهو يف الوقت نفسه ميثل خسارة له ،وهكذا خنطئ حني
نسمى هذه العملية بعملية تفاوض.
من خالل ماسبق ميكن القول إن أدق وصف لطبيعة العالقة بني طريف املساومة هي عالقة ربح طرف على
حساب خسارة الطرف الثاين ،يف حني أن العالقة بني طريف التفاوض عالقة يتحقق فيها املكسب أو الربح
بلغة املساومة للطرفني حيث ال حيقق مبقتضاها أي من الطرفني مكاسب أكرب من مكاسب الطرف اآلخر
كما هو احلال يف املساومة.
-وميكن متثيل حالة املساومة والتفاوض يف الشكل التايل:
7
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
نصيب
نصيب نصيب نصيب
المشتري
البائع المشتري البائع
أو
املصدر :أمحد فهمي جالل ،مهارات التفاوض ،الطرق املؤدية إىل التعليم العايل ،مركز تطوير اإلدارات العليا
والبحوث ،كلية اهلندسة ،جامعة القاهرة ،7112 ،ص 10
كما ميكن تلخيص الفرق بني التفاوض واملساومة يف اجلدول التايل:
جدول رقم ( :)10الفرق بني التفاوض واملساومة
املساومة التفاوض الفرق من حيث:
ربح/خسارة ربح/ربح اهلدف
عدم التكافؤ التكافؤ والتوازن القوى
قضية واحدة قضااي عديدة معقدة موضوع القضية
أخذ فقط أخذ/عطاء نوع العالقة
عبد هللا جماعة ،أحمد ابراهيم عبد الهادي ،التفاوض اصول عملية ومهارات وفنون ،برنامج مهارات التسويق والبيع ،مركز التعليم املصدر:
المفتوح بجامعة بنها ،ص ،41من الموقع االلكترونيwww.olc.bu.edu.eg/olc :
ب -الفرق بني التشاور والتفاوض
املشاورة هي مناقشات الغرض منها اإلفصاح عن معلومات حول مسألة موضوع التشاور أو االفصاح عن
وجهات النظر حول مسألة معنية و هذا حيدث بشكل اعتيادي بني الدول إال أنه يف بعض املراحل القيام إبجراء
املشاورة يعد التزاماً قانونياً ؛ كما يف معاهدة إنشاء السوق األوروبية املشرتكة حيث أن شرط املشاورات هو حسن
النية فإهنا المتنح األطراف املعنية احلق يف قبول وجهات نظرها من قبل الدول األخرى ؛ ويُعد التشاور بصفة عامة،
ابعتباره أمراً متميزاً عن احلوار ،و وسيلة أكثر تنظيماً تصاحبها توقعات مؤكدة أبن هذه العملية ستؤثر على صنع
القرار ،وستتمخض عن سياسات وبرامج ومشروعات حتظى بقدر أكرب من التوافق يف اآلراء.1
أما املفاوضة فهي تبادل وجهات النظر فيما بني ممثلي أشخاص القانون الدويل أو املنظمات الدولية ،بغية
التوصل إىل حل مسألة ما ،أي أن التفاوض موقف تعبريي حركي قائم بني طرفني أو أكثر حول قضية من
القضااي يتم من خالله عرض وتبادل وتقريب ومواءمة وتكييف وجهات النظر واستخدام كافة أساليب اإلقناع
)1أحمد كركوب ،الوسائل السلمية في تسوية المنازعات الدولية -مذكرات غير منشورة -0442 ،ص 11
8
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
للحفاظ على املصاحل القائمة أو للحصول على منفعة جديدة إبجبار اخلصم ابلقيام بعمل معني أو االمتناع عن
عمل معني يف إطار عالقة اإلرتباط بني أطراف العملية التفاوضية جتاه أنفسهم أو جتاه الغري.
اثلثا – أمهية علم التفاوض
تنشأ أمهية علم التفاوض من زاويتني أساسيتني:1
األوىل :ضرورته وتظهر ضرورة علم التفاوض ومدى األمهية اليت يستمدها من العالقة التفاوضية القائمة بني أطرافه
أي ما يتعلق ابلقضية التفاوضية اليت يتم التفاوض بشأهنا ،أما الثانية :حتميته حيث جند أن علم التفاوض يستمد
حتميته من كونه املخرج أو املنفذ الوحيد املمكن استخدامه ملعاجلة القضية التفاوضية والوصول إىل حل للمشكلة
املتنازع بشأهنا.
فكل طرف من أطراف القضية التفاوضية لديه درجة معينة من السلطة والقوة والنفوذ لكنه يف الوقت نفسه ليس
لديه كل السلطة أو النفوذ أو القوة الكاملة إلمالء إرادته وفرضها إجبارايً على الطرف اآلخر ،ومن مث يصبح
التفاوض هو األسلوب الوحيد املتاح أمام األطراف اليت هلا عالقة ابلقضية وتريد الوصول إىل حل هلا ،هذا من
انحية ،ومن انحية أخرى فإن التفاوض ميثل مرحلة من مراحل حل القضية حمل نزاع ،إذ يستخدم يف أكثر من
مرحلة ،وغالباً ما يكون تتوجياً كامالً هلذه املراحل .فالتفاوض كأداة للحوار يكون أشد أتثرياً من الوسائل األخرى
حلل املشاكل.
وميكن إجياز األمهية العامة للتفاوض فيما يلي:2
-إن الصراع لإلقناع صناعة متطورة واملناسبات اليت تتطلب التفاوض تتزايد ابستمرار.
-إن املفاوضات جزء من أساليب إدارة الصراع وأدواته حىت االستسالم ينتهي مبفاوضات على شروطه فعلية كانت
أم شكلية.
-إن املفاوضات وسيلة البعض لتغيري واقع قائم وخلق واقع جديد وسابقة للحاضر واملستقبل.
-إن املفاوضات كأسلوب عمل ال ميكن أن يقبل به أو يرفض ومن منطلق مبدئي ومطلق فهي ترفض أو تقبل
اآلن أو غدا هلذا السبب أو ذاك ولكن ليس من حيث املبدأ.
-إن املفاوضات تؤدي إىل احلصول على نتائج أفضل من النتائج اليت حتصل عليها دون تفاوض.
-يعد التفاوض مبثابة الوسيلة اليت تعين تعظيم املكاسب واملنجزات وتقليل اخلسائر إىل أدىن حد ممكن يف
االجتاهني .
-يعد التفاوض عملية اتصال إنساين مستمر يهدف إىل القضاء على اخلالفات من بدايتها كما حل حمل الوسائل
التقليدية يف حل الصراعات وبؤر التوتر ،وهو وسيلة الضعفاء للحصول على ما يريدون من حتالفات أو تكنولوجيا
1
الموقع :انظرhttp://www.sst5.com
- 2بشير العالق ، ،إدارة التفاوض ،دار اليازوري ،عمان ،االردن ،0414 ،ص 10
9
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
أو موارد أخرى ،وهو وسيلة املستثمرين يف التعاقد مع غريهم لفتح أسواق جديدة أو تسويق سلعة ما وهو وسيلة
احلصول عليها ويكاد يكون الطريقة الوحيدة لكسب الوقت يف احلاالت الطارئة.
وأخريا يسهم التفاوض يف إجياد عامل أكثر أمنا من خالل املفاوضات اجلماعية على مستوى املنظمات الدولية
واإلقليمية عن طريق املفاوضات الوقائية اليت هتدف إىل احلد من التسلح أو خفض األسلحة النووية أو القيام
مبشاريع التنمية يف الدول الفقرية من خالل املنظمات الدولية.
رابعا :أهداف التفاوض
يف كتاب صدر عن معهد الدراسات الدبلوماسية جبامعة جورج اتون قدم تصنيفا ألنواع التفاوض منطلقا من
أهداف التفاوض الرئيسية:1
-التفاوض من أجل متديد اتفاقات أو عقود قائمة ويستهدف هذا النوع من التفاوض إطالة أمد اتفاقيات أو
ترتيبات قائمة ألطراف معينة حيث ان انتهاء العقد بني الطرفني قد يؤدي إىل أتثريات سلبية على احد الطرفني أو
كالمها.
-التفاوض من أ جل تطبيع عالقة ويكون ذلك عندما يكون املقصود هو أتسيس عالقة معينة بني الطرفني ،وقد
يكون ذلك بعد عملية صراع طويل بني طرفني متخاصمني.
-مفاوضات تغيري أوضاع ما لصاحل طرف ما ويستهدف ذلك تشكيل وتغيري األوضاع لصاحل طرف ما على
حساب طرف آخر ،وطابع هذا التفاوض هو التهديد والقهر واإلجبار أي فرض االستسالم.
-املفاوضات االبتكارية واملقصود منها هو خلق عالقة جديدة أو التفاوض إلنشاء مؤسسة جديدة األمر الذي
يؤسس لتغيري العالقة القائمة بني أطراف التفاوض ومثال ذلك أتسيس السوق األوروبية املشرتكة ومن مث االحتاد
األوريب ومفاوضات السوق العربية املشرتكة وغريها.
-مفاوضات التأثريات اجلانبية :وهي تلك املفاوضات اليت ال تستهدف التوصل إىل اتفاق بل يقصد منها احلفاظ
على االتصال ،استطالع مواقف اخلصم والقيام ابخلداع والتظليل .
خامسا :األسس العامة لثقافة التفاوض:
تتمثل األسس العامة لثقافة التفاوض على العموم فيما يلي:2
-الرتكيز على حل املشاكل وجتنب التعرض لألشخاص أبي نوع من التشويه ،أي حتري املوضوعية وجتنب
الشخصيات يف تناول املسائل.
-تنمية حاسة االستماع اجليد لآلخرين
2طاشور عبد الحفيظ ،دروس في قانون التفاوض ،دروس مقدمة لطلبة السنة الثانية جامعة التكوين المتواصل،
10
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-إقامة احلجج وكيف نستخدمها إجيابيا لصاحل التفاوض وليس لصاحل هزمية اخلصم أو الطرف اآلخر.
-االستخدامات اإلجيابية لعامل الوقت يف عملية املفاوضات.
-جتنب األسلوب غري املباشر يف األمور اليت حتتاج إىل توضيح دقيق ،وجتنب الغموض خاصة يف اللحظات
احلامسة
-جتنب أساليب املغالطات والدفاع عن األوضاع اخلاطئة أو عدم االعرتاف ابخلطأ.
-جتنب التقوقع داخل الذات واخلوف من املواجهة اإلجيابية مع اآلخرين.
-أمهية حتديد النقاط اليت ميكن التفاوض بشأهنا واليت تؤسس األرضية املشرتكة مع اآلخرين بقدر اإلمكان.
أمهية حتديد أولوايت التفاوض ،حبيث علينا حتديد أمهية ووزن كل نقطة ومن مث حتديد أولوايت التحدث
بشأهنا وترتيبها على قائمة موضوعات انتعاش أو هتميشها أو السكوت عنها.
-أمهية تقييم املوقف التفاوضي دائما لتعرف املستجدات اليت حدثت أثناء العملية التفاوضية والتكيف مع
هذه املستجدات ابلطريقة اليت جتعل حتقيق األهداف املرجوة ومراعاة أهداف الطرف اآلخر.
-فهم وظائف وآليات األسئلة متاما هبدف االستفادة من دورها يف إجناح العملية التفاوضية.
-مراعاة أسلوب وطريقة احلوار مع اآلخرين واملالئمة لسياق العملية ،فإن الطريقة اليت تتحدث هبا قد يكون
هلا قيمة أكثر من الكالم الذي تقوله.
-مراعاة كم املعلومات اليت يلقى هبا يف عملية التفاوض والتحلي بصفة أن ال نقول أكثر مما يتطلبه احلوار
وال أقل.
سادسا -نظرايت التفاوض:
توجد نظريتان أساسيتان للتفاوض تتمثل فيما يلي:
-1النظرية الكالسيكية ::وهي اليت يتخذ فيها كل مفاوض موقف معني ويدافع عنه قدر استطاعته وقد
يتمسك األطراف مبواقفهم املتعارضة فيفشل التفاوض ،أو قد يبدءوا يف تقدمي التنازالت والوصول إىل اتفاق يف
منتصف الطريق عن طريق اقتسام موضوع التفاوض وهذا النوع من التفاوض ابلرغم من انتشاره إال أنه ال
يساعد على الوصول إىل اتفاق يرضي األطراف املتفاوضة أو اتفاق طويل املدى إذ عادة ما يشعر كل طرف
أنه اضطر للتنازل وأنه مل حيصل على ما حيقق له الفائدة املرجوة ،ومن عيوب هذا النوع من التفاوض أيضا
أنه يستغرق الكثري من الوقت واجلهد وغالبا املال ،وكثريا ما يؤدي إىل إفساد العالقات املستقبلية بني طريف
التفاوض.
-0النظرية املعتمدة على مصاحل األطراف املعنية :وهذه النظرية تعتمد على مصاحل األطراف املعنية كأساس
للوصول إىل حلول خالقة حتقق هبا كل األطراف الفائدة القصوى .وقد تبىن العديد من دارسي التفاوض
11
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
"Principled نظرية رايف وطوروا وأضافوا اليها وقد طور مشروع هارفارد للتفاوض نظرية" التفاوض املنظم
Negotiation
عرف(روجر فيشر ووليام وآخرون) 1نظرية" التفاوض املنظم " أبهنا العملية اليت تساعد املفاوضني على
الوصول إىل اتفاق حكيم حيقق املصاحل املشروعة لكل طرف من األطراف املعنية أبقصى حد ممكن .وحيل
هذا االتفاق نقاط اخلالف بطريقة عادلة مع إمكانية استمرارية هذه احللول واألخذ يف االعتبار مصاحل اجملتمع
الذي تتعامل معه األطراف املتفاوضة.
تتسم هذه العملية أبهنا ال تتطلب الوقت الذي تستغرق التنازالت املتتالية للطريقة الكالسيكية ،كما أهنا ال
تفسد العالقات املستقبلية لألطراف املتفاوضة.
وقد ذكر (فيشر وبريي) أربعة عناصر أساسية لنجاح عملية" التفاوض املنظم":
-فصل األشخاص عن املشكلة :جيب أن يرى املفاوضون بعضهم على أهنم يعملون جنبا إىل جنب ويهامجون
املشكلة وليس بعضهم البعض.
-الرتكيز على مصاحل األطراف املعنية وليس على موقف واحد ال يتغري :فالرتكيز على موقف واحد واالكتفاء
برتديده دون مراعاة مصاحل األطراف األخرى وإمكانية حتقيقها يوصل املفاوضات إىل طرق مسدود أو إىل
حلول وسط سرعان ما يعود اخلالف والنزاع بعدها لعدم رضاء األطراف مبا توصلوا إليه يف املفاوضات.
-إجياد احتماالت واختيارات خمتلفة قبل حماولة الوصول إىل اتفاق.
-اختيار معيار موضوعي لقياس صالحية االتفاق الذي مت التوصل إليه ،ممكن أن يكون هذا املعيار املوضوعي
قانون من القوانني أو رأي أهل اخلربة أو غريه.
وتعترب نظرية التفاوض القائمة على مصاحل األطراف املعنية هي النظرية السائدة اآلن ملميزاهتا املذكورة ،وقد
اعتمد عليها معظم علماء اإلدارة يف كتاابهتم كما رأينا ابلنسبة ملطوري " التفاوض املنظم " وغريهم.2
-IIمكوانت عملية التفاوض وشروطها :
أوال :عناصر التفاوض الرئيسية :تتمثل عناصر التفاوض الرئيسية فيما يلي:
:1املوقف التفاوضي :يعد التفاوض موقف ديناميكي أي حركي يقوم على احلركة والفعل ورد الفعل إجياابً وسلباً
وأتثري أو أتثراً .والتفاوض موقف مرن يتطلب قدرات هائلة للتكيف السريع واملستمر وللمواءمة الكاملة مع
املتغريات احمليطة ابلعملية التفاوضية.3
* روجر فيشر ووليام بيري وبروس باتون ،الوصول إلى موافقة التفاوض بدون استسالم ،ترجمة لميس اليحي ومحمود
الزواوي ،االهلية للنشر والتوزيع ،دون ذكر بلد النشر ،0414 ،ص 00
2عباس األمين شيخ محمد ،تعريف ومفهوم وتطور التفاوض ،محاضرات غي التفاوض ،المعهد العالي لعلوم الزكاة،
www.zakatinst.net
3
http://www.sst5.com
12
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
1السمرة زيادة ،فن التفاوض ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،األردن ،0441 ،ص .00
13
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
- 4اهلدف التفاوضي :1ال تتم أي عملية تفاوض بدون هدف أساسي تسعى إىل حتقيقه أو الوصول إليه
وتوضع من أجله اخلطط والسياسات .فبناء على اهلدف التفاوضي يتم قياس مدى تقدم اجلهود التفاوضية يف
جلسات التفاوض وتعمل احلساابت الدقيقة ،وجتري التحليالت العميقة لكل خطوة .
ويتم تقسيم اهلدف التفاوضي العام أو النهائي إىل أهداف مرحلية وجزئية وفقاً ملدى أمهية كل منها ومدى اتصاهلا
بتحقيق اهلدف اإلمجايل أو العام أو النهائي.
ومن انحية أخرى فإن اهلدف التفاوضي ،يدور يف الغالب حول حتقيق أي من اآليت:
-القيام بعمل حمدد يتفق عليه األطراف.
-االمتناع عن القيام بعمل معني يتفق على عدم القيام به بني أطراف التفاوض.
-حتقيق مزيج من اهلدفني السابقني معاً.
-5البيئة التفاوضية :التتم العملية التفاوضية يف فراغ إمنا يف بيئة فيها الكثري من التحدايت ،املتغريات واملعطيات
االقتصادية واالجتماعية والسياسية وغريها اليت تؤثر بدرجة كبرية على العملية التفاوضية ،لذلك يتعني على
املفاوض دراسة وحتليل هذه املتغريات واملعطيات وحماولة استغالل الفرص مبا حيقق األهداف التفاوضية.
والشكل املوايل يوضح عناصر التفاوض الرئيسية:
شكل رقم( :)2عناصر التفاوض
عناصر التفاوض
الموقف التفاوضي
الهدف التفاوض
البيئة التفاوضي
املصدر :موسى غامن فنجان ،فاطمة فاحل أمحد ،أخالقيات التفاوض يف املنهج اإلسالمي ،دار الكندي
للنشر ،األردن ،2002 ،ص 33
اثنيا -شروط التفاوض :للتفاوض شروط ضرورية ال يتم إال هبا تتمثل فيما يلي:2
1موسى غانم فنجان ،فاطمة فالح أحمد ،أخالقيات التفاوض في المنهج اإلسالمي ،دار الكندي للنشر ،األردن ،0441 ،ص
.00
14
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-1القوة التفاوضية :ترتبط القوة التفاوضية حبدود أو مدى السلطة والتفويض الذي مت منحه للفرد املتفاوض
وإطار احلركة املسموح له ابلسري فيه وعدم تعديه أو اخرتاقه فيما يتصل ابملوضوع أو القضية املتفاوض بشأهنا.
وتنشأ القوة التفاوضية من مصادر عدة أمهها:
أ-احلاجة :من الذي حيتاج هذه الصفقة أكثر من اآلخر؟ العميل أم البائع؟ اكتشف املزيد من االحتياجات اهلامة
للعميل ،فكر فيه وضع نفسك مكانه وختيل كل ما يعانيه ،فكر يف مشكالته اليت يواجهها واليت أنت فعالً قادر
على حلِّها ..ماذا لو قرر العميل إمهال احللول املطروحة وعدم التفاعل معها ؟ ماذا سيكون الضرر عليه وعلى
هامني للعميل فأنت متلك القوة ،أما إن مل يكن كذلك فأنت ال متلك شيئاً .
عمله ؟ إذا كان الضرر واخلسارة َّ
ب-اخليارات :ما هي اخليارات املتاحة لكل طرف إذا مل يتم التوصل إىل اتفاق؟ العميل الذي يعتقد أن منتجاتك
وخدماتك فريدة من نوعها وال تُضاهى ليس لديه خيارات أخرى ،أما خياراتك األخرى كبائع تتألف من فرص
املبيعات األخرى واليت كنت تنتظرها وهي ما زالت يف طور النمو ،فكلما ازدادت خياراتك وقلت خيارات العميل،
كلما ازدادت قدراتك على التفاوض ..فالبد من التأثري يف معايري الشراء لدى العميل يف وقت مبَّكر جداً ،أي
يف مرحلة بداايت عملية البيع ،وحاول إقناع العميل مبزااي منتجاتك املقدمة قبل الوصول إىل مرحلة طلب تقدمي
العروض من قِّبَل املنافسني يف السوق ،ألنك وبكل بساطة ستحدد خيارات العميل واليت ستصب يف صاحلك
وصاحل منتجاتك .
ج-الوقت :يشري الوقت إىل األحداث الوشيكة واليت شارف موعدها النهائي على االنتهاء سواء للبائع أو
العميل ،فإذا كان العميل حتت ضغط الوقت ،فالبائع عادة ما تزداد لديه القوة التفاوضية ،فعلى سبيل املثال يف
العقارات التجارية ،انتهاء عقد اإلجيار القدمي من املمكن أن يضع املستأجر حتت ضغط الوقت إلجياد مكاتب
ُ
جديدة ،فاألحداث الوشيكة واليت أتخر إجنازها ختلق ضغط الوقت وحتدد فَُرص وخيارات العميل من التجول
حول املتاجر ومساسرة العقار بغية إجياد سعر أفضل ،ابملقابل أنت أيضاً تشعر كرجل أعمال بضغط الوقت ،رمبا
إلغالق عملية ..ففي هذه احلالة سيمتلك عميلك قوة الوقت بدالً منك ،فالبد من معرفة إن كان العميل ميلك
الوقت الكايف ليبحث عن خيارات أخرى أم ال ؟؟ فإن كنت على إطالع بوضع العميل ،ستعلم يقيناً إن كان
الوقت عامل قوة لك أم ال ،فطريقة تصرف العميل ومالحقته لك بشكل يومي وإصراره يف احلصول على العرض
اخلاص بك بشكل سريع ،مؤشر على أن آخر موعد للعميل إلجناز عمله قد حان ..اسأل العميل كم من الوقت
مازال متاحاً حىت تُقدم له العرض ،فإن كان جوابه البارحة – كناية عن العجلة – فالوقت يف صاحلك ،أخرب
أن العجلة يف تقدمي العرض لن متكنه من احلصول على سعر منخفض ،فإن كان جوابه َّ
أن السعر غري مهم العميل َّ
اآلن ،فالوقت يف صاحلك ،واألهم من ذلك كله أن جتعل العميل يضع ثقته فيك ويف شركتك من خالل إميانه
أبنك لن ختذله وستوفر له احلل املطلوب رغم ضيق الوقت.
د-العالقات :كيف هي قوة عالقاتك مع املرشحني احملتملني ألن يُصبحوا عمالئك ؟ إذا كنت متلك جودة
ُ
عالية يف العالقات مع العمالء ،فأنت متلك سفينة السلطة ،ولكن بعض العمالء قد ال يُتيحون لك تطوير هذه
15
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
العالقات ،ومن املمكن أن يطلبوا منك التكلم والتعامل فقط مع إدارة املشرتايت ،بكل أتكيد يف مثل هذه احلالة
سيكون لديك أوقات صعبة ومرهقة يف تطوير عالقات القوة ..ولتحصل على عالقة متينة مع العميل تنفعك يف
املفاوضات ،البد من أن تعمل عن قرب من العميل حىت تُشعره أبنك الصديق الذي يكرتث حلاله ،وال تشعره
أنك ابئع ،حاول تناول املواضيع العامة واخلاصة املمتعة قبل أن تبدأ معه أي موضوع خيص العمل أو الصفقة ،ال
ميل
تكن يف عجلة من أمرك وأنت تتحدث اليه ،استمع وأنصت ،أشعره أن كل وقتك له ،وال تزره كل يوم حىت ال َّ
منك ،وليس ابلضرورة أن يكون هنالك موعد ُمسبق لزايرة العميل ،فقط أطرق عليه الباب وسلم عليه واسأله إن
كان الوقت مناسباً للتحدث ،كن خفيفاً لطيفاً يف مرحلة كسب الثقة وال تشعره أن زايرتك له تتطلب حتضريات
مسبقه تستهلك وقته ،وال تكن ثقيل الظل ينفر منك اجلميع مبجرد رؤيتك ،ألنك هكذا لن تكون موضع ترحاب
..فغالباً ما يكون احلل الذي يرجوه العميل موجوداً يف منتجاتك ،ولكنه ال يعلم ذلك ،وكل ما حتتاج اليه أنت
الفرصة للتحدث اليه كي تشرح له ما يبحث عنه ،وأفضل طريقة حلدوث ذلك يكون عن طريق العالقات .
هـ -االستثمار :كم من الوقت والطاقة مت استثمارها يف عملية إمتام الصفقة؟ كلما ازدادت جهود االستثمار،كلما
ازداد االلتزام يف التوصل إىل اتفاق ،كلما أنفق عميلك جهداً أكرب يف عملية الشراء ،كلما ازدادت قدرتك على
التفاوض ،وعلى العكس من ذلك ،تتعزز قدرة العميل االستثمارية عندما تنفق أنت الكثري من الوقت والطاقة يف
عقد البيع احملتمل ،فإذا أنفقت 04ساعة يف إعداد وجتهيز عرض االقرتاح املكتوب ،سيكون من الصعب عليك
إمهال الصفقة ..فاجعل عميلك يف مرحلة صنع القرار قريباً منك ومن منتجاتك بشكل حي فبدالً من إعطاءه
قدمة
كتيب املنتج أو مطبوعات تشرحه ،قم بدعوته إىل إحدى املنشآت اليت سبق لك أن طبقت فيها احللول امل َ
ُ
وأره املنتج حياً يعمل أمامه ،أشعره بقوتك وقوة منتجك املطبق ،فكلما زادت طاقة العميل املبذولة يف التعرف
ُ
مبنتجك ،كلما أصبح أكثر التزاما به وكلما أصبح صنع القرار يف صاحلك وقوة االستثمار لك.
و-املصداقية :ما الذي حتتاجه حىت تثبت مصداقية شركتك يف جودة منتجاهتا وتعامالهتا؟ هذا يتطلب قائمة من
العمالء الكبار ذوي املناصب املرموقة ،فعندما تبيع منتجك إىل رئيس الوزراء أو ألكرب شركة نفط أو ألكرب شركة
اتصاالت ،احرص دائماً على التقاط صورة تذكارية يظهرون فيها مع منتجك على مكاتبهم ،بكل أتكيد سيعزز
هذا من مصداقيتك أمام العمالء اجلدد احملتملني ،وقد يتطلب األمر منك التضحية أبسعار منخفضة للحصول
على مثل هذه املصداقية الثمينة ..فحاول احلصول على شهادة شكر وعرفان من أكرب عمالءك ،اسأل أفضل
عمالءك عن املي زات اليت وجدوها يف منتجك وكيف استطاعوا من خالله حتقيق نتائج مبهرة ،ستتفاجأ من النتائج
اليت ستحصدها من ذلك.
ز-املعرفة :هي القوة احلقيقية ،أنت متلك قوة املعرفة عندما تفهم بدقة مشكالت واحتياجات عمالئك وتشرح
أن منتجاتك أو خدماتك املقتَ َرحة سوف حتل تلك املشكالت وتليب تلك االحتياجات ،وعلى العكس هلم كيف َّ
ُ
من ذلك ،إذا كان عميلك يعلم عن منتجاتك كما تعلم ،أو رمبا أكثر ،سيقل اعتماده عليك بكل أتكيد .فاسأل
أكرب قدر من األسئلة يف مرحلة عملية البيع حىت تتفهم حاجيات العميل بشكل أكرب واحصل على املعلومات اليت
16
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
هتمك وهتم العميل معاً ،وحىت تتأكد من مصداقية األجوبة اليت حصلت عليها ،البد لك من االعتماد على أكثر
من مصدر يف مجع املعلومات ،فإذا ما حاول قسم املشرتايت يف شركة العميل تضليلك للتخلص منك ،ستكون يف
أوج استعدادك ملواجهة املوقف بقوة معرفتك.
ح-املهارات :من هو الذي ميتلك مهارات أكثر يف التفاوض؟ العمالء هذه األايم يقومون بقرارات شراء أكثر من
أن الكثري من العمالء قد حضر حلقات دراسية ومؤمترات قبل ،وهم يف حتسن مستمر مع هذه القرارات ،كما َّ
لتحسني مهاراهتم التفاوضية ،وهذا يعين أهنم اكتسبوا املزيد من القدرة على التفاوض ..ابملقابل جيب عليك كرجل
أعمال متخصص يف املبيعات أن تعمل ابستمرار على حتسني مهاراتك عموماً والتفاوضية خصوصاً جملرد االستمرار
يف البقاء ومالحقة العمالء ..فحاول االلتحاق مبدرسة فنون املفاوضات وكن تلميذاً فيها ،إسأل أفضل املفاوضني
الذين تعرفت اليهم كيف متكنوا من بلوغ ما بلغوه ،إقتين أفضل الكتب واألشرطة السمعية واملرئية املتخصصة يف
فنون املفاوضات ،شارك يف املؤمترات واملناسبات اخلاصة بفنون املفاوضات ،بكل أتكيد ميكنك أن تكون من كبار
املفاوضني ،ولكن ذلك لن حيصل َعَرضياً أو عن طريق الصدفة ،كن على يقني أنك عندما تشحذ مهاراتك يف
فإن ذلك سيمكنك من كسب املزيد من املال ،والتفاوض من أهم املهارات املطلوبة يف رجل جمال املبيعاتَّ ،
املبيعات خصوصاً وعامل املال واألعمال عموما .
-2املعلومات التفاوضية :هي أن ميلك فريق التفاوض املعلومات اليت تتيح له اإلجابة على األسئلة اآلتية:
-من حنن ؟
من خصمنا ؟ -
ماذا نريد ؟ -
كيف نستطيع حتقيق ما نريد ؟ -
هل ميكن حتقيق ما نريده دفعة واحدة ؟ -
-أم يتعني أن حنققه على دفعات وجتزئته للوصول اليه على مراحل ؟
-وإذا كان ذلك يسري ،فما هي تلك األهداف املرحلية ،وكيفية حتقيقها ؟
-ما الذي حنتاجه من دعم وأدوات ووسائل وأفراد للوصول إىل تلك األهداف ؟
ٍ
وبناء على هذه املعلومات يتم وضع برانمج التفاوض حمدد املهام وحمدد األهداف وتتاح له اإلمكانيات وتوفر
له املوارد.
-3القدرة التفاوضية :يتصل هذا الشرط أساساً أبعضاء الفريق .ومدى الرباعة واملهارة والكفاءة اليت يتمتع هبا
أو حيوزها أفراد هذا الفريق ومن مث من الضروري االهتمام ابلقدرة التفاوضية هلذا الفريق وهذا يتأتى عن طريق
اآليت:
-1االختيار اجليد ألعضاء هذا الفريق من األفراد الذين يتوفر فيهم القدرة واملهارة والرغبة واخلصائص واملواصفات
اليت جيب أن يتحلى هبا أعضاء هذا الفريق.
17
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-2حتقيق االنسجام والتوافق والتالؤم والتكييف املستمر بني أعضاء الفريق ليصبح وحدة متجانسة ،حمددة املهام،
ليس بينها أي تعارض أو انقسام يف الرأي أو امليول أو الرغبات.
-3تدريب وتثقيف وحشد وحتفيز وإعداد أعضاء الفريق املفاوض إعداداً عالياً يتم خالله تزويدهم بكافة البياانت
واملعلومات التفصيلية اخلاصة ابلقضية التفاوضية .
-4املتابعة الدقيقة واحلثيثة ألداء الفريق املفاوض وألي تطورات حتدث ألعضائه .
-5توفري كافة التسهيالت املادية وغري املادية اليت من شأهنا تيسري العملية التفاوضية.
-4الرغبة املشرتكة :ويتصل هذا الشرط أساساً بتوافر رغبة حقيقية مشرتكة لدى األطراف املتفاوضة حلل
مشاكلها أو منازعاهتا ابلتفاوض واقتناع كل منهم أبن التفاوض الوسيلة الوحيدة أو األفضل حلل هذا النزاع أو
وضع حداً له.
-5املناخ احمليط :ويتصل املناخ التفاوضي جبانبني أساسيني مها:
- 1القضية التفاوضية ذاهتا:
ويف هذا اجلانب يتعني أن تكون القضية التفاوضية ساخنة وابلتايل فإن القضية كلما كانت ساخنة كلما أمكن أن
حيظى التفاوض ابهتمام ومشاركة األطراف املختلفة وبفعالية؟
-2أن تكون املصاحل متوازنة بني أطراف التفاوض :جيب لتهيئة املناخ الفعال أن يتم التفاوض يف إطار من توازن
ٍ
وعدالة املصاحل والقوى بني األطراف املتفاوضة حىت أيخذ التفاوض دوره وتكون نتائجه أكثر استقرارا وتقبالً
واحرتاما بني هؤالء األطراف فإذا مل يكن هناك هذا التوازن فإنه لن يكون هناك تفاوضاً ابملعىن السليم بل سيكون
هناك استسالما وتسليماً وإجحافاً أبحد األطراف الذي ال ميلك القوة الالزمة لتأييد حقه أو للتدليل عليه أو
لفرض رأيه وإجبار اخلصم اآلخر على تقبله واحرتامه والعمل به أو مبا سيتم التوصل ابلتفاوض إليه.
-IIIخصائص التفاوض وحمددات جناحه:
أوال :خصائص التفاوض :ينفرد التفاوض مبجموعة من اخلصائص اليت ميكن أن متيزه عن غريه من األنشطة
اإلنسانية املتشاهبة مثل االجتماعات واملقابالت وغريها وتتمثل أهم هذه اخلصائص فيما يلي:1
-التفاوض هو عملية متكاملة وليس أنشطة جمزأة ميكن القيام هبا بطريقة منفصلة ،ومن مث فانه حيتاج إىل إدارة
واعية تقوم على اإلعداد والتخطيط اجليد والتنظيم والتوجيه واملتابعة والتقييم.
-التفاوض عملية مستمرة وليس حداث طارائ أو موقفا عارضا أو نشاطا مؤقتا وبعبارة أخرى فانه ال جيب
التعامل مع التفاوض على انه موقف طارئ أو مأزق نسعى للخروج منه أبي وسيلة انه احد األدوار األساسية
للمدير املعاصر أو ملندوب املبيعات .
18
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
عملية التفاوض هدفها فض النزاع أو حسم اخلالفات أو الوصول إىل اتفاق حول مسالة أو قضية معينة ولكن
استمرارها مرهون ابستمرار املصاحل املشرتكة بني أطراف التفاوض.
-التفاوض عملية احتمالية معقدة وتتأثر هبيكل العالقات االجتماعية وعادات وتقاليد ولغة األطراف املفاوضة.
-التفاوض عملية نفسية تتأثر إبدراكات واجتاهات وشخصيات املفاوضني.
-التفاوض عملية تتأثر ابلعالقات السابقة والالحقة بني الطرفني وكذلك ابألهداف املعلنة وغري املعلنة لكل
منهما .
-اآلاثر املرتتبة على عملية التفاوض تتجاوز عادة إبرام العقد أو إمتام االتفاق بني الطرفني حيث أهنا عملية
مستقبلية يف طبيعتها فهي ال تعاجل فقط مشاكل أو أحداث احلاضر بل أتخذ يف االعتبار اآلاثر املستقبلية .
-عملية التفاوض تعتمد على مهارات املفاوضني يف جمال االتصال واللباقة والقدرة على التصرف والتعامل مع
أمناط اآلخرين وغريها.
-عملية التفاوض تتصف ابلعمومية من حيث عناصرها ومبادئها واسرتاتيجياهتا وتكتيكاهتا ومن مث فإهنا تطبق
على خمتلف أنواع النزاع واملواقف البيعية والشرائية.
اثنيا -حمددات النجاح يف التفاوض :يتوقف جناح التفاوض على :1
-اإلعداد اجليد للتفاوض.
-اإلسرتاتيجية املستخدمة والتكتيك املصاحب هلا.
-االستخدام الذكي للتوقيت.
-توظيف األسئلة خلدمة التفاوض الفعال.
-االستشارة والوساطة والتحكيم.
-خصائص املفاوض ومهاراته.
-العالقة بني األطراف املتفاوضة.
-العناية بصياغة االتفاقيات والعقود.
-االلتزام مببادئ التفاوض الفعال:
-مبدأ املنفعة.
-مبدأ القدرة الذاتية.
-مبدأ االلتزام.
19
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
20
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
التفاوض ونتائجه ال جيب أن يضحي ابستمرارية العالقات املتبادلة املستقبلية بني أطراف التفاوض وذلك كما يف
حالة التفاوض بني البائع والعميل.
-5مبدأ أخالقيات التفاوض :ويعىن هذا املبدأ االلتزام أبخالقيات التعامل يف عملية التفاوض فالتفاوض هو
عملية إنسانية واجتماعية تنطوي على عالقات ومصاحل مشرتكة وابلرغم من شرعية املناورات واحملاورة إال أن اخلداع
املتعمد أو الغش أو التضليل ال جيب ان يكون من مسات عملية التفاوض فاملفاوض أوال وأخريا هو ممثل
للمنظمة /اجلهة اليت يتبعها وهو واجهتها وصانع مسعتها والفنان الذي يرسم صورهتا أمام عيون الغري.
كما يرى البعض ان مبادئ التفاوض تتلخص يف ( )01مبدأ تتمثل فيمايلي:1
-كن على استعداد دائم للتفاوض ،ويف أي وقت.
-أن ال تتفاوض أبدا دون أن تكون مستعدا.
-التمسك ابلثبات الدائم وهدوء األعصاب.
-عدم االستهانة ابخلصم أو ابلطرف املتفاوض معه.
-ال تتسرع يف اختاذ قرار واكسب وقتا للتفكري.
-أن تستمع أكثر من أن تتكلم وإذا تكلمت فال تقل شيئا له قيمة خالل املفاوضات التمهيدية.
-ليست هناك صداقة دائمة،ولكن هناك دائما مصاحل دائمة.
-اإلميان بصدق وعدالة القضية التفاوضية.
-احلظر واحلرص وعدم إفشاء ما لديك دفعة واحدة.
-ال أحد حيفظ أسرارك سوى شفتيك.
-تبىن حتليالتك ومن مث قراراتك على الوقائع واألحداث احلقيقية وال جيب أن تبىن على التمنيات.
-أن نتفاوض من مركز قوة.
-االقتناع ابلرأي قبل إقناع اآلخرين به.
-استخدام األساليب غري املباشرة يف التفاوض وكسب النقاط التفاوضية كلما أمكن ذلك.
-ضرورة هتيئة الطرف اآلخر وإعداده نفسيا لتقبل االقتناع ابلرأي الذي تتبناه.
-هدوء األعصاب واالبتسامة مفتاح النجاح يف التفاوض.
-التفاؤل الدائم ومقابلة الثورات العارمة واالنتقادات الظاملة ابلصالبة واهلدوء املطلق والعقالنية الرشيدة.
-التجديد املستمر يف طرق وأساليب تناول املوضوعات املتفاوض بشأهنا ويف أسلوب عمل الفريق التفاوضي.
-عدم البدء يف احلوار التفاوضي جبملة استفزازية أو بنظرة عدوانية أو حبركة تعرب عن الكراهية والتحدي والعدوان.
-التحلي ابملظهر األنيق املتناسق الوقور احملرتم يف مجيع عمليات التفاوض ويف كافة جلساته الرمسية.
1
الموقع االلكتروني بتاريخ http://www.sst5.com 0410/14/10 :
21
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
1
تاريخ وأنواع وخصائص ومجاالت التفاوض http://www.siironline.org/alabwab/monawat(28)/084.htm
22
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
املفاوضات مع البنك الدويل وصندوق النقد الدويل يف جماالت االقرتاض الدويل وبرامج إعادة اهليكلة واإلصالح
االقتصادي واخلصخصة.
ج-التفاوض بني دولة وشركة أو شركات متخصصة :وعادة ما تشمل مفاوضات حول إقامة مشروع
استثماري حمدد أو إنشاء شركات مشرتكة أو فروع شركات أو عقود اإلدارة ،ويف هذا النوع من التفاوض هناك
عدة مبادئ عامة على أطراف التفاوض مراعاهتا مثل توزيع املكاسب واملخاطر ) الربح -اخلسارة ( بشكل مقبول
ألطراف التفاوض حتديد األولوايت طبقا ملا متلية املصاحل الوطنية واالقتصادية ،تفهم الدولة ألهداف الشركة
املستثمرة تفهما واقعيا وملموسا ،وضع دراسة جدوي مفصلة للمشروع االقتصادي.
-2من حيث األهداف :كثري من يرى تصنيف أنواع التفاوض حبصرها وإجيازها يف نطاق حمدد كما يلي:1
أ-اتفاق لصاحل الطرفني :وهو إذا ما انتهج الطرفان أو أطراف التفاوض مبدأ املصلحة املشرتكة أو ما يعرف
أكسب وأنت تكسب ،ويتم الرتكيز هنا على ما حيقق صاحل الطرفني حيث تساعد األطراف بعضها البعض على
العمل سواي للوصول إىل اتفاقات يستفيد منها اجلميع.
ب-التفاوض من اجل مكسب ألحد األطراف وخسارة للطرف اآلخر :وحيدث هذا النوع من التفاوض
أكسب وأنت ختسر ،عندما ال يتحقق توافق بني قوة الطرفني ،وقد حيدث ذلك أيضا بسبب سوء اختيار أحد
األطراف لتوقيت التفاوض حسن االختيار من قبل الطرف األقوى ،كما حيدث ذلك عندما يكون هدف التفاوض
مرحليا ،و ال تعين هنا النظرة املستقبلية اليت قد تنقلب فيها أوضاع وموازين القوة ،واالسرتاتيجيات املنبثقة هي
اسرتاتيجيات تصارعية تستهدف إهناك واستنزاف اخلصم وإحكام السيطرة.
ج-التفاوض االستكشايف :الذي يهدف إىل استكشاف النوااي التفاوضية لألطراف املقابلة وقد يكون مباشرة أو
من قبل طرف وسيط .
د-التفاوض التسكيين واالسرتخائي :ويهدف إىل تسكني األوضاع أو متييعها من اجل خفض مستوى حالة
التصارع والتناحر وذلك لصاحل مفاوضات مقبلة قد تكون الظروف فيها أكثر مواءمة لطرف ما أو للطرفني معا،
وقد يكون املقصود بتبين هذه اإلسرتاتيجية أن الزمن سيكون العامل األكثر أتثريا يف سري العملية التفاوضية .
هـ-تفاوض التأثري يف طرف اثلث :وال حيدث هذا التفاوض من منطلق التأثري يف الطرف املباشر ،وإمنا للتأثري يف
طرف اثلث مهم جلذبه لوجهة نظر معينة أو لتحييد دوره خبصوص صراع مع اخلصم.
و-تفاوض الوسيط :يعترب مثل هذا النوع من التفاوض من أهم مناذج دراسة التفاوض الرئيسية يف العامل سواء يف
جمال التجارة واألعمال أو الصراع بني الدول وإدارة األزمات وهو ما يعرف يف العلوم السياسية بسياسة الطرف
1
حسن محمد وجيه ،مقدمة في علم التفاوض االجتماعي والسياسي ،سلسلة كتب عالم المعرفة ،المجلس الوطني للثقافة والفنون ،الكويت،4991 ،
ص .77
23
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
الثالث ويتم اللجوء إىل الوسيط يف هذا النوع من التفاوض ابعتباره حمايدا إال أن احملللني لتفاوض الوسيط يقولون
ابن هذا الوسيط يكون يف أكثر األحيان متحيزا خاصة يف اجملال السياسي.
-3من حيث اجملال :وهناك من يرى أنواع التفاوض من هذا اجلانب:
أ-التفاوض التجاري :هو أحد الصور املألوفة لدينا كأفراد ومنظمات أعمال كما أنه أحد األنشطة الرئيسية اليت
هتتم هبا ومتارسها الشركات بصفة مستمرة وذلك على اختالف حجمها وطبيعة نشاطها وذلك للوصول إىل حل
النزاعات واخلالفات بينها وبني أطراف أخرى ذات عالقة أو للوصول إىل اتفاق بشأن صفقات جتارية متنوعة.1
وأيخذ التفاوض التجاري عدة صور وهي ممثلة يف الشكل التايل:
1
صالح العصفور ،مرجع سابق ،ص 1
24
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
التفاوض التجاري
1
ثابت عبد الرحمن ادريس ،مرجع سابق ،ص .47-41
25
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
د-التفاوض مع املؤسسات املالية :وتتمثل يف البنوك وشركات التأمني بصفة رئيسية والتفاوض مع هذه
املؤسسات من جانب الشركات هو صورة أخرى من صور التفاوض التجاري املوجود يف احلياة العملية ،فكثريا ما
تلجأ هذه املنظمات إىل التفاوض مع شركات التأمني خبصوص شراء واثئق اتمني على البضائع أو املخزون أو
األصول.
ه-التفاوض مع وسائل النشر :تتمثل يف التلفزيون ،اإلذاعة ،الصحف ،اجملالت وغريها ،ويتم التفاوض بني
وكاالت اإلعالن وبني هذه الوسائل حول العمولة اليت جيب أن حتصل عليها الوكالة أو بني املوزعني أو مؤسسات
النقل وبني وسائل النشر خبصوص نشر الرسائل اإلعالنية .
و-التفاوض مع األجهزة احلكومية :تتعرض املنظمات إىل مواقف عديدة ومتنوعة تنشأ عنها نزاع أو خالف
بينها وبني بعض األجهزة احلكومية ومثال ذلك التأخري يف دفع الضرائب املستحقة أو اإلفراج عن بضاعة يف
مجرك امليناء لذلك قد تلجا هذه املنظمات إىل التفاوض مع األجهزة احلكومية املعنية حول القضااي وذلك للتوصل
إىل حل مرضي للطرفني وحلل النزاع بينهم.
ز -التفاوض يف احلقوق :عندما يكون هناك اتفاق أو عقد بني طرفني (اتجر مجلة واتجر جتزئة أو وكالة
إعالنية ومعلن) ولكن يوجد اختالف يف تفسريه أو تطبيقه ،يقوم أحد األطراف بع دم االلتزام ببنود العقد أو
االتفاق الذي سبق التوصل إليه عندئذ يصبح السؤال هنا هل هذا التقصري يف الوفاء اباللتزامات الناشئة عن العقد
يرجع أساسا إىل الطرف امللتزم ببنود العقد أم يعترب الطرف الثاين هو املسؤول عن ذلك؟ أم يعترب الطرفان مسؤوالن
معا عن ذلك؟
– 2التفاوض اإلداري :ميثل التفاوض اإلداري صورة أخرى من صور التفاوض الذي متارسه املنظمات العامة
واخلاصة وأيخذ التفاوض اإلداري شكلني مها التفاوض غري الرمسي والذي ميثل نتاجا طبيعيا للتفاعل مع املديرين
كما ميثل التفاوض غري الرمسي جانبا أساسيا من جوانب العملية اإلدارية كما أن هناك التفاوض الرمسي والذي يتم
بني اإلدارة وإدارات املنظمات األخرى حلل خالفات أو نزاعات إدارية أو بغرض التوصل إىل عملية دمج بني
شركتني.
أ--التفاوض غري الرمسي بني املديرين :و حيدث هذا النوع من التفاوض بني املديرين على نفس املستوى اإلداري
وبطريقة غري رمسية (ال يوجد عقد رمسي للوصول إىل اتفاق أو حل) وكثريا ما جند هذا النوع من التفاوض يف
العالقات التبادلية بني اإلدارات أو الوحدات التنظيمية داخل املنظمة خبصوص قضية معينة .
ب-التفاوض يف االهتمامات أو املصاحل :قد ينشأ نزاع أو خالف بني املنظمات من انحية أو فيما بينها وبني
أطراف أخرى من انحية أخرى ويكون هذا النزاع يف االهتمامات وحيدث هذا النوع من التفاوض الرمسي عندما
تكون هناك اهتمامات أو مصاحل مشرتكة بني طرفني ويرغب كل منهما االتفاق عليها مبا حيقق مصلحة كل
26
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
األطراف فالتفاوض مع العمال خبصوص األجور وساعات العمل أو ظروف العمل يعترب تفاوض يف االهتمامات
واملصاحل وزايدة األجور تعترب مكسب للعمال ويف نفس الوقت خسارة ألصحاب املصاحل.
-3التفاوض السياسي :حيدث التفاوض السياسي بني الدول أو مابني املنظمات السياسية اليت متثلها وذلك
بغرض الوصول إىل اتفاقيات دولية حلل النزاعات واخلالفات موضوع االهتمام ويعترب التفاوض السياسي من أكثر
أشكال التفاوض معرفة لنا مجيعا وذلك من خالل ما ينشر عنه بصفة دائمة يف وسائل اإلعالم املختلفة ولعل من
أبرز أنواع التفاوض السياسي يف العالقات الدولية يف السنوات األخرية ما مت بني مصر وإسرائيل لتحقيق السالم
وإهناء حالة احلرب بينهما واسرتجاع األراضي احملتلة إىل أصحاهبا ،كذلك حلقات التفاوض الصعبة واملستمرة إىل
يومنا هذا بني منظمة التحرير الفلسطينية وبني إسرائيل لالنسحاب من األراضي الفلسطينية احملتلة عام ،1691
وحتقيق السالم بني الطرفني كما أن هناك التفاوض بني جيش حترير ايرلندا الشمالية وبني احلكومة الربيطانية حلل
النزاع القدمي بينهما ملنح ايرلندا الشمالية االستقالل الذايت عن التاج الربيطاين.
-4التفاوض العسكري :يف ظل هذا النوع تسعى األطراف املتنازعة إىل حل اخلالفات بينها من خالل احلوار
واحلث واإلقناع بدال من استخدام القوة العسكرية وقد يكون هذا النوع من التفاوض الحقا لعمليات عسكرية بني
طرفني متنازعني .
اثنيا :خطوات التفاوض
حدد هوفر اخلطوات التالية : 1 Howver
-مرحلة مجع املعلومات.
-مرحلة تقدمي املعلومات (داخلية /خارجية /كاملة).
-مرحلة تبادل املقرتحات(تقدمي /متخض /تطوير /املقرتحات)
-مرحلة االتفاق املبدئى على اإلطار العام للمقرتحات.
-مرحلة الرفض(االستغالق ،الدفاع ،اهلجوم)
-مرحلة اختبار صحة الفهم املتبادل والتوضيح.
-مرحلة التلخيص.
-مرحلة االتفاق النهائى.
كما يرى البعض ان عملية التفاوض متر ابملراحل التالية :2
1
أحمد فهمي جالل ،مرجع سابق ،ص .4
2
الموقع االلكتروني:
27
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
للتفاوض العملي خطوات عملية يتعني القيام هبا وهذه اخلطوات متثل سلسلة تراكمية منطقية تتم كل منها
هبدف تقدمي نتائج حمددة تستخدم يف إعداد وتنفيذ اخلطوة التالية .وإن تراكمات كل مرحلة تبىن على ما مت
احلصول عليه من نتائج املرحلة السابقة وما مت تشغيله ابلتفاوض عليه واكتسابه خالل املرحلة احلالية ذاهتا قبل
االنتقال إىل املرحلة التالية اجلديدة ،وهبذا الشكل تصبح العملي التفاوضية أتخذ شكل جهد تفاوضي تشغيلي
مرتاكم النتائج حبيث تصبح خمرجات كل مرحلة ،التالية هلا وهكذا.
اخلطوة األوىل :حتديد وتشخيص القضية التفاوضية :وهي أوىل خطوات العملية التفاوضية حيث يتعني معرفة
وحتديد وتشخيص القضية املتفاوض بشأهنا ومعرفة كافة عناصرها وعواملها املتغرية ومرتكزاهتا الثابتة .وحتديد كل
طرف من أطراف القضية والذين سيتم التفاوض معهم .وحتديد املوقف التفاوضي بدقة لكل طرف من أطراف
التفاوض ومعرفة ماذا يرغب أو يهدف من التفاوض .
ويتعني إجراء مفاوضات أو مباحثات متهيدية الستكشاف نوااي واجتاهات هذا الطرف وحتديد موقفه التفاوضي
بدقة وبعد هذا التحديد يتم التوصل إىل نقطة أو نقاط التقاء أو فهم مشرتك.
كما يتعني حتديد نقاط االتفاق بني الطرفني املتفاوضني لتصبح األرضية املشرتكة أو األساس املشرتك لبدء العملية
التفاوضية ويساعد يف حتديد نقاط معرفة املصاحل املشرتكة اليت تربط بني الطرفني املتفاوضني .
ومن مث يتم حتديد مركز دائرة املصلحة املشرتكة أو االتفاق بني األطراف ليمثل نقطة اإلرتكاز يف التعامل معها
وهبذه الدائرة حيث يتم يف التفاوض نقل ذات املركز تدرجيياً لتوسيع نقاط االتفاق اليت يوافق عليه الطرف اآلخر
وتصبح حقاً مكتسباً.
وتستخدم يف هذا اجملال املفاوضات التمهيدية هبدف:
-حتديد املواقف التفاوضية ومعرفة حقيقة ونوااي الطرف اآلخر ابإلضافة إىل:
-تغيري اجتاهات ورأي الطرف اآلخر.
-كسب أتييد ودعم الطرف اآلخر والقوى املؤثرة عليه.
-دفع الطرف اآلخر إىل القيام بسلوك معني وفقاً خلطة حمددة.
-االستفادة من رد فعل الطرف اآلخر.
وبصفة عامة يتم يف املفاوضات التمهيدية حتديد نقاط االلتقاء ونقاط االختالف بني األطراف وتوضيح أبعاد كل
منهما .ومن مث ميكن حتديد النقاط األشد تطرفاً ابلنسبة لكل طرف من األطراف اليت ال ميكن التأثري عليها واليت
لن يتنازل عنها يف الفرتة احلالية على األقل .وأكثر النقاط قبوالً منه أو نقطة االلتقاء املشرتكة اليت يوافق عليها دون
تردد .ومن مث يقوم ابالبتعاد عن أشد نقاط االختالف والتعامل فقط مع تلك النقاط اليت تقع يف منطقة التأرجح
بني املوافقة واالعرتاض واليت ميكن عن طريق التفاوض كسب النقاط التفاوضية بنجاح ويسر.
اخلطوة الثانية :هتيئة املناخ للتفاوض
28
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
إن هذه اخلطوة هي خطوة مستمرة وممتدة تشمل وتغطى كافة الفرتات األخرى اليت يتم االتفاق النهائي عليها
وجين املكاسب النامجة عن عملية التفاوض .
ويف هذه املرحلة حياول كل من الطرفني املتفاوضني خلق جو من التجاوب والتفاهم مع الطرف اآلخر هبدف
تكوين انطباع مبدئي عنه واكتشاف إسرتاتيجيته اليت سوف يسري على هداها يف املفاوضات وردود أفعاله أمام
مبادراتنا وجهودان التفاوضية .
عادة على لقاءات النادي أو على حفالت عادة قصرية وبعيدة عن الرمسيات وتقتصر ٍ
وتكون هذه املرحلة ٍ
التعارف اليت يتم فيها تبادل عبارات اجملاملة والرتحيب .
اخلطوة الثالثة :قبول اخلصم للتفاوض:
وهي عملية أساسية من عمليات وخطوات التفاوض لقبول الطرف اآلخر وقبول اجللوس إىل مائدة املفاوضات.
ومن مث تنجح املفاوضات أو تكون أكثر يسراً خاصة مع اقتناع الطرف اآلخر أبن التفاوض هو الطريق الوحيد بل
واملمكن حلل النزاع القائم أو للحصول على املنفعة املطلوبة أو جلين املكاسب واملزااي اليت يسعى إىل الوصول
إليها .وجيب علينا أن نتأكد من صدق رغبة
وحقيقة نوااي الطرف اآلخر ،وأن قبوله للتفاوض ليس من قبيل املناورات أو لكسب الوقت أو لتحجيمها عن
استخدام الوسائل األخرى.
اخلطوة الرابعة :التمهيد لعملية التفاوض الفعلية واإلعداد هلا تنفيذايً :
-اختيار أعضاء فريق التفاوض وإعدادهم وتدريبهم على القيام بعملية التفاوض املطلوبة وإعطائهم خطاب
التفويض الذي حيدد صالحياهتم للتفاوض .
-وضع اإلسرتاتيجيات التفاوضية واختيار السياسات التفاوضية املناسبة لكل مرحلة من مراحل التفاوض.
االتفاق على أجندة املفاوضات ،وما تتضمنه من موضوعات أو نقاط أو عناصر سيتم التفاوض بشأهنا
وأولوايت تناول كل منها ابلتفاوض.
-اختيار مكان التفاوض وجتهيزه وإعداده وجعله صاحلاً ومناسباً للجلسات التفاوضية ،وتوفري كافة التسهيالت
اخلاصة به.
اخلطوة اخلامسة :بدء جلسات التفاوض الفعلية :
حيث تشمل هذه اخلطوة من العمليات األساسية اليت ال يتم التفاوض إال هبا :
-1اختيار التكتيكات التفاوضية املناسبة من حيث تناول كل عنصر من عناصر القضية التفاوضية أثناء التفاوض
على القضية وداخل كل جلسة من جلسات التفاوض.
-2االستعانة ابألدوات التفاوضية املناسبة وبصفة خاصة جتهيز املستندات والبياانت واحلجج واألسانيد املؤيدة
لوجهات نظران واملعارضة لوجهات نظر الطرف اآلخر.
29
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-3ممارسة الضغوط التفاوضية على الطرف اآلخر سواء داخل جلسة التفاوض أو خارجها .وتشمل هذه
الضغوط عوامل:
-الوقت ،التكلفة ،اجلهد ،عدم الوصول إىل نتيجة ،الضغط اإلعالمي ،الضغط النفسي.
-تبادل االقرتاحات وعرض وجهات النظر يف إطار اخلطوط العريضة لعملية التفاوض ويف الوقت نفسه دراسة
اخليارات املعروضة واالنتقاء التفضيلي منها.
-استخدام كافة العوامل األخرى املؤثرة على الطرف اآلخر إلجباره على اختاذ موقف معني أو القيام بسلوك معني
يتطلبه كسبنا للقضية التفاوضية أو إحراز نصر أو الوصول إىل أتفاق بشأهنا أو بشأن أحد عناصرها أو جزيئاهتا.
اخلطوة السادسة :الوصول إىل االتفاق اخلتامي وتوقيعه :ال قيمة ألي اتفاق من الناحية القانونية إذا مل يتم
توقيعه يف شكل اتفاقية موقعة و ملزمة للطرفني املتفاوضني.حبيث جيب أن تكون االتفاقية شاملة و تفصيلية حتتوي
على كل اجلوانب،و يراعى فيها اعتبارات الشكل و املضمون ،و من حيث جودة وصحة و دقة اختيار األلفاظ
والتعبريات كي ال تنشأ أي عقبات أثناء التنفيذ الفعلي لالتفاق.
ويضيف "موسى غامن وفاطمة" اخلطوات التالية:1
اخلطوة السابعة:تنفيذ بنود االتفاقات :إن االتفاقات اليت تتمخض عن املفاوضات ال تكون انفذة ما مل يتم
التصديق عليها من قبل اجلهات املخولة ابملصادقة ،وذلك ضمن املدة احملددة للتصديق على االتفاقات هبدف
املباشرة بتنفيذ بنودها.
اخلطوة الثامنة -تقييم املفاوضات :جيب أن تقوم األطراف املتفاوضة إبجراء تقييم موضوعي للمفاوضات اليت
قامت هبا مع األطراف األخرى ،هبدف معرفة مدى كفاءهتا يف إدارة تلك املفاوضات ،والتعرف على مواقع القوة
و الضعف يف العملية التفاوضية و األخطاء اليت وقعت و ذلك من اجل اختاذ اإلجراءات الالزمة لتجاوز تلك
األخطاء يف املستقبل و التعلم منها.
ولكي يكون التفاوض انجحا جيب أن مير ابملراحل التالية:
أوال :مرحلة التحليل :وهي عملية مجع البياانت وحتديد األهداف وعلى املفاوض أن يستعد يف هذه املرحلة
إبتباع خطواهتا املهمة.
-اإلعداد اجليد عن طريق كتابة نقاط من حتليل موقف التفاوض وحتليل مصاحل الطرف اآلخر الذي سيدخل
معه يف عملية التفاوض.
-االجتماع أبطراف النزاع واحرتام آراء اآلخرين واألخذ هبا وحتليلها مبوضوعية .
-مراجعة الذات عن طريق مراجعة مواقفه مع نفسه وإعادة مناقشة الطرف اآلخر إذا ما ثبت خطأ هذه
االفرتاضات مرة خالل مناقشاته مع األطراف.
1
موسى غانم فنجان ،فاطمة فاتح احمد ،مرجع سابق ،ص41
30
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
31
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
املصاحل يف شىت اجملاالت ،اتسعت العالقات التجارية بني األفراد والدول وتنوعت أشكاهلا ،كما وضعت هلا
الدول القوانني املنظمة لعملياهتا وأسس ممارساهتا وشروط معامالهتا ،مبا يف ذلك طرق التفاوض واملفاوضات.
أوال :تعريف املفاوضات التجارية :املفاوضات التجارية عبارة عن تبادالت متكررة للمعلومات بني طرفني هبدف
تبادل السلع واخلدمات مقابل تدفق نقدي.1
-املفاوضات التجارية هي اتصال بني طرفني يستخدمان كل ما لديهما من مهارات لتبادل احلوار االقناعي ،ليصال
إىل حتقيق مكاسب مشرتكة يف نشاطات جتارية خمتلفة مثل :البيع ،الشراء ،التمويل والتوزيع.2
-املفاوضات التجارية عبارة عن حماولة للوصول إىل اتفاق حول قضية جتارية معينة بني أطراف التفاوض.3
اثنيا -أنواع املفاوضات التجارية الدولية:
أ-املفاوضات التسويقية:
ويتضمن عمليات التسعري ،واإلعالن والتوزيع والرتويج ،واقتسام السوق ،والشراء والتوريد والنقل واملنافسة ،كما
يتضمن عقد وإبرام املناقصات واملمارسات واملزايدات
ب-املفاوضات املالية واالستثمارية :من أمثلتها:
-مفاوضات ذات الصلة مبجاالت اإلقراض ،واالستثمار املباشر.
-التفاوض بشان أسعار الفائدة ،شروط السداد عدد األقساط وأتمني الودائع.
ج -املفاوضات البينية :من أمثلتها:
-املفاوضات مع الشركات االحتكارية واملنافسة.
-املفاوضات مع شركات االسترياد والتصدير.
-التفاوض بشان شروط التأمني ،والنقل،
د-التفاوض التجاري الدويل :من أمثلته:
-املفاوضات التجارية لالنضمام إىل منظمة التجارة العاملية.
-املفاوضات مع كل من البنك العاملي وصندوق النقد الدويل ،يف جماالت االقرتاض وبرامج إعادة اهليكلة
واإلصالح االقتصادي وخصخصة القطاع العام.
-املفاوضات السترياد اآلالت واملعدات والطائرات والتكنولوجيا املتقدمة.
-املفاوضات اخلاصة بتأسيس الشركات الدولية واملشرتكة وفروع الشركات والوكاالت.
1
Isabelle Barth, Lionel Bobot, Négotiation commerciale fondements et perspectives, revue Economie et
Management,France, N° 137, 2010, p15
2
نادر أبو شيخة ،مرجع سابق ،ص .14
3
Isabelle Barth, Lionel Bobot,Op cit, p15
32
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
1
عيسى محمد الغزالي ،مرجع سابق ،ص.1
33
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
ويوجهه وحيدد اجتاهاته الرئيسية ،وعادة ما تركز اإلسرتاتيجية على األهداف بعيدة املدى فهي نوع من التخطيط
لوضع اخلطط وبرامج العمل أي أن اإلسرتاجتية التفاوضية هي التخطيط لعملية التفاوض مع مالحظة أن لكل
عملية تفاوضية إسرتاتيجيات مالئمة هلا ليس ابلضرورة أن تكون مالئمة لغريها من عمليات تفاوضية أخرى وقد
يكون لكل قضية من قضااي العملية التفاوضية الواحدة إسرتاتيجيات مالئمة هلا وال تكون مالئمة لقضااي أخرى.1
أوال :مضم ــون مشــروع جـ ــامعــة هارف ــارد اإلم ـريكيــة :
يعترب مشروع جامعة هارفارد لدراسة العمليات التفاوضية املختلفة من أكرب املشروعات يف العامل واهلدف منه
هو تنمية وتطوير وتطور طرق ووسائل ومهارات التفاوض والوساطة ومن أجل معاجلة املشاكل القائمة يف جمال
العالقات الدولية .وتصب جهود القائمني على هذا املشروع يف اإلجتاهات التالية: 2
1ـ اإلسهــام فــي بنــاء نظريــات للتفــاوض :
يف هذا اإلطار ساهم القائمون على هذا املشروع يف تصميم طريقة مضموهنا تقليل اهلوة ( هوة اخلالف) أو
الفجوة بني األطراف وذلك ابإلعتماد على أهم نقاط التنازع أو الصراع والعمل على التقليل من شدة الصراع ،وقد
مت العمل هبذه الطريقة من طرف الوسيط اإلمريكي يف اتفاقيات كامب ديفيد 1978بني مصر وإسرائيل .
2ـ فــي جمــال التدريــس والتدريــب :يتضمن املشروع تقدمي وتطوير برامج تدريبية للتفاوض يف اجملاالت
املختلفة ،وقد مت إعداد برامج خاصة لرجال األعمال والعسكريني والدبلوماسيني وموظفي احلكومة ،وكذلك إعداد
دورات خاصة لطالب اجلامعات .
3ـ فــي جمــال النـشــر :قدم أعضاء املشروع منشورات هامة يف هذا اجملال منها كتاب " دليل الوساطة يف
املفاوضات الدولية " .وكذلك كتاب " التفاوض من أجل إبرام اإلتفاقيات " للباحثني روجر
فيشر R.Fisherووليام أري W. Uryوالذي يعد من أهم الكتب احلديثة يف هذا امليدان .
وقد انطلق الكاتبان من فكرة أن الصراع والتناحر يبدوان كأهنما صناعة فاخرة يف النمو يف عاملنا اليوم وأن الطرق
التقليدية اليت إعتادها الن اس يف تفاوضهم يف كافة شؤون احلياة عادة ما تؤدي إىل حاالت من عدم الرضا،
وانطالقا من هذا يرى الباحثان أن هناك طريقتني رئيستني للتفاوض ومها:
" التفاوض بتوظيف إسرتاتيجيات لينة أو متساهلة " .
" التفاوض بتوظيف إسرتاتيجيات متشددة وعدوانية " .
1
بيدر عاصي الراوي ،فن الحياة داخل المؤسسة ،التفاوض للمدير القائد ،الجامعة االفتراضية الدولية في المملكة المتحدة ،الموقع االلكتروني :يوم
.www.ivu.org.uk 1344/31/41
2
http://al-multaka.blogspot.com/2015/05/negotiation-law.html
34
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
ف في احلالة األوىل حياول املفاوض جتنب الصراع الشخصي ،ومن مت تقدمي تنازالت سريعة للوصول إىل اتفاق
وإهناء العملية التفاوضية خاصة إذا انتاب صاحب العملية نوع من التوتر ،وغالبا ما يشعر الطرف املتنازل أبنه قد
مت استغالله .
أما يف احلالة الثانية ،املتشددون يرون يف أي موقف تفاوض فرصة للتصارع مع إرادات األخرين ومن هنا
يتبنون املواقف األكثر تشددا .ويريدون كسب جوالت التفاوض ،وهذا األمر ال يتحقق دائما وعادة ما ينتهي
هبم األمر إىل تدمري العالقات اإلسرتاتيجية مع اآلخرين وتكون خسارهتم على املدى الطويل .
وهناك نوعية اثلثة من املفاوضني تقع إسرتاتيجيتهم بني نوعي التفاوض املتساهل واملتشدد ،هذه النوعية
حتاول أن توازن بني احلصول على ما تريد وبني احلفاظ على العالقات مع الطرف اآلخر.
إضافة إىل ما سبق ذكره هناك كتاب للباحث Gerard . Nierenbergبعنوان " أساسيات
التفاوض " وكذلك كتاب " كيف تتفاوض بنجاح " للباحث . Patrick. Forsyth
إن املفاوض املاهر حسب Niemenbergهو الذي يوظف عدة وسائل ليستفيذ منها يف حتقيق احلد
املطلوب م ن املصاحل للجهة اليت ميثلها هذه الوسائل تشمل جمموعة من اإلسرتاتيجيات ألن املفاوض املاهر
يستعمل أكثر من إسرتاتيجية ليفلت من حصار اخلصم
1
احمد فهمي جالل ،مرجع سابق ،ص9
35
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
والفوائد والكيان القانوين أحياًان ،وذلك هبدف تعظيم االستفادة من الفرص املتاحة أمام كل منهما سواء
كانت مادية أو غري مادية ،ويتم تناول إسرتاتيجية التكامل عن طريق أحد بدائل ثالثة هي:
* التكامل اخللفي :ويتكون هذا البديل االسرتاتيجي من قيام أحد األطراف املتفاوضة إبجياد عالقة أو رابطة
مصلحية يتم من خالهلا االستفادة من ما حيوزه الطرف اآلخر من مزااي وإمكانيات ،سواء مادية أو بشرية أو
إنتاجية ،لتغذية ذاته هبا إلنتاج أو لتحقيق منفعة مشرتكة تعود على الطرفني معا ،مما يقوى من قدرات
الطرفني املتفاوضني أو من رحبيتهما ومن املنافع املشرتكة اليت حيوزوهنا معا ،فعلى سبيل املثال :تقوم عالقة
التكامل اخللفي بني دولتني صديقتني على معرفة كاملة بظروف وقدرات وإمكانيات كل طرف من األطراف
فإذا ما كانت إحدامها تقوم إبنتاج املواد األولية سواء املعدنية أو الزراعية واألخرى ميكنها تصنيعها ،يقوم
التفاوض يف هذه احلالة على تعميق االستفادة من عوامل اإلنتاج احلالية املتوافرة يف الدولتني إلنتاج منتج معني
سواء كان قائما ابلفعل ابالستغناء عن مكوانته األجنبية ،أو إلنتاج منتج جديد يقوم على استخدام عوامل
اإلنتاج احمللية اليت تنتجها إحدى الدولتني وتقوم بتصنيعها الدولة األخرى.
* التكامل األمامي :وهو على عكس البديل االسرتاتيجي األول ،ويقوم على مبادرة أحد األطراف املتفاوضة
ابلكشف عن ما حيوزه من مزااي ومنافع ميكن أن يستفيد هبا الطرف اآلخر الستكمال ما حيتاج إليه من
قدرات ومهارات إلنتاج منتج جديد ،وحياول أن يعرضها عليه وييسرها له حبيث تعظم االستفادة منها ،خاصة
يف إطار املنفعة النهائية اليت تربط بني الطرفني املتفاوضني ،ويقوم التفاوض يف هذه احلالة على تغيري منط
اإلنتاج القائم أو تعديل بعض وحداته إلنتاج مواد جديدة متاما أو إنتاج سلع وسيطة تدخل كمكوانت يف
صناعات جديدة ،وهكذا .فعلى سبيل املثال إذا كانت هناك شركة من الشركات توصلت عن طريق أحباث
خربائها إىل سر معرفة تكنولوجيا متقدمة ،ولكنها ال متتلك إمكانيات تنفيذها اليت تتوفر لدى شركة أخرى،
فإهنا عن طريق التفاوض تستطيع أن تضع الشركة األخرى ابلتعاون معها يف االستفادة من هذه املعرفة وجين
مكاسبها املشرتكة يف إطار عملية تكامل أمامي.
* التكامل األفقي :ويتم هذا عن طريق توسيع نطاق املصلحة املشرتكة بني الطرفني املتفاوضني إبضافة طرف
اثلث إليها أو أطراف جديدة إليها ،ويكون من شأن هذه اإلضافة زايدة فاعلية قدرات ومهارات اجملموعة
ككل وإنتاجيتها ،مما يرتتب عليها أن حيوز كل منهم مزااي ومنافع جديدة ،ويظهر هذا بوضوح بني الدول
اليت تدخل يف احتادات اقتصادية مثل السوق األوروبية املشرتكة ،أو دول جملس التعاون ،أو بني الشركات
املتعددة اجلنسية وبعضها البعض ،أو بني نقاابت العمال وأصحاب احلرف واملهن املختلفة.
ب -إسرتاتيجية تطوير التعاون احلايل :وتقوم هذه اإلسرتاتيجية التفاوضية على الوصول إىل حتقيق جمموعة من
األهداف العليا اليت تعمل على تطوير املصلحة املشرتكة بني طريف التفاوض وتوثيق أوجه التعاون بينهما ،ويتم
36
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
هذا عن طريق جمموعة من هذه االسرتاتيجيات البديلة الفرعية ،حبيث ميكن استخدام أي منها ،أو بعضها،
أو كلها لتحقيق هذه األهداف العليا .وأهم هذه االسرتاتيجيات ما يلي:
-توسيع جماالت التعاون :وتتم هذه اإلسرتاتيجية عن طريق إقناع الطرفني املتفاوضني مبد جمال التعاون إىل
جماالت جديدة مل يكن التعاون بينهما قد وصل إليها من قبل ،كأن تقوم شركة ابلتفاوض مع موزعها الوحيد
مبنحه حق التوزيع اخلارجي ابإلضافة للتوزيع الداخلي ،أو تقوم مبنحه حق توزيع منتج تعتزم إنتاجه …إخل.
-االرتقاء بدرجة التعاون :وتقوم هذه اإلسرتاتيجية البديلة على االرتقاء ابملرحلة التعاونية اليت يعيشها طرفا
التفاوض خاصة أن التعاون مير بعدة مراحل أمهها املراحل اآلتية:
أ -مرحلة التفهم املشرتك أو التعرف على مصاحل كل طرف.
ب -مرحلة االتفاق يف الرأي أو لقضاء املصاحل.
ج -مرحلة العمل على تنفيذه أو مرحلة تنفيذ املنفعة املشرتكة.
د -مرحلة اقتسام عائده أو دخله أو جين مثار املصلحة املشرتكة.
ويف كل هذه املراحل يقوم العمل التفاوضي بدور مهم يف تطوير التعاون بني األطراف املتفاوضة واالرتقاء
ابملرحلة اليت مير هبا من جمرد قاعدة للفهم املشرتك وتفهم كل منهم ملوقف اآلخر ،إىل االتفاق على رأي معني
ميثل أرضية مشرتكة ميكن أن يقوم عليها التعاون بينهما ،إىل مرحلة العمل على تنفيذ هذا التعاون وبناء
الصروح اخلاصة به ،مث إىل مرحلة اقتسام الناتج من هذا التعاون وعائده بني أطرافه وفًقا للنسب اليت يتم
التفاوض واالتفاق عليها.
وبصفة عامة ،فإن هناك عوامل تؤثر على قدرة الفريق املفاوض على االرتقاء مبراحل التعاون املختلفة بينه وبني
الفريق اآلخر ،وأهم هذه العوامل ما يلي:
-درجة التوافق يف االجتاهات وامليول والتناسب يف الظروف واألوضاع احلالية واملتوقعة.
-مدى الرغبة املتوفرة لدى األطراف املتفاوضة يف حتقيق االرتقاء املطلوب أو يف حتقيق امليزة أو املزااي املتعني
احلصول عليها من هذا االرتقاء يف التعاون.
-3إسرتاتيجية تعميق العالقة القائمة :تقوم هذه اإلسرتاتيجية على الوصول ملدى أكرب من التعاون بني
طرفني أو أكثر جتمعهما أو جتمعهم مصلحة ما ،حيث يقوم كل منهما إبحداث عمق يف عالقته ابآلخر،
فعالقات التصاهر بني العائالت وعالقات اإلنتاج املشرتك بني الشركات هي خري منوذج إلسرتاتيجية التعميق
حيث يتم من خالل هذه اإلسرتاتيجية تقوية الروابط بني الطرفني وصوال إىل مرحلة االندماج الكامل بينهما.
ففي صناعة السيارات مثال يتم االتفاق مبدئيا على جتميع مكوانت السيارة ،مث تصنيع بعض أجزائها ،مث
تصنيعها ابلكامل ،وتسويقها حمليا ،مث االستفادة من اخلدمات التسويقية العاملية للشركة األم يف التسويق
37
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
اخلارجي هلذه السيارة املنتجة حمليا ابلكامل ،وخالل هذه العمليات مجيعها يتم تعميق وتكريس التعاون بني
الطرفني .وتعد إسرتاتيجية التعميق التفاوضية إسرتاتيجية مناسبة بني األطراف أصحاب املصاحل املشرتكة واليت
يرغب كل منهم يف تطوير العالقة القائمة ،خاصة يف املفاوضات االقتصادية والتجارية اليت تتم بني الدول
املتقدمة والدول املتخلفة واليت تتضمن عمليات نقل للتكنولوجيا وحقوق املعرفة لصناعة معينة يتم القيام هبا يف
الدول املتخلفة.1
-4إسرتاتيجية توسيع نطاق التعاون مبده إىل جماالت جديدة :تعتمد هذه اإلسرتاتيجية أساسا على الواقع
التارخيي الطويل املمتد بني طريف التفاوض ،من حيث التعاون القائم بينهما ،وتعدد وسائله ،وتعدد مراحله وفًقا
للظروف واملتغريات اليت مر هبا ،ووفًقا لقدرات وطاقات كل منهما.
ومن خالل إحساس كل منهما أبمهية وحتمية التعاون مع اآلخر ،وضرورة مد هذا التعاون وأبعاده مكاًان
وزماًان ،وتنهض إسرتاتيجية توسيع نطاق التعاون مبده إىل جماالت جديدة وعلى معرفة كاملة وبياانت صادقة
حقيقية عن إمكانيات وقدرات أطرافها.
ومن هنا فإنه من الضروري معرفة قدرة األطراف املختلفة ،اليت تزمع استخدام هذه اإلسرتاتيجية ،حيث ال يتم
استخدام هذه اإلسرتاتيجية بصورة مفاجئة أو من خالل اجملهول ،فال شيء حيدث على هذا النحو ،بل إن
التعاون االسرتاتيجي هو سياق متصل ،ومن مث جيب على املفاوض معرفة العوامل التارخيية البعيدة والقريبة اليت
ميكن أن تؤدى إىل توسيع نطاق هذا التعاون ،أو اليت قد حتد منه ،وذلك حىت ميكن تقوية العوامل اليت
تساعد على هذا التوسيع وإزالة العوامل اليت حتد من هذا التوسيع وهناك أسلوابن هلذه اإلسرتاتيجية ،مها:2
أ -توسيع نطاق التعاون مبده إىل جمال زمين جديد :ويقوم هذا األسلوب على االتفاق بني األطراف
املتفاوضة على فرتة زمنية جديد ،مستقبلية يتم خالهلا استمرار هذا التعاون بنفس معدالته ،أو تكثيف وزايدة
التعاون وجين مثاره خالل هذه الفرتة املقبلة.
ب -توسيع نطاق التعاون مبده إىل جمال مكاين جديد :ويتم هذا األسلوب عن طريق االتفاق على االنتقال
ابلتعاون إىل مكان جغرايف آخر جديد سواء إبغالق املكان اجلغرايف احلايل ،أو االستمرار فيه مع مد التعاون
إىل جمال جغرايف آخر جديد يتم فيه التعاون بصورة أفضل.
-2اسرتاتيجيات منهج الصراع :إن جزء كبري من مكوانت هذه االسرتاتيجيات يعتمد على اخلداع
والتمويه ،وأهم هذه االسرتاتيجيات هي ما يلي:
1
احمد فهمي جالل ،مرجع سابق ،ص13
2
المرجع نفسه ،ص 14
38
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
أ -إسرتاتيجية اإلهناك (االستنزاف) :وهي من أهم أنواع االسرتاتيجيات املستخدمة يف التفاوض سواء كان
ذلك على املستوى احمللى القومي ،أو على املستوى الفردي الشخصي ،ويطلق عليها البعض إسرتاتيجية
االستنزاف التفاوضي ،حيث يعمل املتبىن هلا ،على استنزاف وقت وجهد ومال الطرف اآلخر يف عملية
التفاوض.
وتقوم هذه اإلسرتاتيجية على اآليت:1
-استنزاف وقت الطرف اآلخر :ويتم ذلك عن طريق تطويل فرتة التفاوض لتغطى أطول وقت ممكن دون
أن تصل املفاوضات إال إىل نتائج حمدودة ال قيمة هلا .حيث أتخذ تلك النتائج طابعا شكليا ميكن تغيريه
وفًقا للرغبة املشرتكة للطرفني املتفاوضني أو وفًقا للرغبة الفردية املطلقة ألي منهما ،ويستخدم األسلوب اآليت
لتحقيق ذلك:
التفاوض حول مبدأ التفاوض ذاته ومدى إمكانية استخدامه واستعداد الطرف اآلخر للتعامل به ،ومدى
إمكانية تنفيذه لتعهداته اليت ميكن الوصول إليها.
•التفاوض يف جولة أو جوالت أخرى حول التوقيت وامليعاد املناسب للقيام ابجلوالت التفاوضية اليت مت
االتفاق أو جارى االتفاق عليها.
•التفاوض يف جولة أو جوالت جديدة حول مكان التفاوض أو أماكن التفاوض احملتملة ،واألماكن البديلة،
اليت سوف تعقد فيها جلسات التفاوض.
•التفاوض يف جولة أو جوالت جديدة حول املوضوعات اليت سوف يتم التفاوض عليها واليت سوف تضمها
أجندة التفاوض.
•التفاوض حول كل موضوع من املوضوعات اليت حددت هلا أولوايت ،ويف ضوء كل موضوع من
املوضوعات ميكن تقسيمه إىل عناصر وأفرع متفرعة يتم تناول كل منها يف جلسة أو أكثر من جلسات
التفاوض.
ويف كل هذه اجلوالت التفاوضية يتم استنزاف وقت الطرف اآلخر إىل أقصى حد ممكن .ويف الوقت
نفسه شغل هذا الوقت ابلقضية التفاوضية ،حبيث يصبح الشغل الشاغل هلذا اخلصم ،ويف الوقت نفسه يكون
ما مت التوصل إليه بشأهنا جمرد إجراءات شكلية غري جوهرية ال قيمة هلا وال ميكن قياسها ابملكاسب أو
اخلسائر اخلاصة ابلعمليات التفاوضية اليت حتملها هذا اخلصم املتفاوض معه.
1
رشيد عمارة الزيدي ،دانا محمد صالح ،استراتيجيات التفاوض االوربية االيرانية حول البرنامج النووي االيراني ،مقالة في مجلة القادسية
للقانون والعلوم السياسية ،العدد ،1المجلد ،1339 ،1ص 55
39
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-استنزاف جهد الطرف اآلخر إىل أشد درجة ممكنة :ويتم ذلك عن طريق تكثيف وحفز طاقاته واستنفار
كافة خرباته وختصصاته وشغل أصحاهبا بعناصر القضية التفاوضية الشكلية اليت ال قيمة هلا عن طريق:
•وضع برانمج حافل لالستقباالت واحلفالت واملؤمترات الصحفية وحفالت التعارف وزايرة األماكن التارخيية،
ومناطق الرتفيه الليلية وامتداد السهرات إىل وقت متأخر ،مع وضع برانمج حمدود لساعات التفاوض حبيث تبدأ
عادة يف وقت مبكر ال يتجاوز التاسعة صباحا وحبيث تنتهي اجللسات قبل الثانية عشرة ظهرا ليبدأ برانمج
غري تفاوضي يشمل الغذاء وساعات االستجمام وراحة مث حفالت ليلية … وهكذا.
-زايدة االهتمام ابلنواحي الفنية شديدة التشعب ،كالنواحي اهلندسية واجلغرافية ،والتجارية ،واالقتصادية
والبيئية ،والعسكرية … إخل .وإرجاء البت فيها إىل حني يصل رأي اخلرباء والفنيني الذين سيتم خماطبتهم
واستشارهتم فيها ،ومن مث تنتهي جلسات التفاوض دون نتيجة حامسة،
ومن مث ميكن استنزاف جهد الطرف اآلخر يف املفاوضات بطريقة ماكرة ،جتعله ال يشعر هبا ،ويف الوقت نفسه
جيب إظهار االهتمام الكامل ابلتفاوض معه وأننا نقوم إبسعاده والعمل على راحته بشكل اتم.
-استنزاف أموال الطرف اآلخر :ويتم ذلك عن طريق زايدة معدالت إنفاقه وتكاليف إقامته وأتعاب
مستشاريه طوال العملية التفاوضية ،فضال عن ما ميثله ذلك من تضييع ابقي الفرص املالية واالقتصادية البديلة
اليت كان ميكن له أن حيصل عليها لو مل جيلس معنا إىل مائدة التفاوض وينشغل هبا ،ويف الوقت نفسه فإن
حتميل هذا الطرف هبذا الكم واحلجم الضخم من التكلفة دون أن حيصل على عائد مقابل ومناسب يعادل
هذه التكلفة جتعله يبدى مرونة كبرية يف قبول ما يعرض عليه أو ما ميلى عليه من شروط ،فعلى سبيل املثال:
استخدمت الوالايت املتحدة األمريكية هذه اإلسرتاتيجية بذكاء يف مفاوضاهتا مع االحتاد السوفييت يف
السبعينيات انتهازا ألزمة الغذاء اليت مير هبا الروس ،وذلك عندما تقدم االحتاد السوفييت بطلب للوالايت
املتحدة لشراء صفقة قمح ضخمة لتعويض اخلسارة احملصولية اهلائلة اليت أصيب هبا حمصول القمح السوفييت
نتيجة للكوارث املناخية اليت تعرضت هلا املساحات املزروعة قمحا يف مشال روسيا. ،وعلى الرغم من السعر
املمتاز واملرتفع الذي عرضه الروس للحصول على القمح ،إال أن املفاوضني األمريكيني وجدوا أنه من املناسب
استخدام إسرتاتيجية استنزاف الروس إىل أقصى مدى انتهازا للموقف احلرج الذي ميرون به.
ب -إسرتاتيجية التشتيت (التفتيت) :1وهي من أهم اسرتاتيجيات منهج الصراع التفاوضية ،حيث تعتمد
عليها بشكل كبري األطراف املتصارعة إذا ما جلست إىل مائدة التفاوض ،وتقوم هذه اإلسرتاتيجية على
فحص وتشخيص وحتديد أهم نقاط الضعف والقوة يف فريق التفاوض الذي أوفده الطرف اآلخر للتفاوض،
وحتديد انتماءاهتم وعقائدهم ومستواهم العلمي والفين والطبقي والدخلي ،وكل ما من شأنه أن يصنفهم إىل
1
احمد فهمي جالل ،مرجع سابق ،ص45
40
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
شرائح وطبقات ذات خصائص حمددة مقدما ،وبناء على هذه اخلصائص يتم رسم سياسة ماكرة لتفتيت
وحدة وتكامل فريق التفاوض الذي أوفده الطرف اآلخر للتفاوض معنا والقضاء على وحدته وائتالفه ومتاسكه
وعلى االحرتام ليصبح فريًقا مفتًتا متعارضا تدب بني أعضائه اخلالفات والصراعات ومن مث يصبح جهدهم غري
منسجم ،ومن مث ميكن التأثري على بعضهم وجذهبم للعمل معنا وجتنيدهم لصاحلنا ،واحلصول منهم على
البياانت واملعلومات غري املعروفة أو غري املعلومة لدينا ،ويف الوقت نفسه معرفة من منهم لديه السلطة ومن
منهم من املتشددين حىت ميكن عزهلم وتعديلهم أو استبداهلم إباثرة الفضائح واإلشاعات حوهلم والضغط على
رؤسائهم للقيام بذلك.
ومن انحية أخرى ،يتم تشعيب النقاط التفاوضية وإضافة أبعاد وجماالت وجوانب جديدة إليها ،وتكون هذه
التفاصيل والنقاط التفاوضية اجلديدة مبثابة قضااي جديدة فرعية ،وتتمثل قمة النجاح يف استخدام هذا
األسلوب يف أن تصبح إحدى النقاط الفرعية اليت ال أمهية هلا على اإلطالق هي حمور التفاوض املهم الذي
تتم وفًقا له وتسري يف نطاقه اجللسات التفاوضية ،وهذه اإلسرتاتيجية متتاز أبهنا من ضمن اسرتاتيجيات الدفاع
املنظم يف حالة التعرض لضغط تفاوضي عنيف أو مبادرة تفاوضية جديدة مل نكن نتوقعها ومل حنسب حسااب
هلا ،ومن مث ميكن استخدام هذه اإلسرتاتيجية كبديل عن رفض املبادرة حىت يتم حساب أبعاد هذه املبادرة،
فإذا ما كانت مناسبة يتم قبوهلا والتفاوض بشأهنا ،أما إذا كانت غري مناسبة فإنه يتم إجهاضها يف مهدها
واستخدام وسيلة التجاهل ابلتشتيت حىت تلفها ستائر النسيان.
وبناء على هذه الدراسة يتم اختاذ أحد بديلني مها:
-االستجابة لطلب الشركة لبحث عملية االندماج بعد أن ظهر جدوى االندماج معها ،وأن موقفها املايل
واإلنتاجي والتسويق سليم.
-تشتيت وتفتيت اجلهد التفاوضي للشركة طالبة االندماج وتضييع الوقت عليها حىت تصل إىل مرحلة
اإلفالس واالهنيار وخروجها ابلتايل من السوق إذا ما ظهر عدم جدوى االندماج معها وأن موقفها املايل
واإلنتاجي غري سليم متاما.
ج-إسرتاتيجية إحكام السيطرة (اإلخضاع) :تعد العملية التفاوضية وفًقا ملنهج الصراع ،معركة شرسة ،أو مباراة
ذهنية ذكية بني طرفني ،والطرف الذي يسيطر على جلسات التفاوض أي على ملعب املباراة هو الطرف الذي
يستطيع ىف كل وقت الفوز بعدة أهداف أو أبكرب عدد ممكن من األسواق ،وال يعلم أحدمها نوااي وخطط األخر
التجارية ومشروعاته اإلنتاجية املستقبلة ،وأى نوع من السلع واخلدمات سوف يستخدمها ىف غزو هذه األسواق.
ومن مث فإنه يتعني أن تتم مفاوضات بني الطرفني لتقليل أو تنظيم املنافسة والصراع بينهما واقتسام هذه األسواق
واإلقالل من حجم األضرار املرتتبة عن تصارعهما.
41
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
ومن مث تقوم هذه اإلسرتاتيجية على حشد كافة اإلمكانيات اليت تكفل السيطرة الكاملة على جلسات التفاوض
سواء من حيث اآليت:
-القدرة على التنويع ،والتشكيل ،والتعديل ،والتبديل للمبادرات التفاوضية الىت يتم طرحها على مائدة املفاوضات
حبيث يكون لنا سبق التعامل مع الطرف اآلخر وسبق البدء ىف احلركة ،فضال عن أن إجبار الطرف اآلخر على أن
يتعامل مع مبادرة من صنعنا نعرف كل شي عنها وحنيط بكافة أبعادها ونعرف الفخاخ واملكائد اليت قمنا بوضعها
فيها ،يف الوقت الذي ال يكون الطرف اآلخر قد أحاط هبا إحاطة شاملة ،ومن مث فإن عليه أن يسري وفًقا للطريق
الذي رمسناه له والذي يسهل علينا السيطرة عليه فيه.
-القدرة على احلركة السريعة واالستجابة التلقائية والفورية واالستعداد الدائم للتفاوض فور قيام الطرف اآلخر
إببداء رغبته يف ذلك ،لتفويت الفرصة عليه يف أخذ زمام املبادرة والسيطرة على عملية التفاوض من أوهلا إىل
آخرها.
-احلرص على إبقاء الطرف اآلخر ىف مركز التابع ،حيث جيب عليه أن يقبع سا ًكنا انتظارا لإلشارة اليت نعطيها
له ،أو أن تكون حركته يف نطاق اإلطار الذي مت وضعه ليحيط به.
د -إسرتاتيجية الدحر(الغزو املنظم) :وهي إسرتاتيجية يتم استخدامها بغض النظر عن ندرة أو قلة
املعلومات عن الطرف اآلخر الذي يتم معه الصراع التفاوضي ،مثل التفاوض بني دولتني بينهما تنافس جتارى.
وفقا هلذه اإلسرتاتيجية يتم استخدام التفاوض التدرجيي خطوة خطوة ليصبح عملية غزو منظم للطرف اآلخر
حيث تبدأ العملية ابخرتاق حاجز الصمت أو ندرة املعلومات بتجميع كافة البياانت واملعلومات املمكنة من
خالل التفاوض التمهيدي مع هذا الطرف .مث معرفة أهم اجملاالت اليت ميتلك فيها ميزات تنافسية خطرية هتدد
منتجاهتا والتفاوض معه على أن يرتك لنا اجملال فيها وان يتجه إىل جماالت أخرى تستغرق وتستنزف قدراته
وإمكانياته .ويف الوقت نفسه جعله ينحسر تدرجييا عن األسواق التقليدية اليت كان يتعامل معها إىل أن يفقد
أسواقه اخلارجية بشكل كامل وينحصر عمله فقط يف داخل بالده.
ويف املرحلة التالية يتم اخرتاق السوق ببلده عن طريق عقود التصنيع املشرتكة اليت تتضمن توريد كافة املكوانت
اخلاصة ابلسلعة املصنعة أو اجملمعة عن طريقنا ويقتصر عمله هو فقط على إقامة بعض خطوط التجميع ويف مرحلة
الحقة يصرف نظره عن هذه اخلطوط ليقتصر عمله هو فقط على التوزيع مث يف مرحلة الحقه نقوم حنن ابلتوزيع.
املفاوضني. ويتطلب التفاوض وفقا هلذه اإلسرتاتيجية قدرات غري عادية من فريق
ه-إسرتاتيجية التدمري الذايت (االنتحار) :لكل طرف من أطراف التفاوض :أهداف ،آمال ،وأحالم،
وتطلعات وهي مجيعا تواجهها حمددات ،عقبات ،ومشاكل ،وصعاب ،وكلما كانت هذه العقبات شديدة
كلما ازداد أيس هذا الطرف وإحساسه ابستحالة الوصول إليها وأنه مهما بذل من جهد فإنه لن يصل إليها
وهنا عليه أن خيتار بني بديلني مها:
42
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-صرف النظر عن هذه الطموحات واألهداف وارتضاء ما ميكن حتقيقه منها واعتباره اهلدف النهائي له.
-البحث عن وسائل أخرى جديدة غري مرئية أو منظورة حاليا متكنه من حتقيق هذه األهداف يف املستقبل.
ووفًقا هلذين البديلني يتم معرفة ومتابعة سلوك الطرف اآلخر ،وهو إما اليأس من حتقيق األهداف ،أو اإلصرار
وضرورة التصميم على معاجلة هذه املشاكل والصعاب وحتطيمها والقضاء عليها حىت يصل إىل حتقيق هذه
األهداف واألحالم وهو أمر ميثل خطورة وهتديد للمصاحل القائمة ألحد األطراف ،ألن املكسب الذي حيققه
أي طرف من أطراف هذه القضية وفًقا هلذه اإلسرتاتيجية هو خسارة مؤكدة للطرف اآلخر.
فإذا ما كان اخلصم الذي تتفاوض معه قد اتبع األسلوب الثاين أي أسلوب اإلصرار والتصميم فإن علينا
تدمريه عن طريق إفشال كافة جهوده وخمططاته وحتطيم روحه املعنوية وإرادته الذاتية وتضييع جهوده كي ال
تثمر جبعلها عدمية األثر أو عدمية النتائج ،وتصبح عملية اجلهود التفاوضية خاوية املضمون ال توصل إىل
حتقيق هدفه الذي وضعه لنفسه وفق مسار أو طريق معني ،ومن مث يتم رسم طريق خمالف ال يوصل للهدف
الذي يسعى إىل حتقيقه ،وإن كان يبدو للوهلة األوىل أنه يوصل إليه ،ويستخدم هذا األسلوب لتكوين متاهة
تستغرق جهد ووقت ومال الطرف اآلخر ،ومن خالل عمليات تعتيم وتضليل وتوجيه ضاغط يتم خالهلا
استنزاف جهد ووقت وإمكانيات وقدرات هذا الطرف وإفقاده مقومات الوجود والقدرة على احلركة،
وابستخدام أساليب وأدوات التفاوض الذكي كأداة فعالة لتدمريه ذاتيا ،عن طريق إفقاده مؤيديه ،وحتويل
أصدقائه إىل أعداء وحتويل مصادر القوة لديه إىل ضعف ،والعمل على تزايد أعدائه بصفة مستمرة ،وإاثرة
اخلالفات لديه بني أفراد فريقه التفاوضي ،ويف الوقت نفسه جعل خطواته املرتعشة واملرتددة تتجه به إىل اهلاوية
املرسومة واحملددة بشكل يصعب عليه اإلحاطة هبا أو حىت االحتياط منها.
اثلثا -االسرتاتيجيات العامة للتفاوض :
-0إسرتاتيجية تعظيم الفائدة املتبادلة :هذه اإلسرتاتيجية تسعي إىل إجياد بدائل وحلول مقبولة لكافة أطراف
العملية التفاوضية وتطوير التعاون وتعميق العالقة القائمة وتوسيع نطاق التفاوض ومده إىل جماالت جديدة سواء
عن طريق:
-إجياد وسيلة لزايدة املوارد موضوع اخلالف أو التفاوض.
-أن يتحقق احد اإلطراف أهدافها ولكن بتكلفة اقل للطرف اآلخر.
-أن يقدم طرف تعويض للطرف اآلخر مقابل التنازالت اليت يقدمها.
-أن يقدم كل طرف تنازالت ابلنسبة للقضااي ذات األولوية الدنيا لكل طرف.
-تطوير اختيار أو بديل جديد متاما يليب أهداف األطراف.
وتتضمن هذه اإلسرتاتيجية استخدام تكتيكات مثل:
-املبادرة بتقدمي تنازالت على اعتبار أن الطرف اآلخر سيقدم تنازالت مقابلها.
43
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
1
طاشور عبد الحفيظ ،مرجع سابق ،ص44-45
44
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
املؤسسة أو الشركة وأرابحها يف األجل البعيد ولكننا نركز أساسا على اإلسرتاتيجيات التسويقية اخلاصة
ابلرتويج واإلعالن عن املنتج ملا هلذه اإلسرتاتيجيات من امتداد وجماالت وأساليب التفاوض بصفة عامة.
وهنا نقول أن هناك إسرتاتيجيات رئيسية لإلقناع تستخدم يف التفاوض التسويقي التجاري وهذه
اإلسرتاتيجيات هي:
- 0اإلسرتاتيجية اإلبتكارية :وهي اإلسرتاتيجية اليت تستخدمها شركة أو طرف ما يسعى إىل إجياد وبناء
عالقة طيبة بني الشركة واجلمهور،ويف حماولة الستقطاب أو تكوين مجهور ملنتجاهتا أو خدماهتا اليت تشبع
رغبات ومتطلبات هذا اجلمهور ،وذلك من خالل الدراسة الدقيقة لرتويج املبيعات بطريقة مغرية أفضل مما
يفعله املنافسون،على سبيل املثال قيام شركة ألحذية أطفال ،إبنتاج أحذية تضيء عند السري هبا وطرح
كميات هائلة يف شهر رمضان مع محلة واسعة جعلت من هذا احلذاء اهلدية املثلى لكل طفل يف عيد الفطر
األمر الذي يؤدي إىل بيع املاليني من األحذية يف وقت قياسي.
-7إسرتاتيجية املواجهة :وهي تلك اإلسرتاتيجيات اليت توظفها الشركة أو املؤسسة للتصدي ملؤسسات أو
شركات منافسة أخرى تقوم ابالعتداء على الشركة من خالل إشاعات أو ما شابه ذلك ،ومن مث فإن على
الشركة أن تقوم بنفي الشائعة من خالل توضيح املوقف جلمهورها من خالل وسائل تروجيية للسلع أو
اخلدمات للحفاظ على سوق منتجاهتا أو خدماهتا.
-3إسرتاتيجية النوعية املتميزة :توظف هذه اإلسرتاتيجية من قبل بعض الشركات أو املؤسسات املتميزة
للغاية للحفاظ على حصتها التسويقية من خالل االحتفاظ مبستوى معني من جودة اإلنتاج أو اخلدمة مبا
جيعلها دائما يف مستوى جودة مفضل لدى املستهلك عن السلع املنافسة ،اعتمادا على جهود التطوير وجهود
الدعم للخدمات اليت تقدمها ،مثال ذلك أسعار تذاكر شركات الطريان ذات السمعة العاملية الرفيعة وأسعار نوع
متميز من الشاي مثال أو أسعار مطعم ما على درجة عاملية من النظافة وحرفية الطهي الرفيعة ،ويف هذه احلالة
فإن الشركة أو املؤسسة ال تبايل ابرتفاع السعر ألهنا تعتمد على قناعة املستهلك بصحة ونوعية املنتوج أو اخلدمة
الرفيعة اجلودة.
- 4إسرتاتيجية التحصني :وهي اإلسرتاتيجية اليت توظفها الشركة أو املؤسسة ابستخدام إمكاانهتا
ومصادرها لالحتفاظ ابلزبون والعمالء الذين يستخدمون منتجات أو خدمات الشركة ،وذلك للحفاظ على
هيكل األسعار اليت توازن بني املنفعة والقيمة اليت يدفعها املستهلك ،وتوظف هذه اإلسرتاتيجية كذلك من
خالل العمل على حتسني األوضاع التنافسية للشركة ،وأحياان يطلق على هذه اإلسرتاتيجية اسم إسرتاتيجية
االحتفاظ بتسهيل أمر البيع ،كتوصيل املنتوج ملنازل املستهلكني والوكالء أو البيع ابلدليل ( الكااتلوج )
كذلك تعتمد هذه اإلسرتاتيجية مثل معظم اإلسرتاتيجيات التسويقية اخلاصة على اإلبقاء على املنتج أو
45
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
السلعة يف ذهن اجلمهور من خالل بعض اإلعالانت الغريبة ،مثل هذا اإلعالن عن سيارة فولكس فاجن
حبيث يقول يف الفاصل اإلشهاري " إهنا ليست سيارة ....إهنا فولكس فاجن " .
- 5إسرتاتيجية االستفزاز أو املضايقة :هنا توظف شركة أو مؤسسة ما هذه اإلسرتاتيجية هبدف التأثري يف
إمكاانت املنافسني كاالتصال ابملوردين لتقليل بيعاهتم هلم أو الضغط على املوزعني للحد من مبيعات
املنافسني ،أو دفع رجال البيع ابلشركة أو من خالل العملية اإلعالنية للنيل من املنافسني إببراز أو إدعاء
عيوب منتجاهتم للسوق ،وهذه اإلسرتاتيجية قد تؤدي إىل تدمري املنافسني والسيما إذا كانت اإلمكاانت
املادية والرتوجيية للشركة املستهدفة ال متكنها من الصمود أمام الشركة املوظفة هلذه اإلسرتاتيجية.
هذه اإلسرتاتيجية توظف من قبل شركات ليست هلا قدرات إبتكارية وإنتاجية عالية للحفاظ على حصتها من
اجلهود يف األسواق وطريقة اإلعالن عن منتوج شركة من خالل مقارنته مبنتوج مثيل له ابهلجوم عليه ووصف
عيوبه كما يف حالة مهامجة شركة كوكاكوال لشركة بيبسي وهذا من األمور الشائعة يف اإلعالن الغريب يف حني
أن هذا النوع من املنافسة يعترب غري مشروع يف القانون اجلزائري.
-6-IIVسياسات التفاوض:
إن السياسة التفاوضية هي املفتاح الرئيسي ملعرفة منهج الطرف اآلخر الذي سوف يستخدمه يف التفاوض،
واهلدف املرحلي الذي يسعى إىل حتقيقه .وماذا يدبر من وراء اجللوس إىل مائدة املفاوضات؟ … إخل .وعموما،
وعلى الرغم من تعدد وتنوع السياسات التفاوضية املستخدمة إال أنه ميكن لنا أن نشري إبجياز إىل أهم هذه
السياسات فيما يلي:
-0سياسة االخرتاق التفاوضية /سياسة اجلدار احلديدى التفاوضية
-2سياسة التعميق التفاوضية /سياسة التعتيم التفاوضية
-3سياسة التوسيع واالنتشار التفاوضية /سياسة التضييق واحلصار التفاوضية
-4سياسة إحداث التوتر التفاوضي /سياسة االسرتخاء التفاوضي
-5سياسة اهلجوم التفاوضي /سياسة الدفاع التفاوضي
-9سياسة التناول املتدرج للقضية التفاوضية /سياسة الصفقة الواحدة التفاوضية
-1سياسة املواجهة املباشرة والصرحية /سياسة املراوغة وااللتفاف
-8سياسة التطوير التفاوضية /سياسة التجميد التفاوضية
وأاي ما كانت هذه السياسات فكل منها له سياسات مضادة ،ومن مث فإنه من املناسب العرض لكل سياسة
مع السياسة املضادة هلا ،وهو ما سيتم تناوله فيما يلي:
46
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
1
طاشور عبد الحفيظ ،مرجع سابق ،ص44-45
47
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
فإذا ما متكنا من احلصول على هذه البياانت أمكن التأثري على فريق التفاوض اآلخر بشكل ميكننا من
كسب اجلوالت التفاوضية بنجاح .وتستخدم يف سياسة االخرتاق جمموعة من الوسائل واألساليب التفاوضية
ذات الطابع اخلاص ،وأهم تلك األساليب أسلوب" املؤمترات التفاوضية" ،حيث فيه دعوة مجيع األطراف اليت
هلا عالقة ابملوضوع أو مهتم بنتائجه إىل مؤمتر عام يقوم كل فرد فيه بعرض وجهة نظره وما يراه مناسبا
للقضية التفاوضية ،ومن مث ميكن معرفة كثري من املعلومات املهمة اليت تساعد يف وضع السياسات
والتكتيكات التفاوضية وجناح العملية التفاوضية بشكل فعال.
وتستخدم هذه الوسيلة يف كافة عمليات التفاوض ،وليست ابلطبع قاصرة على الدول ،أو احلكومات ،بل
إن منتجي السلع ومقدمي اخلدمات يستخدموهنا بكثرة يف حالة اخرتاق أسواق جديدة ،حيث يتم تنظيم
مؤمتر وندوة لكافة املهتمني ابلسلعة أو ابخلدمة املراد تصديرها أو تسويقها يف تلك السوق من:
•موزعي هذه السلعة أو مقدمي اخلدمة.
•منتجي هذه السلعة املنافسني.
•بعض كبار مستهلكي السلعة.
ب-سياسة اجلدار احلديدي التفاوضية :وهي السياسة اليت تواجه هبا حماولة اخلصم استخدام سياسة
االخرتاق عن طريق احملافظة على متاسك وصالبة فريق التفاوض الذي عليه أن ال يتيح للطرف اآلخر فرصة
احلصول على معلومات يستفيد منها ،وتستخدم سياسة اجلدار احلديدي بفاعلية كبرية يف املفاوضات الدولية
واحمللية .حيث يتم االعتناء ابختيار أفراد فريق التفاوض الذين يتسمون ابلقدرة على احملافظة على أسرارهم،
وأهنم من غري املعروفني للطرف اآلخر ،وأن االحرتام والثقة قائمان بينهم وبني رئيسهم وأهنم من الصعب التأثري
عليهم ،وأهنم شديدو الصالبة والتزمت أمام املغرايت املادية وغري املادية ،كما أهنم من أصحاب الوجوه
اجلامدة اليت ختفي مشاعر أصحاهبا وعواطفهم احلقيقية…إخل.
ومن مث فإن من الصعب التأثري عليهم واخرتاقهم ومعرفة تكوينهم النفسي والتأثري على وحدة القرار لديهم أو
متاسكهم كفريق تفاوضي متكامل .فضال عن اإلشراف عليهم ومحايتهم من أي اخرتاق يقوم به الطرف اآلخر
من حيث زرع أجهزة التنصت أو إرسال اجلواسيس أو غريهم من األفراد الذين يهددون سالمة قيامهم
ابلعمل التفاوضي على خري وجه.
-سياسة التعميق التفاوضية /سياسة التعتيم التفاوضية:1
أ -سياسة التعميق (التأكيد) :وتعمل هذه السياسة على تطوير مستوى املعلومات اليت مت احلصول عليها من
الطرف اآلخر سواء خالل جلسات التفاوض السابقة أو قبلها .وحبث جماالت أكثر تفصيال ً
وعمقا من
1
أحمد جالل فهمي ،مرجع سابق ،ص 14
48
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
اجملاالت اليت مت حبثها يف اجللسات السابقة ،خاصة وأننا أصبحنا على دراية ومعرفة أكثر ابلطرف اآلخر ومن
مث فإنه من معرفة اجملاالت اليت يتم الرتكيز عليها أكثر ميكن تعظيم العائد وتضخيم املكاسب التفاوضية،
وابلتايل يتم اختيار هذه اجملاالت كنقاط حبث ذات أولوية خاصة ،ويتم تركيز االهتمام عليها بشكل
كبري.ومن حيث االرتقاء مبستوى املعاجلة التفاوضية واالنتقال هبا من معاجلة القضااي والنواحي الشكلية إىل
معاجلة األمور اجلوهرية واحلقيقية أو الرئيسية اخلاصة ابلقضية املتفاوض بشأهنا .وال تستخدم هذه السياسة،
إال بعد التأكد من اإلحاطة بكل شيء عن الطرف اآلخر ،وخاصة أن البعض من املفاوضني يطلقون على
هذه السياسة سياسة التأكيد التفاوضية ،أي أتكيد مستوى العالقات التفاوضية
مع الطرف اآلخر ابلسري يف نفس االجتاه السابق ولكن بصورة أكثر حتديدا وأتكيدا.
ب-سياسة التعتيم(التشكيك) :ويطلق عليها البعض أحياًان سياسة التهميش أو التسطيح ،حيث تعمل
على جعل العملية التفاوضية جمرد عملية هامشية سطحية ال تتعدى النواحي الشكلية للقضية التفاوضية .وهي
السياسة اليت تستخدم ملواجهة سياسة التعميق ،حيث يكون على فريق التفاوض مواجهة حماوالت الفريق
اآلخر.
للتغلغل وإبطال هذه احملاوالت وإفشاهلا عن طريق استخدام سياسة ذكية وماهرة للتعتيم تقوم ابلتشكيك يف
قيمة املعلومات اليت حصل عليها ،ويف تصديقها ويف مدى مناسبتها.
وبصفة عامة ،تستخدم هذه السياسات إلخفاء سحابة من الشك ،عن طريق الطرف اآلخر بعدم توافر
بياانت كافية لديه عن نواايان وحقيقة أهدافنا ،فإذا ما توافرت لديه هذه البياانت ،فهي بياانت قدمية
ومتقادمة ،وإذا كانت حديثة فهي غري صحيحة أو مشكوك يف صحتها ،وإذا كانت صحيحة فهي بياانت
إمجالية ينقصها التفصيل أو التخصيص ،وإذا كانت تفصيلية فهي بياانت متقطعة يصعب الربط بينها أو
إجياد عالقات حتكمها ،فإذا مل تكن متقطعة ،فهي بياانت متداخلة يصعب الفصل بينها ،وهي إىل حد كبري
بياانت متعارضة أي أن جمموعها العام ال يعول عليه يف إجراء عملية التفاوض.
ومن مث ،فإن األفضل له أن يتم حبث النواحي الشكلية للقضية التفاوضية بدال من االنزالق إىل خماطر
التعارض يف نواحيها املوضوعية واليت قد يواجه فيها مبا ليس يف احلسبان ،خاصة وأن لديه نقصا خطريا يف
املعلومات عن إمكانياتنا وقدراتنا والواثئق واملستندات اليت يف حوزتنا واليت نستطيع هبا التغلب عليه وإفشال
جهوده التفاوضية وحتقيق النصر عليه بشكل ساحق.1
-3سياسة التوسيع واالنتشار التفاوضية /سياسة التضييق واحلصار التفاوضية
49
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
أ -سياسة التوسيع واالنتشار :وهي سياسة من أهم وأزكى سياسات التفاوض اليت جتعل جلساته ساخنة
دائما ،وجتعل الفريق اآلخر يلهث من اإلرهاق والتعب حيث تقوم على توسيع النقاط التفاوضية اليت يتم حبثها
ابستمرار وضم نقاط جديدة للتفاوض ،حبيث يتسع نطاق التفاوض ليشمل يف اجللسة الواحدة عدة عناصر
من عناصر القضية التفاوضية ،مع سرعة عرض وتناول كل منها معا ،مما ميثل إرهاًقا للطرف اآلخر بشكل
جيعله ضعيف الرتكيز ،ومن مث ميكن كسب كثري من النقاط التفاوضية شديدة األمهية دون أن يدرك الطرف
اآلخر التفاصيل أو األجزاء اليت حتتويها واليت يكون هلا القدرة على كسب القضية بكاملها.
ب -سياسة التضييق واحلصار :وتقوم هذه السياسة على السماح للطرف اآلخر ابالنتقال من نقطة إىل
أخرى قبل أن نفرغ متاما من النقطة اليت حنن بصددها ،وعدم التوسع يف تناول أكثر من نقطة تفاوضية
خاصة إذا كان الطرف اآلخر ممن يتصف ابخلبث والدهاء ومل يتسع لنا الوقت لإلملام بكافة عناصر القضية
التفاوضية.
فعلى سبيل املثال :غالبا ما يتشكل أعضاء الوفود التجارية يف دول العامل الثالث قبل السفر أبايم قليلة ،وتوكل
إليهم مهمة التفاوض يف صفقات اقتصادية وجتارية ومالية ضخمة دون أن يكون لديهم معلومات كافية عنها،
ومن هنا فإن على هذا الفريق أن ال يسمح للطرف اآلخر ابستخدام سياسة التوسيع واالنتشار ،بل عليه أن
يطبق سياسة التضييق واحلصار وتناول كل نقطة على حدة.
-0سياسة إحداث التوتر التفاوضي /سياسة االسرتخاء التفاوضي
-0سياسة إحداث التوتر التفاوضي :يعد" القلق "أحد أهم العوامل اليت من خالهلا يتم إرابك الطرف
اآلخر واالنتصار عليه تفاوضيا ،ويتم إحداث القلق عن طريق إتباع سياسة التوتر التفاوضي ،من حيث
إحداث نوع من عدم االستقرار يف املوقف التفاوضي ،وإدخال عدة عوامل تفاوضية مجلة واحدة بغرض
إحداث إرابك لدى الطرف اآلخر من حيث صعوبة تناوله مجلة واحدة ابلتفاوض ،فضال عما حتتاج اليه كل
منها من معاجلة خاصة ،وما تتطلبه من توافر متخصصني ومعلومات عن كل منها ،وهو ميثل أيضا وسيلة يف
نفس الوقت لزايدة حالة" القلق "لدى الطرف اآلخر عن طريق زايدة كم وحجم النواحي الفنية يف القضية
التفاوضية مثل :العوامل اجلغرافية – اهلندسية – القانونية – التعليمية – االقتصادية -التجارية – السياسية –
الثقافية – االجتماعية – الوطنية…إخل وجعلها حمور التفاوض مما جيرب الطرف اآلخر على اللجوء
للمتخصصني يف هذه النواحي وجيعله دائم التغري يف فريق التفاوض اخلاص به ،أو على األقل زايدة عدده مما
جيعل الفرصة مهيأة أكثر لوجود خالف يف الرأي بني أعضائه ،أو زرع هذا اخلالف مما يزيد من فرص التوتر
وجيعل اجملال مهيأ للفوز على هذا الفريق املرتبك القلق جدا سواء ابلنسبة لعوامل الوقت ،أو ابلنسبة لعوامل
التكلفة اليت سوف تتحملها عملية التفاوض.
50
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-7سياسة االسرتخاء التفاوضي :ويطلق عليها البعض أحياًان سياسة التجاهل ،وسياسة النفس الطويل،
وهي تقوم على عدم االهتمام بكل ما يطلبه الفريق اآلخر ،وعدم االنسياق للضغوط اليت يقوم هبا ،بل الرتيث
حىت يتبني لنا مدى أمهية ما يعرض علينا وما هي جوانبه اليت حاول الطرف اآلخر أن جيعلها مبهمة وخيفيها
عنا .وتستخدم يف سياسة االسرتخاء عوامل الصرب ،وأن يرتك للزمن حل معظم القضااي ،وأن الزمن يف هذه
احلالة سيكون هو العامل شديد الفعل والتأثري على سري القضية التفاوضية وعلى إدارة جلساهتا.
وكثريا ما تستخدم الشركات املتعددة اجلنسية هذه الوسيلة يف مفاوضاهتا التجارية مع بعض الوفود التجارية من
دول العامل الثالث ،حيث تقوم ابستضافة هذه الوفود يف أفخر الفنادق اليت تبعد كثريا عن مكان التفاوض
احملدد ،وأن تتضمن إقامتهم برانمج حافل ابلسهرات حىت ساعات متأخرة من الليل ،وأن يتاح هلم الوقت
الكامل للقيام بعمليات الشراء لذويهم وألسرهم ،ومن مث يكون الوقت املتاح للتفاوض حمددا لغاية يكاد يكون
حمددا فقط للتوقيع على االتفاق الذي أعد برباعة وعناية وحتت ضغط اإلعالم والصحافة اللذين سبق
إخطارمها واختيارمها لتسجيل اللحظة" التارخيية "لتوقيع العقد يتم التوقيع عليه ،وال مانع من إضافة فقرات
إعالمية تظهر مدى براعة وكفاءة وجهد وصرب وإتقان وتفاىن فريق مفاوضى العامل الثالث يف الوصول إىل هذا
االتفاق بعد مفاوضات شاقة ومرهقة للغاية.
-5سياسة اهلجوم التفاوضي /سياسة الدفاع التفاوضي
أ -سياسة اهلجوم التفاوضي :تقوم هذه السياسة على استخدام تكتيكات هجومية ضاغطة على الطرف
اآلخر بشدة إلجباره على التسليم بوجهة نظران ومطالبنا يف العملية التفاوضية ،وعدم ترك اجملال مفتوحا أمامه
للرتاجع أو االنسحاب من عملية التفاوض .وتستخدم هذه السياسة اهلجومية عند حيازة كم مناسب من
املزااي اليت جتعلنا يف موقف متميز قوى يتيح لنا إمالء شروطنا على الطرف اآلخر ،أو لعدم أمهية املفاوضات
مع هذا الطرف الذي ال قيمة له ومن مث علينا أن نتشدد يف التفاوض معه ،كما تستخدم يف حالة الضغط
على الطرف اآلخر للتنازل عن طموحاته وأهدافه من عملية التفاوض ،فعن طريق استخدام تكتيكات متشددة
يف عرض مطالبنا واملبالغة فيها بشكل كبري ال يكون لدى الطرف اآلخر إال أن حياول تقليل هذه املطالب
ومن مث نصل إىل قبوله وارتضائه للمطالب احلقيقية ،اليت أخفيناها يف املطالب املبالغ فيها أو االعتذار عن
التفاوض وإرجائه جللسات قادمة ،ومن مث يكون قد حتقق لنا هدف االحتفاظ ابلسيادة واملوقف املتميز لفرتة
أطول.
ب-سياسة الدفاع التفاوضية :وتقوم هذه السياسة الدفاعية على العمل على تقليل الضغط التفاوضي الذي
ميارسه الطرف اآلخر ،وعدم السماح له ابالستمرار يف جين املكاسب اليت تعىن ابلطبع خسائر ابلنسبة لنا،
ومن مث جيب العمل على تقليل هذه اخلسائر ما أمكن ،ويتم هذا ابستقبال كافة مبادرات اخلصم اهلجومية،
بذهن و ٍاع متفتح وبدراسة عميقة للوصول إىل أهدافه احلقيقية ،وجتزئة هذه املبادرات للوقوف على الزائف منها
51
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
الستبعاده والتعامل معه هبجوم مضاد يرتكز على احلقائق واألسانيد والواثئق اليت تدعم موقفنا وتؤيد مطالبنا
وتساند جهودان التفاوضية مع هذا اخلصم.
ساخنا حىت ال جيرفه تيار النسيان .ويف الوقت
وتقوم هذه السياسة على استمرار االحتفاظ ابملوقف التفاوضي ً
نفسه جتميع عناصر القوى التفاوضية واستجماع عواملها املختلفة لبدء جولة انجحة من املفاوضات ،خاصة
خالل اجللسات التفاوضية.
-6سياسة التناول املتدرج للقضية التفاوضية /سياسة الصفقة الواحدة التفاوضية
أ -سياسة التناول املتدرج :وتقوم هذه السياسة على ترتيب عناصر وجزئيات القضية التفاوضية بشكل
متدرج صاعد ،يبدأ من القواعد األساسية للقضية ويتدرج حىت يصل إىل قمتها أو إىل شكلها النهائي العام،
أو على شكل متدرج هابط يبدأ من القمة إىل األساس الذي ترتكز عليه القضية ،أو شكل متدرج من مركز
الدائرة إىل حميطها أو ابلعكس ،حبيث تبدأ العملية التفاوضية من اجلزء إىل الكل ،أو من الكل إىل اجلزء ،أو
من اجلزء إىل بقية األجزاء والعناصر يف إطار الدائرة التفاوضية.
وتعتمد هذه السياسة على التحرك خطوة خطوة من عنصر إىل آخر ،ومن مث ال يتم االنتقال إىل عنصر جديد
إال بعد االتفاق واالنتهاء من العنصر األول ،وتتيح هذه السياسة الفرصة الكاملة للتعامل مع العناصر
التفاوضية بكافة أبعادها ،كما أهنا تيسر عملية التفاوض وهتيئ هلا اجملال النفسي املريح لكال الطرفني ،إال أنه
يعيبها أهنا حتتاج إىل وقت وتكلفة ضخمة ليس من السهل توفريها لكل عملية من عمليات التفاوض.
ب -سياسة الصفقة الواحدة التفاوضية :وهي من أكثر السياسات استخداما يف العصور القدمية واحلديثة
على حد سواء ،حيث يرتبط استخدامها بتوفر فرصة مواتية مناسبة قد ال يتاح مثلها يف املستقبل ،ومن مث
فإن علينا أن ننتهز هذه الفرصة وأبسرع وقت ممكن وإال طرأ جديد على عناصر املوقف القائم مما يغري من
طبيعته ومن مناسبة الشروط التفاوضية املعروضة أو املتاحة نتيجة هذا املوقف التفاوضي املالئم.
فعلى سبيل املثال :عندما تكون هناك شركة ترغب يف تصفية أعماهلا وبيع اآلالت واملعدات اخلاصة هبا نتيجة
لعدم وفرة املواد اخلام ،أو لصدور قرار حكومى حيظر استرياد مثل هذه املواد يف الفرتة احلالية ،فإن من
املناسب استخدام سياسة الصفقة الواحدة يف التفاوض لشراء اآلالت واملعدات يف هذه الظروف قبل أن
يصدر قرار جديد يلغى القرار األول وتصبح عملية التفاوض غري مناسبة حيث قد تقرر الشركة االستمرار يف
العمل وعدم تصفية أعماهلا ،أو تطلب مثًنا مرتفعا آلالهتا ومعداهتا اليت ترغب يف بيعها.
-2سياسة املواجهة املباشرة والصرحية /سياسة املراوغة وااللتفاف
أ-سياسة املواجهة املباشرة والصرحية :تقوم عملية التفاوض وفًقا هلذه السياسة على املكاشفة الصرحية
والتعامل مع عناصر القضية التفاوضية بشكل مباشر صريح ،خاصة إذا كانت املصلحة املشرتكة القائمة بني
52
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
طريف التفاوض تتطلب اإلحاطة بظروف وإمكانيات الطرف اآلخر ،وأي خداع بني الطرفني سوف ينعكس
سلبا على تنفيذ ما التزم به كل منهما جتاه اآلخر.
فمثال التفاوض بني الشركة املنتجة وأحد موزعيها يعتمد على املواجهة املباشرة للطرفني ومعرفة كل منهما
بظروف وإمكانيات وقدرات اآلخر ،سواء من حيث اإلنتاج ومواصفاته ،أو من حيث القدرة التوزيعية
وإمكانيات التوزيع ،حىت يتم الوصول إىل اتفاق بني الطرفني يناسب كال منهما ،ومن خالله تتحقق املصلحة
املشرتكة اليت جيين كل منهما من ورائها األرابح واملكاسب .أما إذا خدع أحدمها اآلخر ببياانت ومعلومات
كاذبة فإن من املتوقع أن حيدث نوع من اخلالفات والنزاعات النامجة عن عدم قدرة هذا الطرف على تنفيذ
التزاماته جتاه الطرف اآلخر.
ب-سياسة املراوغة وااللتفاف غري املباشر :كثريا ما تكون املصلحة املشرتكة هي العنصر احلاكم للعملية
التفاوضية ،بل إن الصراع أو النزاع يعرب عن طبيعة القضية املتفاوض عليها ،ومن هنا يكون علينا االعتماد
على سياسة املراوغة وااللتفاف غري املباشر حول عناصر وأجزاء القضية التفاوضية وعدم إظهار حقيقة أهدافنا،
بل االعتماد على اخلداع واملراوغة وااللتفاف حول القضااي وعناصرها بشكل ال يثري الشكوك والريبة ،بل تصل
قمة النجاح فيه إىل اخلديعة الكاملة للطرف اآلخر وانسياقه إىل توقيع اتفاق يرى أنه حقق نصرا فيه ،يف حني
تكون احلقيقة هي اهلزمية الكاملة.
-8سياسة التطوير التفاوضية /سياسة التجميد التفاوضية
أ -سياسة التطوير التفاوضية :وتقوم هذه السياسة على أن أي قضية تفاوضية هي أساسا قضية متغرية طاملا
ارتبطت بعوامل احلركة والزمن ،ومن مث فإهنا ختضع لتأثري هذه العوامل بصورة أو أبخرى ،ويستلزم لتحقيق
واستمرار املصلحة املشرتكة اليت تربط بني أطراف التفاوض ،تطوير وإمناء وحتسني هذه املصلحة عن طريق
تقوية العالقات والروابط بني أطرافها والوصول هبا إىل درجة أرقى وأعمق وأوسع وأمشل من درجات التعاون.
فعلى سبيل املثال فإن قيام إحدى الشركات العاملية إبعطاء حق جتميع منتجاهتا من أجهزة التليفزيون
واملسجالت إلحدى الشركات يف دول العامل الثالث يف مرحلة معينة من مراحل التعاون جيعلها تفكر مستقبال
يف إعطائها حق تصنيع بعض أجزاء هذه املنتجات ،مث يف مرحلة أخرى إعطائها حق إنتاجها
ابلكامل…وهكذا.
ب -سياسة التجميد التفاوضية :وتقوم هذه السياسة على اإلبقاء على الوضع احلايل على ما هو عليه،
واالحتفاظ ابملوقف التفاوضي القائم دون أي تغيري أو تعديل سواء سلبا أو إجيااب ،وجتميده إىل درجة املوت
نظرا لعدم جدوى حتريكه أو التعامل معه من جديد مبعطيات جديدة .فعلى سبيل املثال :إذا كانت العالقة
53
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
بني أحد املوزعني وبني الشركة املنتجة للمواد عالقة ضعيفة نظرا الخنفاض قدرته التوزيعية ،فإنه ال يكون هناك
جدوى من النظر يف زايدة حجم املعامالت معه.
وأاي كانت هذه السياسات فإهنا ال تستطيع أن متارس بذاهتا ،أي بدون تكتيكات مناسبة تدعمها وتؤدى إىل
حتقيق أهدافها ،وهو ما ينقلنا إىل دراسة التكتيكات التفاوضية.
:3-IIVتكتيكات التفاوض:
يشري إىل العناصر الفرعية أو املكوانت اجلزئية اليت يستخدمها املفاوض ويتحرك هبا داخل اإلسرتاتيجية لتحقيق
األهداف الرئيسية لعملية التفاوض ،أي أن التكتيكات تتمثل يف النشاطات اليت يقوم هبا املفاوض أو التصرفات
اليت يسلكها أو األساليب واملناورات اليت يستخدمها خلدمة اإلسرتاتيجيات وزايدة فعاليتها يف حتقيق النتائج
املستهدفة من عملية التفاوض ،ويركز أساس على كيفية تنفيذ اخلطط وخطوات العمل الالزمة لتحقيق األهداف
بفاعلية ،ويتطلب ذلك حتديد أهداف جزئية أو مرحلية وبرامج زمنية للتنفيذ فهو على ذلك عبارة عن حتركات
جزئية يف إطار عام حمدد مسبقا وهذا اإلطار العام هو اإلسرتاتيجية .مثال ذلك :اإلسرتاتيجية هي إجناز التفاوض
بسرعة حيث ميكن أن تلجأ إىل تكتيك التهديد .ابالنسحاب وتتمثل هذه التكتيكات فيما يلي:1
•تكتيك كسب الثقة واالحرتام املتبادل :وهو نوع مهم ابلنسبة لدور املدير القائد يف عملية تفاوضية داخل
املؤسسة حيث الثقة املتبادلة متكن املدير القائد من أخذ زمام املبادرة وحل كثري من جزئيات الصراع.
•تكتيك اإلغراء واجلاذبية :ويقوم هذا التكتيك التفاوضي على إعالن املدير القائد استعداده للتفاوض مع
الطرف األخر مع تقدمي كل التيسريات والتسهيالت املمكنة لطرف املشكلة األخرى ،واستعداده لتلبية بعض
مطالبه الشرعية إذا ما جلس معه إىل مائدة التفاوض ،وهذا تكتيك من املفيد استخدامه يف حالة املشاكل
اجلماعية واليت تكون اإلدارة العليا طرفا هبا وجب ختفيف من حدة املشكلة واالستفادة وربح بعض الوقت لرتتيب
األوراق مثل االضراابت العمالية.
-تكتيك الصقر واحلمامة :وهو تكتيك يستخدم فيه املدير القائد طرف أخر مبثابة الصقر( الطرف الشرير أو
املهاجم واملتشنج) ويلعب هو دور احلمامة ( الرجل الطيب أو الودود) ،ويستفاد من هذا التكتيك لغرض تعزيز
ثقة أطراف النزاع بدور املدير القائد.
•تكتيك جلد األطراف املتنازعة :وهو عبارة عن إشعار األطراف املتنازعة بتفويت فرصة تقدم أو تطوير
املؤسسة وحتميلهم سبب املشكلة وأتنيب الضمري.
•تكتيك عكس جمرى احلوار :وذلك من خالل تغيري بنيان العملية التفاوضية وعكس األسئلة لتتبدل اإلجاابت
من سلبية إىل حوارية ،وهو أسلوب يستفيد منه املدير القائد بتحويل مواقف األطراف املتشنجة وجرها إىل احلوار
والتفاوض.
1بيدر عاصي الراوي ،فن الحياة داخل المؤسسة :التفاوض للمدير القائد ،الجامعة االفتراضية الدولية في المملكة المتحدة
األكاديمية العربية البريطانية للتعليم المفتوحwww.ivu.org.uk ،
54
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
•تكتيك احلزمة :وهو تكتيك يقوم على مجع اجلزئيات وإرجاعها إىل أصلها ( مجع املتشاهبات) ومن مث يقدر
املدير القائد أبنه ميكن عرضها حزمة واحدة بدل جتزئتها ،ومن املفيد للمدير القائد ابن يستخدم مثل هذا
التكتيك يف الثلث األخري من عملية التفاوض ويف املراحل النهائية .مع مالحظة أبن نفس التكتيك ميكن عكسه
وهو جتزئة احلزمة وجعها جمموعة أمور ميكن التفاوض عليها بدل احلزمة ،وهذا طبعا سوف يعطي مساحة اكرب من
اخليارات اليت ال يشعر أي طرف هبا أبنه خاسر .ويستخدم املدير القائد يف حالة رأي أبن املفاوضات قد تفضي
إىل طرق مسدودة وأن أطراف النزاع متشنجة وغري قادرة على تقدمي تنازالت.
•تكتيك التهوين والتهويل :تكتيك واضح ميكن من خالل مهارة القائد اخلطابية وأسلوب يف احلديث من
التهوين يف املشكلة حمل الصراع لغرض مجع مشل األطراف املتصارعة إىل مائدة التفاوض أو ميكن التهويل من
أخطاء اآلخرين .ويستفيد املدير القائد من هذا التكتيك لغرض ممارسة الضغط النفسي على إطراف النزاع لتقدمي
تنازالت وميكن أيضا أن يتزامن مع تكتيك جلد األطراف املتنازعة.
•تكتيك إعادة تركيب أجزاء الصورة :وهذا تكتيك يرتكز على إعادة تفكيك وتشكيل العناصر املشكلة
التفاوضية ومن مث فانه من املمكن إعادة ترتيب األولوايت اخلاصة بكل عنصر يف الصورة ويف الوقت نفسه
يستخدم هذا التكتيك لتفريغ آل عنصر من حمتواه أو مضمونه احلقيقي وجعله روتينيا أجوف أو شكليا .
ويستخدم املدير القائد هذا التكتيك عندما يتفاوض مع من اجل زايدة أجور أو تقليل ساعات عمل أو حىت
من اجل التعاقدات اجلديدة.
•تكتيك نزول السلم ببطئ :وهو تكتيك تقدمي النازالت لكن ببطء ،وعدم إظهار الشعور ابلرضا عما مت
تقدميه .وهو تكتيك يستخدمه املدير القائد يف الشرق األوسط ( وكذلك يستخدمه الباعة ابلتجزئة) وميكن
للمدير القائد استخدامه مبساعدة طرف أخر أو مع تكتيك احلمامة والصقر لتقدمي التنازالت بشكل ودي
للطرف األخر للوصول إىل ما هو مطلوب يف التفاوض.
•تكتيك جس النبض ابلضغط :ويرتكز هذا التكتيك على أنه ميكن جس نبض أطراف النزاع من خالل
الضغط عليهم بعامل الوقت أو بعامل املادة أو حىت بعامل صالحيات املدير القائد ملعرفة انطباعاهتم واستعداداهتم
لعناصر القضية التفاوضية .ويستفيد املدير القائد من هذا التكتيك هبدف رسم السياسة املثلى ملواجهة الصراع
واختيار الطريقة املثلى حلله.
•تكتيك الرتهيب والرتغيب :وهو تكتيك معروف ويستخدم بدرجات متفاوتة تعتمد على املوقف نفسه وعلى
طبيعة إطراف الصراع ( مدى معرفة املدير القائد لإلطراف النزاع).
•تكتيك املفاجأة :فهو ببساطة اإلعالن عن عنصر جديد مل يكن ابحلسبان وإدخاله يف عملية التفاوض .وهو
تكتيك ميكن للمدير القائد االستفادة منه يف حالة تعثر املفاوضات وتشنج املفاوضني فهذا التكتيك يربك
حساابت األطراف املتنازعة.
55
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
•تكتيك نصف الكعكة :هو تكتيك شائع ،وميكن للمدير القائد استخدامه يف حالة كون طريف النزاع من
مستوى وظيفي واحد.
•تكتيك العدسة املكربة :وهو تكتيك يركز على عنصر من العناصر وجعله بؤرة التفاوض يف نفس الوقت عدم
تسليط الضوء على ابقي العناصر.يستخدم هذا النوع من التفاوض يف حالة كون املدير القائد يغض النظر عن
األخطاء أرتكبها شخصيات ابرزة يف املؤسسة.
•تكتيك األمر الواقع :وهو قبول ما مت التوصل إليه وعدم وجود أي بدائل أو خيارات أخرى ،وهذا النوع
يستخدم يف النهاايت املغلقة للنزاعات وهنا ال ينصح ابستخدامه ألنه ال يولد الشعور ابلرضا وحلول أسود وأبيض
(نعم أو ال).
•تكتيك حدود السلطة وحدود الزمن :ويقوم على أساس حتديد سقوف تتصل ابلسلطة املخولة وتتصل أيضا
ابلزمن املخصص للتفاوض .ويستفيد املدير القائد من هذا التكتيك ملعرفة مدى الوقت املتاح ألطراف النزاع وهل
توجد أطراف أخرى تشاركهم ابلقرار.
•تكتيك أقل الضررين :وهو عبارة عن تقدمي مقرتحني ألي مشكلة أحدمها سيء ابلغ السوء واآلخر معقول
وميكن قبوله أو حىت مناقشته ،وهذا التكتيك مفيد للمدير القائد يف حاالت تقدمي البدائل أو املقرتحات
لألطراف املتنازعة.
•تكتيك ازدواجية التعامل :وهو أن يظهر املدير القائد قابلية املفاوض العنيف الفض مثلما هو وديع ولطيف
وطبعا وفقا لطبيعة املوقف وما يتطلبه التعامل مع الطرف األخر .وميكن للمدير القائد استخدام الود واللني يف
مراحل التفاوض التمهيدية وميكن مثال إظهار صفة العنف من خالل الرد على مكاملة هاتفية خالل عملية
التفاوض مثال.
•تكتيك تكوين التحالفات اهلشة أو القوية :وهذا التكتيك يقوم على أساس طرح تكوين جبهات بني
اإلطراف أو بني طرف أخر له عالقة ابلعملية التفاوضية ويستخدم لتغيري موقف الطرف األخر أو إلشغاله عن
هدفه األصلي ،حبيث ينم طرح املوضوع كفكرة أثناء عملية التفاوض و أثناء اجللسات التمهيدية.
تكتيك الصدمة :ويقوم على مبدأ املفاجأة حبيث يتم كشف واثئق أو معلومات وبصورة غري متوقعة من الطرف
األخر ،ولكن على املدير القائد أن خيتار توقيت هذه العملية بدقة وكذلك نوع الشخص الذي يتم استعمال هذا
التكتيك معه.
•تكتيك قطعة احللوى جماان :وهو تكتيك يقوم على أساس إغراء الطرف األخر بتجربة ما نقوله من خالل
خماطبة عقلة ،وميكن للمدير القائد أن يستخدم هذا التكتيك يف حالة عدم اقتناع أحد املوظفني بعمل ما أو
مبهمة ما أو حىت العمل أبحد فروع الشركة اجلديدة اليت مت استحداثها ،وهو تكتيك يكسبك وقت ومينح الطرف
اآلخر جتربة امليزات اليت اقرتحتها عمليا.
56
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
•تكتيك املقارنة :فمن التكتيكات اجليدة هو استخدام أسلوب املقارنة مع املثل ،وهو أسلوب يستخدمه
املدير القائد يف حالة التفاوض من أجل تعيني موظف جديد أو من أجل رفع أجور موظفني داخل املؤسسة لكن
جيب االنتباه أبن هذا التكتيك يستخدمه العاملون ابملؤسسة بصورة أكرب من استخدامه من قبل اإلدارات حبيث
يقارن املوظف نفسه دائما مع اآلخرين ويف هذه احلال جيب على املدير القائد أبن يستخدم نفس التكتيك أو
عكس تكتيك احلزمة.
•تكتيك كشف احلقائق كاملة :وهو تكتيك يعتمد على كشف كل احلقائق وجعل الطرف األخر ابلصورة وهم
من التكتيكات املهمة للمدير القائد للتقليل من تشنج أعضاء املؤسسة نتيجة عدم معرفتهم ابحلقائق كاملة وهذا
تكتيك جيد يف حالة األزمات والتوجه ابجتاه احلفاظ على وحدة املؤسسة من االنقسام والتشتت.
•تكتيك املصارع الياابين :جتنب وضع قوتك يف مواجهة قوة الطرف األخر ،وبدالً من ذلك استخدم مهارتك
وتنح جانباً وحول قوة األخر خلدمة هدفك .ولكي ينجح هذا التكتيك ،ال هتاجم الطرف األخر بل تطلع إىل ما
وراءه ،ال تدافع عن أفكارك بل اطلب النقد والنصح ،اعترب أي هجوم عليك هو هجوم على املشكلة .
-IIIVاحلوار وتقنيات اإلقناع:
أوال-تعريف احلوار والفرق بينه وبني اجلدل:
احلوار هو أسلوب مكاشفة ومصارحة وتعريف مبا لدى طرف ما ،دون شرط التوصل إىل اتفاق مع "اآلخر"،
مدى زمين حمدد هلذا احلوار .أما التفاوض فهو ينطلق من معرفة مسبَقة مبا يريده اآلخر ،لكن يف إطار
وأيضاً دون ً
احملاداثت اليت تستهدف مسبقاً احلصول على مكاسب يف جانب مقابل تنازالت يف جانب آخر .أي أن كل
طرف مفاوض يكسب ويتنازل يف الوقت نفسه ،1واحلوار ليس فيه مكاسب أو تنازالت ،بل هو تفاعل معريف فيه
عرض لرأي الذات وطلب الستيضاح رأي من اآلخر دون شرط التوصل إىل نتيجة مشرتكة.
أما اجلدل فهو التقاء نقيضني وتفاعلهما يف حمتوى (أو موضوع) واحد ،وبظروف معينة وبزمان حمدد ،وخترج
حصيلة هذا التفاعل نتيجة جديدة بديلة عن النقيضني .فهو منهج علمي من جهة ،وهو أسلوب تعامل بني
البشر من جهة أخرى.
اجلدل يف أحد أوجهه ،هو حوار حول موضوع حمدد لكن بشرط التوصل إىل نتيجة مشرتكة جديدة يف زمان حمدد
قول اليت جتادلك يف
مسع هللاُ َ
أيضاً . .واحلوار واجلدال هلما نفس الداللة ،وقد اجتمع اللفظان يف قوله تعايل":قد َ
حتاوركما .إن هللا مسيع بصري"( .سورة اجملادلة /اآلية )1لذلك ،يكون اجلدل
يسمع َزوجها تشتكي إىل هللا وهللاُ ُ
هو حوار مشروط ابلتوصل إىل نتيجة صحيحة حامسة ،لكن اجلدل ال يكون مفيداً إذا مل تتوفر املوافقة عليه،
والقدرة على أدائه ،من كل األطراف املعنية فيه.2
و احلوار أسلوب يهتم ابلتعرف على وجهات نظر الطرف أو األطراف األخرى يف احلوار ،كما يهتم ابلوصول إىل
نتائج عن طريق البحث والتنقيب من أجل االستقصاء والتنويع يف اآلراء .وهو عبارة عن نقاش يديره أطراف
احلوار ،ويكون بطريقة متكافئة ،يف مسألة معينة ،وميتاز ابلبعد عن التعصب إلظهار احلق ابحلجة والربهان.
كما يعترب ا حلوار أسلوب حضاري يتم من خالله طرح موضوع فكري غري مسبوق لنصل به إىل النضج الفكري
احلواري احلضاري.
اثنيا -ماهية اإلقناع:
يعرفه "عامر مصباح ( " )2005أبنه عملية إيصال األفكار واالجتاهات والقيم واملعلومات إما إحياء أو تصرحيا عرب
مراحل معينة ،ويف ظل حضوره بشروط موضوعية وذاتية مساعدة وعن طريق عملية االتصال.1
يعرفه "هاري ميلز" :أبنه هو عملية تغيري أو تعزيز املواقف أو املعتقدات أو السلوك.2
اإلقناع هو عمليات فكرية وشكلية حياول فيها أحد الطرفني التأثري على اآلخر وإخضاعه لفكرة أو رأي.3
وتعترب عملية اإلقناع أبهنا عملية ترمي إىل توضيح وبيان طرق إشباع حاجات الفرد وحتقيق رغباته ،ولكن يف
حقيقة األمر عملية اإلقناع أوسع وأدق يف نفس الوقت من ذلك ،فهي ظاهرة تؤدى عرب مراحل معينة.4
ويعرف "دولرب شريام ودوانلد روبرت" اإلقناع أبنه عملية اتصال تتضمن بعض املعلومات اليت تؤدي ابملستعمل إىل
إعادة تقييم إدراكه حمليطه أو إعادة النظر يف حاجته وطرق انتقائها ،أو عالقاته االجتماعية أو معتقداته أو
اجتاهاته.5
يقصد به خمتلف األلفاظ واإلمياءات اليت ميكن ان حتدث تغيريا يف اجتاهات ،ميوالت وسلوكات اآلخرين ،أو
حتدق أتثريا سليما ومقبوال يف قناعاهتم ،هبدف تغيريها كليا أو جزئيا من خالل عرض احلقائق بشفافية ،وتكون
معززة أبدلة حتظى بقبوهلم.6
-1أنواع اإلقناع :تتمثل أنواع اإلقناع فيما يلي::7
أ-اإلقناع ابلرتغيب واإلقناع ابلرتهيب :يتم اإلقناع ابلرتغيب اترة بتقدمي احلوافز املادية واملعنوية للطرف اآلخر يف
املفاوضات التجارية ،هبدف تشجيعه على قبول األفكار واملمارسات اجلديدة.
1عامر مصباح ،اإلقناع االجتماعي :خلفيته النظرية والياته العملية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط ،0الجزائر،0440 ،
ص .15
2هاري ميلز ،فن االقناع :،كيف تسترعي انتباه اآلخرين وتغير آراءهم وتؤثر عليهم ،ترجمة مكتبة جرير ،ط،0441 ،1
ص ،0الموقع االلكتروني www.Jarirbookstore.com
http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/128567 3
4المرجع نفسه ،ص 04
5بشير العالق ،مرجع سابق ،ص 20
6موسى غانم ،فاطمة فالح ،مرجع سابق ،ص .110
7المرجع نفسه ،ص .111
58
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
ويكون اإلقناع ابلرتهيب من خالل إكراه الطرف اآلخر مبختلف الوسائل االجتماعية واالقتصادية والسياسية
والفكرية اليت جتعله يقبل ابألفكار واآلراء املعروضة عليه.
ب-اإلقناع املباشر واإلقناع غري املباشر :يكون اإلقناع املباشر عندما يتم إقناع الطرف اآلخر بشكل تلقائي
دون التأثري أو الضغط عليه.
غالبا ما يكون اإلقناع غري املباشر من خالل التلميح أو اإلشارة للطرف اآلخر أبمهية األفكار اجلديدة والفوائد
املكتسبة الناجتة عن االقتناع بتلك األفكار ،وترتك له حرية اختاذ القرارات املتعلقة بقبول تلك األفكار أو رفضها
دون أتثريات مباشرة.
-3تقنيات اإلقناع :وتتم عملية اإلقناع عرب التقنيات التالية:
أ-تقنية إدراك الشيء :هي املرحلة اليت خيترب فيها الفرد أو اجلماعة ألول مرة الفكرة أو التصور أو اإلحياء
اجلديد وهنا قد يتحفظ الفرد مما قيل له وقد يرفض ذلك مطلقا ،ويتفق العلماء على أن أمهية هذه التقنية ترتكز يف
كوهنا مفتاح الطريق إىل سلسلة التقنيات التالية يف عملية اإلقناع.
ب -تقنيات املصلحة و االهتمام :وفيها حياول الفرد أو اجلامعة تلمس مدى وجود مصلحته يف هذا األمر أو
االجتاه وتتولد لدى الفرد رغبة يف التعرف على وقائع الفكرة والسعي إىل مزيد من املعلومات بشأهنا ويصبح الفرد
أكثر ارتباطا من الناحية النفسية ابلفكرة.
ج -تقنية التقييم أو الوزن :فيها يبذل الفرد اجلهد للمقارنة فيما ميكن ان يقدمه هذا األمر أو االجتاه اجلديد و
بني ما تقدمه له ظروفه احلالية فعال ،لينتهي به األمر أن خيضع الفكرة للتجريب العملي.
د -تقنية احملاولة :اختبار أو جتريب أو جس نبض الشيء من قبل الفرد أو اجلماعة من انحية وحماولة التعرف
على كيفية االستفادة منها من انحية أخرى وإذا ما اقتنع بفائدهتا فانه يقرر أن يتبناها ويطبقها على نطاق واسع
أما إذا مل يقتنع جبدواها فانه يقرر رفضها.
ه -تقنية التبين :وفيها يصل الفرد أو اجلماعة إىل حالة االقتناع الكامل شفهيا وعمليا ابلفكرة اجلديدة وتصبح
جزءا من الكيان الثقايف واالجتماعي للفرد أو اجلماعة.
1
-4كيف تقنع اآلخرين بفكرة ؟
أ -البد أن تكون مقتنعا جدا من الفكرة اليت تسعى لنشرها ،ألن أي مستوى من التذبذب سيكون كفيال أن
حيول بينك وبني إيصال الفكرة للغري.
ب -استخدم الكلمات ذات املعاين احملصورة واحملددة مثل :مبا أن ،إذن ،وحينما يكون ..اخل ،فهذه األلفاظ
فيها شيء من حصر املعىن وحتديد الفكرة ،ولتحذر كل احلذر من التعميمات الرباقة اليت ال تفهم أو ذات معاين
واسعة.
http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/128567 1 1
59
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
الوقت
60
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
الوقت
الوقت
الوقت
61
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
(الثعالب) على ما ينفع هم على املدى القصري فإذا ابعوا ركزوا على الصفقة احلالية وال يهتمون إذا شوهت صورهتم
بتصرفهم هذا على املدى الطويل ،كما اهنم ابستطاعتهم ان يظهروا الرباءة اخلادعة.
ب-املتعقبون (كالب الشرطة) :يعد املتعقبون هم راصدوا التأثري فهم يتعرفون على فرص التأثري الكامنة ابي
موقف مث يقومون ابستغالله استغالال مشروعا وهم ال ينظرون إىل فرص التأثري على أهنا جيدة او وسيلة يف حد
ذاهتا بل هي فرص لبناء النفع املشرتك ،وهدف املتعقبني هو نفع كال الطرفني ،فهم ينتهزون فرص التأثري لزايدة
املنفعة (() 1=1+1التعاضد) ،وهم يفكرون يف عواقب كل شيء يقومون به على املدى الطويل.فهم يعلمون ان
السمعة اليت استغرق إنشاؤها أعوام ميكن أن تتبخر يف ثوان حمدودة نتيجة للتدبريات اخلاطئة .ولكن عليك احلذر
فبعض املتعقبني يشبهون الدهاة.
ج-املعاندون (احلمري) :خيفق معظم املعاندين يف فرص التأثري اليت تتاح هلم ،بسبب عنادهم وعدم رغبتهم يف
التعلم ،وصالبتهم ،ودائما خترج اللقاءات عن إطارها وتتحول إىل ساحات من الفوضى واجلدل ،وخيفق العرض يف
اإلقناع ،وتتحول املفاوضات اليت ميكن ان يكون فيها النفع لكال الطرفني وتتحول إىل مفاوضات يكون فيها طرف
رابح أو كال الطرفني خاسر ،وعادة ما يفتقد املعاندون إىل املهارة اليت يتعرفون هبا على أي فرصة أتثري كامنة يف
املواقف ،كما أهنم تنقصهم التقنيات الالزمة للتحكم فيها ويف فرصة التأثري للحصول على أفضل النتائج.
-IXالتفاوض الدويل:
نتيجة أل ن شركات األعمال الدولية متلك منشآت أعمال يف دول متعددة فقد ازدادت أمهية قطاع األعمال الدويل
األمر الذي أدى إىل أمهية التفاوض الدويل وابلرغم من أن املبادئ األساسية للتفاوض يتم تطبيقها على املستويني
احمللي والدويل فان هناك اختالفات يف تطبيق هذه املبادئ من دولة إىل أخرى كما أهنا ختتلف يف بعض األحيان
داخل نفس البلد .
-1االختالفات يف التفاوض الدويل:
أ-االختالفات على املستوى احمللي :هناك جمموعة من االختالفات الداخلية يف الدولة الواحدة تؤثر يف
التطبيقات العملية للتفاوض تتمثل هذه العوامل يف االتصال ودرجة الثقة فهناك اختالفات يف اللهجة والعادات
والتقاليد واخلصائص الشخصية حىت داخل حدود الدولة الواحدة ،وعليه فإن على املفاوض مراعاة هذه
االختالفات وان حياول املفاوض تكييف خططه واسرتاتيجياته التفاوضية مبا يتناسب مع ثقافة وتقاليد األفراد الذين
يتفاوض معهم.
ب -التعامل مع االختالفات الثقافية :من أجل النجاح يف احلوار مع مفاوض أجنيب مقابل ،فان على املفاوض
دراسة اخلصائص الشخصية للطرف اآلخر حىت يتمكن من بناء توقعاته وافرتاضاته على أسس سليما ،وجيب
على املفاوض دائما أن ال يفرتض أن الطرف اآلخر يفكر بنفس طريقته أو انه يتفق معه يف القيم والسلوكيات
كما انه من اخلطأ االفرتاض أبفضلية سلوكه أو طريقة تفكريه أو أهنا الطريقة اليت جيب أن يفكر هبا اآلخرون
.فقد ينظر الطرف اآلخر إىل تصرفاته أهنا شاذة.
62
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
يطلق على حالة الاليقني والقلق اليت تواجه املفاوض األجنيب " الصدمة الثقافية" وهناك ثالث طرق أمام هذا
املفاوض ملواجهة هذه الصدمة:
-جتاهل هذه االختالفات :كأن مل تكن موجودة أو يقلل من أمهيتها واألفراد الذين يتبعون هذه الطريقة
يؤمنون أن العمل هو العمل.
-االعرتاف بوجود هذه االختالفات ولكن مع افرتاض أن على الطرف األخر تغيري ثقافته مبا يتفق وثقافة
وأفكار وقيم املفاوض.
-االعرتاف بوجود هذه االختالفات وحماولة فهم أسباهبا واستغالل مزاايها والتغلب على مساوئها.
ج -أهم االختالفات يف ممارسات التفاوض الدولية:1
-صعوبة بناء أرضية مشرتكة :كلما زادت األرضية املشرتكة كلما زادت فرصة تقليل املشاكل واالختالفات،
فعلى املفاوض الدول التأكد من أنه ميكن إرجاع االختالفات مع الطرف اآلخر إىل قضااي جوهرية وليست
ألسباب ثقافية
-بناء الثقة :إن عملية بناء الثقة يف جمال التفاوض الدويل تستغرق وقتا طويال مثال ذلك :إن ال تتوقع بدء
مفاوضاتك يف نفس اليوم الذي وصلت فيه إىل بلد عريب ابعتبار أن العرب بطبيعتهم يبدءون ابجملامالت
واألحاديث االجتماعية لتحديد ما إذا كانوا يثقون يف الطرف اآلخر.
-وضوح االتصاالت :من اخلطأ افرتاض مقدرة املفاوض األجنيب على التحدث وفهم لغتك لذا جيب جتنب
استخدام األمثال العامة حيث قد تفهم من قبل املفاوض األجنيب بطريقة خمتلفة.
-اختالف لغة التفاوض :ابلنظر إىل اختالف اللغات من حيث مالءمتها للتفاوض فان اللغة الفرنسية تعترب من
أفضل ال لغات املستخدمة يف التفاوض نظرا لدقتها ووضوحها ،تستخدم منذ سنوات طويلة كلغة دبلوماسية عكس
الياابنية ومن املعروف أن الرتمجة من لغة ألخرى قد تفسد املعىن.
-اختالف طريقة التفكري :ينتج عن االختالفات اللغوية اختالف يف طريقة التفكري فمن الصعوية على الياابنيني
مثال التحدث ابللغة االجنليزية ويرجع ذلك الختالف اللغتني وتباعدمها ،كما ميكن أن ال يكون مرادف لكلمة يف
لغة أخرى مثال كلمة تنازل ليس هلا مرادف ابللغة الروسية.
-اختالف االهتمام مبوضوع الوقت :ختتلف النظرة إىل الوقت ابختالف الثقافات وابختالف الدول فالوقت
املستغرق يف إنتاج سيارة يف بريطانيا هو ضعف الوقت الالزم إلنتاج سيارة يف أملانيا ،كما أن الوصول املتأخر عن
املوعد احملدد يعترب إساءة ابلنسبة للمفاوض األمريكي بينما يعترب طبيعيا ابلنسبة للمفاوض العريب أو األمريكي
التيين.
1
-صالح العصفور ،مرجع سابق ،ص .4
63
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-سلوك العمل السليم :إن سلوك العمل غري املناسب من وجهة نظر الطرف اآلخر قد أدى إىل فشل العديد
من املفاوضات لذا فان على املفاوض املاهر مالحظة سلوك املفاوض اآلخر املضيف ،وحماولة تقدير األسباب
والدوافع هلذا السلوك الذي ينبعث عادة من اجلوانب الثقافية السائدة.
-االعتبارات األخالقية والقانونية :تؤثر ممارسات األعمال األخالقية وغري األخالقية ابلبيئة الثقافية احمللية
فيالحظ مثال أن بعض الدول تفضل العقود الشفوية على العقود املكتوبة ،اذ تعترب األخرية مبثابة إهانة ودليل على
عدم الثقة يف املفاوض كما يؤثر الدين على املفاوض حيث تعترب أسعار الفائدة حمرمة كوهنا نوع من الراب يف الدول
اإلسالمية .
-حتديد شخصية متخذ القرار :قد ترتكز عملية اختاذ القرارات يف يد شخص واحد وقد تتوزع على العديد من
األفراد وحيث أن حتديد الشخص املسؤول عن اختاذ القرار يؤثر كثريا على البت يف موضوعات الرئيسية للتفاوض
فان على املفاوض أن أيخذ يف االعتبار األفراد املؤثرين يف عملية التفاوض .
-توقع استخدام طرف اثلث :قد يشمل الطرف الثالث احلكومة ،احتادات العمال والصحافة ،وعليه فإن
على املفاوض األجنيب األخذ يف االعتبار مقدار قوة كل طرف مبا فيها األطراف اخلفية .
د -إرشادات للتغلب على مشكالت التفاوض مع األجنيب:
تتلخص أهم اإلرشادات عند التعامل مع مفاوض أجنيب فيما يلي:
-التخطيط النفسي للتعامل مع البيئات األجنبية وذلك من اجل تقليل حجم املفاجآت اليت قد تنشأ عن
االصطدام حبقائق غري معروفة .
-االستعداد لالستمرار يف املفاوضات لوقت أطول :ضرورة التسلح ابلصرب من أجل حتقيق األهداف املرجوة من
التفاوض واالستفادة من اخلربات الشخصية السابقة وكذلك خربات اآلخرين ،دون قبول أي موضوع كقضية
مسلم هبا.
-استخدام أساليب التوضيح بطريقة مكثفة من اجل التغلب على مشكالت االتصال النامجة عن اختالف اللغة،
يتوجب طلب معلومات إضافية ،والتأكد من فهم الطرف اآلخر وتلخيص ما مت التفاوض بشأنه.
-قضاء أطول وقت يف البحث عن بدائل قبل إعالن عدم املوافقة على احد املقرتحات.
-تفا دي أي سلوك هجومي أو دفاعي ما أمكن وذلك لتجنب حدوث ماهو غري مرغوب فيه نظرا الختالفات
الثقافة.
-االهتمام ابألساليب واالسرتاتيجيات اليت توجه املفاوضات حنو احلل املشرتك للمشكالت.
-ضرورة معرفة اخلصائص العامة للمفاوضني األجانب يف الطرف اآلخر ثقافاهتم ،عاداهتم ،وتقاليدهم وسلوكياهتم.
-Xخصائص ومواصفات املفاوض الناجح
أوال-نصائح حول مهارات املفاوض الناجح
64
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
سواء مع صاحب العمل ،أو الزمالء أو أحد أفراد العائلة ،حنتاج أحياان ألن نفاوض للحصول على ما نعتقد أنه
من حقوقنا .نذكر مثاال على ذلك السعي للحصول على راتب أعلى ،التفاوض من أجل خدمات أفضل أو حلل
خالف يف العمل ،وفي ما يلي بعض املهارات واألساليب واالسرتاتيجيات اليت قد تساعد املرء على النجاح يف
خوض مفاوضات بشكل فعال يضمن له الوصول إىل أهدافه ،أو على األقل حتقيق نسبة جناح نسبية مقبولة:
-1حدد ما تريده من املفاوضات قبل خوضها :يف ابدئ األمر ،قيم مهاراتك وخصائصك ،وحدد أطر
أهدافك األولية ،فهل تسعى إىل إمتام املفاوضات أبقل وقت ممكن ،وتريد االنتهاء من األمر فحسب؟ أم أنك
تسعى للفوز بغض النظر عن نتائج قد تنطوي على أسلوبك املنتهج للحصول على هذا الفوز؟
إذا كانت النقطة األوىل هو ما تسعى إليه ،فقد ينتج عن ذلك استسالمك بسرعة أو التنازل عن الكثري من
أهدافك .أما إذا كانت النقطة الثانية هي ما تسعى إليه ابلشكل األساسي ،فإن ذلك قد يؤدي إىل إتباعك
أسلوب هجومي وعدائي يؤدي بدوره إىل تدمري عالقاتك مع الطرف اآلخر يف املفاوضات.
-2تعرف على خصائص ومهارات اخلصم :قبل خوض املفاوضات حترى عن مسعة خصمك من حيث مهاراته
يف التفاوض وخربته ،وابلتايل تستطيع أن حتكم إن كان خصمك يشكل لك هتديدا خالل املفاوضات ،أم أنه
خصم مساو لك و ال يشكل هتديدا يستحق الذكر.
-3تنبأ مبا قد يدور يف ذهن خصمك :ال يكفي أن تعرف وحتدد ما تريده من خوض املفاوضات ،بل عليك أن
حتلل وحتاول أن تصل إىل ما يفكر به ويهدف إليه الطرف اآلخر ،هبذا أنت تفكر عن شخصني وبعقلني تفكر
عن نفسك وتفكر عن خصمك ،واألفضل من ذلك ،هو تطوير قدرتك حبيث تتمكن من التنبؤ مبا يتوقع أو
يعتقد خصمك أنك تريده .وهنا ،أنت تفكر بثالث أدمغة ،تعرف ما تريده ،وتتنبأ مبا يريده خصمك ،وتتنبأ مبا
يعتقد خصمك أنك تريده.
-4اعمل على بناء الثقة بينك وبني خصمك :يعترب التفاوض شكل متطور من أشكال االتصال .ولكن يف
غياب الثقة بني طريف املفاوضات ،لن تستند العملية على تبادل ونقل فعال للمعلومات واألفكار ،بل على
العكس ،سيحل حمل األسلوب املنهجي واملنظم لتبادل املعلومات أسلوب آخر يعمد إىل التالعب ابملعلومات
وابلتايل يصبح اجلو العام للمفاوضات مفعماً ابلشك واالرتياب .اكسب ثقة خصمك أبن تكون جديراً هبذه الثقة
وتصدق القول وتثق بنفسك.
-5طور مهارات اإلنصات لآلخرين :معظم األشخاص يديرون حوارا داخليا مع أنفسهم ،أي يتحدثون إىل
أنفسهم ضمنيا .وقد يكون هلذا آاثر سلبية أثناء املفاوضات إن مل يتمكن املرء من أن يسيطر على احلوار الداخلي
وينصت إىل ما يقوله ،بل و يراقب تعابري وجه ونربات صوت الطرف اآلخر ،وابلتايل ال تفوته أي رسالة شفهية أو
تعبريية مهمة واليت قد تساعده يف كشف نقاط ضعف وقوة اخلصم.
-4ال تكشف أوراقك من البداية :ال تكشف نفسك وأهدافك وغاايتك وتضعها بني يدي خصمك بداية
املفاوضات ،بل استهل أبن تصرح عن موقفك الذي تتخذه ،عندئذ وبعد أن تتوطد الثقة تدرجييا أثناء
65
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
املفاوضات ،تستطيع أنت أو الطرف اآلخر أن ختاطرا بكشف أوراقكما وأهدافكما بتفاصيلها ،وتقع على عاتقك
كمفاوض مسؤولية توجيه األسئلة الذكية واملنتقاة خلصمك واليت هدفها أن تكشف لك عن حاجات وأهداف
وغاايت الطرف اآلخر.
-7استعرض مصادر قوة خصمك :ال تفرتض أن امتالك خصمك لقوة معينة يعين أنه ميتلك كل عناصر القوة
األساسية واليت جتعله خيوض املفاوضات بفعالية أو تؤهله للفوز ،أنخذ على سبيل املثال ،إذا كان خصمك
صاحب موقف أوىل قوي ،على اعتبار هذا عنصرا من عناصر القوة ،ال يعين أنه ميتلك مجيع عناصر القوة األخرى
واملهارات األساسية للتفاوض .ابلنتيجة ،ما عليك إال أن توازن القوى وذلك أبن تقيم وحتدد مصادر قوة اخلصم
وكذلك مصادر قوتك .ولتسهيل ذلك ،ميكنك تقسيم مصادر القوة إىل مصادر داخلية وأخرى خارجية .أما
املصادر الداخلية فتشمل على خصائص املرء ،أنخذ على سبيل املثال :قوة الشخصية واحرتام الذات والثقة
ابلنفس ،أما املصادر اخلارجية فهي غري اثبتة ،تتحكم هبا أمور سري املفاوضات.
-2استعرض اخليارات و البدائل :قبل البدء ابملفاوضات ،ال يكفي أن حتدد أقصى غاايتك وأهدافك فقط،
بل عليك أن تضع خيارات وبدائل هلذه األهداف تقبل هبا ،وعليك أيضا أن حتدد احلجج املؤيدة وتلك املعارضة
للخيارات املقرتحة.
-9مىت تعترب نفسك فائزا؟ قبل أن ختوض املفاوضات ،استعرض كل النتائج املتوقعة منها ،واجعل لنفسك مدى
للنجاح ،وصولك إىل نتيجة ما تقع ضمن املدى الذي حددته سابقا ،يعين أنك قد خضت املفاوضات بنجاح،
بينما عدم متكنك من حتقيق أية نتيجة تقع ضمن هذا املدى ،تكون قد أحرزت فشال.
-10استمتع أثناء املفاوضات :التفاوض عبارة عن عملية وليس حداث فحسب .وهذه العملية تنطوي على
خطوات حتضريية خبلق وهتيئة اجلو املناسب الذي يتسم ابلثقة وحتديد الغاايت واألهداف وكذلك النتائج املتوقع أن
ترتتب عليك خالل ولدى انتهاء املفاوضات ،وابملمارسة سوف تتمكن من اكتساب وصقل املهارات اليت بدورها
سوف تؤهلك للفوز وابلتايل متكنك من االستمتاع أثناء عملية املفاوضات.
اثنيا -املواصفات الالزمة للمدير للتفاوض الفعال :هناك مواصفات وشروط ينبغي توافرها يف املدير أو عضو
فريق التفاوض أمهها:1
-أن يتصف عضو فريق التفاوض مبهارة التحدث والتعبري واالستماع واإلنصات وسوف نعرض لذلك ابلتفصيل
يف فصل قادم.
-أن يتصف عضو فريق التفاوض بقوة الشخصية وقدرته على التفهم واالستفسار واحلوار والتأثري واإلقناع والرد
على حجج اآلخرين حبجج منطقية.
-القدرة على املناورة وتوظيف البياانت والواثئق واملعلومات وطرح التساؤالت.
1
عبد هللا جماعة ،ابراهيم عبد الهادي ،التفاوض اصول عملية ومهارات وفنون ،برنامج مهارات البيع والتسويق ،مركز التعليم المفتوج ،ص 11
66
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-ضرورة توافر اخلربة والكفاءة يف التخصص النوعي لكل عضو يف فريق التفاوض حبيث تتكامل اخلربات
والتخصصات الالزمة لتغطية عناصر قضية أو موضوع التفاوض.
-القدرة على اكتشاف مناطق القوة والضعف ،وإدراك الفرص والقيود واملعوقات
-القدرة على الرد على االعرتاضات وحل املشكالت واختاذ القرارات والتوصل إىل حلول واتفاقات
-ضرورة التحلي ابلثقة ابلنفس والتحلي ابلصرب ومقاومة االستفزازات واالستعداد ابملفاجآت.
-املعرفة الصحيحة واإلملام الكامل أبمناط البشر والقدرة على التعامل مع كل منها حسب طبيعة شخصية كل
منط.
و هناك عدد من اخلصائص واملواصفات اليت جيب أن تتوافر يف رجل التفاوض احملرتف حىت يستطيع أن
يقوم بوظيفته التفاوضية كما جيب .وهذه اخلصائص تتكامل مع بعضها البعض لتضع اإلطار العام واخلاص
لشخصية رجل التفاوض وجتعل منه صاحلاً للقيام بعملية التفاوض اليت تستند إليه.
وإن كان جيب القول أن كل عملية تفاوض حتتاج إىل خصائص ومهارات معينة يف من يقوم هبا ولعل هذا يفسر
لنا أن كل موقف تفاوضي حيتاج إىل طريقة معينة ملعاجلته والتعامل معه .ومن هنا فقد أصبحت عملية التفاوض
عملية احرتاف متعددة اجلوانب واألبعاد يتم داخلها ختصص معني ،وهذه املهارات تتمثل يف اآليت:
-1كيف ميكن اعتبار املفاوض كفؤا وجيدا وانجحا
بعد أن أخذ التفاوض مكانته يف خمتلف امليادين اهتم الباحثون يف حتديد من هو املفاوض اجليد الناجح وقد جلأوا
إىل عدة اختبارات خالل مفاوضات متنوعة املواضيع عن طريق التحليل والنتائج ففرقوا بني املفاوض الوسط
املقبول واملفاوض اجليد اخلبري الناجح ،وهذه أهم املزااي واملهارات اليت جيب أن يتميز هبا املفاوض الناجح:
-أن يتعرف الطرفان املتفاوضان بقدرة املفاوض وفعاليته واملفوض اجليد ليس الذي يستطيع أن يصل إيل اتفاق
نتيجة املفاوضات بل أن يكون اتفاقا جيدا وذا قيمة وتقدير
-املقدرة على التخطيط واستعمال الوقت الذي أعطي له للمالئمة بني واهلدف والتخطيط
-أن يعتمد عدة حلول وإمكانيات للعمل وللمقرتحات واملساومة.
-املفاوض املتمرس ابخلربة اجليدة هو الذي أثناء عملية التخطيط للتفاوض يركز اهتمامه على املسائل اليت تثري
اخلالف والقضااي اليت من شأهنا حتقيق االتفاق احملتمل يف املشكلة موضوع التفاوض.
-املفاوض الذي يضع حدا أعلى وحدا أدىن ملا يريد الوصول إليه يف املفاوضات ويكون يف مجيع مراحل التفاوض
حمرتما ومتقيدا هبذين احلدين ،وأن يضع خمططا على مراحل خالل سري املفاوضات فيبدأ مثال ابلنقطة "أ" وبعدها
ينتقل إىل النقطة "ب" وال يبدأ ابلنقطة "ج" قبل أن تنتهي النقطة "ب" وهذا من شأنه أن يدفع الطرف املفوض
اآلخر إىل التعاون والتفهم.
67
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-تاليف التعابري اليت من شأهنا رد فعل سليب عند الطرف اآلخر كان يقول إن " عرضي السخي والكرمي عليكم "
وكأنه مينن ويستكثر .أو يقول إن طليب أو اقرتاحي العادل ..أو الشريف … وغري ذلك من التعابري اليت ميتدح
فيها نفسه من شاهنا أن تصدم الطرف الثاين املفاوض نفسيا وعمليا
-كثريا ما يقدم أحد أطراف التفاوض اقرتاحات أثناء عملية التفاوض ويقدم الطرف الثاين فورا اقرتاحا مضادا
إن املفاوض الناجح ال يقدم على تقدمي اقرتاحات مضادة فورية ألن هلا آاثر سيئة على سري عملية التفاوض من
شأهنا اإلرابك والعرقلة.
-عندما يكون موضوع التفاوض يتناول مشكلة تتضارب فيها املصاحل يهاجم فيها أحد األطراف هجوما عاطفيا
قواي الطرف اآلخر بقصد إاثرته ،املفا وض الناجح واجليد يتلقى هذا اهلجوم بربودة أعصاب وال يعتربه حتداي بل
ينتظر ويفكر ،وعندما يقرر الدفاع جيب أن يكون دفاعا عن اهلجوم بل دفاع مبين على حجج وبراهني ووقائع.
-املفاوض اجليد والناجح عندما يقرر جيب أن حيزم بدون تردد ألن الرتدد فيه أخطار.
-أ مجع الباحثون يف فن التفاوض على أن املفاوض الناجح هو الذي يتقن طريقة طرح األسئلة واالقرتاحات ،مثال
بدال من أن يسأل مباشرة :كم من اجللسات ستعقدها اللجنة الفرعية يف العام ويبدأ ابلقول :امسحوا يل أبن أطرح
عليكم سؤال عن عدد اجللسات اليت ستعقدها اللجنة الفرعية يف العام ،وبدال من أن يطرح اقرتاحا بصورة مباشرة
أن يقول إذا كنت أستطيع أن اقرتح اقرتاحا من شأنه أن يوضح موقفي ،مث يطرح اقرتاحه.
إن طريقة طرح السؤال أو االقرتاح كما بيننا من شاهنا أن تثري انتباه الطرف الثاين وتدفعه للجواب املعقول كما
تعطي لطارح السؤال أو االقرتاح الوقت جلمع أفكاره وللطرف الثاين الفرصة للتحرر من ضغط االقرتاحات
السابقة.
-املفاوض اجليد الناجح يطرح بوضوح أسئلته خالل التفاوض وقد أمجع الباحثون على أن فن طرح األسئلة له
أتثري كبري يف تقدمي املفاوضات وجناحها لألسباب التالية:
-األسئلة الواضحة املدروسة تؤثر أتثريا أكيدا على تفكري الطرف الثاين ومواقفه.
-األسئلة تسمح ابستمرارية النقاش ،وتاليف اخلالف املباشر.
-األسئلة تشغل الطرف املفاوض اآلخر وحتد من الوقت الذي خيصصه لتفكريه أبمور أخرى وتشغله
ابلتفكري ابلرد على السؤال.
اثلثا -طرح األسئلة :
-1فن طرح األسئلة :على املفاوض الناجح ان ميتلك املهارات التالية يف طرح االسئلة:
-املفاوض الناجح ال يسأ ل أسئلته مباشرة حىت جيد الطرف الثاين مستعدا لذكر احلقائق واإلدالء هبا بدقة ألن
األسئلة املباشرة كثريا ما حتد وصفه السردي الطليق للمعلومات اليت تريد أن يديل هبا ألنه إذا وجد ضرورة ألسئلة
ملحة معينة فيجب أن يقدمها بطريقة جيعله يفهمها كتعبري عن االهتمام مبا يقول.
68
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-جيب أال يوجه اكثر من سؤال يف وقت واحد الن التجارب دلت علي أن توجيه سؤالني أو ثالثة يف وقت واحد
من شأنه إرابك الطرف الثاين الذي ال يكون قادرا على أن ينظم بياانته وأجوبته ابلشكل الذي توخته األسئلة
أصال .
-املفاوض الناجح من حياول االستمرار يف املناقشة رغم بعد احلوار أحياان عن موضوع التفاوض فيقدم سؤاال
أو اقرتاحا أو استفسارا يودي إىل العودة ملوضوع التفاوض هلذا جيب إعداد األسئلة واالقرتاحات سلفا اليت ميكن
استخدامها هلذه الغاية وقد دلت التجارب على أن إعادة شرح موضوع االستفسار بصيغ خمتلفة يفيد إفادة
أكيده.
-املفاوض الناجح من يرتب األسئلة اهلامة وحيتفظ هبا يف ذهنه ويستبعد أي سؤال مبجرد احلصول على إجابة له
يركز على السؤال التايل ليستمع إىل جوابه ،وحياول أن يفهم املعىن الكامل لكل عبارة ويتقصى بعناية كل إجابة
ألن ذلك قد يقوده إىل اقرتاحات معينة أو إىل أسئلة أبعد مدى .
-املفاوض الناجح هو الذي يعطي الطرف الثاين املفاوض فرصة ليستكمل عناصر إجابته والذي خيترب األجوبة
كلما أمكن ذلك بكل دقة والذي يسجل املالحظات مباشرة أو يف أقرب فرصة ،ويف كل جلسة من جلسات
التفاوض خوفا من النسيان وحىت يكون لرأيه قيمة وأتثري يف اجللسات األخرية للتفاوض وعند وضع مسودة
االتفاق.
-املفاوض الناجح يتحاشى إعالن مواقفه جهارا ،فال يقول أان لست موافقا بل جيب أن يديل ابألسباب
واحلقائق املستندة إىل الوقائع اليت مل يقتنع هبا ،واستعداده ملتابعة احلوار واملناقشة فيكون لعدم موافقته مربر مقنع.
-املفاوض الناجح الكفؤ هو من حياول أن حيضر ما جرى من اتفاق حول بعض النقاط يف جلسات سابقة
بكلمات مقتضبة ،ويربر تفهمه للنقاط اليت جتري البحث فيها ومن شان ذلك أن يقلل األخطاء وحسن تفهم
الطرف اآلخر كان يقول للطرف اآلخر " إذا كنت افهم جيدا ،فإنكم تعتقدون أو قائلون أبنكم ال ترون أي
جديد يف هذا االقرتاح".
-املفاوض اجليد هو الذي حيتفظ أبوراقه مبنأى عن الطرف اآلخر ويعرب عندما يري الوقت مناسبا عن عواطفه
أبن يقول للطرف اآلخر " ال أعرف جيدا ماذا أجيبك عما قلته فإذا كانت املعلومات اليت أعطيتها صحيحة
أكون سعيدا بقبوهلا ولكن عندي شك بصحتها وإين أشعر ابلوقت نفسه ابلسرور والشك ،فهل من املمكن أن
تساعدين للوصول إىل اليقني؟ بينما التفاوض العادي إذا حصل على اقرتاح متقدم وإجيايب من الطرف اآلخر
يقبله مع شكه يف صحته.
-املفاوضات بني طرفني ميزان بكفتني كل طرف يضع يف كفتة اقرتاحاته مع حججها ومربراهتا ويدور احلوار بني
الطرفني والنقاش حيرك الكفتني وكل طرف حياول أن متيل كفته بواسطة ثقل وصحة أسئلته وحججه ويعقد كل
فريق أن كلما زاد حججه مال امليزان لصاحلة .
69
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-املفاوض الناجح هو الذي درس هدف التفاوض وتعمق يف وضع اإلسرتاتيجية واخلطة والتكتيك الالزم واملنوع
وأقام التوازن الذكي يف استعمال الوسيلة املناسبة لبلوغ الغاية املرجوة .
-الغاية تربر الوسيلة هذا صحيح إال أن املفاوض الناجح هو الذي ال يلجأ إىل الوسائل امللتوية أو اخلادعة أو
الالأخالقية ألنه حتما لن يصل هبذه الوسائل إىل اهلدف املقصود.
-املفاوض الناجح هو الذي إذا استثري ابتسم وإذا هوجم تقبل ذلك بسعة صدر وإذا قوبل اللغو كان كرميا
متساحما كما قال هللا تعاىل يف حمكم تنزيله ":وإذا مروا ابللغو مروا كراما وإذا خاطبهم اجلاهلون قالوا سالما " صدق
هللا العظيم .
-الغضب وسرعة االنفعال والرد حبدة وعصبية سيئات جيب أن يتحاشاها املفاوض الناجح الن ذلك يشوه
أهدافه وإسرتاتيجيته ويعرقل عملية التفاوض وال أييت ابلنتيجة املتوخاة " وال ينال العال من طبعه غضب "
-املفاوض الناجح من كان مران لينا يستمع عندما جيب االستماع ويتكلم عندما يكون الكالم أتثريا ووزان يعطي
وأيخذ حياور هبدوء وأانة ويناقش بذكاء واختصار ويستطيع أن يبقي الشعرة غري مقطوعة مع املفاوض اآلخر الذي
إذا أرخى شد بلطف وإذا شد أرخى من دون ضعف .
-املفاوض الناجح هو الذي يعرف كيف ،مىت ،وملاذا يستشري غريه من اخلرباء أو االختصاصيني فاالستشارة يف
األمور والقضااي واملشاكل دليل علم ومقدرة وتواضع وقدميا قيل " ما حار من استشار ".
-7خطوات وآليات طرح األسئلة :لالستفادة من عملية توظيف األسئلة علينا أن نالحظ أن استخدامنا هلا
يف عملية التفاوض قد يكون هلدف أو لعدة أهداف ،منها جذب االنتباه ،احلصول على املعلومات ،إعطاء
معلومات ،اختبار صحة املعلومات ،إاثرة التفكري ،تنشيط املناقشة ،الوصول إىل نتيجة ،تغيري جمرى احلديث،
كسب الوقت ...اخل.
كذلك جيب أن يسرتعي االهتمام من الذي يوجه األسئلة وكذلك عملية البدء يف توجيه األسئلة ،ومن الذي
يسيطر أكثر على عملية توجيه األسئلة ،ومن الذي يستجيب أكثر لآلخر من أجل التعاون يف التفاوض أو
من أجل اهليمنة أو من أجل االستسالم ألسئلة الطرف اآلخر ،فلكل هذه املواقف دالالهتا على طبيعة احلوار
وعملية التفاوض .ويف مجيع األحوال جيب علينا أن نراعي ما يلي:
-أن يكون لكل سؤال هدف.
-أن يكون السؤال مناسبا لإلسرتاتيجية اليت تعتمد عليها.
-أن نوجه األسئلة الصحيحة فهذا هو أقصر طريق للوصول إىل احللول الصحيحة.
-علينا ترتيب األسئلة بشكل منطقي.
-أن نطرح األسئلة املناسبة يف الوقت املناسب كما جيب يف طرح األسئلة مراعاة اآلخرين.
70
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-علينا أن نعرف أن عملية األسئلة وتوجيهها خلدمة الغرض التفاوضي االجتماعي والسياسي واالقتصادي
واإلداري تستوجب تفكريا مسبقا ونوعا من التحضري ،وهنا تفيدان الدراسات اخلاصة ابألسئلة أبن هناك عدة
خطوات رئيسية أتخذها مرحلة توظيف األسئلة على أساس علمي وهي كما يلي:
اخلطوة األوىل -االستعداد :وهنا جيب علينا أن نتساءل:
ماذا ميكن أن نكسب من طرح هذا السؤال ؟ هل ميكن أن حنصل على تعاون الطرف اآلخر أو معلومات
أو تعهدات إذا ما وجهت إليه سؤاال ما ،كذلك البد أن نكون على معرفة بطبيعة الشخص الذي نوجه إليه
السؤال .وهل هو أعلى منا يف املنصب أو زميل أو عضو يف الفريق املفاوض أم هو مرؤوس ...اخل.
إن عدم معرفة الطرف الذي نوجه إليه األسئلة لوضعنا يف موقف أصعب دائما ويف إطار هذه اخلطوة األوىل
علينا كذلك أن نسأل أنفسنا عن طبيعة أهداف اآلخرين من التفاوض وماذا يريدون ابلضبط ،مث ننتقل بعد
ذلك إىل عملية صياغة السؤال ،حبيث نستفيد منه دون حندث أي نوع من اإلحراج أو أي ضرر نفسي أو
معنوي للطرف اآلخر.
اخلطوة الثانية -طرح السؤال :بعد االستعداد فإن اخلطوة الثانية هي إلقاء السؤال ابألسلوب الذي ميكننا من
االستفادة من تقدمي إجابته هبدوء وبشكل مباشر فيجب أن ال جنعل الطرف اآلخر يشعر أبي نوع من
اإلحراج خاصة عند اعتماد اإلسرتاتيجية غري التصارعية.
اخلطوة الثالثة -مراعاة توابع طرح السؤال( :ما ميكن أن ينجر عنه طرح سؤال ما)
البد أن نعلم أن احلصول على الفائدة املرجوة من أي سؤال أو من توجيه سلسلة من األسئلة لن تتحقق إال
إذا أنصتنا جيدا لإلجاابت اليت قد تفي حباجاتنا أو تضطران الستئناف عملية توجيه األسئلة ويالحظ أنه من
مستلزمات توظيف األسئلة مبهارة يف عمليات التفاوض ،أن تقوم أثناء عملية االستماع بعملية تقييم
للمعلومات املقدمة من خالل طرح األسئلة ،والبد أن ندرك أبن معرفتنا ابهلدف النهائي للتفاوض تساعدان
دائما على صياغة السؤال الصحيح سواء كان ذلك يف التفاوض السياسي أو االقتصادي أو االجتماعي
فاهلدف من األسئلة الذكية هو حتسني األداء التفاوضي وكذلك تعظيم املنافع وال حيدث ذلك إال إذا تعرفنا
على أهدافنا يف التفاوض مث قمنا بعد ذلك بصياغة األسئلة واالستماع إلجابة اآلخرين وطرح مزيد من
األسئلة إذا لزم األمر حىت نصل ابلتفاوض إىل النقطة اليت نريد أن حنققها.
-3أنواع األسئلة :جيب أن نتعرض ألهم أنواع األسئلة بغية االستفادة منها يف العمليات التفاوضية يف
اجملاالت املتعددة:
أ-األسئلة املفتوحة :وهي األسئلة اليت تسمح للمتلقي اإلجابة عنها من أي زاوية يريدها كأن يطرح سؤال:
ما هي الوسائل اليت نطور هبا التعليم من وجهة نظرك ؟
ومزااي هذا النوع من األسئلة:
71
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-أن جنعل متلقي السؤال يتكلم وحنن ننصت فقط :ميكن أن يدلنا هذا النوع من األسئلة على معلومات
يتطوع هبا اجمليب عن السؤال فتعطينا انطباعات عنه دون احلاجة إىل طرح مزيد من األسئلة وقد يتطوع
إبجاابت مهمة ال نتوقعها.
إن هذا النوع من األسئلة يسهل اإلجابة عنه وال ميثل أي نوع من التهديد أو إيقاع اخلوف يف املتلقي ،وهلذا
ال بد أن يكون هذا النوع من األسئلة يف مقدمة أنواع األسئلة عند البدء يف التفاوض حىت يتحقق االنسجام
املبدئي.
عيوب هذا النوع من األسئلة :قد يتحدث متلقي السؤال يف اجتاهات ال هتم السائل وعادة ما تستهلك
هذه األسئلة املفتوحة كثريا من الوقت ولذلك إذا كنت حريصا على الوقت فال تستخدمها.
-7األسئلة املغلقة :هذا النوع من األسئلة هي أسئلة تقيد بطبيعتها ،أي يقيد اجمليب عن السؤال بتحديد
اإلجابة يف إطار اختيارات حمددة ومثال ذلك :هل تؤيد أو تعارض هذا القانون ؟
ولألسئلة املغلقة مميزات وعيوب :
مميزات األسئلة املغلقة :أن السائل يسيطر على األسئلة واألجوبة معا بطريقة ممكنة ومؤثرة ،و يستهلك هذا
النوع من األسئلة وقتا أقل ،حيث يستهدف السائل نوع اإلجابة اليت يريدها دون االنتظار ألن يتطوع الطرف
اآلخر هبا كما هو احلال يف األسئلة املفتوحة.
أما عن عيوب هذه األسئلة فتتمثل فيما يلي:
-قد ال حتصل من هذه األسئلة إال على قدر قليل من املعرفة ابلطرف اآلخر ،وبذلك حنتاج إىل طرح العديد
من األسئلة لنتعرف على الطرف اآلخر ،ومن هنا فإنه ميكن أن يتكلم السائل أكثر من اجمليب.
-قد جتربان األسئلة املغلقة على تبين موقف معني جتاه التفاوض بكامله منذ بدايته مما قد يؤثر سلبا يف
إجيابيات العملية التفاوضية
رابعا :خصائص املفاوض الناجح :توجد عدة خصائص للمفاوض الناجح تتمثل يف مايلي:
-احلكم السليم لألمور والقدرة علي التمييز بني القضااي األساسية والفرعية؛
-االستعداد وااللتزام ابلتخطيط الدقيق لكل التفاصيل وإجياد البدائل؛
-احلكمة والصرب واالنتظار حىت تظهر الصورة أبكملها؛
-القدرة على االستماع بعقل متفتح؛
-امتالك البصرية للنظر إىل املوضوع بوجهة نظر الطرف اآلخر؛
-الشجاعة يف االستعانة ابلفريق املساعد يف الوقت املناسب ؛
-الثقة ابلنفس القائمة علي املعرفة ؛
-الشخصية املتوازنة ( مزج الدعابة مع اجلد ) ؛
72
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
1
احمد الكردي ،تعلم فن ومهارات التفاوض ،مقال في الموقع ،http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/126933
نشر بتاريخ 11 :ماي .1343
73
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
-تغيري أسلوب التفاوض وليس املوضوع األصلي وحتديد لقاء ملراجعة قواعد التفاوض قبل استكمال
املفاوضات.
-أظهر أنك كمفاوض تفهم موقف الطرف اآلخر وهتتم هبم وحتسن االستماع إليهم على أطراف التفاوض
أن تلتزم ابملبادئ األخالقية لعملية التفاوض الناجح واالبتعاد عن احليل الال أخالقية لتحقيق منافع غري عادلة
من عملية التفاوض فعلى املتفاوضني أن يتحلوا ابلتعامل العادل واألمانة والصدق واالحرتام املتبادل.
-XIمناورات بداية وهناية التفاوض:
للمناورات ثالث مراحل سوف نذكرها تفصيليا وهي:1
أوال :مناورات االفتتاح وهي املرحلة األوىل :وهي البداية عند التفاوض يف أي نوع من املفاوضات وهنا جيب أن
تعرف شيئا هاما وهو :
"-ادع ابلباطل أيتيك احلق" وهذه هامه جدا أي جيب أن تطلب أكثر مما تتوقع ألنك إذا طالبت فقط ماترجوا
أن حتصل عليه فلن يتاح لك جمال أوسع للتفاوض وهي من البديهيات جدا ألنك يف هذه احلالة لن تكون
الظروف مواتية لفوزك ألنك إذا متسكت مبا قررت احلصول عليه فإنك سوف تواجه موقف ال حيتمل إال أحد
أمرين ال اثلث هلما ومها القبول أو الرفض .وبذلك قد جتعل الطرف األخر يقف موقف اخلسارة أو الشعور هبا
بينما لو طلبت اكثر مما تتوقع فانك سوف تبقي الطرفني بعيدا عن اإلحساس أو الشعور ابخلساره الن األمور
سوف تتقارب ابلتنازالت يف املفاوضات .ولكن أحياان لعدم مقدرة الشخص املقابل لك ابلتفاوض فقد تطلب
زايدة عما تتوقع ويقابل ابلقبول من الطرف األخر وبذلك تكون أنت كسبت أكثر مما تتوقع .وان مل حيدث ذلك
وتظاهرت بتقدمي تنازالت للطرف األخر فيجب ان تقدمها مبقابل ااي كان قدره.
إذن :طالب أبكثر مما تتوقع لألسباب التالية:
رمبا أمكنك ابلفعل احلصول على ما تطالب به. -
املطالبة ابلكثري تتيح لك مساحة أوسع يف التفاوض. -
تعزز قيمة العرض الذي تقدمه. -
جتنبك الوصول إىل طريق مسدود. -
-ختلق لك مناخا يُشعر الطرف اآلخر أبنه قد حقق فوزا.
-ال تقل نعم أبدا للعرض األول :إذا أجبت ابلقبول واملوافقة على العرض األول فإنك حتما سوف تثري
الشكوك لدى الطرف املقابل لك وقد يتسلل إليه مباشرة أنه وقع يف صفقة خاسرة .وهذه طبيعة نفسية بشرية ال
ميكن أن تتجاهلها وجيب األخذ هبا ،فعلى سبيل املثال إذا طلبت منك أن أشرتي مبىن وطلبت وعرضت لك
1
محمد بن علي شيبان العامري ،.مناورات بداية ونهاية التفاوض ،الموقع االلكتروني:
http://sst5.com/readArticle.aspx?ArtID=1019&SecID=26
74
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
مبلغ نصف مليون مثال ووافقت أنت مباشرة .أال تعتقد أبنك بعد حلظات سوف تندم وتقول ليتين طلبت أكثر
ألنين وافقت .ابلتأكيد سوف تقوهلا وقد تشك أبنك مل تتمكن من تقييم املبىن وإال ملاذا دفعت لك مباشرة بدون
مفاصلة .ونفس الشيء معي فقد أندم وأقول ملاذا مل أعرض أقل .بينما قد يكون املبىن يستحق (.لذلك احذر أن
تقبل العرض األول(.
إن من أسباب قبولك للعرض األول أن يكون لديك مثال تصورات مسبقة ملا ميكن أن حتصل عليه فإذا كان
العرض يفوق ما تصورته فإنك عندئذ جتد ما يغريك بقيولة لذلك جيب أن تتجنب اإلغراء وال تضع تصورات
مسبقه.
-ارفض مقرتحات الطرف املقابل وعروضه بدهشة ،وجيب أن تكون هذه الدهشة والرفض ظاهرا منك كرد
فعل جتاه مقرتحات الطرف اآلخر .وعندما يالحظ الطرف األخر هذه الدهشة والرفض فإنه من هنا يبدأ يف
تقدمي التنازالت لك .لذلك فإن هذه الدهشة والرفض إذا مل يبدو عليك ظاهرا للطرف اآلخر فإنه سوف يكون
أقل مرونة معك وقد يتسلل إليه شعور أبنك على وشك املوافقة.
دائما جيب أن تكون متمنعا سواء كنت ابئع أو مشرتي ،املشرتون إذا رأو أنك متحمس للبيع فتأكد متاما أبهنم
سوف خيفضون عرضهم ملا تبيعه ،أما إذا كنت متمنعا فإن الطرف املقابل املشرتي سوف يتولد لديه شعور أو
إحساس أنه عليه أن يرفع عرضه إلمتام الصفقة ،وبذلك تكون قد وسعت جمال التفاوض قبل أن تبدأ.
اثنيا -مناورات وسط التفاوض :املرحلة الثانية أو الوسطى من مراحل مناورات التفاوض تتجزأ إىل حمورين:
- 1الضغط على الشخص املقابل بدون مواجهة :املفاوض الفعال إبمكانه الضغط على الشخص املقابل يف
املفاوضات بدون مواجهة للحصول على أكرب قدر من التنازالت منه وبدون أن يضطر للجوء للمواجهة املباشرة.
ومن هذه الطرق للضغط بدون مواجهة هناك طريقة تسمى السلطة األعلى .وتعين مديرك يف العمل أو رئيس
الشركة أو صاحب الشركة أو أي شخص آخر ،وهذه الطريقة يستخدمها حىت األطفال الصغار ابلفطرة للخروج
من مأزق معني أبن يقول أخي األكرب مل يوافق مثال.
ويستخدمها املفاوضون دائما حبيث أن يقوم ابلضغط على اجلهة املقابلة ألقصى حد يستطيع أخذ تنازالت منه مث
حيجم بعدها عن املوافقة حبجة (السلطة األعلى ) كأن يقول مثال جيب أن أحيل املوضوع على السلطة األعلى.
وقد يكون ليس هناك سلطة أعلى وال وجود هلا ،ولكن أيضا قد تكون موجودة وقد تتكون من كيان معني مثل
الرئيس أو جملس اإلدارة أو اإلدارة القانونية مثال ،مث تعود يف اليوم الثاين الستئناف املفاوضات ولكن تكون لديك
أخبار غري سارة للطرف اآلخر وحمزنة كأن تقول مثال السلطة األعلى مل توافق على العرض وتصر على كذا وكذا
أي مزيد من التنازالت من قبل الطرف اآلخر .وبذلك تكون أنت شكلت ضغط على الطرف اآلخر كي يبذل
جهدا أكرب ويقدم تنازالت لتحسني الصفقة .والسبب بكل بساطة أهنم يتولد لديهم شعور أبن عليهم تقدمي
تنازالت أكرب لينال عرضهم القبول عند السلطة األعلى وان إقناعك أنت من قبلهم ال يكفي بل جيب أن يتم
إقناع السلطة األعلى بواسطتك .وبذلك تكون عروضهم أكثر يسرا لضمان إمتام الصفقة.
75
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
وان ميزة هذه السلطة األعلى كي تستخدمها يف مفاوضاتك أبهنا جتعلك متارس أكرب قدر ممكن من الضغط من
خالل تكتيك معني يف املفاوضات يسمى (الطيب والشرير) وأنت هنا متثل دور الطيب والسلطة األعلى متثل دور
الشرير وغري موجودة يف املفاوضات مما جيعلهم أيخذون عنه فكره أبنه شرير وأنت الطيب .وكذلك قد يكون ممثل
السلطة األعلى يف املفاوضات متواجد ولكن جيب أن يكون عدواين يف تفاوضه.
وأنت كيف تكون طيب؟
تكون كذلك إبظهار رغبتك يف إمتام الصفقة واعتمادها وبذل اكرب جهد يف إمتامها ولكن السلطة األعلى
((الشرير)) هو من ميتلك القول الفصل يف هذا األمر وليس أنت ولذلك عليك إذا كان ممثل السلطة األعلى
متواجد يف املفاوضات إن تكون أنت أيضا الشخص الطيب الذي يعتذر دائما عن الشرير وحماولة استدراجهم
لتنازالت أكثر كان تطلب منهم تقدمي تنازالت بسيطة منهم بعد االعتذار هلم لتعيد استئناف املفاوضات وإمتام
العقد .ولكن ختيل انك أنت الشخص املقابل للخطة ،فماذا تفعل وكيف حترج من مأزق السلطة األعلى؟
لكي تقطع الطريق عليهم من البداية لكي ال يقوموا بتضليلك وإيقاعك يف هذا املطب للسلطة األعلى عليك أن
تبدأ مبحاولة أخذ استيضاح منهم بطريقة مباشرة أو غري مباشرة أثناء بدء املفاوضات ،أبهنم هم من لديهم قدرة
على اختاذ القرار .ولكن قد لن يفلح هذا األمر معهم لذلك عليك استخدام أسلوب األاننية واألسلوب اجلاف
معهم والتقليص من شأهنم إمامك مقابل سلطتهم األعلى وتقليل أمهيتهم وهي حالة نفسية قد تستفزهم هبا لكي
يدعوا أو يتظاهروا مثال أهنم ليسو ذو أمهية اقل وإهنم قادرين على املوافقة على ما تصل إليه املفاوضات.
أو العكس إي رفع معنوايهتم وقدرهم ابن تقول هلم مثال وبشكل قاطع وواضح أبسلوب إعطائهم أمهية ودور ابن
السلطة األعلى سوف توافق إذا وافقوا هم على التفاوض ألمهيتهم ومعرفتهم.
وبذلك يكون الطرف اآلخر قد يعطي التزام أبهنم قادرين على اخذ املوافقة من السلطة األعلى عند عرض التقرير
النهائي للمفاوضات وجيب أن تطالب إبيضاح عن سبب رفض السلطة األعلى يف حالة الرفض أما الرفض الغري
مسبب أو الغامض فهو غري مقبول وجيب أن ال تقبل به.
وأيضا إبمكانك إذا عرفت أن الشخص املقابل يستخدم أسلوب السلطة األعلى أمامك أن تفهمه بطريقه مهذبه
أبنك تعرف هذا األسلوب وانه لن جيدي معك وانك تعرف متاما ما يسعون للوصول إليه وبذلك فان هذا
األسلوب لن يؤيت مثاره.
-2أسلوب النقلة اإللزامية أو اإلجبارية
النقلة اإلجبارية هي نقله تلزم هبا الطرف اآلخر ابن يقدم عرض اقل ولكن جيب أن تتنبه ألمر مهم وهو عدم
التحديد .كيف يكون ذلك ؟
جيب أن ال تقابل الطرف اآلخر بعرض مضاد لعرضه وحمدد برقم معني مثال أو هدف حمدد أي جتعله مبهم كأن
يقدم لك عرض فرتد عليه أبنك تريد عرض أفضل (عرض أفضل وليس عرض برقم أو هدف حمدد) مث تلتزم
الصمت بعدها لفرتة حسب وضع املفاوضات .وهذه هي النقلة اإلجبارية وهي (الرد بطلب عرض أفضل
76
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
والصمت بعدها إىل أن يصلك رد من الطرف املقابل) فهي تلقي ضغط على الشخص املقابل لتقدمي مزيد من
التنازالت بدون مواجهة.
كثري من املفاوضني املبتدئني يقدموا تنازالت مبجرد أن يسمع هذه العبارة وهي (نريد عرض أفضل)
مثال على ذلك :عندما تتلقى عدة عروض مثال لعمل شيء ما أو توريد أو غريه مثال فإنك ابلطبع سوف ختتار
أقلها وتوافق عليه .أليس كذلك ؟
أحد املسؤولني يف املفاوضات فعل ذلك وقبل أقل العروض ،ولكن يف اللحظات األخرية تذكر هذه املقولة وكتبها
على العرض (عليكم تقدمي عرض أفضل) وسرعان ما أاته الرد خبصم اقل مما كان أي انه ابستخدامه ألسلوب
النقلة اإلجبارية وفر مبالغ من العقد.
ولكن عليك أن تتذكر أبنه عندما كتب نريد عرض أفضل مل حيدد مقدار ما يريده .وترك ذلك للطرف اآلخر.
ورد الطرف اآلخر ابخلصم وإعطائهم عرض أفضل ،بينما املفاوضون املتمرسون ال يوافقون على إعطاء اخلصم
هبذه الطريقة عندما يكون غري حمدد ،وإمنا يردون بسؤال وهو إىل إي مدى تريدون أن يكون اخلصم ؟
ولذلك عليك أن ترد هبذا السؤال إذا قابلت مثل هذا الطلب بعرض أفضل.
إايك أن تقرتح اقتسام الفارق :يعتقد البعض أن اقتسام الفارق يكون دائما حال منصفا حني يصل التفاوض حول
السعر اىل طريق مسدود .املفاوض البارع يعي متاما أن اقتسام الفارق اليعين ابلضرورة اقتسامه يف منتصف الطريق
بني البائع واملشرتي ،بل ميكن أن يقسم الفارق مرتني لتصل القسمة 25/15بل ميكنك أيضا أن حتمل الطرف
اآلخر على اقتسام الفارق مبقدار ثالث أو أربع مرات.
-ال تقع يف الفخ وتظن أنه من اإلنصاف اقتسام الفارق بني الطرفني.
-إن اقتسام الفارق ال يعين الوقوف عند منتصف املسافة بني العرضني ألنه ميكن إعادة اقتسام الفارق أكثر من
مرة.
-ال تبادر مطلقا بعرض اقتسام الفارق ،ولكن امحل الطرف اآلخر على ذلك.
-إن محل الطرف اآلخر على عرض اقتسام الفارق يضعه يف موقف الطرف الذي يسعى للتسوية بتقدمي حل
وسط بينما تقوم أنت يف هذه احلالة بقبول عرضه على مضض لتشعره أنه قد انتزع منك فوزا.
-XIIإسرتاتيجية ما بعد التفاوض:
-1ماذا تفعل بعد التوصل إىل اتفاق؟
إن املصافحة ابليد بعد أية جلسة تفاوض مضنية قد تشري اىل أنه قد مت التوصل ولو إىل اتفاق مبدئي،ولكنها
ليست ابلتأكيد هناية قلقك .فكثرياً ما ميكن أن تسبب االتفاقات املكتوبة -وخاصة عندما يلم اإلمهال ابملفاوضني
– مزيدا من اخلالفات والصراعات ،بل إهنا قد تؤدي اىل جولة أخرى من املفاوضات .لذلك عليك أن تُلم
أبساسيات إعداد االتفاقات املكتوبة اليت تؤدي اىل محاية مصاحلك ابلشكل الالئق.
77
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
وحىت عندئذ لن تكون وظيفتك قد انتهت ،ففي بعض احلاالت ،مبجرد أن يبدو أن املفاوضات قد أُختتمت،
سيخرج هواة التخمني يف شركتك من جحورهم .ونتيجة لذلك يُعد من املفيد أن تكون مستعداً للتعامل مع هؤالء
املشككني.
كما أن االتفاق ات اليت تستوجب فرتة طويلة ألدائها ستتطلب رقابة دقيقة حىت تتأكد من تنفيذ االلتزامات اليت
قُطعت على مائدة املفاوضات.
فعمليا ليس كل شيء يسري _ دائماً _ كما هو خمطط له ،وهذا رمبا يعين أن بعض األحداث اليت تربر التفاوض
على االتفاق قد تقع يف وقت الحق .وهذه املفاوضات قد تكون أكثر إرهاقاً من املفاوضات األصلية .ولكن من
املفيد على أي حال أن تع رف كيف تعيد العمل يف أي اتفاق بسرعة إذا دعت احلاجة لذلك .وهنا سنحاول أن
نغطي هذه اجلوانب من عملية التفاوض.
-2ما بعد املصافحة ابليد :تنفيذ االتفاقات:
عندما تنجح أطراف التفاوض أخرياً يف التوصل إىل اتفاق ،ومع أن التوصل إىل اتفاق يعد ابلتأكيد سببا كافيا
ألخذ "نَ َفس عميق" والشعور ابلراحة ،فإنه ال يربر أبدا الوقوع يف " براثن"اإلمهال والالمباالة .فال قيمة أبداً ألن
تقضي أايما أو أسابيع بل وشهوراً يف اإلعداد ويف إجراء املفاوضات ،مث ينهار كل شيء بسبب الفشل يف تنفيذ
مامت االتفاق عليه ابلشكل الالئق.ولكي تنفذ االتفاق بشكل الئق إتبع اخلطوات التالية:
-تلخيص مامت االتفاق عليه.
-توفري أية مراجعات أو تصديقات مطلوبة.
-كتابة االتفاق.
-إجراء عمليات املتابعة الدورية للتأكد من تنفيذ االتفاق( يكون هذا اإلجراء مطلوابً فقط عندما
يكون العمل سيؤدى على مدار فرتة طويلة من الوقت).
هناك جانباً من االتفاق ات حيتاج إىل التوكيد عليه ،أال وهو احلاجة اىل شكل من أشكال املراجعة القانونية ألي
شيء " خبالف معامالت العمل شديدة الروتينية" .
من السهل نسبياً أن تقول" سأستعني ابملستشارين القانونيني الحقا إذا حدثت أي أخطاء" أو أن تقول "إن هذا
االتفاق شامل وواضح ،ولذا ال داعي للمراجعة القانونية" .ولكن هناك عدة مشكالت تنتج عن مثل هذا املوقف
(املهمل).
ُ
ففي املقام األول ،إذا فسد االتفاق ودعت احلاجة إىل االستعانة ابملستشارين القانونيني ،فقد يتضح أن املرض
املطلوب معاجلته حاليا كان من املمكن الوقاية منه منذ البداية ،وقد تكون تكاليف العالج تزيد كثريا على أي
تكاليف أو متاعب كنت ستتحملها حني جتعل مستشارك القانوين يلقي نظرة على االتفاق قبل توقيعه.كما أن
املفاوضات تتطلب مستوى أعلى من التفاعل الشخصي ،قد يصل إىل حد أن االقرتاب كثريا من املوقف ميكن أن
يؤدي إىل التغاضي عن " ِّشراك" تبدو بسيطة ،وهلذا فإن مستشارك القانوين -بعيدا عن التفاصيل القانونية الفنية-
78
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
قد يضع يده على مشكالت حمتملة مل تكن قد فكرت هبا .ونتيجة لذلك ستصبح على بينة من أمرك ،مما يتيح
لك التأكد من اجتياز االتفاق لالختبار القانوين قبل أن تتورط فيه.
-3حتويل الوعود إىل التزامات :قبل أن تصرح ابلتزامك ابالتفاق الذي مت التوصل إليه ،يُعد من املهم أن تتأكد
أبن كال الطرفني يعزفان من نفس" النوتة املوسيقية" .ويسري هذا األمر على وجه اخلصوص حني تكون
املفاوضات تشتمل على عدد من املسائل املعقدة ،والعروض والعروض املضادة ،ابإلضافة إىل قدر كبري من تغيري
املواقف قبل التوصل إىل اتفاق مبدئي.
طرف أن إحدى املسائل قد سويت بشكل معني ،بينما يعتقد ويف مثل هذا املوقف ،من الضروري أن يفرتض ٌ
الطرف اآلخر بشيء خمتلف .ولكن عندما ال تكتشف هذا األمر يف حينه" وغالباً ما حيدث عند مراجعة اتفاق
املكتوب -ميكن أن يتولد قدر كبري من االحتكاك .وعلى األقل فإن أحد الطرفني أو كليهما سينتهي "ببيضة
على وجهه" ،يف حني أن االتفاق ميكن أن ينهار على أسوأ تقدير بسبب اخلالف على مامت التفاوض عليه.
إن مثل هذه الورطة يسهل الوقاية منها إذا ُخصص وقت يف هناية املفاوضات لتلخيص شروط التسوية اليت مت
االتفاق عليها .وهلذا ينبغي أن متسك بزمام املبادرة وتصر على مراجعة نتائج املفاوضات ،حىت وإن كان الطرف
اآلخر ال يرى ضرورة لذلك .وعلى اجلانب اإلجرائي ،فرمبا تود أن تتوقف قليال ملراجعة املالحظات اليت دونتها،
ولتلخيص مامت االتفاق عليه.
من الشائع أن تراجع الشروط املتفق عليها بعد فض جلسة التفاوض ،ولكن قبل إعداد االتفاق املكتوب .وغالبا
ما جيري هذا عرب اهلاتف على سبيل الراحة ،خاصة إذا كان الطرفني قريبني من بعضهما البعض.ولكن مامل تدعو
الظروف ،يُعد من األفضل أن تقوم مبهمة التلخيص هذه يف هناية االجتماع .فإذا كان هناك أي خالف رئيسي،
فسوف ميكن هبذه الطريقة أن تتم تسويته على الفور ،ولكن بصرف النظر عن كيفية معاجلة األمر إجرائيا ،فإن
التلخيص البد من القيام به قبل إعداد االتفاق املكتوب.
-4كتابة االتفاق:
هناك سبب واحد فقط جيعلك تسعى إىل أن تكتب أنت االتفاق بنفسك .وببساطة شديدة ،فإن هذا السبب
هو أن تتأكد أنت وليس خصمك من السيطرة على ما يدخل يف هذا االتفاق .إن من السهل أن تنتهي إىل أن
من يقوم بكتابة االتفاق لن حيدث فرقاً كبرياً ،مادمت قد كنت مهتماً بتلخيص الشروط األساسية لالتفاق .ولكن
كثريا مايتم التغاضي عن حقيقة أن العديد من التفاصيل الثانوية اليت ستدخل يف االتفاق لن يكون أحد قد فكر
هبا -بل ولن يكون أحد قد انقشها -إىل أن حتني مراجعة االتفاق املكتوب .ونتيجة لذلك ،فإن الفرد الذي يقوم
إبعداد االتفاق املكتوب يتحكم إىل حد بعيد فيما يرد فيه.
وعالوة على ذلك :فإن الكثري من التفاصيل الدقيقة املتعلقة بواجبات كل طرف من حيث تنفيذ االتفاق قد تكون
هلا أمهية كبرية.
79
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
هناك حقيقة أخرى ابلغة األمهية ،وهي أنه إذا كان هناك شيء يف وثيقة رمسية ،فستكون هناك معارضة كبرية للقيام
أبي إستثناءات خاصة به .ونتيجة لذلك،فمع أن الطرف اآلخر يفضل كتابة شرط ما بصورة خمتلفة ،فإنه "على
األرجح" لن يعرتض حني يراه مكتوابً .ويف هناية األمر ،عندما تصل املفاوضات إىل النقطة اليت يتبقى فيها التوقيع
على االتفاق فقط ،فلن يكون هناك من يرغب يف أن تطول األمور عن هذا احلد.
إن احملصلة اخلتامية :هي أن ما يوضع على الورق ويتم التوقيع عليه هو املهم ،وليس ما يعتقد أحد أنه قد مت
االتفاق عليه على طاولة املفاوضات .وإذا كنت أنت من يكتب االتفاق ،فإن تفسريك أنت ملا مت االتفاق عليه
على طاولة املفاوضات هو ما سيدخل يف االتفاق .وبطبيعة احلال ،فهذا ال يعين أنك تستطيع أن تغري يف جوهر
االتفاق ،ولكنه "ابلتأكيد" يتيح لك حرية يف تفسري نتائج املفاوضات ووضعها يف صورهتا النهائية .وهلذا السبب
وحده،يعترب من املفيد أن تكون أنت من يقوم ابألعمال الكتابية.
-بعض املشاكل قد تنطوي عليها االتفاقات املكتوبة بشكل سيء:
يف سيناريو أسوأ حالة ،قد يؤدي السيناريو املكتوب بشكل سيء اىل قضية مكلفة تُنظر أمام احملاكم .وعلى أقل
تقدير ،فإنه ميكن أن يؤدي إىل خالفات مشتعلة حول تفسري الشروط اليت ترد يف الوثيقة .وليس هذا قاتالً للوقت
فحسب ،ولكنه أيضا يشكل عقبة حتول دون إقامة عالقة عمل جديدة بني الطرفني .وهلذا يُعد من املنطقي أن
ختصص الوقت للتأكد من إعداد االتفاق ابلشكل الالئق.
وفيما يلي بعض مظاهر الفشل التقليدية يف االتفاقات املكتوبة إبمهال:
غياب بعض الشروط عن االتفاق.
سوء صياغة الشروط ،األمر الذي يؤدي اىل خالف حول تفسريها.
كتابة بعض الشروط بشكل مبهم يؤدي اىل الكثري من التملص يف أدائها.
وضع شروط " طنانة" ال عالقة هلا ابالتفاق من قريب أو بعيد.
إرفاق واثئق مرجعية دون مراجعة حمتواها بدقة.
وضع شروط متناقضة دون أي توضيح للشروط الضابطة يف حال حدوث خالف.
إن تعقيد موضوع االتفاق سيؤثر اىل حد ما على طول االتفاق املكتوب .وبطبيعة احلال،فكلما طالت الوثيقة
ازدادت احتماالت الوقوع يف أخطاء .ولكن احلل ال يتمثل ببساطة يف كتابة وثيقة قصرية ،حيث أن الرتكيز
األساسي ينبغي أن ينصب على وضع كل األمور املطلوبة لتنفيذ كل ما أتفق عليه الطرفان .وهلذا البد من جتنب
اإلجياز.
وعلى اجلانب اآلخر ،فإن االتفاق ات ال جيب أن تكتب بشكل يسبب فوضى وارتباك ال داعي هلما .وتعد هذه
املشكلة مشكلة شائعة نتيجة استخدام عبارات مبهمة تبدو أحياان وكأهنا حتيل الوثيقة إىل لغز يصعب حله.
ونتيجة لذلك ينبغي بذل اجلهود هبدف تسهيل قراءة وفهم االتفاقية ،وحتقيق قدر من اإلجياز يف ظل احلاجة اىل
وضع كل األمور الضرورية.
80
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
خامتة :
خلصنا من خالل هذه املطبوعة إىل تبيان اإلطار املفاهيمي للتفاوض :مفهومه ،الفرق بينه وبني
املصطلحات املشاهبة له ،أمهيته ،أهدافه ،خصائصه ،مراحله ،أنواعه ،مناهجه واسرتاتيجياته وسياساته ،ابإلضافة
إىل تكتيكاته ،كما تناولنا احلوار وتقنيات اإلقناع ،مث اخلصائص واملواصفات اليت جيب أن يتصف هبا املفاوض
الناجح ،وما اإلسرتاتيجية اليت جيب أن يتبعها املفاوض بعد االنتهاء من عملية املفاوضات .ويف األخري نرجو أن
نكون قد وفقنا ولو حلد ما يف إيصال املعلومة وتوضيح الفكرة لطلبتنا األعزاء ،فإن أخطأان فمن أنفسنا ومن
الشيطان ،وإن أصبنا فذلك منة من هللا الواحد املنان.
املراجع:
اوال -ابللغة العربية:
-1إدريس اثبت عبد الرمحن ،التفاوض :مهارات واسرتاتيجيات ،الدار اجلامعية .2001 ،
-2عفيفي صديق حممد ،جرمني حزين سعد :التفاوض الفعال يف احلياة واألعمال ،مكتبة عني مشس للنشر ،مصر ،الطبعة
السابعة.2003 ،
-3العالق بشري ،إدارة التفاوض ،دار اليازوري ،عمان ،األردن.2010 ،
-4العصفور صاحل ،
-5طاشور عبد احلفيظ ،دروس يف قانون التفاوض ،جامعة التكوين املتواصل،
-9روجر فيشر ووليام بريي وبروس ابتون ،الوصول إىل موافقة التفاوض بدون استسالم ،ترمجة مليس اليحي وحممود الزواوي،
األهلية للنشر والتوزيع ،دون ذكر بلد النشر.2010 ،
-1السمرة زايدة ،فن التفاوض ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،األردن.2008 ،
-8موسى غامن فنجان ،فاطمة فاحل أمحد ،أخالقيات التفاوض يف املنهج اإلسالمي ،دار الكندي للنشر ،األردن.2008 ،
-6حسن حممد وجيه ،مقدمة يف علم التفاوض االجتماعي والسياسي ،سلسلة كتب عامل املعرفة ،اجمللس الوطين للثقافة والفنون،
الكويت ،1664 ،ص .11
-10الزيدي رشيد عمارة ،داان حممد صاحل ،اسرتاتيجيات التفاوض األوربية اإليرانية حول الربانمج النووي اإليراين ،مقالة يف جملة
القادسية للقانون والعلوم السياسية ،العدد ،2اجمللد.2006 ،2
-11الدرويب طه كاسب ،كيف تكون متحداث ومفاوضا مقنعا ،جسور للنشر والتوزيع ،اجلزائر.2006 ،
-12مصباح عامر ،اإلقناع االجتماعي :خلفيته النظرية والياته العملية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،ط ،2اجلزائر.2005 ،
اثنيا – ابللغة االجنبية
11-Gavin Kennedy, Everything Is Negotiable, Arrow Book limited, 1987.
81
الدكتورة جعيجع نبيلة /أستاذة حماضرة جبامعة املسيلة حماضرات تقنيات التفاوض الدويل
82