Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
يعد االنسان منذ فجر تاريخه كائن إجتماعي ال يستطيع العيش بمعزل عن الجماعة
وال يستطيع أن يلبي حاجياته بمفرده ،واذا كان العيش وسط الجماعة حتمية تمكن االنسان
من التعاون مع ابناء جنسه على تحقيق الضرورات المادية والنفسية لحياته ومن اجل
بقائه ،فال يمكن ان يتأتى إال وفق ضوابط ،غير ان سعي االنسان لتحقيق هذه الرغبات
او المطالب قد يتعارض في بعض االحيان مع مصالح ورغبات غيره من ابناء الجماعة
التي ينتمي اليها.
لذلك كان البد من تنظيم هذه العالقات وتقييدها بقيود وضوابط يتطلبها سلم
المجتمع ،ولكي يتسنى لها ذلك سعت الدول الى وضع قواعد عامة تعد بمثابة ضوابط
تحدد ما يجب ان يكون عليه سلوك األفراد ،وهذه القواعد تعد ملزمة للجميع يتعاملون بها
في معامالتهم وتصرفاتهم اليومية ،وعلى الجميع االمثال لمقتضياتها ،واال تعرض للجزاء
عند مخالفتها.
ومن هذه القواعد التي تحكم وتنظم سلوك االفراد داخل المجتمع يتكون القانون،
باعتباره من بين المقومات اساسية لضبط سلوك االفراد ،ومعلوم ان القانون ليس وحدة
متج انسة ،حيث جرى التمييز تقليديا بين القانون العام والخاص وهو تمييز قديم يعود الى
العهد الروماني.
فكلما تعلق األمر بتنظيم الشيئ العمومي و تحقيق المصلحة للمجتمع يعتبر من قبيل
القانون العام إما القواعد التي تتعلق بتنظيم معامالت األفراد و مصالحهم فتعد من قبيل
القانون الخاص.
1
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
واذا كان الفقه الحقوقي الحديث قد إقتنع بنسبة تفريع القانون إلى العام و الخاص،فإن
إدراج القانون بل سيعتبر القانون المدني رحم للقانون الخاص تمخضت عنه في مراحل
الحقة جل فروعه ،و هو ما يفسر مكانته البارزة في النظام القانون ،و لعل ما كسر
مكانته ا لمتميزة أنه سميا بخاصية ميزته عن كل فروع القانون بإعتباره الشريعة العامة
التي تضم المبادئ القانونية التي تهمها جميعا.لدلك مثل المرجعية األساسية و الضروري
للبحث عن حكم قانوني معين سكتت عنه القوانين الخصة األخرى لتبصح أحكام القانون
المدني البديلة عن كل فرع تشريعي في مجال من المجاالت القانونية .
و إذا كان مجال المعامالت التي ينضمها القانون المدني جد واسع بحيث يطال العالقات
سواء تلك التي تتعلق بحالة األشخاص من حالة مدينة واسم أو موطن أو تلك التي تنظم
العالقات المالية و غير المالية و غير المرتبطة بمؤسسة األسرة ،بهذا بفضل عن تنظيمه
الحقوق المالية سواء كان عينية أو شخصية فإن طبيعة تكوين المجتمع العربي اإلسالمي
إقتضت من واضعي القوانين العربية وادراج العالقات الشخصية بين أفراد األسرة في
قوانين خاصة سميت بمدونات األحوال الشخصية واقتصرت المدونات المدنية غلى تنظيم
األحوال العينية المالية ،ولم يشد المشرع المرربي عن هذا اإلتجاه .
ولعل هذه األهمية التي يتمتع بها القانون المدني يجعلنا نتساءل حول أصل و نشأة هذا
القانون ؟ و المصادر التي إعتمدت من طرف واضعه ؟
ومن أجل اإلجابة عن هذه اإلشكاالت سنعمل على تقسيم هذا الموضوع إلى مبحثين:
2
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
وعليه ،سنعالج هذا المطلب من خالل(الفقرة األولى) التطور التاريخي للقانون المدني
(الفقرة الثانية) والى مفهوم القانون المدني.
من المعلوم أن المعامالت المدنية بين المراربة كانت تخضع قبل فرض الحماية
ألحكام الشريعة اإلسالمية خاصة الفقه المالكي إضافة إلى األعراف المتوارثة و المدونة في
السجالت التي أصبحت مرجعية ألحكام المعامالت و التي إن كان معظمها في البداية
منافيا للشريعة اإلسالمية إال أنها تطورت في اتجاه االنسجام واياه لكن ظلت من حيث قوتها
الملزمة متفاوتة حسب مناطق المررب باعتبارها مجرد مصدر احتياطي بعد الشريعة
اإلسالمية خاصة في المناطق القروية من الحواضر وبمجرد فرض الحماية لنفوذها على
المررب ،وبموازاة تعزيز حضورها السياسي واالقتصادي والعسكري ،بادرت وبسرعة ملفتة
للنظر سنة ،9191إلى العمل على إصدار العديد من التشريعات أهمها القانون التجاري
وقانون اإللتزامات والعقود ،وقانون المسطرة المدنية ،وقانون المسطرة الجنائية ،والقانون
3
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
المتعلق بالوضعية المدنية ،غير أنه لم يج أر المستعمر على اقتحام مجال األسرة بالتنظيم
التشريعي بالنظر للسيادة القوية للشريعة اإلسالمية والفقه اإلسالمي في تنظيم العالقات في
هذا الحقل.
وقد تم إصدار كل هذه القوانين في مختلف المجاالت من أجل تطبيقها أمام المحاكم
الفرنسية التي أنشأها المستعمر بجنوب المررب ،وأطلق عليها إسم المحاكم العصرية كبديل
عن المحاكم القنصلية ،وذلك ليبث في المنازعات بين الفرنسيين واألجانب التي تنازلت دولهم
عن امتيازها القضائي وأيضا المنازعات القائمة بين المراربة باستثناء قضايا األحوال
الشخصية والعقار الرير المحفظ ،التي ظلت من اختصاص المحاكم الشرعية .وبصدد قانون
االلتزامات والعقود فقد تكونت من أجل إعداد لجنة ضمت فقهاء فرنسيين ،وحيث سارعت
هذه األخيرة مند التوقيع على الحماية إلى تحضير القانون المذكور وذلك بدعم .فيما بعد من
أول مقيم فرنسي بالمررب "المرشال ليوطي" ليصدر هذا القانون في 91غشت 9191على
أن يتم العمل به 9191أكتوبر 91وقد جاء مشتمال على كتابين :تناول األول ،االلتزامات
بوجه عام و الثاني العقود المسمات. 1
يعتبر القانون المدني المادة األساسية في إطار القانون الخاص ،ومند القانون الرماني
كانت كل المعارف القانونية ترجع أساس إلى القانون المدني ،وبصورة ثانوية إلى القانون
التجاري وحتى اليوم في المررب كما في فرنسا تطبق قواعد القانون المدني وخاصة في
ميدان االلتزامات والعقود ،فالقانون المدني يكون الشريعة العامة التي يلجأ إليها كلما كان
فراغ في نصوص القانون الخاص ،المطبوع بالطابع الديني ربما تكون عبارة "القانون
الخاص" أفضل من اصطالح "القانون المدني" ألن مفهوم القانون المدني يفترض قانونا
.9حسن الجماعي/الدكتورة لطيفة بنخير-مدخل إلى العلوم القانوني-طبعة دعاية – -1192_1191ص- 84:
81
4
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
مجردا من كل مسحة دينية .وهذا األمر غير حاصل عندنا إال أننا سنستعمل العبارتين من
غير تميز بينهما نظ ار لشيوع االستعمال.
فالقانون المدني هو الذي يحدد العناصر التي تفرض األشخاص من اسم وحالة مدنية
وموطن ،والقانون المدني هو الذي ينضم األسرة ويقدم الحلول لمختلف المشاكل المالية وغير
المالية ،والتي تطرح في هذا اإلطار ومنها الزواج ،النسب ،الطالق ،التطبيق ،الميراث ،و
الن ازعات ،...وكل هذه األمور تكون قانون األحوال الشخصية بصفة عامة.2
والقانون المدني يهتم أيضا بالحقوق باعتبارها صالحيات ممنوحة أو معترف بها
لألشخاص ،وهذه الصالحيات قد تن صب على األشياء وتسمى الحقوق العينية كحق الملكية
مثال ،وقد تمارس الدائنية وهنا نصل إلى أكثر مجاالت القانون المدني اتساعا وهو مجال
قانون العقود والنظرية العامة لاللتزامات ،وبهذا الصدد يثور التساؤل التالي:
أعتبر القانون المدني دائما مادة أساسية في الدراسات القانونية سواء كانت من أجل
التخصص في القانون العام أو التخصص في القانون الخاص ،حتى فقهاء القانون العام
أنفسهم يقرون بهذه الحقيقية ،وعلة هذه األهمية ترجع إلى التطور الذي عرفته مختلف فروع
القانون ،فمبادئ و تقنيات القانون المدني اعتمدت – ومند القرن - 91كأساس لوضع أحكام
القانون العام ،إذن من الناحية التاريخية نجد أصال مشتركا للقانون المدني و للقانون العام،
واذا كان تطورها الالحق صار في اتجاهين بمتقابلين ،فإننا نالحظ أن كثي ار من أحكام
القانون العام تترسب إلى القانون المدني وتحمل معها منطلقاتها مثل أولوية المصلحة العامة
وفكرة السلطة العامة التي تهيمن على القانون العام.
رجاء ناجي"مدخل العلوم القانونية "طبعة المعارف الجديدة –الرباط-ص918 - 911 .1
5
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
وعملية التسرب هذه أخذت وثيرة مهمة تحث تأثير تدخل الدولة في مختلف األنشطة
االجتماعية ،وأسفر عن التسرب المذكور استقالل فروع عديدة من القانون المدني نذكر
على سبيل المثال ال الحصر القانون االجتماعي الذي يجمع بين قانون الشرل والضمان
اإلجماعي.3
تعتبر مجلة االلتزامات والعقود التونسية الصادرة سنة 6091أقدم قانون مدني عربي
يجري به العمل بعد القوانين المدنية المصرية الموضوعة في النصف الثاني من القرن التاسع
عشر (القانون المدني المعمول به أمام المحاكم المختلطة والصادر في 82يونيو ،6281
والقانون المدني المعمول به أمام المحاكم الوطنية والصادر في 82أكتوبر )6221والملراة
بموجب المادة األولى من القانون رقم 616لسنة 6092بإصدار القانون المدني المصري.
وقد سبق لنا إبراز الجهود التي قام بها الفقهاء من أجل تدوينها و إخراجها إلى حيز
الوجود في صيرتها العربية والفرنسية ،منهم:
فقهاء القانون األوربي وعلى رأسهم "داوود ساتنتيانا" صانع المشروع التمهيدي للقانون
المدني والتجاري التونسي الذي أقتبس منه التونسيون مجلة االلتزامات والعقود واقتبس
منه المراربة ظهير االلتزامات والعقود.
.1عبد الحق الصافي –الوجيز القانوني المدني – الجزء األول .الطبعة -1192مطبعة النجاح الجديدة،
الدارالبيضاء ،ص.1
6
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
وفقهاء الشريعة اإلسالمية الذين تكلفوا بتوجيه النظر الشرعي على المقتضيات
المقتبسة .
وقد ظلت هذه المجلة صامدة لمدة قرن من الزمن مع بعض التعديالت الطفيفة،
أدخل أغلبها بعد استقالل تونس ،لكن أهم "المراجعة" التي شاهدتها هذه المجلة كانت سنة
قبل االحتفال بالذكرى المئوية لهذه المجلة بموجب القانون رقم 28لسنة .8991
لكن المالحظ هو أن هذه " المراجعة" اقتصرت على األلفاظ و المصطلحات دون
الجوهر ،وهو ما أخبر به تقرير اللجنتين المختصتين بمجلس النواب التونسي ،وكذا إفادات
رئيس اللجنة الفنية التي كلفت بإعدادها ،وأكد عليه الفصل الثاني من قانون إصدارها الذي
نص على أنه " ال يترتب على عن إعادة تنظيم مجلة االلتزامات والعقود التونسية أي تنقيح
لمضمونها أو إلراء أو تنقيح لألحكام الخاصة المخالفة لها"4
كما إجتمعت لجنت استخراج قانون اإللتزامات و العقود بباريس من 7ماي 9191إلى
11يونيو 9191بمقر و ازرة العدل ،و انتهت من مراجعته و إضافة بعض األحكام من الفقه
اإلسالمي على المذهب المالكي والحنفي ،كما حذفت من مجلة اإللتزامات التونسية فصوال
كثيرة و خاصة ما يتعلق منها بالتشريع التجاري و العقاري و بعض األطراف و المعامالت التي
ال وجود لها بالمررب .
ولما انتهت اللجنة من وضع الصيرة النهائية للمشروع ،رفعته بتقرير إلى وزيري العدل
و الخارجية بالحكومة الفرنسية ،و جيد األوربيون في الظهير المكون لمدونة اإللتزامات و
العقود ،القواعد المستاقة إلى حد بعيد من قوانينهم الوطنية ،كما أن المسلمون من جهتهم ال
يجدون فيه ما من شأنه أن يسيئ لديانتهم ،حيث أن النصوص التونسية التي كانت اساسا لهذا
العمل ،وقعت مراجعتها من طرف لجنة مكونة من فقهاء الجامع األعظم بتونس " الزيتونة "
.8أحمد أدرويش -مناهج القانون المدني ،الطبعة األولى 9811ه 1191-م ،منشورات سلسلة المعرفة
القانونية 9811ه 1191 /م -ص71 :
7
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
و من طرف خمسة أعضاء من المحكمة الشرعية الذين أكدوا أنه ال يعارض فيه مع
أحكام الشريعة اإلسالمية" ."5
إذا كان الجميع متفقا على اعتبار المجلة المدنية التونسية الصادرة في 91دجنبر
9112مصدر أساسيا ق .ل.ع اللهم فيما يتعلق باستبعاد المقتضيات التجارية لتأخذ مكانها في
القانون التجاري وكذا حذف المقتضيات المتعلقة ببعض العقود المرتبطة بخصوصية المجتمع
التونسي ،فإن الخالف مازال قائما وسط الفقه حول مدى اتجاه مدونة ق.ل.ع بين التأثر
بالقانون الفرنسي أو القوانين العربية عموما أو بأحكام الشريعة اإلسالمية.
فقد ذهب اتجاه فقهي إلى أن ق.ل.ع قد حقق الموازنة والتوافق بين القانون الفرنسي
والقانون اإلسالمي ،معتمدا في ذلك على ما ورد في التقديم الذي رفعه وزير الخارجية والعدل
الفرنسيان إلى رئيس الجمهورية الفرنسية في فاتح شتنبر 9191بخصوص نصوص قانون
االلتزامات والعقود ،حيث قال فيه أن األوربيين يجدون إلى حد كبير قواعد مقتبسة من قوانينهم
الوطنية ،وأن المسلمين لن يجدوا في ما يحرج شعورهم الديني هذا فضال عن أن المدونة
التونسية التي إستلهم نصوصها ق.ل.ع قد تم اإلقرار بموافقتها للشريعة اإلسالمية من طرف
لجنة مكونة من خمسة أساتذة من جامعة الزيتونة و خمسة من قضاة المحكمة الشرعية .
وعليه ،فإذا كانت العديد من نصوص ق.ل.ع مشبعة بأحكام القانون اإلسالمي مثل
نصوص البيع وتصرفات المريض مرض الموت ،وغيرها من العقود ،...فإن تأثير القانون
العصري على ق.ل .ع كان واضحا في العديد من األحكام مثل المسؤولية وخاصة المسؤولية
عن فعل الرير والتعويض عن الضرر المعنوي والتأمين وعن تأثر ق.ل.ع بالفقه اإلسالمي،
-2عبد العزيز توفيق"،التعليق على القانون اإللتزامات و العقود"بقضاء المجلس األعلى ومحاكم النقض
العربية ،لغاية ،9114ص11:
8
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
يالحظ أن الفقه المالكي لم يكن هو المصدر الوحيد لهذا القانون ،بل كان تأثير الفقه الحنفي
واضحا أيضا في العديد من األحكام أهمها اعتماد اإلرادة المنفردة من ضمن مصادر االلتزام.
مقابل هذا اإلتجاه ذهب اتجاه ثاني إلى االعتقاد بأن ق.ل.ع مقتبس أساسا من القانون
المدني الفرنسي لسنة ،9418واالجتهاد القضائي الفرنسي لحقبة ما قبل .9191بل اعتبر
جانب من هذا االتجاه أن ق.ل .ع يمثل قطيعة مع مفاهيم القانون اإلسالمي وخاصة تلك
المتعلقة بالعقد والمسؤولية .
لقد ظهر هذا االتجاه أيضا كرد فعل مباشر على أطروحة تأثر الفقه اإلسالمي بالقانون
الروماني ،فقد كانت هناك أطروحة معاكسة وهي أن القوانين الرربية السيما القانون الفرنسي
هي التي تأثرت بالفقه اإلسالمي ،ومن بين الفقهاء الذين ذهبوا في هذا االتجاه نجد "الشيخ سيد
عبد اهلل علي حسين" و" الصديق العلوي" و"عالل الفاسي" ،هذا األخير الذي قال أن الجهل
والتعصب هما اللذان يجعالن كثي ار من رجال القانون يتجاهلون قيمة الشريعة اإلسالمية وأثرها
حتى في قوانين البالد المسيحية أو المالئكية ...فمؤرخو القانون الفرنسي ال يذكرون أبدا أثر
الفقه االسالمي في أوضاعه األولى ،مع أن التاريخ يدل على أن مذهب اإلمام مالكي بصفة
خاصة ك ان من أهم المصادر التي أستمد منها القانون الفرنسي في عصره األول و حتى في
عصره األخير ...وقد سجل أحرار الفرنسيين تأثير العرب ليس في العلم و المعرفة فقط بل في
العادات واألعراف.
لقد دون قانون العوائد الفرنسي منذ سنة 799ودخل اإلسالم إلسبانيا وجنوب فرنسا في
القرن الثامن واستمر حكم اإلسالم في أوربا إلى أواخر القرن الخامس عشر .ومن ذالك أن
التشريع اإلسالمي ظل مؤث ار في عوائد اسبانيا وفرنسا وايطاليا نحو سبعة قرون ونصف القرن.
9
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
لقد ظهر هذا االتجاه أول مرة في ايطاليا لدى " دومينكو كاتسكي" في كتابه يدوي للقانون
العثماني الخاص و العام الصادر باإلسكندرية سنة 9412،و كان المؤلف محاميا لدى محكمة
االستئناف المختلطة و أيضا عضو بمعهد مصر ولكنه كان ال يعرف العربية والتركية بل يهتم
فقط بالم سائل القانونية المتعلقة بمصر وبالسلطة العثمانية ويعتبر هذا المؤلف على حد التعبير
نايلون – أول من زَّعم أن القانون اإلسالمي في جوهره مأخوذ من القانون الرماني فقال إن الفقه
اإلسالمي في األساس ليس إال القانون الرماني.
أما "صانع خليل" االيطالي فقد كان يتقن سبع لرات من بينها اللرة العربية ويعرف
بالمعايشة ومخالطة األوضاع التونسية في جانبها السياسي والقانوني ،ولذلك فقد انطلق في
موقفه من مشكلة العالقة بين القانون الرماني والفقه اإلسالمي من افتراض مفاده أن النظامين
وني ْين العربي والقانون األوربي مستمدين من أصل واحد أال وهو القانون الروماني.
القان َ
ُ
فقال أن القانون الروماني هو النظام السائد في البلدان الشرقية التي انتصب فيها العرب
في أول األمر ويمكننا االفتراض أن القانون الروماني كبقية العناصر األخرى للحضارة التي
كانت سائدة بالبلدان الشرقية بين القرنين السابع والتاسع ،سرب إلى الحضارة اإلسالمية وانتهى
به األمر إلى أن ادمج بصورة غير محسوسة.6
ثم أخذ التأثير العثماني يمتد إلى شرق أوروبا و يصل بطريقة غير مباشرة إلى غيرها ،وال
يعقل أن يحكم المسلمون انطالقا من أوروبا زمنا طويال وال يطبقون الشريعة اإلسالمية في
محاكمهم ،وال تجري المعامالت بينهم وبين اللذين لم يكن لهم قانون مدون بمقتضى شرائعهم و
عاداتهم التي اعترف األحرار الفرنسيين بتأثيرها في ذهنية الرؤساء اإلقطاعيين وتقاليدهم.
أحمد دريوش -اصول قانون االلتزامات و العقود -بحث في األصول الفقهية والتاريخية -طبعة 9112 -7
– ص.41 :
10
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
أما "منهل الصديق العلوي" الذي قال في مقاله بعنوان " القانون المدني الفرنسي مأخوذ
من مذهب اإلمام مالك " ،ولقد أخذت األمم المرلوبة على أمرها من جملة ما أخذت أيام محنتها
تشريعا أجنبيا على أنه من عمل األجنبي المستعمر.
ومن نبات أفكاره واهلل يعلم أن ذلك التشريع من قواعد اإلسالم ومذهب المجتهدين ...وقد
رد جماعة من علماء اإلسالم ال يمثل واحد بل بتسعة أعشار نصوص القانون الفرنسي،
فبالرجوع إال تاريخ انتشار اإلسالم وفتوحاته ،نجد أن اإلسالم دخل لألندلس بعد شمال إفريقيا
سنة 799م وجنوب فرنسا ،وظل حكم اإلسالم في أوروبا إلى سقوط غرناطة سنة 177هجرية
و 9111م وبهذا مكث التشريع اإلسالمي في أوروبا محكوما به معموال به نحو 711سنة و
نصف تقريبا في غرب أوروبا ومن شرق أوروبا وكان الكل خاضعا إلى التشريع اإلسالمي،
وكانت العادات والمعامالت و أحكام فض المنازعات المدنية كلها عربية إسالمية تأصلت مدة
طويلة فعتادها أهل البلدان عرفا معموال به يتحاكم به الناس.7
11
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
معلوما أن القانون المدني هو قانون يرجع أصله إلى القانون الفرنسي والمجلة
التونسية .كما أن مصادره تنقسم إلى مصادر رسمية (مطلب األول) ومصادر احتياطية
(مطلب الثاني).
يعد التشريع المصدر األول من القانون مع أنه لم يكن مستخدما كثي ار بشكل كبير،
فقد اعتمدت الشعوب على األعراف وبتنوعها كقواعد قانونية تنظم كافة األمور في حياتهم،
وظل الحال هكذا حتى جاء التشريع ،والذي ساهم في تريير العديد من المفاهيم القانونية
السائدة.
ويعرف التشريع بأنه قواعد القانون التي تصدر من قبل السلطات المشرع لها ،ولكل
قانون تشريعي سلطة خاصة به ،وأحكام قانونية ال تطبق إال باالعتماد عليها ،ويعد التشريع
أهم مصادر القانون ألنه يحتوي على المميزات اآلتية:
أن يكون مكتوبا بطريقة واضحة ،ويقوم بذلك أشخاص مختصون ،بحيث ال تثير
القوانين أية نزاعات ،مما يؤدي إلى سيادة األمن بين الناس.
يطبق القانون على جميع أفراد المجمع دون تفريق ،مما يحقق وحدة القانون في
الدولة.
12
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
يستررق إعداد قواعد التشريع أو تعديلها وقتا قصيرا ،بما يتناسب مع احتياطات
المجتمع ،ولذلك يعد التشريع مصد ار سريعا للقانون ،وللتشريع أنواع مختلفة في
درجتها وقوتها ،فيحتل التشريع األساسي أو ما يسمى الدستور المرتبة األولى ،يليه
التشريع الفرعي.
والتشريع األساسي هو عبارة عن مجموعة من القواعد القانونية التي تبين نظام الحكم
في الدولة ،ويتناول حقوق األفراد وحرياتهم،وتحدد عالقة السلطة التشريعية بريرها من
السلطات.
وأما التشريع العادي فهو عبارة عن مجموعة من القواعد التي تضعها السلطة
التشريعية في حدود اختصاصها المبين في الدستور و الجهة التي يعود إليها االختصاص
في ممارسة الوظيفة التشريعية ،حيث ينص الفصل 71من دستور 1199على ما يلي" :
يمارس البرلمان السلطة التشريعية ،و يصوت البرلمان على القوانين"...
وان كان األصل هو أن يمارس البرلمان السلطة التشريعية ،فإن هذه القاعدة أصبحت
تعرف العديد من االستثناءات ،فجل الدساتير أصبحت تنص على أن تكون الوظيفة
التشريعية مقسمة بين البرلمان و الحكومة ،و تبعا لذلك أصبح مجال القوانين ( أي الميادين
التي يختص البرلمان بالتشريع فيها ) محددا على سبيل الحصر في الوثيقة الدستورية
(الفصل 79من دستور 1199مثال).
كما يمر التشريع العادي بمجموعة من المراحل ،وهي االقتراح والدراسة ،والمناقشة
والتصويت ،والتصديق.8
الحسن الجماعي ولطيفة بنخير " مدخل العلوم القانونية " ( الطبعة األولى ) 1191ص 72و .77 -1
13
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
إن االتفاقيات الدولية ظهرت في الوجود منذ القدم كوسيلة إتصال بين الشعوب،
وتحت عدة صور ،فبعدما كانت على شكل معاهدات تحالف أو صلح يحكمها العرف
الدولي ،أ صبحت في صورتها الحالية كقوة ملزمة ومصدر من المصادر التي تنهل منها
الدول الموقعة عليها أسس ومبادئ صياغة قوانينها الداخلية ،وهو ما عملت على تكريسه
جاهدة اتفاقية فيينا المبرمة في 11ماي 9111التي تعتبر بمثابة القانون المنظم
للمعاهدات واالتفاقيات الدولية.
والمعاهدة إصطالح يطلق عادة على القواعد والمبادئ التي حصل بشأنها اتفاق
بين دولتين او أكثر ،بحيث تتعاهد على ان تجعال منها نصوصا قانونية واجبة التطبيق
داخل ترابهما ،وقد عرفتها إتفاقية فيينا لسنة 9111بأنها إتفاق دولي مبرم كتابيا بين
الدول طبقا لقواعد القانون الدولي ،وبهذا تكون ذلك التوافق االرادي الحاصل بين شخصين
أو أكثر من أشخاص القانون الدولي على احداث أثر قانوني معين وملزم طبقا لقواعد
القانون الدولي ،وعليه فبمجرد تعبير الدولة عن موافقتها لما تضمنته من مقتضيات تصبح
ملتزمة بتنفيدها بدءا من دخولها حيز التنفيذ ،حتى يكون هناك وفاء بين االطراف وقيمة
على كيانها تضاف.
ولطالما دأب المررب منذ حصوله على االستقالل على مالئمة تشريعاته الوطنية
لالتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادق عنها ،لهذا كانت معظم قوانينه الوطنية ومن
بينها القانون المدني تتماشى مع روح تلك المعاهدات وما تسعى اليه من إرتقاء للفرد في
حياته ،حيث إتخذها كمرجع اساسي وصلب في إرساء قواعده ،مراعيا في ذلك طبعا
الهوية الداخلية التي تفرض نفسها بقوة في هذا المجال.
14
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
ولعل من أبرز المبادئ الدولية التي نادت بها االتفاقيات والمعاهدات والتي استند
عليها القانون المدني في قيامه كقانون رئيسي وجوهري نجد:
إن القضاء والفقه يعتبران مصدرين تكميليين أو تفسيريين ،ألنهما غير رسميين أو
ملزمين ،وانما يستأنس بهما فقط الستنكاره إرادة المشرع الحقيقية أو المفترضة ،أو إعطاء
التعاريف أو الخوض في الجزيئات ومختلف الفرضيات التي لم يكن بمقدور المشرع تصورها
15
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
أثناء صياغة النص ،لكن هذا ال يمنعهما من اإلسهام بشكل غير مباشر في سن القوانين
وتفسيرها ،واذا كان عادة ما يدرج ضمن المصادر التفسيرية للقانون كل من الفقه و القضاء،
فإننا سنقتصر على عرض جد موجز لدور القضاء في تطوير بعض أحكام ق.ل.ع متجنبين
مكانة الفقه المرربي ضمن هذه المصادر اعتبا ار لحداثة نشأته مقابل جمود حركية هذا
القانون على مستوى تعديله ومراجعته على الرغم من الرصيد الفقهي المرربي من وجهات
النظر المختلفة واالنتقادات الموجهة للعديد من أحكام هذا القانون ،والتي أفرزت كثي ار من
االقتراحات لتعديله أو إلراء بعض نصوصه ال نخال أن المشرع سيتجاوزها عند عزمه
مراجعة ق.ل.ع ،لقد الحظ األستاذ BALANCو هو يتساءل عن حدود دور القاضي في
خلق القواعد القانونية في مجال االلتزامات والعقود ،وذلك من خالل قراءته للنصوص
وتأويلها ـ أن المررب الرتباطه باآلسرة الرومانية الجرمانية ،ال يمكن فيه تصنيف القضاء
ضمن مصادر القانون وان ظل هذا التوجه الجديد الذي صاحب مجئ الحماية متعارضا مع
مفهوم االجتهاد في اإلسالم .
لكن القاضي إذا كان يتمتع بسلطة تشريعية ،فإنه مع ذلك ،في إطار القانون يمتلك
سلطة خالقة تنتهي به أحيانا إلى وضع قواعد وان كانت غير ملزمة ،وذلك من خالل نهج
عدة أساليب منها:
إن المشرع ،إذا يصوغ بعض النصوص القانونية ،قد ال يحسن تحديد بعض أ.
المفاهيم ،فتكون بذلك قابلة للتأويل والتفسير الواسعين ،مثال ذلك تفسير المحاكم المرربية
لنص الفصل 77من ق.ل.ع تفسي ار واسعا أدى في نهاية المطاف إلى إيجاد قاعدة لم بال
مشرع 9191ويتعلق األمر بحق الدائن في إقامة دعوى ضد المدين الذي يقوم بتصرفات
قانونية تضعف ذمته المالية وتثقل كاهله بالتزامات جديدة ،حيث تؤثر هذه التصرفات في
الضمان العام لدائنه الذي يصبح من حقه المطالبة بإعتبارها غير نافذة في مواجهته وال
16
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
تحول دون المطالبة من حقوقه من ذمة هذا المدين ،وهي الدعوى المعروفة بالدعوى
البوليصة أو المباشرة.
إن القاضي بالمررب سيقوم فيما بعد بمحاوالت أكثر جرأة وذلك من خالل ب.
التخلص من المقتضيات التي وضعها المشرع باعتبارها لم تعد منسجمة مع الظروف
المستجدة في المجتمع وذلك بنهج طريقتين:
وهو االتجاه الذي سار عليه المجلس األعلى فيما بعد حيث اعتبر في قرار له صادر
بتاريخ 91دجنبر 9172أن األمي ليس من ال يحسن التوقيع ولكن من يجهل اللرة التي
حرر بها العقد ،ويمكن لمن وقع على العقد بخط اليد أن يثبت بأنه أمي.
على أن األستاذ "أحمد عاصم" قد أبدى تخوفه من هذا التريير الواسع لنص الفصل
،817ألن مثل هذا التأويل قد يفتح المجال حتى للمتعلمين ( األجانب ) للتملص من
17
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
التزاماتهم ،إذا كانت متضمنة في عقد عرفي محرر باللرة العربية ـ بدعوى أنهم يجهلون اللرة
التي حرر بها العقد.
إال أن مثل هذا المواقف المشرفة للقضاء المرربي لن يكتب لها حظ االستمرار
التطور بحيث سيشهد القضاء ـ ابتداء من تاريخ االستقالل وخاصة بعد صدور قانون توحيد
مر َربة وتعريب القضاء ( 12يناير )9112ـ تراجعا في اتجاه االضطراب والتضارب في"
و ْ
اجتهاداته" بخصوص العديد من القضايا المدنية التي يصعب حصرها.9
يعتبر العرف المصدر التاريخي األول لكافة النظم القانونية المعاصرة أيا كانت
فالعرف هو المصدر األول للقانون الروماني الذي يعتبر أصل النظام الالتيني الفرنسي
والذي انتقل إلى فرنسا من خالل تقنينات نابليون 6299م ،والذي بدورها اقتبست في العديد
من البلدان العربية واإلسالمية مع بروز حركة تحديث وترريب النظم القانونية والقضائية في
البلدان العربية واإلسالمية في القرن التاسع عشر ويعرف القانون الروماني بأنه مجموعة
القواعد القانونية التي ظهرت وطبقت في المجتمع الروماني منذ نشأت روما حتى صدور
مجموعات "جيستينيان " في القرن السادس الميالدي.
محمد الشرقاني - ،القانون المدني -المطبعة الوراقة الوطنية -الطبعة األولى – 1118 -91
ص.98،91،91:
18
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
وتتجلى أهمية القانون الروماني من الناحية القانونية في أنه قد أثر تأثي ار كبي ار في
نشأة وتكوين األفكار والنظم القانونية العالمية ،فقد تميز الرومان بالقدرة على التحليل
والتصنيف والتنظير ،واستخالص المبادئ العامة واستنباطها ،ويعتبر القانون الروماني
بحسب البعض أفضل ما ورثه العالم الحديث من العالم القديم .
ولقد لعب القانون الفرنسي باعتباره أهم القوانين المكونة للنظام القانوني الالتيني دو ار
كبي ار في نشر القانون الروماني وبالتالي النظام القانوني الالتيني في العالم الحديث.
وقد كانت نشأة القانون الروماني نشأة عرفية ،شأنه في ذلك شأن كافة قوانين
المجتمعات القديمة ،فقد تميز هذا القانون بكون العرف مصدر أساسي له ،أما التشريع فقد
كان مصد ار ثانويا ،وقد انتقل القانون الروماني إلى دول أوروبا الرربية التابعة لها في العالم،
حيث انتقل إلى الشرق وأمريكا .ولما جاء القرن التاسع عشر أصبحت تقنينات نابليون هي
القنطرة التي من خاللها نفّد القانون الروماني إلى الشرائع الحديثة .
وقد تزعم هذه الحركة الفقيه كوجاس ويرجع األصل للفقيه "بوتيه" في نقل القانون
الروماني لتقنينات نابليون وهي التقنينات التي شكلت المصدر المباشر للقوانين كثيرة من
الدول الحديثة .
وتجدر اإلشارة إلى أن التقنين المدني الفرنسي لم يرد فيه أي نص يعترف للعرف
بسلطة سد النقص في التشريع وانما وردت فيه نصوص كثيرة تحيل على العادات في أحوال
خاصة أي أنها تجعل العرف معاونا للتشريع .
فالعرف يلعب دو ار كبي ار في المسائل التجارية ،وكذلك بعض المسائل المدنية ،فمثال
من ضمن األفكار القانونية األساسية التي مازالت قائمة على العرف في فرنسا :مسألة تقدير
19
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
حسن النية ،فكرة الخطأ ،فكرة المصلحة العامة ،أهلية القصر ( طبقا للمادة )1-120المادة
.10 191
أما في بعض التشريعات المقارنة فنجدها تعترف للعرف باألولوية حتى على مبادئ
الشريعة اإلسالمية كالقانون المصري حيث تنص المادة األولى من التقنين المدني على أنه:
" إذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه ،حكم القاضي بمقتضى العرف ،فإذا لم يوجد
بمقتضى الشريعة اإلسالمية فإذا لم توجد فبمقتضى القانون الطبيعي قواعد العدالة".
أما القانون المرربي فقد بين الرتبة التي يحتلها العرف بالنسبة لقواعد القانون في
المادتين 981و 981من ق.ل.ع حيث صرح أولهما أنه :
ال يسوغ للعرف أو العادة أن يخالفا القانون إذا كان صريحا ،ثم استدرك في ثانيهما
قائال ..." :ولم تكن فيها مخالفة للنظام العام وال األخالق الحميدة".
وقد سبقت عدة إشارات لنصوص من قانون االلتزامات والعقود أو التجاري تحيل على
العرف والعادات االتفاقية التي تستجمع مع الشرع كالمادة 81بشأن الرد بالقبول ،والمادة
169بشأن مصاريف الوساطة ،المواد ( 166إلى ) 169بشأن مصاريف الوساطة ،المواد(
166إلى )126بشأن األجل ،المواد( 191و )116بشأن ميعاد التسليم ،المواد( 118
و ) 196بخصوص مصاريف صيانة المحل المكتري ،مواد ( 198إلى ) 816بشأن إجارة
الصنعة مواد ( 089إلى ) 061بشأن الوكالة ،المادة 616عن الكفالة .وكلها تحيل على
العرف فيما لم يرد بشأنه نص صريح.11
20
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
خاتمة
إسـ ــتنتاجا ممـ ــا سـ ــبق يتبـ ــين أن القـ ــانون المـ ــدني المرربـ ــي إسـ ــتمد أساسـ ــه مـ ــن التجربـ ــة
التونســية ،وخاصــة مدونــة ســانتيانا المســماة مشــروع القــانون المــدني والتجــاري بعــدما فصــلت
عنها القواعد الخاصة بالعقود وااللتزامات واختصت بتسميته مجلة االلتزامات والعقود.
فضال عن القانون الفرنسـي الـذي اقتبسـت أغلبيـة قواعـده فـي صـياغة القـانون المـدني
المرربي ،غير أنه شكل موضوع إختالف الفقهـاء فيمـا يخـص إشـكالية التـأثير ،والتـأثر بينـه
وبين الفقه االسالمي.
والقــانون المــدني كري ـره مــن الق ـوانين تــم وضــعه باالســتناد إلــى مصــادر عــدة أبرزهــا
التشريع والمعاهدات الدوليـة كمصـدرين رسـميين دون إغفـال الفقـه واجتهـاد القضـاء والعـرف
كمصـدرين إحتيــاطيين لــه ،لكــن االشــكال الــذي يفـرض نفســه يــدور حــول مــدى تــأقلم القــانون
المــدني المرربــي بمصــادره المختلفــة هاتــه مــع المجتمــع المرربــي وفــي مــدى إســتيعابه مــن
طرف الفقه والقضاء؟
21
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
قائمة المراجع
مرزوق أيت الحاج" الوجيز في نظرية االلتزام" طبعة ،8969مطبعة دار أبي رقراق
حسن الجماعي-ا لدكتورة لطيفة بنخير"مدخل إلى العلوم القانوني"طبعة دعاية – 1192-1191
عبد الحق الصافي "الوجيز القانوني المدني " الجزء األول .الطبعة -1192مطبعة النجاح الجديدة ،الدارالبيضاء
أحمد أدرويش "مناهج القانون المدني " الطبعة األولى 9811ه 1191-م ،منشورات سلسلة المعرفة القانونية
9811ه 1191 /م
أحمد دريوش " اصول قانون االلتزامات و العقود ،بحث في األصول الفقهية والتاريخية" -طبعة 9112
محمد الشرقاني" القانون المدني" المطبعة الوراقة الوطنية -الطبعة األولى 1118
الدكتورة رجاء الناجي" مدخل للعلوم القانونية " الجزء األول ،طبعة9114
موقع اإلكتروني
droit marocan.Blogspot.com
22
أصول ومصادر القانون المدني المغربي
الفهرس
1 مقدمة
3 المبحث األول :األصل التاريخي للقانون المدني المغربي
11 خاتمة:
11 المراجع:
13 الفهرس:
23