You are on page 1of 16

‫صناعة احلالل ومقاصده الشرعية‬

‫يف ضوء السنة النبوية‬


‫حبث مقدم للمؤمتر االفرتاضي العاملي‬
‫صناعة احلالل يف مواجهة أزمة كورونا الفرص االقتصادية وحتدياتها‬

‫إعداد‪:‬‬
‫د‪ .‬حممد عامل بن أبوالبشر شاهر ملوك‬
‫أستاذ احلديث وعلومه املساعد جبامعة اإلسالمية منيسوتا‬
‫املدرس جبمعية التحفيظ القرآن الكريم مبكة املكرمة‬
‫الباحث يف الدراسات اإلسالمية‬

‫‪1442‬هـ ‪2020/‬م‬

‫‪0‬‬
‫ملخص البحث‬

.)‫ يف ضوء السنة النبوية‬،‫هذا البحث يتناول موضوع (صناعة احلالل ومقاصده الشرعية‬
‫ والتأصيل الشرعي لصناعة احلالل من الكتاب والسنة‬،‫ بيان املعايري الشرعية للغذاء احلالل‬:‫ويهدف البحث إىل‬
.‫ وخامتة‬،‫ وأربعة مباحث‬،‫ ومتهيد‬،‫ وتكونت خطة البحث من مقدمة‬.‫مع حتقيق املقاصد الشرعية من صناعة احلالل‬
‫ يف التأصيل الشرعي لصناعة‬:‫ املقاصد) املبحث األول‬،‫ التعريف مبصطلحات البحث (صناعة احلالل‬:‫ وفيه‬،‫التمهيد‬
‫ يف املعايري الشرعية‬:‫ واملبحث الثالث‬،‫ يف أمهية الغذاء احلالل للمسلم‬:‫ واملبحث الثاين‬،‫احلالل من الكتاب والسنة‬
‫ واشتملت على أهم النتائج‬:‫ مث اخلامتة‬.‫ يف املقاصد الشرعية يف صناعة األغذية احلالل‬:‫ واملبحث الرابع‬،‫للغذاء احلالل‬
.‫ وفهرس املصادر واملراجع‬،‫والتوصيات‬

Research Summary
This research deals with the topic (Halal industry and its legal
objectives, in light of the Sunnah). The research aims to: clarify the legal
standards for halal food, and the legal rooting for the halal industry from the
Qur’an and Sunnah, while achieving the legal objectives of the halal
industry. The research plan consisted of an introduction, an introduction,
four sections, and a conclusion. The preface, which includes: definition of
research terminology (halal industry, objectives) The first topic: In the legal
rooting of the halal industry from the Qur’an and Sunnah, the second
topic: On the importance of halal food for the Muslim, the third topic: In
the legal standards for halal food, and the fourth topic: In the legal
objectives in Halal food industry. Then the conclusion: It included the
most important findings and recommendations, and an index of sources
and references.

1
‫املقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬الرمحن الرحيم‪ ،‬مالك يوم الدين‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هو رب األولني واآلخرين وقيوم‬
‫السماوات واألرضني‪ ،‬والصالة والسالم على املبعوث رمحة للعاملني‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‪ ،‬و من سار على هديه‬
‫واقتفى أثره إىل يوم الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فإن هللا سبحانه وتعاىل خلق اإلنسان وجعل فيه مقومات الفهم والتمييز‪ ،‬والعقل واإلدراك‪ ،‬فهو يعرف النافع من‬
‫الضار‪ ،‬والطيب من اخلبيث‪ ،‬فربغبته خيتار ومييز؛ ليحقق الغاايت واحلكم اليت من أجلها ُش ِّرعت األحكام؛ لتحقيق‬
‫عبودية هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وحتقيق مصاحل العباد الدنيوية‪ ،‬ومن هنا جاء هذا البحث يتحدث عن صناعة احلالل‬
‫ومقاصده الشرعية‪ ،‬يف ضوء السنة النبوية؛ بدراسة بعض اآلايت واألحاديث املتعلقة ابلغذاء احلالل وبيان مقاصده‬
‫الشرعية‪ ،‬ويف ضوء ما سبق‪ ،‬جاء هذا البحث ليشكل أطروحة تنطلق من املنظور القرآين والسنة النبوية‪ ،‬وتركز حبثها يف‬
‫إطار حمدد املتعلق ابملوضوع‪ ،‬وتركز على شرح اآلايت وشرح وختريج بعض األحاديث املتعلقة هبذا املوضوع‪ ،‬حىت تكون‬
‫قاعدة للبحث يف صناعة احلالل اليت تطرأ يف هذا اجملال‪ ،‬وقد بينت يف هذا البحث احلكمة اجللية يف إابحة وحظر ما‬
‫ورد يف الكتاب والسنة‪ ،‬عالوًة على ذلك فقد تناول هذا البحث إيضاح املقاصد الشرعية يف صناعة احلالل‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫يقوم هذا البحث على حماولة اإلجابة عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪-1‬مالتأصيل الشرعي لصناعة احلالل يف الكتاب والسنة؟‬
‫‪-2‬ما أمهية الغذاء احلالل للمسلم؟‬
‫‪-3‬ما هي املعايري الشرعية للغذاء احلالل؟‬
‫‪ -4‬ما هي املقاصد الشرعية يف صناعة احلالل؟‬
‫أسباب اختيار البحث‪:‬‬
‫‪-1‬الرغبة يف املشاركة يف أحد حماور املؤمتر االفرتاضي العاملي صناعة احلالل يف مواجهة أزمة كوروان الفرص‬
‫االقتصادية وحتدايهتا‪.‬‬
‫‪ -2‬تقدمي دراسة متخصصة عن صناعة احلالل يف مواجهة أزمة كوروان الفرص االقتصادية وحتدايهتا من الكتاب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬بيان املعايري الشرعية للغذاء احلالل‪.‬‬
‫‪ -2‬التأصيل الشرعي لصناعة احلالل من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ -3‬حتقيق املقاصد الشرعية من صناعة احلالل‪.‬‬
‫منهج البحث‪ :‬تعتمد هذه الدراسة على املنهج الوصفي التحليلي‪.‬‬
‫أمهية البحث‪ :‬تلتمس يف دراسة بعض اآلايت وبعض أحاديث النيب ‪ ‬يف صناعة احلالل‪.‬‬
‫حدود البحث‪ :‬اقتصر البحث على إيضاح املقاصد الشرعية يف صناعة احلالل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫خطة البحث‪ :‬تتكون من مقدمة‪ ،‬ومتهيد‪ ،‬وأربعة مباحث‪ ،‬وخامتة‪ ،‬والفهارس‪.‬‬
‫التمهيد‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫‪-‬التعريف مبصطلحات البحث (صناعة احلالل‪ ،‬املقاصد)‬
‫املبحث األول‪ :‬التأصيل الشرعي لصناعة احلالل من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬أمهية الغذاء احلالل للمسلم ‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬املعايري الشرعية للغذاء احلالل‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬املقاصد الشرعية يف صناعة األغذية احلالل‪.‬‬
‫اخلامتة‪ :‬وتشتمل على أهم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪.‬‬
‫التمهيد‪:‬‬
‫‪-‬التعريف مبصطلحات البحث (صناعة احلالل‪ ،‬املقاصد)‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫َ‬ ‫أوال‪ :‬تعريف الصناعة لغةً و‬
‫(‪)1‬‬
‫الصانِِّّع وعمله َّ‬
‫الصْنعةُ" ‪.‬‬ ‫أ‪-‬تعريف الصناعة لغ ًة‪–":‬ابلكسر‪ -‬حرفة َّ‬
‫صنْ ًعا‪ .‬وامرأة‬
‫عمل الشيء ُ‬
‫صحيح واح ٌد‪ ،‬وهو ُ‬
‫ٌ‬ ‫قال ابن فارس‪-‬رمحه هللا‪(" :-‬صنع) ‪-‬الصاد(‪)2‬والنون والعني‪ٌ -‬‬
‫أصل‬
‫صنَ ٌع‪ ،‬إِّذا كاان حاذقَني فيما يصنعانه" ‪.‬‬
‫ورجل َ‬
‫اع ٌ‬ ‫صنَ ٌ‬
‫َ‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ب‪-‬تعريف الصناعة‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬حىت ميهر فيه ويصبح حرفة له" ‪.‬‬ ‫فن مارسه ِّْ‬
‫عبارة عن‪" :‬كل عل ٍم أو ٍ‬
‫وميكن القول إن الصناعة ملكة وعلم يوظَّف من أجل حتقيق غرض من األغراض‪ ،‬واملقصود يف هذا البحث ‪ :‬هو‬
‫شرعا‪.‬‬
‫صناعة ما حيتاجه اإلنسان من املأكوالت واملشروابت املباحة ً‬
‫واصطالحا‪:‬‬
‫َ‬ ‫اثنيا‪ :‬تعريف احلالل لغةً‬
‫ِّ‬
‫أحبَته‬ ‫أ‪-‬تعريف احلالل لغة ‪ :‬نقيض احلرام‪ ،‬قال ابن فارس‪" :‬واحلالل‪ :‬ضد احلرام‪ ..،‬كأنه من َحلَلْ ُ‬
‫ت الشيء‪ ،‬إذا ْ‬
‫(‪)4‬‬
‫وأوسعته ألم ٍر فيه" ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الال" ‪.‬‬‫َحلَلت لَهُ الشيءَ‪َ :‬ج َعلْتُهُ لَهُ َح ً‬
‫"وأ ْ‬
‫إذن‪ :‬احلالل معناه يف اللغة‪ :‬نقيض احلرام‪.‬‬
‫ب‪-‬احلالل اصطالحا ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫"احل َال ُل الْمب ِّ‬
‫ت ُع ْق َدةُ ا ْحلَظْ ِّر َعنْهُ" ‪.‬‬ ‫اح الَّذي َْ‬
‫اْنلَّ ْ‬ ‫َُ ُ‬ ‫عرفه الفخر الرازي بقوله‪َْ :‬‬

‫خمتار الصحاح‪ ،‬للرازي (ص‪.)179 :‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫معجم مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس (‪.)313 /3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫املعجم الوسيط (‪.)525 /1‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫معجم مقاييس اللغة البن فارس (‪)20 /2‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫لسان العرب (‪.)163 /11‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫تفسري الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسري الكبري (‪)185 /5‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪3‬‬
‫وعرفه اجلرجاين بقوله‪" :‬احلالل كل شيء ال يعاقب عليه ابستعماله وما أطلق الشرع فعله مأخوذ من احلل وهو‬
‫(‪)1‬‬
‫الفتح" ‪.‬‬
‫وميكن القول يف تعريفه‪ :‬هو املباح الذي اْنلت عنده عقدة احلظر‪ ،‬وأذن الشارع يف فعله‪ ،‬وهو طيب للجسم‬
‫والعقل والروح هو حالل‪.‬‬
‫واملقصود ابحلالل يف البحث ‪ :‬هو ما حيتاجه اإلنسان من املأكوالت واملشروابت املباحة شرعا يف البقاء على قيد‬
‫احلياة‪ ،‬ولسد حاجة اجلسم إليها‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬تعريف املقاصد‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أ‪ -‬تعريف املقاصد لغة‪ :‬االعتماد واألم وطلب الشيء وإتيانه ‪ ":‬قصدت الشيء وله وإليه قصداً من ابب‬
‫(‪)3‬‬
‫ضرب طلبته بعينه" ‪.‬‬
‫ب‪ -‬املقاصد اصطالحاً‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫هي املراد من تشريع األحكام‪ ،‬أو هي إرادة حصول املراد من تشريع األحكام ‪.‬‬
‫ومبكن القول‪ :‬هي الغاايت واحلكم اليت من أجلها ُش ِّرعت األحكام؛ لتحقيق عبودية هللا سبحانه وتعاىل وحتقيق‬
‫مصاحل العباد الدنيوية‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬التأصيل الشرعي لصناعة احلالل من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫لقد أابح هللا سبحانه وتعاىل لإلنسان الطيبات من املأكوالت واملشروابت‪ ،‬وأمران ابالستمتاع هبا‪ ،‬وحرم كل‬
‫ات َما َرَزقْ نَا ُك ْم َوا ْش ُكُروا َِّّّلِلِّ إِّ ْن‬
‫اخلبائث الضارة على صحة اإلنسان كما يف قوله تعاىل‪ :‬ايأَي ها الَّ ِّذين آمنُوا ُكلُوا ِّمن طَيِّب ِّ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ُكْن تُ ْم إِّ َّايهُ تَ ْعبُ ُدو َن‪[ ‬البقرة‪.]172 :‬‬
‫أمر للمؤمنني خاصة‪ ،‬بعد األمر العام‪ ،‬وذلك أهنم هم املنتفعون على‬ ‫يقول اإلمام السعدي رمحه هللا‪" :‬هذا ٌ‬
‫احلقيقة ابألوامر والنواهي‪ ،‬بسبب إمياهنم‪ ،‬فأمرهم أبكل الطيبات من الرزق‪ ،‬والشكر هلل على إنعامه‪ ،‬ابستعماهلا بطاعته‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫والتقوي هبا على ما يوصل إليه"‬
‫كل رسول أُِّمَر يف زمنه ابألكل من احلالل‪ ،‬والعمل الصاحل‪ ،‬وأتثري األكل من احلالل يف‬ ‫"واآلية تدل على أن َّ‬
‫( ‪)6‬‬
‫األعمال معروف" ‪.‬‬
‫اإل ِّْن ِّيل ْأْمرهم ِّابلْمعر ِّ‬
‫واب ِّعنْ َد ُهم ِّيف الت َّْور ِّاة و ِّْ‬ ‫ول النِّ َّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫ين يَتَّبِّ ُعو َن َّ‬ ‫ِّ‬
‫وف‬ ‫َ ُُُ ْ َ ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّيب ْاألُم َّي الَّذي ََي ُدونَهُ َم ْكتُ ً‬ ‫الر ُس َ‬ ‫قال تعاىل‪ :‬الَّذ َ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫وي ْن هاهم ع ِّن الْمْن َك ِّر وُِّحيل َهلم الطَّيِّب ِّ‬
‫ت َعلَْيه ْم فَالَّذ َ‬
‫ين‬ ‫ض ُع َعْن ُه ْم إِّ ْ‬
‫صَرُه ْم َو ْاألَ ْغ َال َل الَِّّيت َكانَ ْ‬ ‫ث َويَ َ‬ ‫ات َوُحيَ ِّرُم َعلَْي ِّه ُم ا ْخلَبَائِّ َ‬ ‫َ َ َ ُ ْ َ ُ َ ُُ َ‬
‫ك ُه ُم الْ ُم ْفلِّ ُحو َن ‪[ ‬األعراف‪.]157 :‬‬ ‫ِّ‬
‫صُروهُ َواتَّبَ ُعوا الن َور الَّذي أُنِّْزَل َم َعهُ أُولَئِّ َ‬ ‫ِّ‬
‫َآمنُوا بِّه َو َعَّزُروهُ َونَ َ‬

‫التعريفات (ص‪)124 :‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫اتج العروس‪ ،‬للزبيدي (‪.)35/9‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري‪ ،‬للفيومي (‪.)504/2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫انظر‪ :‬علم مقاصد الشارع‪ ،‬د‪.‬ابن ربيعة(ص ‪)20‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫تفسري السعدي = تيسري الكرمي الرمحن (ص‪.)81 :‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫أضواء البيان يف إيضاح القرآن ابلقرآن (‪.)334 /5‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪4‬‬
‫"أى‪ :‬حيل هلم ما حرمه هللا عليهم من الطيبات كالشحوم وغريها بسبب ظلمهم وفسوقهم عقوبة هلم‪ ،‬وحيل هلم‬
‫كذلك ما كانوا قد حرموه على أنفسهم دون أن ْأذن به هللا‪ ،‬كلحوم اإلبل وألباهنا‪ ،‬وحيرم عليهم ما هو خبيث كالدم‬
‫(‪)1‬‬
‫وحلم امليتة واخلنزير يف املأكوالت‪ ،‬وكأخذ الراب وأكل أموال الناس ابلباطل يف املعامالت ويف ذلك سعادهتم وفالحهم"‬
‫واألصل يف مجيع املأكوالت واملشروابت احلل إال النجس‪ ،‬والضار‪ ،‬واخلبيث‪ ،‬واملسكر‪ ،‬واملخدر‪ ،‬وملك الغري‪،‬‬
‫ض َِّ‬
‫مجيعاً‪[‬البقرة‪.]29:‬‬ ‫ويؤكد ذلك قوله تعاىل‪َ  :‬خلَ َق لَ ُك ْم َما ِّيف ْاأل َْر ِّ‬
‫ص‬
‫وخ َّ‬ ‫ِّ‬
‫"ووجه الداللة‪ :‬أن هللا تعاىل امنت على خلقه مبا يف األرض مجيعاً‪ ،‬وال مينت إال مبباح؛ إذ ال منَّة يف حمرم‪ُ ،‬‬
‫من ذلك بعض األشياء‪ ،‬وهي اخلبائث ملا فيها من الفساد هلم يف معاشهم أو معادهم‪ ،‬فيبقى ما عداها مباحاً مبوجب‬
‫(‪)2‬‬
‫اآلية" ‪.‬‬
‫فاآلية تقتضي التمكن من االنتفاع بكل ما يف األرض‪ ،‬إال أنه دخله التخصيص حبرمة اخلبائث‪ ،‬فصار هذا أصال‬
‫( ‪)3‬‬
‫كبريا يف معرفة ما حيل وحيرم من األطعمة‪.‬‬
‫رجه من ِّ‬
‫احلل‪ ،‬و َّ‬
‫أن‬ ‫كل ٍ‬ ‫األصل يف ِّ‬ ‫"وهذه قاعدةٌ عظيمةٌ يف ِّ‬
‫الفقه‪َّ ،‬‬
‫دليل ُخي ُ‬
‫يوجد من الشَّرِّع ٌ‬
‫حىت َ‬‫شيء احلل َّ‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫(‪)4‬‬
‫ِّ‬
‫الكتاب والسنَّة" ‪.‬‬ ‫مفص ٌل يف‬
‫اهة َّ‬ ‫احلل إىل حرم ٍة أو كر ٍ‬
‫ما خير ُج من ِّ‬
‫َُ‬
‫فالطيب ما مجع وصفني‪ :‬الطهارة واملنفعة‪ ،‬وانتفاء الضرر‪ ،‬فال يكون الطعام طيباً حىت يكون طاهراً‪ ،‬انفعاً‪.‬‬
‫اّلِلُ ِّيف كِّتَابِِّّه‪َ ،‬وا ْحلََر ُام َما َحَّرَم َّ‬
‫اّلِلُ ِّيف‬ ‫َح َّل َّ‬
‫احلََال ُل َما أ َ‬
‫وقد بني النيب صلى هللا عليه وسلم الغذاء احلالل بقوله‪ْ « :‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ت َعنْهُ فَ ُه َو ِِّمَّا َع َفا َعنْهُ » ‪.‬‬ ‫ِّ ِّ‬
‫كتَابِّه‪َ ،‬وَما َس َك َ‬
‫قال ابن تيمية رمحه هللا‪" :‬فكل ما نفع فهو طيب‪ ،‬وكل ما ضر فهو خبيث‪ ،‬واملناسبة الواضحة لكل ذي لب أن‬
‫النفع يناسب التحليل‪ ،‬والضرر يناسب التحرمي والدوران‪ ،‬فإن التحرمي يدور مع املضار وجوداً يف امليتة والدم وحلم اخلنزير‬
‫(‪)6‬‬
‫وذوات األنياب واملخالب واخلمر وغريها ِما يضر أبنفس الناس وعدماً يف األنعام واأللباب وغريها"‬
‫أيضا‪" :‬الطعام خيالط البدن وميازجه وينبت منه فيصري مادة وعنصراً له‪ ،‬فإذا كان خبيثاً صار البدن خبيثاً‬
‫قال ً‬
‫(‪)7‬‬
‫فيستوجب النار‪ ،‬واجلنة طيبة ال يدخلها إالَّ طيب" ‪.‬‬

‫التفسري الوسيط لطنطاوي (‪.)393 /5‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫تيسري الوصول إىل قواعد األصول ومعاقد الفصول ‪ -‬للفوزان (ص‪)38 :‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫التحرير والتنوير (‪)38 /5‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫تيسري علم أصول الفقه للجديع (‪)35 /1‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ب َما َجاءَ ِّيف لُْب ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اب اللِّبَ ِّ‬
‫س الفَراء (‪ )220 /4‬برقم‬ ‫صلَّى َّاّلِلُ َعلَْيه َو َسلَّ َم‪َ -‬اب ُ‬ ‫اس َع ْن َر ُسول َّاّلِل َ‬ ‫أخرجه الرتمذي يف سننه ‪-‬أَبْ َو ُ‬ ‫(‪)5‬‬
‫الس ْم ِّن برقم(‪ )3367‬واحلديث حسن مبجموع طرقه‬ ‫ْب َو َّ‬ ‫ب أَ ْك ِّل ا ْجلُْ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫اب ْاألَطْع َمة‪َ -‬اب ُ‬‫(‪)1726‬وابن ماجه يف سننه (‪ )459 /4‬أَبْ َو ُ‬
‫وشواهده إن شاء هللا‪.‬‬
‫جمموع الفتاوى (‪.)540 /21‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫املصدر السابق (‪.)541 /21‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪5‬‬
‫كما توجد إشارات ضمنية ابلقرآن الكرمي حول صناعة احلالل منها‪:‬‬
‫ِّج بِِّّه َزْر ًعا َأتْ ُك ُل ِّمْن ُه أَنْ َع ُام ُه ْم َوأَنْ ُف ُس ُه ْم أَفََال‬
‫اجلُُرِّز فَنُ ْخر ُ‬
‫ض ْ‬ ‫اء إِّ َىل ْاأل َْر ِّ‬
‫وق الْ َم َ‬ ‫قال تبارك وتعاىل‪ ﴿ :‬أ ََوََلْ يََرْوا أ ََّان نَ ُس ُ‬
‫صُرو َن ﴾ [السجدة‪.]27 :‬‬ ‫ي ب ِّ‬
‫ُْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ض َشقًّا *فَأَنْبَ ْت نَا ف َيها َحبًّا *‬ ‫صبًّا * ُمثَّ َش َق ْقنَا ْاأل َْر َ‬ ‫اإلنْ َسا ُن إِّ َىل طَ َعامه *أ ََّان َ‬
‫صبَ ْب نَا الْ َماءَ َ‬ ‫وقال تعاىل‪ ﴿ :‬فَ ْليَ ْنظُِّر ِّْ‬
‫ضبًا ﴾ [عبس‪.]28 - 24 :‬‬ ‫َو ِّعنَ بًا َوقَ ْ‬
‫وقال تعاىل ‪َ  :‬وأ َْم َد ْد َان ُه ْم بَِّفاكِّ َه ٍة َو َحلٍْم ِِّمَّا يَ ْشتَ ُهو َن‪[‬الطور‪.]22:‬‬
‫اها َهلُْم فَ ِّمنْ َها َرُكوبُ ُه ْم َوِّمنْ َها‬ ‫ِّ‬ ‫وقال تعاىل‪ :‬أَوََل ي روا أ ََّان خلَ ْقنَا َهلم ِِّمَّا ع ِّملَ ِّ‬
‫ت أَيْدينَا أَنْ َع ًاما فَ ُه ْم َهلَا َمال ُكو َن * َوذَلَّلْنَ َ‬ ‫َ ْ ََ ْ َ ُْ َ ْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ب أَفَال يَ ْش ُكُرو َن‪ [ ‬ايسني ‪.)73 -71 :‬‬ ‫َْأْ ُكلُو َن * َوَهلُْم ف َيها َمنَاف ُع َوَم َش ِّار ُ‬
‫دلت اآلايت على أمهية صناعة احلالل أبدلة واضحة وذلك بربط الزراعة بغريها‪ ،‬فهناك ما يربط اإلنتاج الزراعي‬
‫ويبني التالزم بينهما‪ ،‬كما تبني اآلايت ربط مراحل اإلنتاج الزراعي؛ من حرث األرض واستصالحها‬ ‫ابإلنتاج احليواين ِّ‬
‫وس ْقيِّها ابملاء‪ ،‬وتوضخ اخلامات األساسية للصناعات الغذائية؛ حيث وفر لإلنسان اللحوم كمواد خام مباشرة‬
‫لالستهالك أو للتصنيع الغذائي وهو ما نراه اليوم يف شكل حلوم مصنعة وألبان معبأة‪ ،‬وهناك الكثري من اآلايت الكرمية‬
‫(‪)1‬‬
‫اليت تشري إيل اخلامات الزراعية اليت تستخدم يف صناعة العصائر واملشروابت القائمة على الفواكه ‪.‬‬
‫َح ٌد طَ َع ًاما قَط‬
‫اّلِل َعْنه أن النيب صلى هللا عليه وسلم قال‪َ « :‬ما أَ َك َل أ َ‬ ‫قد ِّام َر ِّضي َّ‬‫ويف احلديث الشريف َع ِّن الْ ِّم َ‬
‫(‪)2‬‬
‫الس َالم َكا َن َْأْ ُك ُل ِّم ْن َع َم ِّل يَ ِّد ِّه» ‪.‬‬ ‫خي را ِّمن أَ ْن ْأْ ُكل ِّمن عم ِّل ي ِّد ِّه وإِّ َّن نَِّيب َِّّ‬
‫اّلِل َد ُاوَد َعلَْي ِّه َّ‬ ‫َ ْ ً ْ َ َ ْ َ َ َ َ َّ‬
‫نص احلديث حيث على العمل اليدوي وأنه من أفضل الكسب؛ إال أنه حيمل معاين أخرى تدعو إىل إنتاج‬
‫وصناعة احلالل‪ ،‬فاإلنسان الذي ال ينتج احلالل‪ ،‬أو ال يصنع غذاءه من ِّ‬
‫كد يده‪ ،‬هو إنسان منقوص اإلرادة غري انفع‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫اّلِلُ نَبِّيًّا إَِّّال َر َعى الْغَنَ َم فَ َق َ‬
‫ال‬ ‫ث َّ‬ ‫اّلِلُ َعلَْي ِّه َو َسلَّ َم قَ َ‬
‫ال‪َ « :‬ما بَ َع َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ويف حديث أَِِّب ُهَريَْرةَ َر ِّض َي َّ‬
‫اّلِلُ َعنْهُ َع ْن النِّ ِّ‬
‫َّيب َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ط ِّأل َْه ِّل َم َّك َة» ‪.‬‬‫اها َعلَى قَ َر ِّاري َ‬‫ت أ َْر َع َ‬
‫ال‪ :‬نَ َع ْم ُكْن ُ‬
‫ت‪ .‬فَ َق َ‬
‫َص َحابُهُ‪َ :‬وأَنْ َ‬
‫أْ‬
‫دل احلديث على أمهية صناعة احلالل‪ ،‬وإن من أعظم احلالل رعي األغنام؛ ألن ذلك مهنة األنبياء وفعل املرسلني‬
‫عليهم أفضل الصالة والسالم‪ ،‬فلنا فيهم القدوة احلسنة والصاحلة يف صناعة احلالل ومزاولة العمل والتجارة ورعي األغنام‬
‫وهي من أشرف الكسب وأفضل احلالل‪.‬‬
‫فهذه نصوص نبوية‪ ،‬تربط كلها بني احلرفة والعمل اليت تؤدي إىل صناعة احلالل‪ ،‬وهكذا حني يرتبط مفهوم‬
‫العمل واإلنتاج يف اإلسالم هبذه املعاين السامية‪.‬‬

‫‪salahshoier.blogspot.com/2015/05/blog-post_13.html‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الر ُج ِّل َو َع َملِّهِّ بِّيَ ِّدهِّ‪-‬برقم(‪)2072‬‬
‫ب َّ‬‫ب َكس ِّ‬
‫وع َاب ُ ْ‬ ‫اب البُيُ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أخرجه البخاري يف صحيحه (‪ )57 /3‬كتَ ُ‬ ‫(‪)2‬‬
‫ِّ‬
‫ط ‪-‬برقم(‪)2262‬‬ ‫اإل َج َارةِّ َاب ُ‬
‫ب َر ْع ِّي الغَنَِّم َعلَى قَ َر ِّاري َ‬ ‫اب ِّ‬‫أخرجه البخاري يف صحيحه (‪ )88 /3‬كتَ ُ‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪6‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬أمهية الغذاء احلالل للمسلم ‪.‬‬
‫حث اإلسالم على االهتمام ابلغذاء احلالل ابعتباره املصدر األساسي للبقاء يف احلياة‪ ،‬وربط هبدف سام‬ ‫لقد َّ‬
‫ِّ‬
‫يعيش له املسلم وحييا من أجله‪ ،‬أال وهو حتقيق العبودية هلل سبحانه‪ ،‬قال تعاىل‪  :‬قُ ْل إِّ َّن َ‬
‫صالَِِّت َونُ ُسكي َوَْحميَ َ‬
‫اي‬
‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫ني‪[ ‬األنعام ‪ ]162 :‬والغذاء شأنه شأن أي مفردة من مفردات حياة اإلنسان املسلم؛ غايتها‬ ‫َوِمََ ِّاِت ّلِل َر ِّب الْ َعالَم َ‬
‫التقوى على طاعة هللا واالستعانة هبذا الغذاء يف توفري ما حيتاجه من الطاقة الالزمة للجسم لتأدية الواجبات الشرعية‬
‫ات َما َرَزقْ نَا ُك ْم‬‫وغريها‪ ،‬وقد شدد القرآن الكرمي على أمهية الغذاء احلالل قال تعاىل‪ :‬اي أَي ها الَّ ِّذين آمنُوا ُكلُوا ِّمن طَيِّب ِّ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ّلِل إِّ ْن ُكْن تُ ْم إِّ َّايهُ تَ ْعبُ ُدو َن‪[ ‬البقرة‪.]172 :‬‬ ‫وا ْش ُكروا َِِّّّ‬
‫َ ُ‬
‫فكان أن جعل هللا عزوجل لإلنسان الطيبات من الرزق‪ ،‬ليتمكن من التمتع والتطيب إىل جانب التزود مبا حيتاجه‬
‫ين َآمنُواْ ِّيف‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ات ِّمن ِّ ِّ‬ ‫اّلِل الَِّّيت أَخرج لِّعِّب ِّاد ِّه والْطَّيِّب ِّ‬
‫جسمه من مغذايت‪ ،‬قال تعاىل‪  :‬قُل من حَّرم ِّزينَ َة ِّ‬
‫الرْزق قُ ْل هي للَّذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ َ َ َ‬ ‫ْ َْ َ َ‬
‫اآلايت ل َق ْوم يَ ْعلَ ُمو َن‪[ ‬األعراف‪.]32 :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫احلي ِّاة الدنْيا خالِّص ًة ي وم الْ ِّقيام ِّة َك َذلِّ َ ِّ‬
‫ك نُ َفص ُل َ‬ ‫َ َ َ َْ َ َ َ‬ ‫ََْ‬
‫َح ٌد طَ َع ًاما قَط َخْي ًرا ِّم ْن أَ ْن َْأْ ُك َل ِّم ْن‬
‫كما شددت السنة النبوية على أمهية الغذاء احلالل بقوله‪َ )«1( :‬ما أَ َك َل أ َ‬
‫الس َالم َكا َن َْأْ ُك ُل ِّم ْن َع َم ِّل يَ ِّد ِّه» ‪.‬‬ ‫عم ِّل ي ِّد ِّه وإِّ َّن نَِّيب َِّّ‬
‫اّلِل َد ُاوَد َعلَْي ِّه َّ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬
‫ومن هنا تكمن أمهية الغذاء احلالل للمسلم ملا يترت عل معرفته أمورا كثرية منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إجابة الدعاء‪:‬‬
‫ب الَ يَ ْقبَ ُل إِّالَّ طَيِّباً‬ ‫ِّ‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬أَي َها الن ِّ‬ ‫ول ِّ‬ ‫َع ْن أَِِّب ُهَريَْرةَ َر ِّض َي هللاُ َعْنهُ قَ َ‬
‫َّاس إ َّن هللاَ طَي ٌ‬
‫ُ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬
‫احلًا إِِّّين ِّمبَا تَ ْع َملُو َن َعلِّ ٌيم‪‬‬
‫ات واعملُوا ص ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ال‪َ  :‬ايأَي َها الر ُس ُل ُكلُوا م َن الطَّيِّبَ َ ْ َ َ‬ ‫ني فَ َق َ‬‫ِّ ِّ‬ ‫وإِّ َّن هللا أَمر امل ْؤِّمنِّ ِّ‬
‫ني مبَا أ ََمَر بِّه املُْر َسل َ‬
‫َ َ ََ ُ َ‬
‫ث‬‫الس َفَر أَ ْش َع َ‬
‫يل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫[املؤمنون‪ ،]51:‬ايأَي ها الَّ ِّذين آمنُوا ُكلُوا ِّمن طَيِّب ِّ‬
‫الر ُج َل يُط ُ‬‫ات َما َرَزقْ نَا ُك ْم ‪[ ‬البقرة‪ُ .]172 :‬مثَّ ذََكَر َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اب‬ ‫ى ِّابحلََرِّام فَأ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أَ ْغبَ َر ميَُد يَ َديِّْه إِّ َىل َّ‬
‫ََّن يُ ْستَ َج ُ‬ ‫الس َماء َاي َرب َاي َرب َوَمطْ َع ُم ُه َحَر ٌام َوَم ْشَربُهُ َحَر ٌام َوَم ْلبَ ُسهُ َحَر ٌام َو ُغذ َ‬ ‫(‪)2‬‬
‫ك» ‪.‬‬ ‫ِّ ِّ‬
‫ل َذل َ‬
‫اثنيا‪ :‬جواز أكل األطعمة وبيعها وشرائها‪:‬‬
‫ات ما رزقْ نَا ُكم وا ْش ُكروا َِِّّّ‬
‫ّلِل إِّ ْن ُكْن تُ ْم إِّ َّايهُ تَ ْعبُ ُدو َن‪[ ‬البقرة‪.]172 :‬‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ين َآمنُوا ُكلُوا م ْن طَيبَ َ َ َ ْ َ ُ‬ ‫قال هللا تعاىل‪َ  :‬ايأَي َها الَّذ َ‬
‫الرَاب‪[ ‬البقرة‪.]275 :‬‬ ‫اّلِلُ الْبَ ْي َع َو َحَّرَم ِّ‬
‫َح َّل َّ‬
‫وقال هللا تعاىل‪َ  :‬وأ َ‬
‫اثلثا‪ :‬السالمة من األمراض‪.‬‬
‫لقد جاءت هذه القاعدة صرخة مدوية يؤكد علماء اليوم أهنا احلل األمثل حلل مشاكل العصر الصحية واليت‬
‫جعلها سبحانه وتعاىل من أهداف بعثة النيب األمي صلى هللا عليه وسلم كما يف قوله تعاىل‪ :‬وُِّحيل َهلم الطَّيِّب ِّ‬
‫ات َوُحيَ ِّرُم‬ ‫َ ُُ َ‬
‫َعلَْي ِّه ُم ا ْخلَبَآئِّث‪[ ..‬األعراف‪ ]157 :‬فكان اخلمر وامليتة والدم وحلم اخلنزير‪ ،‬وما أحلق هبا اليوم من خبائث العصر من‬
‫(‪)3‬‬
‫خمدرات وسجائر وسواها وهي من أهم أسباب األمراض والعجز واملوت واملهالك يف عصران احلديث ‪.‬‬

‫(‪)1‬تقدم خترَيه‪.‬‬
‫ب َوتَ ْربِّيَتِّ َها‪ ،‬برقم (‪)1015‬‬ ‫الص َدقَ ِّة ِّمن الْ َكس ِّ‬
‫ب الطَّيِّ ِّ‬ ‫الزَكاةِّ‪ -‬ابب قَب ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ ْ‬ ‫ول َّ‬ ‫(‪)2‬أخرجه مسلم يف صحيحه (‪ )703 /2‬كتَاب َّ َ ُ ُ‬
‫(‪)3‬اآلداب اإلسالمية يف الطعام والشراب وأثرها يف صحة الفرد واجملتمع‪ ،‬بقلم الدكتور حممد نزار الدقر ديسمرب‪.2019/‬‬
‫‪https://quran-m.com‬‬
‫‪7‬‬
‫رابعا‪ :‬النجاة من اإلمث والعقوبة‪.‬‬
‫إن الغذاء الطيب يكون سببا يف بركة هللا ومباركته لألعمال واألعمار واألموال‪ ،‬وأثر ذلك واضح‪ ،‬فقد ثبت عن‬
‫(‪)2‬‬
‫َّار أ َْوَىل بِِّّه» ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ت(‪ )1‬إَِّّال َكانَ ِّ‬
‫ت‬ ‫النيب صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪ « :‬إِّنَّه َال ي ربو َحلم نَبت ِّمن سح ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ َْ ُ ٌْ َ َ ْ ُ ْ‬
‫ومعىن احلديث‪ :‬أن هللا سبحانه وتعاىل أمر ابألكل من الطيبات وما أابح هللا سبحانه وتعاىل لعباده‪َ ،‬اي أَي َها‬
‫اّلِلُ َعلَْي ِّه َو َسلَّ َم أن كل جسم وحلم تغذى‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صلَّى َّ‬ ‫ين َآمنُوا ُكلُوا م ْن طَيِّبَات َما َرَزقْ نَا ُك ْم ‪[ ‬البقرة‪.]172 :‬وأخرب رسوله َ‬ ‫الَّذ َ‬
‫ابحلرام فإنه يكون يوم القيامة يف النار عقوبة له‪.‬‬
‫صًرا لَهُ ‪ ،‬فَِّإذَا‬ ‫ط الْب َد َن وميَُ ِّازجه وي نْ بت ِّمنْه فَي ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اد ًة َو ُعنْ ُ‬
‫ص ُري َم َّ‬ ‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه هللا ‪" :‬الطََّع َام ُخيَال ُ َ َ ُ ُ َ َ ُ ُ ُ َ‬
‫ت‬ ‫اّلِل علَي ِّه وسلَّم ‪ُ « :‬كل ِّجس ٍم نَبت من سح ٍ‬
‫ْ َ َ َْ ُ ْ‬ ‫صلى َُّ َ ْ َ َ َ‬ ‫َّار؛ َوِّهلََذا قَ َ‬
‫ال النَِّّيب َ َّ‬ ‫ب الن َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ص َار الْبَ َد ُن َخبيثًا فَيَ ْستَ ْوج ُ‬ ‫َكا َن َخبِّيثًا َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِِّّ‬
‫ب‪ ،‬وأما ما مياس البدن ويباشره فيؤثر أيضا يف البدن من ظاهر كتأثري‬ ‫َّار أ َْوَىل به» ‪َ .‬وا ْجلَنَّةُ طَيبَةٌ َال يَ ْد ُخلُ َها َّإال طَي ٌ‬
‫فَالن ُ‬
‫األخباث يف أب داننا ويف ثيابنا املتصلة أببداننا لكن أتثريها دون أتثري املخالط املمازج فإذا ثبت حل خمالطة الشيء‬
‫وِمازجته فحل مالبسته ومباشرته أوىل وهذا قاطع ال شبهة فيه وطرد ذلك أن كل ما حرم مباشرته ومالبسته حرم‬
‫(‪)4‬‬
‫خمالطته وِمازجته وال ينعكس فكل نس حمرم األكل وليس كل حمرم األكل نسا وهذا يف غاية التحقيق"‬
‫خامسا‪ :‬قوة البدن واستعداده للعمل الصاحل‪.‬‬
‫تعبريا عن مراعاة أوامر هللا تعاىل وتعظيمه سبحانه‪ ،‬وكل سعي لإلنسان‬ ‫َّ‬
‫إن حتري احلالل واحلرام مهم جدًّا بوصفه ً‬
‫يكتسب منه احلالل وَيتنب احلرام عبادة ذات طابع خاص؛ فمقاومة املسلم للمحرمات والبالاي واملصائب بصرب وجلد‬
‫فهي تكفر خطااي املؤمن ابإلضافة إىل أنه يؤجر عليها إن صرب ‪ ،‬والغذاء الطيب واملكسب احلالل يكسب القلب قوة‪،‬‬
‫ويكسب القلب صفاء وإخالصا‪ ،‬كما أن الغذاء الطيب يكون سببا يف قبول األعمال وإجابة الدعوات‪ .‬ف َع ْن أَِِّب ُهَريَْرَة‪،‬‬
‫َخ َذ َها هللاُ بِّيَ ِّمينِِّّه‪ ،‬فَيُ َربِّ َيها َك َما‬ ‫َح ٌد بِّتَ ْمرٍة ِّم ْن َكس ٍ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِّه َو َسلَّ َم‪ ،‬قَ َ‬ ‫َن رس َ ِّ‬
‫ب‪ ،‬إَِّّال أ َ‬
‫ب طَيِّ ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّق أ َ‬
‫صد ُ‬ ‫ال‪َ« :‬ال يَتَ َ‬ ‫ول هللا َ‬ ‫أ َّ َ ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫وصهُ‪َ ،‬ح َّىت تَ ُكو َن ِّمثْ َل ْ‬
‫اجلَبَ ِّل‪ ،‬أ َْو أ َْعظَ َم»‬ ‫يَُرِِّب أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم فَلُ َّوهُ‪ ،‬أ َْو قَلُ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫" ُسئِّل اإلمام أمحد رمحه هللا‪َِِّ :‬ب تلني القلوب؟ قال‪ :‬أبكل احلالل"‬
‫قال ابن حجر رمحه هللا‪" :‬فيه التنبيه على تعظيم قدر القلب واحلث على صالحه واإلشارة إىل أن لِّطيب الكسب‬
‫(‪)7‬‬
‫أثرا فيه"‬
‫ً‬

‫(‪")1‬السحت ‪ :‬هو احلرام‪ .‬انظر‪ :‬النهاية يف غريب األثر (‪. )873 /2‬‬
‫ِّ‬ ‫ب َما ذُكَِّر ِّيف فَ ْ‬
‫ض ِّل َّ‬
‫الص َالة برقم(‪ )614‬واحلديث صحيح‪.‬‬ ‫الس َف ِّر‪َ -‬اب ُ‬
‫اب َّ‬
‫(‪)2‬أخرجه الرتمذي يف سننه (‪ )512 /2‬أَبْ َو ُ‬
‫(‪)3‬تقدم خترَيه‬
‫(‪)4‬جمموع الفتاوى (‪.)541 /21‬‬
‫ب َوتَ ْربِّيَتِّ َها (‪)1014‬‬ ‫الص َدقَ ِّة ِّمن الْ َكس ِّ‬
‫ب الطَّيِّ ِّ‬ ‫الزَكاةِّ‪ -‬ابب قَب ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ ْ‬ ‫ول َّ‬ ‫(‪)5‬أخرجه مسلم يف صحيحه (‪ )702 /2‬كتَاب َّ َ ُ ُ‬
‫(‪)6‬حلية األولياء وطبقات األصفياء (‪.)182 /9‬‬
‫(‪)7‬فتح الباري ‪ -‬ابن حجر (‪.)128 /1‬‬
‫‪8‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬املعايري الشرعية للغذاء احلالل‪.‬‬
‫ض َِّ‬
‫مجيعاً‪[‬البقرة‪]29:‬سواء كنت‬ ‫األصل يف مجيع األطعمة اإلابحة‪ ،‬كما يف قوله تعاىل‪َ  :‬خلَ َق لَ ُك ْم َما ِّيف ْاأل َْر ِّ‬
‫هذه اإلابحة مبنية على النص الشرعي‪ ،‬أو كانت مبنية على الرباءة األصلية‪ ،‬فاألشياء اليت يستهلكها اإلنسان يف غذائه‬
‫تنقسم أساسياً إىل نوعني‪:‬‬
‫األول‪ :‬احليواانت‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬النبااتت‪.‬‬
‫فالنبااتت حالل بشكل عام إال ما كان مسكراً منها أو مضرا لإلنسان‪.‬‬
‫وأما يف احليواانت فهنالك معايريا حتكم اختيار الغذاء املباح مبا حيقق مقاصد الشريعة يف هذا اجملال ومن أهم هذه‬
‫املعايري‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الغذاء منصوصا على حلِّه من احليواانت أو الطيور ويشرتط فيها الذبح بطريقة شرعية مستوفاة‬
‫(‪)1‬‬
‫بشروطه ‪.‬‬
‫اخلِّْن ِّز ِّير َوَما‬
‫َّم َو َحلْ ُم ْ‬
‫َوالد ُ‬ ‫‪ -2‬أن ال يكون الغذاء منصوصا بتحرميه كما يف قوله تعاىل‪ُ  :‬ح ِّرَم ْ‬
‫ت َعلَْي ُك ُم الْ َمْي تَةُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أ ُِّه َّل لِّغَ ِّري َِّّ ِّ‬
‫ب‪..‬‬ ‫ص ِّ‬ ‫ذُبِّ َح َعلَى الن ُ‬ ‫السبُ ُع إِّالَّ َما ذَ َّكْي تُ ْم َوَما‬ ‫اّلِل بِّه َوالْ ُمْن َخن َقةُ َوالْ َم ْوقُوذَةُ َوالْ ُمتَ َرديَةُ َوالنَّط َ‬
‫يحةُ َوَما أَ َك َل َّ‬ ‫ْ‬
‫[املائدة ‪.]3:‬‬
‫وحرم عليكم الدم السائل‬ ‫حرم هللا عليكم امليتة‪ ،‬وهي احليوان الذي تفارقه احلياة بدون ذكاة‪َّ ،‬‬ ‫وتفسري اآلية‪َّ " :‬‬
‫املراق‪ ،‬وحلم اخلنزير‪ ،‬وما ذُكِّر عليه غري اسم هللا عند الذبح‪ ،‬واملنخنقة اليت ُحبِّس نَ َف ُسها حىت ماتت‪ ،‬واملوقوذة وهي اليت‬
‫ُ‬
‫ضربت بعصا أو حجر حىت ماتت‪ ،‬واملتَ َرِّدية وهي اليت سقطت من مكان عال أو َه َوت يف بئر فماتت‪ ،‬والنطيحة وهي‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫وحرم هللا عليكم البهيمة اليت أكلها السبُع‪ ،‬كاألسد والنمر والذئب‪ ،‬وْنو ذلك‪.‬‬ ‫ضَربَتْها أخرى بقرهنا فماتت‪َّ ،‬‬ ‫اليت َ‬
‫وحرم هللا عليكم‬
‫حرمه من املنخنقة وما بعدها ما أدركتم ذكاته قبل أن ميوت فهو حالل لكم‪َّ ،‬‬ ‫واستثىن ‪-‬سبحانه‪ِ -‬ما َّ‬
‫وحرم هللا عليكم أن تطلبوا ِّع ْلم ما قُ ِّسم لكم أو َل يقسم‬
‫ما ذُبِّح لغري هللا على ما يُنصب للعبادة من حجر أو غريه‪َّ ،‬‬
‫أمرا قبل أن يقدموا عليه‪ .‬ذلكم املذكور يف اآلية من احملرمات‬ ‫ابألزالم‪ ،‬وهي القداح اليت كانوا يستقسمون هبا إذا أرادوا ً‬
‫(‪)2‬‬
‫‪-‬إذا ارتُكبت‪ -‬خروج عن أمر هللا وطاعته إىل معصيته" ‪.‬‬
‫املفرتات؛ لقوله تعاىل‪َ  :‬وَال تُلْ ُقوا ِّأبَيْ ِّدي ُك ْم إِّ َىل‬
‫‪ -3‬أن ال يكون فيه مضرة‪ :‬كالسم‪ ،‬واخلمر‪ ،‬وسائر املسكرات و ِّ‬
‫َّهلُ َك ِّة‪[ ‬البقرة‪ ،]195 :‬وقوله عز وجل‪َ  :‬وَال تَ ْقتُلُوا أَنْ ُف َس ُك ْم‪[ ‬النساء‪.]29 :‬‬ ‫الت ْ‬
‫اّلِلُ َعلَْي ِّه َو َسلَّ َم‪َ « :‬ما‬‫صلَّى َّ‬ ‫‪ - 3‬ما قطع من احلي‪ :‬حلديث أِب واقد الليثي (‪)3‬رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا َ‬
‫قُ ِّط َع ِّم ْن الْبَ ِّه َيم ِّة َوِّه َي َحيَّةٌ‪ ،‬فَ َما قُ ِّط َع ِّمْن َها فَ ُه َو َمْي تَةٌ» ‪.‬‬

‫(‪)1‬ملعرفة شروط اليت ينبغي توفرها يف الذابح‪ .‬انظر‪ :‬الشرح الكبري البن قدامة (‪ )46 /11‬اإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪/4‬‬
‫شرح منتهى اإلرادات (‪.)386 /11‬‬
‫(‪)2‬التفسري امليسر (‪)107 /1‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود يف سننه (‪ )277/3‬صيد قطع منه قطعة برقم(‪ ،)2858‬والرتمذي يف سننه (‪ )74/4‬كتاب األطعمة ‪ ،‬ابب ما قطع‬
‫من احلي فهو ميت‪ ،‬برقم (‪،)1480‬وأمحد يف مسنده (‪ )218/5‬واحلاكم يف املستدرك (‪)123/4‬وقال الرتمذي‪ :‬حسن غريب ال‬
‫نعرفه إال من حدث زيد بن أسلم‪ .‬وقال احلاكم‪ :‬صحيح على شرط البخاري ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫اّلِلُ َعلَْي ِّه‬
‫صلَّى َّ‬ ‫َ‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫هنى‬ ‫«‬ ‫قال‪:‬‬ ‫عنهما‬ ‫هللا‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫حلديث‬ ‫؛‬ ‫‪ -4‬أن ال يكون من سباع البهائم‬
‫(‪)2‬‬
‫السبَ ِّاع» ‪.‬‬‫وسلَّم عن ُك ِّل ِّذي َان ٍب ِّمن ِّ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َْ‬
‫كالعقاب والباز والصقر واحلدأة والبومة‪ ،‬حلديث ابن‬ ‫‪ -5‬أن ال يكون من سباع الطري‪ :‬وهي اليت تصيد مبخلبها؛ ُ‬
‫ب ِّم ْن‬ ‫السبَ ِّاع‪ ،‬وُك ِّل ِّذي ِّخمْلَ ٍ‬ ‫اّلِل علَي ِّه وسلَّم عن ُك ِّل ِّذي َان ٍب ِّمن ِّ‬
‫ْ‬ ‫صلَّى َُّ َ ْ َ َ َ َ ْ‬
‫ول َِّّ‬
‫اّلِل َ‬ ‫عباس رضي هللا عنهما قال‪« :‬نَ َهى َر ُس ُ‬
‫َ‬ ‫(‪)3‬‬
‫الطَِّّْري» ‪.‬‬
‫الر َخم والغراب؛ خلبث ما يتغذى به‪َ .‬وُحيَ ِّرُم َعلَْي ِّه ُم‬ ‫‪ -6‬أن ال يكون من الطيور ما ْأكل اجليف‪ :‬كالنسر و َّ‬
‫ث‪[ ‬األعراف‪.]157 :‬‬ ‫ا ْخلَبَائِّ َ‬
‫ب قتله‪ :‬كاحلية والعقرب والفأرة واحلدأة؛ حلديث عائشة رضي هللا عنها أن‬ ‫ِّ‬
‫‪ -7‬أن ال يكون من احليوان الذي نُد َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫صلَّى َّ ِّ َّ‬
‫ب‬ ‫اب‪َ ،‬والْ َكلْ ُ‬ ‫احلُ َد َّاي‪َ ،‬والْغَُر ُ‬
‫ب‪َ ،‬و ْ‬ ‫س فَ َواس ُق يُ ْقتَ لْ َن ِِّف ا ْحلََرم الْ َف َارةُ‪َ ،‬والْ َع ْقَر ُ‬‫اّلِلُ َعلَْيه َو َسل َم قال‪« :‬مخْ ٌ‬ ‫رسول هللا َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ور» ‪ ،‬ولكوهنا مستخبثة مستقذرة‪.‬‬ ‫الْ َع ُق ُ‬
‫اّلِلُ َعلَْي ِّه َو َسلَّ َم ‪ -‬نَ َهى يَ ْوَم َخْي بَ َر َع ْن ُحلُ ِّوم‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫‪ -7‬احلمر األهلية؛ ملا روى جابر رضي هللا عنه‪« :‬أن النيب ‪َ -‬‬
‫(‪)5‬‬
‫احلُ ُم ِّر ْاأل َْهلِّيَِّّة) ‪.‬‬‫ْ‬
‫ث‪‬‬ ‫اخلَبَائِّ َ‬
‫‪ -8‬ما يستخبث من األطعمة‪ :‬كالفأرة واحلية والذابب والزنبور والنحل؛ لقول هللا تعاىل‪َ  :‬وُحيَ ِّرُم َعلَْي ِّه ُم ْ‬
‫[األعراف‪.]157 :‬‬
‫(‪)6‬‬
‫اّلِلُ َعلَْي ِّه َو َسلَّ َم ‪ -‬نَ َهى َع ْن أَ ْك ِّل‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫‪ -9‬اجلالَّلة ؛ ملا روى ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪« :‬هنى رسول هللا ‪َ -‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ُحلُ ِّوم ا ْجلََّاللَِّة‪َ ،‬وأَلْبَ ِّاهنَا» ‪.‬‬
‫وسواء يف ذلك اإلبل والبقر والغنم والدجاج وْنوها‪ ،‬فإذا حبست بعيداً عن النجاسات‪ ،‬وأطعمت الطاهرات‪ ،‬حل‬
‫أكلها‪.‬‬

‫(‪ )1‬سباع البهائم‪ :‬وهي اليت تفرتس بناهبا ‪-‬أي تنهش‪ -‬من حيواانت الرب؛ كاألسد والذئب والنمر والفهد والكلب‪ .‬النهاية يف غريب‬
‫األثر (‪)842 /2‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم يف صحيحه (‪ ،)1543 /3‬كتاب الصيد والذابئح‪ :‬ابب حترمي أكل كل ذي انب‪ ،‬برقم (‪.)16‬‬
‫(‪ )3‬تقدم خترَيه يف احلديث السابق‪.‬‬
‫(‪ )4‬متفق عليه؛ أخرجه البخاري يف صحيحه(‪ )42/4‬كتاب جزاء الصيد ابب ما يقتل احملرم من الدواب حديث (‪ )1828‬ومسلم يف‬
‫صحيحه (‪ )858/2‬كتاب احلج‪ :‬ابب ما يندب احملرم وغريه قتله من الدواب يف احلل واحلرم (‪.)73‬‬
‫(‪ )5‬متفق عليه؛ أخرجه البخاري يف صحيحه (‪ ،)648 /9‬كتاب الذابئح والصيد‪ :‬ابب حلوم اخليل‪ ،‬برقم (‪ ،)5520‬ومسلم يف صحيحه‬
‫(‪ ،)1541 /3‬كاب الصيد والذابئح‪ :‬ابب يف أكل حلوم اخليل‪ ،‬حديث (‪.)36‬‬
‫(‪" )6‬اجلالَّلة من احليوان ‪ :‬اليت أتكل الع ِّذرة واجلِّلَّة ‪ :‬الب عر فو ِّضع موضع ِّ‬
‫اجتَ ْلت َها فهي َجالَّة َ‬
‫وجالَّلة ‪ :‬إذا‬ ‫العذ َرة ‪ .‬يقال َجلَّت الدَّابة اجلالَّة و ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الْتَ َقطَْتها"‪ .‬النهاية يف غريب األثر (‪)800 /1‬‬
‫أخرجه أبو داود يف سننه (‪ ،)185 ،148 /4‬كتاب األطعمة‪ :‬ابب النهي عن أكل اجلاللة وألباهنا‪ ،‬برقم (‪ ،)3785‬والرتمذي يف‬ ‫(‪)7‬‬
‫سننه (‪ )270 /4‬كتاب األطعمة‪ :‬ابب ما جاء يف أكل حلوم اجلاللة‪ ،‬برقم (‪.)1824‬وابن ماجة يف سننه (‪ ،)1064 /2‬كتاب‬
‫الذابئح‪ :‬ابب النهي عن حلوم اجلاللة‪ ،‬برقم (‪ )3189‬واحلديث صحيح‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -10‬الرقابة على صناعة احلالل دوراي والتأكيد من سالمتها إبرسال مراقبني شرعيني أكفاء؛ للكشف على عمل‬
‫املساخل والتأكد من آلية الذبح وعدم تطبيق الصعق الكهرابئي‪ ،‬وعدم استخدام أساليب لتدويخ الدواجن منها غاز اثين‬
‫أكسيد الكربون وهذا يؤدي إيل تلف الدماغ وارتفاع نسبة البكرتاي يف اللحم وفقدانه جلودته‪.‬‬
‫‪-11‬سالمة التعاقدات التجارية من البائع واملشرتي حسب املعامالت االسالمية‪ ،‬وإصدار شهادات محاية املستهلك‬
‫تفادي احلرام يف كل املراحل االنتاج والتسويق‪ ،‬مثل العموالت والرشوة؛ ألن أضرار أكل احلرام رد العبادات‪.‬‬
‫‪-12‬اتباع معايري اجلودة على املستوى العاملي‪ ،‬وتسهيل وتوحيد إجراءات اخلاصة بتصدير واسترياد اللحوم على أن‬
‫تكون اهليئة العامة للغذاء والدواء مشرفة للتنسيق بني القطاعات احلكومية إلصدار التشريعات التنظيمية يف هذا‬
‫(‪)1‬‬
‫اجملال‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬املقاصد الشرعية يف صناعة األغذية احلالل‪.‬‬
‫مقاصد الشريعة تعتين ببيان غاايت التشريع اإلسالمي وأهدافه وأسراره وحكمه‪ ،‬وتتحدد يف غاية كربى وهي‬
‫عبادة هللا تعاىل وارضاؤه والفوز جبناته‪ ،‬وغاايهتا كثرية متنوعة‪ ،‬منها إصالح اإلنسان واألرض واحلياة‪ ،‬وحفظ النفوس‬
‫(‪)2‬‬
‫واألعراض والدماء‪ ،‬وصون األمن والسلم وغري ذلك ِما َيلب مصاحل اخللق وما يدفع عنهم املفاسد ‪.‬‬
‫ت لِّلْ ُم َحافَظَِّة‬ ‫ِّ‬ ‫َن الش ِّ‬
‫َّر َيع َة ُوض َع ْ‬ ‫ت ْاأل َُّمةُ ‪-‬بَ ْل َسائُِّر الْ ِّملَ ِّل‪َ -‬علَى أ َّ‬
‫يقول اإلمام الشاطيب‪ " --‬فَ َق َد اتَّ َف َق ِّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ال‪ ،‬والْ َع ْقل‪ -‬و ِّعلْم َها ِّعنْ َد ْاأل َُّم ِّة َكالضَّر ِّ‬
‫ور ِّي"‬ ‫ِّ‬ ‫ورَّاي ِّت ا ْخلم ِّ ِّ‬
‫َعلَى الضَّر ِّ‬
‫ُ‬ ‫َّس ُل‪َ ،‬والْ َم ُ َ ُ َ ُ‬ ‫س‪َ ،‬والن ْ‬ ‫ين‪َ ،‬والنَّ ْف ُ‬
‫س ‪َ -‬وه َي‪ :‬الد ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫إن صناعة األغذية احلالل من أهم املوضوعات اليت تشغل مهوم الناس فرادى ومجاعات‪ ،‬ومتس حياهتم واستقرارهم‬
‫مساً جوهرايً‪ ،‬وإن استقامة احلياة وسعادهتا ال حتصل إال حبفظ املقاصد الضرورايت اخلمس ‪ ،‬فيصبح اإلنسان‬
‫فيها َّ‬
‫مقصدا من مقاصد‬
‫ً‬ ‫مراتح القلب مطمئن النفس‪ ،‬ال خياف من شيء يهدد األمن الغذائي‪ ،‬كما يعترب األغذية احلالل‬
‫الشريعة ‪،‬وأن الشريعة اإلسالمية جاءت حبفظ الضرورايت اخلمس ( حفظ الدين‪ ،‬وحفظ النفس‪ ،‬وحفظ العقل‪ ،‬وحفظ‬
‫النسل‪ ،‬وحفظ املال) ولن حتفظ بعض الضرورايت بغري األغذية احلالل‪ ،‬إذ بزواله يصبح حفظ تلك الضرورايت‬
‫مستحيالً‪.‬‬
‫ولذلك جاءت الشريعة ابلوسائل الكفيلة حلفظ الضرورايت اخلمس من جهتني‪:‬‬
‫أوهلما‪( :‬الوجود) وهي‪ :‬احملافظة على ما يقيم أركانه ويثبت قواعده وحيفظ حياته‪ ،‬وهو األكل من الطيب منه‪،‬‬
‫وشكر هللا عليه‪ ،‬وأوجب اإلسالم تناول الغذاء احلالل للحفاظ على احلياة‪ ،‬ودفع اهلالك عن النفس‪ ،‬وللقيام ابلواجبات‬
‫الدينية من صالة‪ ،‬وصيام وغريمها‪ ،‬والمتثال أوامر هللا يف األكل والشرب‪ ،‬والتقوي به على طاعة هللا عز وجل‪.‬‬
‫ات ما رزقْ نَا ُكم وا ْش ُكروا َِِّّّ‬
‫ّلِل إِّ ْن ُكْن تُ ْم إِّ َّايهُ تَ ْعبُ ُدو َن ‪‬‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫قال هللا تبارك وتعاىل‪َ  :‬ايأَي َها الَّذ َ‬
‫ين َآمنُوا ُكلُوا م ْن طَيبَ َ َ َ ْ َ ُ‬
‫[البقرة‪.]172 :‬‬

‫(‪ )1‬الشروط والضوابط الشرعية للغذاء احلالل‪ :‬خربة إندونيسيا‪ ،‬أماين برهان الدين لوبيس‪ -‬جملة األحكام ‪2017/12/17‬م‪.‬التأصيل‬
‫الشرعي للغذاء احلالل يف ضوء الكتاب والسنة‪-‬دراسة حتليلية‪ -‬عبد الواسع الغشيمي‪ ،‬جملة األحباث‪-‬العدد الثالث عشر(يناير ‪-‬‬
‫مارس ‪2019‬م)‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬مشروع املوسوعة املقاصدية لنور الدين اخلادمي( ص‪.)7‬‬
‫(‪ )3‬املوافقات للشاطيب‪( ،‬ص‪.)31‬‬
‫‪11‬‬
‫واثنيهما (العدم ) وهي‪ :‬درء الفساد الواقع أو املتوقع عليه واحملافظة عليه بدرء ما حيرفه أو يزيله‪ ،‬مثل‪ :‬حترمي‬
‫امليتة والدم وحلم اخلنزير إىل آخر اآلية هتدف إىل احملافظة على املقاصد الضرورية اخلمسة عموماً؛ وهي الدين‪ ،‬والنفس‬
‫والعقل والنسل واملال‪.‬‬
‫فاحلكم ة من حترمي هذه املطعومات تع زى ملا فيها من ض رر جلسم اإلنسان‪ ،‬لذا حرمت حتقيق اً للصحة السليمة‬
‫والعافية للمرء يف حياته‪ ،‬وهذا كله حيقق مقصد التشريع احلنيف يف حفظ النفس‪ ،‬وهو من الضرورايت اخلمس‪.‬‬
‫فمثال‪ :‬حرم هللا سبحانه وتعاىل امليتة ملا فيها من ض رر جلسم اإلنسان‪ ،‬إذ يسبب أكلها مرض اجلمرة اخلبيثة‬
‫(‪)1‬‬
‫الظاهرة ‪.‬‬
‫ومثال آخر‪:‬‬
‫حرم هللا سبحانه وتعاىل اخلنزير لقذارته وض رره على جسم اإلنسان‪ ،‬إذ يسبب مرض الزحار الزقي وتسببه طفيلة‬
‫تدعى (‪ )Balantdium coli‬وتعيش يف أمعاء اخلنزير‪ ،‬كما يسبب داء ويل الريقاين النزيف وهذا يسبب نزف يف‬
‫الكبد والكلية وهبوط القلب‪ ،‬كما يسبب حصبة اخلنزير وغريها من األمراض كالدودة الشريطية والتهاب الدماغ وعضلة‬
‫القلب والسل الرئوي وجراثيم كثرية‪ ،‬ويتأثر آكله بصفات هذا احليوان وأخالقه يف األغلب‪ ،‬كاألخالق اخلبيثة‪ ،‬وفقدان‬
‫(‪)2‬‬
‫الغرية ‪.‬‬

‫اجلمرة اخلبيثة‪ :‬وهي قرحة جلدية مزمنة على الوجه أو اليدين‪ ،‬واجلمرة اخلبيثة الرئوية‪ ،‬واجلمرة اخلبيثة املعوية‪ ،‬وكذلك قد يسبب‬ ‫(‪)1‬‬
‫تناوهلا تسمماً غذائياً‪ ،‬وعسراً يف اهلضم‪ ،‬كما أن من أضرارها اإلصابة ابلتهاب الكبد الوابئي‪ ،‬وظهور أكياس مائية يف الدماغ‪،‬‬
‫والكبد‪ ،‬والرئتني‪ ،‬وغري ذلك ‪ .‬الوجيز يف الطب‪ ،‬هلشام اخلطيب (ص‪.)227‬‬
‫التفسري الكبري‪ ،‬للرازي‪ )135/11( ،‬التطبب اإلسالمي‪ ،‬ايسني غادي‪ ،‬جملد ‪ ،12‬عدد ‪ ،1‬ص‪.221-206‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪12‬‬
‫اخلامتـة‬
‫توصل هذا البحث إىل مجلة من النتائج يف هذا البحث‪ ،‬أييت ذكر أمهها فيما يلي‪:‬‬
‫احلل إىل حرم ٍة أو كر ٍ‬
‫اهة‬ ‫أن ما خير ُج من ِّ‬ ‫رجه من ِّ‬
‫احلل‪ ،‬و َّ‬ ‫كل ٍ‬ ‫األصل يف ِّ‬
‫َُ‬ ‫دليل ُخي ُ‬
‫يوجد من الشَّرِّع ٌ‬‫حىت َ‬ ‫شيء احلل َّ‬ ‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِّ‬
‫الكتاب والسنَّة‪.‬‬ ‫مفص ٌل يف‬
‫َّ‬
‫الطيب ما مجع وصفني‪ :‬الطهارة واملنفعة‪ ،‬وانتفاء الضرر‪ ،‬فال يكون الطعام طيباً حىت يكون طاهراً‪ ،‬انفعاً‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪-‬إن أكل احلرام واملشتبه يُصدئ القلب ويُظلمه‪ ،‬ويُ َق ِّسيه‪ ،‬وهو من موانع قبول الدعاء‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كل ما حرم يف القرآن والسنة إمنا حظر ملقصد شرعي جليل وهو حفظ النفس‪ ،‬فحكمة التشريع تتجلى بصورة‬ ‫‪-4‬‬
‫هبية فريدة يف اآلايت وأحاديث السنة اليت أابحت لنا ما ينفع من الطيبات‪ ،‬وحرمت علينا ما يضر من اخلبائث‪.‬‬
‫‪ -5‬الرقابة على صناعة احلالل دوراي والتأكيد من سالمتها إبرسال مراقبني شرعيني أكفاء؛ للكشف على عمل املساخل‬
‫والتأكد من آلية الذبح وعدم تطبيق الصعق الكهرابئي‪ ،‬وعدم استخدام أساليب لتدويخ الدواجن منها غاز اثين‬
‫أكسيد الكربون وهذا يؤدي إيل تلف الدماغ وارتفاع نسبة البكرتاي يف اللحم وفقدانه جلودته‪.‬‬
‫‪ -6‬سالمة التعاقدات التجارية من البائع واملشرتي حسب املعامالت االسالمية‪ ،‬وإصدار شهادات محاية املستهلك‬
‫تفادي احلرام يف كل املراحل االنتاج والتسويق‪ ،‬مثل العموالت والرشوة؛ ألن أضرار أكل احلرام رد العبادات‪.‬‬
‫أهم التوصيات‪:‬‬
‫‪ -1‬نشر مفهوم أمهية صناعة احلالل بني اجلميع ‪ ،‬وال سيما يف الدول الغربية‪ ،‬وكل على حسب قدرته واستطاعته من‬
‫علماء ودعاة وشرائح خمتلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬االهتمام ابألطعمة املستوردة من خارج بالد املسلمني‪ ،‬وتشكيل جلان خاصة للتأكد من مطابقتها للشروط‬
‫الشرعية السابقة كلها‪.‬‬
‫‪ -3‬التأكد من مصدر الغذاء ‪ ،‬وتشديد الرقابة عليها من الناحية الشرعية والطبية‪ ،‬وتفعيل دور دوائر املواصفات‬
‫واملقاييس يف حتديد اجلودة ‪.‬‬
‫‪ -4‬نشر الوعي بني املسلمني مبا يتعلق أبحكام صناعة احلالل يف ضوء املستجدات املعاصرة‪ ،‬خاصة املقيمني يف‬
‫البالد غري اإلسالمية‪.‬‬
‫‪-5‬تعزيز قيمة الغذاء احلالل يف نفوس األجيال‪ ،‬لتحقيق مقاصد الشريعة ‪.‬‬
‫أهم املقترحات‪:‬‬
‫‪ -1‬أقرتح أن تكون هنالك رسائل علمية خمتصة تناقش أحكام األطعمة احملللة واحملرمة‪ ،‬وقواعدها الكلية يف الفقه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬مبنهج مقارن‪ ،‬منطلقاً من املصدر األساسي يف كتاب هللا‪ ،‬وْأخذ بعني االعتبار ما يتعلق هبا من سنة‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -2‬أقرتح أن يبحث يف علل أحكام األطعمة احملللة واحملرمة ‪ ،‬ويستقرئ مقاصد تشريعها‪ ،‬مث يدرس أهم التطبيقات‬
‫املعاصرة هلا‪ ،‬خاصة يف ضوء مستجدات العوملة‪.‬‬
‫‪ -3‬أقرتح أن يف املوضوع حبوث أتصيلية يف ضوء ما ورد يف أحكام الشرع املتعلقة هبذا اجملال‪ ،‬ابإلضافة إىل القواعد‬
‫العامة ومقاصد التشريع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫فهرس املصادر واملراجع‬
‫اآلداب اإلسالمية يف الطعام والشراب وأثرها يف صحة الفرد واجملتمع‪ ،‬بقلم الدكتور حممد نزار الدقر‬
‫ديسمرب‪https://quran-m.com .2019/‬‬
‫‪ -2‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن ابلقرآن‪ ،‬حملمد األمني بن حممد املختار بن عبد القادر اجلكين الشنقيطي الناشر ‪:‬‬
‫دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بريوت – لبنان عام النشر ‪ 1415 :‬ه ‪ 1995 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل ‪ ،‬ملوسى بن أمحد بن موسى بن ساَل بن عيسى بن ساَل احلجاوي املقدسي‪،‬‬
‫مث الصاحلي‪ ،‬شرف الدين‪ ،‬أبو النجا‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد اللطيف حممد موسى السبكي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة بريوت –‬
‫لبنان‪.‬‬
‫‪ -4‬اتج العروس‪ ،‬للزبيدي‪ ،‬احملقق‪ :‬جمموعة من احملققني‪ ،‬الناشر‪ :‬دار اهلداية‪.‬‬
‫‪ -5‬التأصيل الشرعي للغذاء احلالل يف ضوء الكتاب والسنة‪-‬دراسة حتليلية‪ -‬لعبد الواسع الغشيمي‪ ،‬جملة األحباث‪-‬‬
‫العدد الثالث عشر(يناير‪-‬مارس ‪2019‬م)‪.‬‬
‫‪ -6‬التحرير والتنوير‪ ،‬البن عاشور التونسي ‪،‬الناشر ‪ :‬الدار التونسية للنشر – تونس‪ ،‬سنة النشر‪ 1984 :‬ه ‪.‬‬
‫‪ -7‬التطبب اإلسالمي‪ ،‬ايسني غادي‪ ،‬جملد ‪ ،12‬عدد ‪.1‬‬
‫‪ -8‬التعريفات‪ ،‬لعلي بن حممد بن علي الزين الشريف اجلرجاين‪ ،‬احملقق‪ :‬ضبطه وصححه مجاعة من العلماء إبشراف‬
‫الناشر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية بريوت –لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1403‬ه ‪1983-‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬تفسري الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسري الكبري‪ ،‬ألِب عبد هللا حممد بن عمر بن احلسن بن احلسني التيمي الرازي‬
‫امللقب بفخر الدين الرازي خطيب الري‪،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الرتاث العرِب – بريوت الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1420 -‬ه ‪.‬‬
‫‪-10‬تفسري السعدي = تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان‪ ،‬لعبد الرمحن بن انصر بن عبد هللا السعدي احملقق‪:‬‬
‫عبد الرمحن بن معال اللوحيق‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل ‪1420‬ه ‪ 2000-‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬التفسري امليسر ‪ ،‬لنخبة من أساتذة التفسري‪ ،‬الناشر‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف – السعودية‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،‬مزيدة ومنقحة‪1430 ،‬ه ‪ 2009 -‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬التفسري الوسيط للقرآن الكرمي‪ ،‬حملمد سيد طنطاوي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار هنضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الفجالة –‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ -13‬تيسري الوصول إىل قواعد األصول ومعاقد الفصول‪ ،‬لإلمام عبد املؤمن بن عبد احلق البغدادي احلنبلي‪ ،‬شرح ‪:‬‬
‫عبد هللا بن صاحل الفوزان‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫‪ -14‬تيسري علم أصول الفقه‪ ،‬لعبد هللا بن يوسف بن عيسى بن يعقوب اليعقوب اجلديع العنزي‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة‬
‫الراين للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1418 ،‬ه ‪ 1997 -‬م‪.‬‬
‫‪-15‬حلية األولياء وطبقات األصفياء ‪ ،‬ألِب نعيم أمحد بن عبد هللا بن أمحد بن إسحاق بن موسى بن مهران األصبهاين‬
‫الناشر‪ :‬السعادة ‪ -‬جبوار حمافظة مصر‪1394 ،‬ه ‪1974 -‬م‪.‬‬
‫حممد كامل قره‬ ‫‪ -16‬سنن ابن ماجه‪ ،‬ألِب عبد هللا حممد بن يزيد القزويين ‪،‬احملقق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد ‪َّ -‬‬
‫بللي ‪َ -‬عبد اللطيف حرز هللا‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرسالة العاملية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1430 ،‬ه ‪ 2009 -‬م‪.‬‬
‫الس ِّج ْستاين ‪،‬‬
‫‪-17‬سنن أِب داود ‪ ،‬ألِب داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي ِّ‬
‫احملقق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بريوت‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -18‬سنن الرتمذي‪ ،‬حملمد بن عيسى‪ ،‬الرتمذي‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬أمحد حممد شاكر‪ ،‬وحممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬وإبراهيم‬
‫عطوة عوض ‪،‬الناشر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباِب احلليب – مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1395 ،‬ه ‪.‬‬
‫‪ -19‬شرح منتهى اإلرادات =دقائق أويل النهى لشرح املنتهى ‪ ،‬ملنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس‬
‫البهوتى احلنبلى الناشر‪ :‬عاَل الكتب‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1414 ،‬ه ‪1993 -‬م‪.‬‬
‫‪-20‬الشروط والضوابط الشرعية للغذاء احلالل‪ :‬خربة إندونيسيا‪ ،‬ألماين برهان الدين لوبيس‪ -‬جملة األحكام‬
‫‪2017/12/17‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬صحيح البخاري ‪ ،‬حملمد بن إمساعيل أبو عبدهللا البخاري اجلعفي‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد زهري بن انصر الناصر‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫دار طوق النجاة الطبعة‪ :‬األوىل‪1422 ،‬ه ‪.‬‬
‫‪ -22‬صحيح مسلم‪ ،‬ملسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي النيسابوري‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫إحياء الرتاث العرِب – بريوت‪.‬‬
‫‪-23‬علم مقاصد الشارع‪ ،‬عبدالعزيز بن عبد الرمحن بن ربيعة‪ ،‬ط‪1422 ،1‬ه ‪.‬‬
‫‪ -24‬فتح الباري‪ ،‬ألمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالين الشافعي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت‪.1379 ،‬‬
‫‪ -25‬لسان العرب ‪ ،‬حملمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى الناشر‪:‬‬
‫دار صادر – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬ه ‪.‬‬
‫‪-26‬جمموع الفتاوى ‪ ،‬ألمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراين ‪ ،‬احملقق‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن قاسم‪ ،‬الناشر‪ :‬جممع‬
‫امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‪ ،‬املدينة النبوية‪ ،‬السعودية‪ ،‬عام النشر‪1416 :‬ه ‪1995/‬م‪.‬‬
‫‪ -27‬خمتار الصحاح‪ .،‬لزين الدين أبو عبد هللا حممد بن أِب بكر بن عبد القادر احلنفي الرازي ‪،‬احملقق‪ :‬يوسف الشيخ‬
‫حممد‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العصرية ‪ -‬الدار النموذجية‪ ،‬بريوت – صيدا‪ ،‬الطبعة‪ :‬اخلامسة‪1420 ،‬ه ‪1999 /‬م‪.‬‬
‫‪ -28‬املستدرك على الصحيحني‪ ،‬ألِب عبد هللا احلاكم حممد بن عبد هللا النيسابوري املعروف اببن البيع ‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1990 – 1411 ،‬‬
‫‪ -29‬مسند اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬ألمحد بن حممد بن حنبل الشيباين ‪ ،‬احملقق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد‪،‬‬
‫وآخرون‪ ،‬إشراف‪ :‬عبد هللا بن عبد احملسن الرتكي‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ 1421 ،1‬ه ‪ 2001 -‬م‪.‬‬
‫‪-30‬مشروع املوسوعة املقاصدية‪ ،‬لنور الدين اخلادمي‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪-31‬املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري‪ ،‬للفيومي‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة العلمية – بريوت‪.‬‬
‫‪ -32‬املعجم الوسيط ‪ ،‬جملمع اللغة العربية ابلقاهرة‪( ،‬إبراهيم مصطفى وآخرون) الناشر‪ :‬دار الدعوة‪.‬‬
‫‪ -33‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ألِب احلسني أمحد بن فارس بن زكراي‪ ،‬احملقق ‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬الطبعة ‪1399 :‬ه ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪ -34‬املوافقات‪ ،‬إلبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الغرانطي الشهري ابلشاطيب ‪،‬احملقق‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن‬
‫آل سلمان‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن عفان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األوىل ‪1417‬ه ‪1997 /‬م‪.‬‬
‫‪ -35‬النهاية يف غريب احلديث واألثر‪ ،‬جملد الدين أبو السعادات املبارك بن حممد بن حممد بن حممد ابن عبد الكرمي‬
‫الشيباين اجلزري ابن األثري الناشر‪ :‬املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪1399 ،‬ه ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪-36‬الوجيز يف الطب‪ ،‬هلشام اخلطيب‪ ،‬عمان‪ ،‬دار األرقم‪،‬ط‪1405 ،1‬ه‪1985/‬م‪.‬‬
‫‪i. salahshoier.blogspot.com/2015/05/blog-post_13.html‬‬

‫‪15‬‬

You might also like