Professional Documents
Culture Documents
هو مشروع اقتصادي سياسي ،ظهر في أعقاب االجتماع التمهيدي الذي عقده وزراء خارجية ست دول من الدول األوروبية في
ِإيطاليا في يونيو ِ ،1951إلنشاء وحدة اقتصادية بين دولهم ،وهذه الدول هي :فرنسا و ِإيطاليا وألمانيا الغربية وبلجيكا وهولندا
ولكسمبورگ .وتال ذلك وضع المبادئ األساسية لهذه السوقِ ،إذ وقعت عليها الدول المشار ِإليها فيما سمي معاهدة روما لتنشأ رسميا
في 25مارس ،1957الذي يعد التاريخ الفعلي لقيام السوق األوروبية المشتركة.
وهي سوق موحدة تضم 27من الدول األعضاء في االتحاد األوروبي ،وعبر استثناءات محددة تض ّم كذلك أيسلندا ،وليختنشتاين،
والنرويج بموجب اتفاقية المنطقة االقتصادية األوروبية ،وسويسرا من خالل المعاهدات الثنائية .تسعى السوق الموحدة إلى ضمان
حرية حركة السلع ،ورؤوس األموال ،والخدمات P،واألفراد ،والتي يُطلَق عليها مجتمِعة «الحريات األربع».
يرتبط عدد من الدول المرشحة لالنضمام إلى االتحاد األوروبي باتفاقيات تحقيق االستقرار والشراكة مع االتحاد األوروبي ،والتي ُ
تسمح بمشاركة محدودة في قطاعات معينة من السوق الموحدة؛ من تلك الدول ألبانيا ،والبوسنة والهرسك ،وكوسوفو ،والجبل
األسود ،ومقدونيا الشمالية ،وصربيا .إضافة إلى هذه الدول ،وعبر ثالث اتفاقيات مع ك ّل منها للتبادل الحر الشامل والمعمق مع
االتحاد األوروبي ،مُنحت دول سوفييتية سابقة مثل جورجيا ،ومولدوفا ،وأوكرانيا فرص وصول محدودة إلى السوق الموحدة في
قطاعات مختارة .تتمتع تركيا بفرص حرية الحركة لبعض البضائع من خالل عضويتها في االتحاد الجمركي بين االتحاد األوروبي-
تركيا[.غادرت المملكة المتحدة السوق األوروبية الموحدة في 31ديسمبر .2020وعُقد اتفاق بين حكومة المملكة المتحدة
والمفوضية األوروبية لمواءمة أيرلندا الشمالية مع قواعد البضائع للسوق األوروبية الموحدة ،بهدف اإلبقاء على الحدود المفتوحة في
جزيرة أيرلندا.
تهدف السوق األوروبية الموحدة إلى زيادة فُرص المنافسة P،وتقسيم العمل ،ومزايا وفورات الحجم ،مما يُتيح انتقال البضائع وعوامل
اإلنتاج إلى المنطقة التي تق ّد رها أكثر ،وبالتالي تحسين فعالية توزيع الموارد .كما تسعى السوق األوروبية الموحدة إلى تعزيز التكامل
االقتصادي بهدف دمج اقتصادات الدول األعضاء في اقتصاد واحد على مستوى االتحاد األوروبي .ي َ
ُنظر إلى إنشاء السوق الداخلية
بوصفها سو ًقا موحدة على أنها عملية مستمرةً ،
أخذ ا بعين االعتبار الفجوات التي ما زالت موجودة في تكامل صناعة الخدمات.وف ًقا
ً
وسطية بلغت 9%أعلى مما ً
نسبة لتقديرات العام ،2019بفضل السوق الموحدة ،فإن إجمالي الناتج المحلي للدول األعضاء حقق
سيكون عليه الحال في حالة تطبيق القيود الجمركية وغير الجمركية.
نبذه تاريخيه:
ُ
تمث ل أحد األهداف الرئيسية للجماعة االقتصادية األوروبية لدى تأسيسها Pفي العام 1957في تطوير سوق مشتركة تتيح حرية ّ
الحركة للسلع ،والخدمات P،واألفراد ،ورأس المال .من ناحية المبدأ ،فقد أنشئت حرية انتقال السلع عبر االتحاد الجمركي لالتحاد
ّ
الست حينها. األوروبي بين الدول األعضاء
في الثمانينيات من القرن العشرين ،عندما راح اقتصاد الجماعة االقتصادية األوروبية يتخلف عن بقية اقتصادات العالم المتقدم،
ابتعثت مارغريت تاتشر آرثر كوفيلد ،بارون كوفيلد ،إلى لجنة ديلور للمبادرة في إعادة إطالق السوق المشتركة .كتب كوفيلد ونشر
البت فيها إلتمام إنشاء Pسوق موحدة .لقي تقرير كوفيلد استحسا ًنا وأدى إلى
ّ تقريرً ا في العام 1985فصّل فيه 300إجرا ًء توجب
تب ّن ي القانون األوروبي الموحد ،وهي المعاهدة التي أصلحت آليات اتخاذ القرار في الجماعة االقتصادية األوروبية ،وحددت 31
موعدا نهائيًا الستكمال تأسيس السوق الموحدة .في نهاية األمرُ ،أطلَقت السوق األوروبية الموحدة في 1يناير
ً ديسمبر 1992
.1993
وجمع النهج الجديد الرائد في لجنة ديلور بين التكامل اإليجابي والسلبي باالعتماد على الحد األدنى من التنسيق بداًل من التنسيق
الشامل .شمِل التكامل السلبي عد ًد ا من قواعد الحظر المفروضة على الدول األعضاء ،والتي حظرت السلوك التمييزي وغيره من
الممارسات المُقيِّدة .في حين يتألف التكامل اإليجابي من قوانين ومعايير تقاربية .يبرز ههنا على الخصوص الجانب المه ّم (والمثير
للجدل) :اعتما ُد التشريع المنسِّق بموجب المادة 114من معاهدة عمل االتحاد األوروبي.
اعتمدت اللجنة أيضً ا على قرار محكمة العدل األوروبية كاسيس دو ديجون ،والذي بموجبه تلتزم الدول األعضاء باالعتراف بالسلع
المُن َتجة بشكل قانوني في دولة عضو أخرى ،ما لم تعمِد الدولة العضو إلى تبرير التقييد باالستناد إلى شرطٍ إلزامي .ال يُلجأ إلى
التنسيق إال في حال الرغبة بتجاوز الحواجز التي نجمت عن القيود التجارية التي نجت من اختبار الشروط اإللزامية لقرار كاسيس،
ولضمان المعايير األساسية في حال وجود خطر السباق ألسفل .وهكذا يُستخدم التنسيق بصورة كبيرة لضمان تلبية معايير الصحة
والسالمة األساسية.
بحلول العام ُ ،1992حلّت نسبة %90تقريبًا من القضايا ،وفي العام نفسه بدأت معاهدة ماستريخت Pفي تأسيس اتحاد اقتصادي
ونقدي باعتباره المرحلة التالية من التكامل .استغرق العمل على مرحلة حرية الخدمات Pفترة أطول ،وكانت آخر مرحلة تدخل حيّز
التنفيذ ،بشكل رئيسي من خالل أمر تعيين العمال (المعتمد في العام )1996والتوجيه الخاص بالخدمات في السوق الداخلية (المعتمد
في العام .)2006
في العام ،1997ألغت معاهدة أمستردام الحواجز المادية في السوق الداخلية عبر إدراج منطقة شنغن ضمن اختصاصات االتحاد
األوروبي .تطبق اتفاقية شنغن إلغاء ضوابط الحدود بين معظم الدول األعضاء ،والقواعد الموحدة للتأشيرات ،والتعاون على مستوى
الشرطة والقضاء.
حتى مع دخول معاهدة لشبونة حيز التنفيذ في العام ،2009لم ت ُك ن بعض المجاالت المتعلقة بأوج ٍه من الحريات األربع (خاصة في
مجال الخدمات) مطبّقة بالكامل بعد .توجب على تلك المجاالت باإلضافة إلى المزيد من العمل على االتحاد االقتصادي والنقدي
االنتظار حتى يتجّ ه االتحاد األوروبي نحو السوق األوروبية الداخلية
تض ّم بعض مجاالت منطقة الجمارك في االتحاد األوروبي عد ًد ا من الدول غير األعضاء في االتحاد األوروبي ،مثل أندورا،
ُفاوض عليها مع كل دولة على حِدة .وافقت المملكة المتحدة على عقد اتفاقية
وموناكو ،وسان مارينو ،وتركيا ،بموجب ترتيبات ي َ
تجارية مع االتحاد األوروبي في 24ديسمبر ،2020ووقعها رئيس الوزراء بوريس جونسون في 30ديسمبر .2020
الرسوم الجمركية
عدل
تحظر المادة 30من معاهدة عمل االتحاد األوروبي فرض رسوم الحدود بين الدول األعضاء على منتجات االتحاد الجمركي لالتحاد
األوروبي ومنتجات الدول غير األعضاء في االتحاد الجمركي لالتحاد األوروبي (البلد الثالث) .ووف ًقا للمادة 29من معاهدة عمل
االتحاد األوروبيُ ،ت فرض الرسوم الجمركية المطبقة على منتجات البلد الثالث عند نقطة الدخول إلى منطقة االتحاد الجمركي لالتحاد
األوروبي؛ وبمجرد عبور البضائع الحدود الخارجية لالتحاد األوروبي ،يمكن تداولها بحريّة في الدول األعضاء في االتحاد.