Professional Documents
Culture Documents
الهوية والثقافة 2
الهوية والثقافة 2
إعداد
ناصر بن سعيد بن سيف السيف
غفر اهلل له ولوالديه ومجيع املسلمني
ومن خالل ه ذه املقدمة اجلامعة ملوض وع ه ذا البحث املختصر حتت عن وان ( :الهوية
والثقافة) جعلت البحث على ثالثة مباحث رئيسة :
املبحث األول :مفهوم اهلوية والثقافة.
املبحث الثاين :العالقة بني اهلوية والثقافة.
املبحث الثالث :حدود اهلوية.
(?) انظر :الثقافة واهلوية (إشكالية املفاهيم والعالقة) ,شهيب عادل ,ص .2 1
2
نسأل اهلل العلي القدير التوفيق والسداد ,وصلى اهلل وسلم وبارك على نبينا حممد وعلى
آله وصحبه أمجعني.
المبحث األول
مفهوم الهوية والثقافة
مفهوم الهوية :
عرف املعجم الوسيط الصادر عن جممع اللغة العربية "اهلوية" فلسفياً بأهنا ( :حقيقة الشئ
يُ ِّ
أو الش خص اليت متيزه عن غ ريه ،أو هي بطاقة يثبت فيها اسم الش خص وجنس يته ومول ده
وعمله ،وتسمي البطاقة الشخصية أيضا))1( .
وأما يف اللغة اإلجنليزية فتعني "اهلوية" ( :متاثل املقومات أو الصفات األساسية يف حاالت
(?) انظر :املعجم الوسيط الصادر عن جممع اللغة العربية بالقاهرة. 1
3
خمتلفة وظ روف متباينة ،وب ذلك تشري إيل الش كل التجميعي أو الكل املركب جملموعة من
الص فات اليت تك ون احلقيقة املوض وعية لشيء ما ،واليت بواس طتها ميكن معرفة ه ذا الشئ
وغريه على وجه التحديد))1( .
وأما آراء املفك رين حول مفهوم اهلوية فيالحظ أن األمر ال خيتلف كثرياً ،وإن ك ان
عرفها
يتصف بأنه أك ثر حتدي داً ؛ ألنه يرتبط بالبُعد الثق ايف أو االجتم اعي للمص طلح ,فقد َّ
س عيد إمساعيل علي بأهنا ( :مجلة املع امل املم يزة للشئ اليت جتعله هو هو ،حبيث ال ختطئ يف
متي يزه عن غريه من األش ياء ،ولكل إنس ان شخص يته املم يزة له ،فله نس قه القيمي ومعتقداته
وعاداته السلوكية و ميوله واجتاهاته وثقافته ،وهكذا الشأن بالنسبة لألمم والشعوب))2( .
وأشار حممد عمارة ( :أن هوية الشئ ثوابته اليت ال تتجدد وال تتغري ،وتتجلي وتفصح
عن ذاهتا دون أن ختلي مكانتها لنقيض ها طاملا بقيت ال ذات علي قيد احلي اة ،فهي كالبص مة
بالنسبة لإلنسان يتميز هبا عن غريه وتتجدد فاعليتها ،ويتجلى وجهها كلما أزيلت من فوقها
طوارئ الطمس ،إهنا الشفرة اليت ميكن للفرد عن طريقها أن يعرف نفسه يف عالقته باجلماعة
االجتماعية اليت ينتمي إليها ،واليت عن طريقها يتع رف عليه اآلخ رون باعتب اره منتمي اً لتلك
اجلماعة))3( .
ويرى حممود أمني ( :أن اهلوية ليست أحادية البنية ،أي ال تتشكل من عنصر واحد ،
س واء ك ان ال دين أو اللغة أو الع رق أو الثقافة أو الوج دان أو األخالق ،أو اخلربة الذاتية أو
العلمية وحدها ،وإمنـا هي حمصلة تفاعل هذه العناصر كلها))4( .
وأشار حممد إبراهيم عيد ( :اهلوية :مفهوم اجتماعي نفسي يشري إيل كيفية إدراك شعب
(?) انظر :الثقافة العربية اإلسالمية بني التأليف والتدريس ،رشدي أمحد طعيمة ،ص .35 1
(?) انظر :الرتبية اإلسالمية وحتديات القرن احلادي والعشرين ,سعيد إمساعيل ،ص .95 2
(?) انظر :خماطر العوملة علي اهلوية الثقافية ،حممد عمارة ،ص.6 3
(?) انظر :اهلوية مفهوم يف طور التشكيل ،حممود أمني ،ص .376 4
4
ما لذاته ،وكيفية متايزه عن اآلخرين ،وهي تستند إيل مسلمات ثقافية عامة ،مرتبطة تارخييً ا
بقيمة اجتماعية وسياسية واقتصادية للمجتمع))1( .
وعرفها إمساعيل الفقي ( :أهنا جمموعة من الس مات الثقافية اليت تتصف هبا مجاعة من
ًّ
الن اس يف ف رتة زمنية معينة ،واليت تولد اإلحس اس ل دي األف راد باالنتم اء لش عب معني ،
واالرتب اط ب وطن معني ،والتعبري عن مش اعر االع تزاز ،والفخر بالش عب ال ذي ينتمي إليه
هؤالء األفراد))2(.
وأوضح ش هيب ع ادل أن اهلُوية االجتماعية ( :حتدد هوية اجملموعة -اجملموعة تضم
أعضاء متشاهبني فيما بينهم بشكل من األشكال ،-يف هذا املنظور تربز اهلُوية الثقافية باعتبارها
صيغة حتديد فئوي للتمييز بني حنن وهم ،وهو متييز قائم على االختالف الثقافي )3( .
ومن املف اهيم اليت ق دمت للهوية الثقافية ما تبنته منظمة اليونس كو بق وهلم ( :أن اهلوية
أوال وقبل كل شيء أننا أف راد ننتمي إيل مجاعة لغوية حملية أو إقليمية أو وطنية ،الثقافية تعين ً
مبا هلا من قيم أخالقية ومجالية متيزها ،ويتضمن ذلك أيضًا األسلوب الذي نستوعب به تاريخ
اجلماعة وتقالي دها وعاداهتا وأس لوب حياهتا ،وإحساس نا باخلض وع له واملش اركة فيه ،أو
تش كيل ق در مش رتك منه ،وتعين الطريقة اليت تظهر فيها أنفس نا يف ذات كلية ،وتعد بالنس بة
نوع ا من املعادلة األساس ية اليت تق رر -بطريقة إجيابية أو س لبية – الطريقة اليت
لكل ف رد منا ً
ننتسب هبا إيل مجاعتنا والعامل بصفة عامة))4( .
مفهوم الثقافة :
مفهوم (الثقافة) هو من املفاهيم امللتبسة يف كل اللغات ألنه يراد التعبري بكلمة واحدة
(?) انظر :اهلوية الثقافية العربية يف عامل متغري ,حممد إبراهيم عيد ،ص .110 1
(?) انظر :مفهوم العوملة وعالقته باهلوية ,إمساعيل الفقي ،ص .205 2
(?) انظر :الثقافة واهلوية (إشكالية املفاهيم والعالقة) ,شهيب عادل ,ص .2 3
(?) انظر :دور الرتبية يف مواجهة تداعيات العوملة على اهلوية الثقافية ،محدي حسن احملروقي ,ص .164 4
5
عن مض مون ش ديد ال رتكيب والتعقيد والتن وع والعمق واالتس اع ويض اعف االلتب اس أن علم
الثقافة واالنثروبولوجيا الثقافية وعلم اجتم اع املعرفة وعلم الربجمة العص بية اللغوي ة ،ما زالت
تُ درس على نط اق ض يق كتخصص ات فردية ومل تص بح من العل وم اليت يقرأها كل الدارسني
كالفيزي اء واجلغرافيا والكيمي اء والت اريخ ل ذلك ظل معظم الن اس ال يعرف ون احلق ائق اهلامة اليت
توصلت إليها العلوم اإلنسانية)1(.
ان ع دة ,من أبرزها ق ول ابن منظ ور ( :احلذق والثقافة يف اللغة العربية تطلق على مع ٍ
والفهم وسرعة التعلم))2( .
ويقول فريد وجدي ( :ثقف يثقف ثقافة :فطن وحذق ,وثقف العلم يف أسرع مدة
أي :أس رع أخ ذه ,وثقفه يثقفه ثقف اً :غلبه يف احلذق ,والثقيف :احلاذق الفطن) ,
والقواميس احلديثة تقول ( :ثقف ثقافة :صار حاذق اً خفيف اً ,وثقف الكالم فهمه بسرعة) ,
ويف ه ذه النص وص من التش ابه ماي دعونا إىل أن نع دها نس خاً مك ررة نقل بعض ها من بعض.
()3
وأبرز التعريفات الغربية للثقافة الذي تردد صداه لدى الغربيني مث لدى العرب كثرياً هو
تعريف (ادوارد تايلر) عام 1871م يف كتابه (الثقافة البدائية) الذي يقول فيه ( :ذلك الكل
املركب – بعض الرتمجات تق ول املعقد – ال ذي يضم املعرفة ,واملعتق دات ,والفن ,
واألخالق ,والقانون ,والتقاليد ,وكل العادات والقدرات اليت يكتسبها اإلنسان من حيث
هو عضو يف جمتمع) ,ويف هذا التعريف عناصر مهمة ,هي :
.1أن قض ايا الثقافة هي القض ايا ذات البُعد اإلنس اين – ال املادي – عقائديًا ,وقيم اً ,
وفنوناً ,ونظماً ,وأعرافاً.
.2أن هذه القضايا تتمثل يف صورة بناء متكامل وليست جزئيات منفصلة عن بعضها.
.3أهنا ليست متيزاً فردي اً لشخص ؛ وإمنا هي اجتماعية ,فالشخص يعيشها يف ظل جمتمع
(?) انظر :الثقافة واهلوية (إشكالية املفاهيم والعالقة) ,شهيب عادل ,ص .4 1
6
أو أمة تعيشها كذلك.
.4أهنا ليست مع ارف نظرية ؛ فلس فة ,أو فك راً جمرداً ,ولكنها حي اة اجتماعية ,وواقع
فكري وسلوكي يتحرك به الناس.
.5أهنا مبجموعها مميزة ألهل ذلك اجملتمع ,أو لتلك األمة عن جمتمع ات وأمم أخ رى ,
وهذا هو الواقع فإن التمايز بني األمم إمنا هو هبذه القضايا :العقائد ,والقيم ,والنظم,
واألعراف ,أي :الثقافة.
وهن اك تعريف ات كث رية للثقافة لكن ه ذا أش هرها ,مث إهنا تك اد تتفق على مض مون
ماذكر يف التعريفات السابقة)1( .
.1إهنا من اكتشاف اإلنسان باعتبارها مكتسبة وليست وراثية أو غريزية ،وباالستناد إىل
ذلك ال ميكن أن جند أية ثقافة لدى احليوان العتم اده على الغري زة ،إذن الثقافة إنس انية
املالمح ،وال جمال لقي ام أي ِة ثقاف ٍة دون الوج ود اإلنس اين ال ذي ينمي ه ذه الثقافة
ويكتسبها عن الغري من خالل تطور حياته االجتماعية فناً وفكراً وسلوكاً .
.2الثقافة تنتقل من جيل آلخ ر ،ومن جمتمع آلخ ر ،من خالل الع ادات والتقاليد والق وانني
واألعراف ،وعملية النقل هذه تتم من خالل التعلم ،مع إضافة كل جيل ملا يكتسبه مما
يطرأ على حياته من قيم ومبادئ وأفكار وسلوكيات جديدة نتيجة لتغري الظروف.
.3الثقافة قابلة للتع ديل والتغري من جيل آلخ ر ،حسب الظ روف اخلاصة بكل مرحل ة،
وميكن لألجيال اجلديدة أن تضيف قيماً ومفاهيم جديدة مل تكن موجودة لدى األجيال
السابقة)2( .
المبحث الثاني
(?) انظر :املثقف العريب بني العصرانية واإلسالمية ومقومات الفاعلية الثقافية للمثقف املسلم ,عبدالرمحن الزنيدي ,ص .14 1
(?) انظر :الثقافة واهلوية (إشكالية املفاهيم والعالقة) ,شهيب عادل ,ص .8 2
7
العالقة بين الهوية والثقافة
مثة عالقة وثيقة بني اهلوية والثقافة ,حبيث يتع ذر الفصل بينهما ,وإذ أن ما من هوية
إال وختتزل ثقافة ,وقد تتع دد الثقاف ات يف اهلوية الواح دة ,كما أنه قد تتن وع اهلوي ات يف
الثقافة الواح دة ,وذلك م ايعرَّب عنه ب التنوع يف إط ار الوح دة ,فقد تنتمي هوية ش عب من
الشعوب إىل ثقافات متعددة ,متتزج عناصرها ,وتتالقح مكوناهتا ,فتتبلور يف هوية واحدة,
وعلى س بيل املث ال ,ف إن اهلوية اإلس المية تتش كل من ثقاف ات الش عوب واألمم اليت دخلها
اإلس الم س واء اعتنقته أو بقيت على عقائ دها اليت ك انت ت ؤمن هبا ,فه ذه الثقاف ات اليت
ام تزجت بالثقافة العربية اإلس المية وتالحقت معها ,العربية اإلس المية ,فهي مجاع هوي ات
األمم والشعوب اليت انضوت حتت لواء احلضارة العربية اإلسالمية ,وهي بذلك هوية إنسانية
,متفتحة ,وغري منغلقة)1( .
والعالقة بني اهلُوية والثقاف ة ،فإهنا تعين عالقة ال ذات باإلنت اج الثق ايف ،وال شك أن أي
إنت اج ثق ايف ال يتم يف غي اب ذات مفك رة ،دون اخلوض يف اجلدال ال ذي ي ذهب إىل أس بقية
ال ذات على موض وع االجتاه العقالين املث ايل ،أو ال ذي جيعل املوض وع أس بق من ال ذات ،وإن
كل ما يف ال ذهن هو نتيجة ما حتمله احلواس وختطه على تلك الص فحة (ذهن اإلنس ان) كما
يذهب لوك ،واالجتاه التجرييب بشكل عام)2( .
المبحث الثالث
حدود الهوية
ي رى ب ارث أن األهم في عملي ة اكتس اب الهوي ة ه و إرادة وض ع ح د بين
"هم"و"نحن" وبالتالي إقامة ما يسميه بـ "الحد" والحف اظ عليه ,وبش كل أدق ،
فإن الحد في الموضوع ينجم عن اتفاق بين ذلك الحد الذي تزعم الجماعة بأنه ا
وضعته لنفسها وبين الحد الذي يريد اآلخرون وضعه لها ,طبعا ً الح د المقص ود
هنا هو الح د االجتم اعي الرم زي ,وإن م ا يفص ل بين مجموع تين عرقي تين-
ثقافيتين ليس االختالف الثقافي كما يتصور الثقافيون خطأ؛ إذ يمكن للجماعة أن
(?) انظر :احلفاظ على اهلوية والثقافة اإلسالمية ,عبدالعزيز التوجيري ,ص.9 1
(?) انظر :الثقافة واهلوية (إشكالية املفاهيم والعالقة) ,شهيب عادل ,ص .6 2
8
تعم ل تمام ا ً وفي كنفه ا ش يء من التعددي ة الثقافية ,ويع ود الس بب في ه ذا
الفصل ،أي وضع " الحد" ،إلى إرادة الجماعة في التم يز واس تخدامها لبعض
السمات الثقافي ة كمح ددات لهويته ا النوعية ,ومن ش أن الجماع ات القريب ة من
بعضها ثقافيا ً أن تع َّد نفسها غريبة تماما ً عن بعض ها بعض ب ل ومتعادي ة حينم ا
تختلف حول عنصر منعزل في المجموعة الثقافية)1( .
إن تحليل بارث يتيح التخلص من الخل ط الش ائع بين "الثقاف ة" و"الهوي ة"
والتطبع بطابع ثقافة معينة ال يقتضي امتالك هوية خاص ة بش كل آلي ,والهوي ة
العرقية-الثقافية تستخدم الثقافة لكنها نادراَ ما تستخدم الثقافة كلها ,ويمكن للثقافة
نفس ها أن تجيَّر بش كل مختل ف ،أي متع ارض في االس تراتيجيات المختلف ة
الكتساب الهوية على عكس قناعة واسعة االنتش ار ،ف إن العالق ات ال تي ت دوم
فترة طويلة بين المجموعات العرقية ال تؤدي بالض رورة إلى اإللغ اء المت درج
لالختالفات الثقافية ,بل غالبا ً م ا تنتظم ه ذه العالق ات بش كل تحاف ظ مع ه على
االختالف الثق افي ب ل أحيان ا ً تزي د ه ذا االختالف عن طري ق لعب ة ال دفاع
(الرمزي) عن حدود الهوية ,ولكن هذا ال يعني أن "الحدود" ال تتبدل)2( .
ويعتبر بارث أن الحد يشكل ف رزاً اجتماعي ا ً يمكن تجدي ده باس تمرار من
خالل التب ادالت ,وك ل تغ ير يص يب الحال ة االقتص ادية أو السياس ية من ش أنه
التس بب في انزياح ات الح دود ,ودراس ة ه ذه االنزياح ات ض رورية إذا رمن ا
تفسير تنوعات الهوية ,وبالت الي ف إن تحلي ل الهوي ة ال يمكن أن يكتفي بمقارب ة
تزامنية ،بل عليه أيضا ً أن يخضع لمقاربة تطورية ,وبالتالي ليس هناك هوية
ثقافية بذاتها لها تعريف ثابت ,وينبغي على التحليل العلمي أن يكف عن زعم ه
في إيجاد تعريف صحيح للهويات الخاصة التي يقوم بدراستها ,والمسألة ليس ت
معرفة من هم "الكورسيكيون "بالفعل على سبيل المثال ،بل هي معرف ة دالل ة
اللجوء إلى اكتساب الهوية "الكورس يكية" ,وإذا اتفقن ا على أن الهوي ة هي بن اء
اجتم اعي ف إن الس ؤال المالئم الوحي د ال ذي يجب طرح ه ه و ":كي ف ولم اذا
وبواس طة من ،وفي وقت م ا وفي س ياق معين حص لت ،واحتف ظ به ا ،أو
أصبحت عرضة للنقاش والجدل ،إحدى الهويات الخاصة")3( .
(?) انظر :مفهوم الثقافة يف العلوم االجتماعية ,دوين كوش ,ترمجة قاسم املقداد ,ص.110 1
(?) انظر :مفهوم الثقافة يف العلوم االجتماعية ,دوين كوش ,ترمجة قاسم املقداد ,,ص.111 2
9
انتهى البحث
وآخر دعوانا الحمد هلل رب العالمين
وصلى اهلل وسلم وبارك على نبينا محمد 5وعلى آله وأصحابه أجمعين.
1435 / 6 / 5ه ـ
10