You are on page 1of 3

‫الدرس الثالث‬

‫العرف كمصدر من مصادر‬


‫القانون في العالم القديم‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -1‬تعريف العرف والسباب التي ادت لظهوره‬
‫‪ -2‬النتائج المترتبة عن ظهور التقاليد العرفية‬

‫‪1‬‬
‫لظهور‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫أ‬ ‫ه‬ ‫دت‬ ‫ا‬ ‫التي‬ ‫سباب‬‫ال‬ ‫‪ -1‬تعريف العرف و‬
‫يقصد بالعرف مجموعة من سلوكيات وتصرفات وسنن وعادات الفراد المتقبلة بالرضا فيما بينهم‪،‬‬
‫أ‬
‫وهي مطردة ومتكررة جرى العمل بها زمنيا مع العتقاد بإلزاميتها‪ ،‬والنصياع لحكامها‪ ،‬والتقيد‬
‫أ‬
‫بمضمونها ك قاعدة قانونية بمرور الوقت(استقرت بين الناس وليست امرا عارضا) ويتعرض كل مخالف‬
‫لها لجزاء‪ ،‬وبهذا المفهوم فالعرف طريق تلقائي لتكوين القانون يستجيب لتطلعات ومتطلبات الحياة في‬
‫الجماعة رغم عدم تدوينه في شكل مك توب‪ ،‬وعدم تدخل مادي من سلطان الدولة‪.‬‬
‫أ‬
‫وبخصوص السباب التي أادت لظهور التقاليد العرفية فهي تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬التغير الذي حصل لمفهوم السلطة والنفصال بين السلطتين الزمنية والدينية‪ ،‬فلم تعد السلطة‬
‫مرتبطة بشخص الحاكم الذي يحكم كإله أاو كواسطة أاو مفوض من اإلله‪ ،‬بل باتت بمثابة وظيفة تسند‬
‫لشخص معين(السلطة الزمنية)‪،‬ودار صراع بين أانصارها أوانصار السلطة الدينية‪ ،‬وانتهى الصراع بسيادة‬
‫السلطة الزمنية(الحكم المدني) على السلطة الدينية (رجال الدين) وهذا ما انعكس على فكرة القانون‪،‬‬
‫فلم يعد مجرد أاحكام دينية إلهية بل باتت أاحكاما نابعة من الواقع الجتماعي المتجدد ‪ ،‬وترجمة إلرادة‬
‫الشعب‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور الطبقة الرستقراطية واحتكارها المعرفة القانونية نتيجة سيطرتها على زمام السلطة‬
‫القتصادية في الدولة ‪ ،‬وهذا ك تحصيل لضعف سلطة الملوك بسبب فساد نظام تولية العرش من جهة‬
‫ومن جهة أاخرى تولية حكام ضعفاء مع اتساع رقعة الدولة‪ ،‬مع جهل الطبقة العامة وانحسار وجودها‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫بتحصيل لقمة العيش‪ ،‬المر الذي أادى بالتدريج لتركيز السلطة في يد الشراف وانحسار دور رجال الدين‬
‫في الحكم ‪ ،‬كما احتكرت طبقة ال أراسماليين العلم بالقانون وتفسيره وتطبيقه وفقا لمصالحهم‪.‬‬
‫‪ -‬جمود القواعد الدينية وعدم تجددها مع التطور الجتماعي‪ ،‬إذ اتسمت المعتقدات الدينية بصفة‬
‫القدسية‪ ،‬ولم يكن باإلمكان إلغاءها أاو تعديلها‪.‬‬

‫أ‬ ‫‪ -2‬النتائج المترتبة عن ظهور أالتقاليد العرفية‬


‫‪ -‬اتساع جوهر البناء القانوني وتاكيد الطابع الجتماعي للقانون باعتبار ان القواعد القانونية باتت نتاجا‬
‫للضرورات والمتطلبات والحاجات والمتغيرات الجتماعية والقتصادية والسياسية‪ ،‬وتنظم العالقات‬
‫أ‬
‫بين الفراد في المجتمع‪ ،‬وتطبيقها يستهدف تحقيق الضبط الجتماعي بفعالية متماشيا مع خصوصية‬
‫أ‬
‫كل مجتمع‪ ،‬وهذا ادى لعتبار القانون مراة إلرادة الشعب‪ ،‬يجسد اماله وتطلعاته في سياق الزمان‬
‫والمكان‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬الموضوعية في تطبيق القانون على عكس القواعد الدينية التي تتسم بمبدا الشخصية‪ ،‬فالقواعد‬
‫أ‬
‫العرفية تطبق على الجميع دون تمييز وفقا لمبدا المساواة وباعتبارها قواعد عامة ومجردة‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬تغيير هيكلية البنية الداخلية للنظام القانوني‪ ،‬فقد اصبح القانون نظاما اجتماعيا و ليس نظاما دينيا‬
‫أ‬
‫لنفصال القانون عن الدين‪ ،‬كما ظهر القضاء المدني الذي يضطلع به افراد مدنيين (قضاة) مهمتهم‬
‫الفصل في النزاعات المعروضة أامامهم‪ ،‬كما باتت القواعد القانونية علنية وتصدر بشكل رسمي‪ ،‬تعكس‬
‫اإلرادة اإلنسانية ووليدة للواقع الجتماعي وبالتالي يمكن تجديد هذه القواعد وتعديلها وتفسير الغامض‬
‫أ‬
‫منها‪ ،‬وانتقادها‪ ،‬وبذلك كانت العالمات الولى لفكرة التنظير القانوني‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬مرونة القواعد القانونية باعتبارها تاخذ بعين العتبار المتغيرات الجتماعية والقتصادية والثقافية‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫والدينية التي تاثر في طبيعة التفكير إالنساني‪ ،‬وعلى هذا الساس اصبح القانون مراة المجتمع التي‬
‫تعكس اماله و مصالحه‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬وسائل إالثبات باتت تركز على الجانب الظاهري العملي ل اإلثبات بالدلة الغيبية الدينية‪ ،‬وعن طريق‬
‫استعمال التفكير المنطقي والعقلي من خالل الك تابة‪ ،‬المعاينة‪ ،‬شهادة الشهود‪.‬‬
‫‪ -‬نوع الجزاء المترتب عن مخالفة القواعد القانونية ذات المصدر العرفي فقد ظهرت الجزاءات المدنية‬
‫(الدنيوية) التي توقعها السلطة العامة في المجتمع كالعقوبات البدنية‪ ،‬والمالية والغرامة والمصادرة‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ولكن هذا المر لم يلغي تاثير الجزاءات الدينية بشكل أاو باخر‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like