Professional Documents
Culture Documents
المجموعة السابعة - فقه المقارن
المجموعة السابعة - فقه المقارن
يج 66وز أخ 66ذ الح 66الف إلى أش 66رف األم 66اكن ليق 66ع بيمين 66ه فيه 66ا تغليظ 66ا مث 66ل املس 66جد الج 66امع ،ويفض 66ل عن 66د
املنبر.
وق66ال الش66افعي :إذا ك66ان مح66ل اليمين املدين66ة يحل66ف عن66د من66بر رس66ول هللا ﷺ وإن ك66ان مك66ة حل66ف بين
ال66ركن واملق66ام ،أي ركن الحج66ر األس66ود ومق66ام إب6راهيم -علي66ه الس66الم – وعن66ده في ك66ل بل66د يك66ون الحل66ف
عند املنبر.
الفريق األول :الجمهور :مفهوم الحديث يوجب على القاضي القضاء باليمين إن تبين له الحق.
الفريق الثاني :الحنفية :الحديث للندب وال يوجب القضاء باليمين ألن مرجعه إلى تقدير القاضي.
األيمان جمع يمين وأصلها في اللغة اليد اليمين ،وأطلقت على الحلف ،ألنهم كانوا إذا تحالفوا يأخذ ك66ل
واح 66د منهم بيمين ص 66احبه ،وس 66مي العض 66و ب 66اليمين ،لوف 66ور قوت 66ه ق 66ال تع 66الى ":ألخ 66ذنا من 66ه ب 66اليمين" أي
بالقوة.
وملا كان الحلف يؤدي إلى إثبات الحق أو نفيه ،سمي يمينا.
وقيل سمي الحلف يمينا ،ألنها تحفظ الشيء على الحالف كما تحفظه اليد.
أمRRا األيمRRان في االصRRطالح :فهي تحقي66ق أم66ر غ66ير ث66ابت ماض66يا ك66ان أو مس66تقبال ،نفي66ا أو إثبات66ا ،ممكن66ا أو
ممتنعا ،صادقة كانت أو كاذبة ،مع العلم بالحال أو الجهل به.
تحقيق أي إثبات به خرج لغو اليمين ،والحلف في األقضية من غير طلب . .1
أمRRر غRRير ثRRابت مث66ل املتن66ازع علي66ه ،أوال أص66عد في الس66ماء ،فال مع66نى لتحقيق66ه وك66ذلك ك66ل م66ا يتص66ور .2
فيه الحنث ،مثل وهللا ال أموتن.
ماضيا كان أو مستقبال واملاضي كأن يحلف على أمر مضى واملستقبل ه66و تعلي66ق اليمين على ح66دوث .3
فع66 6ل ،أو إض66 6افته إلى أم66 6ر س66 6يقع أو إن وق66 6ع في املس66 6تقبل ،مث66 6ل إن أتى ش66 6هر ك66 6ذا ،أو إن أمط66 6رت
السماء.
ً
.5نفيا أو إثباتا ،ممكنا أو ممتنعا :كأن ينفي عن نفسه الدعوى ،أو يثبت بها حقا. .4
صادقة كانت أو كاذبة :فاأليمان في جملتها ال تخلو من الحالتين. .5
م66 6ع العلم بالح66 6ال أو الجه66 6ل ب66 6ه :العلم ه66 6و اليقين ،كمن حل66 6ف مس66 6تيقنا ص66 6دق يمين66 6ه ،والجه66 6ل .6
باملحلوف عليه ،كشاهد الزور.
استدل على استخالف املدعي واملدعى عليه إلثبات الحق أو نفيه بالكتاب والسنة وإجماع األمة.
ً
أوال :من الكتاب:
َّ
اس َوالل ُه َس ِ 6م ٌيع ص 6ل ُحوا ْبي َن َّ
الن ض ً 6ة َأِل ْي َمن ُك ْم َأ ن َت َب6ُّ 6روا َو َت َّت ُ 6ق وا َو ُت ْ َّ
الل َه ُع ْر َ 6وا ل
6
َ اَل َ ْ َ ُ
ق 66ال هللا تع 66الى( :و تجع .1
ِ ِ ِ
َع ِل ٌ
يم)
ان)بالل ْغو في َأ ْي َمان ُك ْم َو َلكن ُيَؤ اخ ُذ ُكم ب َما َع ْقد ُّت ُم اَأْل ْي َم َ ُ َؤ ُ ُ ُ ُ َّ
وقال هللا تعالى( :الي ِاخذكم هللا .2
ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
ُ َؤ ُ ُ ُ ُ َّ ْ َأ ْ َ ُ ْ َ َ ُ َؤ ُ ُ َ َ َ َ ْ ُ ُ ُ ُ ْ َ َّ
الل ُه َغ ُ6ف ٌ
ور اخ ذكم ِب 6ما كس6بت قل6وبكم و اخ ذكم هللا ب6اللغ ِو ِفي ي 6ما ِنكم ول ِكن ي ِ6 وقال هللا تع6الى( :ال ي ِ6 .3
َح ِل ٌ
يم)
ُ َ َ َ َ َّ ُ َ (و َت ْش َت ُروا ب َع ْهد َ ً َ اًل َّ َ اَل
هللا ُه َو خ ْي ٌر لك ْم ِإ ن ك ُنت ْم ت ْعل ُمون) هللا ث َمنا ق ِلي ِإ ن َما ِعند ِ ِ ِ ِ وقال هللا تعالى: .4
َ َ اًل َأ َّ ين َي ْش َت ُر َ َّ
ون ِب َع ْه ِد الل ِه َو ْي َم ِان ِه ْم ث َم ًنا ق ِلي ) (الذ َ
وقال هللا تعالى ِ .5
في هذه اآليات نهي من هللا سبحانه وتعالى عن اللجوء إلى اليمين ملنع الخير ،أو الحصول على شر.
وق 66د روى عم 66رو بن ش 66عيب عن أبي 66ه عن ج 66ده ق 66ال :ق 66ال رس 66ول هللا ﷺ ال ن 66ذر وال يمين فيم 66ا ال يمل 66ك
ابن آدم ،وال في معص 66ية هللا ،وال في قطعي 66ة رحم ،ومن حل66ف على يمين ف 6رأى غيره 66ا خ66يرا منه 66ا فلي 66دعها
وليأت الذي هو خير فإن تركها كفارتها " رواه أبو داود.
ثانيا من السنة:
عن األش 66عث بن قيس ق 66ال :ك 66ان بي 66ني وبين رج 66ل خص 66ومة في ب 66ئر فاختص 66منا إلى رس 66ول الل 66ه ﷺ ، .1
فقال " :شاهداك أو يمينه" فقلت :إنه إذن يحلف وال يبالي ،فقال :من حلف على يمين يقتطع بها من
امرىء مسلم هو فيها فاجر لقى الله وهو عليه غضبان" متفق عليه.
عن وائل بن حجر قال :جاء رجل من حضرموت ورجل من كن66دة إلى الن6بي ﷺ ل66ه فق66ال الحض66رمي : .2
ي66ا رس66ول هللا :إن ه66ذا ق66د غلب66ني على أرض ك66انت ألبي ،ق66ال الكن66دي :هي أرض في ي66دي أزرعه66ا ليس
ل6ه فيهـا حـق ،فق66ال الن66بي ﷺ للحض6رمي :أل6ك بين66ة؟" ق66ال :ال ،ق66ال :فل6ك يمين6ه" فق6ال :ي6ا رس66ول
هللا :الرج66ل ف66اجر ال يب66الي على م66ا حل66ف علي66ه ،وليس يت66ورع من شيء ق66ال" ليس ل66ك من66ه إال ذل66ك،
ف66انطلق ليحل66ف ،فق66ال رس66ول هللا ﷺ ملا أدب66ر الرج66ل ":أم66ا لئن حل66ف على مال66ه ليأكل66ه ظلم66ا ليلقين
هللا وهو عنه معرض" رواه مسلم والترمذي.
عن ابن عباس -رضي هللا عنهما " -أن النبي ﷺ أقضي باليمين على املدعى عليه" رواه مسلم. .3
هذه األحاديث وغيرها كثيرة تدل على أن اليمين حجة يعمل بها.
ثالثا :اإلجماع
أجم 66ع علم 66اء األم 66ة على ج 66واز بن 66اء حكم القاض ي على يمين املدعى علي 66ه إذا لم تكن بين 66ة وال إق 6رار ،وال
عبرة لكذبه ،ألنه ال مطلع عليه إال هللا -سبحانه وتعالى -فيحاسبه ويأخذه أخذ املغضوب عليهم.
اتفق الفقهاء على أن األيمان تبطل الدعوى على املدعي عليه إذا لم تكن للمدعي بينة.
لكنهم اختلفوا في قب66ول اليمين من املدعي إلى ف66ريقين وس66بب اختالفهم ه66و تفس6يرهم لق66ول الرس66ول
ﷺ" 6البينة 6على 6املدعي 6واليمين 6على 6من 6أنكر" 6وهل 6ذلك 6عام 6في 6كل 6مدعي 6عليه 6ومدع 6أم 6خص
املدعي بالبينة واملدعى عليه باليمين.
الفريRRق األول :الجمه66ور :الحنفي66ة والش66افعية والحنابل66ة :ق66الوا :إن اليمين ح66ق املدعي علي66ه ،فال تثبت
للم 66دعي دع 66وى بيمني 66ه ،وإنم 66ا حق 66ه في إثب 66ات ال 66دعوى ال يك 66ون إال بالبين 66ة إال م 66ا خص 66ه االتف 66اق ،مث 66ل
دعوى التلف في الوديعة وإثباتها.
الفريRRق الثRRاني :وهم املالكي 66ة :وق66د ق 66الوا :يثبت الح 66ق للم 66دعي ب 66اليمين في حال 66ة إنك 66ار املدعي علي66ه ،ألن
املدعي أقوي سببا وشبهة.
الوجه األول :لو طلب املدعي من القاضي تحلي6ف املدعى علي6ه قب6ل إحض6اره للبين66ة حلف6ه القاضي ،ألن
طلب الحلف من املدعى حق له ،وكذلك سواء أكانت بينته قريبة أم بعيدة.
الوجRR Rه الثRR Rاني :ال يج66 6وز للم66 6دعي طلب تحلي66 6ف املدعى علي66 6ه ،ألن في تل66 6ك البيئ66 6ة غني66 6ة عن اليمين فلم
يشرع معها ،وألن البينة أصل واليمين بدل ،فال ُيجمع بين البدل واألصل كالتيمم مع املاء.
أما إن كانت بينة املدعي بعيدة فيقبل منه طلب تحليف املدعي عليه ألن البينة البعيدة كاملعدومة،
ملشقة حضورها ،فيملك طلب استحالفه.
اليمين املش 66روعة ال 66تي ي 66برأ به 66ا املدعى علي 66ه :هي اليمين باهلل في ق 66ول عام 66ة أه 66ل العلم ،ف 66إن اس 66تحلف
قاضيا مدعيا عليه باهلل أجزأه ،ومع هذا فقد زاد مالك والشافعي في صيغة الحلف.
فقال مالك :أحب أن يقول في حلفه :أقسم باهلل الذي ال إله إال هو.
ق6ال ابن املن6ذر :ه66ذا أحب إلى " ألن ابن عب6اس روى أن رس6ول هللا ﷺ اس6تحلف رجال فق6ال ل6ه "ق6ل
وهللا الذي ال إله إال هو ما له عندك شيء" رواه أبو داود.
وفي حديث عمر حين حلف ألبي قال" :وهللا الذي ال إله إال هو إن النخل لتخلي وما ألبي فيها شيء"
وق66ال الش66افعي :إن ك66ان املدعي ب66ه يبل66غ نص66ابا ف66أكثر ،غلظت اليمين فيحل66ف املطل66وب للحل66ف :باهلل
ال 66 6ذي ال إل 66 6ه إال ه 66 6و ع 66 6الم الغيب والش 66 6هادة ال 66 6رحمن ال 66 6رحيم ال 66 6ذي يعلم من الس 66 6ر م 66 6ا يعلم من
العالنية.
قال القاضي :إن هذا في أيمان القسامة خاصة وليس بشرط.
وق 66د ثبت عن الرس 66ول ﷺ وص 66حابته التحلي66ف" اس 66تحلف الن 66بي ﷺ ُركان 66ة بن عب 66د يزي 66د في الطالق
6دي للحض66 6رمي ،حينم66 6ا طلب الثالث فق66 6ال :هللا م66 6ا أردت إال واح66 6دة ؟ اس66 6تحلف الرس66 6ول ﷺ الكنُ 6 6
الحضرمي ،أحلفه وهللا ما يعلم أنها أرضى غصبنيها".
وقال عثمان البن عمر -رضي هللا عنهم " :-تحلف باهلل لقد بعته وما به داء تعلمه"
فالحلف بلفظ الجاللة "هللا" فيه الكفاية ،فوجب أن يكتفى باسمه في اليمين.
أما ما ذكر عن مالك والشافعي فقد قال فيه ابن قدامة :إنه تحكم ال نص فيه وال قياس يقتضيه.
ونق66ول إن الزي66ادة في اليمين على لف66ظ الجالل66ة ال شيء فيه66ا م66ادامت بص66فات متص66لة ب66ه ،ب66ل ك66ل
ص 66فة هللا على الحل 66ف ق 66د ت 66ؤدي فائ 66دة ،وهي زي 66ادة ت 66رهيب الح 66الف خاص 66ة إذا ك 66ان من الع 66وام
والفسقة.
تش66رع اليمين في ح66ق ك66ل م66دعي علي66ه س66واء أك66ان مس66لما ،أو ك66افرا ،ع66دال ،أو فاس66قا ،ام66رأة أو رجال
لقول النبي ﷺ "اليمين على املدعى عليه"6.
عن األش66 6عث بن قيس ق66 6ال :ك66 6ان بي66 6ني وبين رج66 6ل من اليه66 6ود أرض فجح66 6دني ،فقدمت66 6ه إلى الن66 6بي ﷺ
فقال لي رسول هللا" :هل لك بينة ؟ " قلت :ال ،قال لليهودي " :احلف" قلت :إذا يحلف فيذهب بمالي،
آْل َ اًل ُأ َ اَل َ اَل َ َ َأ َّ َّ َ َ ْ َ َ َ
هللا َو ْي َ 6م ِان ِه ْم ث َم ً 6ن6ا ق ِلي ولِئ َك خ َق ل ُه ْم ِفي ا ِ 6خ َر ِة
ف 66أنزل هللا ع 66ز وج 66ل (ِإ ن ال ِذين يش 6ت ُرون ِبع ْ 6ه ِد ِ
اب َأ ِل ٌ
يم) رواه البخاري. نظ ُر َل ْيه ْم َي ْو َم ْال ِق َي َام ِة َواَل ُي َز ِّكيه ْم َو َل ُه ْم َع َذ ٌ
َ اَل ُ َ ِّ ُ ُ ُ ُ َ اَل َ ُ
ِ و يكلمهم هللا و ي ِإ ِ
فإن كان املطلوب للحلف يهوديا قيل له :قل وهللا الذي أن6زل الت6وراة على موسى إن ه6ذا لي وليس
لفالن ،وما عندي شيء لفالن
أم66ا إن ك66ان نص66رانيا قي66ل ل66ه :ق66ل وهللا ال66ذي أن66زل اإلنجي66ل على عيسى م66ا عن66دي شيء لفالن وال
حق له فيما َّادعى.
ويجوز تغليظ اليمين عليهم في اللفظ واملكان والزمان إن كان عندهم مك6ان معين يرهبون6ه ،وك66ذا
في الوقت.
ويق 66ول الخ 66رقي 6:إن األيم 66ان تغل 66ظ على اليه 66ود والنص 66ارى دون املس 66لمين ،ووج 66ه تغليظه 66ا في حقهم م 66ا
رواه أب 66و هري 66رة ق 66ال :ق 66ال رس 66ول هللا ﷺ لليه 66ود" :نش 66دتكم باهلل ال 66ذي أن 66زل الت 66وراة على موس ى م 66ا
تجدون في التوراة على من زنى؟" رواه أبو داود.
إن كان الحالف مجوسيا قال له القاضي :قل وهللا الذي خلقني ورزقني.
وإن كان الح6الف وثني6ا حلف6ه باهلل الواح6د األح6د ،ألن6ه ال يج6وز الحل6ف بغ6ير هللا ،لق6ول الن6بي ﷺ "من
كان حالفا فليحلف باهلل أو ليصمت".
اختل66ف الفقه66اء في تأكي66د الحل66ف باهلل م66ع وج66ود املص66حف ووض66عه في حج66ر الح66الف م66ع الحل66ف باهلل
وعلى كتاب هللا إلى قولين:
ً
القRول األول :ق66ال ابن املن66ذر :لم نج66د أح66دا ي66وجب اليمين باملص66حف ولم يثبت عن رس66ول هللا ﷺ في
اليمين.
القRRول الثRRاني :للش66افعي :ق66ال يج66وز الحل66ف على املص66حف تأكي66دا مث66ل احل66ف باهلل وبكتاب66ه املنزل على
محم66د ﷺ وأحل66ف ب66القرآن الك66ريم ،أو وض66ع القاضي املص66حف في حج66ر الح66الف م66ع الحل66ف باهلل إن
تأك6دت طه6ارة الح6الف ،ك6أن يك6ون الحل6ف بع6د انتهائ6ه من ص6الة مثال أو وض6ع املص6حف أم6ام الح6الف
إن كان قائما.
أنه رأى ابن مازن وهو قاض باليمن في صنعاء يغلظ اليمين باملصحف. .1
وقال في األم "وقد كان من حكام اآلفاق من يستحلف على املصحف وذلك عندي حسن"
وقال القاضي حسين" وهذا التغليظ مستحب إذا ك6ان الح6الف مس6لما ،كم6ا حل6ف الرس6ول -ص6لى
هللا عليه وسلم -اليهود على التوراة والنصارى على اإلنجيل باإلضافة.
وقيل التغليظ باملصحف حسن ألنه يشتمل على كالم هللا تعالى وأسمائه. .2
االعتراض على االستدالل:
إن م66ا فعل66ه حك66ام اآلف66اق من غ66ير دلي66ل وال حج66ة لهم يس66تندون إليه66ا ،وال ي66ترك فع66ل رس66ول هللا .1
ﷺ وأصحابه لفعل من ال حجة لهم.
االعتراض على التغليظ :إن ما ثبت عن رسول هللا ﷺ ال يجب التزامه من غير زيادة ،وال66ذي ثبت .2
هو الحلف باهلل فقط من املسلم.
ويستثى من التغليظ باملصحف :املريض والهرم ،والحائض والنفساء ،فال يغلظ عليهم.
الترجيح.
الذي نراه أن الحالف باهلل مع وجود املصحف على الخيار للقاضي وذلك تبع66ا لح6ال الح66الف وق66د أمرن6ا
بتعظيم كت 66 6اب هللا ألن تعظيم 66 6ه تعظيم هلل ،وفي حض 66 6ور املص 66 6حف ت 66 6رهيب للح 66 6الف وتأكي 66 6د ووع 66 6ظ
وتخوي 66ف ل 66ه ب 66ل أرى في حض 66وره دالل 66ة قريب 66ة للح 66الف على خط 66ر م 66ا ه 66و مطل 66وب إلي 66ه ،كم 66ا ال يخ 66رج
الحلف باملصحف عن الحلف باهلل.
وال يجوز الحلف م6ع حض66ور كتب الس6نة كالبخ66اري ومس6لم ،وه6و من ب6دع الع6وام املحرم6ة وإذ ق6اال مث6ل
هذا قاض وجب عزله.
ومن حلف بالطالق أو بالنبي ،أو األب ،كما هو حال العوام فهو جاهل وارتكب إنما عظيم6ا ،ب6ل ق66ال
العلم66 6اء إن66 6ه من الش66 6رك ألن الحل66 6ف تق66 6ديس وتنزي66 6ه للمحل66 6وف ب66 6ه ،وه66 6ذا ال يك66 6ون إال هلل وح66 6ده -
س66بحانه وتع66الى ومن لج66أ إلى غ66ير الحل66ف باهلل ن66رى أن66ه يجب على الح66اكم تعزي66ره ومطالبت66ه ب66الكف
عنه مع التوبة.
كم66 6ا أن الحل66 6ف عه66 6د بين العب66 6د وخالق66 6ه ،على الص66 6دق واألمان66 6ة والعه66 6د ال يك66 6ون إال م66 6ع من أدرك
أسرار الحالف ،وال مدرك لسره إال هللا -تعالى الذي عظمت أسراره.
ي 66أتي يمين الح 66الف على حس 66ب جواب 66ه ،ف 66إذا ك 66انت ال 66دعوى قائم 66ة على غص 66ب املدعى علي 66ه ولم يق 66ر
الغاصب ،أو نفى الغصب ،بأن قال ما غصبتك ،أو ما غصبت ماال لك.
وفي جحد الوديعة إذا لم يقر بها ،حلف :وهللا ما أودعتني شيئ
وفي نكران الفرض حلف وهللا ما اقترضت منك شيئا.
ويكتفي من املدعى علي66ه التعميم في الحل66ف ،ك66أن يق66ول :وهللا م66ا ل66ك على ح66ق ،أو وهللا ال تس66تحق
علي ش 66يئا ،أو وهللا ال تس 66تحق على م 66ا ادعيت 66ه وال ش 66يئا من 66ه ،فك 66ل ه 66ذا ك 66ان جواب 66ا ص 66حيحا ،وال
يكلف الجواب املفصل ألنه من الجائز أنه قد رد ما أخذه.
وال يقبل من املدعي عليه اليمين إال إذا طلبه منه القاضي أو من وقع عليه أمر الفصل بينهما.
إن أقر املدعى عليه بحق مالي للمدعي ال يجوز له الرج66وع عن إق6راره وق6د أجم6ع الفقه6اء على ع6دم قب66ول
رج66وع املق66ر عن إق 6راره املالي أو ال66ذي تعل66ق ب66ه ح66ق العب66د وق66د ذكرن66ا في اإلق 6رار أن املق66ر بالزن66ا يج66وز ل66ه
الرجوع عن إقراره بإجم66اع الفقه6اء ،أم6ا الرج6وع عن اإلق6رار في ب6اقي الح6دود ففي66ه خالف فمنهم م6ا قاس6ه
على اإلقرار بالزنا ،فأجازه ،ومنهم من قال بعدم قبول رجوعه ،ألنه ال دليل عليه.
أجمع الفقهاء على أن الوكالة ال تدخل اليمين وال يقبل الحلف من أحد من غيره.
فل66و ك66ان املدعي علي66ه ص66غيرا أو مجنون66ا لم يحل66ف عن66ه ولي66ه ،ويتوق66ف الحكم ح66تى يبل66غ الص66بي ويعق66ل
املجنون ،ولم يحلف عنه وليه .
أم66 6ا ل66 6و ادعى األب حق66 6ا البن66 6ه الص66 6غير ،أو ادع66 6اه الوص ي أو األمين ،ف66 6أنكر املدعى علي66 6ه -الص66 6غير
واملوص ى علي 66 6ه -حكم بق 66 6ول املدعي م 66 6ع يمني 66 6ه ،وتملك 66 6ه الص 66 6غير واملوص ى علي 66 6ه لقل 66 6ة إدراكهم 66 6ا
ملصلحتهما.
واس66تثنى من ه66ذا التوق66ف وع66دم قب66ول النياب66ة ،م66ا ادعى علي66ه على العب66د من حق66وق مالي66ة ك66إتالف
مال ،أو جريمة أوجبت حقا ماليا فال يحلف العبد بح6ال ،ألن الخص6م ه6و الس6يد واليمين علي6ه ألن6ه
مسئول عن كل ما يرتكبه العبد بسبب حقوق مالية وهو الغارم.
الرأي األول :ألبي حنيفة واإلمام أحمد :إذا امتنع من توجهت عليه اليمين عن الحلف فهو ناك6ل ،لكنهم
اختلفوا هل يحكم القاضي بالنكول في الحال أم يمهله على وجهين:
الوجRRه األول :أن66ه ال يمه66ل ،ف66إن ق66ال م66ا أري66د أن أحل66ف أو س66كت املدعي علي66ه ولم ي66ذكر ش66يئا ،نظ66ر في
ُ
امل َّد َعي ،فإن كان ماال ونكل املدعى عليه ال ت6رد اليمين على املدعي ،وي6دفع إلي6ه حق66ه ،ق6ال اإلم66ام أحم6د :
أن66 6ا ال أرى رد اليمين على املدعي ،إن امتن66 6ع عن اليمين املدعي علي66 6ه ،وي66 6دفع الح66 6ق إلى املدعي في الح66 6ال
بنكول املدعي عليه .
الوج RRه الث RRاني :قي 66ل إن الح 66الف إذا لم يحل 66ف ال يك 66ون ذل 66ك من 66ه نك 66وال إال بع 66د إمهال 66ه قليال ثم يطلب
اليمين من 66ه ،ألن 66ه ربم 66ا ت 66ورع عن اليمين م 66ع علم 66ه بص 66دقه .واس 66تدل ه 66ؤالء على ع 66دم تحلي 66ف املدعي
وتسليمه املدعى بعد نكول املدعي عليه بما ثبت عن رسول هللا ﷺ.
قال رسول هللا ﷺ "ال البينة على املدعي ،واليمين على املدعى عليه".
فجعل ﷺ جنس اليمين في جانب املدعي عليه كما جعل جنس البيئة في جانب املدعي.
وروى أحمد قدم ابن عمر إلى عثمان في عبد ،باعه ،فقال له عثمان احلف أن6ك م6ا بعت6ه و ب6ه عيب
علمته فأبى ابن عمر أن يحلف فرد العبد عليه ،ولم يرد اليمين على املدعي
الRرأي الثRRاني :لإلم66ام مال66ك :يق66ول ب66رد اليمين على املدعي في الحق66وق املالي66ة :إذا لم يحل66ف املدعى علي66ه،
وهذا ما عليه أهل املدينة.
ً
وذل66ك في الحق66وق املالي66ة خاص66ة ،ومث6ل ذل66ك :أن يرف66ع رج66ل دع66وى ملكي66ة س66يارة (مثال) على رج66ل آخ66ر،
وال بين 66ة للم 66دعي ش 66هود -فوجه 66ه الح 66اكم الحل 66ف إلى املدعي علي 66ه ف 66امتنع ،فال يحكم القاض ي للم 66دعي
بملكي 66ة الس 66يارة ح 66تى ي 66رد اليمين علي 66ه ،فيحل 66ف املدعي ب 66أن يق 66ول :وهللا الس 66يارة مح 66ل ال 66دعوى ملكي،
وبهذا يحكم له القاضي بأخذ الحق.
ال Rرأي الث RRالث :للش 66افعي :وه 66و متف 66ق م 66ع اإلم 66ام مال 66ك ،ومح 66ل الخالف بينهم 66ا أن رد اليمين على املدعي
يكون في جميع الدعاوى من غير تفرقة بين الحقوق املالية والحقوق غير املالية.
فيق66ول الش66افعية :للقاضي رد اليمين على املدعي في جمي66ع ال66دعاوى ،ف66إن رده66ا وحل66ف املدعي حكم ل66ه
بما ادعاه.
واستدل مالك والشافعي على رد اليمين على املدعي بعد نكول املدعي عليه بما يأتي:
روى نافع عن ابن عمر رضي هللا عنهما -أن النبي رد اليمين على طالب الحق" رواه الدار قطني. .1
أن نك 66 6ول املدعي علي 66 6ه ليس دليال على ص 66 6دق املدعي ،وال ق 66 6وة لحق 66 6ه ،فتش 66 6رع اليمين في حق 66 6ه .2
كاملدعي عليه قبل نكوله ،وكاملدعي إذا شهد له شاهد واحد مع يمينه.
أن النك 66ول ق 66د يك 66ون لجه 66ل املدعى علي 66ه بالح 66ل أو تورع 66ه عن الحل 66ف ،أو ترفع 66ا عنه 66ا م 66ع علم 66ه .3
بص 66دقه في إنك 66اره لل 66دعوى وال يتعين بنكول 66ه ص 66دق املدعى ،فال يج 66وز الحكم ل 66ه من غ 66ير دلي 66ل،
فإذا حلف كانت يمينه دليال عند عدم ما هو أقوى منهما – البينة.-
النكول في الحدود:
ال حكم في الح66دود ب66النكول ألنه66ا ت66درأ بالش66بهة ،ف66إذا لم تكن بين 66ة وال إق 6رار درأ الح66د عن املدعي علي66ه،
فإن كان املدعي قذفا حد املدعي.
أما القصاص فاختلف فيه العلماء في الحكم بالنكول إلى ثالثة أقوال:
األول :ألبي حنيف66ة يقضى ب66النكول في القص66اص فيم66ا دون النفس وذل66ك في األرش ،ألن66ه في أك66ثر أحوال66ه
يوجب الفدية ،وهي مال.
الث RRاني :لإلم 66ام مال 66ك وأبي ويوس 66ف ومحم 66د ورواي 66ة عن أحم 66د :ال يقض ى في القص 66اص ب 66النكول س 66واء
أكان القصاص في النفس أو الطرف ويخلى سبيله ألنه لم يثبت عليه حجة ،ويخلى س66بيله ألن66ه لم يثبت
عليه حجة ،وفائدة اليمين الردع والزجر.
الثالث :للش66افعية ورواي66ة عن أحم66د ،وفي66ه يقضى في القص66اص مطلق66ا ب66النكول عن اليمين ،ألن اليمين
محل البيئة ،فإن نكل عنها أثبت على نفسه الحق كما لو كان بالبينة.
وفي هذا :ذكر أصحاب الشافعي وجهين :في عمل القاضي مع من امتنع عن اليمين.
الوجه الثاني :يحبس حتى يقر ،أو يحلف ،وذلك إذا كانت قرائن تشير إلى أنه هو الجاني.
خامسا :القضاء بالشاهد واليمين.
القض 66اء بالش 66اهد م 66ع اليمين :ه 66و أن تك 66ون بين 66ة املدعي من ش 66اهد واح 66د ،فيحل 66ف املدعي على ص 66حة
دعواه ،على أن يكون حلفه بدل الشاهد الثاني وذلك في األموال فقط.
فإذا كانت بينة املدعي هكذا فهي يحكم له الحاكم بيمينه مع الشاهد أم ال؟
الجمهRRور :الخلف66اء األربع66ة وأك66ثر أه66ل العلم ومال66ك والش66افعي وأحم66د :ق66الوا :يثبت املال ملدعي66ه بش66اهد
ً
ويمين ،فإن أحضر املدعي شاهدا واحدا حلفه القاضي ،وحكم له.
ّ
ال RRدليل :روى س 66هل عن أبي 66ه عن أبي هري 66رة رض ي الل66ه عن 66ه ق 66ال " :قض ى رس 66ول هللا ﷺ ب 66اليمين م 66ع
الشاهد الواحد" رواه األربعة.
وقRRالوا :إن اليمين تش66رع في ح66ق من ق66وى جانب66ه وظه66ر ص66دقه ،ول66ذا ش66رعت في ح66ق املدعى علي66ه ،ألن66ه
صاحب اليد واملدعى هنا قوي حقه بالشاهد ،فوجب أن تشرع اليمين في جانبه.
اعترض على الحديث بأن الترمذي قال إنه حسن غريب.
ويج 66 6اب على االع 66 6تراض بأن 66 6ه حس 66 6نه ،كم 66 6ا أن 66 6ه روي من ط 66 6رق ع 66 6دة عن ابن عب 66 6اس ،وعلي ،وج 66 6ابر،
ومسروق ،وقال النسائي :إسناد ابن عباس في اليمين مع الشاهد ،اسناد جيد.
واعترض على القياس :بأنه زيادة على النص ،وال تصح الزيادة على النص.
الق RRول الث RRاني :ألص 66حاب ال 6رأي -الحنفي 66ة -والنخعي والش 66عبي ،واألوزاعي ،وعن 66دهم اليقض ى بالش 66اهد
واليمين.
اعترض الجمهور على استدالل أهل الرأي باآلية على عدم الحكم بيمين املدعي م66ع الش66اهد ،ب66دعوى أن
ال حجة لهم في اآلية ،ألنها دلت على مش6روعية الش6اهدين ،والش6اهد واملرأتين والحكم بالش6اهد واليمين
ال يمنع الحكم بالشاهدين.
كم66ا أن اآلي66ة ت66دل على من يتحم66ل الش66هادة وال ت66دل على األداء وله66ذا ق66ال ":أن تض66ل إح66داهما فت66ذكر
إحداهما األخرى" والنزاع في األداء".
املودع إذا
أمRRا الوجRRه الثRRاني :بأن66ه ل66و ك66ان ص66حيحا فه66و ليس للحص66ر ،ب66دليل أن اليمين تش66رع في ح66ق ِ
ادعى رد الوديع 66 6ة أو تلفه 66 6ا ،كم 66 6ا يش 66 6رع في ح 66 6ق األمن 66 6اء لظه 66 6ور جن 66 6ايتهم وتش 66 6رع في ح 66 6ق املالعن ،وفي
القسامة ،وتشرع في حق البائع واملشتري إذا اختلفا في الثمن والسلعة قائمة.
أمRRا قRRول محمRRد بن الحسRRن :بأن66ه ينقض قض66اء من قضى بالش66اهد واليمين ،يتض66من الق66ول بنقض م66ا
َ َ اَل َ َ ّ َ اَل
6ك ُيْؤ ِم ُ6ن6ون َح َّتى ثبت بقضاء رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،والخلفاء ،وقد قال هللا تع6الى ( :-ف ور ِب
ّ َ وك ف َيما َش َج َر َب ْي َن ُه ْم ُث َّم اَل َيج ُدوا في َأ ُنفسه ْم َح َر ًجا ّم َّما َق َ
ض ْي َت َو ُي َس ِل ُموا ت ْسِ 6ل ْي ًما) فال ع6برة ملا قال6ه ُ َ ّ َ
ِ ِ ِ ِ ِ يح ِك ُم ِ
محمد بن الحسن.
وله66ذا أرى رجح66ان م66ا ذهب إلي 66ه أه 66ل ال 6رأي وذل66ك لنص اآلي 66ة على الحكم للم 66دعي بالش66اهدين ،أو
الش66 6 6 6اهد ومع66 6 6 6ه ام6 6 6 6رأتين ،أم66 6 6 6ا األح66 6 6 6اديث ال66 6 6 6تي اس66 6 6 6تند إليه66 6 6 6ا املج66 6 6 6وزون واملانعون ،فال تخل66 6 6 6و
من مقال في سندها.
وعلي 66 6ه ال يقب 66 6ل القض 66 6اء بالش 66 6اهد الواح 66 6د م 66 6ع يمين املدعي ،وال 66 6ذهاب إلى تقري 66 6ر َ
املدعى علي 66 6ه ،أو
ّ ّ
الل6ه علي66ه وس66لم ق66ال للحض66رمي "أل66ك بين66ة؟" ق66ال :ال،
الل6ه ص66لى 6 تحليف66ه أوال ،وق66د ثبت أن رس66ول 6
قال" :فلك يمينه"
والبينة املرادة :شاهدان ،أو شاهد وامرأتان ،كما ورد النص على ذلك.
ّٰ
والله أعلم