Professional Documents
Culture Documents
حمدة الحكماني 122693
حمدة الحكماني 122693
كلية التربية
:بحث بعنوان
1
نموذج تقييم البحث
20 المجموع
إذا ثبت بأن البحث مسروق عن االنترنت أو غيره ترصد للطالب صفر عالمة مالحظة
2
الملخص
3
مقدمة
بسم هللا الرحمن الرحيم
.الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه الى يوم الدين
أما بعد ،فإن دين اإلسالم قد اوجب اإلحسان إلى جميع الناس ،بل الى جميع الكائنات الحية ،قال
تعالى( :وأحسنوا إن هللا يحب المحسنين)
عندما هاجر الرسول صلى هللا عليه وسلم الى المدينة المنورة ،كان يسكن المدينة قبيلتان عربيتان
وهما :األوس والخزرج ،وكان يسكن معهما ثالث قبائل يهودية وهي قبيلة قينقاع ،وبني النضير،
وبني قريظة ،وكان هؤالء اليهود 9قد جاؤوا 9الى المدينة بسبب اضطهاد الدولة الرومانية لهم بعد
ان اعتنقت الدولة الديانة النصرانية ،وبسبب اعتقادهم ان سيظهر نبي تكون هجرته الى المدينة
كما ورد في كتبهم ،وقد عقد النبي عهدا مع كل قبيلة مقتضاه ترك الحرب واالذى 9بينه وبينهم)2( .
خطة البحث:
مقدمة
التمهيد
الخاتمة
4
تمهيد
5
المبحث االول :التعامل االجتماعي والديني مع اليهود
المطلب األول :التعامل االجتماعي مع اليهود
بالرغم من االختالف العقائدي بين المسلمين واليهود 9وبالرغم مما يشوب هذه العالقات من التوتر
بين الحين واآلخر فإن ذلك لم يمنع من وجود 9تفاعل اجتماعي بين المسلمين واليهود 9خاصة في
،المراحل األولى بعد الهجرة النبوية ،وقد تمثل هذا التفاعل في صور 9عديدة منها
أباحت الشريعة اإلسالمية التزوج من اليهوديات ،بل نجد الرسول 9صلى هللا عليه وسلم تزوج من
نساء اليهود وأصبحن بزواجهن منه واسالمهن أمهات للمؤمنين ،ففي زواجه بجويريه بنت
الحارث رضي 9هللا عنها ،التي كانت من االسيرات في غزوة بني المصطلق 9،فأراد الرسول أكرام
هذا الصنف من النساء فساوى بينهن وبين الحرائر ،وضرب لناس أروع األمثلة على سماحة
()1
اإلسالم.
:ومن السنة نجد فعل النبي صلى هللا عليه وسلم مع اليهود ومن ذلك
دعوة بعض اليهود النبي صلى هللا عليه وسلم إلى الطعام فأجاب دعوتهم ،كما اكل النبي صلى هللا
()3
عليه وسلم من شاة اهدتها له احدى نساء خيبر.
روى محمد بن الحسن في كتاب اآلثار :أخبرنا أبو حنيفة عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن
صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَقَا َل لَنَا“ :قوموا بنا نَعُو ُد جارنا ْاليهو ِدي”9. ابيه قالُ ( :كنَّا ُجلُوسًا ِع ْن َد النَّبِ ِّي َ -
ت، ث َمرَّا ٍ ض َعلَ ْي ِه ال َّشهَا َدتَي ِْن ،ثَاَل َ قَا َل :فََأتَ ْينَاهُ ،فَقَا َل لَهُ عليه السالمَ “ :ك ْيفَ َأ ْنتَ يَا فُاَل نُ ؟” ،ثُ َّم ع ََر َ
ق بِي نَ َس َمةً ِم ْن ال -عليه السالمْ :-ال َح ْم ُد هَّلِل ِ الَّ ِذي َأ ْعتَ َ ال لَهُ َأبُوهُ فِي الثَّالِثَ ِة :يَا بُنَ َّ
ي ا ْشهَ ْد .فَ َش ِهدَ ،فَقَ َ فَقَ َ
()4
ار).النَّ ِ
6
التحية بين المسلمين واليهود:
إن بعض اليهود 9يحيون الرسول والمس9لمين بق9ولهم الس9ام عليكم ،وهي كلم9ة بذيئ9ة تحم9ل مع9اني
فاسدة ،فهي تأتي بمعنى السام أي انه99ا دع99اء بالس99ام 9من ال99دين وأيض9ا 9ت99أتي بمع99نى الم99وت ،فهي
دعاء بالموت لرسول 9هللا والمسلمين .ولذا فقد كانت وصية الن99بي أال يب99دأ المس99لمون بالس99الم على
اليهود ،فقال( :ال تبدؤوا اليهود والنصارى بالس99الم) ،وجع99ل رد تحيتهم ب99القول وعليكم( :إذا س99لم
()1
عليكم أهل الكتاب فقولوا 9وعليكم).
وتعكس هذه األحاديث مدى التسامح الذي حضي به اليه99ود في المدين99ة ،على ال99رغم من إس99اءتهم
لنبي ودعائهم 9عليه وعلى المسلمين بالهالك إال أنه كان يأمر أصحابه بعدم التعرض لهم بس99وء أو
()2
الفحش لهم ولكن االكتفاء بقول (وعليكم).
من حق المحتاج من أهل الذم99ة ان يأخ99ذ من بيت م99ال المس99لمين م99ا يس99د حاجت99ه ،أج99از اإلس99الم
الصدقة على غير المسلمين من غير عنصرية وال تمييز .فتصدق 9النبي صلى هللا عليه وس99لم على
()3
أسرة يهودية ،وتبرع 9بصدقه جارية على أحد بيوت اليهود.
كان اليهود يؤمنون بعدل الرسول ،فيأتون إليه لكي يقضي بينهم ،فج99اء لرس99ول 9بن99و النض99ير 9وهم
كانوا يأخذون دية كاملة عن قتالهم لقوتهم وشرفهم 9،وبنو قريظة كانوا يأخذون نصف الدية فجعل
()4
الرسول الدية سواء.
حرية األعتقاد:
لقوله سبحانه وتعالى( :اَل ِإ ْك َراهَ فِي الدِّي ِن ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّ ْش ُد ِمنَ ْالغ ِّ
()5
َي)
()6
وكذلك قد كفلت وثيقة المدينة الحرية الدينية لليهود (فلليهود دينهم 9وللمسلمين دينهم).
7
الدعوة الى اإلسالم:
هناك وسائل نص عليها القرآن الكريم في دعوة اليهود الى االسالم ،ومن هذه الوسائل:
كان النبي يوصي 9أصحابه بعدم التعرض لليهود وغيرهم من اهل العهد والذمة ما داموا محافظين
()2
على العهد مع المسلمين .قال رسول 9هللا :من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة.
تكشف الروايات التاريخية عن الكثير من المعامالت االقتصادية بين المسلمين واليهود ،ومن ذل99ك
البيع والش9راء ،فق9د روي 9ان علي رض9ي هللا عن9ه اش9ترى دقيق9ا من يه9ودي 9بس9وق ب9ني قينق9اع،
وشراء النبي شعيرا 9من يهودي 9بالرهن .وأيضا من هذه المعامالت ممارسة المسلمين التج99ارة في
سوق بني قينقاع ،كما روي عن عثمان رضي 9هللا عنه عن تجارته بالتمر في سوق بني قينقاع بعد
هجرته الى المدينة .وكذلك ما اشارت ل9ه العدي9د من الرواي9ات من اق9تراض المس9لمين من اليه9ود
()3
البضائع واألموال ،فقد روي ان النبي رهن درعه عند يهودي 9بثالثين صاعا من الشعير.
8
إجراءات النبي لتحرير اقتصاد المدينة:
بسبب سيطرة اليهود على اقتصاد 9المدينة وابتزازهم 9األموال من المسلمين وتوجيههم جميع
النشاطات االقتصادية في المدينة بما يضمن خدمة مصالحهم 9الشخصية وزيادة ثرائهم على
حساب فقر المسلمين ،اتخذ الرسول العديد من اإلجراءات لتحرير اقتصاد 9المدينة من السيطرة
اليهودية ،والعمل على انعاش اقتصاد 9المسلمين.
اتخاذ سوق بديل ،عن سوق بني قينقاع يحررهم من احتكار اليهود وسيطرتهم 9،فأتخذ -1
للمسلمين سوق جديد غرب المسجد النبوي ثم قال( :هذا سوقكم 9فال يضيق 9وال يؤخذ منه
خراج) ،النبي جعل هذا السوق صدقة على المسلمين ونهى ان يؤخذ منهم فيه خراج ،مما
زاد من اقبال الناس عليه وانصرافهم عن سوق 9بني قينقاع.
تنظيم المعامالت التجارية وفق 9قواعد جديدة على أسس الشريعة اإلسالمية ،وذلك يظهر -2
من األحاديث الكثيرة في باب البيوع .تنظم المعامالت التجارية من خالل مراقبة األسعار
وتحديدها ،ومنع االحتكار وتحريم 9الغش والنهي عن الربا ،ومنع بيع الثمار حتى يبدوا
صالحها وتنظيم 9أمور المكاييل والموازين.
تنشيط المسلمين في المجاالت االقتصادية المتعددة ،وخاصة في المجال الزراعي ومن -3
ذلك ان من احيا ارضا فهي له .وفي المجال التجاري 9افاد المهاجرون من خبرتهم9
()1
التجارية التي اشتهر بها اهل مكة وبرع عدد منهم في التجارة ومنهم عثمان بن عفان.
ان اجالء اليهود عن المدينة تسبب في إثراء اقتصاد المدينة ،بسبب النجاحات البارزة التي حققها
()2
المهاجرون القرشيون في مجال التجارة ،وانتقال أراضي اليهود وممتلكاتهم الى المسلمين.
9
المبحث الثاني :التعامل العسكري مع اليهود
المطلب األول :غزوة بني النضير
أن النبي صلى هللا عليه وسلم لما قدم الى المدينة عاهده بنو النضير على ان ال يقاتلوه وال يقاتلوا
معه ،قبل الرسول صلى هللا عليه وسلم ذلك منهم وعلى الرغم من وجود هذا التفاهم على التعايش
السلمي ،اال ان بعض علماء وزعماء بنو النضير كانوا يضمرون العداء لرسول هللا ولجماعة
المسلمين)1( .
أوال :نقض بنو النضير العهود ومنها التي تحتم عليهم ان ال يؤووا 9عدوا للمسلمين ،ولم يكتفوا
بهذا بل أرشدوا 9أبا سفيان بن حرب ودلوه ونصروه بالمعلومة حين قدم في مئتي راكب لحرب
المسلمين ،كما ان سيدهم سالم بن مشكم استضافه وفتح له حصنه ،فبعث أبو سفيان رجاال من
فرسانه فعاثوا فسادا 9في بعض نخيل المدينة وقتلوا 9رجال من األنصار 9وحليفا لرسول 9صلى هللا
عليه وسلم)2( .
فما ان علم بهم الرسول صلى هللا عليه وسلم حتى سار في طلبهم فبلغ قرقرة الكدر ولكن القوم
فاتوه بعد ان تخففوا مما كانوا يحملون من ازواد السويق 9.فسميت غزوة السويق)3( .
ثانيا :محاولتهم اغتيال الرسول صلى هللا عليه وسلم ،عندما خرج الرسول الى ديار بني النضير
يستعينهم في دية القتيلين من بني عامر الذين قتلهم عمرو بن امية الضمري 9لجهله بجوار 9الرسول
لهما ،وكان بين بني النضير وبني عامر عقد وحلف ،فلما اتاهم الرسول 9يستعينهم في دية القتيلين،
قالوا :نعم نعينك على ذلك ،ثم خال بعضهم ببعض ،فقالوا :إنكم لن تجدوا 9الرجل على مثل حاله
هذه ،ورسول 9هللا كان قاعد الى جنب ديار من بيوتهم ،فمن رجل يعلو هذا البيت فيلقي عليه
الصخرة ،فقال احدهم :انا لذلك ،فصعد 9ليلقي الصخرة على رسول هللا ،ورسول هللا كان في نفر
من أصحابه ،فيهم أبو بكر وعمر وعلي رضوان هللا عليهم ،فجاء الى رسول هللا الخبر من السماء
()4
فقام وخرج راجعا الى المدينة.
10
فأخبر النبي أصحابه بما ارادت بنو النضير ولم ينكر بنو النضير ذلك .فأرسل لهم النبي محمد بن
سلمة وقال :اذهب إلى بني النضير فمرهم 9ان يخرجوا 9من المدينة وال يساكنوني بها وقد اجلتهم
عشرا فمن وجد بعد ذلك ضربت عنقه .وكان رأي رئيسهم 9حيي بن أخطب المقاومة واالعتماد
على المساعدة الخارجية من ابن ابي سلول وبنو قريظة ،وعارضه سالم بن مشكم وحذره من
بناء االمال على وعود ابن ابي ،واخبره ان بني قريظة رفضوا نقض العهد مع المسلمين .لكن
حيي قال :نأبى إال عداوة محمد وقتاله ،قال سالم :هو وهللا جالؤنا عن ارضنا وذهاب أموالنا
وشرفنا 9وقتل مقاتلينا وسبي نسائنا ،ومع هذه المعارضة تغلب رأي حيي وقال له بنو النضير
امرنا ألمرك ولن نخالفك .فأرسل الى رسول هللا يقول :لن نخرج من ديارنا فأصنع 9ما بدا لك.
فنهض النبي لحربهم رغم ان هذه الحرب لم تكن مأمونة العواقب ،لكن النبي قرر 9حربهم مهما
كانت النتائج وانما النصر من عند هللا .فخرج إليهم المسلمون وحاصروا 9حصونهم 9ووقف 9اليهود
فوقها 9يرمون المسلمين بالنبل والحجارة .وأستمر 9الحصار خمسة وعشرين يوم لم يتحرك لنصرة
بني النضير 9أحد .فيئسوا 9وعجزوا عن المقاومة فدب الرعب في قلوبهم فسألوا 9رسول هللا ما
رفضوه من قبل وهو الجالء على ان لهم من أموالهم ما حملت االبل فقبل النبي ما طلبوه ،واخذوا
()1
يتهيأون لرحيل وقاموا بهدم بيوتهم 9وافسدوا 9فيها قبل جالئهم حقدا وغيضا.
وكل ما ترك بنو النضير 9كان فيئا لرسول 9ولكن الرسول لم يستأثر 9به لنفسه وانما جعله دعامة
لبناء اقتصاد 9المجتمع اإلسالمي بالمدينة.
بعد جالء بني النضير لم يبق من يهود المدينة من يعتد به اال بنو قريظة ،وكانوا 9احرص اليهود
على عهد المسلمين لكنهم عندما نقضوه كانوا اخبث من نقض العهد اذ اختاروا 9لذلك أدق ظرف
وأكثره حرجا في تاريخ المسلمين واشتركوا في مؤامرة ضد اإلسالم لو قدر لها ان تتم كما
رسموا لكانت القاضية ولمحي اإلسالم والمسلمون من الوجود .لذلك اختلف مصيرهم 9عن مصير
()2
من سبقهم من من اليهود وكان جزاء خيانتهم يتناسب مع شناعة جريمتهم.
اتفق المؤرخون أن غزوة بني قريظة كانت بعد غزوة االحزاب مباشرة ،بعد ان أقبلت جيوش
األحزاب حتى بلغت المدينة ،فاغتاظوا 9لحصانتها ،وحال الخندق دون التحام الجيوش فكانوا
يتبادلون التراشق بالنبال .فدب اليأس من النصر في قلوب قادة األحزاب بعد ان طال الزمن في
()3
مقابلة حصانة ومنعة المدينة.
11
وبعد ان رأى حيي بن أخطب زعيم بني النضير ،ان جيوش األحزاب صممت على الرجوع،
وعدهم باالتفاق مع بنو قريظة على أن ينقضوا عهدهم مع الرسول ليفتحوا لهم الطريق الجنوبية
لدخول المدينة من جهة اقامتهم 9،سارع حيي بالذهاب إلى كعب بن أسد سيد بني قريظة ليغريه
بنقض عهده مع النبي ،فرفض في البداية ثم ضل حيي يحاوره الى ان اقنعه وسار 9اليهود بوجهة
نظره ،فنقض كعب بن أسد عهده مع النبي ومزق الصحيفة التي كانت بينهم .ولما وصل لرسول
خبر نقضهم العهد ،بعث سعد بن معاذ وسعد بن عبادة في رجال من األنصار فوجدوهم 9على شر
()1
مما بلغ عنهم ،وسبوا 9الرسول وقالوا 9:من رسول 9هللا؟ ال عهد بيننا وبين محمد وال عقد.
وبعد انتهاء حصار 9االحزاب ورجوعهم 9الى ديارهم ،تنفس المسلمون الصعداء وبالتالي فإن
الرسول قد أمر بالعودة الى المدينة ووضع السالح .ما كاد الرسول يستريح من عناء تلك الليلة
حتى جاءه جبريل عليه السالم فقال :يا رسول 9هللا أوضعت السالح وهللا ما وضعناه اخرج إليهم
وأشار الى بني قريظة .فخرج الرسول الى بني قريظة ،وتواصلت أحداث بني قريظة تبعا لغزوة
()2
األحزاب.
فحاصر 9المسلمون بني قريظة اشد الحصار حتى قرروا بنو قريظة عرض المفاوضات مع النبي،
فطرحوا 9على الرسول عدة عروض فرفض 9إال ان ينزلوا 9على حكمه ،فأستسلم يهود بني قريظة
()3
ونزلوا على حكم الرسول ،فأمر بأسرهم وأخرجوا النساء والذراري 9من الحصون.
12