‫الفصل الرابع‬

‫طبيعة التعلم‬
‫التعلم أحد أهم محددات السلوك اإلنساني‪.‬‬
‫محددات السلوك اإلنساني ال تعمل بشكل مستقل‪.‬‬
‫خواص الفرد مثل‪ :‬الدوافع – التعليم – الشخصية تؤثر على االدراك‪.‬‬
‫التعلم‪ :‬إدراك جديد يؤدي لسلوك مختلف ويرتقي بمستوى االدراك لدى الفرد‪.‬‬
‫أي أن العالقة تبادلية بين التعلم واالدراك‪.‬‬
‫تتوقف القدرة على التعلم على‪:‬‬
‫القدرة على إدراك المثيرات بشمول ووضوح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القدرة على استخدام المدركات لتوجيه السلوك‪ ،‬ومن المعلومات الناتجة عن السلوك يحدد الفرد قبول‬ ‫‪‬‬
‫السلوك أو رفضه‪.‬‬
‫ماهية التعلم‬
‫يمكن تعريف التعلم بتعريفات متعددة منها ما يلي‪:‬‬
‫أي تغيير في السلوك ناتج عن مثير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عملية اكتساب الوسائل المساعدة على اشباع الدوافع وتحقيق األهداف ويظهر في صورة حل‬ ‫‪‬‬
‫المشكالت‪.‬‬
‫عملية حيوية ديناميكية تظهر في جميع التغيرات في األنماط السلوكية والمعارف التي تحدث لدى‬ ‫‪‬‬
‫الفرد نتيجة تفاعله مع البيئة المحيطة‪.‬‬
‫كل ما يتصل بعمليات اكتساب كل ما يتصل بعملية اكتساب السلوك والخبرات والتغيرات التي تطرأ‬ ‫‪‬‬
‫عليها‪ ،‬وتظهر نتائج عملية التعلم في جميع أشكال السلوك والنشاط اإلنساني‪.‬‬
‫يمكن تصنيف تعريفات التعلم في ضوء مدخلين أساسيين‪ :‬المدخل التقليدي والمدخل الحديث كما يلي‪:‬‬
‫المدخل التقليدي‪ :‬التعلم هو الميل لالستجابة تحت تأثير الخبرة المكتسبة؛ وفي عملية التعلم يمر الفرد بخبرات‬
‫معينة "خبرة مكتسبة" يترتب عليها ميله لتغيير سلوكه الظاهر‪.‬‬
‫المدخل الحديث‪ :‬أشمل وأعم ألنه يشتمل كل التغييرات التي تطرأ على السلوك الظاهري والسلوك الضمني أو‬
‫الباطن والذي يتمثل في األفكار والميول واالتجاهات والعواطف وخصائص الشخصية‪.‬‬
‫ما الذي يتعلمه اإلنسان؟‬
‫يتعلم اإلنسان كل شيء مثل كل أنماط السلوك الظاهر أو الباطن مثل‪ :‬أنماط التفكير – الدور المنوط به –‬
‫وسائل حل المشكالت – توقعاته حول األدوار المطلوبة من اآلخرين – توقعات اآلخرين للدور المطلوب منه‬
‫– اللغة – الثقافة – اآلراء – المهارات – قيمه – خبراته – اتجاهاته – وأخيرا يتعلم كيف يتعلم‪.‬‬

‫التعلم‬
‫‪Learning‬‬
‫قد يتم خارج التعليم الرسمي من خالل‬
‫البرامج‬
‫التدريبية والتي تؤدي إلى التغيير الدائم في‬
‫السلوك‪،‬‬
‫أو قد يحدث عن طريق التعلم الذاتي أو التعلم‬
‫من خالل تقليد االخرين كاألسرة واألصدقاء‬
‫والزمالء‪.‬‬
‫ويعد عملية فسيولوجية داخلية فردية‬
‫تحدث داخل عقل كل متعلم معتمدة على‬
‫خصائصه وخلفيته العلمية وخبراته‬
‫ومعلوماته‬
‫واستجابته لما يحيط به من مؤثرات طبيعية‬
‫وغير طبيعية تسهم في تشكيل تصوراته‬
‫وثقافته‪.‬‬
‫وتحدث عملية التعلم المتكاملة نتيجة اكتساب‬
‫الفرد المعرفة بنفسه أو عن طريق الغير‪ ،‬ثم‬
‫الخبرة‬
‫المترتبة على استعمال المعرفة وتحدث نتيجة‬
‫اتصال وتفاعل الفرد مع ما حوله من‬
‫مؤثرات ومتغيرات‪.‬‬
‫يعتبر مؤثِر داخلي على سلوك الفرد‬
‫يتكون من جانبين هما‪:‬‬
‫‪ ‬تلقي معلومات جديدة من خالل‬
‫تجربة اجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬انعكاس تلك المعلومات على السلوك‬
‫خاص‬
‫نتيجة‬
‫الفرق بين التعلم والتعليم‬
‫التعليم‬
‫‪Educating‬‬
‫عملية ُمنظ َمة يتم بطريقة رسمية في‬
‫المدارس والجامعات يتم من خاللها إكساب‬
‫الفرد معارف ومعلومات ليس من‬
‫الضروري أن يكون لها تأثير قوي في تغير‬
‫سلوكه بشكل دائم‪ ،‬ويرتبط التعليم بتوفير‬
‫بيئة مناسبة لحدوث التعلم‪.‬‬
‫يمكن أن تتوافق العوامل الخارجية المحيطة بالفرد مع‬
‫احتياجاته النفسية وقدراته العقلية من أجل حدوث التعلم‬
‫وبظهور المدنية وتطورها‪.‬‬
‫وبسبب انشاء المدارس وانتشار المدنية ظهر التحكم في‬
‫المحتوى المقدم للفرد‪ ،‬وتساوى الجميع في اكتساب‬
‫المعارف األساسية في القراءة والحساب والعلوم‪.‬‬
‫يعتبر مؤثِر خارجي على سلوك الفرد‬
‫يتكون من جانب واحد حيث يتوافر فيه تلقي‬
‫معلومات جديدة من خالل تجربة اجتماعية‬
‫فقط‪ .‬وال تنعكس تلك المعلومات على‬
‫السلوك‪.‬‬
‫عام فهو أشمل وأعم من التعلم‬
‫سبب‬
‫خصائص التعلم‬
 ‫يضمن التغير وال يضمن التحسين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يحتاج لفترة زمنية يمر بها الفرد حتى يحدث التغيير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تغيرات سلوك الفرد نتيجة التعلم تتسم باالستمرارية النسبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يستدل على التعلم من السلوك الجديد‪ ،‬أي أن التعلم ليس السلوك في حد ذاته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يحتاج التعلم لدافع بدرجة من القوة كاف لتنشيط إمكانيات الفرد وقدراته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يحدث التعلم نتيجة تفاعل بين الفرد والبيئة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعلم عملية مستمرة وتراكمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنواع التعلم‬
‫تعلم المهارات والعادات‪ :‬مثل المشي والجري والسباحة وأنواع الرياضات المختلفة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعلم المعارف والمعلومات والمعاني‪ :‬مثل اللغة والمعلومات العامة واألسماء واألحداث التاريخية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ويعتمد الفرد على عدة مصادر في تعلم المعارف والمعاني مثل الحواس الخمسة والتنشئة االجتماعية‬
‫وباقي المؤثرات المحيطة به‪.‬‬
‫تعلم السلوك االجتماعي‪ :‬نتيجة للتفاعل مع األفراد المحيطين يتعلم الفرد كيف يؤثر ويتأثر بهم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وكذلك السلوك االجتماعي الذي يساعده على التكيف مع الجماعة المحيطة به‪.‬‬
‫تعلم السلوك المميز للفرد‪ :‬ويعبر عن الصفات التي تميز كل فرد مثل النشاط الحركي واألفكار‬ ‫‪‬‬
‫واآلراء‪.‬‬
‫ال يمكن تحقيق الفصل التام بين األنواع المختلفة للتعلم‪.‬‬
‫مبادئ التعلم‬
‫التدعيم‪ :‬يتحدد السلوك بالنتائج؛ حيث تشجع النتائج اإليجابية على تكرار السلوك‪ ،‬وبالتالي تعد مكافئة‬ ‫‪‬‬
‫السلوك اإليجابي من أساليب الدعم‪.‬‬
‫االكتساب‪ :‬تزيد استجابة الفرد تدريجيا مع تكرار المحاولة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التماثل‪ :‬عندما يتعرض الفرد لمثير جديد يقوم باستدعاء ما تعرض له سابقا من ذاكرته ويقارنه‬ ‫‪‬‬
‫بالمثير الجديد وعند وجود تشابه يقوم بتكرار السلوك السابق‪.‬‬
‫التمايز‪ :‬على عكس الحالة السابقة ففي حالة عدم وجود تشابه قد يظهر سلوكا معاكس عن السابق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫درجة الصعوبة‪ :‬يميل الفرد لتعلم المهارات السهلة نسبيا ثم يتدرج لألصعب حتى يستطيع االستيعاب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وفي حالة الموضوعات المعقدة فإن الفرد يقوم بتجزئتها لمكونات أصغر‪.‬‬

‫نظريات التعلم‬
‫يمكن تقسيم نظريات التعلم لمجموعتين‪ :‬نظرية المثير واالستجابة – نظرية المعرفة ويمكن عرضهما كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫نظرية المثير واالستجابة‪ :‬التعلم هو ارتباط بين المثير واالستجابة الناتجة عنه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نظرية المعرفة‪ :‬تضيف للنظرية السابقة أن الفرد لديه قدرة على استيعاب المواقف الجديدة واكتشاف‬ ‫‪‬‬
‫أوجه التشابه واالختالف مع المواقف السابقة‪ ،‬وبالتالي ال يشترط تكرار نفس االستجابة السابقة‪.‬‬
‫التعلم عالقة بين العوامل البيئية والمعرفية والتوقعية‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة على عملية التعلم‬
‫رغبة الفرد في التعلم واالستفادة من الخبرات السابقة وامكانياته العقلية أو البدنية في االستفادة مما‬ ‫‪‬‬
‫يتعرض له من مواقف‪.‬‬
‫البيئة المحيطة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما سبق تعلمه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدى وضوح وتأثير األشياء موضوع التعلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدى تناسق موضوعات التعلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تأثير الجماعة التي ينتمي لها الفرد أو يريد االنتماء لها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معرفة الفرد لنتائج السلوك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعلم في ضوء مدخل النظم‬
‫يقوم مدخل النظم على أسس ثالثة‪:‬‬
‫كل مكون يعتبر نظام كلي تشتق منه نظم فرعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كل نظام له مدخالت وعمليات ومخرجات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يوجد اعتماد متبادل بين النظم الفرعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نظام التعلم‪:‬‬
‫مدخالت‪ :‬وتتكون من المثيرات تم إدراكها وتفسيرها‪ ،‬أي أن مدخالت نظام التعلم هي مخرجات نظام‬ ‫‪‬‬
‫االدراك‪.‬‬
‫عمليات تشغيل‪ :‬وتتم على عمليات خمسة رئيسية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ o‬العملية األولى‪ :‬اكتشاف السلوك الجديد الذي يجب أن يتجه إليه الفرد للحصول على المزايا‬
‫المتوقعة‪ ،‬وتتم بمعاونة نظام االدراك‪.‬‬
‫‪ o‬العملية الثانية‪ :‬تحليل السلوك الجديد لتحديد المميزات والعيوب والجهود المطلوبة لتحقيقها‪،‬‬
‫وتتم هذه العملية بمعاونة نظام القرارات‪.‬‬
‫‪ o‬العملية الثالثة‪ :‬مراجعة رغبات الفرد وحاجاته من خالل نظام الدوافع‪ ،‬ومراجعة الميول‬
‫واالتجاهات من خالل نظام االتجاهات‪.‬‬
‫‪ o‬العملية الرابعة‪ :‬من خالل نظام الذاكرة يتم استرجاع تجارب التعلم السابقة للتأكد من المزايا‬
‫والعيوب‪.‬‬
‫‪ o‬العملية الخامسة‪ :‬اتخاذ قرار سواء بتعلم سلوك جديد أو االستمرار على السلوك السابق أو‬
‫تعديله‪.‬‬
‫مخرجات‪ :‬بعد كل العمليات السابقة تتكون مخرجات التعلم سواء سلوك ظاهر أو باطن أو معدل‪.‬‬ ‫‪‬‬
 ‫قياس التعلم‬
‫يمكن قياس التعلم من خالل تقدير الفارق بين السلوك ما بعد عملية التعلم والسلوك ما قبل عملية التعلم نتيجة‬
‫الممارسة والخبرة‪.‬‬
‫التطبيقات اإلدارية للتعلم‬
‫أوال‪ :‬توجيه وتغيير السلوك‬
‫توضيح السلوكيات اإليجابية المرغوبة من اإلدارة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التأكد من توافر قدرة ورغبة للتعلم لدى األفراد لتحقيق التحول للسلوك الجديد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بناء جو تعليمي إيجابي يتيح فرص التعلم للعاملين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدعم اإليجابي لألفراد الذين يظهرون سلوكيا مرغوبا‪ ،‬أو سلبيا لألفراد الذين لم ينجزو العمل وفقا‬ ‫‪‬‬
‫للتعليمات الموضحة‪.‬‬
‫تطوير الممارسات التنظيمية بهدف الحفاظ على السلوك الجديد وتهيئة المناخ التنظيمي والثقافة‬ ‫‪‬‬
‫التنظيمية للتشجيع على عملية التعلم المستمر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه ممارسات إدارة الموارد البشرية‬
‫تصميم برامج الحوافز والمكافئات لدعم إيجابيات السلوك الجديد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خلق كوادر بشرية قادرة وراغبة في التعلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تصميم خطط إدارة الموارد البشرية لتكون محفزة ومشجعة على التعلم‪.‬‬ ‫‪‬‬