‫‪ -1‬ما هي الديمقراطية؟‬

‫الديمقراطية‪ :‬هي نظام حكم يعتمد على مشاركة الشعب في صنع القرارات‬

‫السياسية‪ .‬يتم تحقيق ذلك من خالل تنظيم انتخابات دورية الختيار ممثلي‬

‫الشعب‪ ،‬والذين يعملون على تشكيل الحكومة واتخاذ القرارات المهمة‪ .‬ويعتبر‬

‫الديمقراطية نظاماً سياسي ًا يقوم على مجموعة من القيم األساسية مثل حرية‬

‫التعبير والتنازلية والتعددية والتعاون واالحترام المتبادل‪.‬‬

‫تتميز الديمقراطية بالعديد من المزايا والفوائد‪ ،‬على رأسها‪:‬‬

‫‪ -1‬المساواة‪.‬‬

‫‪ -2‬الحرية‪.‬‬

‫‪ -3‬االستقرار‪.‬‬

‫‪ -4‬التطور االقتصادي‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن الديمقراطية تشهد عدة تحديات أيضاً‪ ،‬من بينها‪:‬‬

‫‪ -1‬الفساد‪.‬‬

‫‪ -2‬التعصب والتفاوت‪.‬‬

‫‪ -3‬التصويت غير الفعال‪.‬‬

‫‪ -4‬البطالة‪.‬‬

‫‪ -2‬أين تلتقي الديمقراطية وتفترق مع العلمانية؟‬

‫‪ -1‬التقاء الديمقراطية والعلمانية‬

‫ومن أبرز النقاط التي تجمع الديمقراطية والعلمانية‪:‬‬

‫‪ -1‬حرية التعبير‪ :‬إن حرية التعبير هي قيمة أساسية في الديمقراطية‬

‫والعلمانية‪ ،‬حيث يحق لألفراد التعبير عن آرائهم ومواقفهم بحرية ودون تعرض‬

‫ألي تضييقيات أو عقوبات‪.‬‬

‫‪ -2‬حقوق اإلنسان‪ :‬يعتبر احترام حقوق اإلنسان وقيمة الكرامة اإلنسانية هما‬

‫جزء ال يتجزأ من النظام الديمقراطي والعلماني‪ .‬فقد يتمثل ذلك في حماية‬

‫حقوق الطفل والمرأة‪ ،‬واألقليات الدينية‪ ،‬واإلثنية‪ ،‬والجنسية‪.‬‬

‫‪ -3‬فصل الدولة عن الدين‪ :‬توفر مفهوم العلمانية حيزًا للتنوع والتعددية‬

‫الداخلية ويتيح فرصة لتأصيل اإلسالم وتعزيز مفهوم المواطنة‪ ،‬وذلك بفصل‬

‫الدولة عن الدين‪ ،‬وتوفير الحماية لألقليات الدينية‪ ،‬والمذهبية‪ ،‬والعرقية‪،‬‬

‫والثقافية‪ .‬وهذا ما يتوافق مع قيم الديمقراطية التي تؤمن بأن الجميع يجب أن‬

‫يتلقوا نفس الحقوق والحماية‪.‬‬

‫‪ -4‬المساواة‪ :‬المساواة تشترك الديمقراطية والعلمانية بالتأكيد على أهمية النظر‬

‫في جميع المواطنين على أنهم متساوون في حقوقهم وفي الواجبات أمام الدولة‬

‫والقانون‪.‬‬

‫انيا‪ :‬اختالف الديمقراطية على العلمانية‬

‫ث ً‬

‫يمكن تلخيص تلك النقاط التي تختلف فيها الديمقراطية والعلمانية‪:‬‬

‫‪ -1‬الشريعة اإلسالمية والدستور‪ :‬في العالم اإلسالمي‪ ،‬يحتل اإلسالم مكانة‬

‫خاصة في حياة األفراد والمجتمعات‪ ،‬ومن هنا يترتب على ذلك جدل حول‬

‫الشريعة اإلسالمية ومدى ربطها بالدستور والقانون‪ .‬في العلمانية‪ ،‬تدعم فكرة‬

‫فصل الدين عن الدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬إرادة الغالبية وحقوق األقليات‪ :‬تشترك الديمقراطية والعلمانية في تأييد‬

‫حقوق األقليات وتأمين حقوقهم‪ .‬ولكن‪ ،‬في أنظمة الحكم التي يشهد فيها الخالفات‬

‫دُ إرضاء الغالبية وإهمال األقليات كارثة سياسية‬

‫الدينية انقساماً عميقاً‪ ،‬فقد يُعَ ُّ‬

‫حتمية‪ .‬لذلك‪ ،‬دائمًا ما تنشأ الجدل فيما يخص حقوق األقليات ومدى دعمها في‬

‫التشريعات والسياسات العامة‪.‬‬

‫‪ -3‬الشرعية والديمقراطية‪ :‬في العالم اإلسالمي‪ ،‬غالبًا ما تحتكم الفصائل‬

‫الدينية إلى قواعد وشرائع الدين كأساس لحكمها والتحكيم في بعض القضايا‬

‫سست على شعبية القوُّة والتجانس‬

‫الحيوية‪ .‬في العلمانية‪ ،‬ترى الديمقراطية أنها أُ َُّ‬

‫الشمولي‪ ،‬على الرغم من ترسيخ مبدأ الشرعية الشعبية فيها‪ ،‬يضعف هذا المبدأ‬

‫في بعض الحاالت المبادئ الديمقراطية ويزيد من أخطاء االختيارات الشعبية‬

‫ومعدالت الفساد‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلعالم والتنوع‪ :‬قلما يستند العلمانيون إلى االعتقادات والعقائد الدينية‬

‫في تفسير الظروف االجتماعية والسياسية‪ ،‬بينما يرى الديمقراطيون أن بعض‬

‫التعبيرات الدينية يمكن أن تساعد في إعطاء الصيغة اللغوية المناسبة لتحديد‬

‫وإيضاح بعض المهام للدين في السياسة‪ .‬لذلك‪ ،‬يوجد تعارض حول موضوع التنوع‬

‫اإلعالمي ومدى احترام تلك اإليماءات الثقافية‪.‬‬

‫‪ -5‬نظام القيم‪ :‬تناصف العلمانية والديمقراطية في تأييد حرية اإلنسان ونهج‬

‫"مساءلة النخب"‪ ،‬ولكنها ال تختلف في تفسير النظام األخالقيُّ الذي تستند‬

‫عليه القيم والتحكيم لمثل هذه القيم‪ .‬فبينما ينادي العلمانيون بالفصل الواضح‬

‫بين السياسة والدين‪ ،‬يرى الديمقراطيون أن تلك الخصائص األخالقية تُبْعدُ في‬

‫نظام القيم المعتمد عليهم‪ ،‬مما يعزز دور اإليمان في تشكيل الشخصية العامة‬

‫لألفراد‪.‬‬