Professional Documents
Culture Documents
دراسة مقارنة بين جريمة شهادة الزور وجريمة الافتراء في القانون اللبناني
دراسة مقارنة بين جريمة شهادة الزور وجريمة الافتراء في القانون اللبناني
إن جريمة شهادة الزور وجريمة االفتراء هم&ا من الج&رائم ال&تي ت&دخل في ب&اب الج&رائم المخلَّة ب&اإلدارة
القضائية ،الفصل المعنون «في الجرائم المخلَّة بسير القضاء» من قانون العقوبات اللبناني.
سنقوم في القسم األول بعرض التعريف القانوني لكل من جريمة شهادة الزور وجريمة االفتراء ،عقوبتها
وعناصرها القانونية وإجراءات المالحقة الجزائية لكل منهما ،مع إجراء مقارنة بين األحكام ال&&تي ت&&رعى
كالً من ه&اتين الجريم&تين ،ومن ثم س&نحدِّد في القس&م الث&&اني أيّ&ا من أحك&ام ه&اتين الجريم&تين تطبَّق على
أفعال األشخاص المستمعين لدى لجنة التحقيق الدولية المستقلة والشهود المس&&تمعين أم&&ام المحق&ق الع&&دلي
اللبناني والذين أدلوا بإخبارات وبمعلومات كاذبة أو ذات مصداقية مشبوهة»»Crédibilité douteuse
تتعلق باتهام بعض األشخاص باالشتراك بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه في 14ش&&باط
،2005والمرج&&&&&&&&&&&&&&ع القض&&&&&&&&&&&&&&ائي المختصّ للنظ&&&&&&&&&&&&&&ر في ه&&&&&&&&&&&&&&ذه الج&&&&&&&&&&&&&&رائم.
- Iاألحك&&ام القانوني&&ة ال&&تي ت&&رعى كال من جريم&&ة ش&&هادة ال&&زور وجريم&&ة االف&&تراء والمقارن&&ة بينهم&&ا
وإذا نجم عن الشهادة الكاذبة حكم باإلعدام أو بعقوبة مؤبدة فال تنقص األشغال الش&&اقة عن عش&&ر س&&نوات
ويمكن إبالغه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا خمس&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة عش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر س&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&نة»
«إذا ك&&&&&&ان المج&&&&&&رم ق&&&&&&د اس&&&&&&تمع من&&&&&&دون أن يحل&&&&&&ف اليمين خفض نص&&&&&&ف العقوب&&&&&&ة»
وقد نصت المواد 410 &،409و 411من القانون المذكور على حاالت يعفى منه&&ا الش&&اهد من العقوب&&ة أو
يخفض نصف العقوبة مما يعني أنه تتم مالحقته جزائيا ً بجرم ش&&هادة ال&&زور إال أن&&ه يُعفى من العقوب&&ة في
ح&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ال ثبت ارتكاب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ه ه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذه الجريم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة.
أما بالنسبة لتعريف جريمة االفتراء فقد نصت المادة 403من قانون العقوبات اللبن&&اني على م&&ا يلي «من
قدم شكاية أو إخباراً إلى السلطة القضائية أو إلى سلطة يجب عليها إبالغ السلطة القضائية فع&&زا إلى أح&&د
الناس جنحة أو مخالفة يعرف براءته منها أو اختلق عليه أدلّة مادي&ة على وق&وع مث&ل ه&ذا الج&رم ع&وقب
ب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&الحبس من ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هر إلى ثالث س&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&نوات».
«إذا كان الفعل يؤلف جناية عوقب المفتري باألشغال الشاقة المؤقت&ة عش&ر س&نوات على األك&ثر»« ،وإذا
أفضى االفتراء إلى حكم باإلعدام أو بعقوب&ة مؤب&دة فال تنقص عقوب&ة األش&غال الش&&اقة عن عش&ر س&نوات
ويمكن إبالغه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا إلى خمس&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة عش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر س&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&نة»
ونصت الم&&ادة 404من الق&&انون الم&&ذكور أن&&ه إذا رج&&ع المف&&تري عن افترائ&&ه قب&&ل أي&&ة مالحق&&ة خفض&&ت
العقوبات المنصوص عليه&&ا في ه&&ذه النب&&ذة وفق&ا ً لم&&ا ج&&اء في الم&&ادة ،251وه&&ذه الم&&ادة األخ&&يرة تتعل&&ق
باألع&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذار المخفف&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة.
ب&&&اء :العناص&&&ر القانوني&&&ة لك&&&ل من جريم&&&ة ش&&&هادة ال&&&زور وجريم&&&ة االف&&&تراء والمقارن&&&ة بينه&&&ا
-1-إن عناص&&&ر جريم&&&ة ش&&&هادة ال&&&زور وفق&&&ا ً ألحك&&&ام ق&&&انون العقوب&&&ات اللبن&&&اني هي التالي&&&ة:
-ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة أديت أم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ام القض&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&اء
-ك&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذب ه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذه الش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة أي تغييره&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا للحقيق&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة
-الض&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&رر الموج&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ود أو المحتم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ل
-القص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&د الج&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&رمي
(ألف) -يجب أن تكون الشهادة قد أديت أمام سلطة قضائية في دع&&وى جزائي&&ة أو مدني&&ة أو إداري&&ة تنظ&&ر
فيها هذه السلطة ،ويكون الشاهد قد استدعي فيها بنا ًء لطلب أحد الخصوم وبق&&رار من المرج&&ع القض&&ائي.
وتقتضي المالحظة هنا أن القانون الفرنسي وبخالف القانون اللبن&اني اعت&بر أن الش&هادة كاذب&ة عن&دما تتم
تحت القسم أمام القضاء ،وفي حالة واحدة وخالفا ً للقانون اللبناني تعتبر كاذبة إذا كانت تحت القس&&م ،أم&&ام
الضابطة العدلية التي تنفذ استنابة قضائية وتعاقب قانونا ً كما نصت على ذل&&ك الم&&ادة 434/13من ق&&انون
العقوب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ات الفرنس&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ي الجدي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&د.
أما بالنسبة لوجوب حلف اليمين القانونية من قبل الشاهد عند اإلدالء بشهادته أمام القضاء فقد نصت عليه
أحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية اللبن&&اني في الم&ادة 87ل&دى قاض&&ي التحقي&ق والم&ادة 181أم&ام
القاضي المنفرد الج&زائي والم&ادتين 248و 255ل&دى محكم&ة الجناي&ات ال&&تي تتن&اول إج&راءات اإلدالء
بالشهادة أمام هذه المراجع القضائية .إال أن&ه في ح&ال أديت الش&&هادة الكاذب&ة أم&ام القض&اء من دون حل&ف
اليمين القانونية ألنه سها عن بال القاضي القيام بذلك ،أو لوجود عقبات قانونية تحول دون تحليف الش&&اهد
اليمين القانونية (الم&ادة 82من ق&انون أص&ول محاكم&ات جزائي&ة) ف&إن الجريم&ة متحقق&ة ،إال أن العقوب&ة
تخفض إلى النصف ،وفقا ً لنص المادة 408فقرة أخيرة من قانون العقوب&&ات اللبن&&اني المش&&ار إليه&ا أعاله.
أم&&&ا في الق&&&انون الفرنس&&&ي فإن&&&ه يش&&&ترط حل&&&ف اليمين القانوني&&&ة لتحق&&&ق جريم&&&ة ش&&&هادة ال&&&زور.
(باء) -بالنسبة لعنصر كذب الش&&هادة أي مخالفته&&ا للحقيق&&ة ،ف&إن إثب&&ات ه&ذا األم&&ر يع&&ود لتق&&دير القاض&&ي
الجزائي المرفوع أمامه دعوى شهادة الزور ،وعن&د بحث&ه في م&دى ص&حة أو ك&ذب ش&هادة الش&هود ال&تي
أديت أمام المرجع القضائي اآلخر وتقديرها ،فإن&ه غ&ير مقي&د في ذل&ك ب&رأي الجه&ة القض&ائية ال&تي أديت
الشهادة أمامها ويمكن أن يأتي تقديره لتلك الشهادة مخالفا ً لرأي هذه الجهة القض&&ائية ،والق&&ول عكس ذل&&ك
يترتب عليه تعطيل المبدأ القاض&&ي بمعاقب&&ة ش&&هود ال&&زور في ح&&ال لم تكتش&&ف ج&&ريمتهم قب&&ل الفص&&ل في
الدعوى التي أدوا بشهادتهم فيها (يراجع بهذا المعنى موسوعة جن&&دي عب&&د المل&&ك الج&&زء ( )4ص-472-
رقم &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&)24
(جيم) -عنصر الضرر الموج&ود أو المحتم&&ل بحيث إن&ه ال يش&&ترط للعق&&اب على ش&&هادة ال&زور أن يك&ون
الضرر قد تحقق فعالً بل يكفي أن يكون الضرر محتمالً ،ومن ثم ال يتوق&&ف العق&&اب على النتيج&&ة الفعلي&&ة
التي ترتبت على شهادة الزور بل يكفي تقري&ر ش&&هادة كاذب&&ة لص&الح متهم أو علي&&ه مهم&&ا ك&&ان ت&أثير ه&ذا
الكذب على نتيجة الدعوى ،حتى لو َسلِ َم القضاء من الوقوع في خطأ الشهادة الكاذبة واستبعد هذه الشهادة
ولكن بمجرد ثبوت أنه كان من المحتمل أن تؤثر هذه الشهادة الكاذب&&ة على ق&&رار القض&&اء يتحق&&ق عنص&&ر
الض&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&رر.
(دال) -عنصر القصد الجرمي :إن ش&&هادة ال&&زور هي من الج&&رائم المتعم&&دة بحيث يجب أن يت&&وافر فيه&&ا
القصد الجرمي .فإن القانون ال يعاقب الشاهد إذا أخطأ بل يعاقبه إذا كذب عن علم وإرادة ،ويعتبر القص&&د
الجنائي متوافراً متى تعمد الشاهد تغيير الحقيقة بقصد تضليل القضاء ،وقد يكون مدفوعا ً إلى ذل&&ك بعام&&ل
األضرار بالمتهم أو بعامل االستفادة المادية إذا كان أدى هذه الشهادة مقابل بدل مادي أو وع&&د مهم&&ا ك&&ان
نوعه.
-2-عناص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر جريم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة االف&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&تراء:
(ألف) -استناداً إلى التعريف القانوني لجريمة االفتراء ،يُشترط أن يك&&ون اإلخب&&ار أو الش&&كوى عن األم&&ر
المعاقب عليه جزائيا ً قد تم بصورة عفوية لدى سلطة قضائية أو أي سلطة عليها إخبار السلطة القض&&ائية،
وهذا العنصر القانوني يختلف عن العنصر القانوني في جريمة شهادة الزور ال&&تي تش&&ترط إب&&داء الش&&هادة
أمام السلطة القضائية حص&ريا ً وفق&ا ً لألص&ول القانوني&ة ،أو بن&ا ًء لطلب المرج&ع القض&ائي ووفق&ا ً لس&لطته
االستنس&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ابية ،أو بن&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا ًء على طلب أح&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&د الخص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&وم.
(باء) -إن القانون اللبناني لم يذكر صراحة الوسائل الثبوتية الواجب اعتمادها للتحقق من كذب اإلخبار أو
اختالق األدلة المادية بحق المف&&ترى علي&&ه في حين أن ق&&انون العقوب&&ات الفرنس&&ي الجدي&&د أورد في الم&&ادة
226/10المتعلقة بجريمة االفتراء أن ك&&ذب األم&&ر المبلَّغ عن&&ه ينتج حتم&ا ً في ح&&ال ص&&دور ق&&رار نه&&ائي
يقضي بالبراءة أو بالترك أو منع المحاكمة ،يُعلن أن صحة األم&&ر المبلَّغ عن&&ه غ&&ير ثابت&&ة أو أن الش&&خص
المبلَّغ عنه لم يرتكب هذا األمر ،أما في أي حالة أخرى ،فإن المحكمة الواض&&عة ي&&دها على ال&&دعوى ض&&د
المبلَّغ تق&&&&&&&&&&&&&&در م&&&&&&&&&&&&&&دى ص&&&&&&&&&&&&&&حة الش&&&&&&&&&&&&&&كوى أو األم&&&&&&&&&&&&&&ر المبلَّغ عن&&&&&&&&&&&&&&ه.
En tout autre cas, le tribunal saisi des poursuites contre le dénonciateur
.» apprécie la pertinence des accusations portées par celui-ci
في ظل ع&&دم وج&ود نص في الق&&انون اللبن&اني مماث&ل للنص الفرنس&ي ن&رى اعتم&&اد المب&&ادئ المق&ررة في
القانون الفرنسي وتطبيقها ،بحيث إنه في حال مالحقة المفتري باالستناد إلى حكم نه&&ائي ب&&براءة المف&&ترى
عليه أو بقرار نهائي يقضي بمنع المحاكمة عنه ،فإن مثل هذه القرارات القضائية تنتج قرين&&ة مطلق&&ة على
ثبوت عنصر كذب الشكاية أو اإلخبار المبلَّغ عنه ،وبحيث إن القاضي الناظر بدعوى االفتراء يعتمد ه&&ذه
القرارات للتحقق من عنصر كذب اإلخبار أو اختالق األدلة المادية الكاذبة من دون أن يكون له سلطة في
تقدير الوقائع واألفعال التي تكون قد صدرت على أساسها هذه القرارات القضائية ،ألن الفصل بها يش&&كل
مسألة أولية يعود أمر النظر بها إلى المرجع الجزائي المختص الواضع ي&&ده على القض&&ية األساس&&ية .وإن
الوض&&ع الق&&انوني يختل&&ف عن&&دما يص&&در في ال&&دعوى الجزائي&&ة األساس&&ية ق&&رار قض&&ائي بحف&&ظ المالحق&&ة
الجزائية وبحفظها لوجود استحالة قانونية تحول دون متابعة الشكوى األساس&&ية بس&&بب م&&رور ال&&زمن ،أو
وفاة المفترى عليه ،أو إقرار المفتري ،أو شمول الفعل بالعفو ،في ه&&ذه الح&&االت لم تع&&د هن&&اك من مس&&ألة
أولية تتصدى للحكم في دع&&وى االف&&تراء ،ويس&تعيد القاض&&ي الن&&اظر ب&دعوى االف&تراء س&&لطانه في تق&&دير
الوقائع وظروف القضية والمستندات التي على أساسها بني قرار الحفظ لِيُك ِّون قناعته ،ويتحقق من صحة
أو ك&&&&&&&&&&&&ذب اإلخب&&&&&&&&&&&&ار أو الش&&&&&&&&&&&&كوى أو األدل&&&&&&&&&&&&ة المادي&&&&&&&&&&&&ة المبلَّغ عنه&&&&&&&&&&&&ا.
ج :إجراءات المالحق&ة الجزائي&ة في ك&ل من جريم&ة ش&هادة ال&زور وجريم&ة اإلف&تراء والمقارن&ة بينهم&ا
-1-المالحق&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة الجزائي&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة في جريم&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة ال&&&&&&&&&&&&&&&&&&زور:
وردت في أحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية إجراءات المالحقة الجزائية بحق الش&&اهد ال&&ذي ي&&دلي
بإف&&&&&&&&ادة كاذب&&&&&&&&ة أم&&&&&&&&ام القض&&&&&&&&اء في ك&&&&&&&&ل من مرحل&&&&&&&&تي التحقي&&&&&&&&ق والمحاكم&&&&&&&&ة:
-في مرحلة التحقيق ل&&دى قاض&&ي التحقي&&ق نص&&ت الم&&ادة 89أ.م.ج أن&&ه إذا ج&&رم الش&&اهد بالباط&&ل وأنك&&ر
بحقيقة وكتم بعض أو كل ما يعرفه من وقائع القضية التي يسأل عنه&&ا ،فيحي&&ل قاض&&ي التحقي&&ق المحض&&ر
الذي دونت فيه إفادته إلى النيابة العامة االستئنافية لتالحقه بجريم&&ة ش&&هادة ال&&زور المنص&&وص عليه&&ا في
المادة 408من قانون العقوبات ،وفي هذه الحالة للقاضي ،بم&ا ل&ه من ح&ق لتق&&دير األدل&ة ووفق&ا ً لقناعت&ه،
ع&&&&&&&دم اعتم&&&&&&&اد ه&&&&&&&ذه الش&&&&&&&هادة في الق&&&&&&&رار ال&&&&&&&ذي س&&&&&&&ينتهي إلي&&&&&&&ه في القض&&&&&&&ية.
-أما في مرحلة المحاكمة واستناداً إلى المادة 188أصول محاكمات جزائية إذا ت&بين للقاض&ي أن الش&اهد
يدلي بإفادة كاذبة ،فيكلف قوى األمن بوضعه في نظ&&ارة المخف&&ر ويض&ع تقري&راً يرفع&&ه إلى الن&ائب الع&&ام
االستئنافي في هذا الشأن ،وللنائب العام أن يالحق هذا الشاهد بجرم ش&&هادة ال&&زور حس&&ب األص&&ول .وفي
هذه الحالة ،يمكن للقاضي استئخار البت في القضية لحين الحكم في دع&وى ش&هادة ال&زور أو إهم&ال ه&ذه
الشهادة بما له من حق تقدير مطلق لألدلة ومتابعة الدعوى الموجودة لديه من دون انتظ&&ار نتيج&&ة دع&&وى
ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة ال&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&زور.
-في حال أديت شهادة الزور أمام محكمة الجنايات بحيث ظهر للمحكمة تباين أو تغي&&ير في إف&&ادة الش&&اهد
المس&&تمع ل&&ديها ،فإنه&&ا تباش&&ر بح&&ق ه&&ذا الش&&اهد اإلج&&راءات المنص&&وص عليه&&ا في الم&&ادة 261أص&&ول
محاكمات جزائية وهي التالية :يتولى ممثل النيابة العامة االدعاء بشهادة الزور ويتم انت&&داب مستش&&ار من
المحكمة للتحقيق معه في جريمة الزور وتبدي النيابة العامة مطالعتها وترفع الملف إلى الهيئة االتهامي&&ة،
وإذا قررت هذه األخيرة اتهام الشاهد بجناية شهادة الزور تفصل محكمة الجنايات فيها قبل أو مع الدعوى
األص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&لية.
-وعند االدعاء بشهادة ال&&زور على الوج&&ه الم&&بين أعاله ،يك&&ون لك&&ل من ممث&&ل النياب&&ة العام&&ة والم&&دعي
الشخصي والمتهم أن يطلب إرجاء الجلسة في الدعوى األصلية إلى حين الفصل في دعوى شهادة الزور.
تبت المحكمة في الطلب .كما يعود للمحكمة أن تقرر ذلك من تلقاء نفسها وذلك س&&نداً للم&&ادة 262أص&&ول ّ
محاكم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ات جزائي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة.
-أما في حال لم يكتشف أن الشهادة المدلى بها أمام القضاء هي كاذبة إال بعد صدور الحكم النه&&ائي فتبقى
مالحقة شاهد الزور جائزة أمام القضاء الجزائي المختص ،وإذا صدر حكم مبرم بأن الشهادة كاذبة يح&&ق
للمحكوم عليه استناداً إلى هذا الحكم طلب إعادة المحاكمة سنداً للم&&ادة 328فق&&رة (ج) أص&&ول محاكم&&ات
جزائي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة.
ويتبيَّن بالتالي أن جريمة شهادة الزور تشكل جريمة قائمة بح ّد ذاتها وأن المش&&ترع اللبن&&اني لم يعلّ&&ق قي&&ام
جريمة شهادة الزور ومالحقتها ومعاقبتها على اقتناع السلطة القضائية بم&&ا ورد في ه&&ذه الش&&هادة والحكم
باالستناد إليها ،إذ أنه تتم المالحقة ،حتى لو لم تقتنع بها المحكمة الناظرة في الدعوى األصلية ،ولم تس&&تند
إلى هذه الشهادة في حكمها ،وتُفرض العقوبة على مرتكب جريمة شهادة الزور ح&&تى ل&&و لم يس&&تند عليه&&ا
الحكم باإلدانة أو بالتبرئة ،ما دام أن عنصر األضرار بالمتهم كان محتمالً وقوعه ،وأن ه&&ذه الجريم&&ة ق&&د
أخلَّت بحس&&&&&&&&&&&&&&&&&ن س&&&&&&&&&&&&&&&&&ير العدال&&&&&&&&&&&&&&&&&ة وأ َّدت إلى تض&&&&&&&&&&&&&&&&&ليل القض&&&&&&&&&&&&&&&&&اء.
أما بالنسبة لجريمة اإلفتراء المنصوص عليها في الم&&ادة 403عقوب&&ات ،ف&إن المش&&ترع لم يش&ترط لقب&&ول
دعوى االفتراء صدور حكم بالبراءة أو قرار بأن ال وجه إلقامة الدعوى ،أو ق&&رار بحفظه&&ا ،ح&&تى إن&&ه لم
يشترط حصول تحقيق قضائي بشأن الواقعة المبلغ عنها .إن إقامة دعوى بحق المفتري الذي ق&&دم إخب&&اراً
كاذبا ً ونسب إلى شخص مخالفة أو جنحة أو جناية يعرف براءت&ه منه&ا يمكن أن تتم في الح&االت التالي&ة:
(أل&&ف) -الحال&&ة األولى :إقام&&ة دع&&وى االف&&تراء بع&&د ص&&دور حكم نه&&ائي من المحكم&&ة المختص&&ة ب&&براءة
المف&&ترى علي&&ه مم&&ا أس&&ند إلي&&ه أو بع&&د ص&&دور ق&&رار عن قاض&&ي التحقي&&ق والهيئ&&ة االتهامي&&ة م&&برم بمن&&ع
المحاكمة »non-lieu« ،يعلن فيه أن األمر الُمبلغ عنه غير صحيح ،أو أن المبل&&غ ض & ّده لم يرتكب&&ه .وفي
هذه الحالة يكون الحكم بالبراءة أو القرار بمنع المحاكمة قوة القضية المحكمة في م&&ا يتعل&&ق بثب&&وت ك&&ذب
األمر المبلغ عنه ويجب على المحكمة الناظرة بدعوى االفتراء أن تحكم بمعاقبة المفترى متى تحققت من
توافر عناصر الجريمة األخرى من دون أن يك&ون له&&ا أي س&لطة في تق&دير الوق&ائع واألدل&ة في ال&دعوى
األص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&لية.
-أما في حال وجود أمر بالحفظ أو ع&&دم المالحق&&ة ص&&ادر عن النياب&&ة العام&&ة لع&&دم كفاي&&ة ال&&دليل وبس&&بب
س&&&&&&&قوط ال&&&&&&&دعوى بم&&&&&&&رور ال&&&&&&&زمن ،أو ب&&&&&&&العفو ،أو بوف&&&&&&&اة المف&&&&&&&ترى علي&&&&&&&ه ،إلخ...
فإن هذا األمر ال يمنع المحكمة الناظرة في دعوى جريم&&ة االف&&تراء من بحث الوق&&ائع وإج&&راء التحقيق&&ات
الالزمة وتقدير األدلة وظروف القضية التخاذ القرار المناسب لجهة ك&&ذب اإلخب&&ار أو ع&&دم كذب&&ه ،والبت
بالت&&&الي ب&&&دعوى االف&&&تراء دون أن تك&&&ون ملزم&&&ة بم&&&ا ص&&&در في ال&&&دعوى األص&&&لية له&&&ذه الجه&&&ة.
(باء) -الحال&ة الثاني&ة :إذا ق&دمت دع&وى االف&تراء أثن&اء النظ&ر في ال&دعوى الجزائي&ة الخاص&ة بموض&وع
اإلخبار نفسه يجب على المحكمة التي قدمت إليه&&ا دع&&وى االف&&تراء انتظ&&ار الفص&&ل في دع&&وى موض&&وع
اإلخبار قبل الحكم بدعوى االفتراء لعدم حصول تن&&اقض في األحك&&ام ،وك&&ون التحق&&ق من ت&&وافر عنص&&ر
كذب اإلخبار في جريمة االفتراء هو مسألة أولية ويتوجب استئخار البت بدعوى االفتراء لحين البت بهذه
المسألة القانونية في دعوى األساس الخاصة بموضوع اإلخبار.
)جيم) -الحالة الثالثة :في حال قدمت دعوى االفتراء قبل إج راء أي تحقي ق قض ائي عن الوق ائع ال تي
تضمنها اإلخبار ففي هذه الحالة ال تكون المحكمة ملزمة بتعليق الفصل في دعوى االفتراء إلى أن يثبت
كذب اإلخبار لدى السلطة المختصة ،بل يكون لها أن تحق ق بنفس ها في الوق ائع ال تي تض منها اإلخب ار
وتقدرها للوصول إلى قناعة للحكم بإثبات كذب اإلخبار أو صحته.
- IIمدى تطبيق األحكام القانونية لكل من جريمة شهادة ال&&زور وجريم&&ة االف&&تراء على األفع&&ال المش&&تبه
ارتكابها في ملف التحقيق في جريمة إغتيال الرئيس الحريري استناداً إلى النصوص والمبادئ القانوني&&ة،
التي بيَّناها في القسم األول كيف يمكن مالحقة المشتبه بادالئهم بإفادات كاذبة في ملف التحقيق في جريمة
اغتي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ال ال&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&رئيس الحري&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ري.
-إن األشخاص المستمعين أمام قاضي التحقيق العدلي في قض&&ية اغتي&&ال ال&&رئيس الحري&&ري هم ب&&المعنى
القانوني ال ُمع َّرف عنه في قانون العقوبات اللبناني المادة 408شهود تطبق على ش&&هادتهم في ح&&ال ثب&&وت
أنها كاذبة أحكام هذه المادة وإن عدم حل&ف اليمين من قب&&ل الش&اهد أم&&ام ه&ذا القاض&&ي يش&&كل س&ببا ً مخفف&ا ً
للعقوب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة وال يمن&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ع المعاقب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة على ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة ال&&&&&&&&&&&&&&&&&&&زور.
وتبيَّن من مراجعة المعلومات المتوافرة والم&&ذكورة في تقري&&ر وزي&&ر الع&&دل إب&&راهيم نج&&ار المرف&&وع إلى
مجلس الوزراء مؤخراً أن المحق&&ق الع&&دلي ول&&دى اس&&تماعه إلى ش&&هود أثن&&اء التحقي&&ق في جريم&&ة اغتي&&ال
الرئيس رفيق الحريري أن&ه ادعى على اث&&نين منهم&&ا بش&&هادة ال&زور س&نداً إلى الم&ادة 408عقوب&&ات .أم&ا
بالنسبة للثالث ،فقد أحال إفادته إلى لجنة التحقيق الدولية للتثبت من صحة أقواله ولم يعط التقرير المذكور
أية معلومات حول مصير هذه االدعاءات واإلجراءات بخصوص شهود الزور .وال يمكنن&&ا بالت&&الي إب&&داء
الرأي القانوني بهذا الموضوع ،إال أن&ه يقتض&ي التأكي&د أن&ه يجب أن تك&&ون ه&ذه االدع&&اءات الجزائي&&ة ق&د
أحيلت إلى المرج&&ع القض&&ائي المختص وفق &ا ً للم&&ادة 89أص&&ول محاكم&&ات جزائي&&ة المش&&ار إليه&&ا أعاله
باعتبارها تشكل جرائم قائمة بح ّد ذاتها يستوجب التحقيق فيها لمعرفة المشتركين والمحرضين ومالحقتهم
قضائياً ،وهذا األمر ينطبق أيضا ً على كل الشهود اآلخ&&رين المس&&تمعين ل&&دى قاض&&ي التحقي&&ق الع&&دلي في
حال ادعى عليهم بجرم شهادة الزور أحد الفرقاء المتضررين من الشهادة الكاذبة أثن&&اء التحقي&&ق الع&&دلي.
-2-بالنسبة لألشخاص الذين أدلوا بإفادات لدى لجنة التحقيق الدولي&&ة الخاص&&ة أو ل&&دى الض&&ابطة العدلي&&ة
اللبناني&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة
إن األشخاص المشتبه بإدالئهم بإخبارات ومعلوم&&ات كاذب&&ة أم&&ام لجن&&ة التحقي&&ق الدولي&&ة ول&&دى الض&&ابطة
العدلية اللبنانية ،وباختالق أدلة مادية نسبوا بموجبها إلى أشخاص يعرفون براءتهم منها جناي&&ة االش&&تراك
في اغتيال الرئيس الحريري تُطبق عليهم أحك&ام جريم&ة االف&تراء المنص&وص عليه&ا في الم&ادة 403من
قانون العقوبات اللبناني .وإن المالحقة الجزائية بحق المشتبه بهم بارتكاب جريمة االف&&تراء والمحرض&&ين
والمتدخلين والشركاء تطبق عليها الحال&&ة األولى المش&&ار إليه&&ا س&&ابقا ً في الفق&&رة (ج) المتعلق&&ة ب&&إجراءات
المالحق&&&&&&&&&&&&&ة الجزائي&&&&&&&&&&&&&ة في جريم&&&&&&&&&&&&&ة االف&&&&&&&&&&&&&تراء لألس&&&&&&&&&&&&&باب التالي&&&&&&&&&&&&&ة:
إن اإلخبار والمعلومات الكاذبة التي أدلى بها بعض األشخاص واألدلة المادية التي اختلقها البعض اآلخ&ر
في قضية اغتيال الرئيس الحريري أدت إلى ادعاء قاضي التحقي&&ق الع&&دلي بح&&ق أربع&&ة رؤس&&اء ألجه&&زة
أمنية لبنانية وآخرين بجرائم القتل واإلرهاب والتفجير ،وتوقي&&ف ه&&ؤالء األش&&خاص لم&&دة تق&&ارب األرب&&ع
سنوات في .25/3/2009تنازلت السلطة القض&&ائية اللبناني&&ة عن اختصاص&&ها في قض&&ية اغتي&&ال ال&&رئيس
الحريري لصالح المحكمة الدولية الخاص&&ة بلبن&&ان وأح&&الت نت&&ائج التحقي&&ق اللبن&&اني ونس&&خة عن س&&جالت
المحكم&&ة إلى الم&&دعي الع&&ام ل&&دى المحكم&&ة س&&نداً ألحك&&ام الم&&ادة الرابع&&ة من نظ&&ام المحكم&&ة األساس&&ي.
بتاريخ ،15/4/2009أصدر قاضي اإلجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية أمراً يطلب فيه من المدعي
العام لدى هذه المحكمة أن يشير لكل شخص محتجز في لبنان في قضية اغتيال ال&&رئيس الحري&&ري م&&ا إذا
كان ي&رغب باس&تمرار توقيف&ه أو ال يع&ارض إطالق س&راحه م&ع اإلش&ارة إلى أن ه&ؤالء المحتج&زين هم
الضباط األربعة المشار إليهم أعاله بعد إطالق سراح الموقوفين اآلخرين في هذه القضية من قبل القضاء
اللبناني الناظر في القضية آنذاك .وبعد إطالع قاض&&ي اإلج&&راءات التمهيدي&&ة على مطالع&&ة الم&&دعي الع&&ام
بهذا الموضوع أصدر بتاريخ 27/4/2009قراراً قضى بموجبه إطالق الموقوفين فوراً وذلك وفقا ً لطلب
الم&&دعي الع&&ام ألن األدل&&ة واإلف&&ادات والمعلوم&&ات الموج&&ودة في المل&&ف والمتعلق&&ة ب&&التورط المحتم&&ل
لألشخاص األربعة الموقوفين (أي الضباط اللبنانيون األربعة) في الهجوم على ال&&رئيس الحري&&ري ليس&&ت
موثوق&&&&&&ا ً به&&&&&&ا بم&&&&&&ا في&&&&&&ه الكفاي&&&&&&ة لت&&&&&&برير إي&&&&&&داع ق&&&&&&رار اته&&&&&&ام في ح&&&&&&ق أي منهم.
-إن الق&&رار المش&&ار إلي&&ه أعاله ص&&ادر عن قاض&&ي اإلج&&راءات التمهيدي&&ة ال&&ذي ل&&ه في النظ&&ام القض&&ائي
األنغلوسكسوني ذات مهام قاضي التحقيق في النظام القضائي اللبناني وهو قرار مبرم لعدم الطعن ب&&ه من
أي جه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة له&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا الح&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ق ب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذلك.
-على ضوء ما أوردناه أعاله في القسم األول من الدراسة ،فإنه يمكن للمفترى عليهم إقامة دعوى بج&&رم
االفتراء بحق المشتبه بهم من فاعلين ومشتركين ومحرِّ ض&&ين لع&زومهم أم&&ورا كاذب&&ة إلى المف&&ترى عليهم
واختالق أدلة مادية غير صحيحة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري .ويعود للمحكم&&ة الن&&اظرة في ه&&ذه
الدعوى الجزائية حق تقدير قوة قرار قاضي اإلجراءات التمهيدي&ة الثبوتي&ة فإم&ا أن تعت&بره قرين&ة مطلق&ة
وتبني حكمها على أساسه ،أو أنها تعتبر أنه ال ينتج عنه قرينة مطلق&ة بثب&وت عنص&ر الك&ذب في اإلخب&ار
واألم&&ور المختلف&&ة بح&&ق المف&&ترى عليهم فتق&&وم هي ب&&ذاتها ب&&إجراء التحقي&&ق والبحث في الوق&&ائع وتق&&دير
الظروف واألدلة المتوافرة لديها التخاذ القرار المناسب لجه&ة تحق&ق وثب&وت العناص&ر الجرمي&ة الالزم&ة
لتوافر جريمة االفتراء.
1216 [ 2010-11-02 | 08:54قراءة ]