You are on page 1of 7

‫دراسة مقارنة بين جريمة شهادة الزور وجريمة االفتراء في القانون اللبناني(‪)1‬‬

‫عدنان عضوم‪ ،‬السفير‬

‫إن جريمة شهادة الزور وجريمة االفتراء هم&ا من الج&رائم ال&تي ت&دخل في ب&اب الج&رائم المخلَّة ب&اإلدارة‬
‫القضائية‪ ،‬الفصل المعنون «في الجرائم المخلَّة بسير القضاء» من قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬

‫سنقوم في القسم األول بعرض التعريف القانوني لكل من جريمة شهادة الزور وجريمة االفتراء‪ ،‬عقوبتها‬
‫وعناصرها القانونية وإجراءات المالحقة الجزائية لكل منهما‪ ،‬مع إجراء مقارنة بين األحكام ال&&تي ت&&رعى‬
‫كالً من ه&اتين الجريم&تين‪ ،‬ومن ثم س&نحدِّد في القس&م الث&&اني أيّ&ا من أحك&ام ه&اتين الجريم&تين تطبَّق على‬
‫أفعال األشخاص المستمعين لدى لجنة التحقيق الدولية المستقلة والشهود المس&&تمعين أم&&ام المحق&ق الع&&دلي‬
‫اللبناني والذين أدلوا بإخبارات وبمعلومات كاذبة أو ذات مصداقية مشبوهة»‪»Crédibilité douteuse‬‬
‫تتعلق باتهام بعض األشخاص باالشتراك بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه في ‪ 14‬ش&&باط‬
‫‪ ،2005‬والمرج&&&&&&&&&&&&&&ع القض&&&&&&&&&&&&&&ائي المختصّ للنظ&&&&&&&&&&&&&&ر في ه&&&&&&&&&&&&&&ذه الج&&&&&&&&&&&&&&رائم‪.‬‬

‫‪ - I‬األحك&&ام القانوني&&ة ال&&تي ت&&رعى كال من جريم&&ة ش&&هادة ال&&زور وجريم&&ة االف&&تراء والمقارن&&ة بينهم&&ا‬

‫أل&&&&&&&&&ف‪ :‬التعري&&&&&&&&&ف الق&&&&&&&&&انوني لك&&&&&&&&&ل من الجريم&&&&&&&&&تين وعقوب&&&&&&&&&ة ك&&&&&&&&&ل منهم&&&&&&&&&ا‬


‫ـ أ ع ّرفت المادة ‪( 408‬فقرة أولى) من قانون العقوبات اللبناني جريم&&ة ش&&هادة ال&&زور على الوج&&ه اآلتي‪:‬‬
‫«من شهد أمام سلطة قضائية أو قضاء عسكري أو إداري فجزم بالباطل أو أنكر الح&&ق أو ك&&ل م&&ا يعرف&&ه‬
‫من وق&&&&ائع القض&&&&ية ال&&&&تي يس&&&&أل عنه&&&&ا ع&&&&وقب ب&&&&الحبس من ثالث&&&&ة أش&&&&هر إلى ثالث س&&&&نوات»‬
‫«إذا أ ّديت شهادة الزور في أثناء تحقيق جنائي أو محاكمة جنائي&&ة قض&&ي باألش&&غال الش&&اقة عش&&ر س&&نوات‬
‫على األك&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ثر‪.‬‬

‫وإذا نجم عن الشهادة الكاذبة حكم باإلعدام أو بعقوبة مؤبدة فال تنقص األشغال الش&&اقة عن عش&&ر س&&نوات‬
‫ويمكن إبالغه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا خمس&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة عش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر س&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&نة»‬
‫«إذا ك&&&&&&ان المج&&&&&&رم ق&&&&&&د اس&&&&&&تمع من&&&&&&دون أن يحل&&&&&&ف اليمين خفض نص&&&&&&ف العقوب&&&&&&ة»‬

‫وقد نصت المواد ‪ 410 &،409‬و‪ 411‬من القانون المذكور على حاالت يعفى منه&&ا الش&&اهد من العقوب&&ة أو‬
‫يخفض نصف العقوبة مما يعني أنه تتم مالحقته جزائيا ً بجرم ش&&هادة ال&&زور إال أن&&ه يُعفى من العقوب&&ة في‬
‫ح&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ال ثبت ارتكاب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ه ه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذه الجريم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لتعريف جريمة االفتراء فقد نصت المادة ‪ 403‬من قانون العقوبات اللبن&&اني على م&&ا يلي «من‬
‫قدم شكاية أو إخباراً إلى السلطة القضائية أو إلى سلطة يجب عليها إبالغ السلطة القضائية فع&&زا إلى أح&&د‬
‫الناس جنحة أو مخالفة يعرف براءته منها أو اختلق عليه أدلّة مادي&ة على وق&وع مث&ل ه&ذا الج&رم ع&وقب‬
‫ب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&الحبس من ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هر إلى ثالث س&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&نوات»‪.‬‬

‫«إذا كان الفعل يؤلف جناية عوقب المفتري باألشغال الشاقة المؤقت&ة عش&ر س&نوات على األك&ثر»‪« ،‬وإذا‬
‫أفضى االفتراء إلى حكم باإلعدام أو بعقوب&ة مؤب&دة فال تنقص عقوب&ة األش&غال الش&&اقة عن عش&ر س&نوات‬
‫ويمكن إبالغه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا إلى خمس&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة عش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر س&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&نة»‬

‫ونصت الم&&ادة ‪ 404‬من الق&&انون الم&&ذكور أن&&ه إذا رج&&ع المف&&تري عن افترائ&&ه قب&&ل أي&&ة مالحق&&ة خفض&&ت‬
‫العقوبات المنصوص عليه&&ا في ه&&ذه النب&&ذة وفق&ا ً لم&&ا ج&&اء في الم&&ادة ‪ ،251‬وه&&ذه الم&&ادة األخ&&يرة تتعل&&ق‬
‫باألع&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذار المخفف&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة‪.‬‬

‫ب&&&اء‪ :‬العناص&&&ر القانوني&&&ة لك&&&ل من جريم&&&ة ش&&&هادة ال&&&زور وجريم&&&ة االف&&&تراء والمقارن&&&ة بينه&&&ا‬
‫‪ -1-‬إن عناص&&&ر جريم&&&ة ش&&&هادة ال&&&زور وفق&&&ا ً ألحك&&&ام ق&&&انون العقوب&&&ات اللبن&&&اني هي التالي&&&ة‪:‬‬
‫‪ -‬ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة أديت أم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ام القض&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&اء‬
‫‪ -‬ك&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذب ه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذه الش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة أي تغييره&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا للحقيق&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة‬
‫‪ -‬الض&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&رر الموج&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ود أو المحتم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ل‬
‫‪ -‬القص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&د الج&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&رمي‬

‫س&&&&&&&&&&&&&&&نبيِّن في م&&&&&&&&&&&&&&&ا يلي ماهي&&&&&&&&&&&&&&&ة ه&&&&&&&&&&&&&&&ذه العناص&&&&&&&&&&&&&&&ر القانوني&&&&&&&&&&&&&&&ة‪:‬‬

‫(ألف)‪ -‬يجب أن تكون الشهادة قد أديت أمام سلطة قضائية في دع&&وى جزائي&&ة أو مدني&&ة أو إداري&&ة تنظ&&ر‬
‫فيها هذه السلطة‪ ،‬ويكون الشاهد قد استدعي فيها بنا ًء لطلب أحد الخصوم وبق&&رار من المرج&&ع القض&&ائي‪.‬‬
‫وتقتضي المالحظة هنا أن القانون الفرنسي وبخالف القانون اللبن&اني اعت&بر أن الش&هادة كاذب&ة عن&دما تتم‬
‫تحت القسم أمام القضاء‪ ،‬وفي حالة واحدة وخالفا ً للقانون اللبناني تعتبر كاذبة إذا كانت تحت القس&&م‪ ،‬أم&&ام‬
‫الضابطة العدلية التي تنفذ استنابة قضائية وتعاقب قانونا ً كما نصت على ذل&&ك الم&&ادة ‪ 434/13‬من ق&&انون‬
‫العقوب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ات الفرنس&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ي الجدي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&د‪.‬‬

‫أما بالنسبة لوجوب حلف اليمين القانونية من قبل الشاهد عند اإلدالء بشهادته أمام القضاء فقد نصت عليه‬
‫أحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية اللبن&&اني في الم&ادة ‪ 87‬ل&دى قاض&&ي التحقي&ق والم&ادة ‪ 181‬أم&ام‬
‫القاضي المنفرد الج&زائي والم&ادتين ‪ 248‬و ‪ 255‬ل&دى محكم&ة الجناي&ات ال&&تي تتن&اول إج&راءات اإلدالء‬
‫بالشهادة أمام هذه المراجع القضائية‪ .‬إال أن&ه في ح&ال أديت الش&&هادة الكاذب&ة أم&ام القض&اء من دون حل&ف‬
‫اليمين القانونية ألنه سها عن بال القاضي القيام بذلك‪ ،‬أو لوجود عقبات قانونية تحول دون تحليف الش&&اهد‬
‫اليمين القانونية (الم&ادة ‪ 82‬من ق&انون أص&ول محاكم&ات جزائي&ة) ف&إن الجريم&ة متحقق&ة‪ ،‬إال أن العقوب&ة‬
‫تخفض إلى النصف‪ ،‬وفقا ً لنص المادة ‪ 408‬فقرة أخيرة من قانون العقوب&&ات اللبن&&اني المش&&ار إليه&ا أعاله‪.‬‬
‫أم&&&ا في الق&&&انون الفرنس&&&ي فإن&&&ه يش&&&ترط حل&&&ف اليمين القانوني&&&ة لتحق&&&ق جريم&&&ة ش&&&هادة ال&&&زور‪.‬‬

‫(باء)‪ -‬بالنسبة لعنصر كذب الش&&هادة أي مخالفته&&ا للحقيق&&ة‪ ،‬ف&إن إثب&&ات ه&ذا األم&&ر يع&&ود لتق&&دير القاض&&ي‬
‫الجزائي المرفوع أمامه دعوى شهادة الزور‪ ،‬وعن&د بحث&ه في م&دى ص&حة أو ك&ذب ش&هادة الش&هود ال&تي‬
‫أديت أمام المرجع القضائي اآلخر وتقديرها‪ ،‬فإن&ه غ&ير مقي&د في ذل&ك ب&رأي الجه&ة القض&ائية ال&تي أديت‬
‫الشهادة أمامها ويمكن أن يأتي تقديره لتلك الشهادة مخالفا ً لرأي هذه الجهة القض&&ائية‪ ،‬والق&&ول عكس ذل&&ك‬
‫يترتب عليه تعطيل المبدأ القاض&&ي بمعاقب&&ة ش&&هود ال&&زور في ح&&ال لم تكتش&&ف ج&&ريمتهم قب&&ل الفص&&ل في‬
‫الدعوى التي أدوا بشهادتهم فيها (يراجع بهذا المعنى موسوعة جن&&دي عب&&د المل&&ك الج&&زء (‪ )4‬ص‪-472-‬‬
‫رقم ‪&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&)24‬‬

‫(جيم)‪ -‬عنصر الضرر الموج&ود أو المحتم&&ل بحيث إن&ه ال يش&&ترط للعق&&اب على ش&&هادة ال&زور أن يك&ون‬
‫الضرر قد تحقق فعالً بل يكفي أن يكون الضرر محتمالً‪ ،‬ومن ثم ال يتوق&&ف العق&&اب على النتيج&&ة الفعلي&&ة‬
‫التي ترتبت على شهادة الزور بل يكفي تقري&ر ش&&هادة كاذب&&ة لص&الح متهم أو علي&&ه مهم&&ا ك&&ان ت&أثير ه&ذا‬
‫الكذب على نتيجة الدعوى‪ ،‬حتى لو َسلِ َم القضاء من الوقوع في خطأ الشهادة الكاذبة واستبعد هذه الشهادة‬
‫ولكن بمجرد ثبوت أنه كان من المحتمل أن تؤثر هذه الشهادة الكاذب&&ة على ق&&رار القض&&اء يتحق&&ق عنص&&ر‬
‫الض&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&رر‪.‬‬

‫(دال) ‪ -‬عنصر القصد الجرمي‪ :‬إن ش&&هادة ال&&زور هي من الج&&رائم المتعم&&دة بحيث يجب أن يت&&وافر فيه&&ا‬
‫القصد الجرمي‪ .‬فإن القانون ال يعاقب الشاهد إذا أخطأ بل يعاقبه إذا كذب عن علم وإرادة‪ ،‬ويعتبر القص&&د‬
‫الجنائي متوافراً متى تعمد الشاهد تغيير الحقيقة بقصد تضليل القضاء‪ ،‬وقد يكون مدفوعا ً إلى ذل&&ك بعام&&ل‬
‫األضرار بالمتهم أو بعامل االستفادة المادية إذا كان أدى هذه الشهادة مقابل بدل مادي أو وع&&د مهم&&ا ك&&ان‬
‫نوعه‪.‬‬
‫‪ -2-‬عناص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر جريم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة االف&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&تراء‪:‬‬

‫إن عناص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر جريم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة االف&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&تراء هي التالي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة‪:‬‬


‫‪ -‬إخب&&ار أو ش&&كاية بص&&ورة عفوي&&ة إلى س&&لطة قض&&ائية أو س&&لطة يجب عليه&&ا إبالغ الس&&لطة القض&&ائية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يك&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ون األم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر المبلَّغ عن&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ه كاذب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&اً‪.‬‬
‫‪ -‬أن يك&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ون األم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر مس&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&توجبا ً لعقوب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يك&&&&&&&&&&&&&&ون البالغ بوجهي&&&&&&&&&&&&&&ه ق&&&&&&&&&&&&&&د حص&&&&&&&&&&&&&&ل عن س&&&&&&&&&&&&&&وء ني&&&&&&&&&&&&&&ة‪.‬‬

‫(ألف)‪ -‬استناداً إلى التعريف القانوني لجريمة االفتراء‪ ،‬يُشترط أن يك&&ون اإلخب&&ار أو الش&&كوى عن األم&&ر‬
‫المعاقب عليه جزائيا ً قد تم بصورة عفوية لدى سلطة قضائية أو أي سلطة عليها إخبار السلطة القض&&ائية‪،‬‬
‫وهذا العنصر القانوني يختلف عن العنصر القانوني في جريمة شهادة الزور ال&&تي تش&&ترط إب&&داء الش&&هادة‬
‫أمام السلطة القضائية حص&ريا ً وفق&ا ً لألص&ول القانوني&ة‪ ،‬أو بن&ا ًء لطلب المرج&ع القض&ائي ووفق&ا ً لس&لطته‬
‫االستنس&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ابية‪ ،‬أو بن&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا ًء على طلب أح&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&د الخص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&وم‪.‬‬

‫(باء)‪ -‬إن القانون اللبناني لم يذكر صراحة الوسائل الثبوتية الواجب اعتمادها للتحقق من كذب اإلخبار أو‬
‫اختالق األدلة المادية بحق المف&&ترى علي&&ه في حين أن ق&&انون العقوب&&ات الفرنس&&ي الجدي&&د أورد في الم&&ادة‬
‫‪ 226/10‬المتعلقة بجريمة االفتراء أن ك&&ذب األم&&ر المبلَّغ عن&&ه ينتج حتم&ا ً في ح&&ال ص&&دور ق&&رار نه&&ائي‬
‫يقضي بالبراءة أو بالترك أو منع المحاكمة‪ ،‬يُعلن أن صحة األم&&ر المبلَّغ عن&&ه غ&&ير ثابت&&ة أو أن الش&&خص‬
‫المبلَّغ عنه لم يرتكب هذا األمر‪ ،‬أما في أي حالة أخرى‪ ،‬فإن المحكمة الواض&&عة ي&&دها على ال&&دعوى ض&&د‬
‫المبلَّغ تق&&&&&&&&&&&&&&در م&&&&&&&&&&&&&&دى ص&&&&&&&&&&&&&&حة الش&&&&&&&&&&&&&&كوى أو األم&&&&&&&&&&&&&&ر المبلَّغ عن&&&&&&&&&&&&&&ه‪.‬‬

‫‪:Art 226-10 Nouveau Code Pénal de la Dénonciation Calomnieuse‬‬


‫« ‪La fausseté du fait dénoncé résulte nécessairement de la décision, devenue‬‬
‫‪définitive, d'acquittement de relaxe ou de non-lieu déclarant que la réalité du‬‬
‫‪.fait n'est pas établie ou que celui-ci n'est pas imputable à la personne dénoncée‬‬

‫‪En tout autre cas, le tribunal saisi des poursuites contre le dénonciateur‬‬
‫‪.» apprécie la pertinence des accusations portées par celui-ci‬‬

‫في ظل ع&&دم وج&ود نص في الق&&انون اللبن&اني مماث&ل للنص الفرنس&ي ن&رى اعتم&&اد المب&&ادئ المق&ررة في‬
‫القانون الفرنسي وتطبيقها‪ ،‬بحيث إنه في حال مالحقة المفتري باالستناد إلى حكم نه&&ائي ب&&براءة المف&&ترى‬
‫عليه أو بقرار نهائي يقضي بمنع المحاكمة عنه‪ ،‬فإن مثل هذه القرارات القضائية تنتج قرين&&ة مطلق&&ة على‬
‫ثبوت عنصر كذب الشكاية أو اإلخبار المبلَّغ عنه‪ ،‬وبحيث إن القاضي الناظر بدعوى االفتراء يعتمد ه&&ذه‬
‫القرارات للتحقق من عنصر كذب اإلخبار أو اختالق األدلة المادية الكاذبة من دون أن يكون له سلطة في‬
‫تقدير الوقائع واألفعال التي تكون قد صدرت على أساسها هذه القرارات القضائية‪ ،‬ألن الفصل بها يش&&كل‬
‫مسألة أولية يعود أمر النظر بها إلى المرجع الجزائي المختص الواضع ي&&ده على القض&&ية األساس&&ية‪ .‬وإن‬
‫الوض&&ع الق&&انوني يختل&&ف عن&&دما يص&&در في ال&&دعوى الجزائي&&ة األساس&&ية ق&&رار قض&&ائي بحف&&ظ المالحق&&ة‬
‫الجزائية وبحفظها لوجود استحالة قانونية تحول دون متابعة الشكوى األساس&&ية بس&&بب م&&رور ال&&زمن‪ ،‬أو‬
‫وفاة المفترى عليه‪ ،‬أو إقرار المفتري‪ ،‬أو شمول الفعل بالعفو‪ ،‬في ه&&ذه الح&&االت لم تع&&د هن&&اك من مس&&ألة‬
‫أولية تتصدى للحكم في دع&&وى االف&&تراء‪ ،‬ويس&تعيد القاض&&ي الن&&اظر ب&دعوى االف&تراء س&&لطانه في تق&&دير‬
‫الوقائع وظروف القضية والمستندات التي على أساسها بني قرار الحفظ لِيُك ِّون قناعته‪ ،‬ويتحقق من صحة‬
‫أو ك&&&&&&&&&&&&ذب اإلخب&&&&&&&&&&&&ار أو الش&&&&&&&&&&&&كوى أو األدل&&&&&&&&&&&&ة المادي&&&&&&&&&&&&ة المبلَّغ عنه&&&&&&&&&&&&ا‪.‬‬

‫يراج&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ع به&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذا المع&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&نى‪:‬‬


‫« ‪En cas de classement sans suite d'une plainte, les juridictions doivent‬‬
‫‪apprécier la pertinence des accusations postées par la personne à qui la‬‬
‫»&&&&&&&&&&&&&&&&‬ ‫‪dénonciation‬‬ ‫‪calomnieuse‬‬ ‫‪est‬‬ ‫‪reportée‬‬
‫‪Annotation sous l'art. 226-10 - Nouveau code pénal français no 44 (preuve par -‬‬
‫)‪appréciation‬‬
‫من المقارنة بين عنصر كذب شهادة الزور وعنصر كذب اإلخبار أو الشكوى في جريمة االفتراء‪ ،‬يت&&بيَّن‬
‫أن إثبات توافر هذا العنصر في جريمة شهادة الزور يعود تقديره لسلطان القاضي المطلق الذي ينظ&ر في‬
‫دعوى شهادة الزور‪ ،‬أما في جريمة االفتراء فإنه بالنسبة لعنصر كذب اإلخبار يكون القاضي الذي ينظ&&ر‬
‫في جريمة االفتراء ملزم في بعض الحاالت باعتماد نتيج&ة الق&رار القض&&ائي في ال&&دعوى األساس&&ية‪ ،‬ول&&ه‬
‫سلطة التقدير للوقائع واألفعال للتثبت من عنصر الكذب في حاالت أخرى حسب طبيع&ة الق&رار القض&ائي‬
‫الص&&&&&&&&&&&&&&ادر في ال&&&&&&&&&&&&&&دعوى األص&&&&&&&&&&&&&&لية كم&&&&&&&&&&&&&&ا س&&&&&&&&&&&&&&بق وبيَّن&&&&&&&&&&&&&&ا أعاله‪.‬‬

‫(جيم) ‪ -‬ك&&&&&&&&&&&&&&&&&ون األم&&&&&&&&&&&&&&&&&ر المبلَّغ عن&&&&&&&&&&&&&&&&&ه مس&&&&&&&&&&&&&&&&&توجبا ً للعقوب&&&&&&&&&&&&&&&&&ة‪:‬‬


‫إن المادة ‪ 403‬نصت صراحةً على وجوب أن يكون اإلخب&&ار يتن&&اول جناي&&ة أو جنح&&ة أو مخالف&&ة مع&&اقب‬
‫عليها‪ .‬لذلك إذا تضمن البالغ الكاذب إسناد أمر موجب الحتق&&ار المبل&&غ ض& ّده أو االزدراء ب&&ه فال جريم&&ة‬
‫وال عق&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&اب‪.‬‬

‫(دال)‪ -‬عنص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ر القص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&د الج&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&رمي‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 403‬على وجوب توافر لدى المبلغ علمه ببراءة ال ُمبلَّغ ض ّده من األمر المنس&&وب إلي&&ه ويفهم‬
‫من ذلك وجوب توافر لدى المبلغ نيّة اإلضرار بمن بلّ&غ ض& ّده إلثب&&ات ت&&وافر القص&&د الجن&&ائي في جريم&&ة‬
‫االف&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&تراء‪.‬‬

‫ج‪ :‬إجراءات المالحق&ة الجزائي&ة في ك&ل من جريم&ة ش&هادة ال&زور وجريم&ة اإلف&تراء والمقارن&ة بينهم&ا‬
‫‪ -1-‬المالحق&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة الجزائي&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة في جريم&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة ال&&&&&&&&&&&&&&&&&&زور‪:‬‬

‫وردت في أحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية إجراءات المالحقة الجزائية بحق الش&&اهد ال&&ذي ي&&دلي‬
‫بإف&&&&&&&&ادة كاذب&&&&&&&&ة أم&&&&&&&&ام القض&&&&&&&&اء في ك&&&&&&&&ل من مرحل&&&&&&&&تي التحقي&&&&&&&&ق والمحاكم&&&&&&&&ة‪:‬‬

‫‪ -‬في مرحلة التحقيق ل&&دى قاض&&ي التحقي&&ق نص&&ت الم&&ادة ‪ 89‬أ‪.‬م‪.‬ج أن&&ه إذا ج&&رم الش&&اهد بالباط&&ل وأنك&&ر‬
‫بحقيقة وكتم بعض أو كل ما يعرفه من وقائع القضية التي يسأل عنه&&ا‪ ،‬فيحي&&ل قاض&&ي التحقي&&ق المحض&&ر‬
‫الذي دونت فيه إفادته إلى النيابة العامة االستئنافية لتالحقه بجريم&&ة ش&&هادة ال&&زور المنص&&وص عليه&&ا في‬
‫المادة ‪ 408‬من قانون العقوبات‪ ،‬وفي هذه الحالة للقاضي‪ ،‬بم&ا ل&ه من ح&ق لتق&&دير األدل&ة ووفق&ا ً لقناعت&ه‪،‬‬
‫ع&&&&&&&دم اعتم&&&&&&&اد ه&&&&&&&ذه الش&&&&&&&هادة في الق&&&&&&&رار ال&&&&&&&ذي س&&&&&&&ينتهي إلي&&&&&&&ه في القض&&&&&&&ية‪.‬‬
‫‪ -‬أما في مرحلة المحاكمة واستناداً إلى المادة ‪ 188‬أصول محاكمات جزائية إذا ت&بين للقاض&ي أن الش&اهد‬
‫يدلي بإفادة كاذبة‪ ،‬فيكلف قوى األمن بوضعه في نظ&&ارة المخف&&ر ويض&ع تقري&راً يرفع&&ه إلى الن&ائب الع&&ام‬
‫االستئنافي في هذا الشأن‪ ،‬وللنائب العام أن يالحق هذا الشاهد بجرم ش&&هادة ال&&زور حس&&ب األص&&ول‪ .‬وفي‬
‫هذه الحالة‪ ،‬يمكن للقاضي استئخار البت في القضية لحين الحكم في دع&وى ش&هادة ال&زور أو إهم&ال ه&ذه‬
‫الشهادة بما له من حق تقدير مطلق لألدلة ومتابعة الدعوى الموجودة لديه من دون انتظ&&ار نتيج&&ة دع&&وى‬
‫ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة ال&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&زور‪.‬‬

‫‪ -‬في حال أديت شهادة الزور أمام محكمة الجنايات بحيث ظهر للمحكمة تباين أو تغي&&ير في إف&&ادة الش&&اهد‬
‫المس&&تمع ل&&ديها‪ ،‬فإنه&&ا تباش&&ر بح&&ق ه&&ذا الش&&اهد اإلج&&راءات المنص&&وص عليه&&ا في الم&&ادة ‪ 261‬أص&&ول‬
‫محاكمات جزائية وهي التالية‪ :‬يتولى ممثل النيابة العامة االدعاء بشهادة الزور ويتم انت&&داب مستش&&ار من‬
‫المحكمة للتحقيق معه في جريمة الزور وتبدي النيابة العامة مطالعتها وترفع الملف إلى الهيئة االتهامي&&ة‪،‬‬
‫وإذا قررت هذه األخيرة اتهام الشاهد بجناية شهادة الزور تفصل محكمة الجنايات فيها قبل أو مع الدعوى‬
‫األص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&لية‪.‬‬

‫‪ -‬وعند االدعاء بشهادة ال&&زور على الوج&&ه الم&&بين أعاله‪ ،‬يك&&ون لك&&ل من ممث&&ل النياب&&ة العام&&ة والم&&دعي‬
‫الشخصي والمتهم أن يطلب إرجاء الجلسة في الدعوى األصلية إلى حين الفصل في دعوى شهادة الزور‪.‬‬
‫تبت المحكمة في الطلب‪ .‬كما يعود للمحكمة أن تقرر ذلك من تلقاء نفسها وذلك س&&نداً للم&&ادة ‪ 262‬أص&&ول‬ ‫ّ‬
‫محاكم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ات جزائي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة‪.‬‬

‫‪ -‬أما في حال لم يكتشف أن الشهادة المدلى بها أمام القضاء هي كاذبة إال بعد صدور الحكم النه&&ائي فتبقى‬
‫مالحقة شاهد الزور جائزة أمام القضاء الجزائي المختص‪ ،‬وإذا صدر حكم مبرم بأن الشهادة كاذبة يح&&ق‬
‫للمحكوم عليه استناداً إلى هذا الحكم طلب إعادة المحاكمة سنداً للم&&ادة ‪ 328‬فق&&رة (ج) أص&&ول محاكم&&ات‬
‫جزائي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة‪.‬‬

‫ويتبيَّن بالتالي أن جريمة شهادة الزور تشكل جريمة قائمة بح ّد ذاتها وأن المش&&ترع اللبن&&اني لم يعلّ&&ق قي&&ام‬
‫جريمة شهادة الزور ومالحقتها ومعاقبتها على اقتناع السلطة القضائية بم&&ا ورد في ه&&ذه الش&&هادة والحكم‬
‫باالستناد إليها‪ ،‬إذ أنه تتم المالحقة‪ ،‬حتى لو لم تقتنع بها المحكمة الناظرة في الدعوى األصلية‪ ،‬ولم تس&&تند‬
‫إلى هذه الشهادة في حكمها‪ ،‬وتُفرض العقوبة على مرتكب جريمة شهادة الزور ح&&تى ل&&و لم يس&&تند عليه&&ا‬
‫الحكم باإلدانة أو بالتبرئة‪ ،‬ما دام أن عنصر األضرار بالمتهم كان محتمالً وقوعه‪ ،‬وأن ه&&ذه الجريم&&ة ق&&د‬
‫أخلَّت بحس&&&&&&&&&&&&&&&&&ن س&&&&&&&&&&&&&&&&&ير العدال&&&&&&&&&&&&&&&&&ة وأ َّدت إلى تض&&&&&&&&&&&&&&&&&ليل القض&&&&&&&&&&&&&&&&&اء‪.‬‬

‫‪ -2-‬المالحق&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة الجزائي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة في جريم&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة االف&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&تراء‪:‬‬

‫أما بالنسبة لجريمة اإلفتراء المنصوص عليها في الم&&ادة ‪ 403‬عقوب&&ات‪ ،‬ف&إن المش&&ترع لم يش&ترط لقب&&ول‬
‫دعوى االفتراء صدور حكم بالبراءة أو قرار بأن ال وجه إلقامة الدعوى‪ ،‬أو ق&&رار بحفظه&&ا‪ ،‬ح&&تى إن&&ه لم‬
‫يشترط حصول تحقيق قضائي بشأن الواقعة المبلغ عنها‪ .‬إن إقامة دعوى بحق المفتري الذي ق&&دم إخب&&اراً‬
‫كاذبا ً ونسب إلى شخص مخالفة أو جنحة أو جناية يعرف براءت&ه منه&ا يمكن أن تتم في الح&االت التالي&ة‪:‬‬

‫(أل&&ف)‪ -‬الحال&&ة األولى‪ :‬إقام&&ة دع&&وى االف&&تراء بع&&د ص&&دور حكم نه&&ائي من المحكم&&ة المختص&&ة ب&&براءة‬
‫المف&&ترى علي&&ه مم&&ا أس&&ند إلي&&ه أو بع&&د ص&&دور ق&&رار عن قاض&&ي التحقي&&ق والهيئ&&ة االتهامي&&ة م&&برم بمن&&ع‬
‫المحاكمة‪ »non-lieu« ،‬يعلن فيه أن األمر الُمبلغ عنه غير صحيح‪ ،‬أو أن المبل&&غ ض & ّده لم يرتكب&&ه‪ .‬وفي‬
‫هذه الحالة يكون الحكم بالبراءة أو القرار بمنع المحاكمة قوة القضية المحكمة في م&&ا يتعل&&ق بثب&&وت ك&&ذب‬
‫األمر المبلغ عنه ويجب على المحكمة الناظرة بدعوى االفتراء أن تحكم بمعاقبة المفترى متى تحققت من‬
‫توافر عناصر الجريمة األخرى من دون أن يك&ون له&&ا أي س&لطة في تق&دير الوق&ائع واألدل&ة في ال&دعوى‬
‫األص&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&لية‪.‬‬

‫‪ -‬أما في حال وجود أمر بالحفظ أو ع&&دم المالحق&&ة ص&&ادر عن النياب&&ة العام&&ة لع&&دم كفاي&&ة ال&&دليل وبس&&بب‬
‫س&&&&&&&قوط ال&&&&&&&دعوى بم&&&&&&&رور ال&&&&&&&زمن‪ ،‬أو ب&&&&&&&العفو‪ ،‬أو بوف&&&&&&&اة المف&&&&&&&ترى علي&&&&&&&ه‪ ،‬إلخ‪...‬‬

‫فإن هذا األمر ال يمنع المحكمة الناظرة في دعوى جريم&&ة االف&&تراء من بحث الوق&&ائع وإج&&راء التحقيق&&ات‬
‫الالزمة وتقدير األدلة وظروف القضية التخاذ القرار المناسب لجهة ك&&ذب اإلخب&&ار أو ع&&دم كذب&&ه‪ ،‬والبت‬
‫بالت&&&الي ب&&&دعوى االف&&&تراء دون أن تك&&&ون ملزم&&&ة بم&&&ا ص&&&در في ال&&&دعوى األص&&&لية له&&&ذه الجه&&&ة‪.‬‬

‫(باء)‪ -‬الحال&ة الثاني&ة‪ :‬إذا ق&دمت دع&وى االف&تراء أثن&اء النظ&ر في ال&دعوى الجزائي&ة الخاص&ة بموض&وع‬
‫اإلخبار نفسه يجب على المحكمة التي قدمت إليه&&ا دع&&وى االف&&تراء انتظ&&ار الفص&&ل في دع&&وى موض&&وع‬
‫اإلخبار قبل الحكم بدعوى االفتراء لعدم حصول تن&&اقض في األحك&&ام‪ ،‬وك&&ون التحق&&ق من ت&&وافر عنص&&ر‬
‫كذب اإلخبار في جريمة االفتراء هو مسألة أولية ويتوجب استئخار البت بدعوى االفتراء لحين البت بهذه‬
‫المسألة القانونية في دعوى األساس الخاصة بموضوع اإلخبار‪.‬‬

‫)جيم) ‪ -‬الحالة الثالثة‪ :‬في حال قدمت دعوى االفتراء قبل إج راء أي تحقي ق قض ائي عن الوق ائع ال تي‬
‫تضمنها اإلخبار ففي هذه الحالة ال تكون المحكمة ملزمة بتعليق الفصل في دعوى االفتراء إلى أن يثبت‬
‫كذب اإلخبار لدى السلطة المختصة‪ ،‬بل يكون لها أن تحق ق بنفس ها في الوق ائع ال تي تض منها اإلخب ار‬
‫وتقدرها للوصول إلى قناعة للحكم بإثبات كذب اإلخبار أو صحته‪.‬‬

‫‪ - II‬مدى تطبيق األحكام القانونية لكل من جريمة شهادة ال&&زور وجريم&&ة االف&&تراء على األفع&&ال المش&&تبه‬
‫ارتكابها في ملف التحقيق في جريمة إغتيال الرئيس الحريري استناداً إلى النصوص والمبادئ القانوني&&ة‪،‬‬
‫التي بيَّناها في القسم األول كيف يمكن مالحقة المشتبه بادالئهم بإفادات كاذبة في ملف التحقيق في جريمة‬
‫اغتي&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ال ال&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&رئيس الحري&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ري‪.‬‬

‫‪ -1-‬بالنس&&&&&&&&&بة لألش&&&&&&&&&خاص المس&&&&&&&&&تمعين من قب&&&&&&&&&ل المحق&&&&&&&&&ق الع&&&&&&&&&دلي اللبن&&&&&&&&&اني‬

‫‪ -‬إن األشخاص المستمعين أمام قاضي التحقيق العدلي في قض&&ية اغتي&&ال ال&&رئيس الحري&&ري هم ب&&المعنى‬
‫القانوني ال ُمع َّرف عنه في قانون العقوبات اللبناني المادة ‪ 408‬شهود تطبق على ش&&هادتهم في ح&&ال ثب&&وت‬
‫أنها كاذبة أحكام هذه المادة وإن عدم حل&ف اليمين من قب&&ل الش&اهد أم&&ام ه&ذا القاض&&ي يش&&كل س&ببا ً مخفف&ا ً‬
‫للعقوب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة وال يمن&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ع المعاقب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة على ش&&&&&&&&&&&&&&&&&&&هادة ال&&&&&&&&&&&&&&&&&&&زور‪.‬‬

‫وتبيَّن من مراجعة المعلومات المتوافرة والم&&ذكورة في تقري&&ر وزي&&ر الع&&دل إب&&راهيم نج&&ار المرف&&وع إلى‬
‫مجلس الوزراء مؤخراً أن المحق&&ق الع&&دلي ول&&دى اس&&تماعه إلى ش&&هود أثن&&اء التحقي&&ق في جريم&&ة اغتي&&ال‬
‫الرئيس رفيق الحريري أن&ه ادعى على اث&&نين منهم&&ا بش&&هادة ال&زور س&نداً إلى الم&ادة ‪ 408‬عقوب&&ات‪ .‬أم&ا‬
‫بالنسبة للثالث‪ ،‬فقد أحال إفادته إلى لجنة التحقيق الدولية للتثبت من صحة أقواله ولم يعط التقرير المذكور‬
‫أية معلومات حول مصير هذه االدعاءات واإلجراءات بخصوص شهود الزور‪ .‬وال يمكنن&&ا بالت&&الي إب&&داء‬
‫الرأي القانوني بهذا الموضوع‪ ،‬إال أن&ه يقتض&ي التأكي&د أن&ه يجب أن تك&&ون ه&ذه االدع&&اءات الجزائي&&ة ق&د‬
‫أحيلت إلى المرج&&ع القض&&ائي المختص وفق &ا ً للم&&ادة ‪ 89‬أص&&ول محاكم&&ات جزائي&&ة المش&&ار إليه&&ا أعاله‬
‫باعتبارها تشكل جرائم قائمة بح ّد ذاتها يستوجب التحقيق فيها لمعرفة المشتركين والمحرضين ومالحقتهم‬
‫قضائياً‪ ،‬وهذا األمر ينطبق أيضا ً على كل الشهود اآلخ&&رين المس&&تمعين ل&&دى قاض&&ي التحقي&&ق الع&&دلي في‬
‫حال ادعى عليهم بجرم شهادة الزور أحد الفرقاء المتضررين من الشهادة الكاذبة أثن&&اء التحقي&&ق الع&&دلي‪.‬‬

‫‪ -2-‬بالنسبة لألشخاص الذين أدلوا بإفادات لدى لجنة التحقيق الدولي&&ة الخاص&&ة أو ل&&دى الض&&ابطة العدلي&&ة‬
‫اللبناني&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة‬

‫إن األشخاص المشتبه بإدالئهم بإخبارات ومعلوم&&ات كاذب&&ة أم&&ام لجن&&ة التحقي&&ق الدولي&&ة ول&&دى الض&&ابطة‬
‫العدلية اللبنانية‪ ،‬وباختالق أدلة مادية نسبوا بموجبها إلى أشخاص يعرفون براءتهم منها جناي&&ة االش&&تراك‬
‫في اغتيال الرئيس الحريري تُطبق عليهم أحك&ام جريم&ة االف&تراء المنص&وص عليه&ا في الم&ادة ‪ 403‬من‬
‫قانون العقوبات اللبناني‪ .‬وإن المالحقة الجزائية بحق المشتبه بهم بارتكاب جريمة االف&&تراء والمحرض&&ين‬
‫والمتدخلين والشركاء تطبق عليها الحال&&ة األولى المش&&ار إليه&&ا س&&ابقا ً في الفق&&رة (ج) المتعلق&&ة ب&&إجراءات‬
‫المالحق&&&&&&&&&&&&&ة الجزائي&&&&&&&&&&&&&ة في جريم&&&&&&&&&&&&&ة االف&&&&&&&&&&&&&تراء لألس&&&&&&&&&&&&&باب التالي&&&&&&&&&&&&&ة‪:‬‬

‫إن اإلخبار والمعلومات الكاذبة التي أدلى بها بعض األشخاص واألدلة المادية التي اختلقها البعض اآلخ&ر‬
‫في قضية اغتيال الرئيس الحريري أدت إلى ادعاء قاضي التحقي&&ق الع&&دلي بح&&ق أربع&&ة رؤس&&اء ألجه&&زة‬
‫أمنية لبنانية وآخرين بجرائم القتل واإلرهاب والتفجير‪ ،‬وتوقي&&ف ه&&ؤالء األش&&خاص لم&&دة تق&&ارب األرب&&ع‬
‫سنوات في ‪ .25/3/2009‬تنازلت السلطة القض&&ائية اللبناني&&ة عن اختصاص&&ها في قض&&ية اغتي&&ال ال&&رئيس‬
‫الحريري لصالح المحكمة الدولية الخاص&&ة بلبن&&ان وأح&&الت نت&&ائج التحقي&&ق اللبن&&اني ونس&&خة عن س&&جالت‬
‫المحكم&&ة إلى الم&&دعي الع&&ام ل&&دى المحكم&&ة س&&نداً ألحك&&ام الم&&ادة الرابع&&ة من نظ&&ام المحكم&&ة األساس&&ي‪.‬‬

‫بتاريخ ‪ ،15/4/2009‬أصدر قاضي اإلجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية أمراً يطلب فيه من المدعي‬
‫العام لدى هذه المحكمة أن يشير لكل شخص محتجز في لبنان في قضية اغتيال ال&&رئيس الحري&&ري م&&ا إذا‬
‫كان ي&رغب باس&تمرار توقيف&ه أو ال يع&ارض إطالق س&راحه م&ع اإلش&ارة إلى أن ه&ؤالء المحتج&زين هم‬
‫الضباط األربعة المشار إليهم أعاله بعد إطالق سراح الموقوفين اآلخرين في هذه القضية من قبل القضاء‬
‫اللبناني الناظر في القضية آنذاك‪ .‬وبعد إطالع قاض&&ي اإلج&&راءات التمهيدي&&ة على مطالع&&ة الم&&دعي الع&&ام‬
‫بهذا الموضوع أصدر بتاريخ ‪ 27/4/2009‬قراراً قضى بموجبه إطالق الموقوفين فوراً وذلك وفقا ً لطلب‬
‫الم&&دعي الع&&ام ألن األدل&&ة واإلف&&ادات والمعلوم&&ات الموج&&ودة في المل&&ف والمتعلق&&ة ب&&التورط المحتم&&ل‬
‫لألشخاص األربعة الموقوفين (أي الضباط اللبنانيون األربعة) في الهجوم على ال&&رئيس الحري&&ري ليس&&ت‬
‫موثوق&&&&&&ا ً به&&&&&&ا بم&&&&&&ا في&&&&&&ه الكفاي&&&&&&ة لت&&&&&&برير إي&&&&&&داع ق&&&&&&رار اته&&&&&&ام في ح&&&&&&ق أي منهم‪.‬‬

‫‪ -‬إن الق&&رار المش&&ار إلي&&ه أعاله ص&&ادر عن قاض&&ي اإلج&&راءات التمهيدي&&ة ال&&ذي ل&&ه في النظ&&ام القض&&ائي‬
‫األنغلوسكسوني ذات مهام قاضي التحقيق في النظام القضائي اللبناني وهو قرار مبرم لعدم الطعن ب&&ه من‬
‫أي جه&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ة له&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ا الح&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ق ب&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬على ضوء ما أوردناه أعاله في القسم األول من الدراسة‪ ،‬فإنه يمكن للمفترى عليهم إقامة دعوى بج&&رم‬
‫االفتراء بحق المشتبه بهم من فاعلين ومشتركين ومحرِّ ض&&ين لع&زومهم أم&&ورا كاذب&&ة إلى المف&&ترى عليهم‬
‫واختالق أدلة مادية غير صحيحة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري‪ .‬ويعود للمحكم&&ة الن&&اظرة في ه&&ذه‬
‫الدعوى الجزائية حق تقدير قوة قرار قاضي اإلجراءات التمهيدي&ة الثبوتي&ة فإم&ا أن تعت&بره قرين&ة مطلق&ة‬
‫وتبني حكمها على أساسه‪ ،‬أو أنها تعتبر أنه ال ينتج عنه قرينة مطلق&ة بثب&وت عنص&ر الك&ذب في اإلخب&ار‬
‫واألم&&ور المختلف&&ة بح&&ق المف&&ترى عليهم فتق&&وم هي ب&&ذاتها ب&&إجراء التحقي&&ق والبحث في الوق&&ائع وتق&&دير‬
‫الظروف واألدلة المتوافرة لديها التخاذ القرار المناسب لجه&ة تحق&ق وثب&وت العناص&ر الجرمي&ة الالزم&ة‬
‫لتوافر جريمة االفتراء‪.‬‬
‫‪ 1216 [ 2010-11-02 | 08:54‬قراءة ]‬

You might also like