You are on page 1of 6

‫المطلب األول ‪ :‬شروط المرتد‬

‫‪1‬‬
‫املرتد هو املسلم الراجع عن اإلسالم ‪ ،‬فال يسمى رجوع النصراين وال اليهودي عن أدياهنما ردة‬

‫‪-1‬البلوغ‬

‫الردة وال يؤخذ هبا من الصيب الغري البالغ ‪،‬واألدلة‬


‫ال تقع ّ‬

‫على هذا القول ‪:‬‬

‫‪ -1‬ق ; ;;ول رس ; ;;ول اهلل ﷺ ‪" :‬رف ; ;;ع القلم عن ثالث ‪ :‬عن اجملن ; ;;ون املغل ; ;;وب على عقل ; ;;ه ح ; ;;ىت يفي ; ;;ق وعن الن ; ;;ائم ح ; ;;ىت‬
‫يستيقظ ‪ ،‬وعن الصيب حىت حيتلم "صدق رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬

‫;ردة تص;;رف في;;ه مفس;;دة ومض;;رة للص;يب ‪ ،‬وعق;ل الص;;يب يف التص;;رفات الض;الة يلح;ق بالع;دم وال يص;ح طالق;ه أو‬
‫‪ 2‬أن ال; ّ‬
‫‪2‬‬
‫تربعاته أو إعتاقه‬

‫‪ -3‬أن الف;;رض ال يس;;قط عن الص;;يب إن ق;;ام ب;;ه ‪ ،‬ك;;احلج مثال ‪ ،‬ألن;;ه غ;;ري خماطب بالتكليف;;ات الش;;رعية ‪ ،‬وه;;و ب;;ذلك‬
‫مثل اجملنون والطفل الصغري (‪)8‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ - 4‬أن الصيب املميز ال يصح طالقه وبيعه وشراؤه ‪ ،‬وكذلك ردته ‪ ،‬فال يرتتب على قوله أثر‬

‫‪ -2‬العقل‬

‫ش;;رط العتب;;ار الفع;;ل ه;;و وج;;ود العق;;ل ‪ ،‬ل;;ذلك ال جيب اخ;;ذ اعتب;;ار ألق;;وال و ألفع;;ال و تص;;رفات اجملن;;ون ( ‪ ، )2‬وأن‬
‫ال ; ّ;ر ّدة يف حال ;;ة اجلن ;;ون ال تعت ;;رب وال ي ;;رتتب عليه ;;ا أي أث ;;ر ‪ ،‬ألن اجملن ;;ون ال ق ;;ول ل ;;ه وال عم ;;ل ‪ ،‬وال ف ;;رق بني من ك ;;ان‬
‫جنونه أصليا ‪ ،‬وهو الشخص ال;ذي اتص;ل جنون;ه من;ذ بلوغ;ه وبني م;ا ق;د ول;د فاق;دا لعقل;ه ‪ ،‬ويف حال;ة إذا ك;ان اجلن;ون‬
‫;ردة يف ح;ال اجلن;;ون (‬
‫طارئا ‪ ،‬بأن بلغ اإلنسان عاقال ‪ ،‬وأصابه اجلنون بعد ذلك ‪ ،‬فال فرق بينهما إذا حصل تص;;رف ال; ّ‬
‫‪)4‬‬

‫ردة السكران‬

‫‪ 1‬اخلرشي ‪ ،‬حممد بن عبد اهلل ‪( ،‬ت‪ 1101‬هـ) (اخلرشي على خمتصر خليل) وهبامشه حاشية العنوي (ت ‪ 1189‬هـ) ‪ 62 \4 ،‬دار‬
‫الفكر‬
‫‪ 2‬الكاساين ‪ ( ،‬بدائع الصنائع ) ‪ ، 199/7 ،‬ابن قدامة ‪ ،‬الكايف ) ‪115/4 ،‬‬
‫‪ 3‬الشربيين ‪ ،‬حممد اخلطيب ‪ ،‬ت ‪( ،)977‬مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج ) على منت (منهاج الطالبني)‬
‫الس;;كر ‪ :‬ه;;و غيبوب;;ة العق;;ل واختالط;;ه بس;;بب الش;;راب; املس;;كر و والس;;كران ه;;و الش;;خص ال;;ذي خيتل;;ط كالم;;ه ‪ ،‬وه;;و‬
‫الذي ال يفرق بني السماء واألرض وال الرجل واملرأة‬

‫للسكران حالتان ‪-:‬‬

‫احلالة األوىل ‪ :‬إذا كان السكران متعمد للشرب; ‪ ،‬فشرب وهو يعلم أن ما يشربه سوف يسكره ويزيل عقله‬

‫احلالة الثانية ‪ :‬إذا كان قد سكر وهو جيهل أنه يشرب شيء مسكر ‪ ،‬أو يف حالة شربه دواء أسكره ففي ه;;ذه احلال;;ة ال‬
‫تق;;ع ردت;;ه إذا ص;;در من;;ه م;;ا يص;;ري ب;;ه الش;;خص الب;;الغ العاق;;ل مرت;;دا ‪ ،‬وه;;ذا ال خالف في;;ه فال يتم احلكم علي;;ه باالرت;;داد‬
‫وردة السكران الذاهب العقل; ليست بشيء استحسانا (‪ )5‬فهو ال قصد له فيما يقوله ‪ ،‬وألن;;ه زائ;;ل العق;ل; غ;;ري مكل;;ف‬
‫كاجملنون‬

‫القول الراجح ‪ :‬يرى عدم وق;وع ردة الس;كران ‪ ،‬ففي حال;ة اقرتاف;ه كب;رية وهي ش;رب اخلم;ر‪ ،‬أم اخلب;ائث وع;دم امتثال;ه‬
‫لق ;;ول اهلل تع ;;اىل ‪":‬يأيه ;;ا الَّ ِذين آمنُ ;;وا ِإمَّنَ ;;ا اخلم ;;ر واملس ;;ر واَألنص; ;اب واَأْلرمَل ِرجس ِمن عم; ِ;ل ال َّش; ;يطَ ِ‬
‫ان ف ;;اجتبوه لعل ُك ْ;م‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ ْ ُ ْ ٌ ْ ََ‬ ‫َ َ‬
‫تُ ْفلِ ُح;;و َن "‪4‬عني الش;;رع ح;;د ش;;ارب اخلم;;ر ‪ ،‬ويف ح;;ال تلفظ;;ه مبا خيرج;;ه من اإلس;;الم دون قص;;د ال خيرج من اإلس;;الم‬
‫‪5‬‬
‫بسبب انعدام قصده كما أخربنا اهلل تعاىل يف كتابه أن السكران ال يعلم ما يقول‬

‫‪-3‬االختيار‬

‫اإلكراه " محل الغري على أمر ميتنع عنه ‪ ،‬بتخويف يقدر احلامل على إيقاعه ‪ ،‬ويصري الغ;;ري خائف;;ا ب;ه ‪ ،‬واإلك;;راه إلظه;;ار‬
‫كلم;;ة الكف;;ر ه;;و أن خياف على نفس;;ه أو بعض أعض;;ائه التل;;ف يف حال;;ة إن مل يفع;;ل م;;ا أم;;ر ب;;ه (‪ )3‬ويس;;مى ب;;اإلكراه‬
‫امللجئ و يك;ون ب;إتالف النفس أو بعض;و منه;ا أو عن طري;;ق التهدي;;د بقت;;ل من يهم اإلنس;;ان أم;;ره أو ب;إتالف مجي;;ع املال‬
‫فيلجئ الفاعل ويضطره بالفع;ل خوف;ا من القت;ل أو قط;ع عض;و مثال ‪ .‬وه;ذا يفس;د االختي;ار ويع;دم الرض;ا (‪ ، )4‬وال;ردة‬
‫ال تكون صحيحة ‪ ،‬وهلا أثرها إال إذا صدرت باختيار من فاعلها دون أن يكرهه أو جيربه أحد بفعل أو قول يؤدي إىل‬
‫الردة‪.‬‬
‫ّ‬

‫أدلة الفقهاء على عدم صحة ردة املكره‬

‫‪ 4‬سورة املائدة األية ‪90‬‬


‫‪ 5‬اجلصاص‪ ،‬امحد بن علي الرازي (ت ‪370‬هـ) أحكام القرآن ضبط نصه عبد السالم حممد بن علي شاهني ‪ ،2493‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان ‪ 2007 3 ،‬م‬
‫‪ -‬اس;;تدل الفقه;;اء بق;;ول اهلل تع;;اىل ( َمن َك َف; َ;ر بِاللَّ ِه ِم ْن َب ْع; ِ;د ِإمياَنِ; ِ;ه ِإاَّل َم ْن ُأ ْك; ِر َه َو َق ْلبُ;;هُ ُمطْ َمِئ ٌن بِ ;اِإْل ميَ ِن َولَ ِكن ِّمن ش;;رح‬
‫ِ‬ ‫بالكف ٍر ص ْدرا َفعلَي ِهم عض ِ ِ‬
‫ب م َن اللَّه َوهَلُ ْم َع َذ ٌ‬
‫‪6‬‬
‫يم )‬‫اب َعظ ٌ‬ ‫َ ً َْ ْ َ َ ٌ‬

‫‪ -‬وكذلك قول رسول اهلل ﷺ (رف;;ع عن أم;يت اخلط;أ والنس;;يان وم;ا اس;تكرهوا علي;ه) ص;دق رس;ول اهلل ص;;لى اهلل علي;ه‬
‫بالر ّدة‪ ،‬ألن املك;ره قول;ه وفعل;ه كعدم;ه ‪ ،‬ل;ذلك اتف;ق العلم;اء على‬
‫وسلم فاإلكراه سبب إلفساد االختيار ‪ ،‬ورفع احلكم ّ‬
‫‪7‬‬
‫أن املكره على الكفر جيوز له أن يوايل أعداء الدين إبقاء لنفسه‬

‫_ اإلجبار على التصرف الذي يؤدي للكفر باإلكراه ‪ ،‬جعل من الكفر رخصة للحفاظ على النفس أو ما يساويها ‪( ،‬‬
‫والض ;;رورات ت ;;بيح احملظ ;;ورات‪ ( ) 8‬والض ;;رورة تق ;;در يق ;;درها) ‪ ،‬والص ;;رب على م ;;ا يس ;;تكره املس ;;لم للكف ;;ر باهلل عزمية ‪،‬‬
‫واألخ;;ذ بالعزمية أوىل عن;;د مجه;;ور الفقه;;اء الص;;رب وع;;دم النط;;ق ب;;الكفر وع;;دم فعل;;ه جه;;اد يف س;;بيل اهلل ‪ ،‬ومن فعل;;ه ن;;ال‬
‫ث ;;واب الش ;;هادة ‪ ،‬وأمجع العلم ;;اء على أن ;;ه من أك ;;ره ش ;;خص على الكف ;;ر فاخت ;;ار القت ;;ل فان ;;ه أعظم عن ;;د اهلل ممن اخت ;;ار‬
‫الرخص;;ة وبعض الفقه;;اء فق;;الوا األفض;ل; أن يص;;ون نفس;;ه ينط;;ق الكف;;ر أو بفعل;;ه إن ك;;ان ممن يرج;;و النكاي;;ة يف الع;;دو‪،‬‬
‫فاألفضل أن يدفع القتل عن نفسه الن بقائه فيه صالح املسلمني ‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬عقوبة املرتد يف االسالم‬

‫الر ّدة وأثرها اخلط;ري يف أهنا حتب;ط العم;ل الص;احل يف اإلس;الم وأهنا ال تض;ر اهلل ش;يئا فاهلل‬
‫بينت آيات القرآن الكرمي جرمية ّ‬
‫ع;;ز وج;;ل ناص;;ر دين;;ه ‪ ،‬وأن ض;;ررها وإمثه;;ا يع;;ود على املرت;;د نفس;;ه فق;;ط فهي س;;بب ع;;دم راحت;;ه بال;;دنيا وس;;بب جزائ;;ه‬
‫بالع;;ذاب الش;;ديد ب;;اآلخرة ‪ ،‬وبني اهلل يف كتاب;;ه أن الش ;ك; وض;;عف اإلميان وعب;;ادة اهلل يف الس;;راء واالرت;;داد عن دين;;ه يف‬
‫والردة عن دين اهلل ‪.‬‬
‫الصعائب هو سبب االرتكاس واالنتكاس ّ‬

‫ومل توضح آيات الكتاب عقوبة يف الدنيا للمرتد ‪ ،‬مع ما بينته من خماطر واثار هذه اجلرمية وما أعد اهلل للمرت;;دين من‬
‫عذاب أليم يف اآلخرة ‪ ،‬فاآليات مل ت;ذكر عقوب;ة املرت;;د الدنيوي;ة وبينت ج;;رم املرت;;د ملا ينال;ه من عق;اب يف االخ;رة وه;ذا‬
‫م ;;ا بينت ;;ه التفاس ;;ري ‪ ،‬وه ;;ذه اآلي ;;ات ق ;;د تك ;;ون ن ;;زلت يف ن ;;اس أو أش ;;خاص معي ;;نني ت ;;بني أمساءهم التفاس ;;ري‪ ،‬وق ;;د ذهب‬
‫اجلمهور من العلماء إىل أن العربة بعموم اللفظ ومشوله ال خبصوص السبب فاحلكم الذي يؤخ;;ذ من اللف;;ظ الع;;ام يتع;;دى‬

‫‪ 6‬سورة النحل األية ‪106‬‬


‫‪ 7‬الصابوين ‪ ( ،‬خمتصر تفسري ابن كثري ) ‪ ، 348 2 ،‬وقوله لعمار ( ان عادوا فعد ) إمنا هو على وجه اإلباحة ال على وجه اإلجياب‬
‫والندب واألفضل أن ال يعطي التقية وال يظهر الكفر ملا فيه من إعرار الدين ‪ ،‬وغيظ املشركني ‪ ،‬كما فعل حبيب بن عدي يف حينما‬
‫قهر مشركي مكة بقتله يف ‪ ،‬ينظر ‪ ،‬اجلصاص ‪ ( ،‬احكام القرآن ) ‪34813 ،‬‬
‫حيدر ‪ ،‬درر الحكام شرح مجلة األحكام ) ‪ ،‬المادة ‪331 ، 21‬‬ ‫‪8‬‬
‫ص; ;;ورة الس; ;;بب اخلاص إىل نظائره; ;;ا ‪ ، 9‬وهن; ;;اك العدي; ;;د من اآلي; ;;ات أش; ;;ارت إىل عقوب; ;;ة املرت; ;;د الدنيوي; ;;ة كم; ;;ا اوض; ;;ح‬
‫املفسرون ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأع َملُ ُه ْم يِف ال ُّ;د ْنيَا َواآْل ِ;خ َر ِة َو ُْأو َ‬
‫لئك‬ ‫ت ْ‬ ‫ئك َحبِطَ ْ‬
‫ت َو ُه َ;و َك;اف ُر فَُأولَ َ‬
‫ل(و َمن َي ْرتَد ْد من ُك ْم َعن دين;ه‪َ ،‬فيَ ُم ْ‬
‫قال اهلل عز وجل َ‬
‫‪10‬‬
‫ب النَّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن) ‪.‬‬
‫َأص َح ُ‬
‫ْ‬

‫حيث قي;;دت ال ; ّ;ر ّدة ب;;املوت عليه;;ا يف إحب;;اط األعم;;ال وال ;;ذي ي ;;راد ب;;ه إمنا هي األعم ;;ال الص ;;احلة ‪ ، 11‬واآلي;;ة فيه ;;ا من‬
‫التهديد للمسلمني ليثبتوا على إسالمهم وإمياهنم ‪.‬‬

‫;ات َواللَّهُ اَل‬


‫ول َح; ٌّ;ق َو َج;;اءَ ُه ُم الَْبِّينَ ; ُ‬
‫الر ُس ; َ‬ ‫;ف َي ْ ;ه ِ;دى اللَّهُ َق ْو ًم;;ا َك َف; ُ;روا َب ْع; َ;د ِإميَ ;;اهِنِ ْم َو َش ; ِه ُدوا َّ‬
‫َأن َّ‬ ‫ق ;;ال اهلل ع ;;ز وج ;;ل ( َكْي; َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْهدي الْ َق ْو َم الظَّلم َ‬
‫‪12‬‬
‫ني) ‪.‬‬

‫وهناك آيات في القرآن الكريم تشير إلي عقوبة المرتد الدنيوية ‪.‬‬

‫يف القرآن الكرمي آيات تشري إىل عقوبة املرتد الدنيوية وهي القتل كما فسرها العلماء‪:‬‬

‫قال اهلل خيلِ ُفو َن بِاللَّ ِه َما قَالُوا َولََق ْد قَالُوا َكلِ َمةَ الْ ُك ْف ِر َو َك َف ُروا َب ْع َد ِإ ْساَل م ِه ْم َو َهنُوا مِب َا لَ ْ;و َينَ;الُوا َو َم;ا نَ َق ُم;وا ِإاَّل َأ ْن َأ ْغَن ُه ُم‬
‫يم;;ا يِف ال ; ُّ;د ْنيَا َواآْل ِ ;خ ر ِة َو َم;;ا هَلُ ْم يِف‬‫ِ‬ ‫اللَّه ورس ;ولُه ِمن فَ ِ‬
‫َ‬
‫ِإ َّ‬ ‫ض ;ل ِه‪ ،‬فَ ;ِإن َيتُوبُ ;;وا يَ ; ُ‬
‫;ك َخْي; ً;را هَلُ ْم َو ن َيَت َول ْوا يُ َع; ِّ;ذ ْب ُه ُم اللَّهُ َع ; َذابًا َأل ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ ََ ُ ُ‬
‫ض ِمن َويِل َواَل نَصري )‬
‫ِ ٍ ‪13‬‬
‫اَأْلر ِ‬
‫ْ‬

‫‪ 9‬الغ ; ;;زايل ‪ ( ،‬املستص ; ;;فى ) ‪ ، 602 ،‬الزركش ; ;;ي ‪ ( ،‬البح ; ;;ر احملي ; ;;ط) ‪ ، 29114 ،‬الش ; ;;وكاين ‪ ( ،‬إرش ; ;;اد الفح ; ;;ول ) ‪، 332\1 ،‬‬
‫الس; ;;يوطي ‪ ،‬عب; ;;د ال; ;;رمحن بن أيب بك; ;;ر ‪ ( ،‬ت ‪ ( ) 911‬اإلتق; ;;ان يف عل; ;;وم الق; ;;رآن ) ‪ ،‬ض; ;;بطه حمم; ;;د س; ;;امل هاش; ;;م‪ ، 611 ،‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان ط ‪2000 1‬م ‪ ،‬الزرقاين ‪ ،‬حممد عبد العظيم‪ ،‬مناهل العرفان يف علوم القرآن ) ‪ ،‬حققه أمحد بن علي ‪1121 ،‬‬
‫‪ ،‬دار احلديث; ‪ ،‬الق;;اهرة طـ ‪2001‬م ‪ ،‬الس;;عدي; ‪ ،‬عب;;د ال;;رمحن بن ناص;;ر ‪ ( ،‬ت ‪1376‬هـ ) ‪ ( ،‬القواع;;د احلس;;ان يف تفس;;ري الق;;رآن ) ‪،‬‬
‫حقق;ه أمين بن ع;ارف الدمش;;قي; وآخ;رون ‪ ،‬ص ‪ ، 11‬مكتب;ة; الس;;نة ‪ ،‬الق;اهرة ‪ ،‬ط ‪2001‬م الفتي;اين ‪ ،‬خال;;د إب;راهيم ‪ ( ،‬اجلن;ان يف عل;;وم‬
‫القرآن الكرمي ) ‪ ،‬ص ‪ ، 91‬جهين;ة للنش;;ر عم;ان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط‪2004 ;، 2‬م ‪ ،‬حس;;ني ‪ ،‬عم;اد علي عب;;د الس;ميع ‪ ( ،‬التيس;;ري يف أص;ول‬
‫التفسري ) ‪ ،‬ص‪ ، 94‬دار اإلميان ‪ ،‬االسكندرية ‪( ،‬د‪ .‬ت ط ) ‪.‬‬
‫‪ 10‬البقرة ‪ ،‬آية ‪. 217‬‬
‫‪ 11‬البيضاوي ‪( ،‬أنوار التنزيل وأسرار التأوبل) ‪1/215 ،‬‬
‫‪ 12‬آل عمران ‪ ،‬آية ‪. 86‬‬
‫‪ 13‬التوبة ‪ ،‬آية ‪. 74‬‬
‫انزل اهلل تعايل هذه اآلية يف املنافقني وذكر سبحانه وتعايل عقوبتهم يف حال توليهم ‪ ،‬وأقر أهنم قالوا كلمة الكف;;ر بع;;د‬
‫إسالمهم ‪ ،‬على تقدير صحة إسالمهم فهم كانوا يظهرون اإلسالم ويبطنون غريه ‪ -‬فيوض;ح اهلل حكم;ه فيهم ويف ك;ل‬
‫من ابان الكفر بعد اإلسالم سواء الدنيا او اآلخرة‪.‬‬

‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية " وألهنم أظهروا الكفر والردة هلذا دعاهم إىل التوبة ( فَِإن َيتُوبُ;وا يَ;ك خ;ريا هلم َوِإن َيَت َولَّْوا‬
‫يم; ;;ا يِف ال ; ; ُّ;د ْنيَا َواآْل ِ;خ; ; َر ِة ) وه ; ;;ذا ملن أظه ; ;;ر الكف ; ;;ر فيجاه ; ;;ده الرس ; ;;ول بإقام ; ;;ة احلد‬‫ِ‬
‫مبعن التوب ; ;;ة يُ َع ; ; ِّ;ذ ْب ُه ُم اللَّهُ َع; ; ; َذابًا َأل ً‬
‫والعقوبة‪ . 14‬وق ;;ال املفس ;;رون إن يتول ;;وا أي يعرض ;;وا عن اإلميان يع ;;ذهبم اهلل ع ;;ذابا أليم ;;ا يف ال ;;دنيا واآلخ ;;رة ‪ ،‬يف ال ;;دنيا‬
‫بالقتل ويف اآلخرة بالنار‪. 15‬‬

‫اب ست ْدعو َن ِإىَل َقوٍم ُأويِل بْأ ٍس ش ِد ٍ‬


‫يد ُت َقتِلُو َن ُه ْم َْأو يُ ْسلِ ُمو َن }‪. 16‬‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ني ِم َن ْ‬
‫اَأْلعَر ِ; َ ُ َ‬ ‫‪ _ 2‬قال اهلل (قُل لِّْل ُم َخلَّف َ‬

‫اختلف املفسرون يف هؤالء القوم الذين يدعون إليهم الذين هم أولو بأس شديد على خمتل;ف أق;وال وأح;د ه;ذه األق;وال‬
‫أهنم بنو حنيفة الذين ارتدوا يف أخريات حياة الرسول ل وهم أهل اليمامة قوم مسيلمة الكذاب الذين حارهبم أبو بكر‬
‫الصديق (رضي اهلل عنه ) ‪.‬‬

‫الر ْش ; ُد ِم َن الْغَ ّي ) وق ;;ول رس ;;ول اهلل ﷺ " من ب ;;دل دين ;;ه‬


‫ال تع ;;ارض البت ;;ة بني ق ;;ول اهلل ( ال ِإ ْك; َ;ر َاه يِف ال ;;دِّي ِن قَ ;;د َتَبنَّي َ ُّ‬
‫ف ;;اقتلوه وذل ;;ك ألن من ش ;;روط تع ;;ارض ال ;;دليلني اتفاقهم ;;ا يف احلكم م ;;ع احتاد ال ;;وقت واحملل واجله ;;ة ‪ ،‬فال تع ;;ارض بني‬
‫النهي عن البيع يف وقت النداء مع اإلذن به يف غريه‪ ، 17‬مع تقرير العدالة اإلهلي;ة الالمتناهي;ة يف تك;رمي اإلنس;ان يف حريت;ه‬
‫يف ان خيتي;;ار دين;;ه ‪ ،‬ألن الت;;دين خيتص ب;;ه اإلنس;;ان عن س;;ائر احلي;;وان ‪ ،‬فالعدال;;ة اإلهلي;;ة أص;;ل ه;;ذه األحك;;ام ‪ ،‬فمن عدل;;ه‬
‫وحكمت; ;;ه س; ;;بحانه أن ال يك; ;;ره إنس; ;;ان على ال; ;;دين فب البداي; ;;ة‪ ،‬ومن عدل; ;;ه أن حيف; ;;ظ على من دان دين احلق دين; ;;ه ‪،‬‬
‫واحلفاظ على مصاحل اجلماعة اإلسالمية‪ ،‬ومحاية الدين من تكرمي اإلنسان ‪.‬‬

‫ح ;;ديث ابن عب ;;اس مرفوع ;;ا من ب ;;دل دين ;;ه ف ;;اقتلوه " رواه اجلماع ;;ة إال مس ;;لما ص ;;حيح من ح ;;ديث ابن عب ;;اس ول ;;ه عن ;;ه‬
‫طريقان ‪ 18‬األوىل طريق عكرمة موىل ابن عباس ونص احلديث يف البخاري " عن عكرمة أن علي اهلل حرق قوما ‪ ،‬فبلغ‬
‫‪ 14‬ابن تيمية ‪( ،‬جمموع فتاوي اين تيمية) ‪. 273 / 7 ،‬‬
‫‪ 15‬ابن اجلوزي ‪ ،‬عبد الرمحن بن علي بن حممد ‪ ( ،‬ت ‪597‬هـ)‪ ،‬زاد املسري يف علم التفسري ) ‪ ،‬ص ‪ ، 596‬املكتب اإلس;;المي; ب;;ريوت ‪،‬‬
‫ط‪ 1404 ;، 3‬هـ الزخمش;ري ‪ ،‬حمم;ود بن عم;روا بن أمحد ‪ ،‬أب;و القاس;م ‪( ،‬ت ‪538‬هـ) ‪ ،‬الكش;اف عن حق;ائق غ;وامض التنزي;ل ) ‪ ،‬ص‬
‫‪ ، 442‬دار الكتاب العريب ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬ط‪ 1407 ;،3‬هـ ‪ ،‬الشوكاين ‪ ( ،‬فتح القدير ) ‪ ، 54512 ،‬ابن كثري ) صحيح تفسري ابن كث;ري‬
‫) ‪30912 ،‬‬
‫‪ 16‬الفتح ‪ ،‬آية ‪. 16‬‬
‫‪ 17‬الزركشي ‪( ،‬البحر احمليط) ‪ ، 121/ 8‬الشوكاين ‪( ،‬إرشاد الفحول) ‪. 2/258 ،‬‬
‫‪ 18‬األلباين ‪ ( ،‬إرواء الغليل ) ‪ ،‬باب حكم املرتد ‪ ،‬حديث رقم ‪. 125 - 12418 ، ]2471‬‬
‫ابن عباس فقال ‪ :‬لو كنت أنا مل أحرقهم ألن النيب ﷺ قال ‪ ":‬ال تعذبوا بع;ذاب اهلل " ولقتلتهم ‪ ،‬كم;ا ق;ال الن;يب ﷺ‬
‫‪ " :‬من بدل دينه فاقتلوه "‪ .‬يف سنن أيب داود فبلغ لذلك عليا ‪ ،‬فقال ويح ابن عباس ‪.‬‬

‫ويف سنن الرتمذي ‪ -‬ذكر احلديث ‪ -‬وفيه " فبل;غ ذل;ك علي;ا فق;ال ص;دق ابن عب;اس وق;ال الرتم;ذي ه;ذا ح;ديث حس;ن‬
‫‪19‬‬
‫صحيح ‪ ،‬والعمل على هذا عند أهل العلم يف املرتد‪.‬‬

‫ويف سنن النسائي أربع روايات صحيحة لقوله ﷺ " من بدل دينه فاقتلوه " عن طريق عكرمة عن ابن عباس‪. 20‬‬

‫‪ 19‬صحيح ‪ ،‬الرتمذي ‪ ،‬حممد بن عيسى بن سوره ‪( ،‬ت ‪2079‬هـ ) ‪ ( ،‬سنن الرتمذي ) ‪ ،‬كتاب احلدود عن رسول اهلل باب ما جاء‬
‫يف املرتد ‪ ،‬رقمه [ ‪ ، ] 1458‬ص ‪ ،345‬حكم على أحاديثه حممد ناصر الدين األلباين ‪ ،‬مكتبة; املعارف‪ ،‬الرياض ‪ ،‬طر‪2008 ، 2‬م‬
‫‪ 20‬النسائي ‪ ،‬أيب عبد الرمحن بن شعيب بن علي ‪( ،‬ت ‪ 303‬هـ ) ( سنن النسائي ) ‪ ،‬كتاب حترمي الدم باب احلكم; يف املرتد بارقام ] [‬
‫‪ ، 4061[ ] 4060[ ] 4059 [ ]4062‬حكم على أحاديثه حممد نـ الدين األلباين ‪ ،‬ص ‪. 627 - 626‬‬

You might also like