You are on page 1of 125

‫‪www.justicemaroc.

com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪1‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪2‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪3‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪4‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫مــقــدمـة‪:‬‬

‫يعتبر عقد الكراء من العقود الزمنية التي يلعب فيها عامل الزمن دورا مهما‪ ،‬فمنذ القدم‬
‫عرف عقد الكراء أهمية بالغة على المستوى اإلقتصادي و اإلجتماعي والقانوني‪ ،‬باعتباره‬
‫العقد الذي كان يحتل الحيز الكبير من تفكير اإلنسان‪ ،‬و الذي الزال في الوقت الراهن يعتبر‬
‫جوهر اهتمامه‪.‬‬

‫فهذا العقد يوفر للمكرين المجال إلستثمار روؤس أموالهم و تدبير شؤون عقاراتهم بالشكل‬
‫الذي ينشدونه منه‪ ،‬و يمكن للمكترين السكن في هذه المحالت إذا كانت معدة لذات الغرض‪ ،‬أو‬
‫إيجاد محالت تجارية بغية استثمار رؤوس أموالهم وتطوير أصولهم التجارية وفقا لمتطلبات‬
‫اإلقتصاد الوطني و العالمي على السواء‪.1‬‬

‫و عقد الكراء التجاري الذي يربط المكري صاحب العقار والمكتري مالك األصل التجاري‬
‫يتأثر بجميع األوضاع السائدة في البالد‪ ،‬مما يجعل المكري ال يقدم على تجديد العقد مجددا مع‬
‫المكتري ‪ ،‬نظرا لإلحتياج أو رغبته الملحة في استرداد محله و عدم ايجاره مجددا أو نتيجة‬
‫عدم توفر البناية على محالت جديدة بعد الهدم وإعادة البناء إلى غير ذلك من العلل و حتى لو‬
‫انعدم السبب الذي يدعوه إلى ذلك‪ ،2‬و إذا كان المكري حرا في رفض التجديد احتراما لحقه في‬
‫ملكيته للمحل‪ ،‬فإن من باب األخالق التعاقدية أن يتم تعويض المكتري عما قد يلحقه من‬
‫أضرار إثر خروجه من المحل‪ ،‬الذي صرف فيه وقته و أمواله سعيا لتطوير مشروعه‬
‫التجاري‪ ،‬أخذا بعين اإلعتبار مقدار الخسارة الالحقة به و الربح الضائع‪.‬‬

‫و يمكن تعريف التعويض عن إنهاء عقد الكراء التجاري حسب المادة السابعة من القانون‬
‫‪ 61.943‬هو" ما لحق المكتري من ضرر ناجم عن اإلفراغ‪ ،‬ويشمل هذا التعويض قيمة‬

‫‪ 1‬ـ خالد العسري‪" ،‬قراءة في مشروع القانون المنظم للكراء التجاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص"‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية وجدة‪ ،‬السنة الدراسية‪7002 ،‬ـ ‪ 7002‬ص ‪9:‬‬
‫‪2‬ـ محمد معنى السنوسي‪ " :‬أضواء على قضاء التعمير و السكنى بالمغرب" دار النشر المغربية" ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ 9112‬ـ ص ‪941 :‬‬
‫‪3‬ـ ظهير شريف شريف رقم ‪ 9.94.11‬صادر في ‪ 91‬من شوال ‪ 9612‬الموافق ‪ 92‬يوليو ‪ ،)7094‬بشأن كراء العقارات او المحالت المخصصة‬
‫لإلستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 7094 2\99‬ص ‪.8282 :‬‬

‫‪5‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫األصل التجاري التي تحدد انطالقا من التصريحات الضريبية للسنوات األربع األخيرة‬
‫باإلضافة إلى ما أنفقه المكتري من تحسينات و إصالحات و ما فقده من عناصر األصل‬
‫التجاري ومصاريف اإلنتقال من المحل‪ ،‬و الغاية من التعويض هي إصالح الضرر الذي لحق‬
‫المكتري"‪.‬‬

‫وقد كان القانون الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪ 9174‬أول نص تشريعي جاء لحماية‬
‫الحق في الكراء من الزوال عن طريق تجديد عقد الكراء التجاري عند نهايته‪ ،‬وعن طريق‬
‫الحماية الفرنسية عرف المغرب أيضا ظهير ‪ 79‬مارس ‪ 91104‬كأول نص خاص جاء لتنظيم‬
‫الكراء التجاري حيث أقر ب أحقية المكتري التجاري في تجديد عقده أو في التعويض في حالة‬
‫رفض التجديدو قد صدر هذا الظهير مباشرة بعد فوات أربع سنوات على صدور القانون‬
‫الفرنسي بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪ 9174‬و كان المعنيون بالدرجة األولى بهذا النص هم التجار‬
‫الفرنسيون المقيمون بالمغرب‪ ،‬ثم تاله ظهير ‪ 92‬يناير ‪ 9162‬الذي الذي ألغاه حيث صدر‬
‫لتنظيم العالقة الكرائية بين طرفي العقد‪ .‬وذلك في موضوع تجديد عقد كراء المحالت‬
‫المستعملة للتجارة أو الصناعة أو الحرف‪.5‬‬

‫وواصل المشرع المغربي تدخله بعدة ظهائر معدلة أو مكملة إلى غاية صدور ظهير ‪76‬‬
‫ماي‪ ،91886‬المقتبس من قانون ‪ 10‬يونيوا ‪ 9174‬و مرسوم ‪ 10‬شتنبر ‪ ، 79181‬هذا القانون‬
‫الذي عمر أزيد من ستين سنة والذي أبان عن الكثير من القصور و الثغرات التي يزخر بها‪،‬‬
‫خاصة تعقيد اإلجراءات و تشعب المساطر‪ ،‬الشيء الذي لم يحقق فلسفة المشرع المعبر عنها‬
‫في بيان أسبابه‪ ،‬و المتمثلة في حماية األصل التجاري و تحقيق التوازن بين فئتين متناقضتي‬
‫المصالح تسيطران على االقتصاد الوطني‪ ،‬هما الملكية التجارية و الملكية العقارية‪ ،‬حيث تم‬

‫‪4‬ـ الظهير الشريف الصادر في ‪ 98‬ذي القعدة ‪ 9114‬الموافق ل ‪ 8‬ماي ‪ 9172‬المنشور في الجريدة الرسمية تاريخ ‪ 2‬ماي ‪ ،9172‬عدد ‪.299‬‬
‫‪5‬ـ نجاة الكص"الحق في الكراء كعنصر في األصل التجاري"‪ ،‬الشركة المغربية لتوزيع الكتاب الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 9672‬ـ ‪ 7004‬ص‪99:‬‬
‫‪6‬ـ ظهير ‪ 7‬شوال ‪ 76 (9126‬ماي ‪ ) 9188‬بشأن كراء األمالك و األماكن المستعملة للتجارة أو الصناعة أو الحرف‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،7776‬بتاريخ ‪ 91‬شوال ‪ 90( 9126‬يونيو )‪ ، 9188‬ص‪.9491:‬‬
‫‪7‬ـ غيثة الناجحي‪" ،‬الحق في الكراء كعنصر في األصل التجاري و الحماية المقررة له في ضوء ظهير ‪ 76‬ماي ‪ ،"9188‬رسالة لنيل الماستر في‬
‫القانون الخاص ماستر المقاولة و القانون جامعة الحسن االول كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية ‪،‬ـ سطات ـ ‪.9188‬ص ‪.1 :‬‬

‫‪6‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫تسجيل غلوا في حماية الملكية التجارية مقابل إجحاف في حق مالك العقار‪ ،8‬و باألخص حجم‬
‫التعويضات الملقاة على عاتق المكري و التي غالبا ما تكون مجحفة ‪ ،‬وأيضا الوضع الضعيف‬
‫الذي يوجد فيه مالك العقار في إنهاء أو فسخ العقد الرابط بينه و بين التاجر‪ ،‬ولذلك تنبه‬
‫المشرعوقام بنسخ الظهير بمقتضى القانون رقم ‪ 61.94‬المتعلق بكراء العقارات و المحالت‬
‫المخصصة لإلستعمال التجاري و الصناعي أو الحرفي‪ ،‬والذي دخل حيز التطبيق ‪99‬فبراير‬
‫‪.97092‬‬

‫ويعتبر التعويض من بين أهم الحقوق التي كرسها القانون الجديد رقم ‪ 61.94‬وال يستحق‬
‫هذا الحق إال في حاالت محددة حصرا في القانون ‪ ،‬كحالة إنهاء عقد الكراء التجاري وكحالة‬
‫نزع الملكية ‪ ،‬فبالنسبة للحالة األولى بينها المشرع في مقتضيات المادة السابعة بتنصيصه في‬
‫الفقرة األولى " يستحق المكتري تعويضا عن إنهاء عقد الكراء مع مراعاة االستثناءات الواردة‬
‫في هذا القانون ‪ ،"...‬و الحالة الثانية نصت عليها المادة ‪ 79‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪ ‬أهميةالموضوع‪:‬‬

‫للحديث عن أهمية الموضوع قسمناها إلى ثالثة مستويات‪ ،‬أهمية قانونية و إقتصادية‬
‫وإجتماعية‪.‬‬

‫‪ ‬األهمية القنوووية‬

‫يعتبر التعويض عن إنهاء عقد الكراء التجاري من أهم األثار الناتجة عن ما لحق‬
‫المكتري من ضرر ناجم عم اإلفراغ‪ ،‬وهذا التعويض يشمل قيمة األصل التجاري التي التي‬
‫تحدد انطالقا من التصريحات الضريبية للسنوات األربع األخيرة باإلضافة إلى ما أنفقه‬

‫‪8‬ـ مراد أيوب‪ ،‬وضعية مالك العقار في فسخ عقد الكراء التجاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن األول كلية العلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و االجتماعية بسطات السنة الجامعية ‪ 7098 :‬ـ ‪.7094‬ص ‪1:‬‬
‫‪9‬ـ عبد الرحيم بن بركة‪" ،‬القانون رقم ‪ 61.94‬أو المحالت المخصصة لإلستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي دراسة تحليلية‪ ،‬مطبعة دار القلم ـ‬
‫الرباط" ـ ‪ ، 7092‬ص ‪2 :‬‬

‫‪7‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المكتري من تحسينات و إصالحات و مافقده من عناصر األصل التجاري‪ ،‬كما يشمل‬


‫مصاريف اإلنتقال من المحل‪.‬‬

‫وال يمكن الحديث عن أهمية التعويض في الكراء التجاري‪ ،‬باعتباره ضمانة إلستمرار و‬
‫إستقرار األصل التجاري و حماية أوعدم ضياع المكتري في حقوقه التي يخولها له قانون‬
‫الكراء التجاري ‪ ،‬إال برصد المقتضيات القانونية الضامنة لهذه الحماية للوقوف على مكامن‬
‫الضعف و القوة في قانون ‪ 61.94‬و مقارنته مع الظهير الملغى ‪ ،9188‬وكذ بالنسبة للتطبيقات‬
‫القضائية له‪ ،‬اعتبارا لضرورة التوازن بين الملكية العقارية (المكري) والملكية التجارية‬
‫(المكتري)‪ ،‬وأيضا لتفادي عزوف مالكي العقارات عن كرائها و بالتالي تقليص دائرة‬
‫اإلستثمار الشيء الذي قد يقلب األهداف المرسومة لحماية األصل التجاري رأس على عقب‪.‬‬

‫‪ ‬األهمية اإلقتصندية‪:‬‬

‫يعتبر التعويض عن إنهاء الكراء التجاري من أهم األثار التي تشكل دعامة أساسية‬
‫إلستقرار واستمرار األصل التجاري كمقاولة تجارية أو صناعية و حرفية و كمشروع‬
‫اقتصادي يساهم في ازدهار اإلقتصاد‪ ،‬و عدم ضياع األصل التجاري كمحرك لإلقتصاد‬
‫المغربي بشكل يتماشى مع التطورات اإلقتصادية وطموحات مختلف قوى اإلنتاج العاملة‪.‬‬

‫‪ ‬األهمية اإلجتمنعية‪:‬‬

‫تبرز أهمية الموضوع اإلجتماعية في الحفاظ على استمراراستغالل األصل التجاري في‬
‫محل أخر بعد اإلفراغ‪ ،‬على النحو الذي يكفل للتاجر ممارسة تجارته بكل اطمئنان دون أخطار‬
‫قد تحدق به مستقبال ناتجة عدم تجديد العقد من طرف المكتري‪ ،‬وكذا يساهم في عدم فقدان‬
‫فرص الشغل التي أتاحتها األنشطة المستغلة بموجب عقود الكراء التجاري نتيجة عن إنهاء‬
‫العال قة اإلجتماعية وكذا توفير فرص أخرى جديدة‪ ،‬كما يؤدي أيضا إلى استمرار العالقات‬

‫‪8‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫اإلجتماعية حماية للسلم اإلجتماعي لتفادي إغالق المقاوالت خاصة الصغرى مما يضمن‬
‫لألصل التجاري الحق في البقاء‪.‬‬

‫‪ ‬دوافع إختينر الموضوع‪:‬‬

‫لقد أتاحت لي زياراتي المتكررة للمحكمة التجارية و تساؤولي على مجموعة من القضايا‬
‫المعروضة أمامها و األحكام الصادرة عنها‪ ،‬وكذا استقراء الكثير من أحكام و قرارات محكمة‬
‫النقض في الكراء التجاري‪،‬و إتضح لي أن موضوع التعويض في الكراء التجاري جدير‬
‫بالبحث و التدقيق‪ ،‬بالنظر إلى أن أغلب القضايا المعروضة على المحاكم التجارية تتعلق‬
‫بالنزعات الخاصة بالكراء التجاري‪ ،‬الشيء الذي أثار فضولي إلى تلمس مدى تجاوز المشرع‬
‫من خالل القانون ‪ 61.94‬لإلشكاالت التي كان يطرحها الظهير ‪ 9188‬بخصوص التعويض و‬
‫مدى تشكيل المقتضيات الجديدة للتعويض نوع من التوازن بين مصالح المكري( الملكية‬
‫العقارية) و المكتري (الملكية التجارية)‪.‬‬

‫هذا من جهة و من جهة أخرى ارتأيت البحث في هذا الموضوع باعتبار األهمية العملية‬
‫لقانون ‪ 61.94‬في دعم استمرار استغالل األصل التجاري و عدم اندثاره و الحفاظ على‬
‫التوازن بين المكري والمكتري من حيث الحقوق‪ ،‬وذلك عن طريق منح مجموعة من‬
‫التعويضات المستحقة‪.‬‬

‫ـ وأيضا باعتباري طالبة في ماستر قانون األعمال‪ ،‬فإن أول دافع هو شخصي ويتمثل في‬
‫رغبتي البحث في موضوع له عالقة بالتخصص الذي أنتمي إليه‪ ،‬باعتبار األعمال القلب‬
‫النابض لإلقتصاد و األداة الحية لبت الروح في كل المجتمعات‪.‬‬

‫ـ كثرة النزاعات المعروضة على المحاكم و المرتبطة أساسا بإفراغ المحالت التجارية و‬
‫ما يترتب على ذلك من إشكاالت‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ـ هذا باإلضافة إلى كون القانون ‪ 61.94‬أتى بمقتضيات جديدة خاصة فيما يتعلق‬
‫بالتعويض‪ ،‬مما أوجب علينا كباحثين دراسة و الكشف عن المستجدات الجديدة التي أتى بها‬
‫هذا القانون و اإلشكاالت المفترض أن يفصح عنها مستقبال مع الممارسة القضائية‪.‬‬

‫‪ ‬صعوبنت البحث‪:‬‬

‫من بين الصعوبات التي واجهتني في إعداد هذا البحث هي‪ ،‬بإعتبار قانون ‪ 61.94‬جديد لم‬
‫أعثر على اجتهادات قضائية أو أحكام تخص التعويض عن اإلفراغ تطبيقا للمقتضيات الجديدة‪،‬‬
‫وأيضا قلة المراجع إلعتبار القانون لم يدخل حيز التطبيق اال بعد ثالثة أشهر وبالتالي قلة‬
‫الكتابات في القانون أو الموضوع باألخص‪.‬‬

‫‪ ‬اشكنلية الموضوع‪:‬‬

‫يتطلب منا موضوع التعويض في الكراء التجاري إظهار األساس القانوني للتعويض‬
‫والضمانات التي وفرها المشرع لحماية المكتري من خلق نوع من التوازن بين (الملكية‬
‫العقارية) المكري‪ ،‬و (الملكية التجاري) المكتري من حيث التعويض‪ .‬و بالتالي فإن اإلشكال‬
‫الذي سأحاول اإلجابة عنه هو‪:‬‬

‫إلى أي حد استطاع المشرع المغربي من خالل آلية التعويض خلق نوع من التوازن بين‬
‫الملكية العقارية و الملكية التجارية؟‬

‫و تتفرع عن هذه اإلشكالية أسئلة فرعية نوردها كما يلي‪:‬‬

‫ـ كيف يتم تحديد التعويض عن إنهاء عقد الكراء التجاري؟‬

‫ـ ماهي مشتمالت التعويض؟ وحاالت استحقاق المكتري التعويض من عدمه؟‬

‫ـ ماهو نطاق اختصاص المحكمة في طلب التعويض؟ و ما هي توجهات المشرع في تحديد‬


‫معايير التعويض؟‬
‫‪10‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ـ هل استطاع المشرع من خالل القانون الجديد ‪ 61.94‬تضمين مقتضيات جديدة للتعويض‬


‫من شأنها سد ثغرات و إشكاالت التي عانى منها ظهير‪ 76‬ماي ‪ 9188‬؟‬

‫ـ هل استطاع القضاء أن يقوم بدوره في تفسير و تطبيق نصوص الظهيربما يحقق حماية‬
‫قضائية للمكتري أم زادت اجتهاداته و قرارته المتناقضة في تكريس و ضع عدم التوازن في‬
‫العالقة التعاقدية؟ أو بصيغة أخرى هل الحماية التي خولها المشرع للملكية التجارية من خالل‬
‫التعويضات الممنوحة لها حققت توازنا بينها و بين نظيرتها العقارية؟ أم أن هذه الحماية جاءت‬
‫مفرطة إلى درجة باتت معها سببا في اإلختالل الحاصل بين الملكيتين؟‬

‫و على ضوء اإلشكال المثار‪ ،‬سأقوم بمعالجة هذا الموضوع معتمدتا في ذلك على المنهج‬
‫التحليلي للنصوص والمقارنة بين ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬و قانون ‪ 61.94‬و ذلك بغية التعرف‬
‫على اإلمتيازات التي جاء بها القانون الجديد‪ ،‬واإلجابة على اإلشكالية المحورية للموضوع‬
‫وفق التصميم التالي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التحديد القنوووي لمعنيير التعويض عن إوهنء عقد الكراء التجنري‬

‫الفصل الثنوي‪ :‬تدخالت القضنء في تحديد واجب التعويض عن إوهنء عقد الكراء التجنري‬

‫‪11‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫التحديد القنوووي لمعنيير التعويض‬


‫عن إوهنء عقد الكراء التجنري‬

‫‪12‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫يعتبر التعويض عن إنهاء عقد الكراء التجاري من أهم النقط التي أعطى لها المشرع‬
‫إهتماما كبيرا أثناء سنه للقانون ‪ ،61.94‬بحيث خصص له حيزا مهما لتوضيح أي لبس كان‬
‫يشوب ظهير‪ 76‬ماي ‪ ،9188‬إن الغاية من التعويض هي إصالح الضرر الذي أصاب‬
‫المكتري الذي رفض المالك تجديد كرائه بدون سبب مشروع وخطير‪ ،‬ودون تحقق الحاالت‬
‫التي توجب رفض التجديد و ما يترتب على ذلك من أضرار أهمها بعثرة عناصر أصله‬
‫التجاري‪ ،‬و األصل أن التعويض ال يمكن النيل منه‪ ،‬و ال يحرم منه المكتري إال إذا أثبت‬
‫المكري قيام حالة من الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ .2‬وقدعمل القانون الجديد رقم‬
‫‪ 61.94‬على التحديد القانوني لمعايير التعويض المستحقة للمكتري عن إنهاء عقد الكراء‬
‫التجاري‪ ،‬بخالف ظهير‪ 76‬ماي ‪ ،9188‬وكذا تم التنصيص في المادة ‪ 2‬على حاالت عدم‬
‫استحقاق المكتري للتعويض بالرغم من إفراغه‪ ،‬وبالتالي سأتطرق إلى كيفية تحديد التعويض‬
‫عن إنهاء عقد الكراء التجاري (المبحث األول)‪ ،‬وحاالت عدم استحقاق المكتري للتعويض‬
‫بالرغم من إفراغه (المبحث الثنوي)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المبحث األول‪ :‬كيفية تحديد التعويض عن إوهنء عقد الكراء التجنري‬

‫إذا كان المكري حر في تجديد عقد الكراء أو رفضه احتراما لحقه في ملكيته للمحل‪ ،‬فإن‬
‫من باب األخالق التعاقدية أن يتم تعويض المكتري عما قد يلحقه من أضرار إثر خروجه من‬
‫المحل‪ ،‬الذي صرف فيه وقته وأمواله سعيا لتطويرمشروعه التجاري‪ ،‬أخذا باإلعتبار مقدرا‬
‫ا لخسارة الالحقة به والربح الضائع‪ .‬فإلى أي حد توفق المشرع في تنظيمه ألحكام التعويض‬
‫طبقا لمقتضيات المادة السابعة؟ و ماهي مشتمالت التعويض عن إنهاء عقد الكراء التجاري؟‬
‫هذا ما سنحاول اإلجابة عنه وفق التالي‪ ،‬التدخل التشريعي في تحديد معايير التعويض (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬مشتمالت التعويض (المطلب الثنوي)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التدخل التشريعي في تحديد معنيير التعويض‬

‫بخالف مقتضيات ظهير‪ 76‬ماي ‪(9188‬الفقرة األولى) عمل القانون رقم ‪ 61.94‬على‬
‫تحديد المعايير المعتمدة في تحديد التعويض المستحق للمكتري عن إنهاء عقد الكراء (الفقرة‬
‫الثنوية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬معنيير تحديد التعويض في ظل ظهير ‪5511‬‬

‫إن المشرع المغربي و على غرار التشريعات المقارنة نص على حق المكتري في‬
‫التعويض في حالة طلب التجديد حيث نص في الفصل العاشر من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬على‬
‫مايلي‪:‬‬

‫" يحق للمكري أن يرفض تجديد العقد غير أنه إذا استعمل هذا الحق‪ ،‬وجب عليه أن يؤدي‬
‫للمكتري الذي نزعت حيازته تعويضا عن نزع اليد يعادل ما لحقه من ضرر بسبب عدم‬
‫التجديد وذلك باستثناء ما قرره الفصل ‪ 99‬و ما يليه من الفصول" ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ويكون هذا التعويض مساويا على األقل لقيمة األصل التجاري اللهم إذا أثبت المكري أن‬
‫الضرر أخف من القيمة المذكورة"‪.‬‬

‫انطالقا من مقتضيات ظهير‪ 9188‬و التطبيقات القضائية له‪ ،‬فإن التعويض يكون خاضعا‬
‫لتقدير المحكمة والتي تستند في تحديده الى العناصر التي تضمنتها الخبرة المأمور بها‪،10‬وفي‬
‫ذلك قضت محكمة النقض بأنه < لكن لما كان الفصل ‪ 90‬من ظهير‪ 76/8/88‬ينص على أنه‬
‫<< يحق للمكري رفض تجديد العقدة إال أنه اذا استعمل هذا الحق فيكون عليه أن يؤدي‬
‫للمكتري المطلوب منه اإلفراغ تعويضا عن هذا اإلفراغ يعادل ما لحقه من ضرر عن عدم‬
‫تجديد العقدة>> ولما كان التسبيب في ظهير ‪ 76/8/88‬هو تبرير حرمان المكتري من‬
‫التعويض كليا أو جزئيا وليس تبرير اإلفراغ أو رفض تجديد العقد>>‪.11‬‬

‫كما اعتبرت في قرار أخر بأنه << وبخصوص الدفع بعدم جدية السبب فإن المحكمة‬
‫ردته بناء على مالحظتها عن صواب أن ما يرتبه القانون في حالة عدم ثبوت السبب المعتمد‬
‫عليه في اإلنذار هو منح المكتري التعويض الكامل عمال بالفصل العاشر من ظهير ‪9188‬‬
‫وقضت لفائدة المكتري التعويض الكامل عن اإلفراغ تمشيا مع المبدأ الذي يقرره الفصل‬
‫المشار اليه‪ ،‬وبخصوص التعويض فإنه يخضع لتقدير المحكمة التي استندت في تحديده إلى‬
‫العناصر التقنية و الموضوعية التي مكنتها من تحديد التعويض في المبلغ المحكوم به والذي‬
‫اعتبرته كافيا لتغطية األضرار الالحقة بالطاعنين و معادال لقيمة األصل التجاري مستعملة‬
‫سلطتها في ذلك‪،‬وهي بنهجها ذلك وبما جاء في عللها وعلل الحكم المؤيد من طرفها تكون قد‬
‫جعلت قرارها معلال ومرتكزا على آساس وما استدل به غير مؤسس وتبقى ما تناولته الوسيلة‬

‫‪10‬ـ مصطفى بونجى ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪11 :‬‬


‫‪11‬ـ قرار محكمة النقض عدد‪ 9617:‬المؤرخ في‪ 7002/99/91 :‬ملف تجاري عدد ‪ 7008/7/1/897:‬منشور بمؤلف مصطفى بونجى ‪ ،‬م س ‪،‬‬
‫ص‪11:‬‬

‫‪15‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫في شقها األخير والذي يشكل انتقادا للخبرتين وال يتضمن نعيا على القرار غير مقبول‪ ،‬وكذلك‬
‫الشأن بالنسبة للدفع بخرق الفصل السادس من ظهير ‪ 9188/8/76‬لعدم بيان وجهه‪.>>12‬‬

‫أما الفصل الثامن من مرسوم ‪ 9181‬الفرنسي فقد نص على أن التعويض يجب أن يكون‬
‫مساويا أو موازيا للضرر الذي أصاب المكتري من جراء عدم التجديد‪ ،‬وهو يشمل القيمة‬
‫التجارية لألصل التجاري المحددة وفقا ألعراف المهنة مع إضافة الصوائر العادية لإلنتقال و‬
‫اإلستقرار في م كان آخر وكذلك مصاريف و حقوق نقل الملكية من أجل اقتناء أصل تجاري‬
‫آخر له نفس القيمة‪ ،‬اللهم إذا ما أثبت المكري أن الضرر الالحق بالمكتري أقل‪.13‬‬

‫ونفس الشيء نهجه المشرع الجزائري الذي نسخ حرفيا مقتضيات الفصل الثامن من‬
‫المرسوم الفرنسي ‪ 9181‬المذكور أعاله‪.14‬‬

‫من خالل ا لقراءة األولية للفصل العاشر من الظهير يظهر أن المكري يحق له أن يرفض‬
‫تجديد العقد دون سبب أو ألي سبب من األسباب‪ ،‬إال أنه إذا مارس هذا الحق فعليه أن يتحمل‬
‫تبعة تعويض المكتري عن الضرر الذي يحصل له بسبب فقدان الحق في الكراء و ما ينجم‬
‫عنه من إفراغ و اندثار األصل التجاري‪.‬‬

‫وال يمكن النيل من مبدأ التعويض‪ ،‬وال يحرم المكتري من التعويض إال إذا أثبت المكري‬
‫قيام سبب من األسباب الواردة في الفصل ‪ 99‬المتعلقة بالسبب الخطير و المشروع أو حالة‬
‫الهدم النعدام توفر العقار على مقومات األمن على حياة و صحة المكتري‪.15‬‬

‫و المالحظ أن أن الفصل العاشر المذكور أعاله قد أوجب على المحكمة أن تراعي في‬
‫تقديرها للتعويض ما سيلحق المكتري من خسارة و ما سيفقده من أرباح‪ ،‬شريطة أال يقل هذا‬
‫التعويض عن قيمة األصل التجاري‪.‬‬

‫‪12‬ـ قرار محكمة النقض عدد‪ 927:‬المؤرخ في‪ 7097/07/94:‬ملف تجاري عدد ‪ 7099/1/9744:‬منشور بمؤلف مصطفى بونجة ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪60:‬‬
‫‪13‬ـ ‪ L’art ,8L n 57 – 6.5 janvier. 1957‬أوردته نجاة الكص م س‪ ،‬ص‪126 :‬‬
‫‪14‬ـ أنظر المادة ‪ 924‬في القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫‪15‬ـ نجاة الكص ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪128:‬‬

‫‪16‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫و يقرر الفصل العاشر ثالثة مبادئ متكاملة في تحديد التعويض المستحق للمكتري عن‬
‫رفض تجديد العقد‪ ،‬إال أنها ليست كافية في تحديد العناصر التي يجب اعتمادها في هذا الشأن‪،‬‬
‫إال أنها ليست كافية في تحديد العناصر التي يجب اعتمادها في هذا الشأن‪ ،‬ففي المقطع األول‬
‫منه نص على أن التعويض يعادل ما لحق المكتري من ضرر في الماضي‪ ،‬ثم أضاف في‬
‫المقطع الثاني و يلزم المحكمة أثناء تحديد مقدار التعويض أن تعتبر ما سيحصل للمكتري من‬
‫خسائر و ما سيفقده من أرباح بسبب ضياع حقوقه في المستقبل‪.‬‬

‫و في آخر المقطع يقترب النص من العنصر الواقعي فيقرر أنه‪ " :‬ويكون مقدار التعويض‬
‫مساويا على األقل لقيمة األصل التجاري‪ ،‬اللهم إال أثبت المكري أن الضرر أخف من القيمة‬
‫المذكورة‪.‬‬

‫لكن األصل التجاري يتكون من عدة عناصر مادية و معنوية‪ ،‬كالمعدات و اآلالت و‬
‫التجهيزات و عناصر معنوية كعنصر السمعة التجارية و الزبائن‪ ،‬االسم التجاري و العنوان‬
‫التجاري‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية و التجارية و براءة اإلختراع و الرسوم و النماذج الصناعية‬
‫و الحق في الكراء‪.16‬‬

‫وفي هذا اإلطار يرى األستاذ محمد الكشبور أن ما ضمن في الفقرة الثانية من الفصل‬
‫العاشر يقتضي أن يضع في اإلعتبار مقدار الخسارة الالحقة و الربح الضائع بمفهوم تعويض‬
‫الضرر وفق ما جاء في الفصل ‪ 746‬ق ل ع‪.‬‬

‫غير أن ما يميز القانون المغربي عن القوانين األخرى أنه نص في الفصل العاشر على‬
‫التعويض عن نزع اليد الذي يعادل ما لحق المكتري من ضرر عند عدم التجديد‪ ،‬ولم يحدد‬

‫‪ 16‬ـ أحمد عاصم‪ " :‬الحماية القانونية للكراء التجاري " دراسة نظرية تطبيقية للنصوص على ضوء قرارات المجلس األعلى‪ ،‬دار النشر المغربية‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة ‪ .9122‬ص ‪900 :‬‬

‫‪17‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫العناصر الواجب تعويضها كما فعل نظيراه الفرنسي و الجزائري بل اكتفى بالقول بأنه على‬
‫المحكمة أن تأخذ بعين اإلعتبار جميع عناصر الخسارة اآلنية الالحقة لنزع اليد‪.17‬‬

‫في حين اعتمد القانون الفرنسي على عدة معايير لتقدير التعويض‪ :‬كالمركز التجاري‬
‫للمحل و مدى رواجه وحجم أعماله‪.‬‬

‫وقد اعتمد بعض القضاء في فرنسا على األرباح التي حققها المحل من نشاطه التجاري‪ ،‬و‬
‫المستقاة من اإلقرارات الضريبية‪.‬‬

‫ويجب أن يكون التعويض كافيا لجبر الضرر الذي أصاب المكتري التاجر‪ ،‬فضال على أن‬
‫المشرع الفرنسي ألزم المكري بدفع التعويض عن نقل األدوات و المعدات و اآلالت و‬
‫التحسينات و الزخرف الذي أقامه المكتري في المحل التجاري‪ ،‬إلى جانب تعويض القيمة‬
‫التجارية للمحل‪.18‬‬

‫إال أن األولى ال تثير أية صعوبة بسبب سهولة تقديرها‪ ،‬لغلبة الطابع المادي عليها‪ ،‬في‬
‫حين أن التعويض عن القيمة التجارية هي التي تثير الصعوبة في التقدير‪ ،‬وغالبا ما يستعين‬
‫القضاء بتقرير أهل الخبرة في شأنها‪.19‬‬

‫وقد اعتمد قضاء آخر بفرنسا على الواجب الكرائي الذي يدفعه المكتري لمالك األصل‬
‫التجاري‪.‬‬

‫ويعتبر القضاء الفرنسي أن العبرة في تحديد قيمة األصل التجاري وقت إعالن المكري‬
‫عن رغبته في عدم التجديد‪ ،‬ال وقت بداية سريان الكراء الذي حل أجله ألن عنصر الزمن له‬

‫‪17‬ـ محمد الكشبور‪ " :‬الحق في الكراء كعنصر في األصل التجاري" سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ، 9112‬ص‪ 979 :‬و ‪.977‬‬
‫‪ 18‬ـ عبد الرحيم أشعيبي‪" ،‬الحماية القانونية و القاضية لمكتري المحالت التجارية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قوانين التجارة و األعمال‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول كلية العلوم القانونية و اإلقتصلدية و اإلجتماعية ـ وجدة ـ ص ‪84 :‬‬
‫‪ 19‬ـ أحمد محمد محرز فكرة الملكية التجارية تطورها ووسائل حمايتها‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬ص‪. 972:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫تأثير كبير على اعتياد العمالء في االرتداد على األصل التجاري و هذا ما استقرت عليه‬
‫محكمة النقض الفرنسية‪.‬‬

‫وتقدير التعويض حسب المحاكم الفرنسية يجب أن يكون في أقرب يوم من تاريخ مغادرة‬
‫المحل إذا وقع اإلخالء أما إذا بقي المكتري شاغال لألماكن فيحدد تاريخ تقدير التعويض بعد‬
‫صدور الحكم أو القرار‪.20‬‬

‫ويراعى في التقدير التعويض األنشطة المسموح بها في العقد وكذا ما هو متفق عليه من‬
‫استغالل شامل أو جزئي للمحل‪ ،‬وفقا لما قضت به محكمة النقض الفرنسية في أحد قراراتها‬
‫حيث ذهبت إلى أنه يجب أن يراعى في التقدير‪ ،‬األنشطة المنصوص عليها في عقد الكراء‬
‫دون سواها‪ ،‬استنادا على قاعدة العقد شريعة المتعاقدين مع مراعاة كون الكراء منصبا على‬
‫استغالل المحل استغالال كليا ‪ Exploitation Total‬أو استغالال جزئيا ‪Exploitation‬‬
‫‪.partielle21‬‬

‫أما فيما يخص اإلثبات فإنه ليس على المكتري أن يأتي بالحجج حتى يثبت وجود جميع‬
‫عناصر الضرر بل المكري هو الملزم باإلثبات بأن الضرر أخف وال يشمل إال بعض العناصر‬
‫غير أن للمكتري أن يثبت بأن هناك عناصر أخرى تضررت رغم أن القانون لم ينص عليها‪.‬‬

‫و في إطار السلطة التقديرية التي تتمتع بها المحكمة في تحديد التعويض‪ ،‬قضت محكمة‬
‫النقض الفرنسية تطبيقا للفصل الثامن م ف أنه للمكري أن يثبت أمام القضاء أن الضرر الذي‬
‫أصاب المكتري أقل من قيمة األصل التجاري أو أن الضرر محدود في بعض العناصر دون‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪20‬ـ نجاة الكص ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪122‬‬


‫‪ J.C.L.ZF .20.1‬أوردته نجاة‬ ‫‪21‬ـ نقض مدني بتاريخ أول فبراير سنة ‪ ،9127‬باريس بتاريخ ‪ 79‬يناير ‪ 9129‬ـ دالوز ـ ‪ 9129‬موجز ‪:964‬‬
‫الكص م س ص ‪122:‬‬

‫‪19‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫كما لو استطاع المكتري أن يحصل على محل جديد بالقرب من محله القديم‪ ،‬أو إذا ثبت أن‬
‫زبناء المكتري التحقوا به إلى محله الجديد‪. 22‬‬

‫وإذا إتضح أنه ال أهمية إطالقا لتغيير المكان على استمرار النشاط أو إذا كانت مقاولة‬
‫المكتري يمكنها أن تمارس نشاطها في أي مكان دون أن يؤثر ذلك على مردوديتها أو اذا أثبت‬
‫المكري أن الشركة المكترية كانت قد انحلت قبل بعث اإلشعار‪.23‬‬

‫وكذلك إذا كان المكتري قد استعد لنقل نشاطه قبل تلقيه اإلعالن برفض التجديد‪ ،‬وثبت‬
‫للقضاء عدم رغبة المكتري في التجديد و إرادته في ترك المكان‪ ،‬أو إذا كان المكتري يعلم‬
‫عند التعاقد أن العقار الكائن به محله يدخل في نطاق نزع الملكية‪ ،‬فتتولى اإلدارة نازعة‬
‫الملكية أداء التعويض بدل المكري‪.‬‬

‫وقد ذهب القضاء الفرنسي في إطار إعمال سلطته التقديرية إلى عدم القضاء بأي تعويض‬
‫للمكتري في الحاالت المذكورة أعاله و يمكن أن تنخفض قيمة التعويض إذا كان المكتري‬
‫التاجر قد استقر في مكان آخر بشروط أقل و ظلت أرباحه ثابتة‪.24‬‬

‫و ال يمكن أن يشمل التعويض القيمة التجارية لألصل التجاري إذا كان المكتري التاجر‬
‫يعتمد في رواج تجارته على زبائن عابرين بحيث أن انتقاله إلى مكان آخر ال يؤدي إلى فقدان‬
‫عنصر الزبائن‪.25‬‬

‫وقد قضت محكمة النقض في هذا اإلطار أن‪ :‬المحكمة اعتمدت في تقدير التعويض‬
‫المحكوم به على سلطتها التقديرية آخذة بعين اإلعتبار الخبرتين المنجزتين ابتدائيا و استئنافيا‬
‫اللتين راعتا العناصر المادية و المعنوية و الضرر الذي سيلحق المكتري من جراء اإلفراغ و‬
‫التوقف عن ممارسة نشاطه التجاري و موقع المحل و مساحته و القيمة الحقيقية للكراء وهي‬

‫‪22‬ـ نجاة الكص ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪121‬‬


‫‪23‬ـ غيثة الناجحي‪ ،‬م س ‪ :‬ص‪911 :‬‬
‫أوردته نجاة الكص م س ‪ ،‬ص ‪TGI Nice 10 Mai 1977 J.C.L ZF 21 N 46 121 :‬ـ‬
‫‪24‬‬
‫‪25‬‬
‫أوردته نجاة الكص م س‪ ،‬ص‪ Cass.Civ 19 mai 1981 J.C.L. ZF20.1 N115.paris 15 oct. .1985 B.L des 1985 N 411 121 :‬ـ‬

‫‪20‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪ 700‬درهم حسب الخبرة المنجزة ابتدائيا و مصاريف اإلنتقال إلى محل بديل‪ ،‬وقيمة األصول‬
‫التجارية المماثلة و قيمة السلع و التجهيزات ورأس المال المستثمر‪.‬‬

‫كما أن المحكمة أخذت بعين اإلعتبار جميع أوراق الملف بما فيها العقود و شواهد‬
‫الضرائب بقولها‪:‬‬

‫" إن المحكمة بإطالعها على جميع أوراق الملف و العقود المشار إليها في مذكرات‬
‫الطرفين و كذا شواهد الضرائب تكون قد اطلعت عليها و اسبعدتها ضمنيا فجاء قرارها معلال‬
‫و مرتكزا على أساس وغير خارق ألي مقتضى و الوسيلتان غير مرتكزتان على أساس‪."26‬‬

‫و بالرجوع إلى الفصل العاشر نجده ينص على أنه يجب أن يكون التعويض مساويا على‬
‫األقل لقيمة األصل التجاري‪ .‬لكن ما العمل إذا كانت األضرار التي تعرض لها المكتري تفوق‬
‫قيمة األصل التجاري؟‬

‫لقد سبق للمجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) أن أجاب على هذا التساؤل في أحد قراراته‬
‫عندما ذهب إلى أنه إذا كانت قيمة األضرار تفوق قيمة األصل التجاري‪ ،‬تم اعتماد هذه القيمة‪،‬‬
‫و إال تم اعتماد قيمة األصل التجاري‪ ،‬على ضوء عناصر الخبرة المأمور بها‪.27‬‬

‫كما أن التعويض الكامل رهين بوجود أصل تجاري بالفعل‪ ،‬ال مجرد ادعاء‪ ،‬ألن اندثار‬
‫األصل التجاري ألي سبب يؤدي من الناحية القانونية إلى اندثار الحق في الكراء الذي يعد‬
‫عنصرا أساسيا من عناصر األصل التجاري‪.28‬‬

‫‪26‬ـ قرار المجلس األعلى عدد ‪ 819‬المؤرخ في ‪ 7001/08/02‬ملف تجاري عدد ‪ ،7001/1/404 :‬منشور في سلسلة القانون و الممارسة القضائية‬
‫عدد ‪ 7‬ص ‪ 907‬و مايليها‪.‬‬
‫‪27‬ـ قرار صادر في ‪ 98‬فبراير ‪ 9121‬ـ منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ـ العددان ‪ 67‬و ‪ ، 61‬ص‪ 19:‬و بعدها‬
‫‪28‬ـ محمد الكشبور " الحق في الكراء عنصر في األصل التجاري" م س‪ ،‬ص‪ 979 :‬إلى ‪.977‬‬

‫‪21‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الفقرة الثنوية‪ :‬تحديد التعويض وفقن للقنوون رقم ‪95 .51‬‬

‫نصت المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أن المكتري يكون محقا في تجديد عقد الكراء‬
‫متى توفرت مقتضيات الباب األول من هذا القانون‪ ،‬وال ينتهي العمل بعقود كراء المحالت‬
‫والعقارات الخاضعة لهذا القانون إال طبقا لمقتضيات المادة ‪ 74‬بعده‪ ،‬كما أنه يعتبر كل شرط‬
‫مخالف باطال‪ ،‬في حين أن المادة ‪ 2‬من نفس القانون عملت على تحديد المعايير المعتمدة في‬
‫تحديد التعويض المستحق للمكتري عن انهاء عقد الكراء‪،‬ذلك أن هذه المادة نصت على أن‬
‫المكتري يستحق تعويضا في حالة استحقاقه يعادل ما لحقه من ضرر ناجم عن اإلفراغ عقب‬
‫إنهاء عقد الكراء‪.‬‬

‫وهذا التعويض يجب أن يشمل قيمة األصل التجاري التي تحدد انطالقا من التصريحات‬
‫الضريبية للسنوات األربع األخيرة باإلضافة إلى ما أنفقه المكتري من تحسينات وإصالحات‬
‫ومافقده من عناصر األصل التجاري‪ ،‬كما يشمل مصاريف اإلنتقال من المحل‪ ،‬وفي حالة تقديم‬
‫المكتري للمكري مبلغا ماليا مقابل الحق في الكراء فإنه ال يمكن أن يقل التعويض عن اإلفراغ‬
‫عن المبلغ المدفوع مقابل الحق في الكراء‪.‬‬

‫وانطالقا من مقتضيات المادة ‪ 2‬من نفس القانون‪ ،‬فإنه يمكن للمكري أن يثبت أن الضرر‬
‫الذي لحق المكتري أخف من القيمة المذكورة‪. 29‬‬

‫والتمعن في مقتضيات المادة ‪ 2‬يفضي بنا الى االعتقاد بأن ما جاءت به هذه المادة هو من‬
‫باب محاربة التملص والتهرب الضريبي من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى التقليص من السلطة‬
‫المطلقة للخبراء المعينين من قبل المحاكم في تحديد قيمة األصل التجاري‪.‬‬

‫وخالفا لما جاء بالمادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 61.94‬بخصوص أسس تحديد التعويض‬
‫الواجب أداؤها عن إنهاء عقد الكراء لفائدة المكتري في حالة الحكم بإفراغ الجزء المتعلق‬

‫‪29‬ـ مصطفى بونجى ‪ ،‬الكراء التجاري بين ظهير‪9188‬والقانون رقم ‪ ، 61.94‬ص‪69:‬‬

‫‪22‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫بالسكن الملحق بالمحل التجاري أو الصناعي أو الحرفي للسكن‪ ،‬حيث يمثل األول تعويضا‬
‫يوازي كراء ثالث سنوات األولى‪ ،‬في حين أن التعويض الثاني يوازي كراء ثمانية عشر‬
‫شهرا‪ ،‬ففي حالة إثبات أن الشخص المطلوب اإلفراغ لفائدته ال يتوفر على سكن في ملكه‬
‫أويتو فر على سكن في ملكه لكنه غير كاف لحاجياته العادية‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 91‬من القانون‬
‫رقم ‪ 61.94‬على أن المكتري يستحق تعويضا يوازي كراء ثالث سنوات حسب اخر سومة‬
‫كرائية للمحل الملحق كما أن نفس المادة نصت على أنه يتعين على الشخص المطلوب اإلفراغ‬
‫لفائدته أن يعتمر المحل شخصيا داخل أجل أقصاه ستة أشهر من تاريخ مغادرته من طرف‬
‫المكتري و لمدة ال تقل عن ثالث سنوات‪ ،‬ما لم يكن هناك عذر مقبول‪ ،‬وإال حق للمكتري‬
‫المطالبة بالتعويض عما لحقه من ضرر يوازي كراء ثمانية عشر شهرا حسب قيمة آخر وجيبة‬
‫كرائية‪.30‬‬

‫وإن أغلب المنازعات التي كانت تطرح على القضاء المغربي في إطار ظهير ‪ 76‬ماي‬
‫‪ 9188‬تتعلق برغبات مالك العقارات برفض تجديد عقود الكراء مما كانت تحول دون‬
‫استغالل و تطوير العقارات برفض تجديد عقود الكراء و عدم استغالل وتطوير عناصر‬
‫األصل التجاري بل تهددها بالتوقف‪ ،‬خاصة عنصري السمعة التجارية و الزبناء مما يؤدي إلى‬
‫زوال األصل التجاري‪ ،‬ومن هنا يتضح على أن فلسفة المشرع في حماية أنشطة تلك األصول‬
‫المستغلة بالعقارات أو المحالت بموجب عقود الكراء المستوفية للشروط المنصوص عليها في‬
‫المادتين‪ 131‬و‪ 6‬والتي تدخل في دائرة مجال تطبيق المادة األولى من القانون ‪ 61.94‬ترتكز‬
‫على جانبي الحقوق و اإلجراءات خالفا لألحكام العامة التي تنظم عالقة المكري بالمكتريهذين‬
‫الجانبين يظالن مترابطين و متكاملين فيما بينهما و يشكالن منظومة قواعد قانونية موضوعية‬
‫وإجرائية منسجمة و متجانسة إذا اختل الجانب اإلجرائي أثر على الجانب الحقوقي باعتباره‬
‫‪30‬ـ مصطفى بونجى ‪" ،‬الكراء التجاري بين ظهير ‪9188‬والقانون رقم ‪ ، "61.94‬م س ‪ ،‬صفحة‪69 :‬‬
‫‪31‬ـ تنص المادة ‪ 1‬من القانون ‪94‬ـ‪ : 61‬تبرم عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لإلستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي و جوبا بمحرر‬
‫كتابي ثابت التاريخ‪.‬‬
‫عند تسليم المحل يجب تحرير بيان بوصف حالة األماكن يكون حجة بين األطراف‪.‬‬
‫و تنص المادة ‪ 6‬من القانون ‪94‬ـ‪ :61‬يستفيد المكتري من تجديد العقد متى أثبت اتفاعه بالمحل بصفة مستمرة لمدة سنتين على األقل‪.‬‬
‫يعفى المكتري من شرط المدة إذا كان قد قدم مبلغا ماليا مقابل الحق في الكراء‪ ،‬ويجب توثيق المبلغ المالي المدفوع كتابة في عقد منفصل‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الحلقة التي تربط بين طرفي العقد و حقوقهم عند رغبة كل منهما في وضع حد لهذه العالقة‪،‬‬
‫وإذا كان الجانب اإلجرائي كذلك فإن الجانب الحقوقي ال يقل أهمية خاصة الحق في التعويض‬
‫وهو ما تدل‬ ‫‪32‬‬
‫عن إنهاء عقد الكراء المنصوص عليه في المادة السابعة من القانون المذكور‬
‫عليه عد د الحاالت التي يستحق فيها المكتري التعويض سواء كان تعويضا كامال أو تعويضا‬
‫كامال احتياطيا حسب الحالة‪،‬و استنادا للمادة السابعة من القانون ‪ ،61.94‬فإن المكري الراغب‬
‫في وضع حد للعالقة الكرائية مجبر على أداء تعويض عن عدم تجديد العقد الذي يجمعه‬
‫بالمكتري إذا نتج ع ن إفراغ العقار أو المحل ضرر للمكتري بحرمانه من استغالل أنشطته‪،‬‬
‫هذا التعويض تولى المشرع تحديده بمقتضى المادة السابعة وميز بين فئتين من مشتمالته‪:‬‬

‫الفئة األولى‪ :‬مرتبطة بمختلف المصاريف التي أنفقها المكتري على العقار أو المحل عند‬
‫استغالل أنشطة من إصالحات وتحسينات وأخرى عند مغادرته للمحل أو العقار وما كلفته‬
‫عملية اإلنتقال من مصاريف مختلفة خاصة بالنسبة للعناصر المادية‪.33‬‬

‫الفئة الثنوية‪ :‬تتعلق بتركيبة األصل التجاري من العناصر المفقودة سواء كانت مادية‬
‫‪34‬‬
‫كالبضائع و األدوات والمعدات أو معنوية كالحق في اإليجار والسمعة التجارية والزبناء‬
‫وقيمته إنطالقا من التصريحات الضريبية خالل األربع سنوات األخيرة‪.‬‬

‫المطلب الثنوي‪ :‬مشتمالت التعويض عن إوهنء عقد الكراء‬

‫أقرت المادة ‪ 2‬من القانون رقم‪ 61.94‬بحق المكتري في حصوله على التعويض عن إنهاء‬
‫عقد الكراء (الفقرة األولى)‪،‬وحددت لنا حاالت إستحقاق المكتري للتعويض (الفقرة الثنوية)‪.‬‬
‫باإلضافة الى ذلك حدد لنا المشرع المغربي في نفس المادة بعض العناصر التي يشملها‬
‫التعويض عن رفض تجديد عقد الكراء و استغنى عن البعض منها خالفا للقوانين المقارنة ‪،‬‬

‫‪32‬ـ المهدي متوكل‪ ،‬قراءة في مضمون المادة السابعة من القانون ‪ 61.94‬المتعلق بكراء العقارات أو المحالت المخصصة لإلستعمال التجاري أو‬
‫الصناعي أو الحرفي‪ ،‬مقال منشور بمدونة المنبر القانوني ‪ http://tribunejuridique.blogspot.com/2017/03/4916.html‬تاريخ اإلطالع‪:‬‬
‫‪7‬أبريل ‪02:00 / 7092‬‬
‫‪33‬ـ مهدي متوكل‪ ،‬م س ‪ ،‬تاريخ اإلطالع ‪ 7‬أبريل ‪ 7092‬على الساعة ‪79:10‬‬
‫‪34‬ـ المادة ‪ 20‬من مدونة التجارة‬

‫‪24‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫فماهي عناصر األصل التجاري التي يجب إدخالها في تقدير الضرر الذي حصل للتاجر من‬
‫جراء إفراغه؟ (الفقرة الثنلثة)‪ ،‬ثم ما مدى إمكانية ممارسة حق التوبة من طرف المكري عند‬
‫الحكم على المكري بالتعويض ( الفقرة الرابعة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اإلقرار بحق المكتري في حصوله على التعويض‬

‫إعتبرت المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أن كل شرط أو إتفاق من شأنه حرمان‬
‫المكتري من حقه في التعويض عن إنهاء الكراء يعتبر باطال‪.‬‬

‫ولقد نصت المادة ‪ 2‬من القانون من القانون رقم ‪ 61.94‬أن المكتري يستحق تعويضا عن‬
‫إنهاء عقد الكراء‪ ،‬كما أن هذا التعويض يعادل ما لحق المكتري من ضرر ناجم عن اإلفراغ‪.35‬‬

‫ويشمل هذا التعويض قيمة األصل التجاري التي تحدد انطالقا انطالقا من التصريحات‬
‫الضريبية للسنوات األربع األخيرة باإلضافة إلى ما انفقه المكتري من تحسينات وإصالحات و‬
‫مافقده من عناصر األصل التجاري‪،‬كما يشمل مصاريف اإلنتقال من المحل‪ ،‬وال يمكن أن يقل‬
‫التعويض عن اإلفراغ المدفوع مقابل الحق في الكراء تطبيقا للمادة ‪ 6‬من نفس القانون‪ ،‬غير‬
‫أنه يمكن للمكري أن يثبت أن الضرر الذي لحق المكتري أخف من القيمة المذكورة‪.‬‬

‫وزيادة على إقرار المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 61.94‬يحق للمكتري في التعويض عن‬
‫اإلنهاء‪،‬فقد نصت المادة ‪ 91‬من القانون ‪ 61.94‬على نوعين من التعويض لفائدة المكتري في‬
‫حالة الحكم بإفراغ الجزء المتعلق بالسكن الملحق بالمحل التجاري أوالصناعي أو الحرفي أو‬
‫للسكن حيث يمثل األول تعويضا يوازي كراء ثمانية عشر شهرا‪.‬‬

‫‪35‬ـ مصطفى بونجى ‪ ،‬م س ‪،‬صفحة‪29:‬‬

‫‪25‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ففي حالة إثبات أن الشخص المطلوب اإلفراغ لفائدته ال يتوفر على سكن في ملكه أو يتوفر‬
‫على سكن في ملكه لكنه غير كاف لحاجياته العادية‪،‬فقد نصت المادة ‪ 91‬من القانون رقم‬
‫‪ 61.94‬على أن المكتري يستحق تعويضا يوازي كراء ثالث سنوات حسب آخر سومة كرائية‬
‫للمحل الملحق ‪ ،‬كما أن نفس المادة نصت على أنه يتعين على الشخص المطلوب اإلفراغ‬
‫لفائدته أن يعتمر المحل شخصيا داخل أجل أقصاه ستة أشهر من تاريخ مغادرته من طرف‬
‫المكتري ولمدة ال تقل عن ثالث سنوات‪ ،‬ما لم يكن هناك عذر مقبول‪ ،‬وإال حق للمكتري‬
‫المط البة بالتعويض عما لحقه من ضرر يوازي كراء ثمانية عشر شهرا حسب قيمة آخر وجيبة‬
‫كرائية‪.‬‬

‫الفقرة الثنوية‪ :‬حنالت إستحقنق المكتري للتعويض‬

‫سنتناول هنا حالتين‪ :‬حاالت إستحقاق المكتري للتعويض الكامل(أوال) ثم حاالت إستحقاق‬
‫المكتري للتعويض جزئي (ثانيا)‪.‬‬

‫نص على هذه الحالة الفصل العاشر من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ ،9188‬الذي جاء فيه على أنه‬
‫يحق للمكري رفض تجديد العقدة‪ ،‬إال أنه إذا استعمل هذا الحق فيكون عليه أن يؤدي للمكتري‬
‫يعادل ما لحقه من الضرر الناجم عن عدم‬ ‫‪36‬‬
‫المطلوب منه اإلفراغ تعويضا عن هذا اإلفراغ‬
‫تجديد العقدة وذلك باستثناء ما قرره الفصل ‪ 99‬وما يليه من الفصول ويلزم المحكمة وقت‬
‫تحديد قدر التعويض أن تعتبر ما سيحصل للمكتري من الخسائر وما سيفقده من األرباح بسبب‬
‫إضاعة حقوقه‪.‬‬

‫ويكون قدر التعويض مساويا على األقل لقيمة اإلسم التجاري اللهم إال إذا أثبت المكري أن‬
‫الضررأخف من القيمة المذكورة‪.‬‬

‫‪36‬ـ عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬قانون العقود الخاصة ‪ ،‬الطبعة الثالثة منقحة و مزيدة بالقانون رقم ‪ ، 42.97‬بدون ذكر المطبعة ‪.‬سنة ‪ ،7094‬صفحة‬
‫‪792‬‬

‫‪26‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ويتضح من خالل مقتضيات الفصل السالف الذكر‪ ،‬أن المشرع المغربي أعاد نفس المعايير‬
‫ـ ما سيحصل للمكتري من الخسائر و ما سيفقده من األرباح بسبب إضاعة حقوقه ـ التي‬
‫استعملها في الفصل ‪ 746‬من قانون اإللتزامات والعقود الذي عرف الضرر بأنه هو ما لحق‬
‫الدائن من خ سارة حقيقية وما فاته من كسب متى كانا ناتجين مباشرة عن عدم الوفاء‬
‫باإللتزام‪.37‬‬

‫ونستخلص حالة التعويض الكامل الواجب منحه إلى المكتري من مقتضيات المادة ‪98‬‬
‫بحيث يستحق المكتري تعويضا كامال في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ 9‬ـ إذا لم يتبق في البناية الجديدة محالت أخرى بعد ممارسة حق األسبقية من طرف أقدم‬
‫المكترين‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ إذا أصبحت البناية الجديدة ال تتوفر على محالت تجارية‬

‫‪ 1‬ـ إذا تعذر على المكتري الرجوع لممارسة نشاطه السابق اعتبارا لمقتضيات قانونية أو‬
‫‪38‬‬
‫تنظيمية‪.‬‬

‫وطبقا لألحكام العامة التي جاءت في المادة السابعة من القانون‪ ،61.94‬فإن التعويض يجب‬
‫أن يكون مغطيا لكل الضرر الذي أصاب المكتري‪ ،‬بما في ذلك قيمة األصل التجاري‪ ،‬لكن مع‬
‫اإلشارة إلى أنه ال يجب أن يتعدى مجموع ما دفعه المكتري من كراء و أداءات وما أنفقه من‬
‫تحسينات و إصالحات إضافة إلى مصروفات اإلنتقال إلى محل آخر‪.39‬‬

‫‪37‬ـ عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪792:‬‬


‫‪ 38‬ـ جاء في توضيح المشرع للمقتضيات القانونية و التنظيمية‪ ،‬إعطائه مثال‪ :‬الصيدلة‪ ،‬حيث تنص الفقرة الخامسة من الفصل الثامن من الظهير الشريف‬
‫رقم ‪9‬ـ‪01‬ـ‪ ،142‬الصادر بتاريخ ‪ 91‬فبراير ‪ 9140‬ما يلي‪ " :‬وال يجوز أن تحدث في الجهات التي يبلغ عدد سكانها ‪ 900000‬نسمة أو يفوته أية‬
‫صيدلية في مسافة تقل عن ‪ 100‬متر تقطع فعال بين صيدلة إلى أخرى‪ ،‬و تخفض هذه المسافة إلى أخرى‪،‬وتخفض هذه المسافة إلى ‪ 700‬متر في‬
‫الجهات المتراوح عدد سكانها بين ‪ 10000‬و ‪ 900000‬نسمة‪.‬كما تخفض إلى ‪ 900‬متر في الجهات األخرى‪.‬‬
‫‪ 39‬ـ لويء بن عجيبة‪ ،‬قراءة في مشروع القانون المنظم للكراء التجاري‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ماستر القانون المدني و‬
‫االعمال‪،‬السنة الجامعية‪7097:‬ـ ‪.7091‬ص ‪84 :‬‬

‫‪27‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫و حسب المادة ‪ 10‬تقضي المحكمة بالتعويض الكامل وفق مقتضيات المادة ‪ ،2‬وال يمكن‬
‫استخالص المبلغ المحكوم به إال بعد إدالء المكتري بشهادة مسلمة من كتابة الضبط تثبت خلو‬
‫األصل التجاري من كل تقييد‪.‬‬

‫و إذا كان األصل التجاري مثقال بتقيدات‪ ،‬فإن المكتري يكون ملزما باإلدالء بما يفيد إشعار‬
‫الدائنين المقيدين بوقوع اإلفراغ و بوجود تعويض مستحق له‪.‬‬

‫يجوز للدائنين المقيدين أن يتعرضوا على أداء ثمن التعويض المودع بكتابة الضبط‬
‫باإلشعار المنصوص عليه في الفقرة السابقة‪ ،‬و ذلك وفق المسطرة المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 26‬من مدونة التجارة‪.40‬‬

‫و اليستخلص المكتري التعويض المحكوم به لفائدته إال بعد اإلجراءات المنصوص عليها‬
‫في الفقرة السابقة‪.‬‬

‫يتم توزيع مبلغ التعويض المودع لفائدة المكتري وفق اإلجراءات المنصوص عليها في‬
‫الفصل الرابع من الكتاب الثاني من مدونة التجارة‪.‬‬

‫هذا وقد تمت اإلشارة إلى التعويض الكامل في حالة نزع الملكية من أجل المنفعة‬
‫العامة‪،41‬حيث نصت المادة ‪ 70‬قانون على نزع الملكية بما مايلي " إذا وقع نزع ملكية المكان‬
‫من أجل المصلحة العمومية‪ ،‬فإن الجهة العمومية التي تباشر أعمال نزع الملكية‪،‬يمكنها أن‬
‫تتجنب أداء تعويض نزع الملكية المنصوص عليه في الفصل الثامن‪ ،‬إذا عرضت على‬
‫المكتري الذي نزع حقه ‪ ،‬مكانا يكون مماثال للمكان المنزوع ملكيته‪ ،‬شريطة موافقته وإال‬
‫‪40‬ـ تنص المادة ‪ 26‬من مدونة التجارة‪ :‬يجوز لدائني البائع سواء كان الدين واجب األداء أم ال‪ ،‬أن يتعرضوا داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما بعد‬
‫النشر الثاني‪ ،‬على أداء ثمن البيع برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل توجه إلى كتابة ضبط المحكمة التي تم إيداع العقد بها أو بإيداع التعرض بتلك‬
‫الكتابة مقابل وصل‪.‬‬
‫يجب أن يبين التعرض‪ ،‬تحت طائلة البطالن‪ ،‬مبلغ الدين و أسبابه و الموطن المختار داخل دائرة المحكمة‪.‬‬
‫ال يجوز للمكري‪،‬بالرغم من كل شرط مخالف‪ ،‬أن يتعرض من أجل استيفاء أكرية جارية أو مستحقة مستقبال‪.‬‬
‫ال يمكن اإلحتجاج بأي انتقال سواء كان رضائيا أو قضائيا لثمن البيع أو لجزء منه تجاه الدائنين الذين تعرضوا داخل األجل المحدد بالفقرة األولى من‬
‫هذه المادة‬
‫‪ 41‬ـ إن المقصود بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة هو حلول السلطة العامة أو من يقوم مقامها في ملكية حق عيني عقاري جبرا على صاحبه متى‬
‫حتمت المنفعة العامة ذلك مقابل تعويض عادل يحدد رضاء و إال جبرا عن طريق القضاء‪.‬‬
‫خالدالعسري‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪81‬‬

‫‪28‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫تحملت التعويض الكامل‪ .‬وفي هذه الحالة يتوصل عما نقص من قيمة أصله التجاري‪ ،‬وتدفع له‬
‫زيادة على ذلك المصاريف العادية إلنتقاله من المكان و استقراره في مكان آخر"‪.‬‬

‫وبالرغم من أن القاعدة العامة في مجال نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬أن التعويض‬
‫يكون في غالبية األحوال ذو طبيعة نقدية‪ ،‬فإن مقتضيات المادة ‪ 70‬من من مشروع قانون‬
‫نزع الملكية تسمح للسلطة اإلدارية النازعة للملكية بأن يكون التعويض عينيا كلما توفرت لها‬
‫لكن مع ذلك فقد ربطها بضرورة موافقة المكتري وهذا في نظرنا فيه تكريس‬ ‫‪42‬‬
‫تلك اإلمكانية‪.‬‬
‫لحماية المكتري على عكس ما كان في إطار ظهير ‪ 76‬ماي ‪.439188‬‬

‫هذا ويتبين أن المشرع من خالل المادة ‪ 70‬قد أحسن صنعا حين منح للمكتري المفرغ من‬
‫أصله التجاري تعويضا عينيا يتمثل في منحه محال مماثال للعقار الذي كان يمارس فيه نشاطه‬
‫الصناعي أو التجاري أو الحرفي‪ ،‬وقد يكون هذا المحل قريبا من المحل السابق الذي كان‬
‫يستغل فيه أصله التجاري‪،‬الشيء الذي سيكون معه الضرر أخف بالنسبة للتاجر المكتري إذا‬
‫بإمكانه المحافظة على عنصر الزبائن المرتبط بالموقع وبشخصه و خدماته ومهارته‪( .‬وسنعود‬
‫بالتفصيل في التعويض عن نزع الملكية الحقا)‪.‬‬

‫ثنوين‪ :‬إستحقنق المكتري تعويضن جزئين‬

‫تتمثل هذه الحاالت التي يسستحق فيها المكتري تعويضا جزئيا‪ ،‬أساسا في رغبة المكري‬
‫في هدم الملك وإعادة البناء (أ)‪ ،‬ورغبة المالك المكري أيضا في رفع بنايات الملك(ب)‪،‬وحالة‬
‫اإلفراغ لإلحتياج (ج)‪.‬‬

‫‪42‬ـ هذا ما نص عليه القانون ‪ 61.94‬في الفقرة الثانية من المادة ‪: 70‬‬


‫يمكن للجهة التي تباشر نزع الملكية أن تتجنب أداء التعويض لفائدة المكتري بعرضها عليه محال مماثال للمحل المنزوعة ملكيته شريطة موافقته‪ ،‬و إال‬
‫تحملت التعويض الكامل‪.‬‬
‫‪43‬ـ لؤي من عجيبة‪ :‬م س ‪ ،‬ص ‪49 :‬‬

‫‪29‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫أ ـ رغبة المكري في الهدم وإعندة البونء‬

‫يستحق المكتري تعويضا جزئيا في الحالة التي يرغب فيها المكري إفراغه من المحل‬
‫التجاري وذلك من أجل هدم المحل و إعادة بنائه شريطة إثبات تملكه إياه لمدة ال تقل عن سنة‬
‫من تاريخ اإلنذار‪.‬‬

‫ويبلغ التعويض الذي يستحقه المكتري في هذه الحالة القيمة الكرائية لثالث سنوات‪ ،‬مع‬
‫تخويله‬

‫الحق في الرجوع إلى أحد المحالت المشيدة والمعدة الستغالل نشاط مماثل‪ ،‬والذي يرجع‬
‫األمر في تحديده إلى المحكمة في حالة النزاع‪ ،‬وذلك من خالل التصميم الذي يقدمه المكري‪،‬‬
‫على أن يكون قدر اإلمكان متطابقا مع المحل السابق والنشاط الممارس فيه‪.44‬‬

‫إضافة إلى التعويض المشار إليه في الفقرة أعاله‪ ،‬يمكن للمحكمة بناء على طلب المكتري‪،‬‬
‫تحميل المكري جزءا من مصاريف اإلنتظار طوال مدة البناء ال تقل عن نصفها إذا أثبت‬
‫المكتري ذلك‪.‬‬

‫ويقصد بمصاريف اإلنتظار الضرر الحاصل للمكتري دون أن يتجاوز مبلغ األرباح التي‬
‫حققها حسب التصريحات الضريبية للسنة المالية المنصرمة‪ ،‬مع األخذ بعين اإلعتبار أجور‬
‫اليد العاملة و الضرائب و الرسوم المستحقة خالل مدة حرمانه من المحل‪.45‬‬

‫ومن أجل توفي المزيد من الحماية للمكتري‪ ،‬وتفاديا للممارسات التعسفية التي قد يلجأ إليها‬
‫المكري‪ ،‬والتي يمكن أن تترتب عنها إصابة المكتري ببعض األضرار‪ ،‬فإن القانون الجديد أقر‬
‫مجموعة من الضمانات لهذا األخير‪ ،‬يمكن اختزالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪44‬ـ نصت المادة‪ 1‬من القانون‪ 61.94‬في الفقرة االخيرة على مايلي‪ ":‬يحق للمكري المطالبة باإلفراغ لرغبته في هدم المحل و إعادة بنائه‪ ،‬شريطة‬
‫إثبات تملكه إياه لمدة ال تقل عن سنة من تاريخ اإلنذار و أدائه للمكتري تعويضا مؤقتا يوازي كراء ثالث سنوات مع اإلحتفاظ له بحق الرجوع إذا‬
‫اشتملت البناية الجديدة على محالت معدة لممارسة نشاط مماثل تحدده المحكمة من خالل التصميم المصادق عليه من الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬على أن‬
‫يكون‪ ،‬قدر اإلمكان‪ ،‬متطابقا مع المحل السابق و النشاط الممارس فيه"‪.‬‬
‫إذ لم تشمل البناية الجديدة على المحالت المذكورة‪ ،‬استحق المكتري تعويضا وفق مقتضيات المادة ‪2‬‬
‫‪45‬ـ محمد محروك ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪192 :‬‬

‫‪30‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ـ إذا لم تشمل البناية الجديدة على المحالت المذكورة‪،‬استحق المكتري تعويضا وفق‬
‫مقتضيات المادة ‪ 2‬من القانون ‪.61.94‬‬

‫ـ تحدد المحكمة تعويضا إحتياطيا كامال وفق المادة ‪ ،2‬بطلب من المكتري‪ ،‬يستحقه في‬
‫حالة حرمانه من حق الرجوع‪.‬‬

‫ـ يتعين على المكري الشروع في البناء داخل أجل شهرين من تاريخ اإلفراغ‪،‬وفي حالة‬
‫تعذر ذلك يحق للمكتري الحصول على التعويض وفق مقتضيات المادة ‪ ،2‬ما لم يثبت المكري‬
‫أن سبب التأخير خارج عن إرادته‪ (46‬المادة‪.)90‬‬

‫ـ يتعين على المكري أن يشعر المكتري بتاريخ تمكينه من المحل الجديد‪ ،‬والذي يجب أال‬
‫يتعدى ثالث سنوات من تاريخ اإلفراغ‪ ،‬ويتعين عليه أن يقوم داخل أجل شهر من تاريخ‬
‫توصله بشهادة المطابقة المنصوص عليها في المادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪ 097.10‬المتعلق‬
‫بالتعمير الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.17.19‬بتاريخ ‪ 98‬من ذي الحجة ‪92( 9697‬‬
‫يونيو ‪ )9117‬والمسلمة له من طرف الجهة المختصة‪ ،‬بإشعار المكتري بأنه يضع المحل رهن‬
‫إشارته (الفقرة األولى من المادة ‪.)99‬‬

‫ـ في حالة عدم تسليم المكتري المحل داخل أجل ثالث سنوات من تاريخ إفراغه يحق له‬

‫المطالبة بالتعويض وفق مقتضيات المادة ‪ 2‬من هذا القانون ما لم تكن أسباب التأخير‬
‫خارجة عن إرادة المكري( المادة ‪.)99‬‬

‫ونود أ ن نشر بخصوص هذه الحالة إلى مالحظتين أساسيتين‪،‬األولى تتمثل في كون‬
‫المشرع جعل التعويض في حالة الهدم وإعادة البناء جزئيا‪ ،‬غير أن ذلك قد يكون مبرره في‬
‫نظرنا يرجع إلى اإلمكانية التي أعطاها المشرع نفسه للمكتري في الرجوع إلى العين المعاد‬

‫‪46‬ـ تنص المادة ‪ 90‬من القانون ‪94‬ـ‪ ": 61‬يتعين على المكري الشروع في البناء داخل أجل شهرين من تاريخ اإلفراغ‪ ،‬وفي حالة تعذر ذلك يحق‬
‫للمكتري الحصول على التعويض وفق مقتضيات المادة‪ ، 2‬ما لم يثبت المكري أن سبب التأخير خارج عن إرادته‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫بناؤها‪،‬وهذا ما أكد عليه القضاء المغربي نفسه للمكتري في الرجوع إلى العين المعاد بناؤها‪،‬‬
‫بمناسبة تطبيق ظهير ‪ 76‬ماي ‪ ،9188‬ففي قرار لمحكمة النقض بتاريخ فاتح يوليوز ‪،7001‬‬
‫ذهبت فيه إلى ما يلي‪ ...":‬حقا‪ ،‬حيث إن التعويض يجب أن يكون بقدر الضرر‪ ،‬والمشرع في‬
‫حالة إنهاء عقد الكراء لرغبة المالك في هدم الملك وإعادة بنائه إذا كان حدد للمكتري تعويضا‬
‫جزئيا فقط فإنه لحماية حقوقه منحه امتيازا آخر وهو الرجوع هذا هو جزء من مستحقات‬
‫المكتري واستكماال لما حدده المشرع من تعويض جزئي مالي‪.47"...‬‬

‫كما أكد القضاء المغربي على أن عدم إشعار المكري للمكتري برغبته أو عدم رغبته في‬
‫إبرام العقد‪ ،‬وسلوك المكتري اإلجراءات المتعلقة بممارسة حق األسبقية بصفة قانونية‪،‬‬
‫وتصرف المالك في المحل التجاري موضوع النزاع قبل عرضه عل المكتري لممارسة حق‬
‫األسبقية‪،‬يخول هذا األخير الحق في المطالبة بالتعويض عن حرمانه من اإلنتفاع بحق‬
‫األسبقية ‪ .‬و من جهة أخرى‪ ،‬فإنه ال يرجع بشأن سقوط الحق في المطالبة بالتعويض المذكور‬
‫إلى المقتضيات المنصوص عليها في الفصل ‪ 11‬من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬وإنما تطبق‬
‫القواعد العامة‪.‬‬

‫فقد جاء في قرار لمحكمة النقض بتاريخ ‪ 91‬مارس ‪ 9119‬مايلي " حيث إنه بمقتضى‬
‫الفصل ‪ 91‬من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬فإن على المكتري الراغب في اإلنتفاع بحق األسبقية‬
‫المنصوص عليه إما في الفصل ‪ 97‬من الظهير الذي أسس عليه القرار القاضي بإفراغ‬
‫المطلوبين في النقض ومنحهما تعويضات عن اإلفراغ للهدم وإعادة البناء أن يخبر رب الملك‬
‫بذلك وقت خروجه من المكان أو بعد خروجه منه بثالثة أشهر على األكثر بإعالم طبق ما هو‬
‫منصوص عليه في الفصول ‪ 12،12،11‬من قانون المسطرة المدنية أو رسالة مضمونة مع‬
‫اإلشعار بالتوصل وال يوجب على المكري على المكري إعالم المكتري باستعداده إلبرام عقده‬
‫جديدة معه بإعالم طبق ما هو منصوص عليه في الفصول ‪ 12،12،11‬من قانون المسطرة‬

‫‪47‬ـ قرار منشور بمجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد مزدوج‪ 972‬ـ ‪ ،7090/974‬ص ‪924 :‬‬

‫‪32‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المدنية أو رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل وال يوجب على المكري على المكري إعالم‬
‫المكتري باستعداده إلبرام عقدة جديدة معه إال إذا توصل باإلعالم المتضمن لرغبة المكترين و‬
‫القرار المطعون فيه الذي رتب اآلثار القانونية عن توصل رب الملك باإلعالم بالرغبة على‬
‫رب الملك الذي ثبت أنه لم يتوصل بهذا اإلعالم لعدم سحبه من البريد والذي ال يقوم مقام‬
‫التوصل يكون قد خالف المقتضيات القانونية المذكورة رغم التبليغ الواقع لمحامي الطاعنة بعد‬
‫إنتهاء المنازعة والذي لم تبق له بسبب ذلك نيابة عنها بأحكام الفصل ‪ 171‬من قانون‬
‫اإللتزامات و العقود و بالتالي يكون معرضا للنقض"‪.48‬‬

‫بالرغم من ذلك‪ ،‬فإننا نرى بأن هذا المبرر يبقى هو اآلخرغير فعال‪ ،‬مادام أن حق‬
‫المكتري في اإلستفادة من الرجوع إلى المحل الذي أعيد بناؤه معلق على وجود محالت‬
‫صالحة لإلستعمال التجاري أو الحرفي كما يتضح من المادة التاسعة من القانون رقم ‪،61.94‬‬
‫التي اشترطت اشتمال البناية الجديدة على محالت معدة لممارسة نشاط مماثل تحدده المحكمة‬
‫من خالل التصميم المصادق عليه من الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬على أن يكون قدر اإلمكان‪،‬‬
‫‪49‬‬
‫متطابقا مع المحل السابق و النشاط الممارس فيه‪.‬‬

‫أما المالحظة الثانية‪ ،‬فتتمثل في الموقف الذي اعتمده القضاء المغربي على مستوى أعلى‬
‫هيئة قضائية‪ ،‬أي محكمة النقض‪ ،‬منذ قرارها المؤرخ في ‪ 92‬ماي ‪ ،509111‬والقاضي بأن‬
‫اإلدالء بالتصميم ورخصة البناء كاف إلثبات ضرورة الهدم‪ ،‬مستبعدا إجراء خبرة للتأكد من‬
‫زعم المدعي‪ .‬وقد استقر القضاء المغربي على هذا التوجه‪ ،‬ففي قرار آخر صادر عن الغرفة‬
‫التجارية لمحكمة النقض بتاريخ ‪ 9‬يوليوز ‪ ،7001‬ذهبت فيه إلى ما يلي‪..." :‬لكن حيث إن‬
‫محكمة االستئناف ال حظت بأن اإلنذار أسس على سبب رغبة المطلوبة في النقض لهدم‬

‫‪48‬ـ قرار منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪،‬العدد‪/84‬السنة‪ 77‬ـ يوليوز‪ ،‬ص‪11:‬‬
‫‪49‬ـ عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬قانون العقود الخاصة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪771 :‬‬
‫‪ 50‬ـ جاء في هذا القرار ما يلي‪ ... ":‬وحيث إن إعادة بناء الدار المؤجرة يقتضي بالضرورة هدمها و أن المحكمة حين صرحت بأن المالك أثبت جدية‬
‫السبب المبني عليه اإلنذار و ذلك بإدالئه بالتصميم ورخصة البناء وأنه بالتالي ال محل إلجراء خبرة لمعاينة المحل هل يحتاج إلى إصالح أم ال‪ ،‬تكون‬
‫قد تحققت من توفر عنصر الضرورة للهدم و أجابت عن طلب الخبرة الذي تمسك به الطاعن بما يبرر رفضه فكان قرارها بذلك معلال وتكون الوسيلة‬
‫بدون أساس‪"...‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ ،62‬ص‪.21:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المنشآت بالملك و إعادة بنائه و أنها أدلت برخصة و تصميم للبناء وهما كافيين إلثبات جدية‬
‫السبب المذكور و صادقت على اإلنذار ولم تعتمد أي سبب آخر غيره في إطار مقتضيات‬
‫‪51‬‬
‫الفصل ‪ 97‬من ظهير ‪ 76/08/88‬فكان ما بالوسيلة غير جدير باالعتبار"‬

‫وقد إعتبر بعض الفقه ‪ ،52‬أن مثل هذا التوجه يشكل ضربا حقيقيا للحماية التي تقوم عليها‬
‫فلسفة المشرع‪ ،‬ألنه بهذا الصنيع يفتح باب التحايل على مصراعيه للمكرين على حساب‬
‫مصالح المكترين‪ ،‬أو بتعبير البعض اآلخر‪ ،‬أن القضاء بهذا التفسير يساعد ودون أن يدري‬
‫على التحايل عندما يقرر أن اإلدالء بالتصميم ورخصة البناء كاف إلفراغ المكتري‪.53‬‬

‫وبالرغم من هذه اإلنتقادات‪ ،‬فإن القانون رقم ‪ 61,94‬أكد نفس القاعدة التي استقر عليها‬
‫القضاء المغربي‪ ،‬من حيث اكتفائه باإلدالء برخصة البناء لتبرير إفراغ المحل للهدم و إعادة‬
‫بنائه‪ ،‬وهذا ما يتضح لنا بمراجعة أحكام المادة ‪ 92‬من هذا القانون‪ ،‬التي وردت في باب‬
‫المقتضيات المشتركة بين اإلفراغ للهدم و اإلفراغ للتوسعة أو التعلية‪ ،‬حيث نصت على مايلي‪:‬‬
‫يتعين على المالك الراغب في إفراغ المحل للهدم و إعادة بنائه أو إفراغه لتوسعته أو تعليته‪،‬‬
‫برخصة بناء سارية المفعول مسلمة له من الجهة المختصة و بالتصميم المصادق عليه من‬
‫طرفها‪.‬‬

‫يعتد برخصة البناء طيلة سريان المسطرة أمام المحكمة‪ ،‬ما لم يثبت المكتري أن الجهة‬
‫المختصة قد سحبتها أو ألغتها‪.54‬‬

‫ويبدوا من خالل استقراء مجموعة من األحكام و قرارات القضاء المغربي أنه يتساهل مع‬
‫المالك في طلب اإلفراغ بسبب الهدم و إعادة البناء و اعتبر األستاذ محمد الكشبور أن هذا‬
‫التساهل في مسألة اإلثبات يؤدي إلى اإلجهاز على الحق في الكراء و حرمان المكتري من‬
‫‪51‬ـ مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 974‬ـ ‪،9090/ 972‬ص‪924:‬‬
‫‪ 52‬ـ محمد المهدي و عبد المجيد بوكير‪ :‬الحماية القانونية و القضائية لمكتري األماكن التجارية ‪ ،‬قضايا كراء األماكن السكنية و المهنية و المحالت‬
‫التجارية من خالل اجتهادات المجلس األعلى ـ خمسون سنة من العمل القضائي ‪ ،‬الندوة الجهوية األولى ـ قصر المؤتمرات ـ فاس ‪ 77 ،‬ـ‪ 71‬فبراير‬
‫‪ ،7002‬ص‪.721 :‬‬
‫‪53‬ـ محمد الكشبور‪ :‬الحق في الكراء عنصر في األصل التجاري ‪ ،‬م س‪ ، :‬ص ‪917:‬‬
‫‪54‬ـ عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪778 :‬‬

‫‪34‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫التعويض و الق ضاء يساعد بطريقة غير مباشرة على التحايل عندما يقرر أن اإلدالء بالتصميم‬
‫و رخصة البناء كاف إلفراغ المكتري‪ ،‬باإلضافة إلى التعويض الذي وضعه المشرع هو‬
‫تعويض تافه ال يمكن أبدا أن يكون مقابال ألصل تجاري‪.55‬‬

‫ونجد األستاذ أحمد عاصم كتب تعليقا على هامش أحد قرارات المجلس األعلى‪ ،‬قال فيه أن‬
‫القانون ال يلزم المالك بأن يعيد بناية عقاره ليكون صالحا لنفس اإلستعمال التجاري أو‬
‫لإلستعماالت التجارية بصفة عامة و المكتري الذي لم يمنح إال تعويضا جزئيا مقابل األسبقية‬
‫في الكراء يكون قد ضاع عليه كل شيئ و ال يبقى له حق ازاء المكتري‪.56‬‬

‫و غني عن البيان أن المكتري التاجر في هذه الحاالت لم يرتكب أي خطأ تعاقدي و مع‬
‫ذلك يتم إفراغه دون تعويضه تعويضا عادال‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن الكراء سنتين أو ثالث‬
‫سنوات أو حتى خمس سنوات ال يعدو أن يكون تعويضا جزافيا بعيدا كل البعد عن قيمة األصل‬
‫التجاري‪ ،‬و قد ال ي غطي في أغلب األحيان و لو نسبة ضئيلة من الضرر الذي يصيب المكتري‬
‫التاجر جراء إفراغه‪.57‬‬

‫لكن يتبادر الى أذهانينا سؤال بهذا الخصوص ماذا لو شرع المالك في البناء و لم يكمله‬
‫فهل يمكن للمكتري المطالبة بالتعويض الكامل؟‬

‫فحسب رأينا المتواضع القضاء له السلطة التقديرية الكاملة‪ ،‬فقد يتعلق األمر بمالك له نية‬
‫سيئة و أراد التعسف على المكتري و بالتالي يبدأ عملية البناء من أجل التمويه فقط ثم يوقف‬
‫األشغال دون أي سبب رغم اإلمكانيات التي يتوفر عليها‪ ،‬و قد يتعلق األمر بمالك ال تسمح له‬
‫إمكانية باإلسراع في البناء في البناء‪ ،‬فسوء أو حسن النية هو المعيار الوحيد لمنح التعويض‬
‫الكامل أو الجزئي‪ .‬ويبقى التعويض الجزئي غير عادل و يلحق بالمكتري أضرارا جسيمة‬

‫‪55‬ـ محمد الكشبور ‪ ،‬الحق في الكراء عنصر في األصل التجاري‪ :‬م س ‪ ،‬ص‪917 :‬ـ ‪911‬‬
‫‪56‬ـ أحمد عاصم‪" ،‬تعليق على قرار صادر عن المجلس األعلى رقم ‪ "822‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪ 60‬ص ‪14‬‬
‫‪57‬ـ عبد الرحيم أشعيبي ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪47:‬‬

‫‪35‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫بحيث يتعين على المشرع التدخل لحماية المكتري و ذلك بمنحه تعويضا كامال يغطي كل ما‬
‫لحقه من ضرر‪.‬‬

‫ب ـ رغبة المنلك المكري في توسيع المحل أو تعليته‬

‫على غرار ظهير ‪ 76‬ماي ‪ ،9188‬الذي كان ينص على حالة رفع بنايات الملك‪،58‬الذي‬
‫كان ينص على حالة رفع بنايات الملك‪ ،‬فإن القانون الجديد رقم ‪ 61.94‬نص هو اآلخر على‬
‫هذه الحالة‪ ،‬على أن ال تتعدى سنة واحدة ابتداء من تاريخ اإلفراغ‪.‬‬

‫يستحق المكتري تعويضا عن مدة إفراغه يساوي الضرر الحاصل له‪ ،‬دون أن يتجاوز‬
‫مبلغ األرباح التي يحققها‪ ،‬حسب التصريحات الضريبية للسنة المالية المنصرمة‪ ،‬مع األخذ‬
‫بعين اإلعتبار أجور اليد العاملة و الضرائب والرسوم المستحقة خالل مدة حرمانه من المحل‪.‬‬
‫وفي جميع الحاالت يجب أن ال يقل التعويض الشهري عن قيمة السومة الكرئية‪.‬‬

‫وانطالقا من المادة ‪ 94‬دائما من القانون رقم ‪ 61.94‬فإنه يجب على المكري إعادة تسليم‬
‫المحل داخل األجل المحدد في سنة واحدة ابتداء من تاريخ اإلفراغ‪ ،‬هذا األجل القابل للتمديد‬
‫مدة سنة واحدة أيضا و بطلب من المكري و ما لم تكون أسباب التأخير خارجة عن إرادة‬
‫المكري‪ ،‬و إال حق للمكتري المطالبة بالتعويض الكامل وفق مقتضيات المادة ‪ 2‬من نفس‬
‫القانون‪.59‬‬

‫نستشف من مقتضيات هذه المادة‪ ،‬أن المشرع حاول التوفيق و التوازن بين‬
‫مصالح(المكري) الملكية العقارية و(المكتري) الملكية التجارية ‪ ،‬من خالل السماح للمكري‬
‫بإمكانية ا لمطالبة بإفراغ المحل المكتري بهدف توسيعته أو تعليته‪ ،‬لكن شريطة أن ال يؤدي‬

‫‪58‬ـ الفصل الخامس عشر من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ ، 9188‬الذي جاء فيه على أنه يحق لرب الملك أيضا تأجيل تجديد العقدة لمدة قصوى تحدد في سنتين إن‬
‫إعتزم رفع بنايات الملك و كانت أشغال البناء تتطلب من المكتري إفراغ المكان مؤقتا‪ ،‬وفي هاتين الحالتين يستحق المكتري تعويضا يعادل ما لحقه من‬
‫أضرار من غير أن يفوق قدره قيمة كراء سنتين حسب الثمن المعمول به وقع اإلفراغ‪.‬‬
‫و إذا سير على هذه الطريقة فللمكتري الحق في البقاء إلى أن يشرع فعليا في أشغال البناء‪.‬‬
‫‪59‬ـ مصطفى بونجى ‪ ،‬م س ‪،‬ص‪44 :‬‬

‫‪36‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ذلك إلى اإلضرار بمصالح الطرف المكتري‪ ،‬األمر الذي جعل القانون الجديد‪ ،‬يضع مجموعة‬
‫من الضمانات لمصلحة الطرف األخير‪،‬يمكن إختزالها فيما يلي‪:‬‬

‫ـ أن يكون اإلفراغ مؤقتا‪ ،‬ال يمكن أن يتجاوز سنة كقاعدة عامة ‪ ،‬ما لم يسمح للمكري‬
‫بإمكانية طلب تمديد مدة اإلفراغ‪ ،‬لسنة أخرى كحد أقصى‪ ،‬وفي حالة عدم التزام المكري برد‬
‫المحل داخل هذا األجل‪ ،‬يحق للمكتري المطالبة بالتعويض الكامل‪ ،‬كما هو محدد في المادة‬
‫السابعة من هذا القانون‪ ،‬ما لم تكن أسباب التأخير خارجة عن إرادة المكري‪.‬‬

‫ـ عدم السماح للمكري باستيفاء الوجيبة الكرائية طيلة مدة اإلفراغ‪.‬‬

‫ـ استحقاق المكتري تعويضا عن مدة إفراغه يساوي الضرر الحاصل له‪ ،‬دون أن يتجاوز‬
‫مبلغ األرباح التي يحققها‪ ،‬حسب التصريحات الضريبية للسنة الماضية المنصرمة‪ ،‬مع األخذ‬
‫بعين اإلعتبار أجور اليد العاملة و الضرائب و الرسوم المستحقة خالل مدة حرمانه من المحل‪،‬‬
‫وفي جميع الحاالت يجب أن ال يقل التعويض الشهري عن قيمة السومة الكرائيةكل ذلك‪ ،‬ما لم‬
‫يتجاوز المكري األجل المسموح له قانونا بإرجاع المحل المكترى للمكتري‪ ،‬و إال فإن‬
‫التعويض سيكون كامال كما أشرنا لذلك أعاله‪.‬‬

‫ولتحقيق مزيد من الضمانات للمكتري‪ ،‬فإن المشرع المغربي بمقتضى المادة ‪ 92‬من‬
‫القانون رقم ‪ ،61.94‬ألزم المالك الراغب في إفراغ المحل للهدم وإعادة بنائه أو إفراغه‬
‫لتوسيعته و تعليته‪ ،‬اإلدالء برخصة بناء سارية المفعول مسلمة له من الجهة المختصة و‬
‫بالتصميم المصادق عليه من طرفها‪.60‬‬

‫و بالرجوع إلى القضاء المغربي‪ ،‬نجده كرس هذه القاعدة في ظل القانون المنسوخ في‬
‫العديد من قرارته‪ ،‬من ذلك قرار محكمة النقض الصادر بتاريخ ‪ 96‬أبريل ‪ ،9111‬الذي جاء‬
‫فيه‪ " :‬إذا تبين من رخصة البناء المسلمة للطاعنين من أجل بناء طابقين بالمحل موضوع‬

‫‪60‬ـ نصت الفقرة الثانية من هذه المادة ‪ 94‬على أنه يعتد برخصة البناء طيلة سريان المسطرة أمام المحكمة‪ ،‬ما لم يثبت المكتري أن الجهة المختصة قد‬
‫سحبتها أو ألغتها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫النزاع أن من الشروط التي تضمنها منح الرخصة جعل سياج من الخشب قبل بداية األشغال‬
‫مراعاة لقانون مصلحة الطرق المتعلقة بالبنايات الشيء الذي ال يتأتى معه ممارسة أعمال‬
‫التجارة في المتجر الذي سيبني فوقه طابقان خالل مدة األشغال‪.‬‬

‫وهذا ما يقتضي بالضرورة إفراغ المتجر و هو ما تمسك به الطاعنون و أن المحكمة التي‬


‫ناقشت هذه الوثائق و أجابت بأن المدعين لم يدلوا بما يفيد عملية البناء تستلزم إفراغ المكتري‬
‫تكون قد عللت قرارها تعليال ناقصا يوازي انعدامه"‪.61‬‬

‫ج ـ اإلفراغ لإلحتينج أو اإلستعمنل الشخصي‬

‫من بين أهم أسباب أو موجبات مطالبة المكري للمكتري بإفراغ المحل المكترى ألجل‬
‫ممارسة أنشطة تجارية أو صناعية أو حرافية هو رغبة هذا المكري في استرداد المحل‬
‫المستغل كأصل تجاري من أجل السكن‪ ،‬إعتبارا أن السكنى هي ذات أولوية و أهمية على أي‬
‫نشاط آخر‪ ،‬بما في ذلك التجارة أو الصناعة أو الحرفة ألنها السبيل الوحيد في استقرار‬
‫األشخاص داخل مجتمع ما‪ .‬لذا تقتضي مبادئ العدل و اإلنصاف ضرورة تقديم إحتياج المالك‬
‫المكري للسكنى في محله الذي كان قد أكراه للغير فهو أولى بالحماية من الغير على األقل‬
‫بسبب إحتياج هذا األخير‪ ،‬و من خالل تخويله الحق في رفض تجديد عقد الكراء إذا احتاج‬
‫للسكنى في العقار‪ ،‬أكثر من ذلك فإن األمر لم يتوقف على احتياج المكري الشخصي للعقار بل‬
‫إن هذه اإلمكانية مخولة له حتى عندما يكون أحد أقاربه ( المالك) في مرتبة واحدة مع‬
‫احتياج المالك نفسه‪.‬‬

‫فعلى غرار ظهير ‪ 76‬ماي ‪ ،9188‬فإن القانون رقم ‪ 61.94‬أكد هو اآلخر على أنه في‬
‫حالة لجوء المكري لطلب اإلفراغ بسبب اإلحتياج‪ ،‬فإن المكتري ال يستحق إال تعويضا جزئيا‪،‬‬
‫متى توفرت الشروط القانونية‪ ،‬المنصوص عليها في المادة ‪ 91‬من القانون الجديد‪ ،‬والتي جاء‬
‫فيها ما يلي‪:‬‬

‫‪61‬ـ عبد العزيز توفيق ‪ ،‬عقد الكراء في التشريع و القضاء‪ ،‬دراسة تأصيلية ‪ ،‬المكتبة القانونية ‪ ، 1‬طبعة ثانية ‪ ، 9114‬ص‪707 :‬‬

‫‪38‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫يجوز للمالك المطالبة أو الحرفي ليسكن فيه بنفسه أو زوجه أو أحد أصوله أو فروعه‬
‫المباشرين من الدرجة األولى أو المستفدين من الوصية الواجبة‪ ،‬إن وجدوا‪ ،‬طبقا لمقتضيات‬
‫المادة ‪ 141‬و ما يليها من القانون رقم ‪ 20.01‬بمثابة مدونة األسرة الصادرة بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 9.06.77‬بتاريخ ‪ 97‬من ذي الحجة ‪ ( 9676‬بتاريخ فاتح ربيع اآلخير ‪9671‬‬
‫(‪ 91‬يونيو ‪ ، ) 7007‬شريطة إثبات أن الشخص المطلوب اإلفراغ لفائدته ال يتوفر على سكن‬
‫في ملكه أو يستحق المكتري تعويضا يوازي كراء ثالث سنوات حسب آخر سومة كرائية‬
‫للمحل الملحق‪.62‬‬

‫إذا كان المكتري يؤدي سومة كرئية إجمالية تشمل المحل المستعمل للتجارة و محل‬
‫السكنى الملحق به‪ ،‬يتم تحديد السومة الكرئية للمحل الملحق باتفاق الطرفين أو باللجوء إلى‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫فأول مالحظة يمكن إبداؤها بهذا الخصوص هو أن المشرع و من خالل القانون ‪61.94‬‬
‫كان أكثر وضوحا وذلك عندما نص على أن المقصود باالسترجاعلالحتياج هو السكن الملحق‬
‫بالمحل التجاري أو الصناعي أو الحرفي‪ ،‬وأحسنا فعال ألنه بذلك أزال الغموض الذي كان‬
‫عالقا بظهير ‪ 9188‬الذي وإن نص على موجب اإلفراغ لإلحتياج لكنه لم يبين صراحة ما‬
‫المقصود باإلسترداد هل المحل ككل أم المحل الملحق به‪.‬‬

‫و إذا كان المشرع المغربي خول للمكتري مجرد تعويض جزئي‪ ،‬كما يتضح من الفقرة‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬فإنه قرر للمكتري في المقابل مجموعة من الضمانات من أجل حمايته من‬
‫تعسف المكرين‪ ،‬يمكن تلخيصها في جانبين األول‪ ،‬من خالل إجباره للشخص المطلوب‬
‫اإلفراغ لفائدته أن يعتمر المحل شخصيا داخل أجل معين حدده في ستة أشهر على أكثر تقدير‬
‫و لمدة أبرز حدها األدنى في ثالث سنوات‪ ،‬وذلك تحت طائلة الحكم عليه بتعويض ال تقل‬

‫‪62‬ـ محمد محروك‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪101:‬‬

‫‪39‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫قيمته عما يوازي كراء سنة ونصف‪،63‬وهذا ما يتضح لنا من قراءة مقتضيات الفقرة األخيرة‬
‫من المادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ ،61.94‬التي جاء فيها ما يلي ‪ " :‬يتعين على الشخص المطلوب‬
‫اإلفراغ لفائدته أن يعتمر المحل شخصيا داخل أجل أقصاه ستة أشهر من تاريخ مغادرته من‬
‫طرف المكتري ولمدة ال تقل عن ثالث‪ ،‬ما لم يكن هناك عذر مقبول‪ ،‬و إال حق للمكتري‬
‫المطالبة بالتعويض عما لحقه من ضرر يوازي كراء ثمانية عشر شهرا حسب قيمة آخر وجيبة‬
‫كرائية"‪.‬‬

‫أما الجانب الثاني‪ ،‬فيتمثل في منع المشرع المغربي المالك من المطالبة بإفراغ الجزء‬
‫المتعلق بالسكن الملحق بالمحل التجاري أو الصناعي أو الحرفي في مجموعة من الحاالت‪،‬‬
‫تتمثل في ثالث‪ ،‬حسب مقتضيات المادة ‪ 70‬من القانون الجديد رقم ‪ ،61.94‬وهي‪:‬‬

‫ـ إذا كان من شأن استرجاع المحل أن يحدث مساسا خطيرا باستغالل األصل التجاري‪.‬‬

‫ـ إذا تعلق األمر بمحلقات المؤسسات السياحية و أشكال اإليواء السياحي األخرى‪ ،‬و‬
‫المصحات و المؤسسات المماثلة لها‪ ،‬و مؤسسات التعليم الخصوصي‪.‬‬

‫ـ إذا كان المكتري يستعمل جزءا من محل الكراء للسكن ال يمكن الفصل بينه وبين الجزء‬
‫المستعمل كمحل تجاري أو صناعي أو حرفي‪ ،‬فإنه في هذه الحالة ال يمكن إفراغه من الجزء‬
‫المستعمل للسكن‪ ،‬دون إفراغه من الجزء المستعمل للتجارة‪ ،‬وذلك وفق مقتضيات هذا‬
‫القانون‪.64‬‬

‫الفقرة الثنلثة‪ :‬عونصر األصل التجنري القنبلة للتعويض‬

‫إن المشرع المغربي في إطار ظهير ‪ 9188‬لم يحدد عناصر األصل التجاري التي‬
‫يشملها التعويض‪ ،‬ولتحديد هذه العناصر ينبغي معرفة أن إفراغ المكتري من المحل الذي‬

‫‪63‬ـ عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪771 :‬‬


‫‪64‬ـ أنظر المادة ‪ 70‬من القانون ‪ 61.94‬المتعلق بالكراء التجاري‬

‫‪40‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫يمارس فيه نشاطه التجاري ال يعني انقضاء األصل التجاري بكافة عناصره المادية و المعنوية‬
‫وال وضع حد لنشاطه التجاري كليا‪.‬‬

‫فالعملية تعني فقط أن التاجر قد أجبر على نقل نشاطه التجاري إلى جهة أخرى‪ ،‬ولهذا فإن‬
‫ما يجب اعتباره في تحديد الضرر هو تلك العناصر التي تتأثر قيمتها كليا أو جزئيا بنقل نشاط‬
‫التاجر إلى مكان آخر‪ .65‬والمرسوم الفرنسي ‪ 9181‬عدد العناصر التي يجب تعويضها و‬
‫أضاف القضاء الفرنسي حماية منه للمكتري المفرغ عناصر أخرى تدخل في حساب التعويض‬
‫كعنصر الحق في الكراء و نفقات النقل و نفقات إعادة اإلستقرار في المحل الجديد و كذا‬
‫التعويض على الكساد الوقتي خالل فترة اإلنتقال‪ ،66‬أما القانون ‪ 61.94‬في مادته السابعة فقد‬
‫نص عن بعض العناصر المتمثلة في التحسينات و إصالحات و مافقده من عناصر األصل‬
‫التجاري دون أن يحدد بالتدقيق أي نوع من العناصر هذه هل هي مادية أو معنوية‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى مصاريف اإلنتقال من المحل‪ ،‬و تعميما للفائدة نرى من المفيد اإلشارة ولو بإيجاز لكيفية‬
‫تعويض هذه العناصر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعويض عن الحق في الكراء‬

‫أجمع القضاء بفرنسا على أن التعويض لجبر الضرر‪ ،‬يجب أن يتضمن من بين عناصره‬
‫فقدان الحق في الكراء مع التأكد هل هذا الحق كان يخول للتاجر ممارسة كافة األنشطة أم هو‬
‫قاصر على نوع واحد دون سواه بمعنى هل األصل التجاري معد إلستغالل تجاري عام ‪tout‬‬
‫‪ commerce‬أو نشاط تجاري محدد على سبيل الحصر في العقد‪.67‬‬

‫‪65‬ـ أحمد عاصم " الحماية القانونية للكراء التجاري"دراسة نظرية تطبيقية للنصوص على ضوء قرارات المجلس األعلى ‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪ ، 9122‬ص‪ 909 :‬ـ ‪907‬‬
‫‪66‬ـ نجاة الكص‪ ،‬م س ‪ :‬ص ‪119:‬‬
‫‪67‬‬
‫أوردته نجاة الكص ‪ :‬م س ‪ ،‬ص‪J.C.P.1968 – 11 – 1504, 2 esp. Note Baccara. 110 :‬ـ‬

‫‪41‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫وتخول محكمة النقض الفرنسية لقضاة الموضوع سلطة تقدير قيمة الحق في الكراء ألنه‬
‫يمثل القيمة التجارية لألصل التجاري‪ ،‬خاصة أهمية موقعه و السمعة التجارية المرتبطة به و‬
‫مالها من تأثير على ازدهاره و قوة نموه‪..‬‬

‫وقضت هذه المحكمة أنه إذا وردت في عقد الكراء التجاري شروط تقيد من حق التخلي‬
‫عن الكراء فإن قيمة الحق في الكراء تؤثر سلبا على قيمة التعويض المستحق لألصل‬
‫التجاري‪.68‬‬

‫و للقضاء سلطة واسعة في تقدير قيمة الحق في الكراء مع اعتبار موقع المحل و إمكانية‬
‫نموه و تطوره في المستقبل‪.‬‬

‫و قضت نفس المحكمة بأنه يجب األخذ بعين اإلعتبار أثناء تحديد قيمة الحق في الكراء‬
‫األنشطة التي لم ينص عليها العقد و لكن قبلها المكري صراحة‪.69‬‬

‫وإذا كانت األنشطة التي يمارسها المكتري متداخلة و مترابطة و موزعة على عدة محالت‬
‫وتم إفراغه من أحد هذه المحالت فالتعويض يجب أن يأخذ بعين اإلعتبار نقل كافة األنشطة‬
‫إلى باقي المحالت متداخلة و مترابطة و موزعة على عدة محالت و تم إفراغه من أحد هذه‬
‫المحالت فالتعويض يجب أن يأخذ بعين اإلعتبار نقل كافة األنشطة إلى باقي المحالت‪.‬‬

‫و في حالة عدم توفر هذه العوامل‪ ،‬فإن الخبراء يستطيعون تقدير قيمة األصل التجاري‬
‫لتحديد قيمة كل عنصر من عناصره المعنوية على حدة‪.‬‬

‫وفي إطار أهمية التعويض في الحق في الكراء ذهب بعض الفقه المغربي إلى أنه من بين‬
‫عناصر األصل التجاري بوجود الحق في الكراء في محل معين يكتسب فيه شهرة تجارية‬
‫ينجدب إليها الزبناء المرتبطون بشخص التاجر و بموقع األصل التجاري‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫أوردته نجاة الكص ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪- Cass.civ 27 avril 1979 D 1979 IR 452. 119 :‬‬
‫‪69‬‬
‫أوردته نجاة الكص ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪- Cass.civ 16 février 1982 JCP 1982 IV 157119 :‬‬

‫‪42‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫وبالتالي فإن الحق في الكراء و اإلتصال بالزبناء و السمعة التجارية هي التي تتأثر بعملية‬
‫نقل نشاط التاجر إلى جهة أخرى و هي التي يجب اعتمادها باألساس في تحديد التعويض‬
‫الكامل المنصوص عليه في الفصل العاشر من ظهير ‪ 76‬ماي ‪.709188‬‬

‫أما بقية العناصر األخرى فيمكن نقلها و إدماجها من جديد في النشاط التجاري دون أن‬
‫تتأثر قيمتها التجارية‪ .‬وهذا ما أشار إليه الفصل العاشر من الظهير إلى أن التعويض يقدر‬
‫بقيمة اإلسم التجاري و هذا تعبير غير سليم لسببين‪ :‬ألن اإلسم التجاري هو أحد العناصر‬
‫المعنوية ا لبسيطة لألصل التجاري وليس األصل التجاري برمته‪ ،‬و اإلسم التجاري ال يتأثر‬
‫بعملية اإلنتقال إلى جهة أخرى ألنه يمكن استعماله في مكان آخر‪.‬‬

‫فالمقصود إذا هو األصل التجاري في حدود العناصر التي تتأثر بعملية اإلفراغ و ما لحق‬
‫المكتري من خسارة حقيقية و ما فاته من كسب متى كانا ناتجين مباشرة عن عملية اإلفراغ‪،‬‬
‫ونقل النشاط التجاري إلى جهة أخرى‪.71‬‬

‫وقد تم التساؤل هل يدخل حق المفتاح في نفقات إعادة تجهيز المحل غير أن كال من‬
‫المشرعين المغربي و الفرنسي لم يتطرقا لهذه المسألة لكن الفقه و القضاء رفضا إدخاله ضمن‬
‫نفقات إعادة التجهيز أل ن حق المفتاح عبارة عن القيمة التجارية لمكان المحل الذي يثبت للتاجر‬
‫بمقتضى عقد كرائه‪.72‬‬

‫وذهب فقه آخر الى أنه ال يجب أن يشمل التعويض إال الضرر الذي تعرض له المكتري‬
‫لذلك فال يجب خلط قيمة الحق في الكراء بالقيمة التي تؤدي لشراء حق المفتاح أي "‬
‫الساروت » ‪ « pas de porte‬ويجب األخذ بعين اإلعتبار القيمة الواقعية و شروط اإلستعمال‬
‫الواردة في العقد‪.‬‬

‫‪70‬ـ نجاة الكص‪ ،‬م س ‪ .‬ص‪117‬‬


‫‪71‬ـ أحمد عاصم "الحماية القانونية للكراء التجاري"دراسة نظرية تطبيقية للنصوص على ضوء قرارات المجلس األعلى" م س‪ ،‬ص ‪ 909 :‬إلى ‪907‬‬

‫‪72‬ـ غيثة الناجحي‪ "،‬م س "‪ 7096‬ص‪91 :‬‬

‫‪43‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫وذهب بعض الفقه الفرنسي إلى أن حق المفتاح منفصل عن نفقات إعادة التجهيز التي هي‬
‫نفقات مادية ضرورية مقابل مايقوم به التاجر من مصروفات لنقل نشاطه‪ ،‬بينما حق المفتاح‬
‫يرجع إلى أهمية األصل التجاري والعناصر التي تؤثر على قيمته اإلقتصادية‪.‬‬

‫وبالتالي تندمج قيمة حق المفتاح في قيمة األصل التجاري كقيمة مالية‬


‫» ‪ "valeur patrimoniale‬وال تكون مستقلة عن قيمة العناصر األخرى التي يتم التعويض‬
‫عنها كالتعويض عن نفقات إعادة تجهيز المحل الجديد‪.73‬‬

‫ثنوين‪ :‬التعويض عن وفقنت الوقل‬

‫نص الفصل ‪ 2‬من المرسوم الفرنسي ‪ 9181‬على أنه يدخل في التعويض عن األصل‬
‫التجاري نفقات النقل ويلتزم المكري بأدائها عندما يرفض التجديد‪ ،‬و تتمثل في المصروفات‬
‫العادية التي يتكبدها المكتري التاجر لنقل العناصر المادية لمحله التجاري ‪les frais de‬‬
‫‪ déménagement‬بما فيها منقوالته الشخصية إذا كانت األماكن المستعملة لتجارته التي‬
‫رفض المكري تجديد كرائها تشمل أيضا سكنا ملحقا بها للتاجر‪.74‬‬

‫أما إذا ثبت أن تقدير التعويض‪ ،‬كان تقديرا شامال للقيمة التجارية لألصل التجاري بجميع‬
‫عناصره و مقوماته المعنوية والمادية بما فيها نفقات النقل و التجهيز فال تعويض عن هذه‬
‫األخيرة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪Blais H : Réflexions sur le pas de porte dix ans de conférences d’agrégation études de droit commercial ; offertes‬‬
‫أوردته نجاة الكص م س ‪ ،‬ص ‪a J, Hamel librairie Dalloz Paris 1961, P ; 339 et suiv 111 :‬‬
‫‪74‬ـ محكمة النقض الدائرة المدنية بتاريخ ‪ 1‬مايو ‪ 9142‬ـ مجلة الشركات ‪ 9141‬ـ موجز ـ ‪.99‬و انظر فيما يتعلق باإليجار التجاري المختلط ‪location‬‬
‫‪ mixte‬ـ محكمة السين بتاريخ ‪ 78‬مارس ‪ 9188‬ـ جازيت دي باليه ‪ 9188‬ـ ‪ 9‬ـ ‪.161‬أوردته نجاة الكص‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪111 :‬‬

‫‪44‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ثنلثن‪ :‬التعويض عن وفقنت إعندة اإلستقرار في المحل الجديد‬

‫نص الفصل الثامن من مرسوم ‪ 9181‬الفرنسي أنه من عناصر التعويض عن عدم‬


‫التجديد‪ ،‬النفقات التي يتكبدها المكتري كإعادة اإلستقرار في مكان جديد خاصة تلك النفقات‬
‫التي يلزم بها القانون‪ ،‬كنفقات تحرير العقد و مصاريف تسجيل عقد شراء محل تجاري بنفس‬
‫القيمة و كذلك مصاريف اإلشهار و مصروفات تسجيل عقد شراء أصل تجاري و عموالت‬
‫الوكاالت العقارية نص الفصل الثامن من مرسوم ‪ 9181‬الفرنسي أنه من عناصر التعويض‬
‫عن عدم التجديد‪ ،‬النفقات التي يتكبدها المكتري كإعادة اإلستقرار في مكان جديد خاصة تلك‬
‫النفقات التي يلزم بها القانون‪ ،‬كنفقات تحرير العقد و مصاريف تسجيل عقد شراء محل تجاري‬
‫بنفس القيمة و كذلك مصاريف اإلشهار و مصروفات تسجيل عقد شراء أصل تجاري و‬
‫عموالت الوكاالت العق ارية إال إذا أثبت المكري أن نقل األصل التجاري لم يتطلب هذه‬
‫النفقات‪.75‬‬

‫رابعن‪ :‬التعويض عن الكسند الوقتي خالل فترة اإلوتقنل‬

‫لم ينص الفصل الثامن من مرسوم ‪ 9181‬عن التعويض عن الكساد الوقتي ولكن القضاء‬
‫الفرنسي حماية منه للتاجر يعوض عن الكساد الوقتي خالل فترة اإلنتقال وقد علل ذلك‬
‫بالضرر الذي يصيب التاجر‪ ،‬من جراء عدم االستغالل التجاري بنفس الوثيرة التي كان عليها‬
‫قبل االنتقال‪ ،‬وهو ما يطلق عليه عرفا القلق التجاري الناجم عن تغيير موقع المحل والذي‬
‫يستتبعه بالضرورة ضياع الزبناء‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يحق لنا أن نتساءل هل يجوز أن يشمل التعويض عن عدم التجديد‪،‬‬
‫التعويضات التي يدفعها التاجر باعتباره رب عمل للعمال بسبب إنهاء عقود عملهم الناتج عن‬
‫عدم تجديد عقد كراء األماكن و األمالك محل العمل؟ إن ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬لم يتطرق لهذه‬
‫الحالة ولم نعثر على أي عمل قضائي يجيب على هذا التساؤل‪ ،‬غير أن القضاء الفرنسي سبق‬
‫‪75‬‬
‫أوردته نجاة الكص ‪ Limogo 10 novembre 1975 J .P .ZF , I . N 147 Ets‬ـ‬

‫‪45‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫أن قضى بجواز ذلك‪ ،‬واشترط أن يؤدي عدم التجديد إلى انقضاء األصل التجاري‪ ،‬أو يكون قد‬
‫تم نقله إلى أماكن بعيدة‪ ،‬ترتب عنها عدم استمرار عالقات العمل‪.76‬‬

‫ومن جهة أخرى انتقد بعض الباحثين المشرع الفرنسي الذي لم يعتد بتقدير التعويض‪ ،‬على‬
‫العنا صر الشخصية‪ ،‬وركز على القيمة التجارية لألصل التجاري‪ ،‬خاصة أن هذه القيمة هي‬
‫نتاج المجهودات الشخصية للتاجر ونشاطه و مواهبه وعمله الدؤوب‪ ،‬و من ثم فإن تعويضه‬
‫بمثابة تعويض عن حق يملكه أي ملكيته التجارية‪ ،‬التي لم يتمكن من االستمرار في استثمارها‬
‫بسبب المكري الذي ر فض تجديد العقد التجاري‪ ،‬و في هذا اإلطار يحق لنا أن نتساءل عن‬
‫وضعية المكتري خالل مسطرة التعويض‪.77‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬مدى إمكنوية ممنرسة حق التوبة‬

‫نصت الفقرة الثالثة من الفصل الثاني و الثالثون من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬على إمكانية‬
‫ممارسة المكري لحق التوبة‪ ،‬حيث جاء فيها‪ " :‬و يتسنى لرب الملك المحكوم عليه أن يتملص‬
‫من أداء التعويض بتحمله صوائر الدعوى و بموافقته على تجديد العقدة التي يسير فيها في‬
‫حالة وقوع خالف على الشروط المحددة طبقا لقواعد الفصل الثالثين و عليه أن يقوم بذلك‬
‫خالل أجل ثالثين يوما إما من الذي أصبح فيه الحكم نهائيا إذا كان األمر يتعلق بحكم صادر‬
‫من المحكمة اإلبتدائية و إما من اليوم الذي أخبر فيه بالقرار إذا كان األمر يتعلق بقرار محكمة‬
‫االستئناف وال يمكن لرب الملك اإلنتفاع بهذا الحق إال إذا كان المكتري ال زال في المكان ولم‬
‫يعمد إلى كراء أو اقتناء مكان غيره"‪.‬‬

‫وقد نظمت التشريعات المقارنة حق التوبة كالمرسوم الفرنسي الصادر سنة ‪ 9181‬في‬
‫الفصل ‪ ،17‬والقانون الجزائري في المادة ‪ 912‬و القانون التونسي في الفصل ‪.7810‬‬

‫‪76‬ـ عبد الرحيم أشعيبي ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪82 :‬‬


‫‪77‬ـ أحمد محمد محرز " م س ‪ ،‬ص ‪911:‬‬
‫‪78‬ـ نجاة الكص م س ‪ ،‬ص ‪609‬‬

‫‪46‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫بمعنى أن التوبة هي حق المكري في التراجع عن اإلنذار باإلفراغ أو عن رفض تجديد‬


‫العقد‪ ،79‬وغالبا ما يستعمل المكري هذا الحق للتملص من أداء التعويض الذي قد يفوق قدرته‬
‫المالية‪ .‬وقد عرفه بعض الفقه المغربي بأنه هو القبول من المالك بتجديد عقد الكراء ليتفادى‬
‫أداء تعويض مقابل اإلفراغ‪ ،‬أي أن الحالة الغالبة التي يلجأ فيها المكري لممارسة حق التوبة‪،‬‬
‫كما يتضح من هذا التعريف الفقهي نفسه ومن مقتضيات الفقرة الثانية أعاله‪ ،‬تبرز في الوضع‬
‫الذي يكون فيه التعويض المحكوم به مبالغ فيه‪.‬‬

‫نستشف من الفقرة السالفة الذكر‪ ،‬أن المشرع المغربي وضع العديد من الشروط من أجل‬
‫ممارسة المكري لحق التوبة‪ ،‬يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫ـ أن يمارس المكري حق التوبة خالل أجل ثالثين يوما الموالية لصيرورة الحكم اإلبتدائي‬
‫نهائيا أو من تاريخ إعالمه بقرار محكمة االستئناف‪.‬‬

‫ـ أن يكون المكتري الزال في المكان ولم يعمد بعد إلى كراء أو اقتناء مكان غيره‪.‬‬

‫و نرى بأن القانون الجديد رقم ‪ 61.94‬لم يتضمن مقتضيات مشابهة ولم ينص على حق‬
‫التوبة بشكل صريح ‪ ،‬لكنه أقر حكما ِيؤدي إلى نتيجة قريبة من ذلك‪ ،‬ونستشف ذلك من المادة‬
‫‪ 72‬التي جاء فيها بأنه إذا قضت الجهة القضائية المختصة بإفراغ المكتري مع التعويض‪،‬‬
‫يتعين على المكري إيداع مبلغ التعويض المحكوم به داخل أجل ثالثة أشهر من التاريخ الذي‬
‫يصبح فيه الحكم قابال للتفيذ‪ ،‬و إال اعتبر متنازال عن التنفيذ‪ .‬ويتحمل حينئذ جميع المصاريف‬
‫القضائية المترتبة عن هذه المسطرة‪.‬‬

‫‪79‬ـ محمد بونبات‪ :‬الكراء التجاري بين ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬و مدونة قانون التجارة‪ ،‬المطبعة و الوراقة الوطنية ‪ ،‬سلسلة آفاق القانون ‪ 7‬سنة ‪، 9111‬‬
‫ص ‪94 :‬‬

‫‪47‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫بمعنى‪ ،‬أن المكري يعتبر متنازال عن اإلفراغ متى قضت به المحكمة وحكمت عليه‬
‫بالتعويض‪ ،‬إذا لم يقوم بإداعه داخل األجل المحدد في المادة ‪ 72‬أعاله‪ ،‬و المتمثل في ثالثة‬
‫أشهر من التاريخ الذي يصبح فيه الحكم قابال للتنفيذ‪ .‬بل إن المشرع حمله جميع المصاريف‬
‫القضائية المترتبة عن سلوك هذه المسطرة‪.80‬‬

‫‪80‬ـ عبد الرحمان الشرقاوي‪ :‬م س ‪ ،‬ص ‪719 :‬‬

‫‪48‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المبحث الثنوي‪ :‬حنالت عدم إستحنق المكتري التعويض بنلرغم من‬


‫إفراغه‬

‫أهم ما يمكن تسجيله بخصوص القانون الجديد ‪ ،61.94‬هو أن هذا األخير كرس بعض‬
‫القواعد التي استقر عليها اإلجتهاد القضائي و المتمثلة في إندثار األصل التجاري بسبب قوة‬
‫قاهرة أو حادث فجائي‪ ،‬حيث يصبح معه المالك غير ملزم بأداء أي تعويض‬
‫للمكتري‪،‬باإلضافة الى تلك الحاالت‪ ،‬نجد أن المادة ‪ 11‬تحدثت عن الشرط الفاسخ الذي يعتبر‬
‫هو اآلخر من بين الحاالت التي إذا ثبوت تواجده بعقد الكراء التجاري‪ ،‬وتم خرقه من طرف‬
‫المكتري فال يستحق أي تعويض والمادة ‪ 2‬من نفس القانون حددت لنا الحاالت التي يعفى فيها‬
‫من أداء التعويض لفائدة المكتري(المطلب األول)وأيضا حرص المشرع في القانون الجديد‬
‫على استبعاد أسس التعويض عن نزع الملكية و أحالها على القانون ‪ 2.29‬المتعلق بنزع‬
‫الملكية ألجل المنفعة العامة‪( ،‬المطلب الثنوي)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صور إعفنء المكري من أداء التعويض‬

‫يمكن للمكري في إطار القانون الجديد ‪ ،61.94‬أن يرفض تجديد العقد و يطالب باإلفراغ‬
‫ألي سبب كان ‪ ،‬ويمكنه أن يطالب بعدم تجديد العقد حتى ولو انعدم السبب الذي يدعوه إلى‬
‫ذلك‪ ،‬غير أن األمر يختلف بخصوص التعويض الواجب الحكم به لصالح المكتري‪ ،‬حسب ما‬
‫إذا كان السبب جديا أو واهيا أو منعدما‪ ،81‬وقد حدد المشرع في إطار المادة ‪ 2‬الحاالت التي‬
‫ال يستحق فيها المكتري أي تعويض (الفقرة األولى)‪،‬و قد ينتهي عقد الكراء التجاري قبل‬
‫نهايته وبدون تعويض عن طريق فسخه إذا تحققت شروط فسخ عقد الكراء الواردة في الفصل‬

‫‪ 81‬ـ ما يؤكد أن المكتري يمكن أن يعتمد على أي سبب لإلفراغ‪ ،‬القرار الصادر عن محكمة اإلستئناف بفاس بتاريخ ‪ 7‬دجنبر ‪ ،9129‬منشور بمجلة‬
‫القضاة العددان ‪ 7‬و ‪ 1‬صفحة‪ ،117:‬وينص على مايلي‪ " :‬إن عدم ثبوت السبب على فرض صحة اإلدعاء ال يستوجب إلغاء اإلنذار و إنما يجعل مالك‬
‫األصل التجاري محقا في التعويض في نطاق الفصل ‪ 90‬من ظهير ‪ 76‬ماي ‪"...9188‬‬

‫‪49‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪ 417‬من ق‪ .‬ل‪.‬ع‪ ،‬أو تحققت الشروط الفاسخة المنصوص عليها في المادة ‪ (،11‬الفقرة‬
‫الثنوية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الحنالت الموصوص عليهن في المندة ‪8‬‬

‫خالفا للفصل ‪ 99‬من ظهير ‪ 9188‬من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬والتي كانت مقتضبة جدا‬
‫لحد الغموض حيث رخصت للمكري اإلفراغ إذا أتى بحجة تشهد ضد المكتري المطالب‬
‫باإلفراغ بأن هناك سببا خطيرا و مشروعا‪ ،‬أو إن أثبت وجوب هدم الملك كال أو بعضا ألن‬
‫السلطة اإلدارية أعلنت أنه و خيم و مخالف للمبادئ الصحية أو أثبت أن في شغل الملك خطرا‬
‫بسبب انعدام األمن فيه‪ ،‬فإن المشرع المغربي قد تدارك هذا القصور في المادة ‪ 2‬من القانون‬
‫الجديد‪ ،‬حيث عالج بدقة األسباب المؤدية لإلفراغ بدون تعويض‪ ،‬وحددها في سبع حاالت‪:‬‬

‫ا لمكتري عن أداء الوجيبة الكرائية‪ ،‬ما لم يتم أداء الوجيبة المستحقة خالل‬ ‫‪82‬‬
‫أوال‪ :‬تماطل‬
‫أجل تحدده المحكمة عند اإلقتضاء على أن ال يتجاوز ثالثة أشهر‪.‬‬

‫يمكن القول على أن من أهم آثار العالقة الكرائية هي التزام المكتري بأداء الوجيبة الكرائية‬
‫في األجل المتفق عليه في العقد‪ ،‬فأداء مقابل الكراء من أهم اإللتزامات الملقاة على عاتق‬
‫المكتري اتجاه المكري‪ ،‬بحيث يتوجب عليه أداؤه في الزمان و المكان المحددين قانونا أو اتفاقا‬
‫أو عرفا وأي إخالل بهذا اإللتزام إال و يعوض امتناع المكتري عن الوفاء بالوجيبة الكرائية‬
‫فإن ذلك قد يعتبر اإلجراءات المسطرية الالزمة لبلوغ هذه التيجة‪ ،‬و من القواعد الثابتة في‬
‫ميدان قانون األكرية العقارية أن المكري هو الذي يسعى إلى قبض الكراء في المحل الذي‬
‫يوجد فيه العقار لقاعدة أن الكراء مطلوب ال محمول‪.83‬و جعل المشرع المغربي عدم أداء‬
‫الوجيبة الكرائية أو ما يعرف بتماطل المكتري سببا من أسباب اإلفراغ التي ال تخول‬
‫لصاحبها حق المطالبة بالتعويض‪ ،‬غير أن هذا الجزاء في حد ذاته لم يحقق الغاية التي هدف‬

‫‪82‬ـ التماطل في الحقيقة هو امتناع تعسفا عن أداء ما هو بذمته بعد تكليفه بصفة قانونية باألداء دون جدوى‪ (.‬عبد الرحمان الشرقاوي ‪ ،‬م س ‪،‬‬
‫ص‪)928:‬‬
‫‪83‬ـ محمد محروك ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪727 :‬‬

‫‪50‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫القانون إلى تحقيقها‪ ،‬و هي إقرار نوع من التوازن بين مصلحة المكري و المكتري‪ ،‬األمر‬
‫الذي دفع المشرع المغربي إلى التدخل بهدف وضع مسطرة خاصة تسمح بتسريع وثيرة‬
‫استيفاء الوجيبة الكرائية‪.84‬‬

‫و إذا كان ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬في فصله الحادي عشر‪ ،‬قد أكد بأنه يحق للمكري أن‬
‫يرفض تجديد العقدة دون إلزامه بأداء أي تعويض‪ ،‬إذا أتى بحجة تشهد ضد المكتري المطالب‬
‫باإلفراغ بأن هناك سببا خطيرا و مشروعا‪ ،‬فإن القضاء المغربي قد اعتبر بأن إخالل المكتري‬
‫بأداء األجرة يدخل في مفهوم السبب الخطير و المشروع‪ ،‬ففي قرار لمحكمة النقض المغربية‬
‫بتاريخ ‪ 72‬ماي ‪ ،9112‬ذهبت إلى أن " ثبوت التماطل يشكل خطأ جسيما يعطي الحق للمكري‬
‫في فسخ عقد كراء المحل التجاري دون إلزامه بأي تعويض‪ .‬ومن ذلك أيضا‪ ،‬القرار الصادر‬
‫عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 77‬يناير ‪ ،7001‬والذي جاء فيه‪ ":‬إن ما اعتمده القرار المطعون‬
‫فيه من أداء الطاعن لواجبات الكراء خارج األجل الممنوح له في اإلنذار يشكل إخالال خطيرا‬
‫بالتزام المكتري باألداء يبرر حرمانه من التعويض عن رفض المكري تجديد عقد الكراء يكون‬
‫مطابقا لما قرره الفصل ‪ 99‬من ظهير ‪.85"9188‬‬

‫ثنوين‪ :‬إحداث المكتري لتغيير بالمحل دون موافقة المكري بشكل يضر البناية و يؤثر على‬
‫سالمة البناء أو مردودية المحل ما عدا إذا قام المكتري بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه قبل‬
‫التغيير داخل األجل الممنوح له في اإلنذار‪،‬أو عند اإلقتضاء داخل أجل تحده المحكمة على أن‬
‫ال يتجاوز ثالثة أشهر‪ ،‬وجاء في توضيح لهذا اإلستثناء من طرف المشرع بأن الهدف هو‬
‫تجنب استغالل المكري لخطأ ارتكبه المكتري بإحداث تغيير دون موافقته يؤدي إلى ضياع‬
‫حقه في الحصول على التعويض‪.86‬‬

‫‪84‬ـ عبد الرحمان الشرقاوي ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪924‬‬


‫‪85‬ـ عبد العزيز توفيق‪ :‬قضاء المجلس األعلى في الكراء التجاري‪ ،‬م س ‪ 7008 ،‬ص‪22:‬‬
‫‪86‬ـ لويء بن عجيبة‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪81:‬‬

‫‪51‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫وقد كان القضاء المغربي يعتبر قيام المكتري بأي تغيير مادي في محل الكراء أو تغيير في‬
‫وجه استعماله يعتبر سببا خطيرا و مشروعا‪ ،‬بما يعطي للمكري الحق في رفض تجديد العقدة‬
‫ويحرم المكتري من المطالبة بأي تعويض‪ ،‬تطبيقا لمقتضيات الفصل ‪ 99‬من ظهير ‪ 76‬ماي‬
‫‪.9188‬‬

‫ففي قرار لمحكمة النقض بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪ ،9127‬ذهبت فيه إلى أن " استعمال محل‬
‫تجاري في غير ما أعد له و تفويته للغير على األساس المذكور يعتبر إخالال بشروط العقد‬
‫المحدد بصفة صريحة لإلستعمال المعد له و يبرر الحكم بفسخ العقد"‪ .87‬كما ذهبت في قرار‬
‫آخربتاريخ ‪ 72‬فبراير ‪ 9124‬إلى أن " قيام المكتري بأشغال البناء الضخمة بدون إذن و‬
‫تغييره لوجه استعماله المحل يشكل سببا خطيرا و مشروعا يعفي المكري من أداء التعويض‬
‫عن اإلفراغ"‪.88‬‬

‫من ذلك أيضا‪ ،‬قضت به محكمة النقض في قرار لها بتاريخ ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،9121‬حينما‬
‫ذهبت إلى أن" المحكمة تكون على صواب حين أيدت األمر اإلبتدائي القاضي بإفراغ المكتري‬
‫من المتجر الذي كان يشغله على وجه الكراء بناء على ما ثبت لديها من حالة اإلستعجال‬
‫المتمثلة في الخطر الداهم الناجم عن إنهيار البناية المرتقب بسبب تالشي بنائها دون المساس‬
‫بما قد تكون للمكتري من حقوق يضمنها له ظهير ‪ 76‬ماي ‪.899188‬‬

‫ثنلثن‪:‬استعما ل المكتري في ما أعد له بدون موافقة المالك بشكل يضر بالبناية و يؤثر على‬
‫سالمة البناء أو مردودية المحل‪.90‬‬

‫أعتقد أن في حالة تم استعمال البناية في غير ما أعد اليه كتغير النشاط التجاري مثال بشكل‬
‫ال يضر بسالمة أو مردودية المحل و بدون موافقة المالك‪ ،‬ال يجب إعطاء أهمية كبيرة لهذا‬

‫‪87‬ـ قرار منشور‪ ،‬بمجلة القضاء والقانون‪،‬العدد ‪،970‬ص‪841:‬‬


‫‪88‬ـقرار منشور بمجلة القضاء و القانون ‪ ،‬العدد ‪ ،72‬ص‪22:‬‬
‫‪89‬ـ قرار منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ‪ ،‬العدد ‪ ،66‬ص‪87:‬‬
‫‪ 90‬ـ ما عدا إذا قام المكتري بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه داخل األجل الممنوح له في اإلنذار أو عند اإلقتضاء داخل أجل تحدده المحكمة على أن ال‬
‫يتجاوز ثالثة أشهر‪ (.‬الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪) 2‬‬

‫‪52‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الشرط ألنه ال يشكل سببا خطيرا و مشروعا إال في بعض الحاالت الخاصة‪ ،‬فلوا أن المالك‬
‫اشترط مثال أن يستعمل محله لبيع المواد الغذائية و عمد المكتري بعد عرفت تجارته كسادا‪،‬‬
‫إلى بيع المالبس‪ ،‬أو أنه اكترى المحل للحالقة ثم حوله إلى بيع مواد التجميل أو غيرها فإن‬
‫المكري ال يلحقه أي ضرر من ذلك ‪ ،‬وحسب مقتضيات الفصل ‪ 999‬من ق ل ع‪ ،‬تسمح‬
‫باستبعاد الشرط المضمن بالعقد‪ ،‬فقد نص الفصل المذكور على مايلي ‪ " :‬يبطل و يعتبر كأن‬
‫لم يكن الشرط الذي تنعدم فيه كل فائدة ذات بال‪ ،‬سواء بالنسبة لمن و ضعه أو إلى شخص آخر‬
‫غيره أو بالنسبة إلى مادة اإللتزام"‪.‬‬

‫إن حماية المكتري تكمن في ضمان استقراره ال في منحه التعويض و إنه لمن قبيل‬
‫اإلضرار به أن يكون سبب اإلنذار باإلفراغ لكون البناء يشكل خطرا بسبب انعدام األمن فيه أو‬
‫كونه وخيم و مخالف للمبادئ الصحية‪ ،‬ويثبت عدم صحة هذا اإلدعاء‪ ،‬و يحكم باإلفراغ‪.‬‬

‫رابعن‪ :‬إذا كان المحل آيال للسقوط‪ ،91‬ما لم يثبت المكتري مسؤولية المكري في عدم القيام‬
‫بأعمال الصيانة الملزم بها اتفاقا أو قانونا رغم إنذاره بذلك‪.‬‬

‫في هذه الحالة يفرغ المكتري و ال يستحق أي تعويض ‪ ،‬أما إذا أثبتت الخبرة عدم صحة‬
‫السبب‪ ،‬و اقتنعت المحكمة من عدم صحته‪ ،‬و أثبت المكتري مسؤولية المكري في عدم القيام‬
‫بأعمال الصيانة الملزم بها إتفاقا وقانونا برغم من إنذاره ‪ ،‬فإنه ال يمكن افراغ المكتري‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫خنمسن‪ :‬اندثار المحل التجاري بسبب قوة قاهرة أو حادث فجائي‬

‫‪91‬ـ خصص القانون رقم ‪ ، 61.94‬المادة ‪ 91‬للمحالت اآليلة للسقوط ‪،‬حيث جاء فيها مايلي‪ :‬مع مراعاة التشريع المتعلق بالمباني اآليلة للسقوط و‬
‫تنظيم عمليات التجديد الحضري‪ ،‬يحق للمكري المطالبة باإلفراغ إذا كان المحل آيال للسقوط‪.‬‬
‫ال يكون المكتري محقا في الرجوع أو في الحصول على التعويض وفق الفقرات أدناه إال إذا تم بناء المحل أو إصالحه داخل أجل ثالث سنوات‬
‫الموالية لتاريخ اإلفراغ‪.‬‬
‫يكون المكتري محقا في الرجوع إلى المحل إذا أعرب عن رغبته في الرجوع أثناء سريا ن دعوى اإلفراغ‪ ،‬وإذا لم يعرب عن رغبته‪ ،‬فإن المكري‬
‫يكون ملزما‪ ،‬تحت طائلة التعويض عن فقدان األصل التجاري‪ ،‬بإخبار المكتري بتاريخ الشروع في البناء و مطالبته باإلعراب عن نيته في استعمال‬
‫حق الرجوع داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ التوصل بهذا اإلخبار‪.‬‬
‫يسقط حق المكتري في الرجوع أو المطالبة بالتعويض إذا انصرم األجل المشار إليه أعاله دون التعبير عن نيته في استعمال حقه المذكور‪.‬‬
‫يختص رئيس المحكمة‪ ،‬بصفته قاضيا لألمور المستعجلة‪ ،‬بصرف النظر عن المقتضيات المخالفة‪ ،‬بالبت في دعوى اإلفراغ‪ ،‬وبتحديد تعويض احتياطي‬
‫كامل وفق مقتضيات المادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬بطلب من المكتري‪ ،‬يستحقه في حالة حرمانه من حق الرجوع‪.‬‬
‫‪92‬ـ عرف المشرع المغربي في الفصل ‪ 741‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬القوة القاهرة كمايلي‪ ":‬هي كل أمر ال يستطيع اإلنسان أن يتوقعه كالظواهر الطبيعية (‬
‫الفيضانات و الجفاف و العواصف و الحرائق والجراد) و غارات العدو و فعل السلطة‪ ،‬ويكون من شأنه أن يجعل تنفيذ اإللتزام مستحيال‪ .‬وال يعتبر من‬

‫‪53‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫تعتبر هذه الحالة مجرد تطبيق للقواعد العامة الواردة في النظرية العامة لقانون اإللتزامات‬
‫والعقود المغربي‪ ،‬حيث تعفي القوة القاهرة هي األخرى المكري من أداء التعويض للمكتري‪.‬‬
‫وهذا ما أكده عليه القضاء المغربي في ظل القانون المنسوخ‪ ،‬ففي قرار لمحكمة النقض بتاريخ‬
‫‪ 98‬يونيو ‪ ،9144‬ذهبت هذه األخيرة إلى أنه ‪ " :‬بما أن الحريق الذي أتلف الحانوت المكراة‬
‫وقع أثناء استمرار عقد الكراء وهو الذي تسبب في فسخه‪ ،‬فإن رب الملك غير مدين‬
‫بالتعويض طبقا للفصل ‪ 481‬من ظهير اإللتزمات و العقود‪.93"...‬‬

‫سندسن‪ :‬إذا عمد المكتري إلى كراء المحل من الباطن خالفا لعقد الكراء‬

‫تعتبر تولية ا لكراء بمثابة العقد الذي بموجبه يعمد المكتري األصلي على إكراء ما اكتراه‬
‫من المكتري إلى طرف ثالث يسمى المكتري الفرعي مقابل كراء معين‪ ،‬وتمكن التولية من‬
‫إبرام عقد كراء فرعي أو من الباطن يربط المكتري الفرعي و المكتري األصلي من جهة‪،‬‬
‫وعقد الكراء األصلي الرابط بين هذا األخير والمكري‪.94‬و إذا كانت المادة ‪ 76‬من القانون‪،‬‬
‫نصت على أنه يجوز للمكتري أن ي ِ ِِؤجر للغير المحل المكترى كال أو بعضا‪ ،‬فإنه و إذا كان‬
‫العقد ينص خالف ذلك‪ ،‬فإن المكري يكون محقا في طلب إفراغ المكتري مع إعفائه من دفع‬
‫التعويض لهذا األخير وذلك تطبيقا لهذا الشرط أعاله‪ ،‬وهذا ما كانت قد قررته محكمة النقض‪،‬‬
‫حين اعتبرت بأنه " لكن حيث إن محكمة اإلستئناف التي ثبت لها من خالل و ثائق الملف أن‬
‫الطالب يكتري من المطلوبين خمس محالت بمشاهرة قدرها ‪ 280‬درهم‪ .‬وإن اإلنذار المبعوث‬
‫له من طرفهم بني على سبب تولية بعض المحالت المكراة له للغير‪ .‬و من خالل محضر‬
‫اإلستجواب ملف عقود مختلفة عدد ‪ 09/7116‬المؤرخ ب ‪ 09/1/70‬و الذي أفاد فيه السيد‬

‫قبيل القوة القاهرة األمر الذي كان من الممكن دفعه‪ ،‬ما لم يقدم المدين الدليل على أنه بذل كل عناية لدرئه عن نفسه‪ .‬وكذلك ال يعتبر من قبل القوة‬
‫القاهرة السبب الذي ينتج عن خطأ سابق للمدين "‪ .‬للمزيد من اإلطالع راجع‪ :‬محمد الكشبور‪ " :‬نظام التعاقد و نظريتا القوة القاهرة و الظروف‬
‫الطارئة"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة األولى‪.9116،‬‬
‫‪93‬ـ قرارمنشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ .‬العدد ‪ ،79‬ص‪2:‬‬
‫‪94‬ـ عمر أزوكار‪،‬اإلنذار باإلفراغ في ضوء ظهير الكراء التجاري و آخر المواقف القضائية‪ ،‬الطبعةاألولى‪ 7098 ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ص‪716:‬‬

‫‪54‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫عبد القادر فياللي أنه يقيم بالمحل موضوع النزاع قرب السطح قبالة الدرج على وجه‬
‫الكراء منذ شهرين من المكري عبد الصمد اإلدريسي (الطالب) بسومة كرائية قدرها ‪600‬‬
‫درهم تؤدي بانتظام أنه يزاول بالمحل صنع المصابيح النحاسية و من خالل جلسة البحث‬
‫المأمور بها التي أفادت عدم موافقة رب الملك على التولية و باعتبار أن لمحضر المعاينة‬
‫حجية يعمل بها ما لم يطعن فيه بالزور و مقتضيات الفصل ‪ 77‬من ظهير ‪ 88/7/76‬التي‬
‫تمنع تولية كل أوبعض من األماكن المكراة ماعدا إذا اشتمل العقد على شرط يخالف ما ذكر أو‬
‫وافق رب الملك على التولية‪ .‬فإن المحكمة استخلصت من ذلك أن عقد الكراء يتعلق بعدة‬
‫محالت وأن المكتري قام فعال بتولية بعض المحالت المكراة للغير بدون موافقة المكرين‪ ،‬و‬
‫بالتالي فإن التولية ثابتة في النازلة بغض المظر عن المحالت التي يقيم بها السيد مبتهج ادريس‬
‫كشريك للطالب في إطار عقد شركة المبرم بينهما‪ .‬فقضت بتأييد الحكم المستأنف فيما قضى به‬
‫من إفراغ الطالب من المحالت المكراة لثبوت التولية‪ ،‬مما تكون معه قد ركزت قرارها على‬
‫أساس قانوني‪ .‬و بما جاء في تعليلها و تعليل الحكم المؤيد في هذا الخصوص يعتبر كافيا مما‬
‫تكون معه أسباب النقض على غير أساس‪.95‬‬

‫سنبعن ‪ :‬إذا فقد األصل التجاري عنصر الزبناء و السمعة التجارية بإغالق المحل لمدة‬
‫سنتين على األقل‪.‬‬

‫ويط رح في هذا الصدد‪ ،‬تساؤل حول ما إذا كانت الفقرة األخيرة من المادة ‪ ،2‬و المتعلقة‬
‫بفقدان األصل التجاري لعنصري الزبناء و السمعة التجارية بإغالق المحل لمدة سنتين على‬
‫األقل‪ ،‬وتطبق أيضا في الحالة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة ‪ ،6‬و المرتبطة‬
‫بتقديم مبلغ مالي مقابل الحق في الكراء‪ ،‬حيث يعفى المكتري فيها من شرط المدة‪.‬‬

‫‪95‬ـ قرار محكمة النقض عدد‪ 712:‬المؤرخ في ‪ 7004/1/9:‬ملف تجاري عدد‪ 111/1/7/7008:‬منشور بمؤلف عبد الرحمان الشرقاوي ‪ ،‬قانون العقود‬
‫الخاصة ‪ ،‬م س ‪ :‬ص‪716 :‬‬

‫‪55‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ويمكن القول أن مقابل المبلغ المالي المدفوع في إطار المادة ‪ 6‬إنما هو إعفاء المكتري من‬
‫أحد الشروط الالزمة إلكتساب الحق في الكراء‪ ،‬وهو شرط المدة المحددة في سنتين‪ ،‬وال يتعلق‬
‫األمر بتملك األصل التجاري الذي بإغالقه لمدة سنتين يفقد عنصري الزبناء و السمعة‬
‫التجارية‪.96‬‬

‫إن قانون ‪ 61.94‬جاء أساسا لضمان استقرار المكتري و هذا ما يتأكد من قراءة األسباب‬
‫التي تضمنها القانون و لهذا فإن بقاء المكتري صاحب الملكية التجارية يجعله أولى من إفراغه‬
‫مع منحه التعويض ولو كان كامال‪.‬‬

‫الفقرة الثنوية‪ :‬الشرط الفنسخ‬

‫نظمت أحكام فسخ عقد الكراء بشكل عام في قانون اإللتزامات والعقود خاصة الفصل ‪417‬‬
‫من ق‪.‬ل ‪.‬ع الذي نص على أن‪:‬‬

‫"للمكري فسخ عقد الكراء مع حفظ حقه في التعويض إن اقتضى األمر‬

‫ـ إذا استعمل المكتري الشيء المكترى في غير ما أعد له بحسب طبيعته أو بمقتضى‬
‫اإلتفاق‪.‬‬

‫ـ إذا أهمل الشيء المكترى على نحو يسبب له ضررا كبيرا‪.‬‬

‫ـ إذا لم يؤدي الكراء الذي حل اجل أدائه‪".‬‬

‫ومن خالل هذا الفصل‪ ،‬يتجلى أن للمكري أن يطالب بفسخ عقد كرائه إذا استعمل المكتري‬
‫العين المكتراة في غير ما أعدت له أو كان هذا اإلهمال قد سبب ضررا كبيرا للعين المكتراة‪،‬‬

‫‪96‬ـ موقع وزارات العدل و الحريات ‪ :‬شروح القانون ‪ 61.94‬المتعلق بكراء العقارات أو المحالت المخصصة لإلستعمال التجاري أو الصناعي أو‬
‫الحرفي‪ /http://www.justice.gov.ma،‬تاريح اإلطالع‪ 9 :‬ماي ‪ 7092‬على الساعة ‪90:00‬‬

‫‪56‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫و بالتالي للمكري صاحب الملك‪.‬و في الحالة التي لم يقم فيها المكتري بأداء الوجيبة الكرائية‬
‫التي حل أجلها‪.97‬‬

‫و القاعدة العامة أن امتناع أحد طرفي العقد عن تنفيذ التزامه العقدي في العقود الملزمة‬
‫للجانبين فإن يسوغ للطرف اآلخر إما بإجبار المتعاقد اآلخر إما بإجبار المتعاقد الخآخر على‬
‫التنفيذ و إما أن يطلب فسخ العقد وهذا الجزاء عادة ما يصدر بصدده حكم‪ ،‬بناءا على طلب‬
‫المتعاقد صاحب المصلحة وذلك بعد أن تعمل المحكمة على التحقق من شروطه‪.98‬‬

‫و قد يقوم طرفي العقد باإلتفاق على فسخ العقد بقوة القانون في الحالة التي ال ينفذ فيها‬
‫أحدهما التزامه العقدي‪ ،‬إال أنه في حالة وجود نزاع حول هذا البند المدرج في العقد فإن‬
‫المحكمة تكتفي بتقرير فسخ بعد ما أن تتأكد من وجود الشرط ال بإنشائه‪.99‬‬

‫أما المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 61:94‬على أنه في حالة عدم أداء المكتري لواجبات‬
‫الكراء لمدة ثالثة أشهر‪ ،‬يجوز للمكري كلما تضمن عقد الكراء شرطا فاسخا‪ ،‬وبعد توجيه‬
‫إنذار باألداء يبقى دون جدوى بعد أنصرام أجل ‪ 98‬يوما من تاريخ التوصل‪ ،‬أن يتقدم بطلب‬
‫أمام قاضي األمور المستعجلة‪ ،‬لمعاينة تحقق الشرط الفاسخ و إرجاع العقار أو المحل‪.‬‬

‫وإنطالقا من هذه المادة‪ ،‬فإن سماع معاينة تحقق الشرط الفاسخ من طرف قاضي األمور‬
‫المستعجلة متوقف على تحقق شرطين وهما‪:‬‬

‫ـ عدم أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالثة أشهر‬

‫ـ سبق تضمين عقد الكراء للشرط الفاسخ‬

‫‪97‬ـ عادل الغنوبي‪ ،‬فسخ عقد الكراء التجاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص و حدة القانون التجاري و المقارن‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية بوجدة‪ ،‬السنة الدراسية ‪7004‬ـ ‪ 7002‬ص‪14:‬‬
‫‪98‬ـ راجع الفصل ‪ 781‬من ق ل ع ‪.‬‬
‫‪99‬ـ محمد الكشبور‪ ،‬الكراء المدني و الكراء التجاري‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ص‪927 :‬ـ‪.921‬‬

‫‪57‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫وقد نصت المادة ‪ 74‬من القانون رقم ‪ ،61.94‬فإن المادة ‪ 2‬من نفس القانون نصت على‬
‫أنه ال يلزم بأداء أي تعويض للمكتري مقابل اإلفراغ إذا لم يؤدي المكتري الوجيبة الكرائية‬
‫داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ توصله باإلنذار‪ ،‬وكان مجموع ما بذمته على األقل‬
‫ثالثة أشهر من الكراء‪.‬‬

‫وواضح من المادة ‪ ،2‬نصت على فسخ عقد الكراء التجاري في حالة التماطل دون‬
‫الحاالت الخطيرة و المشروعة الموجبة للفسخ المنصوص عليها في الفصل ‪ 417‬من ق‪.‬ل‪.‬ل‪.‬‬

‫وهذه الحالة من الفسخ تستمد أساسها من عقد الكراء ذاته‪ ،‬ويظهر في الواقع العملي أن‬
‫أغلب عقود الكراء تتضمن بندا ينص على الفسخ بقوة القانون في حالة عدم أداء الكراء‪،‬‬
‫ويمكن للمالك أن يعتد بهذا الشرط الذي يشكل شريعة الطرفين‪.100‬‬

‫وتطبيقا لذلك قضى المجلس األعلى محكمة النقض حاليا‪ " :‬أن كل بند يدرج في العقد‬
‫وينص على فسخه إذا لم يِؤد ثمن الكراء عند حلول التاري المتفق عليه‪ ،‬ال يكون ساري‬
‫المفعول إال بعد مضي خمسة عشر يوما على تاريخ اإلنذار الموجه للمكتري ويبقى بدون‬
‫جواب اإلشارة في اإلنذار إلى األجل المذكور و إال كان باطال" وقد علل هذا القضاء قراره‬
‫بأن محكمة الهذا القضاء قراره بأن محكمة اإلستئناف حينما اعتبرت الشرط اإلتفاقي الفاسخ‬
‫نافذا في حق الطاعن من غير مراعاة مقتضيات الفصل ‪ 74‬من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬تكون‬
‫‪101‬‬
‫حالفت مقتضيات هذا الفصل و عرضت قرارها للنقض‪.‬‬

‫وواضح من الفصل أنه نصت على فسخ عقد الكراء التجاري في حالة التماطل في أداء‬
‫الكراء دون الحاالت الخطيرة و المشروعة الموجبة للفسخ المنصوص عليها في الفصل ‪417‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع و في حالة عدم وفائه بهذا اإللتزام خالل األجل الممنوح له يقع الفسخ مع التحفظ‬
‫في تطبيق الفقرة الثانية التي تجيز للقاضي أن يمنح أجال استعطافيا للمكتري الذي يوقف‬

‫‪ 100‬ـ حسن محمود " فسخ عقد الكراء بسبب عدم أداء الوجيبة الكرائية" مقال منشور بالمجلة المغربية للقانون عدد ‪ 9‬سنة ‪.9124‬‬
‫‪101‬ـ القرار عدد ‪ ،7462‬المؤرخ في ‪ 06‬نونبر ‪ ،17‬الملف المدني‪ ،‬عدد ‪ 241/17‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى يوليوز ‪ 9112‬عدد ‪.87‬‬

‫‪58‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫مفعول البند الفاسخ خالل مدة ال تتعدى سنة واحدة و ذلك مالم يكن الفسخ أصبح ثابتا سابقا‪،‬‬
‫أوأصدر بشأنه حكم يتوفر على قوة الشيء المقضي به‪ ،‬أما إذا أدى المكتري األكرية المتخلفة‬
‫داخل أجل سنة فال يسري مفعول الشرط الفاسخ‪.102‬‬

‫وتطبيقا لذلك قضت محكمة النقض‪ ":‬محكمة النقض‪ " :‬أن كل بند يدرج في العقد وينص‬
‫على فسخه إذا لم يؤد ثمن الكراء حلول التاريخ المتفق عليه ال يكون ساري المفعول إال بعد‬
‫مضي خمسة عشر يوما من تاريخ اإلنذار الموجه للمكتري و يبقى بدون جواب مع اإلشارة في‬
‫اإلنذار إلى األجل المذكور و إال كان باطال"‪.‬‬

‫وقدد علل هذا القضاء قراره بأن" محكمة اإلستئناف حينما اعتبرت الشرط اإلتفاقي فاسخا‬
‫نافذا في حق الطاعن من غير مراعاة مقتضيات الفصل ‪ 74‬من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ "9188‬الذي‬
‫كان ساريا آنذاك‪ ،‬تكون قد خالفت مقتضيات هذا الفصل و عرضت قرار هذا النقض"‪.‬‬

‫وفي قرار آخر قضى أن محكمة اإلستئناف لما رفضت منح الطاعنة أجال ألداء الكراء‬
‫المترتب عليها مستعملة سلطتها التقديرية المخولة لها بمقتضى الفقرة الثانية من الفصل ‪ 74‬من‬
‫الظهير حيادا على مقتضيات الفصل ‪ 740‬ق ل ع تكون قد أسست قرارها و لم تخرق أي‬
‫‪103‬‬
‫مقتضى قانوني"‬

‫و بالرغم من ذلك فإن فسخ عقد الكراء بسبب التماطل في األداء‪ ،‬خاصة مع تواجد‬
‫مقتضيات تهم فسخ عقد الكراء في القواعد العامة‪ ،‬و في ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬الملغى‪ ،‬طرح‬
‫عدة صعوبات للفقه و القضاء للتعامل مع هذه الفصول كاإلشكال الذي يطرح عندما ال يتضمن‬
‫عقد الكراء التجاري شروط تحقق الوقائع الموجبة للفسخ وفقا لما يقتضيه الفصل السادس‪ ،‬و‬
‫ال الشرط الفاسخ لعدم أداء الكراء الوارد في نفس الفصل ‪ 74‬من الظهير المذكور ‪ ،‬و كذلك‬
‫عند تحقق الوقائع لعدم أداء الكراء الوارد في نفس الفصل ‪ 74‬وكذا عند تحقق حاالت فسخ عقد‬

‫‪ 102‬ـ عبد القادر العرعاري‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة للعقود المسماة‪ ،‬مكتبة دار األمان الكتاب الثاني عقد الكراء المدني‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،7007‬ص‬
‫‪ 17‬و مايليها‬
‫‪103‬ـ محمد محروك ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪722 :‬‬

‫‪59‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الكراء المنصوص عليها في الفصل ‪ 417‬من ق ل ع المتعلقة بعدم تنفيذ المكتري اللتزاماته‬
‫القانونية خاصة عدم اداء الكراء‪ ،104‬فهل يلجأ المكري لطلب فسخ عقد الكراء في إطار الفصل‬
‫‪ 417‬من ق ل ع؟ أو أن يلجأ لمسطرة الظهير؟ أم تبقى له حرية الخيار بين المسطرتين؟‬

‫لقد اختلف الفقه و القضاء المغربيين حول الجواب على هذه اإلشكالية و تحديد المسطرة‬
‫الواجب إتباعها‪ ،‬ونرى من المفيد إيراد آراء هذه اإلتجاهات و الحجج و األسانيد المعتمد عليها‬
‫رواد كل اتجاه‪.‬‬

‫أ ـنإلتجنه القنئل بمسألة الخينر بين قنوون ‪ 95.51‬و الفصل ‪156‬‬

‫يقصد بمسألة الخيار حق المكري في اللجوء إلى دعوى الفصل ‪ 417‬من ق ل ع أو المادة‬
‫‪ 11‬من القانون ‪ 61.94‬بين المسطرتين أصبحت محط خالف بين الفقه و القضاء في حالة عدم‬
‫وجود الشرط الفاسخ المتعلق بحالة عدم أداء الكراء وفقا للمادة ‪ 11‬من قانون ‪ ،61.94‬أو عدم‬
‫شرط تحقق واقعة ما هو متفق عليه‪.‬‬

‫ومن بين الفقهاء الذين دافعوا عن هذا الطرح أحمد عاصم‪ ،105‬الذي ذهب إلى أنه بالنسبة‬
‫للفسخ لعدم أداء الكراء‪ ،‬فقانون ‪ 61.94‬قد نظمه تنظيما خاصا في المادة ‪ 11‬السالفة الذكر‪،‬‬
‫فالبد من إعمال القواعد الخاصة فال يجوز للمكري أن يطلب بإعمال الشرط الفاسخ‬
‫المنصوص عليه في العقد على أساس الفصل ‪ 740‬من ق ل ع بل يجب تطبيق المادة ‪11‬‬
‫المذكورة و التي تنص على أنه في حالة عدم أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالثة أشهر‪،‬‬
‫يجوز للمكري‪ ،‬كلما تضمن عقد الكراء شرطا فاسخا‪ ،‬و بعد توجيه إنذار باألداء يبقى دون‬
‫جدوى بعد انصرام أجل ‪ 98‬يوما من تاريخ التوصل أن يتقدم بطلب أمام قاضي األمور‬
‫المستعجلة‪ ،‬لمعاينة تحقق الشرط الفاسخ وإرجاع العقار أو المحل‪.‬‬

‫‪104‬ـ الحسين بلحس اني‪ :‬األسباب القانونية إلفراغ المحالت السكنية‪ ،‬األحمدية للنشر‪،‬الجزء الثالث ‪،‬الطبعة الثالثة‪ ، ،‬ص ‪94‬‬
‫‪105‬ـ أحمد عاصم‪ ،‬الحماية القانونية لمكتري المحالت السكنية‪ ،‬مسطرة اإلفراغ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪ 792‬و مايليها‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ب ـ التمييز بين حنلة وجود الشرط الفنسخ و حنلة اإلفراغ للتمنطل‬

‫وفق مقتضيات المادة ‪ 11‬من قانون ‪ 61.94‬الحظنا على أنه يشترط تحقق شرطين متمثلين‬
‫في عدم أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالثة أشهر وسبق تضمين عقد الكراء للشرط‬
‫الفاسخ‪ ،‬فإن اإلفراغ للتماطل منظم بموجب المادة ‪ 74‬من نفس القانون‪ ،‬اضافة لذلك نصت‬
‫المادة ‪ 74‬من قانون ‪ 61.94‬على أنه يجب على المكري الذي يرغب في وضع حد للعالقة‬
‫الكرائية‪ ،‬أن يوجه للمكتري إنذارا يتضمن وجوبا السبب الذي يعتمده‪ ،‬و أن يمنحه أجال‬
‫لإلفراغ إعتبارا من تاريخ التوصل‪ ،‬هذا األجل الذي حددته نفس المادة في في خمسة عشر‬
‫يوما إذا كان الطلب مبنيا على عدم أداء واجبات الكراء أو على كون المحل آيال للسقوط‪.106‬‬

‫أيضا نصت المادة ‪ 2‬من نفس القانون رقم ‪ 61.94‬على أنه ال يلزم المكري بأداء أي‬
‫تعويض للمكتري مقابل اإلفراغ إذا لم يؤد المكتري الوجيبة الكرائية داخل أجل خمسة عشر‬
‫يوما من تاريخ توصله باإلنذار‪ ،‬وكان مجموع ما بذمته على األقل ثالثة أشهر من الكراء‪.‬‬

‫على أنه و بالرغم من وجوب التمييز بين حالة وجود الشرط الفاسخ‬ ‫‪107‬‬
‫وقد إعتبر البعض‬
‫و حالة اإلفراغ للتماطل‪ ،‬إذ في كلتا الحالتين نكون أمام حالة ثبوت التماطل وحالة تحقق‬
‫الشرط الفاسخ‪ ،‬إال إذا كان مجموع ما بذمة المكتري على األقل ثالثة أشهر من الكراء‪ ،‬غير‬
‫أنه إذا كان المشرع قد أسند اإلختصاص لقضاء األمور المستعجلة لمعاينة الشرط الفاسخ‪ ،‬فإن‬
‫اإلفراغللتماطل يرجع اإلختصاص للبت فيه إلى قاضي الموضوع‪.‬‬

‫‪106‬ـ محمد محروك ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪710‬‬


‫‪107‬ـ مصطفى بونجى‪ :‬م س ‪ ،‬ص ‪927 :‬‬

‫‪61‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المطلب الثنوي‪ :‬تحديد التعويض عن وزع الملكية‬

‫كثيرا ما يحرم المكتري التاجر من أصله التجاري ليس بسبب اقترافه لخطأ خطير أو‬
‫غيرذلك وفق ما سبق بيانه في الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 2‬من القانون ‪61.94‬‬

‫وقد تنتزع يد المكتري من اإلستمرار في استثمار أصله التجاري ليس بسبب حق المكري‬
‫في استرجاع محله استنادا على الحاالت الواردة في المادة ‪ 1‬و‪ 79‬و ‪ 94‬و‪ 91‬المتعلقة بحالة‬
‫الهدم و إعادة البناء و المحاالت اآليلة للسقوط و توسيع المحل أو تعليته أو إفراغ السكن‬
‫الملحق بالمحل ‪ ،‬بل تتقتضي المنفعة العامة نزع ملكية العقار المتواجد به األصل التجاري‪،‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 79‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أنه إذا وقع نزع ملكية عقار يستغل فيه‬
‫أصل تجاري ألجل المنفعة العامة‪ ،‬تطبق مقتضيات القانون رقم ‪ 2.29‬المتعلق بنزع الملكية‬
‫ألجل المنفعة العامة و باإلحتالل المؤقت (الفقرة الثانية)‪،‬و بالتالي استبعاد أسس التقدير‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 2‬من القانون ‪( 61.94‬الفقرة األولى)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬استبعند أسس تقدير التعويض الموصوص عليهن في المندة ‪7‬‬

‫نصت المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أن التعويض عن إنهاء عقد الكراء يعادل ما‬
‫لحق المكتري من ضرر ناجم عن اإلفراغ‪ ،‬كما ال يمكن أن يقل التعويض عن اإلفراغ عن‬
‫المبلغالمدفوع مقابل الحق في الكراء‪.‬‬

‫كما أنه و عمال بمقتضيات المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،61.94‬فإن هذا التعويض يشمل قيمة‬
‫األصل التجاري التي تحدد إنطالقا من التصريحات الضريبية للسنوات األربع األخيرة‬
‫باإلضافة إلى ما انفقه المكتري من تحسينات و إصالحات و ما فقده من عناصر األصل‬
‫التجاري‪ ،‬كما يشمل مصاريف اإلنتقال من المحل‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫و بالرغم من تحديد المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 61.94‬ألسس التعويض الواجب للمكتري‪،‬‬
‫فإن هذه األسس يعمل بها في العالقة بين المكري و المكتري وليس في تحديد التعويض عن‬
‫نزع الملكية‪ ،‬هذا التعويض الذي يبقى خاضعا لألسس و المعايير المحددة بموجب المادة ‪70‬‬
‫من القانون المتعلق بنزع الملكية‪.108‬‬

‫الفقرة الثنوية ‪ :‬كيفية تحديد التعويض عن وزع الملكية‬

‫إن المقصود بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة هو حلول السلطة العامة أو من يقوم مقامها‬
‫في ملكية حق عيني عقاري جبرا على صاحبه متى حتمت المنفعة العامة ذلك ‪ ،‬مقابل تعويض‬
‫عادل يحدد رضاء و إال جبرا عن طريق القضاء‪.109‬‬

‫فقد كان ينص ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬على نزع الملكية في الفصل ‪ 91‬الذي جاء فيه ‪ " :‬إذا‬
‫وقع نزع ملكية المكان من أجل المصلحة العمومية‪ ،‬فإن الجماعة العمومية التي تباشر أعمال‬
‫نزع الملكية‪ ،‬يمكنها أن تتجنب أداء تعويض نزع الملكية المنصوص عليه في الفصل العاشر‪،‬‬
‫إذا عرضت على المكتري الذي نزع حقه‪ ،‬مكانا يكون مماثال للمكان المنزوع ملكيته‪ ،‬ويكون‬
‫على مقربة منه‪.‬‬

‫وفي هذه الحالة يتوصل المكتري بتعويض في مقابل ما حرم منه مؤقتا من منفعة‪ ،‬وعند‬
‫اإلقتضاء يتوصل بتعويض عما نقص من قيمة أصله التجاري‪ ،‬وتدفع له زيادة على ذلك‬
‫المصاريف العادية النتقاله من المكان واستقراره في مكان آخر"‪.‬‬

‫وقد أورد أستاذنا محمد الكشبور عدة مالحظات بخصوص الفصل ‪ 91‬من ظهير ‪ 76‬ماي‬
‫‪ 9188‬على الرغم من أن القاعدة العامة في مجال نزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬أن‬
‫التعويض يكون في غالبية األحوال ذو طبيعة نقدية‪ ،‬فإن مقتضيات الفصل ‪ 91‬من ظهير ‪76‬‬

‫‪108‬ـ مصطف بونجى ‪ :‬م س ‪ ،‬ص‪11 :‬‬


‫‪ 109‬ـ محمد الكشبور ‪ :‬مقال نزع الملكية و التعويض عن الضرر الالحق باألصل التجاري‪ ،‬منشور بالمجلة المغربية لقانون و اقتصاد التنمية‪ .‬العدد ‪17‬‬
‫لسنة ‪ 9116‬ص ‪964 :‬‬

‫‪63‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ماي ‪ 9188‬تسمح للسلطة اإلدارية النازعة للملكية بأن يكون التعويض عينيا كلما توفرت لها‬
‫هذه اإلمكانية‪.110‬‬

‫و بالرجوع إلى المادة ‪ 70‬من القانون المتعلق بنزع الملكية ‪ ،‬فإننا نجد بأنها قد حددت‬
‫قواعد آمرة لتحديد التعويض عن نزع الملكية‪ ،‬فهذه المادة نصت على أنه يحدد التعويض عن‬
‫نزع الملكية طبق القواعد اآلتية‪:‬‬

‫‪ 9‬ـ يجب أال يشمل إال الضررالحالي و المحقق الناشئ مباشرة عن نزع الملكية‪ ،‬وال يمكن‬
‫أن يمتد إلى ضرر غير محقق أو محتمل أو غير مباشر‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ يحدد قدر التعويض حسب قيمة العقار يوم صدور قرار نزع الملكية دون أن تراعى‬
‫في تحديد هذه القيمة البناءات و األغراس و التحسينات المنجزة دون موافقة نازع الملكية منذ‬
‫نشر أو إعالن المنفعة العامة المعين لألمالك المقرر نزع ملكيتها‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ يجب أال يتجاوز التعويض المقدر بهذه الكيفية قيمة العقار يوم نشر مقرر التخلي‪ ،‬أو‬
‫تبليغ مقرر إعالن المنفعة العامة المعين لألمالك التي ستنزع ملكيتها ‪ ،‬وال ترعى في تحديد‬
‫هذه القيمة عناصر الزيادات بسبب المضاربات التي تظهر منذ صدور مقرر التصريح بالمنفعة‬
‫العامة‪ ،‬غير أنه في حالة ما إذا لم يودع نازع الملكية في ظرف أجل ستة أشهر ابتداء من نشر‬
‫"مقرر التخلي "أو تبليغ مقرر إعالن المنفعة العامة المعين للعقارات التي ستنزع ملكيتها‪،‬‬
‫المقال الرامي إلى الحكم بنزع الملكية و تحديد التعويضات و كذا المقال الرامي إلى طلب‬
‫األمر بالحيازة‪ ،‬فإن القيمة التي يجب أال يتجاوزها تعويض نزع الملكية هي قيمة العقار يوم‬
‫آخر إيداع ألحد هذ المقاالت بكتابة ضبط المحكمة اإلدارية‪.111‬‬

‫‪110‬ـ نجاة الكص‪ :‬م س ‪،‬ص‪601:‬‬


‫‪111‬ـ حلت عبارة ” كتابة الضبط المحكمة اإلدارية" محل عبارة " كتابة الضبط لدى المحكمة اإلبتدائية " في الفصل ‪ 70‬أعاله بمقتضى الفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 69.10‬المحدث بموجبه محاكم إدارية ‪ ،‬الصادر بتفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.19.778‬الصادر في ‪ 77‬من ربيع األول‬
‫‪ 90 ( 9696‬سبتنمبر‪ ،)9111‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6772‬بتاريخ ‪ 92‬جمادى األولى ‪ 1 (9696‬نوفبر ‪،)9111‬‬

‫‪64‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪ 6‬ـ يغير التعويض‪ ،‬عند اإلقتضاء ‪ ،‬باعتبار ما يحدثه اإلعالن عن األشغال أو العملية‬
‫المزمع إنجازها من فائض القيمة أو ناقصها بالنسبة لجزء العقار الذي لم تنزع ملكيته‪.‬‬

‫ويجب تحديد مقدار خاص عن كل عنصر من العناصر المشار إليها في الفقرات ‪ 7‬و ‪1‬‬
‫و‪ 6‬من المادة ‪ 70‬من القانون المتعلق بنزع الملكية‪.‬‬

‫في حالة اصدار المحكمة أمرا بإجراء خبرة قضائية لتحديد التعويض‪ ،‬فإن العمل القضائي‬
‫اعتبر تقديرات اللجنة اإلدارية ال تعدوا أن تكون مجرد اقتراحات ال يؤخذ بها أمام القضاء إال‬
‫إذا وافق عليها الطرف المنزوعة ملكيته بشكل صريح‪.‬‬

‫و إن من أهم آثار نزع الملكية الحاصل للعقار المستغل فيه األصل تجاري هو التعويض‬
‫المحكوم به‪ ،‬و مسألة قسمته بين صاحب الملكية العقارية و صاحب الملكية التجارية‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تدخل القضاء لفك هذا اإلشكال‪ ،‬بحيث يتم تقسيم التعويض على أساس ما‬
‫ستفرزه الخبرة‪ ،‬و هو ما يبدوا جليا من خالل حكم المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 70/08/7091‬عن المحكمة اإلدارية بالرباط جاء في إحدى حيثياته‪ ...":‬وحيث أمرت‬
‫المحكمة تمهيديا بإجراء خبرة لتحديد التعويض طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 70‬من قانون نزع‬
‫الملكية انتدبت لها خبيرا محلفا السيد ‪ ...‬الذي انتهى في تقريره إلى أن القيمة الحقيقية للعقار‬
‫‪ 1.410.000.00‬درهم على أساس ‪ 6800.00‬درهم للمتر مربع الواحد وذلك لكون طبيعة‬
‫العقار أرض كان مقام فوقها محطتين لتوزيع الوقود و البنزين األولى وهي طوطال كان بها‬
‫مكتب و خزين و آالت لتوزيع المحروقات و تعرف رواجا تجاريا هاما محاطة بعدة عمارات‬
‫سكنية وفي موقع سكني استراتيجي هام وهي على مساحة ‪7960‬م‪ .7‬كما أمرت بإجراء خبرة‬
‫ثانية بمقتضى حكم عدد ‪ 627‬الصادر بتاريخ ‪ 71/6/7097‬لتحديد التعويض عن األصل‬
‫التجاري موضوع الطلب انتدب لها الخبير السيد ‪ ...‬الذي انتهى في تقريره إلى أن مجموع‬

‫‪65‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫قيمة األصل التجاري بالنسبة لمحطة الوقود ( طوطال) هو ‪ 9.976.600.00‬درهم و بالنسبة‬


‫لمحطة الوقود ( شال) فمجموع قيمة األصل التجاري هو ‪ 440.020.00‬درهم‪"112...‬‬

‫و من أهم اإلشكاالت المتعلقة بنزع ملكية األصل التجاري‪ ،‬هو ما العمل إذا نزعت الدولة‬
‫ملكية العقار الذي يستغل فيه األصل التجاري في الوقت الذي رفض فيه المكري تجديد العقد؟‬

‫أجاب بعض الفقه الفرنسي على هذا التساؤل بأنه ال يمكن لمؤسسات الدولة أن ترفض‬
‫تجديد العقو د بدون أداء تعويض عن نزع اليد حتى ولو كان بسبب المنفعة العامة‪ ،‬و الجماعة‬
‫النازعة للملكية يمكنها إما أن تؤدي التعويض عن نزع الملكية‪ ،‬أو تعرض محال يقوم مقام‬
‫المحل المنزوع ملكيته بدل التعويض عن اإلفراغ‪.113‬‬

‫ما الحل أيضا إذا كان المكري قد صدر في حقه حكم نهائي بأداء التعويض عن اإلفراغ‬
‫لفائدة المكتري فهل سيؤديه المكري أم تقوم الدولة أو المؤسسة العمومية بأدائه؟‬

‫أجاب أحد الباحثين عن هذا التساؤل بقوله أن اإلدارة التي قامت بنزع الملكية عليها أن‬
‫تتحمل أداء مبلغ التعويض المحكوم به ضد المكري لفائدة المكتري‪ ،‬ويمكنها أن تعرض عليه‬
‫محال مماثال‪ .‬غير أن المكتري يمكنه أن يرفض المحل المعروض عليه من طرف اإلدارة و‬
‫يكتفي بالتعويض‪.‬‬

‫هل نزع الملكية من طرف الدولة أو أية إدارة عمومية قبل نهاية مدة العقد له تأثير على‬
‫قيمة التعويض وهل يجب إدخال هذه المسألة في اإلعتبارأثناء التعويض عن نزع الملكية؟‬

‫في ذلك على القانون المدني أنه ال يمكن اإلعتداد في هذه‬ ‫‪114‬‬
‫يرى بعض الفقه الفرنسي‬
‫الحالة فيما إذا كان الكراء على وشك اإلنتهاء أوالزال ساريا وأن اإلدارة ملزمة باعتبار‬

‫‪112‬ـ حكم رقم ‪ 9290‬صادر عن المحكمة اإلبتدائية اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 70/08/7091‬في الملف عدد ‪ 420/99/01‬قسم القضاء الشامل‪ ،‬غير‬
‫منشور أورده مراد أيوب م س ‪ ،‬ص ‪86 :‬‬
‫‪113‬ـ نجاة الكص‪، :‬م س ‪ ،‬ص‪699 :‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ J Lassier.Baux commerciaux industriels et artisanaux.OP, Cit: 131‬ـ‬
‫ـ أوردته نجاة الكص‪ ،‬م س ‪:‬ص‪697:‬‬

‫‪66‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫مصلحة التاجر و حقه في التعويض العادل استنادا على المادة ‪ 868‬من ق م ف التي تقضي‬
‫أنه ال يمكن ألحد أن يجبر المالك عن التخلي عن ملكيته إال للمصلحة العامة و مقابل تعويض‬
‫عادل و مسبق‪.‬‬

‫وقد تساءل بعض الفقه هل البت في التعويض عن نزع الملكية المنصوص عليه في الفصل‬
‫‪ 91‬من ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬من طرف المحاكم العادية ال يخالف مقتضيات‬
‫الفصل ‪ 78‬ق م م‪.‬‬

‫وأجاب بعض الفقه المغربي أن المحاكم العادية يمكنها في هذه الحالة أن تبت في المادة‬
‫المدنية‪ ،‬و ملزمة أيضا بمقتضيات الفصل ‪ 78‬من ق م م الذي يمنع محاكم المملكة من عرقلة‬
‫عمل اإلدارة العمومية‪ ،‬ويمكنها بالتالي أن تعاين توقف اإلعتداء المادي و تعمل عند اإلقتضاء‬
‫على الوقاية منه‪ ،‬ويمكنها كذلك أن توجه إلى اإلدارة أوامر و أن تحكم عليها بأداء تعويض‬
‫قصد ترميم عواقب االعتداء المادي‪ ،‬ويمكن بالخصوص للمحاكم اإلبتدائية أن تبت في مسطرة‬
‫إستعجالية و تتصرف اتجاه اإلدارةكما لو أن األمر يتعلق بطرف عادي من الخواص‪.115‬‬

‫ونفس النهج سا ر عليه الدكتور محمد الكشبور الذي انتقد قرار للمجلس األعلى قضى بمنع‬
‫المحاكم من عرقلة عمل اإلدارات العمومية للدولة ولو كان عمال ماديا قضى بمنع المحاكم من‬
‫عرقلة عمل اإلدارات العمومية للدولة ولو كان عمال ماديا يخرج عن اإلطار الشرعي‬
‫المرسوم لها‪ ،‬وقد جاء في إنتقاده‪ ":‬وعلى ما يقوم لدينا من اعتقاد‪ ،‬فإنه ال مجال للتطبيق‬
‫الفصل ‪ 78‬من ق ‪ .‬م ‪.‬م ذلك أن اإلدارة المغربية قد تصرفت تصرفا ماديا وفي غير إطار‬
‫شرعي‪ ،‬تكون قد أسقطت الحماية المنصوص عليها من خالل مقتضيات الفصل ‪ 78‬السالف‬
‫الذكر"‪.116‬‬

‫‪ 115‬ـ عبد اللطيف هداية هللا‪ ،‬القضاء المستعجل في القانون المغربي ‪،‬قواعد القضاء المستعجل الموضوعية و اإلجرائية في التشريع المغربي ‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية الدار البيضاء ‪،‬السنة الجامعية ‪.9128‬‬
‫‪.9124‬ص ‪941‬‬
‫‪116‬ـ محمد الكشبور ـ نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪ .‬مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ‪ .9121‬ص ‪.972 :‬‬

‫‪67‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الفصل الثنوي‪ :‬تدخالت القضنء‬


‫في تحديد واجب التعويض عن‬
‫إوهنء عقد الكراء التجنري‬

‫‪68‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫إن مسألة تحديد القضاء المختص في تحديد التعويض عن إنهاء عقد الكراء التجاري معقدة‬
‫و مركبة فالقضاء في هذه المادة موزع أو كما يعبر عنه الفقه و القضاء الفرنسيين‬

‫‪.La compétence éclatée‬‬

‫و نظرا لتعدد الجهات القضائية يصعب معرفة القضاء المختصللنظر في النزاع الذي‬
‫يخص مقتضيات التعويض الخاصة بظهير ‪ 76‬ماي ‪ ، 9188‬وبذلك قام المشرع بتفادي كل‬
‫الغموض الذي كان يكتنف الظهير ‪ 9188‬وذلك بإدارج مقتضيات جديدة أكثر وضوحا و ذلك‬
‫بغرض تجاوز كل تلك اإلشكاالت التي سادت بين المحاكم التجارية و المحاكم اإلبتدائية في‬
‫ضوء ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬الملغى‪ ،‬والذي شكل حقيقة إخالال باألمن القضائي وقد تدخل‬
‫المشرع من خالل القانون الجديد ‪ 61.94‬وحسمه في مسألة اإلختصاص‪ ،‬بإسناده للمحاكم‬
‫التجارية كقاعدة عامة ما لم يكن اإلختصاص منعقدا للمحاكم العادية وفق مقتضيات القانون‬
‫المتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬وقد جاء هذا الحسم نتيجة للتضارب الفقهي و القضائي الذي خلفه‬
‫تطبيق ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬بين إسناد اختصاص النظر في الكراء التجاري للمحاكم التجارية‬
‫أو انعقاده للمحاكم العادية‪،‬و بالنسبة للجهة القضائية المختصة في الحكم بالتعويض عن‬
‫الحرمان من حق الرجوع تختلف حسب حالة الحكم القاضي باإلفراغ لهدم المحل و إعادة بنائه‬
‫و حكم القاضي بإفراغ المحالت اآليلة للسقوط و أيضا الحكم القاضي باإلفراغ لتوسيع المحل‬
‫أو تعليته‪ ،‬و أيضا نص القانون رقم ‪ 61.94‬على حق المكتري في تنفيذ التعويض اإلحتياطي‬
‫المحكوم به متى ثبت حرمانه من حق الرجوع‪ ،‬كما أنه نص على حق المكتري في المطالبة‬
‫بالتعويض أمام المحكمة المختصة إذا لم يسبق له أن تقدم بطلب تحديد هذا التعويض‪ ،‬كما أن‬
‫المشرع كانت له غايات جديدة من خالل سنه لمقتضيات التعويض قد تكن اجتماعية و‬
‫اقتصادية و مالية ‪ ،‬كما رتب مقتضيات جديدة حول تدخل السلطة القضائية في تحديد مقدار‬
‫قيمة التعويض بحيث كان هذا المقدار هزيال حسب الفصل ‪ 90‬منه و الذي حددته في اإلسم‬
‫التجاري وبصدور القانون ‪ 61.94‬تكفل المشرع بتحديد مشتمالت التعويض و ميز في المادة‬

‫‪69‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫األولى بين نوعين من عقود اإليجار التجاري‪.‬وعليه فإننا سوف نعمل على تقسيم هذا الفصل‬
‫إلى مبحثين‪،‬سنتناول في(المبحث األول) نطاق اختصاص المحكمة بخصوص طلب التعويض‪،‬‬
‫على أن نخصص (المبحث الثنوي) للحديث عن توجهات المشرع في تحديد التعويض‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المبحث األول‪ :‬وطنق اختصنص المحكمة بخصوص طلب التعويض‬

‫تبرز أهمية دراسة و تحديد نطاق اختصاص المحكمة بخصوص طلب التعويض‬
‫في معرفة نطاق اختصاص المحكمة بخصوص طلب التعويض‪(،‬المطلب األول)‪ ،‬كما أن‬
‫المشرع نص على حق المكتري في المطالبة أو إقامة دعوى الحرمان من حق الرجوع أمام‬
‫المحكمة المختصة( المطلب الثنوي)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اختصنص المحكمة لطلب التعويض‬

‫حدد القانون رقم ‪ 61.94‬أجاال لتقديم المكتري لطلب التعويض( الفقرة األولى)‪ ،‬كما أنه‬
‫حدد شروط تنفيذ هذا التعويض (الفقرة الثنوية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آجنل تقديم المكتري لطلب التعويض‬

‫نصت المادة ‪ 72‬من القانون على أنه يجوز للمكتري أن يتقدم بطلب التعويض أثناء سريان‬
‫دعوى المصادقة على اإلنذار‪ ،‬غير أنه إذا لم يتقدم المكتري بطلب مقابل للتعويض أثناء‬
‫سريان هذه الدعوى‪ ،‬فإنه يجوز له أن يرفع دعوى التعويض داخل أجل ستة أشهر من تاريخ‬
‫تبليغه بالحكم النهائي القاضي باإلفراغ‪.‬‬

‫بعد ثبوت السبب المعتمد في اإلنذار‪ ،‬و إذا قضت الجهة القضائية المختصة بإفراغ‬
‫المكتري مع التعويض‪ ،‬فإنه يجب على المكري إيداع مبلغ التعويض المحكوم به داخل أجل‬
‫ثالثة أشهر من التاريخ الذي يصبح فيه الحكم قابال للتنفيذ‪ ،‬و إال اعتبر متنازال عن التنفيذ‪،‬‬
‫المسطرة‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫المترتبة‬ ‫القضائية‬ ‫المصاريف‬ ‫جميع‬ ‫حينئذ‬ ‫ويتحمل‬
‫ويعتبر هذا المقتضى محاولة من المشرع للحد من تعسف المكري و خروجا عن القواعد‬
‫العامة المتعلقة بتنفيذ األحكام‪ ،‬و المتمثلة في الفصل ‪ 672‬من ق م م و الذي نص في فقرته‬

‫‪71‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫األولى على أن األحكام تكون قابلة للتنفيذ خالل ثالثين سنة من اليوم الذي صدرت فيه و تسقط‬
‫بانصرام هذا األجل‪.117‬‬

‫وعمال بمقتضيات المادة ‪ 72‬من القانون رقم ‪،61.94‬فإنه ال تتم إجراءات تنفيذ الحكم‬
‫القاضي باإلفراغ إال بعد إيداع التعويض المحكوم به‪ ،‬غير أنه ينفذ الحكم القاضي باإلفراغ‬
‫عندما يتعلق األمر بالحالة المنصوص عليها في الفقرة الثالثة من نفس المادة‪ ،‬وهي الحالة التي‬
‫لم يتقدم فيها المكتري بطلب مقابل للتعويض أثناء سريان دعوى المصادقة على اإلنذار‪ ،‬هذا‬
‫األخير الذي يبقى من حقه رفع دعوى التعويض داخل أجل ستة أشهر من تاريخ تبليغه بالحكم‬
‫النهائي القاضي باإلفراغ‪.‬‬

‫الفقرة الثنوية‪ :‬شروط توفيذ التعويض‬

‫حددت المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 61‬شروط لتنفيذ المكتري للتعويض المحكوم به‪ ،‬ذلك أن‬
‫هذه المادة نصت على أنه عندما تقضي المحكمة بالتعويض الكامل وفق مقتضيات المادة ‪ ،2‬ال‬
‫يمكن ا ستخالص المبلغ المحكوم به إال بعد إدالء المكتري بشهادة مسلمة من كتابة الضبط تثبت‬
‫خلو األصل التجاري من كل تقييد‪.‬‬

‫و التمعن في المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 61.94‬يفيد بأن هذا الشرط يتعلق بتنفيذ التعويض‬
‫الكامل دون التعويض الجزئي المنصوص عليه في بعض الحاالت من نفس القانون‪.‬‬

‫وبالرجوع دائما إلى الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ ،61.94‬فإنه‬
‫إذا كان األصل التجاري مثقال بتقيدات‪ ،‬فإن المكتري يكون ملزما باإلدالء بما يفيد إشعار‬
‫الدائنين المقيدين بوقوع اإلفراغ و بوجود تعويض مستحق له‪ ،‬كما أنه يجوز للدائنين المقيدين‬

‫‪117‬ـ مصطفى بونجى‪ :‬م س ‪ ،‬ص‪982:‬‬

‫‪72‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫أن يتعرضوا على أداء ثمن التعويض المودع بكتابة الضبط بتصريح يقدم إليها‪ ،‬داخل أجل‬
‫أقصاه خمسة عشر يوما من تاريخ توصلهم باإلشعار بوقوع اإلفراغ‪.118‬‬

‫أما فيما يتعلق بتوزيع مبلغ التعويض لفائدة المكتري‪ ،‬فإنه يتم وفق اإلجراءات المنصوص‬
‫عليها في المواد من ‪ 961‬إلى ‪ 989‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫المطلب الثنوي ‪ :‬دعوى الحرمنن من حق الرجوع‬

‫نص القانون رقم ‪ 61.94‬على حق المكتري في تنفيذ التعويض اإلحتياطي المحكوم به متى‬
‫ثبت حرمانه من حق الرجوع (الفقرة األولى)‪ ،‬كما أنه نص على حق المكتري في المطالبة‬
‫بهذا التعويض أمام المحكمة المختصة إذا لم يسبق له أن تقدم بطلب تحديد هذا التعويض‬
‫(الفقرة الثنوية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حق المكتري في توفيذ التعويض اإلحتينطي المحكوم به‬

‫نصت المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أنه يحق للمكتري‪ ،‬متى ثبت حرمانه من‬
‫حق الرجوع المحكوم به في الحاالت المنصوص عليها في المواد ‪ 1‬و ‪ 91‬و ‪ ،92‬طلب تنفيذ‬
‫التعويض اإلحتياطي وفق المبلغ الذي سبق الحكم به‪.‬‬

‫وانطالقا من المواد المحال عليها بموجب المادة ‪ ،19‬فإن األمر يتعلق بالحكم القاضي‬
‫باإلفراغ لهدم المحل و إعادة بنائه (أ) والحكم القاضي بإفراغ المحالت الاليلة للسقوط (ب)‬
‫والحكم القاضي باالفراغ لتوسيع المحل أو تعليته(ج)‪.‬‬

‫‪118‬ـمصطفى بونجى‪ :‬م س ‪،‬ص‪982 :‬‬

‫‪73‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫أ ـ توفيذ التعويض اإلحتينطي المحكوم به بموجب الحكم القنضي بنإلفراغ لهدم المحل و‬
‫إعندة بونئه‬

‫نصت المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أنه يحق للمكري المطالبة باإلفراغ لرغبته في‬
‫هدم المحل و إعادة بنائه‪ ،‬شريطة إثبات تملكه إياه لمدة ال تقل عن سنة من تاريخ اإلنذار و‬
‫أدائه للمكتري تعويضا مؤقتا يوازي كراء ثالث سنوات مع اإلحتفاظ له بحق الرجوع إذا‬
‫اشتملت البناية الجديدة على محالت معدة لممارسة نشاط مماثل تحدده المحكمة من خالل‬
‫التصميم المصادق عليه من الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬على أن يكون قدر اإلمكان‪ ،‬متطابقا مع‬
‫المحل السابق و النشاط الممارس فيه‪ ،‬كما أنه و إضافة إلى التعويض المؤقت المشار إليه في‬
‫الفقرة أعاله‪ ،‬يمكن للمحكمة‪ ،‬بناء على طلب المكتري‪ ،‬تحميل المكري جزءا من مصاريف‬
‫اإلنتظار طوال مدة البناء ال تقل عن نصفها إذا أثبت المكتري ذلك‪.119‬‬

‫وطبقا لنص المادة ‪ 1‬دائما‪ ،‬فإن المحكمة تحدد تعويضا احتياطيا كامال وفق المادة بطلب‬
‫من المكتري‪ ،‬يستحقه في حالة حرمانه من حق الرجوع‪ ،‬كما أنه إذا لم تشتمل البناية الجديدة‬
‫على المحالت المذكورة‪ ،‬استحق المكتري تعويضا وفق مقتضيات المادة ‪ 2‬دائما‪.‬‬

‫ب ـ توفيذ التعويض اإلحتينطي المحكوم به بموجب الحكم القنضي بإفراغ المحالت الآليلة‬
‫للسقوط‬

‫نصت المادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أنه و مع مرعاة التشريع المتعلق بالمباني‬
‫الخآيلة للسقوط و تنظيم عمليات التجديد الحضري‪ ،‬يحق للمكري المطالبة باإلفراغ إذا كان‬
‫المحل آيال للسقوط‪.‬‬

‫وحسب المادة ‪، 91‬فإن المكتري ال يكون محقا في الرجوع أو في الحصول على التعويض‬
‫إال إذا تم بناء المحل أو إصالحه داخل أجل ثالث سنوات الموالية لتاريخ اإلخبار ‪ ،‬غير أن‬

‫‪119‬ـ مصطفى بونجى ‪ :‬م س ‪ ،‬ص ‪921 :‬‬

‫‪74‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المكتري يكون محقا في الرجوع الى المحل إذا أعرب عن رغبته في الرجوع أثناء دعوى‬
‫الرجوع أثناء سريان دعوى اإلفراغ ‪ ،‬و إذا لم يعرب عن رغبته‪ ،‬فإن المكري ملزما‪ ،‬تحت‬
‫طائلة التعويض عن فقدان األصل التجاري‪ ،‬بإخبار المكتري بتاريخ الشروع في البناء و‬
‫مطالبته باإلعراب عن نيته في استعمال حق الرجوع داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ التوصل‬
‫بهذا اإلخبار و يسقط حق المكتري في الرجوع أو في المطالبة بالتعويض إذا انصرم األجل‬
‫المشار إليه أعاله دون التعبير عن نيته في استعمال حقه المذكور‪.120‬‬

‫و للتذكير‪ ،‬فإن رئيس المحكمة يختص بصفته قاضيا لألمور المستعجلة بصرف النظر عن‬
‫المقتضيات المخالفة‪ ،‬بالبت في دعوى اإلفراغ‪ ،‬و بتحديد تعويض احتياطي كامل وفق‬
‫مقتضيات المادة ‪ 2‬بطلب من المكتري‪ ،‬يستحقه في حالة حرمانه من حق الرجوع‪.‬‬

‫ج ـ توفيذ التعويض اإلحتينطي المحكوم به بموجب الحكم القنضي بإفراغ المحل لتوسيعه‬
‫أو تعليته‬

‫نصت المادة ‪ 94‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أنه إذا اعتزم المالك توسيعأو تعلية البناية‪،‬‬
‫وكان ذلك ال يتأتى إال بإفراغ المحل أو المحالت المكراة‪ ،‬فإن اإلفراغ المؤقت للمكتري يتم‬
‫لمدة يحددها المكري‪ ،‬على أن ال تتعدى سنة واحدة ابتداء من تاريخ اإلفراغ‪ ،‬كما يمكن تمديد‬
‫مدة اإلفراغ ألجل ال يتعدى سنة بطلب من المكري‪.‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ 94‬فإن المكتري يستحق تعويضا عن مدة إفراغه يساوي الضرر الحاصل‬
‫له‪ ،‬دون أن يتجاوز مبلغ األرباح التي يحققها ‪ ،‬حسب التصريحات الضريبية للسنة المالية‬
‫المن صرمة‪ ،‬مع األخذ بعين اإلعتبار أجور اليد العاملة و الضرائب و الرسوم المستحقة خالل‬
‫مدة حرمانه من المحل‪ ،‬وفي جميع الحاالت يجب أن ال يقل التعويض الشهري عن قيمة‬
‫السومة الكرائية‪.‬‬

‫‪120‬ـ مصطفى بونجى ‪ :‬م س ‪ ،‬ص ‪926‬‬

‫‪75‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫يجب على المكري إعادة تسليم المحل داخل األجل المشار إليه في الفقرة األولى‪ ،‬و إال حق‬
‫للمكتري المطالبة بالتعويض الكامل وفق مقتضيات المادة ‪ ،2‬ما لم تكن أسباب التأخير خارجة‬
‫عن إرادة المكري‪.121‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ ،92‬فإن رئيس المحكمة يختص في الطلب الرامي إلى اإلفراغ و تحديد قيمة‬
‫التعويض المستحق للمكتري طيلة مدة اإلفراغ‪ ،‬كما يبت في طلب تمديد مدة اإلفراغ و تحديد‬
‫التعويض المستحق عن ذلك‪ ،‬ويختص بتحديد تعويض احتياطي كاملوفق مقتضيات المادة ‪،2‬‬
‫بطلب من المكتري‪ ،‬يستحقه في حالة حرمانه من حق الرجوع‪.‬‬

‫الفقرة الثنوية‪ :‬حق المكتري في تقديم دعوى المطنلبة بنلتعويض عن الحرمنن من حق‬
‫الرجوع‬

‫نصت المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أنه يحق المكتري‪ ،‬متى ثبت حرمانه من‬
‫حق الرجوع المحكوم به في الحاالت المنصوص عليها في المواد ‪ 1‬و ‪ 91‬و ‪ ،92‬طلب تنفيذ‬
‫التعويض اإلحتياطي وفق المبلغ الذي سبق الحكم به ‪ ،‬كما أنه وحيادا عن األجل المنصوص‬
‫عليه في المادة ‪ 72‬من هذا القانون (أوال) و يمكن للمكتري المطالبة بالتعويض عن الحرمان‬
‫من حق الرجوع أمام المحكمة المختصة إذا لم يسبق له التقدم بهذا الطلب (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إعفنء المكتري من األجل الموصوص عليه في المندة ‪77‬‬

‫نصت المادة ‪ 72‬من القانون رقم ‪ 61.94‬على أنه إذا تبين للجهة القضائية المختصة صحة‬
‫السبب المبني عليه اإلنذار‪ ،‬قضت وفق طلب المكري الرامي إلى المصادقة على اإلنذار و‬
‫إفراغ المكتري‪ ،‬و إال قضت برفض الطلب‪ ،‬كما أنها نصت على حق المكتري في تقديم طلب‬
‫التعويض أثناء سريان دعوى المصادقة على اإلنذار‪.‬‬

‫‪121‬ـ مصطفى بونجى‪ :‬م س ‪ :‬ص ‪928‬‬

‫‪76‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫غير أنه و انطالقا من المادة ‪ ،72‬فإنه و إذا لم يتقدم المكتري بطلب مقابل للتعويض أثناء‬
‫سريان هذه الدعوى‪ ،‬فإنه يجوز له أن يرفع دعوى التعويض داخل أجل ستة أشهر من تاريخ‬
‫تبليغه بالحكم النهائي القاضي باإلفراغ‪.‬‬

‫وإذا كانت المادة ‪ ،72‬فإن التعويض عن الحرمان من حق الرجوع يبقى غير خاضع لهذا‬
‫األجل‪ ،‬وذلك بصريح المادة ‪ 19‬من القانون المذكور‪ ،‬والتي نصت في فقرتها الثانية على أنه‬
‫يبقى من حق المكتري‪ ،‬إذا لم يسبق له أن تقدم بطلب تحديد التعويض المذكور‪ ،‬المطالبة به‬
‫أمام المحكمة المختصة وفق مقتضيات المادة ‪ ،2‬دون التقيد باألجل المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ 72‬من هذا القانون‪.‬‬

‫ثنوين‪ :‬الجهة القضنئية المختصة في الحكم بنلتعويض عن الحرمنن من حق الرجوع‬

‫باختالف المواد المحال عليها بموجب المادة ‪ ،19‬فإن الجهة القضائية المختصة في الحكم‬
‫بالتعويض عن الحرمان من حق الرجوع تختلف حسب حالة الحكم القاضي باإلفراغ لهدم‬
‫المحل و إعادة بناءه (أ)‪ ،‬و الحكم القاضي بإفراغ المحالت اآليلة للسقوط (ب)‪ ،‬والحكم‬
‫القاضي باإلفراغ لتوسيع المحل أو تعليته (ج)‪.‬‬

‫أ‪ :‬حنلة الحكم القنضي بنإلفراغ لهدم المحل و إعندة بونئه‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ ،61.94‬فإن محكمة الموضوع هي الجهة القضائية‬
‫المختصة في تحديد التعويض اإلحتياطي الكامل الذي يستحقه المكتري في حالة حرمانه من‬
‫حق الرجوع‪ ،‬و المطالب ة كذلك بالتعويض في حالة إذا لم تشتمل البناية الجديدة على محاالت‬
‫معدة لممارسة نشاط مماثل تحدده المحكمة من خالل التصميم المصادق عليه من الجهة‬
‫اإلدارية المختصة‪ ،‬و التي يجب أن تكون قدر اإلمكان متطابقة مع المحل السابق و النشاط‬
‫الممارس فيه‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫و يقع أن يختلف المكري و المكتري حول شروط الكراء بعد التشييد‪ ،‬ويرجع في هذه‬
‫الحالة الى محكمة الموضوع للفصل فيها طبقا للشروط المقررة تشريعا في الفصل ‪ 10‬من‬
‫ظهير ‪ 76‬ماي ‪.9188122‬‬

‫فقد جاء في قرار لمحكمة اإلستئناف التجارية بمراكش مايلي‪:‬‬

‫" حيث إن المحكمة في قرارها التمهيدي أمرت بإجراء خبرة من أجل معاينة المحل المعاد‬
‫بناؤه و بيان ما إذا كانت مواصفات المحل الذي أفرغ منه المستأنف الفرعي و خصوصا من‬
‫حيث المساحة‪.‬‬

‫وحيث إنه بالرجوع إلى تقرير الخبرة يتضح أن المحل الذي أفرغ منه المستأنف الفرعي‬
‫مختلف عن المحل المعاد بناؤه سواء من حيث كيفية بنائه أو من حيث الصيانة أو المواد‬
‫المستعملة و مغاير له من حيث المساحة كما أنه ال وجود ألي محل تعادل مساحة المحل الذي‬
‫كان يشغله المستأنف الفرعي قبل اإلفراغ‪.‬‬

‫وحيث إنه إذا كان الفصل ‪ 97‬من ظهير ‪ 88\8\76‬يعطي للمكتري حق األسبقية في‬
‫الرجوع إلى المحل بعد إعادة بنائه فإنه ال يلزم المكري بإعادة البناء على نحو معين و‬
‫اليشترط أن يكون البناء مطابقا من حيث المواصفات أو المساحة و إنما يشترط وجود محالت‬
‫صالحة لإلستعمال التجاري في البناية الجديدة‪.‬‬

‫وحيث إن الخبرة المأمور بها خالل هذه المرحلة أفادت أن المحل الحامل لرقم ‪ 9972‬و‬
‫هو نفس الرقم الذي أفرغ منه المستأنف الفرعي ال تتجاوز مساحته ‪ 4‬م‪7‬وأنه ال وجود ألي‬
‫محل آخر تعادل مساحته ‪ 62‬م‪.7‬‬

‫‪ 122‬ـ عمر أزوكار‪ ،‬رفض تجديد الكراء للهدم و إعادة البناء و إشكاالته القضائية ـ الجزء الثاني ـ مقال منشور بسلسلة اإلجتهاد القضائي العدد‪ 6‬ـ‪7091‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة ـ الدار البيضاء ‪ ، 7090‬ص ‪998 :‬‬

‫‪78‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫وحيث إن المحكمة على ضوء مواصفات المحل الذي أعيد بناؤه و ما سيوفره للمكتري من‬
‫مزايا موقعا و بناء و مساحة و التي ال تتجاوز ‪ 4‬م‪7‬ترى تحديد السومة الكرائية في المبلغ في‬
‫مبلغ ‪ 200‬درهم في الشهر"‪.123‬‬

‫ب‪ :‬حنلة الحكم القنضي بإفراغ المحالت اآليلة للسقوط‬

‫حسب المادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ ،61.94‬فإن رئيس المحكمة يختص بصفته قاضيا‬
‫لألمور المستعجلة‪ ،‬بصرف النظر عن المقتضيات المخالفة‪ ،‬بالبث في دعوى اإلفراغ‪ ،‬و‬
‫بتحديد تعويض احتياطي كامل وفق مقتضيات المادة ‪ 2‬بطلب من المكتري‪ ،‬يستحقه في حالة‬
‫حرمانه من حق الرجوع‪.‬‬

‫ج‪ :‬الحكم القنضي بنإلفراغ لتوسيع المحل أو تعليته‬

‫طبقا للمادة ‪ 92‬من القانون رقم ‪ ،61.94‬فإن رئيس المحكمة يختص في الطلب الرامي إلى‬
‫اإلفراغ و تحديد قيمة التعويض المستحق للمكتري طيلة مدة اإلفراغ‪ ،‬كما يبت في طلب تمديد‬
‫مدة اإلفراغ وتحديد التعويض المستحق عن ذلك‪ ،‬و يختص بتحديد تعويض احتياطي كامل‬
‫وفق مقتضيات المادة‪ ،2‬بطلب من المكتري‪ ،‬يستحقه في حالة حرمانه من حق الرجوع‪.‬‬

‫‪123‬ـ القرار رقم‪ 410 :‬صدر بتاريخ‪ 70 :‬ـ ‪ 4‬ـ‪ 7004‬رقمه بمحكمة اإلستئناف التجارية ‪08‬ـ‪ 2‬ـ‪ 727‬منشور بسلسلة اإلجتهاد القضائي عدد ‪ 6‬ـ‪7091‬‬
‫‪ ،‬ص ‪994 :‬‬

‫‪79‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المبحث الثنوي‪ :‬توجهنت المشرع في تحديد التعويض‬

‫ال شك أن للمشرع له توجهات و أهداف عديدة من خالل سنه للمقتضيات الجديدة في تحديد‬
‫قيمة التعويض عن إنهاء عقد الكراء التجاري‪ ،‬فإذا كان تحديد المشرع للفئة األولى من‬
‫مشتمالت التعويض التي أشرت اليها سلفا قد ال تثير أية إشكاالت من حيث المبدأ مادام يمكن‬
‫إثباتها من قبل المكتري بموجب وثائق محاسبتية من المفترض مسكها من قبله وتدخل فيما‬
‫أنفقه خالل عملية التنقل من نقل للعناصر األصل التجاري من مكان إلى آخر خاصة العناصر‬
‫المادية عمال بمقتضيات المادة الرابعة من مدونة التجارة‪ ،124‬فإن الفئة الثانية تبقى موضوع‬
‫تساؤالت عدة منها لماذا اعتمد المشرع في تقديره للتعويض على التصريحات الضريبية؟ و أي‬
‫تصريحات يقصدها المشرع؟ هل تلك التي ستعتمدها اإلدارة الضريبية كأساس للضريبة؟ أم أن‬
‫األمر يتعلق بالتصريحات التي قام بها المكتري باعتباره ملزما ضريبيا قبل مالحظات اإلدارة‬
‫الضريبية عند تصحيح األسس الضريبية؟ ثم ماذا لو لم يقم المكتري بهذه التصريحات‬
‫الضريبية عند تصحيح األسس الضريبية؟ هل سيفقد حقه في التعويض ؟ أم أن المحكمة‬
‫ستمنحه أجال للقيام بذلك؟‪ ،‬ومن ثم سنتطرق الىأبعاد التدخل التشريعي في تحديد مشتمالت‬
‫التعويض ( المطلب األول) و حدود تدخل السلطة القضائية في تحديد مقدار التعويض (المطلب‬
‫الثنوي)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أبعند التدخل التشريعي في تحديد مشتمالت التعويض‬

‫بصفة عامة يمكن القول أن اعتماد المشرع على التصريحات الضريبية كان غايته هو‬
‫الرهان على األبعاد المالية (الفقرة األولى) و اإلقتصادية (الفقرة الثانية) و اإلجتماعية (الفقرة‬
‫الثالثة) للعالقة التي تجمع بين المكتري و المكري خاصة عند إنهائها‪.‬‬

‫‪124‬ـ تنص المادة ‪ 6‬من مدونة التجارة على أن " إذا كان العمل تجاريا بالنسبة ألحد المتعاقدين و مدنيا بالنسبة للمتعاقد الخآخر‪ ،‬طبقت قواعد القانون‬
‫التجاري في مواجهة الطرف الذي كان العمل بالنسبة إليه تجاريا‪ ،‬وال يمكن أن يةاجه بها الطرف الذي كان العمل بالنسبة إليه مدنيا‪ ،‬ما لم ينص‬
‫مقتضى خاص على خالف ذلك"‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬البعد المنلي‬

‫إن اإلقرارت أو التصريحات التي يقوم بها المكتري ـ الملزم الضريبي ـ عن مختلف‬
‫العمليات واألنشطة التي قام بها قد تشوبها بعض اإلختالالت نتيجة إقرارت ناقصة أو أخطاء‬
‫أو إعفاءات قد تكون جزئية أو كلية دائمة أو مؤقتة تبديها اإلدارة الضريبية نتيجة مالحظاتها‬
‫مما يجعل األساس الضريبي محل مسطرة التصحيح‪ ،‬لذلك كان حري بالمشرع اإلعتماد على‬
‫النتيجة الجبائية انطالقا من األرباح المحققة من األنشطة و المستقاة من اإلقرارت‬
‫الضريبية‪ ،125‬بعد التصحيحات التي تطال األسس المعتمدة من طرف المكتري لتحديد القيمة‬
‫المالية الحقيقية لألصل التجاري ومن تم يصير مبلغ التعويض مقدر على أسس صحيحة‪ ،‬إن‬
‫اعتماد المشرع على التصريحات الضريبية لتحديد قيمة األصل التجاري ال يخرج عن البعد‬
‫األساسي لكل سياسة جبائية و هو البعد المالي‪ ،‬لذلك كان المشرع حريص تحديد هذه القيمة‬
‫انطالقا من اإلقرار و بالتالي يمكن القول على أن المشرع وضع معادلة في تقدير التعويض‬
‫مفادها أنه كلما صرح المكتري بجميع العمليات التي قام بها كلما كانت له حظوظ أوفر‬
‫للحصول على التعويض أكبر عند نشوء النزاع بينه وبين المكري حول العين المكراة من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يكون المشرع قد أسس آلية جديدة لتفادي ظاهرتي الغش و التهرب‬
‫الضريبي وهو ما سيجعل مالك األصول التجارية المكترين للمحالت والعقارات ملزمين‬
‫بتصريحات ضريبية حقيقية ألنشطتهم‪ ،‬و ما يدفعنا للقول باإلعتماد على النتيجة الجبائية‬
‫هو ما نصت عليه المادة ‪ 1‬من نفس القانون فيما يتعلق بالتعويض‬ ‫‪126‬‬
‫عوض اإلقرارت‬
‫المؤقت حيث نصت على أن التعويض يجب أن يوازي كراء ثالث سنوات دون أن يتجاوز‬
‫مبلغ األرباح التي حققها حسب التصريحات الضريبية للسنة المالية المنصرمة‪ ،‬وحتى يكون‬
‫المشرع منسجما مع توجهاتها كان عليه يصيغ نص المادة السابعة وفق ذلك‪ ،‬كما أن البعد‬
‫المالي ظل حاضرا لدى المشرع عندما اعتبر من مشتمالت التعويض أيضا ما فقده األصل‬
‫التجاري من عناصر وليس نقصان في قيمتها وهو ما سيجعل المكتري مضطرا إلى الكشف‬
‫‪125‬ـ نجاة الكص‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪724:‬‬
‫‪126‬المهدي متوكل‪ :‬م س‪ ،‬تاريخ اإلطالع ‪ 1‬ماي ‪ 7092‬على الساعة ‪91:00‬‬

‫‪81‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫عن حقيقة مختلف العمليات التي طالت العناصر المادية لألصل التجاري خاصة تلك المخزنة‬
‫و التي تقدر قيمتها بمبالغ مالية مهمة وتلك المخزنة و تلك المعروضة للجمهور‪ ،127‬والتي‬
‫تكون محل حركة دائمة بالنسبة لألصول التجارية‪ ،‬ومع ذلك ويبقى عنصري السمعة التجارية‬
‫و الزبناء أهم ه ذه العناصر لما يشكالنه من أهمية لكل أصل تجاري و هيمنتهما على باقي‬
‫العناصر المعنوية األخرى استنادا للمادتين ‪ 21‬و ‪ 20‬من مدونة التجارة بحيث إذا تم فقدان‬
‫األصل التجاري لهما اندثار و زوال‪ ،‬ويضاف إليهما عنصر الحق في الكراء لما له من أهمية‬
‫‪ ،‬لكنه ليس عنصرا‬ ‫‪128‬‬
‫في تحديد موقعه و الرفع من قيمته اإلقتصادية و المعامالتية‬
‫جوهريا‪ ،129‬وتبقى مرتبته الثالثة عند تعداد عناصر األصل التجاري من حيث مركزه في‬
‫مدونة التجارة‪ ،130‬وإلى جانب البعد المالي حاول المشرع استحضار أيضا البعدين اإلقتصادي‬
‫و اإلجتماعي لما يشكالنه من أهمية لكل إقالع تنموي‪.‬‬

‫الفقرة الثنوية‪ :‬البعد اإلقتصندي‬

‫عمل المشرع من خالل تحديده لمشتمالت التعويض على استحضار البعد اإلقتصادي‬
‫المؤسس على المبادرة الفردية‪ ،‬فعلى المستويين التجاري و الصناعي تتطلب عملية استثمار‬
‫رؤوس األموال اإلستقرار وسالمة المعامالت التجارية وعدم زعزعة الثقة بين مختلف‬
‫الفاعلين بما يخدم استمرارية المقاولة‪ ،131‬وصيانتها من الضياع و اإلندثار لما لها من دور في‬
‫العملية اإلقتصادية في شموليتها بحيث راهن المشرع عند تعداده لمشتمالت التعويض على‬
‫عدم ضياع األصل التجاري كمحرك لإلقتصاد المغربي بشكل يتماشى مع التطورات‬
‫اإلقتصادية وطموحات مختلف قوى اإلنتاج العاملة ضمن مختلف عمليات التنمية والذين في‬

‫‪127‬ـ عبد الرحيم شميعة‪ " ،‬دروس في القانون التجاري"‪ ،‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬طبعة الموسم الجامعي ‪7000‬ـ ‪ ،9119‬ص‪991:‬‬
‫‪128‬ـ أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في األصل التجاري‪ ،‬دراسة في قانون التجارة المغربي و القانون المقارن والفقه والقضاء ج ‪ ،7‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط ‪ ،‬المغرب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‪ 92 :‬ـ ‪94‬‬
‫‪129‬ـ أحمد شكري السباعي‪،‬م س‪ ،‬ص‪79 :‬‬
‫‪130‬ـ محمد الكشبور‪ ،‬الحق في الكراء التجاري‪ ،‬عنصر في األصل التجاري‪ ،‬دراسة في إطار ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬و مدونة التجارة الجديدة‪ ،‬سلسلة‬
‫الدراسات القانونية المعاصرة ـ ‪ 7‬ـ الطبعة األولى ‪ 9112‬ـ ‪ ،9119‬ص ‪.74‬‬
‫‪131‬ـ نجاة الكص‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪1 :‬‬

‫‪82‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫مناخ يسوده الثقة و اإلستقرار تضمنه النصوص القانونية كعامل من بين العوامل األخرى التي‬
‫تؤثر بشكل مباشر في اإلقتصاد الوطني ولها ارتباط بمختلف القطاعات األخرى‪.132‬‬

‫الفقرة الثنلثة‪ :‬البعد اإلجتمنعي‬

‫إن رهان المشرع من خالل تحديده لمشتمالت التعويض ال تقتصر على البعدين المالي و‬
‫اإلقتصادي فقط و إنما تتعداه لتشمل البعد اإلجتماعي بحيث يتشكل استقرار العالقة الكرائية‬
‫أهمية في عدم فقدان فرص الشغل التي أتاحتها األنشطة المستغلة بموجب عقود الكراء‬
‫التجاري نتيجة عن إنهاء العالقة اإلجتماعية وكذا توفير فرص أخرى جديدة‪ ،‬كما يؤدي أيضا‬
‫إلى استمرار العالقات اإلجتماعية حماية للسلم اإلجتماعي لتفادي إغالق المقاوالت خاصة‬
‫الصغرى مما يضمن لألصل التجاري الحق في البقاء‪.‬‬

‫إن ما يكرس هاجس تحقيق هذه األبعاد لدى المشرع من خالل هذه المادة هو ما قررته‬
‫الفقرة الخامسة بخصوص جزاء البطالن عن كل شرط أو اتفاق مسبق من شأنه حرمان‬
‫المكتري من حقه في التعويض عن إنهاء الكراء‪.‬‬

‫هكذا يكون المشرع عند إقراره للتعويض حسب المادة السابعة عن إنهاء العالقة الكرائية‬
‫قد راعى مصلحة المكتري في الحصول على التعويض متى كان له محل‪ ،‬وهي مصلحة‬
‫خاصة‪ ،‬لكن في حقيقة األمر يظل هدفه هو مراعاة " المصلحة العامة" إن صح التعبير‬
‫المتجلية في األبعاد االقتصادية و المالية و اإلجتماعية التي تمت اإلشارة إليها‪.‬‬

‫و المالحظ على أن رفع المشرع من قيمة التعويض سيدفع بمالك العقارات و المحالت إما‬
‫رفع السومة الكرائية عند إقدامهم على إبرام العقود تحسبا لما قد ينشأ من منازعات تفضي إلى‬
‫المطالبة باإلفراغ وعدم تجديد العقد‪ ،‬أو أنهم دخولهم سجن هذه العالقة الكرائية‪ ،133‬المتميزة‬
‫عن العالقة في إطار الكراء المدني نتيجة مبالغة المشرع في تحديد مشتمالت التعويض مما قد‬

‫‪132‬ـ المهدي متوكل‪ ،‬م س ‪ ،‬تاريخ اإلطالع‪ 1 :‬ماي ‪98:11 / 7092‬‬


‫‪133‬ـ أحمد شكري السباعي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪402 :‬‬

‫‪83‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫يؤثر على دور العقار في العملية التنموية و التجارية بالخصوص‪ ،‬باإلضافة إلى ما قد يولد‬
‫لدى المكرين تخوف من مواجهة اإلدارة الضريبية لحقوقها في مواجهة المكتري الملزم‬
‫الضريبي نظرا إلعتماد المشرع على التصريحات الضريبية لتحديد قيمة األصل التجاري‪،‬‬
‫خاصة و أن الوعي الضريبي لدى هؤالء لم يرقى إلى مستوى إلعتبار الضريبة جزءا من‬
‫واجباتهم تجاه الوطن‪ .134‬وكان المشرع كمبدأ عام قد حدد مشتمالت التعويض‪ ،‬فإنه مع ذلك‬
‫ترك اإلختيار لطرفي عقد اإليجار التجاري التحرر من مقتضيات المادة السابعة وذلك‬
‫باإلتفاق بينهما حول دفع المكتري مبلغا من المال كمقابل للحق في اإليجار‪ ،135‬الذي اعتبره‬
‫المشرع من خالل الفقرة األخيرة من المادة السابعة‪ ،‬تعويضا لكن شريطة أن ال يقل هذا األخير‬
‫عن ذلك المبلغ الذي قدمه المكتري كمقابل للحق في الكراء و هو ما قد يدفع بطرفي العقد إلى‬
‫إبرام عقود اإليجار التجاري وفق هذه الصيغة لتفادي التصريحات الضريبية كأساس لتقدير‬
‫مبلغ التعويض‪.136‬‬

‫المطلب الثنوي‪ :‬حدود تدخل السلطة القضنئية في تحديد مقدار التعويض‬

‫بذاللقضاء المغربي في إطار ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬جهدا كبيرا في فك الغموض الذي كان‬
‫يكتنف مقتضياته خاصة تلك المتعلقة بقيمة مقدار التعويض بحيث كان هذا المقدار هزيال‬
‫حسب المادة ‪ 90‬منه والتي حددته في قيمة اإلسم التجاري بالمقارنة مع قيمة النزاع وكذا‬
‫التطورات التي عرفتها الحياة اإلقتصادية و اإلجتماعية و هو ما حدى به إلى اإلستقرار في‬
‫أغلب اجتهاداته على قيمة األصل التجاري عوض القيمة المذكورة‪ ،‬وبصدور القانون ‪61.94‬‬
‫تكفل المشرع بتحديد مشتمالت التعويض وفي نفس الوقت ميز من خالل المادة األولى بين‬
‫نوعين من عقود اإليجار التجاري ‪ :‬عقود ترد على العقارات أو المحالت التي تستغل بها‬
‫أنشطة األصل التجاري (الفقرة األولى) وأخرى ترد على العقارات أو المحالت التي تستغل‬

‫‪134‬ـ صباح نعوش‪ ،‬الضرائب في الدول العربية‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت ـ لبنان ‪ /‬الدار البيضاء ـ المغرب الطبعة األولى ‪ ،9122‬ص‪.971:‬‬
‫‪135‬ـ الفقرة األخيرة من المادة ‪ 6‬من القانون ‪.61.94‬‬
‫‪136‬ـ المهدي متوكل ‪،‬م س تاريخ اإلطالع ‪ 90 :‬ماي ‪ 7092‬على الساعة ‪.99:00‬‬

‫‪84‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫بها أنشطة أخرى أدرجها المشرع ضمن األعمال التجارية أو الصناعية أو الحرفية‪ ،‬وهو ما‬
‫سينعكس على تدخل السلطة القضائية في تقدير التعويض (الفقرة الثنوية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عقود كراء العقنرات أو المحالت التي يستغل فيهن األصل التجنري‬

‫استغل القضاء المغربي كل المساحات المتاحة لديه‪ ،137‬عند تطبيقه لظهير ‪ 76‬ماي ‪9188‬‬
‫لضمان وحماية حقوق المكري و المكتري يهدف إيجاد توازن بين ملكية عقارية تعود ملكيتها‬
‫للمكري نص الدستور على ضمانها بموجب القانون ‪ ،138‬وملكية تجارية تعود للمكتري مالك‬
‫األصل التجاري مؤطرة بمقتضيات قانونية تعود إلى الفترة اإلستعمارية‪ ،‬وبذلك يكون المكري‬
‫أمام ملكية الفترة اإلستعمارية‪ ،‬و مختلفة عن ملكيته‪ ،‬ويكون المكتري أيضا أمام ملكية عقارية‬
‫متناقضة مع ملكيته‪ ،‬هكذا فأغلب المنازعات التي تنشأ بين مالك العقارات أو المحالت ومالك‬
‫األصول التجاري دائما ما كانت تطرح حول تجديد الحق في الكراء‪ ،139‬ولحماية هذا الحق أقر‬
‫المشرع لفائدة المكتري الحق في التعويض وهو من أهم الحقوق المقررة عند إنهاء العالقة‬
‫الكرائية لجبر الضرر الذي لحق المكتري جراء رفص المكري تجديد العقد و إفراغه للعقار أو‬
‫المحل الذي كان القضاء المغربي يستند على تقارير الخبرة لتقدير قيمة التعويض والتي غالبا‬
‫ما كانت تساوي قيمة األصل التجاري وليس قيمة اإلسم التجاري حسب منطوق المادة العاشرة‬
‫من الظهير المذكور مما كان يتيح للقضاء استعمال سلطته التقديرية في تحديد مقدار التعويض‬
‫سواء كان تعويضا كامال أم جزئيا‪ ،‬وهو كرسه اإلجتهاد والعمل القضائيين بخصوص الكراء‬
‫التجاري عند تحديد قدر التعويض انطالقا مما سيحصل للمكتري من الخسائر و ما سيفقده من‬
‫األرباح بسبب إضاعة حقوقه استنادا على خبرة موضوعية‪ ،140‬شريطة أال يقل هذا التعويض‬
‫عن قيمة األصل التجاري الذي أسس بالمحل‪ ،‬لكن بإصدار المشرع للقانون ‪ 61.94‬يالحظ‬

‫‪137‬ـ عبد الرحمان الشرقاوي ‪ ،‬دور القضاء في تحقيق التوازن العقدي‪ ،‬دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،7002‬ص‪8‬‬
‫‪138‬ـ راجع الفصل ‪ 18‬من دستور ‪7099‬‬
‫‪139‬ـ المهدي متوكل ‪ ،‬م س ‪ ،‬تاريخ اإلصالع ‪ 90‬ماي ‪ 7092‬على الساعة ‪99:10‬‬
‫‪140‬ـ قرار محكمة اإلستناف التجارية بفاس رقم "‪ "9862‬الصادر بتاريخ ‪ 7008‬ـ ‪ 97‬ـ ‪ 72‬ملف عدد ‪ 08‬ـ ‪ 821‬منشور بالموقع‬
‫‪ http://adala.justice.gov.ma/production/jurisprudence/ar/tribunaux_de_commerce‬تاريخ اإلطالع ‪ 90:‬ماي ‪ 7092‬على‬
‫الساعة ‪98:92‬‬

‫‪85‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫على أن مقتضيات المادة السابعة حدد فيها المشرع الحد األقصى للتعويض من خالل تعداده‬
‫لمشتمالت التعويض الكامل وبذلك يكون المشرع قد وضع حدا للنقاش الفقهي حول ما إذا‬
‫كانت قيمة الضرر تفوق قيمة األصل التجاري‪ ،141‬ومن جهة قيد في نفس الوقت سلطة‬
‫القاضي في تقدير التعويض عندما حدد مشتمالته على سبيل الحصر كلما تعلق األمر‬
‫بالتعويض الكامل أو التعويض اإلحتياطي الكامل حسب الحاالت المنصوص عليها بموجب هذا‬
‫القانون‪ ،142‬وهو ما يعني أنه مهما تكن الخسائر التي ستلحق المكتري و ما سيفقده من‬
‫أرباح‪ ،143‬يكون القاضي ملزم بعدم تجاوز مشتمالت التعويض كما هي محددة بموجب المادة‬
‫السابعة و ال يمكن التخفيف من قيمته إال إذا أثبت المكري على أن الضرر الحاصل للمكتري‬
‫أخف من القيمة المذكورة‪ ،‬فأي قيمة يقصد المشرع هل قيمة األصل التجاري؟ أم قيمة‬
‫مشتمالت التعويض؟‪ ،‬إن ظاهر النص يوحي على أن نية المشرع تتجه نحو قيمة األصل‬
‫التجاري من خالل استعماله عبارتي " قيمة األصل التجاري" و " القيمة المذكورة"‪ ،‬وهي نفس‬
‫الصيغة تقريبا التي استعملها ظهير‪ 76‬ماي ‪ 9188‬مع اختالف في عبارة " قيمة اإلسم‬
‫التجاري"‪ ،‬ومهما اتجهت نية المشرع فإن تعامل القضاء مع صيغة المادة السابعة سوف لن‬
‫يحيد عن ما تم اإلستقرار عليه عند تطبيقه للمادة العاشرة من الظهير المذكور‪ ،‬كما أنه من‬
‫الصعب جدا أن يثبت المكري ذلك لكونه ال يملك أية صفة لإلطالع على اإلقرارات المدلى بها‬
‫من قبل المكتري ذلك لدى اإلدارة الضريبية‪ ،‬باإلضافة إلى أن مجمل الوثائق المحاسبتية‬
‫لمختلف المصاريف سواء مصاريف اإلصالحات أو التنقل تكون ممسوكة بيد المكتري ثم كيف‬
‫له أن يثبت فقدان بعض عناصر األصل التجاري خاصة العناصر المعنوية‪.144‬‬

‫‪141‬ـ محمد الكشبور‪ ،‬الحق في الكراء كعنصر في األصل التجاري‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪977 :‬‬
‫‪142‬ـ هذه الحاالت منصوص عليها بموجب المواد (‪ )1‬و( ‪ )90‬و(‪) 99‬و (‪ )91‬و (‪) 98‬و( ‪ )94‬و( ‪ ) 92‬و التي أحالت على مقتضيات المادة ‪ 2‬من‬
‫القانون ‪94‬ـ‪61‬‬
‫‪143‬ـ الفصل ‪ 746‬من ق ل ع‪.‬‬
‫‪144‬ـ المهدي متوكل ‪ ،‬م س ‪ ،‬تاريخ اإلطالع‪ 99 :‬ماي ‪ 7092‬على الساعة ‪77.62‬‬

‫‪86‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الفقرة الثنوية‪ :‬عقود العقنرات أو المحالت التي ال يستغل فيهن األصل التجنري‬

‫إذا كانت العقود التي تدخل ضمن دائرة استغالل األصل التجاري حسب الفقرة األولى من‬
‫المادة األولى من القانون المذكور ال تعرف أي تعارض مع مقتضيات المادة السابعة من حيث‬
‫المبدأ‪ ،‬فإن عقود كراء العقارات والمحالت التي ال يستغل فيها األصل التجاري وفق منطوق‬
‫الفقرة الثانية من نفس المادة‪ ،‬كالتعليم الخصوصي و الصحة بالنسبة للمصحات و المؤسسات‬
‫المماثلة تبقى محل مالحظات عند تقدير التعويض خصوصا وأن القانون ‪ 61.94‬كرس ما‬
‫استقر عليه القضاء المغربي‪ ،145‬عند تطبيق ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬مع بعض التعديالت‬
‫المحتشمة التي أدخلت عليه‪ ،‬فكيف سيتعامل القضاء المغربي مع هذه األنشطة عند تقدير‬
‫التعويض؟ وهل سيتم تحديده وفقا لألحكام العامة؟ خاصة و أن المادة السابعة تحدد على سبيل‬
‫الحصر مشتمالت التعويض في قيمة األصل التجاري و فقده من بعض عناصره باإلضافة إلى‬
‫المصاريف األخرى وذلك باستعمال المشرع عبارة " يشمل هذا التعويض قيمة ‪ ،"...‬وهو ما‬
‫سيجعل القاضي يتمتع بسلطات واسعة للتقدير قيمة التعويض‪ ،‬لذلك كان على المشرع أن‬
‫يراعي عند صياغته للمادة السابعة طبيعة هذه األنشطة و العقود المنصبة على العقارات أو‬
‫المحالت التي تستغل بها‪ ،‬و ما يدفعنا قول ذلك هو ما الفائدة من تمييز المشرع من خالل المادة‬
‫األولى بين عقود كراء العقارات أو المحالت التي يستغل بها األصل التجاري و أخرى تستغل‬
‫بموجبها أنشطة ذات طبيعة خاصة إذا لم تتضمن المادة السابعة مثل هذه العقود؟ ثم إن التمييز‬
‫الذي نص عليه المشرع في المادة األولى من هذا القانون يوحي على أن ما سيأتي بعدها من‬
‫المواد ستراعي هذا التمييز خاصة المادة السابعة وهو ما لم يفعله المشرع و كأن الذي صاغ‬
‫المادة األولى ليس هو من وضع المادة السابعة‪ ،‬ثم كيف سيتعامل القضاء المغربي مع هذه‬
‫العقود إذا ما تم الحكم باإلفراغ لما لها من آثار اجتماعية خطيرة‪ ،‬لذلك كان على المشرع‬
‫إدراج هذه األنشطة ضمن هذا القانون في أفق سن تشريع خاص بها حماية للطلبة و التالميذ و‬

‫‪145‬ـ قرار في شأن مؤسسات التعليم الخاصة عدد ‪ 421‬بتاريخ ‪ 12/2/7‬و القرار في شأن الكتاب القرآني عدد ‪ 898‬بتاريخ ‪ ،7009/07/70‬أشار إليهما‬
‫أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في األصل التجاري‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪881:‬‬

‫‪87‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المتدربين و المرضى‪ ،146‬إن ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬لما أخضع بعضا من هذه العقود‬
‫لمقتضياته أملته الفترة اإلستعمارية حماية لمصالح المستعمر الفاقد للملكية العقارية خاصة‬
‫عقود كراء األمالك و األماكن التي تشغلها كل مؤسسة من مؤسسات التعليم‪ ،147‬و إن كان‬
‫القضاء المغربي ميز بين التعليم العمومي و الخاص في أحكامه و تم تكريسه في إطار القانون‬
‫‪.61.94‬‬

‫لكن مع ذلك يمكن التساؤل لماذا أقحم المشرع هذه العقود ضمن قانون يتعلق بكراء‬
‫العقارات أو المحالت المخصصة لإلستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي؟ هل حماية‬
‫للمتمدرسين من الطلبة و التالميذ و المرضى أم حماية لمالك تلك المؤسسات؟ خاصة إذا علمنا‬
‫أن المشرع استعمل عبارات فضفاضة و عامة من قبل العقارات أو المحالت التي تمارس فيها‬
‫المصحات و المؤسسات المماثلة لها نشاطها و من تم يطرح التساؤل اآلتي هل طبيب األسنان‬
‫حين يقوم بدور عالجي أو جراحي يعتبر عمله هذا عمال تجاريا‪ ،148‬يبدو أن رغبة المشرع‬
‫في إقحام هذه العقود ضمن القانون ‪ 61.94‬هو تحفيز و تشجيع الخواص لإلستثمار في‬
‫القطاعات اإلجتماعية خاصة التعليم و ذلك للتخفيف من العبء المالي الذي تخصصه الدولة له‬
‫في أفق انسحاب و التخلي عنها بشكل تدريجي من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى الدفع بهم إلى‬
‫التصريح بضرائبهم خاصة المؤسسات التعليمية التي فاقت الماليير‪.149‬‬

‫وجدير بالذكر إلى أن المشرع رتب جزاء البطالن على كل اتفاق أو شرط يقضي بحرمان‬
‫المكتري من التعويض متى كان له محل‪ ،‬بحيث يمكن للمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها و‬
‫سواء تم التعبير عن حرمان المكتري من التعويض بموجب اتفاق مستقل عن العقد أو بشرط‬
‫مضمن فيه فإنهما يعتبران معدومان ال أثر لهما على عقد الكراء التجاري و مع ذلك فقد أعفى‬
‫المشرع المكري من التعويض مقابل اإلفراغ بموجب المادة ‪ 2‬التي عدد الحاالت التي تحرم‬

‫‪146‬ـ المهدي متوكل ‪ ،‬م س ‪ ،‬تاريخ اإلطالع ‪ 99‬ماي ‪ 7092‬التوقيت ‪71:00‬‬


‫‪147‬ـ الفقرة الثانية من الفصل الثاني من ظهير ‪ 76‬ماي ‪.9188‬‬
‫‪148‬ـ عبد الرحيم اشميعة‪ ،‬م س ‪،‬ص ‪72:‬‬
‫‪149‬ـ جريدة المساء ‪ ،‬العدد ‪ 1719‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ ،7002‬ص ‪6 :‬‬

‫‪88‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المكتري من حقه في التعويض‪ ،‬عموما يمكن القول على أن تطبيق المادة السابعة من قبل‬
‫القضاء إما سيعرف تأويالت و اجتهادات جديدة خاصة فيما يتعلق بكيفية احتساب التعويض‬
‫انطالقا من قيمة األصل التجاري مما يمهد الطريق للقضاء إلى إعمال سلطته التقديرية أو أن‬
‫تطبيقها سيكرس ما استقر عليه القضاء‪.150‬عند تطبيقه لألحكام ظهير ‪ 76‬ماي ‪.9188‬‬

‫‪150‬ـ قرار المجلس االعلى عدد ‪ 819‬بتاريخ ‪ ، 7001/08/02‬ملف تجاري عدد‪ 7007/01/404 :‬أشارت اليه نجاة الكص م‪.‬س‪ ،‬ص ‪722 :‬‬

‫‪89‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫خنتمة‪:‬‬
‫يمكن القول أن المشرع حرص من خالل القانون رقم ‪ 61.94‬على أن يتم تنظيم العالقة‬
‫بين المكري و المكتري بخصوص العقارات والمحالت المخصصة لإلستعمال التجاري أو‬
‫الصناعي أو الحرفي بصورة تضمن الحماية و التوازن في المصالح و المراكز القانونية لجميع‬
‫األطراف المعنية‪ ،‬و تجاوز عيوب النص المنسوخ‪ ،‬بحيث نجد أنه حاول بقدر المستطاع من‬
‫خالل آلية التعويض والمقتضيات الجديدة بشأنه‪ ،‬تجاوز اإلشكاالت التي كانت تطرحها الساحة‬
‫القضائية‪ ،‬بيد ونحن بصدد قراءتنا لهذا القانون الجديد ‪ 61.94‬وخاصة المقتضيات الخاصة‬
‫بالتعويض ظهرت لنا مجددا مجموعة من المالحظات و اإلشكاالت نتمنى من القضاء أن‬
‫يجيب عليها مستقبال‪ ،‬فأول مالحظة و إشكال تبادر الى أذهانينا عند قراءتنا لمواد هذا القانون‬
‫هي‪:‬‬

‫ـ أصبحت معايير تحديد التعويض تستند على التصريحات الضريبية ألربع سنوات األخيرة‬
‫و ما أنفقه المكتري من تحسينات وإصالحات وما فقده من عناصر األصل التجاري‬
‫و مصاريف اإلنتقال من المحل ( لكن المالحظ أنه دائما تبقى المحاكم في حاجة الى اللجوء إلى‬
‫خبرة) ‪ ،‬ال يمكن أن يقل التعويض عن مقابل الحق في الكراء‪.‬‬

‫اإلشكال الذي سوف يطرح هو في حالة غياب هذه التصريحات الضريبية أو إن المكتري‬
‫ظل بالمحل لمدة ال تتجاوز بعد أربع سنوات والنص يشير إلى ضرورة اإلدالء بالتصريحات‬
‫الضريبية ألربع السنوات األخيرة‪ ،‬إذن ما العمل في هذه الحالة؟‬

‫ـ نالحظ أن المشرع وسع من نطاق خضوع لهذا القانون الجديد ‪ 61.94‬كمؤسسات التعليم‬
‫الخصوصي و التعاونيات و المصحات و المؤسسات المماثلة والصيدليات والمختبرات الخاصة‬
‫للتحاليل البيولوجية الطبية و عيادات الفحص باألشعة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫إال أن اإلشكال المطروح هو أن المشرع جعل من مشتمالت التعويض قيمة األصل‬


‫التجاري‪ ،‬و نجد المؤسسات المذكورة ال تمتلك األصل التجاري فهي تمارس نشاطا مدنيا‬
‫صرفا‪ ،‬إذن كيف يمكن تطبيق مقتيضيات المادة السابعة من هذا القانون على هذه المؤسسات؟‬

‫في رأينا كان على المشرع أن يشير الى أن هذه المؤسسات المذكورة ستخضع لنظامها‬
‫االساسي في اطار التعويض عن انهاء عقد الكراء التجاري( القانون المنظم لمهنة الصيدلة‬
‫مثال)‪.‬‬

‫ـ المالحظة الثالثة نرىأن المشرع شمل قيمة التعويض ما أنفقه المكتري من تحسينات و‬
‫إصالحات‪ ،‬علما أن المشرع مكن أو منح للمكتري القيام بالتحسينات واإلصالحات دون موافقة‬
‫المكتري‪ ،‬اإلشكال المطروح هنا هو عندما يقدم المكري بعدم تجديد عقد الكراء و إنهائه‬
‫يتفاجئ بقيمة التعويضات المرتفعة و عندما يستفسر على ذلك يجد أن تقديرات التعويض التي‬
‫قام بها الخبير كانت من بين مشمالتها التحسينات و اإلصالحات التي لم يوافق عليها المكري و‬
‫إنما برخصة من المشرع؟‪ ،‬هنا ما ذنب المكري عندما يجد قيمة التعويضات تفوق السومة‬
‫الكرائية بالماليين؟‬

‫في رأينا المتواضع كان من األجدر أن يجعل رخصة قيام المكتري بالتحسينات‬
‫واإلصالحات بعد موافقة المكري‪.‬‬

‫ـ المالحظة الرابعة‪ ،‬نرى أنه أصبحت حاالت اإلعفاء من التعويض واضحة و هي سبع‬
‫حاالت مع اعتبار أن التماطل في أداء الكراء الموجب لإلغالق إلفراغ هو ‪ 1‬أشهر على األقل‪،‬‬
‫إال أن الحالة التي ستطرح إشكاال أو نقاشا أمام المحاكم هي حالة اندثار األصل التجاري بسبب‬
‫اإلغالق‪ ،‬لكن اإلغالق كما يمكن أن يكون اختياريا و قد يكون جبريا عن طريق اإلدارة‪ ،‬نعتقد‬
‫أن النص جاء على إطالقه وال يستحق المكتري أي تعويض سواء كان اإلغالق اختياريا أو‬
‫جبريا‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ـ المالحظة الخامسة‪ ،‬نرى أن المشرع أثقل كاهل المكتري بمجموعة من التعويضات التي‬
‫يجب أدائها في الهدم و إعادة البناء‪ ،‬بحيث باإلضافة الى التعويض المؤقت الذي يمنح للمكتري‬
‫مع اإلحتفاظ في حقه بالرجوع‪ ،‬يمكن للمكتري مطالبة المحكمة بتحميل المكري جزءامن‬
‫مصاريف اإلنتظار طوال مدة البناء وأجور اليد العاملة والضرائب والرسوم المستحقة خالل‬
‫مدة حرمانه من المحل‪.‬‬

‫في رأينا هذا الكم من التعويضات الممنوحة للمكتري مجحفة جدا في حق المكري إلعتبار‬
‫أن المكتري صاحب الملكية التجارية سيحصل على التعويض المؤقت مع حفظ حقه في‬
‫الرجوع‪ ،‬وفي حالة عدم عودته للمحل نظرا لعدم عدم اشتمال البناية الجديدة على محالت معدة‬
‫لممارسة نشاط مماثل يستحق التعويض كامال‪ ،‬في نظرنا كان هذا كافيا و منصفا في حق‬
‫المكتري‪ ،‬و بالتالي فالتعويضات األخرى أخلت بما يسمى التوازن بين الملكية التجاري و‬
‫الملكية العقارية نظرا للكم الهائل من التعويضات الملقاة على كاهل المكري ‪ ،‬كالتعويض‬
‫المؤقت و مصارف اإلنتظار واليد العاملة والضرائب والرسوم المستحقة هذا باإلضافة الى‬
‫التعويض الكامل إن لم تستوفى الشروط السالفة الذكر‪.‬‬

‫ونظرا لكون قانون‪ 61.94‬ما يزال حديث الصدور فحتما سنعثر في طياته على فراغات‬
‫تشريعية لم ينتبه لها المشرع‪ ،‬والتي سيكشف عنها العمل القضائي في خضم مختلف القضايا‬
‫التي سترفع إليه في هذا الشأن‪ ،‬ألن االجتهاد القضائي كان و ال زال سببا في سد وملء‬
‫اإلشكاليات والفراغات التي تطرحها مختلف القوانين التشريعية‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫مــلحــق‬

‫‪93‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ظهير شريف رقم ‪ .1.6111‬صادر في ‪ .1‬من شوال ‪.311‬‬


‫(‪ .1‬يوليو ‪ )61.6‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 311.6‬المتعلق بكراء‬
‫العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو‬
‫‪151‬‬
‫الصناعي أو الحرفي‬
‫الحمد هلل وحده‪،‬‬

‫الطابع الشريف – بداخله ‪:‬‬

‫(محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف هللا وليه )‬

‫يعلم من ظهيرنا الشريف هذا ‪ ،‬أسماه هللا وأعز أمره أننا ‪:‬‬

‫بناء على الدستور وال سيما الفصلين ‪ 96‬و ‪ 15‬منه‪،‬‬

‫أصدرنا أمرنا الشريف بما يلي‪:‬‬

‫ينفذ وينشر بالجريدة الرسمية‪ ،‬عقب ظهيرنا الشريف هذا‪ ،‬القانون رقم ‪ 61.94‬المتعلق‬
‫بكراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي‪ ،‬كما وافق‬
‫عليه مجلس النواب ومجلس المستشارين‪.‬‬

‫وحرر بتطوان في ‪ .1‬من شوال ‪ .1( .311‬يوليو ‪1)61.6‬‬

‫وقعه بالعطف‪:‬‬

‫رئيس الحكومة‪،‬‬

‫اإلمضاء‪ :‬عبد اإلله ابن كيران‪1‬‬

‫‪ -151‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4616‬بتاريخ ‪ 7‬ذي القعدة ‪ 99( 9647‬اغسطس ‪ ،)6694‬ص ‪.8587‬‬

‫‪94‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫قانون رقم ‪ 311.6‬يتعلق بكراء العقارات أو المحالت‬


‫المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي‬

‫الباب األول‪ :‬شروط التطبيق‬

‫الفرع األول‪ :‬مجال التطبيق‬

‫المادة األولى‬

‫أوال‪ :‬تطبق مقتضيات هذا القانون على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -9‬عقود كراء العقارات أو المحالت التي يستغل فيها أصل تجاريفي ملكية تاجر أو حرفي‬
‫أو صانع؛‬

‫‪ -6‬عقود كراء العقارات أو المحالت الملحقة بالمحل الذي يستغل فيه األصل التجاري؛‬

‫في حالة تعدد المالكين‪ ،‬فإن ضم استغالل المحل الملحق بالمحل األصلي يجب أن يكون‬
‫بموافقة مالكي العقار الملحق واألصلي؛‬

‫‪ -4‬عقود كراء األراضي العارية التي شيدت عليها‪ ،‬إما قبل الكراء أو بعده‪ ،‬بنايات‬
‫الستغالل أصل تجاري بشرط الموافقة الكتابية للمالك؛‬

‫‪ -6‬عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو‬


‫الحرفي التي تدخل في نطاق الملك الخاص للدولة أو الجماعات الترابية أو المؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬مع مراعاة االستثناء الوارد في البند الثاني من المادة الثانية بعده‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫ثانيا‪ :‬تسري مقتضيات هذا القانون أيضا على عقود كراء المحالت اآلتي ذكرها‪:‬‬

‫‪ -9‬العقارات أو المحالت التي تمارس فيها مؤسسات التعليم الخصوصي نشاطها؛‬

‫‪ -6‬العقارات أو المحالت التي تمارس فيها التعاونيات نشاطا تجاريا؛‬

‫‪ -4‬العقارات أو المحالت التي تمارس فيها المصحات والمؤسسات المماثلة لها نشاطها؛‬

‫‪ -6‬العقارات أو المحالت التي يمارس فيها النشاط الصيدلي والمختبرات الخاصة للتحاليل‬
‫البيولوجية الطبية وعيادات الفحص باألشعة‪.‬‬

‫المادة ‪6‬‬

‫ال تخضع لمقتضيات هذا القانون‪:‬‬

‫‪ -9‬عقود كراء العقارات أو المحالت التي تدخل في نطاق الملك العام للدولة أو الجماعات‬
‫الترابية أو المؤسسات العمومية؛‬

‫‪ -6‬عقود كراء العقارات أو المحالت التي تدخل في نطاق الملك الخاص للدولة أو في ملك‬
‫الجماعات الترابية أو المؤسسات العمومية حينما تكون تلك األمالك مرصودة لمنفعة عامة؛‬

‫‪ -4‬عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو‬


‫الحرفي التي تدخل في نطاق األوقاف ؛‬

‫‪ -6‬عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو‬


‫الحرفي التي تبرم بناء على مقرر قضائي أو نتيجة له؛‬

‫‪ -8‬عقود كراء العقارات أو المحالت الموجودة بالمراكز التجارية؛ ويقصد بالمركز‬


‫التجاري‪ ،‬في مفهوم هذا القانون‪ ،‬كل مجمع تجاري ذي شعار موحد مشيد على عقار مهيأ‬
‫ومستغل بشكل موحد‪ ،‬ويضم بناية واحدة أو عدة بنايات تشتمل على محالت تجارية ذات نشاط‬
‫واحد أو أنشطة متعددة‪ ،‬وفي ملكية شخص ذاتي أو عدة أشخاص ذاتيين أو شخص اعتباري أو‬

‫‪96‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫في عدة أشخاصاعتباريين‪ ،‬و يتم تسييره بصورة موحدة إما مباشرة من طرف مالك المركز‬
‫التجاري أو عن طريق أي شخص يكلفه هذا األخير‪.‬‬

‫ويقصد بالتسيير ك ل التدابير التي تتخذ لتحسين سمعة وجاذبية المركز التجاري والرفع من‬
‫عدد زواره كاإلشهار أو التنشيط أو التسويق أو ضمان احترام المميزات والخصائص التقنية‬
‫والهندسية للمركز أو تنظيم ساعات العمل أو الحراسة أو النظافة؛‬

‫‪ -9‬عقود كراء العقارات أو المحالت المتواجدة بالفضاءات المخصصة الستقبال مشاريع‬


‫المقاوالت التي تمارس نشاطها بقطاعي الصناعة وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وكذا جميع الخدمات‬
‫ذات الصلة‪ ،‬بما في ذلك ترحيل الخدمات‪ ،‬والتي تنجزها الدولة أو الجماعات الترابية أو‬
‫المؤسسات العمومية أو المقاوالت التي تملك فيها الدولة أو شخص من أشخاص القانون العام‬
‫مجموع أو أغلبية رأسمالها بهدف دعم وتطوير أنشطة مدرة للدخل ومحدثة لفرص العمل‪.‬‬

‫‪ -6‬عقود الكراء الطويل األمد؛‬

‫‪ -4‬عقود االئتمان اإليجاري العقاري‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شرط الكتابة‬

‫المادة ‪1‬‬

‫تبرم عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو‬
‫الحرفي وجوبا بمحرر كتابي ثابت التاريخ‪.‬‬

‫عند تسليم المحل يجب تحرير بيان بوصف حالة األماكن يكون حجة بين األطراف‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شرط المدة‬

‫المادة ‪3‬‬

‫يستفيد المكتري من تجديد العقد متى أثبت انتفاعه بالمحل بصفة مستمرة لمدة سنتين على‬
‫األقل‪.‬‬

‫يع فى المكتري من شرط المدة إذا كان قد قدم مبلغا ماليا مقابل الحق في الكراء‪ ،‬ويجب‬
‫توثيق المبلغ المالي المدفوع كتابة في عقد الكراء أو في عقد منفصل‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬الوجيبة الكرائية‬

‫المادة ‪5‬‬

‫تحدد الوجيبة الكرائية للعقارات أو المحالت المشار إليها في المادة األولى أعاله‪ ،‬وكذا كافة‬
‫التحمالت بتراضي الطرفين‪.‬‬

‫تعتبر هذه التحمالت من مشموالت الوجيبة الكرائية في حالة عدم التنصيص على الطرف‬
‫الملزم بها‪.‬‬

‫تطبق على مراجعة الوجيبة الكرائية مقتضيات القانون رقم ‪ 67.64‬المتعلق بمراجعة أثمان‬
‫كراء المحالت المعدة للسكنى أو االستعمال المهني أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي الصادر‬
‫بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.67.946‬بتاريخ ‪ 91‬من ذي القعدة ‪ 46( 9665‬نوفمبر‬
‫‪.152)6667‬‬

‫‪ -152‬القانون رقم ‪ 67.64‬المتعلق بمراجعة أثمان كراء المحالت المعدة للسكنى أو االستعمال المهني أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.67.946‬بتاريخ ‪ 91‬من ذي القعدة ‪ 46( 9665‬نوفمبر‬

‫‪)6667‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 8854‬بتاريخ ‪ 6‬ذو الحجة ‪ 94( 9665‬ديسمبر) ‪ ،6667‬ص ‪.6649‬‬

‫‪98‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الباب الثالث‪ :‬الحق في تجديد عقد الكراء‬

‫الفرع األول‪ :‬تجديد عقد الكراء‬

‫المادة ‪6‬‬

‫يكون المكتري محقا في تجديد عقد الكراء متى توفرت مقتضيات الباب األول من هذا‬
‫القانون‪ ،‬وال ينتهي العمل بعقود كراء المحالت والعقارات الخاضعة لهذا القانون إال طبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 64‬بعده‪ ،‬ويعتبر كل شرط مخالف باطال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعويض عن إنهاء عقد الكراء‬

‫المادة ‪1‬‬

‫يستحق المكتري تعويضا عن إنهاء عقد الكراء‪ ،‬مع مراعاة االستثناءات الواردة في هذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫يعادل التعويض ما لحق المكتري من ضرر ناجم عن اإلفراغ‪.‬‬

‫يشمل هذا التعويض قيمة األصل التجاري التي تحدد انطالقا من التصريحات الضريبية‬
‫للسنوات األربع األخيرة باإلضافة إلى ما أنفقه المكتري من تحسينات وإصالحات وما فقده من‬
‫عناصر األصل التجاري‪ ،‬كما يشمل مصاريف االنتقال من المحل‪.‬‬

‫غير أنه يمكن للمكري أن يثبت أن الضرر الذي لحق المكتري أخف من القيمة المذكورة‪.‬‬

‫يعتبر باطال كل شرط أو اتفاق من شأنه حرمان المكتري من حقه في التعويض عن إنهاء‬
‫الكراء‪.‬‬

‫في الحالة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة ‪ 6‬أعاله‪ ،‬ال يمكن أن يقل التعويض‬
‫عن اإلفراغ عن المبلغ المدفوع مقابل الحق في الكراء‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلعفاء من التعويض‬

‫المادة ‪1‬‬

‫ال يلزم المكري بأداء أي تعويض للمكتري مقابل اإلفراغ في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -9‬إذا لم يؤد المكتري الوجيبة الكرائية داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ توصله‬
‫باإلنذار‪ ،‬وكان مجموع ما بذمته على األقل ثالثة أشهر من الكراء؛‬

‫‪ -6‬إذا أحدث المكتري تغييرا بالمحل دون موافقة المكري بشكل يضر بالبناية ويؤثر على‬
‫سالمة البناء أو يرفع من تحمالته‪ ،‬ما عدا إذا عبر المكتري عن نيته في إرجاع الحالة إلى ما‬
‫كانت عليه داخل األجل الممنوح له في اإلنذار‪ ،‬على أن تتم األشغال من أجل ذلك‪ ،‬في جميع‬
‫األحوال‪ ،‬داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر؛‬

‫‪ -4‬إذا قام المكتري بتغيير نشاط أصله التجاري دون موافقة المالك‪ ،‬ما عدا إذا عبر‬
‫المكتري عن نيته في إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه داخل األجل الممنوح له‪ ،‬على أن يتم هذا‬
‫االرجاع‪ ،‬في جميع األحوال‪ ،‬داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر؛‬

‫‪ -6‬إذا كان المحل آيال للسقوط‪ ،‬ما لم يثبت المكتري مسؤولية المكري في عدم القيام بأعمال‬
‫الصيانة الملزم بها اتفاقا أو قانونا رغم إنذاره بذلك؛‬

‫‪ -8‬إذا هلك المحل موضوع الكراء بفعل المكتري أو بسبب قوة قاهرة أو حادث فجائي؛‬

‫‪ -4‬إذا عمد المكتري إلى كراء المحل من الباطن خالفا لعقد الكراء؛‬

‫‪ -7‬إذا فقد األصل التجاري عنصر الزبناء والسمعة التجارية بإغالق المحل لمدة سنتين على‬
‫األقل‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الباب الرابع‪ :‬حاالت الحق في الرجوع‬

‫الفرع األول‪ :‬الهدم وإعادة البناء‬

‫المادة ‪1‬‬

‫يحق للمكري المطالبة باإلفراغ لرغبته في هدم المحل وإعادة بنائه‪ ،‬شريطة إثبات تملكه إياه‬
‫لمدة ال تقـل عن سنة من تاريخ اإلنذار وأدائه للمكتري تعويضا مؤقتا يوازي كراء ثالث سنوات‬
‫مع االحتفاظ له بحق الرجوع إذا اشتملت البناية الجديدة على محالت معدة لممارسة نشاط مماثل‬
‫تحدده المحكمة من خالل التصميم المصادق عليه من الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬على أن يكون‪،‬‬
‫قدر اإلمكان‪ ،‬متطابقا مع المحل السابق والنشاط الممارس فيه‪.‬‬

‫إضافة إلى التعويض المؤقت المشار إليه في الفقرة أعاله‪ ،‬يمكن للمحكمة‪ ،‬بناء على طلب‬
‫المكتري‪ ،‬تحميل المكري جزءا من مصاريف االنتظار طوال مدة البناء ال تقل عن نصفها إذا‬
‫أثبت المكتري ذلك‪.‬‬

‫يقصد بمصاريف االنتظار الضرر الحاصل للمكتري دون أن يتجاوز مبلغ األرباح التي‬
‫حققها حسب التصريحات الضريبية للسنة المالية المنصرمة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار أجور اليد‬
‫العاملة والضرائب والرسوم المستحقة خالل مدة حرمانه من المحل‪.‬‬

‫إذا لم تشتمل البناية الجديدة على المحالت المذكورة‪ ،‬استحق المكتري تعويضا وفق‬
‫مقتضيات المادة ‪ 7‬أعاله‪.‬‬

‫تحدد المحكمة تعويضا احتياطيا كامال وفق المادة ‪ 7‬أعاله‪ ،‬بطلب من المكتري‪ ،‬يستحقه في‬
‫حالة حرمانه من حق الرجوع‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المادة ‪.1‬‬

‫يتعين على المكري الشروع في البناء داخل أجل شهرين من تاريخ اإلفراغ‪ ،‬وفي حالة تعذر‬
‫ذلك يحق للمكتري الحصول على التعويض وفق مقتضيات المادة ‪ 7‬أعاله‪ ،‬ما لم يثبت المكري‬
‫أن سبب التأخير خارج عن إرادته‪.‬‬

‫المادة ‪..‬‬

‫يتعين على المكري أن يشعر المكتري بتاريخ تمكينه من المحل الجديد‪ ،‬والذي يجب أال‬
‫يتعدى ثالث سنوات من تاريخ اإلفراغ‪ .‬ويتعين عليه أن يقوم داخل أجل شهر من تاريخ توصله‬
‫بشهادة المطابقة المنصوص عليها في المادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪ 696.16‬المتعلق بالتعمير‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.16.49‬بتاريخ ‪ 98‬من ذي الحجة ‪ 97( 9696‬يونيو‬
‫والمسلمة له من طرف الجهة المختصة‪ ،‬بإشعار المكتري بأنه يضع المحل رهن‬ ‫‪153‬‬
‫‪)9116‬‬
‫إشارته‪.‬‬

‫في حالة عدم تسليم المكتري المحل داخل أجل ثالث سنوات من تاريخ إفراغه‪ ،‬يحق له‬
‫المطالبة بالتعويض وفق مقتضيات المادة ‪ 7‬أعاله‪ ،‬ما لم تكن أسباب التأخير خارجة عن إرادة‬
‫المكري‪.‬‬

‫المادة ‪.6‬‬

‫يلزم المكتري عند تمكينه من المحل بدفع الوجيبة الكرائية القديمة في انتظار تحديد الشروط‬
‫الجديدة للعقد إما اتفاقا أو بواسطة المحكمة‪ ،‬مع مراعاة العناصر الجديدة المستحدثة بالمحل دون‬
‫التقيد بمقتضيات القانون رقم ‪ 67.64‬المتعلق بمراجعة أثمان كراء المحالت المعدة للسكنى أو‬
‫االستعمال المهني أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ -153‬القانون رقم ‪ 097.10‬المتعلق بالتعمير الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.17.19‬بتاريخ ‪ 98‬من ذي الحجة ‪ 92( 9697‬يونيو ‪)9117‬؛‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 6981‬بتاريخ ‪ 96‬محرم ‪ 98( 9694‬يوليو ‪ ،)9116‬ص ‪.557‬‬

‫‪102‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المحالت اآليلة للسقوط‬

‫المادة ‪.1‬‬

‫مع مراعاة التشريع المتعلق بالمباني اآليلة للسقوط وتنظيم عمليات التجديد الحضري‪ ،‬يحق‬
‫للمكري المطالبة باإلفراغ إذا كان المحل آيال للسقوط‪.‬‬

‫ال يكون المكتري محقا في الرجوع أو في الحصول على التعويض وفق الفقرات أدناه إال إذا‬
‫تم بناء المحل أو إصالحه داخل أجل ثالث سنوات الموالية لتاريخ اإلفراغ‪.‬‬

‫يكون المكتري محقا في الرجوع إلى المحل إذا أعرب عن رغبته في الرجوع أثناء سريان‬
‫دعوى اإلفراغ‪ ،‬وإذا لم يعرب عن رغبته‪ ،‬فإن المكري يكون ملزما‪ ،‬تحت طائلة التعويض عن‬
‫فقدان األصل التجاري‪ ،‬بإخبار المكتري بتاريخ الشروع في البناء ومطالبته باإلعراب عن نيته‬
‫في استعمال حق الرجوع داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ التوصل بهذا اإلخبار‪.‬‬

‫يسقط حق المكتري في الرجوع أو في المطالبة بالتعويض إذا انصرم األجل المشار إليه‬
‫أعاله دون التعبير عن نيته في استعمال حقه المذكور‪.‬‬

‫يختص رئيس المحكمة‪ ،‬بصفته قاضيا لألمور المستعجلة‪ ،‬بصرف النظر عن المقتضيات‬
‫المخالفة‪ ،‬بالبت في دعوى اإلفراغ‪ ،‬وبتحديد تعويض احتياطي كامل وفق مقتضيات المادة ‪7‬‬
‫أعاله‪ ،‬بطلب من المكتري‪ ،‬يستحقه في حالة حرمانه من حق الرجوع‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في األسبقية‬

‫المادة ‪.3‬‬

‫إذا تعدد المكترون‪ ،‬يكون الحق في األسبقية في المحالت المعاد بناؤها كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -9‬إذا كانت البناية الجديدة ال تتوفر على محالت تكفي أو تتسع لجميع المكترين‪ ،‬فحق‬
‫األسبقية يعطى ألقدمهم الذي عبر عن رغبته في خيار الرجوع؛‬

‫‪103‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪ -6‬إذا كانت البناية الجديدة تتوفر على محالت تتجاوز مساحة البناية القديمة‪ ،‬فحق األسبقية‬
‫ينحصر في المحالت ذات المساحة المساوية لمساحة المحالت التي كان يستغلها المكتري‪ ،‬أو‬
‫تكون صالحة الحتواء اللوازم والنشاط الذي كان يمارسه في المحالت القديمة؛‬

‫‪ -4‬إذا كانت البناية الجديدة ال تشمل محالت صالحة للنشاط الذي كان المكتري يمارسه‪،‬‬
‫فلهذا األخير المطالبة بحق األسبقية في المحالت المعاد بناؤها كي يمارس فيها نشاطا آخر‬
‫ينسجم مع التهيئة الجديدة للبناء‪.‬‬

‫المادة ‪.5‬‬

‫يستحق المكتري التعويض الكامل وفق مقتضيات المادة ‪ 7‬أعاله‪:‬‬

‫‪ -‬إذا لم يتبق في البناية الجديدة محالت أخرى بعد ممارسة حق األسبقية؛‬

‫إذا أصبحت البناية الجديدة ال تتوفر على محالت معدة ألنشطة تجارية أو صناعية أو حرفية‬
‫ألسباب غير تلك المتعلقة بمقتضيات قانونية أو تنظيمية ذات الصلة بالبناية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬توسيع المحل أو تعليته‬

‫المادة ‪.6‬‬

‫إذا اعـتزم المالك توسيع أو تعلية البناية‪ ،‬وكان ذلك ال يتأتى إال بإفراغ المحل أو المحالت‬
‫المكراة‪ ،‬فإن اإلفراغ المؤقت للمكتري يتم لمدة يحددها المكري‪ ،‬على أن ال تتعدى سنة واحدة‬
‫ابتداء من تاريخ اإلفراغ‪.‬‬

‫يستحق المكتري تعويضا عن مدة إفراغه يساوي الضرر الحاصل له‪ ،‬دون أن يتجاوز مبلغ‬
‫األرباح التي يحققها‪ ،‬حسب التصريحات الضريبية للسنة المالية المنصرمة‪ ،‬مع األخذ بعين‬
‫االعتبار أجور اليد العاملة والضرائب والرسوم المستحقة خالل مدة حرمانه من المحل‪ .‬وفي‬
‫جميع الحاالت يجب أن ال يقل التعويض الشهري عن قيمة السومة الكرائية‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫يمكن تمديد مدة اإلفراغ ألجل ال يتعدى سنة بطلب من المكري‪.‬‬

‫ال يحق للمكري استيفاء الوجيبة الكرائية طيلة مدة اإلفراغ‪.‬‬

‫يجب على المكري إعادة تسليم المحل داخل األجل المشار إليه في الفقرة األولى أعاله‪ ،‬وإال‬
‫حق للمكتري المطالبة بالتعويض الكامل وفق مقتضيات المادة ‪ 7‬أعاله‪ ،‬ما لم تكن أسباب‬
‫التأخير خارجة عن إرادة المكري‪.‬‬

‫المادة ‪.1‬‬

‫يختص رئيس المحكمة في الطلب الرامي الى اإلفراغ وتحديد قيمة التعويض المستحق‬
‫للمكتري طيلة مدة اإلفراغ‪ ،‬كما يبت في طلب تمديد مدة اإلفراغ وتحديد التعويض المستحق عن‬
‫ذلك‪.‬‬

‫كما يختص بتحديد تعويض احتياطي كامل وفق مقتضيات المادة ‪ 7‬اعاله‪ ،‬بطلب من‬
‫المكتري‪ ،‬يستحقه في حالة حرمانه من حق الرجوع‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬مقتضيات مشتركة بين اإلفراغ للهدم واإلفراغ للتوسعة أو‬
‫التعلية‬

‫المادة ‪.1‬‬

‫يتعين على المالك الراغب في إفراغ المحل للهدم وإعادة بنائه أو إفراغه لتوسعته أو لتعليته‪،‬‬
‫اإلدالء برخصة بناء سارية المفعول مسلمة له من الجهة المختصة وبالتصميم المصادق عليه‬
‫من طرفها‪.‬‬

‫يعتد برخصة البناء طيلة سريان المسطرة أمام المحكمة‪ ،‬ما لم يثبت المكتري أن الجهة‬
‫المختصة قد سحبتها أو ألغتها‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الباب الخامس‪ :‬إفراغ السكن الملحق بالمحل‬

‫المادة ‪.1‬‬

‫يجوز للمالك المطالبة بإفراغ الجزء المتعلق بالسكن الملحق بالمحل التجاري أو الصناعي‬
‫أو الحرفي ليسكن فيه بنفسه أو زوجه أو أحد أصوله أو فروعه المباشرين من الدرجة األولى أو‬
‫المستفيدين من الوصية الواجبة‪ ،‬طبقا لمقتضيات المادة ‪ 441‬وما يليها من القانون رقم ‪76.64‬‬
‫بمثابة مدونة األسرة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.66.66‬بتاريخ ‪ 96‬من ذي الحجة‬
‫‪ 4( 9666‬فبراير ‪ )6666‬كما تم تغييره‪ ،154‬أو المكفول المنصوص عليه في القانون رقم‬
‫‪ 98.69‬المتعلق بكفالة األطفال المهملين الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.66.976‬بتاريخ‬
‫فاتح ربيع اآلخر ‪94( 9664‬يونيو‪ ،155)6666‬شريطة إثبات أن الشخص المطلوب اإلفراغ‬
‫لفائدته ال يتوفر على سكن في ملكه أو يتوفر على سكن في ملكه لكنه غير كاف لحاجياته‬
‫العادية‪ ،‬وفي هذه الحالة يستحق المكتري تعويضا يوازي كراء ثالث سنوات حسب آخر سومة‬
‫كرائية للمحل الملحق‪.‬‬

‫إذا كان المكتري يؤدي سومة كرائية إجمالية تشمل المحل المستعمل للتجارة ومحل السكنى‬
‫الملحق به‪ ،‬يتم تحديد السومة الكرائية للمحل الملحق باتفاق الطرفين أو باللجوء إلى المحكمة‪.‬‬

‫يتعين على الشخ ص المطلوب اإلفراغ لفائدته أن يعتمر المحل شخصيا داخل أجل أقصاه‬
‫ستة أشهر من تاريخ مغادرته من طرف المكتري ولمدة ال تقل عن ثالث سنوات‪ ،‬ما لم يكن‬
‫هناك عذر مقبول‪ ،‬وإال حق للمكتري المطالبة بالتعويض عما لحقه من ضرر يوازي كراء‬
‫ثمانية عشر شهرا حسب قيمة آخر وجيبة كرائية‪.‬‬

‫‪ -154‬القانون رقم ‪ 76.64‬بمثابة مدونة األسرة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.66.66‬بتاريخ ‪ 96‬من ذي الحجة ‪ 4( 9666‬فبراير ‪)6666‬؛‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 8956‬بتاريخ ‪ 96‬ذو الحجة ‪ 8( 9666‬فبراير ‪ ،)6666‬ص ‪ .695‬كما تغييره وتتميمه‪.‬‬
‫‪ -155‬القانون رقم ‪ 98.69‬المتعلق بكفالة األطفال المهملين الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.66.976‬بتاريخ فاتح ربيع اآلخر ‪9664‬‬
‫(‪94‬يونيو‪)6666‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 8649‬بتاريخ ‪ 96‬جمادى اآلخرة ‪ 91( 9664‬أغسطس ‪ ،)6666‬ص ‪.6446‬‬

‫‪106‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المادة ‪61‬‬

‫ال يجوز للمالك المطالبة بإفراغ الجزء المتعلق بالسكن الملحق بالمحل التجاري أو الصناعي‬
‫أو الحرفي في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -9‬إذا كان من شأن استرجاع المحل أن يحدث مساسا خطيرا باستغالل األصل التجاري؛‬

‫‪ -6‬إذا تعلق األمر بملحقات المؤسسات السياحية وأشكال اإليواء السياحي األخرى‪،‬‬
‫والمصحات والمؤسسات المماثلة لها‪ ،‬ومؤسسات التعليم الخصوصي؛‬

‫‪ -4‬إذا كان المكتري يستعمل جزءا من محل الكراء للسكن ال يمكن الفصل بينه وبين الجزء‬
‫المستعمل كمحل تجاري أو صناعي أو حرفي‪ ،‬فإنه في هذه الحالة ال يمكن إفراغه من الجزء‬
‫المستعمل للسكن‪ ،‬دون إفراغه من الجزء المستعمل للتجارة‪ ،‬وذلك وفق مقتضيات هذا القانون‪.‬‬

‫الباب السادس‪ :‬نزع ملكية العقار المستغل فيه أصل تجاري‬

‫المادة ‪6.‬‬

‫إذا وقع نزع ملكية عقار يستغل فيه أصل تجاري ألجل المنفعة العامة‪ ،‬تطبق مقتضيات‬
‫القانون رقم ‪ 7.59‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 9.59.686‬بتاريخ ‪ 99‬من رجب ‪ 4( 9666‬مايو ‪.156)9156‬‬

‫الباب السابع‪ :‬ممارسة أنشطة مكملة أو مرتبطة أو مختلفة‬

‫المادة ‪66‬‬

‫يمكن السماح للمكتري بممارسة نشاط أو أنشطة مكملة أو مرتبطة بالنشاط األصلي‪ ،‬متى‬
‫كان ت هذه األنشطة غير منافية لغرض وخصائص وموقع البناية‪ ،‬وليس من شأنها التأثير على‬

‫‪ -156‬القانون رقم ‪ 2.29‬المت علق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.29.786‬بتاريخ ‪ 99‬من‬
‫رجب ‪ 4( 9607‬مايو ‪)9127‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 4458‬بتاريخ ‪ 4‬رمضان ‪ 98( 9664‬يونيه ‪ ،)9154‬ص ‪ .156‬كما تم تغييره وتتميمه‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫سالمتها‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب على المكتري أن يوجه طلبه للمكري يتضمن اإلشارة إلى‬
‫األنشطة التي يريد ممارستها‪.‬‬

‫يجب على المكري إشعار المكتري بموقفه بخصوص هذا الطلب داخل أجل شهرين من‬
‫تا ريخ التوصل‪ ،‬وإال اعتبر موافقا على الطلب‪ ،‬وفي حالة الرفض يمكن للمكتري اللجوء إلى‬
‫رئيس المحكمة‪ ،‬بصفته قاضيا لألمور المستعجلة‪ ،‬لإلذن له بممارسة النشاط أو األنشطة‬
‫الجديدة‪.‬‬

‫ال يجوز للمكتري ممارسة نشاط بالمحل المكترى‪ ،‬مختلف عما تم االتفاق عليه في عقد‬
‫كراء‪ ،‬إال إذا وافق المكري كتابة على ذلك‪.‬‬

‫المادة ‪61‬‬

‫يحق للمكري‪ ،‬في الحاالت المشار إليها في المادة السابقة‪ ،‬أن يطالب بتحديد الوجيبة‬
‫الكرائية الجديدة‪ ،‬على أن تسري من تاريخ المطالبة بها قضائيا‪.‬‬

‫الباب الثامن‪ :‬الكراء من الباطن‬

‫المادة ‪63‬‬

‫يجوز للمكتري أن يؤجر للغير المحل المكترى كال أو بعضا‪ ،‬ما لم ينص العقد على خالف‬
‫ذلك‪ ،‬وتبقى العالقة قائمة بين المكري والمكتري األصلي‪.‬‬

‫ال يكون لهذا الكراء أي أثر تجاه المكري إال من تاريخ إخباره به‪.‬‬

‫على المكري الذي أخبر بالكراء من الباطن أن يشعر المكتري الفرعي بكل إجراء يعتزم‬
‫القيام به تجاه المكتري األصلي‪ ،‬تحت طائلة عدم مواجهته به‪.‬‬

‫ال يمكن للمكتري الفرعي التمسك بأي حق تجاه المكتري األصلي‪ ،‬مع مراعاة الفقرة‬
‫السابقة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫يبقى المكتريان األصلي والفرعي متضامنين تجاه المكري في جميع االلتزامات المنصوص‬
‫عليها في عقد الكراء األصلي‪.‬‬

‫يحق للمكري‪ ،‬إذا كانت قيمة الكراء من الباطن تفوق قيمة الكراء األصلي‪ ،‬مراجعة السومة‬
‫الكرائية إما اتفاقا أو قضاء‪ ،‬وفي الحالة األخيرة تراعي المحكمة الفرق بين السومتين دون أن‬
‫تتقيد بمقتضيات القانون رقم ‪ 67.64‬المتعلق بمراجعة أثمان كراء المحالت المعدة للسكنى أو‬
‫االستعمال المهني أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي السالف الذكر‪.‬‬

‫الباب التاسع‪ :‬تفويت الحق في الكراء‬

‫المادة ‪65‬‬

‫يحق للمكتري تفويت حق الكراء مع بقية عناصر األصل التجاري أو مستقال عنها دون‬
‫ضرورة الحصول على موافقة المكري‪ ،‬وبالرغم من كـل شرط مخالف‪.‬‬

‫يتعين على كل من المفـوت والمفـوت له إشعار المكري بهذا التفويت‪ ،‬تحت طائلة عدم‬
‫سريان آثاره عليه‪.‬‬

‫ال يمكن مواجهة المكري بهذا التفويت إال اعتبارا من تاريخ تبليغه إليه‪ ،‬ويبقى المكتري‬
‫األصلي مسؤوال تجاه المكري بخصوص االلتزامات السابقة‪.‬‬

‫ال يحول هذا التفويت دون ممارسة المكري لحقه في المطالبة باإلفراغ في حالة تحقق‬
‫شروط مقتضيات المادة الثامنة من هذا القانون‪ ،‬كما ال يحول دون مواصلة الدعاوى المثارة‪،‬‬
‫طبقا لهذا القانون‪ ،‬والتي كانت جارية قبل تاريخ التفويت‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫يتم التفويت بعقد رسمي أو عرفي ثابت التاريخ يتضمن البيانات الواردة في المادة ‪ 59‬من‬
‫القانون رقم ‪ 18.98‬المتعلق بمدونة التجارة‪ ،157‬ويودع ثمن البيع لدى جهة مؤهلة قانونا‬
‫لالحتفاظ بالودائع‪ ،‬ويجب أن يخضع العقد لإلجراءات المنصوص عليها في المواد من ‪ 54‬الى‬
‫‪ 51‬من نفس القانون‪.‬‬

‫يمكن للمكري أن يمارس حق األفضلية‪ ،‬وذلك باسترجاع المحل المكترى مقابل عرضه‬
‫لمجموع المبالغ المدفوعة من طرف المشتري أو إيداعه لها‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬وذلك داخل أجل‬
‫ثالثين يوما من تاريخ تبليغه‪ ،‬وإال سقط حقه‪.‬‬

‫الباب العاشر‪ :‬المسطرة‬

‫الفرع األول‪ :‬دعوى المصادقة على اإلنذار‬

‫المادة ‪66‬‬

‫يجب على المكري الذي يرغب في وضع حد للعالقة الكرائية‪ ،‬أن يوجه للمكتري إنذارا‪،‬‬
‫يتضمن وجوبا السبب الذي يعتمده‪ ،‬وأن يمنحه أجال لإلفراغ اعتبارا من تاريخ التوصل‪.‬‬

‫يحدد هذا األجل في‪:‬‬

‫‪ -‬خمسة عشر يوما إذا كان الطلب مبنيا على عدم أداء واجبات الكراء أو على كون المحل آيال‬
‫للسقوط؛‬

‫‪ -‬ثالثة أشهر إذا كان الطلب مبنيا على الرغبة في استرجاع المحل لالستعمال الشخصي‪ ،‬أو‬
‫لهدمه وإعادة بنائه‪ ،‬أو توسعته‪ ،‬أو تعليته‪ ،‬أو على وجود سبب جدي يرجع إلخالل المكتري‬
‫ببنود العقد‪.‬‬

‫‪ - 157‬القانون رقم ‪ 98.18‬المتعلقبمدونة التجارة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف بتاريخ ‪ 98‬من ربيـع األول ‪ ) 9697‬فاتح أغسطس ‪( 9114‬؛‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 6695‬الصادرة بتاريخ ‪ 91‬جمادى األولى ‪ 4 ) 9697‬أكتوبر ‪ )9114‬ص ‪ .6957‬كما تم تغييره وتتميمه‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫في حالة عدم استجابة المكتري لإلنذار الموجه إليه‪ ،‬يحق للمكري اللجوء إلى الجهة‬
‫القضائية المختصة للمصادقة على اإلنذار ابتداء من تاريخ انتهاء األجل المحدد فيه‪.‬‬

‫إذا تعذر تبليغ اإلنذار باإلفراغ لكون المحل مغلقا باستمرار‪ ،‬جاز للمكري إقامة دعوى‬
‫المصادقة على اإلنذار بعد مرور األجل المحدد في اإلنذار اعتبارا من تاريخ تحرير محضر‬
‫بذلك‪.‬‬

‫يسقط حق المكري في طلب المصادقة على اإلنذار بمرور ستة أشهر من تاريخ انتهاء‬
‫األجل الممنوح للمكتري في اإلنذار‪.‬‬

‫غير أنه يجوز للمكري رفع دعوى المصادقة بناء على إنذار جديد يوجه وفق نفس الشروط‬
‫المنصوص عليها في هذه المادة‪.‬‬

‫المادة ‪61‬‬

‫إذا تبين للجهة القضائية المختصة صحة السبب المبني عليه اإلنذار‪ ،‬قضت وفق طلب‬
‫المكري الرامي إلى المصادقة على اإلنذار وإفراغ المكتري‪ ،‬وإال قضت برفض الطلب‪.‬‬

‫يجوز للمكتري أن يتقدم بطلب التعويض أثناء سريان دعوى المصادقة على اإلنذار‪.‬‬

‫إذا لم يتقدم المكتري بطلب مقابل للتعويض أثناء سريان هذه الدعوى‪ ،‬فإنه يجوز له أن يرفع‬
‫دعوى التعويض داخل أجل ستة أشهر من تاريخ تبليغه بالحكم النهائي القاضي باإلفراغ‪.‬‬

‫ال تتم إجراءات تنفيذ الحكم القاضي باإلفراغ إال بعد إيداع التعويض المحكوم به‪ .‬غير أنه‬
‫ينفذ الحكم القاضي باإلفراغ عندما يتعلق األمر بالحالة المنصوص عليها في الفقرة الثالثة أعاله‪.‬‬

‫المادة ‪61‬‬

‫إذا قضت الجهة القضائية المختصة بإفراغ المكتري مع التعويض‪ ،‬يتعين على المكري‬
‫إيداع مبلغ التعويض المحكوم به داخل أجل ثالثة أشهر من التاريخ الذي يصبح فيه الحكم قابال‬

‫‪111‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫للتنفيذ‪ ،‬وإال اعتبر متنازال عن التنفيذ‪ ،‬ويتحمل حينئذ جميع المصاريف القضائية المترتبة عن‬
‫هذه المسطرة‪.‬‬

‫المادة ‪61‬‬

‫إذا أراد المكري وضع حد لكراء ال محل الذي يستغل فيه أصل تجاري مثقل بتقييدات‪ ،‬وجب‬
‫عليه أن يبلغ طلبه إلى الدائنين المقيدين سابقا‪ ،‬في الموطن المختار المعين في تقييد كل منهم‪.‬‬

‫يقصد بالدائن المقيد‪ ،‬الدائن الذي يتوفر على امتياز البائع أو رهن على األصل التجاري‪.‬‬

‫المادة ‪11‬‬

‫عندما تقضي المحكمة بالتعويض الكامل وفق مقتضيات المادة ‪ 7‬أعاله‪ ،‬ال يمكن استخالص‬
‫المبلغ المحكوم به إال بعد إدالء المكتري بشهادة مسلمة من كتابة الضبط تثبت خلو األصل‬
‫التجاري من كل تقييد‪.‬‬

‫إذا كان األصل التجاري مثقال بتقييدات‪ ،‬فإن المكتري يكون ملزما باإلدالء بما يفيد إشعار‬
‫الدائنين المقيدين بوقوع اإلفراغ وبوجود تعويض مستحق له‪.‬‬

‫يجوز للدائنين المقيدين أن يتعرضوا على أداء ثمن التعويض المودع بكتابة الضبط بتصريح‬
‫يقدم إليها‪ ،‬داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما من تاريخ التوصل باإلشعار المنصوص عليه في‬
‫الفقرة السابقة‪ ،‬وذلك وفق المسطرة المنصوص عليها في المادة ‪ 56‬من مدونة التجارة‪،‬‬

‫ال يستخلص المكتري التعويض المحكوم به لفائدته إال بعد انصرام أجل التعرضات‬
‫المنصوص عليها في الفقرة السابقة‪.‬‬

‫يتم توزيع مبلغ التعويض المودع لفائدة المكتري وفق اإلجراءات المنصوص عليها في‬
‫الفصل الرابع من الباب الرابع من الكتاب الثاني من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دعوى الحرمان من حق الرجوع‬

‫المادة ‪1.‬‬

‫يحق للمكتري‪ ،‬متى ثبت حرمانه من حق الرجوع المحكوم به في الحاالت المنصوص‬


‫عليها في المواد ‪ 1‬و‪ 94‬و‪ ،97‬طلب تنفيذ التعويض االحتياطي وفق المبلغ الذي سبق الحكم به‪.‬‬

‫يبقى من حق المكتري‪ ،‬إذا لم يسبق له أن تقدم بطلب تحديد التعويض المذكور‪ ،‬المطالبة به‬
‫أمام المحكمة المختصة وفق مقتضيات المادة ‪ 7‬أعاله‪ ،‬دون التقيد باألجل المنصوص عليه في‬
‫المادة ‪ 67‬من هذا القانون‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬استرجاع حيازة المحالت المهجورة أو المغلقة‬

‫المادة ‪16‬‬

‫أ) استرجاع المحل من طرف المكري‪:‬‬

‫يمكن للمكري‪ ،‬في حال توقف المكتري عن أداء الكراء وهجره للمحل المكترى إلى وجهة‬
‫مجهولة لمدة ستة أشهر‪ ،‬أن يطلب من رئيس المحكمة‪ ،‬بصفته قاضيا لألمور المستعجلة‪،‬‬
‫إصدار أمر بفتح المحل واإلذن له باسترجاع حيازته‪.‬‬

‫يجب أن يكون الطلب المشار إليه أعاله معززا بعقد الكراء‪ ،‬وبمحضر معاينة واقعة‬
‫اإلغالق أو الهجر مع تحديد المدة‪ ،‬وبإنذار موجه للمكتري ألداء واجبات الكراء ولو تعذر‬
‫تبليغه‪.‬‬

‫يأمر رئيس المحكمة فورا بإجراء بحث للتأكد من واقعة اإلغالق أو الهجر‪.‬‬

‫يصدر رئيس المحكمة‪ ،‬بناء على الوثائق المدلى بها‪ ،‬أمرا بفتح المحل واسترجاع حيازته‪،‬‬
‫وينفذ هذا األمر على األصل‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫يقوم المكلف بالتنفيذ بتحرير محضر وصفي لألشياء والمنقوالت الموجودة بالمحل‪.‬‬

‫إذا استمرت غيبة المكتري لمدة ال تقل عن ستة أشهر من تاريخ تنفيذ األمر االستعجالي‬
‫المشار إليه أعاله‪ ،‬تصبح آثار التنفيذ نهائية‪ ،‬ويترتب عنها فسخ عقد الكراء‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يقوم المكلف بالتنفيذ فورا ببيع المنقوالت الموجودة بالمحل بالمزاد العلني على نفقة المكري‬
‫وفق قواعد قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ويودع الثمن الصافي بكتابة ضبط المحكمة‪.‬‬

‫ب) إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه‪:‬‬

‫إذا ظهر المكتري أثناء تنفيذ األمر المشار إليه أعاله‪ ،‬تتوقف إجراءات التنفيذ تلقائيا‪.‬‬

‫يمكن للرئيس‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬أن يحدد للمكتري أجال ال يتعدى خمسة عشر يوما لتسوية‬
‫مخلف الكراء‪ ،‬تحت طائلة مواصلة إجراءات التنفيذ في حقه‪.‬‬

‫إذا ظهر المكتري‪ ،‬بعد تنفيذ األمر القضائي باسترجاع الحيازة‪ ،‬قبل مرور أجل ستة أشهر‬
‫من تاريخ تنفيذ األمر المذكور‪ ،‬أمكن له المطالبة‪ ،‬أمام رئيس المحكمة‪ ،‬بصفته قاضيا لألمور‬
‫المستعجلة‪ ،‬بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه‪ ،‬شريطة إثباته أداء ما بذمته من دين الكراء‪.‬‬

‫إذا أثبت المكتري أنه كان يؤدي الكراء بانتظام‪ ،‬جاز له أن يطالب المكري أمام المحكمة‬
‫بالتعويض عن جميع األضرار التي لحقت به بسبب المسطرة التي باشرها المكري ضده‪ ،‬وإذا‬
‫ظل المحل المكترى فارغا جاز له المطالبة بإرجاعه إليه‪ ،‬ولو بعد انصرام أجل ستة أشهر من‬
‫تاريخ تنفيذ األمر القاضي باسترجاع الحيازة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الشرط الفاسخ‬

‫المادة ‪11‬‬

‫في حالة عدم أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالثة أشهر‪ ،‬يجوز للمكري‪ ،‬كلما تضمن‬
‫عقد الكراء شرطا فاسخا‪ ،‬وبعد توجيه إنذار باألداء يبقى دون جدوى‪ ،‬بعد انصرام أجل ‪ 98‬يوما‬

‫‪114‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫من تاريخ التوصل‪ ،‬أن يتقدم بطلب أمام قاضي األمور المستعجلة‪ ،‬لمعاينة تحقق الشرط الفاسخ‬
‫وإرجاع العقار أو المحل‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬مقتضيات عامة‬

‫المادة ‪13‬‬

‫يجب أن تتم اإلنذارات واإلشعارات وغيرها من اإلجراءات‪ ،‬المنجزة في إطار هذا القانون‪،‬‬
‫بواسطة مفوض قضائي أو طبق اإلجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫المادة ‪15‬‬

‫تختص المحاكم التجارية بالنظر في النزاعات المتعلقة بتطبيق هذا القانون‪ ،‬غير أنه ينعقد‬
‫االختصاص للمحاكم االبتدائية طبقا للقانون المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة‪.‬‬

‫المادة ‪16‬‬

‫تعتبر اآلجال المنصوص عليها في هذا القانون كاملة‪.‬‬

‫الباب الحادي عشر‪ :‬مقتضيات ختامية‬

‫المادة ‪11‬‬

‫تطبق مقتضيات قانون االلتزامات والعقود على عقود الكراء التي ال تتوفر فيها الشروط‬
‫المنصوص عليها في الباب األول من هذا القانون‪ ،‬ما لم تخضع لقوانين خاصة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫المادة ‪11‬‬

‫يدخل هذا القانون حيز التنفيذ بعد انصرام أجل ستة أشهر ابتداء من تاريخ نشره بالجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬وتطبق أحكامه على عقود الكراء الجارية وعلى القضايا غير الجاهزة للبت فيها دون‬
‫تجديد للتصرفات واإلجراءات واألحكام التي صدرت قبل دخول هذا القانون حيز التنفيذ‪.‬‬

‫تخضع األكرية المبرمة خالفا للمقتضيات الواردة في المادة الثالثة أعاله‪ ،‬لهذا القانون‪،‬‬
‫ويمكن لألطراف االتفاق‪ ،‬في أي وقت‪ ،‬على إبرام عقد مطابق لمقتضياته‪.‬‬

‫تنسخ ابتداء من دخول هذا القانون حيز التنفيذ‪:‬‬

‫‪ -‬مقتضيات ظهير ‪ 6‬شوال ‪ 66( 9476‬ماي ‪ )9188‬بشـأن عـقـود كراء األمالك أو األماكن‬
‫المستعملة للتجارة أو الصناعة أو الحرف‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه؛‬

‫‪ -‬مقتضيات المادة ‪ 996‬من القانون رقم ‪ 18.98‬المتعلق بمدونة التجارة‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫الكــتــب‪:‬‬
‫‪ ‬ـ بونجى مصطفى‪ ،‬الكراء التجاري بين ظهير‪9188‬والقانون رقم ‪، f61،94‬‬
‫الطبعة األولى ‪،‬منشورات المركز المغربي للتحكيم ومناوعات األعمال‪،‬مطبعة‬
‫ليتوغراف ـ طنجة ‪7094‬‬
‫‪ ‬الكص نجاة ‪ ،‬الحق في الكراء كعنصر في األصل التجاري‪ ،‬الشركة المغربية‬
‫لتوزيع الكتاب الدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 9672‬ـ ‪7004‬‬
‫‪ ‬بن بركة عبد الرحيم ‪ ،‬القانون رقم ‪ 61.94‬أو المحالت المخصصة لإلستعمال‬
‫التجاري أو الصناعي أو الحرفي دراسة تحليلية‪ ،‬مطبعة دار القلم ـ الرباط ـ ‪7092‬‬
‫‪ ‬بونبات محمد‪ :‬الكراء التجاري بين ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬و مدونة قانون‬
‫التجارة‪ ،‬سلسلة أفاق القانون طبعة ‪9111‬‬
‫‪ ‬أزوكار عمر‪،‬اإلنذار باإلفراغ في ضوء ظهير الكراء التجاري و آخر المواقف‬
‫القضائية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الطبعةاألولى ‪7098‬‬
‫‪ ‬بلحساني الحسين‪ :‬األسباب القانونية إلفراغ المحالت السكنية‪ ،‬األحمدية للنشر‬
‫الجزء الثالث الطبعة الثالثة ‪ 9677‬ـ ‪7009‬‬
‫‪ ‬توفيق عبد العزيز ‪ ،‬عقد الكراء في التشريع و القضاء دراسة تأصيلية‪ ،‬المكتبة‬
‫القانونية‪ ،1‬طبعة ثانية ‪9114‬‬
‫‪ ‬توفيق عبد العزيز‪ :‬قضاء المجلس األعلى في الكراء التجاري‪ ،‬المكتبة القانونية‬
‫‪ ،92‬طبعة األولى‪7008 ،‬‬

‫‪117‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪ ‬السباعي شكري أحمد ‪ ،‬الوسيط في األصل التجاري‪ ،‬دراسة في قانون التجارة‬


‫المغربي و القانون المقارن والفقه و القضاء‪،‬ج ‪ ،1‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط ‪ ،‬المغرب‪،‬‬
‫طبعة ‪.7091‬‬
‫‪ ‬السنوسي معنى محمد‪ " :‬اضواء على قضاء التعمير و السكنى بالمغرب" دار‬
‫النشر المغربية ‪ ،‬الدار البيضاء ‪. 9112‬‬

‫‪ ‬الشرقاوي عبد الرحمان ‪ ،‬دور القضاء في تحقيق التوازن العقدي‪ ،‬دار القلم‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪.7002‬‬
‫‪ ‬الشرقاوي عبد الرحمان ‪ ،‬قانون العقود الخاصة ‪ ،‬بدون ذكر المطبعة الثالثة‬
‫منقحة و مزيدة بالقانون رقم‪ ، 42.97‬طبعة ‪.7094‬‬
‫‪ ‬شميعة عبد الرحيم ‪ " ،‬دروس في القانون التجاري"‪ ،‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬طبعة‬
‫الموسم الجامعي ‪7000‬ـ ‪.9119‬‬

‫‪ ‬عاصم أحمد ‪ " :‬الحماية القانونية للكراء التجاري " دراسة نظرية تطبيقية‬
‫للنصوص على ضوء قرارات المجلس األعلى‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الطبعة الثالثة‬
‫‪.9122‬‬
‫‪ ‬عاصم أحمد ‪ ،‬الحماية القانونية لمكتري المحالت السكنية‪ ،‬مسطرة اإلفراغ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ 9117‬االحمدية للنشر‪.‬‬
‫‪ ‬عبد القادر العرعاري‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة للعقود المسماة‪ ،‬مكتبة دار‬
‫األمان الكتاب الثاني عقد الكراء المدني‪ ،‬الطبعة األولى ‪.7007‬‬
‫‪ ‬الكشبور م حمد‪ " :‬الحق في الكراء كعنصر في األصل التجاري" دراسة في‬
‫إطار ظهير ‪ 76‬ماي ‪ 9188‬و مدونة التجارة الجديدة‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية‬
‫المعاصرة ‪ 7‬الطبعة األولى ‪.9112‬‬

‫‪118‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪ ‬الكشبور محمد ‪ " :‬نظام التعاقد و نظريتا القوة القاهرة و الظروف الطارئة"‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء ‪ ،‬الطبعة األولى‪.9116،‬‬
‫‪ ‬الكشبور محمد‪ :‬الكراء المدني و الكراء التجاري‪ ،‬دراسة في نطاق ظهير ‪76‬‬
‫ماي ‪ 9188‬مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.9112‬‬
‫‪ ‬محرز أحمد محمد‪ :‬فكرة الملكية التجارية تطورها ووسائل حمايتها‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬الناشر دار النهضة العربية القاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬محروك محمد ‪ ،‬الوجيز في العقود المسماة البيوعات و األكرية الواردة على‬
‫العقار في ضوء آخر التعديالت‪ ،‬مكتبة المعرفة مراكش ‪ ،‬الطبعة األولى ‪.7092‬‬

‫‪ ‬نعوش صباح ‪ ،‬الضرائب في الدول العربية‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت ـ‬


‫لبنان ‪ /‬الدار البيضاء ـ المغرب الطبعة األولى ‪.9122‬‬

‫األطنريح‪:‬‬
‫‪ ‬هداية هللا عبد اللطيف ‪ ،‬القضاء المستعجل في القانون المغربي ‪،‬قواعد القضاء‬
‫المستعجل الموضوعية و اإلجرائية في التشريع المغربي ‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه‬
‫الدولة في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و‬
‫اإلجتماعية الدار البيضاء ‪،‬السنة الجامعية ‪.9124 .9128‬‬

‫الرسنئل‪:‬‬
‫‪ ‬أيوب مراد ‪ ،‬وضعية مالك العقار في فسخ عقد الكراء التجاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن األول كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بسطات‬
‫السنة الجامعية ‪ 7098 :‬ـ ‪.7094‬‬
‫‪ ‬بن عجيبة لؤي‪ ،‬بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ماستر القانون المدني و األعمال‪،‬‬
‫جامعة عبد المالك السعدي كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية طنجة‪،‬السنة الدراسية‬
‫‪7097‬ـ ‪.7091‬‬

‫‪119‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪ ‬أشعيبي عبد الرحيم ‪" ،‬الحماية القانونية و القاضية لمكتري المحالت التجارية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في قوانين التجارة و األعمال‪ ،‬جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و‬
‫اإلجتماعية ـ وجدة‪ ،‬السنة الدراسية ‪ 7001‬ـ ‪.7090‬‬
‫‪ ‬العسري خالد‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون في القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫محمد األول كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية بوجدة ‪ ،‬السنة الدراسية ‪ 7002‬ـ‬
‫‪7002‬‬

‫‪ ‬الغنوبي عادل‪ ،‬فسخ عقد الكراء التجاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص و حدة القانون التجاري و المقارن‪ ،‬جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و‬
‫اإلجتماعية بوجدة‪ ،‬السنة الدراسية ‪7004‬ـ‪7002‬‬
‫‪ ‬الناجحي غيثة ‪ ،‬الحق في الكراء كعنصر في األصل التجاري و الحماية المقررة له في ضوء‬
‫ظهير ‪ 76‬ماي ‪ ،9188‬رسالة لنيل الماستر في القانون الخاص ماستر المقاولة و القانون جامعة‬
‫الحسن االول كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية ‪،‬ـ سطات ـ السنة الدراسية ‪7091‬ـ‬
‫‪7096‬‬

‫المجنالت‪:‬‬
‫سلسلة اإلجتهاد القضائي العدد ‪6‬‬ ‫‪‬‬
‫سلسلة القانون و الممارسة القضائية العدد ‪7‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة القضاء و القانون ‪ ،‬العدد ‪72‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة القضاء والقانون‪،‬العدد ‪970‬‬ ‫‪‬‬


‫مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 974‬ـ ‪9090/ 972‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد مزدوج‪ 972‬ـ ‪7090/974‬‬ ‫‪‬‬


‫مجلة المغربية لقانون و اقتصاد التنمية‪ .‬العدد ‪ 17‬لسنة ‪9111‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة المغربية لقانون و اقتصاد التنمية‪ .‬العدد ‪17‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة المغربية للقانون‪ ،‬العدد ‪9‬‬ ‫‪‬‬

‫‪120‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫مجلة قضاء المجلس األعلى ‪ ،‬العدد ‪66‬‬ ‫‪‬‬


‫مجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪60‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى يوليوز ‪ 9112‬العدد ‪.87‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى‪ .‬العدد ‪79‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪62‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى‪،‬العدد‪84‬‬ ‫‪‬‬

‫القواوين‪:‬‬
‫‪ ‬ظهير ‪ 7‬شوال ‪ 76 (9126‬ماي ‪ ) 9188‬بشأن كراء األمالك و األماكن المستعملة للتجارة‬
‫أو الصناعة أو الحرف‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،7776‬بتاريخ ‪ 91‬شوال ‪90( 9126‬‬
‫يونيو ‪)9188‬‬
‫‪ ‬ظهير الشريف الصادر في ‪ 98‬ذي القعدة ‪ 9114‬الموافق ل ‪ 8‬ماي ‪ 9172‬المنشور في‬
‫الجريدة الرسمية تاريخ ‪ 2‬ماي ‪ ،9172‬عدد ‪.299‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف شريف رقم ‪ 9.94.11‬صادر في ‪ 91‬من شوال ‪ 9612‬الموافق ‪ 92‬يوليو‬
‫‪ ،)7094‬بشأن كراء العقارات او المحالت المخصصة لإلستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي‪،‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪7094 2\99‬‬

‫المواقع اإللكترووية‪:‬‬
‫‪ ‬موقع وزارات العدل و الحريات ‪ :‬شروح القانون ‪ 61.94‬المتعلق بكراء العقارات أو‬
‫الحرفي‪:‬‬ ‫أو‬ ‫الصناعي‬ ‫أو‬ ‫التجاري‬ ‫لإلستعمال‬ ‫المخصصة‬ ‫المحالت‬
‫‪/http://www.justice.gov.ma‬‬
‫‪ ‬مدونة المنبر القانوني ‪:‬‬
‫‪http://tribunejuridique.blogspot.com/2017/03/4916.html‬‬
‫‪ ‬جريدة المساء ‪ ،‬العدد ‪ 1719‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪7002‬‬
‫‪http://www.almasae.com‬‬

‫‪121‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫الــفـهرس‬

‫‪12‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التحديد القنوووي لمعنيير التعويض عن إوهنء عقد الكراء التجنري‬
‫‪14‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬كيفية تحديد التعويض عن إوهنء عقد الكراء التجنري‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التدخل التشريعي في تحديد معنيير التعويض‬
‫‪14‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬معنيير تحديد التعويض في ظل ظهير ‪5511‬‬

‫‪22‬‬ ‫الفقرة الثنوية‪ :‬تحديد التعويض وفقن للقنوون رقم ‪95 .51‬‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الثنوي‪ :‬مشتمالت التعويض عن إوهنء عقد الكراء‬
‫‪25‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬اإلقرار بحق المكتري في حصوله على التعويض‬
‫‪26‬‬ ‫الفقرة الثنوية‪ :‬حنالت إستحقنق المكتري للتعويض‬
‫‪26‬‬ ‫أوال‪ :‬إستحقنق المكتري تعويضن كنمال‬
‫‪29‬‬ ‫ثنوين‪ :‬إستحقنق المكتري تعويضن جزئين‬
‫‪30‬‬ ‫أ ـ رغبة المكري في الهدم وإعندة البونء‬
‫‪36‬‬ ‫ب ـ رغبة المنلك المكري في توسيع المحل أو تعليته‬
‫‪38‬‬ ‫ج ـ اإلفراغ لإلحتينج أو اإلستعمنل الشخصي‬
‫‪40‬‬ ‫الفقرة الثنلثة‪ :‬عونصر األصل التجنري القنبلة للتعويض‬
‫‪41‬‬ ‫أوال‪ :‬التعويض عن الحق في الكراء‬
‫‪44‬‬ ‫ثنوين‪ :‬التعويض عن وفقنت الوقل‬
‫‪45‬‬ ‫ثنلثن‪ :‬التعويض عن وفقنت إعندة اإلستقرار في المحل الجديد‬
‫‪45‬‬ ‫رابعن‪ :‬التعويض عن الكسند الوقتي خالل فترة اإلوتقنل‬
‫‪46‬‬ ‫الفقرة الرابعة‪ :‬مدى إمكنوية ممنرسة حق التوبة‬

‫‪122‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪49‬‬ ‫المبحث الثنوي‪ :‬حنالت عدم إستحنق المكتري التعويض بنلرغم من إفراغه‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬صور إعفنء المكري من أداء التعويض‬
‫‪50‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬الحنالت الموصوص عليهن في المندة ‪8‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفقرة الثنوية‪ :‬الشرط الفنسخ‬
‫‪40‬‬ ‫أ ـ اإلتجنه القنئل بمسألة الخينر بين قنوون ‪ 95.51‬و الفصل ‪156‬‬
‫‪49‬‬ ‫ب ـ التمييز بين حنلة وجود الشرط الفنسخ و حنلة اإلفراغ للتمنطل‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الثنوي‪ :‬تحديد التعويض عن وزع الملكية‬
‫‪47‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬استبعند أسس تقدير التعويض الموصوص عليهن في المندة ‪7‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفقرة الثنوية ‪ :‬كيفية تحديد التعويض عن وزع الملكية‬
‫‪42‬‬ ‫الفصل الثنوي‪ :‬تدخالت القضنء في تحديد واجب التعويض عن إوهنء عقد الكراء التجنري‬
‫‪29‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬وطنق اختصنص المحكمة بخصوص طلب التعويض‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اختصنص المحكمة لطلب التعويض‬
‫‪29‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬آجنل تقديم المكتري لطلب التعويض‬
‫‪27‬‬ ‫الفقرة الثنوية‪ :‬شروط توفيذ التعويض‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب الثنوي ‪ :‬دعوى الحرمنن من حق الرجوع‬
‫‪21‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬حق المكتري في توفيذ التعويض اإلحتينطي المحكوم به‬
‫أ ـ توفيذ التعويض اإلحتينطي المحكوم به بموجب الحكم القنضي بنإلفراغ لهدم المحل و ‪26‬‬
‫إعندة بونئه‬
‫ب ـ توفيذ التعويض اإلحتينطي المحكوم به بموجب الحكم القنضي بإفراغ المحالت الآليلة ‪26‬‬
‫للسقوط‬
‫ج ـ توفيذ التعويض اإلحتينطي المحكوم به بموجب الحكم القنضي بإفراغ المحل ‪28‬‬
‫لتوسيعه أو تعليته‬
‫الفقرة الثنوية‪ :‬حق المكتري في تقديم دعوى المطنلبة بنلتعويض عن الحرمنن من حق ‪24‬‬
‫الرجوع‬
‫‪123‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪24‬‬ ‫أوال‪ :‬إعفنء المكتري من األجل الموصوص عليه في المندة ‪67‬‬


‫‪22‬‬ ‫ثنوين‪ :‬الجهة القضنئية المختصة في الحكم بنلتعويض عن الحرمنن من حق الرجوع‬
‫‪22‬‬ ‫أ‪ :‬حنلة الحكم القنضي بنإلفراغ لهدم المحل و إعندة بونئه‬
‫‪21‬‬ ‫ب‪ :‬حنلة الحكم القنضي بإفراغ المحالت اآليلة للسقوط‬
‫‪21‬‬ ‫ج‪ :‬الحكم القنضي بنإلفراغ لتوسيع المحل أو تعليته‬
‫‪20‬‬ ‫المبحث الثنوي‪ :‬توجهنت المشرع في تحديد التعويض‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أبعند التدخل التشريعي في تحديد مشتمالت التعويض‬
‫‪29‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬البعد المنلي‬
‫‪29‬‬ ‫الفقرة الثنوية‪ :‬البعد اإلقتصندي‬
‫‪21‬‬ ‫الفقرة الثنلثة‪ :‬البعد اإلجتمنعي‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب الثنوي‪ :‬حدود تدخل السلطة القضنئية في تحديد مقدار التعويض‬
‫‪28‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬عقود كراء العقنرات أو المحالت التي يستغل فيهن األصل التجنري‬
‫‪22‬‬ ‫الفقرة الثنوية‪ :‬عقود العقنرات أو المحالت التي ال يستغل فيهن األصل التجنري‬
‫‪10‬‬ ‫خنتمة‬
‫‪11‬‬ ‫الملحق‬
‫‪992‬‬ ‫الئحة المراجع‬
‫‪977‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪124‬‬
‫‪www.justicemaroc.com‬‬ ‫منشورات موقع العدالة المغربية‬

‫‪125‬‬

You might also like