Professional Documents
Culture Documents
تستخدم كلمة (سقاالت) في مشاريع البناء ،وتعني :الدعائم التي يستخدمها عمال البن اء أثن اء عملي ة إنش اء
تعثر أو سقوط.
ٍ المبنى؛ وذلك للتنقل من جزء آلخر دون
انتقل هذا المفهوم إلى التعليم ،حيث يصمم المعل ُم (سقاالت) التعلم بشكل يدعم الطالب أثناء التعلم.
س /فما المقصود بالسقاالت التعليمية؟ وكيف يمكن للمعلم أن يستخدمها؟
تعلم ،تتضمن مجموع ة أس اليب تعليمي ة متنوع ة ،تت درج تعرف السقاالت التعليمية على أنها :استراتيجية ٍ
بعملية تعلم الطالب حتى يتعلم المهارة أو المفهوم ،إلى أن يصل إلى مستوى االستقاللية في التعلم .ويص مم
المعلم نشاط التعلم بشكل أج زاء أو مراح ل متتالي ة ،ويتم الترك يز على األج زاء ال تي ال يس تطيع الطالب
تعلمها دون مساعدة ،وكما هو الحال في سقاالت البناء ،يتم تقليل الدعائم تدريجيًّا عندما تقل الحاج ة ل ذلك.
وهكذا ينقل المعلم مسؤولية التعلم تدريجيًّا للطالب.
وتعد السقاالت التعليمية من أس اليب التعلم الفع ال ،فك ل المعلمين يس تخدمون ه ذه االس تراتيجية بش كل أو
بآخر وبدرجات متفاوتة؛ ألن السقاالت التعليمي ة تعم ل على س ّد فج وات التعلم ،أي الف رق بين م ا يعرف ه
الطالب ،وبين المتوقع تعلمه)1( .
تتدرج السقاالت التعليمية في تعليم المهارات بطريقة تضمن وصول الطالب لتحقيق الهدف التعليمي.
أنواع السقاالت التعليمية:
كما أشرنا سابقًا ..فإن السقاالت التعليمية استراتيجية عامة شاملة الستراتيجيات عدي دة ته دف إلى وص ول
الطالب لتعلم مهارة أو مفهوم بطريقة متدرجة ،لذا فإن أيّة استراتيجية أو أي نش اط تعلم يس اهم في تحقي ق
هذا الهدف ،فإنه يمكن أن يندرج ضمن السقاالت التعليمية ،منها على سبيل المثال:
.1المساعدة اللفظية( :أحسنت ،تابع ،أضف كلمة.)..
.4الخرائط الذهنية.
.5الصور.
.6فيديو توضيحي.
.7المخططات البصرية.
.11تحليل المهمات.
.12لوحات التعلم المعلقة على الجدار.
يق وم المعلم والطالب ب أداء المهم ة معًا ،مث ال :يطلب المعلم من الطالب تك وين جم ٍل تص ف الص ورة
المعروضة ،يكتب المعلم بعض األمثلة ،ثم يطلب من الطالب تدوين األمثلة على دفاترهم.
في هذا المستوى ..يتوقع من الطالب أداء المهمة بشكل مستقل وبسرعة وإنسيابية)2( .
التحديات والفوائد
يوجد العديد من الفوائ د والتح ديات الس تراتيجية الس قاالت التعليمي ة ،وإن إدراك ه ذه المزاي ا والتح ديات
يساعد المعلم في تعلم وتطبيق هذه االستراتيجية بالشكل األمثل.
التحديات:
تتطلب وقتًا طوياًل في تطبيق المهارة:
.1تحتاج لمهارة عالية من قبل المعلم في التخطيط وفي تنفيذ هذه االستراتيجية.
.2تنطلق هذه االستراتيجية من المهارة األكاديمية أو المفه وم العلمي ،دون الترك يز أو الب دء باحتياج ات
الطالب واهتماماته أو قدراته ،فعلى سبيل المثال :تعمل على تحليل نص ،وتقدِّم تد ّرجًا في تعليم ه للطالب،
دون النظر إلى اهتمامات الطالب بمحتوى أو موضوع النص.
.3نظرية السقاالت تتضمن قدرًا من العمومي ات ،حيث يطلب من المعلم التفك ير بك ل موق ف تعلم بش كل
منفصل ،ثم يقوم بتصميم أنشطة أو استراتيجيات فرعية؛ لتعليم المفهوم ،وقد يفتقر المعلمون ألدلة أو أمثلة
ضعف في تنفيذها.
ٍ شاملة لكيفية تطبيق هذه االستراتيجية ،مما يؤدي إلى
مزايا االستراتيجية:
.3تعمل على تخطيط وتنظيم مواقف التعلم بشكل محكم ،وال تترك مجااًل لالرتجال أو العشوائية.
.4تزيد من وقت انغماس الطالب في التعلم ،وتقلل من أوقات التعلم المهدرة.
في الختام تجدر اإلشارة إلى أن استراتيجية الس قاالت التعليمي ة ال تع ني قي ام المعلم بتق ديم تعليم متمح ور
حول أدائه ،أو تعليم تلقيني يتحكم به المعلم بكل نسق الدرس ،بل على العكس تما ًما ،فسقاالت التعلم تع ني:
قيام المعلم بتحضير أنشطة وأدوات تساهم في دعم سير تعلم الطالب قبل فشلهم .باإلض افة إلى قي ام المعلم
بإتاح ة الفرص ة للطالب لالنخ راط بنش اط التعلم ،بحيث يعم ل على مالحظتهم ،وتق ديم أش كال مس اعدة
متعددة لهم؛ ليحققوا التعلم المطلوب منهم.
واستعرض تقرير «التحول الوطني واق ٌع نعيشه» جهود منظوم ة البرن امج وأب رز المنج زات ال تي نتجت
عن تلك الجهود ،يُ ذكر أن برن امج التح ول الوط ني عم ل على إطالق 253مب ادرة يق وم على تنفي ذها 7
جه ات قائ دة هي( :وزارة االقتص اد والتخطي ط ،وزارة البيئ ة والمي اه والزراع ة ،وزارة الع دل ،وزارة
التج ارة ،وزارة االتص االت وتقني ة المعلوم ات ،وزارة الم وارد البش رية والتنمي ة االجتماعي ة ،وزارة
االستثمار) باإلضافة إلى أكثر من 50جهة مشاركة.
كما اشتملت صفحات تقرير "التحول الوطني واق ٌع نعيشه" على نبذة تعريفية بالبرنامج ومسيرته ،واإلنجازات
التي حققها البرنامج مقسمةً إلى 7أقس ام تمث ل األبع اد الرئيس ية للبرن امج ،وتش مل :تحقي ق التم يز في األداء
الحكومي ،وضمان استدامة الموارد الحيوية ،وتعزيز التنمية المجتمعية وتطوير القطاع غير الربحي ،وتمكين
فئات المجتمع من دخول سوق العمل ورفع جاذبيته ،والتحول ال رقمي ،واإلس هام في تمكين القط اع الخ اص،
وتطوير الشراكات االقتصادية ،باإلضافة إلى قسم يستعرض أبرز مؤشرات قياس األداء ومستهدفاتها والقيمة
المحقق ة لع ام ،2022التزامًا بقيم الش فافية ال تي انتهجته ا رؤي ة المملك ة العربي ة الس عودية 2030ب إعالن
األهداف والخطط ومؤشرات قياس األداء.
أنسنة التعليم
نسنة التعليم … حتى ال تكون المدارس جسداً بال روح
هند محمد البشيتي 2020/04/02 رأي
تتزاحم الدول متنافسة لتحقيق التقدم في كافة المجاالت ،وهذا كان المحرك األساسي الستثمار الطاقات البشرية،
وانطالق الجهود الكثيفة نحو التعليم بوضع االستراتيجيات الحديثة للنظام التعليمي بكافة جوانب ه من أج ل بن اء
اإلنسان بنا ًء صحيحً ا على أسس وقواعد س ليمة قوي ة لبن اء مجتمع ات متقدم ة حض اريا ً واقتص اديا ً واجتماعي اً؛
فالمدرسة هي البيئة المناسبة ألي رغبة حقيقية في التغيير في المجتمع نحو األفضل ألن المدرسة مجتمع يتعامل
مع الفرد من طفولته حتى بلوغه مرحل ة الش باب ،وهي المرحل ة األهم في غ رس القيم وبن اء األخالق وتوجي ه
السلوك ،لذلك اتجهت الجهود إلى تبني اتجاهات وم داخل حديث ة في التعليم لالرتق اء بالعملي ة التعليمي ة التعلمي ة
لتحقيق الغايات المرجوة .ورغم ذلك كث يرة هي ال دول ال تي م ازالت تس ير بخطى بطيئ ة في ركب التق دم على
الرغم من اهتمامها بالتعليم و تبني سياسات عديدة لتط وير التعليم ،وق د س بقتها دول أخ رى وت ربعت في قائم ة
الدول المتقدمة عالميا ً على الرغم أنها تزيد عنه ا في الم وارد البش رية والمادي ة ،ومن هن ا انطلقت الص راعات
حول الغاية من التعليم ،وبدأت المساعي الحثيثة نحو توفير نوعي ة تعليم تكف ل التق دم المنش ود ،ويعت بر ه ذا من
الدوافع األساسية للمناداة بأنسنة التعليم ،من أجل اإلعداد لمس تقبل أفض ل باالهتم ام بالط الب كإنس ان وليس آل ة
تتلقى المث يرات لتص در االس تجابات ،فتض اؤل ال روح اإلنس انية فيم ا يتعلم الطالب يش كل خط ورة يجب ع دم
إهمالها في زمن تزايدت فيه األزمات والخالف ات فيجب منح الط الب الفرص ة في الح ديث عن نفس ه ،والتعب ير
عن مشاعره وإشباع حاجاته النفسية ،وتحويل المدارس إلى بيئة إنسانية نقية تتبنى قيما ً ومبادئا ً وم ودة ورفاهي ة
واحتراماً ،فنحن بحاجة إلى تغي ير الواق ع وجعل ه أك ثر إنس انية ح تى ينم و الف رد نم واً س ليماً ،يمتل ك المعرف ة
واع ،ويؤمن بالحوار ويتفاءل بالمستقبل ،ويس هم والمهارات العصرية والتفكير اإلبداعي ويواجه التحديات بعقل ٍ
في بناء حياة أكثر جماالً ورقياً.
*جعل التعليم لخدمة اإلنسانية واإلنسان وليس نقمة عليهما ،وبالتالي غرس مفاهيم االبتكار
*تحويل المعرفة إلى حكمة وثقة بالنفس وبناء الشخصية على التفكير اإلبداعي والتطوير
والتميز ومهارات إنسانية جديدة كالعمل التطوعي والجماعي.
*زرع األمل والتفاؤل والنظرة اإليجابية والتطلّع لألمام للمضي قُدما ً من أجل التطوير والنماء.
*تعزيز ثقافة الحوار واحترام التنوع الثقافي والحضاري والديني ونبذ التطرّ ف والمحسوبية واألنانية.
*جعل المؤسسيّة العنوان البارز للتطوير مع األخذ ب روح الق انون في بعض األحي ان دون الت دقيق بين الس طور
عند التعامل مع المحرومين والفقراء ومن على شاكلتهم.
* دراسة األبعاد واآلثار الجانبية اإلنسانية ألي قرار سيتم اتخاذه ،ليساهم ذلك في منظومة
*التوجيه الذاتي للمتعلم :ويقصد بذلك ضرورة إعطاء الحرية للمتعلم في تقرير ما يريد أن يتعلمه.
*التقويم الذاتي :يعد التقويم ال ذاتي في رأي االتج اه اإلنس اني من الش روط الض رورية لت دعيم االس تقاللية ل دى
المتعلم ،بل ويعتبر التقويم الذي يتخ ذ ش كل التق ديرات وال درجات والبطاق ات عوام ل من ش أنها إعاق ة العملي ة
التربوية.
* الشعور باالطمئنان :يجب توفير جو يتح رر في ه الط الب من التهدي د ح تى يش عر باألم ان وال ت تزعزع ثقت ه
بنفسه ،فالعملية التربوية تص بح أك ثر يس راً وأعم ق مغ زى وأك ثر دوام ا ً عن دما تتم في ج و خ ال من التهدي د،
فشعور الطالب باالطمئنان والسكينة يساعده على التعلم بصورة أفضل ،فهو بحاجة لتواصل إنساني جاد ،ولمعلم
يكون صدي ًقا له ،ويؤكد على كرامته.
* االهتمام بمشاعر الطالب بتهيئة الفرصة للفرد لكي ينمي مشاعره داخل المدرسة ،فالتعليم األمثل ه و اكتس اب
معلومات وتجارب جديدة ،وكذلك اكتشاف مغزى هذه المعلومات والتج ارب من خالل التعلم ال ذاتي ،فق د تفش ل
المدارس في تحقيق رسالتها ليس بسبب عجز الطالب في المعرف ة ،وإنم ا بس بب ع دم تهيئ ة الفرص ة لهم لكي
ينموا مشاعرهم الذاتية تجاه األشياء واألحداث المعرفية بوجه عام.
إن اإلعداد لمستقبل أفضل يتم إذا ما خططنا التخطيط السليم لتعليم إنساني هادف ،فتطوير العقل شكل من أشكال
اإلنجاز الثقافي الذي تلعب المدرسة وبرامجها دورً ا هامًا فيه بالتعاون مع المجتمع ،وإذا آمنا وتبنينا هذا المنحى،
وقمنا بإدخال هذه المقترح ات واأله داف س نكون ق د حص لنا على ج زء كب ير من اإلص الح الحقيقي واألص يل
لمناهجنا وبرامجنا ومدارسنا ونظامنا التعليمي ،وستتاح الفرصة ألبنائنا لتشكيل شخصياتهم المستقلة التي بدونها
لن يكون تقدما ً حقيقيا ً أو تنمية مستدامة ،ولكن ذلك يتطلب التعاون والعمل الجاد من جميع المعنيين لالنتقال من
الجانب النظري إلى المجال العملي.
الثقافة الهادفة :على المدرسة أن تغ رس أش كاال متع ددة من الثقاف ة ،فالمدرس ة يجب أن تنمي بعض
األنماط الثقافية -مثل الفنون -بين طالبه ا ح تى يص بحوا متط ورين ثقاف ًي ا وفن ًي ا ويمتلك ون ذوق ا ً فني ا ً
وجماليا ً ويشاركوا ذلك مع اآلخرين.
أيض ا تنمي ة مه ارات الطالب في العم ل م ع التع+++اون والعم+++ل الجم+++اعي :من أه داف التعليم ً
اآلخرين جماعيًا وتعاونيًا وبانسجام ،وخصوصً ا مع الطالب المختلفين عنهم ثقافي اً ،ومث ل ه ذا التعليم
يمكن أن يعم ل فر ًق ا في حي اة الطالب في الحاض ر والمس تقبل ،فعملي ة التع اون تول د أفك ارا جدي دة
وتطور مهارات اجتماعية يحتاج إليها الطالب في جميع مناحي الحياة.
الخدمة المجتمعية :خلق وإيجاد الشروط التي يمكن من خاللها أن يساهم الطالب في خدم ة مجتمعهم
األك بر بص ورة إيجابي ة ،ف التعليم يجب أن يك ون أك بر من اإلنج از الف ردي ال ذي يه دف إلى خدم ة
الطموحات الشخصية ،فالتعبير عن الشكر واالمتنان للمجتمع والوطن هو فضيلة خلقية.
القدرة على التكيف :وهي القدرة على الخروج من المواقف والمعتق دات الثابت ة والق درة على التغي ير
واكتساب قدرات ومهارات جديدة ،وهذه قدرة على تعلم أشياء جديدة وإيجاد طرق ووسائل للتكيف مع
المتغيرات والمفاجآت بحكم ة وات زان دون تس رع ،والتص دي له ا إم ا ب التكيف أو بإيج اد الحل ول أو
البدائل.
حتى ال تكون المدارس جسداً بال روح ،يجب االهتمام بتجربة أنسنة التعليم لجمي ع المعن يين ،الطالب والمعلمين
واإلداريين ،فتكون مركزاً الكتساب فهم أعمق لم ا يعني ه حق ا ً أن تك ون إنس اناً ،ذات من اخ يش جع الطالب على
التركيز على ما هو داخل أنفسهم ،فليس هناك أسوأ من الفشل في التعرف على إنسانية المتعلم ورعايتها ،فالدور
األساسي للتعليم غرس المعرفة والثقة لدى الطالب ومس اعدته على التكي ف م ع المه ارات والقيم الجدي دة بحيث
يكون قادراً على إحداث فرق في مجتمع اليوم ،ويساهم في بن اء مس تقبل أفض ل ،ل ذا يجب أن ن ؤمن أن اله دف
ال رئيس للمدرس ة ليس ه و مس اعدة الطالب على أن يجي دوا عملهم ولكن لمس اعدتهم على أن يعمل وا جي ًدا في
الحياة التي سيمارسونها خارج المدرسة ،ولذلك من الضروري أن تمنح أنسنة التعليم مكانا ً ليس فقط من الناحي ة
النظرية ولكن أيضا من الناحية العملية ،كما يجب تنظيم أنشطة المتعلمين وإدارتها ،مع توفير الظروف األفض ل
للتنمية ،حتى يستطيع الفرد التعلم وفق قدراته واس تعداده للنم و والتط ور وف ق ظ روف وبيئ ات يق وم بإع دادها
واختيارها ،وكذلك تطوير برامج تراعي الخصائص العمرية للطالب ،واالحتياجات الفردية لهم ،والترك يز على
االهتمام بالمن اخ الص في المفت وح ال ذي يس وده التس امح والخ الي من التهدي د والنق د ،والبعي د عن اس تخدام أي
محددات تعيق الطلبة من االستمرار واالندماج في نشاطهم الصفي.