You are on page 1of 19

‫قالون جياللي‬

‫الصناعات الثقافية كخيار استراتيجي لتنويع االقتصاد الوطني‪:‬‬


‫مع اإلشارة إلى بعض التجارب الدولية الناجحة‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬قالون جياللي‬

‫‪Abstract :‬‬ ‫الملخص‪:‬‬

‫‪The aim of this research is to determine‬‬ ‫هدفت هذه الورقة البحثية إلى تحديد المعنى العميق‬
‫‪the true meaning of the cultural industry, the‬‬
‫‪investment in the cultural field, and to‬‬ ‫للصناعة الثقافية‪ ،‬ومعالجة خيار االستثمار في الحقل‬
‫‪investigate the various economic advantages‬‬ ‫الثقافي‪ ،‬ورصد مختلف المنافع االقتصادية الممكن تحقيقها‬
‫‪could be realized through the investment in the‬‬
‫من االستثمار في قطاع الثقافة‪ .‬ولقد اتبع الباحث المنهج‬
‫‪sector .‬‬
‫‪The methodology adopted by the‬‬ ‫الوصفي الذي يالئم هذا النوع من البحوث المتعلقة بظاهرة‬
‫‪research is the descriptive approach which is‬‬ ‫متعددة األبعاد‪ ،‬محاوال بذلك وصفها بطريقة كيفية مع توضيح‬
‫‪suitable to analysis the multidimensional‬‬
‫‪issues. The approach mentioned seeks to‬‬ ‫العالقة بين متغيراتها‪ .‬وقد توصل البحث إلى جملة من النتائج‬
‫‪figure out the relationship between the‬‬ ‫أهمها‪ :‬الدول التي تمتلك رصيدا ثقافيا يمكنها االستثمار فيه‬
‫‪variables included.‬‬
‫‪The research concluded that the countries‬‬ ‫لدعم اقتصاداتها‪ ،‬والجزائر تزيد عنها بالتنوع الثقافي‪ ،‬الذي‬
‫‪can invest their cultural asset to support their‬‬ ‫يمكنه اعتباره كموارد متعددة‪ .‬وبالتالي يمكن إقامة صناعات‬
‫‪economies, and we should also say that‬‬
‫‪investment in cultural sector it not only a‬‬ ‫ثقافية متعددة‪ .‬كما يجب القول أن االستثمار في القطاع‬
‫‪strategic option but it is strategic necessity .‬‬ ‫الثقافي بالنسبة للجزائر لم يعد خيا ار استراتيجيا اقتصاديا فقط‪،‬‬
‫‪Keywords: Culture, Industry, Cultural‬‬
‫بل هو أكثر من ذلك‪ ،‬إنه ضرورة استراتيجية مرتبطة بكيان‬
‫‪Industries,‬‬ ‫‪Investment,‬‬ ‫‪Economic‬‬
‫‪Diversification.‬‬ ‫حضاري يجب أن يفرض وجوده في ظل عولمة ثقافية ال‬
‫تعترف بالحدود الثقافية‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الثقافة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬الصناعات الثقافية‪،‬‬
‫االستثمار‪ ،‬تنويع االقتصاد‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫كان وال زال منذ القدم االشتغال بالثقافة بألوانها المختلفة هو ديدن األفراد من ذوي المواهب والقدرات الفذة‪.‬‬
‫فبنت الثقافة األفراد والمجتمعات وشكلت الحضارات‪ .‬كما أنها كانت وال تزال محل اهتمام الساسة ورجال اإلعالم‬
‫والمنظرين والمشتغلين بالعلوم على مختلف مشاربهم الفكرية والمهتمين باألعمال واالقتصاد ليسوا استثناء من ذلك‪.‬‬
‫ولما كان االستثمار بمفهومه العام أساس كل عملية تنموية فإن ذلك يقضي البحث عن استغالل وتثمين‬
‫ّ‬
‫كل مورد متاح‪ .‬خاصة في ظل شح الكثير من الموارد التي وانحسار عائداتها‪ .‬لذلك انتهجت العديد من الدول‬

‫‪ 1‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪Email: k_djilali@univ-adrar.dz .‬‬


‫‪40‬‬
‫قالون جياللي‬

‫المتقدمة منها والنامية على حد سواء نهج التنويع في استغالل مواردها وبالتالي تنويع تحصيل إيراداتها‪ .‬وهذا خيار‬
‫استراتيجي فعال يجنب الدول خاصة التي كانت تتميز بأنها أحادية الموارد تبعات األزمات‪.‬‬
‫في هذا السياق العام يظهر خيار االستثمار في الصناعات الثقافية التي تمتلك كل الشعوب قسطا منها‬
‫بشكل أو بآخر‪ ،‬وهذا من أجل تحقيق عوائد استراتيجية قد ال تتمكن العوائد االقتصادية لوحدها من التعبير عنها‪.‬‬
‫مما سبق يمكن بلورة إشكالية هذه الورقة البحثية حول السؤال الرئيس التالي‪:‬‬
‫إلى أي مدى يمكن اعتبار الصناعات الثقافية كخيار استراتيجي لتنويع االقتصاد الوطني ؟‬
‫حتى يمكن اإلجابة عن السؤال اعاله كان ال بد من تجزئته إلى األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما معنى الصناعة الثقافية ؟‬
‫‪ -‬ما مجاالت االستثمار في الصناعات الثقافية ؟‬
‫‪ -‬ما دواعي االهتمام بالصناعات الثقافية ؟‬
‫‪ -‬ما هو واقع قطاع الثقافة في الجزائر ؟‬
‫‪ -‬ما هي آليات تمويل االستثمار في قطاع الثقافة في الجزائر ؟‬
‫‪ -‬ما هي مختلف العوائد المكن تحقيقها من االستثمار في قطاع الثقافة ؟‬
‫ويهدف هذا البحث إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد معنى الصناعات الثقافية؛‬
‫‪ -‬كشف اللثام عن دواعي االهتمام بالصناعات الثقافية‬
‫‪ -‬معرفة آليات تمويل االستثمار في قطاع الثقافة في الجزائر؛‬
‫‪ -‬تبيين مختلف العوائد المكن تحقيقها من االستثمار في قطاع الثقافة‪.‬‬
‫ويمكن توضيح أهمية البحث في نقطتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬األهمية العملية‪ :‬تظهر من لفت النظر إلى ضرورة التفكير الجاد في التوجه نحو استغالل موارد اقتصادية‬
‫متاحة‪.‬‬
‫‪ -‬األهمية العلمية‪ :‬سمح هذا البحث بانتهاج أسلوب علمي لالستغالل االقتصادي لما هو موجود في الواقع من‬
‫موارد ثقافية‪.‬‬
‫لهذا تم اللجوء إلى استخدام المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬الذي يالئم هذا النوع من الدراسات‪ ،‬باعتباره‬
‫بحثا يتعلق بظاهرة تقوم على عالقات متداخلة‪ ،‬محاوال بذلك وصفها بطريقة كيفية وتحليل المعطيات المتحصل‬
‫عليها‪.‬‬
‫وكمحاولة لإلجابة عن األسئلة‪ ،‬وتحقيق األهداف السابقة‪ ،‬تمت هيكلة البحث في ثالثة أجزاء‪ :‬نحاول‬
‫التعرض في الجزء األول إلى تعريف بمفهوم الصناعات الثقافية‪ .‬وفي الجزء الثاني نحاول التحدث عن االستثمار‬
‫في الصناعات الثقافية‪ ،‬وفي الجزء الثالث نحاول عرض وتحليل مختلف العوائد الممكن تحقيقها من االستثمار‬
‫في القطاع الثقافي‪.‬‬
‫وسنعمل على تفصيل خطة البحث كما يلي‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫قالون جياللي‬

‫أوالً – ماهية الصناعة الثقافية‪:‬‬


‫حتى نتمكن من تقديم تعريف دقيق لهذا المصطلح المركب من صفة وموصوف‪ ،‬نحاول بداية التعريف‬
‫بالصناعة أوالً‪ ،‬ثم الثقافة‪ ،‬ومن بعدها نحاول الربط بينهما لنستخلص معنى الصناعة الثقافية‪.‬‬
‫‪ – 1‬الصناعة‪:‬‬
‫أ – لغة‪:‬‬
‫تعني الصناعة لغة حرفة الصانع وعمله‪ .‬وهي من فعل صنع‪ ،‬فنقول صنع الشيء بمعنى ِ‬
‫عمَل ُه‪ .‬وما‬
‫أحسن صنع هللا‪.1‬‬
‫وهي ترجمة للكلمة الفرنسية (‪ ،)Industrie‬واالنجليزية (‪ .)Industry‬وهي مشتقة من الكلمة الالتينية‬
‫(‪ )Industria‬والتي تعني نشاط‪ .‬وهي تشير بذلك إلى مجموع األنشطة االقتصادية التي تنتج منتجات مادية من‬
‫خالل تحويل المواد األولية‪.2‬‬
‫ب – اصطالحاً‪:‬‬
‫يمكن تعريف الصناعة على أنها‪ « :‬فروع النشاط االقتصادي التي تتولى القيام بتحويل المواد االولية‬
‫الزراعية والخامات المعدنية وغيرها من الموارد الطبيعية من شكلها الهام او البسيط إلى منتجات ارقى قابلة للتداول‪،‬‬
‫تلبي حاجات اإلنسان في اإلنتاج واالستهالك واالستثمار »‪.3‬‬
‫عرف أيضا بأنها‪ :‬نشاط بشري يهدف إلى تحويل مادة أو أكثر إلى مواد جديدة ذات خصائص تختلف‬
‫وتُ ّ‬
‫في الشكل أو الطبيعة أو مجال االستخدامات‪ .‬ومن الجانب اإلحصائي تشير إلى مجموعة من المؤسسات التي‬
‫تقوم بنشاط متجانس‪ ،‬وتهدف إلى إنتاج نوع أو أنواع من المنتجات‪ .4‬فنقول مثال صناعة النسيج‪ ،‬صناعة األغذية‪،‬‬
‫صناعة التعدين‪...‬الخ‬
‫‪ – 2‬الثقافة‪:‬‬
‫عرف مفهوم الثقافة وفقا لماء جاء في اإلعالن العالمي لمنظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‬
‫ُي ّ‬
‫(‪ )UNESCO‬بشأن التنوع الثقافي على أنها‪ « :‬مجموعة متنوعة من الخصوصيات الروحية والمادية والفكرية‬
‫والعاطفية التي تميز مجتمعا معينا‪ ...‬وهي تشمل الفن واألدب وأنماط الحياة وطرق العيش المشترك ونظم القيم‬
‫والتقاليد والمعتقدات »‪.5‬‬
‫وحسب الخطة الشاملة للثقافة العربية لعام ‪ 1985‬فإن الثقافة تعني‪ « :‬مجموعة المعارف وااللتزامات‬
‫األخالقية وطرائق التفكير واإلبداع الجمالي والفني والمعرفي والتقني وسبل السلوك والتصرف والتعبير‪.6» ...‬‬

‫‪ 1‬جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوز آابدي‪( ،‬حتقيق‪ :‬أنس حممد الشامي‪ ،‬زكراي جابر أمحد)‪ ،‬القاموس احمليط‪ ،‬دار احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،2008 ،‬ص ‪.951‬‬
‫‪2‬‬
‫‪LAROSSE: Dictionnaire Encyclopédique illustré, Paris, 1993, p 804.‬‬
‫‪ 3‬بن هنية خمتار‪ « ،‬اسرتاتيجيات وسياسات التنمية الصناعية‪ :‬حالة البلدان املغاربية »‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪،2008 ،‬‬
‫ص ‪.5‬‬
‫‪ 4‬حوسني مصباح العالم‪ « ،‬مستقبل التنمية الصناعية العربية يف ظل اتفاقيات منظمة التجارة العاملية ذات الصلة ابلصناعة »‪ ،‬جملة الدراسات البيئية‪ ،‬م ‪ ،11‬ع ‪ ،2010 ،3‬ص ‪.121‬‬
‫‪ 5‬منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة‪ ،‬معهد اليونسكو لإلحصاء‪ ،‬إطار اإلحصائيات الثقافية لليونسكو لعام ‪ ،2009‬مونرايل كندا‪ ،2009 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 6‬املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم‪ ،‬البقاء من أجل االستدامة‪ ،2017 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪42‬‬
‫قالون جياللي‬

‫ويرى (كوفايرون) أن الثقافة‪ « :‬تش م م م م م مممل القيم المادية والالمادية التي يخلقها اإلنس م م م م م ممان في س م م م م م ممياق تطوره‬
‫يعبر بها من خالل حياته وطرائقه في‬
‫االجتماعي وتجربته التاريخية‪ ...‬وبجملة موجزة هي إنجازات اإلنسممان التي ّ‬
‫التفكير والسلوك والعمل‪ ،‬والتي تأتي نتاجاً لتفاعله مع الطبيعة ومع غيره من البشر »‪.1‬‬
‫ويرى الباحثون أن الثقافة تش م م مممل مزيجا من المص م م ممنوعات اليدوية واإلنتاج الص م م ممناعي والتكنولوجيا واإلنتاج‬
‫‪.2‬‬
‫األدبي والنظريات العلمية واللغة التي تنقل التراث جيال عن جيل‬
‫يتضح معها معنى الثقافة أكثر وهذا‬
‫من خالل التعريفات السابقة وغيرهما كثير نستنتج جملة من األفكار ّ‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تشم م م ممير الثقافة إلى نتاج العقل البشم م م ممري‪ ،‬في جانبه المادي أو الالمادي‪ ،‬فهي بذلك وسم م م مميلة إلشم م م ممباع حاجات‬
‫ورغبات‪ ،‬أو وسيلة للتعبير عن أفكار أو أحاسيس؛‬
‫‪ -‬تعتبر الثقافة أداة للتميز؛‬
‫‪ -‬تنتقل الثقافة طوعا بين أفراد المجتمع ما دام الكل يعيش في المجتمع نفسه؛‬
‫‪ -‬انطالقا مما سبق‪ ،‬يمكن القول بأنه يمكن اعتبار المنتجات المادية والالمادية لمجتمع يمكن التعريف به كمورد‬
‫ثمين متفرد بطبيعته له قيمة جمالية إنسانية‪ .‬ومنه يمكن التفكير في استغالله اقتصاديا‪ .‬بمعنى يمكن إنتاجه‬
‫وتداوله‪ .‬ومن هنا يبرز مصطلح الصناعة الثقافية‪.‬‬
‫‪ – 3‬الصناعة الثقافية‪:‬‬
‫بالجمع بين مصطلحي الصناعة والثقافة نحصل على مفهوم جديد وهو الصناعة الثقافية الذي يعني‪:‬‬
‫« الصناعات التي تنتج وتوزع السلع والخدمات الثقافية »‪ .3‬حيث ُيقصد بالسلع الثقافية تلك السلع التي تنقل‬
‫األفكار وأساليب العيش مثل الكتب والمجالت وبرامج الحاسوب واألفالم والبرامج السمعية البصرية والحرف‬
‫واألزياء‪...‬الخ‪ .‬أما الخدمات الثقافية فتشير إلى تلك األنشطة التي تهدف إلى تلبية االحتياجات الثقافية مثل‪:‬‬
‫أنشطة الترخيص‪ ،‬الخدمات المتعلقة بحقوق المؤلف‪ ،‬أنشطة توزيع السلع السمعية البصرية‪ ،‬الخدمات المتعلقة‬
‫بحفظ الكتب والتسجيالت والصناعات الحرفية‪...‬الخ‪.4‬‬
‫وبعبارة أخرى فإن الصناعات الثقافية تعني األنشطة التي تنتج وتعيد إنتاج األعمال الثقافية حسب مبادئ‬
‫اإلنتاج الصناعي‪ ،‬أي أن األعمال الثقافية والفنية األصلية يمكن تحويلها إلى سلع استهالكية مثلها مثل السلع‬
‫الصناعية األخرى‪.5‬‬

‫‪ 1‬عثمان فراج‪ « ،‬الثقافة وعملية التنشئة االجتماعية يف الوطن العريب »‪ ،‬الثقافة والتسيري‪ ،‬جممع أعمال امللتقى الدويل املنعقد ابجلزائر أايم ‪ 30 - 28‬نوفمرب ‪ ،1992‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،1992 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 3‬منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة‪ ،‬اتفاقية محاية وتعزيز تنوع أشكال التعبري الثقايف‪ ،‬ابريس‪ ،2005 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 4‬جربيل حسني العريشي‪ « ،‬الصناعات الثقافية»‪ ،‬املدينة‪ ،‬صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة املدينة للصحافة والنشر‪ 25 ،‬جانفي ‪[ ،2012‬على اخلط]‪ ،‬مت زايرته يوم ‪ 22‬مارس ‪2018‬‬
‫على الساعة ‪ ،16:00‬متاح على الرابط‪http://www.al-madina.com/article/132133/?page=2 :‬‬
‫ع ‪ ،2016 ،17‬ص ص ‪،208‬‬ ‫‪ 5‬عالوة فوزي‪ « ،‬مسامهة يف صياغة مفهوم الصناعات الثقافية »‪ ،‬جملة الدراسات والبحوث االجتماعية‪ ،‬جامعة الشهيد محة خلضر‪ ،‬الوادي‪،‬‬
‫‪.209‬‬
‫‪43‬‬
‫قالون جياللي‬

‫من التعاريف السابقة نستن تج جملة من األفكار يتضح معها المعنى العميق لمصطلح الصناعات الثقافية‬
‫حتى نتمكن من توظيفه في إطار السياق العام للبحث وهذا كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقوم الصناعة الثقافية على منطق اقتصادي وذلك أنها تعتبر الثقافة موردا يمكن استغالله واالنتفاع منه‪.‬‬
‫واستغالله يكون باالستثمار فيه‪ .‬ويدخل هذا من باب التنويع في االستثمار واستغالل كل مورد متاح‪.‬‬
‫‪ -‬تشير الصناعة الثقافية ضمنيا إلى إيجاد قيمة مضافة مضاعفة في منتجاتها‪ ،‬القيمة األولى تنبع من اإلبداع‬
‫الذي هو محور الثقافة‪ .‬والثانية من الفعل االقتصادي الذي يعني إيجاد الثروة‪.‬‬
‫‪ -‬تصبح الثقافة وفق المنطق أعاله كمادة أولية تشتغل عليها الصناعة باعتبارها قطاعا من قطاعات النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬وبذلك نتوقع أن تخضع الثقافة للدورة االقتصادية بمعنى تنتج وتوزع وتستهلك منتجات تلك الثقافة‪.‬‬
‫وبتطبيق مراحل الدورة االقتصادية على قطاع الثقافة نحصل على مصطلح دورة الثقافة الذي يمكن تمثيله بيانيا‬
‫في الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)1‬دورة الثقافة‬

‫اإلبداع‬

‫االستهالك‬
‫اإلنتاج‬

‫العرض‬

‫النشر‬

‫المصدر‪ :‬منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‪ ،‬معهد اليونسكو لإلحصاء‪ ،‬إطار اإلحصائيات الثقافية‬
‫لليونسكو لعام ‪ ،2009‬مونريال كندا‪ ،2009 ،‬ص ‪.20‬‬

‫نالحظ من الشكل أعاله أن الدورة الثقافية تبدأ باإلبداع الذي يشير إلى ابتكار األفكار‪ ،‬ثم تأتي مرحلة‬
‫اإلنتاج التي تشير إلى استنساخ األشكال الثقافية القابلة للنسخ‪ .‬ثم مرحلة النشر التي تشير إلى عمل توزيع‬
‫المنتجات الثقافية‪ .‬ثم العرض (النقل‪ ،‬االستقبال) التي تشير إلى مكان استهالك الحدث الثقافي أو أداء عرض ما‪،‬‬
‫وتشير حتى إلى نقل التراث بين األجيال‪ .‬ومرحلة االستهالك (المشاركة) مثل قراءة الكتب‪.‬‬
‫‪ – 4‬مجاالت الصناعة الثقافية‪:‬‬
‫نعرض في الجدول أدناه حصيلة الجهود المضنية للتمييز بين الصناعات الثقافية والمفاهيم القريبة وكذلك‬
‫تحديد القطاعات أو المجاالت التي يشملها تعريف الصناعات الثقافية وهذا كما يلي‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫قالون جياللي‬

‫اجلدول رقم (‪ :)1‬تعريف الصناعة الثقافية‬


‫فرنسا‬ ‫اسبانيا‬ ‫أملانيا‬ ‫اململكة املتحدة‬
‫احلقل الثقايف‬ ‫الصناعة الثقافية‬ ‫الصناعة اإلبداعية والثقافية‬ ‫الصناعة اإلبداعية‬ ‫املصطلح املستخدم‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫هندسة العمارة‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫املرئي واملسموع‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الفنون االدائية‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫املكتبات‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫التصميم‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الفنون البصرية‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫النشر‬
‫‪‬‬ ‫االزايء‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الربجميات‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫اإلرث الثقايف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫املوسيقى‬
‫‪‬‬ ‫احلرف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫اإلعالن‬

‫المصدر‪ :‬اتحاد المعاهد االوربية الوطنية لدعم الثقافة‪ ،‬تطوير الصناعات الثقافية اإلبداعية في األردن‪:‬‬
‫دعوة للعمل‪ ،2013 ،‬ص ‪9‬‬

‫ثانياً – االستثمار في الصناعات الثقافية‪:‬‬


‫تحتاج الدول ذات الموارد المحدودة أو ذات المورد الوحيد إلى تثمين مختلف مواردها المختلفة لرسم مستقبل‬
‫لجيل واع بالتحديات التي تحيط به‪ .‬ويمكن في هذا السياق االلتفاتة إلى الثقافة واالستثمار فيها‪ .‬إذ تعتبر منظمة‬
‫األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم أن‪ « :‬الصناعات الثقافية واإلبداعية من أسرع الصناعات نموا في العالم‪...‬‬
‫وهي خيار إنمائي مستدام‪ ...‬ويعتمد على مورد فريد ومتجدد وهو اإلنسان المبدع »‪.1‬‬
‫وبما أن الجزائر ليست في غنى عن هذا االتجاه‪ ،‬ففي ظل سعيها الحثيث إلى تنويع مصادر دخلها‪ ،‬وعدم‬
‫رهن مستقبل األجيال بمورد آيل للزوال‪ ،‬كان ال بد من التفكير في استغالل ما يمكن استغالله‪ .‬هذه وسنحاول في‬
‫هذه النقطة القيام بقراءة موضوعية في إمكانية تحقيق االستثمار في قطاع الثقافة الذي نحسبه خيا ار من الخيارات‬
‫االستراتيجية‪ .‬أمال في أن يحرك هذا االستثمار قطاع الثقافة نفسه‪ .‬وكذلك ما يرتبط به من قطاعات أخرى‪.‬‬
‫‪ – 1‬دواعي االهتمام المتزايد باالستثمار في قطاع الثقافة‪:‬‬
‫يمكن تلخيص أسباب االهتمام باالستثمار في المجال الثقافي بصفة عامة وفي الدول النامية مثل الجزائر‬
‫خاصة في جملة من النقط نذكرها كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬هدى اخلميس كانو‪ « ،‬االقتصاد واملورد الثقايف »‪ ،‬مت نشره يوم ‪ 05‬مارس ‪ ،2016‬يومية احلياة‪[ ،‬على اخلط]‪ ،‬مت زايرته يوم ‪ 20‬مارس ‪ 2018‬على الساعة‪ ،17:00 :‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.alhayat.com/Opinion/Huda-AlKhamis-Kano/14323268/‬‬

‫‪45‬‬
‫قالون جياللي‬

‫أ – ترى خبيرة االقتصاد (فرانسواز بن حمو) أن طبيعة المنتجات الثقافة تجعلها ال تخضع لتفسير المنفعة الحدية‪،‬‬
‫وذلك أن استهالك الفرد لمقدار من الثقافة سيزيد من استهالكه كلما رغب في المزيد‪ .‬ومثل ذلك الفرد الذي تعود‬
‫منذ صغره على المطالعة وحضور العروض الفنية الراقية فسيتابع ذاك في كبره‪ .‬في حين أنه كلما استهلك الفرد‬
‫وحدة معينة زادت درجة إشباعه إلى أن يصل إلى حد االشباع فيتوقف عن االستهالك‪.1‬‬
‫ب – تُعتبر الصناعات الثقافية من بين أقل الصناعات استنزافا للموارد الطبيعية الثمينة‪ ،‬وأقل النشاطات تلويثا‬
‫للبيئة‪.2‬‬
‫ج – ضخامة حجم استيراد مختلف المنتجات الثقافية الغربية وهذا حتى في أبسط الوسائل التعليمية والتربوية‪،‬‬
‫والسبب في ذلك ضعف أو انعدام اإلنتاج المحلي‪ ،‬والمشكلة في ذلك أن تلك المنتجات تحمل ثقافة معينة قد ال‬
‫تتفق كثي ار مع ثقافة الشعوب الواردة إليها‪ .‬كما أن األمر متعلق بتنشئة جيل يعد بمثابة المخزون االستراتيجي‬
‫لألمة‪ .‬وبذلك يمكن القول أن إقامة صناعة ثقافية يسمح بتحويل ما يقابلها من أموال في سبيل استيراد أشياء أخرى‬
‫أكثر تعقيدا‪.3‬‬
‫د – وجود مواهب حقيقية تحمل طاقات جاهزة لإلبداع‪ ،‬وعليه فاستغاللها يضمن الإلفادة منها وتعميم تلك الفائدة‬
‫على باقي فئات المجتمع‪.4‬‬
‫‪ – 2‬اإلطار التشريعي لالستثمار في القطاع الثقافي‪:‬‬
‫سنعرض في هذه النقطة إلى مختلف النصوص التشريعية التي استطعنا رصدها والمتعلقة باالستثمار عامة‬
‫واالستثمار في القطاع الثقافي وهذا كما يلي‪:‬‬
‫أ – التشريعات العامة المتعلقة باالستثمار في القطاع الثقافي‪:‬‬
‫يجب اإلشارة بداية إلى أنه ابتداء من ‪ 2010‬أصبح االستثمار في مجال القطاع الثقافي يخضع ألحكام‬
‫األمر رقم (‪ )03-01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ ،2010‬المعدل والمتمم‪ ،‬والمتعلق بتطوير االستثمار‪ .5‬وهذا حسب‬
‫المادة ‪ 48‬من القانون رقم (‪ )09-09‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2009‬والمتضمن قانون المالية‪ ،‬وهذا دون المساس‬
‫بالقوانين واألنظمة السارية المفعول‪ .‬حيث تنص صراحة على أنه‪ « :‬تخضع لترتيبات األمر ‪ 03-01‬المعدل‬
‫والمتمم والمتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬االستثمارات المحققة من طرف الشركات التي تستهدف النشاطات الثقافية وال‬
‫سيما تلك المتعلقة بالسينما والكتاب »‪.6‬‬

‫‪ 1‬خمالدي أنيسة‪ « ،‬االستثمار يف الثقافة‪ ...‬حتدي الدول الناشئة »‪ ،‬جريدة الشرق األوسط‪ ،‬ع ‪ 6 ،12639‬جويلية ‪[ ،2013‬على اخلط]‪ ،‬متت زايرته يوم ‪ 30‬مارس ‪ 2018‬على‬
‫الساعة‪ ،19:00 :‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://archive.aawsat.com/details.asp?section=19&issueno=12639&article=735186#.Wr6HZzNNg_4‬‬
‫‪ 2‬آالن ويتلي‪ « ،‬النمط اآلسيوي »‪ ،‬التمويل والتنمية‪ ،‬ع ‪ ،51‬جوان ‪ ،2014‬صندوق النقد الدويل‪ ،‬واشنطن‪ ،‬ص ص ‪.15 ،14‬‬
‫‪ 3‬أوكيل حممد السعي ّد‪ ،‬فين عاشور‪ « ،‬الصناعات الثقافية وأبعادها االسرتاتيجية »‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬ع ‪ ،2003 ،2‬ص ص ‪.17 ،16‬‬
‫‪ 4‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 5‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬رائسة اجلمهورية‪ ،‬األمر رقم ‪ ،03 – 01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪ ،2001‬يتعلق بتطوير االستثمار‪( ،‬اجلريدة الرمسية)‪ ،‬ع ‪ ،47‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬أوت‬
‫‪ ،2001‬ص ص ‪.9 - 4‬‬
‫‪ 6‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬رائسة اجلمهورية‪ ،‬القانون رقم ‪ ،09 – 09‬املؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،2009‬يتضمن قانون املالية لسنة ‪( ،2010‬اجلريدة الرمسية)‪ ،‬ع ‪ ،78‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 31‬ديسمرب ‪ ،2009‬ص ‪.17‬‬
‫‪46‬‬
‫قالون جياللي‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه تم إلغاء أحكام األمر رقم (‪ ،)03-01‬بموجب المادة ‪ 37‬من القانون رقم (‪-16‬‬
‫‪ )09‬المؤرخ في ‪ 3‬أوت ‪ ،2016‬والمتعلق بترقية الالستثمار‪ .‬وهذا دون المساس بالحقوق والمزايا التي التي اكتسبها‬
‫المستثمر بموجب التشريعات السابقة لهذا القانون والتي أنشأت تدابير لتشجيع االستثمار‪ .‬حيث تنص المادة ‪35‬‬
‫من القانون رقم (‪ )09 -16‬على أن االستثمارات المستفيدة من المزايا المنصوص عليها في القوانين المتعلقة‬
‫بترقية وتطوير االستثمار السابقة لهذا القانون‪ ،‬وكذا مجموع النصوص الالحقة‪ ،‬تبقى خاضعة لهذه القوانين إلى‬
‫غاية انقضاء مدة هذه المزايا‪.1‬‬
‫وبذلك نستنتج أن االستثمارات في المجاالت الثقافية تستفيد بدورها من نفس االمتيازات التي تستفيد منها‬
‫االستثمارات األخرى‪ .‬ومن أهم هذه االمتيازات نذكر اآلتي‪:2‬‬
‫‪ -‬في مرحلة اإلنجاز‪ :‬اإلعفاء من الحقوق الجمركية بالنسبة للسلع المستوردة التي تدخل في إنجاز االستثمار‪،‬‬
‫اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة بالنسبة للسلع المستوردة أو المنتجة محليا التي تدخل في إنجاز االستثمار‪،‬‬
‫اإلعفاء من دفع حق نقل الملكية بعوض الرسم على اإلشهار العقاري عن كل المقتنيات العقارية التي تدخل في‬
‫إطار االستثمار المعني‪ ،‬تخفيض بنسبة ‪ % 90‬من مبلغ اإلتاوة اإليجارية السنوية المحددة من قبل مصالح أمالك‬
‫الدولة‪ ،‬اإلعفاء لمدة عشر (‪ )10‬سنوات من الرسم العقاري على الملكيات العقارية التي تدخل في إطار االستثمار‪،‬‬
‫اإلعفاء من حقوق التسجيل فيما يخص العقود التأسيسية‪.‬‬
‫‪ -‬في مرحلة االستغالل‪ :‬يحصل المستثمر في هذه المرحلة لمدة ثالث (‪ )3‬على االمتيازات التالية‪ :‬اإلعفاء من‬
‫الضريبة على أرباح الشركات‪ ،‬اإلعفاء من الرسم على النشاط المهني‪ ،‬تخفيض بنسبة ‪ % 50‬من مبلغ اإلتاوة‬
‫اإليجارية السنوية المحددة من قبل مصالح أمالك الدولة‪.‬‬
‫زيادة على ما سبق فإن االستثمارات المنجزة في مناطق الجنوب والهضاب العليا وكل منطقة أخرى تتطلب‬
‫تنميتها مساهمة خاصة‪ ،‬تستفيد من مزايا أخرى إضافية نذكر أهمها‪ :‬تكفل الدولة بنفقات أشغال المنشآت الضرورية‬
‫المتعلقة باالستثمار‪ ،‬منح أراضي بالدينار الرمزي للمتر المربع الواحد خالل فترة عشر (‪ )10‬سنوات للمشاريع‬
‫االستثمارية المقامة في مناطق الهضاب العليا‪ ،‬ولفترة ‪ 15‬سنة بالنسبة للمشاريع االستثمارية المقامة في مناطق‬
‫الجنوب الكبير‪.3‬‬
‫ويمكن أن تستفيد االستثمارات ذات األهمية الخاصة لالقتصاد الوطني من مزايا استثنائية‪ ،‬وهذا بعد‬
‫التفاوض واالتفاق بين المستثمر والوكالة الوطنية بتطوير االستثمار‪.‬‬
‫ب – التشريعات الخاصة بالقطاع الثقافي‪:‬‬
‫فضال عن االمتيازات التي يكتسبها القطاع الثقافي بموجب قانون االستثمار‪ ،‬فإنه يستفيد أيضا من بعض‬
‫التحفيزات واإلعفاءات الجبائية التي نذكر بعضها باختصار في اآلتي‪:‬‬

‫‪ 1‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬رائسة اجلمهورية‪ ،‬القانون رقم ‪ ،09 – 16‬املؤرخ يف ‪ 03‬أوت ‪ ،2016‬يتعلق برتقية االستثمار‪( ،‬اجلريدة الرمسية)‪ ،‬ع ‪ ،46‬الصادرة بتاريخ ‪ 03‬أوت‬
‫‪ ،2001‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ،09 – 16‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.20 ،19‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ ،09 – 16‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪47‬‬
‫قالون جياللي‬

‫‪ -‬تُعفى من الرسم على القيمة المضافة الورق الموجه بصورة حصرية لعمليات إنتاج وطبع الكتب طبقا للمواصفات‬
‫المحددة في القرار المشترك بين الوزير المكلف بالمالية والوزير المكلف بالثقافة‪ .‬وكذلك عملية اإلبداع واإلنتاج‬
‫والنشر الوطني للمؤلفات واألعمال على الخامل الرقمي‪.1‬‬
‫‪ -‬تُستثنى من وعاء الضريبة على الدخل اإلجمالي‪ ،‬المبالغ المحصلة على شكل اتعاب وحقوق المؤلف والمخترعين‬
‫بعنوان االعمال االدبية أو العلمية أو السينمائية‪ ،‬لصالح الفنانين والمؤلفين والموسيقيين والمخترعين‪.2‬‬
‫‪ -‬تستفيد من إعفاء دائم في مجال الضريبة على أرباح الشركات مبالغ اإليرادات المحققة من أعمال الفرق واألجهزة‬
‫الممارسة للنشاط المسرحي‪.3‬‬
‫‪ -‬في إطار تحديد الربح الجبائي‪ ،‬فإنه يمكن خصم التكاليف من الضريبة على الدخل اإلجمالي أو من الضريبة‬
‫على أرباح الشركات‪ ،‬والتي تكون متعلقة بالنشاطات ذات الطابع الثقافي التي تهدف إلى‪ :‬ترميم المعالم األثرية‬
‫والمناظر التاريخية المصنفة‪ ،‬ترميم التحف األثرية والمجموعات المتحفية وحفظها‪ ،‬توعية الجمهور وتحسيسه بجميع‬
‫الوسائل المتعلقة بالتراث المادي والالمادي‪ ،‬إحياء المناسبات التقليدية المحلية‪ ،‬المهرجانات الثقافية في إطار‬
‫النشاطات المساهمة في ترقية الموروث الثقافي ونشر الثقافة وترقية اللغتين الوطنيتين‪.4‬‬
‫‪ -‬تُعفى من الضريبة الجزافية الوحيدة مبالغ اإليرادات المحققة من قبل الفرق المسرحية‪ ،‬والحرفيون التقليديون‬
‫وكذلك األشخاص الذين يمارسون نشاطا فنيا‪.5‬‬
‫‪ – 3‬آليات تمويل مشاريع االستثمار في القطاع الثقافي‪:‬‬
‫يتم تمويل مشاريع االستثمار الخاصة بالقطاع الثقافي باالعتماد على عدة آلليات نذكرها باختصار في‬
‫اآلتي‪:6‬‬

‫أ ‪ -‬صناديق االستثمار‪:‬‬
‫أنشأت الدولة عدة صناديق استثمارات تسييرها شركات استثمارية مثل‪ :‬المؤسسة المالية لالستثمار‬
‫والمساهمة والتوظيف‪ ،‬الشركة المالية الجزائرية األوربية للمساهمة‪ .‬تكون مهمتها تمويل المشاريع التي باستطاعتها‬
‫المساهمة في إيجاد فرص عمل‪ ،‬والمساهمة في تنمية االقتصاد اإلقليمي‪...‬الخ‬
‫ب ‪ -‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪:‬‬
‫بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر تم توقيع اتفاق بين و ازرة الثقافة وو ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬يمكن‬
‫بموجبه للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب من تمويل مشاريع فنية وثقافية‪.‬‬
‫ج ‪ -‬صندوق تنمية الفن السينمائي وتقنياته وصناعته‪:‬‬

‫‪ 1‬وزارة املالية‪ ،‬املديرية العامة للضرائب‪ ،‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،2018 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ ،13‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ ،138‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ ،169‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪ ،282‬قانون الضرائب املباشرة والرسوم املماثلة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ 6‬كساب عمار‪ ،‬دليل املستثمر يف القطاع الثقايف يف اجلزائر‪ ،‬بروكسل‪ ،2016 ،‬ص ص ‪( .15 – 10‬بتصرف)‬
‫‪48‬‬
‫قالون جياللي‬

‫يتولى صندوق تنمية الفن السينمائي وتقنياته وصناعته مهمة المشاركة في تمويل اإلنتاج السمعي البصري‬
‫الجزائري وتمويله‪ ،‬وكذا المشاركة في تمويل التجهيز وفي عصرنة الصناعات التقنية وهياكل السينما والتلفزة‪ ،‬فضال‬
‫عن منح إعانات إلنتاج األفالم الجزائرية‪.1‬‬
‫د – الصندوق الوطني لترويج وتطوير الفنون واآلداب‪:‬‬
‫بناء على المادة الرابعة (‪ )4‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 9‬مارس ‪ ،1999‬فإنه تُمنح‬ ‫ً‬
‫اإلعانات قصد ترقية اإلبداع األدبي عدة فئات مثل‪ :‬مؤلفي المصنفات االدبية المكتوبة األصلية مترجمي المصنفات‬
‫االدبية قصد نشرها باللغة العربية‪...‬الخ‪ .‬كما تنص المادة من ذات القرار على منح اإلعانات قصد ترقية اإلبداع‬
‫الفني إلى عدة فئات منها‪ :‬مؤلفي المصنفات المسرحية والدرامية والموسيقية‪ ،...‬منظمي التظاهرات الفنية والثقافية‬
‫الهادفة إلى صقل المواهب‪...‬الخ‪.2‬‬
‫ه – رعاية النشاطات الثقافية‪:‬‬
‫تستفيد المؤسسات الملتزمة بنفقات اإلشهار المالي والكفالة والرعاية لفائدة األنشطة الثقافية من خصم يقدر‬
‫بم ‪ % 10‬من رقم أعمال السنة المالية دون أن يتجاوز المبلغ المخصوم سقفا قدره (‪ 30.000.000‬د‪.‬ج)‪ .‬ومن‬
‫بين االنشطة الثقافية المستفيدة من حق الخصم نذكر‪ :‬نشاطات اإلنتاج والنشر الفني واألدبي‪ ،‬الندوات والمؤتمرات‬
‫والورشات وغيرها‪...‬الخ‪.3‬‬
‫نالحظ مما سبق بأن هناك ترسانة كبيرة جدا من النصوص التشريعية المنظمة للقطاع الثقافي‪ .‬وهو ما‬
‫يوحي باحتكار هذا القطاع من طرف الدولة‪ .‬لكن هذه الترسانة لم تمنع القطاع الخاص من االستثمار في الحقل‬
‫الثقافي‪ .‬لكن األمر ربما يبدو وكأنه مرتبط بوجود أو عدم وجود ثقافة االستثمار في قطاع الثقافة‪ .‬وربما يكون‬
‫للمشتغلين في قطاع الثقافة رأي آخر‪.‬‬
‫‪ – 4‬تشخيص واقع قطاع الثقافة في الجزائر‪:‬‬
‫حّقق قطاع الثقافة مكاسب كبيرة منذ االستقالل وهذا من حيث نوع وعدد الهياكل المنجزة‪ .‬فحسب الدليل‬
‫اإلحصائي (‪ )2014 - 2001‬تم إنجاز ما يلي‪:4‬‬
‫أ – المؤسسات المكلفة بالعمل الثقافي‪:‬‬
‫تم إنشاء منذ االستقالل ‪ 336‬مؤسسة عمومية ذات طابع إداري (مدارس ومعاهد التكوين‪ ،‬متاحف‪،‬‬
‫دور الثفافة‪...‬الخ)‪ 32 ،‬مؤسسة عمومية ذات طابع تجاري (المسارح الجهوية‪ ،‬أركسترا‪ ،‬باليه‪ ،‬مراكز‬

‫‪ 1‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬رائسة احلكومة‪ ،‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،03 – 91‬املؤرخ يف ‪ 19‬جانفي ‪ ،1991‬حيدد كيفيات سري صندوق تنمية الفن السينمائي وتقنياته‪ ،‬ويضبط‬
‫شروط ختصيص القروض واملساعدات اليت مينحها الصندوق‪( ،‬اجلريدة الرمسية)‪ ،‬ع ‪ ،4‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬جانفي ‪ ،1991‬ص ‪.67‬‬
‫‪ 2‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة الثقافة واالتصال‪ ،‬القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 9‬مارس ‪ ،1999‬والذي حيدد كيفيات تطبيق املرسوم التنفيذي رقم ‪ 116-98‬املؤرخ يف ‪18‬‬
‫أفريل ‪ ،1998‬الذي حيدد كيفيات تسيري حساب التخصيص اخلاص رقم ‪ 302-092‬الذي عنوانه الصندوق الوطين لرتقية الفنون واآلداب وتطويرها‪( ،‬اجلريدة الرمسية)‪ ،‬ع ‪ ،33‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 05‬ماي ‪ ،1999‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 3‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬الوزارة األوىل‪ ،‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،129 – 11‬املؤرخ يف ‪ 22‬مارس ‪ ،2011‬يتعلق خبصم نفقات اإلشهار املايل والكفالة والرعاية اخلاصة ابألنشطة‬
‫ذات الطابع الثقايف من الضريبة على الدخل اإلمجايل او من الضريبة على أرابح الشركات‪( ،‬اجلريدة الرمسية)‪ ،‬ع ‪ ،18‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ ،2011‬ص ‪.28‬‬
‫‪ 4‬وزارة الثقافة‪ ،‬مديرية الدراسات االستشرافية والتوثيق واإلعالم اآليل‪ ،‬الدليل اإلحصائي (‪ ،)2014-2011‬قصر الثقافة‪ ،‬اجلزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪49‬‬
‫قالون جياللي‬

‫الفنون‪...‬الخ)‪ 03 ،‬مؤسسة عمومية ذات طابع علمي وتكنولوجي (المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني في‬
‫األرض‪ ،‬المركز الوطني للبحث في علم اآلثار‪...‬الخ)‪.‬‬
‫ب – قاعات السينما‪:‬‬
‫تتوزع قاعات السينما عبر كامل واليات الوطن ويقدر عددها بم (‪ )342‬قاعة سينما‪.‬‬
‫ج – التراث الوثائقي للمكتبات الرئيسية‪:‬‬
‫تزخر المكتبات الرئيسية بتراث وثائقي معتبر حيث أنه سنة ‪ 2014‬تم إحصاء أكثر من ‪66.654‬‬
‫عنوانا باللغة العربية‪ ،‬و‪ 56.442‬عنوانا باللغة األجنبية‪.‬‬
‫د ‪ -‬رصيد الخدمات السمعية البصرية للمكتبات الرئيسية‪:‬‬
‫تزخر المكتبات الرئيسية برصيد متنوع من الخدمات السمعية البصرية‪ ،‬فمثال في سنة ‪ 2014‬تم‬
‫إحصاء رصيد يقدر بم‪ 139 :‬لوحة فنية‪ 26 ،‬خريطة جغرافية‪ 60 ،‬بطاقة ممغنطة للمكفوفين‪ 97 ،‬شريط‬
‫صوتي‪...‬الخ‪.‬‬
‫ه – النشر الوطني‪:‬‬
‫عرف النشر الوطني تطو ار ملحوظا حيث أنه في سنة ‪ 2014‬تم إحصاء ‪ 246.618‬مطبوعة باللغة‬
‫العربية‪ ،‬و‪ 7993‬باللغة األجنبية‪ .‬وهذا مقابل ‪ 17.391‬مطبوعة باللغة العربية‪ ،‬و‪ 4239‬مطبوعة باللغة‬
‫األجنبية وهذا في سنة ‪.2011‬‬
‫و – التظاهرات الثقافية‪:‬‬
‫نظمت دور الثقافة عددا من التظاهرات الثقافية المتنوعة مثل عروض السينما‪ ،‬والمسرحيات‪ ،‬واأليام‬
‫الدراسية‪ ،‬واألسابيع الثقافية‪ ،‬والرقص والباليه‪ ،‬والمسابقات الثقافية فضال عن الشعر والمعارض‪...‬الخ‪ .‬وهو ما‬
‫يناهز ‪ 6963‬تظاهرة في سنة ‪ 2014‬مقابل ‪ 5976‬تظاهرة في سنة ‪ ،2013‬و‪ 5117‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪ – 5‬تقييم جهود االستثمار في قطاع الثقافة بعين المختصين‪:‬‬
‫تزايد الحديث في اآلونة األخيرة عن أهمية االستثمار في القطاع الثقافي وأصبح حديث المشرفين على‬
‫القطاع الثقافي ومختلف الساسة ورجال اإلعالم والمشتغلين فيه على حد سواء‪ .‬فمنهم من يرى ويكأنه تشكل انطباع‬
‫عام بأن قطاع الثقافة هو من اختصاص الدولة‪ .‬وهو قطاع غير ذي جدوى وعليه فهو ال يجتذب المستثمرين‪.‬‬
‫ويرى آخر بأنه لم تتشكل بعد في الجزائر طبقة برجوازية متنورة لها وعي ثقافي يجعلها تنخرط في الحركة الثقافية‪.1‬‬
‫وبكثير من الواقعية ترى مثقفة أخرى بأن أهم شرط في إنجاح االستثمار الثقافي هو توفير مناخ حر يسمح‬
‫باإلبداع‪ ،‬ومن ثم يمكن للمنتج الثقافي أن يالمس هموم المواطن‪ .‬وتذهب مثقفة أخرى في تشبيهها لعالقة االستثمار‬
‫بالثقافة مثل عالقة المبتدأ بالخبر‪ .‬فاالستثمار حسبها تصنع النجوم وتفتق المواهب‪.2‬‬

‫‪ 1‬حلرش نوارة‪ « ،‬االستثمار الثقايف يف اجلزائر وعي غائب »‪ ،‬جملة الدوحة‪ ،‬ع ‪ ،69‬أكتوبر ‪[ ،2015‬على اخلط]‪ ،‬مت زايرته يوم ‪ 27‬مارس ‪ 2018‬على الساعة ‪ ،40 :12‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.aldohamagazine.com/article.aspx?n=C93C82ED-B49E-4B8A-8C13-‬‬
‫‪366EAC6D6C0D&d=20151001#.Wr15lDNNg_5‬‬
‫‪ 2‬حلرش نوارة‪ ،‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫قالون جياللي‬

‫ويرى مختصون آخرون أن الصناعات الثقافية اليوم تدفع ثمن التأخر في تشجيع اإلبداع وتحفيز المثقفين‬
‫وتعبئتهم في الترويج للموروث الثقافي الوطني‪ .‬وقطاع الثقافة يعاني من غزو المنتجات الثقافية األجنبية مثلما‬
‫تعاني المنتجات المادية في القطاعات األخرى‪.1‬‬
‫ثالثاً – العوائد المحققة من االستثمار في الصناعات الثقافية‪:‬‬
‫يمكن توضيح مختلف العوائد التي تم تحقيقها من االستثمار في قطاع الثقافة بصفة عامة في جملة من‬
‫النقط نذكرها باختصار في اآلتي‪:‬‬
‫‪ – 1‬عوائد محققة من صادرات السلع الثقافية‪:‬‬
‫يرى الكثير من الخبراء المتابعين للشأن االقتصادي أن االهتمام المتزايد باالستثمار في المجال الثقافي قد‬
‫أتى أكله‪ .‬بعد أن أصبحت تلك االستثمارات تدر عوائد مجزية وهذا على أكثر من صعيد‪ .‬األمر الذي جعل البعض‬
‫يتصور وكأن صورة الرأسمالية الثقافية في طريقها إلى التشكل شيئا فشيئا‪.2‬‬
‫وتؤكد البيانات المنشورة في تقارير الهيئات ومراكز البحث المشهود لها على هذا الطرح‪ .‬حيث يشير تقرير‬
‫برنامج االمم المتحدة اإلنمائي بالتعاون مع مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية )‪ )UNCTAD‬الصادر في‬
‫ار حيث تضاعفت صادراته في العالم‬ ‫ديسمبر ‪ 2010‬إلى أن‪ « :‬االقتصاد اإلبداعي أصبح االقتصاد األكثر استقرًا‬
‫خالل المدة من ‪ 2002‬إلى ‪ 2009‬لتصل إلى ‪ 712‬مليار دوالر‪ .‬وبلغت القيمة المالية القتصاد اإلبداع حوالى‬
‫‪ 3.1‬تريليون دوالر في ‪ ،2005‬وفي العام ‪ 2007‬بلغت ‪ 4‬تريليون دوالر وفي العام ‪ 2009‬بلغت نحو ‪7.1‬‬

‫تريليون دوالر وهي تنمو بمعدل ‪ً % 8‬‬


‫سنويا »‪.3‬‬
‫كما نجحت العديد من الدول في تعبئة ما تزخر به من موارد وأحدثت حركية متعددة األوجه‪ .‬وأخرجت‬
‫نتاج تلك الحركية من المحلية إلى اإلقليمية فالعالمية‪ .‬وأصبح بذلك قطاع الصناعة الثقافية داعما لعائدات البالد‪.‬‬
‫وفي هذا الشأن أصبحت الهند أكبر منتج لألفالم في العالم برصيد يقدر ب (‪ )1200‬فيلما في السنة‪ ،‬بمبيعات‬
‫قدر أن تصل سنة ‪ 2018‬إلى ‪ 37.2‬مليار دوالر‪.4‬‬‫تذاكر ُي ّ‬
‫وتشير إحصائيات أخرى إلى أن حجم الصادرات الصينية من السلع الثقافية في سنة ‪ 2012‬بلغت بلغت‬
‫‪ 21.73‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬مسجلة بذلك ارتفاعا ُيقدر ب ‪ % 16.3‬عن السنة الماضية‪ .‬وفي كوريا الجنوبية‬
‫حققت الصادرات من السلع الثقافية سنة ‪ 2012‬عائدا بمقدار ‪ 4.71‬مليار دوال أمريكي‪ ،‬مرتفعة بذلك بمقدار ‪7.2‬‬
‫‪ %‬مقارنة بالسنة التي قبلها‪ ،‬وبنسبة ‪ 100‬بالنسبة لسنة ‪ .2007‬وفي اليابان رصدت الحكومة مبلغ ‪ 300‬مليون‬

‫‪ 1‬بوغرارة حكيم‪ « ،‬االسترياد وضعف االستثمار يف اجملال الثقايف عطّل تطور املسرح والكتاب والسينما واإلعالم »‪ ،‬يومية الشعب‪ ،‬األربعاء ‪ 07‬فيفري ‪[ ،2018‬على اخلط]‪ ،‬متت زايرته‬
‫يوم ‪ 27‬مارس ‪ 2018‬على الساعة ‪ ،12:35‬متاح على الرابط‪http://www.ech-chaab.com/ar:‬‬
‫‪ 2‬محد بن عبد هللا اللحيدان‪ « ،‬أمهية الصناعات الثقافية »‪ ،‬جريدة الرايض‪ ،‬ع ‪ 8 ،15173‬جانفي ‪[ ،2010‬على اخلط]‪ ،‬متت زايرته يوم ‪ 22‬مارس ‪ 2018‬على الساعة ‪ ،22:35‬متاح‬
‫على الرابط‪http://www.alriyadh.com/487801 :‬‬
‫‪ 3‬جربيل حسن العريشي‪ « ،‬الصناعات الثقافية »‪ ،‬يومية املدينة‪ ،‬مؤسسة املدينة للصحافة والنشر‪ ،‬مت نشره يوم ‪ 25‬جانفي ‪[ ،2012‬على اخلط]‪ ،‬متت زايرته يوم ‪ 22‬مارس ‪ 2018‬على‬
‫الساعة ‪ ،22:45‬متاح على الرابط‪/http://www.al-madina.com/article/132133 :‬‬
‫‪ 4‬سعود احلارثي‪ « ،‬االستثمار يف القطاع الثقايف »‪ ،‬جريدة لوسيل‪ ،‬مت نشره يوم ‪ 20‬أوت ‪[ ،2017‬على اخلط]‪ ،‬متت زايرته يوم ‪ 22‬مارس ‪ 2018‬على الساعة ‪ ،23:00‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪/https://lusailnews.qa/opinion/20/08/2017‬‬
‫‪51‬‬
‫قالون جياللي‬

‫دوالر بهدف الترويج للمنتجات والخدمات الثقافية وهذا لتعزيز نموها االقتصادي‪ ،‬وتتوقع من ذلك أن تصل صادراتها‬
‫من السلع الثقافية سنة ‪ 2020‬إلى ما بين ‪ 80‬و ‪ 110‬مليار دوالر‪ ،‬في حين أنها حاليا ال تتجاوز مبلغ ‪ 23‬مليار‬
‫دوالر أمريكي‪.1‬‬
‫‪ – 2‬عائدات من توظيف التراث الثقافي في السياحة‪:‬‬
‫فضال عما سبق يمكن استغالل التراث الثقافي للشعوب كعوامل جذب سياحية‪ ،‬حيث أصبح ُيتداول كثي ار‬
‫في األوساط األكاديمية والمهنية مصطلح "السياحة الثقافية"‪ .‬وقد تم اإلقرار صراحة في المؤتمر الدولي المنعقد‬
‫بجنوب إفريقيا سنة ‪ 1997‬بالدور التنموي للسياحة التراثية حيث أنها‪ ...« :‬تقدم فرصة فريدة لربط التراث الثقافي‬
‫المحلي والعالمي بصناعة السياحة لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية وبيئية للمجتمعات‪ .2» ...‬فقد أثبتت العديد‬
‫من الدراسات أنه يمكن دعم اقتصادات الدول باالستثمار في هذا النوع من القطاعات مثل‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تحقيق إيرادات؛ باالعتماد على ثالثة (‪ )3‬مؤشرات هي‪ :‬عدد السياح للمواقع التراثية‪ ،‬ومعدل بقاء السائح في‬
‫المنطقة التراثية‪ ،‬ومتوسط اإلنفاق المباشر وغير المباشر عند زيارة المواقع التراثية‪ ،‬والخدمات والمنتجات التي يتم‬
‫شراؤها عند زيارة تلك المواقع‪ .‬وفي هذا الشأن تظهر عمليات تقدير قيمة المعالم التراثية وفتحها للجمهور‪ ،‬أن كل‬
‫زائر يدفع (‪ )1‬يورو عند زيارته لموقع ما لشراء بطاقة الدخول أو خريطة أو دليل الزيارة‪ ،‬ويدفع كذلك (‪ )10‬يورو‬
‫مقابل منتجات وخدمات أخرى في ذلك المكان والتي تكون متعلقة باإلطعام والنقل واإليواء‪ .‬فضال عن الهدايا‬
‫التذكارية والصور ومجسمات تلك المواقع‪ .‬وأظهرت دراسة أخرى أن االقتصاد المحلي بمنطقة الشاطئ األزرق‬
‫بفرنسا استفاد من عائدات مالية متأتية من السياحة الثقافية قدرت بحوالي (‪ )1.2‬مليار يورو‪.3‬‬
‫ب ‪ -‬تنشيط االستثمار المحلي؛ وذلك أن إشراك التراث الثقافي لمنطقة ما ضمن الحركية السياحية تقتضي‬
‫بالضرورة القيام باستثمارات جادة في البنى التحتية‪ ،‬ومرافق الخدمات العامة المقدمة من طرف الدولة‪ ،‬وباقي‬
‫األنشطة التجارية والخدمية األخرى مثل النقل واإليواء والصرف الصحي والكهرباء والماء واالتصاالت‪...‬الخ‪ .‬وذلك‬
‫بسبب امتداد آثار الطلب السياحي المعقد إلى عديد القطاعات االقتصادية األخرى الرئيسية والفرعية منها‪ ،‬والتي‬
‫يرى البعض أنها تزيد عن (‪ )140‬نشاطا وصناعة فرعية‪.4‬‬
‫ج ‪ -‬في توفير مناصب شغل والحد من الفقر؛ وذلك أن السياحة كنشاط اقتصادي بطبيعتها تتطلب شبكة من‬
‫الخدمات المتكاملة كثيفة العمالة‪ ،‬وبذلك تسهم بفعالية في توفير مناصب شغل بالضرورة‪ .‬ولقد جاء في دليل صدر‬

‫‪ 1‬آالن ويتلي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.16 ،15‬‬


‫‪ 2‬مهجة إمبايب‪ ،‬السياحة الثقافية اجلماهريية وحتدايت احلفاظ على الرتاث‪ :‬رؤى مستقبلية للقرن احلادي والعشرين‪ ،‬على اخلط‪ ،‬متت زايرته بتاريخ ‪ 2016/09/18‬علة الساعة‪،10.00 :‬‬
‫متاح على الرابط‪https://www.researchgate.net/publication/280948790 :‬‬
‫‪ 3‬فالريي اباتن‪ ،‬السياحة الثقافية بني محاية الرتاث والنمو االقتصادي‪ ،‬ورقة حبثية‪ ،‬مقدمة إىل أشغال ورشة عمل عمريت وطرطوس القدمية‪ ،‬أايم ‪ 09 ،08 ،07‬فيفري ‪ ،2006‬على اخلط‪،‬‬
‫متت زايرته يوم ‪ 2018/03/30‬على الساعة ‪ .18:15‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.amrit-syria.com/News/valery_Patin_Syria.htm‬‬
‫‪ 4‬أمحد أديب أمحد‪ « ،‬حتليل األنشطة السياحية يف سورية ابستخدام النماذج القياسية‪ :‬دراسة ميدانية»‪ ،‬رسالة ماجيستري‪ ،‬غ ‪ .‬م‪ ،‬قسم اإلحصاء والربجمة‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة تشرين‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.18‬‬
‫‪52‬‬
‫قالون جياللي‬

‫عن منظمة العمل الدولية لسنة ‪ ،2013‬أن فرصة عمل واحدة في صناعة السياحة ّتولد معها (‪ )1.5‬وظيفة‬
‫إضافية في االقتصاد ذي الصلة‪.1‬‬
‫د ‪ -‬تنشيط صناعة الحرف التقليدية؛ وذلك باستغالل فرصة المناسبات والتظاهرات الثقافية‪ ،‬أو فرصة زيارات‬
‫السياح للمناطق األثرية أو الطبيعية لعرض وبيع منتجات الحرف التقليدية التي تحكي بصمت أسلوب حياة‬
‫األسالف وإبداعاتهم من أجل التكيف مع البيئة التي عاشوا فيها‪ ،‬ومن هذه المنتجات نذكر مثال‪ :‬الحصائر‪ ،‬القالل‪،‬‬
‫السجاد‪ ،‬السالل‪ ،‬الحلي‪ ،‬الجلود‪ ،‬الفخار‪ ،‬وكذلك األزياء التقليدية والتحف المعدنية وأدوات الزينة ومنتجات‬
‫الخشب‪...‬الخ‪.2‬‬
‫‪ – 3‬عائدات من اإليقونات الثقافية‪:‬‬
‫نجحت العديد من الدول في إنشاء مناطق أو معالم تُعرف فيما بعد باأليقونة الثقافية لذلك البلد‪ ،‬وستكون‬
‫عالمة تجارية حقيقية وثقال اقتصاديا تبلغ قيمته ماليير الدوالرات‪ .‬فكل األمثلة تُضرب عادة ببرج إيفل الذي يقدر‬
‫ثقله االقتصادي ب‪ 15/1:‬من الدخل القومي لفرنسا‪ .‬والشيء نفسه بالنسبة لمتحف (كوكينغام بيلباو) بمدينة بيلباو‬
‫اإلسبانية الذي ساعد على إيجاد أكثر من ‪ 45.000‬وظيفة ما بين سنتي ‪ 1997‬و ‪ .2007‬والشيء نفسه قامت‬
‫به اإلمارات العربية المتحدة حين قررت إنشاء منطقة ثقافية بإمارة أبو ظبي تضم ثالثة متاحف دولية (جوجنهايم‬
‫أبو ظبي‪ ،‬اللوفر أبو ظبي‪ ،‬الشيخ زايد)‪ ،‬فضال عن معرض دبي الفني‪ ،‬ومعرض دبي الدولي لألفالم‪ .‬حيث تتوقع‬
‫زيارة ‪ 300.000‬ألف من ذوي الدخول الجيدة‪.3‬‬
‫‪ – 4‬االندماج في االقتصاد العالمي‪:‬‬
‫إن نجاح الصناعات الثقافية في الولوج إلى األسواق الدولية من شأنه تعزيز حظوظ البلدان المصدرة في‬
‫االندماج في االقتصاد العالمي‪ .‬وهذا من خالل تنويع الصادرات وزيادة تنافسية سلعها‪ .4‬وهو يحسن سمعة البلد‬
‫أكثر وطبعا ذلك سينعكس إيجابا على المنتجات األخرى‪ .‬وعليه يمكن القول أن المنتجات الثقافية لبلد ما عندما‬
‫تضع موطأ قدم لها في االسواق األجنبية يمكن استغاللها كمنتجات جذب للترويج لمنتجات أخرى‪.‬‬
‫‪ – 5‬عائدات استراتيجية أخرى‪:‬‬
‫قد يسهل قياس الكثير من العوائد بوحدات نقدية لكن هناك عوائد أخرى قد يصعب أو يستحيل التعبير‬
‫عنها نقدا لكنها من األهمية بمكان‪ .‬فاالستثمار في الثقافة يعني بطريقة أخرى االستثمار في عقول األفراد المنتجين‬
‫لها‪ .‬وهو ما يعني إيجاد نخبة مثقفة قادرة على اإلبداع والتأثير في اآلخرين‪ .‬حينها ُيؤمل من الثقافة كقوة ناعمة‬
‫أن تنجح في بناء الوعي الجمعي لألفراد‪ .‬بحيث تجعلهم يتمسكون بالقيم الحضارية الراقية‪ .‬ويدركون التحديات التي‬

‫‪ 1‬منظمة العمل الدولية‪ ،‬دليل احلد من الفقر من خالل السياحة‪ ،‬ط ‪ ،2013 ،2‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 2‬اهليئة السعودية العامة للسياحة واآلاثر‪ ،‬ملاذا االهتمام ابلرتاث العمراين؟ مبادرات اهليئة العامة للسياحة واآلاثر جتاه الرتاث العمراين‪ ،‬الرايض‪ ،2010 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ 3‬خمالدي أنيسة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ 4‬مهت حممد يوسف عبد العزيز‪ ،‬عبد الوهاب جودة احلايس‪ « ،‬الصناعات اإلبداعية وعائداهتا االقتصادية واالجتماعية والثقافية على اجملتمع‪ :‬رؤية مستقبلية »‪ ،‬جملة علوم اإلنسان واجملتمع‪،‬‬
‫ع ‪ ،25‬ديسمرب ‪ ،2017‬ص ‪.46‬‬
‫‪53‬‬
‫قالون جياللي‬

‫تحيط بهم‪ .1‬ويمكنهم استهجان السلوك المشين في حياتهم وفي مكان‪ .‬وبطريقة أخرى نتوقع من قطاع الثقافة أن‬
‫ينتج أفرادا بالجودة المطلوبة إلى قطاعات النشاط األخرى وهو أكبر عائد للبلد في المدى البعيد‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫حاولت هذه الورقة البحثية التأكيد على ضرورة اعتماد الصناعات الثقافية كخيار استراتيجي لتنويع االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬وبعد معالجة مختلف محاور البحث تم التوصل إلى جملة من النتائج نعرضها باختصار في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقوم الصناعات الثقافية على منطق اقتصادي‪ ،‬بحيث يتم اعتبار العناصر الثقافية كمورد يجب استغالله واالنتفاع‬
‫منه‪ .‬وتحقيق هذا االنتفاع يكون باالستثمار في القطاع الثقافي؛‬
‫‪ -‬تعتمد الصناعات الثقافية على مورد فريد ومتجدد وهو اإلبداع اإلنساني؛‬
‫‪ -‬تتمثل مجاالت الصناعات الثقافية التي يمكن االستثمار فيها في المرئي والمسموع‪ ،‬الفنون األدائية‪ ،‬المكتبات‪،‬‬
‫الفنون البصرية‪ ،‬النشر‪ ،‬اإلرث الثقافي‪ ،‬الموسيقى؛‬
‫‪ -‬تُعتبر الصناعات الثقافية من أقل الصناعات استنزافا للموارد الطبيعية النادرة وأقل تلويثا للبيئة‪ ،‬وهذا هو سبب‬
‫تزايد االهتمام باالستثمار فيها؛‬
‫‪ -‬يخضع االستثمار في القطاع الثقافي إلى أحكام القانون (‪ )09-16‬المؤرخ في ‪ 3‬اوت ‪ 2016‬المتعلق‬
‫باالستثمار؛‬
‫‪ -‬يستفيد االستثمار في قطاع الثقافة من امتيازات جبائية متعلقة بالرسم على القيمة المضافة‪ ،‬والضريبة على‬
‫أرباح الشركات والضريبة على الدخل اإلجمالي والضريبة الجزافية الوحيدة؛‬
‫‪ -‬تُمول مشاريع االستثمار في القطاع الثقافي باالعتماد على‪ :‬صناديق االستثمار‪ ،‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب‪ ،‬صندوق تنمية الفن السينمائي‪ ،‬الصندوق الوطني لترويج وتطوير الفنون واآلداب‪ ،‬رعاية النشاطات‬
‫الثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن تحقيق عوائد مجزية من االستثمار في القطاع الثقافي متأتية أساسا من صادرات السلع الثقافية‪ ،‬وبطريقة‬
‫غير مباشرة من توظيف عناصر التراث الثقافي في تنويع العرض السياحي‪ ،‬وعائدات من النجاح في تكوين عالمة‬
‫تجارية لمعلم ثقافي معين يميز منطقة أو بلدا ليصبح أيقونة ثقافية‪ .‬كما تسمح الصناعات الثقافية عند النجاح في‬
‫غزو األسواق األجنبية باالندماج في االقتصاد العالمي‪ .‬ويبقى أهم عائد استراتيجي يمكن تحقيقه من االستثمار‬
‫في قطاع الثقافة هو االستثمار في العنصر البشري المحرك للتنمية في القطاعات األخرى‪.‬‬
‫يمكن القول أخي ار أن كل الدول التي تمتلك رصيدا ثقافيا يمكنها االستثمار فيه لدعم اقتصاداتها‪ ،‬والجزائر‬
‫تزيد عنها بالتنوع الثقافي‪ ،‬الذي يمكنه اعتباره كموارد متعددة‪ .‬وبالتالي يمكن إقامة صناعات ثقافية متعددة‪ .‬كما‬

‫‪ 1‬انتصار البناء‪ « ،‬االستثمار يف الثقافة قوة انعم خليجية »‪ ،‬مت نشره يوم ‪ 10‬ماي ‪ ،2016‬صحيفة اخلليج‪ ،‬مركز الروابط للبحوث والدراسات االسرتاتيجية‪[ ،‬على اخلط]‪ ،‬متت زايرته يوم‬
‫‪ 23‬مارس ‪ 2018‬على الساعة ‪ ،16:00‬متاح على الرابط‪http://rawabetcenter.com/archives/26403 :‬‬
‫‪54‬‬
‫قالون جياللي‬

‫يجب القول أن االستثمار في القطاع الثقافي بالنسبة للجزائر لم يعد خيا ار استراتيجيا اقتصاديا فقط‪ ،‬بل هو أكثر‬
‫من ذلك‪ ،‬إنه ضرورة استراتيجية مرتبطة بكيان حضاري يجب أن يفرض وجوده في ظل عولمة ثقافية ال تعترف‬
‫بالحدود الثقافية‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوالً – باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ .1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬كساب عمار‪ ،‬دليل المستثمر في القطاع الثقافي في الجزائر‪ ،‬بروكسل‪.2016 ،‬‬
‫‪ .2‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي‪( ،‬تحقيق‪ :‬أنس محمد الشامي‪ ،‬زكريا جابر أحمد)‪ ،‬القاموس‬
‫المحيط‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ .2‬المجالت والدوريات‪:‬‬
‫‪ .3‬آالن ويتلي‪ « ،‬النمط اآلسيوي »‪ ،‬التمويل والتنمية‪ ،‬ع ‪ ، ،51‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬واشنطن‪.2014 ،‬‬
‫السعيد‪ ،‬فني عاشور‪ « ،‬الصناعات الثقافية وأبعادها االستراتيجية »‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫‪ .4‬أوكيل محمد‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬ع ‪.2003 ،2‬‬
‫‪ .5‬حوسين مصباح العالم‪ « ،‬مستقبل التنمية الصناعية العربية في ظل اتفاقيات منظمة التجارة العالمية ذات‬
‫الصلة بالصناعة »‪ ،‬مجلة الدراسات البيئية‪ ،‬م ‪ ،11‬ع ‪.2010 ،3‬‬
‫‪ .6‬عالوة فوزي‪ « ،‬مساهمة في صياغة مفهوم الصناعات الثقافية »‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية‪،‬‬
‫جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬ع ‪.2016 ،17‬‬
‫‪ .7‬همت محمد يوسف عبد العزيز‪ ،‬عبد الوهاب جودة الحايس‪ « ،‬الصناعات اإلبداعية وعائداتها االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية على المجتمع‪ :‬رؤية مستقبلية »‪ ،‬مجلة علوم اإلنسان والمجتمع‪ ،‬ع ‪ ،25‬ديسمبر ‪.2017‬‬
‫‪ .3‬التظاهرات العلمية‪:‬‬
‫‪ .8‬عثمان فراج‪ « ،‬الثقافة وعملية التنشئة االجتماعية في الوطن العربي »‪ ،‬الثقافة والتسيير‪ ،‬مجمع أعمال‬
‫الملتقى الدولي المنعقد بالجزائر أيام ‪ 30 - 28‬نوفمبر ‪ ،1992‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1992 ،‬‬
‫‪ .4‬الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ .9‬أحمد أديب أحمد‪ « ،‬تحليل األنشطة السياحية في سورية باستخدام النماذج القياسية‪ :‬دراسة ميدانية »‪،‬‬
‫رسالة ماجيستير‪ ،‬غ ‪ .‬م‪ ،‬قسم اإلحصاء والبرمجة‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة تشرين‪.2006 ،‬‬
‫‪ .10‬بن هنية مختار‪ « ،‬استراتيجيات وسياسات التنمية الصناعية‪ :‬حالة البلدان المغاربية »‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ .5‬كتب الهيئات‪:‬‬
‫‪ .11‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬البقاء من أجل االستدامة‪.2017 ،‬‬

‫‪55‬‬
‫قالون جياللي‬

‫‪ .12‬منظمة العمل الدولية‪ ،‬دليل الحد من الفقر من خالل السياحة‪ ،‬ط ‪.2013 ،2‬‬
‫‪ .13‬الهيئة السعودية العامة للسياحة واآلثار‪ ،‬لماذا االهتمام بالتراث العمراني؟ مبادرات الهيئة العامة للسياحة‬
‫واآلثار تجاه التراث العمراني‪ ،‬الرياض‪.2010 ،‬‬
‫‪ . 14‬منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‪ ،‬معهد اليونسكو لإلحصاء‪ ،‬إطار اإلحصائيات الثقافية لليونسكو‬
‫لعام ‪ ،2009‬مونريال كندا‪.2009 ،‬‬
‫‪ .15‬منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‪ ،‬اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي‪ ،‬باريس‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .16‬و ازرة الثقافة‪ ،‬مديرية الدراسات االستشرافية والتوثيق واإلعالم اآللي‪ ،‬الدليل اإلحصائي (‪،)2014-2011‬‬
‫قصر الثقافة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .6‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ .17‬األمر رقم ‪ ،03 – 01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ ،2001‬يتعلق بتطوير االستثمار‪( ،‬الجريدة الرسمية)‪ ،‬ع ‪،47‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 22‬أوت ‪.2001‬‬
‫‪ .18‬القانون رقم ‪ ،09 – 09‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2009‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪( ،2010‬الجريدة‬
‫الرسمية)‪ ،‬ع ‪ ،78‬الصادرة بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪.2009‬‬
‫‪ .19‬القانون رقم ‪ ،09 – 16‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ ،2016‬يتعلق بترقية االستثمار‪( ،‬الجريدة الرسمية)‪ ،‬ع ‪،46‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 03‬أوت ‪.2001‬‬
‫‪ .20‬قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪.2018 ،‬‬
‫‪ .21‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،129 – 11‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ ،2011‬يتعلق بخصم نفقات اإلشهار المالي‬
‫والكفالة والرعاية الخاصة باألنشطة ذات الطابع الثقافي من الضريبة على الدخل اإلجمالي او من الضريبة على‬
‫أرباح الشركات‪( ،‬الجريدة الرسمية)‪ ،‬ع ‪ ،18‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪.2011‬‬
‫‪ .22‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،03 – 91‬المؤرخ في ‪ 19‬جانفي ‪ ،1991‬يحدد كيفيات سير صندوق تنمية الفن‬
‫السينمائي وتقنياته‪ ،‬ويضبط شروط تخصيص القروض والمساعدات التي يمنحا الصندوق‪( ،‬الجريدة الرسمية)‪ ،‬ع‬
‫‪ ،4‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬جانفي ‪.1991‬‬
‫‪ .23‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 9‬مارس ‪ ،1999‬والذي يحدد كيفيات تطبيق المرسوم التنفيذي رقم ‪-98‬‬
‫‪ 116‬المؤرخ في ‪ 18‬أفريل ‪ ،1998‬الذي يحدد كيفيات تسيير حساب التخصيص الخاص رقم ‪ 302-092‬الذي‬
‫عنوانه الصندوق الوطني لترقية الفنون واآلداب وتطويرها‪( ،‬الجريدة الرسمية)‪ ،‬ع ‪ ،33‬الصادرة بتاريخ ‪ 05‬ماي‬
‫‪.1999‬‬

‫‪56‬‬
‫قالون جياللي‬

‫‪ .7‬المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ .24‬انتصار البناء‪ « ،‬االستثمار في الثقافة قوة ناعم خليجية »‪ ،‬تم نشره يوم ‪ 10‬ماي ‪ ،2016‬صحيفة الخليج‪،‬‬
‫مركز الروابط للبحوث والدراسات االستراتيجية‪[ ،‬على الخط]‪ ،‬تمت زيارته يوم ‪ 23‬مارس ‪ 2018‬على الساعة‬
‫‪http://rawabetcenter.com/archives/26403‬‬ ‫‪ ،16:00‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫طل تطور المسرح والكتاب والسينما‬
‫‪ .25‬بوغ اررة حكيم‪ « ،‬االستيراد وضعف االستثمار في المجال الثقافي ع ّ‬
‫واإلعالم »‪ ،‬يومية الشعب‪ ،‬األربعاء ‪ 07‬فيفري ‪[ ،2018‬على الخط]‪ ،‬تمت زيارته يوم ‪ 27‬مارس ‪ 2018‬على‬
‫الساعة ‪ ،12:35‬متاح على الرابط‪http://www.ech-chaab.com/ar:‬‬
‫‪ .26‬جبريل حسين العريشي‪ « ،‬الصناعات الثقافية»‪ ،‬المدينة‪ ،‬صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة‬
‫والنشر‪ 25 ،‬جانفي ‪[ ،2012‬على الخط]‪ ،‬تم زيارته يوم ‪ 22‬مارس ‪ 2018‬على الساعة ‪ ،16:00‬متاح على‬
‫الرابط‪http://www.al-madina.com/article/132133/?page=2 :‬‬
‫‪ .27‬حمد بن عبد هللا اللحيدان‪ « ،‬أهمية الصناعات الثقافية »‪ ،‬جريدة الرياض‪ ،‬ع ‪ 8 ،15173‬جانفي ‪،2010‬‬
‫[على الخط]‪ ،‬تمت زيارته يوم ‪ 22‬مارس ‪ 2018‬على الساعة ‪ ،22:35‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.alriyadh.com/487801‬‬
‫‪ .28‬عود الحارثي‪ « ،‬االستثمار في القطاع الثقافي »‪ ،‬جريدة لوسيل‪ ،‬تم نشره يوم ‪ 20‬أوت ‪[ ،2017‬على‬
‫الرابط‪:‬‬ ‫على‬ ‫متاح‬ ‫‪،23:00‬‬ ‫الساعة‬ ‫على‬ ‫‪2018‬‬ ‫مارس‬ ‫‪22‬‬ ‫يوم‬ ‫زيارته‬ ‫تمت‬ ‫الخط]‪،‬‬
‫‪/https://lusailnews.qa/opinion/20/08/2017‬‬
‫‪ .29‬فاليري باتان‪ ،‬السياحة الثقافية بين حماية التراث والنمو االقتصادي‪ ،‬ورقة بحثية‪ ،‬مقدمة إلى أشغال ورشة‬
‫عمل عمريت وطرطوس القديمة‪ ،‬أيام ‪ 09 ،08 ،07‬فيفري ‪ ،2006‬على الخط‪ ،‬تمت زيارته يوم ‪2018/03/30‬‬
‫على الساعة ‪ .18:15‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.amrit-syria.com/News/valery_Patin_Syria.htm‬‬
‫‪ .30‬لحرش نوارة‪ « ،‬االستثمار الثقافي في الجزائر وعي غائب »‪ ،‬مجلة الدوحة‪ ،‬ع ‪ ،69‬أكتوبر ‪[ ،2015‬على‬
‫الخط]‪ ،‬تم زيارته يوم ‪ 27‬مارس ‪ 2018‬على الساعة ‪ ،40 :12‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.aldohamagazine.com/article.aspx?n=C93C82ED-B49E-4B8A-8C13-‬‬
‫‪366EAC6D6C0D&d=20151001#.Wr15lDNNg_5‬‬
‫‪ .31‬مخالدي أنيسة‪ « ،‬االستثمار في الثقافة‪ ...‬تحدي الدول الناشئة »‪ ،‬جريدة الشرق األوسط‪ ،‬ع ‪6 ،12639‬‬
‫جويلية ‪[ ،2013‬على الخط]‪ ،‬تمت زيارته يوم ‪ 30‬مارس ‪ 2018‬على الساعة‪ ،19:00 :‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://archive.aawsat.com/details.asp?section=19&issueno=12639&article=735186#‬‬
‫‪.Wr6HZzNNg_4‬‬

‫‪57‬‬
‫قالون جياللي‬

‫‪ .32‬مهجة إمبابي‪ ،‬السياحة الثقافية الجماهيرية وتحديات الحفاظ على التراث‪ :‬رؤى مستقبلية للقرن الحادي‬
‫والعشرين‪ ،‬على الخط‪ ،‬تمت زيارته بتاريخ ‪ 2016/09/18‬علة الساعة‪ ،10.00 :‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/280948790‬‬
‫‪ .33‬هدى الخميس كانو‪ « ،‬االقتصاد والمورد الثقافي »‪ ،‬يومية الحياة‪[ ،‬على الخط]‪ ،‬متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.alhayat.com/Opinion/Huda-AlKhamis-Kano/14323268/‬‬
‫ثانياً ‪ -‬باللغة االجنبية‪:‬‬
‫‪. LAROSSE: Dictionnaire Encyclopédique illustré, Paris, 1993.‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪58‬‬

You might also like