You are on page 1of 23

‫مجمة جامعة تشرين لمبحوث والدارسات العممية _ سمسمة العموم االقتصادية والقانونية المجمد) ‪ (14‬العدد)‬

‫‪2142 (2‬‬
‫‪Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies -Economic and Legal Sciences Series Vol. (41) No. (2) 2012‬‬

‫مسؤولية الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬
‫**‬
‫الدين خازم* نغم ستيتي‬
‫الدكتور نور ّ‬
‫ّ‬

‫)تاريخ اإليداع ‪ .2012 / 11 / 11‬ق ب ل للنشر في ‪(2012 / 3 / 22‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬مم ّخص‬

‫المس محة غ ير‬ ‫ِ‬


‫فشؿ المجتم عُ ال ُّدولي في تحق يؽ الحماي ة اللّزم ة لحق وؽ اإلنس اف الس يما أثن اء ِّ‬
‫الن ازع ات ُ‬
‫توجت‬ ‫ُّ‬
‫فاعمية لحماية حقوؽ اإلنساف‪ ,‬وقد ّ‬
‫ّ‬ ‫آلية جديدة أكثر قبوالً و‬
‫الدولية‪ ,‬ما دفعو إلى تكريس الجيود لمبحث عف ّ‬
‫والممنيج ة لحق وؽ اإلنس اف والق انوف ال ُّدولي اإلنس اني‪,‬‬
‫بالتوصؿ إلى مب دأ جدي د في ال تص ِّدي للّنتياك ات الخط يرة ُ‬
‫مسؤولية الحماية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُعرؼ ىذا المبدأ الجديد باسـ‬
‫التدخؿ ُّ‬
‫الدولي اإلنساني‪ ,‬وى و ييدؼـ إلى‬ ‫ُّ‬ ‫ؤولية الحماي ة أسموباً حديثاً منبثق اً ع ف تط ّور مفاىيـ‬
‫ويعد مبدأ مس ّ‬‫ُّ‬
‫الجماعي ة‪ ,‬والتطيير العرقي‪ ,‬وج‬
‫ّ‬ ‫حماية األف ارد مف أكثر الج ارئـ ُّ‬
‫الدولية انتياك اً لحقوقيـ والمتمثمة بج ارئـ اإلبادة‬
‫مسؤولية ُّ‬
‫الدولة أوالً في حماية مواطنييا بصفتيا‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسانية‪ ,‬ويرتكز المبدأ في جوىره عمى‬
‫ّ‬ ‫ارئـ الحرب‪ ,‬والج ارئـ َّ‬
‫ضد‬
‫الدولة أو رغبتيا‬
‫بالرد واالستجابة في حاؿ عدـ قدرة ّ‬ ‫المسؤولية إلى واجب المجتمع ُّ‬
‫الدولي ّ‬ ‫ّ‬ ‫السيادة‪ ,‬و تنتقؿ‬
‫صاحبة ّ‬
‫محددة ‪.‬‬
‫العسكري وفؽ معايير وضوابط ّ‬
‫ِّ‬ ‫لكنو قد ينتيي إلى التدخؿ‬
‫الر ُد سممياً ّ‬
‫في تحقيؽ تمؾ الحماية‪ ,‬حيث يبدأ ّ‬

‫السيادة‪ ,‬التدخؿ ‪.‬‬


‫مسؤولية‪ّ ,‬‬
‫ّ‬ ‫المفتاحية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الكممات‬
‫ ستيتي‬,‫خازـ‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
ّ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

*
. ‫ كمية الحقوق – جامعة دمشق – سورية‬- ‫ قسم القانون الدولي‬- ‫أستاذ مساعد‬
**
.‫ سورية‬-‫ جامعة دمشق‬- ‫ كمية الحقوق‬- ‫ الدولي‬5‫طالبة دكتواره – قسم القانون‬

151

)‫( العدد‬14 )‫مجمة جامعة تشرين لمبحوث والدارسات العممية _ سمسمة العموم االقتصادية والقانونية المجمد‬
2142 (2
Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies -Economic and Legal Sciences Series Vol. (41) No. (2) 2012

The basis and essence of the principle of


responsibility for protection

Dr. Nour Aldeen Khazem*


Nagham Staity**

(Received 11 / 11 / 2012. Accepted 22 / 3 / 2012)

 ABSTRACT 

The failure of the international community to achieve the necessary protection of


human rights, especially during non-international armed conflicts, has led to the search for
a new, more acceptable and effective mechanism for the protection of human rights and
culminated in a new principle in addressing serious and systematic violations of human
rights and international humanitarian law, This new principle has been defined as
protection responsibility.
The principle of responsibility for protection is a modern method stemming from the
development of the concepts of international humanitarian intervention. It aims at
protecting individuals from the most serious international crimes in violation of their rights
of genocide, ethnic cleansing, war crimes and crimes against humanity. And responsibility
is transferred to the international community's duty to respond and respond in the event of
its inability or desire to achieve such protection, where the response begins peacefully but
may end up in military intervention according to the criteria and they I specific.

Keywords: responsibility, sovereignty, intervention.

151
‫‪ (11‬العدد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬

‫*‬
‫‪Associate Professor, Department of International Law, Faculty of Law, Damascus University, Syria.‬‬
‫‪phD student, Department of International Law, Faculty of Law, Damascus University, Syria.‬‬
‫**‬

‫مقدمو ‪:‬‬
‫ّ‬
‫اخمي ة منيا‪ ,‬ما حذا‬
‫الد ّ‬ ‫الن ازعات سيما ّ‬ ‫اركي وت ِ‬
‫ازيد ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫انييار المعسكر االشت‬ ‫ِ‬
‫الحرب الباردة‬ ‫نجـَ عف‬
‫ُ‬
‫المقترفة انتياك اً ليا‪,‬‬
‫آلي ة جديدة لتحقيؽ حماية فاعمة لحقوؽ اإلنساف مف الج ارئـ ُ‬
‫الدولي إلى البحث عف ّ‬‫بالمجتمع ُّ‬
‫واألقمي ات‪,‬‬
‫ّ‬ ‫لمدفاع عف حقوؽ اإلنساف‬ ‫بالتدخؿ ُّ‬
‫الدولي ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫مطالب‬
‫َ‬ ‫وقد شيدت بداي ةُ التسعينيَّات م ف القرف الماضي‬
‫الن ازع ات واألزم ات‬ ‫ِ‬ ‫انية‪ ,‬والت ُّ‬
‫انية إلى أم اكف ّ‬
‫المس اعدات اإلنس ّ‬
‫دخؿ لتقديـ ُ‬ ‫الج ارئـ بح ّؽ اإلنس ّ‬
‫بي ّ‬‫ومعاقب ة مرتك ّ‬
‫ُّ‬
‫التدخؿ‬ ‫اآللي ة التي تحقؽ التوازف بيف مبدأ سيادة َّ‬
‫الدولة وبيف‬ ‫لكف التّحدي األعظـ كاف في إيجاد تمؾ ّ‬ ‫البشرية‪ّ ,‬‬
‫ّ‬
‫إنسانية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫الدولي لضروارت‬
‫دخؿ اإلنس اني‪ ,‬أساس و وش روط ممارس تو‪ ,‬والمب ادئ‬
‫وء عمى إيض اح مفيوـ جدي د لمت ّ‬
‫الض َ‬
‫البحث ّ‬
‫ُ‬ ‫وسيس مط‬
‫ُ‬
‫األساسية التي يرتكز عمييا ‪.‬‬
‫ّ‬
‫البحث‪ :‬تتم ّخص مش كمةُ الب ِ‬
‫حث في عدـ االتف اؽ ح وؿ مفيوـ ىاـ ُمس تحدث في الق انوف ال ُّدولي ى و‬ ‫ِ‬ ‫ُمش‪55‬كم ُة‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫والتدخؿ اإلنساني وفي خمؽ القناعة بخصوص‬ ‫ّ‬ ‫الس يادة‬
‫مسؤولية الحماية ومدى تحقيقو التوازف العادؿ بيف مبدأ ّ‬‫ّ‬
‫الضمانة اللّزمة لقمع االنتياكات الخطيرة ُ‬
‫والممنيجة لحقوؽ اإلنساف أو منعيا‪.‬‬ ‫قدرتو عمى توفير ّ‬

‫أىمية البحث وأىدافو‪:‬‬


‫ؤولية الحماي ة وايض اح أس انيده القانوني ة والمع ايير‬
‫البحث إلى ع رض أس اس مب دأ مس ّ‬ ‫ِ‬
‫البحث‪ :‬يي د ُـؼ ُ‬ ‫‪5‬دف‬
‫ى‪ُ 5‬‬
‫الواجبة لتنفيذه ‪.‬‬
‫اليام ة التي تشغؿ ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مسؤولية الحماية مف المواضيع ّ‬
‫ّ‬ ‫البحث مف كوف موضوع‬ ‫أىمي ةُ‬
‫البحث‪ :‬تنبعُ ّ‬ ‫أىميَّة‬
‫ّأري العاـ ُّ‬
‫الدولي السيما في ضوء التحوالت الخطيرة والتدخلّت المت ازيدة تحت ذ ارئع حماية حقوؽ اإلنساف ‪.‬‬

‫‪,‬‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫منيجية البحث‪:‬‬
‫ّ‬
‫القانوني ة ال تي يس تند عميي ا مب دأ‬
‫ّ‬ ‫طرح األس س‬
‫حميمي؛ إ ْذ س َي ُ‬
‫ِّ‬ ‫نيج التّ‬
‫البحث عمى ثلّث ة من اىج ‪ :‬الم ِ‬
‫ُ‬ ‫يعتمد‬
‫ُ‬ ‫س‬
‫خاص ة في‬
‫ّ‬ ‫في حيث يص ُؼ الواق َع ويص ِّوره‬‫ؤولية الحماي ة‪َّ ,‬ثـ يناقش يا‪ ,‬ويحمؿ ظواىرى ا‪ ,‬ك ذلؾ و الم نيج الوص ّ‬
‫مس ّ‬
‫ِ‬
‫واالستقاء منو‪.‬‬ ‫التاريخي؛ وذلؾ باالقتباس مف التاريخ‬ ‫ظرية لمبحث‪ ,‬وكذلؾ المنيج‬‫الن ّ‬‫الجوانب ّ‬
‫ّ‬

‫النتائج و المناقشة‬
‫مسؤولية الحماية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أوالً‪ :‬أساس مبدأ‬
‫مسؤولية الحماية استجابةً القت ارح األميف العاـ لألمـ المتّحدة في العاـ ‪2000‬ـ‪ ,‬حيث أعمف‬
‫ّ‬ ‫َبرزت فكرةُ‬
‫المجن ة‬
‫رئيس ال وزارء الكن دي ج وف كريتي اف في م ؤتمر األلفي ة المنعق د في أيم وؿ م ف العاـ ‪ 2000‬ع ف تأس يس ّ‬
‫[‪]1‬‬
‫المي ح وؿ العلّق ة بي ف‬ ‫ُّ‬
‫المعني ة بالت دخؿ وس يادة الق انوف ال تي ع َنيت بوض ع أس س الت دخؿ اإلنس اني‪ ,‬ودعـ ح وار ع ّ‬
‫ّ‬
‫ني عمى التوف يؽ بي ف واجب المجتم ع ال ّدولي بالت دخؿ في ح االت االنتياك ات اإلنس انية‬
‫س يادة ال دوؿ والت دخؿ مب ّ‬
‫الخطيرة‪ ,‬وبيف واجب‬

‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مجمة المستقبل العربي‪ ,‬جامعة بجاية – الجازئر‪ ,‬العدد‬ ‫‪ - 1‬خالد‪ 5‬حساني بعض اإلشكاليات‪ 5‬النظرية لمفيوم‬
‫‪,421‬‬
‫‪ ,2141‬ص‪. 44‬‬

‫‪151‬‬
‫‪151‬‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫ًّ‬
‫مشتمل عمى‬ ‫أعدت تقريرىا األوؿ في العاـ ‪2001‬ـ‪ ,‬بعنواف’’ المسؤولية في الحماية ’’‬ ‫احت ارـ سيادة الدوؿ‪ .‬و قد ّ‬
‫مفاىيـ جديدة‪ ,‬داعياً إلى التحوؿ مف مفيوـ ’’ السيادة كسمطة إلى السيادة كمسؤولية ’’ [‪. ]2‬‬
‫رسمياً‪ ,‬وقد تبِ َع ىذا التقرير فيما بعد‬
‫ّ‬ ‫القم ة العالمي لعاـ ‪2005‬ـ ّتـ إق ارر مبدأ مسؤولية الحماية‬
‫وفي مؤتمر ّ‬
‫[‪]3‬‬
‫أف إق ارره مف قبؿ مجمس األمف أسبغ عميو صفة‬ ‫عدة تقارير ساعدت عمى بمورة مبدأ مسؤولية الحماية ‪ ,‬كما ّ‬
‫ّ‬
‫المشروعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ .4‬مبادرةُ األمين العام كوفي عنان في طرح مفيوم مسؤولية الحماية ‪:‬‬
‫دخؿ لقم ع االنتياك ات الخط يرة لحق وؽ اإلنس اف باعتبارى ا مس ائؿ تي ّد د‬‫مجمس األم ف بالت ُّ‬
‫ُ‬ ‫بع د أف ب دأ‬
‫العسكري طبقاً لميثاؽ األمـ المتّحدة‪ ,‬ظيرت‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخؿ‬ ‫القسرية اللّزمة بما فييا‬
‫ّ‬ ‫ولييف[‪ ,]4‬واتّخاذ التدابير‬ ‫السمـ واألمف ُّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬
‫[‪]5‬‬
‫ولي‬
‫الد ُّ‬‫قضية رواندا لعاـ ‪1994‬ـ ‪ .‬وقد شيد المجتمع ُّ‬ ‫ّ‬ ‫النص والتطبيؽ التي بدت واضحةً في‬ ‫إشكالية التوفيؽ بيف ّ‬
‫ّ‬
‫الس ابؽ لألمـ‬ ‫ٍ‬
‫إنسانيةً وانتياكات جسيمةً لحقوؽ اإلنساف‪ ,‬ما ّأدى باألميف العاـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫في أواخر الق رف الماضي كوارث‬
‫المتّح دة ك وفي عن اف في العاـ ‪2000 – 1999‬ـ إلى ال ّدعوة إلى إطلّؽ تح ٍّد ح وؿ توحي د اآل ارء بش أف مس ّ‬
‫ؤولية‬
‫الحماية[‪.]6‬‬
‫الس يد ك وفي عن اف ّأوؿ م ف استخدـ تعب ير ’’ س‪5‬يادة الف‪55‬رد أو اإلنس‪5‬ان ’’ وى و مفيوـ ىاـ بس بب انتش ار‬‫ويع ّد ّ‬
‫والحري ات األساس ّية لألف‬
‫ّ‬ ‫لمس يادة لـ تع د ت وفر التمتُّع بتمؾ الحق وؽ‬
‫التقميدي ة ّ‬
‫ّ‬ ‫ألف المفاىيـ‬
‫الفردي ة‪ّ ,‬‬
‫ّ‬ ‫ال وعي ب الحقوؽ‬
‫ارد[‪.]7‬‬
‫األكثر‬
‫َ‬ ‫التدخمية‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخؿ بمفيوـ واسع ليشمؿ ’’ أعماالً تتاروح بين األعمال‬ ‫لذا فقد طالب األميف العاـ بتعريؼ‬
‫مجمس األم ف ’’ أن يك ‪55‬ون عمى مس ‪55‬توى التح ‪55‬دي عن ‪55‬دما يص ‪55‬بح الت ‪ُّ 5‬‬
‫‪5‬دخل‬ ‫ِ‬ ‫وطمب م ف‬
‫َ‬ ‫قيري ‪55‬ة’’‬
‫‪5‬انية واألك ‪55‬ثر ّ‬
‫إنس ‪ّ 5‬‬
‫‪5‬دنيين من المج ‪55‬ازر‬ ‫الب أيض اً ’’ بتط ‪55‬وير وتوس ‪55‬يع مفي ‪55‬وم الت ‪ُّ 5‬‬
‫‪5‬دخل ليش ‪55‬مل حماي ‪55‬ة الم ‪ّ 5‬‬ ‫‪5‬رورياً ’’وط َ‬
‫‪5‬كري ض ‪ّ 5‬‬
‫العس ‪ُّ 5‬‬

‫‪ - 2‬دور األمم المتحدة في األزمة الميبية‪ ,‬بحث عممي قانوني لنيل درجة الماجستير في القانون الدُّولي‪ ,‬إعداد الطالبة ىال عدنان‬
‫ديوب ‪,‬إشارف د‪ .‬نور الدين خازم‪ ,‬دمشق ‪ ,2142,‬ص‪. 21‬‬
‫مسؤولية الحماية‪ :‬االعتباارت اإلنسانية وواقع الممارسات الدُّولية‪ ,‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني إلى‬ ‫‪ - 3‬من‬
‫الحقوق ‪,‬تخصص القانون ال‪5‬دولي اإلنس‪5‬اني وحق‪5‬وق اإلنس‪55‬ان‪ ,‬إع‪5‬داد الطمب‪5‬ة اربطي آم‪55‬ال‪ ,‬و يحي‪5‬اوي‪ 5‬لطفي‪ ,‬إش‪5‬ارف أ‪ .‬قاس‪5‬يمي يوس‪5‬ف‪,‬‬
‫جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ,‬بجاية ‪ ,2141,‬ص‪. 26‬‬
‫الدوليين‪ ,‬المركز العالمي لدراسات‬
‫السمم واألمن ّ‬ ‫‪ - 4‬د‪ .‬مفتاح عمر درباش‪ ,‬دور مجمس األمن في التسوية ّ‬
‫السممية لممنازعات وحفظ ّ‬
‫وأبحاث الكتاب األخضر‪ ,‬دار الكتب الوطنية ‪ ,‬بنغازي‪ ,‬ط‪2112 4‬م‪ ,‬ص‪. 14‬‬
‫مسؤولية الحماية‪ ,‬مجمة‬
‫ّ‬ ‫‪ - 5‬د‪ .‬سرمد عامر عباس‪ ,‬معالجة الفجوات في نظام الحماية الدُّولية لالجئين والنازحين في إطار نظرية‬
‫الحقوق‪ ,‬جامعة النيرين ‪ ,2141,‬ص‪. 222‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬سياسات عربية‪ ,‬العدد ‪2142 ,22‬م‪ ,‬ص ‪. 24‬‬ ‫مسؤولية الحماية ‪ :‬إعادة إحياء‬
‫ّ‬ ‫‪ - 6‬محمد عموان‪,‬‬

‫مسؤولي ة الحماية ‪ :‬االعتباارت اإلنسانية وواقع الممارسات الدُّولية‪ ,‬مرجع‬


‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني إلى‬ ‫‪ - 7‬اربطي آمال‪ ,‬و يحياوي لطفي‪ ,‬من‬
‫سابق‪ ,‬ص‪. 22‬‬

‫‪151‬‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫المجتمع ُّ‬
‫الدولي‬ ‫َ‬ ‫أف ُّ‬
‫الدوؿ اليوـ ال توفر الحماية لمواطنييا‪ ,‬ودعا‬ ‫وخمص األميف العاـ إلى فكرة مفادىا ّ‬
‫َ‬ ‫واالنتياكات’’‪,‬‬
‫وفاعمية[‪. ]8‬‬
‫ّ‬ ‫إلى االستجابة لألزمات بسرعة‬
‫وصرح األميف العاـ كوفي عناف عف فشؿ مجمس األمف في وقؼ انتياكات حقوؽ اإلنساف في رواندا وكوسوفو‪,‬‬
‫أي‬
‫الس‪5‬يادة‪ ,‬فعمى ّ‬‫‪5‬داء غ‪5‬ير مقب‪55‬ول عمى ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني يمث‪55‬ل حق‪5‬اً اعت‪ً 5‬‬ ‫وأطمؽ تح ّدياً لم ّدوؿ األعض اء ’’ إذا كان‬
‫والمنيجي‪55‬ة لحق‪55‬وق‬
‫ّ‬ ‫نح‪55‬و ينبغي عمين‪55‬ا أن نس‪55‬تجيب لح‪55‬االت ش‪55‬بيية بروان‪55‬دا‪ ,‬أو بسريبرنيتس‪55‬ا‪ ,‬لالنتياك‪55‬ات الجس‪55‬يمة‬
‫إنسانيتنا المشتركة ؟ ’’[‪. ]9‬‬
‫ّ‬ ‫اإلنسان التي تؤثر في كل مبدأ من مبادئ‬
‫الدوؿ في أيموؿ عاـ‬ ‫بالتدخؿ وسيادة ُّ‬
‫ُّ‬ ‫المعني ة‬
‫ّ‬ ‫المجنة ُّ‬
‫الدولية‬ ‫الكندي ة عمى ىذا التّحدي بإنشاء ّ‬
‫ّ‬ ‫ردت الحكومة‬
‫ّ‬
‫[‪]10‬‬
‫قدمتو إلى األميف العاـ لألمـ المتّحدة‬
‫أعدت تقرير ّ‬ ‫المجنة ّ‬ ‫‪2000‬ـ‪ ,‬وي أرسيا جاريت إيفانز‪ ,‬ومحمد سحنوف‪ ,‬وىذه ّ‬
‫‪.‬‬
‫ُّ‬
‫بالتدخل وسيادة الدُّول ‪:‬‬ ‫المعنية‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬تقرير المجنة الدُّولية‬
‫بس بب م ا ص رح ب و األمي ف العاـ لألمـ المتح دة أماـ الجمعي ة العام ة لألمـ المتح دة بش أف الك وارث اإلنس انية‬
‫واالنتياكات الخطيرة الممنيجة واسعة النطاؽ لحقوؽ اإلنساف‪ ,‬التي شيدىا المجتمع الدولي في أواخر القرف الماضي‬
‫الدولي مف ضرورة التوصؿ إلى توافؽ بشأف كيفية مواجية تمؾ االنتياكات؛ سارعت‬‫َّ‬ ‫المجتمع‬
‫َ‬ ‫وما دعا إليو حينيا‬
‫بالتدخؿ وس يادة ُّ‬
‫الدوؿ‪ ,‬وأصدرت تمؾ المجنة تقري اًر في كانوف األوؿ‬ ‫ُّ‬ ‫المعني ة‬
‫ّ‬ ‫المجن ة‬
‫كندا بع د ذلؾ إلى إنشاء ّ‬
‫ُّ‬
‫التدخل ’’ بمص طم‬ ‫ُّ‬
‫التدخل ’’ أو ’’ واجب‬ ‫الحق في‬
‫ّ‬ ‫تضمف التقرير االستعاضة ع ف مص طم ’’‬‫ّ‬ ‫مف العاـ ‪2001‬ـ‪.‬‬
‫مسؤولية الحماية ’’[‪. ]11‬‬
‫ّ‬ ‫آخر جديد ىو ’’‬
‫الرئيسية في توفير الحماية اللّزمة لسكانيا‪ ,‬وذلؾ‬
‫ّ‬ ‫المسؤوليةَ‬
‫ّ‬ ‫تتحمؿ الدولة نفسيا‬
‫يقوـ المفيوـُ الجديد عمى أف ّ‬
‫الس كاف إلى انتياكات خطيرة سواء كانت ناجمة عف حرب‬ ‫تعرض ىؤالء ّ‬ ‫تجسيداً لمبدأ سيادة الدولة‪ ,‬لكف في حاؿ َّ‬
‫أىمي ة أو عص ياف‪ ,‬أو قم ع‪ ,‬أو إخف اؽ الدول ة‪ ,‬أو كوني ا غ ير ارغب ة‪ ,‬أو غ ير ق ادرة عمى وقؼ االنتياك ات أو تلّفيي ا‪,‬‬
‫ويتنحى مبدأ عدـ التدخؿ جانباً‪ ,‬وبالتالي تعتبر فكرة مسؤولية الحماية تطواًر لمبدأ‬
‫ّ‬ ‫الدولية في الحماية‬
‫ّ‬ ‫فتنشأ المسؤولية‬
‫التدخؿ الدولي اإلنساني[‪. ]12‬‬

‫‪ - 8‬ىال عدنان ديوب‪ ,‬دور األمم المتحدة في األزمة الميبية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 62‬‬
‫مسؤولية الحماية ‪ :‬االعتباارت اإلنسانية وواقع الممارسات‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني إلى‬ ‫‪ - 9‬اربطي آمال‪ ,‬و يحياوي لطفي‪ ,‬من‬
‫الدُّولية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 21‬‬
‫مسؤولية الحماية مشروعية استخدام القوة ألغراض إنسانية‪,‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل العسكري ألغراض إنسانية‪ :‬ىل تعزز عقيدة‬ ‫‪ - 10‬إيف ماسينغيام‪,‬‬
‫مختاارت من المجمة الدُّولية لمصميب األحمر‪ ,‬المجمد ‪ ,24‬العدد ‪2112 ,622‬م‪ ,‬ص ‪. 421‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 24‬‬ ‫مسؤولية الحماية ‪ :‬إعادة إحياء‬
‫ّ‬ ‫‪ - 11‬محمد عموان‪,‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 44‬‬ ‫‪ - 12‬خالد حساني‪ ,‬بعض اإلشكاليات‪ 5‬النظرية لمفيوم‬

‫‪151‬‬
‫‪ (11‬العدد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬

‫انية لمجي ة موض وع الحماي ة‬


‫المجن ة أريي ا ب ّأنو ‪ -‬أي المص طم الجدي د ‪ّ -‬يرك ز عمى الحاج ات اإلنس ّ‬
‫عممت ّ‬
‫الس يادة كسمطة‪,‬‬
‫عت في التقري ر إلى التحوؿ مف ’’ ّ‬ ‫ُّ‬
‫بالتدخؿ بذريعة الحماية‪ ,‬و َد ْ‬ ‫وليس عمى أري الجية القائمة‬
‫أف ميث اؽ األمـ المتّح دة ى و مث اؿ جمي ع ف االلت ازـ ال ُّدولي ُّ‬
‫فالدول ة‬ ‫‪5‬ؤولية ’’ حيث أ ّك دت عمى ّ‬
‫الس‪5‬يادة كمس‪ّ 5‬‬
‫إلى ّ‬
‫ّ‬
‫التقي د بمضمونو‪ ,‬كما‬
‫الدولي بشأف ّ‬ ‫المسؤولية أماـ المجتمع ُّ‬
‫ّ‬ ‫بتحمؿ‬
‫عندما تقبؿ بالميثاؽ بمحض إ اردتيا فيي تقبؿ ُّ‬
‫[‬
‫كمس‪5‬ؤولية ’’‬
‫ّ‬ ‫السيادة‬
‫السيادة كسيطرة إلى ّ‬
‫أف الموضوع ينط وي عمى ض رورة إع ادة ت رتيب المفاىيـ ’’ من ّ‬
‫أ ّكدت ّ‬
‫‪. ]13‬‬
‫الدول ة ال تي ال ت رغب‪ ,‬أو ال تمتمؾ الق درة عمى أف تحمي‬
‫ؤولية عمى أف ّ‬
‫الس يادة كمس ّ‬
‫حيث ينض وي مفيوـ ّ‬
‫ُ‬
‫المعني بحفظ السمـ واألمف‬
‫ّ‬ ‫مواطنيي ا؛ فيناؾ مس ؤولية تترتب عمى ع اتؽ المجتم ع الدولي وال سيما مجمس األمف‬
‫أن مفي‪55‬وم‬
‫العام ة لألمـ المتّح دة عاـ ‪1999‬ـ‪ ,‬ق د أش ار إلى ’’ ّ‬
‫الجمعي ة ّ‬
‫ّ‬ ‫ال دولييف‪ ,‬وك اف ك وفي عن اف في تقري ره إلى‬
‫تح‪5‬ول ك‪5‬برى‪ ,‬ال تع‪5‬ود فق‪5‬ط إلى وقوع‪5‬و تحت ض‪5‬غط وق‪5‬وى‬ ‫بعممي‪5‬ة ّ‬
‫ّ‬ ‫يمر في ج‪5‬وىره وفي معن‪5‬اه العمي‪5‬ق‬
‫سيادة الدُّول ّ‬
‫الد ولي‪ ,‬فالدُّول يجب أن ُينظر إلييا اآلن باعتبارىا أدوات في خدمة شعوبيا وليس العكس ’’[‪.]14‬‬
‫العولمة والتعاون ُّ‬
‫الص عيد ال ُّدولي‪ ,‬وأف ت رعى وتحترـ حق وؽ‬
‫الدول ة س يادات ال ُّدوؿ األخ رى عمى ّ‬
‫فالس يادة تع ني أف تحترـ ُّ‬
‫ّ‬
‫المسؤولية تعني‪:‬‬
‫ّ‬ ‫والسيادة مف ىذا المنطمؽ في‬
‫الداخمي‪ّ ,‬‬ ‫الصعيد ّ‬
‫المواطنيف المتواجديف عمى إقميميا عمى ّ‬
‫مسؤولية ُّ‬
‫الدولة في حماية مواطنييا وسلّمتيـ وتأميف رفاىيتيـ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫المسؤولية عف األعماؿ التي يقوـ بيا ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يتحمؿ‬ ‫إف مف يمثؿ ُّ‬
‫الدولة ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ؤولية أماـ رعاياى ا في ال ّداخؿ‪ ,‬وىي أيض اً‬
‫تتحمؿ المس ّ‬
‫الوطني ة ّ‬
‫ّ‬ ‫الس مطة‬
‫ُّ‬ ‫‪-‬‬
‫ؤولية أماـ المجتمع ُّ‬
‫الدولي‬ ‫تتحمؿ المس ّ‬
‫ّ‬
‫[‪]15‬‬
‫) األمـ المتّحدة ( في الخارج ‪.‬‬
‫المسؤولية في الحماية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬إقارر مبدأ‬
‫بالتدخؿ وسيادة ُّ‬
‫الدوؿ قبوالً لدى األميف العاـ لألمـ المتّح دة حيث‬ ‫ُّ‬ ‫المعنية‬
‫ّ‬ ‫المجنة‬
‫لقي المفيوـ الذي طرحتو ّ‬ ‫َ‬
‫ضمنو في تقاريره‪ ,‬مثؿ ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪5‬ؤوليتنا المش‪55‬تركة’’‪ :‬ش َّكؿ ك وفي عن اف فريق اً رفي َع المس توى م ف‬ ‫ٍ‬
‫‪ -‬تقرير’’ نح‪55‬و ع‪55‬الم أك‪55‬ثر أمن ‪5‬اً‪ :‬مس‪ّ 5‬‬
‫الدولييف‪ ,‬ولتقديـ‬
‫لمسمـ واألمف ّ‬ ‫َّ‬
‫الشخصيات ذات الخ برة والكفاءة م ف جمي ع أنح اء العالـ‪ ,‬لتقدير التيديدات ال ارىنة ّ‬

‫مسؤولية الحماية ‪ :‬االعتباارت اإلنسانية وواقع الممارسات‬


‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني إلى‬ ‫‪ - 13‬اربطي آمال و يحياوي لطفي‪ ,‬من‬
‫الدُّولية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.24‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ - 14‬ىال عدنان ديوب‪ ,‬دور األمم المتحدة في األزمة الميبية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ - 15‬حماية حقوق اإلنسان من التدخل الدولي اإلنساني إلى مسؤولية الحماية‪ ,‬مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير‪ 5‬في القانون‪ 5‬الدولي‬
‫والعالقات الدولية‪ ,‬إعداد رجدال أحمد‪ ,‬إشارف أ‪.‬د آمال يوسفي‪ ,‬الجازئر‪ 5,‬جامعة بومرداس ‪ ,2142,‬ص‪. 62‬‬
‫‪,‬‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫توصيات بغية تعزيز األمـ المتحدة‪ ,‬وتمكينيا مف إتاحة األمف الجماعي لمجميع في القرف الحادي والعشريف[‪,]16‬‬
‫وضع الفريؽُ تقريره بعنواف عالـ أكثر أمناً مسؤوليتنا المشتركة‪ ,‬أحالو إلى األميف العاـ لألمـ المتحدة في األوؿ مف‬
‫حيث أشار الفريؽ رفيعُ المستوى إلى مسؤولية الحماية بوصفيا ’’ مبدًأ مس‪55‬تجداً يتمث‪55‬ل ب‬
‫كانوف األوؿ عاـ ‪2004‬ـ‪ُ ,‬‬
‫وجود مسؤولية جماعية عن الحماية‪ ,‬يمارسيا مجمس األمن الذي يأذن بالتدخل العس‪55‬كري مالذاً أخي‪5‬اًر عن‪55‬د ح‪55‬دوث‬
‫إبادة جماعية أو عمميات قتل أخرى واسعة النطاق‪ ,‬أو حدوث تطيير عرقي أو انتياك‪55‬ات جس‪55‬يمة لمق‪55‬انون اإلنس‪55‬اني‬
‫الدولي ثبت أن الحكومات ذات السيادة عاجزة عن منعيا أو غير ارغبة في منعيا’’[‪.]17‬‬
‫المعنية‪ ,‬إذ جاء في البند )‬
‫ّ‬ ‫المجنة‬
‫كمسؤولية وفقاً لما اقترحتو ّ‬
‫ّ‬ ‫السيادة‬
‫أقر األميف العاـ بوضوح مبدأ ّ‬‫وبالتالي فقد ّ‬
‫ج ( م ف الفق رة ) ‪ ( 29‬م ا يمي‪ ’’ :‬عن‪55‬دما توق‪55‬ع ال‪55‬دُّول عمى ميث‪55‬اق األمم المتح‪55‬دة فإني‪55‬ا ال تس‪55‬تفيد من امتي‪55‬اازت‬
‫[‪]18‬‬
‫‪.‬‬ ‫مسؤولياتيا ’’‬
‫ّ‬ ‫السيادة ولك ّنيا تقبل أيضاً‬
‫ّ‬
‫دولي ة جماعيَّة يجب أف تمارس مف قبؿ مجمس األمف أو بترخيص‬ ‫مسؤولية ّ‬ ‫ّ‬ ‫أف ىناؾ‬
‫وبيف التقرير أيضاً ّ‬ ‫ّ‬
‫الجماعي ة‪,‬‬
‫ّ‬ ‫يتـ اتِّخ اذه بي دؼـ حماي ة حق وؽ اإلنس اف م ف ج ارئـ اإلب ادة‬
‫ير ُّ‬ ‫من و تتم ثؿ بالت ُّ‬
‫دخؿ العس كري كح ٍ ّؿ أخ ٍ‬
‫انية‪ ,‬وج ارئـ الح رب‪ ,‬والج ارئـ ال تي تح ِدث الق تؿ عمى نط اؽ واس ع‪ ,‬وذلؾ‬ ‫والتطي ير الع رقي‪ ,‬والج ارئـ ض ّد اإلنس ّ‬
‫ؤولية الحماي ة‬
‫نص التقري ر عمى مس ّ‬ ‫كري إذ ّ‬‫دخؿ العس ّ‬ ‫روعية عمى الت ُّ‬
‫ّ‬ ‫الص فة المش‬
‫وفؽ مع ايير منض بطة إلس باغ ّ‬
‫جماعي‪5‬ة عن الحماي‪55‬ة يمارس‪55‬يا مجمس األمن ال‪55‬ذي ي‪5‬أذن بالت‪ُّ 5‬‬
‫‪5‬دخل‬ ‫ّ‬ ‫‪5‬ؤولية‬
‫باعتبارى ا ’’ مبدًأ مستجَّداً يتمثل بوج‪55‬ود مس‪ّ 5‬‬
‫عممي‪5‬ات قت‪5‬ل أخ‪5‬رى واس‪5‬عة ال ّنط‪5‬اق‪ ,‬أو ح‪5‬دوث تطي‪5‬ير ع‪5‬رقي أو‬
‫ّ‬ ‫جماعية أو‬
‫ّ‬ ‫العسكري مالذاً أخياًر عند حدوث إبادة‬
‫الس‪5‬يادة ع‪55‬اجزة عن منعي‪55‬ا أو غ‪55‬ير ارغب‪55‬ة في‬ ‫انتياك‪ٍ 5‬‬
‫أن الحكوم‪55‬ات ذات ّ‬
‫‪5‬ات جس‪55‬يمة لمق‪55‬انون ال‪55‬دُّولي اإلنس‪55‬اني‪ ,‬ثبت ّ‬
‫[‪]19‬‬
‫‪.‬‬ ‫منعيا ’’‬
‫الحرية أفسح‪ :‬صوب تحقيق التنمية واألمن وحقوق اإلنسان لمجميع ’’ في العاـ‬
‫ّ‬ ‫جو من‬
‫‪ -‬تقرير’’ في ّ‬
‫الحرية أفسح ’’ لمتابعة نتائج مؤتمر قمة األلفية‪,‬‬
‫ّ‬ ‫جو من‬
‫األميف العاـ السابؽ كوفي عناف تقريره ’’ في ّ‬
‫ُ‬ ‫‪2005‬ـ َّ‬
‫قدـ‬
‫المسمحة‬
‫ّ‬ ‫والص ارعات‬‫ّ‬ ‫أوض فيو الظرو َؼ الجديدةَ مثؿ العناصر اإلرىابية واالختلّؿ الحاصؿ في توازف القوى‬
‫داخؿ ال دو َؿ‪ ,‬والتش رد والمج وء وتفش ي اإلي دز‪ ,‬والفق ر‪ ,‬وغيرى ا‪ ,‬وأش ار إلى الت ارب ط الوث يؽ بي ف التنمي ة وبي ف‬
‫حقوؽ اإلنساف[‪.]20‬‬

‫‪ - 16‬مشروعية القارارت الصادرة‪ 5‬عن مجمس األمن وسبل إصالحو‪ ,‬بحث عممي قانوني لنيل درجة الماجستير في القانون الدولي‪,‬‬
‫إعداد الطالبة ‪ :‬مايا زعرور‪ ,‬إشارف ‪ :‬د‪ .‬إبراىيم الدارجي‪ ,‬دمشق ‪2142,‬م‪ ,‬ص‪. 242‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 22‬‬ ‫مسؤولية الحماية ‪ :‬إعادة إحياء‬
‫ّ‬ ‫‪ - 17‬محمد عموان‪,‬‬
‫مسؤولي ة الحماية ‪ :‬االعتباارت اإلنسانية وواقع الممارسات الدُّولية‪,‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني إلى‬ ‫‪ - 18‬اربطي آمال‪ ,‬و يحياوي لطفي‪ ,‬من‬
‫مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.22‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 22‬‬ ‫مسؤولية الحماية ‪ :‬إعادة إحياء‬
‫ّ‬ ‫‪- 19‬محمد عموان‪,‬‬

‫‪ - 20‬مايا زعرور‪ ,‬مشروعية القارارت الصادرة‪ 5‬عن مجمس األمن وسبل إصالحو‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 241‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ (11‬العدد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬

‫حساسيات كثيرة وبالرغـ مف ذلؾ فقد ّأيد المبدأ ًّ‬


‫قائل ’’‬ ‫ّ‬ ‫مسؤولية الحماية يجمب‬
‫ّ‬ ‫بأف مبدأ‬
‫تضمف تصري األميف العاـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪..‬‬
‫بناء عميو عند‬
‫المسؤولية عن الحماية ونتصرف ً‬
‫ّ‬ ‫فإنني أؤيد ىذا النيج بقوة‪ ,‬وأعتقد أنو عمينا أن نعتنق مبدأ‬
‫تضمف التقرير قائمة مف المعايير التي تـّ طرحيا سابقاً‬
‫َّ‬ ‫األساسية لممفيوـ‪ ,‬كما‬
‫ّ‬ ‫الضرورة ‪ ’’ ..‬وذ ّكر التقرير بالمبادئ‬
‫[‪]21‬‬
‫‪.‬‬ ‫العسكرية‬
‫ّ‬ ‫القوة‬
‫الستخداـ ّ‬
‫القمة العالمي لعام ‪2114‬م‪:‬‬ ‫العامة لألمم المتحدة في مؤتمر ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجمعية‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬تب ّني المبدأ من قبل‬
‫الدوؿ‬ ‫ِ‬
‫رؤساء ّ‬ ‫أكبر اجتماعات‬ ‫أحد ِ‬ ‫العالمي في نيويورؾ عاـ ‪2005‬ـ‪ُّ ,‬‬
‫ويعد ىذا المؤتمر َ‬ ‫القمة‬
‫ِّ‬ ‫مؤتمر ّ‬
‫ُ‬ ‫انعقد‬
‫َ‬
‫األلفي ة ال ذي اعتم د في العاـ‬
‫ّ‬ ‫والحكوم ات م ف أجؿ بحث التقدـ ال ذي َّتـ إنج ازهُ من ذ إعلّ ف األمـ المتَّح دة ح وؿ م ؤتمر‬
‫‪2000‬ـ م ف ق بؿ ال دوؿ األعض اء في المنظم ة‪ ,‬وق د ّتـ اعتم اد الوثيق ة الختامي ة لم ؤتمر القم ة م ف ق بؿ أك ثر ‪150‬‬
‫الس كاف مف اإلبادة الجماعية‪ ,‬وج ارئـ الحرب‪,‬‬ ‫مسؤولية كؿ دولة في حماية ّ‬ ‫ّ‬ ‫رئيس دولة وحكومة‪ ,‬وأعمنت الوثيقة‬
‫والج ارئـ ض د اإلنس انية‪ ,‬والتطي ير الع رقي‪ ,‬وتعت بر تم َؾ الوثيق ة س ابقة في اإلش ارة إلى مس ؤولية الحماي ة في ص ٍؾ‬
‫دولي‪ ,‬وبإجم اع رؤس اء ال دوؿ والحكوم ات الحض ور‪ ,‬كم ا اعتم دت الجمعي ة العام ة لألمـ المتح دة في ق اررى ا رقـ‬
‫ٍّ‬
‫القم ة الع المي‪ ,‬وم ف بيني ا البن ديف ) ‪ 138‬و‪139‬‬ ‫ائج م ِ‬
‫ؤتمر ّ‬ ‫‪ /A/RES 1/60‬في ‪ 16‬أيم وؿ عاـ ‪ 2005‬نت َ‬
‫[‪]22‬‬
‫‪.‬‬ ‫( المرتبطيف بمبدأ مسؤولية الحماية‬

‫ؤولية الحماي ة‪ ,‬بي ف‬


‫حضيرية لمم ؤتمر م ف انقساـ في ال ّأري ح وؿ مب دأ مس ّ‬
‫ّ‬ ‫فبالرغـ مم ا ش يدتو األعم اؿ التّ‬
‫دفع اعت‬
‫الش رؽ األوسط‪ ,‬وقد َ‬ ‫كمي اً عميو مثؿ روسيا ودوؿ ّ‬‫لمنقاش‪ ,‬ومعترض ّ‬ ‫مؤي ٍد لممبدأ وموافؽ عمى طرحو ّ‬ ‫ّ‬
‫األساسية منو‪,‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫المسؤولية وذل َؾ بعد إحداث تعديلّت في بعض الفق ارت‬ ‫تبني مبدأ‬‫العامة إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجمعية ّ‬
‫ّ‬ ‫ارض البعض‬
‫ُ‬
‫المعني ة في تقريرىا مثؿ‬
‫ّ‬ ‫المجنة‬
‫الش روط التي أوردتيا ّ‬
‫الجمعية العامة لألمـ المتّحدة بعض ّ‬
‫ّ‬ ‫عمى سبيؿ المثاؿ أغفمت‬
‫شرط عدـ استخداـ الفيتو في مجمس األمف‪ ,‬وتوسيع مفيوـ الحماية ليشمؿ جميع االنتياكات التي تمس حقوؽ اإلنساف‪,‬‬
‫الجماعي ة‪ ,‬وج‬
‫ّ‬ ‫مسؤولية كؿ دولة في حماية س ّكانيا مف ج ارئـ اإلبادة‬
‫ّ‬ ‫رسمياً وباإلجماع عمى‬
‫ّ‬ ‫أف ُّ‬
‫الدوؿ وافقت‬ ‫بيد ّ‬‫َ‬
‫[‪]23‬‬
‫اإلنسانية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ضد‬
‫ارئـ الحرب‪ ,‬وج ارئـ التطيير العرقي‪ ,‬والج ارئـ ّ‬

‫‪ - 21‬رجدال أحمد‪ ,‬حماية حقوق اإلنسان من التدخل الدولي اإلنساني إلى مسؤولية الحماية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 66‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 22‬‬ ‫مسؤولية الحماية ‪ :‬إعادة إحياء‬
‫ّ‬ ‫‪ - 22‬محمد عموان‪,‬‬
‫مسؤولية الحماية ‪ :‬االعتبارات اإلنسانية وواقع الممارسات‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني إلى‬ ‫‪ - 23‬اربطي آمال و يحياوي لطفي‪ ,‬من‬
‫الدُّولية‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.21‬‬

‫‪151‬‬
‫‪,‬‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫يتحمميا المجتمع ُّ‬


‫الدولي في توفير تمؾ‬ ‫المسؤولية التي ّ‬
‫ّ‬ ‫القمة عمى‬
‫الدوؿ المجتمعيف في مؤتمر ّ‬‫وافؽ رؤساء ُّ‬
‫تقص ر في توفيرىا[‪ ,]24‬وذلؾ حسب كؿ حالة عمى حدة‪ ,‬وبالتعاوف مع‬ ‫الحماية وذلؾ عندما تفش ؿ ُّ‬
‫الدولة أو ّأنيا ّ‬
‫الختامي ة رقـ ‪A/RES/ 60/1‬‬
‫ّ‬ ‫اإلقميمية عندما يستدعي الحاؿ ذلؾ‪ ,‬حيث جاء في الفقرة ‪ 138‬مف الوثيقة‬
‫ّ‬ ‫المنظمات‬
‫في مؤتمر القمة العالمي عاـ ‪ ’’ 2005‬المسؤولية عن حماية السكان المدنيين من اإلبادة الجماعية وج‪55‬ارئم الح‪55‬رب‬
‫والتطيير العرقي والجارئم المرتكبة ضد اإلنسانية تقع عمى عاتق ك‪5‬ل دول‪5‬ة عمى ح‪5‬دة’’ ‪ ,‬وج اء فيي ا أيض اً ’’ نحن‬
‫الرؤس اء تمؾ تعي داً ص ريحاً بقب وؿ مب دأ‬
‫‪5‬ؤولية وس‪55‬نعمل بمقتض‪55‬اىا ’’ وتع ّد موافق ة ّ‬
‫تحم‪55‬ل تم‪55‬ك المس‪ّ 5‬‬
‫نواف‪55‬ق عمى ّ‬
‫[‪]25‬‬
‫المشروعية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مسؤولية الحماية وىذا يضفي عمى المبدأ صفة‬
‫ّ‬
‫مسؤولية الحماية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثانياً‪ :‬ركائز مبدأ‬
‫ائز أساس ّية‬
‫ث رك َ‬
‫ؤولية الحماي ة تش م ُؿ ثلّ َ‬ ‫دخؿ وس يادة ال ُّدوؿ ّ‬
‫أف مس ّ‬ ‫المعني ة بالت ُّ‬
‫ّ‬ ‫المجن ة‬
‫ورد في تقري ر ّ‬
‫لمعمؿ تبع اً لمظّ روؼ المحيط ة‪ ,‬ف يي تس عى إلى وض ع ح د للّنتياك ات الممنيج ة لحق وؽ اإلنس اف وتق ترح إق ارر ’’‬
‫اتّخاذ إجارء‬
‫‪5‬انية أو‬
‫ضد دولة أو ضد قادة تمك الدُّولة‪ ,‬بدون موافقتيا أو موافقة قادتيا‪ ,‬من أجل األغارض الّ‪5‬تي ي‪5‬دعى بأ ّني‪5‬ا إنس‪ّ 5‬‬
‫حمائية ’’‪ ,‬وقد ورد في الفقرة الثانية مف الوثيقة رقـ ‪ A/ 66/ 874-S/ 2012/578‬الصادرة عف الجمعية العامة‬ ‫ّ‬
‫في‪ 25‬تموز عاـ ‪ 2012‬أف الدوؿ األعضاء اتفقت عمى ’’ اتخاذ إجارء جماعي ‪,‬في الوقت المناسب وبطريقة‬
‫حاس‪55‬مة‪ ,‬عن طري‪55‬ق مجمس األمن‪ ,‬ووفق‪5‬اً لمميث‪55‬اق‪ ,‬بم‪55‬ا في ذل‪55‬ك الفص‪55‬ل الس‪55‬ابع من‪55‬و‪ ,‬عمى أس‪55‬اس ك‪55‬ل حال‪55‬ة عمى‬
‫ح‪55‬دة وبالتع‪55‬اون م‪55‬ع المنظم‪55‬ات اإلقميمي‪55‬ة ذات الص‪55‬مة حس‪55‬ب االقتض‪55‬اء في ح‪55‬ال قص‪55‬ور الوس‪55‬ائل الس‪55‬ممية وعج‪55‬ز‬
‫السمطات الوطنية عن حماية سكانيا من اإلبادة الجماعية وج‪5‬ارئم الح‪5‬رب والتطي‪5‬ير الع‪5‬رقي والج‪5‬ارئم المرتكب‪5‬ة ض‪5‬د‬
‫[‪]26‬‬
‫الرد‪ ,‬واعادة البناء الركائز األساسية لمفيوـ مسؤولية الحماية ‪.‬‬
‫اإلنسانية’’ ‪ , ,‬وتعد الوقاية‪ ,‬االستجابة أو ّ‬
‫مسؤولية الوقاية ) المنع ( ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الركيزة األولى‪-‬‬ ‫ّ‬
‫إف أيَّة دول ة ىي المس ؤولة األولى ع ف تحق يؽ الحماي ة اللّزم ة لمواطنيي ا؛ ُيب نى ذلؾ عمى أس اس تدعيـ‬‫ّ‬
‫ؤولية الحماي ة‪ ,‬و المن ع‬
‫أىمي ة لمس ّ‬
‫أف المن ع ى و البعد األك ثر ّ‬‫المجن ة ّ‬ ‫الس يادة ُّ‬
‫الدولي ة التي تتمتّ ع بي ا‪ ,‬وتعت بر ّ‬ ‫وتك ريس ّ‬

‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني دارسة سياسية قانونية‪ ,‬المجمة السياسية والدُّولية‪,‬‬ ‫‪ - 24‬د‪ .‬عادل حمزة عثمان‪ ,‬األمم المتحدة والموقف من عمميات‬
‫الجامعة المستنصرية ‪ ,2142,‬ص ‪. 44‬‬
‫مسؤولية الحماية‪ ,‬مرجع‬
‫ّ‬ ‫‪ - 25‬د‪ .‬سرمد عامر عباس‪ ,‬معالجة الفجوات في نظام الحماية الدُّولية لالجئين والنازحين في إطار نظرية‬
‫سابق‪ ,‬ص ‪. 224‬‬

‫أن ’’ مسؤولية الحماية مفيوم يقوم عمى‬


‫عمى ّ‬ ‫‪ - 26‬جاء في الفقرة‪ 5‬التاسعة من الوثيقة ‪A/ 66/ 874-S/ 2012/578‬‬
‫المبادئ األساسية لمقانون الدولي بصيغتيا الواردة بصفة خاصة في القانون‪ 5‬اإلنساني الدولي‪ ,‬والقانون الدولي لالجئين‪ 5,‬والق‪55‬انون‪ 5‬ال‪55‬دولي‬

‫لحقوق‪ 5‬اإلنسان ’’ ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ (11‬العدد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬

‫ياسية المتاحة لدى‬


‫الس ّ‬‫الس بؿ ّ‬
‫لمن ازع يستوجب إحاطة بيشاشة الوضع وبالمخاطر المرتبطة بو‪ ,‬وفيم اً بكافة ّ‬
‫الفعمي ّ‬
‫[‪]27‬‬
‫السبؿ ‪.‬‬
‫والرغبة في تطبيؽ تمؾ ّ‬ ‫ُّ‬
‫الدولة والقادرة عمى إحداث التغيير ّ‬

‫مسؤولية الحماية مشروعية استخدام القوة ألغراض إنسانية‪,‬‬


‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل العسكري ألغراض إنسانية‪ :‬ىل تعزز عقيدة‬ ‫‪ - 27‬إيف ماسينغيام‪,‬‬
‫مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.424‬‬
‫‪,‬‬
‫‪ (11‬العد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬
‫د‬

‫الدول ة بداي ة‬ ‫دخؿ مس ًّ‬


‫تقبل‪ ,‬أي ّأن و عمى ُّ‬ ‫ُيع زى ذلؾ إلى وج ود احتم اؿ خفض أو ح تى إني اء ض رورة الت ُّ‬
‫التدخؿ[‪ ,]28‬وبدورىا وسائؿ الوقاية تشمؿ ثلّثة مستويات ذكرتيا‬
‫ُّ‬ ‫استنفاد كؿ سبؿ الوقاية قبؿ أف توضع أماـ خيار‬
‫المجنة وأوصت بالتقيد بيا ولزوـ ممارستيا وىي‪:‬‬
‫ّ‬
‫وستعزز حقوؽ المواطنيف‪ ,‬وىي‬
‫ّ‬ ‫الداخمية‬
‫‪ -4‬األدوات المانعة‪ :‬وتعني األدوات التي ستمنع جذرياً المشاكؿ ّ‬
‫عسكرية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سياسية‪ ,‬أو‬
‫ّ‬ ‫قانونية‪ ,‬أو‬
‫ّ‬ ‫اقتصادية‪ ,‬أو‬
‫ّ‬ ‫اخمية في ُّ‬
‫الدولة مف خلّؿ تدابير‬ ‫الد ّ‬ ‫مرتبطة باألحواؿ ّ‬
‫تقيدىـ بالقانوف‪ ,‬والعمؿ عمى نزع‬
‫وأمني اً‪ ,‬وضماف ّ‬
‫ّ‬ ‫عسكرياً‬
‫ّ‬ ‫الش امؿ‬
‫العسكرية‪ :‬مف أجؿ اإلص لّح ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬التدابير‬
‫وقائياً في مقدونيا ‪.‬‬ ‫أممية عمى أرض ُّ‬
‫الد ولة مثؿ تواجد القوات‬ ‫قوات ّ‬
‫ّ‬ ‫السماح بتواجد ّ‬
‫دولياً ّ‬
‫السلّح‪ ,‬ويمكف ّ‬
‫ّ‬
‫النمو االقتصادي‪ ,‬ومحاربة الفقر والبطالة وتوزيع الموارد‪,‬‬
‫داخمياً تشجيع ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولة‬
‫االقتصادية‪ :‬عمى ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬التدابير‬
‫الن ازع ات‬
‫أىـ أس باب نش وب ّ‬
‫السياس ي والتوزي ع غ ير الع ادؿ لمم وارد م ف ِّ‬ ‫المجن ة َّ‬
‫أف الفق ر والقم ع ّ‬ ‫فق د اعت برت ّ‬
‫جاري ة‪ ,‬التيديد بج ازءات‬
‫ولي ة وتسييؿ التبادالت التّ ّ‬ ‫دولي اً فيجب عمييا تشجيع وتمويؿ االستثما ارت ُّ‬
‫الد ّ‬ ‫أم ا ّ‬
‫اخمي ة‪ّ ,‬‬
‫الد ّ‬
‫ّ‬
‫النقد ُّ‬
‫الدولي إف لزـ ‪.‬‬ ‫المقدـ مف صندوؽ ّ‬
‫الدعـ ّ‬ ‫وقسرية مثؿ سحب االستثما ارت أو ّ‬
‫ّ‬ ‫اقتصادية‬
‫ّ‬
‫القانوني ‪55‬ة‪ :‬م ف خلّؿ التأكي د عمى س يادة الق انوف وس لّمة الجي از‬
‫ّ‬ ‫والمؤسس ‪55‬ات‬
‫ّ‬ ‫القانوني ‪55‬ة‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬تعزي ‪55‬ز الحماي ‪55‬ة‬
‫المؤسسات ال ّارعية لحقوؽ اإلنساف ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األقميات‪ ,‬ودعـ‬
‫ّ‬ ‫القضائي واستقلّلو‪ ,‬حماية‬
‫الس مطة و‬
‫الدس تورية‪ ,‬وتك ريس مب دأ ت داوؿ ُّ‬ ‫الس مطات ّ‬
‫ارطي ة وتقاسـ ّ‬
‫ّ‬ ‫السياس‪5ّ 5‬ية‪ :‬إش اعة ال ّديمق‬
‫‪ -‬الت‪55‬دابير ّ‬
‫الحريات وسيادة القانوف وتشمؿ اإلج ارءات التي يمكف أف يتّخذىا األميف العاـ لألمـ المتّحدة مثؿ الوساطة‬‫ّ‬ ‫ضماف‬
‫تقصي الحقائؽ[‪.]29‬‬
‫والمساعي الحميدة وبعثات ّ‬
‫الدعـ الخ ارجي لتوف ير تمؾ األدوات ى و واجب يق ع عمى ع اتؽ المجتم ع ال ُّدولي‬
‫أف تقديـ ّ‬
‫تجب اإلش ارة إلى ّ‬
‫السبؿ المانعة وىو ليس انتياكاً ‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫ممثل بمنظّمة األمـ المتّحدة مف أجؿ تحقيؽ تمؾ ّ‬
‫آليات اإلنذار المب ّكر‪ :‬ويعني التنبيو المسبؽ إلى الج ارئـ قبؿ وقوعيا‪ ,‬ومف ثـّ تعبئة الموارد كافة لردعيا‬
‫‪ّ -2‬‬
‫القم ة العالمي ‪ 2005‬إلى تأسيس وانشاء‬ ‫الدوؿ بموجب الفقرة ) ‪ ( 138‬مف وثيقة مؤتمر ّ‬ ‫ومنع نشوبيا‪ ,‬وقد ُدعيت ُّ‬
‫وتوفير قدرة األمـ المتّحدة عمى اإلنذار المب ّكر‪.‬‬
‫والمس‪5‬ؤولية عن الحماي‪5‬ة ’’ ع ف تأيي د‬
‫ّ‬ ‫المعن وف ’’ اإلنذار المب ّكر والتقييم‬
‫فق د عبَّر األمي ف العاـ في تقري ره ُ‬
‫ميم ة ىذا‬
‫أف ّ‬
‫الجماعي ة حيث قاؿ ّ‬
‫ّ‬ ‫لميمة المستشار الخاص لألميف العاـ المعني بج ارئـ اإلبادة‬ ‫الدوؿ األعضاء ودعميا ّ‬ ‫ُّ‬
‫المستشار تتمركز بما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬الحصوؿ عمى معمومات بشأف االنتياؾ الخطرة والجسيمة لحقوؽ اإلنساف والقانوف ُّ‬
‫الدولي اإلنساني ذات‬
‫جماعية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خاصة والتي قد تنتيي إلى ج ارئـ إبادة‬
‫ّ‬ ‫العرقية‬
‫ّ‬ ‫األصوؿ‬

‫مسؤولي ة الحماية ‪ :‬االعتبارات اإلنسانية وواقع الممارسات الدُّولية‪,‬‬


‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني إلى‬ ‫‪ - 28‬اربطي آمال‪ ,‬و يحياوي‪ 5‬لطفي‪ ,‬من‬
‫مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 22‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 42‬‬ ‫‪ - 29‬خالد حساني‪ ,‬بعض اإلشكاليات‪ 5‬النظرية لمفيوم‬

‫‪152‬‬
‫‪ (11‬العد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬
‫د‬

‫آلية لإلنذار المب ّكر لألميف العاـ لألمـ المتّحدة حيث يمفت مجمس األمف إلى الحاالت التي مف‬
‫‪ -‬يعتبر بمثابة ّ‬
‫جماعية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تؤدي إلى ج ارئـ إبادة‬
‫شأنيا أف ّ‬
‫‪ -‬يط رح المستش ار الخ اص التوص يات إلى مجمس األم ف عبر األمي ف العاـ لألمـ المتّحدة بش أف اإلج ارءات‬
‫الجماعية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التي تساىـ في منع وقوع ج ارئـ اإلبادة‬

‫جماعية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المرتبطة بحالة تعتبر جريمة إبادة‬
‫‪ -‬تعزيز قدرة مجمس األمف عمى تحميؿ المعطيات ُ‬
‫القم ة الع المي لعاـ ‪2005‬ـ بدعـ األمـ المتّح دة في‬
‫الختامي ة لم ؤتمر ّ‬
‫ّ‬ ‫أيض اً تعي دت ال ُّدوؿ بم وجب الوثيق ة‬
‫الجماعي ة في الفقرة )‬
‫ّ‬ ‫الخاص المعني بمنع ج ارئـ اإلبادة‬
‫ِّ‬ ‫ميمة المستشار‬
‫إنشاءالقدرة عمى اإلنذار المب ّكر‪ ,‬حيث أيَّدت َّ‬
‫[‪]30‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ( 140‬مف الوثيقة ذاتيا‬
‫الرد أو االستجابة في وقت مناسب ‪:‬‬
‫مسؤولية ّ‬
‫ّ‬ ‫الركيزة الثانية‪-‬‬
‫ّ‬
‫ولي ة‬ ‫ُّ‬
‫دنييف ومن ع وق وع الج ارئـ الد ّ‬ ‫ُّ‬
‫إف تنفي ذ ال دوؿ ميامي ا في توف ير الحماي ة اللّزم ة لممواط نيف الم ّ‬
‫ّ‬
‫دولي ة في ذا ال يع ني تقص يرىا في الحماي ة وليس‬
‫ذاتي ة‪ ,‬أو بمس اعدة ّ‬
‫والممنيج ة أو وقفي ا س واء أك اف ب إ اردة ّ‬
‫الخط يرة ُ‬
‫ُّ‬
‫لمتدخؿ في شؤونيا‪.‬‬ ‫موجباً‬
‫وال بد أن ُيثار تساؤل بشأن إثبات واقعة عدم قدرة الدُّولة أو عدم رغبتيا في توفير الحماية الاّل زمة ‪ ,‬والتي‬
‫الرد ‪:‬‬
‫مسؤولية ّ‬
‫ّ‬ ‫تنشأ بموجبيما‬
‫جمي‪ ,‬وأف يكوف مف شأف االستجابة في‬ ‫‪ -‬في الواقع يجب أف َيظير فشؿ ُّ‬
‫الدولة في توفير الحماية بشكؿ‬
‫ّ‬
‫القوة‪ ,‬أو دوف االنتياء إلى الفشؿ‬
‫الوقت المناسب تأثيره اإليجابي الذي سيوجد الحموؿ دوف أف يقود إلى استخداـ ّ‬
‫في الحؿ‪.‬‬
‫تدخمو في الوقت المناسب في عاـ ‪2008‬ـ بالقياـ‬ ‫حيث نج المجتمع ُّ‬
‫الدولي بسبب ّ‬ ‫فعل في كينيا ُ‬ ‫وىذا ما حدث ًّ‬
‫فع اؿ في ح ّؿ األزمة[‪ ,]31‬خلّف اً لما نجـ عف التياوف الذي أبداهُ في موضوع رواندا عاـ ‪1994‬ـ‪ ,‬إذ أسفر عف‬
‫بدور ّ‬
‫الن ازع داخميا ‪.‬‬
‫الضحايا في خلّؿ ّأوؿ مئة يوـ مف ّ‬
‫مقتؿ اآلالؼ مف ّ‬
‫الن ازع أو احتوائ و أو في الحال ة ال تي تمتن ع ُّ‬
‫الدول ة ع ف حم و‬ ‫وفي الحال ة ال تي تفشؿ فيي ا ُّ‬
‫الدول ة في ح ّؿ ّ‬
‫التنفيذي ‪-‬مجمس األم ف ‪ -‬ب التوجو إلى‬
‫ِّ‬ ‫فيجب عمى المجتم ع ال ُّدولي ممث ًّل بمن ّ‬
‫ظم ة األمـ الم تّح دة م ف خلّؿ جيازى ا‬
‫الس ابع م ف‬
‫رية بم وجب الفصؿ ّ‬ ‫الس ادس وأخ رى قس ّ‬ ‫ممية بم وجب الفصؿ ّ‬ ‫اتّخ اذ األس اليب المناس بة مني ا ت دابير س ّ‬

‫مسؤولية الحماية ‪ :‬االعتبارات اإلنسانية وواقع الممارسات الدُّولية‪,‬‬


‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني إلى‬ ‫‪ - 30‬اربطي آمال‪ ,‬و يحياوي‪ 5‬لطفي‪ ,‬من‬
‫مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ - 31‬جاء في الفقرة ‪ 22‬من الوثيقة رقم ‪ A/ 66/ 874-S/ 2012/578‬الصادرة عن الجمعية العامة في‪ 24‬تموز عام ‪’’ 2142‬‬
‫ق‪55‬د أوليت عناي‪55‬ة كب‪5‬يرة إلى أىمي‪5‬ة الوس‪5‬اطة والدبموماس‪55‬ية الوقائي‪55‬ة في من‪5‬ع األزم‪55‬ات واالس‪55‬تجابة لي‪5‬ا وكثي‪5‬اًر م‪5‬ا يش‪5‬ار إلى وس‪55‬اطة االتح‪55‬اد‬
‫اإلف‪5‬ريقي في كيني‪5‬ا في ع‪55‬ام ‪ 2116‬وال‪5‬دور ال‪55‬ذي ق‪55‬ام ب‪55‬و مرك‪55‬ز األمم المتح‪55‬دة اإلقميمي لمدبموماس‪55‬ية الوقائي‪55‬ة لمنطق‪5‬ة آس‪5‬يا الوس‪55‬طى في‬
‫التصدي ألعمال العنف الطائفي‪ 5‬في قيرغيزستان في عام‪ 2141‬كمثالين لتط‪5‬بيق‪ 5‬أدوات الفص‪5‬ل الس‪5‬ادس من أج‪5‬ل من‪5‬ع الج‪5‬ارئم واالنتياك‪5‬ات‪5‬‬
‫في ما يتعمق بمسؤولية الحماية ’’ ‪.‬‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫اإلقميمية أيضاً في إطار الفصؿ الثامف مف الميثاؽ‪,‬‬


‫ّ‬ ‫اإلقميمية ودوف‬
‫ّ‬ ‫الميثاؽ األممي[‪ ,]32‬والتعاوف مع المنظمات‬
‫[‪]33‬‬
‫االقتصادية أو القضائيَّة‪ ,‬واذا‬
‫ّ‬ ‫ويجب أف تكوف االستجابة عميقة وفي ظ ّؿ ك ِ ّؿ حالة عمى حدة ‪ ,‬سواء ّ‬
‫السياسيَّة أو‬
‫[‪]34‬‬
‫‪.‬‬ ‫العسكرية‬
‫ّ‬ ‫اقتضى الحاؿ تتّخذ التدابير‬

‫ومنو فالتدابير الممكف اتّخاذىا ىي ‪:‬‬


‫النشاطات‪ ,‬وىي تيدؼ‬
‫لكنيا ال تمنعيا مف ممارسة بعض ّ‬ ‫العسكرية‪ّ :‬إنيا تعيؽ سمطة ُّ‬
‫الدولة ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .4‬التدابير غير‬
‫المعني ة باتّخ اذ ق ارر أو القياـ بعمؿ أو االمتن اع ع ف عمؿ‪ ,‬ى ذه الت دابير ُيف ترض التع امؿ معي ا‬
‫ّ‬ ‫إلى إقن اع الحكوم ة‬
‫بأىمية بحيث ال تؤثر عمى الفئات المحميَّة التي يجب أاَّل تتأثر بيذه التدابير ‪.‬‬
‫ّ‬
‫الحربية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وضعُ ٍّ‬
‫حد لمتعاوف العسكري وحظر التعامؿ في بيع أو ش ارء األسمحة‬ ‫‪ -‬في المجال العسكري‪ْ 5:‬‬
‫الجوي ة‪ ,‬وف رض‬
‫ّ‬ ‫البحري ة أو‬
‫ّ‬ ‫البري ة أو‬
‫‪ -‬في المج‪55‬ال االقتص‪55‬ادي‪ :‬الحظ ر المف روض عمى وس ائؿ المواص لّت ّ‬
‫قيود عمى موارد البتروؿ‪ ,‬وغيرىا ‪..‬‬
‫دولي ة م ا‪,‬‬ ‫السياس ‪55‬ي والدُّبموماس ‪55‬ي‪ :‬سياس َّياً ك رفض أو تعم يؽ عض ّ‬
‫وية دول ة في منظم ة ّ‬ ‫‪ -‬في المج ‪55‬الين ِّ‬
‫[‪]35‬‬
‫دبموماسييف ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدبموماسي أو طرد موظفيف‬ ‫قيود عمى التمثيؿ ُّ‬ ‫فرض ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ودبموماسياً‬
‫ّ‬
‫دمرة‬
‫ى ذا كم و دل يؿ عمى خط ورة اإلج ارء العس كري وجعم و آخ ر الخي ا ارت المطروح ة ن ظ اًر آلث اره الم ّ‬
‫اإلنسانية‪ ,‬إذ ليس جوىر المبدأ وال غايتو أيضاً ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عمى‬
‫ؤولية‬
‫أف مس ّ‬‫ؤولية االس تجابة‪ ,‬فرغـ ّ‬
‫دخؿ العس كري ج زءاً أساس ّياً م ف مس ّ‬‫‪5‬كرية ‪ :‬يع ُد الت ُّ‬
‫‪ .2‬الت‪55‬دابير العس‪ّ 5‬‬
‫السيادة‬
‫أن ’’ احتارم ّ‬
‫تقر ّ‬ ‫التدخؿ في ُّ‬
‫ُّ‬
‫لكنيا أيض اً في الوقت نفس و ُ‬
‫لمدوؿ ّ‬ ‫اخمي ة ّ‬
‫الد ّ‬
‫الش ؤوف ّ‬ ‫تقر بمبدأ عدـ‬‫الحماي ة ُّ‬
‫[‪]36‬‬
‫لكن و إج ارء اس تثنائي يم َارس عن دما‬
‫‪5‬انية ’’ ‪ّ ,‬‬
‫المش‪55‬اركة أحيان ‪5‬اً في المآس‪55‬ي اإلنس‪ّ 5‬‬
‫دائم ‪5‬اً ينط‪55‬وي عمى مجازف‪55‬ة ُ‬
‫الداخمي لدولة ذات‬
‫تدخؿ في ال ّشأف ّ‬‫مرده إلى خطورة اإلج ارء العسكري فيو ّ‬ ‫العسكرية‪ ,‬وىذا ّ‬
‫ّ‬ ‫تستنفد التدابير غير‬

‫الدوليين‪ ,‬المكتبة العصرية لمطباعة والنشر‪ ,‬بيروت‪,‬‬


‫ّ‬ ‫‪ - 32‬محمد وليد عبد الرحيم‪ ,‬األمم المتحدة وحفظ‪ّ 5‬‬
‫السمم واألمن‬
‫‪4221‬م‪ ,‬ص ‪.441‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 26‬‬ ‫مسؤولية الحماية ‪ :‬إعادة إحياء‬
‫ّ‬ ‫‪ - 33‬محمد عموان‪,‬‬

‫ُّ‬
‫التدخل أيضاً بموجب قارر من الجمعية العامة وفقاً لممادتين ) ‪ 41‬و ‪ ( 41‬من الميثاق وبموجب قاررىا االتحاد من أجل‬ ‫‪ - 34‬قد يكون‬
‫مس‪5‬ؤولية الحماي‪5‬ة‪,‬‬
‫ّ‬ ‫السمم‪ ,‬انظر د‪ .‬س‪5‬رمد ع‪5‬امر عب‪5‬اس‪ ,‬معالج‪5‬ة الفج‪5‬وات في نظ‪5‬ام الحماي‪5‬ة الدُّولي‪5‬ة لالج‪5‬ئين والن‪5‬ازحين‪ 5‬في إط‪5‬ار نظري‪5‬ة‬
‫مرجع سابق ‪,‬ص‪.222‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 46‬‬ ‫‪ - 35‬خالد حساني‪ ,‬بعض اإلشكاليات‪ 5‬النظرية لمفيوم‬
‫مسؤولية الحماية‪ ,‬مرجع‬
‫ّ‬ ‫‪ - 36‬د‪ .‬سرمد عامر عباس‪ ,‬معالجة الفجوات في نظام الحماية الدُّولية لالجئين‪ 5‬والنازحين في إطار نظرية‬
‫سابق‪ ,‬ص ‪. 222‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ (11‬العد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬
‫د‬

‫المعني ة‪ .‬وىذا التدبير ييدؼـ‬


‫ّ‬ ‫سيادة‪ ,‬وىو استخداـ لمقوة المسمحة التي ستكوف عمى مساحات واسعة مف أ ارضي ُّ‬
‫الدولة‬
‫لمدول ة أي يع رقؿ بش كؿ تاـ ُس مطة ُّ‬
‫الدول ة ويح ّؿ محمي ا وى و يي دؼ إلى ح ّؿ المش كمة‬ ‫اخمي ة ّ‬
‫الد ّ‬‫إلى إلغ اء الق درة ّ‬
‫الحاصمة أو التيديد الحاصؿ بشكؿ مباشر ‪.‬‬
‫ؤولية‬
‫دخؿ العس كري ليس ى و ج وىر مس ّ‬ ‫أف الت ُّ‬
‫وفي إش ارة م ف األمي ف العاـ لمنظم ة األمـ المتّح دة إلى ّ‬
‫المتنازع حوؿ نتيجتيا نياية عاـ ‪– 2007‬‬
‫الكينية ُبعيد االنتخابات ُ‬
‫ّ‬ ‫أف مساعيو في الوساطة في األزمة‬ ‫عبر ّ‬‫الحماية إذ ّ‬
‫ؤولية الحماي ة‪ ,‬وفي اآلون ة‬
‫ممية ىي األس اس الج وىري لمب دأ مس ّ‬
‫الس ّ‬
‫ممية ف الحموؿ ّ‬ ‫الس ّ‬
‫‪2008‬ـ تي دؼـ إلى التس وية ّ‬
‫الس ابع مف‬
‫المكرسة في الفصؿ ّ‬ ‫ّ‬ ‫العسكرية‬
‫ّ‬ ‫ؿ ىاـٌ عف العقوبات‬
‫كية وىي بدي ٌ‬
‫يسمى بالعقوبات ال ّذ ّ‬
‫األخيرة بات ىناؾ ما ّ‬
‫الميثاؽ‪.‬‬
‫الطبي ة اللّزمة لمحفاظ عمى حياة اإلنساف مف نطاؽ‬
‫ّ‬ ‫الغذائي ة واألدوات‬
‫ّ‬ ‫ويقر مجمس األمف بضرورة استثناء المواد‬
‫ُّ‬
‫األممية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الج ازءات‬
‫التدخؿ العسكري‪ ,‬وتستخدـ ستة عناويف‬‫ُّ‬ ‫المجنة في تقريرىا توفر ستة معايير مف أجؿ ق ارر‬
‫وقد اشترطت ّ‬
‫المجن ة ت رى ّأن و م ف غ ير الممك ف وض ع قائم ة‬
‫كري وىي أي ّ‬
‫دخؿ العس ِّ‬‫’’ لمع‪55‬ايير ص‪55‬نع الق‪55‬ارر ’’ م ف أجؿ الت ُّ‬
‫اليوة ما بيف البلّغة والواقع‬
‫تتضمف االتفاؽ حوؿ ىذه المعايير لذا فيي تعتبر المعايير وسيمة لتضييؽ ّ‬
‫ّ‬ ‫عالمياً‬
‫ّ‬ ‫مقبولة‬
‫بمسؤولية ُّ‬
‫رد الفعؿ‪ ,‬وىذه المعايير ىي ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫في ك ِ ّؿ مرة يرتبط الموضوع‬

‫العسكري أف يقتصر عمى الحاالت اآلتية ‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫بد لمتدخؿ‬
‫قضية عادلة ‪ :‬أي ال ّ‬
‫األول ‪ّ -‬‬
‫المعيار ّ‬
‫رية وقعت حق اً أو م ف المتوقّ ع وقوعي ا‪ ,‬س واء‬
‫وأف الخس ارة البش ّ‬
‫رية عمى نط اؽ كب ير ّ‬‫‪ -‬وج ود ض حايا بش ّ‬
‫متعم د م ف ُّ‬
‫الدول ة أو نتيج ة إىمالي ا أو عدـ‬ ‫جماعي ة أو ع دمو‪ ,‬وس واء أك انت الخس ائر بفعؿ ّ‬
‫ّ‬ ‫بوج ود ّنيةلجريم ة إب ادة‬
‫قدرتيا عمى العمؿ‪ ,‬أو في حالة كوف ُّ‬
‫الدولة مف ّككة ‪.‬‬
‫ري أو أعم اؿ‬
‫‪ -‬تطي ير ع رقي عمى نط اؽ واس ع فعمي أو متوقّ ع‪ ,‬وال ف رؽ إف نف ذ ب القتؿ أو باإلبع اد القس ِّ‬
‫[‪]37‬‬
‫‪.‬‬ ‫الترىيب أو االغتصاب‬
‫المخول ة مباش رة‬
‫ّ‬ ‫المجن ة فص ًّل كام ًّل لي ذا المعي ار ويع ني ُّ‬
‫الس مطة‬ ‫السمطة المناسبة‪ :‬أف ردت ّ‬
‫المعيار الثاني ‪ُّ -‬‬
‫اإلقميمية‪,‬‬
‫ّ‬ ‫والجمعية والمنظمات‬
‫ّ‬ ‫التدخؿ العسكري‪ ,‬وتـّ اقت ارح ثلّثة سمطات في الفصؿ المذكور وىي مجمس األمف‬ ‫ُّ‬
‫النطاؽ‬ ‫فعاالً في ُّ‬
‫النيوض في التعامؿ مع ج ارئـ التطيير العرقي واسع ّ‬ ‫أف مجمس األمف لـ يكف ّ‬‫تعتبر َّ‬
‫المجنة ُ‬ ‫َّ‬
‫لكف ّ‬
‫العامة أو‬
‫الجمعي ة َّ‬
‫ّ‬ ‫رخص م ف قبؿ‬ ‫التدخؿ العسكري الم َّ‬
‫ُّ‬ ‫أف‬
‫المجن ة ّ‬
‫الني وض ب و‪ ,‬لذا فقد أبدت ّ‬
‫أو ال قدرة لو عمى ّ‬
‫[ ‪]38‬‬
‫‪.‬‬ ‫رعية ’’‬
‫ش ّ‬ ‫اإلقميمية قد يكوف عمى ’’ درجة عالية من ال ّ‬
‫ّ‬ ‫المنظمات‬

‫‪111‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإلنساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 24‬‬ ‫‪ - 37‬خالد‪ 5‬حساني‪ ,‬بعض اإلشكاليات النظرية لمفيوم‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫اإلنسانية أو‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخؿ يجب أف يكوف محصواًر في تلّفي المعاناة‬ ‫السميمة ‪ :‬اليدؼ مف‬
‫النية ّ‬
‫المعيار الثالث – ّ‬
‫النظاـ فيذا ال يضع العقوبة موضع التنفيذ‪ ,‬ويوجد ثلّث طرؽ لمعرفة اليدؼ‪ ,‬وىي‪:‬‬
‫مجرد ىدؼـ إسقاط ّ‬
‫واف ّ‬‫ّ‬ ‫وقفيا‪.‬‬
‫جماعياً ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العسكري يجب أف يكوف‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخؿ‬ ‫األولى‪:‬‬
‫المدنييف الذيف تتـُّ الحماية لصالحيـ ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السكاف‬ ‫الثانية‪ :‬حجـ َّ‬
‫الدعـ الفعمي مف قبؿ ّ‬
‫التدخؿ [‪.]39‬‬
‫ُّ‬ ‫الثالثة‪ :‬أري ُّ‬
‫الدوؿ المجاورة ودرجة دعميا ليذا‬
‫المعي‪55‬ار االرب‪55‬ع – المالذ األخ‪55‬ير‪ :‬ال يجب أب داً استخداـ خي ار الق ّوة إاّل بع د بحث ’’ ك‪5ِّ 5‬ل وس‪55‬يمة من الوس‪55‬ائل‬
‫ممية ’’ وى ذا ال‬
‫الس‪ّ 5‬‬
‫‪5‬انية أو من أج‪5‬ل حمي‪5‬ا ب‪5‬الطرق ّ‬ ‫العسكرية لمح‪5‬ؤول دون ح‪55‬دوث األزم‪5‬ة اإلنس‪ّ 5‬‬
‫ّ‬ ‫بموماسية وغير‬
‫ّ‬ ‫الد‬
‫ّ‬
‫يعني‬
‫أي خيار آخر لما‬ ‫الدولي كؿ الخيا ارت األخرى الممكنة بؿ يكفي أف يكوف ىناؾ ما يقنع َّ‬
‫بأف ّ‬ ‫يجرب المجتمع ُّ‬
‫أف ِّ‬
‫كاف مصيره َّ‬
‫النجاح ‪.‬‬
‫المجوء إلى‬
‫البديييات وىو مبدأ أساسي مف مبادئ ّ‬
‫ّ‬ ‫المعيار الخامس – الوسائل المتناسبة‪ُّ :‬‬
‫يعد ىذا المعيار مف‬
‫القوة‪.‬‬
‫ّ‬
‫الس ‪5‬ادس – احتم‪55‬االت النج‪55‬اح المعقول‪55‬ة‪ :‬ف اإلج ارء العس كري ُي َّبرر فق ط في حال ة ك انت احتم االت‬
‫المعي‪55‬ار ّ‬
‫الفعمية ال يمكن تحقيقي‪5‬ا أو‬
‫ّ‬ ‫مبراًر إذا كانت الحماية‬ ‫ُّ‬
‫التدخل العسكري ال يكون َّ‬ ‫المجنة ’’‬
‫نجاحو معقولة حيث أوردت ّ‬
‫‪.‬‬ ‫[‪]40‬‬
‫بأي عمل عمى اإلطالق’’‪5‬‬ ‫ُّ‬
‫بالتدخل أسوأ من عدم القيام ِّ‬ ‫إذا كان من المحتمل أن تكون عواقب ُّ‬
‫الشروع‬
‫مسؤولية المساعدة و إعادة البناء ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الركيزة الثالثة‪-‬‬
‫ّ‬
‫معني ة بتنفيذ‬
‫الدوؿ ّ‬ ‫تعد ذات أىم ّي ة كب يرة‪ ,‬وليس فق ط ُّ‬
‫العسكري ُّ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخؿ‬ ‫ارتيجي ة ال تي تمي‬
‫ّ‬ ‫أف االس ت‬
‫حيث ّ‬
‫ظمة األمـ المتّحدة عميو دعـ ُّ‬
‫الدوؿ بكافة سبؿ المساعدة ‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫ممثل بمن َ‬ ‫مسؤولية الحماية بؿ أيضاً المجتمع ُّ‬
‫الدولي‬ ‫ّ‬

‫مسؤولية الحماية ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫ثالثاً‪ :‬شروط ممارسة‬
‫عدة شروط‪ ,‬تتمثؿ في وقوع انتياكات خطيرة وممنيجة‬
‫مسؤولية الحماية مف تحقؽ َ‬
‫ّ‬ ‫ال َّ‬
‫بد لممارسة مبدأ‬
‫وأما المجتمع ُّ‬
‫الدولي فيشترط حتى ينفذ‬ ‫ويعد ىذا شرطاً لتنفيذىا مف قبؿ ُّ‬
‫الدولة‪ّ ,‬‬ ‫احتمالية وقوعيا‪ُّ ,‬‬
‫ّ‬ ‫لحقوؽ اإلنساف أو‬
‫مسؤولية الحماية أف يتحقؽ مف عدـ قدرة أو عدـ رغبة ُّ‬
‫الدولة عمى تلّفي أو قمع االنتياؾ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مبدأ‬
‫األول – وقوع انتياكات خطيرة وممنيجة لحقوق اإلنسان أو احتمال وقوعيا ‪:‬‬‫الش رط ّ‬‫ّ‬

‫مسؤولية الحماية مشروعية استخدام القوة ألغراض إنسانية‪,‬‬


‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل العسكري ألغارض إنسانية ‪ :‬ىل تعزز عقيدة‬ ‫‪ - 38‬إيف ماسينغيام‪,‬‬
‫مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 422‬‬
‫ُّ‬
‫التدخل اإل نساني‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 22‬‬ ‫‪ - 39‬خالد‪ 5‬حساني‪ ,‬بعض اإلشكاليات النظرية لمفيوم‬
‫مسؤولية الحماية مشروعية استخدام القوة ألغراض إنسانية‪,‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫التدخل العسكري ألغارض إنسانية ‪ :‬ىل تعزز عقيدة‬ ‫‪ - 40‬إيف ماسينغيام‪,‬‬
‫مرجع سابق‪ ,‬ص ‪. 422‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ (11‬العد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬
‫د‬

‫رية لمج ارئـ‬


‫ؤولية الحماي ة عمى الح االت الحص ّ‬
‫يقتص ر االختص اص الموض وعي لممارس ة مب دأ مس ّ‬
‫رقمي ) ‪ ( 139 -138‬فقط‪ ,‬وىذه الج ارئـ ىي ج‬
‫ّ‬ ‫القم ة العالمي ‪2005‬ـ في الفقرتيف‬
‫مقرارت مؤتمر ّ‬
‫المذكورة في ّ‬
‫ارئـ اإلبادة الجماعية وج ارئـ الحرب وج ارئـ ضد اإلنسانية‪ ,‬وج ارئـ التطيير العرقي‪ ,‬وىذه الج ارئـ واف كانت قد‬
‫حية في‬
‫الص لّ ّ‬
‫الدوؿ األعضاء ّ‬ ‫القم ة العالمي ‪ 2005‬ـ أعطى ُّ‬
‫لكف مؤتمر ّ‬ ‫قررت كمقدمة الزمة لمباشرة االختصاص ّ‬
‫إض افة ج ارئـ أخ رى مس ًّ‬
‫تقبل‪ ,‬وال يش ترط لممارس ة ى ذا االختص اص وق وع تمؾ الج ارئـ ب الفعؿ بؿ أيض اً مج رد‬
‫مسؤولية الحماية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫احتماؿ وقوعيا يكفي إلنفاذ مبدأ‬
‫آ‪ -‬جارئم إبادة الجنس البشري ‪:‬‬
‫الفقيي الجريمة التي‬
‫ِّ‬ ‫يعتبر الفقيو البولوني ارفائيؿ ليمكيف ّأوؿ مف بمور ليذه الجريمة‪ ,‬وىي بالمفيوـ‬
‫تتعم د إلحاؽ أض ارر‬
‫ديني ة‪ ,‬والتي ّ‬
‫عرقي ة‪ ,‬أو ّ‬
‫ّ‬ ‫اثني ة‪ ,‬أو‬
‫قومي ة‪ ,‬أو ّ‬
‫بشرية ّ‬
‫ّ‬ ‫ترتكب بقصد ىلّؾ كمي أو جزئي لجماعة‬
‫جماعي ة‬
‫ّ‬ ‫تعد ج ارئـ إبادة‬
‫ارئـ التي ّ‬
‫اتفاقي ة منع اإلبادة الج َ‬
‫ّ‬ ‫المادة ) ‪ (2‬مف‬
‫عقمي ة بيا‪ ,‬وقد ذكرت ّ‬ ‫ّ‬ ‫جسدية أو‬
‫ّ‬ ‫خطيرة‬
‫تعد‬
‫المادة ) ‪ ( 6‬منو‪ ,‬عمى ّأن و ّ‬
‫ّ‬ ‫فضمنتيا نظاميا األساسي وقامت بتعريفيا في‬
‫ّ‬ ‫ولي ة‬ ‫الجنائي ة ُّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتأثرت بيا المحكمة‬
‫الجماعية الجريمة التي تكوف بقصد أو ىػدؼـ ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫جريمة اإلبادة‬
‫عدة منيا‬
‫جزئي اً‪ ,‬مف خلّؿ أساليب ّ‬
‫ّ‬ ‫كمياً أو حتى‬
‫دينية ّ‬
‫عرقية‪ ,‬أو ّ‬
‫ّ‬ ‫اثنية‪ ,‬أو‬
‫قومية‪ ,‬أو ّ‬ ‫إما تحقي ِؽ ٍ‬
‫إبادة لجماعة ّ‬ ‫ّ‬
‫معيشي قد‬
‫ٍّ‬ ‫واقع‬
‫قتؿ أف ارد مف الجماعة‪ ,‬أو إلحاؽ أذى جسدي‪ ,‬أو عقمي خطير بيا‪ ,‬أو إخضاعيا عف قصد إلى ٍ‬
‫معينة‪ ,‬الترحيؿ اإلجباري‬
‫كمية أو جزءاً‪ ,‬أو فرض تدابير مف شأنيا إعاقة التناسؿ داخؿ جماعة ّ‬
‫يؤدي إلى تدميرىا ّ‬
‫ّ‬
‫ألطفاؿ جماعة إلى جماعة أخرى[‪.]41‬‬
‫اإلنسانية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ضد‬
‫ب‪ -‬الجارئم ّ‬
‫اإلنسانية وقد‬
‫ّ‬ ‫العالمية األولى مف بيف الج ارئـ التي تقترؼ بحؽ القوانيف‬
‫ّ‬ ‫تبمور ىذا المفيوـ بعد الحرب‬
‫انية في الق انوف‬
‫الص ادرة ع ف محكم ة نورم برغ ال تي تع ِّرؼ الج ارئـ اإلنس ّ‬
‫ولي ة ّ‬ ‫ألوؿ م رة في الوثيق ة ُّ‬
‫الد ّ‬ ‫ُع رفت ّ‬
‫[‪]42‬‬
‫‪.‬‬
‫المادة ) ‪ ( 6‬منيا‬
‫ونصت عمييا الفقرة ج مف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫الدولي الجنائي‪,‬‬
‫دنييف‪ ,‬وك اف لمحاكـ طوكي و‬
‫الس كاف الم ّ‬
‫ويتـ ارتك اب ى ذه الج ارئـ في خضـ ىجوـ ش امؿ أو ج زئي بحؽ ُّ‬ ‫ّ‬
‫المادة )‬
‫ّ‬ ‫العسكرية لطوكيو ونورمبرغ وفي‬
‫ّ‬ ‫عرفيا ميثاؽ المحكمة‬
‫الدور المؤثر في تبمور ىذه الج ارئـ إذ ّ‬
‫ونورمبرغ ّ‬
‫‪ ( 7‬مف نظاـ روما ّأنيا‪:‬‬

‫الدولي‪ ,‬مذكرة مكممة لمقتضيات‪ 5‬نيل شيادة الماستر في‬


‫ولية في ظل سمطات مجمس األمن ّ‬
‫الد ّ‬
‫الجنائية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ - 41‬فعالية المحكمة‬
‫الحق‪55‬وق ‪,‬تخص‪55‬ص ق‪55‬انون‪ 5‬جن‪55‬ائي‪ ,‬إع‪55‬داد الط‪55‬الب عمي حس‪55‬ام ال‪55‬دين لخض‪55‬اري‪ ,‬إش‪55‬ارف أ ‪ .‬المخت‪55‬ار ول‪55‬يي‪ ,‬جامع‪55‬ة محم‪55‬د بوض‪55‬ياف )‬
‫المسيمة ‪– 2142 (,‬‬
‫‪2141‬م‪ ,‬ص ‪. 412‬‬
‫‪ - 42‬عالقة مجمس األمن بالمحكمة الجنائية الدولية‪ ,‬مذكرة مكممة من متطمبات نيل شيادة الماستر في الحقوق‪ ,‬إعداد الطالب درنوني‬
‫مميك‪ ,‬إشارف د‪ .‬يعيش تمام شوقي‪ ,‬جامعة محمد خيضر‪ ,‬بسكرة ‪2144 -2141,‬م‪ ,‬ص ‪. 22‬‬

‫‪111‬‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫وأف ‪:‬‬
‫منيجي ّ‬
‫ٍّ‬ ‫النطاؽ أو‬
‫المدنييف يتـُّ في إطار ىجوـ واسع ّ‬
‫ّ‬ ‫السكاف‬
‫ضد مجموعة مف ّ‬ ‫اعتداءات جسيمة ّ‬
‫الش ديد‬
‫الس جف – الحرماف ّ‬
‫لمس كاف أو ّ‬
‫السكاف أو النقؿ القسري ّ‬ ‫القتؿ العمد – اإلبادة – االسترقاؽ – إبعاد ّ‬
‫األساسية لمقانوف ُّ‬
‫الدولي – التعذيب – االغتصاب – االستعباد‬ ‫ّ‬ ‫الجسدية بما يخالؼ القواعد‬
‫ّ‬ ‫الحرية‬
‫ّ‬ ‫عمىنحو آخر مف‬
‫أي ش ك ٍؿ آخ ر م ف أش كاؿ العنؼ الجنس ّي م ف‬
‫ري‪ ,‬أو ّ‬
‫الجنس ِّي عمى وج و البغ اء أو الحمؿ القس ري أو التعقيـ القس ِّ‬
‫ثقافي ة‪ ,‬أو‬
‫إثني ة‪ ,‬أو ّ‬
‫وطني ة‪ ,‬أو ّ‬
‫ّ‬ ‫عرقي ة‪ ,‬أو‬
‫ّ‬ ‫سياسية‪ ,‬أو‬
‫ّ‬ ‫درجة الخطورة نفسيا واضطياد أي مجموعة أو جماعة ألسباب‬
‫أي فعؿ ُمش ار إلي و في ى ذه‬ ‫جنس ّية‪ ,‬أو ألس باب سياس ّية أخ رى غ ير مقبول ة في الق انوف ال ُّدولي س ٌ‬
‫واء اتصؿ ذلؾ ب ِّ‬
‫القسري لألشخاص وجريمة التمييز العرقي‪ ,‬أو األفعاؿ‬
‫ُّ‬ ‫بأي جريمة تدخؿ في اختصاص المحكمة‪ ,‬واالختفاء‬ ‫الفقرة أـ ّ‬
‫بدني‬
‫عقمياً أو ّ‬
‫ّ‬ ‫صحياً سواء‬
‫ّ‬ ‫أذى خطير يمحؽ بالجسـ‬
‫تتسبب في معاناة شديدة‪ ,‬أو ً‬
‫المماثمة التي ّ‬
‫اإلنسانية األخرى ُ‬
‫ّ‬ ‫غير‬
‫اً[‪.]43‬‬
‫ورد ىذا التعداد عمى سبيؿ المثاؿ وليس الحصر‪ .‬ورغـ تبموره عف محاكـ طوكيو ونورمبرغ‪ ,‬إاّل ّأن و‬‫وقد َ‬
‫أف ى ذه الج ارئـ ال تقتص ر عمى الح رب فق ط بؿ م ف‬‫النص في ميث اؽ روم ا األساس ي ‪ -‬عمى ّ‬ ‫تمي ز عني ا – أي ّ‬
‫ّ‬
‫السمـ‪ ,‬طالم ا تحقؽ وقوعي ا بح ِ ّؽ مجموع ة س كاف ّ‬
‫مدني ة ض مف ىجوـ مم نيج واس ع‬ ‫المحتمؿ أف تق ع ول و في زم ف ّ‬
‫الممنيج ‪.‬‬
‫ويشترط تحقؽ ركف العمـ بفعؿ اليجوـ ُ‬
‫ج ‪ -‬جارئم الحرب‪:‬‬
‫عرفي ا‬ ‫ىي أفع اؿ تق ع في خلّؿ الح رب خلّف اً لممعاى دات والمواث يؽ ال ُّد ولي ة ّ‬
‫الناظم ة لمح رب‪ ,‬وىي كم ا ّ‬
‫[‪]44‬‬
‫‪.‬‬ ‫الفقيو دي فابر’’ تمك الجارئم التي ترتكب ضد قوانين وعادات الحرب ’’‬
‫المنشأة لمحاكمة كبار‬
‫النظاـ األساسي لمحكمة نورمبرغ ُ‬‫قانوني اً في ّ‬
‫ّ‬ ‫أما قوانيف وعادات الحرب فقد تـّ إسنادىا‬ ‫ّ‬
‫واتفاقي ة جنيؼ لعاـ ‪1929‬ـ‪ ,‬والى األع ارؼ والتقالي د‬
‫ّ‬ ‫اتفاقي ات الى اي لعاـ ‪1907‬ـ‪,‬‬
‫ّ‬ ‫مج رمي الح رب في ألماني ا إلى‬
‫السارية ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ادة ) ‪ ( 8‬م ف نظامي ا األساس ي ج ارئـ الح رب حيث‬
‫نص الم ّ‬‫ولي ة بمقتض ى ّ‬ ‫الجنائي ة ُّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬ ‫وق د ذ َك رت المحكم ة‬
‫ضرر فادح يصيب اإلنساف أو سجيناً‬ ‫ٍ‬ ‫لتصرؼ ُيفضي لموفاة‪ ,‬أو ألـ شديد‪ ,‬أو‬
‫ُّ‬ ‫تتحقؽ ىذه الج ارئـ باالرتكاب العمد‬
‫مدنياً يحميو القانوف‪ ,‬وأىـّ تمؾ االنتياكات ‪:‬‬
‫أو ّ‬

‫ولي والتشريع الوطني‪ ,‬المكتب الجامعي‬ ‫‪ - 43‬نبيل عبد الرحمن ناصر الدين‪ ,‬ضمانات حقوق اإلنسان وحمايتيا وفقاً لمقانون ّ‬
‫الد ّ‬
‫الحديث‪ ,‬االسكندرية ‪2116,‬م‪ ,‬ص ‪. 416‬‬

‫الجماعية والمعاقبة عمييا‪ ,‬رسالة مقدمة استكما ًال لمتطمبات‬


‫ّ‬ ‫الخاصة في تحديد جريمة اإلبادة‪5‬‬
‫ّ‬ ‫ولية‬
‫الد ّ‬
‫الجنائية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ - 44‬دور المحاكم‬
‫الحصول عمى درجة الماجستير في القانون العام‪ ,‬إعداد زياد أحمد محمد العبادي‪ ,‬إشارف أ‪.‬د نازر العنبكي‪ ,‬جامعة الشرق األوسط ‪,‬‬
‫‪2142‬م‪ ,‬ص‬
‫‪. 44‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ (11‬العد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬
‫د‬

‫وأي اعت داء جنس ٍّي آخ َر‪,‬‬


‫القوة‪ّ ,‬‬
‫‪ -‬االغتص اب الجنس ُّي‪ ,‬اإلرغاـ عمى ممارس ة البغ اء‪ ,‬جعؿ النِّس اء يحمم ف ب ّ‬
‫دنييف‬
‫الحربي ة‪ ,‬والتس بُّب باحتج از أح د الم ّ‬
‫ّ‬ ‫إض افة إلى إش ارؾ أطف اؿ دوف الخامس ة عش ر باإلسياـ في األعم اؿ‬
‫وعمني ة و التعذيب الذي يحتوي‬
‫ّ‬ ‫المدنييف مف حقو في محاكمة عادلة‬
‫ّ‬ ‫كرىينة‪ ,‬وحرماف أحد سجناء الحرب أو أحد‬
‫[‪]45‬‬
‫اإلنسانية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طبية غير سميمة‪ ,‬وعقاقير ِ‬
‫تفسد العقؿ أو التشويو الجسدي أو المعاممة غير‬ ‫عمى استخداـ أساليب ّ‬
‫العسكرية ُّ‬
‫الدولية لنورمبرغ والتي تعتبر‬ ‫ّ‬ ‫النظاـ األساسي لممحكمة‬
‫المادة ) ‪ ( 1 /6‬مف ّ‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫ج ارئـ الحرب ‪:‬‬

‫‪5‬رياً‪ ,‬القت‪55‬ل العم‪55‬د‬


‫وتتضمن ىذه االنتياك‪55‬ات دون أن يك‪55‬ون ى‪55‬ذا التّع‪55‬داد حص‪ّ 5‬‬
‫ّ‬ ‫’’ انتياكات قوانين الحرب وأفعاليا‪,‬‬
‫‪5‬دنيين من أج‪55‬ل العم‪55‬ل في أش‪55‬غال ش‪55‬اقة في البالد المحتم‪55‬ة أو‬ ‫الس‪5‬كان الم‪ّ 5‬‬
‫السيئة‪ ,‬أو إقصاء ّ‬‫مع اإلصارر‪ ,‬والمعاممة ّ‬
‫الخاص‪5‬ة‪ ,‬وى‪5‬دم‬
‫ّ‬ ‫العام‪5‬ة أو‬
‫ّ‬ ‫عم‪5‬دياً‪ ,‬أو رج‪5‬ال البح‪5‬ر‪ ,‬واع‪5‬دام الرى‪5‬ائن‪ ,‬أو نيب األم‪5‬وال‬
‫ّ‬ ‫ألي ىدف آخر‪ ,‬وقت‪5‬ل األس‪5‬رى‬
‫ّ‬
‫[ ‪]46‬‬
‫العسكرية ال تقتضي ذلك ’’ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الضروارت‬
‫المدن والقرى دون سبب‪ ,‬أو االجتياح إذا كانت ّ‬
‫د– جارئم التطيير العرقي ‪:‬‬
‫العرقي أو االثني‬
‫ِّ‬ ‫معينة بسبب انتمائيا‬
‫العرقي ة وترتكب بقصد تدمير جماعة ّ‬ ‫ّ‬ ‫أو ما يصطم باسـ ج ارئـ اإلبادة‬
‫بيولوجي اً كق تؿ تمؾ الجماع ات أو ت دميرىا‬
‫ّ‬ ‫ثقافي اً أو جس َّ‬
‫دياً أو‬ ‫أي النتمائي ا االجتم اعي الثق افي وق د يك وف ت دمي اًر ّ‬
‫نفسياً‪ ,‬أو منعيا مف التّناسؿ فيما بينيا وغير ذلؾ ‪.‬‬
‫ّ‬
‫شرط الثاني ‪ :‬عدم قدرة الدُّولة أو عدم رغبتيا منع االنتياك الجسيم أو الممنيج أو إيقافو ‪:‬‬
‫ال ّ‬
‫وى ذا ش رط لمباش رة المجتم ع ال ُّدولي ممث ًّل باألمـ المتّح دة لمب دأ مس ّ‬
‫ؤولية الحماي ة‪ ,‬وربم ا يع زى امتن اع‬
‫الدولة أو قصورىا عف تحقيؽ تمؾ الحماية إلى ضعفيا وعدـ بسطيا سيادتيا عمى كامؿ إقميميا بسبب سيطرة جماعة‬ ‫ُّ‬
‫وأما عدـ رغبتيا في توفير الحماية ف ّل تثبت إاّل بعد التأكد مف قدرتيا عمى توفير تمؾ الحماية ضمف‬
‫مسمحة عميو‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫القم ة العالمي ‪ 2005‬ـ يجب أف يكوف‬ ‫َّ‬
‫الرغبة وكما أك د عميو مؤتمر ّ‬ ‫تمر بيا خلّليا‪ ,‬فموضوع عدـ ّ‬
‫الظّروؼ التي ُّ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ثابتاً بشك ٍؿ ّبي ٍ‬
‫العرقي أو‬
‫ِّ‬ ‫اإلنسانية أو الحرب أو التطيير‬
‫ّ‬ ‫الدولة بالتّحريض عمى ارتكاب ج ارئـ َّ‬
‫ضد‬ ‫أف قياـ ُّ‬
‫وتجدر اإلشارة َّ‬
‫َ‬
‫الدولة التي ال ترغب في توفير الحماية‪ ,‬ويستوجب تدخؿ المجتمع ُّ‬
‫الدولي إلنفاذ‬ ‫اإلبادة الجماعيَّة يجعميا في سياؽ ُّ‬
‫مسؤولية الحماية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مبدأ‬

‫الدولي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪24‬‬


‫ولية في ظل سمطات مجمس األمن ّ‬
‫الد ّ‬
‫الجنائية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ - 45‬عمي حسام الدين لخضاري‪ 5,‬فعالية المحكمة‬
‫‪.‬‬
‫الجماعية والمعاقبة عمييا‪ ,‬مرجع سابق‪,‬‬
‫ّ‬ ‫الخاصة في تحديد جريمة اإلبادة‬
‫ّ‬ ‫الجنائية الدُّولية‬
‫ّ‬ ‫‪ - 46‬زياد أحمد محمد العبادي‪ ,‬دور المحاكم‬
‫ص‬
‫‪. 44‬‬

‫‪115‬‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫الدولية‬
‫يمكف االعتداد بيذا المفيوـ الجديد وباألسس التي ينتيجيا لكف ال يمكف نفي أنو في ضوء االزدواجيات ّ‬
‫والمصال االست ارتيجي ة البد سيرتطـ دائم اً ب الواقع العممي الذي يخفي في كثير م ف األحي اف تحاي ًّل عمى المفاىيـ‬
‫والتفافاً حوليا‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫دخؿ وتب اينت ص وره كم ا تع ّددت الجي ات القائم ة ب و‪ ,‬وذلؾ بس بب التط ّوارت الكب يرة عمى‬ ‫تن امت مفاىيـ الت ُّ‬
‫أف حماية‬
‫المسؤولية أي ّ‬
‫ّ‬ ‫التدخؿ أصبحت اليوـ بمعناىا الحديث تعني‬‫ُّ‬ ‫السيادة سبباً لعدـ‬
‫ولية‪ ,‬فبعد أف كانت ّ‬ ‫الساحة ُّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬
‫ؤولية المجتم ع ُّ‬
‫الدولي عن دما تخفؽ أو ّأني ا‬ ‫بالدرج ة األولى ويص ب م ف مس ّ‬ ‫ؤولية ُّ‬
‫الدول ة ّ‬ ‫رعاي ا ُّ‬
‫الدولة يع ّد م ف مس ّ‬
‫تبدي عدـ رغبتيا في تكريس تمؾ الحماية ثانياً‪.‬‬
‫السيادة وال ُّ‬
‫تدخؿ العتبا ارت‬ ‫توافقية بيف مبدأ ّ‬
‫ّ‬ ‫مسؤولية الحماية‪ ,‬كصيغة‬
‫ّ‬ ‫انطلّقاً مف ذلؾ فقد ظير مفيوـ مبدأ‬
‫يمس م ف س يادة ال ُّدوؿ‪ ,‬ودوف أف يمغي واجب‬
‫انية وى و يس عى إلى تحق يؽ حماي ة حق وؽ اإلنس اف دوف أف َّ‬ ‫إنس ّ‬
‫محددة ‪.‬‬
‫بالتدخؿ وذلؾ كمو وفؽ مبادئ وفي مستويات ومعايير ّ‬
‫ّ‬ ‫الدولي‬
‫المجتمع ّ‬

‫االستنتاجات والتوصيات ‪:‬‬


‫ؤولية الحماي ة إح داث إص لّح ش امؿ في منظم ة األمـ المتّح دة وفي منظوم ة‬
‫‪ -‬يستمزـ نج اح عمؿ مب دأ مس ّ‬
‫العمؿفييا ‪.‬‬
‫الحصرية‬
‫ّ‬ ‫مسؤولية الحماية‪ ,‬وعدـ االكتفاء بعدد محدود جداً مف الج ارئـ‬
‫ّ‬ ‫النطاؽ الموضوعي لمبدأ‬
‫‪ -‬توسيع ّ‬
‫مقارنة مع الج ارئـ الخطيرة واسعة النطاؽ اليوـ‪.‬‬
‫ولية أيضاً ‪.‬‬ ‫اإلقميمية ُّ‬
‫والد ّ‬ ‫ّ‬ ‫آلية اإلنذار المب ّكر وجعميا مرتبطة بكافة المستويات‬
‫‪ -‬تفعيؿ ّ‬
‫الص ادقة لدى ُّ‬
‫الدوؿ أعضاء‬ ‫ياسية ّ‬
‫الس ّ‬ ‫مسؤولية الحماية لف يتأتى إاّل بتوافر اإل اردة ّ‬
‫ّ‬ ‫الفعاؿ لمبدأ‬
‫‪ -‬التطبيؽ ّ‬
‫المعنية بسيادة ُّ‬
‫الدوؿ والتدخؿ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المجنة‬
‫الضوابط التي وضعتيا ّ‬
‫والسير وفؽ ّ‬
‫الدولي ّ‬‫المجتمع ُّ‬
‫ُّ‬
‫التدخؿ‬ ‫المجوء إلى اتّخاذ أي إج ارء عسكري وأف تكوف غاية‬‫ممية بداية قبؿ ّ‬
‫الس ّ‬
‫‪ -‬يجب استنفاد األساليب ّ‬
‫إنسانية صرفة وتناسب اإلج ارء مع االنتياؾ الحاصؿ ‪.‬‬
‫ّ‬

‫المارجع‪:‬‬
‫الكتب واألبحاث‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ (11‬العد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬
‫د‬

‫‪ -‬أحمد‪ ,‬رجداؿ ‪.‬حماية حقوؽ اإلنساف مف التدخؿ الدولي اإلنساني إلى مسؤولية الحماية‪ ,‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيؿ درجة الماجستير في القانوف الدولي والعلّقات الدولية‪ ,‬الج ازئر‪ ,‬جامعة بومرداس ‪. 190 ,2016,‬‬
‫‪ -‬آماؿ‪ ,‬اربطي؛ لطفي‪ ,‬يحيى ‪.‬مف اّلتدخؿ اإلنساني إلى مسؤولية الحماية ‪ :‬االعتباارت اإلنسانية وواقع‬
‫الممارسات ُّ‬
‫الد ولية‪ ,‬جامعة عبد الرحماف ميرة – بجاية‪ ,‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ,‬شعبة القانوف‬
‫العاـ ‪,‬تخصص القانوف ُّ‬
‫الدولي اإلنساني وحقوؽ اإلنساف‪2014 ,‬ـ ‪. 158,‬‬
‫‪ -‬حس اني‪ ,‬خال د ‪.‬بعض اإلش كاليات النظري ة لمفيوـ الت ُّدخؿ اإلنس اني‪ ,‬مجم ة المس تقبؿ الع ربي‪ ,‬الج ازئ ر‪,‬‬
‫جامعة بجاية‪ ,‬العدد ‪. 63 -41 ,2014 ,425‬‬
‫المتحدة في األزمة الميبية‪ ,‬بحث عممي قانوني لنيؿ درجة الماجستير في‬
‫‪ -‬ديوب‪ ,‬عدناف‪ .‬ى ّل ‪.‬دور األمـ ّ‬
‫القانوف ُّ‬
‫الدولي‪ ,‬دمشؽ‪. 154 ,2016 ,‬‬
‫‪ -‬زع رور‪ ,‬ماي ا ‪.‬مش روعية الق ارارت الص ادرة ع ف مجمس األم ف وس بؿ إص لّحو‪ ,‬بحث عممي ق انوني‬
‫لنيؿ درجة الماجستير في القانوف الدولي‪ ,‬دمشؽ ‪2012,‬ـ ‪. 384,‬‬
‫‪ -‬عباس‪ ,‬عامر‪ .‬د‪ .‬سرمد ‪.‬معالجة الفجوات في نظاـ الحماية الدولية للّجئيف والنازحيف في إطار نظرية‬
‫مسؤولية الحماية‪ ,‬مجمة الحقوؽ‪ ,‬جامعة النيريف‪ ,‬المجمد ‪ ,16‬العدد ‪. 252-225 ,2014 ,3‬‬
‫‪ -‬عب د الرحيـ‪ ,‬ولي د‪ .‬محم د ‪.‬األمـ المتح دة وحف ظ السمـ واألم ف ال دولييف‪ ,‬المكتب ة العص رية لمطباع ة‬
‫والنشر ‪,‬بيروت ‪1994,‬ـ ‪. 183,‬‬
‫‪ -‬عثماف‪ ,‬حمزة‪ .‬د‪ .‬عادؿ ‪.‬األمـ المتحدة والموقؼ مف عمميات التدخؿ اإلنساني دارسة سياسية قانونية‪,‬‬
‫المجمة السياسية ُّ‬
‫والدولية‪ ,‬بغداد‪ ,‬الجامعة المستنصرية‪ ,‬العدد ‪. 334-299 ,2012 ,20‬‬
‫‪ -‬عم واف‪ ,‬محم د ‪.‬مس ؤولية الحماي ة ‪ :‬إع ادة إحي اء الت دخؿ اإلنس اني‪ ,‬سياس ات عربي ة‪ ,‬المرك ز الع ربي‬
‫لألبحاث ود ارسة السياسات‪ ,‬العدد ‪2016 ,23‬ـ ‪. 38-20,‬‬
‫‪ -‬عم ر درب اش‪ ,‬مفت اح ‪.‬دور مجمس األم ف في التس وية الس ممية لممنازع ات وحف ظ السمـ واألم ف‬
‫الدولييف‪ ,‬ط‪1‬‬
‫‪2007‬ـ‪ ,‬المركز العالمي لد ارسات وأبحاث الكتاب األخضر‪ ,‬دار الكتب الوطنية ‪ ,‬بنغازي ‪. 315,‬‬
‫‪ -‬لخضاري‪ ,‬حساـ الديف‪ .‬عمي ‪.‬فعالية المحكمة الجنائية الدولية في ظؿ سمطات مجمس األمف الدولي‪,‬‬
‫مذكرة مكممة لمقتضيات نيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ,‬تخصص قانوف جنائي‪ ,‬جامعة محمد بوضياؼ ) المسيمة‬
‫‪2014 – 2013 (,‬ـ ‪. 98,‬‬

‫‪ -‬ماسينغياـ‪ ,‬إيؼ ‪.‬الت ُّدخؿ العس كري ألغ ارض إنس انية ‪ :‬ىؿ تع زز عقي دة مس ّ‬
‫ؤولية الحماي ة مش روعية‬
‫استخداـ الق وة ألغ ارض إنس انية‪ ,‬المجم ة ُّ‬
‫الدولي ة لمص ميب األحم ر‪ ,‬كمبري دج‪ ,‬المجم د ‪ ,91‬الع دد ‪2009 ,876‬ـ‪,‬‬
‫‪. 186 - 157‬‬
‫خازـ‪ ,‬ستيتي‬ ‫مسؤولي ة الحماية‬
‫ّ‬ ‫أساس وجوىر مبدأ‬

‫‪ -‬محم د العب ادي‪ ,‬أحم د‪ .‬زي اد ‪.‬دور المحاكـ الجنائي ة الدولي ة الخاص ة في تحدي د جريم ة اإلب ادة الجماعي ة‬
‫والمعاقبة عمييا‪ ,‬رسالة مقدمة استكماالً لمتطمبات الحصوؿ عمى درجة الماجستير في القانوف العاـ‪ ,‬جامعة الشرؽ‬
‫األوسط ‪2012,‬ـ ‪. 151,‬‬
‫‪ -‬مميؾ‪ ,‬درنوني ‪.‬علّقة مجمس األمف بالمحكمة الجنائية الدولية‪ ,‬مذكرة مكممة مف متطمبات نيؿ شيادة‬
‫الماستر في الحقوؽ‪ ,‬جامعة محمد خيضر‪ ,‬بسكرة ‪2015 -2014,‬ـ ‪. 89,‬‬
‫ولي والتشريع‬
‫‪ -‬ناصر الديف‪ ,‬عبد الرحمف‪ .‬نبيؿ ‪.‬ضمانات حقوؽ اإلنساف وحمايتيا وفقا لمقانوف الد ّ‬
‫الوطني‪ ,‬ط‪2008 1‬ـ ‪ ,‬المكتب الجامعي الحديث‪ ,‬االسكندرية‪. 235 ,‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ (11‬العد )العموـ االقتصادية والقانونية المجمد ‪ ‬مجمة جامعة تشريف (‪Tishreen University Journal Eco. & Leg. Sciences Series 1112 )2‬‬
‫د‬

‫‪111‬‬

You might also like